أرشيف ملتقى أهل التفسير... مع خالص شكرى....
أبو محمد المصرى www.aldahereyah.net
ملتقى أهل التفسير
---
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: ملتقى أهل التفسير
القسم العام
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
فهارس ملتقى أهل التفسير
ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه
ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
الملتقى المفتوح والتقني
الملتقى التقني
ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات
القسم الإداري
ملتقى الاقتراحات والملحوظات(1/1)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مشروع خيرى ضخم شامل لعلوم القرآن الكريم
---
مشروع خيرى ضخم شامل لعلوم القرآن الكريم
---
إيهاب زكى
10-18-2004, 11:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى جميعا ، صراحة أنا جديد فى هذا المنتدى ورغبت فقط أن أنشر عليكم مشروع قد بدأت فيه وشاركى والحمد لله الآن العديد ولكن مازلنا نحتاج لكثير من المجهودات لإتمامه على خير إن شاء الله. لعلى أجد منكم من يرغب فى المشاركة معنا.
المشروع بإختصار عبارة برنامج كمبيوتر عبارة عن موسوعة قرآنية شاملة تفيد كل من يرغب فى الإبحار فى علوم القرآن الكريم.
برامج الكمبيوتر الخاصة بالقرآن الكريم كثيرة جدا منها ما هو مجانى ومنها ما هو تجارى وعلى الرغم من ذلك فلقد لاحظت القصور الشديد فى معظم هذه البرامج. فمعظم هذه البرامج تركز على السماح لمستخدم البرنامج باختيار سورة أو مكان معين فى المصحف لتلاوته أو رؤية تفسيره بشكل بسيط وقليل منهم يدعم عمليات متقدمة قليلا مثل البحث فى آيات المصحف أو ما شابه ذلك. ولا يوجد فى كل هذه البرامج امكانيات أرى أنها مهمة مثل التركيز على قواعد التجويد والمقارنة بين القراءات المختلفة للقرآن الكريم. فرأيت أنه من واجبى كمسلم أن أبدأ بعمل برنامج يليق بالمصحف الشريف. فكل الإمكانيات التكنولوجية متوفرة لعمل برامج على أعلى مستوى ولا يجب أن نترك هذه الإمكانيات دون الإستفاده بها الإستفادة القصوى لخدمة القرآن الكريم ومن يريد أن يحفظ القرآن الكريم. لهذا فكرت فى هذا المشروع.
لقد بدأنا والحمد لله فى المراحل الأولى ولكننا نحتاج إلى الكثير والكثير من المتطوعين للعمل معنا على إنجاز هذا المشروع. لعل الله يثيبنا جميعا بعملنا لخدمة الأمة الإسلامية.(1/2)
أنا للأسف لست متخصصا فى التجويد وأحكامه وعلوم القراءات للقرآن الكريم ولكنى أحاول قراءة كل ما يتيسر لى فى هذا المجال. ولكنى مبرمج كمبيوتر على قدرات عالية فى هذا المجال والحمد لله. لذا فأحتاج إلى المتخصصين منكم فى علوم القرآن الكريم المختلفة كما أحتاج منكم حتى لمن ليس متخصص ولكن لديه الوقت الذى يريد إستثماره فى هذا المشروع فهناك الكثير من الأعمال التى لا تحتاج إلى متخصصين.
أتمنى أن أجد الكثير من المشاركين معنا. والله الموفق.
---
عبدالحميد عبدالرحيم
10-21-2004, 07:06 PM
الرجاء ارسال معلومات كاملة وشكرا
عبدالحميد
---
إيهاب زكى
10-21-2004, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى عبد الحميد. إخوانى جميعا
تفاصيل المشروع تجدونها فى موقع المشروع وهو
http://quran.ehabzaky.com
شكرا لك أخى لإهتمامك وجزاك الله خيرا
---
أحمد البريدي
10-22-2004, 12:09 AM
اسأل الله لكم التوفيق في هذا المشروع العملاق , ونأمل أن نقدم لكم ما نستطيع . فسيروا على بركة الله تعالى . ويمكن الاستفادة مما في الملتقى حيث هناك الكثير من المواضيع التي طرحت على وجه التحرير .
---
(1/3)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعدد عقوبات الأمم الماضية .. وعلاقة العقوبة بالذنب
---
تعدد عقوبات الأمم الماضية .. وعلاقة العقوبة بالذنب
---
يحيى الشهري
04-11-2004, 11:42 PM
ما سر تعدد عقوبات الأمم التي عصت؟ .. وهل لنوع العقوبة علاقة بالذنب؟
سؤال لأهل الاختصاص (بارك الله فيهم) .. مع ذكر المصدر إن وجد. أكن من الشاكرين.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-12-2004, 12:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض النقولات التي لها تعلق بسؤال الشيخ يحيى - أحيا الله قلبه بالإيمان ، ونور بصيرته بعلم السنة والقرآن - :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وكان عذاب كل أمة بحسب ذنوبهم و جرائمهم، فعذب قوم عاد بالريح الشديدة العاتية التي لا يقوم لها شيء، وعذب قوم لوط بأنواع من العذاب لم يعذب بها أمة غيرهم، فجمع لهم بين الهلاك والرجم بالحجارة من السماء وطمس الأبصار وقلب ديارهم عليهم بأن جعل عاليها سافلها، والخسف بهم إلى أسفل سافلين، وعذب قوم شعيب بالنار التي أحرقتهم وأحرقت تلك الأموال التي اكتسبوها بالظلم والعدوان، وأما ثمود فأهلكهم بالصيحة فماتوا في الحال ... ومن اعتبر أحوال العالم قديماً وحديثاً وما يعاقب به من يسعى في الأرض بالفساد وسفك الدماء بغير حق، وأقام الفتن واستهان بحرمات الله علم أن النجاة في الدنيا والآخرة للذين آمنوا وكانوا يتقون" [مجموع الفتاوى 16/249].
وقال ابن القيم رحمه الله :(1/4)
"وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغيث من السماء والقحط والجذب، وجعل ظلم المساكين والبخس في المكاييل والموازين وتعدي القوي على الضعيف سبباً لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم والآم وغموم تحضرها نفوسهم، لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزاً، لتحق عليهم الكلمة وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسّير بصيرته بين الأقطار العالم فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته" [زاد المعاد 4/363].
وقال السعدي: "فكل من هؤلاء الأمم المكذبة أخذنا بذنبه على قدره وبعقوبة مناسبة له" [تيسير الكريم 4/60].
مستفاد من هذا الارتباط الاعتبار بمصارع الأمم الماضية (http://saaid.net/Doat/mongiz/10.htm)
---
أخوكم
04-12-2004, 06:07 PM
وذكر الشنقيطي _ رحمه الله _ عند تفسيره لسورة الحاقة عن علاقة العقوبة بذنب كل قوم وسبب اختلافها وأجاد في ذلك فارجعوا إليه فهو مفيد في بابه ...
بل إني تتبعت كثيرا من العقوبات القدرية والشرعية سواء في الدنيا والآخرة فوجدتها مناسبة للذنب التي تم اقترافه فمن سرق قطعت يده ومن قتل قُتل .... الخ
حتى تبادر إلى ذهني أن من شاء أن يقضي بالحق بين الناس فليعمل بقوله سبحانه : جزاء وفاقا
فيجازي من أساء عقوبة مناسبة لذنبه
فما أعلم الله وأخبره وأحكمه.
---
عبدالرحمن الشهري
04-12-2004, 11:09 PM(1/5)
هناك كتاب جمع هذه المسألة من القرآن والسنة والتاريخ وحاول الاستقصاء . عنوانه :(الجزاء من جنس العمل) للدكتور سيد العفاني . وأظنه في ثلاثة مجلدات.
---
يحيى الشهري
04-13-2004, 12:06 AM
أحسنتم وأجدتم .. فجزاكم الله خيرًا.
---
نصرمنصور
05-26-2005, 02:31 AM
نص كلام الشيخ عطية محمد سالم في تتمته لأضواء البيان الذي أشار إليه الأخ "أخوكم" :
( ونوع في أخذهم ذلك: فأغرق فرعون وقوم نوح، وأخذ ثمود بالصيحة، وعاداً بريح، وقوم لوط بقلب قراهم، كما أخذ جيش أبرهة بطير أبابيل، فهل في ذلك مناسبة بين كل أمة وعقوبتها، أم أنه للتنويع في العقوبة لبيان قدرته تعالى وتنكيله بالعصاة لرسل الله ؟
الواقع أن أي نوع من العقوبة فيه آية على القدرة، وفيه تنكيل بمن وقع بهم، ولكن تخصيص كل أمة بما وقع عليها يثير تساؤلاً، ولعل مما يشير إليه القرآن إشارة خفيفة هو الآتي:
أما فرعون فقد كان يقول: {أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَاذِهِ الاٌّنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى?}، فلما كان يتطاول بها جعل الله هلاكه فيها أي في جنسها.
وأما قوم نوح فلما يئس منهم بعد ألف سنة إلا خمسين عاماً، وأصبحوا لا يلدوا إلا فاجراً كفاراً، فلزم تطهير الأرض منهم، ولا يصلح لذلك إلا الطوفان.
وأما ثمود فأخذوا بالصيحة الطاغية، لأنهم نادوا صاحبهم فتعاطى فعقر، فلما كان نداؤهم صاحبهم سبباً في عقر الناقة كان هلاكهم بالصيحة الطاغية.
وأما عاد فلطغيانهم بقوتهم، كما قال تعالى فيهم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍإِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِالَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى الْبِلَادِ}، وسواء عماد بيوتهم وقصورهم، فهو كناية عن طول أجسامهم ووفرة أموالهم وتوافر القوة عندهم، فأخذوا بالريح وهو أرق وألطف ما يكون، مما لم يكونوا يتوقعون منه أية مضرة ولا شدة.(1/6)
وكذلك جيش أبرهة لما جاء مدل بعدده وعدته، وجاء معه بالفيل أقوى الحيوانات، سلط الله عليه أضعف المخلوقات والطيور {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَتَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ}.
أما قوم لوط فلكونهم قلبوا الأوضاع بإتيان الذكور دون الإناث، فكان الجزاء من جنس العمل، قلب الله عليهم قراهم. والعلم عند الله تعالى. )
---
أبو إسحاق
05-26-2005, 02:40 AM
السلام عليكم
سؤالي هو,اذا كان بالفعل ان هلاك الامم السابقه تناسب مع معصيتهم,هذا يعني ان هلاك اهل هذا الزمان سوف تجتمع فيهم كل اشكال الهلاك,لإن فيهم السحره, ومن يقوم بعمل قوم لوط, وفيهم من ينكر وجود الله.
فهل هذا الكلام وارد ام لا.??
---
الراية
05-27-2005, 06:26 PM
لعل مما يفيدك
كتاب
أسباب هلاك الامم السالفة كما وردت في القران الكريم - رسالة ماجستير
تاليف : سعيد بن محمد بابا سيلا
وهي من منشورات مجلة الحكمة - رقم 3
الطبعة الاولى 1420هـ في مجلد واحد يقع في 500صفحة تقريباً
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وبابين، وخاتمة.
الباب الأوّل: الهلاك والأمم، وفيه فصلان: الأمم الهالكة، الهلاك وأصنافه.
الباب الثاني: الأسباب، وتحته تسعة فصول، وتمهيد، فيه: تعريف السباب، الأسباب المجملة.
والفصول هي: الشرك، الاستكبار، التكذيب، الاستهزاء بالرسل وأتباعهم، إيذاء الرسل وأتباعهم، كفران النعم، انتهاك حرمات الله، عمل قوم لوط، نقص المكيال والميزان،
وتحت كل فصل من هذه الفصول الَّتي هي أسباب الهلاك، تحتها مباحث تبين خطورة هذه الأسباب.
والأمم الَّتي هلكت بسببها.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها:(1/7)
أن الذين عاقبهم الله بعذاب الاستئصال أربع عشرة أمة ابتداء من قوم نوح (عليه السلام)، أن القرآن كان يذكر سبب هلاك الأمم الَّتي أهلكها، وبين أن هذا الربط بين سبب الهلاك مع الهلاك من أكبر الدواعي للعبرة والاتعاظ، وأن الهلاك لم يكن فقط في المخالفات العقدية بل حصل بسبب بعض المعاملات والأفعال المنكرة، كعمل قوم لوط، ونقص المكيال والميزان، وبين أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنهما دعامتان أساسيتان لنجاة المجتمع.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=577
---
(1/8)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج قالب البحوث والرسائل / الإصدار الثامن ( نسخة مزيدة ومنقحة)
---
برنامج قالب البحوث والرسائل / الإصدار الثامن ( نسخة مزيدة ومنقحة)
---
أبو بيان
03-05-2007, 09:30 PM
يتوافق هذا القالب مع ويندوز XP ، ومع وورد 2002 وورد 2003 فقط.
مع هذا القالب تستطيع:
1) إضافة (قالب البحوث والرسائل)، وحذفه.2 ) إرجاع الجهاز إلى ما كان. 3) والجمع بين القالب ووضع جهازك السابق أي الجمع بين قالبين. 4) إثبات القالب الافتراضي.
مع سهولة ووضح تلك العمليات. والقالب بقفزته الأخيرة عبارة عن لوحة تحوي سبع قوائم إضافة إلى قوائم وورد الشهير، هذه القوائم تحتوي على عشرات الأوامر التي يحتاج إليها كل باحث ومحرر.
من هذه القوائم قوائم جديدة لم تكن في الإصدارات السابقة منها: القائمة المختصرة، قائمة الإصلاحات، القائمة الماسية.
من هنا: http://saaid.net/book/open.php?cat=95&book=1952 .
---
نورة
03-13-2007, 07:31 AM
جزاكم الله خيرا
---
صادق الرافعي
03-14-2007, 01:36 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات، وتتحقق المقاصد والغايات.
والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه وأزواجه إلى يوم الدين .
بارك الله في الأخ الفاضل أبو بيان ، وقد قمت بتحميل هذا القالب منذ شهرين لكتابة رسالتي فكان خير معين ، لاسيما في صناعةي صناعة الفهارس في صناعة الفهارس العلمية
شكرا جزيلا على ما صنعت، وجعل جزاء ما أرشدت في ميزان حسناتك - آمين
---
أبو صفوت
03-14-2007, 03:07 PM
حاولت الفهرسة عن طريقه فلم أستطع فهل من مساعد بالشرح والبيان ؟
---
عبدالعزيز اليحيى
03-20-2007, 02:04 AM
جزاك الله خيرا(1/9)
عندي قالب البحوث كنت قد حملته قبل عدة أشهر ، فهل هذا القالب جديد أم هو السابق فقد كتب في موقع التحميل بأن تاريخ الإضافة عام 1426
وكيف أعرف ماهو الإصدار الذي لديّ؟
وفقك الله
---
بدر الجبر
03-21-2007, 02:24 PM
أخي عبد العزيز الذي لديك هو القالب بإصداره السابع أما الموجود حاليا فهو الإصدار الثامن وهو أفضل من سابقه ففيه خدمات مفيدة وإضافات متنوعة وعند تحميله سيعطيك الخيار بحذف القديم وجعل الجديد مكانه
---
صادق الرافعي
03-22-2007, 10:24 PM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
الحمد الذي بنعمته تتم الصالحات، وتتحقق المقاصد والغايات.
والصلاة والسلام على حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه وأزواجه إلى يوم الدين .
الأخ الفاضل: أبو صفوت.
كلمة " فهرست." تكتب بالتا ء المفتوحة بدليل أنها تنطق ولو كانت بالتاء المربوطة لكانت هاء عند الوقف.
بخصوص طريقة عمل القالب ولعرض أي إشكال أو ملاحظة أو اقتراح اتصل على هذا البريد :
swasil@gawab.com أو s_wasil@hotmail.com
وستجد العون إن شاء الله
دمتم في رعاية الله وحفظه
---
عبدالعزيز اليحيى
03-27-2007, 01:07 AM
أخي بدر
جزاك الله خيرا وبارك فيك
---
(1/10)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحكام القرآن للطحاوي
---
أحكام القرآن للطحاوي
---
عصمت الله
06-16-2006, 09:23 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
فقد نمي إلي أن كتاب " أحكام القرآن" للإمام أبي جعفر الطحاوي قد طبع و نشر
فهل اطلع أحد من الإخوة على الكتاب؟ و أين يوجد و يباع؟ وهل من دراسة حول الكتاب؟
أفيدونا بارك الله فيكم
---
د.عبدالرحمن اليوسف
06-16-2006, 10:12 AM
طبع جزء منه في مجلدين ،بتحقيق الدكتور سعد الدين أونال،من منشورات مركز البحوث الإسلامية باستنبول.
---
السائح
06-16-2006, 10:42 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قد كنت رأيته يباع بمكتبة الباز في مكة المكرمة.
وبلغني أنه قد بقي منه قسم لم يُطبع عند أحد الجمّاعين للكتب بتُركية.
والله أعلم.
---
(1/11)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ما لا يعرفه الكثيرون عن ابن حزم رحمه الله ...
---
ما لا يعرفه الكثيرون عن ابن حزم رحمه الله ...
---
أبو محمد الظاهرى
03-10-2007, 10:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده...اللهم صل على محمد وعلى آله وبعد..
انتشر على لسان الكثيرين التحذير من لسان الإمام ابن حزم رحمه الله .. وأنه وسيف الحجاج شقيقان ...وأن ابن حزم يضلل من يخالفه ويجعله مبتدعا وكاذبا على الله ومشرعا في دين الله ما لم يشرعه الله ! .... قال الكثيرون ومنهم الذهبي (وكان ابن حزم كثير الوقيعة في العلماء بلسانه وقلمه فأورثه ذلك حقدا في قلوب أهل زمانه ومازالوا به حتى بغضوه إلى ملوكهم فطردوه عن بلاده حتى كانت وفاته في قرية له في شعبان من هذه السنة (ذكره الذهبي فى شذرات الذهب )......
إلخ .
فالإمام رحمه الله تعالى لم يطعن في إمام من أئمة الاجتهاد الأربعة أو غيرهم ..ومن ادعى غير هذا فليذكر المكان الذي طعن به في أحد من هؤلاء لنراه ونكشف ما فيه إن كان حقاً هو طعن وشتم وسب أو غيره ..وهناك فرق بين أن أصف القول بأنه باطل أو فاسد أو جنون أو هوى ..وبين أن أصف قائله بذلك ..ومن أدرك هذا ارتاح وأمن من هذه التهمة الباطلة ..
قد يلزم أن يكون هذا القائل مُواقع لذلك الوصف الذي وصفنا به القول ..لكن هذا إن لم يتقدم قولنا في الثناء على قائله ومدحه وعده من أئمة الدين والهدى ..وقد تقدم كلام الإمام فيهم بكلام نفيس غاية في الإنصاف والإحسان والبر ..
وإنما الإمام يتكلم مع خصومه الذين قلدوا هؤلاء الأئمة ..وأبطلوا النصوص الشرعية وكانت حجته أنها مخالفة لإمامهم الذي يقلدونه في دينهم ..فاشتد ذلك على الإمام ودافع عن النصوص وأبطل وشنّع على كل من رد النصوص الصحيحة لأجل نصرة قول إمامه ..(1/12)
وكل ما يتكلم به الإمام في كتبه متجه إلى القول نفسه ولا علاقة له بالقائل ..خاصة إن كان من أئمة الاجتهاد الذين أثنى عليهم في أكثر من رسالة وموضع وأعلى من شأنهم ..(وسيأتى الكلام عن ذلك بعد قليل)....
وحتى من عاصره وشدد معه القول فعندما شنّع عليهم لترك النصوص لنصرة قول الإمام فلم يسمهم باسمهم في كل ما رد به ..
ولما أتى إلى خصم من خصومه وهو الباجي المالكي أثنى عليه وأنصفه ولم يعيبه في دينه ولا خلقه ..
وكان إذا أراد التشنيع على باطل أو بدعة لم يذكر الأشخاص بأسمائهم في كتبه إلا من اشتهر قوله بباطل أو بدعة ..كالأصم والنظام ومن كان من أمثالهما ..وإن أصرينا على أنه طعن في أحدهم – وهذا لا أجده على كثرة ما تتبعت كتب الإمام - ..
فمن يعترض بهذا يقول ..كلام الأقران في بعضهم ليس بحجة ..فنبطل كلامه في ذلك الشخص مما هو في دينه أو عقله أو غيره ..
وننظر في قول ذلك القائل إن كان صحيحاً أو باطلاً ..فلا يعني إن نفينا تلك التهمة أن نوافق القائل بما جاء به ..
وقد حطّ الثوري على أئمة في الدين فما أنقصهم ذلك ..وحطّ كذلك غيره على أئمة فما عرّاهم من العلم ولا أفسد قولهم ..
فالعبرة بالقول وموافقته للحق اليقيني ..ونسأل من يتجاوز حد الإنصاف ههنا ..إذا كان الإمام يعني بتوهين القول والطعن به ..صاحبه الذي تكلم به ..فلماذا سماهم أئمة هدى ودين وكتب فيهم رسالة خاصة .. ؟! (ستأتى بعد قليل) .
وقد أدرجها البعض في كتابه الإحكام في أصول الأحكام ..
وإن كان الإمام ابن حزم قال كلمة فنحملها على الخطأ بلا تعمد ذلك ..
لما قدّمه من الثناء عليهم والانتساب إليهم ..وإن كان هذا حاكماً على منهج ما لكان الذي سب وشتم الإمام صراحاً بكتابه ناقضاً لمذهبه ..انظر كتاب السيف المجلى في الرد على المحلى للحنفي الهندي ..ولدي نسخة منه وفيه الطعن الصريح والشتم والسب ..
هل نقول أن مذهب أهل الرأي باطل لأجل هذه .. ؟!(1/13)
حتما لا نقول ..بل نقول أننا نرى بطلانه من وجه آخر وليس هذا وجهه ..
وكذلك يقول أهل الرأي عن منهج أهل الظاهر ..وإلا تحكموا وتلاعبوا في الحقائق ..وقد يذكر هذه الفرية بعض الحاقدين على الإمام أو الجاهلين بهذه الحوادث ..لأجل نقضه لأصولهم وفروعهم ببرهان وقوة لم يألفوها ..
حتى أن بعض مقلدي مالك يقول لأصحابه لا تناقشوا أهل الظاهر .. !وهو أحد هؤلاء الذين كذب على الإمام ابن حزم أو نقل له خبراً مكذوباً ..فقال به وصدع ونشره في كتبه ..
وقد تصدى له العلامة ابن عقيل الظاهري ..جزاه الله عنا وعن أهل الظاهر خير الجزاء ..وقد كان الإمام في زمن تقليد ، ويندر وجود من عاصره وخرج عن هذه الرتبة ..فكلامه في المحلى وغيره لمن عاصروه من أهل التقليد الذين قلما يقرأ أحدهم في كتب السنة ويفرق بين الصحيح والضعيف من الأثر فنافروه لأجل تلك الفضيلة التي عجزوا عن إبطالها ..
ولا حاجة لأهل الظاهر إلى القول أن الإمام كان شديد الغضب وكانت به علة تجعله يكون متسرعاً لضيق في صدره ..
فكلام مثل هذا لا يقول به المنصف ..فالإمام كتب كتبه ولم يكتب في منتديات حوار .. !وكتب كتبه وراجعها واستدرك عليها ..فهل يعقل أن يجد ما يطعن به بإمام من أئمة الهدى ثم لا يغيره .. ؟!فلماذا وجدنا في كتبه التي بين أيدينا قوله : ( ثم استدركنا ، وكنا نقول كذا ، وإلى آخره من هذه النصوص المشعرة بتغيير بعد تدوين ) .. وهناك نماذج عن هذه الأمور من كلام الإمام ..
وأدع الإمام يحكي بنفسه عن هذا ..وقد كذب عليه شخص بعينه خفى عن الإمام أول الأمر ثم عرفه ..ورغم ذلك رد الكذب وشنع عليه ولم يذكره باسمه .
والأنموذج الأول ..
يقول الإمام ابن حزم الظاهري في جواب عن رسالة أتته فيها تعنيف ..(1/14)
قال الخصم ..(( وهو – أي الإمام ابن حزم – ضعيف الرواية عارٍ من الشيوخ ، وإنما هي كتب حسنها وأتقنها وضبطها ، فمنها مروي مما قد رواها على شيخ أو شيخين لا أكثر ، ومنها كتب مشهورة ثابتة بيده صحيحة مثل المسانيد والمصنفات والصحيح كمسلم والبخاري ، لا يمترى في شيء منها ، ومنها ما قد خفي على المحتج لعدم الراوي لها وقلة استعمالها أو لطروئها وحدوثها في بلدتنا لم يروها علماء بلدنا ، ولا شغلوا بها ، ولا سمعوا بها فيما مضى عمن مضى ، فنافروها ولم يقبلوا عليها ، فهم لا مكذبون لها ولا عاملون بها ، ثم إنهم رأوا فيها تغليب أحاديث قد تُركت وسكت عنها الصحابة والتابعون والعلماء الماضون ، ومخالفة أحكام قد حكم بها السلف الصالح وقضوا بها واستمر الحكم عليها )) ..
فقال الإمام مجيباً ..(1/15)
(( هذا كلام مخلط في غاية التناقض ، أما قولهم عنا بضعف الرواية والتعري من الشيوخ : فلو كان لهم عقول لأضربوا عن هذا ؛ لأنهم ليسوا من أهل الرواية فيعرفوا قويها من ضعيفها ، ولا اشتغلوا بها قط ساعة من الدهر ، وما يعرفون إلا المدونة على تصحيفهم لها ، وما عرفوا قط من الصحابة رضي الله عنهم رجلاً ولا من التابعين عشرة رجال ، ولا يفرقون بين تابع وصاحب سوى من ذكرنا ، فلا حياء يمنعهم من أن يتعرضوا للكلام في الرواية ، وأكثر المتكلمين في هذا الباب لا يقيمون الهجاء ، ولا يعرفون ما حديث مسند من حديث مرسل ، ولا ثقة من ضعيف ، ولا حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كعب الأحبار ، وما منهم أحد يمزج له حديث موضوع مع صحيح فيميزه ، ثم يقولون : عار من الشيوخ ، وهم ما كان لهم شيخ قط – أي في الحديث - ، ولا عمروا لمجلس حديث ، ولا اشتغلوا بتفنيده ، وإنما كان عندهم عبد الملك بن سليمان الخولاني ، فكان شيخاً صالحاً لم يكن أيضاً مكثراً من الرواية ، كان ربما ألم به بعضهم إلمام من لا يدري ما يطلب ، يخرجون من عنده كما دخلوا ، لم يعتدوا قط عنه بكلمة ، ولا اهتبلوا بما يروي بلفظه ، وإنما يقعدون عنده قعود راحة ، إذا لم يكن عليهم شغل ، ثم لم يلبث هؤلاء الخشارة أن نقضوا كذبهم خذلاناً من الله تعالى ، فشهدوا لنا بأنها كتب أتقناها وضبطناها ، منها مروي رويناه عن شيخ وشيخين ، ومنها كتب مشهورة ثابتة بأيدينا مثل المسانيد والمصنفات ، لا يمترون فيها ، وهذا ضد ما حكموا من تعرّينا من الشوخ وضعف الرواية ، فهم لا يدرون ما يقولون ، ولا يبالون بالكذب والفضيجة ، لكنا والله نصفهم بما هم أهله من أنهم ما ضبطوا قط كلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صاحب ولا عن تابع ، ولا يحسنون قراءة حديث لو وضع بأيديهم ، ولا يفرقون بين جابر بن عبد الله وجابر بن زيد وجابر بن يزيد ، ولا يفرقون بين رأي ورواية ، وأما أن من كتبنا ما خفي على المحتج(1/16)
لعدم الرواي لها وقلة استعمالها فما خفاء العلم على الحمير حجة على أهل العلم ، ولا قلة طلبهم لرواية السنن دليلاً على عدم الراوي ، بل الرواة ولله الحمد موجودون ، فمن أراد الله تعالى به خيراً وفّقه لطلب ما يقرب منه ، ولم يشغله عما يعينه ما لا يعينه وما لا يغني عنه من الله شيئاً ، وكذلك ليس قلة استعمالهم لتلك الكتب عيباً على الكتب ، وإنما العيب في ذلك على من ضيعها ، وحظ نفسه ضيّع لو عقل ، وأما ما ذكروه من طروئها في بلدهم ، فما بلدهم حجة على أهل العلم ، ولكن هكذا يكون إزراء السُكارى على الأصحاء ، واعتراض أهل النقص على أهل الفضل ، والعجب كله قولهم : ( علماء بلدنا ) ، وهذه والله صفة معدومة في بلدهم جملة ، فما يحسنون ولله الحمد لا رأياً ولا حديثاً ولا علماً من العلوم إلا الشاذ منهم النادر ممن هو عندهم مغموز عليه ، (والجاهلون لأهل العلم أعداء ) ومن جهل شيئاً عاداه ، والعجب أيضاً عيبهم كتب العلم بأنهم لم يُسْمع ذكرها عندهم ولا سمعوا بها فيما مضى ، فنافروها ولم يقبلوا عليها ، إن هذا لعجب ، فإذا نافرت كتب العلم هذه الطبقة المجهولة الجاهلة فكان ماذا ؟ لقد أذكرني هذا الجنون ما حكام الأصمعي : فإنه ذكر أنه مر بكناسين على حش ، أحدهما يكيل والثاني يستقي ، والأعلى يقول للأسفل : إن المأموم سقط من عيني مذ قتل أخاه ! فما سقوط هذه الكتب عند هؤلاء الجهال إلا كسقوط المأمون من عين الكناس ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وقولهم أنهم رأوا فيها تغليب أحاديث قد تركت ، فليت شعري من تركها ؟ لئن كان تركها تارك لقد أخذ بها من هو فوقه أو مثله ، وما ضر الحديث الصحيح من تركه ، بل تاركه هو المحروم حظ الأخذ به ، فإما مخطئ مأجور في اجتهاده ، وإما عاص لله تعالى في تقليده في ترك السنة ، وأما قولهم : وسكت عنها الصحابة والتابعون والعلماء الماضون : فقد كذبوا على الصحابة والتابعين ، وعلى العلماء الماضين ، ونسبوا إليهم(1/17)
الباطل ، وكيف سكتوا وهم رووها ونقلوها وأقاموا بها الحجة على من بعدهم كالذي يلزمهم ، أما قولهم : ومخالفة أحكام قد حكم بها السلف الصالح ما خالفوا قط حكماً صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان واحد منهم أو اثنان خالفوا بعض ذلك فقد وافقه عير المخالف ممن هو ربما فوق المخالف له أو مثله ، والحجة كلها هي القرآن والسنة ، لا ترك تارك ولا أخذ آخذ ، والحق حق أخذ به أو ترك ، والباطل باطل أخذ به أو ترك ، وما عدا هذا فهذر وهذيان ، وبالله تعالى التوفيق ، وما نعلق أشد خلافاً لما حكم به الصحابة والتابعون منهم ، كم قصة في الموطأ خاصة لأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم خالفوهم ، فمن السلف الصالح إلا هؤلاء لو عقلوا ! ، ونعوذ بالله من الخلان والجبن )) .. رسائل ابن حزم 3/82-83
رد الإمام الكذب والافتراء بالحق والصواب وشنع عليهم لأجل تعمد الكذب هذا ولم يسم الكاتب هذا الذي كتب كتاباً أو رسالة ونشرها ..فمن يقول أنه طعن في أحد صراحة فليذكر هذا القول ..
وأما التشنيع في القول نفسه فهذا ما يقوم به خصوم الإمام ابن حزم الظاهري أيضاً ..أما فرية أن الحكام آذوه لأجل لسانه ففسادها ليس بكلامي أنا ..وإنما بكلام الإمام ابن حزم الظاهري ..
وهو هنا يبطل كل ما قاله من بعده أو من عاصره ليخوف الناظر من منهج أهل الظاهر ..وقد حفظت لنا رسالته هذه هذا المعنى ..وقد قال رحمه الله ..(1/18)
(( إلى هنا انتهى ما رسموا من السخف ، وقد أوضحنا أنه كله عائد عليهم ، وهم قوم كادونا من طريق المغالبة وإثارة العامة ، فأركس الله تعالى جدودهم ، وأضرع خدودهم ، وله الحمد كثيراً ، وخابوا في ذلك فعادوا إلى المطالبة عند السلطان ، وكتبوا الكتب الكاذبة ، فخيّب الله سعيهم ، وأبطل بغيهم ، وله الشكر واصباً ، وخسئوا في ذلك فعادوا إلى المطالبة عند أمثالهم ، فكتبوا الكتب السخيفة إلى مثل ابن زياد بداينة ، وعبد الحق بصقلية ، فأضاع الله كيدهم ، وفلّ أَيْدَهُم ، وله المن كثيراً والفضل ، فخزوا في ذلك ، ولم يبق لهم وجه إلا مثل هذه السخافة ، فرموا سهمهم الضعيف ، فأظهر الله في ذلك عوارهم ، وأبدى عارهم ، وهو أهل الطول والمنة علينا أبداً ، فعاد جدهم حسيراً ، وحدهم كسيراً ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ))
بهذه الشهادة يعرف من ينصف نفسه وغيره كيف كادوا لهذا الإمام لأجل أنه أعلن أن الشرع في كتابه وسنته هو المرجوع إليه وهو الحق الذي لا يجوز غيره ..وبهذه الشهادة يبطل كل كلام قاله ممن تكلم في ترجمة له وفاته قول الإمام في نفس ما يتكلمون عنه ..
وأرادوا جعله عارياً من العلم والفضل والأدب والخلق بهذه الكذبة المفتراة ..
ويزيد بعضهم أن كتب الإمام حرقت ونحو هذه الجمل للإيهام بشدة ذلك الأمر ..وقد بين الإمام بلسان نفسه كذب كل هذا ..
وسواء حرقت بعض كتبه أو كل كتبه المطبوعة في السوق فلا يعني أن الناس كلهم حرقوا كتبه ..ولا يعني أنهم حرقوا ما كان عنده وعند كل أحد في بيته من كتبه ..فلا يعدو الإحراق الذي يذكرونه حرق كتب أو بعضها في السوق من بعضهم ..فكل من حرقها حرقها تقليداً وكيداً ككيد النساء أو جهلاً ..
وما ضر علم حرق كتب حملته ..وكما حرقوا بعض كتب الإمام أتى زمان بعده حرق فيه الحاكم كتب المذاهب ..فحرقة بحرقة ..
والله سبحانه هو الديان ..فهل يقولون أن هذا التحريق لكتبهم كان يدل على فساد ما فيها .. ؟!(1/19)
فإن قالوا كذلك أبطلوا هذه الفرية ..ولله تعالى الحمد وله المنة ..
أما طرده من بلده لأجل القول بالظاهر فلا يصح هذا ..
وإنما كان خروج الإمام عن بلده لأجل أمر سياسي وليس هذا ..
عندما أخذ الحكم من كان الإمام ضده ويخالفه في مسألة الحكم ..فخرج إلى بلدة أخرى يحكمها من يعرفه الإمام لئلا يأخذه هذا الحاكم بالباطل ..وقد أثبت هو في كتابه طوق الحمامة بعض هذه الأحداث وفي غيره ..
وكذلك كان قد سجنه أحدهم لأجل أمر سياسي لا علاقة له بمنهجه الظاهري ..
ولا يثبت هذا عنه أصلاً ..إنما هي حكايات تروى عند بعض المتأخرين من الإخباريين ولا يصح منها شيء ..فقد أبطل الإمام بكلامه السابق أن يكون ابن عباد وغيره قد آذوه لأجل قوله بالظاهر ..ولو كان هذا النص عن الإمام مالك أو الشافعي أو أحمد لما رضي مقلدوه أن نقول عليه بقول الإخباريين وقد وجد نص كلامه في نفس الحادثة ..
وهذا يستحلون التشنيع به على الإمام ولا يستحلون التشنيع به إن كان عن إمام يقلدوه ..فالحق والإنصاف أن نأخذ قول صاحب العلاقة في كلامنا ..لا أن نهمل كلامهم ونأتي بكلام مفسر أو مؤرخ أو أصولي في صاحب ذلك القول ..فما عدا ذلك تناقض وقول بالباطل والكذب ..
فإن جهل أحدهم هذا النص وغيره مما كتبه الإمام في هذه الحوادث فعذره أنه جاهل بهذه الحادثة ..
أما الذي يعلم فيردد هذه الكذبة فهو كذاب مفتر ..نسأل الله السلامة والعفو والعافية ..
الأنموذج الثاني ..
وهو في الرسالة الثانية التي عنّف فيها كاتبها على الإمام كذلك حملت بين حروفها الكذب والتشنيع ..
ويظهر من خلال النصوص أن الإمام عرف كاتبها وكاتب التي نقلت منها لكنه رحمه الله لم يسم أحدهما باسمه ..
وهذه من فضائله ..
وقد قال له خصمه في الرسالة الثانية ..
(( أرجو أن يريح الله منك العباد والبلاد )) ..فقال الإمام رحمه الله ..(1/20)
(( فإنما يريح الله من الكافر العاند عن كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أما المؤمن فمستريح ، وما أقول لك إلا كما قال جرير :
تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت * * * فتلك طريق لست فيها وحدي ..
لعل الذي يبغي وفاتي ويرتجي * * * بها قبل موتي أن يكون هو الردي ..
والله لئن مت ما أسد قبوركم ، ولا أوفر عليكم رزقاً ، ولأردن على رب رحيم ، وشفيع مقبول ، لأني كنت تبع كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، لا أتخذ دونهما وليجة ، لكن إن مت أنت ، فتقدم والله على رب خالفت كتابه ، وعلى نبي اطرحت أوامره ظهرياً ، وأطعت غيره دونه ، فأعدّ للمسألة جواباً ، وللبلاء جلباباً ، وسترد فتعلم ، ولا عليك إن مت عاجلاً أو تأخر موتي ، فلقد أبقى الله تعالى لك ولأمثالك مما أعانني الله ووفقني له حزناً طويلاً ، وخزياً جزيلاً ، وكسراً لكل رأي وقياس ، ونصراً للسنة مؤزراً ، ولينصرن الله من ينصره ، فهل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ؟!
وبعد ، فلتطب نفسك بعد أن تذيقها برد اليأس ، على أن تعارض بهوس ما في تلك الرسالة الحق الواضح ، وكيف تعارض نص القرآن والسنة ؟ هيهات من ذلك ، فاقصر هو أروح لك ، وأجمل بك إن شاء الله تعالى ، والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته ، عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلواته على سيدنا محمد وآله ، وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل . ))
انتهت رسالته الثانية وهي في رسائل ابن حزم 3/127-128
وهذه الفرية التي ادعوها أنه كان كثير الوقيعة في الأئمة ..ليس هذا إلا للتنفير من قوله ..
فيتوهم القارئ لكلامهم أن هذا الرجل يطعن في أئمة الدين فلا بد أن يكون جاهلاً أو داعياً إلى باطل أو بدعة ..
فيجتنب قوله ولا يلتفت إلى حجته ..
وقد كشف الله هذه الكذبة وعرّاها بكلام الإمام نفسه ..
واستمر من يعمل بالظاهر قرناً بعد قرن ..
خفي علينا أمره أو ظهر فلا فرق ..(1/21)
فالله تعالى وحده الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..
وهو الهادي والعاصم من القول في دينه بالرأي المجرد والظن ونسبة ذلك الظن إلى الدين .. ..
وبالله تعالى التوفيق ..والحمد لله رب العالمين ..
---
أبو محمد الظاهرى
03-10-2007, 10:46 AM
نعوده إلى كلامه عن أئمة الاجتهاد وإنصافهم رحمهم الله جميعاً :
ابن حزم أول من تكلم عن أسباب اختلاف الفقهاء (بعد عصر ظهور الأئمة أصحاب المذاهب المتبوعة كمالك والشافعى وأحمد وداود) ...وبين أن أكبر سبب لذلك هو تفاوتهم في جمع ومعرفة الحديث .. وأنه لا يظن بأحدهم تعمد مخالفة الحديث الصحيح أو تفضيل الرأي عليه ....وقد سبق في ذلك علماء القرن السابع كابن تيمية فى رسالته (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) وابن القيم في بعض كتبه ...رحم الله الجميع...
راجع الرسالة الباهرة وحملها من الرابط http://www.aldahereyah.net/books/open.php?cat=1&book=21
ويقول في الإحكام وهو يتكلم عن أسباب اختلاف الفقهاء
فصل فيه بيان سبب الاختلاف الواقع بين الائمة في صدر هذه الامة فإن قيل: فعلى أي وجه ترك هو ومن قبله كثيرا من الاحاديث ؟ قيل له وبالله التوفيق: وقد بينا هذا فيما خلا، ولكن نأتي بفصول تقتضي تكرار ما قد ذكر فلا بد من تكراره، وذلك أن مالكا وغيره بشر ينسى كما ينسى سائر الناس، وقد تجد الرجل يحفظ الحديث ولا يحضره ذكره حتى يفتي بخلافه، وقد يعرض هذا في آي القرآن، وقد أمر عمر على المنبر بألا يزاد في مهور النساء على عدد ذكره، فذكرته امرأة بقول الله تعالى: وآتيتم احداهن قنطارا فترك قوله وقال: كل أحد أفقه منك يا عمر، وقال: امرأة أصابت وأمير المؤمنين أخطأ، وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فذكره علي بقول الله تعالى وحمهله وقصاله ثلاثون شهرا مع قوله تعالى: * (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين فرجع عن الامر برجمها.(1/22)
وهم أن يسطو بعيينة بن حصن، إذ قال له: يا عمر ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل.
فذكره الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بقول الله تعالى: واعرض عن الجاهلين وقال له: يا أمير المؤمنين هذا من الجاهلين فأمسك عمر.
وقال يوم مات رسول الله (ص): والله ما مات رسول الله (ص) ولا يموت حتى يكون آخرنا، أو كلاما هذا معناه، حتى قرئت عليه: * (إنك ميت وإنهم ميتون) * فسقط السيف من يده وخر إلى الارض.
وقال: كأني والله لم أكن قرأتها قط.
فإذا أمكن هذا في القرآن، فهو في الحديث أمكن، وقد ينساه البتة، وقد لا ينساه بل يذكره، ولكن يتأول فيه تأويلا فيظن فيه خصوما أو نسخا أو معنى ما، وكل هذا لا يجوز اتباعه إلا بنص أو إجماع، لانه رأي من رأى ذلك، ولا يحل تقليد أحد ولا قبول رأيه.
وقد علم كل أحد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا حوالي رسول الله (ص) بالمدينة مجتمعين، وكانوا ذوي معايش يطلبونها، وفي ضنك من القوت شديد - قد جاء ذلك منصوصا - وأن النبي (ص) وأبا بكر وعمر أخرجهم الجوع من بيوتهم، فكانوا من متحرف في الاسواق، ومن قائم على نخلة، ويحضر رسول الله (ص) في كل وقت منهم الطائفة إذا وجدوا أدنى فراغ مما هم بسبيله، هذما لا يستطيع أحد أن ينكره وقد ذكر ذلك أبو هريرة فقال: إن إخواني من المهاجر كان يشغلهم الصفق بالاسواق، وإن إخواني من الانصار كان يشغلهم القيام على نخلهم، وكنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله (ص) على مل ء بطني، وقد أقر بذلك عمر فقال: فاتني مثل هذا من حديث رسول الله (ص)، ألهاني الصفق في الاسواق، ذكر ذلك في حديث استئذان أبي موسى فكان رسول الله (ص) يسأل عن المسألة، ويحكم بالحكم، ويأمر بالشئ ويفعل الشئ، فيعيه من حضره ويغيب بمن غاب عنه.
فلما مات النبي (ص) وولي أبو بكر رضي الله عنه، فمن حينئذ تفرق الصحابة للجهاد، إلى مسيلمة وإلى أهل الردة، وإلى الشام والعراق، وبقي بعضهم بالمدينة مع أبي بكر رضي الله عنه.(1/23)
فكان إذا جاءت القضية ليس عنده فيها عن النبي (ص) أمر، سأل من بحضرته من الصحابة عن ذلك فإن وجد عندهم رجع إليه وإلا اجتهد في الحكم، ليس عليه غير ذلك، فلما ولي عمر رضي الله عنه فتحت الامصار، وزاد تفرق الصحابة في الاقطار، فكانت الحكومة
تنزل في المدينة أو في غيرها من البلاد، فإن كان عند الصحابة الحاضرين لها في ذلك عن النبي (ص) أثر، حكم به، وإلا اجتهد أمير تلك المدينة في ذلك، وقد يكون في تلك القضية حكم عن النبي (ص) موجود عند صاحب آخر، في بلد آخر.
وقد حضر المديني ما لم يحضر المصري، وحضر المصري ما لم يحضر الشامي، وحضر الشامي ما لم يحضر البصري، وحضر البصري ما لم يحضر الكوفي، وحضر الكوفي ما لم يحضر المديني، كل هذا موجود في الآثار وفي ضرورة العلم بما قدمنا من مغيب بعضهم عن مجلس النبي (ص) في بعض الاوقات وحضور غيره، ثم مغيب الذي حضر أمس وحضور الذي غاب فيدري كل واحد منهم ما حضر، ويفوته ما غاب عنه.
وهذا معلوم ببديهة العقل.
وقد كان علم التيمم عند عمار وغيره.
وجهله عمر وابن مسعود فقالا: لا يتيمم الجنب، ولو لم يجد الماء شهرين وكان حكم المسح عند علي وحذيفة رضي الله عنهما وغيرهم، وجهلته عائشة وابن عمر وأبو هريرة، وهم مدنيون.
وكان توريث بنت الابن مع البنت عند ابن مسعود، وجهله أبو موسى، وكان حكم الاستئذان عند أبي موسى، وعند أبي سعيد وجهله عمر.
وكان حكم الاذن للحائض في أن تنفر قبل أن تطوف، عند ابن عباس وأم سليم، وجهله عمر وزيد بن ثابت، وكان حكم تحريم المتعة والحمر الاهلية عند علي وغيره، وجهله ابن عباس.
وكان حكم الصرف عند عمر وأبي سعيد وغيرهما وجهله طلحة وابن عباس وابن عمر، وكان حكم إجلاء أهل الذمة من بلاد العرب، عند ابن عباس وعمر فنسيه عمر سنين فتركهم حتى ذكر فذكر، فأجلاهم.
وكان علم الكلالة عند بعضهم، ولم يعلمه عمر، وكان النهي عن بيع الخمر عند عمر وجهله سمرة.(1/24)
وكان حكم الجدة عند المغيرة ومحمد بن مسلمة وجهله أبو بكر وعمر.
وكان حكم أخذ الجزية من المجوس، وألا يقدم على بلد فيه الطاعون، عند عبد الرحمن بن عوف، وجهله عمر وأبو عبيدة وجمهور الصحابة رضوان الله عنهم وكان حكم ميراث الجد عند معقل بن سنان، وجهله عمر.
ومثل هذا كثير جدا، فمضى الصحابة على ما ذكرنا، ثم خلف بعدهم التابعون الآخذون عنهم، وكل طبقة من التابعين في البلاد التي ذكرنا فإذا تفقهوا مع من كان عندهم من الصحابة، وكانوا لا يتعدون فتاويهم، لا تقليدا لهم، ولكن لانهم إنما أخذوا ورووا عنهم، إلا اليسير مما بلغهم عن غير من كان في بلادهم من الصحابة رضي الله عنهم، كاتباع أهل المدينة في الاكثر فتاوى ابن عمر، واتباع أهل الكوفة في الاكثر فتاوى ابن مسعود واتباع أهل مكة في الاكثر فتاوى ابن عباس.
ثم أتى بعد التابعين فقهاء الامصار: كأبي حنيفة، وسفيان، وابن أبي ليلى بالكوفة، وابن جريج بمكة، ومالك وابن الماجشون بالمدينة، وعثمان البتي وسوار بالبصرة، والاوزاعي بالشام، والليث بمصر، فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم، واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم، وهو موجود عند غيرهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي (ص) أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا، وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض، فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات كما روي عن عثمان في الجمع بين الاختين، حرمتهما آية، وأحلتهما آية، وكما مال ابن عمر إلى تحريم نساء أهل الكتاب جملة بقوله: * (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال ولا أعلم شركا أعظم من قول المرأة: إ ن عيسى ربها.(1/25)
وغلب ذلك على الاباحة المنصوصة في الآية الاخرى، وكما جعل ابن عباس عدة الحامل آخر الاجلين من وضع الحمل، أو تمام أربعة أشهر وعشر، وكما تأول بعض الصحابة في الحمر الاهلية أنها إنما حرمت لانها لم تخمس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها حمولة الناس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها كانت تأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمت لعينها، وكما تأول قدامة في شرب الخمر، قول الله تعالى: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا فعلى هذه الوجوه ترك مالك ومن كان قبله ما تركوا من الاحاديث والآيات، وعلى هذه الوجوه خالفهم نظراؤهم، فأخذ هؤلاء ما ترك أولئك، وأخذ أولئك ما ترك هؤلاء، فهي وجوه عشرة كما ذكرنا:
أحدها: ألا يبلغ العالم الخبر فيفتي فيه بنص آخر بلغه، كما قال عمر في خبر الاستئذان: خفي علي هذا من رسول الله (ص) ألهاني الصفق بالاسواق.
وقد أوردناه بإسناده من طريق البخاري في غير هذا المكان.
وثانيها: أن يقع في نفسه أن راوي الخبر لم يحفظ، وأنه وهم كفعل عمر في خبر فاطمة بنت قيس، وكفعل عائشة في خبر الميت يعذب ببكاء أهله، وهذا ظن لا معنى له، إن أطلق بطلت الاخبار كلها وإن خص به مكان دون مكان كان تحكما بالباطل.
وثالثها: أن يقع في نفسه أنه منسوخ كما ظن ابن عمر في آية نكاح الكتابيات.
ورابعها: أن يغلب نصا على نص بأنه أحوط وهذا لا معنى له، إذ لا يوجبه قرآن ولا سنة.
وخامسها: أن يغلب نصا على نص لكثرة العاملين به أو لجلالتهم، وهذا لا معنى له لما قد أفدناه قبلا في ترجيح الاخبار.
وسادسها: أن يغلب نصا لم يصح على نص صحيح، وهو لا يعلم بفساد الذي غلب.
وسابعها: أن يخصص عموما بظنه.
وثامنها: أن يأخذ بعموم لم يجب الاخذ به، ويترك الذي يثبت تخصيصه.
وتاسعها: أن يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان لعله ظنها بغير برهان.
وعاشرها: أن يترك نصا صحيحا لقول صاحب بلغه، فيظن أنه لم يترك ذلك النص إلا لعلم كان عنده.(1/26)
فهذه ظنون توجب الاختلاف الذي سبق في علم الله عز وجل، أنه سيكون، ونسأل الله تعالى التثبيت على الحق بمنه آمين.))
---
أبو محمد الظاهرى
03-10-2007, 11:10 AM
** أمر آخر نسيت أن أقوله وهو أن فى هذه الرسالة (الرسالة الباهرة) يظهر الكلام عن الترمذى وجامعه ويتأكد لك أن ابن حزم أدرك الكتاب عكس ما هو شائع ...
---
(1/27)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من أحكام الحج ... بحث مهدى لملتقى أهل التفسير ...
---
من أحكام الحج ... بحث مهدى لملتقى أهل التفسير ...
---
فهد الوهبي
12-26-2005, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
( من أحكام الحج )
عناصر الموضوع :
1- فضل الحج والعمرة في الكتاب والسنة .
2- قبل الرحيل .
3- تعريف الحج والعمرة .
4- حكم الحج والعمرة .
5- شروط الحج .
6- أركان الحج وواجباته .
7- المواقيت .
8- أنواع النسك .
9- الإحرام ومحظوراته .
10- أحكام الطواف .
11- أعمال يوم التروية .
12- أعمال اليوم التاسع .
13- ليلة مزدلفة .
14- يوم النحر .
15- أيام التشريق .
16- طواف الوداع .
17- أخطاء في الحج .
قرآن كريم أولاً : فضل الحج والعمرة :
- وورد في فضل الحج المبرور:
أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل في حديث أبي هريرة: أي الأعمال أفضل ؟ قال: " إيمان بالله ورسوله " قيل ثم ماذا ؟ قال: " جهاد في سبيل الله " قيل: ثم ماذا ؟ قال:"حج مبرور".
- وورد فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا" ، فقال رجل: أفي كل عام يا رسول الله ؟ كررها ثلاثاً ، فقال صلى الله عليه وسلم : " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ذروني ما تركتم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم " أو كما جاء في الحديث.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، ترى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال: " لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور".
- " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ".
- " ما من يوم . . . . من يوم عرفة ".
قرآن كريم ثانياً : مقدمات مهمة :
قرآن كريم ثالثاً :تعريف الحج والعمرة :
الحج لغة: القصد، الحج بالفتح أو الكسر كلاهما لغة صحيحة.(1/28)
وشرعاً: قصد بيت الله الحرام بصفة مخصوصة في وقت مخصوص بشرائط مخصوصة.
العمرة :
لغة: الزيارة.
في الشرع: زيارة على وجه مخصوص.
قرآن كريم رابعاً :حكم الحج والعمرة :
أما الحج :
فهو الركن الخامس من أركان الإسلام .
- دل على وجوبه الكتاب والسنة والإجماع:
• أما الكتاب: فقوله تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) و ( وأتموا الحج والعمرة لله ).
• وأما السنة: فحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً ".
• وأما الإجماع:
فقد أجمعت الأمة على وجوب الحج في العمر مرة واحدة على المستطيع، وما زاد فهو تطوع.
وأما العمرة :
مسألة: هل تجب العمرة أم لا ؟
الصحيح أن العمرة واجبة: ( الشافعي في الجديد وأحمد وداود وابن حبيب من المالكية وهو ما صححه الشيخ ابن جبرين كما السراج الوهاج ص27).
* الأدلة:
1) قوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله ).
2) قول ابن عباس: " إنها لقرينة الحج في كتاب الله".
3) ما ورد عن أبي رزين قال: قلت يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج والعمرة ولا الظعن، قال: " حج عن أبيك واعتمر " ( صحيح رواه أبو داود وغيره ).
4) حديث زيد بن ثابت: " الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت " ( صحيح وقفه وضعين رفعه).
5) أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتاباً وبعث به مع عمرو بن حزم فيه: " وأن العمرة الحج الأصغر".
6) ما ورد عن الصُبي بن معبد قال: أتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين إني أسلمت وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبين علي فأهللت بهما، قال: " فهديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم " ( الحديث يدل على جواز القران وسنيته ).
مسألة :
- هل يجب الحج على الفور أم على التراخي ؟(1/29)
أ- يجب على الفور: ( صححها أبو حنيفة في رواية وأحمد في رواية عليها المذهب ومالك في رواية وأبو يوسف وداود والمزني من الشافعية ).
* الأدلة:
1) قوله تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ) وقوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله ) الأمر يدل على الفور.
2) حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: " من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وقد تضل الضالة وقد تعرض الحاجة " ( أبو داود وأحمد والبيهقي والحاتم في المستدرك وقال العلماء: حسن) ، وله شاهد عنه مرفوع: " تعجلوا إلى الحج" يعني الفريضة " فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" ( حسن ).
3) حديث أبي أمامة " من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً " ( البيهقي والدارمي، إسناده غير قوي )، وله شاهد من قول عمر: " ليمت يهودياً أو نصرانياً يقولا ثلاثاً رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخليت سبيله ".
4) احتجوا بالفرض الذي يلحق المكلف بتأخيره إلى عام آخر لما يغلب على الظن من إمكان وقوع الموت في مدة عام ويرون أنهم بخلاف تأخير الصلاة من أول الوقت إلى آخره لأن الغالب أنه لا يموت أحد في مقدار ذلك الزمان إلا نادراً.
قرآن كريم خامساً : شروط وجوب الحج :
• شروط وجوب الحج خمسة اتفق العلماء عليها:
الإسلام ، العقل ، البلوغ ، الحرية ، الاستطاعة .
- ونقل بعض العلماء اتفاق العلماء على ذلك وأنه لا خلاف فيها، فلا يجب مثلاً على الصغير حتى يبلغ و لا على العبد حتى يُعتق.
من لم تتوفر فيه الشروط لا يجب عليه الحج .
مسائل الشروط :
المسألة الأولى- حج الصبي هل هو صحيح منعقد أم لا ؟(1/30)
- لا خلاف بين جمهور الفقهاء على أن حج الصبي صحيح منعقد يثاب عليه وإن كان لا يجزيه عن حجة الإسلام بل يقع نفلاً، لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي ركباً في الروحاء فقال: " من القوم ؟ " قالوا: المسلمون ، قالوا: من أنت ؟ قال: " رسول الله " فرفعت إليه امرأة صبياً فقالت: ألهذا حج يا رسول الله ؟ قال: " نعم، ولك أجر" (رواه مسلم). فهذا يدل على أنه صحيح منعقد يثاب عليه ويثاب من حججه.
- إذا كبر وكان مستطيعاً فيجب عليه الحج بالشروط السابقة.
- إذا فعل محظورات الإحرام هل يجب على الصبي الفدية إذا فعلها أم لا ؟
* الأدلة:
الجمهور أن عليه الكفارة ويستدلون بحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق.
المسألة الثانية: الاستطاعة ما هي ؟
اتفق الفقهاء أن من شروط وجوب الحج الاستطاعة لقوله تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ).
واتفقوا على أن من ملك الزاد والراحلة وجب عليه الحج.
- واختلفوا في الاستطاعة ما هي على قولين:
أ- أن الاستطاعة ملك الزاد والراحلة ( أبو حنيفة والشافعي وأحمد وابن حبيب من المالكين ).
* الأدلة:
1) حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر الاستطاعة بالزاد والراحلة في قوله تعالى( من استطاع إليه سبيلاً ) قيل يا رسول الله ما السبيل ؟ قال: " الزاد والراحلة " (وهو ضعيف ضعفه الألباني وقال الأمين: ثابت لا يقل عن درجة الاحتجاج ).
2) أن الحج عبادة تتعلق بقطع مسافة بعيدة فاشترط لوجوبها الزاد والراحلة كالجهاد.
- هذا الخلاف في إذا كان بين الشخص وبين مكة مسافة تقصر فيها الصلاة أما القريب فلا تشترط الراحلة.
المسألة الثالثة- مسألة المعضوب:(1/31)
المعضوب هو شخص وُجدت فيه شرائط وجوب الحج وكان عاجزاً عنه لمانع ميؤوس من زواله لزمانه أو مرض لا يرجى زواله أو كان ضعيف الخلق لا يقدر على الثبوت على الراحلة إلا بمشقة غير محتملة، والشيخ الفاني سمي معضوباً من العضب وهو القطع كأنه قُطع عن كمال الحركة والتصرف.
- اختلف العلماء في المعضوب إذا وجد مالاً ووجد من ينوب عنه في الحج هل يجب عليه أن يُحِج عن نفسه أم لا ؟ على قولين:
أ- أن المعضوب إذا قدر على مال يُحج به عن نفسه ووجد من ينوب عنه أن الحج واجب عليه: ( الشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحمد بن الحسين وهو رواية الحسن عن أبي حنيفة ).
* الأدلة:
1) حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من خثعم قالت: يا رسول الله فريضة الله في الحج على عباده أدركتْ أبي شيخاً كبيراً لا يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال: " نعم " (رواه البخاري ومسلم).
2) أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال: " نعم، حجي عن أمك، أرأيت لو كان على أمك دين أكنتِ قاضيته ؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء" (رواه البخاري بمعناه).
3) أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقضاء وشبهه بالدين في الحديث السابق والأمر بالوجوب.
المسألة الرابعة- من مات وعليه حجة الإسلام:
رجل أخر وكان مستطيعاً ثم مات.
* لا خلاف بين الفقهاء أن من مات قبل أن يتمكن من الأداء أن الفرض قد سقط عنه، واختلفوا فيمن مات بعد التمكين قبل الأداء هل يسقط عنه الحج بالموت أم لا ؟ على قولين:
- أن الحج لا يسقط بالموت ويلزم الورثة أن يُحجوا عنه من صلب ماله سواء أوصى بذلك أو لم يوصي: ( الشافعي وأحمد وداود وغيرهم ).
* الأدلة:(1/32)
1) حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إن أختي نذرت أن تحج وإنها ماتت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كان عليها دين أكنت قاضيه ؟" قال:نعم ، قال: " فاقض الله فهو أحق بالقضاء " رواه البخاري وغيره.
2) حديث ابن عباس أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيها مات ولم يحج قال: " حجي عن أبيك " (رواه النسائي قال الألباني: صحيح الإسناد).
3) حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: أمرت امرأة سنام بن سلمة الجهني أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمها ماتت ولم تحج أفيجزئ عن أمها أن تحج عنها قال: " نعم، لو كان على أمها دين فقضته عنها ألم يكن يجزء عنها فلتحج عن أمها " (رواه أحمد والنسائي وقال الألباني صحيح).
4) أنه حق استقر عليه تدخله النيابة، فلم يسقط بالموت كالدين.
المسألة الخامسة- من لم يحج عن نفسه وأراد أن يحج عن غيره فهل يصح ذلك ؟
اختلف الفقهاء فيها على قولين:
أ- لا يحج عن غيره مَنْ لم يحج عن نفسه: ( الشافعي وأحمد وإسحاق والأوزاعي ).
* الأدلة:
دليلهم: حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: لبيك عن شبرمة، قال: " مَن شبرمة ؟ " قال: أخ لي أو قريب لي، قال: " حججت عن نفسك ؟ " قال: لا، قال: " فحج عن نفسك ثم حج عن شبرمة " (أبو داود وابن ماجة والدار قطني والبيهقي وقال الألباني: صحيح).
المسألة السادسة- الاستئجار على الحج:
اختلف الفقهاء في الرجل يؤاجر نفسه في الحج على قولين:
- يجوز الاستئجار على الحج: ( مالك والشافعي وأحمد في رواية ).
الأدلة:
1) حديث ابن عباس رضي الله عنهما: " أحق ما أخذتم عليه أجر كتاب الله " (صحيح البخاري).
2) أخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجعل على الرقية بكتاب الله وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فصوَّبهم فيه. (مسلم حديث أبي سعيد قال: انطلق . . حديث السيد الذي لُدغ).(1/33)
3) أن الحج عبادة تتعلق بالمال فصحت النيابة فيها بالإجارة كالزكاة.
المسألة السابعة- حج العبد:
• قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الصبي إذا حج في حال صغره والعبد إذا حج في حال رقِّه ثم بلغ الصبي وعُتق العبد أن عليهما حجة الإسلام إذا وجد إليها سبيلاً لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى وأيما عبد حج ثم أُعتق فعليه حجة أخرى" ( السنن الكبرى للبيهقي وقال النووي: إسناده جيد).
المسألة الثامنة- هل من شرط وجوب الحج على المرأة أن يكون معها زوجها أو محرم منها:
* اختلفوا على قولين:
أ - يشترط في حقها وجود محرم لها: ( أبو حنيفة وأحمد ).
* الأدلة:
1) حديث ابن عمر: " لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ".
2) حديث أبي هريرة: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم ".
3) حديث أبي سعيد رضي الله عنه: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم".
4) حديث ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجَّة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: " انطلق فحج مع امرأتك".
قرآن كريم سادساً : أركان الحج والعمرة وواجباتهما:
أركان الحج هي :
1- الإحرام .
2- الطواف بالبيت .
3- السعي .
4- الوقوف بعرفة .
ولا يتم الحج إلا بأداء هذه الأركان فمن ترك ركناً فسد حجه .( السراج 30 ) .
وأما واجباته :فسبعة :
1- الإحرام من الميقات .
2- الوقوف بعرفة إلى الغروب .
3- المبيت بمزدلفة إلى ما بعد منتصف الليل .
4- رمي الجمار .
5- الحلق أو التقصير .
6- المبيت بمنى ليالي منى .
7- طواف الوداع .
ومن ترك واجباً جبره بدم .
أما أركان العمرة : فهي :
1- الإحرام .
2- الطواف .
3- السعي .(1/34)
وواجباتها :
1- الإحرام من الميقات .
2- الحلق أو التقصير .
قرآن كريم سابعاً : مواقيت الحج :
تنقسم المواقيت إلى مواقيت زمانية ومواقيت مكانية :
( المواقيت الزمانية :
شهر شوال وذو القعدة وذو الحجة كما قال تعالى : ( الحج أشهر معلومات ) . وهي التي لا يصح الإحرام للحج إلا فيها .
مسائل :
مسألة: أشهر الحج:
اختلفوا على ثلاثة أقوال:
شوال وذو القعدة وذو الحجة: ( الظاهرية ومالك في قول ).
ج- أدلة القول الثالث:
أن الأشهر في قوله تعالى ( الحج أشهر معلومات ) جمع وأقله ثلاثة ( ليس جمعاً كلياً ).
مسألة: حكم الإحرام بالحج قبل أشهره:
اختلفوا إلى ثلاثة أقوال:
ب- لا ينعقد الإحرام بالحج قبل أشهره ويكون عمرة: ( الشافعي ).
* الأدلة:
1) قوله تعالى ( الحج أشهر معلومات ) والمراد به وقت إحرام الحج لأن الحج لا يحتاج إلى أشهر ( في فعله ) فدل على أنه أراد به وقت الإحرام.
2) ما ورد عن عطاء قال: من أحرم بالحج في غير أشهر الحج جعلها عمرة.
3) قياس إحرامه بالحج قبل أشهره وانعقاده عمرة على صلاة الظهر إذا أحرم بها قبل الزوال فإن إحرامه ينعقد بالنفل.
مسألة: وقت العمرة:
أ- جمهور الفقهاء على جواز فعل العمرة في كل أوقات السنة.
لأن الأصل الإباحة ولا دليل على الكراهية.
( المواقيت المكانية :
• قال ابن المنذر: أجمعوا على ما ثبت به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في المواقيت.
• وما ثبت به الخبر هو ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَّت لأهل المدينة ذي الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة".
فهذه المواقيت هي التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سبب شرعيتها :(1/35)
أن هذا المكان المقدس الذي هو البيت العتيق له مكانة وشرف وفضيلة وحرمة فإذا أقبل الناس إليه ودفعهم الشوق للمشاعر شرع لهم أن يظهروا بصفة يتميزون بها عن غيرهم ليعرفوا بأنهم من الوافدين إلى هذا البيت فشرع لهم لباس خاص وهو الإحرام وشعار خاص وهو التلبية وكان ذلك دليل إجابتهم .
المواقيت المكانية هي كالتالي :
1- ميقات ذي الحليفة :
وهو ميقات أهل المدينة ومن أتى على طريقهم ويسمى الآن آبار علي وهي تسمية رافضية كما ذكر شيخ الإسلام في المجموع ( 26 / 96 ) .
وهذا الميقات هو الذي أحرم منه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة .
وهو أبعد المواقيت عن مكة فبينهما عشر مراحل .
2- ميقات الجحفة :
وهو ميقات أهل الشام ومصر والمغرب الذين يقدمون عن طريق البحر وينزلون السواحل ثم يركبوا الرواحل فأول ما يمرون في طريقهم بالجحفة .
وهي بلدة قديمة بينها وبين مكة ثلاث مراحل وتسمى قديماً ( مهيعة ) .
وسميت بالجحفة لأن السيل اجتحفها .
وهي الآن خربة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة دعا فقال : " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وبارك لنا في صاعها ومدها ، وانقل حماها إلى الجحفة " [ البخاري في فضل المدينة برقم 1889 ، ومسلم في الحج برقم 1376 عن عائشة مطولاً ] فأصابها الوباء فخربت فصار الناس يحرمون قبلها بقليل من بلدة قديمة اسمها ( رابغ ) وهي مشهورة .
قال ابن جبرين : " وقد ذكرها ابن حجر في فتح الباري أنها مشهورة بهذا الاسم ، ولكنها لم تكن مشهورة في زمن النبوة ولم يرد لها اسم " ( السراج ) .
فمن أحرم منها فقد أحرم قبل الجحفة بقليل وهو مجزئ .
إذا جاء أهل الشام ومصر بالبواخر وتوجهوا لجدة فإنه يلزمهم الإحرام إذا حاذوا رابغ أو الجحفة وهم في نفس البواخر ، ولا يجوز لهم تأخير الإحرام إلى جدة .
3- ميقات قرن المنازل ( السيل الكبير ) :
وهو ميقات أهل نجد ومن كان على طريقهم من أهل المشرق ويسمى قرن الثعالب .(1/36)
وهو عبارة عن جبل صغير مغلق شمالاً وجنوباً من جانبي الوادي الذي يجري معه ماء يقال له السيل الكبير .
وهذا من أقرب المواقيت بينه وبين مكة مرحلتان أي مسيرة يومين .
ولما فتح الطريق الذي ينفذ من الطائف إلى مكة الذي يسمى بالكرا أو بالهدا ولا يمر بوادي السيل اجتهد العلماء وحددوا فيه ميقاتاً يحرم منه ممن يأتي على هذا الطريق ، وهذا الطريق ـ طريق الهدا ـ يمر بوادٍ يقال له ( وادي محرم ) وهو يحاذي أعلى مكان من وادي السيل ، ولذلك جعلوا وادي محرم ميقاتاً لمن قدم من ذلك الطريق .
وهذا الميقات يحرم منه أهل الطائف وأهل البلاد الجنوبية الذين ينزلون من ذلك الطريق .
4- ميقات يلملم ( السعدية ) :
وهو ميقات أهل اليمن ومن على جهتهم ومن أتى من البلاد الجنوبية الغربية ويسمى الآن بالسعدية .
وهذا الميقات من أوسط المواقيت بينه وبين مكة مرحلتان أو أكثر قليلاً .
5- ميقات ذات عرق :
وهذا الميقات بينه وبين مكة قريباً من مرحلتين ولا يمر به طريق في هذه الأزمنة .
واختلف فيمن وقته هل هو النبي صلى الله عليه وسلم أم عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
والصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أقت ذات عرق لأهل العراق: ( أبو حنيفة وأحمد والشافعي وهو الصحيح عند الشافعية ).
* الأدلة:
1) ما رواه مسلم عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن المهل فقال: " سمعت أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة والطريق الآخر من الجحفة ومهل أهل العراق من ذات عرق. . " الحديث ( لا يحتج به للشك ).
1) حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقَّت لأهل العراق ذات عرق. ( أبو داود وهو صحيح ).
2) حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: " ومهل العراق من ذات عرق. . ( صحيح ).(1/37)
3) حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم وقَّت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل اليمن يلملم ولأهل الطائف قرن ، قال ابن عمر: وقال الناس لأهل المشرق ذات عرق ( الناس أهل الحجة وأهل العلم بالسنة ) ( الطحاوي شرح معاني الآثار ).
وصحح ابن جبرين ( السراج : 37 ) أن الذي وقته هو عمر رضي الله عنه .
مسائل المواقيت :
مسألة: من جاوز الميقات وهو بغير إحرام وهو مريد للعمرة أو الحج:
اختلفوا إلى ثلاثة أقوال:
أ-من جاوز الميقات غير محرم ثم أحرم ثم عاد إلى الميقات لم يسقط عنه الدم لبى أو لم يلبي: ( مالك وأحمد وزخر وابن المبارك ).
* الأدلة:
1) ماروي عن ابن عباس مرفوعاً ( ابن حزم ) وموقوفاً ( مالك والدار قطني والبيهقي ): " من ترك نسكاً فعليه دم" ( المرفوع ضعيف رواه ابن حزم في المحلى، قال الألباني في الإزواء: ضعيف مرفوعاً وثبت موقوفاً).
2) إن الدم قد وجب عليه لتركه الإحرام من الميقات ولا يزول هذا برجوعه ولا بتلبيته كما إذا أفاض من عرفات ثم عاد إليها بعد الغروب.
مسألة: هل الأفضل الإحرام من الميقات أم من البلد ؟
قال ابن المنذر: أجمعوا على أن من أحرم قبل الميقات أنه محرم واختلفوا هل الأفضل الإحرام من الميقات أم من دويرة أهله على قولين:
أ- الأفضل الإحرام من الميقات: ( مالك وأحمد والشافعي في قول وهو الأصح عند الشافعيين ).
* الأدلة:
1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم في حجته من الميقات.
2) ما ورد عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يستمتع أحدكم بحله ما استطاع فإنه لا يدري ما يعرض له في إحرامه".
3) أنه لو كان الإحرام من البيوت أفضل لكان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه يحرمون من بيوتهم ولما تواطئوا على ترك الأفضل واختيار الأدنى وهم أهل الفضل والتقوى.(1/38)
4) أن عمران بن حصين أحرم من مصره فبلغ ذلك عمر فغضب وقال:" يتسامع الناس أن رجلاً من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أحرم من مصره".
5) أن عبد الله بن عامر أحرم من خراسان فبلغ ذلك عثمان فلامه وكره ما صنع وفي رواية أحرم من سمرقند.
أجابوا عليه بأنه ضعيف لا يستدل به على ذلك.
مسألة: من مر على ميقات ولم يحرم منه ومر على آخر فأحرم منه فماذا عليه ؟
اختلف الفقهاء فيمن ترك الإحرام من ميقاته وأحرم من ميقات آخر غير ميقاته على قولين:
أ-كل من مر على ميقات يحرم منه ولا يجوز له تأخير الإحرام عنه فإن أخره فعليه دم: ( مالك والشافعي وأحمد إلا أن مالكاً يقول: إن تجاوزه إلى ميقاته الأصلي فلا دم عليه ).
* الأدلة:
1) حديث ابن عباس: "هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة" ( الصحيحين ).
2) أنه ميقات فلم يجز تجاوزه بغير إحرام لمن يريد التنسك كسائر المواقيت.
مسألة: من لم يرد الحج أو العمرة ومر على أحد المواقيت هل يلزمه الإحرام ؟
لما روي على قسمين:
1) مجاوز ولا يريد الذهاب إلى مكة بل يريد غيرها: بالإجماع لا يحرم وإذا قصد بعد ذلك بدالة النسك فيحرم من موضعه ذلك.
2) من يريد دخول الحرم: وهم أنواع:
أ-من يكثر ترداده إلى مكة: لا إحرام عليهم عند الجمهور، مالك والشافعي وأحمد: لأننا إذا أوجبنا ذلك ففي ذلك ضيق وحرج وإذا أراد النسك يحرم من موضعه.
ب-من مر على ميقات وهو لا يريد حج ولا عمرة ولكن يريد دخول الحرم لقضاء حاجة أخرى هل يلزمه الإحرام أم لا على قولين: الصحيح :
1. يجوز دخول مكة بغير إحرام إذا كان دخوله لغرض غير النسك: ( الشافعي في المشهور والأئمة الثلاثة في رواية وهو قول ابن عمر- وهو أشد الناس اتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم- والزهري والحسن والظاهرية ).
* الأدلة:(1/39)
1) قال الباري ق صحيحه: " باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام" ودخل ابن عمر وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإهلال لمن أراد الحج والعمرة.
2) حديث ابن عباس عن البخاري: "هن لهن ولمن ولكل آتي أتى عليهن من غيرهم ممن أراد الحج والعمرة".
3) حديث أنس عند البخاري أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر، ( رواه مالك ) وزاد: ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ محرماً دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء ( في رواية أنها تحت المغفر ).
مسألة: ما هو ميقات أهل مكة في الحج وفي العمرة ومتى يهل ؟
أما أهل مكة فإنهم يحرمون بالحج منها وبالعمرة يخرجون إلى الحل لما يأتي:
1) قال ابن حزم في مراتب الإجماع: أجمعوا على أن ذي الحليفة لأهل المدينة والجحفة لأهل المغرب وقرن لأهل نجد ويلملم لأهل اليمن والمسجد الحرام لأهل مكة مواقيت الإحرام للحج والعمرة حاشا العمرة لأهل العمرة.
2) ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "فدعا عبد الرحمن فقال: أخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة".
3) القياس: وهو أن النسك من شرطه الجمع بين الحل والحرم وجميع أفعال العمرة في الحرم فلو أحرم بها من الحرم لما جمع فيها بين الحل والحرم وإنما جاز ذلك في الحج لأنه لا بد فيه من الخروج إلى الحل للوقوف بعرفة.
* متى يحرم بالحج أهل مكة:
- يحرم أهل مكة في يوم التروية: ( الجمهور ).
* الأدلة:
1) حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم لما أحللنا بالحج إذا توجهنا إلى منى، قال: فأهللنا من الأبطح.
2) ما رواه مسلم عن عبيد الله بن جريج قال: قلت لعبد الله بن عمر، أبا عبد الرحمن رأيتك إذا كنا بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهلل حتى يكون يوم التروية، فقال: " لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث فيه راحلته".
مسألة : من ركب الباخرة أو الطائرة كيف يحرم : ( السراج : 38 ) :(1/40)
يلزمهم الإحرام من الميقات الذي يمرون عليه أو إذا حاذوه .
قال ابن جبرين : ومن لبى قبل الميقات بقليل للاحتياط فهو الأولى مخافة أن يتمادى به التساهل إلى أن يتجاوز حدود الميقات .
مسألة : لو لم يلبِ حتى نزل جدة :
سبيل التخلص من الفدية أن يرجع لميقاته ويحرم منه . ( السراج : 38 ) .
مسألة : من كان دون المواقيت كيف يحرم :
من بلادهم . مثاله : أهل جدة ، والقرى التي بين مكة وجدة كبحرة ، والقرى التي بين السيل الكبير ومكة كالشرائع ، وكذا أهل مكة للحج .
قرآن كريم ثامناً : أنواع النسك :
إذا وصل الحاج إلى أحد المواقيت التي ذكرناها في أشهر الحج فإنه مخير بين ثلاثة أنساك :
1- التمتع : وهو أن يحرم بالعمرة وحدها :
وصفة التلفظ في هذا النسك عند الإحرام وعقد النية أن يقول : ( لبيك عمرة ) .
ويستمر في التلبية حتى يشرع في الطواف فإذا انتهى من العمرة وحلق حل له كل شيء .
فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة ( التروية ) يحرم بالحج وحده ، وصفة التلفظ في هذا النسك عند الإحرام أن يقول : ( لبيك حجاً ) .
سمي متمتعاً:
1. لأن الحاج يتمتع فيما كان محظوراً عليهم حال الإحرام.
2. ولترفهه ولسقوط أحد السفرين عليه.
صفة التمتع:
التي أجمع عليها أهل العلم:
هي ما توفر فيها الشروط الآتية:
1) أن يجمع بين الحج والعمرة.
2) وأن يكون في سفر واحد.
3) وفي عام واحد.
4) وفي أشهر الحج.
5) وأن تتقدم أعمال العمرة عن أعمال الحج.
- إذا تأخرت العمرة باتفاق أهل العلم أنه لا تمتع.
- صفته:
يحرم من ميقات بلده بالعمرة وينطلق إلى مكة في أشهر الحج فيأتي بعمرة ثم يبقى بمكة بعد أن تحلل ثم يحرم في أيام الحج إما في أوله أو في اليوم الثامن وهو الأفضل ثم يأتي بالهدي يوم النحر.
2- القران : وهو الجمع بين الحج والعمرة :
وهو أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً في أشهر الحج أي يقرن بينهما .(1/41)
وصفة التلفظ في هذا النسك عند الإحرام وعقد النية أن يقول : ( لبيك عمرة وحجاً ) .
للقرن صور متعددة بعضها متفق على أنها قران وبعضها مختلف فيها:
القران: هو الجمع بين أفعال العمرة وأفعال الحج.
* صور القران:
1) أن يحرم أو يهل بالعمرة والحج معاً: ( هذه قران باتفاق أهل العلم ).
2) أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ثم يدخل عليها الحج قبل الطواف " يقول : لبيك عمرة وحج قبل الطواف" : ( هذه قران باتفاق أهل العلم ) وليس من شرط القران سياق التمتع، الطواف يكون قدوم للحج والعمرة.
3) أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج ثم يدخل عليها الحج بعد الشروع في الطواف أو بعد الطواف ويستنتج أنه بعد ركعتي الطواف لا يصح إدخال الحج على العمرة بعد ركعتي الطواف بالاتفاق ، اختلفوا على قولين:
أ - لا يصح إحرامه بالحج ( لا يكون قارناً أو يبقى على عمرته): ( الجمهور: الأحناف وقول عند المالكية وهو مذهب الشافعية والحنابلة عند الأحناف الحكم مرتبط بأقل الطواف وأكثر الطواف، الأكثر له حكم الكل ) إذا وقع الإدخال قبل الرابع فهو قارن وإن كان بعده فهو غير قارن.
ب - يصح إدخال الحج على العمرة أثناء الطواف ويكون قارناً ويصح مع الكراهة بعد الطواف ويكون أيضاً قارناً ولا يصح بعد ركعتي الطواف: ( مشهور مذهب المالكية ).
4) إذا أحرم بالحج ثم أدخل العمرة على الحج فهل يكون قارناً أيضاً ؟
اختلفوا على قولين:
أ- لا يصح إدخال العمرة على الحج مطلقاً: ( الجمهور: المالكية والشافعية في الجديد والحنابلة ).
3- الإفراد : وهو أن يحرم بالحج وحده :
وصفة التلفظ في هذا النسك عند الإحرام وعقد النية أن يقول : ( لبيك حجاً ) .
مسائل أنواع النسك :
مسألة :عمل المفرد كالقارن سواء بسواء إلا أن المفرد ليس عليه هدي والقارن عليه هدي .
مسائل التمتع:
المسألة الأولى : متى ينقطع التمتع :
- إذا انصرف إلى بلده فقد انقطع تمتعه باتفاق أهل العلم.(1/42)
- أما إذا انصرف إلى غير بلده فهي مسألة خلافيه بين أهل العلم وهي كما يلي :
مسألة: إذا سافر المتمتع بعد العمرة إلى غير بلده:
د- إذا كانت المسافة تقصر فيها الصلاة قُطع التمتع وإلا فلا: ( الحنابلة ).
* سبب الخلاف:
المسألة اجتهادية مبنية على : من هو حاضر المسجد الحرام ؟ ( لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام ).
* الراجح:
المذهب الذي تنضبط فيه المسافة ويشترك فيه الحجاج في المسافة هو مذهب الحنابلة وهو مسافة القصر على القول بأنه هناك مسافة محددة للقصر وقيل إنه مرحلتين تقريباً 80 كيلو وبعض أهل العلم يرجعون ذلك إلى العرف وهو مذهب شيخ الإسلام وابن عثيمين والألباني، ولعل الأخذ بالتحديد من باب سد الذرائع أولى.
المسألة الثانية : حكم التمتع للمكي هل يقع منه أم لا ؟
( المكي: حاضر المسجد الحرام ).
اختلف أهل العلم بعد اتفاقهم السابق اختلفوا في المكي على قولين:
أ- يقع التمتع منه وليس عليه دم: ( الجمهور: المالكية مع الكراهة والشافعية والحنابلة ).
* سبب الخلاف:
الاختلاف في عودة اسم الإشارة في قوله ( ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام ).
و (ذلك) هل تعود على التمتع أو تعود على الهدي ؟
( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي . . . ذلك . . . ).
- الأحناف أرجعوها على التمتع والجمهور أرجعوه إلى الهدي الواجب على المتمتع وهو الذي عليه أكثر المفسرين فيعود على الهدي وبدله فليس على من أهله حاضري المسجد الحرام هدي.
* الراجح:
قال الأحناف: لو كان المراد قول الجمهور لقال ( ذلك على من لم . . . ) ويُرد بأن الحروف تنوب عن بعضها وهنالك أمثلة فالراجح هنا قول الجمهور.
- ليس هناك أثر بارز في الخلاف وليس عليه دم بالإجماع.
المسألة الثالثة: من هو المكي ( حاضر المسجد الحرام ) ؟
اختلفوا على ثلاثة أقوال:
أ- هم أهل المواقيت فمن دونهم إلى مكة: ( الأحناف ).(1/43)
ب- هم أهل مكة: ( المالكية والظاهرية والثوري وابن عباس وطاووس ومجاهد ).
ج- هم من كانوا دون مسافة القصر: ( الشافعية والحنابلة ).
* سبب الخلاف:
اختلافهم فيما يدل عليه قوله ( حاضري المسجد الحرام ) فاختلفوا في دلالة الاسم قال الأحناف: أهل مكة ومن كان في حكمهم لأنه يشابهونهم في أحكام مثل الإحرام من أماكنهم ولا يلزمهم الإحرام عند الدخول إليها، أما المالكية فهموا أن الحاضر هو المقيم الساكن فيها بأهله وأما الثالث فقالوا الحاضر يقابله المسافر منهم فهم من كان دون مسافة القصر على من يقول أن المسافر له مسافة معينة وإلا فيرجع إلى العرف في المسافر.
* الراجح:
القول الثالث.
العبرة هنا في وجوب الدم على من لم يكن من حاضري المسجد الحرام.
المسألة الرابعة : حكم فسخ الحج إلى العمرة:
- صورتها: هل للقارن والمفرد أن ينتقل من نسكه إلى التمتع أم لا يحل ؟
- اتفق أهل العلم على أن هذا الفسخ ثابت عن الصحابة أنهم فعلوه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
- واتفقوا على أن من ساق الهدي فلا يجوز له فسخ الحج إلى عمرة.
- ثم اختلفوا فيمن لم يسق الهدي من المفرد أو القارن إذا لم يسق الهدي والمتمتع أيضاً على قول أنه إذا ساق الهدي لا يتمتع فيدخل في الخلاف إذا لم يسقه:
ج- يستحب فسخ الحج إلى عمرة: ( الحنابلة وداود والحسن ومجاهد من التابعين ).
* سبب الخلاف:
1. الاختلاف في فعل الصحابة رضي الله عنهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم هل كان خاصاً بهم أم هو عام ؟
2. اختلاف الآثار عن الصحابة في هذه المسألة فنقلت عنهم أقوال مختلفة.
* الأدلة:
استدلوا:
1) بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بفسخ الحج إلى عمرة وقوله: " لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة " وهو صحيح ثابت ( رواه البخاري ومسلم ). يدل على ثبوت أصل المسألة على أن ذلك ليس بخاص .(1/44)
2) ما جاء في حديث جابر من سؤال سراقة بن مالك عن هذا الفسخ: أمتعتنا في منا هذا أم للأبد فشبك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " دخلت الحج من العمرة إلى يوم القيامة " وهو صحيح.
3) ما ورد عن الصحابة مثل أبي موسى وعمران بن حصين من الفتوى بجواز ذلك على مرأى من الصحابة في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهم حتى ورد النهي عن عمر فتوقفا عن الفتوى بذلك.
4) وأن ابن عباس كلن يأمر بذلك عياناً جهاراً فيدل على عدم الخصوصية.
ج- القول الثالث:
1) استدلوا بأدلة القول الثاني وأن الأمر ليس للوجوب كما سبق وما ورد عن الصحابة في حجهم مفردين فدل على عدم الوجوب.
2) يدل على العمومية خلافاً لمن قال أنه خاصاً.
3) وكذلك فتوى الصحابة تدل على الاستحباب.
وهو ما ورد فيها 17 حديثاً صحيحاً في فسخ الحج إلى عمرة ولم يخصصها شيء.
المسألة الخامسة :
حكم من أنشأ عمرة في غير أشهر الحج ثم عمل لها في أشهر الحج.
اتفق أهل العلم أنه إذا أتى بالعمرة كاملة في أشهر الحج ثم حج فهذا تمتع.
واتفقوا أيضاً على أنه إذا أتى بالعمرة كاملة في غير أشهر الحج فإنها ليس عمرة تمتع.
-هل هذه المسألة تعتبر عمرة تمتع أم لا ؟
ج- حكمها متعلق بالشهر الذي أهل فيه أو أحرم فيه: ( الشافعية في الجديد والحنابلة ) والظاهرية ومروي عن جابر رضي الله عنه وأبو نور وقتادة وإسحاق وبعض التابعين.
* سبب الخلاف:
هل الحكم مرتبط بالأكثر أم بالكل أم بالأقل ؟ وهو خلاف اجتهادي.
* الراجح:
إن ثبت عن جابر ذلك فهذا مرجح للقول الأخير وقاسوا على ذلك الصلاة فإنه إذا بدأها في غير وقتها فلا يصح إلا بإيقاعها كاملة في وقتها فلا بد من استئنافها.
مسائل القران
هو أن يحرم بالحج وحده دون عمرة.
المسألة الأولى : هل حج النبي صلى الله عليه وسلم قارناً أم مفرداً ؟(1/45)
أنه صلى الله عليه وسلم حج قارناً: ( الأحناف والحنابلة وهو قول بعض المالكية والشافعية المحققين منهم: ابن عبد الله والقرطبي من المالكية ومن الشافعية النووي وابن كثير وابن حجر والسبكي وكذلك قال الطبري به والظاهرية ).
* الأدلة:
أحاديث تزيد على 20 مروية عن 17 صحابياً.
1) عمد فهم أحاديث كثيرة تزيد على 20 حديثاً مروية عن 17 صحابياً تدل صراحة على ذلك ذكر ابن رشد بعضها وهي صحيحة.
2) فعل الصحابة للقران كفعل علي رضي الله عنه ( موجود في الكتاب ).
يتعين الأخذ بالقول الثاني لعدم انتهاض أدلة القول الأول ويؤيد ذلك ما يأتي:
أ- أن رواة القران من الصحابة أكثر من رواة الإفراد.
ب- أن طرق الإخبار عن قران النبي صلى الله عليه وسلم تنوعت فمن الصحابة من روى ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من رواه من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم عند إحرامه كما روى أنس في الصحيحين أنه سمعه يلبي بهما جميعاً ومنهم من روى إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك فجاء في حديث علي أنه قال: " قد قرنت عندما قدمت من اليمن " وما أخبر به عن نفسه أولى ممن أخبر من فهمه ومنهم من روى أمر الله له بالقران: " أتاني آت من ربي فقال: قل حجة في عمرة" حديث عمر رضي الله عنه ومنهم من نقل أمره صلى الله عليه وسلم للصحابة بالقران عندما ساق الهدي.
- أما أحاديث الإقرار فقد يكون هناك خطأ في الفهم أو النقل.
ج- ما ثبت في الصحيحين عن عائشة وابن عمر وأنس وابن عباس رضي الله عنهم أنهم رووا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربعة عمر وكلهم قالوا: وعمرة مع حجته وحديثهم صحيح وهذا اللفظ دل على أنه قارن.
د- أن روايات القران صحيحة لا تحتمل التأويل وأما مرويات الآخر فتحتمل التأويل مر ذكرها.
هـ- أن روايات القران اشتملت زيادة سكت عنها رواة الإفراد والقاعدة تقول: أن الذاكر الزائد مقدم على الساكت ( الناسي ) والمثبت مقدم على المنفي.(1/46)
و- أنه النسك الذي أمر به عن ربه فلا يعدل عنه.
ز- أنه النسك الذي أمر به كل من ساق الهدي فلا يمكن أن يأمرهم بذلك ويسوق هو لا يحج بهذا النسك.
• وبهذا يترجح القول الثاني ظاهراً.
المسألة الثانية : أي أنواع النسك أفضل ؟
اتفق عامة أهل العلم على جواز الحج بأي نوع من أنواع النسك الثلاثة ولم يخالف إلا ابن عباس ومن اقتدى به كابن حزم وابن القيم.
- دل على جواز هذه النسك حديث عائشة المتفق عليه قالت: " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع قمنا من أهل العجرة ومنا من أهل بحج وعمرة ومنا من أهل بحج . . وأهل رسول صلى الله عليه وسلم " ومن لفظ لمسلم " منا من أهل بالحج مفرداً ومنا من قرن ومنا من تمتع ".
ويدل على ذلك اشتهار العمل بالأنواع الثلاثة بين الصحابة.
واختلف أهل العلم في أي أنواع النسك أفضل إلى أقوال أهمها:
ج- التمتع أفضل: ( أحمد والشافعي في قول وبعض الصحابة وبعض التابعين وروي عن عمر وعثمان الرجوع عن الإفراد ).
* الأدلة:
1) قوله تعالى ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر . . . ) أنه النسك الذي صرح في القرآن ولم يأت التصريح بغيره.
2) وهو العمرة حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بفسخ الحج إلى عمرة ثم قال: " لو استقبلت من أمري ما استدبرت. . . الحديث ".
• وجه الدلالة:
أ- أن في أمره أصحابه بالانتقال إلى التمتع من الإفراد والقران دلالة على أنه الأفضل لأنه لا يعقل أن يأمرهم بالانتقال من الأفضل إلى المفضول وهو الداعي إلى الأفضل وإلى الخير دائماً.
ب- في تمني النبي صلى الله عليه وسلم أن يعمل مثلهم وتأسفه على سوقه للهدي وهو ظاهر أنه يتمنى إلى الأفضل ولا يتأسف إلا على الأفضل.
ج- أنه يدل على اختيار الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولصحابته التمتع فهو آخر الوحيين.
3) أن المتمتع يأتي بنسكين كاملين وهو أفضل ممن يأتي بنسك واحد أو يأتي بنسكين متداخلين(1/47)
ج- مناقشة أدلة القول الثالث:
اعتُرض على حديث جابر بعدة اعتراضات منها ( حديث الفسخ ):
1.أنه خاص بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهذا الاعتراض سبق في مسألة فسخ الحج إلى عمرة وأجيب عنه.
أ- لم يثبت ما يدل على الخصوصية والحديث ضعيف.
ب- ثبت حديث صحيح وهو حديث سراقة أن هذا ليس خاصاً. ( يرجع للمسألة السابقة ).
1. أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه إنما فعل ذلك ليس لتفضيل التمتع على القران والإفراد هو لإبطال حكم أو عادة كانت لدى العرب لدى الجاهلية أنهم كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور فأراد صلى الله عليه وسلم أن يبطل هذا الحكم ولم يأمرهم لتفضيل التمتع وقالوا وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو استقبلت . . . " فتمنيه وقوله هذا إنما قال لتطييب قلوب الصحابة وليحثهم على الانتثال على ما أمرهم عليه ( لم يكن يحب أن يخالف أصحابه ).
أجيب عنه بما يأتي:
أ- أن فساد هذا الحكم الذي كان في الجاهلية قد صدر منه عندما اعتمر صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في سنوات سابقة كلها كانت في أشهر الحج في شهر ذي القعدة فهذا الفعل على مرأى من المسلمين ورافقه أكثر المسلمين في تلك السنوات فأبطل هذه العادة بتلك العمرات.
ب- قولهم أن الحديث لتطييب قلوب الصحابة أن هذا التأويل ليس عليه دليل فالأصل حمل الكلام على ظاهره وهو حقيقة تمني ورغبة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
مسألة: هل حج النبي صلى الله عليه وسلم قارناً أم مفرداً ؟
أنه صلى الله عليه وسلم حج قارناً: ( الأحناف والحنابلة وهو قول بعض المالكية والشافعية المحققين منهم: ابن عبد الله والقرطبي من المالكية ومن الشافعية النووي وابن كثير وابن حجر والسبكي وكذلك قال الطبري به والظاهرية ).
* الأدلة:
أحاديث تزيد على 20 مروية عن 17 صحابياً.(1/48)
3) عمد فهم أحاديث كثيرة تزيد على 20 حديثاً مروية عن 17 صحابياً تدل صراحة على ذلك ذكر ابن رشد بعضها وهي صحيحة.
4) فعل الصحابة للقران كفعل علي رضي الله عنه ( موجود في الكتاب ).
يتعين الأخذ بالقول الثاني لعدم انتهاض أدلة القول الأول ويؤيد ذلك ما يأتي:
أ- أن رواة القران من الصحابة أكثر من رواة الإفراد.
ب- أن طرق الإخبار عن قران النبي صلى الله عليه وسلم تنوعت فمن الصحابة من روى ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من رواه من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم عند إحرامه كما روى أنس في الصحيحين أنه سمعه يلبي بهما جميعاً ومنهم من روى إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك فجاء في حديث علي أنه قال: " قد قرنت عندما قدمت من اليمن " وما أخبر به عن نفسه أولى ممن أخبر من فهمه ومنهم من روى أمر الله له بالقران: " أتاني آت من ربي فقال: قل حجة في عمرة" حديث عمر رضي الله عنه ومنهم من نقل أمره صلى الله عليه وسلم للصحابة بالقران عندما ساق الهدي.
- أما أحاديث الإقرار فقد يكون هناك خطأ في الفهم أو النقل.
ج- ما ثبت في الصحيحين عن عائشة وابن عمر وأنس وابن عباس رضي الله عنهم أنهم رووا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربعة عمر وكلهم قالوا: وعمرة مع حجته وحديثهم صحيح وهذا اللفظ دل على أنه قارن.
د- أن روايات القران صحيحة لا تحتمل التأويل وأما مرويات الآخر فتحتمل التأويل مر ذكرها.
هـ- أن روايات القران اشتملت زيادة سكت عنها رواة الإفراد والقاعدة تقول: أن الذاكر الزائد مقدم على الساكت ( الناسي ) والمثبت مقدم على المنفي.
و- أنه النسك الذي أمر به عن ربه فلا يعدل عنه.
ز- أنه النسك الذي أمر به كل من ساق الهدي فلا يمكن أن يأمرهم بذلك ويسوق هو لا يحج بهذا النسك.
• وبهذا يترجح القول الثاني ظاهراً.
مسألة: في النية.(1/49)
اتفقوا على أن الإحرام لا يكون إلا بنية ( يشمل مذهب الجمهور والأحناف ) ثم اختلفوا هل تجزئ النية وحدها أم لابد أن تقترن بأمر آخر ؟
أ- تجزئ النية وحدها ويستحب التلفظ بالتلبية أو بنية الإحرام: ( الجمهور: المالكية والشافعية والحنابلة ).
ب- أنه لا تجزئ النية وحدها حتى تقترن بقول أو فعل من خصائص الإحرام مثل التلبية: ( الأحناف ).
وليس هذا القول خاصاً بالتلبية كما قال ابن رشد بل أي فعل من أفعال الإحرام مثل سوق الهدي أو التجرد من المخيط ولبس الإحرام والتلفظ بما يدل على الدخول في النسك.
مسائل التلبية
المسألة الأولى :
ما حكم الزيادة على لفظ النبي صلى الله عليه وسلم في التلبية أو تبديله ؟
اتفق أهل العلم على استحباب هذا اللفظ الوارد ومشروعيته واختلف أهل العلم في حكم الزيادة على هذا اللفظ أو تبديله:
أ- يستحب الاقتصار على لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأفضل ولا تكره الزيادة ولا تستحب: ( الجمهور: المالكية والشافعية والحنابلة ).
المسألة الثانية : من صيغ التلبية :
منها ما أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يزيد: " لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل".
وعن عمر رضي الله عنه أنه زاد: " لبيك ذا النعماء والفضل لبيك لبيك مرهوباً ومرغوباً إليك لبيك" ( رواه ابن المنذر وهو صحيح ).
وعن أنس رضي الله عنه أنه زاد: " لبيك حقاً حقاً تعبُّداً ورِقّاً " ( أخرجه البزار ).
وعن ابن مسعود أنه زاد: " لبيك عدد الحصى والتراب " ( رواه سعيد بن منصور في سننه ).
* الراجح:
القول الأول لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع ولا يزيد على ذلك فهذا الإقرار يدل على الجواز لا على الأفضلية لاقتصاره صلى الله عليه وسلم على ما كان يقول ولم يأخذ بما كانوا يقولون.
المسألة الثالثة : متى يقطع المحرم بالتلبية ؟
ب- لا يقطعها حتى يرمي جمرة العقبة يوم 10 : ( الجمهور )(1/50)
حديث ابن عباس من أخيه الفضل قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
الأحاديث الصحيحة . . . عمل أهل المدينة والصحابة الذين استدلوا بقولهم مالك تقل عنهم موافقة قول الجمهور والنقل هنا أصح.
اختلف الجمهور هل يقطع التلبية مع أول حصاة أم مع آخر حصاة ؟
أ- يستمر حتى يرميها كاملة أي مع آخر حصاة: ( قول عند الحنابلة وطائفة من أصحاب الشافعي)
واستدلوا بحديث الفضل وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم استمر بالتلبية ولم يقطع التلبية حتى آخر حصاة ( ابن خزيمة وهو صحيح إسناداً ولذلك يحمل عليه الحديث المطلق ).
المسألة الرابعة : متى يقطع المعتمر التلبية ؟
ب- يقطع التلبية إذا فتتح الطواف: ( الأحناف ليس تماماً كما قال ابن رشد أنهم مع القول الأول والشافعية والحنابلة وهو مذهب ابن عباس ).
لأنه إذا بدأ الطواف فقد شرع في التحلل فتنقطع التلبية حينئذٍ فمتى شرع في الحل فيقطع التلبية .
جمعه:
أ. فهد بن مبارك الوهبي
---
أبو بيان
12-29-2005, 06:56 PM
أحسن الله جزاءك يا شيخ فهد.
---
(1/51)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ...
---
ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ...
---
فهد الوهبي
11-26-2004, 12:39 AM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
فإن المرور على كتب الطبقات مفيد جداً إذ يطلع القارئ على عجائب العلماء وغرائبهم وهممهم في طلب العلم ، وقد مررت على كتاب طبقات المفسرين للسيوطي في جلسة ليلية فوجدت فيه فرائد وفوائد إليكموها بعد التقديم بنبذة مختصرة عن الكتاب :
= اسم الكتاب :
طبقات المفسرين .
= المؤلف :
الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ( ت : 911 هـ ).
= مقدمة الكتاب :
ذكر السيوطي رحمه الله في بداية الكتاب مقدمة اشتملت على ما يلي :
1- حمد الله والثناء عليه ...
2- ذكر أنه لم يجد من اعتنى بطبقات المفسرين فقال : ( وبعد فهذا المجموع فيه طبقات للمفسرين ، إذ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعتني بإفراد المحدّثين والفقهاء والنحاة وغيرهم ).
3- ذكر أنواع المفسرين وهي أربعة :
الأول : المفسرون من السلف والصحابة والتابعين واتباع التابعين .
الثاني : المفسرون من المحدّثين ، وهم الذين صنفوا التفاسير مسندة . قال : ( وهذان النوعان تراجمهم مذكورة في طبقات الفقهاء ).
الثالث : بقية المفسرين من علماء أهل السنة الذين ضموا إلى التفسير التأويل ...
الرابع : من صنف تفسيراً من المبتدعة ، كالمعتزلة والشيعة وأضرابهم .
قال : ( والذي يستحق أن يسمى من هؤلاء القسم الأول ثم الثاني على أن الأكثر في هذا القسم نَقَلَة ، وأما الثالث فمؤولة ولهذا يسمون كتبهم غالباً بالتأويل ، ولم أستوف أهل القسم الرابع وإنما ذكرت منهم المشاهير كالزمخشري والرماني والجبائي وأشباههم . وبالله أستعين إنه خير معين ).(1/52)
= عدد التراجم المذكورة في الكتاب : ( 136 ) ترجمة مرتبة على حروف المعجم .
= من نفائس التراجم : ( سأذكر رقم الترجمة في الكتاب عقب اسم العالم )
1- عالمٌ يتحول للمالكية حمية :
جاء في ترجمة ابن فارس المتوفى سنة 395 هـ ( 6 ) : وكان شافعياً فصار مالكياً ، قال : دخلتني الحمية لهذا البلد يعني الري ، كيف لا يكون فيه رجل على مذهب هذا الرجل المقبول القول على جميع لأسنة .
2- عالم يقيم شهراً في تفسير آية :
قال في ترجمة أبي عثمان الصابوني المتوفى سنة 449 هـ ( 22 ) : يضرب به المثل في كثرة العبادة والعلم والذكاء والزهد والحفظ ، أقام شهراً في تفسير آية .
3- كتاب تفسير متقدم بلغة أصبهان :
قال في ترجمة إسماعيل بن محمد بن الفضل أبو القاسم التيمي الطلحي الأصبهاني المتوفى سنة 535هـ ( 23 ) في ذكر تصانيفه : وكتاب التفسير باللسان الأصبهاني عدة مجلدات .
4- ليس في التفاسير مثله ولا تفسير ابن جرير :
جاء في ترجمة بقي بن مخلد المتوفى سنة 276 هـ ( 25 ) الإمام المشهور : وليس لأحد مثل مسنده ولا تفسيره ، قال ابن حزم : أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره ، ولا تفسير ابن جرير ولا غيره .
5- تفسير اسمه ( المقنع ) :
في ترجمة الحسن بن علي بن خلف الألمعي الكاشغري المتوفى بعد سنة 484 هـ ( 31 ) قال : له كثر من مائة تصنيف أكثرها في التصوف ومنها ( المقنع ) في تفسير القرآن .
6- يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة :
ذكر في ترجمة الحسين بن فضل البجلي المتوفى سنة 282هـ ( 33 ) : وكان من العلماء الكبار العابدين ، يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة .
7- البغوي لا يلقي الدرس إلا على طهارة :
قال في ترجمة الحسين بن مسعود أبي محمد البغوي المتوفى سنة 516 هـ ( 35 ) : وقد بورك له في تصانيفه ورزق فيها القبول لحسن نيته ، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة ، وكان قانعاً ورعاً يأكل الخبز وحده ، ثم عُذِل في ذلك فصار يأكله بزيت .(1/53)
8- البغوي لم يحج :
جاء في الترجمة السابقة : مات في سنة ست عشرة وخمسمائة وقد جاوز الثمانين ولم يحج .
9- يحفظ ألف بيت في الاستشهاد على معاني القرآن :
جاء في ترجمة عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب أبو محمد المتوفى سنة 383هـ ( 43 ) : وكان يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن .
10- مثال عجيب في تعدد المصادر :
قال في ترجمة عبد الله بن محمد بن علي شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي المتوفى سنة 481هـ ( 45 ): وفسر القرآن زماناً ، وكان يقول : إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير .
11- مفسر اعتقل لسانه إلا عن الذكر :
قال في ترجمة عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبي نصر القشيري النيسابوري المتوفى سنة 514هـ ( 55 ) : ومن العجائب أنه اعتُقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر ، فكان يتكلم بآي القرآن .
12- تفسير معتزلي في 300 مجلد منها 7 مجلدات في الفاتحة ومجلد في تفسير آية واحدة :
قال في ترجمة عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار أبي يوسف القزويني شيخ المعتزلة المتوفى سنة 488هـ ( 57 ) : قال السمعاني : كان أحد المعمرين والفضلاء المقدمين جمع التفسير الكبير الذي لم ير في التفاسير أكبر منه ولا أجمع للفوائد ، لولا أنه مزجه بكلام المعتزلة وبث فيه معتقده ، وهو في ثلاثمائة مجلد ، منها سبع مجلدات في الفاتحة .
أقام بمصر سنين ، ثم رحل إلى بغداد ، وكان داعية إلى الاعتزال ويقول : لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري .
قال ابن النجار : كان طويل اللسان ولم يكن محققاً إلا في التفسير ، فإنه لهج بالتفاسير حتى جمع كتاباً بلغ خمسمائة مجلد ، حشا فيه العجائب ، حتى رأيت منه مجلداً في آية واحدة وهي قوله تعالى : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين ) الآية .
13- تفسير يجمع بين ابن عطية والزمخشري :(1/54)
قال في ترجمة عبد الكبير بن محمد بن عيسى أبي محمد الغافقي المرسي المتوفى سنة 617هـ ( 61 ) : صنف تفسيراً جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري .
14- مائة وعشرين وجهاً في ( بسم الله الرحمن الرحيم ) :
قال في ترجمة عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدي أبي القاسم النحوي العروضي المعتزلي المتوفى سنة 387هـ ( 65 ) : وصنف كتباً منها تفسير القرآن ، ذكر في بسم الله الرحمن الرحيم مائة وعشرين وجهاً .
15- مات ساجداً :
في ترجمة علي بن المسلم بن محمد أبي الفتح السلمي الدمشقي جمال الإسلام المتوفى سنة 533 هـ ( 79 ) : مات ساجداً في صلاة الفجر في ذي القعدة .
16- السيوطي يرجو اختصار الطبري :
قال في ترجمة الطبري ( 93 ) : قلت : قد منّ الله علي بإدامة مطالعته والاستفادة منه وأرجو أن أصرف العناية إلى اختصاره وتهذيبه ليسهل على كل أحد تناوله إن شاء الله تعالى .
17- تفسير في مائة مجلد :
قال في ترجمة محمد بن سليمان بن الحسن المعروف بابن النقيب المتوفى سنة 698 هـ ( 97 ) : وتفسيره مشهور في نحو مائة مجلد رأيت قطعة منه .
18- تفسير في أكثر من ألف جزء :
قال في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أحمد العلامة أبي عبد الله البخاري المتوفى سنة 546هـ :قيل إنه صنف كتاباً أكثر من ألف جزء .
19- ابن بَطة الحنبلي وابن بُطة الشيعي :
قال في ترجمة أبي جعفر السروري المازندراني رشيد الدين المتوفى سنة 588هـ ( 110 ) : قال ابن أبي طي : ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بُطة الشيعي وبين ابن بَطة الحنبلي حتى قدم الرشيد فقال : ابن بطة الحنبلي بالفتح ، والشيعي بالضم .
20- يحفظ 50000 بيت شعري شواهد للقرآن :
قال في ترجمة محمد بن إبراهيم أبي الفرج الشنبوذي ( 112 ) : وكان عالماً بالتفسير ووجوه القراءات ، حفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن .
21- مائة وعشرين مجلد في التفسير :(1/55)
قال في ترجمة محمد بن علي بن أحمد أبي بكر الأدفوي المصري المتوفى سنة 388 هـ ( 113 ) : وله كتاب تفسير القرآن في مائة وعشرين مجلدة .
22- ملقب بالآدمي لحفظه ...
في ترجمة محمد بن أبي القاسم بن بابجوك المتوفى سنة 562هـ ( 121 ): النحوي الملقب بالآدمي لحفظه كتاب الآدمي في النحو .
هذه بعض الفرائد والفوائد من هذا الكتاب أسأل الله تعالى أن ينفع بها والله تعالى أعلم ...
---
كادح
11-26-2004, 11:11 PM
جزاك الله خيرا يا فهد ..
تعجبني المقالات المنوعة ..
فقط وقفة مع النقطة الرابعة وهي قول ابن حزم عن تفسير بقي بن مخلد:قال ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير ابن جرير ولا غيره ..
هل هناك من وافق ابن حزم في قوله؟!! ..
أو قدم أي تفسير على تفسير ابن جرير؟!! ..
---
أحمد البريدي
11-27-2004, 08:40 PM
شكر الله لك حسن صنيعك واختيارك , حقاً لقد استمتعت مع هذه المختارات الجميلة , في زمن طال انتظار فجره المشرق , أرجو أن لا تنسنا مرة أخرى من هذه الليالي , جعل الله أوقاتك عامرة بطاعته .
---
د. هشام عزمي
11-28-2004, 02:28 AM
و أين هو تفسير بقي بن مخلد ؟؟ إنه من تراثنا الضائع و الله المستعان !!
---
عبدالرحمن الشهري
11-29-2004, 11:19 PM
شكر الله للشيخ فهد الوهبي هذه السياحة الممتعة مع هذا السفر النفيس . ولا شك أن كتب التراجم والطبقات مليئة بمثل هذه النفائس ، وبعض المترجمين - بكسر الجيم - يفضل بعضاً في ذلك ، فالذهبي ممن يحسن التعليق على مواقف المترجمين في سير أعلام النبلاء أكثر منه في كتابه معرفة القراء الكبار . ولابن الجزري وقفات نفيسة في تراجمه للقراء في غاية النهاية جديرة منك يا شيخنا الكريم بليلة أخرى أوليلتين ، وقد رأيت الأستاذ إبرايهم بن محمد الجرمي فطن لما فطنتَ إليه ، فجمع فوائد ولطائف القراء من كتاب غاية النهاية في كتيب صغير.(1/56)
أسأل الله أن يوفقك لكل خير ، وأن ينفعنا بالعلم وأهله.
---
أبو عبد المعز
12-06-2004, 08:28 PM
وكان من العلماء الكبار العابدين ، يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة .
هل يعقل هذا..
الركعة الواحدة..تحتاج الى ثلاث دقائق على الاقل...والا كنت الصلاة اخف من نقر الديك..
600*3)=1800دقيقة
يحتاج الى يوم فيه 30 ساعة..
هذا اذا كان لا ياكل ولا ينام ولا..
---
الراية
12-08-2004, 06:08 PM
جزاك الله خيرا وأكثر من أمثالك
ونفع بماكتبت
واحسنت ذكر الامثلة المتنوعه ، لتناسب الجميع .
بارك الله فيك
---
مسك
02-01-2005, 10:25 AM
جزاك الله خيراً ..
---
فهد الوهبي
06-21-2006, 03:35 PM
الشكر للجميع .. والرد لتعميم الفائدة
---
(1/57)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشنقيطي رحمه الله وكلام نفيس عن (( علاج قلة وضعف المسلمين امام الكفار))
---
الشنقيطي رحمه الله وكلام نفيس عن (( علاج قلة وضعف المسلمين امام الكفار))
---
العامر
08-15-2005, 01:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات لـ الشنقيطي رحمه الله في كتيب يعنوان (الاسلام دين كامل ) ما نصه :
المسأله التاسعه : مسألة ضعف المسلمين وقلة عددهم وعددهم بالنسبة الى الكفار
فقد أوضح الله جل وعلا علاجها في كتابه فبين انه ان علم من قلوب عباده الإخلاص كما ينبغي كان من نتائج ذلك الإخلاص ان يقهروا ويغلبوا من هو اقوى منهم ، ولذا لما علم جل وعلا من أهل بيعة الرضوان الإخلاص كما ينبغي ونوه بإخلاصهم في قوله ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) .
بين ان من نتائج ذلك الاخلاص انه تعالى يجعلهم قادرين على مالم يقدروا عليه قال ( وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) . فصرح بانهم قادرين عليها وانه أحاط بها فأقدرهم عليها وجعلها غنيمة لهم لما علم من إخلاصهم .(1/58)
ولذلك لما ضرب الكفار على المسلمين في غزوة الأحزاب ذلك الحصار العسكري العظيم المذكور في قوله ( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) .. كان علاج هذا الضعف والحصار العسكري الإخلاص لله وقوة الإيمان قال تعالى ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً ) .
فكان من نتاج ذلك الاخلاص ما ذكره الله بقوله (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) .
وهذا الذي نصرهم الله به ماكانوا يظنونه وهو الملائكة والريح : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) .(1/59)
ولاجل هذا كان من الادلة على صحة دين الإسلام أن الطائفة القليلة الضعيفه المتمسكه به تغلب الكثيرة القوية الكافره : ( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ولذلك سمى الله تعالى يوم بدر آيه وبينه وفرقاناً لدلالته على صحة دين الاسلام قال ( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ ) وذلك يوم بدر .
وقال تعالى (كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وذلك يوم بدر .
وقال (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ) وذلك يوم بدر .
وهذا العلاج الذي اشرنا اليه انه علاج للحصار العسكري .
واشار تعالى في سورة المنافقون الى انه ايضاً علاج للحصار الاقتصادي وذلك في قوله (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) وهو الذي اراد المنافقون ان يفعلوه بالمسلمين هو عين الحصار الاقتصادي وقد أشار تعالى الى أن علاجه قوة الإيمان به وصدق التوجه اليه جل وعلا بقوله(وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) .
لان من بيده خزائن السموات والارض لايضيع ملتجئاً اليه مطيعاً له (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .
وبين ذلك ايضاً (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء) .
---
(1/60)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير خَلَفِ بن أَحْمد مَلِكِ سِجستان(ت399هـ): تَجرِبةٌ قَديِمَةٌ للتفسير الموسوعيِّ
---
تفسير خَلَفِ بن أَحْمد مَلِكِ سِجستان(ت399هـ): تَجرِبةٌ قَديِمَةٌ للتفسير الموسوعيِّ
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2006, 06:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حَفَلت الحضارةُ الإسلاميةُ على امتدادها طولاً وعرضاً على مساحات واسعة من الأرض والتاريخ بصنوف أعاجيب الهمم العالية ، والتصانيف المدهشة ، وقد انصرفت عناية العلماء والأمراء إلى القرآن وخدمته انصرافاً ظاهراً في عهود الإسلام الزاهرة. ومنذ زمنٍ قرأت في ترجمة أحد ملوك سجستان(1) ، وهو خَلَفُ بنُ أَحْمد بن مُحمَّد بن الليث السِّجستاني المولود سنة 326 هـ والمتوفى مسجوناً سنة 399هـ أنه قد جَمعَ عدداً من العلماء والباحثين في دارٍ للبحث العلمي يشرف هو بنفسه عليها ، لتصنيف تفسير موسوعي شامل للقرآن الكريم.(1/61)
وقد وصفه أهل التراجم بالعلم ومحبته ومحبة أهله ، فقال ابن الأثير في ترجمته في حوادث سنة 393هـ :( وكان خَلَفُ مشهوراً بطلبِ العلمِ ، وجَمعِ العُلماءِ). ، وقال الذهبي في ترجَمتهِ :(المَلِكُ المُحدِّثُ ، صاحبُ سِجستان خَلَفُ بن أحمد بن محمد بن الليث السجستاني الفقيهُ ، مِنْ جِلَّةِ المُلوكِ ، لَهُ إِفضالٌ كثيرٌ على أهل العلم مولده في سنة ست وعشرين وثلاث مئة ، وسَمِع من مُحمَّد بن علي الماليني صاحب عثمان بن سعيد الدارمي ، ومن عبد الله بن محمد الفاكهي المكي ، وأبي علي بن الصواف ، وعلي بن بندار الصوفي. روى عنه أبو عبد الله الحاكم ، وأبو يعلى بن الصابوني ، وطائفةٌ ، وانتخب عليه الدارقطني ، وامتدت دولتهُ ، ثُمَّ حاصره السلطان محمود بن سبكتكين في سنة ثلاث وتسعين ، وآذاه ، وضيَّقَ عليه ، فنَزَل بالأمان إليه فبعثه مكرماً في هيئةٍ جيدةٍ إلى الجوزجان ، ثُمَّ بعد أربع سنين وُصِفَ للسلطان أَنَّهُ يُكاتب سلطانَ ما وراء النهر أيلك خان فضيق عليه) [سير أعلام النبلاء 17/117] . وقال ابن كثير في ترجمته :( وخَلَفُ بن أحمد كان أميراً على سِجستان ، وكان عالِماً) .[ البداية والنهاية 354هـ ]
* قصة تصنيف التفسير الموسوعي :
بعد توليه ملك سجستان بعد عام 350 من الهجرة ، رأى الملكُ العالمُ خلفُ السجستاني كثرةَ ما نُقِلَ وصُنِّفَ حتى زمانهِ من تفاسير القرآن ، وما استجدَّ من العلوم المتعلقة به ، فبدا له أن يصنف تفسيراً موسوعياً يشتمل على كل ما قيل في تفسير القرآن ، مع ترتيبه وتهذيبه ، وتبويبه على خطة علمية محكمةٍ ، استشار في وضعها العلماء في وقته ، ثم شرع في مشروعه العلمي الكبير الذي لم يصنعه قبله أحدٌ لطوله ، وكلفته المالية العالية . وربما يضاف إلى ذلك ضعف الهمم عن كتابته وتحصيله.(1/62)
وفكرةُ تصنيف تفسيرٍ جامعٍ للقرآن لا يَدَعُ شيئاً إلا أتى عليه خَطَرَتْ لكثيرٍ من العلماء والباحثين قديماً وحديثاً(2) ، ولعلَّ مِنْ أولِ من فَكَّر في هذا الأمر الإمامُ الطبريُّ عندما قال لطلابه : هل تنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ قال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مِمَّا تفنى الأعمارُ قبلَ تَمامهِ، فاختصره فى نَحو ثلاثةِ آلافِ ورقة. وكذلك قال لهم فى التاريخ، فأَجابوه بِمثلِ جوابِ التفسير.
وقد كان الملك خلف موصوفاً بالجود والكرم ، والعلم وحب العلماء ، يقول الذهبي :(وكان في أَيَّامهِ مَلِكاً ، جَواداً ، مَغشيَّ الجنابِ ، مُفضِلاً ، مُحسناً ، مُمَدَّحاً ، جَمَع عِدَّةً من الأئمةِ على تأليفِ تفسيرٍ عَظيمٍٍ ، حَاوٍ لأقوالِ المُفسِّرينَ ، والقُرَّاءِ ، والنُّحاةِ ، والمُحدِّثينَ . فقال أبو النضر في كتاب (اليميني) :(بلغني أَنَّهُ أَنفق عليهم في أسبوعٍ عشرين ألف دينارٍ ، قال : والنُّسخةُ به بنيسابور تستغرقُ عُمْرَ الناسخِ ).سير أعلام النبلاء 17/117
ويحدثنا المؤرخ أبو نصر العتبي عن هذا الكتاب ومكان وجوده في وقته فيقول:(وقد كان – يعني خَلفَ بنَ أحمد – جَمَعَ العلماءَ على تصنيفِ كتابٍ في تفسير كتاب الله تعالى ، لم يُغادِر فيه حرفاً من أقاويل المفسرين ، وتأويل المتأولين ، ونُكَتِ المُذكِّرين ، وأَتبعَ ذلك بوجوه القراءاتِ ، وعِللِ النَّحوِ والتصريفِ ، وعلامات التذكير والتأنيث ، ووشَّحها بِما رواهُ عن الثقات الأثبات من الحديث. وبلغني أَنَّه أَنفقَ عليهم مدةَ اشتغالِهم بِمعونتهِ على جَمعِه ، وتصنيفهِ عشرين ألف دينارٍ ، ونسختها بنيسابور في مدرسة الصابونية ، لكنَّها تَستغرقُ عُمرَ الكاتبِ ، وتستنفدُ حِبْرَ الناسخِ ، إِلا أَن يتَقاسَمها النُّسَّاخُ بالخطوطِ المختلفة). أ.هـ.(1/63)
وهذا التفسير الموسوعي يقع في مائة مجلد ، كما نقل المنيني (ت1172هـ) في كتابه (الفتح الوهبي على تاريخ أبي نصر العتبي) 1/375 عن الكرماني قوله :( تفسيرُ خَلَفٍ مشهورٌ مذكورٌ ، وهو مائة مُجلَّد ، وبعضُ مُجلداتهِ نُقل إلى خزانة الكتب بالمسجد المنيفي – كذا في المطبوع والصواب : المنيعي – من مدرسة الصابوني بعد خرابِها ، وهي الآن فيها). أ.هـ
وقال ابن الأثير يصف هذا التفسير :(وله كتابٌ صنَّفَهُ في تفسيرِ القُرآنِ من أكبرِ الكتب).
وقال ابن خلدون في تاريخه 4/481 :( ثُمَّ هَلَك خَلَفُ سنة تسعٍ وتسعين وثلثمائة ... وكان خَلَفُ كثيرَ الغاشيةِ من الوافدين والعلماءِ ، وكان مُحسناً لهم. أَلَّف تفسيراً جَمعَ له العلماءَ من أهل إِيالتهِ ، وأنفق عليهم عشرين ألف دينارٍ، ووضعه في مدرسة الصابوني بنيسابور ، ونَسخُهُ يستغرقُ عمرَ الكاتبِ إِلا أن يُستغرقَ في النَّسخِ).
وإذا كان تفسير الطبري المختصر في ثلاثة الآف ورقةٍ ، وقد طُبِعَ الآنَ عدة طبعاتٍ ، منها ما هو في ثلاثين جزءاً ، ومن آخرها ما يقع في أربعة وعشرين مجلداً ، فثلاثين ألف ورقةٍ ستكون في مائتين وستين مُجلَّداً تقريباً ، وهوحَجمٌ - إِن صَحَّت طريقتي في الحسابِ أو قاربت – يفوقُ ما كُتِبَ فيه تفسيرُ خَلَفٍ السجستانيِّ الذي كتبَ في مائة مُجلَّدٍ ، غير أن الطبري كان وحده من جهةٍ ، وكان ضعف همة طلابه عن الكتابة مانعاً من جهة أخرى ، وأما خلف فقد جمع لذلك لجنةً علمية من العلماء ، وأشرف على الأمر بنفسه ، وكان ذا مال وافرٍ أنفق منه على هذا المشروع .(1/64)
وتفسير خلفٍ هذا مفقودٌ اليوم حسب علمي ، ولعل هذا التفسير الذي أشرف عليه خلف السجستاني المَلِكُ العالِمُ ، وأَنفق عليه بنفسهِ ، وشارك فيه ولا بد لكونهِ من العلماء كما ذكر أهلُ التراجم ، يكون قد استوعبَ – أوكاد -ما كتب في التفسير قبله ، ومعظمها فقدت في الأزمنة المتأخرة ، ولو عُثِر على هذا السِّفرِ الطويل لأضاف شيئاً كثيراً لكتب التفسير ؛ لأنَّ منهجه الاستيعاب والاستقصاء فيما يظهر والله أعلم. وكان في نيتي تتبع أسماء العلماء الذين أعانوا خلفاً على تصنيف هذا التفسير ، ولكن لم أتمكن من ذلك بعدُ.
* وصف الكتاب ومنهجه:
ذكر أبو نصر العتبي أَنَّ هذا التفسير :
- لم يُغادِر فيه حرفاً من أقاويل المفسرين.
- وتأويل المتأولين.
- ونُكَتِ المُذكِّرين.
- وأَتبعَ ذلك بوجوه القراءات.
- وعِللِ النَّحوِ والتصريفِ ، وعلامات التذكير والتأنيث.
- ووشَّحها بِما رواهُ عن الثقات الأثبات من الحديث.
وذكر الذهبي في وصف التفسير أَنَّه :
- حَاوٍ لأقوالِ المُفسِّرينَ.
- والقُرَّاءِ.
- والنُّحاةِ.
- والمُحدِّثينَ .
فتبيَّنَ لنا مِن وَصفِهم لهذا التفسيرِ الموسوعيّ :
1- أنه قد جَمعَ ما روي من تفسير النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم ، وتفسير الصحابة والتابعين وتفسير السلف مِمَّن جاءَ بعدهم ، وجَمع أَقوالَ المُفسِّرينَ قَبلَهُ ، وتأويل المتأولين الذين صنفوا في التفسير قبله كالطبري وغيره .
2- وأنه جَمعَ وجوهَ وأَقوال عُلماءِ القراءات في توجيه القراءات القرآنية ، فجاء حافلاً بهذا ، والوقت الذي صنف فيه هذا التفسير معاصر لزمن أبي علي الفارسي الذي يُعَدُّ من أوسعِ مَنْ صنَّف في تَوجيه القراءاتِ ، ولَهُ في ذلك كتابُ الحُجَّة وغيره.(1/65)
3- وجَمع أَقوال النحويينَ وتوجيهاتِهم لآيات القرآنِ الكريم ، وهذا الأمر قد حفلت به كتب التفسير المعاصرة له والتي جاءت بعده كالبسيط للواحدي ، ولست أدري هل هذا التفسير كان من مصادر الواحدي في تفسيره أم لا ، وهل نصَّ على النقل منه أحد من المفسرين .
4- وجَمعَ أقوالَ أَهلِ اللغةِ في غريب القرآنِ ، وتصريفِ الألفاظِ ، وهذا الجانب من أولى الجوانب بالعناية في كتب التفسير ، فكيف بمثل هذا الكتاب الذي بناه صاحبه على الاستقصاء والاستيعاب .
ومن الأمور التي لم يُشَر إليها في وصفه ولعله أغفلها :
1- أوجه البلاغة في التفسير لم ينص عليها من وصف التفسير ، ولعل العناية بهذا الجانب في ذلك الوقت لم تكن كبيرة عند المفسرين بخلاف من جاء بعدهم إلى زماننا هذا الذي كثرت العناية به ، وصنفت في ذلك المصنفات .
2- أحكام القرآن الفقهية ، فلم يرد ذكر لأقوال الفقهاء واستيعابه لها ، مما قد يشير إلى أنه كان يرى أن هذه ليست من شأن كتب التفسير كما حدث بعد ذلك في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي وغيره ، وهذا يفيدنا في معرفة مدلول كلمة التفسير عند المتقدمين وأنها مقتصرة برغم سعتها على جوانب معروفة ليس منها التوسع في أحكام الفقه والبلاغة.
3- أوجه إعجاز القرآن المختلفة التي لم تكن قد تحررت في زمنه بشكل ظاهرٍ ، وقد توسع العلماء في بيان أوجه الإعجاز بعد ذلك ، ولعل الدعوات المعاصرة للتصنيف الموسوعي في التفسير تضع من أولوياتها بيان أوجه إعجاز القرآن البلاغية والعلمية وغيرها، مما يدل على أن الحاجة لتفسير القرآن حاجة متجددة ، وأنَّ هناك أوجهاً حديثة ظهرت الحاجة إلى تناولها في كتب التفسير .(1/66)
وليت أحد الباحثين يدرس بيئة نيسابور وأثر علمائها في الدراسات القرآنية ، فمؤلفاتهم في التفسير كثيرة ، كما يمكن تناول جهود الملوك والسلاطين في تفسير القرآن أو الإعانة عليه ، فلا أعلم مَلِكاً عالماً من ملوك الإسلام جمع له بين العلم والمال ، قام بمثل مشروع خلف السجستاني رحمه الله وغفر له.
ــــ الحواشي ــــــ
(1) هي منطقةٌ قديِمةٌ بين إيران وأفغانستان الآن ، وقاعدتها مدينة نصر آباد .
(2) طرح الأخ الكريم الفقير إلى ربه فكرة مماثلة لهذا في مشاركة له بعنوان : هل يعتبر هذا الاقتراح حلماً ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1871)
---
مسك
03-28-2006, 09:34 AM
جزاكم الله خيراً
---
فهد الناصر
04-08-2006, 08:03 PM
فكرة جميلة كنت أظنها من الأفكار المعاصرة . ولكن للأسف أنه قد ضاع هذا الكتاب.
شكراً وبارك الله فيك.
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2007, 12:01 AM
كان الملك الأشرف ملك زبيد يرغب في أن تصنف باسمه الكتب والموسوعات العلمية ، فاقترح على الفيروزأبادي صاحب القاموس أن يؤلف كتاباً جامعاً في التفسير يشتمل على العلوم والمعارف السائدة في زمانه ، حتى التي لم تكن من اختصاص الفيروزأبادي ، على أن يستعين الفيروزأبادي فيها بأهل العلم العارفين بها ، والمختصين بها . وقد سمى منها الفيروزأبادي منها أربعين علماً .
والملك الأَشرف هو إِسماعيل بن العباس، ولى الملك سنة 778، وكان كريما ممدَّحا مقبلا على العلم والعلماء، يكرم الغرباءَ ويبالغ فى الإِحسان إِليهم، اشتغل بفنون من الفقه والنحو والأَدب والتاريخ والأَنساب والحساب وغيرها، كما فى ترجمته فى الضوءِ اللامع، ومات بزبيد سنة 803هـ.(1/67)
غير أن الملك الأشرف توفي قبل تمام التفسير ، ولم يكن ابنه الناصر الذي خلفه صاحب عناية بالعلم وأهله ، فلم يعر هذا المشروع العلمي اهتماماً ، كما أهمل الفيروزأبادي بعد أن كان مكرماً في زمان من قبله ، فغادر الفيروأبادي زبيداً وأكمل تأليف الكتاب مقتصراً على جزء من فكرة المشروع .
وصنف كتابه الشهير (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) بعد أن اقتصر على جزء من الفكرة .
والقارئ لخطبة الكتاب يرى أَن المؤلِّف يقدّم كتابا جامعاً لمقاصد العلوم والمعارف فى عصره، حتى العلوم المدنية التى لم يكن للمؤلف بد فيها ولا بصر بها، كالهندسة والموسيقى والمرايا المحرِقة.
ويذكر فى الخطبة أَن الكتاب مرتَّب على مقدمة وستين مقصدا. والمقاصد الستون فى علوم العصر، كل مقصد فى علم منها.
ونراه فى الخطبة يسرد عنوانات المقاصد؛ ليكون ذلك فهرسا إِجمالياً للكتاب. فالمقصد الأَول فى لطائف تفسير القرآن. والثانى فى علم الحديث النبوى، ويستمر هكذا فى السَّرْد، حتى يصل إلى المقصد الخامس والخمسين فى علم قوانين الكتابة. ثم نرى: "المقصد السادس والخمسون فى علم...." ولا نرى ما يضاف إليه (علم) ولا بقيّة المقاصد الستين؟ ولعله ترك ليضاف له ما يجد من مقاصد .
وهو يذكر أَن الذى رسم بتأْليف الكتاب على هذا النحو الجامع لسلطان الأشرف إِسماعيل بن العباس الذى دعاه إِلى حضرته بزبيد، وولاَّه القضاء ورئاسته .
ونراه يقول: "قصد بذلك - نصره الله - جمع أَشتات العلوم وضمَّ أَنواعها - على تباين أَصنافها - فى كتاب مفرد ؛ تسهيلا لمن أَراد الاستمتاع برائع أَزهارها، ويانع أَثمارها الغضّ المصون، فيستغنى الحائز له، الفائز به، عن حمل الأَسفار، فى الأَسفار...".
وقد كان السلطان الأَشرف مضطلعا بالعلوم، كما وصفه من عاصره. وكان يبعث العلماءَ على التصنيف.(1/68)
وقد يضع منهج الكِتاب وخِطَّته، ويكل إِتمامه إِلى بعض العلماءِ. ويذكر السخاوىّ فى الضوءِ اللامع فى ترجمته "أَنه كان يضع وضْعا، ويحدّ حدّا، ثم يأْمر من يتمُّه على ذلك الوضع، ويعرض عليه. فما ارتضاه أَثبته، وما شذَّ عن مقصوده حذفه، وما وجده ناقصا أَتمَّه".
وبعد هذا لا يعجب من وقف على حَيَاة المجد واقتصاره على علوم الرواية، من تعرضُّه للعلوم الفلسفيَّة والمدنيَّة، ووضع منهج الكتاب على أَن يذكر مقاصدها. فإِن الواضع للخطَّة الأَشرف إِسماعيل، وقد كان واسع المعرفة. ومما ذكر من العلوم التى كان يتقهنا الحساب، وقد يكون عارفا بما هو من باب الحساب، كالهندسة والمرايا المحرقة، وما إِلى ذلك. وكان الملْك والعُمْران يقتضى هذه العلوم، بالإِضافة إِلى العلوم الدينية والعربية.
ولكن كيف يكل الأَشرف إِعداد هذا المنهج الواسع إِلى الفيروز ابادى قاضى الأَقضية، وهو لا يحسن تلك العلوم التى كانوا يسمُّونها علوم الأَوائل ؟
الظاهر أَنه كلَّفه هذا على أَن يستعين فيما لا يعرفه من يعرفه من أَهل الاختصاص؛ وله من خبرته ومنصبه ما يعينه على ذلك ، فيكون العمل جماعياً متقناً ، كما صنع الملك خلف السجستاني من قبل .
وبعد هذا لا نرى من آثار هذا المنهج العام إِلا المقدّمة التى تتعلق بفضل العلم و تمييز العلوم، ثم المقصد الأَول، وهو لطائف التفسير الذى سمى فيما بعد: بصائر ذوى التمييز. فهذا الوضع الجامع لم يقدِّر للمجد أَن يتمَّه وحده، أو مستعينا بغيره.
والظاهر أَن الأَشرف مات بعد تمام المقصد الأَول، ففترت همَّة المجد فى عهد ولده الناصر؛ إِذ كان لا يلقى من البرِّ والكرم، ما كان يلقاه فى عهد صهره السلطان الأَشرف، ولم يجد من المال ما يجزى به من يشتغل فى هذا العمل الواسَع الجليل، وهذا مع أَنه قد علته كَبْرة، وأَدركه فتور الشيخوخة.(1/69)
لا نرى هذا العنوان فى الكتاب. إِنما العنوان فى الكتاب فى الإِجمال والتفصيل: "المقصد الأَول فى لطائف تفسير القرآن العظيم". وقد أَصبح هذا العنوان لا مكان له بعد عدول المجد عن بقية المقاصد، فكان من المستسحن أَن يكون له اسم يشعر باستقلاله، وأَنه ليس جزءًا من كتاب جامع. وكان المؤلف جعل عنوان كل بحث فى هذا المقصد: "بصيرة" فأَصبح الكتاب جملة بصائر، ومن هذا استمدَّ الاسم الجديد: "بصائر ذوى التمييز، فى لطائف الكتاب العزيز". وتراه غيَر "العظيم" بالعزيز ليسجِّع مع العبارة التى اجتلبها.
وقد كان يحسن به أَن يعدل عن خطبة الكتاب الجامع، ويستأَنف خطبة خاصة بهذا الكتاب. وكأَنه كان يرجو أَن يقدَّر له يوما إِنجاز ما اعتزمه من المقاصد الستين، فأَبقى الخطبة على حالها الأَول.
---
(1/70)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم
---
خطورة ما يسمى بالنص المفتوح وعلاقته بتفسير القرآن الكريم
---
المستعين بالله
04-15-2004, 05:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أود أن ألفت انتباه الاخوة المشاركين في ملتقى التفسير إلى أهمية الوقوف في وجه أدعياء التفسير الحديث المسمى بالنص المفتوح والاعتماد على زمان ومكان النص وكيف حاولوا بخبثهم ومكرهم تطبيق هذه النظرية الفاسدة على كتاب ربنا سبحانه وتعالى
فأرجوا من كل أخ عنده اطلاع على هذه النظرية أن يزودنا بمراجع تعين على فهم هذه النظرية ومراجع أخرى فندت هذه النظرية
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2004, 06:32 PM
النص المفتوح
هذا المصطلح من المصطلحات النقدية في الأدب الحديث ، وقد تعرض لتعريفه مؤلفا كتاب (دليل الناقد الأدبي) : وذكرا أنه من وضع امبيرتو إيكو ، وأنه حاول أن يشيع مصطلح النص المغلق والنص المفتوح في الأدب ، ولكنه لم ينجح في ذلك بشكل واضح.
وقد ذكرا أن النص المغلق عنده هو النص الذي ينفتح على كل احتمالات التفسير ، أي يقبل كل تأويل محتمل.
بينما النص المفتوح هو النص الذي سعى مؤلفه إلى تمثل دور القارئ أثناء كتابته للنص ، وبالتالي فهو نص يبيح التأويل والتفسير ضمن حدود نصية معينة ومفروضة ، والتأويلات التي يتعرض لها هذا النص مجرد أصداء لبعضها البعض ، على عكس الاستجابات التي يستثيرها النص المغلق.
يقول إيكو : (إنك لا تستطيع استخدام النص المفتوح كما تشاء ، وإنما فقط كما يشاء النص لك أن تستخدمه ، فالنص المفتوح مهما كان مفتوحاً لا يقبل أي تأويل).(1/71)
وقد كثرت المصنفات النقدية التي تستوحي النظريات النقدية الغربية وتدعو لتطبيقها على التراث الإسلامي العربي بشكل ملفت للنظر ، ولا تزال هذه الدعوات تلقى رواجاً كبيراً ، ويتبناها عدد من الباحثين ، وهي تأتي في ثياب النقد الأدبي ، والآن النقد الثقافي ، والحداثة الفكرية ونحو ذلك من الطروحات التي يجد الباحث في العلوم الشرعية صعوبة بالغةً - وأنا أتحدث عن نفسي – وهو يحاول فك رموز هذه النظريات النقدية ، التي تنطلق من منطلقات عقدية تكون غالباً يهودية أو متأثرة باليهودية ، بينما يصر المروجون لمثل هذه المصطلحات أنها ليست كذلك. وأنها من الحكمة التي هي ضالة المؤمن ، أنى وجدها فهو أحق بها ، بينما يرى من يرفض هذه النظريات أنها ليست من الحكمة في شيء ، وأنها تمثل تبعية فكرية مقيتة للغرب النصراني والوثني واليهودي.
وقد كثرت المصطلحات التي تحمل مضامين غامضة يختلف حولها النقاد من مثل (النص المفتوح) وغيره ، وفي رأيي أن الدراسات التي تشرح الموقف الصحيح من مثل هذه المصطلحات بطريقة سهلة ميسرة وعميقة لا تزال تشكو من العوز والقلة ، ولا تزال الحاجة ماسة لمثل هذه المؤلفات ، مع تقديرنا لكل الجهود المبذولة من المخلصين وفقهم الله وسددهم.(1/72)
وأضيف أن دراستها بعمق أكثر يحتاج إلى عمق علمي وتخصص في اللغات الغربية التي كتبت بها أكثر الدراسات والنظريات كالانجليزية الأدبية والفرنسية والروسية والإيطالية وغيرها. وأن الباحثين الذين كتبوا الدراسات في نقد هذه المصطلحات في غالبهم قد اعتمدوا على الترجمات وهذا على أنه قد يؤدي الغرض لكن تبقى القراءة بالنصوص الأصلية أعمق ، وتتيح للباحثين معرفة الحقيقة بشكل متكامل ، علماً أن قراءة النظريات وما دار حولها بلغتها الأصلية هي فوق أنها قراءة للنظرية هي قراءة للفكر الذي كتبت به هذه النظرية ، فإن اللغات أوعية للعقائد والثقافات كما هو معلوم. ولذلك نجح الدكتور عبدالوهاب المسيري وفقه الله في قراءة الثقافة الغربية واليهودية ودراستها دراسة متأنية واعية أثمرت عدداً من المصنفات التي تعد من أدق وأعمق المؤلفات في اليهود واليهودية ، والثقافة الغربية بصفة عامة ، وذلك لإجادته للغات التي كتبت بها هذه النظريات ، وانطلاقه لقراءة هذه الثقافات بلغاتها الأصلية. ولذلك رأيت أحد الحداثيين يسخر من أحد طلاب العلم الباحثين الذين كتبوا في الرد على الحداثة بأنه تقليدي لم ير جامعات الغرب ولم يدرس لغة أجنبية قط ! وعندما رفض أحد الباحثين الذين درسوا في الغرب مثله ما جاءوا به من النظريات الغربية باسم الحداثة سخر منه و قال إنه تقليدي لا يفهم !
إن الخطورة في جانب من جوانبها تكمن في تطبيق مثل هذه النظريات الغامضة الخطيرة على نص القرآن الكريم ، مع الاختلاف الشديد حول معناها الدقيق. فإن هذا يشبه إلى حد بعيد ما ذهبت إليه الباطنية في سلب اللغة العربية المعاني التي تدل عليها ، وصرفها إلى معاني لا تمت إلى اللغة بصلة حقيقية.(1/73)
فهم يرون - مثلاً - أن النص إذا كتبه صاحبه لم يعد لكاتبه علاقة به ، ويمكنك أن تفهم هذا النص كما تدل عليه اللغة فحسب ولو لم يخطر على بال الكاتب أي معنى من المعاني التي يمكن أن يدل عليها النص. وقد ذهب إلى هذا الناقد رولان بارت الذي يعظمه كثيراً بعض نقاد الأدب الحديث ، يقول أحدهم :(الكاتب صاغ النص حسب معجمه الألسني ، وكل كلمة من هذا المعجم تحمل معها تاريخاً مديداً ومتنوعاً وعى الكاتب بعضه وغاب عنه بعضه الآخر ، ولكن هذا الغائب إنما غاب عن ذهن الكاتب ولم يغب عن الكلمة التي تظل حبلى بكل تاريخياتها ، والقارئ حينما يستقبل النص فإنه يتلقاه حسب معجمه ، وقد يمده هذا المعجم بتواريخ للكلمات مختلفة عن تلك التي وعاها الكاتب حينما أبدع نصه ، ومن هنا تتنوع الدلالة وتتضاعف ، ويتمكن النص من اكتشاف قيم جديدة على يد القارئ ، وتختلف هذه القيم وتتنوع من قارئ وآخر بل عند قارئ واحد في أزمنة متفاوتة ، وكل هذه التنوعات هي دلالات للنص حتى وإن تناقضت مع بعضها البعض)أهـ.
ولو تأملت ما يدعو إليه دعاة البنيوية - مثلاً- من هذا لعجبت أشد العجب ، مع أنهم يزعمون أن البنيوية ليست هدماً فقط ، وإنما هي إعادة بناء كذلك ، فضلاً عن أنهم قد انتقلوا الآن إلى التفكيكية وما بعد الحداثة من النظريات التي هي خطوة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها(1/74)
على كل حال الحديث عن النص المفتوح وغيره من المصطلحات النقدية التي تحمل كثيراً من المضامين العقدية تحتاج من الإخوة الباحثين في الدراسات القرآنية والعقدية إلى عناية أكثر ، وقراءة متأنية ، ومناقشة هذه الطروحات والأفكار بروية ، وهدوء ، بعيداً عن اتهام النيات ، وتشويه الأشخاص ، فربما كان بعض من يدعو للحداثة من المسلمين الذين أخطأوا الطريق في البحث وهم كثير ، وليس للحجج والأفكار إلا حجج وأفكار مثلها تدفعها برفق وقوة ، بعيداً عن الخصومات التي تسيء إلى البحث والحقيقة ، ومن قرأ كتاب (حكاية الحداثة) ظهر له ما أعنيه.
وفي الختام أشير إلى مسألة مهمة وهي أن ما ذهب إليه المستشرق مرجليوث من إنكار الشعر الجاهلي ورفضه والزعم بأنه كله قد كتب في الدولة العباسية ، ثم الترويج لهذه النظرية من قبل الدكتور طه حسين بعد ذلك أقل خطراً من نظرية أصحاب البنيوية والتفكيكية وغيرها من الطروحات النقدية الغربية المعاصرة . والسبب أن إنكار مرجليوث يسهل الرد عليه بإثبات أن الشعر الجاهلي حقيقة ثابتة في التراث العربي لا يشكك فيها إلا جاهل ، وقد نفع الله بما كتبه طه حسين نفعاً كبيراً ، فقد كتبت في الرد عليه كتب ثمينة في تحقيق الشعر الجاهلي ودراسته ونشر دواوينه ، لم تكن لتكتب لولا كتابه ذاك ، ورب ضارة نافعة .
غير أن ما يدعو إليه دعاة الحداثة كمصطلح يسلب اللغةَ دلالتها ، ويفرغها من مضمونها ، كما صنع الباطنية مع القرآن الكريم . نسأل الله أن يوفق المسلمين للدفاع عن دينهم وقرآنهم ولغتهم بما يبطل كيد الأعداء ، ويكشف للمسلمين الحقيقة.
أرجو أن يوفق أحد الأعضاء للكتابة الموسعة حول هذا الموضوع ، فما كتبته هنا لا يعدو الإشارة العابرة.
من المراجع :
- دليل الناقد الأدبي ، تأليف د.سعد البازعي ، ود.ميجان الرويلي. وهو معجم لشرح كثير من مصطلحات الأدب الحديث.(1/75)
- مفهوم النص - مقدمة في دراسة علوم القرآن لنصر حامد أبو زيد ، وهو يتنبى هذه النظرية للنص في كتبه وقد حصل بكتبه فساد كبير ، ورد عليه عدد من الباحثين.
- مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة للدكتور سفر الحوالي ، وقد نشر على حلقتين في مجلة البيان عدد صفر وربيع أول 1425هـ
- الحداثة في الشعر العربي المعاصر للدكتور وليد قصاب. وهو كتاب جيد.
- الانحرافات العقدية في أدب الحداثة وفكرها للدكتور سعيد بن ناصر الغامدي. وهو كتاب موسع في الرد على نظريات الحداثيين وخطرها على العقيدة والأدب.
- حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية للدكتور عبدالله الغذامي وبقية كتبه. وهو أشبه ما يكون بالسيرة الذاتية لمؤلفه في جزء كبير منه.
- الحداثة في الشعر العربي المعاصر للدكتور محمد حمود. وهو كتاب أدبي يشرح المقصود بالحداثة دون اتخاذ موقف محدد منها.
وغيرها من الكتب التي تناولت الأمر من زوايا مختلفة ، ونظرات متباينة.
---
الغرنوق
04-30-2004, 07:57 PM
هل من امثله لكي اتصور المساله؟؟
وجزاكم اله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
01-31-2005, 07:21 AM
عندما ورد هذا السؤال للملتقى سألتُ عدداً مِمَّن أعرفُ لهم عنايةً خاصةً بِهذا الموضوعِ من الزملاءِ الدارسينَ للمذاهب الفكرية المعاصرةِ ، والمدارس النقديةِ. وكان مِمن سألتُ في قسم العقيدة الدكتورَ العزيزَسعيدَ بن ناصر الغامدي ، الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة في أَبها وقد انتقل الآن لجدة في جامعة الملك عبدالعزيز ، وكتبتُ له هذا السؤالَ ضمنَ اللقاء الذي كانت تُزمعُ (مجلةُ البيان) عقدَه معه في حينها ، وطَلبتْ المجلةُ من المهتمين بالتغيرات التي تحدثُ على الساحة الفكرية والنقدية أن يشاركوا في طرح الأسئلة على فضيلته ليكتمل الموضوع.(1/76)
وقد نُشر اللقاءُ في العدد الأخير من المجلة رقم (208) لشهر ذي الحجة 1425هـ . فأحببت نقل الجوابِ الخاص بالسؤال للإخوة في ملتقى أهل التفسير ، ليزيد الأمر وضوحاً إن شاء الله، واللقاء كله جدير بالقراءة والتأمل ، لعلكم تقرأونه أوتطلعون عليه على موقع المجلة عند نشره في الشهر التالي.
[line]
http://www.albayan-magazine.com/baners/golaf/208.jpgعنوان اللقاء :
د.سعيد بن ناصر الغامدي في حوار موضوعي مع البيان يُقوِّمُ الاتجاهات الحداثيةَ العربيةَ الجديدة في الساحة الثقافية.السؤال : ما معنى النص المفتوح ؟ وهل له أثر ملموس أو متوقع على تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية ؟ وهل هناك كتب عربية توسعت في هذا ؟
الجواب : مصطلح (النص المفتوح) من المصطلحات المستخدمة في مذهب (ما بعد الحداثة) التي اهتمت بمناهضة الشكل المنتهي ، ودعت للشكل المفتوح والفوضى التخريبية ، والدعوة إلى التقويض ، والنصوصية المتداخلة ، والبعد الأفقي ، وأهمية المكتوب ، ومعاداة السرد ، والاحتفاء بالمهمش والمقصى ، واعتماد نظرية اللاتقريرية في قائمة طويلة من الألفاظ والمصطلحات التي تبدو عليها آثار الطروحات البنيوية وما بعدها.
وللنص المفتوح أبعاد فلسفية وتاريخية وسياسية:
- فأما البعد الفلسفي فقائم على الأساس المادي ، والعقل المادي الذي يؤكد أصحابه دائماً بأن الحقيقة الثابتة ليست سوى صناعة لغوية.
- أما البعد السياسي (الأيديولوجي) فقائم على أن أهمية الشيء مرهونة بنتائجه ، وهنا تلتقي مع البراجماتية الذرائعية.(1/77)
ومنظور ما بعد الحداثة معني بإيجاد الإشكاليات ضمنَ المُسلَّماتِ ، حتى يُمكنَ له خلخلةُ الثقةِ بها ، ثم تقوم بعد ذلك بإعادة تعريف الحقائق المتغيرة ، وزعزعة الثقة بالثوابت ، من أجل ذلك سعت حركة ما بعد الحداثة إلى تأصيل النص وانفتاحه ، وقدرته على إنكار الحد والحدود ، مما يجعله يقبل التأويل المستمر والتحول الدائم ، وبذلك – حسب رأيهم – تتحول النصوص إلى نصوص لا نهائية في نصيتها ، ولا محدودة في معانيها ، مما يفضي إلى تعدد الحقائق والعوالم بتعدد القراءات.
وفي الناتج العملي لفكرة (النص المفتوح) نجد البراجماتية والليبرالية التي يعتبر أصحابها (أن القطعيات والحقائق الثابتة والمطلقة عبارة عن نَسَقٍ مُغلقٍ)[تركي الحمد في كتابه (من هنا يبدأ التغييرص138) ] .
أما الليبرالية – حسب قوله ص138 :(فتبقى نصاً مفتوحاً على عكس (النصوص المغلقة في بقية الأيديولوجيات) ؛ ولذلك – حسب رأيه – انتصرت الليبرالية في صراعها مع بقية الأيديولوجيات. ولسنا هنا بصدد مناقشة هذا النوع من الادعاء ، بل المقصود بيان أوجه التلاقي الفكري الفلسفي مع التنظير السياسي بين نظرية (النص المفتوح) و ( الليبرالية المؤدلجة).
علاقة النص المفتوح بالقرآن
أما علاقة ما يسمى بالنص المفتوح بالوحي فإننا نجد أثر ذلك في هجوم نصر حامد أبو زيد ، ومحمد أركون على نصوص القرآن ، حيث يرى أبو زيد أن النصوص الدينية ليست سوى نصوص لغوية ، ويتبنى القول ببشريتها ، وينادي بتأويلها تأويلاً مفتوحاً متنوع القراءات بحسب نوعية وعدد القراء ؛ لأنه يرى أن التمسك بحرفية النص ودلالاته اللغوية يجعل النص مغلقاً ، ومن ثم ينحصر فهم النص في أقلية مستبدة مسيطرة حسب قوله.(1/78)
ونحواً من هذا الطرح ومن زاوية تاريخية يدرس أركون نصوص الوحي وفق مفهوم (النص المفتوح) أيضاً، وضمن منظور الدلالات المفتوحة القابلة للتجدد مع تغير آفاق القراءة ، المرتهن بتطور الواقع اللغوي والثقافي –حسب كلامهم.
وأمَّا الكتبُ التي تناولت نصوص الوحي وفق هذا المنظور المادي التقويضي المستهدف تدنيس المقدس وتهميشه ، فمنها:
- كتب نصر أبو زيد ، وخاصة كتابه (مفهوم النص).
- وكتاب لإبراهيم محمود بعنوان (قراءة معاصرة في إعجاز القرآن).
- وللتزيني كتاب (النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة).
- ولنائلة السليني (تاريخية التفسير القرآني).
- ولأركون (العلمنة والدين والإسلام) ، و ( الفكر الإسلامي : قراءة علمية) وغيرها.
** ** **
للاطلاع على اللقاء كاملاً في مجلة البيان :
في حوار موضوعي مع البيان يُقوِّمُ الاتجاهات الحداثيةَ العربيةَ الجديدة في الساحة الثقافية. (http://www.albayan-magazine.com/conversations/conv-33.htm) .
الاثنين 21 - 12 - 1425هـ
---
أبو عبد المعز
01-31-2005, 07:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله........
لفهم معنى النص المفتوح.....هذه فذلكة تاريخية:
كان النص فى النظريات النقدية الكلاسيكية.....لا ينفصل عن صاحبه وظرفه وعصره......ولا يعتد بفهم من ..لم يعتبر هذه العناصر...(1/79)
وكان التحليل هو محاولة الكشف عن نيات ومقاصد المؤلف.....(وهذه النظريات هي الامثل ....وهي التي اخذ بها جل علماء الاسلام..الا من التحق منهم بالقرمطة...او التصوف الغالي..)والنص فى هذا الاطار ...رسالة يوجهها الكاتب او القائل الى ..مخاطب ما....ويحاول القارىء ان يفهم...مراد المتكلم.....باعتماد المعهود من اسلوب الكاتب واعراف العصر...وبديهي....ان ليس كل فهم للنص صحيح....الا اذا تطابق الفهم مع نية الكاتب.....وبعبارة اخرى لا يكون النص الا مغلقا ....ولا يسمح الا بقراءة واحدة صحيحة....وباقى القراءات لا شك فى خطئها...لانها لم تخطر ببال المتكلم...(ويستثنى هنا نصوص الشرع من قرآن وسنة...فقد يقرأ النص القرآني مثلا...قراءتين مختلفتين ..ومع ذلك صحيحتين...لان الله تعالى احاط بكل شيء علما....ولا يخفى عليه قول او لازم قول....عكس كلام الناس..فقد يقولون قولا ولا ينتبهون الى غوره او لوازمه...ومن التجني ان نستنبط معنى ونضيفه الى المتكلم مع انه كان غافلا عنه..)
..........ثم جاءت النظريات البنيوية.........
فأحدثت ثورة....على صعيد منهج التحليل.....إذ عمدت الى الاطاحة بالمؤلف......وزعمت انه من الممكن ان نفهم النص بدون الرجوع الى ....شخصية المؤلف او نفسيته او عصره....وقال زعميهم..ميشال فوكو(وقد كان من اوائل من هلك بالسيدا)لقد مات المؤلف...
ومقصودهم بابعاد المؤلف.....اعطاء النص انفتاحا اكبر...فلن يعودمقصود الكاتب او نيته سيفا مسلطا على رقبة القاريء....وانما ...يجوز للقاريء ان يفهم بحسب ما تسمح بها اللغة.......من حيث دلا لا تها المختلفة .....حقيقية مجازية اسطورية الخ...
ومن الطريف ...انه فى احد الملتقيات....نشأ صراع بين...ريكاردو..احد النقاد البنيويين....وبين روائي..إذ فهم الناقد شيئا ......اما(1/80)
الروائي....فاحتج...قائلا : هذا الذي تقوله لم يخطر ببالي....اما الناقد فقال ....:هذا لا يهم فأنت نفسك الآن مجرد قاريء لا غبر....
..........اذن..........من المتكلم فى النص مادام المؤلف مغيبا...........يقولون المتكلم هو اللغة نفسها..
................ثم جاءت التفكيكية............
ثم جاءت التفكيكية...لتقوض كل شيء....(ومن منظري هذه السفسطة..يهودي من اصل جزائري....يدعى ...دريدا)..
اقصت البنيوية الكاتب.......وتكلفت التفكيكية باقصاء النص نفسه....واصبحت السلطة المطلقة للقاريء ....فقالوا..ليس هناك الا قراءات خاطئة....يقصدون من المستحيل ان يقف النص عند فهم واحد مطلق....وظهرت عبارات"النص المتعدد"عند تفكيكي فرنسي هو بارت...وعبارات "النص المفتوح "عند الايطالي ايكو.....
نص مفتوح...يعني يجوز فهمه فى الصباح..على نحو....وفى المساء على نحو آخر.......وفى الليل على نحو ثالث.....ويقولون ان القاريء هو الخالق الحقيقي للنص.....وليس هناك سلطة يمكن ان يخضع لها القاريء لا المؤلف ولا اللغة نفسها........
باختصار....انهيار الفكر الغربي......قريب جدا...ما دام ينتج هذا النوع من السفسطة....ويغلفها فى العبارات البراقة...ويلمع اصحابها......وجلهم من اليهود....
---
عبدالرحمن الشهري
02-01-2005, 12:33 AM
أشكر الأستاذ أبا عبدالمعز على مروره وبيانه وفقه الله . وللحديث عن هذا الموضوع تفصيل لعلي أعود إليه مرة أخرى - إن شاء الله - للحديث حوله بشيء من التفصيل . وقد اطلعتُ مؤخراً على حلقات يكتبها المهندس الأديب عبدالرحمن النور في مجلة اليمامة الأسبوعية التي تصدر في الرياض تعرض فيها للنص المفتوح لعلي أوفق للاطلاع على بقية الحلقات التي فاتتني منها ، وأذكر هنا خلاصتها إن شاء الله.
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2005, 05:10 PM(1/81)
أشرت من قبل إلى المقالات التي كان يكتبها المهندس الأديب عبدالرحمن النور في مجلة اليمامة الأسبوعية التي تصدر في الرياض . وقد نشر منها ثمان حلقات ثم توقفت لأسباب لا أعلمها ولا الكاتب نفسه حسب قوله. وقد طلبت منه إرسال مقالاته التي نشرت لنشرها هنا ، حيث تعرض إلى موضوع النص المفتوح في إحدى مقالاته. وقد قرأت المقالات فرأيت أنها مترابطة وممتعة في الوقت نفسه ، فرأيت نشرها هنا كلها لتأتي المقالة عن النص المفتوح في مكانها الصحيح من حيث ترابط الفكرة التي بنيت عليها . والله الموفق لكل خير ودونك المقالات واحدة تلو الأخرى..
[line]
المقالة الأولي
( سيدة القص و النص)
أجل ... أيتها الرواية.
يا سيدة القص و النص .
هاهي جماهيرك الغفيرة تمتطي صهوات الروايات والحكايات و النبوءات كلها، ثم تحلق خلف غيب الغمام البعيد؛ لتأتي لك بالأخبار؛ لتكشف لك الأسرار، و هي تتهامس.. تتساءل ... هل جاء فارسك المنتظر؛ فارس الروايات و الحكايات و الأسرار ؟!
فكيف لجماهيرك أن تصدق أن رجلا حكم أرض العراق بكل أركانها الأربعة يستسلم بهذه السهولة لجبروتك، دون قيد أو شرط، إن لم يكن يريد أن يكون ذاك الروائي المنتظر؟!
كيف لجماهيرك أن تصدق أن من يراه الناس دكتاتورا عنيدا؛ يضع رقبته في أغلالك؛ و يديه و رجليه في قيدك؛ كي تسحبيه في طرقات حكاياتك على قفاه طائعا مختارا ، لأكثر من ثلاث مرات متشابهات؛ كي تصلبي جسده في ميادين نصوصك طائعا مختارا، وسط صيحات جماهيرك المخيفة المتوحشة المتعطشة لرواية الملحمة، ملحمة الحرب و الحب معا، ملحمة الموت والحياة معا .
أجل ... أيتها الرواية.
يا سيدة القص و النص .
فمنذ طفولتي الأولي، روعتني أحداث ضخمة عجيبة تفجرت في عيني و عقلي في آن واحد، مثلما تفجرت الحياة في وعي و أنا في سن السابعة؛ فصرت أبحث عن جواب لسؤال يحيرني وهو : لماذا تحدث كل هذه الأِشياء ؟!(1/82)
بدأت قراءة الروايات و قراءة الأحداث فيها ، و أنا أفتش عن سر ما يحدث في هذه الحياة. ثم كبرت ؛ و أخذتني الأيام في تفاصيلها ؛ فهجرت قراءة الروايات إلا من شيء يسير هنا أو هناك، وقد كنت أسأل نفسي : لماذا يحرص الجميع على أن يكونوا روائيين؟ و لماذا هذا القلق و المتابعة العارمين لقراء الرواية ؟ و لماذا تحرص هذه الجماهير الغفيرة من قراء الروايات على متابعة الجديد في عالم الروايات، و الاحتفاء بأي موهبة روائية عند أول إصدار، بشكل يوحي بنفاذ صبر تلك الجماهير ، وكأنها تنتظر شيئا ما ، و كأنها على موعد مع معجزة ما، و كأنها تنتظر الكشف عن سر ما، وكأنها تتوقع حدث ما؟!
ثم بدأت أمارس هواية أخرى، وهي قراءة هذه الحياة كنص مفتوح على كل الاحتمالات، وهي هواية قادتني إلى أسرار عظيمة على أية حال، منها ما أسميه أسرار النهايات، أو فلسفة النهايات أو علم النهايات وهو علم خطير بكل معنى للكلمة، وحين بدأت بقراءة رواية صدام حسين الأخيرة، المعنونة " اخرج منه يا ملعون " لأعرف سر نهايته؛ بدأت كل الأسئلة التي عصفت بذهني تدفعني بقوة إلى أن أحاول أن أكشف لنفسي سر ظهور فن الرواية و إلى أين ستنتهي الرواية ؟
يقول أحمد محمد عطية في مقدمة كتابه ( الرواية السياسية، دراسة نقدية في الرواية السياسية العربية):(1/83)
" الرواية هي أكبر الفنون الأدبية عمقا و اتساعا، لأن معمارها الفني يشمل أساليب التعبير الشعرية و القصصية و الدرامية، ويضيف إليها تصوير المجتمع، والتعبير عن ضمير الإنسان و أشواقه و مصيره، واستيعاب التاريخ و التنبؤ باتجاهات المستقبل، وقد تطورت الرواية من أداة للتسلية وحكايات المغامرات و الأساطير إلى أداة فنية للوعي بمصير الإنسان وتاريخه و نفسيته و وضعه في المجتمع، يمكن بواسطتها رصد و ضع الأمة من خلال شخصيتها الروائية الفردية، فأصبحت الرواية طاقة سياسية و اجتماعية هامة تعبر عن روح الأمة و مشكلاتها و طموحاتها، وبسبب حظوتها لدى جماهير القراء و قابليتها للتحول إلى الفنون الجماهيرية الحديثة كالسينما و التلفزيون و ترجمتها إلى اللغات العالمية صارت الرواية الشكل العالمي المعمم للثقافة أو كما يقول البيريس: " إن الرواية لتقوم بدور الكاهن المعرف، والمشرف السياسي، وخادمة الأطفال، وصحفي الوقائع اليومية ، والرائد و معلم الفلسفة السرية، وهي تقوم بهذه الأدوار كلها في فن عالمي يهدف إلى أن يحل محل الفنون الأدبية جميعا، ويمكن أن يكون في أيامنا شكلا معمما للثقافة "
أجل ... أيتها الرواية.
يا سيدة القص و النص .
قولي لجماهيرك ... و أنت تتربعين فوق عرش الكتابة الذهبي، ذاك الذي أرتمي تحت أرجله الحكام و الوزراء و السفراء و الكتاب و الشعراء و الصغير و الكبير من الناس؛ طلبا لقربك، ما الذي يريده من يكتب الرواية، ما الذي يريده من يقرأ الرواية؟
قولي لنا أيتها الرواية ... يا سيدة النص والقص ، بعد أن كبرت لأربعة قرون، و أنت تكتملين شبابا و فتنة فوق عرش الكتابة الدري، في القرن الواحد والعشرين ، مثل مجرة درية تطوف الكون لمستقر لها ، هل حان وقت من تنتظرين ؟
قولي لنا إن كنت تعرفين ..
من هو ؟!
من أي قوم هو ؟
في أي أرض هو ؟!
في أي زمان هو؟!(1/84)
أنا لا أدرى ما الذي كان يدور في ذهن صدام حسين و هو يكتب روايته على صوت قرع طبول الحرب، و لكنني أعترف لكم، أنني اندفعت بكل طاقاتي في قراءة روايته، لعلي أجد سر الرواية المكنون، فانتهي بي الأمر إلى كتابة هذه المقالات القصيرة، وهي باختصار قراءة في عالم الرواية، تلك التي فتنت الناس و ما تزال، وهم يطوفون بين أروقة دور النشر و يستمعون إلى أحاديث مجالس الرواية ونقد الرواية في انتظار ذلك القادم من رحم الغيب، ذلك الروائي المنتظر، لتزفه الجماهير إلى سيدة القص و النص، ليحكي لها أسرار الليل و النهار، ليحكى لها ما عين رأت ، وما أذن سمعت ، وما خطر على قلب بشر.
فأي سر أنت .. أيتها الرواية ؟!
يا سيدة القص والنص معا.
[line]
المقالة الثانية
قراءة في عالم الرواية ، لماذا و كيف؟(1/85)
منذ الدهشة القصصية الأولي، عند قراءتي لقصة عنترة بن شداد حين رأيت نفسي أقف إلى جانبه و هو يصارع الصحراء و كائناتها المخيفة، و حيدا أعزلا إلا من دلالة سواد لونه و شجاعته وسيفه، منذ تلك اللحظة أحببت قراءة القصص ، ثم انتقلت إلى قراءة الروايات ، و صرت أبحث في كل رواية أقرئها عن نفسي، و عن الحياة و أسرارها. قرأت عشرات الروايات و تفاعلت معها؛ أذهلتني رواية البؤساء لفكتور هيجو، ثم تقلبت بين روايات نجيب محفوظ حتى مللت من حواديت الحارة المصرية و الثورة المصرية ، مرورا بروايات عبد الرحمن منيف ، التي أصابتني روايته " نهايات " بحزن عظيم فوق ما أنا فيه من حزن و أنا أرى الصحراء تحثو التراب في وجه عساف في نهايته المأساوية التي تشبه إلى حد كبير مأساوية نهاية عبدالرحمن منيف ، ثم عشت مع الطيب صالح في روايته " موسم الهجرة إلى الشمال" و كدت أغرق مع مصطفي سعيد في نهر النيل قبل أن أدرك أن تلك الرواية أكذوبة مثل أكذوبة مصطفي سعيد نفسه، تجولت في أمريكا اللاتينية مع جابرييل ماركيز في " مائة عام من العزلة "، ثم توقفت عن قراءة الروايات، ثم اعتزلت.
لكن هذه الحياة التي نعيش وقع أحداثها العجيبة كل يوم، جعلتني أنتبه إلى أنها هي الرواية الحقيقية الجديرة بالقراءة ، لماذا؟ لأن قراءة أحداث هذه الحياة و التعرف على شخصياتها وهي تتفاعل فيما بينها، وهي تتفاعل مع الحياة، يفتح بصيرة الإنسان إلى ذلك العالم الباطن و قوانينه و سننه الثابتة.
هناك وقع أحداث الحياة وهناك وقع أحداث الروايات، و ما بين الحياة و الرواية من اتصال و انفصال هو الذي قادني إلى هذه القراءة في عالم الرواية، حسب رؤيتي الخاصة كقارئ مجتهد ، عاد بعد حين إلى حب الرواية و حب قراءة الرواية، ليكتشف سر الحياة، فكيف ستكون قراءتي في عالم الرواية ؟(1/86)
تقول معاجم اللغة أن الفعل قرأ يعني تلا، قرأ الشيء أي تلاه . و في ظني أن تلاوة الشيء هي أول مرحلة من مراحل القراءة ، فتلاوة الشيء هي للتعرف على بناءه الظاهر وما يحيط به، ثم يعقبها مرحلة أخرى وهي الدخول من المبنى الظاهر إلى المعنى الباطن المرتبط بذلك البناء، هناك حيث جوهر المعني و حقيقته، هناك يكمن كنز الأسرار كلها . والعرب تقول : استقرأ الجمل الناقة : أي تاركها لينظر ألقحت أم لا ، أي أن الجمل ينتظر أن يظهر الحمل في بطن الناقة على شكل علامات واضحة في شكلها وسلوكها، و أنا أريد أن استقرأ الرواية في هذه المقالات، و أنظر هل تم لقاحها أم لم يتم بعد. أذن، بالنسبة لي، فإن قراءتي هذه تبدأ من الظاهر في عالم الرواية الحديثة و ما يحيط به ثم تغوص إلى باطن هذا العالم حيث المعنى يفضي بنا إلى السر المخبوء في نشأة و حركة الرواية و إلى أين تتجه بالإنسان في تحولاتها الدائمة.
و ليس المقصود القراءة النقدية التقليدية من حيث شكل الرواية و طريقة السرد و مواضيع الرواية الأخرى ، وإن احتجت بعض الأحيان لذلك، بل هي قراءة لما يجري في ظاهر و باطن عالم الرواية و ما سوف يكون عليه في المستقبل، ذلك العالم الكامن و المحيط بجماهير الرواية في آن واحد، تلك الجماهير المكونة من كتاب و نقاد وقراء الرواية . و هذه القراءة في عالم الرواية هي محاولة مني للدخول إلى نظرية تعين على تصور حقيقة و واقع عالم الرواية القادم، نظرية تضئ الطريق أمام تلك الجماهير لتكون الخطى أسرع في ظل تسارع نمو الرواية و سبق الأمم لنا في هذا المجال، و ذلك عكس ما يحدث عادة في عمليتي الإبداع و النقد الأدبيين . يقول الدكتور فيصل دراج في كتابه " نظرية الرواية و الرواية العربية " :(1/87)
" فإذا كانت النظرية لا تكون نسقا، إلا إذا برهنت عن صحتها في مجالات مختلفة، فإن عليها ، لزوما، أن تذهب إلى الرواية ، كما تذهب إلى مجالات أخرى، مبرهنة عن قدرتها على معالجة الظواهر المختلفة. و لعل الانطلاق من فكرة النسق لا من خصوصية الجنس الروائي، هو ما يشد نظريات الرواية إلى الفلسفات الجمالية، أكثر مما يجذبها إلى حقل النقد الأدبي، وبهذا المعنى، فإن نظرية الرواية ، وبصيغة الجمع، تقرأ الدلالة الفكرية ، التاريخية، للرواية ، قبل أن تقرأ العلاقات الداخلية التي تبني الممارسة الروائية " .
و أنا على يقين أنه لا يمكننا أن نسبق الآخرين بنفس تقنيات و رؤى الروائيين الآخرين، قد نكون وصلنا إلى شيء من العالمية، كما يعتقد البعض، بسبب المجهودات الجبارة التي قام بها عدد كبير من الروائيين في العالم العربي ، لكن المجهود وحده لا يمكن أن يجعلنا نتسيد عالم الرواية و يتوج أحدنا منصب الروائي المنتظر، الذي قد طال انتظارنا لظهوره بيننا، بل نحتاج إلى العبقرية الروائية الفذة إلى جانب المجهود، فكيف نصل إلى هذه العبقرية إن لم يكن لنا نظريتنا الروائية الخاصة التي نسبق بها جميع الأمم، إن لم يكن لدينا تجربة خاصة و رؤية خاصة و تقنية خاصة لتحقيق المعجزة الروائية ؟(1/88)
و إذا كان النظر هو إعمال البصر في الشيء ، و البصر هو رصد العالم الظاهر، فإن قصر الأمر على الأشياء الظاهرة هو السبب في أننا نحتاج إلى أن تسبق النظرية أعمال إبداعية ظاهرة ومعروفة لاستنباط النظرية، أما إذا أردنا أن نعكس الأمر، أي لتسبق النظرية العمل الإبداعي لأول مرة ؛ فإننا نحتاج إلى البصيرة التي تقودنا إلى الديناميكيات الباطنية التي تحرك هذا الظاهر، و من ثم يمكن رصد حركة هذا الظاهر و مداه و تحولاته، تماما مثلما يحدث في عالم الفيزياء حيث يرتبط هذا الظاهر المنضبط في حركته بعالم باطني مفتوح على كل الاحتمالات، تسيره إرادة واحدة و تضبطه قوة قاهرة واحدة، هما إرادة و قوة الله عز وجل. أي أننا نحتاج إلى البصر و البصيرة معا للخروج بنظرية صادقة لتفاعل الظاهر و الباطن في آن واحد في عالم الرواية، و تقديمها للروائيين و هم يحثون الخطى على أرض الرواية . و سوف تكون استراتيجية العمل الروائي النقدي في ظني هي في الكشف عن هذه النظرية و مدى صدقها؛ فإن صدق الواقع ما جاء في النظرية ؛ فتلك نظرية حقيقية و ستقودنا إلى الروائي المنتظر.
إذن ، بما أن هذه القراءة هي محاولة لوضع معايير للرواية المنتظرة، أي أنها محاولة تسبق العمل الروائي على غير المألوف، حيث أن الدراسات و القراءات النقدية للرواية على مستوى العالم العربي أو الغربي جاءت لنقد النصوص الروائية والقصصية المكتوبة و المطروحة بين يدي القراء؛ فإن هذه القراءة ستسلك طريقا غير مألوف لاستكشاف المجهول.
و يجب أولا أن يكون لدينا تصورنا الخاص عن نظرية الأدب، و من هذه النظرية سيكون المدخل للحديث عن نظرية الرواية بصفتها أكبر الفنون الأدبية عمقا و اتساعا، و كظاهرة أدبية تحتوي نظرية الأدب و تشرحها.(1/89)
و كل ما أحتاجه الآن هو صبر و تأني القارئ عند قراءته للمقالات القادمة ، لأن الطريق جديد و طويل و ملئ بالإشارات و العلامات و المنعطفات و التقاطعات و التحذيرات، و هو طريق لم يسبق لي أن سرت في هذا الطريق، إلا أنني قد عزمت السير فيه، و قد استعنت، على طوله ومشقته، بالله عز وجل و توكلت عليه .
أجل أيتها الرواية
فأي النظريات أنت ... أيتها الرواية ؟!
[line]
المقالة الثالثة
الروائي المنتظر و نظرية التغيير
كثر في الآونة الأخيرة القول أن أشكال الأعمال الأدبية جميعها تكاد تختزل في شكل أدبي واحد هو الرواية، و إذا كان ذلك صحيحا فهل يمكن أن تكون نظرية الرواية القادمة هي نظرية الأدب الجديدة ؟! بصيغة أخرى هل يمكن لنظرية جديدة للأدب أن تقود إلى رواية جديدة؟
و قبل الحديث عن نظرية الأدب يجب أن نسأل هذا السؤال الخطير : ما هو الأدب ؟
لن أذهب إلى كتب الأدب لأبحث عن تعريف لهذه الكلمة، ذلك أن تعريف الشيء يرتبط بمعرفة وظيفته، و أنا أجزم أن تعريف و وظيفة الأدب يجمعهما كلمة عظيمة واحدة، و هي كلمة : التغيير، و لكن تغيير ماذا ؟
تغيير الواقع، و لكن واقع من ؟
واقع الإنسان.
إذن ، نظرية الأدب هي نظرية تغيير واقع الإنسان.
و الله عز و جل يقول : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
و أهمية أي كاتب أدبي، أو أي نص أدبي، تعتمد بالدرجة الأولي على حجم التغيير الذي يقوم به الكاتب الأدبي أو العمل الأدبي، بغض النظر عن اتجاه التغيير، الذي سأتحدث عنه لاحقا، بإذن الله .
لكن التغيير، من حيث هو عملية غامضة و معقدة و مركبة ، يحتاج أيضا إلى نظرية تشرح لنا عملية التغيير . و هنا لا بد أن أستعين بالهندسة النفسية، للحديث عن مستويات التغيير يقول الدكتور محمد التكريتي في كتابه " آفاق بلا حدود ، بحث في هندسة النفس الإنسانية" :-
مستويات التغيير :(1/90)
هناك عدد من مستويات التغيير ( أو التأثير على ) الإنسان، أو النظام، أو المؤسسة، أو المجتمع، تدعى المستويات المنطقية LOGICAL LEVELS ، وهي : -
1- مستوى البيئة.
2- مستوي السلوك.
3- مستوى القدرة والمهارة.
4- مستوى المعتقدات والقيم.
5- مستوى الهوية.
6- المستوى الروحي.
و هذه المستويات موازية لمستويات الإيمان و الاعتقاد ، و كما ذكرنا سابقا ، فإن أي تغيير يحصل في مستوى معين سيؤثر على ما فوقه من مستويات ، ولا يؤثر على ما تحته. وقد اكتشف هذه المستويات العالم الأنثروبولوجي " غريغوري باتيسون"، عام 1972 م ".
و الحقيقة، أنه يمكن تطويع ما ذكره الدكتور محمد التكريتي في الوصول إلى نظرية التغيير أو نظرية الأدب إذا اعتبرنا أن هذه المستويات تشكل واقع الإنسان، مع اعتبار أن المستويين الأولين هما مستويان ظاهران و هما مستويا الواقع الظاهر، كبنية ظاهرية، إن جاز لنا التعبير، أما بقية المستويات الأربعة فهي مستويات الواقع الباطن، كبنية باطنية، لكن كلا البنيتان متصلتان، حقيقة، كبنية واحدة، أي أن هناك جزء من هذا الواقع نستطيع أن نراه، لكن أغلبه مدفون مثل جبل يظهر لنا منه أعلاه ، أما ثقله وحجمه الحقيقي فهو مدفون تحت سطح الأرض، وهذا الواقع يعمل ضمن نطاق قوانين واحدة يمكن تسميتها " العقل" و هي المسؤولة عن عملية التغيير، أي أن مستويا الواقع الظاهر يرتبط بهما عقل ظاهر، كما أن بقية المستويات الأربعة وهي مستويات الواقع الباطن يرتبط بهم عقل باطن، ، و كلا العقلين يعملان كعقل واحد، و هذه المستويات لها أبعاد أخطر و أعمق عند الحديث عن نظرية الأدب التي تقوم على عملية التغيير كوظيفة أساسية للأدب.(1/91)
لكن فكرة المستويات التي ذكرها العالم الأنثروبولوجي " غريغوري باتيسون"، لم تنتبه إلى وجود مستوى آخر، وهو في اعتقادي أخطر مستوى في عملية التغيير ، و ذلك هو مستوى القلب، وهو المستوى السابع ، أعمق أعماق الإنسان، و أقصى مكان في واقع الإنسان و في عقله الباطن، وهو مكان عملية التغيير الشامل، مكان قلب جميع المستويات التي تسبقه، و لذلك سمي هذا المكان أو المستوى بالقلب، من عملية قلب الأشياء نحو عملية التغيير الشامل للواقع .
إذن، وظيفة الروائي المنتظر، هي في إحداث التغيير في واقع القارئ، أي أن الرواية كفن إنساني عالمي عظيم يجب أن تكون رسالتها في تغيير واقع القارئ الفرد و من ثم القارئ الأمة، و من ثم القارئ الإنسان العالمي، أي أن الرواية يجب أن تكون بيد الروائي المنتظر أداة للتغيير، و لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك؟(1/92)
عالم الرواية هو عالم باطني، و يمكن النفاذ إلى عمقه من الظاهر، و ليس المقصود بالعالم الباطني للرواية هو عالم التصوف بمفهومه الديني، بل المقصود هو تلك المستويات التي ذكرت و هذا العمق للأشياء جميعها، الذي نطل عليه من ظاهر الأشياء نفسها، هذا العمق الذي نهبط من خلاله إلى قاع الأشياء لنستبين ما يقر و يستقر فيها، هذا العمق الذي نستكشفه في الرحلة الروائية من السطح حيث نرى البيئة المحيطة بالحدث / أو الأحداث و الشخصيات كمستوى أول ظاهر، ثم نتعرف على السلوك كمستوى ثاني ظاهر، ثم نهبط قليلا إلى عالم القدرة والمهارات كمستوى ثالث باطن، ثم نهبط إلى عالم المعتقدات والقيم كمستوى رابع باطن، ومنه نهبط إلى عالم الهوية و الانتماء كمستوى خامس باطن، ثم إلى عالم الروح كمستوى سادس باطن، و أخيرا إلى عالم القلب العجيب العميق كمستوى سابع باطن، ثم العودة إلى السطح مرة أخرى، هذه الرحلة الروائية التي تشبه النزول إلى قعر بئر مظلم ثم الصعود مرة أخرى, حين تسرد لنا الرواية تفاصيل شعور بطل القصة عندما يأتى إلى هذه البئر المجهولة في صحراء مجهولة و هو يكاد يموت من الظمأ ثم أخذ ينزل رويدا رويدا في هذا البئر ليصل إلى القاع ، حيث قد يجد الماء هناك فيرتوي و يعود مرة أخرى إلى الحياة بروح جديدة، أو قد لا يجد الماء فيموت هناك في قلب البئر في نهاية مأساوية مرعبة، هذه الرحلة الروائية المحفوفة بالمخاطر بكل تفاصيلها و ما فيها من معاناة و خوف و قلق و أسئلة و انتظار و صبر، التي تبدأ من ظاهر الأحداث حتى تصل إلى باطن المعنى هي المسافة بين الوعي و اللاوعي، بين الشعور و اللاشعور ، أما لحظة العودة إلى نقطة البداية ، مع إجابة حقيقة لأسئلتنا فهي نقطة التحول الحقيقي الكامل ، وهي مرحلة الصحوة الحقيقة ، حين نكتشف وعيا جديدا للأِشياء ، وللعالم ، و لذواتنا، عندما تتلاشى المسافة بين اللاوعي و الوعي و يصيران شيئا واحدا .(1/93)
و في هذا العالم الباطني المظلم المجهول لا تعد رؤية البصر تفيد كثيرا ، بل قد تكون هي سبب الظلال و التيه ، فما تراه بعينك في الظاهر قد يكون له ألف دلالة مختلفة هنا في الباطن، ما تسمعه من أصوات في الظاهر ؛ يأخذ دلالته من فطرة الصوت الأولي في الباطن، تلك الفطرة المسموعة بوضوح شديد في أذن العالم الباطني شديدة الحساسية، وهنا لا بد من أن تقود القارئ خبرة الروائي في السير في هذه الرحلة، أي أن الروائي يحتاج إلى أن تكون له تجربته الخاصة و نظريته الخاصة في هذا العالم، ولن تكون أي رواية عظيمة إلا إذا كانت تخرج إلى الوجود من عمق العقل الباطن لذلك الروائي العظيم بعد أن رأي بعينيه و سمع بأذنيه و لمس بيديه كل تفاصيل هذه الرحلة العجيبة، الرحلة إلى أعماق النفس البشرية و ما فيها من أسرار، حيث كنز المعرفة الإنسانية ، ومعقل التغيير الحقيقي الشامل.
من هنا تكون الرواية هي أكبر الفنون الأدبية عمقا و اتساعا فعلا، و أداة للتغيير؛ تغيير قلب الإنسان و واقع الإنسان.
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2005, 05:15 PM
المقالة الرابعة
بنية الواقع و نظرية الأدب
كيف يمكن الدخول إلى عالم الرواية بنظرية فكرية إنسانية دون أن نقرأ واقع الإنسان قراءة حقيقية كاملة؛ و نستخرج المعنى الحقيقي الذي ينطبق على حقيقة واقع الإنسان، ظاهره وباطنه ؟!(1/94)
حير عقلي هذا السؤال لسنوات طويلة؛ و قد بلغت حيرتي فيه حدا جعلتني في أزمة تلو الأخرى عند قراءتي أية رواية، كنت ألجأ إلى كتب نقد الرواية و مناهج النقد الأدبي بشكل عام رغبة مني في أن أعرف أسرار ما أقرأ و ما تقوله الرواية. عرفت أن كل منهج نقدي يولد من رحم منهج فكري، و كل منهج فكري هو نتاج مفاجأة و أزمة و معاناة ، و كارثة ... ، إلى آخره ، لكن كل ما يعنيني من قراءة تلك الكتب هو أن أتخلص من أزمتي أنا ، و معاناتي أنا ، و كارثتي أنا. مرت عشرون سنة منذ أول كتاب قرأته في نقد الرواية إلى أن وصلت سن الأربعين ، و أنا أقرأ دون جدوى ، سعيت جاهدا أن أفهم هذه المناهج الأدبية المختلفة، لكنى وجدت التعاريف تتغير و تتقلب و تتلاشى مع تغيرات و تقلبات وتلاشى المسببات من حول الإنسان. يتحدث بعض النقاد عن الرومانتيكية كمنهج أدبي مستقل ثم لا تلبث أن تقرأ عن أن أحد النقاد الكبار يرى أن الرومانتيكية لم تكن إلا مقدمة للواقعية، تسمع أحدهم يتحدث عن الواقعية النقدية و عن الواقعية الاشتراكية، كمنهجين مختلفين تماما، ويأتي آخر ليقول أنهما شيئا واحد في مكانين منفصلين، وأنا ما زلت في دوامة من الأسئلة، وسط دوامة من الأزمات و أنا أعيش في هذه الرواية الآدمية الملحمية العجيبة. كان لدي إحساس أن هذه مشكلتي وحدي و يجب كما تعودت أن أجد الحل بنفسي .(1/95)
وفي لحظة استرخاء عجيبة، و كلمة " الواقعية" تتردد في رأسي؛ اكتشفت في صدى ما تردد من قراءاتي أن الواقعية كمذهب أدبي كانت تسير جنبا إلى جنب مع أي مذهب أدبي آخر خلال رحلة التفكير الإنساني الحديث، بل أن لها صدى أقدم من ذلك بكثير، عبر جميع الظروف التاريخية التي مر بها الإنسان. كانت الواقعية تطغى على الفكر الإنساني في مراحل مختلفة و أماكن مختلفة من العالم حتى صارت إلى الواقعية النقدية في الغرب أو الواقعية الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، بل إن تعريف كثير من مناهج التفكير كان يختلط بتعريف الواقعية نفسها ؛ ثم هاهي تنفرد في الساحة بعد أن مرت بها مذاهب أخرى مثل الوجودية، و الرمزية، و السريالية و الحداثة و ما بعد الحداثة ، و ذهب كل ذلك جفاء ، و بقيت هذه الواقعية تقاوم و كأنها قدر هذا الأدب الإنساني ، رغم أن كثيرين يراهنون على زوالها كما زال غيرها . هنا عدت للقراءة بتركيز عن الواقعية لعلى أجد الجواب المفقود، هذه القراءة قادتني إلى أن الإنسان الحديث في بحثه عن أجوبة لأسئلته التي فرضتها ظروف خاصة مثل الحروب و الثورات، كان هواه الخاص أو نزوته الخاصة أو شهوته الخاصة أو مرضه الخاص ، إلى آخر قائمة الضعف الإنساني؛ يقوده إلى منهجه الخاص في فهم هذه الحياة ، لكن كل ذلك يجرى على أرض الواقع، واقع العالم الكبير الذي يعيش فيه، واقع الحياة نفسها، هذا الواقع الذي يقذف إشعاعاته عنوة في و عي ذلك الإنسان حتى إذا ما خرج مذهبه الفكري أو الأدبي ، وإذا بطيف إشعاعات ذلك الواقع تغلف ذلك المذهب بشيء من الواقعية، و تنعكس في وعي صاحبه.(1/96)
إذن، الإجابة هي في دراسة بنية الواقع مباشرة، لكن الواقع، حسب ما ذكرت في المقال السابق، له بنية ظاهرة و بنية باطنة تعملان كبنية واحدة مكونة من سبعة مستويات، اثنان منها ظاهران، والبقية باطنة، و أغلب الفلاسفة و المفكرين الكبار استمدوا مناهجهم من قراءة جزء يسير من بنية الواقع الظاهرة، وهي بنية المستويين الأولين الظاهرين للواقع، وهما مستوى البيئة و مستوى السلوك و العادات. يقول الله عز وجل في سورة الروم ، الآية السابعة: " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون" . ولو أراد إنسان أن يدرك السنن التي تتحكم بالمستوى الأول أو الثاني ؛ لأستنزف عمره كله دون أن يدرك من حقيقة الواقع الكلية شيئا ذا بال. هذا هو سبب أزمة المنهج الفكري و الأدبي عند دراسة الأدب و واقع الإنسان، و الرواية الحقيقية التي ستذهل العالم أجمع يجب أن تخرج من منهج الواقع، واقع هذا العالم بكل أبعاده و حقائقه و قوانينه مهما بدا هذا الواقع غريبا و مختلفا و محتوما، و أن تلتحم هذه الرواية أيضا بتفاصيل واقع هذه الرواية الآدمية الملحمية الكبرى ، التي نعيش تفاصيلها كل يوم منذ أن خلق الله آدم و جعله خليفته في الأرض، أي أنه يجب على الروائي المنتظر أن يتجاوز كل هذه المذاهب والنظريات الأدبية المتقلبة إلى نظرية حقيقية واضحة؛ تكشف له أسرار المعرفة على نحو خاص قبل أن يقدم روايته الجديدة وهي تدفع الإنسان نحو التغيير طوعا أو كرها، ذلك التغيير الذي هو روح الأدب و معناه، ولكن أليس هذا ما فكر فيه الآخرون من قبل ؟!
يقول د. صلاح فضل في كتابه " منهج الواقعية في الإبداع الأدبي " :(1/97)
" و الآن ما هي فلسفة الانعكاس الواقعية، إن كل تصور للعالم الخارجي ليس إلا انعكاسا في الوعي الإنساني لهذا العالم الذي يوجد مستقلا عنه، هذه الحقيقة الأساسية في العلاقة بين الوعي و الكائن تنطبق بطبيعة الأمر على الانعكاس الفني للواقع . و يرى " لوكاتش" نتيجة لذلك أن نظرية الانعكاس تمثل المبدأ المشترك لكل صيغ السيطرة النظرية و العلمية على الواقع من خلال الوعي الإنساني ، وهي بالتالي أساس الانعكاس الفني للواقع ، ويصبح هدف البحوث التفصيلية بعد ذلك تحديد الخواص النوعية للانعكاس الفني داخل نظرية الانعكاس العامة ، كما يلاحظ أن الأصل الدقيق المتعمق لنظرية الانعكاس لا يتوفر بجميع أبعاده إلا من خلال المادة الجدلية ، أما بالنسبة للضمير البرجوازي فلا يتصور منه إدراك دقيق لنظرية الموضوعية التي تقضي بانعكاس الواقع في الوعي مع استقلاله عنه، على أنه يحدث أحيانا من الوجهة العملية أن كثيرا من الفنون و العلوم البرجوازية تعكس الواقع بدقة أو تتقدم خطوات طيبة في نطاق العرض الصائب للقضية و التصوير الدقيق لها، بيد أنه بالرغم من ذلك لا يوشك الموضوع أن يرقى إلى المستوى الخاص بالمعرفة النظرية حتى نجد المفكرين قد اصطدموا بالمادية الآلية أو غرقوا في المثالية الفلسفية ، وقد نقد " لينين" بوضوح تام خصائص هذا الحاجز الذي يصطدم به التفكير البرجوازي في كلا الاتجاهين، فهو يقول بمناسبة المادية الآلية أن عيبها الرئيسي في عجزها عن التطبيق الجدلي لنظرية الصور على مسار المعرفة و تطورها ، ثم يصف المثالية الفلسفية بأنها من وجهة نظر المادية الجدلية تغرق في التضخم الجزئي المبالغ فيه لبعض المعالم الصغيرة أو الجوانب المحدودة فتقع بذلك في التصلب و الشخصية و عدم التوازن، هذا القصور المزدوج في نظرية المعرفة البرجوازية طبقا لتحليل " لوكاتش" يعلن عن نفسه في كل المجالات، ويتضح بالنسبة لجميع صور الانعكاس في الوعي الإنساني " .(1/98)
أقول بعد أوردت هذا النص، و أنا بكامل وعي ، أن وعي الإنسان عاجز تماما أن يصل إلى معرفة الواقع و قوانينه من خلال المادية الجدلية أو من خلال الضمير البرجوازي ، أو المادية الآلية أو المثالية الفلسفية أو الواقعية النقدية أو الاشتراكية، أو الحداثة أو ما بعد الحداثة أو أي مذهب أو منهج إنساني آخر؛ لأن الواقع من الناحية العلمية و العملية في حقيقته غير مدرك إدراكا تاما كاملا من قبل أي مخلوق في هذا الكون رغم أن الواقع في حقيقته " نص" بكل ما في كلمة نص من معنى، و لكنه نص صعب القراءة؛ ذلك أننا إذا أردنا أن نقرأ الواقع كما نقرأ أي نص آخر، تلك القراءة التي تقودنا إلى جوهر المعني في باطن هذا الواقع، فإن هذه القراءة ستواجه ضعف الإنسان و جهله و عجزه و استعجاله في مقابل تعقيد نص الواقع و تعدد مستوياته؛ ذلك لأن الواقع حين وقوعه يكون مفاجئا و غامضا و مدهشا و مروعا و معقدا في آن واحد، و هو ما يجعل الإنسان يرتبك في قراءة هذا النص؛ و ينتج مناهج فكرية هشة و مفككة ومرتبكة و متقلبة و ناقصة . لذا فإنه لا يمكن قراءة " نص" الواقع و معرفة معناه إلا من خارج هذا الواقع، و ذلك عن طريق نص آخر يحيط بجميع مستويات الواقع السبعة ويدرك قوانينها و سنن التغيير فيها ، نص موثوق و مكتوب بحروف الكتابة؛ ليمكن الدخول إليه و قراءته و محاورته عن طريق قوانين و أساليب القراءة المعروفة لدى الإنسان، تلك القراءة التي تدرس المبنى و تتجاوزه إلى فهم المعنى ، بل تتجاوزه إلى استخراج جوهر المعنى من باطن " نص " الواقع .
فما هو، يا ترى ، ذلك النص المكتوب الصادق الثابت الذي يغير و لا يتغير، الذي يفضي إلى نص الواقع و يحيل إليه بكل مستوياته السبعة ؟!
[line]
المقالة الخامسة
ما هو النص ؟(1/99)
قبل الحديث عن ذلك النص المكتوب الذي يحيط بجميع مستويات الواقع السبعة ويدرك قوانينها و سنن التغيير فيها، الذي يمكن قراءته و الدخول منه و إليه لقراءة " نص" الواقع نحو معرفة الواقع؛ عن طريق قوانين الكتابة و القراءة المعروفة للإنسان يجب أن نسأل السؤال التالي، هل يمكن اعتبار الواقع " نصا"، رغم أن الكثيرين يرون أن النص هو " الكتابة" فقط ؟!
يقول سعيد يقطين في كتابه " انفتاح النص الروائي، النص و السياق "، و هو يتحدث عن رولان بارت في دراستين ل(بارت) حول " النص و نظريته" :
" في الأولى يبدأ ( بارت) أولا بالتساؤل عن النص بمعناه الشائع ، مسجلا أنه : السطح الظاهري لنسيج الكلمات المستعملة و الموظفة فيه بشكل يفرض معنى ثابتا و واحدا إلى حد بعيد. وهذا السطح قابل للإدراك بصريا من خلال عملية الكتابة التي تجعل منه موضوعا مؤسسيا يتصل تاريخيا بالقانون و الدين و الأدب ... " .
و يقول يقطين عن تصوره للنص في كتابه المذكور : " النص بنية تنتجها ذات ( فردية أو جماعية)، ضمن بنية نصية منتجة، و في إطار بنيات ثقافية و اجتماعية محددة"
أظن، والله أعلم، أن معنى " النص" أبسط و أعقد بكثير في آن واحد مما يظنه (بارت)، ولكن كيف؟
سأحكي قصة صغيرة للقارئ ، على سبيل المثل، قصة من واقع الإنسان القارئ، تقول:(1/100)
" في زمن يدعى( زمن الظواهر و المظاهر) عاش رجل اسمه " القارئ الأخير". كان يحلم بقراءة أكبر عدد ممكن من الروايات ليبحث عن معنى الحياة في كلمة واحدة، لكن انشغاله بجمع المال لم يتح له فرصة فعل ما يريد. وبعد أن جنى ثروة طائلة من الأموال؛ فكر ذات يوم بطريقة يشجع فيها الناس على القراءة و حب القراءة ، وصار يحلم بقارئ يظهر يوما ما، قارئ خاص و عبقري يستطيع أن يقرأ رواية ما ويلخص له " معناها " في كلمة واحدة؛ و بذلك يشجع القراءة و يعوض نفسه قراءة عشرات الروايات؛ ليصل إلى معنى الحياة. رأى أن أفضل طريقة هي أن يضع جائزة نقدية فالجميع يركض نحو النقود، و اختار لجنة للجائزة مكونة من أشهر نقاد عصره، أخبرهم بما يريد ، و أخبرهم أيضا أن هذه المسابقة تحتوى على لعبة تحدى ، وهي أن تختار اللجنة رواية أصعب من سابقتها؛ إلى أن يعجز القراء عن فك لغز هذه اللعبة ، وبعدها يقام حفل نهائي ينهى هذه اللعبة / المسابقة. فاز بالجائزة عشرات القراء ، حتى اشتهر أمر هذه المسابقة وأمر صاحبها. جاءت لحظة الإثارة التي انتظرها " القارئ الأخير" راعى الجائزة لفترة طويلة حين لم يتقدم للرواية الأخيرة أي قارئ متسابق ، أعلن في الصحف و مددت المسابقة شهرا كاملا، دون أن يتقدم أحد ، فقرر " القارئ الأخير " انتهاء اللعبة، دون أن يظهر القارئ العبقري . كانت حفلات تسليم الجائزة السابقة تختتم بعد أن تقرأ لجنة التحكيم مقاطع سريعة من الرواية للمشاهدين و الحضور، ثم تعلن كلمة المعني / الحل ، وبعدها يعلن اسم القارئ الفائز/ المنتصر؛ ليعتلى " منصة " التكريم ثم يستلم جائزته، أمام جمع من المشاهدين، من يد راعي الجائزة. أما هذا الحفل الختامي فقد أقتصر على أن تقرأ اللجنة مقاطع سريعة من الرواية، ثم تتلو بيانا تعلن فيه انتهاء لعبة هذه المسابقة دون أن يظهر القارئ الخطير العبقري، مع تعليق الإفصاح عن كلمة المعنى . و بعد أن فرغت اللجنة من قراءة تلك(1/101)
المقاطع من الرواية الأخيرة، دوت صرخة غريبة في جانب القاعة و اختلطت مع الصوت الحاد لتصفيق الحضور؛ و إذا برجل يركض نحو منصة التكريم وهو يصرخ ملوحا بيديه في كل اتجاه و يردد قائلا : (أنا أعرف الكلمة " المعنى" .. أنا استحق الجائزة ) . و وسط ذهول الحضور التقط الرجل الميكرفون و قال : (أنا أعرفها ... أنها كلمة " الظاهر" ). و انتقل الذهول إلى أعين الحضور حين رأوا أعضاء اللجنة ينظرون لبعضهم البعض و يتهامسون، ثم سقطت أفواههم بين أيديهم حين تبين لهم أن ذلك الرجل كان موظف الأمن ، ذلك الوقور الهادئ الواقف دوما عند باب دخول القاعة طوال تلك المسابقات السابقة، وضجت القاعة بالتساؤل حين تناقلت الآذان همسات تقول : هو ر جل أمي، لا يعرف القراءة و لا الكتابة بتاتا، ولكن كيف عرف الكلمة/ المعنى؟! .
لكن موجة التصفيق ارتفعت مرة أخرى و بددت شيئا من ذاك الذهول؛ حين فاق صاحب الجائزة من دهشته ؛ ليعلن في الحضور أنه قرر في هذه المرة أن يضاعف مبلغ الجائزة إلى عشرة أضعاف، و طلب أن يقف الجميع احتراما للقارئ العبقري الفائز وهو يقف مبهورا على منصة التكريم" .
هذه القصة، وسأسميها " جائزة القراءة" تحتوى مشاهد من الواقع متعددة ، و لكنى سأعيد ترتيبها كما يلي: رجل الأعمال " القارئ الأخير" ينوى تشجيع القراءة ، هذه النية حدثت في زمن ماضي، قد تكون قبل عشرين عاما مثلا من المشهد الأخير في القصة ، و النية محلها القلب ، و القلب هو المستوى السابع من مستويات الواقع ، وهو مستوى باطن ، ولا يعلم ما في القلوب إلا الله. بعد هذه النية ، اتخذ " القارئ الأخير" القرار في مرحلة لاحقة ثم شكل لجنة من المحكمين، ثم الإعلان عن هذه المسابقة ، ثم استقبال المتسابقين و تقييم إجاباتهم ، ثم العثور على قارئ فائز يصعد إلى منصة التكريم و يستلم الجائزة، ثم تتكرر هذه الأحداث إلى أن تصل إلى القارئ المطلوب .(1/102)
مشهد صعود القارئ الفائز على منصة التكريم و استلام الجائزة ، يتكون من حدثين ؛ صعود المنصة و استلام الجائزة، و يدرك المشاهد( الحاضر) منه أن من يعتلى منصة التكريم ويستلم الجائزة قد عرف إجابة السؤال/ اللعبة. هذا المشهد يمكن أن نفهم منه "معنى" واحد محدد ظاهر تراه العين، و يفهم منه فوز مستلم الجائزة . هذا المشهد الظاهر هو ظاهر " نص" الواقع، و له بنية ظاهرة تبدأ من لحظة وقوع الحدث الظاهر و إدراكه من قبل حواس الإدراك لدى الإنسان، هذه اللحظة أسميها اللحظة الواقعة الفاصلة؛ لأنها تفصل بين بنيتي الواقع الظاهرة و الباطنة. لكن القصة كاملة تحتوى على مشاهد أخرى تصنع و تبرز مشهد استلام الجائزة، و لا يدركها أو يراها من يشاهد لحظة التكريم في الواقع، لحظة بدء البنية الظاهرة ، لأنها مشاهد سابقة للحدث الواقع الحاضر المشاهد، الذي يمثل بدء البنية الظاهرة بالنسبة للمشاهد( أو قارئ النص المكتوب)، وهذه المشاهد قد تصل في الزمن الماضي إلى أول لحظة نوى فيها رجل الأعمال في قلبه تشجيع القراءة. أي أن هذه المشاهد التي هي دون أو تحت البنية الظاهرة( بكل ما فيها من علاقات و أسباب ) هي مشاهد باطنة لا تراها العين الحاضرة المشاهدة، بل هي تبعد وتختفي و تتلاشى عن الذهن الحاضر، شيئا فشيئا، مكانا و زمانا حتى تصل إلى " قلب" راعى الجائزة في زمن قد يمتد إلى عشرين سنة سابقة و مكان لا يعلمه إلا الله، لحظة أن قرر رجل الأعمال تشجيع القراءة، و ذلك هو أعمق أعماق الباطن . لكن هذا الجزء من النص( البنية الباطنة)، حقيقة، هو من يصنع معنى النص من الجذور و يصعد به إلى " منصة" معنى النص. و إذا كان الشرط الأساسي ليكون أي شئ " نصا" هو أن يحتوى على معنى ظاهر؛ فإن هذه القصة تخبرنا أن الواقع بمشاهده من حولنا هو نص بكل معنى الكلمة، يمكن أن يعيشه الإنسان ويستفيد منه ؛ كما استفاد موظف الأمن ( القارئ العبقري)، لأنه عندما رأي بنية النص الظاهرة(1/103)
تكرر أمامه؛ قرأها و عرف منها المغزى، ثم كانت المسابقات السابقة كافية لتدريبه وهى تقرأ أمامه ليدرك معنى واقع عالم القصة أو الرواية حين تتلى عليه و يستخلص منها المعنى في كلمة واحدة، لأنه يملك تجربة واسعة وعميقة تدرك معنى واقع الحياة أصلا ، حتى لو كان هذا القارئ أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة.
هذه القصة هي مقدمة للحديث عن بنية الواقع؛ نحو فهم شامل. و إذا كانت الدراسات الأدبية الحديثة تعانى من أزمة حقيقة وهي تتطلع إلى أن تجمع جميع الأجناس الأدبية ( شعر ، قصة ، ... ) في نص مفتوح شامل ؛ فكيف ستكون أزمتها الآن، بعد أن صار النص أوسع بكثير مما يعرفون. أي أننا إذا أردنا أن نصل إلى نظرية أدبية شاملة؛ و تنتج لنا نصا أدبيا مفتوحا و شاملا فإننا نحتاج إلى أن يقودنا نص مفتوح شامل، يرى الطريق الصحيح و يدرك واقع الإنسان بكل ما فيه من أشياء و تفاصيل و بكل سعته الزمانية و المكانية.
و هذا، لعمري، أمر عجيب !
[line]
المقالة السادسة
المفهوم الشامل للأدب
لماذا نقرأ ؟
كان من الواجب أن أبدأ هذه المقالات بهذا السؤال الخطير، فقد سألني بعض الزملاء: ما دخل الأدب بنظرية تغيير واقع الإنسان؟
و سألتهم، بدوري: لماذا يقرأ الناس القصص والروايات، مثلا ؟
أجابوني : للمتعة ... للتسلية... للاستفادة من تجارب الآخرين... لا أقل و لا أكثر .
قلت لهم : هل يستطيع الإنسان أن يقرأ شيئا ليس له "معنى"؟
قالوا : أي شيء ليس له معنى فليس له قيمة .
إذن قيمة الشيء في معناه، و الأدب إن لم يكن له معنى فليس له قيمة، فما هو معنى " الأدب" ؟
ورد في كتاب " دليل الناقد الأدبي" لكل من ( د. ميجان الرويلي و د. سعد البازعي) تحت عنوان ( البنيوية و النقد البنيوي ) :(1/104)
" ترى البنيوية أن " الأدب " هو صيغة متفرعة عن صيغة أكبر، أو هو بنية ضمن بنية أشمل هي اللغة ( أي الكتابة كمؤسسة اجتماعية)، تحكمه قوانين و شيفرات و أعراف محددة تماما كما هي اللغة كنظام. ويصبح " الأدب" من هذا المنظور نوعا من الممارسة الفعلية مقارنة مع الكتابة عموما، و بدوره يصبح هو بالنسبة لأنواعه نظاما لغويا و تتحول أنواعه بدورها إلى ممارسات فعلية يهيئ لها الأدب قوانين و أنظمة تجعل هذه الأنواع تأخذ صفاتها النوعية و الأدبية. ودراسة الأدب تسعى إلى كشف الكيفية التي تعمل بها عناصره حتى تخلق تأثيرات أدبية تبدو و كأنها تأثيرات واقعية طبيعية في حين أنها لا تعدو مجرد التوهم بالواقعية كنتيجة لتبني " حيل" و أعراف مألوفة ... فالبنيوية تسعى إذن إلى تأسيس مثال أو أنموذج " نظام" الأدب نفسه على أنه هو المرجع الخارجي للأعمال الفردية. وما محاولتها دراسة و تحديد مبدأ البنية التي تنتظم الأعمال الأدبية عموما ( و ليس العمل الفردي) و العلاقات القائمة بين مختلف فروع الحقل الأدبي ، ما هذه المحاولة إلا محاولة تأسيس منهجية علمية لدراسة الأدب " .
و أنا أظن ، أن الأدب أعم و أشمل مما تظنه البنيوية ، رغم أن البنيوية تجاوزت المفهوم التقليدي لكلمة الأدب بكثير، إلا أنها لم تدرك جوهر المعنى لكلمة " الأدب" . و إذا كانت كلمة " النص" تتجاوز بكثير ما يظنه "رولان بارت" إلى أن تصبح كل ما له معنى ظاهر يدركه الإنسان ، وهو تعريف يشمل كل شيء في واقع الإنسان بما فيه الإنسان نفسه؛ فإن كلمة " الأدب" لكي تحتوي هذا المفهوم الجديد الشامل " للنص" يجب أن تثور و تنسف المفهوم التقليدي، بما في ذلك المفهوم البنيوي، لكلمة " الأدب"، و الذي تراكم فوق حقيقتها عبر مئات السنين؛ لتنطلق إلى جوهر معناها الحقيقي الشامل الذي يحتوي كل ما في كلمة " أدب" من حيوية و عنفوان التغيير، و لكن كيف يمكن أن يحدث ذلك ؟(1/105)
في المشهد التقليدي للأدب، حين يتلو الشاعر قصيدته، يعمد إلى أن يصل إلى " معنى" ظاهر واحد معين محدد مؤثر، يكون هو القاسم المشترك بين الشاعر و المستمع؛ لكي يؤثر في مستمع القصيدة و يحدث " تغييرا " في موقف المستمع من الشاعر، هذا باختصار شديد ما يريده الشاعر( أو المؤلف ) من النص، وهو إحداث التغيير المطلوب عن طريق التأثير بقوة المعنى المشترك بين الطرفين( الشاعر و المستمع، الكاتب و القارئ).
إذن، هذه القصيدة هي " نص أدبي " بقدر ما تظهر من معنى، و بقدر ما تحدث من تغيير.
كذلك القصة، هي " نص أدبي " بقدر ما تظهر من معنى، و بقدر ما تحدث من تغيير.
كذلك النار، و أعوذ بالله من النار، هي " نص أدبي" بقدر ما تظهر من معنى، و بقدر ما تحدث من تغيير، و هي قد أحدثت، و تحدث في واقع الإنسان، أكبر تغيير عرفه التاريخ. كذلك الأنهار ، والأشجار ، والجبال، و الحيوانات، والطيور، ... إلى كل ما في هذا الكون من أشياء ، هي " نص أدبي" بقدر ما تظهر من معنى، و بقدر ما تحدث من تغيير.(1/106)
و من هذا المفهوم الشامل للأدب فإن الأدب ليس ( صيغة متفرعة عن صيغة أكبر، أو هو بنية ضمن بنية أشمل هي اللغة ... ) بل إن الأدب، في جوهر معناه الشامل هو عملية تغيير واسعة و شاملة “ Process of change “ ، لها إجراءاتها و موادها و وسائطها، وهي تطال الإنسان في أعمق أعماقه، و تشمل موادها كل شيء في هذا الوجود، وما الشعر أو القصة أو السياسة أو الاقتصاد، .... أو المجرات السابحة في باطن الكون، أو قبلة حانية على جبين طفل يتيم، إلا مادة أدبية نصية يستخدمها الأدب ليحدث التغيير في واقع الإنسان. لكن كل ذلك يحدث عبر وسائط متعددة تنقل المعاني، يغفل الإنسان عن إدراك جلها، وما اللغة ، حقيقة، إلا أحد هذه الوسائط التي يستخدمها الأدب لنقل " المعاني" في بنية النص إلى الإنسان ليحدث التغيير المطلوب، حتى و إن كانت اللغة الشريان الوسيط الرئيس في كثير من أعمال الإنسان " الأدبية" . و بذلك فإن واقع الإنسان بكل ما فيه هو البنية النصية التي يستخدمها الأدب، و اللغة هي نظام وسيط يحفظ المعنى داخل هذه البنية ، وهي نظام يكشف أيضا عن المعنى و يسلمه إلى القارئ الجاد الذي يملك مفاتيح نظام اللغة وأسراره ، وبذلك تصبح عملية " التغيير" عملية حركية فيزيائية مستمرة ، ويصبح الأدب بمفهومه الجديد الشامل طريقنا للوصول إلى المعنى الشامل للواقع في بنية الواقع الشاملة.(1/107)
ففي القصة السابقة قصة " جائزة القراءة" ، حين وضع رجل الأعمال ( القارئ الأخير) جائزة للقراءة ؛ يفوز فيها، بجائزة نقدية، من يستطيع أن يقرأ رواية ما و يلخص معناها في كلمة واحدة، بشرط أن تكون هذه الكلمة هي المعنى الواحد الحقيقي لتلك الرواية؛ حسب رؤية نقاد ذوي خبرة عالية في قراءة الروايات؛ نرى أن إدراك المعنى الحقيقي الواحد يجعل القارئ يفوز بالجائزة، و هذه الجائزة تقوم بدورها بتغيير واقع القارئ ماديا و معنويا، هذا المعنى قد تتكرر أمام عيني موظف الأمن و جعله يدرك المطلوب، ويفوز بالجائزة لأنه قارئ عبقري للواقع، رغم أنه قارئ أمي لا يعرف كتابة ولا قراءة أية " نص مكتوب بحروف الهجاء".
هذا المفهوم الجديد الشامل " للأدب" يمكن استخدامه بشكل مباشر وبسيط و سريع لتقييم أعمال كثيرة، فمثلا الشاعر " أبو الطيب المتنبي" ، ( الشاعر العظيم كما يظنه البعض) ، لم يستطع بشعره، على مدى ثمان سنوات، أن يصل إلى المعنى المطلوب الذي يستطيع به أن "يغير" من حال و موقف " سيف الدولة" منه ( إذا اعتبرنا أن سيف الدولة هو " القارئ" الذي يستهدفه المتنبي بشعره)؛ فيجعله يعطيه الجائزة و هي ( الإمارة) التي عاش المتنبي وهو يحلم بها طوال عمره، لأن " المعنى" في قلب سيف الدولة يستقر في أعماق لم يصل إليها المتنبي بتجربته و شعره، ففشل الشعر و الشاعر في إحداث التغيير المطلوب، لأن "المتنبي" لم يمتلك من "عبقرية القراءة" الحد الكافي و المطلوب ليصيد المعنى الذي بدوره سيغير من حال سيف الدولة مع المتنبي و من حال المتنبي و حال الواقع من حوله، و حال مصيره المأساوي الذي انتهى إليه.(1/108)
فهل يمكننا أن نقرأ بنية " الواقع" بكل اتساعها الزمانية والمكانية، و نستخلص منها أدوات نقيس و نفحص بها بنية " النص الروائي " نحو الوصول إلى جوهر المعني الذي هو الوقود الحقيقي لعملية التغيير، تغيير واقع الإنسان، وتغيير واقع عالم الرواية نحو عالم روائي شامل و مفتوح .
هذه القراءة في ظني ، والله أعلم، سوف تفتح باب " قبر" النقد الأدبي على مصراعيه، لينطلق " النقد الأدبي" بإذن الله ، وقد امتلأ بحيوية و عنفوان الحياة؛ ليدرس" النص" في واقع الإنسان كله، بعد أن ظن البعض ، من جهلهم، أن " النقد الأدبي" قد مات، فقاموا و صلوا عليه.
فسبحان الحي الذي لا يموت، وهو بكل شيء عليم .
[line]
المقالة السابعة
المعني في بنية النص الروائي
المعنى ، وما أدراك ما لمعنى؟!
ما علاقة المعنى بدراسة بنية النص الروائي؟ و ما علاقة ذلك بقراءة الرواية الحديثة القادمة ؟
في القصة السابقة، قصة " جائزة القراءة "، كان رجل الأعمال (القارئ الأخير) يبحث عن قارئ خاص ، يقرأ رواية ما و يلخص معناها في كلمة واحدة، و في ظني أن مثل هذه القراءة، إن وجدت، تعتبر أرقى درجات القراءة، و إذا كان الأدب هو تغيير واقع الإنسان، فإن قراءة الروايات لا تكون أدبا إلا إذا كانت تنتج معنى ظاهرا محددا و مؤثرا؛ يقوم بدوره بتغيير واقع الإنسان القارئ. فهل يمكن ، مثلا، قراءة رواية صدام حسين الأخيرة، بعنوان " أخرج منها يا ملعون"، و استخراج معنى واحد مؤثر يقوم بتغيير واقع قارئ هذه الرواية، و يقلب رؤيته للواقع رأسا على عقب ؟(1/109)
الإجابة على هذه الأسئلة تكمن في معرفة كيف يتكون المعنى في بنية النص الروائي من أول حدث إلى آخر حدث. هذا المعنى الواحد المحدد المؤثر، في نص روائي طويل، يتشكل و يدور دورة روائية كاملة في بنية النص الروائي، كما تتشكل و تدور قطرة ماء صغيرة دورة بيئية مائية كاملة؛ حين تثور هذه القطرة الصغيرة في وسط البحر ( أو المحيط )، ثم حين تتلبس الهواء بعد أن تخلع عنها " بنية " السوائل فتصير بخارا يطير إلى سقف السماء؛ ثم حين يؤلف الله، عز وجل، بينها و بين قطرات أخريات قد طرن خلفها؛ لتصير سحابة فتية صغيرة، تنمو و تكبر؛ فتصير سحابة حبلى بماء الحياة و هي تركض أمام الريح؛ ثم حين تتمرد على سطوة البرد و الجمود؛ فتنهمر ( ماءا ) فوق وجه الأرض كجلمود صخر، ثم حين تتلوى و تسيل في جداول صغيرة، يتبع بعضها بعضا في وجه الأرض؛ ثم حين تتدفق هذه الجداول في جسد النهر قبل أن يقذف نفسه في ماء البحر ( أو المحيط ) مرة أخرى.
حين يحدث كل ذلك؛ تكون قطرة الماء قد انتقلت في بنية هذه الدورة المائية في سبعة أطوار، الطور الأول: حالة القطرة السائلة، الطور الثاني : الحالة الغازية، الطور الثالث : السحاب، الطور الرابع : المطر، الطور الخامس : الجداول، الطور السادس : النهر، الطور السابع : البحر (أو المحيط) ، ثم تبدأ دورة أخرى، كل طور من هذه الأطوار له شكل عام و له حقيقة عامة، و لكن الحقيقة الكيميائية لقطرة الماء الصغيرة في كل طور هي أنها ماء؛ في المحيط هي ماء ، في الهواء هي ماء، في السحاب، في المطر، في الجدول، في النهر ، في المحيط، مرة أخرى هي ماء، تتحرك هذه القطرة في البنية المدركة، ولكن تبقى قطرة الماء ماء.(1/110)
و كذلك " جوهر" المعنى الواحد في حركته في بنية النص الروائي، يتقلب في الأطوار ( المستويات) السبعة لبنية النص الروائي، حين يظهر المعنى في بيئة الحدث الروائي أولا، ثم يتحول في السلوك و العادات ثانيا، ثم يتنقل إلى بنية النص الروائي الباطنة ، في طور القدرات، ثم في طور المعتقدات، ثم طور الانتماء، ثم طور الروح و أخيرا طور القلب، و ذلك حين تنقلب أحداث الرواية وتأخذ مسارا آخر يغير في جميع الأطوار (المستويات) و ينتج واقعا جديدا، و لكن " جوهر" المعنى الواحد في هذه الرواية( في حقيقته الروائية) يبقى كما هو؛ كما تبقى حقيقة قطرة الماء كما هي في حقيقتها الكيميائية. و هذه الرحلة لجوهر المعنى هي رحلة دائمة و متصلة و متواصلة بين الإنسان و الواقع ( معايشة) ، بين الإنسان و الإنسان( مشافهة)، بين الإنسان و النص ( كتابة و قراءة)، و في كل الاتجاهات الرأسية و الأفقية في بنية النص .
و لكن ، كما هو معروف، فإن النص الروائي ، مثله مثل واقع الحياة ، لا يتكون من معنى واحد فقط، بل هو يتكون من شظايا صغيرة لآلاف المعاني المتداخلة و المتراكبة و المتفاعلة و المتصارعة، في آن واحد ، و لكنها في نهاية المطاف تتجمع في معنى واحد، عند حدث واحد، في لحظة واحدة ، تكون هي مركز أو محور أحداث الرواية، و هي اللحظة الواقعة الفاصلة بين ظاهر النص و باطنه. وهذا يقودنا إلى إشكالية ما هو المعنى المقصود من الرواية؟ هل هو هذه الشظايا الصغيرة؟ أم هو هذا المعنى الواحد المتراكم منذ أول حدث في النص الروائي؟ و إذا كان هو المعنى الواحد، فهل هو المعنى الذي يصنعه ويريده ويدركه المؤلف؟ أم هو المعنى الذي يصنعه و يريده ويدركه القارئ؟ أم هو المعنى الذي يظهره النص(حسب قانون الكتابة) عنوة فوق إرادة المؤلف و القارئ معا؟!
ورد في كتاب دليل الناقد الأدبي لكل من ( د. ميجان الرويلي، د. سعد البازعي) ما يلي:(1/111)
" انعكست مفاهيم البنيوية على كثير مما ساد قبلها و أثرت فيه تأثيرا كبيرا. فالأدب لم يعد إبداعا عبقريا يعتمد على قدرة المؤلف الخارقة، بل أصبح صيغة كتابية مؤسساتية تحكمها قوانين وشيفرات تميط اللثام عن هذا "اللغز " القار من أفلاطون إلى عصرنا هذا. كما أثرت البنيوية على مفاهيم وظيفة الأدب و طبيعته، فلا هو يحيل إلى العالم الخارجي الطبيعي، كما ترى نظرية المحاكاة، ولا هو عبقرية تعتمد على مؤلفها و صاحبها بصلة بل إنها تصنعه و تتحكم فيه. أما القارئ فما هو إلا بنية أو إنتاج ثقافي مدرب على حل الشيفرات و تتبعها و رصدها ( هو شخص حرفي له أدواته و معداته، كما يقول دريدا عن ليفي ستراوس). و هكذا يتنازل المؤلف عن وظيفته للكتابة، و تمتص الكتابة وظيفة القارئ الذي يتنازل للقراءة عن دوره الفاعل. من هنا لا بد أن تغيب مفاهيم الذاتية و الوعي لدى المؤلف و لدى القارئ، و تتم عملية إزاحة الإبداع و التفرد و العبقرية و التميز، وهي المفاهيم التي حكمت أدبية الأدب عصورا طويلة".
ما لذي يبقى في النص، إذا تنازل المؤلف عن وظيفته للكتابة، و التي تمتص بدورها وظيفة القارئ الذي يتنازل للقراءة عن دوره؟! ما لذي يبقى في النص إذا نحن غيبنا مفاهيم الذاتية و الوعي لدى المؤلف و لدى القارئ، و إذا نحن أزحنا الإبداع و التفرد و العبقرية و التميز ؟! ألا يصير "المعنى" في هذه الحالة أمرا غامضا و عائما و محيرا، و قد يقودنا في كثير من الأحوال، إلى القراءة الضالة الخاطئة للنص الروائي.
أليست هذه هي معضلة القراءة الحديثة للنص، أليس هذا هو النفق المسدود الذي دخلت فيه البنيوية و لم تخرج منه بعد ؟(1/112)
حسنا، أظن ، والله أعلم ، أن حل هذه المعضلة، الذي يخرجنا من كل هذا الإشكال هو في ضرورة وجود " المعنى" المهيمن؛ هذا هو حل اللغز الذي دوخ أساطين البنيوية و تلاميذها، هذا هو حل لغز القراءة الحديثة المتطورة ، هذا هو الحل لقراءة أية نص روائي، قراءة حديثة متفوقة، و لكن ما هو هذا المعنى "المهمين "؟
المعنى المهيمن هو الذي يهيمن، في آن واحد، على المعنى الذي يقصده المؤلف، و على المعنى الذي يراه القارئ، و على المعنى الذي تفرضه ( حروف) النص المكتوب، وهو المعنى الثابت و القياسي، الذي نقيس عليه حقيقة وصدق المعنى في قلب المؤلف أو القارئ أو النص. فإذا كانت المعاني الثلاثة، للمؤلف و القارئ و النص ، تنطبق على هذا المعنى المهيمن، فهذا دليل قاطع على عبقرية ذلك " النص المقروء أو المكتوب"، و عندها سيقوم ذلك النص بدوره الأدبي في إحداث التغيير المطلوب الشامل.
لكن المعاني لا تظهر و لا تتحرك في الفراغ ، بل تحتاج إلى بنية نص تظهر و تتحرك فيه، و كذلك المعنى المهيمن لا يظهر في فراغ، بل إنه يحتاج إلى بنية نص يتحرك فيها؛ و بذلك فإن هذا النص ، هو أيضا، يجب أن يكون نصا مهيمنا على ما سواه ، نصا ثابتا لا يتغير ، نصا قياسيا ، نستطيع أن نقيس به المعاني في ظهورها و حركتها في واقع الإنسان، و من ثم في واقع الروايات التي يكتبها الإنسان، نصا يكون جوهر المعنى في أوله مثل آخره، و في باطنه مثل ظاهره .
وهذا يعيدنا، مرة أخرى، إلى الحاجة إلى " نص" مهيمن مكتوب نستطيع به أن نتجاوز كل المذاهب الأدبية بما في ذلك الحداثة و ما بعدها، و البنيوية و ما بعدها، فهل عرف القارئ، الآن، ذلك النص المهيمن الذي يغير و لا يتغير، و الذي يعلو و لا يعلى عليه ؟
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2005, 05:16 PM
أجل ... إنه " نص" القرآن كلام رب العالمين، عز و جل،(لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) سورة فصلت الآية (42)(1/113)
هذا هو النص المكتوب الثابت الذي يمكن الدخول إليه لدراسة بنية واقع الإنسان بشكل مباشر و شامل و صادق، و هو النص الذي يحيل إلى الواقع بكل مستوياته السبعة، و هو النص المفتوح الشامل الحقيقي الذي يمكن أن نفهم منه معنى الحكايات كلها ، و الروايات كلها ، و النبوءات كلها، و الظواهر كلها، و البواطن كلها، و هو النص المهيمن ذو المعنى المهيمن، الذي يغير و لا يتغير، و الذي يعلو و لا يعلى عليه، و لكن ما علاقة " نص" القرآن الكريم بكتابة النص الروائي المنتظر؟
عشرون سنة مرت بي و أنا أركض غريبا، وحيدا، فوق عيني غشاوة المصطلحات، في صحراء تصفر فيها الريح، خلف المعنى المخبوء في "نص" هذه الحياة، و أنا أبحث في بطون الروايات، و أتقلب بين صفحات كتب النقد الأدبي و مصطلحاته. تغربت هنا و هناك، إلى أن وصلت إلى صحراء البنيوية و ما بعد البنيوية، و ازدادت الغربة وازدادت الغشاوة و ازداد صفير الريح. بحثت عن نظرية للنص، تفضي إلى نص روائي جديد، عند " بارت" و دريدا و كثيرين غيرهم، قرأت عن النص المفتوح و النص المغلق، و في كل مرة تزداد في عيني غشاوة المصطلحات، و يزداد في أذني صفير الريح. و ذات يوم ، حين فتحت عيني بعد أن هدأت الريح، و جدت بين يدي شيء من أوراق مبعثرة لمصطلحات ما بعد البنيوية، وشيء من علم قليل؛ فضاق صدري، و انفجرت و تفجرت و فجرت ... ، و ثرت على البنيوية و ما بعدها و مصطلحاتها، فماذا وجدت؟
وجدت أن النص المفتوح( open text )، يعنى، بكل بساطة، النص الذي تحتوى بنيته معاني متعددة و احتمالات كثيرة لتأويل المعنى المقصود، و وجدت أيضا أن النص المغلق ( closed text ) هو النص الذي تنغلق بنيته على معنى واحد محدد، و لا يمكن للقارئ الفكاك منه. و لكن منظري ما بعد البنيوية صاروا يتحدثون عن التناص و عن ما يسمى ب( hypertext ) ، ويترجمه " دليل الناقد الأدبي" إلى النص المتعالق، و سألت نفسي: ما هو يا ترى هذا المتعالق ؟!(1/114)
يقول دليل الناقد الأدبي عن النص المتعالق :
" و المهتمون بهذا النص يرون نظريته تقوم على نظريات النص ما بعد البنيوي التي نادى بها دريدا، و فوكو و بارت على وجه الخصوص، و لعل في وصف بارت للنصوصية المثلى في كتابه أس/زي تعريفا حقيقيا للنص المتعالق حتى أن جورج لاندو استشهد به حين عرض لتاريخ مصطلح النص المتعالق. يقول بارت : " إن في هذا النص المثالي شبكات كثيرة و متفاعلة معا، دون أن تستطيع أي منها تجاوز البقية؛ إن هذا النص كوكبة من الدوال لا بنية من المدلولات؛ ليس له بداية ؛ قابل للتراجع، و نستطيع الولوج إليه من مداخل متعددة، ولا يمكن لأي منها أن يوصف بأنه المدخل الرئيس، والشيفرات التي يهيئها تمتد على مسافة ما تستطيع ( رؤيته) العين، ولا يمكن تحديدها ( أي الشيفرات) ... إن أنظمة المعنى تستطيع السيطرة على هذا النص المتعدد ( تعددية) مطلقة، و لكن عددها غير قابل للانغلاق أبدا، لأنه كما هي الحال معتمد على لانهائية اللغة" .(1/115)
هذا الكلام زاد غشاوة مصطلحات ما بعد البنيوية، رغم أني أعتقد جازما أن هؤلاء المنظرين جادون فيما يطرحونه من نظريات، و لكننا، جميعا، لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نرى كيف سيكون النص الروائي لما بعد البنيوية قبل أن نزيل عن أعيننا هذه الغشاوة؛ فانفجرت و تفجرت و فجرت مرة أخرى لأجد أن النص المتعالق، بكل بساطة، هو نص كبير ممتد يحتوى على عدد كبير و متنوع من النصوص، و هذا التنوع يصل إلى حد تتلاشى فيه حدود نوع النص الأدبي و تتوسع لتشتمل على كل شيء، أي أن ما يسمى (HYPER TEXT ) هو النص المتنوع الشامل الذي يجد فيه القارئ كل شيء، تماما ، مثل (HYPER MARKET ) أي السوق المتنوع الشامل الذي يجد فيه المتسوق كل شيء، وليس المتعالق كما يترجمه دليل الناقد الأدبي، و إذا أردت أن أقدم تعريف آخر للنص المتنوع الشامل أستطيع أن أقول أنه النص الذي فيه تفصيل كل شيء، و لكن أتدرون ما النص الذي كانت تسير في اتجاهه مصطلحات البنيوية و ما بعد البنيوية و فيه تفصيل كل شيء؟
إنه " نص " القرآن الكريم، الذي يقول الله عز وجل عنه في سورة آل عمران ، الآية السابعة: " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ".
إذن، نظرية نص ما بعد البنيوية تسير في اتجاه " نص" القرآن الكريم، أدركنا ذلك أم لم ندركه، و هذه النظرية لا تتحقق بشكل تام صادق صريح إلا في نص القرآن. و لكن ما علاقة ذلك بالنص الروائي الحديث؟(1/116)
النص المغلق هو النص "المحكم" و هو نص ثابت و الآيات المحكمات هي آيات أحكمت بنيتها على معنى واحد محدد لا يمكن للقارئ الفكاك منه و هو المعنى " المهيمن" و النص المحكم هو النص الذي يحمل " الخطاب" ، ولذلك ليس هناك مجال ليقوم القارئ بأي تأويل، أما النص المفتوح فهو النص " المتشابه" وهو نص متحرك و الآيات المتشابهات هي آيات فتحت بنيتها لتؤدى إلى تأويلات كثيرة، و هذا النص المتشابهة يقوم بفحص قدرة و عبقرية القارئ ، فالقارئ البليد المستسلم الذي في قلبه زيغ ( عن المعنى الحقيقي المهيمن للواقع ) سيقتنع بأول معنى يستطيع تأويله ، و من هنا فإن النص المتشابهة ، حقيقة ، يفتن هذا القارئ ، أما القارئ العبقري( الراسخ في العلم) ، فهو من يستطيع التروي و التبصر و التدبر و يغوص في كل التأويلات المحتملة إلى أعماق النص ليجد المعنى الصحيح الذي هو المعنى المهيمن الثابت في النص "المحكم" ، و لكن النص المحكم و النص المتشابهة لا يستطيعان التفاعل فيما بينهما ( بوجود القارئ) إلا في وسط النص المتنوع الشامل Hypertext ، و التناص في أرقى أشكاله هو التناص بين نص القرآن و" نص" واقع الإنسان ( المعاش) منذ أن خلق الله عز وجل، آدم عليه السلام، هذا الواقع الذي يحتوي على نصوص "محكمة" و أخرى "متشابهة"، و ما الضلال الذي يحدث في تاريخ البشرية الآن إلا أنها تتبع ما تشابه من نصوص الواقع و تترك المحكم منه، وهذا دليل على أن القراءة العبقرية الحديثة للواقع لم تظهر بعد.(1/117)
و رواية " الواقع" المباشر ، ولا أقول الرواية الواقعية، في حقيقتها لا تكون رواية "واقع" إلا إذا كان " نصها الروائي" يحتوي على النص المحكم و النص المتشابهة وسط نص متنوع شامل، تتناص فيه الرواية و الواقع ليكونا نصا واحدا يتفاعل معه القارئ، ليحدث المتعة و التغيير في آن واحد لقارئ الرواية، و من هنا تكون متعة النص و من هنا تكون متعة القراءة ، ومن هنا أيضا يستحق القارئ العبقري، الذي يدرك المعنى الواحد الصحيح، الجائزة بكل جدارة واستحقاق؛ وهو ما يمثله إدراك المعنى الحقيقي في القرآن الكريم ، كلام رب العالمين، و في " القصص الحق" في القرآن و في روايات الواقع الإنساني الكبير، بكل جدارة و استحقاق.
يقول شكري عزيز الماضي في كتابه " في نظرية الأدب " بعد أن قدم شرحا لمفهوم التناص و نظرية النص، في مرحلة ما بعد البنيوية :
" و مهما يكن من أمر فإن التناص يقدم مفهوما جديدا لمصطلح " الكتابة"، فالكتابة ليست رسما للأصوات اللغوية على الورق بل تمثل و جودا كليا. كما يقدم مفهوما جديدا لمصطلح " النص" . فالنص ( المكتوب حتما) يتصف بصفات محددة بدونها قد يكون أثرا أو عملا أو ما شئت . لكن " النص" الذي يستحق هذه التسمية – ذو سمات جديدة تماما . و إذا ما استعرض المرء التراث العربي المكتوب ، و فق هذه السمات ، فإنه لن يجد " نصا يستحق هذه التسمية سوى " القرآن الكريم " فهو :
- نص مكتوب ( نص/ كتابة)
- النص القرآني يطرح إشكالية التصنيف ( ليس له شكل محدد، و لا ينتمي إلى أي نوع من أنواع الكتابة المألوفة ).
- النص القرآني ليست له بؤرة مركزية ( بل يتضمن بؤرا لا نهاية لها) .
- النص القرآني له فاتحة ( و لكن ليست له بداية أو نهاية بالمعنى المألوف ) .
- النص القرآني يقبل تأويلات لا حصر لها ( حظي بهذا و سيبقى يحظى بتأويلات لا نهاية لها ) .
- النص القرآني ذو طاقة رمزية مطلقة.(1/118)
- الإحالة المرجعية ( في النص القرآني ) على النص نفسه .
- حقوق طبع النص القرآني غير محفوظة لأحد "
انتهي كلام شكري عزيز الماضي، و أنا أقول، بعد هذا الكلام ، أن نص القرآن الكريم، أكبر و اعظم من ذلك بكثير، فهو كلام الله رب العالمين،" الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شئ عليم"، الذي هو في السماء إله و في الأرض إله ، سبحانه، و هو المهيمن و قوله مهيمن. و" نص" القرآن الكريم هو " النص" الوحيد الذي يدخل في علاقة " تناص" مباشرة مع الواقع و مع الإنسان، و الإحالة المرجعية ( في النص القرآني) ليست على النص نفسه فقط، بل إنه يحيل القارئ إلى "نص " الواقع ، ويحيل القارئ إلى " نص" القارئ ( أي نفس القارئ).
و الآن هل لي أن أقول أن المنهج الإنساني العالمي القادم، منهج ما بعد البنيوية، الذي لم تدرك البشرية أسمه حتى الآن، هو منهج " الإسلام"، اسما و رسما و جسما، و معنى .
أجل إنه زمن الإسلام، و منهج الإسلام و الحمد لله رب العالمين .
---
(1/119)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الترابي وثقافة الهزيمة
---
الترابي وثقافة الهزيمة
---
د.حسن خطاف
04-19-2006, 02:41 PM
الترابي وثقافة الهزيمة
دهشت عندما كنت جالسا أمام قناة العربية الفضائية وهي تجري حوارا مع الترابي فيما يتعلق بحزمة من الفتاوى التي طرحها ، ولكن مالبثت هذه الدهشة طويلا ، لأن ثقافة الهزيمة أصبحنا نسمع بها ونراها كثيرا في أيامنا هذه .
لم يعد هناك اقتناع كامل من قبل هؤلاء بديننا ولا بثقافتنا فأخذوا ينظرون يمنة ويسرة ليحكموا على ديننا من خلال ما يمتلكه الآخرون ، وهذا ما اعنيه بثقافة الهزيمة حيث يقف أحدهم وفؤاده يرتجف من الآخرين من جهة ويعجب بالآخرين إلى حد الذهول من جهة أخرى ، وليت هذا وأمثاله يدعو المسلمين إلى العمل للوصول إلى ما وصل إليه الرجل الغربي من تقدم علمي وعسكري... أقول ليته يفعل ذلك ، ولكنه يلتفت إلى دينيه وثقافته ليرى أنها هي سبب ماعليه من تأخر ، وتقهقهر ليقوم بعملية إرضاء للآخرين حسبانا من عنده أنه سيصل إلى مصافهم أو أنهم سيرضون عنه على أقل تقدير.
هذا مايمكن قوله للترابي وإلا كيف نفسر موقف الترابي وهو يدعو إلى جواز زواج اليهودي والنصراني من المرأة المسلمة! وكيف يدعو وقد سمعت ذلك منه إلى جواز ان تكون المرأة إماما للمصلين ! وأن يكون الحجاب للصدر والعنق ... هذه الرزمة من الفتاوى جاءت لتخدم الآخرين فدعاة التغريب من هذا وأمثاله تعبير عن ثقافة الهزيمة في نفوس هؤلاء .
والغريب أن الترابي يعلل جواز ذلك بمحاولته لدفع عجلة الأمة إلى الأمام ، وكأن الترابي نسي أن هذه الأمة ما كنت تغيب عن ملكها الشمس ومع ذلك ما كانت هناك فتاوى مثل هذه ، فلو كانت التقدم مرهونا بمثل هذا لما رأينا تقدما عند سلفنا .(1/120)
لكن هذه الفتاوى ستجد أذنا صاغية عند الساسة والمفكرين الغربيين باعتبار أن مثل هذه الفتاوى تساهم في إدماج المجتمعات الإسلامية في الغرب وفي الدول الإسكندنافية ، وليس خافيا على أحد انه بعد إظهارهم للنبي صلى الله عليه وسلم بصورة الرجل الإرهابي الذي يجري حب القتل في عروقه وما لقيته هذه الرسوم من مواقف ومظاهرات ومقاطعات للمنتوج الاقتصادي أصبحت هناك حاجة ملحة بالنسبة لهم لدمج المسلمين في مجتمعاتهم ، وهم يقصدون بمصطلح الدمج ان يتنازل المسلم عن مكونات دينه وثقافته عندها لن يعترض على شتم النبي ولا على الحجاب ولا على زواج المسلمة من اليهودي ولا على إمامة المرأة ، عندها يتهم من يقف ضد هذا التغريب بأنه متطرف، متزمت ، متشدد، إرهابي ... ولا سيما صعود مثل هذه الفتاوى التي جاء بها الترابي .
ستلاحظ أن الترابي بعد أيام محاضرا في جامعات أوربا وأمريكا ... وليس هذا علما بالغيب ولكن الواقع علمنا ذلك ، فكل فتوى تخدم مصالح الآخرين يظهر دعاتها على الشاشات وتقدم لهم الخدمات والإغراءات ...
إنها ثقافة الهزيمة ، ولكن هذه الدين مكلوء ومحمي بحماية الله تعالى ، ولو كان الدين الإسلامي كشأن الأديان المحرفة لزال منذ أمد بعيد ، وذلك لكثرة ما تحاك ضده المؤامرات .
هذا الدين في واقع الأمر تعرض لعواصف ما كان ليقف لو لم يكن هناك مدد له من قبل الله تعالى ، ونظرة سريعة إلى ما صنعه المغول والصليبية في حروبها القديمة ، وما يلقاه المسلمون اليوم ، ومع ذلك هذا الدين صامد ، قد ينجني كما تنحني شجرة السنديان أمام العاصفة ، ولكن العاصفة عاجزة عن قلع شجر السنيان .
لاينبغي أن نكترث كثيرا بمثل هذه الفتاوى لأنها لن تكون الأخيرة ... ولنكن على ثقة بأن الله لن يفرط بدينه ، وأن هذا الدين سيبقى لأنه دين الفطرة ، أما ثقافة الهزيمة فليست مجدية « وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»
---
يسرى خلف
04-19-2006, 04:39 PM(1/121)
لا حول ولا قوة إلا بالله
نسأل الله الثبات على ما يرضيه حتى الممات
جزاك الله خيرا د0حسن خطاف على الأسلوب الرائع في طرح الموضوع
---
أحمد الطعان
04-19-2006, 05:35 PM
أخي أبا ضياء جزاك الله خيراً وبارك فيك
علينا إذن أن نعي جيداً أطراف اللعبة وأن نحسن اللعب مع أمثال هؤلاء فالقضية في الغالب ليست قناعات وإنما مناورات .. وأهواء ومطامع وشهوات .
---
أبو عبد المعز
04-20-2006, 12:17 AM
الأخ د. حسن خطاف...
مواقف الدكتور الترابي الحالية ليس فيها ما يدهش.....بل يمكن أن نتوقع منه مستقبلا كل عجب ....ولا مجال للمفاجأة.....فالدكتور هداه الله انطلق منذ البداية من أصول خاطئة.....وما هذه التصريحات والمواقف إلا ثمرات فاسدة من تلك الأصول....
وقد قرأت له قديما تأصيلات غوغائية من قبيل ما قاله في كتابه تجديد الفكر الاسلامي:
(وحينما نحيي الأصول الواسعة التي عطلت في الفقه الإسلامي التقليدي تنشأ لنا الحاجة إلى ضبط نتائج الاجتهاد فيها.لأن سعتها تؤدي إلى تباين المذاهب والآراء والأحكام ،وأهم الضوابط التي تنظم المجتمع المسلم وتتدارك ذلك التباين هي أن يتولى المسلمون تدبير تسوية الخلاف ورده إلى الوحدة مما لا يتيسر إن ترك أمر الأحكام حرا لا يرتهن إلا بآراء الفقهاء وفتاواهم....).
هذا النص القديم في نظري أقبح من كل ما تفوه به حاضرا....انظر كيف جعل الاجتهاد من وظيفة الدهماء والغوغاء......وانظر كرة أخرى كيف جعل قصر الاجتهاد علىأهل الفقه والعلم....من أسباب هلاك المجتمع......
ليس الترابي إلا مثقفا-لا عالما- خرج من غبار الثورة الفرنسية......ويريد تكرار النموذج الغوغائي في المجتمع الاسلامي.......
نعم أخي د.حسن.......هي ثقافة الهزيمة مثل ما هي هزيمة الثقافة.
---
حسام حسن
05-28-2006, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وبعد.(1/122)
موضوع الترابي موضوع قديم، وكان لحركة (الإخوان المسلمون) دور في إبراز الترابي وإعطائه مرتبة لا يستحقها، وأذكر أن أستاذنا الدكتور محمودا الطحان أستاذ الحديث في جامعة الكويت سابقا قد كتب ردا محكما على أقواله وأفكاره في مجلة كلية الشريعة في العام 83 أو 84، وأرسله إلى الترابي نفسه، ولكن الترابي لم يأبه!! لكلام الطحان.
وبعض عناصر الإخوان دافعوا عن الترابي دفاعا مستميتا وبينوا أن الترابي ليس لديه وقت لأمثال الطحان!!!
ولكن بعدما تهجم الترابي على الإخوان وخرج عليهم بدأ الإخوانُ بمحاربته!!
وهذا يعني أن فئة من الإسلاميين يدافعون عن حركتهم ولا يدافعون عن دين الله تعالى...
فالترابي تجاوز حدوده وتعدى على شرع الله تعالى، ومن أقبح تجاوزاته أنه أفتى بجواز أن تبقى المرأة المسلمة على ذمة غير المسلم!!! وذلك لأننا لو قلنا بفسخ العقد بين المرأة المسلمة وزوجها غير المسلم فقد يؤدي هذا إلى ردة المرأة؟!!
وكنا نظن أن هذه الفتوى ستزول أو ستندثر إلا أنني وجدت الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع قد كتب بحثا أثبت جواز ذلك تحت تأصيل شرعي ركيك يخالف ما عليه علماء المسلمين.
كما أن بحث الجديع كان برعاية المجلس الأوربي الذي يقوده الدكتور يوسف القرضاوي!!
فالانحرافات العلمية أصبحت لها مراكز ترعاها وتهتم بها وتعطيها أبعادا جوهرية!! والإعلام الساقط حريص على بث مثل هذه الانحرافات، وأفراد الأمة!! الإسلامية!! التي تجلس أمام التلفزيزن أكثر من أربع وعشرين ساعة تطرب لمثل هذه الأفكار!!!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار
أبوعبد الله
---
(1/123)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من دلائل الإعجاز التربوي في القرآن الكريم
---
من دلائل الإعجاز التربوي في القرآن الكريم
---
الباحث7
07-14-2005, 07:45 PM
الحمد لله عظيم التنزيل ، والصلاة والسلام على المعلم الجليل ، المؤيد بجبريل ، والمذكور في التوراة والإنجيل ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم جيلاً بعد جيل ، وبعد :
فليس هناك من شكٍ في أن القرآن الكريم كتاب الله المُعجز ، وأن آياتُه كلها مُعجزةٌ بلفظها ومعناها ، وإذا كان القرآن الكريم مصدراً رئيساً للتربية الإسلامية بعامة - كما يُجمع على ذلك العُلماء والكُتاب والباحثين في هذا المجال - ؛ فإن هناك آياتٍ قرآنيةٍ مُعجزةٍ بلفظها ومعناها ؛ لكونها اشتملت على الكثير من المعاني والمضامين والمنطلقات والدروس التربوية التي يمكن استنباطها منها.
ومن هذه الآيات المُعجزة ثلاث آياتٍ جاءت في ثلاثة مواضع مختلفة من سور القرآن الكريم ، هي على الترتيب :
= الآية الأولى قوله تعالى : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } ( سورة البقرة : الآية رقم 151) ..
= الآية الثانية قوله تعالى : { لقد من الله على المؤمنين إذ بَعَثَ فِيهم رَسُولاً مِن أنفسهم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } ( آل عمران : 164) .
= الآية الثالثة قوله تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ } ( الجمعة : 2 ) .(1/124)
وهذه الآيات الثلاث جاءت مُتقاربةً في معناها الإجمالي الذي يُشير إلى المنهج التربوي الإسلامي الذي أنزله الخالق العظيم سبحانه على نبيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، والذي جاء مُطابقاً لدعوة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الذي أوردها القرآن الكريم في قوله تعالى : { ربنا وابَعَثَ فِيهم رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِك وَيُزَكِّيهِمْ إنك أنت العزيز الحكيم } ( البقرة : 129) .
وهو ما أكّده الحديث الذي روي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إني عند الله مكتوبٌ بخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدلُ في طينته ، وسأُخبركم بأول ذلك ، دعوة أبي إبراهيم ، وبِشارةُ عيسى ، ورؤيا أُمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نورٌ أضاءت لها منه قصور الشام " ( ابن حبان ، مج 14 ، ص 313 ، الحديث رقم 6404 ) .
أما أبرز الملامح التربوية في مجموع هذه الآيات الكريمات فيمكن الإشارة إليها فيما يلي :
أولاً / تحديد مصدر إرسال هذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله تعالى لهذه الأُمة هادياً ومُبشراً ونذيراً ، وهو ما يتضح في قوله تعالى : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ } وقوله سبحانه : { إذ بَعَثَ فِيهم } ، وقوله جل في علاه : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ } . وجميع هذه الألفاظ القرآنية الكريمة تدُل وتؤكد أن الله سبحانه وتعالى - وهو الرب العظيم والخالق الكريم - هو الذي أرسل محمد صلى الله عليه وسلم ليكون معلماً ومُربياً للأُمة .(1/125)
ثانياً / تحديد هوية هذا الرسول المعلم الذي ارسله الحق جل في عُلاه إلى الأُمة . وهو ما يُشير إليه قوله تعالى في وصف هذا الرسول : { رَسُولاً مِنْكُمْ } ، وقوله سبحانه : { رَسُولاً مِن أنفسهم } ، وقوله جل جلاله : { رَسُولاً مِنْهُمْ } . وجميع هذه الألفاظ القرآنية تُشير إلى أن هذا الرسول صلى الله عليه وسلم إنسان مُرسلٌ من الله تعالى إلى أُمته ، وأنه لا يختلف عنهم في الجانب الإنساني فليس ملكَاً أو مخلوقاً من جنسٍ آخر ؛ وفي هذا إشارةٌ إلى أن هذه التربية التي جاء بها هذا النبي الكريم تربيةٌ إنسانية ، وصالحةٌ تماماً لطبيعة الجنس البشري ، وتتفق تماماً مع فطرته الإنسانية التي فُطر عليها وهو ما يُشير إليه أحد الكتاب بقوله : " لأن الرسول في حياته كإنسان يُوحى إليه من الله ، يُمثل إنسانية هذه التربية " ( عبد الحميد الهاشمي ، 1405هـ ، ص 7 ) .
ثالثاً / بيّنت الآيات الكريمات وظيفة ومهمة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحددتها في وظائف ثلاثٍ جاءت على النحو التالي :
= الوظيفة الأولى هي التلاوة : ويُقصد بها أن يبدأ هذا الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن الكريم على قومه قراءةً مرتلةً ليُبلِغَهم ما فيه ويُعلمهم إياه ، ولتكون تلك التلاوة سبيلاً لإقامة الحُجة عليهم ، ووسيلةً لحفظ كتابه وآياته ، إضافةً إلى التعبد لله تعالى بتلاوته . وهذا فيه بُعدٌ تربوي يُشير إلى أن " الهدف من تلاوة الآيات هو غرس الولاء للإسلام بين المُتعلمين عقيدةً وسلوكاً ، وإبراز شواهد الأُلوهية والربوبية ، وغرس الاتجاهات الإيمانية " ( نبيل السمالوطي ، 1406هـ ، ص 189 ) .(1/126)
= الوظيفة الثانية هي التزكية : وهي احد المرادفات التُراثية التي استعملها بعض سلفنا الصالح للدلالة على معنى التربية الإسلامية الشامل والدّال على محاسبة النفس والعناية بها ، والعمل على الارتقاء بجميع جوانبها ( الروحية ، والجسمية ، والعقلية ) إلى أعلى المراتب وأرفع الدرجات ، وقد ورد أن المقصود بتفسير قوله تعالى : { وَيُزَكِّيكُمْ } " أي " يُطهر أخلاقكم ونفوسكم ، بتربيتها على الأخلاق الجميلة ، وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة " ( عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، 1417هـ ، ص 57 ) .
وهنا لا بُد من التأكيد على أن مصطلح التزكية يمتاز بشموليته لمعنى العملية التربوية الكاملة التي تُعنى بمختلف جوانب النفس البشرية ، وهو ما يؤكده أحد عُلماء السلف بقوله :
" يعني أنه يُزكِّي قلوبهم ويُطهرها من أدناس الشرك والفجور والضلال ؛ فإن النفوس تزكو إذا طهُرت من ذلك كله ، ومن زكت نفسه فقد أفلح وربح ، كما قال تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } ( سورة الشمس : الآية رقم 9 ) . وقال : { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى } ( سورة الأعلى : الآية رقم 14) " ( ابن رجب الحنبلي ، 1421هـ ، ص 168 ) .
وهنا يمكن ملاحظة أن الله تعالى في هذه الآيات الثلاث قد قدَّم التزكية على التعليم ، وفي ذلك إعجازٌ تربويٌ يتضح عندما نعلم أن العملية التربوية تسبق العملية التعليمية ، وأن حصول التزكية عند الإنسان يُسهم بدرجةٍ كبيرةٍ في تسهيل وتيسير وتمام عملية تعليمه .
= الوظيفة الثالثة هي التعليم : وهي وظيفةٌ تأتي بعد أن تتم عمليتي التلاوة والتزكيه ، وبذلك يتم التعليم المقصود كأحسن ما يكون ، وهو ما يُشير إليه أحد الباحثين بقوله :(1/127)
" هذه الخطوة التربوية ( أي التعليم ) تترتب على الخطوتين السابقتين – تلاوة الآيات وتزكية النفس والعقل والجسم – ، وهنا يكون الإنسان مؤهلاً لاستيعاب المعارف والمبادئ والتشريعات التي يشتمل عليها القرآن الكريم والسُنة المطهرة " ( نبيل السمالوطي ، 1406هـ ، ص 195 ) .
ولأن عملية التعليم تحتاج إلى مصادر واضحة ومُحددة لها ؛ فقد تكفلت الآيات الكريمات ببيان هذه المصادر وتحديدها بدقة ، وحصرت هذه المصادر في مصدرين رئيسيين هما : ( الكتاب والحكمة ) ، ويُقصد بهما : القرآن الكريم و السُنة النبوية ؛ فهما المصدران الإلهيان اللذان نصّت عليهما الآيات الكريمات . لما فيهما من الوحي الإلهي الذي تكفل الله تعالى بحفظه في قوله سبحانه : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ( سورة الحجر : 9 ) .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الآيات في مجموعها قد تضمنت إلماحاً تربوياً مُعجزاً إلى الجانبين الرئيسين اللذين تقوم عليهما العملية التربوية بعامة ، وهما :
= الجانب الفكري ( النظري ) : ويتمثل في الجانب المصدري النظري الذي جاء وحياً من عند الله تعالى ، وعبّرت عنه الآيات بالتلاوة .
= الجانب العملي ( التطبيقي ) : ويتمثل في الجانب السلوكي العملي الذي يقوم به الإنسان ويُمارسه بنفسه ، والذي عبّرت عنه الآيات بالتزكية أولاً ثم التعليم ثانياً .(1/128)
وقد أشار أحد الباحثين إلى ذلك في وصفه للتعبيرات القرآنية الثلاثة بقوله : "نجد أنها تتضمن جانبي العقل والنقل ، أو جانبي الغيب الذي لا يُناقش ، وإنما هو محل الإيمان المُطلق لأن العقل البشري قاصرٌ عن فهمه ؛ وهنا يُكتفى بتلاوة الآيات من المُتعلم أو مُتلقي التربية وهذا هو الجانب الأول . أما الجانب الثاني فهو الذي يتمثل في تعبير " يُزكيهم " و " يُعلمهم " فكلاهما يُشير إلى عمليةٍ بشريةٍ تتعلق ببناء السلوك وتشكيله وتغييره ، وتفسح المجال أمام العقل والملاحظة والتجريب " ( نبيل السمالوطي ، 1406هـ ، ص 198 ) .
وبعد ؛ فإذا كانت هذه الآيات القرآنية قد أشارت في مجموعها إلى ملامح المنهج التربوي الإسلامي الذي جاء به معلم الإنسانية وأُستاذ البشرية النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم من عند الخالق العظيم ( جل في عُلاه ) ؛ فإن القرآن الكريم زاخرٌ في آياته البينات بالكثير من الدروس والمضامين والمعاني والمبادئ والقيم التربوية التي تكفل للإنسانية جمعاء الخير والسعادة في كل زمانٍ وأي مكان متى تم استنباطها والعمل بها في واقع الحياة ، وهو ما نرجوه ونؤمله ونسعى لتحقيقه سائلين المولى عز وجل التوفيق والسدّاد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .
- ----------------------
المراجع :
- القرآن الكريم .
- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري . ( 1419هـ / 1999م ) . صحيح البخاري . ط ( 2 ) . الرياض : دار السلام للنشر والتوزيع .
- أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري . ( 1419هـ / 1998م ) . صحيح مسلم . الرياض : دار السلام للنشر والتوزيع .
- مالك بن أنس . ( د . ت ) . الموطأ . تصحيح وتخريج وتعليق : محمد فؤاد عبد الباقي . القاهرة : دار الحديث .
- سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني . ( د . ت ) . سُنن أبي داود . تحقيق / محمد محي الدين عبد الحميد . بيروت : دار الفكر .(1/129)
- أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي . ( 1406هـ / 1986م ) . سُنن النسائي ( المُجتبى ) . تحقيق / عبد الفتاح أبو غدة . ط ( 2 ) . حلب : مكتب المطبوعات الإسلامية .
- أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي . ( د . ت ) . الجامع الصحيح ( سُنن الترمذي ) . تحقيق / أحمد محمد شاكر وآخرون . بيروت : دار إحياء التُراث العربي .
- محمد ناصر الدين الألباني . ( 1415هـ / 1994م ) .صحيح الأدب المفرد للإمام البُخاري . ط ( 2 ) ، الجبيل : دار الصديق .
- إبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي الدمشقي . ( 1421هـ / 2001م ) . لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف . تحقيق / ياسين محمد السّواس . ط ( 6 ) . دمشق – بيروت : دار ابن كثير .
- نبيل السمالوطي . ( 1406هـ / 1986م ) . التنظيم المدرسي والتحديث التربوي ( دراسة في اجتماعيات التربية الإسلامية ) . ط ( 2 ) . جدة : دار الشروق .
الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد
أستاذ التربية الإسلامية بكلية المعلمين في أبها
ومدير مركز البحوث التربوية بالكلية
المصدر هنا (http://www.saaid.net/Doat/arrad/26.htm)
---
(1/130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {17}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {17}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-20-2004, 03:33 PM
(((الاعيب الشيطان )))
الشيطان له من الالاعيب التي والحيل التي تنطلي على كثير من الناس من الذين لا يعرفون منهج الله تعالى .لذا نرى لزاما على كل مؤمن أن يعرف الاعيب الشيطان لأن غايته هي إضلال المؤمنين عن سبيل الله ..
في القرآن الكريم آيات تبين لنا ألاعيب الشيطان وخططه .
فعلى سبيل المثال . عندما أمر الله تعالى إبليس أن يسجد لآدم ,فإذا بالشيطان يأبى ويستكبر ويعصي ويقول :((أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) عندها غضب الله تعالى على الشيطان (( قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنَك من الصاغرين *قال فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين * قال فبما أغويتني لأقعدنَ لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينَهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين * قال اخرج منها مذؤوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأنَ جهنم منكم أجمعين* ))
{الاعراف آية:13-18}
هذه الآيات تبين لنا غضب الله تعالى على إبليس عندما إستكبر ولم ينفذ أمره وجادل بالباطل أمام الحق فذمَه الله وحقَره ولعنه , ولكن الشيطان توعد بني آدم وبخآصَة منهم المؤمنين .((قال فبما أغويتني لأقعدنَ لهم صراطك المستقيم )). انظر أي طريق اختاره الشيطان ليتربَص فيه للمؤمنين ((صراطك المستقيم ))..
وسبب اختياره لهذا الطريق أن الله عزوجل أمر عباده المؤمنين أن يسلكوه :((وأن هذا صراطي مستقيما فاتَبعوه ))
{الانعام آية:153}(1/131)
إن الله أمر عباده الصَالحين باتباع طريقه الذي طرَقه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وشرعه ونهايته الجنة وتشعَبت منه طرق ,فمن سلك الجادَة نجا ,ومن خرج إلى تلك الطرق افضت به الى النار قال الله تعالى :((ولا تتبعوا السبل فتفرَق بكم عن سبيله)) {الانعام آية:153}
عن عبد الله بن مسعود قال:خطَ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطَا ثم قال : هذه سبيل الله ,ثم خطَ خطوطا عن يمينه وخطوطا عن يساره ثم قال :هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليها , ثم قرأ هذه الآية :((ولا تتبعوا السبل فتفرَق بكم عن سبيله )). {رواه الدارمي ابو محمد في مسنده بإسناد صحيح احمد والترمذي }
[تفسير القرطبي ]
فالشيطان يتربص بالمؤمنين على الصراط المستقيم الذي امر الله عباده المتقين أن يسلكوه , فعلى المؤمن أن يعرف الاعيب الشيطان وحيله , وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز كيف يحذر المؤمن من مكائد الشيطان وحيله ,فبقدر ما نفقه كتاب الله بقدر ما نعرف الاعيب وحيل الشيطان ونحذرها وعند ذلك فإن الشيطان لا يستطيع أن يضلَنا عن الطريق المستقيم ....
__________________________________________________ __
يتبع (((الشيطان والجهات الاربع))) {18}
---
(1/132)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وولد صالح يدعو لك .....لا تحرم نفسك القراءة
---
وولد صالح يدعو لك .....لا تحرم نفسك القراءة
---
bintalislam
11-10-2004, 09:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج ..
في ارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ... ؟؟؟؟
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها
البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت
الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى
جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ...
وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها ؟؟
لكن ... ماذا تسمع ؟؟ انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا ..
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال
صوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة
الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ... الى أين ؟؟؟ أين تتركوني ؟؟ كيف تتخلوا عني في هذه
الوحدة وهذه الظلمة ؟؟
نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى ؟؟؟
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود ؟؟
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع
النجوم ..(1/133)
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما .
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي
اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ؟؟
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد
في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة ؟؟
قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟؟
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت
أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه ... فحارت لأمانيها التي لم
تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
من ربك ؟؟
هاه ..
من ربك ؟؟
ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
ما دينك ؟؟
ديني الاسلام ..
من نبيك ؟؟
نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ؟؟ ألم تكن تردده على لسانها دائما ؟؟
ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا ؟؟
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
من نبيك ؟؟
لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ...
وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت
ترددينها دائما
( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا
موضع ابتسام .... ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....(1/134)
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ..
دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير
في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق
ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ... واذا
بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه
الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس
الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم
لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
ماذا ؟؟
هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها
لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها
مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها ..
ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها .
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها ..
ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
ما جاء بك ؟؟
أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك ؟؟
أهذا أمر من الله عز وجل ؟؟(1/135)
نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي
في حلم ؟؟
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
من أنت ؟؟
أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك
حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
(( وولد صالح يدعو له ))
منقول
---
(1/136)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أود من الأخوة أن يتحفونا بمسألة المشترك اللفظي
---
أود من الأخوة أن يتحفونا بمسألة المشترك اللفظي
---
العبيدي
10-18-2003, 04:05 AM
أود من الأخوة أن يتحفونا بمسألة المشترك اللفظي وهو حمل الكلمة على معنييه
علما أن ابن القيم رحمه الله أنكرها في الزاد 5/538 و أحال على إنكرها ببضعة عشر وجها في كتابه جلاء الأفهام ص261 إلى التعليق على الأحكام وجزاكم الله خيرا
---
محمد رشيد
10-20-2003, 04:58 PM
منذ فترة تكلم أحد الإخوة في مسألة السبر و التقسيم
و قد تفاعلت معه
ثم طلب الشيخ أبو مجاهد التوقف لأن محلها الأصول و هو له منتداه
و هو إن سمح ـ اي شيخنا العبيدي ـ بالنقاش لناقشتك أخي الحبيب فهي مسألة مشوقة
و لكن رأي الشخصي أن هناك مسائل هي من صميم علوم التفسير و لا مجال لها للانفكاك عن التفسير ، و هذه المسائل تفرض نفسها على التخصص ، و لا يمنع من ذلك كونها من صميم علم آخر
بل إننا نجد أن من مجالات التفنن في رسائل التحضير المسائل المشتركة بين علمين أو أكثر
فنجد مثلا رسالة بعنوان ( المسائل المشتركة بين أصول الفقه و المصطلح ) على سبيل المثال و ما إلى ذلك
و من هذه المسائل مسألة المشترك اللفظي فهي من صميم علوم التفسير و من صميم على الأصول
---
(1/137)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فيما يعود الضمير في قوله تعالى : " إنما يبلوكم الله به ؟؟
---
فيما يعود الضمير في قوله تعالى : " إنما يبلوكم الله به ؟؟
---
ام جواد المغربي
02-08-2007, 07:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : " إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ": (النحل:92)
يعود الضمير في " به " إما على الوفاء الذي أمر الله به ، وإما أن يعود على الرباء ، أي أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض ، واختبرهم بذلك ليرى من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها ، - ثم قال – وهو معنى قوله تعالى : " إنما معنى قوله : " إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون " ( تفسير القرطبي)
فما هو القول الفصل في عود الضمير " إنما يبلوكم الله به " ؟؟
أرجو منكم إفادتي
وجزاكم الله خيراً
وأثابكم الجنان
وأسقاكم من حوض نببيه محمد صلى الله عليه وسلم
---
جمال حسني الشرباتي
02-09-2007, 12:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
(وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
الدرّ المصون أفضل كتاب يعالج الشؤون الإعرابية والنحويّة ----لذلك تجدين فيه جوابا على مثل هذه الأمور--
قال(1/138)
(قوله: "به" يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك. وقيل: يعودُ على "الربا" المدلولِ عليه بقولِه {هِيَ أَرْبَى} وقيل: على الكثرة، لأنها في معنى الكثير. قال ابن الأنباري: "لَمَّا كان تأنيثُها غيرَ حقيقي حُمِلَتْ على معنى التذكير، كما حُمِلت الصيحةُ على الصِّياح" ولم يتقدمْ للكثرةِ لفظٌ، وإنما هي مدلولٌ عليها بالمعنى مِنْ قوله {هِيَ أَرْبَى}.
فعودة الضمير على المصدر المنسبك من " أن تكون" قول له وجاهته فيؤول المعنى إلى التقدير التالي " إنّما يختبركم بكون أمّة أربى من أمّة بالفضل والنعم" على هذا يكون التبيين يوم القيامة في قوله تعالى ( وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
متناسبا مع الإختلاف الحاصل بين الأمم في الدنيا من حيث الرباء
---
روضة
02-09-2007, 01:12 PM
قال تعالى قبل هذه الآية:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].
فالضمير في (به) يعود على ما يأمركم وينهاكم، وهذا ما قاله الإمام الرازي.
ويمكن أن يعود الضمير على الوفاء بالأيمان المذكور بقوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} النحل91
والمعنى على هذا كما قال البقاعي: "أي يعاملكم معاملة المختبر بالأيمان والزيادة ليظهر للناس تمسككم بالوفاء أو انخلاعكم منه اعتماداً على كثرة أنصاركم وقلة أنصار من نقضتم عهده من المؤمنين".
والله أعلم
---
سلسبيل
02-09-2007, 03:19 PM(1/139)
أقوال العلماء وتفسيراتهم فيما يعود به الضمير أراها من خلاف التنوع ومن المتواطئ حيث الآيه تحتملها جميعا مثل قوله تعالى ( ياايها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) فمرجع الضمير في قوله تعالى فملاقيه قيل يعود على ربك وقيل كدحك وكلاهما صحيح وهو من باب المتواطئ
وجزى الله شيخنا د. مساعد الطيار كل خير على دروسه
---
جمال حسني الشرباتي
02-09-2007, 03:34 PM
السلام عليكم
أحب أن تقوم الأخت سلسبيل بتطبيق كلامها على الآية---أعني ماذا يصبح معنى الآية بعد أن ترجع الضمير على كل ما رأت إرجاعه إليه!
بانتظارك
---
سلسبيل
02-09-2007, 04:01 PM
وعليكم السلام
قال تعالى
(وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
في تفسير ابن كثير وكما نقلت الأخت أم جواد
(يعود الضمير في " به " إما على الوفاء الذي أمر الله به ، وإما أن يعود على الرباء )
وفي الدر المصون :
قوله: "به" يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك. وقيل: يعودُ على "الربا" المدلولِ عليه بقولِه {هِيَ أَرْبَى} وقيل: على الكثرة،
اي من خلال الأقوال السابقه
مرجع الضمير ( به ) في قوله تعالى ( إنما يبلوكم الله به )
يجوز ويصح ان يعود على الوفاء بالدين والمدلول عليه قوله تعالى ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم )
ويجوز أن يعود على الرباء والمدول عليه كما في الدر المصون قوله تعالى ( أن تكون أمة هي أربى من أمه ) )(1/140)
ويجوز أن يعود على أصل الإختبار نفسه كما في الدر المصون .. (يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك )
ودام ان هذه المعاني صحيحه بذاتها والسياق يحتملها جميعها فهي من باب المتواطئ وتدل على اعجاز القرآن الكريم وبلاغته حيث انه إذا ورد خلاف في مفسر الضمير ووصف يحتمل أكثر من موصوف فهو من قبيل المتواطئ هذا مما فهمته من شرح شيخنا د. مساعد الطيار حفظه الله للمتواطئ
---
جمال حسني الشرباتي
02-09-2007, 04:15 PM
الأخت الكريمة
ما طلبته هو أن تعيدي الضمير إلى كلّ هذه المعاني بعبارة تفسيرية---أي أن تقولي لي ----بما أنّ جميع المعاني محتملة فيصير معنى الآية هو كذا وكذا---
نحن أردنا من مداخلتنا أن نقول لك أنّ هذه الآية لا يمكن أن تكون من الباب الذي قصدته ---
---
سلسبيل
02-10-2007, 11:50 AM
التفسير الذي ذكرته الأخت أم جواد من تفسير القرطبي وليس من تفسير ابن كثير كما كتبتُ ذلك في مداخلتي السابقه
الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي \
عندما نقول ان الضمير في به يعود على الوفاء فنقول مثلا :
لا تكونوا كالتي نقضت غزلها ، فلا تنقضوا ايمانكم واوفوا بها ولا تجعلوا وتتخذوا ايمانكم بينكم سبيل للخديعه والمكر إن كانوا أكثر منكم والله بأمره إليكم بالوفاء بالعهد إنما يبلوكم بذلك ويختبركم
وعند قول ان الضمير يعود على الكثره فنقول :
ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها ، فلا تنقضوا ايمانكم وأفوا بها ولا تجعلوا ايمانكم بينكم سبيل للخديعه والمكر إن كانوا أكثر منكم والله قد ابتلاكم بأن جعل بعض الأمم أكثر من بعض
وبقيه الآيه تقول
(وليبينن لكم يوم القيامه ما كنتم فيه تختلفون ) يرجح معنى الوفاء بالعهود ولا يخالف الثاني لأنه عند انكار العهود ينشأ الخلاف
وايضا قوله تعالى في الآيه التي تليها(1/141)
( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون )
يرجح أن يكون مرجع الضمير للكثره وأن الإختبار حاصل به
اما ما ذكر في تفسير القرطبي من الرباء
وإما أن يعود على الرباء ، أي أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض ، واختبرهم بذلك ليرى من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها ،
فالرباء والتحاسد وظهور بعضهم على بعض لازم من لوازم الكثره والتباين بين الأمم غالبا فلا لاتعارض بين جميع هذه الأقوال والله أعلم
---
(1/142)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حوِّل خسائرك إلى أرباح ..!
---
حوِّل خسائرك إلى أرباح ..!
---
إمداد
11-07-2005, 10:08 PM
حوِّل خسائرك إلى أرباح ..!
د. عائض القرني
إن جعت في هذه الدار أو افتقرت أو حزنت أو مرضت أو بخست حقاً أو ذقت ظلماً فذكر نفسك بالنعيم والراحة والسرور والحبور والأمن والخلد في جنات النعيم، إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولت خسائرك إلى أرباح، وبلاياك إلى عطايا.
إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى. وإن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث؛ لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة، لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية، لا يتفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها، فلا يريدون أن يُعَكَّر لهم سرورهم ولا يكدَّر عليهم فرحهم، ولو أنهم خلعوا حجاب الرَّان عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدَّثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، إنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد.
هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون، ولا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم، في غُرفٍ يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها،
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها، طول الخيمة فيها ستون ميلاً، أنهارها مُطَّردة، قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة، زرابيّها مبثوثة، تَمَّ سرورها، عظم حبورها، فاح عَرْفها، عظم وصفها، منتهى الأماني فيها،(1/143)
فأين عقولنا لا تفكر ؟ ما لنا لا نتدبَّر ؟! إذا كان المصير إلى هذه الدار فلْتخفَّ المصائب على المصابين، ولْتقرَّ عيون المنكوبين، ولتفرح قلوب المعدمين.
فيا أيها المسحوقون بالفقر، المنهكون بالفاقة، المبتلون بالمصائب، اعملوا صالحاً لتسكنوا جنة الله وتجاوروه –تقدست أسماؤه-. (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
من موقع الشيخ عائض القرني وفقه الله
---
إمداد
11-16-2005, 09:35 PM
اصنع من الليمون شرابا حلواً
الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره.
سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار إمام السنة
وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما ،
ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه
، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ،
ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ،
وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ،
ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ.
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ...
وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر ....
وإذا أهدى لك ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك باقيه ....
وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات....
تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا...
{ وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم }
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلا ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن.
فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك.
وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى.
انظر إلى الوجه الاخر للمأساة ....(1/144)
لأن الشر المحض ليس موجودا بل هناك خير ومكسب وفتح واجر .
{ من يجيب المضطراذا دعاه }
من الذي يفزع اليه المكروب ؟؟؟
ويستغيث به المنكوب؟؟؟
وتصمدإليه الكائنات؟؟؟؟
وتسأله المخلوقات ؟؟
وتلهج بذكره الالسن وتالهه القلوب
انه الله لا إله الا هو.
وحق علي وعليك ان ندعوه في الشدة والرخاء ....والسراء والضراء....
ونفزع اليه في الملمات ....ونتوسل اليه في الكربات..... وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين
حينها ياتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه ....
{ امن يجيب المضطر اذا دعاه }
فينجي الغريق... ويرد الغائب.. ويعافي المبتلي ....وينصر المظلوم ....
ويهدي الضال... ويشفي المريض ....ويفرج عن المكروب ....
{ فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } ....
يجيب المضطر اذا دعاه يامرك وانت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد الماجد- بأن تدعوه
{ ادعوني استجب لكم }
إذا نزلت بك النوازل ، وألمت بك الخطوب فالهج بذكره ، واهتف باسمه ،
واطلب مدده... واسأله فتحه ونصره ...
مرغ الجبين لتقديس اسمه ... لتحصل على تاج الحرية ،
وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ...
مد يديك ، ارفع كفيك ، أطلق لسانك ، أكثر من طلبه ...
بالغ في سؤاله.. ألح عليه .... إلزم بابه..... انتظر لطفه ... ترقب فتحه ...
أحسن ظنك فيه ....انقطع إليه .... تبتل إليه تبتيلأ حتى تسعد وتفلح.....
{إن مع العسر يسرا}
يا إنسان بعد الجوع شبع ...
وبعد الظمأ ري....
وبعد السهر نوم...
وبعد المرض عافية ....
سوف يصل الغائب ....
ويهتدي الضال ...
ويفك العاني ...
وينقشع الظلام....
{ فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده }
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ... ومسارب الأودية ....
بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة الضوء ... ولمح البصر ...
بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ..(1/145)
فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة
ومع الخوف أمن
ومع الفزع سكينة
النار لا تحرق إبراهيم التوحيد ..
لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة { بردا وسلما }
البحر لا يغرق كليم الرحمن ..
لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ { كلا ان معي ربي سيهدين}
المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلأ النكد والضيق والتعاسة ..
لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب.....
ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار.
اذا فلا تضق ذرعأ فمن المحال دوام الحال ..
وأفضل العبادة انتظار الفرج....
الأيام دول ، والدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ...
والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرأ ،
وان مع العسر يسرأ.
وقفة.....
لاتحزن:
لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا !!!!!
رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟!
مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟!
خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟!
لاتحزن:
لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ..
وحزنت من الفقر فازددت نكدا ...
وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ..
وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن:
فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن:
لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن :
وأنت عندك عينان... وأذنان... وشفتان... ويدان... ورجلان... ولسان ....
وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان...
{ فبأى ءالآء ربكما تكذبان}
الشيخ عائض القرني جزاه الله خيرا
__________________
---
(1/146)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة 44
---
صفوة الأمة 44
---
د. محمد مشرح
01-20-2006, 12:38 AM
صفوة الأمة 44
الحلقة الرابعة والأربعون
تهيئة علمية مستمرة
حرص الصحابة رضي الله عنهم على مصاحبة النبي صلى الله عليه وسلم والتعلم منه ، والتأدب بأدبه ، والتخلق بخلقه كونه المثل الأعلى في كل شأن معلوم ؛ ولهذا فقد كانوا صورة حية تقترب منه عليه الصلاة والسلام ؛ وبخاصة الألى منهم ؛ الذين هم قاعدة الإسلام الصلبة التي حفظ الله بها الإسلام بعد انتقال الحبييب صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ؛ وكان منهم بل في أعلى تلك السلسلة الذهبية -بعد أبي بكر رضي الله عن جميعهم -عمر الفاروق ؛ لقد بلغ حرصه في ذلك أن يتداول مع أخ له أنصاري إذا كان أحدهما في عمله أن يصحب الآخر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا عاد التقيا ويحدثه بما سمعه واستفاده من النبي صلى الله عليه وسلم .
روى عبد الله بن عباس عن عمر قال : كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله e ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربا شديدا فقال أثم هو ففزعت فخرجت إليه فقال قد حدث أمر عظيم قال فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت طلقكن رسول الله e قالت لا أدري ثم دخلت على النبي e فقلت وأنا قائم أطلقت نساءك قال لا فقلت الله أكبر) [1](1/147)
و(قوله وجار لي : هذا الجار هو عتبان بن مالك أفاده بن القسطلاني لكن لم يذكر دليله قوله في بني أمية أي ناحية بني أمية سميت البقعة باسم من نزلها. قوله أثم هو بفتح المثلثة قوله دخلت على حفصة ظاهر سياقه يوهم أنه من كلام الأنصاري وإنما الداخل على حفصة عمر وللكشميهني فدخلت على حفصة أي قال عمر فدخلت على حفصة وإنما جاء هذا من الاختصار وإلا ففي أصل الحديث بعد قوله أمر عظيم طلق رسول الله e نساءه قلت قد كنت أظن أن هذا كائن حتى إذا صليت الصبح شددت على ثيابي ثم نزلت فدخلت على حفصة يعني أم المؤمنين بنته ... وفي هذا الحديث الاعتماد على خبر الواحد والعمل بمراسيل الصحابة ، وفيه أن الطالب لا يغفل عن النظر في أمر معاشه ليستعين على طلب العلم وغيره مع أخذه بالحزم في السؤال عما يفوته يوم غيبته لما علم من حال عمر أنه كان يتعانى التجارة إذ ذاك ... وفيه أن شرط التواتر أن يكون مستند نقلته الأمر المحسوس لا الاشاعة التي لا يدري من بدأ بها ... [2] بالعلم تبنى النفس بالفهم السليم ، وتعي رسالتها في الحياة ، ولا يستطيع أحد أن يضحك عليها ، أو يحرفها عن مسارها ؛ لقد أضيف إلى شخصية الفاروق فوق شجاعته وقوته علم بفهم وتقوى وأدب وفراسة وعدل وصراحة ؛ فكان مستحقا لأن يصل ما بدأه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، ووارث الخلافة من بعده الصديق من فتوحات للأرض والنفوس معا شهد به الأعداء قبل الأصدقاء ، وليس ينكر ذلك من يحترم عقله ولو كان عدوا
إلا من عناه الشاعر الحكيم بقوله :
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا .
أو طمست بصيرته فلا يرى الحقيقة ولو كانت كالشمس في كبد السماء ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - البخاري 1/46 رقم 89 .
[2] - الفتح 1/ 185- 186 .
---
(1/148)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني [5] (أنواع السياق القرآني )
---
علم السياق القرآني [5] (أنواع السياق القرآني )
---
محمد الربيعة
02-18-2007, 08:50 AM
السياق القرآني يختلف عن أي سياق آخر، وذلك أنه مكون من أربعة دوائر من السياق بعضها داخل في بعض ومبني عليه. وهذا من أعظم ما يتميز به القرآن العظيم، بل هو من مظاهر إعجازه وبلاغته. وذلك أنه ينقسم إلى أربعة أنواع:
النوع الأول: سياق القرآن.
النوع الثاني: سياق السورة.
النوع الثالث: سياق النص أو المقطع أو الآيات.
النوع الرابع: سياق الآية.
وهذه الأنواع الأربعة مؤتلفة ائتلافاً عجيباً فلا تجد بينها تعارضاً، بل إنها متكاملة تكاملاً، ينتج عنه معاني متعددة وأغراض متنوعة، وهذا والله أعلم سر كون القرآن محتملا للوجوه الكثيرة والمعاني المتعددة، كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إنك لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً كثيرة) ([1]).
وقد حقق هذا التنوع في سياق القرآن صاحب كتاب (دلالة السياق منهج مأمون لتفسير القرآن الكريم) فقال" :السياق قد يضاف إلى مجموعة من الآيات التي تدور حول غرض أساسي واحد، كما أنه قد يقتصر على آية واحدة، ويضاف إليها، وقد يكون له امتداد في السورة كلها، بعد أن يمتد إلى ما يسبقه ويلحقه، وقد يطلق على القرآن بأجمعه،ويضاف إليه، بمعنى أن هناك: سياق آية، وسياق النص، وسياق السورة، والسياق القرآني، فهذه دوائر متداخلة متكافلة حول إيضاح المعنى"([2]).
وسنقف مع كل نوع لتحرير المراد منه بإجمال :
أولاَ : سياق القرآن
المراد بهذا النوع من السياق القرآني، مقاصد القرآن الأساسية، والمعاني الكلية التي تسمى بالكليات في القرآن، والأساليب المطردة في القرآن التي تسمى بعادة القرآن. وعلى هذا فيمكن تقسيم هذا النوع إلى وجوه:
الوجه الأول: مقاصد القرآن العظمى.(1/149)
القرآن مبني على أغراض ومقاصد أساسية، وهذه الأغراض والمقاصد معتبرة في تفسير كلام الله تعالى كله، بل يجب الاعتماد عليها في كل سورة وآية منه حسب ما يقتضي المقام فيها.
ومقاصد القرآن ظاهرة فيه، وقد أجمل ابن عاشور مقاصد القرآن كلها في ثمانية مقاصد: الأول: إصلاح الاعتقاد، الثاني: تهذيب الأخلاق، الثالث: بيان التشريع، الرابع: سياسة الأمة وصلاحها وحفظ نظامها، الخامس: القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم، السادس: التعليم بما يناسب حاله عصر المخاطبين، وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها، السابع: المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير، الثامن: الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول([3]).
ودليل اعتبار مقاصد القرآن كله ما جاء في السنة من اعتبار سورة الفاتحة أعظم سورة في كتاب الله، واعتبار سورة البقرة سنام القرآن، وسورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن، وهذا إنما يكون بالنظر لمعاني هذه السور بالنسبة لمعاني القرآن كله.
الوجه الثاني: المعاني الكلية.
والمقصود بالمعاني الكلية هو ما يرد في القرآن من الألفاظ التي يطرد أو يغلب معناها في جميع القرآن، فيستعملها القرآن بمعنى واحد غالباً، وهذا ما يسمى بكليات القرآن.
قال شيخ الإسلام: "إذا كان في وجوب شيء نزاع بين العلماء، ولفظ الشارع قد اطرد في معنى، لم يجز أن ينقض الأصل المعروف من كلام الله تعالى ورسوله بقول فيه نزاع"([4]).
ومن أمثلة ذلك ماذكره الشنقيطي في معنى الغلبة قال: "والغالب في القرآن هو استعمال الغلبة بالسيف والسنان"([5]).
الوجه الثالث: الأساليب المطردة:
والمقصود بالأساليب المطرده هو مايستعمله القرآن من الأساليب، ويطرد في القرآن كله، وهذا مايسمى بعادة القرآن.(1/150)
ومن أمثلة ذلك: ماذكره الشنقيطي قال : "كل الأسئلة المتعلقة بتوحيد الربوبية استفهامات تقرير، يراد منها أنهم إذا أقروا رتب لهم التوبيخ والإنكار على ذلك الإقرار؛ لأن المقر بالربوبية يلزمه الإقرار بالألوهية ضرورة، نحو قوله تعالى: +أفي اللهِ شكٌ"[إبراهيم 10]، وقوله تعالى: +قُل أَغيِرِ اللهَ أبغي رَباً"[الأنعام 164] "([6]).
ثانياَ : سياق السورة:
من أعظم دلائل الإعجاز في هذا القرآن العظيم، أنه بني على سور متفرقة لكنها منتظمة في بناء واحد محكم، وكل سورة منها وحدة متكاملة متناسقة، يجمعها غرض واحد يسمى بوحدة السورة أو سياقها.
ووحدة السورة أو سياقها العام هو الذي يطلع القارئ على مضمون السورة كلها، ولو تدبر القارئ وتفحص وتبصر في سورة واحدة لرأى قرآنا عجباً ذلك بما سيتجلى له من ترابط السورة وقوة بنائها وانتظامها في خيط واحد، وكيف لايكون ذلك وهو كلام رب العالمين الذي أتقن كل شيء .
قال البقاعي: "إن معرفة مناسبات الآيات في جميع القرآن، مترتبة على معرفة الغرض أو الأغراض التي سيقت لها السورة" ([7]).
وحين نرى العناية بهذا العلم العظيم نرى أن كثيراً من المفسرين أغفلوه ولم يلقوا له بالاً مع أنه من أعظم مايعين على فهم كتاب الله تعالى.
وممن عَنى بهذا المجال شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم اللذان أبدعا في تفسير كتاب الله تعالى واستخراج دقائقه.
فنرى مثلاً شيخ الإسلام يبرز وحدة سورة البقرة ويحدد سياقها وغرضها العام فيقول: "وقد ذكرت في مواضع ما اشتملت عليه سورة البقرة من تقرير أصول العلم و قواعد الدين"([8]).
ويبين سياق سورة الأحزاب وغرضها العام، فيرى أنها تتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في نصرة الله له وهزيمة الأحزاب الذين تحزبوا عليه، وذكر خصائصه وحقوقه؛ ولهذا افتتحت بندائه بقوله تعالى: {ياأيها النبي}([9]).(1/151)
ونرى أيضاً ابن القيم الذي كان بارعاً في استخراج دقائق القرآن وأسراره، يبين سياق سورة التحريم وأنها في بيان مقام النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وتحذيرهن من التظاهر عليه ولهذا افتتحت بندائها بقوله تعالى: +يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ"، قال: "في هذه الأمثال من الأسرار البديعة ما يناسب سياق السورة، فإنها سيقت في ذكر أزواج النبي × والتحذير من تظاهرهن عليه، وأنهن إن لم يطعن الله ورسوله ويردن الدار الآخرة لم ينفعهن اتصالهن برسول الله × كما لم ينفع امرأة نوح ولوط اتصالها بهما"([10]).
ومن أشهر من تناول هذا العلم من السياق وبرع فيه محمد دراز صاحب كتاب (النبأ العظيم) ، وصاحب الظلال سيد قطب، فهما ممن حملا رايته،وأبدعا فيه.
أما محمد دراز فقد أبدع في دراسته لسورة البقرة واستكشف غرضها. ويقول في مقدمته : "إنك لتقرأ السورة الطويلة المنجمة يحسبها الجاهل أضغاثاً من المعاني حُشيت حشواً، وأوزاعاً من المباني جمعت عفواً، فإذا هي لو تدبرت بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد الكلية على أسس وأصول، وأقيم على كل أصل منها شعب وفصول، وامتد من كل شعبة منها فروع تقصر أو تطول، فلا تزال تنتقل بين أجزائها كما تنتقل بين حجرات وأفنية في بناء واحد قد وضع رسمه مرة واحدة.. ولماذا نقول إن هذه المعاني تتسق في السورة كما تنتسق الحجرات في البنيان؟ لا بل إنها لتلتحم فيها كما تلتحم الأعضاء في جسم الإنسان.. ومن وراء ذلك كله يسري في جملة السورة اتجاه معين، وتؤدي بمجموعها غرضاً خاصاً، كما يأخذ الجسم قواماً واحداً، ويتعاون بجملته على أداء غرض واحد، مع اختلاف وظائفه العضوية"([11]).(1/152)
أما سيد قطب فقد سلك هذا المسلك في تفسيره الظلال، وجعل من منهجه أن يقدم بين يدي كل سورة بوحدتها الموضوعية وسياقها العام. ولعلنا نعرض لمثال واحد من ذلك، يقول في أول كلامه عن سورة البقرة: "يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة من سوره شخصية متميزة، شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس، ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص.. وهذا طابع عام في سور القرآن جميعاً، ولا يشذ عن هذه القاعدة طوال السور كهذه السورة"([12]).
ويدخل في سياق السورة الاستدلال بما غلب وروده في السورة كلها. ومن أمثلة ذلك:
ماذكره ابن جرير في ترجيح ماورد من القراءات في قوله تعالى: +سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ" [الصافات 130]، ووردت قراءة بلفظ +آل ياسين"([13]) فرجح الأولى بدلالة سياق السورة فقال: "والصواب من القراءة في ذلك عندنا: قراءة من قرأ +سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ" بكسر ألفها، على مثال إدراسين؛ لأن الله تعالى ذكره إنما أخبر عند كل موضع ذكر فيه نبياً من أنبيائه - صلوات الله عليهم - في هذه السورة بأن عليه سلاماً لا على آله، فكذلك السلام في هذا الموضع، ينبغي أن يكون على إلياس، كسلامه على غيره من أنبيائه، لا على آله"([14]).
ثالثاَ : سياق النص أو القصة
سياق النص يأتي كجزء ووحدة من جملة السورة، يكون موضوعه واحداً وغرضه واحداً لكنه يتناسق ويتناسب مع وحدة السورة العام. ويظهر النص غالباً في سياق القصص، وبعض التشريعات، والموضوعات. كقصة آدم، وآيات بني إسرائيل، وآيات القبلة، وآيات الحج في سورة البقرة.
ولو تدبرت كل سورة لوجدتها تتجزأ إلى عدة مقاطع كل مقطع يتضمن غرضاً مستقلاً. وقد تجلى ذلك في دراستي لسورة البقرة.(1/153)
فمن أمثلة ذلك آيات النفقة والربا والمداينات في سورة البقرة كل موضوع جاء لغرض، وقد اجتمعت كلها في غرض واحد وسياق واحد هو حفظ الأموال وبناء النظام الاقتصادي للأمة.
قال ابن عاشور: "نظم القرآن أهم أصول حفظ مال الأمة في سلك هاته الآيات، فابتدأ بأعظم تلك الأصول، وهو تأسيس مال للأمة به قوام أمرها.. "([15]).
وقال صاحب الظلال: "منذ الآن إلى قرب نهاية السورة يتعرض السياق لإقامة قواعد النظام الاقتصادي الاجتماعي الذي يريد أن يقوم عليها المجتمع المسلم، وأن تنظم بها حياة الجماعة المسلمة" ([16]).
رابعاَ : سياق الآية.
كل آية في كتاب الله تعالى تحمل غرضاً مستقلاً، وإلا فما سر هذه الفواصل بين الآيات، وقد تجلى ذلك في دراستي لسورة البقرة، فرأيت أن كل آية لها غرض قد تشترك فيه مع سابقتها أو لا حقتها لكنها تختص بجانب منه.
وقد تناول المفسرون هذا النوع كثيراً في بيانهم لتفسير كلام الله والترجيح بين المعاني فيه، ومن على الأمثلة في ذلك:
ماذكره بعض المفسرين في المراد بالإحصان في قوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ" [النساء 25].
فقد رجح ابن كثير والشنقيطي أن المراد بالإحصان في الآية التزويج لدلالة السياق.
قال ابن كثير: "والأظهر - والله أعلم - أن المراد بالإحصان ها هنا التزوج؛ لأن سياق الآية يدل عليه، حيث يقول الله تعالى +وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ" [النساء25] والآية الكريمة سياقها في الفتيات المؤمنات، فتعين أن المراد بقوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ" أي تزوجن كما فسره ابن عباس ومن تبعه"([17]).(1/154)
وقال الشنقيطي: "قوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ" أي: فإذا تزوجن، وقول من قال من العلماء: إن المراد بالإحصان في قوله تعالى: +فَإِذَا أُحْصِنَّ" الإسلام خلاف الظاهر من سياق الآية؛ لأن سياق الآية في الفتيات المؤمنات حيث قال +وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً" الآية" ([18]).
ومن الأمثلة في تعيين غرض الآية:
1- قوله تعالى: +مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" [البقرة 261]
غرض هذه الآية هو بيان شرف النفقة ومضاعفة أجرها، تحريضاً على الإنفاق في سبيل الله تعالى.
قال ابن عطية: "هذه الآية لفظها بيان مثل بشرف النفقة في سبيل الله وبحسنها، وضمنها التحريض على ذلك"([19]).
هذه هي أنواع السياق القرآني، وهي بمجموعها تنبئك عن عظمة القرآن في ترابطه وبنائه وإحكامه، وتطلعك على منهج عظيم لدراسة القرآن العظيم وتفسيره، وقد سلكت هذا المنهج- بحمد الله وتوفيقه - في دراستي لسورة البقرة كلها. فلله الحمد أولاً و آخراً.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/255) رقم (20473) ، وانظر: ((البرهان في علوم القرآن)) (1/193).
([2]) ((دلالة السياق منهج مأمول لتفسير القرآن الكريم)) (ص88).
([3]) انظر: ((التحرير والتنوير)) (1/8).
([4]) ((مجموع الفتاوى)) (7/35).
([5]) ((أضواء البيان)) (3/376).
([6]) ((أضواء البيان)) (3/376).
([7]) ((نظم الدرر)) (1/17).
([8]) ((مجموع الفتاوى)) (14/41).
([9]) ((مجموع الفتاوى)) (28/433).
([10]) ((الأمثال في القرآن)) (ص57).
([11]) ((النبأ العظيم)) (ص154-155).
([12]) ((في ظلال القرآن)) (1/27).
([13]) انظر: ((التيسير)) (ص187) ، ((السبعة)) (594).(1/155)
([14]) ((جامع البيان)) (10/523).
([15]) ((التحرير والتنوير)) (3/78) باختصار.
([16]) ((في ظلال القرآن)) (1/304).
([17]) ((تفسير ابن كثير)) (1/631).
([18]) ((أضواء البيان)) (1/ 280).
([19]) ((المحرر الوجيز)) (1/355).
---
(1/156)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما رأيكم في هذا الموقع (أسرار القرآن) ؟
---
ما رأيكم في هذا الموقع (أسرار القرآن) ؟
---
مؤمل
08-21-2004, 08:05 PM
إخواني الكرام لا بد أنكم أو بعضكم رأى هذا الموقع واطلع عليه :
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=derasat1
الموقع للشيخ الباحث الفلسطيني صلاح الدين ابراهيم أبو عرفة ضمّنه بحوثا في قضايا تاريخية وقرآنية .
فما هي تعليقاتكم على الموقع وما فيه من بحوث ؟
ننتظر فوائدكم ..
وجزاكم الله خيرا .
---
داود عيسى
08-23-2004, 02:17 AM
السلام عليك أخي العزيز مؤمل ورحمة الله وبركاته
بالحقيقة إنتظرنا طويلاً لكي نسمع رأي لأحد من القائمين على هذا الموقع الذي هو خير كبير لهذه الأمة التي هي بأمس الحاجة لمثل هكذا مواقع تقربنا من كتاب الله عز وجل......
لكن هنا ومع عتبي على الأخوة المشرفين لعدم إبدائهم الرأي أعطيك رأيي أنا العبد الفقير إلى الله في هذا الموقع (أسرار القرآن) هو موقع خسر من لم يدخله وقرأ ما فيه من دراسات هي في الحقيقة كنوز لهذه الأمة التي هي بحاجة لأمثال هذا الشيخ المتدبر لكتاب الله وأراهم في تزايد والحمد لله.....
---
أبومجاهدالعبيدي
08-24-2004, 11:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي مؤمل
صاحب الموقع الذي سألت عنه يكتب معنا هنا باسم "الشيخ أبو أحمد" ، له منهج محدد في جميع دراساته التي ينشرها في موقعه الذي سألت عنه أو في غيره ، وهذا المنهج يقتصر على الاعتماد على الكتاب والسنة الصحيحة فقط ، ولا يعترف بشيء آخر - كما أفهم أنا - .
وهذا الموقع لا زال بحاجة إلى دراسة نقدية علمية متجردة .
وظني أن أحد إخواننا المتخصصين يقوم بذلك الآن .
فانتظر قليلاً .(1/157)
وأما قول الأخ الكريم : داود عيسى :( هو موقع خسر من لم يدخله وقرأ ما فيه من دراسات هي في الحقيقة كنوز لهذه الأمة ) فهو حسب منهج الشيخ أبي أحمد ليس سديداً ؛ لأن ما في الموقع ليس وحياً يوحى ، وإنما هي اجتهادات من صاحبها ، يعتورها ما يعتور اجتهادات البشر من النقص والاختلاف ، والله تعالى يقول : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) .
وما الذي سيخسره من لم لم يدخله ويقرأ ما فيه ؟!
نصيحتي لنفسي ولجميع إخواني أن نترك المبالغة في الحكم على أي شيء ، وأن لا يحملنا حبنا لشيء على نسيان ما فيه من عيوب ، ولا بغضنا لشيء على هضم ما فيه من الصواب .
---
داود عيسى
08-25-2004, 03:21 PM
حياك الله أخي العزيز أبو مجاهد العبيدي وأكرمك....
هنا فقط أردت أن أنبه بأني ما كتبت هذا الرأي إلا لما وجدت في هذا الموقع من إجتهادات أستطيع أن أقول بأنها الأهدى من مجمل التفاسير والأقوال التي تخص هذه الدراسات.....
واسمح لي هنا أن أسرد عليكم بعض عناوين هذه الدراسات:
1- سفينة نوح.. استوت بجانب المسجد الأقصى!.
2- سليمان عليه السلام.. هل ملك الطاقة النووية.. وهل سبقنا وبث الصوت والصورة,
ونقل "المادة" والأجسام بسرعة الضوء؟!.
3- "منسأة" سليمان.. أعلى ما يطمح إليه العلم, والتقنية البشرية!.
4- "الأعراف".. وخطأ ألف وأربعمائة عام!!. "الأعراف".. أشرف المنازل يوم الحشر!!.
5- {ثم عرضهم على الملائكة, فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء},من هم "هؤلاء"؟؟؟
6- يوسف بن يعقوب, وموسى, ومريم ابنة عمران.. إخوة لأب واحد!؟.
7- القرآن أم الماء؟!.
8- "الأمي".. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب..بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد التي لا تنبغي لغيره!.
9- اليهود والنصارى؛ طائفتان مسلمتان؟؟! وهل كان المهاجرون والأنصار الأمة البديلة لليهود والنصارى؟
10- آلهة الشرك.. لماذا أخلد الله ذكرها في القرآن؟.(1/158)
11- {فوجدا عبداً من عبادنا}..الخضر, هل هو عمران أبو موسى؟
12- ذو القرنين.. ذلك النبي العظيم, ابن النبي العظيم!!.
13- لقمان.. عبد حبشي, أم نبي عظيم!؟
14- التلاوة.. التدبر.. التذكر..ما هي, وما الفرق بينها؟.
---
د. هشام عزمي
08-25-2004, 06:06 PM
باختصار ، صاحب هذا الموقع إما أن يكون على هدى هو خير من هدى سائر الأمة أو هو على ضلال مبين !
---
ولد الديرة
08-26-2004, 06:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل / مؤمل ...
.. الموقع المذكور ... واجهة مشرقة لجهد شخصي عني بتدبر آيات الله . والتدبر لا يكون لمعلومات ثابتة بأي حال ... وهنا تكمن ضرورة التدبر .. ورغم إعجابي الشديد بذلك الجهد .... فلدي بعض الملاحظات ... قد تفيد الباحث ..
العبد الصالح .. هو ( سليمان بن داوود عليه السلام )
رحلة موسى .. تكشف عن أربعة من علوم الله .. الأصل فيها .. علم إختراق الزمن .. والثاني الخاص بالرحلة الأولى ... هو علم الماء المزاح .. والذي يعيبها ولا يعرضها للغرق .... والوصول إلى أسرار هذا العلم وتطبيقة تحقق في زمن ( السفينة ) وهو زمن أبعد من زمن موسى عليه السلام وأقرب لزمننا اليوم ... وبناء السفن اليوم لا يكون إلا تحت إشراف هيئات تصنيف بناء السفن العالمية ... ومواصفاتها تجعل بناء هيكل السفينة يعتمد على تجزئة البدن إى عدة أجزاء .. وتسرب المياه حالة الكوارث لا تؤثر إلا في جزء معلوم في السفينة ... وتعرضها للتسرب من أكثر من جهة ( بمشيئة الله ) لا يعرضها للغرق ... والمهم أن تجزئة البدن .. لابد وأن يخضع لتعليمات قوانين الإتزان ( العلمية ) والتي تتيح للهيئات عدم مصادقة وتوثيق البناء ( للمصنع ) إلا إذا كان مربوطاً بالتجارب العلمية لحسابات الإتزان ومن ثم التوثيق والإجازة ..(1/159)
ما أعنيه هو المهم ..... وأن هذا يؤكد العلم الأول ( إختراق الزمن ) .. والذي لا يتم إلا من موقع معلوم .. في بلاد يقال لها اليوم ... فلسطين أو إسرائيل .. ( كما تحبون ) ..
العلم الثاني والثالث ... لا أعلم تفصيلة ... ولكن هناك ملاحظة خاصة بالعلم الثاني ( قتل الغلام ) ... وهو تحديداً كلمة ( فخشينا ) ... والخشية شيء والخوف شيء آخر ... فالخشية هي الخوف عن يقين .. ومن هنا نلمس أن إستقراء سليمان للعلم الثاني كان مبنياً على إستقراء ( علمي ) يقيني النتائج ... ولم يلمس ذلك العلم بنتائخ يقينية بفعل ممارسة علم إختراق الزمن ... فالأمر هنا ليس مربوطاً بنتائج يقينية أو مشاهدة ... بقدر ما هو مرتكز على علم يقيني النتائج ... لذا كانت كلمة .... ( فخشينا ) ..
العلم الثالث ... كذلك لم ألحظه ....
شيء مهم .. إمتلاك سليمان عليه السلام لخاصية إختراق الزمن ( ذهاباً وإياباً ) ... يجعل من لقاءه بموسى عليه السلام والذي عاش قبله بمئات السنين في عالم الممكن .
الآيات الدالة .. على إمتلاك سليمان لهذا العلم بينة في القرآن الكريم .. حين أتاه الله علم كل شيء .. ولكن القرآن يبالغ في التوضيح وهو يحدد إمتلاك سليمان عليه السلام لهكذا خاصية ..
سليمان وتفعيل خاصية إختراق الزمن
قال تعالى : .. ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ )
.............
الآلية ... الأداة المستخدمة .... و ما إفضى به الباحث عن ذلك أكثر من كاف ..(1/160)
قال تعالى : .. ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )
...............
إختراق الزمن .... علم من علوم الله الممكن تطبيقا على الأرض .
قال تعالى : .. ( ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )
الله آتى (( عبده الصالح ) سليمان من لدنه علما ...
قال تعالى ( ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) ..
بالنسبة لـ ( ذي القرنين ) ... فنعم ... هو سيدنا داوود عليه السلام ... وسورة الكهف تحاكي أمة اليهود بشكل عام ... إبتداء من أصحاب الكهف .. وأنبياء بني إسرائيل .. موسى وداوود وسليمان عليهم السلام ... وإضافة مهمة .. وهي أن مكث أصحاب الكهف دلالة على ( الخروج عن الزمن ) ... وأن ( الكهف ) .. كان كناية لعالم .... ( القبر ) ..
و( القبر ) .. هو الأساس في مداخلتي ...
.. لم يقل عليه السلام أن الملكان المعنيان بالسؤال في القبر ... من ملائكة السماء .... ولكن المتلقي هو من قرر ذلك ... وإذا كان الأصل في الفهم هو الخطأ ... فمن المؤكد أن كل ما يبنى عليه لا يخرج عن دائرة الأصل ... والصحيح أن المعنيان في حديث الرسول ( ص ) هما .. داوود وسليمان عليهما السلام .... وبهذا المفهوم ... تتضح لنا معاني القرآن الكريم وهي أكثر دقة ونحن نتلقى بالسهل الممتنع ما هو أكثر إدراكاً ووضوحاً عن المعاني السابقة ... ويتحقق ذلك .... متى ما أستعان المتدبر بالموروث النبوي لنبينا العظيم وأخضعه للبحث والإستقراء مع آيات القرآن ...(1/161)
قال تعالى ( يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب )
داوود خليفة الله ( في الأرض )
حين نصب الله سبحانه النبي داوود.... ليكون خليفتة ( في الأرض ) ... كان هذا التنصيب الإلهي ( لهدف وغاية ) ... بينها الله لنا ... وهو ... يحدده .. لغرض - ( الحكم بين الناس ) ... !!!
الصلاحية الممنوحة من الله لخليفته في الأرض ( داوود ) فيما يخص الحكم بين الناس .. صلاحية مطلقة .. بينه قوله تعالى .. ((... قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )
.. والحكم بين الناس لا يكون إلا وفق الحدود التي رسمتها الآيتين التاليتين ..
قال تعالى : .. ( قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ).. ( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا )
.. أمور لا يمكن الحكم فيها إلا بعد الإنتهاء من (( الحياة الدنيا ) ..
بينت لنا الآيات حدود ( عالم القبر ) ..
إذا كان ( عالم القبر ) مرتبط بالحياة الدنيا ... فهذا يعني أن تكون الحدود لا بد أن تكون من بداية الحياة الدنيا وحتى نهايتها ... ( زمنياً ) .. ولكن القرآن أكثر تفصيلاً وهو يبين تلك الحدود بتفصيل المستثنى ... والمستثنى من عالم القبر تبينه تفاصيل معالم الحدود ..
الحد الأول .. يبين معه الإستثناء الأول ..
قال تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرا )(1/162)
مرت بداية الإنسان الأول ... بعهد معلوم حتى وصل إلى الزمن الذي تمكن فيه الإنسان ( بجمعه ) من تكوين أول مجموعة أو قوم .. ونعلم أن رسالات الله كانت ( للأمم وللأقوام ) .. لذا كانت الحدود لداوود عليه السلام من ((( زمن ))) أول قوم تشكل في بني الإنسان في الحياة الدنيا ... أو زمن بداية التكليف الأول ... وبذلك لا يوجد قبلهم قوماً أشرقت عليهم الشمس ... وإن كان هناك أفراد قبل أن يتشكل للإنسان أول تجمع أول قوم .. فهم من نعنيه بالإستثناء ..
الحد الثاني ..
قال تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ..... الآية )
حتى آخر قوم تغرب عليهم الشمس ... ( زمنياً ) ... والتي تصفه الآية بذكر المكان ... وما العين الحمئة ... إلا دلالة على الطقس الحار جداً .. والمصاحب لذلك الزمن ... ولكن إذا كان هذا الحد الثاني من عالم القبر ... فهل كان هناك إستثناء .. سواءً أكان لأفراد أم لأمم أو أقوام بعد الحد الثاني !!
.. ورثنا من الرسول عليه السلام .. قوله ... في آخر الزمان .... ستشرق الشمس من مغربها وتغرب من مشرقها ....
... وبين القرآن أنه سبحانه وتعالى هو .. ( رب المشرقين والمغربين ) ..
.. ثم جاءت علوم الفيزياء لتؤكد للإنسان .. أن أي دوران لعجلة ما أو لشكل دائري حول مركزة ... لا يمكن له التوقف التام ... إلا بعد أن ينعكس الدوران للجهة المعاكسة للدوران الأساسي ... وبعدها يتوقف الدوران ....(1/163)
الخلق .. في كليته يتبع حالة الدوران وفق إتجاه معلوم ... أو كما هو الطواف حول البيت ... وكذلك الكون .. والشمس جزء من هذا الكون ... وقبل توقفها لا بد وأن تدور في الإتجاه المعاكس ( علمياً ) ... وهذا يؤكد أن هناك شروق جديد وغروب آخر يستمرا حتى تتوقف حركة الشمس ... وهنا نجد أن ( الإنسان ) الذي يعيش خلال هذه الفترة ... لا بد وأن يتأثر بتبديل وجهة التدوير لخلق الله ... والجزء المتأثر تحديداً في الإنسان .. هو .. ( الفكر ) ... وبإختلاف جهة دورانه ... فهو قطعاً وعقلاً ... يصل بالإنسان .. إلى وضع لا يمكن له أن يفقه قولاً ... والذي لا يفقه قولاً ... هو من تأثر بإختلاف دوران الخلق ... وهم المستثنى من عالم ( القبر ) والآية تحددهم ( زمنياً ) .. بـ ( بين السدين ) ... وذلك ما عنيته بمشرق ومغرب الشمس ( الجديدين ) بعد إختلاف وجهة التدوير ... ً
قال تعالى .. ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )
.. الإستثناء يفرض بوجود عالمين مختلفين بالخصائص .. والتداخل بين العالمين يحتمل الحصر بين ( الممكن والغير ممكن ) ... وإذا علمنا أن هناك إستثناءً لأناس بعد الشروق الأول وآخر لمن هم بعد آخر غروب للشمس من المغرب من دخول هذا العالم ... فلا يمكن لنا التسليم بأن من عاش بعد آخر غروب للشمس هو من خاطب ذي القرنين طالباً الفصل بين العالمين .. بقدر ما نستطيع أن نجزم أن من خاطب ذي القرنين .. هم من عناهم ( الإستثناء الأول ) ... والجزم هنا .. محدود بالخيارين ..
قال تعالى : .. ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ) .
.. ( يأجوج وماجوج ) ...(1/164)
الآية أوضحت صفات ( يأجوج وماجوج ) بأنهم مفسدون في الأرض ... وهذا يعطي إشارة إلى أن الحالة في عالم القبر للمفسدين في الحياة الدنيا .. هو التموج ... وتموج بعضهم ببعض عكسه المسمى ( ياجوج وماجوج ) ..
قال تعالى : .. ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ ( يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) ... وبإنتهاء اليوم الآخر أو عالم القبر عند نفخة الصور الأولى معلنة بداية يوم القيامة ... ينتهي التموج لأولئك المفسدون ... بإنتهاء ذلك العالم .
قال تعالى : .. ( حتى اذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون ) .. ولو بحثتم عن كلمة ( ينسلون ) في كامل القرآن الكريم لن تجدوا سوى هذه الآية وآية أخرى .
قال تعالى : .. ( ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون )
إذا كان التموج هو حال المفسدين في عالم القبر ... فلابد أن يكون الثبات هو حال ( المؤمنين الصالحين ) ...
قال تعالى : ... ( يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )
.. وكم هم مسلموا اليوم يطبقوا ذلك المفهوم بدقة تقليدية أكثر منها محاكاة لعالم حقيقي ... وهذا ما نلمسه بالدعاء للميت عند دخوله القبر ... بالثبات !!!
قال تعالى : .. ( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ) * ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ) ..(1/165)
نعلم من الآيات أن عالم القبر أساسه علم الله ... أوكل تنفيذه وتعيين معالمه وحدوده للنبي الملك ( داوود ) عليه السلام ... وتأكيد علم الله .. في قوله تعالى .. ( وقد أحطنا بما لديه خبرا ) .. ونفهم من الآيات أن اليوم الآخر هو الأفضل والأميز عن الحياة الدنيا ... وهذا يؤكد أن معلومات الخلق لعالم القبر أقوى من معلومات خلق الحياة الدنيا ... والخلق في الحياة الدنيا تسيره الطاقة المتوزعة في مخلوقات هذا العالم ... وتفعيل خلق عالم القبر لا يكون إلا بتفعيل الطاقة المصاحبة لخلق هذا العالم .... وهنا نفهم الآيات أكثر ,,
أتوني زبر الحديد .... وهنا نفهم أن هذا العالم يعتمد على عنصر ( الحديد ) .. وهو العنصر التي أشارت إليه الآيات والمؤتى لنبي بعينه إسمه ( داوود ) ..( .. وآتينا داوود زبورا ) .... و ( ..... وألنا له الحديد )
وساوى بين الصدفين .. أي الطرفين .. ولذلك للوصول إلى ( الشكل الدائري ) ... قال انفخوا فيه .... دلالة ( التدوير ) ... حتى إذا جعله ناراً .... دلالة على شدة التدوير .... قال أتوني أفرغ عليه قطرا ..... إضافة القطر ( السائل ) للتدوير .. يولد الطاقة ... وسيولة القطر لداوود كان من الله .. ( .... وأسلنا له القطر . )
عنصرا ( التدوير ) .. ( الماء أو العنصر السائل ) ... أساسيان لا يمكن الإستغناء عن أحدهما في توليد أي طاقة ... البخارية .. الكهربائية ... الشمسية ... الفكرية ..... الخ
وبعد إنتهاء داوود من تفعيل الطاقة التي تحكم هذا العالم وتحكم حدوده .. كان هذا الوصف للعالمين المتباينان في ( الأرض ) .. الأول ( عليها ) ويحكمه الزمن ... والآخر ( فيها ) ولا زمن فيه ..
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا(1/166)
بعد هذا الإحكام ... فمن هو في عالم القبر لا يستطيع أن ( يظهر ) لعالم الحياة الدنيا ... وهنا دلالة على سفلية هذا العالم ... ومن هو في الحياة الدنيا لا يستطيع التواصل مع عالم القبر ... لو إستمر في التنقيب والحفر إلى ما شاء من الوقت ... وهنا نلمح أن آلية التواصل بعالم القبر ( المستحيل ) .. هي التنقيب أو الحفر
قال تعالى : .. ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ..
معلومة تفيد أن عالم القبر هو في مجمله أقرب للتطهير من مظالم الناس .. وما تؤول إليه شفاعة الأنبياء المأذون لهم .. لذلك كان ( رحمة من ربي ) .. أما وعد الله ... فمعلوم أنه عند نفخة الصور الأولى .. وعندها يكون الإنتهاء من هذا العالم .. وهذا ما تعنيه الآية ( .. جعله دكا .. وكان وعد ربي حقا ) ..
ويأتي قوله تعالى ... ( وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ) ... ليؤكد لكل ذي بصيرة ... أن العالم المرتبط بذي القرنين ( داوود ) يحوي ... حالة عرض الناس ( العرض على جهنم ) .. وهذا لا يحتاج إلى تعليق أو إضافة ...
من هنا نعلم أن ( داوود ) عليه السلام ( ملك ) لعالمين مختلفين في الخصائص ... وبذلك نستطيع أن نطلق عليه ( ذي العالمين ) ... ولكن ماذا لو أسمينا كل عالم بـ ( القرن ) ... فهل يجوز لنا تسمية داوود عليه السلام بـ ( ذي القرنين ) .
إليكم .. موروث النبي الشريف .... كيف أنعم وقد إلتقم صاحب القرن القرن. وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. توكلنا على الله ربنا
وهو الموروث الذي أفادنا ... بخاصية إختراق الزمن لسليمان عليه السلام ..(1/167)
من ذلك الموروث النبوي .... نقرأ .. أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها, فملك سبعمائة سنة وستة اشهر, ملك أهل الدنيا كلهم, من الجن والإنس والشياطين, وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء, وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي ما سمع بها الناس وسخرت له
أيضاً ... عن سليمان
قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام
وسليمان هو هبة الله لوالده داوود ... وهو قد ورث منه كل شيء ... وهما تحديداً ( الملكان ) .. لعالم القبر ...
.. لا أدري .. لم نلحظ قوله تعالى ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون ) ... ونحن نعلم أن الحشر لا يكون في الحياة الدنيا ...
ولم ندرك .. مخاطبة النملة لسليمان عليه السلام ... رغم أننا ندرك أين تكون مساكنهم ... قال تعالى : .. (حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون )
... لكن بمراجعة الموروث النبوي نجد التالي .... يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان
.. وهنا ندرك بعض معالم ذلك العالم ( القبر ) ... حين نفهم أن خطاب النملة لسليمان كان في ذلك العالم ...... ولكم أن تبحثوا عن كلمة ( يوزعون ) في القرآن الكريم .... ستجدوها في ثلاث آيات فقط ..... وجميعها تعود إلى ذلك العالم .
.. أختتم بقوله تعالى : .. ( وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين )
... أعتذر من الإطالة ... فقد مارست من الإختصار حده .... وأخيرأ .. أشد على يد الباحث .... بغض النظر عن الخطأ والصواب .... فذاك يحكمه الإنسان بجمعه ... وللجمع الشكر ...
.
---
أبو علي
08-28-2004, 09:55 AM(1/168)
قال نعالى : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) .
أما أن يسبق سليمان الزمن ويأتي قبل أن يولد بمئات السنين ليتبعه موسى عليهما السلام ليتعلم منه فهذه مسألة ليست عسيرة على العقل أن يتقبلها فحسب وإنما هي مستحيلة ، فكيف يقول الله : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) ثم يقص عليه ما لا طاقة له بإدراكه,
كل إنسان استنتج فهما من تدبره للقرآن عليه أن يأتي بالدليل المقنع الذي تستيقنه الأنفس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو وحده الغير مطالب بالدليل لأنه بشر يوحى إليه .
فكما آتى الله داوود وسليمان علما فإنه آتى غيرهما العلم ويؤتي غيرهما ، فلا نأخذ قوله تعالى (علمناه من لدنا علما) وقوله (ولقد آتينا داوود وسليمان علما) دليلا على أن العبد الصالح هو سليمان ، ولا نأخذ قوله تعالى عن داوود (يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض ) دليلا على أنه هو ذو القرنين الذي مكن الله له في الأرض ، فكما مكن الله لداوود في الأرض فالله قد يمكن لغير داوود قبل زمن داوود أو بعده.
وأما ما توصل إليه صاحب الموقع بخصوص النبي يعقوب وأنه هو نفسه عمران والد مريم ، فلو كان ذلك صحيحا لكان أولى أن يذكر في القرآن من نوح عليهم جميعا السلام ، لأن النبي يعقوب لو كان قد عاش إلى زمن زكريا لكان قد لبث في قومه 2000 سنة تقريبا ، ولكان أولى من نوح في ذكر مدة لبثه في قومه لأن نوح لبث في قومه
950 سنة .
---
مؤمل
08-31-2004, 09:49 AM
السلام عليكم
الإخوة الكرام جميعا / جزاكم الله خيرا ، وشكرا على تفاعلكم وفوائدكم
الشيخ أبا مجاهد ، كلامك مسدد إن شاء الله ، أسأل الله أن يفتح عليك ويزيدك نورا وهدى
ونحن في انتظار الدراسة الموعودة ، نسأل الله للقائم عليها التوفيق والسداد .
وأشد على عضد أخي أبي علي في ملاحظاته ، وهناك أكثر من ذلك ..
الأخ ولد الديرة ، في الحقيقة لم أفهم من كلامك شيئا تقريبا ، فأنا مثل الملايين أو الملايير ممن أرسل إليهم(1/169)
محمد صلى الله عليه وسلم من العوامّ .!
والسلام عليكم جميعا
---
أبو علي
09-01-2004, 10:00 AM
أخي مؤمل والإخوة الكرام
لست في مستوى الشيخ الفاضل أبي أحمد العلمي وما أبديته كانت عبارة عن تساؤلات تفرضها الحكمة للحصول على الاقتناع الذي تطمئن له النفس .
فأرجو ألا يعتبرني الشيخ منتقدا ، فقد وجدته في تفسيرات أخرى كقوله في (أصحاب الأعراف) قدم جزاه الله خيرا أدلة مقنعة وكذلك في كلامه عن قوم يونس وغيره
---
الشيخ أبو أحمد
09-04-2004, 10:22 PM
الاخوة الكرام...
كنت أجد أكثر من مانع للمشاركة في هذ الموضوع, لاعتبارات أدبية بالدرجة الاولى....
واشهد الله, أنني أرى براي الاخوة الاكابر الاكارم, د. الشهري والعبيدي, وما يعبق منه من الأدب والسعة والانضباط الخلقي والعلمي, أيما اعتزاز وغبطة..... وأرى أن مجرد وقوف الأخوة العلماء, عند محاولاتي المتواضعة, بهذا التريث والأناة, لهو من دواعي حمد الله, أنني شاركت في المسلمين بما يُدرس ويراجع صاحبه, ولا يرذله المؤمنون المستبصرون...
وبغض النظر عما يعين الله به الاخوة الأئمة, في إبداء رأيهم في مقالي, فإنني أرى أنني لو أصبت بواحدة لأعذرت بها إلى الله, أنني شاركت واجتهدت غير قاعد ولا زاهد, ولاعتذرت عما تبقى, لجهلي وكثرة خطأي, ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره.
ثم إن "تصحيح" العلماء لزلتي, من دواعي فخري أنني قدمت للمسلمين احتمالا آخر, هذا خطأه وهذا صوابه, ولعمرو الله إن هذا لهو العلم الحق... ألم يكن في تصويب الله لنبيه الاكرم, هديا وعلما لنا جميعا؟.
فالصواب والتصويب هما مادة العلم, ولو برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام...
وأقول لأخي الكريم أبي علي, ردا على استفساره, عما لم لم يذكر يعقوب بدل نوح في هذا لو كان ما أقوله صوابا؟؟؟(1/170)
فأقول: لو سألك من سألك, هل الآية التي في "العنكبوت" {فلبيث فيهم ألف سنة....} هي آية (((قطع))) أن نوحا أطول الناس عمرا, وأطول النبيين لبثا؟؟؟؟, فبم تجيبه؟؟
ألم يذكر الله لنا قارون مثلا, فظن الناس أنه أكثر الناس مالا وكنزا, والله يقول بعدها عنه, {الم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون(( من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا))؟؟؟.
فهناك من هو فوق قارون, ولم يعينه الله..... فما يمنع أن يكون هناك فوق نوح ولم "يصرح" به الله؟؟
ثم أين أذهب بدلالة الإسم (((((((((((((((عمران)))))))))))))))!!
أي كثير العمْر والتعمير.......... بهذا التفرد في القرآن, وهذه الخصوصية أن يكون صاحب السورة الثالثة في كتاب الله, وهو "المنكّر" عند العاليمن جميعا!!.
إنه هو عمران, ((((((المعمر)))))))) وليس نوح!.
وارى يا أخي ابا علي, أن "يعقوب" تحمل الدلالة ذاتها, فهو الذي في العقب, يذهب بنوه ويبقى في عقبهم, ولا يكون رجل كذلك إلا أن يكون ((((عمرانا))))!!.
وأرى أن إسرائيل, هو الرجل الذي يسري لله, بدلالة سورة "الإسراء" بأن تكون سورة بني "إسرائيل", فلو كان الرجل سرى لمرة واحدة لكان رسولنا أولى بها..... ولكن يظهر أنه الرجل الذي جعل ليسري لله, فينشر ذريته في الأرض كما كان كتب الله من قبل....
ولا يكون رجل "إسرائيل", (يذرأ) الله به أخص أمة في القرآن -على غير تشريف-, إلا أن يكون لابثا ماكثا, ويكون يعقوبا عمرانا..!!
ثم إنني سألت هذا السؤال في البحث نفسه, وهو, لمَ يخص الله يعقوب ب{حضر يعقوب الموت}, فلا يذكر "علم" بهذه في القرآن غيره أبدا, إلا أن يكون بينه وبين الموت ما بينهما؟؟.
رب اغفر ولإخوتي واهدنا إلى أرشد أمرنا!.
---
أبو علي
09-05-2004, 10:33 AM
السلام عليكم
أخي الكريم الشيخ أبو أحمد حفظه الله(1/171)
سألتني فقلت : : لو سألك من سألك, هل الآية التي في "العنكبوت" {فلبيث فيهم ألف سنة....} هي آية (((قطع))) أن نوحا أطول الناس عمرا, وأطول النبيين لبثا؟؟؟؟, فبم تجيبه؟؟
أجيبه بما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الكلام عن سورة العنكبوت فإن الحكمة تقتضي أن نتدبر ما خلفها لنعلم لماذا جاءت سورة العنكبوت في هذا الموقع بين سورة القصص وسورة الروم ، ولماذا سميت ب (العنكبوت ) ؟
لمعرفة ذلك نعود إلى سورة النمل التي أخذت آخر آية منها توقيعا لي في هذا المنتدى وفي غيره وهي قوله تعالى : (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ) .
فسورة النمل تبتدأ بعد البسملة ب قول تعالى : طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين ) ولك أن تتفكر في كلمة ( تلك ) فهذه الكلمة لا يقولها
قائلها و يشير إليها إلا ليلفت المخاطب إلى رؤيتها ، فلو كنت أتمشى معك في مدينة القدس أعادها الله وجميع فلسطين إلى أهل الإسلام ثم قلت لي : تلك هي بلدية القدس ، فأنت لفتني إليها وأريتها لي .
إذن ف ( تلك ) إسم إشارة يلفت المخاطب إلى رؤية شيء .
فكان من الحكمة أ لا يختم الله سورة النمل إلا بعدما يقول : وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ).
لي عودة إن شاء الله لأتابع معكم لنصل إلى يقين اطمأنت له نفسي أن لبث نوح عليه السلام هو أطول لبث يلبثه نبي في قومه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أبو علي
09-06-2004, 11:05 AM
الحمد لله الرحمن الرحيم.
أتابع معكم واسمحوا لي لأني لا أسنطيع أن أكتب أسطرا عديدة نظرا لأني ليس لدي لوحة مفاتيح بالعربية وإنما لوحة إلكترونية على الشاشة أنا بطيء في طباعة الأحرف ، فمعذرة.
قلت بالأمس إن (تلك) أداة إشارة ، فماهو المشار إليه ؟
المشار إليه هو : (آيات القرآن وكتاب مبين) ؟
فما هي تلك الآيات المشار إليها في هذه السورة؟(1/172)
وماهي الحكمة من اختثام السورة بقوله تعالى : (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ). ؟
لا تختثم السورة بقول الله ذلك إلا لأن تلك الآيات المشار إليها ب (تلك)
قد ذكرت في السورة وأن الله سيحققها وسنراها تتحقق كآيات .
فما هي تلك الآيات المشار إليها بتلك؟
إنها تلك الآيات التي جاءت بعد قوله تعالى (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) والتي يلفتنا الله إليها بقوله (وإذ ) فيحكي قصة موسى عليه السلام الذي جاء بالبينات التي استيقنتها أنفس آل فرعون فجحدوها ظلما وعلوا ، ثم بعد ذلك يقص علينا فضل الله على داوود وسليمان بالعلم وتمكينه لسليمان في الأرض (ولا حظوا قول داوود وسليمان ( الحمد لله ) وتأملوا جيدا أين ذكرت كلمة (الحمد لله )
مرة ثانية وأين ذكرت مرة ثالثة في نفس سورة النمل .
فإذا تفكرنا بحكمة فإن القصص المذكورة في سورة النمل قصص حدثت قبل نزول القرآن ؟ فكيف يقول تعالى ( تلك آيات القرآن وكتاب مبين ) وموسى وداوود وسليمان وصالح ولوط عليهم السلام لم يعاصروا نزول القرآن !!
تلك القصص يقال عنها إنها آيات قصها علينا القرآن أما إذا قال الله عنها ( تلك آيات القرآن وكتاب مبين ) فإن تأويل ذلك أنها نبوءات قرآنية يحققها الله ويبينها في عهد القرآن الذي يمتد من نزوله إلى قيام الساعة ، فالله تعالى سيبين آياته للناس فيستيقنها الناس كافة وسوف يجحدها فرعون آخر علا في الأرض بعدما استيقنتها نفسه ، وسيمكن الله للإسلام في الأرض كما مكن لداوود وسليمان وذلك هو فضل الله المبين ، وضرب المثل بقصة صالح عليه السلام حيث أن تمكين الإسلام في الأرض سيكون صلاح وإصلاح في الأرض يقابله المستفيدون من الفساد بالمكر والله خير الماكرين وسيقضى على الفساد بعذاب من عنده إن لم ينتهوا وضربت قصة قوم لوط مثلا لذلك الفساد.(1/173)
إذن فهذه القصص في سورة النمل ضرب الله بها المثل لمستقبل الإسلام وبذلك تكون حقا آيات القرآن وكتاب مبين لأن القرآن تنبأ بها وستتحقق مثلما قال القرآن ، فلو لم تكن ستتحقق لما سماها الله (آيات القرآن ) ولما أضافها ونسبها للقرآن بقوله (تلك آيات القرآن)ولوصفت بأنها من أنباء غيب الماضي .
ويختم الله سورة النمل بوعده أنه سيرينا تلك الآيات تتحقق كما قدرها أن تكون وفق تلك الأمثال التي ضربها في السورة.
يتبع إن شاء الله.
---
أبو علي
09-07-2004, 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله علينا جميعا
أتابع فأقول :
قبل أن يبين الله تعالى المشار إليه وهو (آيات القرآن وكتاب مبين) أعطانا حكمة في قوله (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) ليهدينا بها الله إلى أن هذه الآيات التي حدثت في الماضي سيأتي سبحانه بمثلها لأهل القرآن لتكون آيات للقرآن كما كانت آيات لكتاب موسى . وقراءة هذه الآيات المشار إليها ب (تلك ) نستنتج منها ما يلي:
النصر و التمكين وإصلاح في الأرض وإهلاك الفساد .
1 = ضربت قصة موسى مثلا للنصر.
2 = وضربت قصة داوود وسليمان مثلا للتمكين.
3 = وضربت قصة صالح مثلا للإصلاح في الأرض .
4 = وضربت قصة لوط مثلا لإهلاك الفساد.
(على جميع هؤلاء الأنبياء سلام الله)
رسالة الإسلام تقول : إنه أنا الله العزيز الحكيم ' فعنوانها هو (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) فقال الله تعالى لموسى بعد النداء : إنه أنا الله العزيز الحكيم .
وعلينا أن نتفكر في قوله تعالى (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم ) فهذه الآية قاعدة عامة لكل باحث عن البيان في جميع آيات القرآن .هذه القاعدة موجودة في سورة النمل.
والبسملة رحمة الله ، يوجد منها اثنتان في سورة النمل في أول السورة وعند التمكين في الأرض (وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي واتوني مسلمين) .(1/174)
وبما أن في سورة النمل بسملتان (رحمتان) نبهنا الله على حمده في قوله (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)
يتبع إن شاء الله
---
أبو علي
09-08-2004, 09:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أتابع :
إذا كانت آخرآية في سورة النمل : (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون).
تنبهنا إلى ما قبلها من آيات الأمم السابقة والتي سيحققها الله في أمة الإسلام فتصبح من آيات القرآن فإننا أيضا نستنتج منها أن تحقيق ذلك يتم ببيان الهدى للناس ، فبظهور الهدى تتحقق البشرى لأن الله وصفها ب (هدى وبشرى) ، أما الهدى فهو إظهار البينة وأما البشرى فهي النصر والتمكين,
وبينة الإسلام هي أعظم البينات على الإطلاق وما تتضمنه من يقين يفوق معجزة إحياء الموتى لأن الله ما نسخ آيات عيسى عليه السلام إلا لأن آيات الحكمة خير منها أو على الأقل مثلها فيما تحمله من يقين،
حتى أن النمل تلك الحشرة الصغيرة التي لا يساوي عقلها شيئا أمام عقل الإنسان استيقنت أن سليمان عليه السلام نبي ملك ، ونفهم من هذا المثل أن اليقين الذي تتضمنه بينة الإسلام بلغ من الكمال حتى أن دواب الأرض ستدرك ذلك اليقين وستستغرب تلك الدواب حين ترى كثيرا من الناس يتصرفون كأنهم لم يأتهم ذلك اليقين حتى أنها تتمنى
أن لو كانت تفهم لغة الإنسان لسألته عن عدم يقينه بآيات الله ، فيحقق الله أمنية تلك الدابة ويخرجها للكافرين لتستجوبهم عن اليقين.
يتبع إن شاء الله
---
أبو علي
09-09-2004, 10:35 AM
الحمد لله رب العالمين(1/175)
جاءت رسالة الإسلام بآيات من الحكمة للناس كافة ، وإدراك آيات الحكمة يحتاج العلم ، فكان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان العلم ليدرك به الهدى ، وحين يبلغ الإنسان المستوى العلمي الذي يؤهله لإدراك آيات الله عندئذ يبين الله له آياته ، وكذلك كان أمر الله ، فأول ما أنزل من القرآن كان أمرا بالقراءة وإكراما للإنسان بعلم مالم يعلم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ضرب مثلا للإنسان ، فأمر الله لرسوله هو أمر للإنسان : يولد أميا فيتعلم .
وبما أن من مهمة الرسالة هي : بلاغ وبيان ، أي تبليغ وبيان ذلك التبليغ , وبما أن أكثر الناس في زمن التبليغ كان ينقصهم العلم الذي يدركون به حكمة الرسالة فإن نبأه سيعلمونه بعد حين (ثم إن علينا بيانه) ، وكلمة (ثم ) لا تفيد التعقيب مباشرة وإنما تفيد (بعد حين ).
وحينما تبلغ البشرية سن الرشد يبين الله لهم رسالته فتيستيقنها أنفس الناس جميعا ، فإن وجد أحد لم يستيقن الآيات فلأنه هو الذي لم يرد ذلك ، هو الذي أعرض عنها ولم يرد أن يطلع عليها ولذلك يفضح الله هؤلاء فيخرج لهم من الأرض دابة تسألهم عن اليقين ليعلم الناس حق اليقين أن الله عزيز حكيم آياته بينات فيها من اليقين ما يجعل الدواب تستيقنه والدليل هو هذه الدابة .
إذن فآيات الله حين تأتي يستيقنها كل من بلغه بيانها فينقسم الناس إلى قسمين :
قسم استيقن فآمن.
وقسم استيقن فكفر.
من هم هؤلاء الذين استيقنوا آيات الله فكفروا؟
لا شك أن الإنسان يحب الخير لنفسه فما الذي جعل هؤلاء يجحدون آيات الله بعدما استيقنوها ؟
إنه هوى النفس ، وهوى النفس له مصدران :
1) هوى النفوذ والسلطان.
2) هوى المال.
فنفوذ السلطان ونفوذ المال هما الذان يغريان ضعاف النفوس محبي الدنيا فيخاف هؤلاء أن يحد الإسلام من نفوذهم وسلطانهم ويخاف المنتفعون من الفساد والذين يجنون الأموال من ذلك أن يقطع عنهم مصدر رزقهم الحرام.(1/176)
وكان من الحكمة أن يأتي الله بسورتي القصص والعنكبوت بعد سورة النمل .
سورة القصص تتكلم عن الفسطاط الذي استيقن الآيات فكفر ، وأتى بفرعون مثلا للذي غره سلطانه ونفوذه، وأتى بقارون مثلا للذي غره سلطان المال.
وهي سورة تبتدئ ب ( طسم ، تلك آيات الكتاب المبين) ، تلك إسم إشارة ، والمشار إليه (فرعون الذي غره سلطانه) والمشار إليه الثاني (قارون الذي غره ماله).
وسيحدث مثل هذا حينما يأتي بيان الكتاب ، وسميت السورة ب (القصص) لأن القصص عبرة ، وقد جعل الله فرعون وقارون عبرة لمن يأتي بعدهما ويسلك سبيلهما.
وبعد ذلك كان لا بد أن تأتي سورة تتكلم عن القسم الثاني من الناس :
الذين استيقنوا فقالوا آمنا . هذه السورة هي سورة العنكبوت.
وكان من الحكمة أن يمتحن هؤلاء الذين قالوا إنا موقنون ، فالمعلم إذا شرح لتلاميذه الدرس فأجابوه : إننا فهمنا ، أيكتفي المعلم بذلك ويترك تلاميذه أم يمتحنهم بتمارين ليختبربالحجة صحة ادعائهم؟
كذلك الله تعالى لا يترك الناس الذي قالوا أمنا بدون امتحان ليعلم بالحجة صدق الصادق وليعلم الكاذبين .
يتبع إن شاء الله
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-09-2004, 04:49 PM
رأيي الشخصي في موقع أسرار
أن صاحبه غير مؤهل علميا وأنه متخبط في كثير مما يقول وغير مدرك لكثير مما يقول وأنه يزكي نفسه ويرى أنه الصائب في رأيه وجميع من سبقه من العلماء حتى الصحابة مخطئين وأن رأيه هو الصواب
فقد تبين لي من قراءتي لموضوع واحد
"الأعراف".. وخطأ ألف وأربعمائة عام!!. على حد زعمه
وفي الأعراف عدة أقوال منها أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلم تبلغ حسناتهم دخول الجنة، ولا سيئاتهم دخول النار، قاله ابن مسعود، وحذيفة، وابن عباس، وأبو هريرة، والشعبي، وقتادة.
فهل قول الصحابة أقرب إلى الصواب أم قول صاحب الموقع أسرار(1/177)
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 )
هذا رأيي في الموقع وأعتقد أنه من حقي أن أقول ما أرأى وفق الضوابط الشرعية
---
داود عيسى
09-09-2004, 11:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت هنا أن أسأل أخي ((أبو)) عبد الرحمن ((الشهري)) هل لك أن تذكر لنا بعض مما عندك من التخبط الذي تزعمه بخصوص صاحب هذا الموقع الشيخ صلاح الدين أبو عرفة ؟؟؟ و إن لم تذكر فإنه (( إفتراء )) فعليك بالإستغفار والتوبة يا أخي .....وكيف لك أن تقلل من قيمة شيخ حافظ لكتاب الله بجميع قراءات رسول الله ...
وهنا لك إضافة بخصوص ما ذكرت عن أصحاب الأعراف فهناك من يقول أيضاً أنهم الملائكة ومنهم من يقول أنهم النبيين ومنهم من يقول أنهم أولاد الزنى...
وفي إجتهاد الشيخ صلاح الدين بما ظهر له في كتاب الله
فأصحاب الأعراف هم الرسل الكرام المقربون, وهم الأشهاد
ولي سؤال أخير
أين هي الضوابط الشرعية التي إستندت إليها في تقييمك ؟؟؟؟
وهنا إسمح لي أن أنقل توقيعك يا أخي
....إتقي الله حيثما كنت...
ملاحظة للمشرف العام ((((عبد الرحمن الشهري)))) أعتقد بأن وجود إسماً مشابهاً لإسمك قد يخلق نوع من الخلط لأن مشاركتك بأي موضوع بالتأكيد فهي تعني صاحب هذا الموضوع .....
---
أبو عبد الرحمن الشهري
09-10-2004, 12:58 AM
الأخ داود عيسى
قلت هل لك أن تذكر لنا بعض مما عندك من التخبط الذي تزعمه بخصوص صاحب هذا الموقع
نعم كفيني قوله الأعراف".. وخطأ ألف وأربعمائة عام!!.
فمن أين علم أن قول الصحابة خطأ وقوله هو الصحيح وكيف تيقن ذلك وجزم به لأن العالم لا يجزم أنه ما قاله صحيح وما قاله كل العلماء والصحابه من قبله خطاء
بل يقول رأي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب(1/178)
فلم يتأدب حتى مع أصحاب رسول الله ومع السلف ولا أحد يجزم بمثل ما جزم به الإل عن طريق لوحي ولوحي أنقطع بموت محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يجزم أن كل لعلماء أخطئوا وبقيت هذه المسألة حتى يأتي هذا العالم الجهبذ بعد ألف وأربعمائة ويتوصل إلى ما لم يتوصل إليه الصحابة وكل علماء السلف . سبحانك هذا بهتان عظيم
كما أن معرفة أهل الأعراف ليس مهم أن نعلم منهم يكفينا معرفة القصة ولو كان معرفة منهم مهم للمسلمين لبينه الله و لبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأني أخشى على صاحب هذا الموقع أن يزل فيكون من الذين قال الله فيهم (فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) (آل عمران : 7 )
وعمر يقول صديقي من أهدى إلي عوبي
فليتقي الله صاحب هذا لموقع ولا يشذ عن سلف الأمه ويزكي نفسه
قال شيخ الاسلام رحمه الله في مقدمة اصول التفسير
[ من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا فى ذلك بل مبتدعا وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه ].
---
عبدالرحمن الشهري
09-10-2004, 08:23 AM
أخي الكريم مؤمل صاحب السؤال وفقه الله . أشكرك على أسئلتك ومشاركاتك التي تدل - مع قلتها - على فهم سديد ، ودقة نظر . وقد يظهر علم الرجل في سؤاله كما يظهر في جوابه . وأنا على ثقة أن سؤالك هذا رغبة في العلم ، لا في الجدل بدليل قصر تعقيبك على الردود.(1/179)
أما أخي الكريم داود عيسى فأشكره على متابعته ، وحرصه على هذا الملتقى العلمي الذي يسعد به وبأمثاله كثيراً ، فما كان هذا الملتقى إلا لنشر علم كتاب الله ، والمناقشة حول مباحثه وفوائده التي لا تنتهي ، مشفوعة بالأدلة البينة ، والأدب العلمي في كل ما يكتب من المشاركات والردود ، وهذه هي السمة الظاهرة ولله الحمد للمشاركات جزى الله جميع المشاركين خيراً.
وأما أخي الكريم الشيخ أبو أحمد فهو قد حرر وكتب موقعه ، وتعب فيه كثيراً ، وهذا ما أداه إليه اجتهاده ، وهو يقبل النقد بنفس طيبة ، وقد أتاح المجال في موقعه للتعقيب على ما يكتبه ، ولا أشك في حرصه الشديد على كل رأي يقوِّم ما كتبه أو يضيف إليه ، أو يصوبه ، وهذا من الجوانب الإيجابية في هذا الجهد والتدبر لأمور ورد ذكرها في كتاب الله ، غالبها أمور تاريخية ، قد يوافق فيها وقد يخالف شأن كثير من مسائل العلم ، وما دام الرأي مقروناً بالدليل فلا ضير حينئذ من إبداءه والجهر به ، فما استوعب المتقدمون كل شيء حتى لا يفوت عليهم شيء ، وكم ترك الأول للآخر ! ولكن أحب من أخي الشيخ صلاح أن يتسع صدره لرأي إخوانه ولو قسا ، وأن ينظر إليه بعين الإنصاف ولو خالف رأيه ، فهذا دأب طلاب العلم الصادقين جعلنا الله وإياكم منهم.
وأما أخي الكريم أبو عبدالرحمن الشهري فأشكره على مشاركاته التي تدل على علم وأدب ، وأرجو أن نرى منه ما ينفعنا في هذا الملتقى العلمي ، ولو تيسر لك أن تقف مواقف خاصة نقدية مع الموقع المسؤول عنه لكان في ذلك علم ونفع لنا ولصاحب الموقع الشيخ صلاح إن شاء الله .(1/180)
وأما أخي ولد الديرة الذي كتب تعقيباً على موقع أسرار القرآن ، فأشكره على تكرمه بالمشاركة ، وأسأل الله له التوفيق ، وقد قرأت كلامه وحاولت أن أفهمه كله فلم أفلح إلا في فهم بعضه ، وهذا الأسلوب الذي كتب به تعقيبه أسلوب أحاول دائماً أن أفهمه ولكن يصعب علي ذلك ، وأجد فيه من الصعوبة ما الله به عليم ، وأرغب دائماً في معرفة الطريقة التي تعلم بها هؤلاء الكتاب الذين يحسنون تحويل الكتابة باللغة العربية إلى ضرب من الرموز الرياضية التي يتعذر فهمها - رغم الرغبة الشديدة - على أمثالي. أرجو أن أجد توجيهاً محدداً للطريقة أو الكتب التي تعين على فهم مثل هذا الأسلوب في الكتابة من أخي ولد الديرة إن تيسر.
وفقكم الله جميعاً لكل خير ، وأرجو أن نكتفي بهذا حول هذا الموضوع إن شئتم...
---
أبو علي
09-10-2004, 10:08 AM
الحمد لله الرحمن الرحيم
سورة العنكبوت تتكلم عن المؤمنين حين يأتيهم بيان الهدى ، فمنهم من كان مؤمنا مسلما من قبل ومنهم من لم يكن من قبل مسلما وإنما آمن حينما أتته بينة العزيز العكيم.
فهؤلاء سيتعرضون للامتحان لتقوم الحجة عليهم فيفرز منهم الصادق من الكاذب، وذلك الامتحان سيكون في الصبر والجهاد بالأموال والأنفس وغير ذلك من الأذى والأمور الشاقة التي تتطلب شحن الهمم بالصبر والمصابرة فأتى الله تعالى بأعلى الأمثلة لتطمين المؤمنين .
وقد تطول مدة الفتنة فيقال لمن يشتكي من طول المدة : نوح لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، فهذا هو ما يتطلبه السياق هنا ، يضرب المثل بأطول مدة ، مثلا :
تقف في الطابور لتقضي مصلحة فيصلك الدور بعد ساعتين ، وحينما تدخل على المسؤول فتشتكي له من بطئ الإجراءات فيجيبك :
احمد ربك أنت انتظرت ساعتين فقط ، غيرك وقف في الطابور منذ الصباح ولازال لم يصله دوره .
كذلك نوح عليه السلام فهو أطول لبثا في قومه من غيره من الأنبياء،(1/181)
لو كان هناك نبي لبث في قومه أكثر من نوح لكان أولى بالذكر هنا من نوح. فالصبر يقاس بقوة التحمل وبطول المدة ، فنوح عليه السلام أكثر الأنبياء صبرا (في طول المدة ) ولذلك سماه الله (عبدا شكورا) لأن قضايا الإيمان مبنية على الصبر ، فالصابر هو الذي يصح أن يقال عنه شاكر (صبار شكور) ، وأتى الله بمثل أعلى في الصبر(بقوة تحمل الأذى) وهو إبراهيم عليه السلام الذي رموه قومه في النار فأنجاه الله منها ، وأتى الله بلوط مثلا في النهي عن المنكر وتحمل أذى أهل المنكر ، ثم بعد ذلك تعرضت السورة تعرضا مجملا لعاقبة الظالمين : عادا وثمود وقارون وفرعون وهامان... وذلك لطمأنة المؤمنين الصابرين على الفتنة أن العاقبة ستكون لصالحهم إلى أن يختم السورة بذلك .
إذن فسورة العنكبوت سورة كلها مواعظ ووصايا لرفع معنويات المؤمنين وتثبيت قلوبهم وشحن هممهم بالصبر الذي يتطلبه الموقف.
وتسمية السورة ب (العنكبوت) يناسب الفتنة ، فمن ينجح في الامتحان فقد استمسك بالعروة الوثقى ، ومن تمسك بخيوط العنكبوت فقد سقط في الفتنة.
وأما سورة النمل فما الحكمة من تسميتها بهذا الإسم؟
لأن السورة تحمل البشرى (هدى وبشرى) والهدى والبشرى سيجعلنا نعيش أمة واحدة في سلام وتتحقق العدالة في الأرض ، وضرب الله المثل لذلك بأمة النمل وذلك لأن النمل يعيش أمة واحدة لا تعمل النملة بمفردها ولا تخزن كل نملة قوتها في مستودع انفرادي وإنما كل ما يجمعه النمل يستودع في مستودع واحد ثم يوزع على كل واحدة منهن بالتساوي والعدل ، إذن فأمة النمل هي خير أمة يضرب بها المثل في الحقوق والمساواة.
وكان من الحكمة أن يذكر الله في السورة قصة سليمان مع النمل لكي تسمى السورة ب (سورة النمل).
كان هذا ماتبين لي في سورة النمل وما بعدها ، فإن كان تأويلها صوابا فإن فيها شهادة من الله يقول فيها : فتوكل على الله إنك على الحق المبين.
أكتفي بهذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
سلسبيل(1/182)
09-10-2004, 01:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
لقد اطلعت على بعض الدراسات في الموقع وجال في خاطري عدة أسئلة ليست عن تفاصيل الدراسات بقدر ما هي عن الأساس التي انطلقت منه هذه الدراسات في الموقع المذكور
وقبل أن أذكر هذه التساؤلات أؤكد أني لا أقصد حجر التدبر والتفسير لكتاب الله الكريم على التفاسير السابقة ، فالقرآن الكريم لكل زمان ومكان وعجائبه لا تنقضي بل إن فهم كتاب الله وإنزاله على الواقع هو خير ما نقدمه لهذه الأجيال .... ولكن هي تساؤلات لابد منها وهي من باب قوله تعالى على لسان سيدنا ابراهيم عليه السلام ( ولكن ليطمئن قلبي )
1. ترك أقوال الصحابة ومن بعدهم جانبا وتفسير القرآن وكأنه لم يفسر من قبل .......... ألا يفتح ذلك هذا الباب للمتربصين أو الجاهلين في مجالات أخرى كالفقه وغيرها ....
2. ماهي ضوابط تفسير القرآن على أساس هذه الدراسات ؟ فكل من هب ودب يستطيع الولوج من هذا الباب بسهوله بعد أن فُتح له على مصراعيه
3. هل أستطيع أن أنشر هذا الفهم أو هذه الدراسات بين أوساط مختلفة من المسلمين وأنا آمنه ؟! بمعنى هل علىّ اثم من فهم منهم غير الفهم أو جعله ذلك يتمادى في أشياء أخرى ؟
4. أم أن هذه الدراسات يجب ألا يتطرق إليها إلا أهل التفسير لأنها مختلفة عما اعتاد عليه الناس وعرفه .... وهذا يقودنا أيضا إلى التساؤل الكبير هل في الدين أسرار ؟؟؟ وما يعرفه العالم يجب ألا يعرفه العامي والمسلم البسيط فما كل ما يعرف يقال ... أو على الأقل إلى أن يكتب الله لها الظهور إن كانت حقا ... وإلا ... فإنها ستذهب بلا عناء !!
5. هل من الضروري أن نعرف كل شئ ورد بالقرآن ولماذا أورد الله ذكر أسماء بعينها كأسماء آلهه الكفار وغيرها ؟ وأن نعرف نسب كل انسان ورد ذكره في القرآن ؟ وما يفيدنا ذلك ؟ وما علينا ألا نعرف من هو ذي القرنين مثلا ؟؟ ألا تكفي العبرة ؟
وجزاكم الله خيرا
---
الشيخ أبو أحمد(1/183)
09-13-2004, 10:57 PM
الاخ أو الاخت سلسبيل...
من ثقتي بعلم المشرف العام, وثقتي بإنصافه, أقول: إن وافقك الشيخ على واحدة من هذه "الخلجات", فأنا تبع له!.
وحتى يجيبنا الشيخ, فأنا أرى أن هذا منهج غير منهج الباحثين وطلاب العلم, وهذان هما سبيلا العلم, ومن كان هذا دأبه انتهى حيث بدأ!.
إضافة إلى كثير المغالطات الشرعية والمنطقية في الأسئلة!.
---
ولد الديرة
09-23-2004, 03:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
.. حتى نقبل أو لا نقبل ... فالأمر لا علاقة له بالقبول من عدمه ... وأي تفسير جديد لآية معلومة تطرح في الملتقى ما هو إلا حصيلة لواقع التدبر الإنساني لآيات القرآن الكريم .. ليس أكثر .. وإجماع أعضاء الملتقى في الإقتناع بأي جديد يطرح كتفسير .. لا يعني .. أننا نشرع لأحد ... أو أننا علماء في التفسير ... أو مسؤولون عن هداية أو ضلالة أحد ....
مقاييس الإختلاف مع الرأي الآخر .. لا بد أن تخضع لمعايير عادلة ... فقبل أن أشارك بموضوع يمثل – برأيي - تفسيراً جديداً لبعض آي القرآن الكريم ... لا بد أن يكون هذا الرأي أو التفسير مستنداً على أدلة أقوى من أدلة الرأي المتعارف عليه .. وإلا فلا داعي للمشاركة ...
بالنسبة لهوية العبد الصالح وذي القرنين ... فلم يصل بعد أي من علماء المسلمين إلى تحديد هوية الرجلين ..... ولا يوجد تفسيراً معلوماً نجد فيه تحديداً قاطعاً عن هوية الرجلين ... لذا فمجرد البحث عن الهوية المجهولة يعد مطلباً وواجباً على كل مؤمناً بهذا القرآن وقادراً على تدبره .... ونحن نحسن الظن بتدبر أي مسلم ... ونحاكيه معرفياً وثقافياً داخل حدودنا كمجتمع .. أما مسألة الإقرار بـ ( الصحيح ) وتبنيه كتفسير جديد فهذا شيء لا نملكه ... فما نحن إلا جزء بسيط ضمن فعاليات ثقافية متعددة وفي مجتمع إسلامي كبير .. ونشارك من هذا الجانب كمساهمين في إثراء الساحة الفكرية والمعرفية بما نعتقد إنه من الآراء الفاعلة - فقط - ... .(1/184)
الفاضل / أبو علي
ثقافة الإنسان لا تتأتى إلا من خارج الذات .. وكلما يلم الإنسان بمعلومة جديدة كلما نما لديه حجم اليقين المدرك وضاقت تبعاً لذلك مساحة الغير معلوم ..... وهوية الرجل الصالح حتى الأن غير محسومة ولم تصل إلى حالة إجماع في قبول الناس .. والإنسان لا يعترض على رأي إلا إذا إختلف ذلك الرأي مع الرؤية التي يحملها ... وهنا يجب عليك أن تشكل رأياً خاصاً بك وتحدد من خلاله هوية العبد الصالح .. و لك بعدها أن تدافع عن رأيك المشكل أمام الأراء المخالفة ... وبكل ما أوتيت من قناعة وأدلة .... أكبر فيك جهدك ومحاولاتك مع كتاب اله .
تقبل تقديري
الفاضل / مؤمل
إن لم تفهم شيء من كلامي ... فهذا أمر خارج إرادتي .. ومخالف لرغبتي ... وإن كنت أتساءل !! كيف شددت على عضد أبو علي لملاحظاته علينا ..... عموماً لك كل الحق .. وسأحاول أن أفيدك عن وجهة نظري ... وسأجتهد بمشيئة الله - في أن تصلك فكرتي بكل يسر .. .. واعتذر عن تقصيري إن لم أرتقي بما أطرح لمستوى إدراكك ... آمل أن تقدر لمساهمتي معكم أنها كانت إستجابة وتفاعل لطرح يخصك ... كل مضمونه .... الطلب من الأعضاء المشاركة بآرائهم ... إضافة إلى أن المداخلة كانت تحقق ( طلباً ) واضحاً من صاحب العلاقة .
تقبل تقديري
الفاضل / عبدالرحمن الشهري
أشكر لك التواصل مع أعضاء الملتقى .. وإعادة الطرح والتوضيح تم تحقيقاً لرغبتك .. وأفيدك أنه لدي القابلية والتفهم لإعادة التوضيح وتكرار ذلك لكل ما أشكل عليك تفهمه ولأي طرح يخصني .... وليتك حددت لي ... لإن إعادة الطرح كاملاً أمر فيه إرهاق لي .. أكرر شكري وتقديري .
. المداخلة كانت ( إضافة ) لصاحب الموقع .. وهي محصورة في تحديد هوية ( العبد الصالح ) .. و .. ( ذي القرنين ) ..(1/185)
الباحث تدبر فيما هو ( مطلب وواجب ) ... وخرج بتحديد هوية الرجلين ... مستنداً على ما يراه من ( أدلة القرآن ) ... وأي شيء كهذا .. كان يجب أن تكون أدلته المقدمة أكثر يقيناً وإرتباطاً مع آيات الله عن تلك التفسيرات المعلومة بإجماع علماء المسلمين سواءً أكان في قوة ما يحمله من حجة في الإستدلال الشرعي أو وفق مضامين تتصف بأنها الأكثر منطقية عما يحمله الرأي الآخر .... ولكن .. للأسف الشديد .. فما يخص هذا الجانب ... معلوم عند الجميع .... حيث لا يوجد تفسيراً معلوماً يعين لنا هوية العبد الصالح أو ذي القرنين .
مداخلتي كانت ( إضافة ) تقدم ( رؤية مختلفة ) لتحديد هوية العبد الصالح ... وكانت مداخلتي تقول أن العبد الصالح هو النبي سليمان بن داود .. عليه السلام ..ومن حق الجميع أن ( يوجب ) إستناد الرأي على أدلة وحجج شرعية ومنطقية تكون أكثر قبولاً مما يقدمه الرأي الآخر ... ولولا أنه كان يوجد لدي من الأدلة والقناعات ما أعتقد أنه أكثر قوة ومنطقية ... لما سلمت لمداخلتي بأن تكون ( إضافة ) يمكن تقديمها للباحث أو للمتلقي ... وسأبين كيف أني قدمت ما أرى أنه كان مفيداً للباحث وللقاريء .. ويضيف لمضمون الطرح .
..........
... ( 1 ) ... اشرت إلى معلومة ( مهمة ) .. وهي أن سورة ( الكهف ) .. تخصصت في تبيان علم وقوانين ( الزمن ) والسورة تحاكي ( أمة بني إسرائيل ) وتاريخ أنبياءها ..... وأشرت إلى أن مكث أهل الكهف كان دلالة على ( خروجهم عن الزمن ) .. وأن لفظة ( الكهف ) .. كانت كناية بالقبر .. ولم أفصل .(1/186)
.. ( 2 ) .. لا يمكن لنا تفضيل نبي عن نبي .. ولكنا نعلم أن الله فضل بعض أنبياءه عن بعض .. والتفضيل من الله لداود عليه السلام كان بما أوتي من علم .. وبذلك يكون داود وإبنه سليمان عليهما السلام ... الوحيدان المؤهلان بين الأنبياء ... وذلك بما ( آتاهم الله من علم ) وهما المتمكنان أو أحدهما من القيام بأداء دور ( المعلم ) للنبي موسى عليه السلام .
قال تعالى ( وربك اعلم بمن في السماوات والارض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داوود زبورا )
قال تعالى ( ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين )
قال تعالى ( وورث سليمان داوود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين )
إختراق الزمن
.. أشرت إلى أن ( إختراق الزمن ) ما هو إلا علم من علوم الله عز شأنه .. وتفعيل هذا العلم لا يكون إلا من بقعة معلومة ... وحددتها بفلسطين أو – إسرائيل – والمعلومات التي قادت إلى الإستدلال بأن إنطلاقات العبد الصالح وموسى عليه السلام كانت إختراقاً للزمن . هي التالي(1/187)
.. ( 1 ) . الفارق الزمني بين زمن موسى عليه السلام وزمن السفينة ... والذي هو الأقرب لزماننا والأبعد عن زمن موسى عليه السلام ... فتجزئة بدن السفينة لعدة أجزاء مطلب ( علمي ) وأساسي عند بناء أي سفينة في عالم اليوم ..... وبتحقيق ذلك علمياً وتصنيعياَ أصبحنا اليوم نجد أن بدن السفينة يملك قابلية الطفو حتى لو تعرض ( للخرق ) أو للإهلاك .. فتسرب مياه البحر إلى بدن السفينة من جهة أو – حتى - من عدة من جهات ... لا يؤول بالسفينة للغرق بعد مشيئة الله .. إلا إذا كان بناء السفينة غير متوافقاً مع قوانين هيئات تصنيف بناء السفن العالمية ... الأمر الذي لم يكن متوافراً زمن موسى عليه السلام ... ولم يكن موسى عليه السلام ملماً بهذا العلم ... وإن كان معلوماً في وقتنا الحاضر ... وهنا تنجلي عنا الغرابة من إستنكار موسى عليه السلام لما فعله العبد الصالح بالسفينة .... فعدم علم موسى عليه السلام بعلم حسابات الإتزان وقوانين الطفو للوسائط البحرية ... إستوجب منه عليه السلام ( توقع ) غرق السفينة .. ومن هنا كان الإخلال بإلتزامه ( المسبق ) لذي القرنين بعدم السؤال .... فخرج عن طوره ........ ( قَال أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا )
.. ( 2 ) .. جميع الأنبياء ( خرجوا عن الزمن ) .. ومن مكان ( معلوم ) ... وهنا نتفهم كيف كانت الضرورة تتطلب ( الإسراء ) بالنبي محمد ( ص ) من المسجد الحرام إلى المكان المعلوم والذي يمثل ( المنفذ ) لعالم الحياة الدنيا والعوالم الأخرى .. وسنن الله تطلبت نقل محمد ( ص ) إلى ذات المكان والذي منه تم خروج الأنبياء عن الزمن وتلقي رسالات الله ... وهو ذات المكان الذي إنطلق منه موسى والعبد الصالح(1/188)
قال تعالى .. (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين )
... ( 3 ) .. قال تعالى ( وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ) ... عدم إحاطة موسى عليه السلام وهو في مقام النبوة دليل على أن الإحاطة بنتائج أي علم ما يتحقق في زمن المستقبل البعيد يستدعي الغرابة وعدم الصبر .
قال تعالى : .. ( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ) ... إشترط العبد الصالح على موسى ... أن يؤجل السؤال عن أي شيء .. ويستمر التأجيل حتى العودة من الرحلة ... وعندها ستكون الإجابة بـ ( أحدث لك منه ذكرا ) وذلك يدلل على أن الحديث بهذه الصيغة يكون في الزمن المعاش ولأحداث خارج الزمن المعاش .. وهذا لا يأتي إلا من باب البعد الزمني بين زمن الحدث وزمن تبيان وذكر الحدث .
... ( 4 ) .. ومن جميل تبيان القرآن الكريم توضيح خصائص ( علمية ) إرتبطت بسليمان عليه السلام بشكل مباشر ... وترتكز ( تحديداً ) على هذا العلم ... ( إختراق الزمن ) ..
قال تعالى : .. ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) ..
قال تعالى : .. ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بامره الى ( الارض التي باركنا فيها ) وكنا بكل شيء عالمين )
قال تعالى ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ )(1/189)
... نلحظ قوله تعالى ... وكنا بكل شيء عالمين ... دلالة إرتكاز الأمر على العلم ... لذا كانت الريح تجري ( بأمر سليمان ) وليست بأمر غيره ... ( وهذا مهم ) .... ولكن إلى أين كانت تجري بأمره !! .... الآية تقول ... إلى الأرض التي باركنا فيها .. .. وهنا قد يتبادر إلى الذهن تساؤل يقول .. كيف نقول أنه لا يمكن تفعيل هذا العلم إلا من ( الارض التي باركنا فيها ) وفي الآية تحديد صريح .. حين عينت نقطة الوصول بـ ( الأرض المباركة ) ... وهذا يؤكد أن نقطة الإنطلاق لابد وأن تكون من نقطة أخرى مغايرة !!!!
وللتوضيح .. إختراق الزمن لا يتم إلا بالخروج منه والعودة إليه ... هذا أولاً ... ونحن هنا نتحدث عن إختراق ( زمني ) وليس مكاني ... فالمكان واحد .. والأزمنة المعاشة على ذات المكان هي المختلفة . فالإختراق يتم من ( ذات المكان ) للزمن المتباين ... وذهاباً وإياباً ... كما هي رحلة ( المعراج ).... وكذا تواصل الله سبحانه وتعالى مع ( كافة أنبيائه ) عليهم السلام .
الإستدلال من السنة النبوية ..
حديث .. ( 1 ) .... أعطي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها, فملك سبعمائة سنة وستة اشهر, ملك أهل الدنيا كلهم, من الجن والإنس والشياطين, وأعطي علم كل شيء ومنطق كل شيء, وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة التي ما سمع بها الناس وسخرت له
حديث .. ( 2 ) ..... قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام
قدرات لا شك أنها تتوافق مع ما أوتي سليمان عليه السلام ... بغض النظر عن حقيقة هذا النقل ... أو شخص ناقله أو راويه ... فقط .. المضمون متوافق مع آيات الله ...
ذي القرنين(1/190)
.. المفتاح .. تجدونه في الحديث الشريف .. فمنه نعلم أن مسمى كل عالم من عوالم ملكوت الله هو ( قرن ) والآيات في سورة الكهف تبين بجلاء أن ذي القرنين عاش في عالم الحياة الدنيا ومسؤول عن إدارة عالم آخر ( اليوم الآخر ) .. ومن الحديث نعرف العلة والسبب لمسمى ( ذي القرنين )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف أنعم وقد إلتقم صاحب ( القرن ) ( القرن ) . وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. توكلنا على الله ربنا )
ويقول عليه السلام عن الصور.. هو ( قرن ) عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بنفخه
تداخل في القصتين يشير إلى داود وسليمان عليهما السلام .. وفي ذات الوقت تحاكي شخوص بألقابهم ( العبد الصالح ) ( وذي القرنين ) .. وإنتهت قصة موسى والعبد الصالح حيث بدأت قصة ذي القرنين مباشرة
( ما مكني فيه ربي خير ) .. داود عليه السلام
( فما آتاني الله خير ) ... سليمان عليه السلام .
قال تعالى : .. ( إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا )
قا ل تعالى ( وورث سليمان داوود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين )
قصة ذي القرنين هي شهادة القرآن على تبيان معالم اليوم الآخر .. وسأعيد تبيان حدود عالم اليوم الآخر .. أو عالم القبر .
.. ( 1 ) .. ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرا )
... الحد الأول ... من زمن ( أول قوم ) أو أول مجتمع إنساني أشرقت عليهم الشمس .. في الحياة الدنيا .. وهنا نلحظ بداية التكليف كان مع تشكل أول مجتمع إنساني .
قال تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ..... الآية )(1/191)
الحد الثاني .. . حتى زمن ( آخر قوم ) تغرب عليهم الشمس ... و ( عين حمئة ) إشارة لحرارة الطقس المتوافق مع ذلك الزمن .
بعد آخر غروب للشمس .. تتبدل وجهة دوران الشمس ... لتشرق من الغرب وتغرب من الشرق ..
القرآن .. قال تعالى : .. ( رب المشرقين ورب المغربين ) .. تأكيد على .. مشرقين .. مغربين .
السنة والحديث ... ( في ( آخر الزمان ) تشرق الشمس من مغربها وتغرب من مشرقها ) أو كما قال عليه السلام .
العلم ... حقيقة علمية في علم ( الفيزياء ) توصل إليها الإنسان .. تقول .. أن أي عجلة دائرية الشكل وتدور حول مركزها .. لا يتوقف دورانها حتى ترتد في دورانها للإتجاه المعاكس وبعدها تتوقف .
السدين
.. بلغ ذي القرنين الزمن الذي يلي آخر غروب للشمس .. ووجد بداية شروق جديد ينتهي عند غروب جديد ... وبين زمن بداية الشروق الثاني وحتى زمن نهاية الغروب الثاني .. وجد ذي القرنين بينهما ( قوماً ) ... وصفتهم الآية بأنهم لا يكادون يفقهون قولا ..
الدوران المعاكس لأي شكل دائري مرتبط بالدوران الأساسي .. ومن الآية نستنتج أن الزمن الذي تقضيه الشمس في دورانها المعاكس لا يحتمل ( زمنياً ) إستيعاب أكثر من قوم .
قال تعالى : .... ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا )
أما لماذا ( لا يكادون يفقهون قولاً ) فلأنهم يتأثروا تأثيراً مباشراً من إختلاف وجهة دوران الخلق ... فتتبدل وجهة التدوير في ( فكر ) إنسان ذلك الزمان ..
يأجوج ومأ جوج
قال تعالى : ... ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا )(1/192)
كما ورد في الآية ... الخوف من التسرب بين العالمين جراء تموج المفسدون أمر وارد .. لذا كان طلب معالجة الفصل بين العالمين موجه ( لإنسان ) محدد الهوية ( ذي القرنين ) .. ولايمكن - بحال - تحديد وتعيين المفسدون في الأرض والذي جاء وصفهم في الآية بـ ( يأجوج ومأجوج ) .... ويتعذر على أحد حصرهم بزمن بعينه .. بل هم المفسدون في سائر الأزمنة التي تقع ضمن الإطار الزمني والمحدد من ذي القرنين ..... والمفسدون لا يمكن تحديدهم في الزمن المعاش طالما أن باب التوبة مفتوح .. والذي ينتهي عند حلول الموت .. وعندها فقط يمكن تحديد ( المفسدون ) .
بينت لنا آيات القرآن الكريم أن حال ( المفسدون في الأرض ) في اليوم الآخر ... هو التموج واليوم الآخر عالم ذا خصائص مختلفة عن الحياة الدنيا . وكلمة ( بعضهم ) .. تختلف عن جميعهم .. فهناك - قطعاً –غير المفسدون في الأرض .. أما كيف سيكون حالهم في اليوم الآخر .. فهو ( الثبات ) كما بينه القرآن .. والثبات عكس التموج ..
قال تعالى : ... ( وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا )
قال تعالى : .. ( يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )
أما لماذا التموج والثبات ... قال تعالى : .. ( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون )
كيفية الفصل
الفصل بين عالمين يتحقق بإختلاف الخصائص ... وإختلاف الخصائص يتحقق بإختلاف الطاقة .. وتباين الخصائص بين السماوات – على سبيل المثال - تحقق من تباين الطاقة لكل سماء . قال تعالى ( فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء ( امرها ) وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم )(1/193)
الفصل بين العالمين تم من خلال توليد الطاقة الخاصة بهذا العالم ... والتي ترتكز على عنصر الحديد .. وننوه هنا إلى أن العلم الذي توصل إليه الإنسان حتى اليوم لما يخص توليد الطاقة وبشتى أنواعها ( الكهربائية . الميكانيكية . الذرية ... الخ ) يعتمد على عنصرين أساسيين وهما ( التدوير .. الوقود المسال ) وهي ذات العناصر التي إتبعها ذي القرنين .
قال تعالى ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا )
ساوى بين الصدفين .. أي الطرفين .. الطرف الأول ( الشرقي ) عند زمن ( القوم الذين لم يجعل الله لهم من دون الشمس سترا ) .. الطرف الثاني ( الغربي ) عند زمن ( ووجد عندها قوما ) .. وساوى ذي القرنين بين الصدفين للوصول إلى الشكل الدائري ..( أنفخوا فيه ) .. دلالة التدوير ... ( حتى إذا جعله نارا )... دلالة على شدة التدوير ... ( أفرغ عليه قطرا )... إضافة الوقود ( المسال ) والذي يؤدي إلى توليد الطاقة لعالم القبر ... وهنا نذكر أن تحويل ( القطر ) إلى سائل ... كان من الله سبحانه وتعالى ( وأسلنا له عين القطر ) ... كذلك إلانة الحديد ( .. النا له الحديد ) ... وإنتاج الطاقة .. هو ما حقق الفصل بين العالمين ... وبذلك يكون من في القبر غير قادراً على التواصل مع من في الحياة الدنيا .. كذلك يستحيل على من يعيش في الحياة الدنيا التواصل مع عالم القبر ... وذلك لتباين الخصائص في العالمين ... و ( الزبور والحديد ) كانت لنبي واحد يلقب بـ ( ذي القرنين )
قال تعالى : ... ( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )
عالم القبر ( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ .. دلالة على سفلية هذا العالم )(1/194)
الحياة الدنيا ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا .... دلالة على أن محاولة التواصل مع عالم القبر المستحيلة تعتمد على ( الحفر ) .
قال تعالى : .. ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ..
.. هنا يقول داود عليه السلام ( ذي القرنين ) واصفاً إحكام هذا العالم وفصله عن عالم الحياة الدنيا .. بـ ( رحمة من ربي ) ... وينتهي عالم القبر حين يأتي وعد الله وذلك عند بداية نفخة الصور الأولى .. لتنتقل مخلوقات الله من عالم القبر .. إلى عالم آخر مختلف أيضاً في الخصائص ( يوم القيامة ) .. المهم .. أن القرآن الكريم وصف لنا حالة الإنتقال تلك بـ ( النسل ) ... وكلمة ( ينسلون ) تكررت في القرآن الكريم مرتان فقط ..
قال تعالى : .. ( ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون )
قال تعالى : .. ( حتى اذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون )
وهنا تأكيد على أن يأجوج وما جوج الذين ذكرتهم الآيات تابعين لعالم اليوم الآخر .. بل أن الآيات تحددهم بالمفسدون في الأرض .
يتبادر إلى الذهن سؤال ... إذا كان ذو القرنين قد أنجز هذا العالم .. فمن هو الموكل بإدارة هذا العالم .. ويا ترى هل هو من الملائكة أم من الإنس أم من الجان .
القرآن الكريم .. يفيد بوضوح أن ( ذي القرنين ) هو المعني بإدارة هذا العالم وفق صلاحيات مطلقة .
قال تعالى .. ((... قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )
قال تعالى : .. ( قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ).. ( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا )
ثم يرد إلى ربه .... أي بعد نهاية اليوم الآخر وبداية يوم القيامة عند نفخة الصور الأولى .(1/195)
.. صفة المفسد والظالم - كما وضحت - لا تكون قطعية إلا بعد ( الموت ) .. والعذاب ( لمن ظلم ) وجزاء الحسنى لمن ( آمن وعمل صالحاً ) ... وهذا لا يكون إلا هناك .. في اليوم الآخر .
من أمرنا يسرا ... تأكيد على مسؤولية ذي القرنين عن إدارة هذا العالم .. دون سواه من مخلوقات أخرى .
نجد في مواقع أخرى من القرآن الكريم ما يؤكد أن داود عليه السلام هو الموكل بإدارة اليوم الآخر ؟
الله سبحانه وتعالى حين نصب نبيه داود عليه السلام وجعله خليفة له ( في الأرض ) وكان الهدف من التنصيب الإلهي لداوود عليه السلام .. لأن يكون خليفتة في الأرض .. مسبباً ... بأن ( يحكم بين الناس بالحق ) .. والناس هنا كل الناس .. وهنا الأمر لا يخلو من الغرابة .. ليس من يقين الآيات ... بل أين كنا !!
قال تعالى : .. ( يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب )
وهب الله لداود إبنه سليمان فورث منه الحكم والنبوة وأوتي من علم كل شيء .. فأصبح داود وإبنه هما المعنيان بإدارة خلافة الأرض والحكم بين الناس .. والذي لا يكون إلا بعد الموت ... وتحديداً في عالم القبر ... أو اليوم الآخر .
مشاركة سليمان والده داود في الحكم بين الناس والجن والطير... وذلك في عالم القبر ... ولهما عليهما السلام الإستعانة بجنود من الإنس والجن والطير كأتباع يتم منحهم ما يرتقي بقدراتهم إلى الإفادة من خدماتهم في إدارة هذا العالم .
قال تعالى : .. ( وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين )
قال تعالى : .... ( ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين )
قال تعالى : .... ( من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب . )
..(1/196)
في سياق الآيات من قصة ذي القرنين .. قوله تعالى : .. ( وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ) ..
ونحن نعلم أن ( العرض ) لا يكون إلا في اليوم الآخر .. فلنستعرض الآيات الخاصة بـ ( العرض ) ..
عند إستعراض آيات العرض في القرآن الكريم نجد أنها في عالم يحكمه ذي القرنين ( القبر ) ..
قال تعالى : .. ( ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين )
قال تعالى : .. ( وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا )
قال تعالى : .. ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب )
قال تعالى : .. ( وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين امنوا ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ان الظالمين في عذاب مقيم )
قال تعالى : .. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون )
قال تعالى : .. ( ويوم يعرض الذين كفروا على النار اليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )
قال تعالى : ..( سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
قال تعالى : .. ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )
جاء في سورة النمل .. قال تعالى : .. (حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) .. وهنا النملة تتحدث من جوار ( مساكن النمل ) .. ومساكن النمل ( تحت )(1/197)
حين تتحدث نملة مع بقية النمل وتذكر سليمان عليه السلام .. وفي القرآن الكريم !! فالأمر لا يعدو أكثر من تغليف ( معلومة ) . وما نستشفه من حديث النملة .. هو أنه إذا كان عالم اليوم الآخر ذا خصائص مغايرة للحياة الدنيا .. فمن المؤكد أن تواجد الإنسان في هذا العالم يكون بخصائص متوافقة مع خصائص عالم القبر .. وإن كنا لا نملك تفصيل عن تلك الخصائص والتي تؤثر في الشكل والحجم النهائي للإنسان سيما وأن الناس في عالم القبر هم نتاج ( النشأة الآخرة ) .. ونعلم أن ( اليوم الآخر ) هو الأرقى في الخصائص عن خصائص الحياة الدنيا .. ومن هنا ندرك أننا ننتقل بعد الحياة الدنيا إلى عالم بخصائص أرقى .. وهذا يؤثر على حجم الإنسان .. في نشأته الآخرة .. والسنة النبوية .. الشارحة للقرآن .. تفيدنا ( بالضبط ) بحجم الإنسان في اليوم الآخر ..
يقول عليه السلام ... يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان
... وهنا نتذكر حديث ( النملة ) ... لسليمان عليه السلام .. وبدأنا نتصور ( حجم ) الناس في ذلك العالم .. وسليمان حين ( إستمع ) لحديث النملة كان يعيش خصائص عالم القبر ... والحشر .. لايكون إلا في ( عالم القبر )
قال تعالى ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون ) ..... لو بحثتم في كتاب الله عن كلمة ( يوزعون ) .. لوجدتم ثلاث آيات
...
قال تعالى : ..( وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون )
قال تعالى : .. ( ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون )
قال تعالى : .. ( ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون )
وهذا تأكيد على أن سيناريو حديث النملة كان في عالم القبر ...(1/198)
جاء في سياق الآيات من قصة ذي القرنين .. آيات تبين أن هذا العالم يشمل (منازل الجنة ) .. و( منازل النار ) .. والجنة والنار تبدأ من عالم القبر ( اليوم الآخر ) وإليكم الآيات التي تفيدنا عن هذا العالم ..
قال تعالى : ... ( ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا )
قال تعالى : ... ( فحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني اولياء انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا )
قال تعالى (اذلك خير نزلا ام شجرة الزقوم ) .... تحديد لموقع شجرة الزقوم !!
قال تعالى ( وقل رب انزلني منزلا مباركا وانت خير المنزلين ) .. انزلني .. وليس إرفعني .. فمنازل الجنة تبدأ من مكان يتطلب النزول ..
نعود لآيات قصة ذي القرنين .. والتي جاء فيها .. قوله تعالى : ... ( قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا ) .. وكلمة ( عذاباً نكرا ) ... تذكرنا بـ ( منكر ونكير ) الذين جاء ذكرهم في الحديث الشربف
... ونعلم أنهم أخصائي السؤال و ( العذاب ) في عالم القبر ... فماذا عن – منكر ونكير – في القرآن الكريم .
قال تعالى ( فانطلقا حتى اذا لقيا غلاما فقتله قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا )
قال تعالى :.. ( قال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا )
قال تعالى : .. ( وكاين من قرية عتت عن امر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا )
قال تعالى : ... ( واصحاب مدين وكذب موسى فامليت للكافرين ثم اخذتهم فكيف كان نكير )
قال تعالى : ... ( وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما اتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير )
قال تعالى : .. ( ثم اخذت الذين كفروا فكيف كان نكير )
قال تعالى : .. ( استجيبوا لربكم من قبل ان ياتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجا يومئذ وما لكم من نكير )(1/199)
أعتذر عن الإطالة ....ولكم أن تتأكدوا أن سورة الكهف حملت الكثير من المعلومات القوية والمهمة .. وذكر لأعلم أنبياء الله .. فلا نستغرب التوضيح الإلهي الوارد في آخر السورة
قال تعالى ( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )
شكراً للجميع .
binkhales@yahoo.com
.
ه
---
(1/200)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هدية العيد: موقع للمصاحف الكاملة، وآخر لروائع التلاوات
---
هدية العيد: موقع للمصاحف الكاملة، وآخر لروائع التلاوات
---
الطبيب
10-30-2006, 04:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أهدي إليكم هذين الموقعين الرائعين أسأل الله عز وجل أن ينفع بهما:
الأول: رياض القرآن (http://www.ryadh-quran.net)
ويحتوي على آخر التلاوات للقراء المشهورين: القطامي، الدوسري، الزامل .. وغيرهم كثير؛ بالإضافة إلى إصداراتهم كاملة.
الثاني: المكتبة الصوتية للقرآن الكريم (http://www.mp3quran.net)
ويحتوي على مصاحف كاملة لقراء الحرمين وغيرهم من القراء المشهورين، ويتميز بأن الملفات كلها بصيغة mp3.
ودمتم ،،،
---
أحمد بزوي الضاوي
10-30-2006, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : الطبيب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أشكركم على هديتكم القيمة ،جزاكم الله خيرا ، فالدال على الخير كفاعله .وكل عام وأنتم بخير .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
---
(1/201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كتاب (مصدر القرآن) للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض
---
كتاب (مصدر القرآن) للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض
---
عبدالرحمن الشهري
07-31-2006, 09:33 AM
كتاب (مصدر القرآن) للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض (http://www.tafsir.net/Bookstorge/761.zip)
---
الجندى
08-01-2006, 03:36 PM
جزاكم الله خيرا
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:22 PM
أحسن الله إليكم وبارك في مجهوداتكم وجزاكم خيرا عن الإسلام والمسلمين
---
(1/202)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علم السياق القرآني [7] ((((منهج الكشف عن السياق وتعيينه، وكيفية الوصول إليه. ))))
---
علم السياق القرآني [7] ((((منهج الكشف عن السياق وتعيينه، وكيفية الوصول إليه. ))))
---
محمد الربيعة
03-03-2007, 07:35 PM
تمهيد :
هذه الحلقة من أهم الحلقات المتعلقة بالسياق القرآني ، إذ هي طرح منهج عملي للكشف عن السياق ، وهو خلاصة تجربة وفقني الله لها خلال بحثي لسورتي الفاتحة والبقرة ، أسال الله تعالى أن ينفع بها ، ويمكن للأخوة الأعضاء الاستدراك أو الزيادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
الكشف عن السياق والوصول إليه مبني على الاجتهاد ودقة الاستنباط، وإدراكه مما تختلف فيه العقول، وذلك أنه مرتبة بعد إدراك المعنى العام، ويتطلب فهمه إشغالاً للذهن، ولذلك كانت دلالة السياق دلالة ذوقية، كما عبّر عنها الأصوليون([1]).
قال ابن خلدون في منزلة إدراك الإعجاز في كلام الله تعالى: "وإنما يدرك بعض الشيء من الإعجاز من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من الإعجاز على قدر ذوقه، فلهذا كانت مدارك العرب الذين سمعوه من مبلغه أعلى مقاماً في ذلك؛ لأنهم فرسان الكلام وجهابذته، والذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون وأصحه... "([2]).
قال الدكتور محمد محمد موسى: "وهذا من أدق بحوث النقد الأدبي، وأصعب مسائل النظم إذ النظم محكوم بتوخي معاني النحو، والسياق مؤثر في تلك المعاني، قال ابن أبي الحديد ([3]): (اعلم أن معرفة الفصيح والأفصح، والرشيق والأرشق من الكلام أمر لا يدرك إلا بالذوق ولا يمكن إقامة الدليل عليه) ([4])"([5]).(1/203)
ومما يدل على أن السياق يحتاج إلى دقة فهم ونظر ثاقب، ما تميز به ابن عباس رضي الله عنه في فهم كتاب الله تعالى ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومن الشواهد على ذلك: ما روي أن عمر بن الخطاب قال للصحابة ما تقولون في {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] قالوا: أمر الله نبيه إذا فتح عليه أن يستغفره، فقال لابن عباس: ما تقول أنت، قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها غير ما تعلم)([6]).
قال ابن القيم: "وهذا من أدق الفهم وألطفه، ولا يدركه كل أحد، فإنه سبحانه لم يعلق الاستغفار بعمله بل علقه بما يحدثه هو سبحانه من نعمة فتحه على رسوله ودخول الناس في دينه، وهذا ليس بسبب للاستغفار، فعلم أن سبب الاستغفار غيره، وهو حضور الأجل الذي من تمام نعمة الله على عبده توفيقه للتوبة النصوح والاستغفار بين يديه ليلقى ربه طاهرا مطهرا من كل ذنب، ويدل عليه أيضا قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ}وهو صلى الله عليه وسلم كان يسبح بحمده دائما، فعلم أن المأمور به من ذلك التسبيح بعد الفتح ودخول الناس في هذا الدين أمر أكبر من ذلك المتقدم، وذلك مقدمة بين يدي انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم من يفهم من الآية حكماً أو حكمين، ومنهم من يفهم منها عشرة أحكام أو أكثر من ذلك، ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه، ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره، وأخص من هذا وألطف ضمه إلى نص آخر متعلق به فيفهم من اقترانه به قدرا زائدا على ذلك اللفظ بمفرده وهذا باب عجيب من فهم القرآن لا يتنبه له إلا النادر من أهل العلم فإن الذهن قد لا يشعر بارتباط هذا بهذا وتعلقه به"([7]).
وفهم السياق والوصول إليه واستنباطه يحتاج إلى أمور:(1/204)
أولاً: الفهم الصحيح للسياق وحده وأصوله وقواعده، فإنه لابد للباحث عن السياق أن يكون عالماً بالسياق وحده وما يستلزم الوصول إليه من القواعد والضوابط والأصول. ويتبع ذلك معرفة اللغة والرسوخ فيها.
ثانياً: صفاء الذهن ودقة النظر، وإدامة التأمل في كتاب الله تعالى، وبعد الغوص فيه، وتكرار البحث والتحري فيه لطلب السياق وتعيينه بقرائنه المختلفة.
قال عبد القاهر الجرجاني في كلام فصل في هذا الأمر: "ويحتاج في كثير منه إلى دقة الفطنة، وصفاء القريحة، ولطف الفكر، وبعد الغوص، وملاك ذلك كله الجامع له والزمام عليه، صحة الطبع وإدامة الرياضة، فإنهما أمران ما اجتمعا في شخص فقصرّا في إيصال صاحبهما عن غايته، ورضيا له بدون نهايته، فصحة الطبع ملكة فطرية، وإدامة النظر اكتساب مستمر، وعلاقة الذوق بالسياق تصقلها التجربة"([8]).
وقال الزركشي: "وإنما يفهم بعض معانيه، ويطلع في أسراره ومبانيه، من قوي نظره، واتسع مجاله وتدبره، وامتد باعه، ورقت طباعه"([9]).
وإدامة النظر والتأمل في كتاب الله تعالى تمنح صاحبها ملكة في معرفة أسلوب القرآن وطرق مخاطباته وأغراضه،وكل ذلك دال على فهم السياق.
ثالثاً: صدق النية في طلب فهم كلام الله تعالى، واللجوء إلى الله وطلب توفيقه.(1/205)
قال ابن القيم: "الفائدة الحادية والستون حقيق بالمفتي أن يكثر الدعاء بالحديث الصحيح: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) ([11])، وكان شيخنا كثير الدعاء بذلك، وكان إذا أشكلت عليه المسائل يقول يا معلم إبراهيم علمني، ويكثر الاستعانة بذلك اقتداء بمعاذ بن جبل رضي الله عنه، وكان بعض السلف يقول عند الإفتاء {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}[البقرة 32]....وكان بعضهم يقرأ الفاتحة وجربنا نحن ذلك فرأيناه من أقوى أسباب الإصابة، والمعول في ذلك كله على حسن النية وخلوص القصد وصدق التوجه"([12]).
رابعاً: التأمل في السورة كلها وجمع أطرافها وتحديد هدفها العام، فإن ذلك من أعظم ما يدلك على فهم الآيات فيها.
قال صاحب النبأ العظيم: "وملاك الأمر في ذلك أن ينظر إلى النظام العام الذي بنيت عليه السورة بمجموعها"([13]).
وقد يحصل ذلك بتكرار قراءة السورة مع مراعاة هذا الأمر، أو إعادة النظر فيها واستعراضها بالجملة مرات متعددة بغرض معرفة سياقها العام، فإن ذلك مجرب نافع بإذن الله تعالى.
خامساً: النظر والتأمل في غرض الآية وسابقها ولاحقها.
الغرض هو أساس السياق، والأساس دال على مافوقه، فإذا ما قرأ القارئ الآية سأل نفسه وتفكر وتدبر في مراد الله فيها والغرض الذي من أجله وردت الآية، ثم يبحث عما يؤكد هذا الغرض في الآية من الألفاظ والمناسبات، وهذا مسلك عظيم في فهم السياق، وهو الموصل إلى فهم مراد الله والعمل به على أكمل وجه؛ لأنك إذا علمت مراد الله تعالى حقيقة أوصلك ذلك إلى العمل الصحيح بما دل عليه وتضمنه مراده.(1/206)
قال البقاعي: "إن معرفة مناسبات الآيات في جميع القرآن، مترتبة على معرفة الغرض أو الأغراض التي سيقت لها السورة"([14]).
ومن أمثلة ذلك ماذكره ابن العربي في تفسيره لقوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}الآية [النساء 25]. قال: "فيها اثنتا عشرة مسألة.. المسألة الثانية: في فهم سياق الآية، اعلموا - وفقكم الله تعالى - أن العلماء اختلفوا في سياق هذه الآية، فمنهم من قال: إنها سيقت مساق الرخص.. ومنهم من جعلها أصلاً، وجوّز نكاح الأمة مطلقاً... وقد جهل مساق الآية من ظن هذا، فقد قال الله تعالى ما يدل على أنه لم يبح نكاح الأمة إلا بشرطين، أحدهما: عدم الطول، والثاني: خوف العنت، فجاء به شرطاً على شرط، ثم ذكر الحرائر من المؤمنات، والحرائر من أهل الكتاب ذكراً مطلقاً، فلما ذكر الإماء المؤمنات ذكرها ذكراً مشروطاً مؤكداً مربوطاً"([15]).
فانظر كيف قرر غرض الآية بأنها سيقت مساق الرخص، ثم أيده وأكده بنص الآية وما تضمنته من الألفاظ والضوابط للحكم.
سادساً: النظر إلى نظم النص وألفاظه والروابط النحوية فيه، وما تضمنته الآيات من الدلائل والقرائن، وذلك هو الركن الثاني للسياق.
وهذا ظاهر فإنك حين تتأمل في ألفاظ الآيات والترابط بينها ينقدح في ذهنك غرض معين يتكون منه السياق.
قال السرخسي في بيان مفهوم النص بأنه: "يزداد وضوحاً بقرينة تقترن باللفظ من المتكلم، ليس في اللفظ ما يوجب ذلك ظاهراً بدون تلك القرينة"([16]).
وقال الدكتور محمد محمد موسى في دلالات التركيب: "السياق قوة تحرك التركيب، فتنبعث من إشعاعاته ما يلائمه"([17]).
سابعاً: النظر في مفردات ألفاظ الآية وأصول معناها اللغوي، ودلالتها على الغرض.
فإن النظر في الكلمة وأصلها اللغوي يدلك على معان دقيقة مقصودة في الآية، وأن اللفظة تحمل معاني متعددة بحسب سياقها، وأعظم ما يعين على ذلك كتابان مهمان:(1/207)
1- معجم مقاييس اللغة لابن فارس، فإنه يورد أصول الكلمة في اللغة، وهذا يطلعك على استعمال اللفظ عن العرب، فترى ما يناسب منها حسب السياق.
2- مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، وهو من أهم ما ينبغي النظر فيه لمن أراد البحث عن السياق، ذلك أنه يجمع نظائر اللفظ في القرآن ويبينها حسب سياقها الذي وردت فيه. قال الزركشي عن كتب غريب القرآن: "ومن أحسنها كتاب (المفردات) للراغب، وهو يتصيد المعاني من السياق؛ لأن مدلولات الألفاظ خاصة"([18]).
ثامناً: النظر للمناسبات في الآيات، ووجه الارتباط بينها، والمعنى المؤلف بينها، والنظر في المناسبة بين أول الآية وآخرها، والمناسبة بين الآية والسياق العام للسورة.
قال السيوطي في بيان أهمية النظر للمناسبات: "علم المناسبة: جعل أجزاء الكلام بعضها آخذ بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط، ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء"([19]).
تاسعاً: النظر إلى الأحوال التي نزلت فيها الآية، ومن أهمها سبب النزول.
معرفة سبب النزول معينة على فهم المعنى كما تقرر. وهذا هو الركن الثالث للسياق.
قال ابن عاشور مؤكداً أهمية أسباب النزول بمعناها العام في معرفة السياق":ومنها - أي أسباب النزول - ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات، فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام"([20]).
عاشراً: الاطلاع والنظر في كتب التفسير وغيرها ومن أهمها:
1- تفسير ابن جرير، وعنايته بالسياق غالباً في جانب الترجيح.
2- تفسير ابن عطية، وعنايته بالسياق غالباً في جانب الترجيح.
3- تفسير الزمخشري، وعنايته بالسياق غالباً في جانب البلاغة، والعلاقات النحوية واللغوية في الآية.
4- تفسير الرازي، وعنايته بالسياق غالباً في جانب بيان الغرض والمناسبات.
5- نظم الدرر للبقاعي، وعنايته بالسياق غالباً في جانب بيان الغرض والمناسبات.(1/208)
6- التحرير والتنوير لابن عاشور، وعنايته بالسياق غالباً في جانب بيان أغراض السور والآيات، والأحوال التي نزلت فيها الآية.
7- في ظلال القرآن لسيد قطب، وعنايته بالسياق غالباً من جهة سياق السورة ووحدتها الموضوعية وأثر ذلك في مقاطع السورة كلها.
وقد وقفت على عرض جميل للرافعي في طريقة النظر في إعجاز القرآن والطريق إلى معرفة وأسراره ومنها السياق، قال: "اعلم أنه ليس من شيء يحقق إعجاز القرآن من هذه الجهة، ويكشف منه عن أصول السياستين، والتأتي إلى أغراضهما بسياق اللفظ ونظمه وتركيب المعاني وتصريفها فيما تتجه إليه، ومداورة الكلام على ذلك إلا تأمله على هذه الوجوه، وإطالة النظر في كل معنى من معانيه، وفي طبيعة هذا المعنى ووجه تأديته إلى النفس، وما عسى أن تعارضه النفس به، أو تدافعه، وتلتوي عليه من قبله، ثم طبقات هذا المعنى بعينه.. ثم وجه ارتباط ذلك بما قبله، واندماجه فيما بعده، ومساوقته لأشباهه ونظائره حيث اتفق منها في الكلام شيء، ثم تدبر الألفاظ على حروفها وحركاتها وأصالتها ولحونها، ومناسبة بعضها لبعض في ذلك، والتغلغل في الوجوه التي من أجلها اختير كل لفظ في موضعه.. ثم انظر في روابط الألفاظ والمعاني من الحروف والصيغ التي أقيمت عليها اللغة، ووجه اختيار الحرف أو الصيغة، ثم طريقة النسق والسرد في الجملة ووجه الحذف أو الإيجاز أو التكرار ونحوها، مما هو خاص بهذه الطريقة حسب ما توجهه المعاني، فإن كل ذلك في القرآن على أتمه.."([21]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: ((إحكام الأحكام)) (2/129).
([2]) ((مقدمة ابن خالدون)) (ص553).
([3]) أحمد بن عبد الواحد بن المحدث أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان كان ثقة نبيلاً متفقداً لأحوال الطلبة والغرباء عدلاً مأموناً انظر: سير أعلام النبلاء 18/418 والعبر 3/269
([4]) انظر: ((الاتقان في علوم القرآن)) (2/181).(1/209)
([5]) ((البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري)) (ص49).
([6]) أخرجه البخاري 4/1901 برقم 4686
([7]) ((إعلام الموقعين)) (1/351-354).
([8]) ((الوساطة)) (ص413).
([9]) ((البرهان)) (2/191).
([10]) أخرجه البخاري 1/66 برقم 143 وأحمد1/266
([11]) أخرجه مسلم 1/534 برقم 770 و النسائي 8/278 برقم5519
([12]) ((أعلام الموقعين)) (4/ 258).
([13]) ((النبأ العظيم)) (158).
([14]) ((نظم الدرر)) (1/17).
([15]) ((أحكام القرآن)) (1/500).
([16]) ((أصول السرخسي)) (1/163).
([17]) ((دلالات التركيب)) (ص112).
([18]) ((البرهان في علوم القرآن)) (1/ 291).
([19]) ((الإتقان في علوم القرآن)) (2/978).
([20]) ((التحرير والتنوير)) (1/47).
([21]) ((إعجاز القرآن)) (ص259).[/color][/size][/font]
---
(1/210)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عن تقسيم سور القرآن
---
عن تقسيم سور القرآن
---
عائشة
11-13-2006, 10:33 PM
هل هذا التقسيم لسور القران صحيح
((السبع الطوال _المئون او المنون _ ................ والمفصل ))
وان كان صحيحا فمن قسمه
---
(1/211)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > خطوة موفقة
---
خطوة موفقة
---
أبو بيان
05-28-2006, 05:03 PM
افتتاح هذا القسم خطوة موفقة؛ إذ لا يستغنى عن مثله.
وفق الله أبا عبد الله وإخوانه لكل خير.
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2006, 05:16 PM
حياك الله أبا بيان ، وقد كان هذا رأياً جماعياً للمشرفين ، ورأيكم يهمنا .
---
ابن الجزيرة
05-28-2006, 05:17 PM
صدقت يا أبا بيان, والجهد الذي يبذله الأخ سامي في الحقيقة يستحق عليه الدعاء أن يبارك الله في جهوده, وأن يجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم .
---
(1/212)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا الكلام للسعدي _رحمه الله _ عن إبصار الهدهد للماء صحيح أم لا ؟
---
هل هذا الكلام للسعدي _رحمه الله _ عن إبصار الهدهد للماء صحيح أم لا ؟
---
أخوكم
02-21-2004, 08:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء فلكم أحببت ذلك العالم حبا جما وأسأل الله أن يجمعنا به جميعا في الفردوس الأعلى
ثانيا : قد وجدت له كلاما في تفسيره وأعتقد أن فيه خطئا وبالتالي يحتاج إلى مزيد تحرير حيث يقول رحمه الله ونور الله له قبره ورفع درجته عند تفسيره لسورة النمل :
... كما زعموا عن الهدهد أنه يبصر الماء تحت الأرض الكثيفة فإن هذا القول لا يدل عليه دليل بل الدليل العقلي واللفظي دال على بطلانه أما العقلي فقد عرف بالعادة والتجارب والمشاهدات أن هذه الحيوانات كلها ليس منها شيء يبصر هذا البصر الخارق للعادة وينظر الماء تحت الأرض الكثيفة ولو كان كذلك لذكره الله لأنه من أكبر الآيات ...
انتهى كلامه رحمه الله
فالعلة التي بنى عليها حكمه تحتاج إلى نظر فقد قال ( ... ولو كان كذلك لذكره الله لأنه من أكبر الآيات ... )
وهذا غير لازم فهي وإن كانت آية ولكن قد لا يكون لها مناسبة خلال السياق فترك الله ذكرها ، وفي المقابل نجد أن بعض الطيور كالصقر والبومة قد عرفت بقوة إبصار فوق العادة
فما رأي الإخوة الأفاضل ؟
---
عبد الرحمن بن طلاع المخلف
02-22-2004, 09:35 AM(1/213)
هناك شاهد لمسألة أن الحيوانات قد تملك من القدرة ما لا يملكه الإنسان كما في الحديث الذي صحح إسناده الألباني في السلسله الصحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يا أيها الناس! إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه؛ جاءه ملك في يده مطراق فأقعده، قال : ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا؛ قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول : صدقت، ثم يفتح له باب إلى النار فيقول : هذا كان منزلك لو كفرت بربك؛ فأما إذا آمنت؛ فهذا منزلك؛ فيفتح له باب إلى الجنة، فيريد أن ينهض إليه، فيقول له : اسكن! ويفسح له في قبره. وإن كان كافرا أو منافقا؛ يقول له : ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول : لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول : لا دريت ولا تليت ولا اهتديت! ثم يفتح له باب إلى الجنة، فيقول : هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت به؛ فإن الله عز وجل أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق، يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين. فقال بعض القوم : يا رسول الله! ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذلك؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } .
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ( وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت على عجوز من عجائز يهود المدينة فقالت إن أهل القبور يعذبون في قبورهم قالت فكذبتها ولم أنعم أن أصدقها قالت فخرجت فدخل علي رسول الله فقلت يا رسول الله عجوز من عجائز أهل المدينة دخلت علي فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم فقال صدقت إنهم يعذبون عذابا يسمعه البهائم كلها فما رأيته بعد صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر(1/214)
وفي صحيح أبي حاتم البستي عن أم مبشر رضي الله عنها قالت دخل على رسول الله وأنا في حائط وهو يقول تعوذوا بالله من عذاب القبر فقلت يا رسول الله للقبر عذاب فقال ( إنهم ليعذبون فى قبورهم عذابا تسمعه البهائم (
قال بعضهم ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم اذا مغلت الى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالاسماعيلية والنصيرية وسائر القرامطة من بنى عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما فان أهل الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى والجهال تظن انهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله وإنما هو من هذا القبيل فقد قيل ان الخيل اذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغل والحديث فى هذا كثير لا يتسع له هذا السؤال ) .
فإذا كانت البهائم عندها من القدرة على سماع ما لا يسمعه الأنس و الجن من عذاب القبر فما المانع من أن يكون لبعض المخلوقات قدرات بصرية ليست عند الإنس كما أن لها قدرات سمعية ليسن عند الأنس و الجن .
ثم إن هذه القدرات ليست من باب الخوارق بل هي من تنوع الخلق فكما أن الله تعالى خلق الإنسان يمشي على رجلين و جعل الحيوانات تمشي على أربع .
و ذلك ان خوارق العادات إما أن تطلق على من كان عنده موهبة او قدرة ليست عند غيره و يندر وجودها و سماع البهائم لعذاب القبور ليس من هذا لأن عموم البهائم عندها هذه الصفة .(1/215)
او تطلق خوارق العادات على ما يسنى الكرامات و هي خرق الله تعالى السنن الكونية لبعض عباده إما لحاجه كمشي بعض الصحابه على الماء أو لمصلحه كتكثير الله تعالى الطعام للنبي صلى الله عليه و سلم و غيرها من الكرامات و كذلك سماع او بصر بعض البهائم ليس من هذا النوع لأن هذا ليس قاعدة مطردة موجود على كل حال بل يوجود عىل حسب المصلحه و الحاجة أم سماع البهائم لعذاب القبر أو بصرها ما لا يبصره الإنسان فهي قاعدة مطردة إما في جنس البهائم كما في سماع عذاب القبر أو قاعدة مطردة في نوع معين من الحيوانات كبصر بعض الحيوانات ما لا يبصره الإنسان كرؤية الهدهد للماء تحت الأرض نعم لو فرض أن بعض الناس يبصر الماء تحت الأرض لكان نوعا من الخوارق لأنه ليس قاعدة مطرة في الأنس .
و الله اعلم .
---
أخوكم
02-27-2004, 10:35 AM
الأخ مبارك الكلمة " عبد الرحمن بن طلاع المخلف "
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
استفدت كثيرا من كلامك وخاصة الأدلة التي سقتها
فجزاك الله كل خير
وكما شرفني أن يكون أول مواضيعك في مشاركتي
فقد بشرني كلامك الموزون المرتب وجعلني أتفاءل بمواضيع أجمل وأبرك بعد ذلك
فلا تحرمنا بارك الله فيك
---
(1/216)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من الكتب النادرة : ترجمة القرآن
---
من الكتب النادرة : ترجمة القرآن
---
موراني
06-24-2004, 11:47 AM
أثناء التصفح في الشبكات عثرت على هذا الكتاب المعروض للبيع :
First Koran in English
London, 1649
THE ALCORAN OF MAHOMET, TRANSLATED OUT OF ARABIQUE INTO FRENCH BY THE SIEUR DU RYER, LORD OF ALEZAIR, AND RESIDENT FOR THE KING OF FRANCE, AT ALEXANDRIA. AND NEWLY ENGLISHED, FOR THE SATISFACTION OF ALL THAT DESIRE TO LOOK INTO THE TURKISH VANITIES. Followed by: Ross, Alexander. A NEEDFUL CAVEAT OR ADMONITION FOR THEM WHO DESIRE TO KNOW WHAT USE MAY BE MADE OF, OR IF THERE BE DANGER IN READING THE ALCORAN. First Edition. London, 1649, 24 + 407 + 14 pages, small octavo (5.5 x 7.25 inches). Bound in contemporary calf, rebacked, corners rubbed, otherwise a very good copy. Engraved armorial bookplate of Etta Mary Arnold Clark is pasted down on the inner front cover. The present English translation is the first appearance of the Koran in the English language. It was made directly from the French edition. It also contains, at the end of the book, Ross's pamphlet warning people about reading the Koran.
ومعناه أن الترجمة الأولى للقرآن الى اللغة الانجليزية قد تمت من طريق اللغة الفرنسية
أما الترجمة الفرنسية فهي تمت من طريق اللغة العربية مباشرة , وذلك في عام 1649
(وذلك لكل من يحب أن يجد تسلية في قراءة أباطيل الأتراك )
(هكذا !)
وفي آخر الكتاب رسالة خاصة يحذر (!) فيها مؤلفها من قراءة القرآن .
ولا شك في أن هذه الترجمة وخاصة ما جاء بعدها ملحقا من التعليق تلقي ضوء تأريخيا على(1/217)
موقف الأوروبين من الدين الاسلامي في العصر الذي سيطرت فيه الدولة العثمانية على مناطق واسعة في القارة الأوروبية .
بتحياتي
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 02:25 PM
هل تعني أن هذه الترجمة للقرآن معروضة للبيع ؟ وأين ذلك ؟
وللأسف أن صورة الدولة العثمانية قد شوهت حتى في العالم الإسلامي وكتبه التأريخية ، انطلاقاً من النظرة القومية العربية الضيقة .
---
موراني
06-28-2004, 12:39 AM
نعم , الكتاب معروض للبيع :
http://www.worldwideantiquarian.com/books/index.htm
فيجب أن ترى هذا الموقف في الغرب من ( الدين الآخر ) في ظل سيطرة الدولة
العثمانية على أجزاء كبيرة في أوروبا في ذلك الوقت أو قبل اصدار هذه الترجمة والملحق بها .
في حوزتي كتاب وموضوعه. قواعد اللغة العثمانية . طبع الكتاب في النمسا قبيل
حصار العثمانيين للعاصمة النمسا . وذلك باللغة اللاتينية والعثمانية .
وفي الملحق : امثال العرب باللغة العربية بترجمتها الى اللاتينية ...!
ومعنى هذه الظواهر أن الغرب كان على وشك أن يلتقي بهذه الحضارة الأخرى
التي لم يهتم بها كثيرا منذ الحروب الصليبية واحتلال القدس .
وكل ذلك في طبيعة الحال لم يتم الا تحت مراقبة الكنيسة وما ألحت هي على الرأي العام في جميع أنحاء القارة .
وهذه الظواهر اليوم ليست الا من القضايا التأريخية التي تمت وينبغي أن ينظر اليها من الزاوية التأريخية
تقديرا
موراني
---
(1/218)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللفظ في كتاب الله 2
---
اللفظ في كتاب الله 2
---
ابو شفاء
09-02-2004, 04:48 PM
الفرق بين عمل , فعل , قال
يقوا الحق" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ويقول سبحانه" من عمل صالحا ...." ويقول" قالت الاعراب آمنا......." ويقول " قال الذين غلبوا على امرهم ....." ويقول سبحانه" الم تر كيف فعل ربك ............" .
نلاحظ ان الحق سبحانه قد استعمل هذه الافعال الثلاثة فما الفرق بينها ؟
الفرق ان العمل قول وفعل فالانسان يأتي يوم القيامة وقد حصل من الدنيا على قول وعمل " شتم هذا : قول , ضرب هذا فعل" .
اما القول فهو الكلام المفيد , يقول الحق " ما يلفظ من قول" ولم يقل ما يلفظ من لفظ , لان اللفظ ان كان مفهوما كان قولا والا كان هذيانا , اما الفعل من الانسان فهو الحركة المادية الارادية خلال فترة زمنية معينة , او هو محصلة ارتباط الحركة بالزمن . واقول ارادية لان حركة الارتعاش عند الانسان ليست فعلا .
---
(1/219)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين نجد برنامج كيف يبني طالب العلم مكتبته للخضير
---
أين نجد برنامج كيف يبني طالب العلم مكتبته للخضير
---
متعلم
10-24-2003, 02:03 PM
لقد قام فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير سدد الله خطاه بتقديم برنامج في إذاعة القرآن الكريم عن صنع المكتبة لدى طالب العلم وكان على حلقتين ، ومن المعروف اهتمام الشيخ بالكتب وطبعاتها واطلاعه الواسع ..
فأين نجد هذه المادة مفرغة مكتوبة ليستفيد منها طلبة العلم ؟
وتجعل لبنة لإنشاء المكتبات ويضاف عليها بعد ذلك وتجدد ..
لاسيما وأنه ذكر فيها كتب التفسير ..
وجزاكم الله خيرا ،،،
---
منير العتيبي
10-26-2003, 11:33 PM
ليتها
---
عادل التركي
11-13-2003, 04:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ متعلم - ولايهون الربع -
بالنسبة لسؤالك : فأين نجد هذه المادة مفرغة مكتوبة ليستفيد منها طلبة العلم ؟
عن لقاء فضيلة الشيخ : عبدالكريم الخضير
يمكنك أن تستمع لهذا اللقاء من خلال موقع اسلام لايف ( http://www.liveislam.com/)
وهذا الموقع يعتبر مرجع مهم في النت لطلاب العلم
ومن أفضل المواقع الموجودة على الشبكة
فهذا الرابط الذي وضع فيه حلقات (كيف يبني طالب العلم مكتبة) :
http://www.liveislam.com/archiv/khudaira.htm
ولم اعثر على مادة مفرغة لهذه الحلقة حتى الآن ولم اجد احد طبعها وعندما اجد شياً مفيداً سأرد عليك
نرجو من الاخوة أن يتفاعلو ا معنا
نفعنا الله بما نكتب وما نسمع وجزاكم الله خيرا
---
متعلم
11-13-2003, 07:21 PM
أخي المفضال \ عادل التركي
أشكرك على تفاعلك ، واهتمامك ...
ونرجو التفاعل من الاخوة ، في إيجاد هذه المادة مفرغة ..
---
عبدالرحمن الشهري
12-07-2003, 02:45 PM(1/220)
هذه الحلقات الثلاث توجد في ألبوم من ثلاثة أشرطة لدى تسجيلات الراية الإسلامية بالرياض. وأما مفرغة مكتوبة فلا أعلم هل هي متوفرة أو لا.
---
أبو صفوت
12-07-2003, 09:35 PM
هذا الرابط يمكن من خلاله الاستماع فقط فهل من رابط يتم من خلاله حفظ هذه المادة فقد جربت الرابط المذكور وليس فيه إلا الاستماع
---
عادل التركي
12-20-2003, 11:19 PM
في الرابط الذي سبق عن برنامج كيف يبني طالب العلم مكتبته :
http://www.liveislam.com/archiv/khudaira.htm (برنامج كيف يبني طالب العلم مكتبته - من موقع - لايف اسلام -)
يوجد عمودان الأول مكتوب عليه أستماع والثاني حفظ
أضغط على العمود اليسار ( حفظ ) ويتم لك مرادك إن شاء الله - ولكن يحتاج الى صبر فتحميله يأخذ وقت حوالي خمس الى عشر دقائق .
بس مهوب خسارة هالوقت على مثل هالمادة الجيده
وشكرا
---
احمد بن حنبل
05-27-2004, 02:39 AM
سلام عليكم
ايها الاخوة باذن الله عزوجل سانزل هذه اللقاءات الخمسة قريبا في ألبوم في تسجيلات الراية بالرياض .
وستنزل ايضا مفرغة قريبا ان شاء الله تعالى وسننزلها في هذا الملتقى البارك .
اخوانكم في مكتب الشيخ العلمي :
ت/012355522
ف/012355533
kdeer15@hotmail.com
---
طالب يتعلم
05-27-2004, 05:23 AM
جزاكم الله خيرا أحمد بن حنبل
فبعض الأشرطة الصوت فيها غير واضح
جعله الله في ميزان حسناتكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-27-2004, 04:35 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم أحمد على جهدكم في إشعارنا بمحاضرات الشيخ الجليل عبدالكريم الخضير . ونحن في انتظار هذه الحلقات مكتوبة بإذن الله.
---
احمد بن حنبل
10-14-2004, 03:15 AM
تم انزاله مفرغة على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2689
---
(1/221)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الإجماع على أن عدة المطلقة النفساء ثلاثة قروء ؛ قاله ابن المنذر في الإشراف
---
الإجماع على أن عدة المطلقة النفساء ثلاثة قروء ؛ قاله ابن المنذر في الإشراف
---
د.أبو بكر خليل
11-23-2006, 03:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمّد ؛ المبعوث رحمة و هداية للعالمين
و بعد
فقد طرح سؤال في بعض المنتديات عن عدّة المطلّقة في وقت النفاس
و قد ذكر أنها من ذوات الحيض ( الجاريات عادتهن على الحيض من قبل ) ؛ فتدخل في عموم قول الله تعالى : { و المطلّقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } . [ البقرة : 228 ] .
و عليه : تكون عدتها : ثلاثة قروء ( حيضات أو الطهر منها ) ؛ بنصّ الآية .
و قد طرح إشكال : أن النفساء تكون في الغالب مرضعة ، و المرضعات لا يحضن غالبا ؛ لأن الرضاع يمنع الحيض في الغالب الأعمّ .
و وجه الإشكال : العسر و الضيق في انتظار حدوث الثلاث حيضات - بعد انتهاء الرضاع الذي يستغرق مدة سنتين غالبا .
- و هو إشكال معتبر لولا وجود الدليل ، و هو النصّ المتقدم ،
و قد ينازع البعض في دخول المطلّقة النفساء في عمومه ، و لكن الإجماع على ذلك الحكم يمنع اعتبار النزاع ؛ و هو ما حكاه الإمام ابن المنذر - ( ت 319هـ ) - في كتابه " الإشراف " ( " الإشراف على مذاهب أهل العلم " – و له تسمية أخرى : " الإشراف في مسائل الخلاف " ) ، و سيأتي ذكره بعد إن شاء الله .
و ابن المنذر إمام جليل ترجم له الذهبي في كتابه " سير أعلام النبلاء " ؛ قال : ( الإمام الحافظ العلامة، شيخ الاسلام، أبو بكر، محمد بن إبراهيم ابن المنذر النيسابوري الفقيه، نزيل مكة، وصاحب التصانيف ك " الاشراف في اختلاف العلماء "، وكتاب: " الاجماع "، وكتاب : " المبسوط "، وغير ذلك ) .(1/222)
* و لمّا كان ذلك الكتاب - " الإشراف " - غير منشورعلى شبكة المعلومات الدولية " الإنترنت " الآن - على ما أظن – بل و المطبوع منه غير مشهور ؛ فأحببت نقل المتعلّق منه بمسألة النفساء هنا :
باب المطلّقة النفساء
(( أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم – ممن يقول : إن الأقراء الأطهار ، و من يقول : إن الأقراء الحيض - : إن المطلّقة و هي نفساء لا تعتدّ بدم النفاس حتى تستأنف ثلاثة قروء .
روي هذا القول عن زيد بن ثابت ، و الحسن ، و عطاء ، و سليمان بن يسار ، و الزهري .
و به قال أبو عبيد ، و ذكر أنه قول أهل الحجاز ، و العراق جميعا .
قال : لأن دم النفاس ليس من القروء ، و لا يلزمه اسمها )) . ( 1 ) أهـ
*** و المطلّقة النفساء ممن تكون مرضعة ، و يشّق عليها انتظار وقوع ذلك الحيض بعد انتهاء مدّة الرضاع السنتين غالبا – لأن الحيض قليل بل نادر الحدوث مع الرضاع – يمكنها تعاطي الأسباب المؤدية إلى حدوث الحيض و نزول دمه ؛ بالأدوية أو بعدم الإرضاع منها بل من غيرها ، و الأول أولى و أهون و أيسر ؛ و عندئذ تعتدّ بالثلاثة قروء ( حيضات أو الطهر منها ) .
هذا و الله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
1- من كتاب " الإشراف على مذاهب أهل العلم " – لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، الشافعي ، طبعة دار الفكر العربي ، بيروت ، لبنان ، 1993م / 1414هـ ، مجلد1 ، صفحة 261 ، 262
---
د.أبو بكر خليل
12-01-2006, 10:28 PM
عفوا
المشاركة أدناه
---
د.أبو بكر خليل
12-01-2006, 10:30 PM
و عدة المطلّقة المرضعة كعدة النفساء : ثلاثة قروء ، قصر الزمان أو طال ؛ لأنهما من ذوات الحيض ، و ارتفاعه لعلرض معلوم : النفاس أوالرضاع .(1/223)
و هو قضاء على بن أبي طالب ، و زيد بن ثابت ، و عثمان بن عفان ؛ رضي الله عنهم - و قد جاء بهذا الحديث الصحيح في " الموطأ " و غيره - و عليه انعقد الإجماع ؛ فقد قال القاضي أبو محمد المالكي : " فَأَجْمَعُوا أَنَّ التَّأْخِيرَ بِالرَّضَاعِ لا يُسَوِّغُ الِاعْتِدَادَ بِغَيْرِ الْحَيْضِ " . [ المنتقى شرح الموطأ ] .
- و قد جاء النصّ على عدة المرضعة في :
1 - موطأ مالك
باب طلاق المريض
1043 - و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ
كَانَتْ عِنْدَ جَدِّي حَبَّانَ امْرَأَتَانِ هَاشِمِيَّةٌ وَأَنْصَارِيَّةٌ فَطَلَّقَ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ فَمَرَّتْ بِهَا سَنَةٌ ثُمَّ هَلَكَ عَنْهَا وَلَمْ تَحِضْ فَقَالَتْ أَنَا أَرِثُهُ لَمْ أَحِضْ فَاخْتَصَمَتَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَضَى لَهَا بِالْمِيرَاثِ فَلَامَتْ الْهَاشِمِيَّةُ عُثْمَانَ فَقَالَ هَذَا عَمَلُ ابْنِ عَمِّكِ هُوَ أَشَارَ عَلَيْنَا بِهَذَا يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ .
* و طلاق المريض و الصحيح في ذلك سواء ؛ قال الإمام المنذر في كتابه " الإشراف " في ( جماع أبواب صنوف الطلاق التي تكون عند الحوادث ) :
- طلاق المريض :
" أجمع كل من نحفظ قوله على أن من طلّق زوجته مدخولا بها طلاقا ملك رجعتها ، و هو صحيح أو مريض ، فمات أو ماتت قبل أن تنقضي عدتها : أنهما يتوارثان " . [1]
2 - المنتقى شرح الموطأ(1/224)
1043 - ( ش ) : قَوْلُهُ : فَطَلَّقَ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ فَتُوُفِّيَ فَانْقَضَتْ سَنَةٌ وَلَمْ تَحِضْ : يُرِيدُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الْأَنْصَارِيَّةَ لَمْ تَحِضْ لِأَجْلِ الرَّضَاعِ حَتَّى تُوُفِّيَ زَوْجُهَا ، وَذَلِكَ أَنَّ ارْتِفَاعَ حَيْضِ الْمُطَلَّقَةِ يَكُونُ لِسَبَبٍ مَعْرُوفٍ وَلِغَيْرِ سَبَبٍ مَعْرُوفٍ : فَأَمَّا مَا كَانَ لِسَبَبٍ مَعْرُوفٍ فَكَالرَّضَاعِ ، وَالْمَرَضِ ، فَإِنْ تَأَخَّرَ لِلرَّضَاعِ ، فَإِنَّهَا لَا تَعْتَدُّ إِلَّا بِالْأَقْرَاءِ طَالَ الْوَقْتُ ، أَوْ قَصُرَ ، وَقَدْ احْتَجَّ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ فِي ذَلِكَ بِالْإِجْمَاعِ قَالَ : فَإِنَّ حِبَّانَ بْنَ مُنْقِذٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ فَمَكَثَتْ نَحْوَ سَنَةٍ لَا تَحِيضُ لِأَجْلِ الرَّضَاعِ ثُمَّ مَرِضَ فَخَافَ أَنْ تَرِثَهُ إِنْ مَاتَ فَخَاصَمَهَا إِلَى عُثْمَانَ وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ لَهُمَا : مَا تَرَيَانِ فَقَالَا : لَا نَرَى أَنَّهَا تَرِثُهُ ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْقَوَاعِدِ اللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ وَلَا مِنْ اللَّائِي يَحِضْنَ فَهِيَ عِنْدَهُ عَلَى حِيَاضِهَا مَا كَانَ لَمْ يَمْنَعْهَا إِلَّا الرَّضَاعُ فَانْتَزَعَ حِبَّانُ ابْنَهُ فَلَمَّا حَاضَتْ حَيْضَتَيْنِ مَاتَ حِبَّانُ فَوَرِثَتْ مِنْهُ وَاعْتَدَّتْ عِدَّةَ الْوَفَاةِ - قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ : فَأَجْمَعُوا أَنَّ التَّأْخِيرَ بِالرَّضَاعِ لَا يُسَوِّغُ الِاعْتِدَادَ بِغَيْرِ الْحَيْضِ . وَعَلَّلُوا ذَلِكَ بِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِمَّنْ لَمْ يَحِضْ وَلَا مِمَّنْ يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ ، وَمِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى أَنَّ الْعَادَةَ الْمُسْتَقِرَّةُ بِأَنَّ الرَّضَاعَ يُؤَثِّرُ فِي تَأْخِيرِ الْحَيْضِ فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ رِيبَةً ، وَإِذَا لَمْ(1/225)
يَكُنْ رِيبَةً وَجَبَ انْتِظَارُ زَوَالِهِ ، وَالِاعْتِبَارُ بِالْحَيْضِ إذْ هِيَ مِمَّنْ تَحِيضُ .
( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ : هَذَا عَمَلُ ابْنِ عَمِّك هُوَ أَشَارَ عَلَيْنَا بِهَذَا أَرَادَ تَطْيِيبَ نَفْسِهَا بِأَنَّ مَا حَكَمَ بِهِ وَلَامَتْ عَلَيْهِ لَمْ يَحْكُمْ بِهِ إِلَّا بَعْدَ مُشَاوَرَةِ الْعُلَمَاءِ ، وَأَنَّ ابْنَ عَمِّهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي لَا تَشُكُّ هِيَ فِي إشْفَاقِهِ عَلَيْهَا وَإِرَادَتِهِ الْخَيْرَ لَهَا هُوَ مِمَّنْ أَفْتَى بِذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
3 - مسند الشافعي
باب العدد
1325 - أخبرنا سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، أخبره أن رجلا من الأنصار يقال له حبان بن منقذ طلق امرأته وهو صحيح وهي ترضع ابنته ، فمكثت سبعة عشر شهرا لا تحيض ، يمنعها الرضاع أن تحيض ، ثم مرض حبان بعد أن طلقها بسبعة أشهر أو ثمانية ، فقلت له : إن امرأتك تريد أن ترث ، فقال لأهله : احملوني إلى عثمان ، فحملوه إليه فذكر له شأن امرأته ، وعنده علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت فقال لهما عثمان : ما تريان ؟ فقالا : نرى أنها ترثه إن مات ويرثها إن ماتت ، فإنها ليست من القواعد اللاتي قد يئسن من المحيض ، وليست من الأبكار اللاتي لم يبلغن المحيض ، ثم هي على عدة حيضها ما كان من قليل أو كثير ، فرجع حبان إلى أهله فأخذ ابنته ، فلما فقدت الرضاع حاضت حيضة ، ثم حاضت حيضة أخرى ، ثم توفي حبان قبل أن تحيض الثالثة فاعتدت عدة المتوفى عنها زوجها ، وورثته قال الأصم : في كتابي : حبان بالباء .
4 - معرفة السنن و الآثار للبيهقي
عدة من تباعد حيضها :(1/226)
4850 - أخبرنا أبو بكر ، وأبو زكريا قالا : حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا مالك ، عن محمد بن يحيى بن حبان قال أحمد : كذا وجدته ، وقال غيره ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن يحيى بن حبان أنه كان عند جده هاشمية وأنصارية ، فطلق الأنصارية وهي ترضع ، فمرت بها سنة ، ثم هلك ولم تحض ، فقالت : أنا أرثه لم أحض ، فاختصموا إلى عثمان « فقضى للأنصارية بالميراث ، فلامت الهاشمية عثمان ، فقال : » هذا عمل ابن عمك ، هو أشار علينا بهذا « ، يعني علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
4851 - وأخبرنا أبو بكر ، وأبو زكريا قالا : حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي بكر ، أخبره : أن رجلا من الأنصار يقال له حبان بن منقذ طلق امرأته وهو صحيح وهي ترضع ابنته ، فمكثت سبعة عشر شهرا لا تحيض يمنعها الرضاع أن تحيض ، ثم مرض حبان بعد أن طلقها بسبعة أشهر أو ثمانية ، فقيل له : إن امرأتك تريد أن ترث ، فقال لأهله : احملوني إلى عثمان ، فحملوه إليه ، فذكر له شأن امرأته وعنده علي بن أبي طالب ، وزيد بن ثابت ، فقال لهما عثمان : « ما تريان ؟ » فقالا : نرى « أنها ترثه إن مات ويرثها إن ماتت ، فإنها ليست من القواعد اللاتي قد يئسن من المحيض ، وليست من الأبكار اللاتي لم يبلغن المحيض ، ثم هي على عدة حيضها ما كان من قليل أو كثير ، فرجع حبان إلى أهله ، فأخذ ابنته ، فلما فقدت الرضاع حاضت حيضة ثم حاضت حيضة أخرى ، ثم توفي حبان قبل أن تحيض الثالثة ، فاعتدت عدة المتوفى عنها زوجها ، وورثته . أنبأني أبو عبد الله الحافظ ، إجازة ، عن أبي العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا سعيد ، عن ابن جريج ، أنه بلغه ، عن عمر بن عبد العزيز في أمر حبان مثل خبر عبد الله بن أبي بكر .
5 - المغني لابن قدامة(1/227)
مَسْأَلَةٌ قَالَ : وَإِنْ عَرَفَتْ مَا رَفَعَ الْحَيْضَ ، كَانَتْ فِي عِدَّةٍ حَتَّى يَعُودَ الْحَيْضُ ، فَتَعْتَدُّ بِهِ ، إلَّا أَنْ تَصِيرَ مِنْ الْآيِسَاتِ ، فَتَعْتَدُّ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْتٍ تَصِيرُ فِي عِدَادِ الْآيِسَاتِ أَمَّا إذَا عَرَفَتْ أَنَّ ارْتِفَاعَ الْحَيْضِ بِعَارِضٍ ؛ مِنْ مَرَضٍ ، أَوْ نِفَاسٍ ، أَوْ رَضَاعٍ ، فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُ زَوَالَ الْعَارِضِ ، وَعَوْدَ الدَّمِ وَإِنْ طَالَ ، إلَّا أَنْ تَصِيرَ فِي سِنِّ الْإِيَاسِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ .فَعِنْدَ ذَلِكَ تَعْتَدَّ عِدَّةَ الْآيِسَاتِ .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش :
[1] - " الإشراف على مذاهب أهل العلم " ، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ، طبعة دار الفكر العربي ، بيروت ، 1993م ، المجلد الأول ، صفحة 166 .
---
(1/228)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تحزيب القرآن وفوائده
---
سؤال عن تحزيب القرآن وفوائده
---
طالب المعالي
04-12-2006, 05:24 PM
ارجو من الإخوة الكرام إفادتي حول تحزيب القرآن من حيث :
ما فائدته ؟ ومن أول من وضعه ؟؟
هل له علاقة بالمعاني والتفسير ؟؟
---
إبراهيم الدوسري
04-14-2006, 07:48 PM
ارجو من الإخوة الكرام إفادتي حول تحزيب القرآن من حيث :
ما فائدته ؟ ومن أول من وضعه ؟؟
هل له علاقة بالمعاني والتفسير ؟؟
له فوائد جمة: ولعل أهمها تقسيم القرآن على أقسام متساوية لتحديد ما يحفظ وما يراجع وما يقرأ يوميا وأسبوعيا وشهريا، ومنها التسوية بين الطلاب في مقدار ما يقرؤونه على مشايخهم .
وأما أول من وضعه فراجع مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ج13 ففيه ما يشفي ، ومن المراجع المفيدة في ذلك جمال القراء لعلم الدين علي السخاوي.
وترجع بدايات وضعه إلى عصر الصحابة ،وأشهر من عرف بتقسيمه الحجاج بن يوسف، وهذه من حسناته رحمه الله.
وأما عن علاقته بالمعاني والتفسير فيظهر أنه لا علاقة له بذلك، حيث إن ذلك التقسيم مبني على عدد الحروف بقطع النظر عن معاني المقاطع القرآنية.
وفي ذلك تفصيلات لا يتسع المقام لذكرها.
والله أعلم.
---
د. أنمار
04-15-2006, 01:09 AM
أقول بل ظاهره أنه كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فعند الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال(1/229)
كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا من ثقيف من بني مالك أنزلنا في قبة له فكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد فإذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلينا فلا يبرح يحدثنا ويشتكي قريشا ويشتكي أهل مكة ثم يقول لا سواء كنا بمكة مستذلين أو مستضعفين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب علينا ولنا فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال قلنا ما أمكثك عنا يا رسول الله قال طرأ علي حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا قال قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ست سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ق حتى تختم
وفي موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي ج1/ص327
فأبطأ علينا ذات ليلة فلم يأتنا ثم أتانا فسألناه فقال إنه طرأ علي حزب من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أقضيه
فلم نسأله كيف يحزب القرآن فلما أصبحنا سألنا أصحابه كيف يحزب القرآن قالوا ثلاث وخمس وسبع وتسع وأحد عشر وثلاثة عشر وحزب المفصل من قاف
قلت ورواه ابن ماجه وأبو داود والطيالسي والبخاري في التاريخ وابن سعد في الطبقات وابن شبة في التاريخ وغيرهم كلهم من طريق عثمان وعند الطبراني في الكبير لكن قال عن أبيه
قال السندي:
قوله ( كيف تحزبون )
من التحزب وهو تجزئته واتخاذ كل جزء حزبا له
( ثلاث )
أي الحزب ثلاث سور من البقرة وتالييها
والحزب الآخر خمس سور إلى براءة
والثالث سبع سور إلى النحل
والرابع تسع سور إلى الفرقان
والخامس إحدى عشرة من الشعراء إلى يس
والسادس ثلاث عشرة إلى الحجرات
وحزب المفصل من ق إلى آخر القرآن
قال الهيثمي:
رواه الطبراني في الكبير وقال: "هكذا رواه الوليد بن مسلم وخالفه وكيع وقال ابن تمام وغيرهما رووه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة"(1/230)
قال الهيثمي في المجمع 2/268 : وعثمان بن عمرو لم أجد من ترجمه.
هكذا قال والحديث في معجم الطبراني الكبير ج 1 ص 220 وج 17 ص 41
وعثمان صوابه أنه ابن عبد الله بن أوس
نبه على ذلك الحافظ في تهذيب التهذيب ج8/ص6
وهو من رجال التهذيب وذكره ابن حبان في الثقات ج7/ص198
وترجمه المزي
وقال الحافظ مقبول
واعترض بأن ابن حبان وثقه وروى له جمع فلذا قال الذهبي محله الصدق.
قال أبو الفضل العراقي في :
المغني عن حمل الأسفار ج1:ص225
إسناده حسن
---
أبومجاهدالعبيدي
04-15-2006, 07:13 AM
الحِزْب ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالوِرْد ، ومنه حديث أوس بن حذيفة : سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تُحَزِّبُون القرآن([1]) .
فمعنى تحزيب القرآن أن يجعل المسلم لنفسه نصيباً يومياً يقرؤه ويتعاهد نفسه عليه بحيث يختم القرآن في كل شهر ، أو عشرين أو خمسة عشر ، أو عشر ، أو سبع ، أو غير ذلك([2]) .
وتحزيب القرآن يعتبر في هذا الزمان من السنن المهجورة ، بل المجهولة عند كثير من طلبة العلم فضلاً عن عامة الناس ، في حين كان الأمر متواتراً ، ومعلوماً عند السلف ، فقلما تقرأ في ترجمة أحدهم إلاَّ وتجد أنه كان يختم القرآن في كذا وكذا([3]) .
وقد ذكر ابن عبد البر في النقل السابق عنه بعض الأحاديث والآثار المتعلقة بتحزيب القرآن ، وبيّن أنها تدل على أن التمهل في القراءة والتدبر فيها أولى وأفضل من الهذّ والإسراع في القراءة بدون تدبر وتفهم .
وفيما يأتي أذكر مسائل مهمة تحتاج إلى إيضاح وبيان ولها تعلق بتحزيب القرآن :
المسألة الأولى : في كم يقرأ القرآن ؟ :(1/231)
في كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري باب : في كم يقرأ القرآن ، وقول الله تعالى : { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ } [ المزمل : 20 ] ، ذكر البخاري - رحمه الله - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اقرإ القرآن في شهر } قلتُ : إني أجد قوة ، حتى قال : { فاقراه في سبع ، ولاتزد على ذلك }([4]) .
وفي رواية في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : { فاقرأه في كل سبع ولاتزد على ذلك ، فإن لزوجك عليك حقاً ، ولزَوْرِكَ عليك حقاً ، ولجسدك عليك حقاً }([5]) .
فهذا الحديث ظاهره يقتضي المنع من قراءة القرآن في أقل من سبع ، كما ذكر ذلك ابن كثير في فضائل القرآن([6]) .
وجاء في أحاديث أخرى ما يدل على إقرار من قرأ في ثلاث ، ومنها ما ذكره ابن كثير في فضائل القرآن ، وعزاه للإمام أحمد في المسند عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقرأُ القرآنَ في ثلاث ؟ قال : { نعم } قال : فكان يقرؤه حتى توفي([7]) .
ومنها حديث عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لاتفقه في قراءة في أقل من ثلاث }([8]) .
قال ابن كثير : ( وقد ترخّص جماعات من السلف في تلاوة القرآن في أقلّ من ذلك ، منهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه )([9]) .
وذكر آثاراً تدل على أنه كان يقرأ القرآن كله في ركعة من الليل .
وكذلك تميم الداري - رضي الله عنه - وسعيد بن جبير - رحمه الله - ثبت عنهما بأسانيد صحيحة أنهم كانوا يختمون القرآن في ركعة([10]) .(1/232)
وقد ذكر النووي في التبيان أحوال السلف في ختم القرآن ، وعاداتهم في قدر ما يختمون فيه ، ثُمَّ قال : ( والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص ، فمن كان يظهرُ له بدقيق الفكر لطائفُ ومعارف فليقتصر على قدرٍ يحصل له به كمالُ فهم ما يقرؤه ، وكذا من كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة ، فليقتصر على قدرٍ لايحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة([11]) )([12]) ا هـ .
وقال في شرح صحيح مسلم : ( والمختار أنه يستكثر منه ما يُمكنه الدوام عليه ولايعتاد إلاَّ ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره ، هذا إذا لم تكن له وظائف عامة أو خاصة يتعطل بإكثار القرآن عنها ، فإن كانت له وظيفة عامة كولاية وتعليم ونحو ذلك فليوظف لنفسه قراءة يُمكنه المحافظة عليها مع نشاطه وغيره من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف ، والله أعلم )([13]) ا هـ .
قال ابن كثير - رحمه الله - : ( وقد كره غيرُ واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث ، كما هو مذهب أبي عبيد وإسحاق بن راهويه ، وغيرهما من الخلف .
... عن معاذ بن جبل أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث([14]) .
وقال عبد الله بن مسعود : مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز([15]) .
وفي المسند عن عبدالرحمن بن شيل مرفوعاً : { اقرؤوا القرآن ، ولاتغلوا فيه ، ولاتجفوا عنه ، ولاتأكلوا به ، ولاتستكثروا به }([16]) .
فقوله : { لاتغلوا فيه } أي : لاتبالغوا في تلاوته بسرعة في أقصر مدة ، فإن ذلك ينافي التدبر غالباً ، ولهذا قابله بقوله : { ولاتجفوا عنه } أي : لاتتركوا تلاوته )([17]) ا هـ .(1/233)
وبهذا نعلم أن ما جاء في الآثار عن كثير من السلف أنهم كانوا يختمون في أقل من ثلاث ليس مشروعاً ولا مستحباً ، بل هو خلاف المشروع ، ويُمكن أن يجاب عن فعلهم هذا بأجوبة :
منها : أنه لم يبلغهم النهي عن ذلك .
ومنها : أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرؤونه مع هذه السرعة([18]) .
ومنها : أنهم لم يحملوا النهي على المنع .
ومنها : أنهم خصصوا النهي بمن ورد في حقه ، وقالوا : إن مقدار القراءة يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ، والله أعلم([19]) .
وعلى كُلٍّ ؛ فالذي لاينبغي الشك والامتراء فيه أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه هو القدوة والأسوة الحسنة لنا ، كما قال سبحانه : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [ الأحزاب : 21 ] .
فنحن متعبدون باتباع سنته وهديه ، وقد قالت عائشة رضي الله عنها فيما رواه مسلم : ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ، ولا صلى ليلة إلى الصبح ، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان([20]) .
المسألة الثانية : هل يكون التحزيب بالسور أو بالأجزاء ؟ :
جاء في حديث أوس بن حذيفة الثقفي - رضي الله عنه - قال : سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يُحزِّبُون القرآن ؟ قالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده([21]) .
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذا الحديث واستدل به على أن الصحابة كانوا يحزبون القرآن سوراً تامة ، ولايحزبون السورة الواحدة .
وذكر - رحمه الله - أن التحزيب بالسور أفضل وأحسن لوجوه :(1/234)
أحدها : أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن في كثير من المواضع الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده ، حتى إن بعض المواضع يكون الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه ، فيبدأ القارئ في اليوم الثاني بمعطوف كقوله تعالى في أول الجزء الخامس : { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ } [ النساء : 24 ] .
وبعضها يتضمن الوقوف على بعض القصة دون بعض حتى إن بعض المواضع يكون الوقف فيها على كلام أحد المتخاطبين ، ويكون الابتداء في اليوم التالي بكلام المجيب ، كما في قوله تعالى في سورة الكهف في أول الجزء السادس عشر : { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا } [ الكهف : 75 ] .
ومثل هذه الوقوف لايسوغ في المجلس الواحد إذا طال الفصل بينهما بأجنبي .
الثاني : أن المنقول عن الصحابة هو التحزيب بالسور لا بالأجزاء ، كما في حديث حذيفة السابق .
الثالث : أن الأجزاء والأحزاب محدثة لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنَّما أحدثت بعد ذلك كما هو معلوم([22]) .
إلى غير ذلك من الوجوه التي ذكرها - رحمه الله - .
وبهذا نعلم أن التحزيب بالسور هو المشروع وهو الأفضل والأكمل ، سواء كان ذلك في القراءة أثناء الصلاة أو خارجها ، والله أعلم .
* * *
الحاشية والتعليقات :
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر : النهاية لابن الأثير 1/376 ، وسيأتي ذكر الحديث بتمامه - إن شاء الله - قريباً .
([2]) انظر : تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك لمحمد الدويش مقال في مجلة البيان ، العدد 41 ص 62 .
([3]) انظر : المرجع السابق ص 61 ، 62 .
([4]) صحيح البخاري رقم [5054] ص 1002 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) .
([5]) صحيح مسلم ، كتاب الصيام رقم [1159] ص 448 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) .
([6]) فضائل القرآن لابن كثير ص 249 .(1/235)
([7]) هذا الحديث ساقط من المسند المطبوع مع أن ابن كثير ، والهيثمي في المجمع 2/268 ، عزوه إليه ، وأخرجه أيضاً أبو عبيد ص 88 في فضائل القرآن .
والحديث قال ابن كثير عن إسناده : وهذا إسناد جيّد قوي حسن . انظر : فضائل القرآن لابن كثير ص 252 .
([8]) سبق تخريجه قريباً بلفظ : { لايفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث } .
([9]) فضائل القرآن لابن كثير ص 256 .
([10]) المرجع السابق ص 257 ، 258 .
([11]) الهذرمة : - بالذال - السرعة في القراءة والكلام ، يقال : هذرم وِرْدَه أي هذّه . مختار الصحاح مادة ( هـ ذ ر م ) ص 611 .
([12]) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص 62 . وانظر : كتاب الأذكار له أيضاً ص 138 ، 139 .
([13]) شرح صحيح مسلم للنووي 8/293 .
([14]) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 89 ، وذكر ابن كثير أنه أثر صحيح .
([15]) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 89 ، وذكر محقق فضائل القرآن لابن كثير بأن إسناده ضعيف . ص 308 .
([16]) أخرجه الإمام أحمد 3/444 وقال أبو إسحاق الحويني ، محقق فضائل القرآن لابن كثير : وسنده صحيح ص 256 .
([17]) فضائل القرآن لابن كثير باختصار وتصرف يسير ص 254 - 256 .
([18]) انظر : المرجع السابق ص 260 .
([19]) انظر : هدي السلف في تحزيب القرآن : لمحمد الدويش في مجلة البيان ، العدد 42 ص 51 .
([20]) جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب : جامع صلاة الليل رقم [746] ص 293 ، 294 ( ط : بيت الأفكار الدولية ) .(1/236)
([21]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب : تحزيب القرآن رقم [1393] 2/114 - 116 ، وأحمد في المسند 4/9 ، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة ، باب : في كم يستحب ختم القرآن رقم [1345] . وانظر : ضعيف سنن ابن ماجه رقم [283] ، وقد احتج بهذا الحديث كل من شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 13/408 ، 409 ، وابن كثير في تفسيره 4/221 . وذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية 2/280 ، وقال : وإسناده جيد .
([22]) انظر : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - 13/410 - 412 .
---
(1/237)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المجمل والمفسر في القرآن الكريم لابن الجوزي
---
المجمل والمفسر في القرآن الكريم لابن الجوزي
---
د.خضر
02-18-2007, 12:09 PM
أخواني أهل التفسير حفظكم الله.
هل من الأحبة العلماء من يعرف كتاب " المجمل والمفسر في القرآن الكريم لابن الجوزي ؟
علما بأن الحافظ السيوطي سماه و استشهد منه في نوع المجمل والمبين في القرآن الكريم ، ولم أجده مخطوطاً ولا
مطبوعاً وفقني الله وإياكم لطاعته.
---
(1/238)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الحكمة في قول أخو يوسف عليه السلام لإخوته ( إرجعوا إلى أبيكم )؟
---
ما الحكمة في قول أخو يوسف عليه السلام لإخوته ( إرجعوا إلى أبيكم )؟
---
أبو أنس الغامدي
01-08-2007, 07:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ورد في قصة يوسف عليه السلام أن قيل روبيل ( أخو يوسف عليه السلام ) قال لإخوته، حين أخذ يوسف أخاه بالصواع الذي استخرج من وعائه: ارجعوا، إخوتي، إلى أبيكم يعقوب فقولوا له يا أبانا إن ابنك بنيامين سرق)
فما الحكمة في قوله ( ارجعوا إلى أبيكم ) ولم يقل أبي ؟
وفقكم الله
---
أبو العالية
01-08-2007, 10:22 AM
الحمد لله ، وبعد ..
الأمر ظاهر فتح الله عليك .
فقد كان هذا الكبير هو القائل على الصحيح لا يوسف عليه السلام .
وهو لن يرجع لأبيه يعقوب عليه السلام ؛ فأراد أن يقول لأخوته إنكم إن رجعتم إلى أبيكم ؛ وذلك لأنكم ستذهبون له بدوني ؛ لأنه قال من قبل : ( لن أبرح حتى يأذن لي أبي )
فيظهر لي أنه حين ذكر أباه لنفسه أغناه عن ذكره مع أخوته .
غير أني لم أجد أحداً من المفسرين بيَّن سبب القول لما سألتم ؟
ولعل أخاً باحثاً ينفعنا بعلمه ؛ فيزيد جواباً أعدل وأقوم من جوابي القاصر ، ومما لم أقف عليه .
والله أعلم
---
روضة
01-08-2007, 12:05 PM
الأخ أبو العالية، فتح الله عليك..
كلامك محتمل، ولكن كان بإمكانه القول: ارجعوا إلى أبي فقولوا ...، او: ارجعوا إلى أبينا ...
وهناك سؤال آخر: لماذا قال: فقولوا .... إن ابنك سرق، ولم يقل: فقولوا له إن أخانا سرق؟
هل لأنه أخوهم من أبيهم، ويريدون أن ينزهوا أنفسهم عن هذه الجريمة، فهم لا يحملون نفس أخلاقه، لأنه ليس أخاهم الشقيق؟
---
أبو العالية
01-08-2007, 12:40 PM
الحمد لله ، وبعد ..
الجواب يقال :
موقفهم من أخيهم يوسف وبنيامين ظاهر .(1/239)
والحسد لم يبق لهم شيئاً ، وقد يقال هذا أو ذلك ، وقد يكون قولهم من باب التعريض .
والأمر لا يظهر لي فيه كبير فائدة .
والله أعلم
---
د.خضر
01-09-2007, 02:59 AM
قال تعالى: { قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {80} ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ{81} وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ{82} قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{83}
أحيي أهل التفسير وملتقاهم المبارك وأحب أن أسهم بهذه المداخلة، وهي من باب تدارس العلم فأقول:
عندما ننعم النظر في الآيات الكريمة السابقة نجد أنه بشيء من التدبر نستطيع أن نجيب على السؤال المطروح على قدر الطاقة البشرية وهو: لماذا قال كبير إخوة يوسف ـ عليه السلام ـ:" ارجعوا إلى أبيكم " ولم يقل: إلى "أبي" ؟ ولماذا آثر الإخوة قول" ابنك" ولم يقولوا: إن "أخانا" سرق؟
أقول وبالله التوفيق:(1/240)
أولا: عندما قال الأخ الأكبر: لإخوته " أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ.." الآية، علينا أن نتحقق من أن هذا الأخ وهو يخاطب إخوته إنما يخاطبهم من حيثية موقعه منهم كأخ أكبر يتكلم في غياب الأب بمنطق الأب ذاته أمراً ونهياً، بل لنا أن نتخيل أنه هو الأب في غياب أبيهم، فكان خطابه لهم مواجهة:{ أباكم ..ما فرطتم .. ارجعوا .. فقولوا..} وهذا لا يعني أنه بمعزل عن المسؤولية، ولكنه يستشعر معهم المسؤولية بدليل قوله" فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ".ولكن في كل حال لابد للقوم من كبير، خاصة في الملمات، ومن هنا كان منطقياً صدور هذا الخطاب عنه كما جاء.
ثانياً: قول كبيرهم لإخوته: ارْجِعُواْ "إِلَى أَبِيكُمْ " ولم يقل: ارجعوا إلى أبينا أو إلى أبي، مع أن الأب يجب أن ينسب إليه الجميع؟
قلت: مع مراعاة السبب الأول فإن الكل نسب إلى يعقوب ـ عليه السلام ـ، على سبيل الإفراد حيث إن كبيرهم أكد على أبوة يعقوب ـ عليه السلام ـ له من خلال قوله في الآية السابقة:" حتى يَأْذَنَ لِي أَبِي" ولنركز على ياء النسب في "أبي"، أما في مقام تلقين إخوته حجتهم قال لهم: ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سرق..." وهو مقال ينسجم تماما مع مقام التلقين المنسبك مع المواجهة والخطاب بالكاف، لذا اختلف الأمر وتم المراد الذي أفرد مرة " أبي" وخوطبوا به أخرى" " أبيكم " ليكون في الختام " فَقُولُواْ يَا أَبَانَا" ومن هنا تنوعت الصيغ بتقسيمها على كل مقام مقالى، وانتهت إلى ما جمع كل ذلك في الأخير وهو أنه أب للجميع " فقولوا يا أبانا " أي: جميعا "إِنَّ ابْنَكَ.." كان منه كيت وكيت..(1/241)
ثالثاً: قال:" إن ابنك سرق" ولم يقولوا:" إن أخانا" لبيان كمال بنوته لأبيه، كونه شقيق يوسف وهم ليسوا كذلك، فكأنهم يقولون لأبيهم: نحن نعلم مكانته عندك بالتمام والتي قد تفوق مقام أخوتنا له، ومن هنا نخاطبك بخطاب يفيد ذلك، وهو خطاب يحمل ما يحمل من صيغ المحافظة على ما أراده الأب منهم تجاه أخيهم، مؤذن بالتبري من أي تقصير منهم تجاه بنيامين، والله أعلم بأسرار كتابه.
---
منصور مهران
01-09-2007, 08:15 PM
إخوة يوسف يوم ذهبوا به وقد أجمعوا على إبعاده عن أبيهم حتى يمنحهم ما كان يختص به ابنه يوسف دونهم ؛ تشاوروا بينهم فيما يصنعونه بيوسف فلم يجدوا أجدى من أن يقتلوه ، أو يطرحوه أرضا متاهة يتعرض فيها لخطر جليل قد يكون أشد من القتل ، وكلا الأمرين فيه هُلك ليوسف .
ولكن أحد الإخوة - وبعض المفسرين يعدونه أخاهم : رأوبين وهو كبيرهم - لم يكن موافقا على مبدأ القتل أو الطرح في أرض متاهة ، فاقترح إلقاءه في في الجب ؛ والجب : البئر الواسعة غير المطوية التي تضيق دوائرها كلما تسفل فيها النازل حتى يبلغ الماء وهذه غالبا يكون لها محطات جافة في أطراف الدوائر يستريح فيها الماتحون قبل الخروج الأخير من رحلة العمل ، وعند كل دائرة يزداد غياب النازل عن أعين الناس في أعلى البئر فهذه هي غيابات البئر أوغيابتها ، و ( ال ) هنا للعهد فقد تكون بئرا معروفة لديهم يستقون منها نزولا بالأرشية ، وهذا الاقتراح نابع من رحمة هذا الأخ وليس فيه إزهاق النفس وقُصارى ما يصيب يوسف أن يلتقطه بعض السيارة ويذهبوا به بعيدا فلا يستطيع العودة ولا يستطيع الأب استعادته ، وقد يكون صاحب هذا الاقتراح قدر نسبة إمكان أن يرجع يوسف إلى أبيه إذا استدل عليه أهل الخير وهذا هو الأمل الذي ظل يتجدد في نفس يعقوب زمنا طويلا بفضل الله وحَوْله وطَوْله إلى أن كان من أمر الله فيه ما أخبرت به آيات القرآن الكريم .(1/242)
ولعل هذا الأخ الرحيم بأخيه يوسف كان مستضعف الرأي عند إخوته يأخذون منه بعض المشورة ويتركون بعضا ، ويبدوا أنهم كانوا غالبين على أمرهم فكلمتهم نافذة على أخيهم الكبير هذا ، فينساق المسكين وراءهم بلا حيلة ولا قوة على المعارضة ؛ فلما كان من شأن يوسف يوم صار عزيز مصر وحيلته في أخذ شقيقه بنيامين أسير ذنب ما جناه بنيامين ولا همَّ به استشعر هذا الأخ الأكبر فداحة الذنب الذي أذهبوا به يوسف عن وجه أبيهم بكذبهم عليه ودعواهم أن ذئبا أكله وهم عنه غافلون ... ، فاليوم حصحص الحق فاقتضى منه أن يفارق رأي إخوته المعوج وطريقة تعاملهم مع الوالد الذي يعاني من فقد يوسف منذ زمن ، ثم فقد آخر وكان ضنينا به لولا الحاجة إلى طعام يأتي من مصر ، فأراد أن يصدق صدقا يمحو به أثر كذبه الأول ، فنصح إخوته بالصدق مع الوالد وإخباره بالحق والحقيقة دون أي تزييف أو تمويه ، ونظرا إلى أنه قرر أن لا يبرح مصر إلا ...... فكان وجودهم لدى الوالد دونه يقضي بأن يقول لهم : ارجعوا إلى أبيكم ، وكأنه يعلن مفارقته لطريقتهم مع الوالد ويوجههم إلى الصدق معه ، فإن صدقوا إلى أبيهم واطمأن قلبه لهذا الصدق فهم شركاء في حنان الأبوة ، وإلا فيعقوب أبوهم من حيث النسب ، وليس لهم في قلبه عطف الأب وحنوه ، ونحن نقول ذلك إذا برئنا من عمل أحد إخوتنا فنقول : والله قل لأبيك هذا وخذ منه جزاءك .(1/243)
فكأن منهج التعامل هو الذي يفرق بين الإخوة فالوالد أبو هؤلاء المصلحين بمنهج الأبوة الحانية ، وهو نفسه أبو هؤلاء المفسدين بمنهج الأبوة القاسية التأديب ؛ فكل يخاطب أخاه بمقتضى عمله الذي يحدد منهج الأبوة . فإذا كانوا جميعا على أمر واحد اجتمعوا في منهج أبوة واحدة : ويتضح ذلك من قولهم في المرة الأولى : ( يا أبانا إنا ذهبنا نستبق ) لأنهم أجمعوا على الكذب فهم شركاء في أبوة يأملون منها كل الحنان ، وقول أخيهم لهم في المرة الثانية : ( اذهبوا إلى أبيكم ) معلنا براءته من منهج الكذب الذي اعتادوا أن يبرروا به سلوكهم المعوج ، ويبدوا أنهم عزموا على الكذب على أبيهم إذا عادوا بغير أخيهم فنصحهم الكبير أن يصدقوا في هذه المرة ترقبا لتغيير منهج التعامل لعل أباهم صاحب القلب الرافض لمنهج الكذب يجد في صدقهم ما يجعله أباهم صاحب القلب المطمئن ، والحقيقة هذه المرة عليها شهود ، فقولهم : ( إن ابنك سرق ) يصدقه رد بضاعتهم ، وشهود أهل العير رفاق الرحلة في مصر .
وتحديد بنوة الولد دون الأخوة في خطابهم ليبينوا لأبيهم أن ابنك الذي شئت أن تمنع خروجه معنا خوفا عليه منا هو الذي أساء إلى سمعتك بارتكابه جريمة السرقة وهي جريمة معروف جزاؤها أن يؤخذ السارق أسيرا رقيقا أو مسجونا إلى حين ، فهذا أثر تربيتك وتدليلك لابنك .
هذا اجتهاد من يرجو الثواب ، والله أعلم بالصواب .
---
جمال حسني الشرباتي
01-12-2007, 08:02 PM
السلام عليكم
قال البقاعي في تفسيره (فقال: { ارجعوا إلى أبيكم } أي دوني )--
على هذا فقد يكون في قوله تعالى " { ارجعوا إلى أبيكم " مزيد تأكيد على عزمه الإنعزال عنهم---فكان قوله " { ارجعوا إلى أبيكم " دلالة إشارية على أنّه لن يكون معهم حال رجوعهم إليه فناسب ذلك أن يقول "إلى أبيكم" لأنه حين رجوعهم لن يكون معهم
---
(1/244)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اين الكاتب ابن الشجري
---
اين الكاتب ابن الشجري
---
ابوبنان
08-19-2004, 01:20 AM
ليس سرا ان سبب دخولي هذا المنتدى بل معرفتي بوجوده
هو اطلاعي على احدى مشركاته القيمة لكن اين هو فقد افتقدته في هذا المنتدى القيم
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 10:11 AM
أسألُ مثلك السؤال نفسه ؟ ربما يكون مشغولاً .
لعل له عذراً ونحن نلومُ !
أسأل الله أن يحفظكم جميعاً.
---
(1/245)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفة مع آية
---
وقفة مع آية
---
المفسر
05-21-2004, 05:07 PM
وقفه مع أية
قال الله تعالى : ] يايها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنت تجرى من تحتها الأنهر يوم لا يخزى الله النبي والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمنهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير [.سوره التحريم : ( 8) .
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية ووعد عليها بتكفير السيئات ، ودخول الجنات ، والفوز والفلاح ، حين يسعى المؤمنون يوم القيامة ، بنور إيمانهم ، ويمشون بضيائه ، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار ، التي تعطى المنافقين ، ويسألون الله ، أن يتم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم ، ويوصلهم بما معهم من النور واليقين ، إلى جنات النعيم وجوار الرب الكريم ، وكل هذا ، من آثار التوبة النصوح . والمراد بها : التوبة العامة الشاملة لجميع الذنوب ، التي عقدها العبد لله ، لا يريد بها إلا وجه الله ، والقرب منه ويستمر عليها في جميع أحواله .
المرجع تفسير ابن سعدي جـ 2/895
---
أبومجاهدالعبيدي
05-21-2004, 10:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لابن القيم رحمه الله كلام طيب حول التوبة النصوح وبيان حقيقتها في كتابه مدارج السالكين ، فقد ذكر بعض عبارات السلف في بيان معناها ثم قال :
( قلت : النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء :
الأول : تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته .
والثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته وعزيمته مبادرا بها .(1/246)
الثالث : تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده ، لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورياسته ولحفظ حاله أو لحفظ قوته وماله أو استدعاء حمد الناس أو الهرب من ذمهم ، أو لئلا يتسلط عليه السفهاء أو لقضاء نهمته من الدنيا أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك من العلل التي تقدح في صحتها وخلوصها لله عز وجل .
فالأول : يتعلق بما يتوب منه . والثالث : يتعلق بمن يتوب إليه . والأوسط : يتعلق بذات التائب ونفسه .
فنصح التوبة :الصدق فيها ،والإخلاص ، وتعميم الذنوب بها .
ولا ريب أن هذه التوبة تستلزم الاستغفار وتتضمنه وتمحو جميع الذنوب وهي أكمل ما يكون من التوبة والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله . )
---
(1/247)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال حول تأريخ نزول الآي ؟
---
سؤال حول تأريخ نزول الآي ؟
---
محب شيخ الإسلام
07-15-2006, 10:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مشايخنا الفضلاء :
ماالمراجع التي يوصى بها لمعرفة نزول الآي ؟
وعلى سبيل المثال :
1. متى نزلت سورة المدثر والتي بها أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ؟
2. متى نزل تحريم الكبائركالقتل والعقوق ؟
حيث أن هذان الإشكالان هما مادعاني لطرح السؤال قبلهما.
بارك الله فيكم.
---
الجكني
07-16-2006, 01:25 AM
للشيخ الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى اهتمام بهذا في مطلع كل سورة في تفسيره "التحرير والتنوير " وفي مقدمة "الناسخ والمنسوخ " لابن العربي رحمه الله شيء من ذلك إن لم تخني الذاكرة0
---
(1/248)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > القول بتوحيد رؤية الأهلة مخالف للأدلة
---
القول بتوحيد رؤية الأهلة مخالف للأدلة
---
د.أبو بكر خليل
10-24-2006, 02:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة و هداية للعالمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين . أما بعد
فقد تقدمت مشاركات لي في بيان مخالفة القول بتوحيد رؤية الأهلة للنصّ و الإجماع ، ثم رأيت أن أفرد للمسألة بحثا أكثر بيانا و تفصيلا ، وآثرت وضعه في مشاركة مستقلة :
---------------------------------------------------------
توحيد رؤية الأهلة مخالف للأدلة
عند تباعد البلاد
* برزت منذ مدة دعوة لما سمي " بتوحيد رؤية الهلال " – و بخاصة هلال شهر رمضان – و ذلك لتوحيد يوم بدء صيام رمضان بين معظم الدول الإسلامية ، بدعوى العمل على وحدة المسلمين في أقطار الأرض في تلك الشعيرة .
و هو مقصد حسن شرعا ، و لكن وسيلته تلك محل نظر .
و من المثير للعجب استمرار تلك الدعوة بعد أن انقلبت إلى عكس الغرض المقصود منها ؛ إذ أدت إلى تفرق أهل الوطن الواحد و اختلافهم في يوم بدء صومهم ؛ فالبعض يصوم يوم ثبوت رؤية هلال بلده ، بينما البعض الآخر في نفس القطر يصوم في يوم آخر تبعا لرؤية هلال قطر آخر ! فكأننا نفترق في البلد الواحد لنجتمع مع البلد الآخر !
تناقض ما بعده تناقض ، حيث يفترق المتفق و يختلف المؤتلف في الوطن الواحد بزعم تجميع المختلف من البلاد . فأيهما أولى بالوحدة ؟ { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذى هو خير } ؟ - و الباء تدخل على المتروك – { ما لكم كيف تحكمون } ؟!
* * *(1/249)
و يقولون إن ذلك هو الأمر الراجح ، و لن نقول إنه المرجوح عن غيره ، بل نقول إنه ( غير مشروع ) أصلا : أي أن القول بتوحيد رؤية الأهلة عند بعد البلاد مخالف لأدلة الشرع الحكيم . و هو ما سنبينه بعد إن شاء الله .
و قد نصّ على تلك المخالفة للشرع مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي ؛ فقد جاء في قراره – رقم 7 – بخصوص ( بيان توحيد الأهلة من عدمه ) ما يلي : " فما يدعيه القائلون من وجوب الاتحاد في يومي الصوم والإفطار مخالف لما لما جاء شرعًا وعقلاً " ، و ذلك في الدورة الرابعة لانعقاده بتاريخ 15/10/ 1425 هـ ( الموافق 28/11/2004 م ) ، و سيأتي ذكره بعد . [ 1 ]
و المقصود بقولهم " توحيد رؤية الهلال " : أن تكون رؤية أهل بلد ( قطر ) للهلال رؤية معتبرة شرعا لغيرهم من أهل البلاد الأخرى ، المشتركة معه في جزء من الليل ، قلّ أو كثر ؛ يبنون صيامهم و غيره عليها .
و عليه : فرؤية أهل بلد ( قطر ) للهلال هي رؤية - يدّعونها معتبرة شرعا - لكثير غيره من البلاد العربية و الإسلامية ، و هذا أمر غير مسلّم ، بل غير معتبر من جهة الشرع ؛ فلا اعتبار في الشرع لذلك الاشتراك في جزء من الليل عند رؤية الهلال حال تباعد البلاد ، و المخالف عليه الدليل ، والقول بتوحيد رؤية الهلال على هذا المعنى ( و في غير بلاد القطر الواحد ) مخالف للنص الصحيح و الإجماع الصريح:
1 – أما النص : فهو حديث صحيح الثبوت أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " ، كما أنه صريح الدلالة لمن يتأمله ، و هو حديث مذكور في ( باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم ، و أنهم إذا رؤا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم ) :(1/250)
( حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وبن حجر قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن محمد وهو بن أبي حرملة عن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام ، قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها ، واستهل علي رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر ، فسألني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر الهلال ، فقال : متى رأيتم الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة . فقال : أنت رأيته ؟ فقلت : نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية . فقال : لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه . فقلت : أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال : لا . هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وشك يحيى بن يحيى في نكتفي أو تكتفي . ) .
فلم تجزئ رؤية أهل الشام للهلال عند أهل المدينة لكي يصوموا عليها .
و هذا واضح من قول ابن عباس رضي الله عنهما لكريب لما سأله ( أو لا تكتفي برؤية معاوية و صيامه ؟ ) : فأجابه ( لا ) . و هذا موضع الاستشهاد و الاحتجاج .
قال الإمام أبو العباس القرطبي في كتابه " المفهم " : " ألا ترى أن معاوية أمير المؤمنين قد صام بالرؤية و صام الناس بها بالشام ، ثم لم يلتفت ابن عباس [ رضي الله عنهما ] إلى ذلك ، بل بقى على حكم رؤيته هو " .و كذا أهل المدينة المنورة .
* و الشاهد منه ثلاثة أمور :
الأول : أنه كان لأهل كل بلد ( ولاية أو قطر ) رؤيتهم لهلال رمضان . كالشام و الحجاز و نحوهما .
و كان ذلك في عصر الصحابة ( ابن عباس و معاوية رضي الله عنهم ) ، مع وجودهم جميعا في دولة الخلافة الأموية ، بإمرة معاوية ابن أبي سفيان . فتمت مراعاة تباعد البلاد .(1/251)
الثاني : أن رؤية بلد للهلال غير معتبرة شرعا لغيره من البلاد الأخرى في مثل ذلك التباعد و نحوه . فلا يكتفى بها لغيره من البلاد و لا تلزمه من باب أولى ؛ إذ لو كانت معتبرة للزم منها قضاء اليوم الفائت على من أفطروه و لم يصوموه ، و هو ما لم يثبت ، و لو وقع لنقل ؛ و إذ لم ينقل قضاؤه – في مسألة كهذه متعلقة بعموم المسلمين و عبادتهم – : علم عدم اعتبارها من جهة الشرع .
و في مثل ذلك قال ابن تيمية – في " مجموع الفتاوى " – نافيا القول بوجوب قضاء اليوم الأول الفائت : ( و الحجة فيه أنّا نعلم بيقين انه ما زال فى عهد الصحابة والتابعين يرى الهلال في بعض امصار المسلمين بعد بعض ؛ فإن هذا من الامور المعتادة التى لا تبديل لها ولابد ان يبلغهم الخبر في اثناء الشهر ، فلو كانوا يجب عليهم القضاء لكانت هممهم تتوفر على البحث عن رؤيته فى سائر بلدان الاسلام كتوفرها على البحث عن رؤيته فى بلده ولكان القضاء يكثر فى اكثر الرمضانات ومثل هذا لو كان لنقل ؛ ولمّا لم ينقل دلّ على انه لا أصل له ، وحديث ابن عباس يدل على هذا ) .
و كذا قال : وما من من شىء فى الشريعة يمكن وجوبه الا والاحتياط مشروع فى أدائه فلما لم يشرع الاحتياط فى ادائه قطعنا بانه لا وجوب مع بعد الرائى .
و هو - و إن كان يرى أن العبرة ببلوغ خبر الرؤية – و إن قاله احتجاجا على أصحابه الحنابلة في قولهم بوجوب قضاء ذلك اليوم على كل من بلغهم خبر الرؤية ؛ إلا أنه يصلح و يصدق على مسألتنا أيضا .(1/252)
و لا يقال : كان ذلك لتعذر بلوغ تلك الرؤية و العلم بخبرها وقتئذ للبلد الآخر ؛ فقد قيل بوجوب قضاء نظيره ؛ إذ " روى ابن وهب وابن القاسم عنه في المجموعة – فيما ذكره القرطبي - أن أهل البصرة إذا رأوا هلال رمضان ثم بلغ ذلك إلى أهل الكوفة والمدينة واليمن أنه يلزمهم الصيام أو القضاء إن فات الأداء ". و هذا لم ينقل وقوعه في زمن الصحابة ذاك ؛ فدلّ على أن المانع من اعتبار ابن عباس و أهل المدينة لرؤية معاوية و أهل الشام لم يكن لما اعتلوا به من تعذر العلم بخبر الرؤية – و قد بلغهم قبل انسلاخ الشهر – و إنما كان لأن لأهل كل بلد رؤيتهم عند تباعد البلاد ؛ و موافقة هذا لترجمة الباب في " صحيح مسلم " ظاهرة .
الأمر الثالث : أنه لا اعتبار في الشرع – في قضية توحيد رؤية الهلال - لدعوى " الاشتراك في جزء من الليل " بين الأقطار ؛ إذ لا شك في اشتراك بلاد الشام و الحجاز في جزء من الليل : معظمه و أكثره ، و لم يعتبر حيبذاك ؛ فدلّ على عدم اعتباره من جهة الشرع ؛ فلا يلتفت للقول به و لا يعّول عليه .
و يؤيد هذا ما ترجم لذلك الحديث إمام الأئمة ابن خزيمة في " صحيحه " ب
( باب الدليل على أن الواجب على أهل كل بلدة صيام رمضان لرؤيتهم لا رؤية غيرهم )(1/253)
( حدثنا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل يعني بن جعفر عن محمد يعني بن أبي حرملة عن كريب : أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام ، قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها ، واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام ، فرأينا الهلال ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية ، فقدمت المدينة في آخر الشهر ، فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال : متى رأيتم الهلال ؟ فقلت : رأيناه ليلة الجمعة . فقال : أنت رأيته ليلة الجمعة ؟ قلت : نعم أنا رأيته ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية . قال : لكننا رأيناه ليلة السبت ، فلا نزال نصومه حتى نكمل ثلاثين أو نراه . فقلت : أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ قال : لا . هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
• * * *(1/254)
و لا حجة لمن دفع الاحتجاج بمقتضى ذلك الحديث الصحيح بقول البيهقي : ( ويحتمل أن يكون ابن عباس أراد ما روي عنه في قصة أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمده لرؤيته أو تكمل العدة ، ولم يثبت عنده رؤيته ببلد آخر بشهادة رجلين حتى تكمل العدة على رؤيته ، لانفراد كريب بهذا الخبر فلم يقبله ) : فاحتمال غير وارد ؛ لاختلاف محلّي الحديث ، إذ محلّه هنا : إذا غمّ الهلال – أي حال دون رؤيته غيم و غيره - ، ففيه : ( أهللنا رمضان ونحن بذات عرق . فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس رضي الله عنه يسأله . فقال ابن عباس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد أمده لرؤيته . فإن أغمى عليكم فأكملوا العدة " ) . أما احتمال ردّ ابن عباس لكلام كريب لعدم ثبوت الرؤية عنده إلا بشاهدين : فيردّه ما رواه ابن عباس نفسه من الحديث : " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أبصرت الهلال الليلة فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقال نعم فقال قم يا فلان فأذن في الناس فليصوموا " . ففيه قبول شهادة الأعرابي و كان وحده ، و ابن عباس هو راوي الحديث و هو القائل لكريب بالمدينة : " لا " لمّا سأله : ( أ و لا تكتفي برؤية معاوية و صيامة ) و كان بالشام . و قد رد ابن العربي ذلك الاحتمال ، فقال : " لأن كُرَيْباً لم يشهد وإنما أخبر عن حكم ثبت بالشهادة، ولا خلاف في الحكم الثابت أنه يجزى فيه خبر الواحد " .
و عليه فقول البيهقي أيضا : ( ويكون قوله – أي ابن عباس - : " لا " : فتوى من جهته ، قياساً على هذا الخبر ) فيه نظر ؛ لأن محل الخبر : إغماء الهلال عند الرؤية ، و قياسه على الخبر لا وجه له ؛ لاختلاف محل الفرع عن الأصل .(1/255)
ولم يكن قول ابن عباس رأيا له وحده ، بل هو ما كان عليه عمل أهل المدينة حينداك ؛ ( قال الرافعي ويروى أن ابن عباس أمر كريبا أن يقتدي بأهل المدينة ) ؛ ذكره ا بن الملقن الأنصاري في " خلاصة البدر المنير " ، و قال : (لا يحضرني ) ، وقال ابن حجر في " التلخيص الحبير " : ( ويروى ان بن عباس أمر كريبا أن يقتدي بأهل المدينة هو ظاهر من قوله : أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ قال : " لا " ) . و هو ظاهر أكثر في قوله في الحديث : " فلا نزال نصومه حتى نكمل ثلاثين أو نراه " ؛ بصيغة الجمع .
* * *ٍ
2 - و أما الإجماع ( والمؤيد لمقتضى النص المذكور آنفا ، والذي ذكره الإمام أبو العباس القرطبي ) : فهو ماحكاه الإمام ابن عبد البر في كتابه " الاستذكار " ، قال : (( قد أجمعوا أنه لا تراعى الرؤية فيما أخر من البلدان كالأندلس من خراسان ، وكذلك كل بلد له رؤيته ، إلا ما كان كالمصر الكبير وما تقاربت أقطاره من بلاد المسلمين والله أعلم )) .
و ما ادعاه البعض من ضعف إجماعات ابن عبد البر : فلا يدفع ذلك الإجماع ، إذ ذكره و قبله و لم يضعفه كثير من الأئمة : منهم أبو العباس القرطبي في " المفهم " ، و أبو عبد الله القرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " ، و ابن حجر في " فتح الباري " ، ، و كذا ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ، و قال في استدلال ابن حنبل بقبول النبي صلى الله عليه و سلم شهادة الأعرابي برؤية الهلال: " و هذا لا ينافي ما ذكره ابن عبد البر " . و قال ابن رشد في " بداية المجتهد " : " وأجمعوا أنه لا يراعى ذلك في البلدان النائية كالأندلس والحجاز " .
و لا يعقل اتفاق مثل هؤلاء الأئمة في الوقوع في الخطأ فيما حكوه من إجماع .
و قد قال القرطبي في تفسيره " وإذا صح الإجماع بعد الخلاف كان مسقطا للخلاف " .
و دليله ما استقر عليع العمل بوجوب الغسل بمجرد إلتقاء الختانين ، بعد الخلاف المتقدم في عصر الصحابة في الإنزال .(1/256)
و " الإجماع " : هو ثالث أدلة التشريع في الإسلام المتفق عليها عند الجمهور ، بعد الكتاب و السنّة ؛ فهو حجّة ملزمة في محل المسألة .
* * *
3 - و قد بيّن الإمام أبو العباس القرطبي في كتابه " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " أن ذلك الإجماع لا يعارضه الخلاف المنقول بين العلماء ( في اعتبار رؤية أهل بلد للهلال رؤية لغيره من البلاد و عدم اعتباره ) ؛ قال : ( و هذا الإجماع الذي حكاه أبو عمر يدل : على أن الخلاف الواقع في هذه المسألة إنما هو فيما تقارب من البلاد ، و لم يكن في حكم القطر الواحد ) .
- أما فيما تباعد من الأقطار " كتباعد بلاد الشام من الحجاز أو ما قارب ذلك : فالواجب على أهل كل بلد أن تعمل على رؤيته ، دون رؤية غيره " ، قاله الإمام القرطبي في " المفهم " و قال في الحديث المذكور آنفا : " فهو حجة على أن البلاد إذا تباعدت كتباعد .... " .
•** و إنما وقع اللبس في مفهوم كلمة " البلد أو البلاد " الواردة في كلام الأئمة : فالخلاف : كان في اعتبار رؤية بلد من بلاد القطر الواحد و ما تقارب من بلاد المسلمين ، أما الإجماع : فكان في عدم اعتبار رؤية ما تباعد من البلاد و الأقطار .
• و قد حكى الإمام ابن عبد البر ذلك الإجماع في كتابه " الاستذكار " عقب ذكره الخلاف المنقول عن العلماء ؛ فهو لم يكن غافلا عنه ، و محله فيما تقارب من البلدان ؛ كما قال أبو العباس القرطبي في " المفهم " ، و أما فيما بعد من البلاد فالإجماع على عدم اعتبارها ، و ما ذكره بعض الفقهاء خلاف هذا فهو من تخريجاتهم هم على أقوال الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة ، و هو من قبيل التمثيل لكلمة البلد أو البلاد التي جاءت في كلامهم ، و ليست منه بنصّها .
•و الحديث الصحيح حجة قاطعة في ذلك ؛ فهو بمفرده ملزم للجميع ما دام ثبتت صحته ، و ما دامت دلالته صريحة .
و يؤكده ما ترجم له أئمة الحديث في مصنفاتهم ، و تراجمهم للأحاديث هي فقههم ، فقد ترجم له :(1/257)
أ - الإمام مسلم في صحيحه بقوله : باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم ، و أنهم إذا رؤا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم ) .
ب - و إمام الأئمة ابن خزيمة في " صحيحه " بقوله :
( باب الدليل على أن الواجب على أهل كل بلدة صيام رمضان لرؤيتهم لا رؤية غيرهم )
ج - و الإمام الترمذي في " سننه " بقوله : ( باب ما جاء لكل أهل بلد رؤيتهم )
و قال : ( و العمل على هذا الحديث عند أهل العلم أن لكل أهل بلد رؤيتهم ) .
قال ابن حجر عن قول الترمذي هذا : ( و لم يحك سواه ) . إشارة إلى عادة الترمذي في ذكر الأقوال المختلفة إن وجدت . و لما " لم يحك سواه " فدلّ على أنه القول الوحيد في المسألة ( عند تباعد البلاد تباعد بلاد الشام و الحجاز و نحوهما ) .
- و لا حجة للمخالف في احتجاجه بعموم حديث " صوموا لرؤيته ، و أفطروا لرؤيته " ؛ إذ يدلّ على وجوب الصيام على جميع من رأوا الهلال – و هذا هو محلّ الحديث - و ليس فيه دليل على وجوبه على أهل البلاد التي لم تره ، بل هو حجّة لمن لم يصوموا على رؤية البلد الآخر ؛ حيث إنهم لم يروه ؛ فلم يلزمهم الصيام حينئذ ، و يؤيد ذلك عموم قوله صلى الله عليه و سلم : " إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له " . [ صحيح مسلم ] .
و قد ترجم له في صحيح مسلم ب ( باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال و الفطر لرؤيته ، و إذا غمّ في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوما ) ، و قد ترجم له ابن خزيمة في " صحيحه " ب ( باب التسوية بين الزجر عن صيام رمضان إذا لم يغمّ الهلال و بين الزجر عن إفطار رمضان قبل رؤية هلال شوال إذا لم يغمّ الهلال ) ، و كذا ترجم له ابن حبان في " صحيحه " ب ( ذكر الزجر عن أن يصوم المرء اليوم الذي يشكّ فيه أمن شعبان هو أم من رمضان ) . و إذا كان هذا الزجر في يوم الشك فهو فيما لم ير أصلا أولى ؛ فكيف يصام ؟!(1/258)
و القول بلزومه عندئذ يخالف الإجماع الذي ذكره ابن المنذر ؛ ( فقال في " الإشراف " : " صوم يوم الثلاثين من شعبان إذا لم ير الهلال مع الصحو لا يجب بإجماع الأمة " ) .
** و عليه : فالقول بجواز اعتبار رؤية بلد ( قطر ) كالسعودية مثلا ، و أهل الفتوى فيها لم يقولوا به [ 2 ] - رؤية لغيره مما تباعد عنه كسوريا أو الأردن أو فلسطين و لبنان ( بلاد الشام ) و نحوها من البلاد ، و كذا غيرها الأبعد منها من باب أولى : قول غير صحيح شرعا ، لمخالفته النص الصحيح و الإجماع الصريح . و هو ما نصّ عليه قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي بقوله " فما يدعيه القائلون من وجوب الاتحاد في يومي الصوم والإفطار مخالف لما جاء شرعًا وعقلاً " .
هذا ، و الله تعالى أعلم .
كتبه
د . أبو بكر عبد الستار خليل
غفر الله له و لآله
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[ 1 ] رقم القرار: 7
رقم الدورة: 4
في بيان توحيد الأهلة من عدمه
مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي 15/10/1425
28/11/2004
[ في بيان توحيد الأهلة من عدمه:(1/259)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. أما بعد: لقد درس المجمع الفقهي الإسلامي مسألة اختلاف المطالع في بناء الرؤية عليها، فرأى أن الإسلام بني على أنه دين يسر وسماحة، تقبله الفطرة السليمة، والعقول المستقيمة، لموافقته للمصالح، ففي مسألة الأهلة، ذهب إلى إثباتها بالرؤية البصرية لا على اعتمادها على الحساب، كما تشهد به الأدلة الشرعية القاطعة، كما ذهب إلى اعتبار اختلاف المطالع، لما في ذلك من التخفيف على المكلفين، مع كونه هو الذي يقتضيه النظر الصحيح، فما يدعيه القائلون من وجوب الاتحاد في يومي الصوم والإفطار مخالف لما جاء شرعًا وعقلاً، أما شرعًا فقد أورد أئمة الحديث حديثَ كريب، وهو أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام، فقضيت حاجتها، فاستهل علي شهر رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه. فقلت: أولا نكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا ] .
================================================== ==============================
قرار مجمع الفقه هذا نقلا عن موقع " الإسلام اليوم " ، و رابطه :
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=24&catid=184&artid=4551
================================================== ==============================
[ 2 ] قرار هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية :
________________________________________
س2 : هل يمكن أن يصوم أهل أفريقيا برؤية أهل مكة ؟(1/260)
ج2 : قد صدر بهذه المسألة قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية هذا مضمونه :
[ أولاً : اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حساً وعقلاً، ولم يختلف فيها أحد من العلماء، وإنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في : اعتبار خلاف المطالع، وعدم اعتباره .
ثانياً : مسألة اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال، والاختلاف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين، وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين : أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، ويؤجر فيه المخطئ أجر الاجتهاد .
وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين : فمنهم من رأى اعتبار اختلاف المطالع، ومنهم من لم ير اعتباره . واستدل كل فريق منهما بأدلة من الكتاب والسنة، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد كاشتراكهما في الاستدلال بقوله تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } وبقوله -صلى الله عليه وسلم- : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) الحديث . وذلك لاختلاف الفهم في النص وسلوك كل منهما طريقاً في الاستدلال به .
ونظرا لاعتبارات رأتها الهيئة وقدرتها، ونظراً إلى أن الاختلاف في هذه المسألة ليست له آثار تخشى عواقبها، فقد مضى على ظهور هذا الدين أربعة عشر قرناً، لانعلم فيها فترة جرى فيها توحيد الأمة الإسلامية على رؤية واحدة . فإن أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء يرون بقاء الأمر على ماكان عليه . وعدم إثارة هذا الموضوع، وأن يكون لكل دولة إسلامية حق اختيار ماتراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة، إذ لكل منهما أدلته ومستنداته ]
================================================== ================================= .
هذا القرار لهيئة كبار العلماء بالمملكة السعودية نقلا عن منتديات " شبكة الشريعة الإسلامية " ، و رابطه :(1/261)
http://www.sharee3a.net/vb/showthread.php?t=2567
---
(1/262)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن: رسائل أخرى تناولت علوم الشيخ ابن عثيمين؟؟
---
سؤال عن: رسائل أخرى تناولت علوم الشيخ ابن عثيمين؟؟
---
احمد بن عبدالرحمن
03-19-2007, 05:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل لقد بحثت في الرسائل الجامعية المطروحة التي تناولت الشيخ بن عثيمين رحمه الله وجهوده العلمية
فلم أجد سوى
1- رسالة دكتوراه (منهج الشيخ بن عثيمين في التفسير وعلوم القرآن) __ للدكتور أحمد البريدي
2- رسلة ماجستير (دراسة ترجيحات الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من باب الصلاة إلى آخر باب صلاة أهل الأعذار - من كتاب الصلاة
مقارنة بما استقر عليه المذهب الحنبلي )__ للأخ فؤاد بن حمادي الجحدلي
سؤالي :
هل هناك رسائل أخرى تناولت علوم الشيخ رحمه الله في أي مجال كان ، ومن أصحابها ، وإلى أي الجامعات تنتمي
هذه الرسائل
ولكم جزيل الشكر
---
أحمد البريدي
03-19-2007, 11:38 PM
نعم أخي الكريم سجل رسائل أخرى :
فهناك مشروع يحتوي على جملة من الرسائل في ترجيحات الشيخ ابن عثيمين في التفسير في جامعة أم القرى .
وهناك رسالة دكتوراه في منهج الشيخ ابن عثيمين في الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود .
وهناك رسالة ماجستير بعنوان : جهود الشيخ ابن عثيمين في التوحيد
ورسالة أخرىماجستير بعنوان :جهود الشيخ ابن عثيمين في الإيمان
وكلاهما في الجامعة الإسلامية .
وفي جامعة أم القرى في كلية التربية رسالة ماجستير بعنوان : نماذج من الآثار التربوية للشيخ ابن عثيمين .
هذا ما يحضرني الآن .
---
احمد بن عبدالرحمن
03-20-2007, 05:23 AM
الأخ أحمد البريدي
جزاكم الله خيراً على تعاونكم
ولكن بالنسبة لمشروع ترجيحات الشيخ بن عثيمين - رحمه الله - في التفسير هل تم البدء به أم ليس بعد ؟
ولكم جزيل الشكر
---
أحمد البريدي
03-20-2007, 11:23 AM(1/263)
نعم تم البدء بها ومعنا في الملتقى أحد الأخوة المشاركين في المشروع فلعله يرى مشاركتك ويفيدك بتفاصيل أكثر .
---
ابن الجزيرة
03-20-2007, 02:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ أحمد، نعم بدأ المشروع من أكثر من سنة تقريباً، وإن أردت معلومات أو بعض التفاصيل يمكنك مراسلتي على الخاص.
---
(1/264)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن الكريم
---
حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن الكريم
---
الطيب وشنان
09-09-2006, 03:49 PM
حركة التأليف المعجمي في مفردات القرآن ـــ أحمد حسن الخميسي*
مقدمة:
أقبل المسلمون على القرآن الكريم بشغف منذ صدر الإسلام، يتدبرون آياته، ويتفهمون معانيه التي تحتويها ألفاظه، فحفظوه عن ظهر قلب، وجمعوه في مصحف، وكتبوا في تفسيره وإعجازه وبلاغته وآداب حمله الكثير. وعكف العلماء على تبيان معاني غريب مفرداته، ووضعوا فهارس ومعاجم لألفاظه، ولا تزال مسيرة التأليف والإعداد في هذا المجال مستمرة حتى أيامنا هذه، لأن كلمات الله تعالى لا تنفد معانيها، ولأن عطاءات القرآن متعددة ومتجددة، وسيظل الإنسان يجد في آياته معيناً لا ينضُب لبحثه وفكره وعقله وحياته.
وسنقف في دراستنا هذه عند الكلمة القرآنية التي شغلت العلماء، فصنّفوا الكتب في مفردات غريب القرآن، ووضعوا لألفاظه الفهارس والمعاجم، وسنتحدث عن أهميتها ومنهج إعدادها والأهداف التي وضعت من أجلها، وعن وجهة أولئك العلماء في أعمالهم، ونقارن بين مفردات الغريب ومعاجم الألفاظ، ونتحدث أيضاً عن دور الحاسوب في تقديم فهارس ومعاجم الألفاظ القرآنية وعلاقة الحاسوب بالمكتوب على الورق.
اهتمام المسلمين بالألفاظ القرآنية:
للألفاظ أهمية في حياة الإنسان لأنها تعبر عما في فؤاده، وتترجم المعاني والمشاعر التي بداخله، وهي إلى جانب ذلك وسيلة لمخاطبة الآخرين، وكلما أتقن الخطيب أو المتحدث ألفاظه واختارها بدقة كان تأثيره في المتلقين أبلغ.(1/265)
إن الألفاظ هي أوعية المعاني والخازن لها، والمقدَّمة على المعاني، فقد ذكر الإمام مجد الدين ابن الأثير عند حديثه عما يلزم لمعرفة علم الحديث فقال: "أحدهما معرفة الألفاظ، والثاني معرفة معانيه، ولا شك أن معرفة ألفاظه مقدَمةٌ في الرتبة، لأنها الأصل في الخطاب، وبها يحصل التفاهم، فإذا عُرِفتْ، تَرَتَّبَتِ المعاني عليها، فكان الاهتمام ببيانها أولى"([1]).
ولأهمية الألفاظ العربية اشترط الأئمة في الفقيه معرفتها والإلمام بها، نقل عنهم قولهم: "إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب، حتى لاغنى لأحد منهم عنه، وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب، ورسول الله (صلى الله عليه و سلم) عربي، فمن أراد معرفة ما في كتاب الله عز وجل وما في سنة رسوله (صلى الله عليه و سلم) من كل كلمة عربية أو نظم عجيب، لم يجد من العلم باللغة بدّاً"([2]).
وجعل العلماء تعلم اللغة فرض كفاية. قال ابن حزم: وأما النحو ففرض على الكفاية... لأن الله يقول )وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضلّ الله من يشاء، ويَهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم( إبراهيم الآية/4/ ولأهمية الألفاظ أمر الله المؤمنين باختيارها والعدول عن المحرف منها إلى ما هو أفضل، قال تعالى )يا أيُّها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انظُرنا وللكافرين عذابٌ مهين( البقرة الآية 104.
إن لفظة (راعِنا) من المراعاة وهي الإنظار والإمهال وأصلها من الرعاية وهي النظر في مصالح الإنسان، وقد حرفها اليهود فجعلوها كلمة مسبة مشتقة من الرعونة وهي الحمق، ولذلك نهى سبحانه وتعالى عنها المؤمنين، وأمرهم بإبدالها بلفظة (انظرنا) من النظر والانتظار([3]).
وكره رسول الله (صلى الله عليه و سلم) بعض الألفاظ، فأمر المسلمين باستبدالها، وقال: [لا يقولنّ أحدكم "خَبُثَتْ نفسي" ولكن ليقل: "لَقِسَتْ نفسي"] متفق عليه.(1/266)
قال العلماء: معنى خبثت: غثّت وهو معنى "لَقِستْ" ولكن كره لفظ الخبث للنفس([4]).
وحثنا رسول الله (صلى الله عليه و سلم) على الدقة في الألفاظ فقال: [لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان] رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ونظراً إلى ما للقرآن من أهمية عند المسلمين، راحوا يعتنون بألفاظه وآياته ويتدبرونها لأنها تحمل معانيه، قال تعالى )كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياتِه وليتذكّرَ أُلوا الألباب( سورة ص الآية 29.
وكانوا يسألون الرسول الكريم إذا ما أشكل عليهم لفظ أو غمض عليهم معنى.
فقد ذكر القرطبي في تفسيره (الجامع 7/ 30) نقلاً عن الصحيحين عن ابن مسعود، لما نزل قول الله تعالى )الذين آمنوا ولم يَلْبِسوا إيمانَهم بظُلْم( الأنعام الآية /82/ شق ذلك على أصحاب رسول الله، وقالوا أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: )يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم( لقمان الآية 13 وبعد أن انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، كان المسلمون يتجهون إلى كبار الصحابة والتابعين يستفسرون عن ألفاظ القرآن.(1/267)
وكان بعضهم يمتنع عن القول برأيه في معاني المفردات القرآنية، فقد سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن معنى (أبَّا) في قوله تعالى )وفاكهةً وأبَّا( فقال: "أيُّ سماء تُظِلّني؟ وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم"([5]) وتعمق الصحابة في فهم القرآن، وكان ينظر إلى عبد الله بن عباس على أنه الرائد في تفسير القرآن والبحث عن معانيه والكشف عن غريبه والاستشهاد عليه بالأشعار، مما جعل الناس تقبل عليه تسأله وتستمع إليه وهو يرد على أسئلتهم بسعة علم ورحابة صدر وكأنه يغرف من بحر، وهذا ما جعلهم يلقبونه (حَبْر الأمة وترجمان القرآن). وقد حاول نافع بن الأزرق، أن يسأل ابن عباس، فذهب مع صاحبه نجدة بن عويمر إليه فقال: "إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله فتفسرها لنا وتأتينا بمصداقها من كلام العرب، فإن الله إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما...".
وكان من جملة ما سأله عنه نافع أن قال: "أخبرني عن قوله تعالى )جَدُّ رَبِّنا( قال: عَظَمةُ ربنا، قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت:
لك الحمدُ والنعماءُ والمُلْكُ ربَّنا
فلا شيءَ أعلى منك جدّاً وأمجدُ([6])
وهكذا راح نافع بن الأزرق يسأل وابن عباس يجيب مفسراً ومستشهداً على ما يقوله بأشعار العرب، حتى بلغت المسائل أكثر من ثمانين مسألة، سميت فيما بعد (مسائل نافع بن الأزرق).
أولاً ـ مفردات غريب القرآن:
الغريب من الكلام إنما هو الغامض والبعيد عن الفهم، أما غريب القرآن فقد قال عنه أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة (745)هـ في مقدمة كتابه "تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب":
"لغات القرآن العزيز على قسمين: قسم يكاد يشترك في فهم معناه عامة المستعربة وخاصتهم، كمدلول السماء والأرض وفوق وتحت، وقسم يختص بمعرفته من له اطلاع وتبحر في اللغة العربية، وهو الذي صنف أكثر الناس فيه وسموه غريب القرآن".(1/268)
ويلاحظ على هذه المصنفات، أنها لم تكتف بالألفاظ الغريبة، بل تعدتها إلى بعض الألفاظ المعروفة لدى عامة الناس مثل كلمة "الغَنَم" التي أثبتها الراغب الأصفهاني المتوفى سنة /502/ هـ في كتابه "المفردات في غريب القرآن". فقال: الغنم معروف، قال تعالى )ومن البقَر والغَنَمِ حَرمنا عليهم شُحومهما( الأنعام الآية 146([7]).
ومثل كلمة "الشجر" التي وردت في غريب القرآن لأبي حيان الأندلسي قال: الشجر في الآية
)ومن الشَّجَر ومما يَعْرِشون( النحل الآية /68/ ما قام على ساق.
ووردت كلمات أخرى معروفة مثل قمر، زوج، صيد،.... لهذا يمكن تسمية كتب غريب القرآن بأنها تفسير لجملة من مفردات القرآن وكلماته لأنها لم تقتصر على الغريب فقط.
تطور التأليف في غريب القرآن:
أول من قال بغريب القرآن هو ابن عباس، وطبع له كتاب في غريب القرآن([8]).
كما أن مسائل نافع بن الأزرق المتوفى سنة /65/ هـ قد أُثبتت في الإتقان للسيوطي وهي مطبوعة في "شواهد القرآن" لأبي تراب الظاهري وفي "إعجاز القرآن" لعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) ونشرها محمد فؤاد عبد الباقي ضمن "معجم غريب القرآن مستخرجاً من صحيح البخاري" كما ذكرت هذه المسائل في كتب تراثية أخرى، والمؤلَّفُ الثاني في غريب القرآن هو لأبي سعيد أبان بن تغلب بن رباح البكري المتوفى /141/ هـ ودوَّن شواهده من الشعر.
وهذا ما يجعلنا نقول: إن بداية تدوين غريب القرآن في النصف الأول من القرن الثاني للهجرة، واستمرّ إلى العصر الحاضر، وسنكتفي بذكر نماذج للتطور في تأليف كتب الغريب.
لقد وضع العلماء مؤلفات في غريب القرآن في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ولكن معظم هذه الكتب فُقد، ومن الكتب التي وصلت إلينا (غريب القرآن) لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة (276)([9]).(1/269)
وفي القرن الرابع تابع العلماء التأليف في غريب القرآن فأعد أبو بكر محمد بن عزيز بن أحمد السجستاني المتوفى سنة /330/ هـ كتاب (نزهة القلوب في تفسير علام الغيوب)([10]).
وفي القرن الخامس وضع الراغب الأصفهاني المتوفى /502/ هـ كتابه المسمى "المفردات في غريب القرآن"([11]) وقد أتقن مؤلفه ترتيبه على حروف المعجم مراعياً أوائل الكلمات.
وألف في الغريب من أهل القرن السادس الهجري أبو الفرج بن الجوزي /510ـ 597/ هـ وسمّى كتابه /تذكرة الأريب/([12]).
ومن الكتب المشهورة في القرن الثامن الهجري "تحفة الأريب، بما في القرآن من الغريب" تأليف الشيخ أثير الدين أبي حيان الأندلسي المتوفى /745/ هـ([13]) وكتاب (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ) للسّمين الحلبي المتوفى (756) هـ جمع فيه ألفاظ القرآن وفسرها([14]).
واستمر التأليف في الغريب بعد ذلك، ففي القرن الثالث الهجري وضع مصطفى بن حنفي بن حسن الذهبي المتوفى (1280) هـ كتاب "تفسير غريب القرآن".
وفي العصر الحديث وضع الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس ـ لبنان ـ وصاحب كتاب "قصة الإيمان" كتاباً اسمه (غريب القرآن ومتشابهه) وقد طبع مراراً.
طريقة إعداد كتب الغريب:
إن التأليف في غريب القرآن كان في مراحله الأولى، يعتمد في تفسير كلماته على الشعر وخاصة الجاهلي منه، كما رأينا في مسائل نافع بن الأزرق، وقد فعل ذلك ابن قتيبة في "غريب القرآن" إذ إنه استشهد بالأشعار والأحاديث وأقوال العرب، ولقد وجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسلمين إلى ذلك فقال: "يا أيها الناس عليكم بديوانكم شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم"([15]).
ولجأ بعضهم إلى كتب التفسير وكتب اللغة في تفسير مفرداتهم، وهذا ما فعله الراغب الأصفهاني في "المفردات في غريب القرآن".(1/270)
إن كتب الغريب ألّفت نثراً، إلا أن بعض العلماء نظمها شعراً كما فعل زين الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الرحمن الكردي المعروف بالحافظ العراقي المتوفى سنة /806/ هـ وسمّى كتابه "ألفية غريب القرآن"([16]).
أما من حيث ترتيب الألفاظ، فإن كتب الغريب، كانت في جملتها تفتقر للدقة والمنهجية المنظمة على اختلاف طرائقه، ففي كتاب (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب) لأبي حيان الأندلسي المتوفى سنة (745) هـ اعتمد المؤلف على الحرف الأول فقط من المادة وجمعها اعتباطاً في كل حرف، فجاء المحققون ورتبوا المفردات ترتيباً جديداً، ورتب بعض المؤلفين مفرداته بحسب ترتيب السور القرآنية، كما في غريب القرآن لابن قتيبة المتوفى /276/ هـ، إذ جعل كتابه أقساماً وفقاً للسور، وسار فيه على ترتيب تلك السور في المصحف، ورتب الراغب الأصفهاني، كتابه ترتيباً ألفبائياً، فقال في مقدمته موضحاً منهجه "وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفياً فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجي، فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم..." ولكنه لم يراع الحرف الثاني تماماً.(1/271)
ونهج أكثر الذين ألفوا في الغريب فيما بعد هذا المنهج، واستفاد العلماء بعضهم من بعض، فهذا صاحب "عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ" الشيخ أحمد بن يوسف بن عبد الدائم الحلبي المعروف بالسمين المتوفى /756/ هـ قد اتبع في ترتيبه منهج المعاجم معززاً شرح الألفاظ بالشواهد القرآنية وبالحديث والأمثال والشعر، وقد اعتمد أصل الكلمة مجردة من الزوائد، وقام بتحليل اللفظة مجردة من المزيد، وتعرض لأصولها واشتقاقاتها وتطور معناها، واختلاف هذا المعنى من حيث الاستعمال، أي أن المؤلف كان يتابع اللفظ صرفياً وأصولياً فهو يفوق كتاب "المفردات" للأصفهاني، وقد أكمل في كتابه "عمدة الحفاظ" النواقص الواردة في القراءات، وسدد المآخذ التي أخذها على الأصفهاني([17]). وما لبث النظام الهجائي المعجمي أن استقر في القرون الأخيرة.
لقد كان المؤلفون في هذا العلم، يستفيد اللاحق فيهم من السابق، ويتلافى تقصيره، ويختصر أشياء أسهب فيها غيره، كما يسهب في أمورٍ أجملها، ويضيف أشياء جديدة، مما يجعل المؤَلَّفَ الجديد أكثر دقة وجودة وفائدة من سابقه، وهذا يدل على التطور الملحوظ في هذا المجال.
ومما يدل على ذلك ما قاله ابن قتيبة في كتابه "غريب القرآن":
"وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا أن نختصر، ونكمل، وأن نوضح ونجمل وألا نستشهد على اللفظ المبتذل في كتابنا، ولا نكثر الدلالة على الحرف المستعمل، وألا نحشو كتابنا بالنحو والحديث والأسانيد، فإنا لو جعلنا ذلك في نقل الحديث لاحتجنا أن نأتي بتفسير السلف ـ رحمة الله عليهم ـ بعينه، ولو أتينا بتلك الألفاظ كان كتابنا كسائر الكتب التي ألفها نقلة الحديث".(1/272)
ومن طرق التأليف التي اتبعها المعاصرون جمع العديد من كتب الغريب وترتيب ألفاظها في كتاب واحد، وهذا ما فعله الشيخ عبد العزيز عز الدين السيروان الذي قام بإعداد "المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم" انتقى فيها أهم مصادر غريب القرآن، وجمعها في هذا الكتاب وهي:
1ـ تفسير غريب القرآن لابن قتيبة. 2ـ تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب لأبي حيان الغرناطي. 3ـ معجم غريب القرآن لابن عباس. 4ـ كتاب العمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب.
ورتب ذلك كله بحسب المعجم بإعادة كل كلمة إلى جذرها اللغوي([18]).
الهدف من مفردات غريب القرآن:
أما الهدف من وضع غريب القرآن، فهو تقديم معاني المفردات القرآنية الغريبة للعلماء والأدباء وطلاب العلم. قال الراغب الأصفهاني في مقدمة مفرداته: "إن أول ما يُحتاج أن يُشتَغَل به من علوم القرآن، العلومُ اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيقُ الألفاظ المفردة فتحصيلُ معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المُعاون لمن يريد أن يدرك معانيه... وليس ذلك نافعاً في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علمٍ من علوم الشرع، فألفاظ القرآن: هي لبّ كلام العرب وزبدتُه وواسطته وكرائمُه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحِكَمِهم، وإليها مَفزعُ الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم..."
ولقد ذكر شمس الدين محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي المتوفى نحو سنة /666/ هـ في كتابه "غريب القرآن" أن طلبة العلم وحملة القرآن سألوه أن يجمع لهم تفسير غريب القرآن فأجاب...."([19]).
وكان العلماء يقصدون من تأليفهم وجه الله تعالى، إذ يبدأ كل واحد منهم غالباً بحمد الله والصلاة على رسول الله وصحبه وآله، ويذكر أنه يريد بعمله وجه الله تعالى.
وعلى سبيل المثال، نذكر ما قاله الحافظ العراقي في مقدمة "ألفية غريب القرآن":
الحمد لله أَتمَّ الحمد
على أيادٍ عظمتْ عن عدِّ
وبعدُ فالعبدُ نوى أن يَنْظِما(1/273)
غريبَ ألفاظ القُران عظما
ثم يقول:
وأرتجي النفعَ به في عاجلِ
وآجلٍ واللهُ ذُخر الآملِ
ويقول في نهاية الألفية:
وكملت عند السويس عائدا
من سفري لفضل ربي حامدا
مصلياً على نبيّ الرحمةِ
فهو شفيعي وهولي وسيلتي([20])
وهكذا رأينا أهمية كتب غريب القرآن في تفسير ما أشكل من مفردات القرآن، وتقديمها للعلماء والباحثين، كما أننا لاحظنا تطور إعدادها ومنهجها، واهتمام المسلمين بها وتحقيقها وطبعها حتى بلغت طبعات بعضها العشرات، وتجلت لنا وجهة العلماء من تآليفهم، وصدقهم في عملهم، وإتقانهم له.
ثانياً ـ فهارس ألفاظ القرآن ومعاجمها
بعد أن رأينا ما بذله العلماء في الماضي من جهود في تصنيف مفردات غريب القرآن، فإننا سنقف عند جهود العلماء المعاصرين الذين تابعوا الاهتمام بالألفاظ القرآنية، بعد أن طوروا المنهج، وجدَّدوا في الطريقة والغرض، فوضعوا فهارس لألفاظ القرآن، ترشد الطالب إلى مكان الكلمات في آيات القرآن وسوره، ثم وضعوا معاجم لشرح معاني هذه الألفاظ بعد أن تذكر الآيات التي وردت فيها، وأعد بعض العلماء معاجم تخصصية، يتضمن كل معجم منها مفردات ذات موضوع واحد.
لقد تطورت معاجم ألفاظ القرآن في القرن العشرين ومرت بمراحل ثلاث:
1ـ فهارس لألفاظ القرآن وأطراف آياته.
2ـ معاجم لألفاظ القرآن.
3ـ معاجم تخصصية لألفاظ القرآن.
المرحلة الأولى: فهارس ألفاظ القرآن الكريم:
ثمة فارق بين الفهرس والمعجم: فالفهرس يرتب الألفاظ، ويدلك على مكان ورودها، أما المعجم فيرتبها ويشرحها.
ولقد دعت الحاجة إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن، تسهل للباحثين الوصول إلى كلمات القرآن بيسر، فاتجهت عناية المسلمين والمستشرقين في الثلث الأول من القرن العشرين إلى وضع فهارس لألفاظ القرآن وأطراف آياته.
ومن المؤلفات الرائدة في هذا المجال:
1ـ نجوم الفرقان في أطراف القرآن: للمستشرق الألماني (فلوجل).
2ـ فتح الرحمن: تأليف علي زاده فيض الله الحسني.(1/274)
3ـ مفتاح كنوز الرحمن: لكاظم بك.
4ـ كتاب ترتيب زيبا: لحافظ محمود الورداري.
5ـ معجم آيات القرآن: حسين نصار.
6ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.
وكان أهم هذه الفهارس فهرس الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي الذي استفاد من تجربة المستشرق (فلوجل) حين اطلع على كتابه (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) فأعجب به، لكنه وجد فيه بعض الهنات والنواقص، فشمر عن ساعد الجد، وسهر الليالي فترجم هذا السفر وأكمل نواقصه، وأخرجه إخراجاً جديداً، وأضاف إليه، وسمّاه (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) ورتب مواد هذا المعجم ترتيباً هجائياً، بعد تجريد اللفظة من أحرف الزيادة، وجاءت على حسب أوائلها فثوانيها فثوالثها، وبدأ معجمه المفهرس بمادة (أ ب ب) وأنهاه بمادة (ي و م) ويكفي أن تعرف كلمة من الآية حتى يدلك على موضعها من السورة، ويذكر لك نصّ الآية أيضاً.
إن الطريقة التي اتبعت في ذكر مفردات (المادة) هي الابتداء بالفعل المجرد المبني للمعلوم: ماضيه فمضارعه فأمره، ثم المبني للمجهول من الماضي والمضارع، ثم المزيد بالتضعيف فالمزيد بحرف... إلخ، ثم الأسماء كالمصدر والمشتقات كاسم الفاعل واسم المفعول وباقي الأسماء....(1/275)
ومنهجه في كل لفظة أن يذكر: عدد مرات اللفظة في القرآن، والآيات التي وردت فيها اللفظة، ويثبت أمام كل آية رقمها في السورة ويرمز بـ /ك/ للآية المكية و بـ/م/ للآية المدنية، ثم يذكر اسم السورة ورقمها في المصحف. انتهى المؤلف من إعداد فهرسه هذا في عام 1945 ثم طبعه وأصدره وكانت أرقام آياته تطابق ما ورد في المصحف الذي تولّت الحكومة المصرية ـ آنذاك ـ طبعه، ثم صدر المعجم بطبعات متعددة في بلاد عربية وإسلامية، وتولت دار الفكر بدمشق عام /1407/ هـ نشره وطبعه على هامش القرآن الكريم نفسه ليسهل الرجوع إلى السور والآيات مباشرة، ومن طبعاته الجيدة المميزة الطبعة التركية الصادرة عن المكتبة الإسلامية في إستنبول في تركية عام 1982م.
وأقبل الناس والباحثون والعلماء عليه يستفيدون منه أيّما استفادة.
والناظر في هذا المعجم يجده يحوي ألفاظ القرآن ما عدا الضمائر والأدوات مما دفع الدكتور (إسماعيل أحمد عمايرة) إلى إعداد (معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم) فَهْرَسَ فيه الأدوات والضمائر في القرآن، بحيث ييسر هذا الأمر لمن يَدْرُس أدوات الشرط أو النفي أو الاستفهام أو الحصر أو الضمائر المنفصلة أو ما شابه ذلك من أبواب الدرس الأسلوبي أو النحوي أو البلاغي في القرآن الكريم. وهذا المعجم يقسم إلى قسمين كبيرين، يستقل أحدهما عن الآخر. القسم الأول: الأدوات. والقسم الثاني: الضمائر([21]).
وثمة محاولات أخرى جاءت بعد الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، فقد أعد الدكتور (محمد حسن الحمصي) فهرساً لألفاظ القرآن طبعه مع القرآن الكريم الذي ذيله بأسباب النزول للسيوطي مع بعض الأحاديث المفسرة للآيات وأضاف لفهرس الألفاظ فهرساً لمواضيع القرآن، فجمع عدة كتب في سفر واحد.(1/276)
أما فهرس الألفاظ الذي يعنينا في بحثنا هذا، فقد وضعه الدكتور الحمصي بصورة مختصرة ومكثفة تساعد في الكشف عن مكان اللفظة المطلوبة في السور والآية، إلا أنه لم يذكر النص الكامل للآية.
لقد رتب الدكتور الحمصي الألفاظ ترتيباً هجائياً بعد تجريدها من أحرف الزيادة وذكر أمام كل لفظة رقم السورة ورقم الآية، ولكي يميز الطالب بين السورة والآية جعل رقم السورة بلون ورقم الآية بلون مغاير، وأغفل المؤلف تبويب جميع الحروف وغالب الظروف وأسماء الإشارة وأدوات الشرط والأسماء الموصولة، ولم يذكر بعض الألفاظ التي وردت فيها كل لفظة في القرآن([22]).
إن هذه الفهارس وفَّرت الجهد والزمن للعلماء والباحثين، وقدمت خدمة جليلة لهم، ومهدت الطريق لوضع معاجم أكثر سعة وشمولية وفائدة.
المرحلة الثانية: معاجم لألفاظ القرآن:
إن فهارس ألفاظ القرآن توصل الباحث إلى موقع اللفظة في القرآن، وبعد ذلك عليه أن يبحث عن معناها في كتب اللغة وتفسير القرآن، لذا دعت الحاجة لوضع معاجم تدل على الألفاظ وتشرحها لتخفف على الباحث مشقّة البحث وتسهل عليه جمع المادة اللازمة للدراسة والتأليف، وكان العمل في هذا الاتجاه جماعياً، إذ اقترح الدكتور (محمد حسين هيكل) عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، وضع معجم خاص بألفاظ القرآن، وكان ذلك في دورة المجمع السابقة في الجلسة الثانية لمؤتمر المجمع في /6/ محرم ـ 1360هـ ـ الموافق 2 فبراير سنة 1941م.
وبعد بضع دورات وجلسات وفي عام 1949م، تشكلت لجنة من المجمع وبدؤوا بإعداد المعجم ضمن مراحل متعددة:
1ـ إذا كانت الكلمة القرآنية ترد في القرآن بمعنى واحد:
أ ـ تشرح شرحاً لغوياً.
ب ـ يبيّن أن الكلمة وردت في القرآن في مواضع متعددة، وأنها جاءت في كل هذه المواضع بالمعنى الذي ذُكر آنفاً.
2ـ إذا كان لها معان لغوية مختلفة:
أ ـ ينص على المعاني اللغوية كلها.(1/277)
ب ـ يؤخذ أولاً أكثر المعاني دوراناً في القرآن، وينص على أن الكلمة وردت بهذا المعنى في كذا وكذا موضعاً، ويُذكر مثالان من الآيات مع اسم السورة ورقم الآية، ثم يُكتفى بعد ذلك بما جاء في هذا المعنى بذكر السورة ورقم الآية.
ج ـ تذكر المعاني الأخرى معنى بعد آخر، ويذكر بعد ذلك عدد الآيات التي جاءت فيها الكلمة بهذا المعنى، ويُكتفى بمثال، ثم تُذكر السور وأرقام الآيات الأخرى.
3ـ إذا كان للكلمة أكثر من معنى يُبدأ بالمعاني التي وردت في قليل من الآيات ثم يذكر المعنى الذي ورد به في كثير من الآيات.
4ـ إذا كان للكلمة معنى لغوي واحد ولكنها استعملت في القرآن الكريم بألوان مختلفة بسبب المجاز ونحوه، نص على المعنى اللغوي البحت([23]).
لقد رتبت ألفاظ القرآن في هذا المعجم بحسب ترتيب حروف الهجاء، مسترشدة بالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمه الله ـ وإن الآيات التي أحال إليها المعجم هي أرقام المصحف المتداول، وَوُضِعَ رقم يبيّن عدد مرات كل لفظ من الألفاظ في القرآن. مثال ذلك: لفظة الأب تحتها رقم (1) واحد.
وبعد هذا المعجم الذي وضعه مجمع اللغة بالقاهرة، أُعِدَّت معاجم أخرى تشرح الألفاظ القرآنية وتشير إلى مكانها، وكان لكل معجم خصائص تميزه عن غيره.(1/278)
لقد رتبت هذه المعاجم ترتيباً هجائياً، ولكن قسماً منها جاءت فيه الكلمات مجردة وقد ردّت إلى أصلها الثلاثي، نذكر من هذه المعاجم ـ على سبيل المثال ـ معجم الألفاظ والأعلام في القرآن الكريم للأستاذ (محمد إسماعيل إبراهيم) وهو موجَزٌ لما سبقه من معاجم ألفاظ القرآن، وألحق به ما جاء في القرآن من أعلام تاريخية وجغرافية، ونذكر معجماً آخر وضعه الفريق يحيى عبد الله المعلمي وعنوانه (مفردات القرآن). يقول المعلمي في مقدمته "أخذت مادة المفردات من القرآن، وشرحت معانيها في اللغة بدءاً ببيان أصل المعنى ثم ما طرأ عليها من تطورات، ثم أبرزت المعنى الذي وردت الكلمة به في القرآن الكريم، وتوجت بعد ذلك بالآيات الكريمات التي وردت فيها هذه الكلمة، وقد رتبتها ترتيباً هجائياً على طريقة المعاجم العربية، وذلك بإرجاع الكلمة إلى أصلها المجرد، واخترت أن يكون البدء بالحرف الأول في الكلمة المجردة، ثم الذي يليه، وهكذا، ورجعت في ذكر المعاني اللغوية للكلمات إلى أمهات كتب العربية"
أما القسم الآخر من هذه المعاجم التي تشرح الألفاظ، فقد أخذت الكلمة كما وردت في القرآن دون أن تجردها من أحرف الزيادة، وأشارت إلى مكانها وشرحتها لغوياً وبينت معانيها في الآيات.
وهذا ما فعله المرحوم الأستاذ (حامد عبد القادر) عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة في (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي طبع أول مرة عام 1389هـ ـ 1969م. حيث رتب فيه الكلمات وفق ترتيب الأحرف الأبجدية دون تجريدها، ثم شرح معناها اللغوي وبعدها أتى بمعانيها في الآيات مع ذكر الآية، ووُضع بهذا الترتيب أيضاً (معجم القرآن) وهو قاموس مفردات القرآن وغريبه: فيه تفسير ولغة وأدب وعلم واجتماع وفلسفة، أعده المحامي عبد الرؤوف المصري([24]).(1/279)
وعن ترتيبه وإعداده قال المؤلف في المقدمة: "أخذت الكلمة من القرآن بحالها من غير نظر إلى ذكر أصلها المشتقة منه، وذكرت الكلمة دون أن أعير الحروف الداخلة عليها التفاتاً مثل (الأيَامى) أوردتها (أيامى)، ورتبت الكلمات ترتيباً ألف بائياً، ووضعت بجانب كل لفظة السورة ورقم الآية فيها، وفي هامش الصفحات عرَّفت بالأعلام والأديان وغيرها".
بالإضافة إلى كل ذلك نجد المؤلف يورد أحياناً أبياتاً من الشعر أو أقوال بعض العلماء حول المعنى، وقد يورد آراء المفسرين وهكذا...
وعلى هذا الترتيب والمنهج وضعت بضعة معاجم، ولا يزال العلماء يمخرون عباب هذا المجال ويتفننون فيه، وهذا ما سنراه في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة: معاجم تخصصية لألفاظ القرآن:
إن المعاجم السابقة هي فهارس عامة تشمل معظم ألفاظ القرآن ـ إن لم نقل جميعها ـ فإذا ما أراد باحث أن يكتب عن النبات في القرآن، فما عليه إلا أن يتتبّع أسماء النبات وصفاته في القرآن، ويكتب بحثه مستعيناً بفهارس القرآن ومعاجمه، مما حدا ببعض العلماء والباحثين إلى أن يصنفوا معاجم تخصصية تجمع ألفاظ القرآن في موضوع واحد، وكان من الرواد في هذا المجال الأستاذ الباحث (مختار فوزي النعال) الذي صدر له (معجم ألفاظ النبات في القرآن)([25]).
ثم ألف عدة معاجم تخصصية أخرى منها: معجم ألفاظ الإنسان في القرآن، ومعجم ألفاظ الحيوان في القرآن، ومعجم ألفاظ الزمان في القرآن، ومعجم ألفاظ الكون الواردة في القرآن، ومعجم ألفاظ المصنوعات في القرآن، ومعجم ألفاظ المكان في القرآن، ومعجم ألفاظ القبائل والأمم والشعوب في القرآن، ومعجم ألفاظ الأخلاق في القرآن، ومعجم الألفاظ التجارية والمالية في القرآن.
وجمع المعاجم السابقة في (موسوعة الألفاظ القرآنية) بعد أن اختصر بعض الشروح([26]).(1/280)
وأصدرت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تباعاً معاجم تخصصية أخرى تحت عنوان (قاموس القرآن الكريم) كان أولها (معجم النبات في القرآن) طبع لأول مرة عام 1992، ورتبت هذه المعاجم هجائياً.
وهكذا لاحظنا أن عمل المعاجم قام على جهد فردي أو على جهد جماعي صادر عن مؤسسات علمية أو مجامع اللغة العربية، وقد يلتقي الجهدان، فيتعاون الأفراد مع المعاهد ودور النشر لإصدار معجم تخصصي، كما فعل الأستاذ (محيي الدين عطية) الذي أعد (الكشاف الاقتصادي) لآيات القرآن الكريم، بالتعاون مع الدار العالمية للكتاب الإسلامي في المملكة العربية السعودية والمعهد العالي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، وصدرت طبعته الثانية عام 1413ه ـ 1992م، وبلغ عدد مفردات الكشاف فيه /550/ مفردة وعدد صفحاته /598/ صفحة، ورتبت ألفاظه حسب ترتيب الحروف الهجائية، وذكرت الآيات وما جاء في تفسيرها مع ذكر المراجع ومصادر النقول، وفي نهايته فهرس تحليلي للكشاف يذكر فيه اللفظة والسورة والآيات التي وردت فيها. وهذا الكشاف يعين الباحث في علوم الاقتصاد الإسلامي.
وفطن الأستاذ (محمد السيد الداودي) الموجه السابق للغة العربية ـ القاهرة ـ إلى الأرقام في القرآن الكريم فأعد (معجم الأرقام في القرآن) وهو بحث يستوعب كل ما ورد في القرآن من أرقام مع إحاطة كل رقم بما يتطلبه من لغة وفقه وتاريخ وأسباب نزول وأهدافه، ورتبه حسب الأعداد الواردة في القرآن تصاعدياً: أي بدءاً بالأصغر فالأكبر([27]).
ولم ينس العلماء اللغة في القرآن فأصدروا بالإضافة إلى ما ذكرنا من قبل معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن للدكتور (أحمد محمد الخراط) الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية([28]).(1/281)
قسم هذا المعجم إلى قسمين: قسم الأسماء وقسم الأفعال، وهو يرصد المفردات التي وقع فيها إبدال أو إعلال على نحو يفصل مراحل التوجيه الصرفي للكلمة، ويسعى المعجم كذلك إلى تعليل الظاهرة الصرفية على نحو يُفصِّل في مراحل التوجيه الصرفي للكلمة، ويسعى المعجم كذلك إلى تحرير تعليل الظاهرة الصرفية على نحو ميسر مرتب... أضيف إليه فهارس للأسماء والأفعال ليسهل الرجوع إليها. وفي الجانب اللغوي ألف أيضاً الأستاذ (محمد حسن الشريف) (معجم حروف المعاني في القرآن)([29]). وينوي المؤلف إصدار عدة معاجم أخرى في هذا المنحى مثل: ـ معجم التحولات الصوتية في حروف القرآن الكريم، ومعجم الصيغ الصرفية في حروف القرآن، ومعجم الضمائر في القرآن الكريم([30]).
بالإضافة لما سبق وضع العلماء معاجم تشمل موضوعات تخصصية أخرى مثل الناحية العسكرية، فقد استخرج اللواء محمود شيت خطاب عضو مجمع اللغة العربية في العراق مفردات عسكرية من القرآن وجمعها في معجم سمّاه (المصطلحات العسكرية في القرآن) وأصدره في الستينيّات من القرن العشرين، فَصَّلَ فيه كل مصطلح عسكري ورد في الذكر الحكيم في ثلاث مواد: جعل العنوان العسكري بصيغة الفعل الماضي وأورد في المادة الأولى بعض الآيات أمثلة لاستعماله، وذكر في المادة الثانية مشتقاته ومعانيها اللغوية، كما وردت في المعجمات اللغوية، وسجل في المادة الثالثة استعمالات المصطلح العسكري الوارد في القرآن الكريم ومشتقاته في المصطلحات العسكرية الحديثة في الجيوش العربية لعله ينير لهم الطريق في تذليل مهمتهم الشاقة.
المعاجم القرآنية والحاسوب
إن تنوع المعاجم التخصصية يؤكد أن هذا القرآن الكريم فيه علوم جمة ويدل على أنه كتاب لا تنتهي عجائبه، فهو كتاب الله الذي أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم عليم.(1/282)
وعندما دخل الحاسوب إلى حياة الناس، أحدث ثورة في المعلومات، فأقبل أهل الاختصاصات العلمية يستفيدون منه أيّما فائدة، وسارع العلماء المسلمون إلى الحاسوب يسخِّرونه لخدمة القرآن الكريم، فسجلوا فيه القرآن الكريم، وأصبح الحاسوب بهذه الحالة (فهرساً لألفاظ القرآن) ممتازاً، فإذا طلبوا منه لفظة قرآنية دل على مكانها في السورة والآية بدقة وسرعة، وقدم عدد مرات ورودها في القرآن، ثم غذوه ببعض معاجم الألفاظ القرآنية وبتفاسير القرآن، فإذا ما طلبوا منه معنى كلمة أو تفسيرها وجدوا الجواب الصحيح جاهزاً مع الإشارة إلى المصدر، بحيث نستطيع أن نقول: إن الحاسوب بات بديلاً عن فهارس ومعاجم القرآن ولكنه يبقى عالة عليها، فلا يمكن للحاسوب أن يفسر لذاته، ولا يمكن أن يجمع المصطلحات العسكرية أو الألفاظ الإنسانية أو النحوية من القرآن دون أن تغذيه بالمعلومات اللازمة.
إن عمل الحاسوب في هذا المجال يعتمد على السهولة والدقة والسرعة، بعد أن نغذيه بما نريد، وله فائدة أخرى هي أنه يوفر المكان الذي يحتاج إليه عشرات المجلدات في المكتبة، فالحاسوب يخزنها بقرص واحد.(1/283)
وقبل أن ننهي كلامنا على المعاجم نود أن نشير إلى أن هذه المعاجم القرآنية لاقت عناية بالغة من كل الجهات فبالإضافة إلى ما ذكرناه في الدراسة من اهتمام مجامع اللغة والمعاهد والمؤسسات العلمية ودور النشر بها، فإن بعض الباحثين أعدوا معاجم تعرّف هذه المعاجم القرآنية، من هذه المعاجم ما كان خاصاً بمصنفات القرآن ومعاجمه مثل (معجم مصنفات القرآن الكريم) جمع وترتيب الدكتور علي شواخ إسحاق الشعيبي إصدار مركز المخطوطات والتراث والوثائق في الكويت، وهو يشتمل على كل ما عثر عليه من المصنفات التي كتبت عن القرآن الكريم المطبوع منها والمخطوط في جميع بلاد العالم وفي كل اللغات. وهناك مصنفات معجمية تعنى بتقصي المعاجم القرآنية، "فمعجم المعاجم" الذي أعده أحمد الشرقاوي يعرف بنحو ألف وخمسمائة من المعاجم العربية ذكر فيها معاجم مفردات غريب القرآن([31]).
ومعجم المعجمات العربية لمصنفه وجدي رزق غالي، رصد فيه المعاجم العربية المطبوعة، العامة والمتخصصة، مع تعريف مختصر بكلٍ منها.
وفيه إلى جانب ذلك ذكر معاجم لألفاظ القرآن([32]).
نلاحظ من كل ما سبق أن علماءنا منذ فجر الإسلام حتى اليوم، اعتنوا بالقرآن ومفرداته وألفاظه، بطرائق شتى، ثم شرحوا تلك المفردات والألفاظ في معاجم أخرى وألحقوا ذلك بمعاجم تخصصية كان لها أهداف واضحة ومحددة، وبذلك خدموا الكتاب الكريم أجلَّ خدمةٍ، فجزاهم الله خيراً.
المراجع
1ـ المراجع المعجمية العربية. سفر سعيد البشيتي ـ مكتبة لبنان عام 1989م.
2ـ معجم ألفاظ القرآن الكريم. مجمع اللغة العربية. القاهرة.
3ـ المعجم العربي. نشأته وتطوره. د. حسين نصار. مطابع الكتاب العربي مصر 1375هـ.
4ـ معجم مصنفات القرآن. د. علي شواخ إسحاق الشعيبي. مركز المخطوطات ـ الكويت.
5ـ معجم المعاجم. أحمد الشرقاوي. دار المغرب الإسلامي ـ الجمعية المغربية للتأليف.
6ـ معجم المعجمات العربية. وجدي رزق غالي. مكتبة لبنان عام 1993م.(1/284)
* باحث من سورية..
([1]) النهاية في غريب الحديث والأثر. مجد الدين بن الأثير. تحقيق طاهر أحمد الزاوي. المكتبة العلمية بيروت ج1 ص3.
([2]) الصاحبي في فقه اللغة. أحمد بن فارس. تحقيق مصطفى الشويمي مؤسسة بدران ـ بيروت ـ 1964م ص 64.
([3]) صفوة التفاسير. محمد علي الصابوني. دار القلم العربي. حلب. ط1، 1994 ج1 ص85.
([4]) رياض الصالحين. الإمام النووي. راجعه شعيب الأرناؤوط. دار المأمون للتراث. دمشق 1981 ط4 ص658.
([5]) الجامع الصغير. الإمام السيوطي ج1 ص317.
([6]) أورد السيوطي حكاية المقابلة والأسئلة والأجوبة في الإتقان ج1 ص 120.
([7]) المفردات في غريب القرآن. الراغب الأصفهاني: ت : محمد سيد كيلاني. دار المعرفة ـ بيروت.
([8]) طبع عدة مرات منها طبعة مكتبة القرآن عام 1988 وعدد صفحاتها 125 تحقيق محمد إبراهيم سليم. القاهرة.
([9]) طبعته دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة 1958 بتحقيق أحمد صقر.
([10]) طبع مراراً ومن هذه الطبعات طبعة 1936 بإشراف الأستاذ مصطفى عناني.
([11]) طبع بالمطبعة الميمنية عام 1304هـ ثم أعيد طبعه عدة مرات.
([12]) حققه د. علي حسين الغرب ونشرته مكتبة المعارف ـ الرياض ـ ط1 عام 1986.
([13]) نشرة محمد بن سعيد بن مصطفى الوردي النعساني بحماة عام 1926 ثم طبع ببغداد عام 1977.
([14]) حققه د. عبد السلام ألتونجي. صدر عن مكتب الإعلام والبحث والنشر لجمعية الدعوة ـ ليبيا. بأربعة مجلدات.
([15]) الإتقان. الإمام السيوطي. ج1 ص 113.
([16]) طبع على هامش تفسير الجلالين بمطبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر سنة 1924هـ.
([17]) انظر مقدمة عمدة الحفاظ تحقيق عبد السلام أحمد ألتونجي. ج1.
([18]) طبعته دار العلم للملايين ط1 ك2 /1986/م.
([19]) معجم المعاجم. أحمد الشرقاوي. دار الغرب الإسلامي ط1، 1407هـ، 1987م، ص15.
([20]) المرجع السابق ص 15.(1/285)
([21]) صدر المعجم في طبعته الأولى عن مؤسسة الرسالة بيروت ـ لبنان عام 1986م في 816 صفحة.
([22]) طبع هذا الفهرس تحت عنوان (تفسير وبيان) في دمشق عام 1405هـ 1984م.
([23]) انظر مقدمة معجم ألفاظ القرآن الذي أعده مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
([24]) صدرت الطبعة الثانية منه عام 1367 هـ ـ 1948م في مطبعة حجازي القاهرة.
([25]) طبعة نادي جدة الأدبي في المملكة العربية السعودية عام 1993م وهو يحوي /72/ لفظة.
([26]) طبعت في دار التراث. حلب عام 2003م.
([27]) طبع في دار الكتاب المصري لأول مرة عام 1986م عدد صفحاته /134/ صفحة.
([28]) نشرته دار القلم. دمشق ط1، 1409ه ـ 1989م.
([29]) مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1996م. ثلاثة مجلدات.
([30]) انظر مقدمة معجم حروف المعاني في القرآن. محمد حسن الشريف.
([31]) طبع في دار المغرب الإسلامي بالتعاون مع الجمعية المغربية للتأليف والنشر والترجمة.
([32]) صدر عن مكتبة لبنان عام 1993م.
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 93 و 94 - السنة الرابعة والعشرون - آذار وحزيران 2004 - المحرم وربيع الثاني 1424
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 09:30 PM
جهد كبير تشكر عليه وإن شاء الله في ميزان حسناتك...
---
نورة
09-18-2006, 11:05 AM
أثابك الله خيراً
وبارك بجهودك
---
(1/286)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مع قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم
---
وقفات مع قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم
---
عبدالرحمن الشهري
08-19-2004, 04:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلني هذا الموضوع عبر البريدي الالكتروني . وهو للأخ الكريم طارق مصطفى حميدة - من رام الله بفلسطين.
** ** **
وقفات مع قصة طالوت وجالوت في القرآن الكريم
كثيراً ما تبتلى الأمم والشعوب بالهزائم وترك الديار وخسارة الأوطان والتشتت ومفارقة الأهل والولد والأحبة، ولا ريب في أن تلك الهزائم والنكبات لا تأتي من فراغ وإنما من خلال الأمراض الاجتماعية التي تعشش في النفوس والتي أوجدت القابلية للهزيمة مصداقاً لقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، وفي القرآن الكريم لقطة خاطفة عن مجتمع لديه الأسباب المادية للنصر وكان بإمكانه أن يصمد أمام الغزاة ولكن النفسية الخائرة المهزومة لأبنائه جعلته يترك دياره للغاصبين لقمة سائغة فاستحق الموت المعنوي والحقيقي في البلاد التي هاجر إليها عقوبة من الله على سوء فعلته ، يقول سبحانه " ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم " نلاحظ الاستهجان والاستغراب في فعلتهم من السؤال الإنكاري في قوله تعالى " ألم تر ؟" ..
والغرابة من وجوه :
أولها: أنهم خرجوا بإرادتهم واختيارهم ودون إجبار أو إكراه.(1/287)
وثانيها: أنهم خرجوا من ديارهم والأصل أن الديار والأوطان غالية عزيزة لا يغادرها أهلها بهذه السهولة ، ثم هم في ديارهم متحصنون بها أمام الغزاة ويعرفون مداخلها ومخارجها وأزقتها ، بينما عدوهم الذي يحذرون هجومه جاهل بكل ذلك ، ثم هم يخرجون من ديارهم الفسيحة المريحة التي لا يزاحمهم فيها أحد ولا يزاحمون فيها أحدا ، يعيشون فيها بكرامتهم . ولكنهم يتركونها إلى ديار مجهولة لا يعرفون ما ينتظرهم فيها وربما يضطرون إلى أن تجتمع عدة أسر في بيت واحد أو خيمة واحدة أو مغارة أو تحت السماء ، ثم هم يزاحمون أهل الديار الجديدة في أرزاقهم فيصبحون محل نقمتهم واحتقارهم .
وثالثها: أنهم خرجوا وهم ألوف فلو كانوا عشرات أو مئات لكان لهم بعض العذر ولكنهم آلاف لا بل ألوف وهي جمع كثرة حيث غادروا ديارهم وهم بعشرات الألوف أو بمئاتها . ومهما كان تعداد الجيوش الغازية فإنها تضيع في خضم أهل الديار فكيف يهربون وهم بهذا العدد الهائل ؟؟
والرابعة : أنهم يخرجون حذر الموت فلم يكن خطر الموت والقتل ماثلاً أو واقعاً بهم ولا حتى متوقعاً بل هو الحذر والاحتياط من خطر قد يحل بهم ، فما بالهم يغلبّون الاحتمال الضعيف ويتجاهلون الاحتمال القوي وهو النصر ورد الغزاة خائبين إن هم واجهوهم ؟!(1/288)
إن مجتمعاً تنحط فيه النفسيات والتفكير إلى هذا الحضيض لا يستحق الحياة ولا الكرامة ولا العزة ولذلك كانت العقوبة أن يموتوا ، لقد هربوا من الموت فلاقاهم ، ولو طلبوه لوهبهم الله الحياة ، هذا الموت قد يشمل الكوارث الطبيعية ومذابح أهل البلاد المضيفة وملاحقة الغزاة الغاصبين في البلاد الجديدة التي هاجروا إليها ، ويشمل الموت المعنوي بالذلة والاحتقار والاستهانة والاستهزاء بهم حيثما حلوا أو ارتحلوا جزاءاً وفاقاً ، وما ربك بظلام للعبيد . ولكن رحمة الله واسعة وفضله عظيم فهو سبحانه يعيدهم إلى رشدهم ، ويهديهم سبيل النصر والعودة ، ويدلهم إلى طريق الحياة .. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فهذه الشعوب تكون مبتلاة بقيادات وزعامات تقودها إلى الضلال والهزائم والنكبات وتستمر في الزعامة على الرغم مما سببته من هزائم ، وفي أجواء الهزيمة تنشأ قيادات أخرى تستفيد من الوضع الجديد ، ويرعاها العدو المنتصر ويمكن لها أسباب القبول لدى أبناء شعبها .
ثلاثة مطالب:
وفي سورة البقرة وبعد آيات قلائل من الآية التي تتحدث عن مشهد الخروج نرى نموذجاً لزعامات نشأت وقادت وتزعمت في الظلام وفي غفلة من الشعب حتى كان ذات يوم جاء نفر من هؤلاء القادة إلى نبي لهم يتقدمون بطلبات ثلاثة : قال تعالى : "ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ".
في هذه الآية يأتي الملأ _ وهم القيادات والأشراف _وسموا بالملأ لأنهم يملأون عيون الناس لمكانتهم ومالهم _ يأتي هؤلاء إلى النبي طالبين منه أن يعين لهم ملكاً يجمع شملهم ويوحد شتاتهم ذلك لأن الشعوب المهزومة يكون لها قيادات كثيرة.(1/289)
والطلب الثاني أن يقودهم هذا الملك للقتال ، وحددوا نوع القتال في طلبهم الثالث بأنه في" سبيل الله" .
وجه الغرابة :
والحق أن صدور هذه المطالب الثلاثة من مثل هذه الزعامات أمر مستغرب بل مستهجن ويدعو إلى الشك والريبة ، فلقد عهد الناس في زعماء الهزيمة انهم لا يحبون الوحدة لأنها تكلفهم التنازل عن كراسيهم .. ولا يحبون القتال لأنه يكلفهم حياتهم وبالتالي فهم دعاة الصلح والسلام ، وأبغض شئ لديهم رفع راية " في سبيل الله " ولذلك فهم يفضلون عليها كل الرايات الوضيعة من شرقية وغربية .. إضافة إلى أنهم يريدون أن يكونوا أصناماً معبودة لا أناساً عاديين . وهنا يثور التساؤل مرة أخرى : لماذا توجهوا إلى النبي يطلبون هذه المطالب وهم كاذبون ؟! بدليل انهم بمجرد أن كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم ، وبمجرد أن عين طالوت ملكاً عليهم وقائداً عاماً للجيش رفضوا إمرته واعترضوا عليه مما يعني أن يرفضون الوحدة التي جاءوا يطالبون بها ، وكذلك فإن رفضهم لطالوت الذي اختاره الله واصطفاه عليهم يدل على أنهم غير صادقين في رفعهم راية " في سبيل الله " وقد بين لهم نبيهم ذلك "إن الله قد بعث لكم طالوت " فهو اختيار الله ، فما حقيقة الأمر يا ترى ؟
الوحدة :(1/290)
إن الشعوب لا تظل مستغفلة عمياء أبد الدهر ولكنها تصحو من نومها وتفيق من سباتها وتدرك أن سببا رئيسياً من أسباب الهزيمة هو التفرق والتمزق ولذلك تسعى للوحدة ، ولكن هذه الشعوب تحس بأن القيادات المتسلطة هي سبب تفرقها فتتمنى الجماهير لو تزيلهم أو يتحدوا ، وها هنا يخشى الزعماء على أنفسهم فيجتمعون ويشكلون هياكل ومنظمات وحدوية هشة ليضحكوا بها على ذقون الشعوب وتكون بمثابة " اللهاية" التي تسكتهم عن المطالبة بالوحدة الحقيقية .. ولدينا العديد من الأمثلة والنماذج كالجامعة العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي. …وربما سارع هؤلاء الزعماء أنفسهم إلى تقويض الوحدة الهشة التي صنعوها بأيديهم كي تيأس الجماهير ولا تعود تطالب بالوحدة ، ثم تسري في الناس مقالة " اتفق العرب على ألا يتفقوا" .
لماذا القتال ؟
هذا عن الوحدة ولماذا يطالبون بها .. فلماذا يا ترى يطالبون بالقتال ؟؟ إن الشعوب التي بدأت تفيق وتصحو من سباتها تدرك أن هزيمتها كانت لأنها لم تدخل معارك حقيقية أو أنها حاربت بدون تخطيط واستكمال للعدة ، ونتيجة لتآمر زعمائها عليها ، وبالتالي فالقيادات تطالب بأن تخوض ميدان الوغى مدفوعة بحماس الجماهير حتى لا تتهم بالجبن والخيانة ، وربما كانوا يظنون بأن القتال لن يحصل فلا بأس من المزايدة . أو فليخوضوا الحروب ليكبروا في أعين الناس لأن الذي يقاتل يكسب احترامهم وثقتهم وتصبح له مكانة في قلوبهم .. مع أن هذه القيادات لم تشترك فعلياً في القتال بل زجوا الشعوب بها ، وبالتالي تظل القيادات على كراسيها .(1/291)
وهم حين يخوضون الحروب فإنهم يخوضونها دون إعداد ولا تخطيط ، بل هم يتآمرون على مزيد من بيع الأوطان وجعل جنودهم وجيوشهم بين قتيل وأسير وجريح أمام الأعداء الذين يتسلمون اغلب الأسلحة والمعدات غنيمة باردة ، وتتحطم معنويات الشعوب وتصاب باليأس والإحباط فيقنعها الزعماء عن طريق وسائل إعلامهم بأن لا طاقة لهم بقتال الأعداء حتى يجدوا سبيلاً للتفاوض والاستسلام .
وبرغم ذلك فإن الشعوب لا تموت _ وبخاصة إذا كانت مؤمنة _ وبالتالي فهي لا تتوقف عن المطالبة بقتال الغاصبين ، وهنا يخوض الحكام بالشعوب المتحمسة المعبأة حروباً جديدة ، يحققون فيها انتصارات تكتيكية صغيرة ليكبروا في أعين الجماهير وتكون هذه الانتصارات الوهمية جسراً ومعبراً لمفاوضة الأعداء ووقف القتال وإسكات الجماهير عن المطالبة بكامل الحقوق المسلوبة والأوطان المضيعة … وينادي واحدهم فيقول انه بطل العبور .. وهو اليوم أيضاً بطل السلام .
لقد خاض بنا زعماؤنا معارك 48 و 67 ، كي تزرع اليأس في النفوس وتتحطم معنويات الشعوب ، ولكن إيمان هذه الأمة لا يزال يدفعها إلى ميدان الوغى دفعاً ، فاضطر الحكام إلى خوض مسرحية 73 ، وحققوا فيها نصراً تافهاً للتنفيس عن الغيظ المكبوت والجمر المتقد في النفوس والقلوب ليعبروا من هذا النصر التكتيكي الصغير إلى التفاوض مع الغاصب والتنازل له عما اغتصبه .. وإلا فهل يمكن مقارنة معركة الكرامة ونصر 73 بهزيمة 48 و 67 ؟؟
التستر بالدين.. ورفع راية " في سبيل الله "(1/292)
وتدرك الشعوب من جملة ما تدرك وهي تصحو من سباتها أن أهم أسباب هزائمها المتلاحقة هو بعدها عن منهج الله .. حيث أنها قد جربت كل الرايات الوضعية فلم تحصد إلا الهزائم وانكبات … وتتذكر زماناً رفعت فيه راية الإسلام فسادت وملكت وحققت اعظم الانتصارات … كل هذا وغيره تسمعه الجماهير من القيادات المؤمنة والدعاة إلى الله فتستجيب لهم وتبدأ بهجر الرايات الأرضية والقادة الذين يدعون إليها … وهنا يخشى الزعماء وقادة الهزيمة أن تتركهم الشعوب وتسير خلف القيادات المؤمنة الصادقة … فيلجأوا إلى التستر بالدين ، وربما خاضوا حربهم في رمضان ، وربما اظهروا التودد للعلماء وزاروهم في بيوتهم كما حدث مع "الملأ " إذ أتوا إلى النبي ، ربما وضع المناضلون على رأس مجلسهم "جبة وعمامة" ، وربما تسموا باسم مقتبس من القرآن ، كل ذلك حتى ينخدع الشعب بهم ويظن انهم على الإيمان فلا ينبذهم ويتبع القيادات المؤمنة .
إن التاريخ يذكر انه خلال ثورة ال 36 اجتمعت وتوحدت عدة أحزاب وتنظيمات وأظهرت تأييدها للثورة ثم كان لها دور ، بالتنسيق مع بعض العرب والغربيين في احتوائها وتحويل مسارها وإيقاف الإضراب العام بعد ستة أشهر .
عِبَرْ طالوتية :
ونعود إلى قصة طالوت نستلهم منها مزيداً من العبر والدروس .. فالمتوقع انه بمجرد أن نكص الزعماء عن القتال أن يتولى معهم جنودهم وأنصارهم ، وحتى الذين لم يتولوا فليسوا جميعاً صادقين حيث انهم اعترضوا على قيادة طالوت قائلين " أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالمُلك منه ولم يؤت سعة من المال " … وهنا يظهر هدفهم سافراً واضحاً وهو أن يكون القائد الأعلى واحداً منهم ويكون الكيان الوحدوي هشاً … ويظل كل واحد منهم على كرسيه ويبقى التمزق على حاله … انهم يرفضون زعامة طالوت لأنهم _ في تصورهم _ أحق بالملك منه(1/293)
…فهم الذين ورثوا الزعامة كابراً عن كابر … وهم أصحاب الغنى والثراء … وهم الذين شاركوا في الحروب السابقة وبالتالي هم الممثلون الشرعيون للشعب .
لقد ذهب زعماء القوم إلي النبي ليفوتوا الفرصة على طالوت وأمثاله من القيادات المؤمنة الصاعدة وحرصوا على أن يكون التعيين صادراً من القيادة الروحية_ النبي _ ولكن النبي الفطين الحكيم المؤيد بوحي الله ، يعيّن القائد الذي لا يصلح سواه لهذه المرحلة وليس ذلك فحسب بل انه قبل ذلك يكشفهم أمام جماهيرهم حين يعلمهم بان الله قد فرض عليهم القتال فيكون منهم النكوص .
ويشاء الله تعالى أن يجعل لطالوت كرامة يزيد فيها من رصيده في القلوب وقبوله في النفوس وليطوع له الرقاب ، فتكون آية ملكه وعلامة اصطفاء الله إياه أن يأتي التابوت إلى قومه بني إسرائيل تحمله الملائكة _ وهو صندوق فيه بعض آثار لما تركه آل موسى وآل هارون يبدو أن بني إسرائيل فقدوه في إحدى معاركهم التي هزموا فيها .
وكأن رب العزة يجعل في هذا الزمان آيات وكرامات للناس في ارض الإسراء لتكون دليلاً وآية على ملك الفئة المؤمنة واصطفائها لقيادة المسيرة الجهادية ، ومن اظهر هذه الآيات ما يحققه تعالى على أيدي الصادقين من إثخان في العدو ، إضافة إلى استمرارهم في الجهاد وتوقف غيرهم .. فإن ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل .
اختبار وتمحيص :
ويدرك طالوت أن في جيشه من التحق به خجلاً أو بدون إيمان واقتناع ، وان فيهم المنافقين ومرضى القلوب وضعاف النفوس الذين إذا كانوا في الجيش زادوهم خبالاً … فكان لا مناص من استثنائهم … ويقف طالوت خطيباً بالجند فيعلمهم أن الله مختبرهم بنهر فمن شرب منه فليس من طالوت وليفارق الجيش وأما من يصبر ولم يشرب أو شرب غرفة بيده فهو فقط الذي يسمح له بالاستمرار .(1/294)
إن من لا يصبر على الماء لا يرجى منه أن يصبر إذا حمي الوطيس واحمرت الحدق … والذي لا يطيع قائده في الأمر الصغير فلن يطيعه في الأمر الكبير … ومن هنا تلجأ الحركات الجهادية إلى طلب بعض التكليفات للجماهير أمراً أو نهياً لقياس مدى استجابة الجماهير لها ولقياس طاقة وإمكانيات وقدرات تحمل الشعب في الخطوات القادمة كما في الإضرابات وأيام المواجهة والصيام وغيره …
وتحكي الآيات نكوص أكثرية الجند وقعودهم إذ شربوا من النهر … ولا يبقى مع طالوت إلا اقل القليل وينظرون إلى أنفسهم فيستصغرونها أمام جحافل جالوت بعددهم وعُددهم ويقولون " لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده " … فلو تأخر القتال كي نزيد عددنا وعتادنا ، فيرد عليهم الذين يظنون انهم ملاقو الله " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " فيذكرونهم بالقانون الرباني بأن النصر ليس بكثرة العدد والعتاد ، وإذا أذن الله لفئة بالنصر فإنها تغلب الفئة الكثيرة والله مع الصابرين … إن موازين الدنيا كلها ليست هي التي تحدد المنتصر من المنهزم ، ولكن مشيئة الله هي التي تقرر ذلك وبالتالي فلا نصر لمن لم يرد الله نصره ولو كان معه كل القوى العظمى في العالم ، ولا هزيمة لمن أراد الله نصره ولو اجتمعت ضده كل القوى الباغية .
وحين يلتقي الجيشان يتوجه المؤمنون إلى الله أن يفرغ عليهم صبراً ويثبت أقدامهم وينصرهم " على القوم الكافرين " فهم لم ينسوا حتى في اشد حالات الهول أنهم يقاتلون لجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الكفار هي السفلى .. إن القضية إذاً ليست إزالة كافر أجنبي عن حكم الأوطان ثم استبداله بكافر وطني … وإنما إزالة نظام الكفر وظلمه ليحكم شرع الله وعدله .(1/295)
وحين تكون الراية واضحة يستحق الجنود النصر وتحق على أعدائهم الهزيمة بمشيئة الله " فهزموهم بإذن الله " … إنه ما إن يدخل الإيمان ساحة الصراع مع الكفر حتى تحل بالكفر وأهله الهزيمة الماحقة سواء كان ذلك الصراع في حلبة القتال والنزال أو في ميدان العقل والفكر " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " .. ويبرز من بين المجاهدين جندي شاب يقتل قائد الأعداء _ جالوت_ فتتضاعف هزيمة الأعداء وتتأكد ويؤتى الله داود
الملك … ذلك أنه لا يصلح للملك والقيادة إلا من كان جندياً ممتازاً … وإذا أراد الله لعبد التمكين هيأ له أسبابه وجعل له من الآيات والكرامات ما يرسخ مكانته في القلوب ليكون هذا الحدث جسراً ربانياً يعبر به داود لقيادة شعبه .. إن الاثخان في الأعداء ، وزعاماتهم بالذات هو السبيل إلى القيادة والنصر … وهو الأمر الذي أخفقنا فيه حتى الآن
بينما نجح فيه الأعداء .
ويأتي التعقيب القرآني " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " فلولا انه سبحانه يدفع الكافرين بالمؤمنين ويسلطهم عليهم لتمادي الكفار في غيهم وفسادهم … وإذن فلا خوف على العباد والبلاد من مدافعة الكافرين وقتالهم ، وإنما الخوف من ترك الكافرين يعيثون فساداً.
*** *** ***
جزى الله الكاتب خيراً على هذه الفوائد ، ونسأل الله أن يمكن لدينه وجنده في أرض الإسراء قريباً بعزته وتمكينه وفضله.
---
سيف الإسلام
08-20-2004, 07:00 AM
جزانا وجزاكم الله خيراً
اللهم فك أسرنا المسلمين في كل مكان .
---
سليمان داود
08-20-2004, 04:33 PM
إن أهم مايلفت النظر في هذه القصة
هو داود
فانه بدون مقدمات ؟؟؟؟ يصبح ملكا"
لم يبلغ عنه نبيهم ؟؟؟ الذي بلغ عن ملك طالوت
لم يأت بمعجزة سماوية كمعجزة التابوت ؟؟؟؟
ولا معجزة ماء النهر؟؟؟؟
فجأة وبدون مقدمات ؟؟؟؟ يظهر هذا الفتى ( داود ) ويقتل جالوت
فيؤتيه الله الملك؟؟؟؟(1/296)
أين الملك طالوت؟؟؟؟؟ المؤيد بالمعجزات؟؟؟؟
ولماذا استبدل بهذا الفتى؟؟؟ ( داود )
تساؤلات محيرة ؟؟؟
لكن الجواب بسيط ؟؟
لقد كان داود فتى مؤمنا إيمانا قويا ولديه الجرأة في القتال حبا"للشهادة
فاختار قتال جالوت شخصيا" فقتل جالوت وانهار جيش البغي
فكانت مكافأة الله له أن يؤتيه الملك والنبوة ويؤثره على غيره من الناس ومنهم ( طالوت )
تساؤل أخير : إذا كان فينا الكثير مثل هذا الفتى ؟؟؟؟
من هو الشخص الذي يشبه جالوت ليقتله ؟؟؟
هل هو حب الدنيا وكراهة الموت كما ذكر سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أم شخص ؟؟؟ أوأشخاص آخرين
لست أدري ؟؟؟؟
---
المنهوم
08-20-2004, 06:27 PM
نفع الله بك يا أخ / طارق من فلسطين
وبارك الله فيك
ونصرك وإخوانك على عدوكم
---
عبدالرحمن الشهري
08-25-2004, 03:15 PM
كتب الأخ طارق حميدة :
السلام عليكم ورحمة الله
تعليق على مقال طالوت وجالوت.
معذرة لعدم تمكني من إدخال الرد بسبب قلة خبرتي في الإنترنت
بخصوص تساؤلات الأخ سليمان داود
أما أن داود عليه السلام أصبح ملكا نبيا بدون مقدمات ،فالتعبير في رأيي غير مناسب، وقد جاء في المقال من وحي الآيات . ويبرز من بين المجاهدين جندي شاب يقتل قائد الأعداء _ جالوت_ فتتضاعف هزيمة الأعداء وتتأكد ويؤتي الله داود" الملك … ذلك أنه لا يصلح للملك والقيادة إلا من كان جندياً ممتازاً … وإذا أراد الله لعبد التمكين هيأ له أسبابه وجعل له من الآيات والكرامات ما يرسخ مكانته في القلوب ليكون هذا الحدث جسراً ربانياً يعبر به داود لقيادة شعبه .. إن الاثخان في الأعداء ، وزعاماتهم بالذات هو السبيل إلى "القيادة والنصر .(1/297)
ثم إن الأسلوب القرآني في القصص لا يركز على كل التفاصيل بل على موضع العبرة،ولذلك لم تركز الآيات على معجزة لداود أو شهادة له من النبي السابق ، وهل استلم الملك مباشرة أم بعد سنوات من ملك طالوت ،كل ذلك لو علم الله فيه لنا نفعا لذكره ، ولكنه سبحانه أورد لنا ما فيه الكفاية ،ولا داعي لطلب تفاصيل أخرى قد تدفعنا إلى الأخذ بالإسرائيليات، ويظهر أن دور طالوت كان التمهيد لدور داود عليهما السلام، الأول يحقق النصر والثاني
يقيم الملك والخلافة .
أما حديث الأخ سليمان عما أسماه معجزة ماء النهر، فليس ثم معجزة كما أفهم الآيات، ولا عبرة بما تحفل به كتب التفسير مما لا دليل عليه.
أخوكم: طارق حميدة
tariq_hamida@hotmail.com
---
(1/298)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب لغات القبائل الواردة في القرآن.. ليس لأبي عبيد القاسم بن سلام
---
كتاب لغات القبائل الواردة في القرآن.. ليس لأبي عبيد القاسم بن سلام
---
المشارك7
12-18-2003, 11:08 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14494
---
(1/299)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ما رأيكم في طبعة "جامع البيان" هذه؟
---
ما رأيكم في طبعة "جامع البيان" هذه؟
---
أبو صالح التميمي
05-24-2006, 06:04 PM
طبع مؤخرا "جامع البيان" للداني كاملا لأول مرة بتحقيق: محمد الجزائري , ط. دار الكتب العلمية فما رأي المختصين بهذه الطبعة؟
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 06:39 PM
صدور كتاب (جامع البيان في القراءات السبع المشهورة) لأبي عمرو الداني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3851)
أين أجد كتاب جامع البيان للداني , طبعة أنقرة؟؟ (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4618)
---
الجكني
05-25-2006, 02:54 PM
أما بخصوص طبعة الجزائري فهي طبعة بعيدة عن التحقيق العلمى لما فيها من كثرة التحريف والتصحيف والأخطاءالمطبعية ،وقد جمعت كل ذلك ،وكنت أود إنزاله فى هذا الملتقى إلا أن المجلس العلمي للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم طلب منى ذلك قبل الشروع فيه فالتزمت لهم بذلك 0
وأما بخصوص طبعة أنقرة فسمعت بها ولم أرها0
---
(1/300)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معرض الكتاب السنوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
---
معرض الكتاب السنوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
---
محب القراءات
03-13-2007, 11:58 PM
معرض الكتاب السنوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
من 24 / 2 / 1428 إلى 9 / 3 / 1428
أوقات الزيارة من الساعة 9 صباحا إلى الساعة 12 ظهرا
ومن الساعة 4.30 عصرا إلى الساعة 10.30 مساءا
---
فهد الوهبي
03-14-2007, 01:59 AM
جزاكم الله خيراً أخي محب القراءات على التنبيه ...
ونأمل أن يكون المعرض مشتملاً على الجديد والمفيد ...
---
محب القراءات
03-17-2007, 02:36 PM
كتب الشيخ الدكتور أمين الشنقيطي في مشاركة له في موضوع ( صدر حديثا ) ما يلي , وأحببت نقله هنا للفائدة :
السلام عليكم روحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه بعض الكتب الحديثة في القراءات والتفسير المعروضة في (معرض الكتاب بالجامعة الإسلامية بالمدينة 1428هـ)
الفتح الرباني في علاقة القراءات بالرسم العثماني د:محمد محمد سالم محيسن جامعة الإمام1415هـ
الإمام أبوجعفر ابن جرير الطبري تأليف علي بن عبد العزيز بن علي الشبل جمعة الإمام 1419هـ
منهج أبي البركات الأنباري في إعراب القرآن في كتابه البيان في غريب إعراب القرآن
د: عبد المقصود محمد عبد المقصود مكتبة الثقافة الدينية
إيفاء الكيل بشرح متن الذيل في فن الضبط :عبد الزاق علي موسى ،طبع غراس للنشر الكويت 1427هـ
الأحاديث الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن رواية ودراية ،أحمد عبد الله الباتلي قسم السنة جامعة الإمام كنوز إشبيليا
معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات د: إبراهيم الدوسري 1425هـ عمادة البحث العلمي جامعة الإمام.
التلقين وأثره في الرواية عند المحدثين د:محمد عبد الكريم بن عبيد(1/301)
مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعد الآي راجعها محمد عبد الواحد الدسوقي تحقيق جمال السيد رفاعي،
الوجيز في علوم القرآن مصطلح الحديث أصول الفقه إعداد محمد عبد المعطي
كيف ننتفع بالقرآن مجدي الهلالي
حملة القرآن من الصحابة الكرام د:سيد محمد ساداتي دار الحضارة
إبراز المعاني بالأداء القرآني د:إبراهيم سعيد الدوسري
كيف تحفظ القرآن د: راغب السرجاني
مفردة الحسن البصري لأبي علي الأهوازي د: عمر يوسف حمدان دار اين كثير للنشر عمان
الروضة الندية شرح متن الجزرية في التجويد تأليف محمود محمد عبد المنعم
منهجية التفكير العلمي في القرآن الكريم وتطبيقاتها التربوية :دخليل عبد الله الحدري جامعة أم القرى
المفسرون مدارسهم ومناهجهم القسم الأول د: فضل حسن عباس
الجامع تفسير القرآن لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري برواية سحنون بن سعيد (240هـ)،تحقيق وتعليق ميكلوش موراني ،دار الغرب الإسلامي
---
أبو عبد الرحمن المدني
03-17-2007, 10:16 PM
جزاك الله خيرا اخي/ محب القراءات
بالنسبة لمن يبحث عن كتب القراءات والتجويد فإن دار الصحابة اعتنت بهما
وكتبها في المعرض تباع لدى ركن الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
---
محب القراءات
03-18-2007, 12:57 AM
جزاك الله خيرا أخي أبو بكر
ولمن أراد كتب القراءات والتجويد كذلك ( طبعات دار الصحابة بطنطا ) وغيرها فهي موجودة في مكتبة العلوم والحكم , وأظن أنها أكثر مكتبة في المعرض فيها كتب قراءات وتجويد , ومما وجدته فيها :
كتاب الروض المنير للمتولي , تحقيق / الشيخ أبو الجود , طبعة دار الصحابة
وكذلك كتاب المستنير لابن سوار , تحقيق / أمين الددو.
وغيرهما من عشرات الكتب المتنوعة في علم القراءات والتجويد , القديم منها والحديث .
---
محب القراءات
03-29-2007, 09:34 AM
أنبه الأخوة الفضلاء إلى أنه تم تمديد فترة المعرض إلى تاريخ 16 / 3 / 1428
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 10:18 AM(1/302)
جزاكم الله خيرا
وأحسن إليكم
وننتظر من الزائرين الكرام
اتحافنا بكل ماهو جديد مفيد
وخاصة كتب التراث المحققة
تحقيقا جيدا
---
(1/303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله ورعاه
---
العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله ورعاه
---
إمداد
07-13-2005, 01:50 AM
الاسم : عبد المحسن بن حمد العباد
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :
اسم الشيخ حفظه الله :
هو الشيخ المحدث الفقيه العلامة السلفي الزاهد الورع عبدالمحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد بن عثمان آل بدر .
أسرته :
وأسرة آل بدر من آل جلاس من قبيلة عنزة إحدى القبائل العدنانية ، والجد الثاني عبد الله ولقبه ( عباد ) وقد اشتهر بالانتساب إلى هذا اللقب بعض أولاده ومنهم المترجم له ، وأمه ابنة سليمان بن عبد الله آل بدر .
ولادته ونشأته:
ولد الشيخ عبدالمحسن العباد عقب صلاة العشاء من ليلة الثلاثاء من شهر رمضان عام 1353 هـ في بلدة الزلفي ، ونشأ وشب فيها ، وتعلم مباديء القراءة والكتابة في الكُتاب عند بعض مشايخ الزلفي
مشايخه في الزلفي :
1-الشيخ عبد الله بن أحمد المنيع .
2-الشيخ زيد بن محمد المنيفي .
3-الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغيث ، وقد أتم على يديه القرآن الكريم .
4-الشيخ فالح بن محمد الرومي .
ومن شيوخه بعد ذلك :
5-الشيخ المفتي محمد بن إبراهيم
6- والشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز
7- والشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي
8- والشيخ العلامة عبدالرحمن الأفريقي
9- والشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي
رحمهم الله أجمعين.
ملامح من سيرته في التعلم والتعليم :
دراسته:
عندما أسست أول مدرسة ابتدائية في الزلفي عام 1368 هـ التحق بها في السنة الثالثة الابتدائية ، ونال الشهادة الإبتدائية فيها عام واحدٍ وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية .(1/304)
ثم انتقل إلى الرياض ودخل معهد الرياض العلمي ، وكانت السنة التي قدِم العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- من الخرج إلى الرياض وأول سنة يُدرسُ في هذا المعهد.
وبعد تخرجه التحق بكلية الشريعة بالرياض ، وأثناء السنة النهائية في الكلية عُين مدرساً في معهد بريدة العلمي في 13/5/1379هـ ، وفي نهاية العام الدراسي عاد إلى الرياض لأداء الامتحان النهائي في الكلية ، فأكرمه الله تعالى بأن كان ترتيبه الأول بين زملائه البالغ عددهم ثمانين خريجاً ، وكانوا يمثلون الفوج الرابع من خريجي كلية الشريعة بالرياض ، كما كان ترتيبه الأول أيضاً في سنوات النقل الثلاث في الكلية ، وعند حصوله على الشهادة الثانوية بمعهد الرياض العلمي . ودرس الشيخ في الجامعة وفي المساجد على يد العلماء الكبار ممن سبق ذكرهم .
وقد درس على الشيخ عبدالرحمن الأفريقي- رحمه الله- في الرياض عام اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف والعام الذي تلاه درسَ عليه
في الحديث والمصطلح،ويقول عنه :
(( كان مدرساً ناصحاً وعالماً كبيراً،وموجّهاً ومرشداً وقدوة في الخير رحمه الله تعالى )).
وفي عام 1380هـ نقل إلى التدريس في معهد الرياض العلمي ، وعندما أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، وكانت أول كلية أنشئت فيها هي كلية الشريعة ، اختاره سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ للعمل فيها مدرساً ، وبدأت الدراسة فيها يوم الأحد 3/6/1381هـ .
وكان المترجم له الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد أول من ألقى فيها درساً في ذلك اليوم .
وقد حصل على شهادة الماجستير من مصر.
وبقي الشيخ يعمل مدرساً في هذه الجامعة إلى الآن إضافة لتدريسه في الحرم النبوي الشريف .(1/305)
وفي 30/7/1393هـ عُين نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية ، وقد اختاره لذلك المنصب جلالة الملك فيصل – رحمه الله - ، وكان أحد ثلاثة رشحهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – رئيس الجامعة في ذلك الوقت وبقي في ذلك المنصب إلى 26/10/1399هـ ، حيث أُعفي منه بإلحاح منه ، وفي السنتين الأوليين من هذه السنوات الست ، كان المترجم له هو المسؤول الثاني فيها ، وبعد انتقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – إلى رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء كان هو المسئول الأول ، خلال هذه الأعوام الستة لم يتخل عن إلقاء درسين أسبوعياً في السنة الرابعة من كلية الشريعة .
وها هنا قصة ذكرها الشيخ سلمه الله حصلت له قبل توليه رئاسة الجامعة حيث يقول :
(( كنت أتي إليه-يعني الإمام بن باز رحمه الله-قبل الذهاب إلى الجامعة وأجلس معه قليلاً ، وكان معه الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله ، وكان يقرأ عليه المعاملات من بعد صلاة الفجر إلى بعد ارتفاع الشمس.
وفي يوم من الأيام قال لي:رأيتُ البارحةَ رؤيا وهو أنني رأيتُ كأنّ هناك بَكْرَةٌ جميلة وأنا أقودها وأنت تسوقها،وقال : أوّلتُها بالجامعة الإسلامية،وقد تحقق ذلك بحمد الله فكنتُ معه في النيابة مدّة سنتين ثم قمتُ بالعملِ بعدهُ رئيساً بالنيابة أربعةَ أعوام )) .
ولقد أُضيف لمكتبة الجامعة الإسلامية في عهد رئاسة المترجم الكثير من المخطوطات بلغت الخمسة آلاف مخطوطة ، حيث كان يُنتدب الشيخ العلامة حماد الأنصاري –رحمه الله -لجلبها من مختلف مكتبات العالم ، يقول الشيخ حماد :
(( تراث السلف الذي صور للجامعة الإسلامية أغلبه في عهد الشيخ عبد المحسن العباد عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية )) ، ويقول أيضاً :(1/306)
(( جلبت للجامعة الإسلامية أثناء رحلاتي على حسابها خمسة آلاف مخطوطة ، وأغلب الرحلات التي من أجل جلب المخطوطات وتصويرها ، وكانت في وقت رئاسة الشيخ عبد المحسن العباد للجامعة )) .
وقد كان أكثر هذه المخطوطات من كتب الحديث المسندة والعقيدة السلفية .
ولم أجد من يصور عظيم خدمة المترجم للعلم والتعليم خلال رئاسة للجامعة إلا ما قاله العلامة حماد الأنصاري – رحمه الله - :
(( إن الشيخ عبد المحسن العباد ينبغي أن يكتب عنه التاريخ ، كان يعمل أعمالاً في الجامعة تمنيت لو أني كتبتها أو سجلتها ، وقد كان يداوم في الجامعة على فترتين صباحاً ومساء بعد العصر ، ومرة جئته بعد العصر بمكتبه وهو رئيس الجامعة فجلست معه ثم قلت : يا شيخ أين القهوة ؟ فقال : الآن العصر ولا يوجد من يعملها ، ومرة عزمت أن أسبقه في الحضور إلى الجامعة فركبت سيارة وذهبت ، فلما وصلت إلى الجامعة فإذا الشيخ عبد المحسن يفتح باب الجامعة قبل كل أحد )) .
وقال الشيخ حماد أيضاً : (( والشيخ عبد المحسن في الجد في العمل حدث ولا حرج )) .
وقال أيضاً : (( الجامعة الإسلامية هي جامعة العباد والزايد والشيخ بن باز )) .
وقد كان الشيخ سبباً في تأليف الكتاب العظيم في التوسل الذي ألفه العلامة حماد الأنصاري رداً على كتاب عبدالله الغماري ( إتحاف الأذكياء في التوسل بالأنبياء والصالحين والأولياء ) وكان المترجم قد أحضره معه من سفرته للمغرب .
أول رحلات الشيخ :
إن أول رحلة قام بها الشيخ العباد خارج مدينة الزلفي كانت إلى مكة المكرمة لحج بيت الله الحرام ، وذلك عام 1370هـ .
وفي أواخر عام 1371هـ رحل إلى الرياض لطلب العلم في معهد الرياض العلمي.
وقد سافر الشيخ إلى المغرب .
لطائف من أقوال الشيخ :
يقول المتَرْجَم له :
(( إن لدي الآن دفاتري في مختلف المراحل الدراسية بدأً من السنة الثالثة الابتدائية ، وهي من أعز وأنفس ما أحتفظ به )) .
ويقول :(1/307)
(( من أحب أعمالي إلى نفسي وأرجاه لي عند ربي حبي الجم لأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورضي الله عنهم – وبغضي الشديد لمن يبغضهم ، وقد رزقني الله تعالى بنين وبنات ، سميت أربعة من البنين بأسماء الخلفاء الراشدين –رضي الله عنهم- بعد التسمية باسم سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم - ، وسميت بعض البنات بأسماء بعض أمهات المؤمنين –رضي الله عنهن - بعد التسمية باسم سيدة نساء المؤمنين –رضي الله عنها- وأسأل الله تعالى وأتوسل إليه بحبي إياهم وبغضي من يبغضهم ، وأن يحشرني في زمرتهم ، وأن يزيدهم فضلاً وثواباً )) .
قال صاحب كتاب ( علماء وأعلام وأعيان الزلفي ) :
(( والمترجم له أيضاً يعتبر مثالاً في العلم والعمل والاستقامة في دينه ، متواضعاً حليماً ذا أناة وتؤدة )) .
وممن درس على الشيخ الكثير من العلماء وطلبة العلم ومنهم :
الشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير
الدكتور علي ناصر فقيهي
والشيخ يوسف بن عبدالرحمن البرقاوي
والدكتور صالح السحيمي
والدكتور وصي الله عباس
والكتور عبدالرحمن الفريوائي
والشيخ الحافظ ثناء الله المدني
والدكتور باسم الجوابرة
والدكتور ناصر الشيخ
والدكتور صالح الرفاعي
والدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي .
والدكتور عبدالرحمن الرشيدان
والدكتور إبرهيم الرحيلي
والكتور مسعد الحسيني
وابنه الدكتور عبدالرزاق .
وعدد كبير من خريجي الجامعة الإسلامية وطلاب الحرم النبوي الشريف
مؤلفاته :
للشيخ مؤلفات عديدة منها:
1-عشرون حديثاً من صحيح الإمام البخاري.
2-عشرون حديثا من صحيح الأمام مسلم.
3-من أخلاق الرسول الكريم.
4-عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام.
5-فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة .
6-عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر .(1/308)
ومما قاله الإمام عبد العزيز عن هذا الكتاب عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر )) قبل تمامها ، وذلك بعد محاضرة ألقاها المترجم حول ( المهدي المنتظر ) :
(( الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد : فإنا نشكر محاضرنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد على هذه المحاضرة القيمة الواسعة فلقد أجاد فيها وأفاد واستوفى المقام حقاً فيما يتعلق بالمهدي المنتظر مهدي الحق ، ولا مزيد على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى ، وذكر الأحاديث ، وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب ، وقد وفق للصواب وهُدي إلى الحق ، فجزاه الله عن محاضرته خيراً وجزاه الله عن جهوده خيراً وضاعف له المثوبة وأعانه على التكميل والإتمام لرسالته في هذا الموضوع ، وسوف نقوم بطبعها بعد انتهائه منها لعظم فائدتها ومسيس الحاجة إليها )) . قلت : ماكان الإمام عبد العزيز ابن باز-رحمه الله – وهو من هو في التثبت وعدم الاستعجال ليثني على هذه الرسالة ويعد بطباعتها ، لولا ثقته بها وبمؤلفها ، فتنبه !
7-الرد على الرفاعي والبوطي.
8-الانتصار للصحابةِ الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي.
9-الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول.
10-الشيخ عمر بن عبدالرحمن فلاته وكيف عرفته.
11-الإخلاص والإحسان والإلتزام بالشريعة.
12-فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها.
13-شرح عقيدة أبي زيد القيرواني ، والمترجم له إن لم يكن أول عالم سلفي يشرحها ، فهو من أوائل العلماء السلفيين شرحاً لها ، مما يدل على ذلك قول العلامة حماد الأنصاري في حياته :
(( لم يشرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني عالم سلفي ، إنما شرحها الأشاعرة )) والشيخ حماد قد توفي في الشهر السادس من عام 1418هـ .
14-كتاب(( من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية رضي الله عنه ))(1/309)
وقد اقتصر فيها المترجم له على أقوال المنصفين دون المتعسفين المنحرفين ، فلما أطلع على رسائل المدعو ( حسن المالكي ) ألف ( الانتصار ) رداً عليه ، فدحض أباطيله بالحجة والبرهان ، فجزاه الله عن صحابة رسول الله خير الجزاء .
15- رفقا أهل السنة بأهل السنة
وكما ذكرنا أنهُ مدرس بالحرم المدني فالعام الماضي كانت دروسه يومياً عدا الخميس بعد كل صلاة مغرب بالحرم النبوي في شرح سنن أبي داود،وله دروس أخرى في مسجده.
أتم الشيخ شرح عدة كتب من كتب السنة النبوية،وشرح مقدمة ابي زيد القيرواني في العقيدة،وشرح في المصطلح ألفية السيوطي،وشرح كتاب الصيام من اللؤلؤ والمرجان،وكتاب آداب المشي إلى الصلاة وكلها في الحرم.
من دروسه بالحرم النبوي والتي تجدها في تسجيلات الحرم النبوي:
1-شرح مُختصر ألفية السيوطي ـــــ57شريط.
2-القيروانيةـ14 شريط.
3-صحيح البخاري[لم يكتمل]ــــــ623 شريط.
4-سنن النسائي ــــــــ414 شريط.
5-سنن أبي داود[و قد تم شرحه]ــــــ؟؟ شريط.
6-اللؤلؤ والمرجان[كتاب الصيام]ــــــ7 شريط.
7-آداب المشي إلى الصلاةـ14 شريط.
حبه للعلماء السلفيين أهل الحديث:
إن الشيخ من محبي أهل الحديث والسلفيين وكانت تربطه علاقة قوية بعلمائهم من شتى الديار
كما كانت تربطه علاقة متينة بالشيخ العلامة حماد الأنصاري رحمه الله
والشيخ العلامة عمر فلاته رحمه الله
و بالشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وله ثناء عطر عليه ومن ذلك :
قوله :
لا أعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية بالحديث وسعة الإطلاع فيه، وأنا لا أستغني وأرى أنه لا يستغني غيري عن
كتبه والإفادة منها.
من أخلاقه والثناء عليه :
ومن الأمور التي تدل على رفعة أخلاق المترجم ورحمته للخلق أنه رغم ترؤسه للجامعة الإسلامية إلا أنه لم يكن يستغل هذا المنصب الرفيع ليشق على العاملين معه ؛ بل كان يتعمد عدم إقلاق راحتهم ، وقد روى العلامة حماد الأنصاري ما نصه :(1/310)
(( ذهبت إلى الجامعة عصراً عندما كان الشيخ عبد المحسن العباد رئيسها ، ولم يكن في الجامعة إلا أنا وهو ، فقلت له : لماذا لا تأتي بمن يفتح لك الجامعة قبل أن تحضر ؟ ، فقال : لا أستخدم أحداً في هذا الوقت ، لأنه وقت راحة ، وكان ذلك وقت العصر )) .
وقال العلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري :
(( إن الشيخ عبد المحسن العباد ما رأت عيني مثله في الورع )) .
ومن محاضرات الشيخ المسجلة :
1-معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بين أهل الإنصاف وأهل الإجحاف.
2-الإيمان بالغيب.
3-أربع وصايا للشباب.
4-أثر علم الحديث.
5-تقييد النعم بالشكر.
6-محبة الرسول صلى الله عليه وسلم (2 شريط.
7-توقير العلماء والاستفادة من كتبهم.
8-أثر العبادات في حياة المسلمين.
9-الشيخ بن عثيمين رحمه الله وشيءٌ من سيرته ودعوته.
10-الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول.
11-الشيخ عمر بن عبدالرحمن فلاته وكيف عرفته.
12-خطر البدع.
وغيرها...
حفظ الله الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ونفع به ونصر به التوحيد والسنة اللهم آمين .
اضغط هنا لاستماع دروس الشيخ عبد المحسن وفقه الله (http://www.islamway.com/index.php?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=461)
---
(1/311)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن مخطوطة (التبيان في تفسير القرآن لخضر بن عبدالرحمن الأزدي) عاجل
---
سؤال عن مخطوطة (التبيان في تفسير القرآن لخضر بن عبدالرحمن الأزدي) عاجل
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2007, 08:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سجل عدد من الباحثات تحقيق تفسير التبيان في تفسير القرآن لخضر بن عبدالرحمن الأزدي المتوفى في أواخر القرن الثامن الهجري كرسائل علمية ، وهناك نسخة للتفسير في الهند ذكرت في فهرس المخطوطات العربية في معهد الأبحاث العربية والفارسية في تونك راجستهان ، ذكرها شوكت علي خان في المجلد الأول الخاص بعلوم القرآن وعلوم الحديث .
فهل من معين أيها الفضلاء في الحصول على هذه النسخة المخطوطة من التفسير ، وعدد ورقاتها 360 صفحة من سورة الفاتحة إلى سورة الحج ؟وأسأل الله أن يجزي من يساعد في الحصول عليها خير الجزاء
---
أيمن صالح شعبان
03-12-2007, 11:23 PM
السلام عليكم
فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله
قد يفيد :
موقع المكتبات المركزية بالهند ومحاولة الاتصال بهم الرابط:
http://www.library.iitb.ac.in
أرجو لك التوفيق بإذن الله
---
عبدالرحمن الشهري
03-19-2007, 10:18 PM
للتذكير وفقكم الله . من عنده معرفة أو قدرة على المساعدة .
---
(1/312)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يعرف عنوان الدكتور عبد الله الوهيبي ؟
---
من يعرف عنوان الدكتور عبد الله الوهيبي ؟
---
محب الصالحين
05-08-2004, 10:27 AM
الدكتور عبد الله الوهيبي محقق تفسير العز بن عبد السلام (مختصر النكت للماوردي)
---
محمد العبدالهادي
05-10-2004, 12:31 AM
لقد كلمت الشيخ عبدالله فأعطاني رقم هاتفه المحمول وهو : 055922745
والشيخ من سكان الأحساء ويدرس حالياً في كلية الشريعة التابعة لجامعة الإمام.
---
(1/313)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استشارة
---
استشارة
---
المعتز بالإسلام
09-07-2003, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من اهتدى بهداه
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إني مستشيركم ومستنصحكم فأشيروا لي وانصحوني
- هل تنصحونني بحفظ الشاطبية وأخذ القراءات السبع آخذين في الاعتبار أنه لا يوجد لدي شيخ متخصص في القراءات وبالتالي لا يتيسر قراءة القراءات على شيخ ؟ وهل يعيق ذلك مسيرتي في طلب العلم الشرعي من تفسير وحديث و.... وعلم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة ؟ ...
وجزاكم الله خيرًا
---
(1/314)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > اصدار مرئي يفضح قول الشيعه بتحريف القرآن وتقيتهم في ذلك
---
اصدار مرئي يفضح قول الشيعه بتحريف القرآن وتقيتهم في ذلك
---
سلسبيل
01-07-2007, 11:43 AM
يخفي كثير من الشيعه قولهم بتحريف القرآن تقيه
ولكن عندما تختفي هذه التقيه لدقائق تتجلى الحقائق !!
هناك الكثير الكثير من الوثائق والأقوال المتواتره عن علماؤهم بالقول بتحريف القرآن الكريم والإعتقاد بذلك وهي مبثوثه في مواقع الإنترنت كموقع البرهان وكسر الصنم وفيصل نور والدفاع عن السنه وغيره
ولكن
بين أيدينا رابط من منتدى الدفاع عن السنه يحوي مناظرة بين أسود أهل السنّة وعلماء الرافضة عن التحريف, ثم في آخر التسجيل اعتراف من الشيخ علي الكوراني أحد أبرز أعلام الدعوة إلى الرَّفض في البال توك وهو يعترف أن بعض علماء الشيعة يقولون أن القرآن فيه آيات أنقصت ! ويتبعه آية الله كاظم الحائري الذي يقول أن القرآن الذي بين أيدينا اليوم هو "محترم" ولكنه "ناقص" !!! وأن القرآن "الكامل" هو عند الأمير الغائب في سرداب سُرَّ من رأَى, ويتبعه مقطع للدكتور عدنان الوايل وهو يقرأ آية من كتاب الله بالتحريف وبزيادة كلمة ( علّي )
رابط التحميل:
http://www.whyislamsa.com/items/v_shiatk.zip
حجم الملف 6 ميقا
---
أحمد البريدي
01-07-2007, 09:29 PM
شكر الله لك , وما يرجى من قوم تسعة أعشار دينهم الكذب وما أصدق وصف الشعبي لهم بقوله : إنهم لو كانوا دواباً لكانوا حميراً , ولو كانوا طيوراً لكانوا رخماً ,. وصنيعهم بأهل السنة في العراق , وقتلهم على الهوية دليل وبرهان على ما يريده القوم , كفى الله المسلمين شرهم .
---
ابن الجزيرة
01-08-2007, 03:33 PM
[QUOTE= وما أصدق وصف الشعبي لهم بقوله : إنهم لو كانوا دواباً لكانوا حميراً , ولو كانوا طيوراً لكانوا رخماً .[/
---
أبو بيان(1/315)
01-08-2007, 07:40 PM
العصابات الصفوية تُدنّس المصحف الشريف بدعوى أنه "مصحف النواصب":
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=27404
---
سلسبيل
01-09-2007, 05:45 PM
جزاكم الله خيرا مشايخنا الأفاضل وأدامكم مدافعين عن السنه مناصرين للقرآن في وجه الرافضه القائلين بالتحريف وما قولهم عن قول اخوانهم النصارى ببعيد ولايزيد في مشابهتهم لليهود والمجوس إلا تأكيد
فلا حرمة القرآن حفظوا، ولا آيات الله قدسوا
أولوا المعاني والآيات ،،، ومزقوا والمصحف الصفحات فنسأل الله أن يرينا فيهم عجائب قدرته وينزل فيهم بأسه
وهذه مشاركه منقوله من منتدى الدفاع عن السنه تحوي وثيقة طازجه لا زالت بجريمتهم شاهده وبإفكهم ناطقه !!!!!!!!
وثيقة مصورة طاااااااااااازجة
والكتاب الشيعي لا زال بمواقع الشيعة وبكثرة ولم نسمع من كبرائهم اي رد..
وساضع صورة الوثيقة المصورة من موقعهم هنا انتظروا قليى لكي تكتمل الصورة
http://www3.0zz0.com/2006/10/31/11/19836669.jpg
واذا اردتم التفصيل فارجوعوا للرابط التالي
تفضلوا..
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=56811[/QUOTE]
---
(1/316)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل اشتقت الى هذا المكان؟
---
هل اشتقت الى هذا المكان؟
---
إمداد
11-27-2004, 10:02 PM
هل اشتقت الى هذا المكان؟
الجنه
* بناؤها:
لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، ومن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة.
* أبوابها:
فيها ثمانية أبواب وفيها باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون، وعرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاثة أيام، ويأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه.
* درجاتها:
فيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها، ومنها تفجر أنهار الجنة، ومن فوقها عرش الرحمن.
* أنهارها:
فيها نهر من عسل مصفى، ونهر من لبن، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من ماء، وفيها نهر الكوثر للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر (أي الجمال).
* أشجارها:
فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، وإن أشجارها دائمة العطاء قريبة دانية مذللة.
* خيامها:
فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلا في كل زاوية فيها أهل يطوف عليهم المؤمن.
* أهل الجنة:
أهل الجنة جرد مرد مكحلين؛ لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، .
* نساء أهل الجنة:
لو أن امرأة من نساء الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا، ويرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
* أول من يدخل الجنة:
نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر الصديق؛ وأول ثلاثة يدخلون: الشهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح مواليه.
* نعيم آخر لأهل الجنة:(1/317)
يقال له تمنى فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.
* سادة أهل الجنة:
سيدا الكهول أبو بكر وعمر؛ وسيدا الشباب الحسن والحسين؛ وسيدات نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
* خدم أهل الجنة:
ولدان مخلدون، لا تزيد أعمارهم عن تلك السن، إذا رأيتهم كأنهم لؤلؤ منثور ينتشرون في قضاء حوائج السادة.
_________
جعلنا الله جميعا من اهلها
منقول
هل تريد الجنة فلنتب قبل الممات
---
إمداد
11-27-2004, 10:12 PM
إليكم هذا الملف المرفق وأرجوا أن تستفيدوا منه وتنشروه
---
(1/318)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ما الذي يريده الغرب منا : صحيفة سويدية تعلن عن مسابقة لرسم الرسول صلى الله عليه وسلم
---
ما الذي يريده الغرب منا : صحيفة سويدية تعلن عن مسابقة لرسم الرسول صلى الله عليه وسلم
---
مرهف
02-07-2006, 03:05 AM
نشر موقع المختصر على هذا الرابط http://www.almokhtsar.com/html/news/1087/30/49309.php هذا الخبر :
انضمت صحيفة سويدية إلى جريمة الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلنت عن إقامة مسابقة لرسم صور النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وذلك دعمًا لحرية التعبير بزعمها ولموقف الصحيفة الدانماركية "يولاندس بوستن" التي كانت أول من اقترف تلك الجريمة.
وقالت صحيفة "sd-kuriren" السويدية في مقال كتبه رئيس التحرير "ريتشارد جومشوف": حرية التعبير في السويد تتجاوز الحظر الإسلامي بشأن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
وأشارت الصحيفة إلى قيام صحيفة "يولاندس بوستن" الدانماركية بنشر 12 رسمًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في 30 سبتمبر، واعتبرت الصحيفة تلك الجريمة التي اقترفتها "يولاندس بوستن" بأنها محاولة لتسليط الأضواء على التهديدات والمخاوف المتزايدة تجاه الإسلام، إضافة إلى دعم الكلمة الحرة – بزعمها - والنقاش المفتوح, والتأكيد على أن حرية التعبير تتجاوز الحظر الإسلامي بشأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم أشار رئيس التحرير في مقاله إلى الاحتجاجات والتظاهرات التي أقامها المسلمون احتجاجًا على ما قامت به الصحيفة الدانماركية وما تبع ذلك من مقاطعة اقتصادية والمطالبة بمحاكمة المسئولين عن هذه الجريمة.
وبعد ذلك أعلن رئيس تحرير الصحيفة عن دعمه لموقف الصحيفة الدانماركية وعزم صحيفته مواصلة حرية التعبير، ثم دعا كل من وصفهم بالمهتمين بحرية التعبير للمشاركة برسومات عن رسول الله محمد صلى الله عليه سلم، كما يتخيلونه.(1/319)
وأوضح رئيس التحرير أن الصحيفة تستقبل هذه الرسومات على البريد الإلكتروني وعلى البريد العادي، مشيرًا إلى أن هذه الرسومات سوف تنشر في أعداد الصحيفة في شهر مارس.
هذا، وقد نشرت الصحيفة في موقعها على الإنترنت رسمًا زعمت أنه يمثل النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم، وقالت الصحيفة: إن هذه هي أول الرسومات التي تتلقاها بعد دعوته تلك, وحثت الرسامين والفنانين على مزيد من المشاركة.) انتهى الخبر .
أقول :
طبعاً العاقل الآن من حقه أن يسأل : ما الذي يريده الغرب بهذه التصرفات ، ولم يرتكب مثل هذه الحماقات ، ولمصلحة من هذا الكبر والغطرسة ؟.
أيها الأخوة لا ينبغي أن نستقبل هذه الأخبار بالعاطفة فنسب ونشتم وندعوا وكأننا لا نملك غير هذا ـ مع أنه حق ـ بل ينبغي أيضاً أن نفكر بعمق في المهمة التي يريد أن ينفذها الغرب ، والغاية التي يريد أن يصل إليها ، وأن نرسم لأنفسنا ولغيرنا برنامجاً عملياً لنقوم بشيء بقدر استطاعتنا ، وعلى أقل الأمور أن نجيب على هذا السؤال : ما الذي يريد الغرب أن يصل إليه ؟ ولماذا يقوم بهذه التصرفات ؟ وماذا تقترح من برنامج عملي لنصرة دينك ونبيك ؟
فهل من مجيب أرجوا ممن يقرأ هذه المشاركة أن يشارك برأيه لنستفيد ونسأل الله أن يلهمنا الرشد والعمل .
---
عبدالرحمن الشهري
02-07-2006, 03:45 AM
أخي العزيز مرهف وفقه الله(1/320)
الذي يبدو لي أن الأمر مدبر له ، وأنه أكبر من مجرد رسام يريد أن يمارس حقه في حرية التعبير فحسب ، أو صحيفة تغار على حرية التعبير فتتعرض لمثل النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصورة المستفزة. والذي يبدو لي كذلك أن العقلاء في المجتمعات الغربية لا يؤيدون مثل هذه التصرفات ، غير أن الأمور لا تكون دائماً في أيدي العقلاء في المجتمعات. وأظن مايحدث الآن من تداعيات لما صنعته الصحيفة الدانماركية - وخاصة في الغرب - سيتكشف شيئاً فشيئاً عن مخطط أكبر ، وأبعد مدى يخطط للعالم الإسلامي ، نسأل الله أن تكون عاقبته خيراً للمسلمين . وقد جعل الله في أعطاف هذه الحادثة خيراً كثيراً للمسلمين ، فهو سبحانه لا يخلق شراً محضاً ، فقد رأينا من مظاهر الولاء للنبي صلى الله عليه وسلم ولرسالته ما يثلج الصدر من المسلمين في جميع الأصقاع ، وهذا يبشر بخير ، ويدل على خير في أبناء هذه الأمة ، وأتباع هذا النبي الكريم بأبي هو وأمي . كما أعاد الوعي المفقود أو المغيب لكثير منا ، وتأمل قول الله تعالى :(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ونظائرها في القرآن تجد عاقبة مكر الأعداء يؤول إلى الخسران والتباب.
وقد جعلتني هذه الحادثة أتوقف عند كثير من الآيات التي تشير إلى الاستهزاء بالرسل والأنبياء والمصلحين ، وما تعنيه تلك السخرية ، وما تكفل الله به من نصرة أنبيائه ورسله ، وتخصيصه لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمزيد من الإكرام والنصرة والحفظ ، فجعلتني هذه الحادثة وتداعياتها أنظر لمعاني هذه الآيات نظرة أخرى أرجو أن أوفق لطرحها في الملتقى إن شاء الله.
---
د.أبو بكر خليل
02-07-2006, 09:26 PM
أخي العزيز مرهف وفقه الله(1/321)
الذي يبدو لي أن الأمر مدبر له ، وأنه أكبر من مجرد رسام يريد أن يمارس حقه في حرية التعبير فحسب ، أو صحيفة تغار على حرية التعبير........................................... .. وأظن مايحدث الآن من تداعيات لما صنعته الصحيفة الدانماركية - وخاصة في الغرب - سيتكشف شيئاً فشيئاً عن مخطط أكبر ، وأبعد مدى يخطط للعالم الإسلامي ، نسأل الله أن تكون عاقبته خيراً للمسلمين .................
------------------------------------------------------------------
حدسك في محله يا أخي الفاضل ، و ما بدا لك بدا لي ، نسأل الله السلامة لنا و للمسلمين كافة ، اللهم آمين .
إنهم - قاتلهم الله - يخططون و يدبّرون لحرب عالمية ثالثة ، بغرض الإبادة الجماعية للمسلمين - أيا كانت مذاهبهم ، و أينما كانوا و كانت بلادهم - و ينوون جعلها حربا نووية شاملة ، يستخدمون فيها كل ما لديهم من أسلحة الدمار الشامل ،
هكذا يخططون ، و الله من ورائهم محيط ، و حسبنا الله و نعم الوكيل .
* و هذا يتطلب منهم السعي لإيجاد حالة عداء عام ، و كراهية شديدة لكل ما هو إسلامي ، و اصطناع كل ما يسيء للإسلام و ينفّر شعوبهم منه و من المسلمين ، و إلصاق تهم كاذبة بهم و اختلاق وقائعها ،
فهم يعملون على ما يسمونه " تهيئة العالم للمجيء الثاني للمسيح " - عليه و على نبينا الصلاة و السلام ،
و في اعتقادهم أنه سينزل بعد حرب نارية عامة بين أتباعه و بين أعدائه ، و سيسبقها - عندهم - إعادة بناء " الهيكل " في القدس ( محل المسجد الأقصى المبارك ، حماه الله ) ، و هو ما يعملون و يشجعون و يساندون فيه الآن سرا و جهرا ،
و قد مهَدوا لإثارة شعوبهم و الرأي العام عندهم بأحداث 11 سبتمبر المعروفة ،و ألصقوها بالمسلمين ، ثم تبعها ما سمي بالحرب العالمية على الإرهاب ، التي قال عنها " بوش " إنها " الحملة الصليبية " العالمية الممتدة ..............(1/322)
- و قد يستغرق الأمر أسابيع أو شهورا أو أعواما لبدء القيام بهذه الحرب العالمية النووية على بلاد اتلإسلام كافة ، مجتمعة أو واحدة تلو الأخرى ، و الله تعالى أعلم و أقدر ، و بيده الأمر كله ، و لكن هذا ما يلوح للمراقب و المتتبع للأحداث و للأقوال .
*** و ما يجري حاليا و يدبرّ لإيران - سلمها الله و سلم بلاد المسلمين - قد يكون البداية لها ، و ما الإصرار على تجريد أي دولة إسلامية من الرادع النووي إلا دليلا على ما يبيّتون
و عندي أنه ستكون هناك حرب عالمية عامة مدمرة - نووية أو غير نووية - تقضي على منجزات الحضارة الصناعية الحديثة تماما ، و يعود البشر إلى استعمال الآلات القديمة في حياتهم ،
و لا يكون ذلك إلا بانهيار تات لتلك الحضارة الصناعية الحديثة و دمار عام لكل منجزاتها ،
و دليل هذا : الحرب بالسيوف و الخيول في آخر الزمان ، على ما يفهم من أحاديث قتال المسيخ الدجال
- فماذا أعدَت بلادنا لمثل تلك الحرب النووية المتوقع - بل المرجح - وقوعها قريبا قريبا ،
و هل أعددنا أنفسنا للجهاد و الاستشهاد في سبيل الله ،
بل هل أعددنا أنفسنا للقاء الله عز و جل ؟
{ و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون }
---
سلسبيل
02-08-2006, 12:13 PM
إنهم يريدون أن يتبعوا نهج أسلافهم سبحان الله الوجوه تتغير والمسميات ولكن العقليات واحده على مر الزمن .... لأن مصدرهم واحد وشيطانهم واحد وحيلهم قديمة جديده متكرره قال تعالى
( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )
وهذا مقال للشيخ ناصر العمر حفظه الله بعنوان ( حتى يتفرق دمه بين القبائل فيه اجابة شافيه لما يريده الغرب منا
(( أ.د. ناصر بن سليمان العمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم(1/323)
لم يكن يتصور المرء أن مؤامرة كفار قريش لقتل النبي _صلى الله عليه وسلم_ تعود مرة أخرى بهذه السرعة وبالمنوال نفسه وعلى أيدي الغربيين أعداء العرب والمسلمين، حذو القذة بالقذة، والنعل بالنعل.
يختلف الحدث والزمان والمكان وتتفق الحقائق "أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" (الذريات:53).
لقد ابتدر أبو جهل تلك الفكرة الآثمة التي لم يبتدرها إبليس ولم يملك إلاّ أن يصفق لها قائلاً: "هذا هو الرأي"، فتآمروا قديماً على قتله -بأبي وأمي هو- وطلبوا من كل قبيلة أن تأتي برجل منهم حتى يتفرق دمه في القبائل –زعموا-.
واليوم وعندما تحمّلت الدنمارك كبر سبّ النبي _صلى الله عليه وسلم_، وكانت الوقفة المشرفة من الأمة ضد هذه الجريمة النكراء، وعندما بدأت تلك الدولة تترنح تحت وطأة آثار تلك الحملة، وبالذات المقاطعة الاقتصادية الشجاعة من لدن المسلمين، في دولة يعد ثدي البقرة أعظم من بئر نفط لدى ممالك النفط ، هنا هبّ الغرب في وقفة آثمة مع هذه الدولة الباغية من أجل تفتيت تلك المقاطعة، (حتى يتفرق أثرها في تلك الدول بدل دولة واحدة)، وهنا يقول بعض المسلمين: لا طاقة لنا بمحاربة هؤلاء القوم جميعاً؛ لأسباب لا تخفى على ذي عينين وعقل وأذنين.(1/324)
ولذا كان لا بد من التيقظ والحزم وعدم الاستسلام لتلك المؤامرة، وهذا يقتضي أن تحصر المقاطعة في الدولة التي أيقظت الفتنة وهي نائمة "لعن الله من أيقظها" مع الاستمرار في المقاطعة وتفعيلها؛ لأنها بدأت تؤتي أكلها بإذن ربها، يقول رئيس تحرير تلك الصحيفة الآثمة: "علي أني أقول وأنا أشعر بالعار: إنهم انتصروا"، فحذار من إتاحة الفرصة لتفتيت هذه الوقفة الشجاعة بالتعجل بالدعوة لمقاطعة هذه الدول كلها، وهذا ما يريد أن يجرنا إليه الغرب الحاقد؛ لأنه يعلم أن من يقاتل فرداً ليس كمن يقاتل عشرة، ويدرك أنه بالدعوة إلى مقاطعة تلك الدول سينبري أناس من بني جلدتنا ضد هذه المقاطعات؛ لأنها ستمس مصالحهم مباشرة، وهنا يدب الخلاف ويكثر النزاع، وتتحول المعركة ضد العدو إلى معركة داخلية، والنتيجة هي الفشل _لا سمح الله_ "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" [الأنفال: من الآية46].
ولا يعني هذا براءة تلك الدول، أو عدم استحقاقها للعقاب، كلاّ، ولكن السياسة الشرعية تقتضي التعامل بحكمة مع الحدث، وعدم تفتيت الجهود، أو الاندفاع العاطفي غير محسوب النتائج، أو الدخول في معركة لا نملك أدواتها.
وعندما نحصر الحرب في الدولة البادئة فلأنها هي التي تولت كبر الحدث والبادي أظلم، وهي التي سنت تلك السنة السيئة، فعليها وزرها ووزر من عمل بها، وعلى نفسها جنت براقش، فاجعلوها عبرة لمعتبر، تصديقاً لقوله _سبحانه_: "يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" [الحشر: من الآية2]، وتحقيقاً لقول الباري _تعالى_: "فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ" [الأنفال: من الآية57]، وسبيل النجاة يكمن في قوله _جل وعلا_: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا" [آل عمران: من الآية103].(1/325)
وختاماً "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل عمران:200].
---
سالم خميس اليعقوبي
02-09-2006, 11:56 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين أما بعد :
بدايةً إسمحوا لي أن أشارك معكم برأيي في هذا الطرح المبارك ، وأقول رداً على تساؤلات الأخ مرهف حفظه الله : إن ما فعله هؤلاء التافهون من الغرب ومن يساندهم من كبرائهم تحت لواء إبليس عليهم من الله ما يستحقون قد يكون لسببين من وجهة نظري :
الأول : قد يكون غرضهم أن يشغلوا المسلمين بمثل هذه القضايا بين الفينة والأخرى ، في حين يخلو الجو للبعض الآخر والأقوى المتمثل برأس الكفر بالانفراد بقضايا الأمة كالقضية الفلسطينية مثلاً وغيرها من القضايا ... .
الثاني : وقد يكون قياس لحماس المسلمين بعد أن جربوا وأدخلوا جميع وسائل الفساد التي أدخلوها إلى بلاد المسلمين والى بيوتهم بل وإلى غرف نومهم ، وذلك من خلال الغزو الفكري الحديث القديم الذي بدأ بدخول الاسرائليات .
فقد كان حماس المسلمين تجاه هذا الدين منقطع النظير فانظروا إلى حال الصحابة الكرام عندما جاء الأعرابي وبال بناحية المسجد ، فنهوه فكان رد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- دعوه لا تزرموه ، فبين له رسول الله أن المساجد لم تجعل لهذا .
كذلك حادثة عمر بن الخطاب مع عبدالله ابن أُبي عندما قال : سمِّن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، قال عمر دعني أضرب عنقه ،-مع إختلاف الروايات- فكان جواب النبي –صلى الله عليه وسلم- دعهُ يا عمر لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه .
وكذلك قصة معاذ ومعوذ فقد كانا يبثان عن أبي جهل في المعركة ليقتلاه وذلك لأنهما سمعا من أمهما أنه كان يسب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-(1/326)
وغير هذا من النماذج كثير ، فهم يريدون قياس هذا الحماس هل لا زال موجوداً أم أندثر وتأثر بغزوهم الفكري .
أما بشأن اقترح برنامج عملي فأقول :لعل أنجع برنامج هو الالتزام بالهدوء ، وأن نتذكر قول الله تعالى :"ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوا بغير علم " وقوله تعالى :"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا ءامنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون" [العنكبوت 46]..." وهؤلاء ظلموا بفعلهم ولكن هذا لا يمنع أن نلتزم بالهدوء : ويجب علينا ما يلي :
- أن ندع البكاء والعويل فيما بيننا سواءٌ من خلال الشجب والإنكار وغيره لأن هذا يدور بيننا وبلغتنا ولا يصل إليهم ، بل يجب أن ندخل عليهم من حيث دخلوا علينا ، وهو أن نغزوهم فكرياً عبر – سلاحهم – القنوات الفضائية لكن وفق منهج الكتاب والسنة ، وبلغتهم حتى تصل الفكرة إليهم ، وذلك من خلال إظهار محاسن الإسلام ، وفضائله ، وفضائل رسول الله – صلى الله عليه وسلم-- .
- أن نقاطع ما حرم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- من الكبائر والمنكرات أولاً ، بأن نطهر نفوسنا ومجتمعاتنا حتى نستحق أن نكون أمة منصورة بإذن الله ، ونستحق إجابة الدعوة .
- أن يساهم المغتربون ، بإظهار تعاليم الإسلام من خلال سلوكهم وأخلاقهم ، ولا يتشبهوا بالقوم ، لأن في ذلك إظهار للضعف والاستلام لهم ، والالتحاق بركبهم - الهزيمة النفسية- ونتمثل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم-: " من قال هلك الناس فهو أهلَكهم ، أو هو أهلُكهم .أو كما قال - صلى الله عليه وسلم-(1/327)
وأخيراً أقول : إن هؤلاء المجربون عندما رأوا حماس المسلمين لا يزال باقياً نحو دفاعهم عن مقدساتهم "اليوم يئس الذين كفروا من دينكم" وأيقنوا أنه لا سبيل لهم لإضعاف عقيدة المسلمين تجاه خالقهم المعبود ، ورسولهم المنصور، وكتابهم المحفوظ ، والحمد لله رب العالمين من قبل ومن بعد ، ولعل هذه الحادثة كانت سبباً في رجوع كثيراً من المسلمين إلى التمسك والإقتداء بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-- ولنعلم أن هذا الدين منصور بإذن الله ، وإن نبينا منصور كذلك من قبل الله وكفى بالله ناصراً "ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاءُ وهو العزيز الرحيم" [الروم 4-5] .
وأعتذر على الإطالة ، هذا والله أعلم وأجل ، فما كان من صواب فمن الله ، وما كان من خطاءٍ أو سهوٍ أو نسيانٍ فمني ومن الشيطان . سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك .
---
مرهف
02-14-2006, 02:15 AM
الأخوة : د عبد الرحمن ، ود أبا بكر ، والأخ سلسبيل وسالم :
جزاكم الله خيراً لمروركم على الموضوع وتعليقكم هذا الذي استفدت منه ، وأردت أن أشارككم الرأي ولكن بوجهة نظر أخرى،وهي أن المتتبع لممارسات الغرب بشكل عام اتجاه المسلمين سواء في كتاباتهم الاستشراقية أو في تصرفاتهم السياسية نحو الإسلام والمسلمين والأفكار التي يطرحونها ويفرضونها على مجتمعنا نجدهم يحاولون صياغة الإسلام بما فيه من معتقدات وأفكار ، وصياغة المسلمين عن طريق ذلك بما يسمى بالأوربة أو التغريب ، وقد عبر أحد الباحثين الحاقدين الذين سمعتهم على قناة فضائية ولم أحفظ اسمه : إنني أطالب أوربا بأن تجعل الإسلام أوربياً لا أن تكون أوربا مسلمة وطبعاً لهذه الكلمة دلالاتها وهي وجهة السياسة الأوربية في العالم الإسلامي من الناحية الثقافية والاجتماعية .
فهذه نقطة وللكلام بقية .
---
(1/328)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحوث فقهية متفرقة
---
بحوث فقهية متفرقة
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:26 PM
نضرة النعيم في حكم العمرة من التنعيم
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:28 PM
تحفة الأخيار في حكم تعدد الجمعة في الأمصار
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:31 PM
الإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:40 PM
الأصول العامة والقواعد الجامعة للفتاوى الشرعية للشيخ حسين آل الشيخ
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:49 PM
المبادئ القضائية في الشريعة الإسلامية للشيخ حسين آل الشيخ
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:52 PM
بهجة الجوائز في موقف الإمام من الجنائز
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:56 PM
العذب الفائض في الرد من المال الفائض
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 10:58 PM
إتحاف المتقين بمذاهب العلماء بمذاهب العلماء في حديث اخلع نعليك السبتيتين
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:00 PM
إعلام الساجد بحكم البيع والشراء في المساجد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:03 PM
الإعلام بأحكام زيارة خير الأنام
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:04 PM
الإنصاف فيما في حكم إزالة النجاسة من الخلاف
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:06 PM
تحفة الأخيار في الأفضل التغليس أو الإسفار ؟
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:09 PM
القول القويم في حكم صلاة المسافر خلف المقيم
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:10 PM
القول الفائض في حكم طواف الحائض
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:12 PM
القول الفصل الأغر في وضع الجريدة على القبر
---
أبو عبد الله محمد مصطفى(1/329)
06-02-2006, 11:14 PM
القول المسدد في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:16 PM
تحقيق المذهب في حكم زكاة العنب
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-02-2006, 11:26 PM
الفوائد المصطفاة بمذاهب العلماء في حكم تارك الصلاة
---
(1/330)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اريد موضوعاً
---
اريد موضوعاً
---
عادل التركي
11-12-2003, 02:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الفضلاء هذه أول مشاركة لي معكم
اتمنى ممن له تخصص في القرآن وعلومه ان يطرح لي بعض العناوين التي ينصحني بالبحث فيها
حيث أني طالب دراسات
ولكم جزيل شكري
والله يحفظكم
---
أحمد البريدي
11-12-2003, 04:42 AM
وعليكم السلام
تم طرح جملة من المواضيع المقترحة للرسائل العلمية تجدها على هذا الرابط :http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=155&highlight=%E3%DE%CA%D1%CD%C9
ومخطوطات مقترحة على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=873&highlight=%E3%DE%CA%D1%CD%C9
---
عادل التركي
11-14-2003, 10:22 PM
اثابك الله اخي أحمد البريدي على تفاعلك وتحريكك للمنتدى
وشكرا للاخوان الذين طرحوا مشاركاتهم في المواضيع التى تستحق الدراسة
لكن لي ملاحظة بسيطة : كنت اتناقش مع بعض الاصدقاء والاقارب _ وطبعاً منهم المتعلم والعامي واغلبهم متوسطي العلم _ فقالوا:( مافائدة هذه الرسائل التي تطرحونها وتبحثون فيها الى ما يقارب سنين) .
طبعاً من ينقد دون علم ودراية لايكلفه ذلك الا التحدث فقط أما من بحث ودرس وامضى الاعوام مع الكتب والعلماء فقد احس بالتعب أثناء البحث واحس بالفائدة له خاصة ولمن حوله
وكان منهم - الذين قالو المقولة السابقة - من
يقول لماذا لا تقدمون لنا ماينفعنا - بزعمه أن كل هذا العلم الذي قدم ويقدم قليل الفائدة -
قلت له وماذا تريد أن يقدم لك
قال مثل اختصارات لتفسيركتاب الله أو تلخيص لتفسير مطول او شئ ينفع المجتمع , خاصة في مثللا هذه الظروف الصعبة على الاسلام مثل: طرح موضوع الارهاب .....ونحو ذلك .(1/331)
طبعاً من الصعب أن تبين له وتشرح له أن تفسير كلام الله يحتاج الى عالم متخصص في هذا المجال وله شروط حددها العلماء يجب أ ن تتوفر فيه , وأن تلخيص التفاسير يعتبر تعديّ على علماءنا الكرام الكبار وفيه تضيع لعلم كثير مما ذكروه الى غير ذلك مما يطول ذكره
ولكن العامة لا يقتنعون بمثل ذلك .
ملاحظتي :لماذا لا نبحث عن مواضيع تكون أفرب الى المجتمع وتلمس حاجته - وإن كانت المواضيع المطروحة والراسائل المناقشة قريبة منه - حتى نكسب ثقتهم وإن كان في ذلك بعض السلبيات لكن هذا ما فرضة علينا مجتمعنا وواقعنا اليوم.
ثم هذه الرسائل المطروحة اغلبها مازال حبيس الادراج ولم يصل الى اعين الناس ويستفاد منه .
ما رأي مشايخنا في هذا الكلام ؟
---
(1/332)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مشروعية التوسل برسول الله في المذاهب ( عن الموسوعة الفقهية الكويتية )
---
مشروعية التوسل برسول الله في المذاهب ( عن الموسوعة الفقهية الكويتية )
---
د.أبو بكر خليل
10-24-2005, 04:16 PM
في مشاركة سابقة أوضحت جواز - بل ندب - التوسل برسول الله صلى الله عليه و سلم حال حياته و بعد وفاته عليه الصلاة و السلام ، و قد استندت في الحال الأول إلى الحديث الشريف الذي صححه الترمذي و الحاكم و ابن خزيمة و كذا ما جاء في سنن ابن ماجه ،
أما في الحال الآخر : فلأنه لم يرد أي دليل صحيح على تقييده بحياته صلى الله عليه و سلم ، فيبقى جوازه على إطلاقه ، وسواء فيه كونه في حياته أو بعد و فاته عليه الصلاة و السلام ، كما لم ينقل أي خلاف في مشروعيته قبل ابن تيمية ، و لا يصح رفع حكمه في حال إلا بيقين ، و هو ما لم يثبت بحال .
* و المسألة - إخواني الكرام - متعلقة بخصوصية لرسولنا صلى الله عليه و سلم ، فينبغي ألا ننساق وراء قول لم يدل عليه دليل قوي صحيح ، و سيقف كل منا متلهفا و منتظرا شفاعته يوم الهول الأكبر ، يوم الحساب ، فليحضر كل منا حجته ، و ليكن على تثبت منها فيما أخذ أو ترك أو أنكر و نهى .
- و قد وجدت اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة و المشهورة بين المسلمين - من أهل السنة و الجماعة - في مشروعية ذلك التوسل ، و سأنقله لكم فيما يلي إن شاء الله تعالى .
*****************
- و قد سررت واطمأن قلبي بما وجدته مذكورا في " الموسوعة الفقهية الكويتية " في تلك القضية ، فأحببت أن أنقلها هنا ، ليطلع عليها غيري ، و لتعم الفائدة ، و هي منشورة في موقع " ملتقى أهل الحديث " - جزى الله كاتبها خيرا - و إليكم نصها :
ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام
ما مدى صحة القول بجواز التوسل بذات الرسول قبل وفاته وبعدها؟(1/333)
[[ ما مدى صحة القول بجواز التوسل بذات الرسول قبل وفاته وبعدها؟
--------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية الجزء الرابع عشر
مانصّه:
د - التّوسّل بالنّبيّ بعد وفاته :
اختلف العلماء في مشروعيّة التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كقول القائل : اللّهمّ إنّي أسألك بنبيّك أو بجاه نبيّك أو بحقّ نبيّك ، على أقوال :
القول الأوّل :
11 - ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة ومتأخّرو الحنفيّة وهو المذهب عند الحنابلة - إلى جواز هذا النّوع من التّوسّل سواء في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته . قال القسطلانيّ : وقد روي أنّ مالكا لمّا سأله أبو جعفر المنصور العبّاسيّ - ثاني خلفاء بني العبّاس - يا أبا عبد اللّه أأستقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟ فقال له مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه .
وقد روى هذه القصّة أبو الحسن عليّ بن فهر في كتابه " فضائل مالك " بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشّفاء من طريقه عن شيوخ عدّة من ثقات مشايخه .(1/334)
وقال النّوويّ في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ثمّ يرجع الزّائر إلى موقف قبالة وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيتوسّل به ويستشفع به إلى ربّه ، ومن أحسن ما يقول ( الزّائر ) ما حكاه الماورديّ والقاضي أبو الطّيّب وسائر أصحابنا عن العتبيّ مستحسنين له قال : كنت جالسا عند قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابيّ فقال : السّلام عليك يا رسول اللّه . سمعت اللّه تعالى يقول : { وَلو أَنَّهُم إذْ ظَلَمُوا أنْفسَهم جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرَّسُولُ لَوَجدُوا اللَّهَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً } وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي . ثمّ أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه وطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم وقال العزّ بن عبد السّلام : ينبغي كون هذا مقصوراً على النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه سيّد ولد آدم ، وأن لا يقسم على اللّه بغيره من الأنبياء والملائكة الأولياء ، لأنّهم ليسوا في درجته ، وأن يكون ممّا خصّ به تنبيهاً على علوّ رتبته .
وقال السّبكيّ : ويحسن التّوسّل والاستغاثة والتّشفّع بالنّبيّ إلى ربّه .
وفي إعانة الطّالبين : . . . وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي . ما تقدّم أقوال المالكيّة والشّافعيّة .
وأمّا الحنابلة فقد قال ابن قدامة في المغني بعد أن نقل قصّة العتبيّ مع الأعرابيّ : ويستحبّ لمن دخل المسجد أن يقدّم رجله اليمنى . . . إلى أن قال : ثمّ تأتي القبر فتقول . . . وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربّي . . . " . ومثله في الشّرح الكبير .
وأمّا الحنفيّة فقد صرّح متأخّروهم أيضاً بجواز التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم .(1/335)
قال الكمال بن الهمام في فتح القدير : ثمّ يقول في موقفه : السّلام عليك يا رسول اللّه . . . ويسأل اللّه تعالى حاجته متوسّلا إلى اللّه بحضرة نبيّه عليه الصلاة والسلام .
وقال صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النّبيّ صلى الله عليه وسلم . . . جئناك من بلاد شاسعة . . . والاستشفاع بك إلى ربّنا . . . ثمّ يقول : مستشفعين بنبيّك إليك .
ومثله في مراقي الفلاح والطّحاويّ على الدّرّ المختار والفتاوى الهنديّة .
ونصّ هؤلاء : عند زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّهمّ . . . وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيّك إليك .
وقال الشّوكانيّ : ويتوسّل إلى اللّه بأنبيائه والصّالحين . وقد استدلّوا لما ذهبوا إليه بما يأتي :
أ - قوله تعالى : { وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلةَ } .
ب - حديث الأعمى المتقدّم وفيه : « اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة » . فقد توجّه الأعمى في دعائه بالنّبيّ عليه الصلاة والسلام أي بذاته .
ج - « قوله صلى الله عليه وسلم في الدّعاء لفاطمة بنت أسد : اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الّذين من قبلي فإنّك أرحم الرّاحمين » .
د - توسّل آدم بنبيّنا محمّد عليهما الصلاة والسلام : روى البيهقيّ في " دلائل النّبوّة " والحاكم وصحّحه عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم « لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي فقال اللّه تعالى : يا آدم كيف عرفت محمّدا ولم أخلقه ؟ قال : يا ربّ إنّك لمّا خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلا أحبّ الخلق إليك ، فقال اللّه تعالى : صدقت يا آدم ، إنّه لأحبّ الخلق إليّ ، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك ، ولولا محمّد ما خلقتك » .(1/336)
هـ – حديث الرّجل الّذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفّان رضي الله عنه : روى الطّبرانيّ والبيهقيّ « أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه في زمن خلافته ، فكان لا يلتفت ولا ينظر إليه في حاجته ، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف ، فقال له : ائت الميضأة فتوضّأ ، ثمّ ائت المسجد فصلّ ، ثمّ قل : اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك فيقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك ، فانطلق الرّجل فصنع ذلك ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان رضي الله عنه ، فجاء البوّاب فأخذ بيده ، فأدخله على عثمان رضي الله عنه فأجلسه معه وقال له : اذكر حاجتك ، فذكر حاجته فقضاها له ، ثمّ قال : ما لك من حاجة فاذكرها ثمّ خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له : جزاك اللّه خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتّى كلّمته لي ، فقال ابن حنيف ، واللّه ما كلّمته ولكن « شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره » .
إلى آخر حديث الأعمى المتقدّم .
قال المباركفوري : قال الشّيخ عبد الغنيّ في إنجاح الحاجة : ذكر شيخنا عابد السّنديّ في رسالته والحديث - حديث الأعمى - يدلّ على جواز التّوسّل والاستشفاع بذاته المكرّم في حياته ، وأمّا بعد مماته فقد روى الطّبرانيّ في الكبير عن عثمان بن حنيف أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان . . إلى آخر الحديث .
وقال الشّوكانيّ في تحفة الذّاكرين : وفي الحديث دليل على جواز التّوسّل برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى اللّه عزّ وجلّ مع اعتقاد أنّ الفاعل هو اللّه سبحانه وتعالى وأنّه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن . ]]
انتهى الاقتباس .
*** و للاطلاع على أصل الكلام ، و كذا بقيته : اضغط على هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25357
---
أبو بيان
10-24-2005, 05:10 PM(1/337)
هذه مسألة قديمة متداولة بين العلماء, ولا أرى حاجة أو فائدة في بعث الخلاف فيها جذعاً, ومن كان له رأيً فله عرضه, ولكن كما ينبغي أن يعرض, وعلى منهج العلم والعدل.
وفي عرض الأخ خليل هنا خطأ في المنهج والفهم:
- أما الخطأ في المنهج فهو: الاختيار قبل الاستدلال, وعرض وجه واحد من المسألة دون استيعابها, خاصة أن عنوان الموضوع (مشروعية التوسل برسول الله -أقول: صلى الله عليه وسلم- في المذاهب), فأين المذاهب؟.
ويؤكد هذا الخلل سروره بما في الموسوعة الكويتية, وهو قولٌ واحد لم يعرض غيره, لأنه فيما يبدو لم يطلع على غيره وإنما نقله من موقع أهل الحديث, ويا ليته ذكر الموضوع كاملاً لنستفيد, ولتتم الفائدة التي قصدها وفقه الله.
فمنهج أهل العلم في عرض المسائل عرض كافة الأقوال واستيعابها, حتى وإن كان فيها ما لا يرضي الكاتب, فإن الحجة تكشف ضعفه وتبين خلله.
- وأما الخطأ في الفهم: فهو قوله : (و قد وجدت اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة و المشهورة بين المسلمين - من أهل السنة و الجماعة - في مشروعية ذلك التوسل ، و سأنقله لكم فيما يلي إن شاء الله تعالى).
أين اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة والمشهورة بين المسلمين؟
فإن الذي في الموسوعة ما نقلته وهو: (ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة ومتأخّرو الحنفيّة وهو المذهب عند الحنابلة). فهل قول جهمور الفقهاء عندك هو اتفاق المذاهب الفقهية المعتبرة والمشهورة .. ؟
وهذا ينبئ عن التسرع في النقل وتعميم الرأي, وعدم الدقة في النقل وحسن التفهم, كما يبين عدم الاستيعاب والذي سببه كما أسلفت اختيار القول قبل الاستدلال ومن ثم الاكتفاء به دون البحث عن غيره وتأمله.
وثمَّتَ مسائل كثيرة في هذا النقل تحتاج إلى تحرير, وقد اطلعت على الموضوع في ملتقى أهل الحديث وفيه بحث حول ذلك.(1/338)
وأرجوا من الأخ أبو بكر وفقه الله وغيره من الإخوة الحريصين على الاستفادة أن يُراعوا التخصص في الطرح, وعرض العلم على أهله, وسؤال أهل الذكر, وأن يكتفوا بوجود هذه الموضوعات المتخصصة مبحوثة في تلك المنتديات, وعدم الاغراق فيها, وتشتيت الجهود بين المنتديات في إعادتها, والتوفر على التحرير والابتكار هنا في علم التفسير وعلومه, وهناك فيما تخصص فيه الملتقى, وتصدى له. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
---
د.أبو بكر خليل
10-24-2005, 06:26 PM
وفقنا الله - أخي الفاضل - إلى السداد و الرشاد في المنهج و في الفهم ، و في كل أمر . اللهم آمين .
يعلم الله أني لم أكن راغبا في الابتداء بإثارة هذه المسألة - و هي بلا ريب تستحق و تستحق - لعلمي بمذهبكم فيه ، و لكنني وجدته معروضا للمذاكرة و المراجعة في الملتقى ( في قسم التفسير العلمي و علوم القرآن ) ، و ذلك في المشاركة المعنونة ب " هذه لنا و ليست لكم : { و لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك } " ، و انظرها هنا في هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4031
هذه واحدة ،
و أما الثانية : فلم أسبق الاستدلال ، و إنما استدللت بما ذكرته في المشاركات في الرابط أعلاه ،
و أما الثالثة : فقد نقلت الرأي المبيح - و هو المذكور فيما نقلت عنه - و هو الذي اعتضدت به لما أوضحته فيما تقدم من مشاركات ،
و أما الرابعة : فقد أحلت على تكملة الكلام ، و فيه ( 41 ) مشاركة ،
و الخامسة ، و هي الأهم : ألا يكفي المرء الأخذ برأي " جمهور الفقهاء " في مسألة ما ، على ما هم مذكور في " الموسوعة الفقهية الكويتية " في مسألتنا تلك ؟
فأينا المتسرع ، و أينا الطارح لمذهب الجمهور ؟
---
ابن الشجري
10-24-2005, 10:03 PM
و ما أتى به الأخ الكريم خليل ليس له محل من النظروالاعتبار لمخالفته الصحيح من الآثار.
وإني أهيب بأخي الكريم أن يراجع كلام أهل العلم الكبار ، ويستقيه من مصادره الأصيلة .(1/339)
وقد كنت سأنقل له كلام شيخ الإسلام في المسألة ، إلا أني خشيت أن يكون من غير محبيه فيمقت القول لصاحبه . وإلا فهو خير من بسط القول حولها ، وقد حاول صاحب كتاب حقوق النبي صلى الله عليه وسلم تهذيب ماذكره شيخ الإسلام ، فليراجعه من شاء ، والمسألة مذكورة في أكثر كتب العقائد والتفاسير .
*ولحسن الظن بأخينا ومحبته لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، فإني أنشده أن نتجرد جميعا من معرفة أي دليل له تعلق بالمسألة ، ثم النظر إلى حال الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، الذين ابتاعوا أنفسهم وأموالهم برضى الله ورسوله ، حتى كان قول قائلهم : نحري دون نحرك يارسول الله ، صدقا في محبته ومحبة ماجاء به ، ثم النظر بعد ذلك إلى كتب الأسانيد من الصحاح والسنن والطبقات والمسانيد ، هل فيها نقل صحيح صريح عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو ابن مسعود أو ابن عباس أو جابر أو أبو هريرة وغيرهذه الأسماء المهيبة الكريم أصحابها من الصحب الكرام ـ رضي الله عنهم ـ ما يدل لما ذهبت إليه ، وأن أحدهم أتى إلى قبره متوسلا سائلا , أو توسل بذاته بعد موته ، أو استشفع به في دعائه ، لا والذي أخرج الجذع من الجريمة والنار من الجذيمة ماكان هذا منهم قط ، ولا أظنه سيكون يوما من محب لاتباع نهجهم عوض ، فلا أظن باحثا سيظفر بشئ من هذا ولو بقي في بحثه دهرا كريتا .
ومثلك أخي الكريم لا يجهل بالغ محبتهم واحتفائهم بنبيهم حيا وميتا ، وكامل علمهم بكتاب ربهم الذي رروه على أعينهم تبرا ، فكانوا أعلم به ممن أتى بعدهم ممن هو مثلي ومثلك . فهلا وسعني ووسعك ما وسعهم ، فما نحن أعلم بالهدى منهم ، أم أن محبتنا لمحمد صلى الله عليه وسلم تفوق محبتهم والجواب عندك .(1/340)
ثم انظر إلى عمر رضي الله عنه وكيف أقام العباس يدعوا لهم ، قائلا اللهم إنا كنا نتوسل بنبيك وإنا نتوسل بعم نبيك ، فكان التوسل بالحي لا بالميت وبالدعاء لا بالداعي ، وأظن الملهم الحبر عمر ـ رضي الله عنه ـ لن يغيب عنه لو كان يرى أن ما قلته هو تفسير الآية بأن يأتي إلى قبر النبي مستشفعا سائلا ، أو يتوسل بذاته في دعائه ، فهلا وسعنا ماوسع عمر .
*فالقائل بمثل هذا القول : يجب أن يحدث نفسه قائلا : ما أناعليه من اعتقاد لمقتضى هذا القول إما أن أكون فيه مخطيئا أو مصيبا ، والميزان في فهم مثل هذه المسألة ومعرفة الصواب فيها إنما هو بالنظر إلى فهم الصحابة وتوظيفهم لمفهوم الآية ، فهل نقل عنهم مثل هذا العمل ، والجواب لن يكون إلا بالنفي أو الإثبات ، فإن كان بالإثبات وأسعفك الدليل الصحيح الصريح على أن الصحابة رضي الله عنهم كان هذا فهمهم للآية وتوظيفهم لها في حياتهم فاشدد يدك على ما أنت عليه ولو خالفك الناس أجمعين ، واعلم بأنك الجماعة ولوكنت وحدك في الطريق ، وإن كان الجواب بالنفي وأن هذا الاعتقاد والعمل بمقتضاه لم يكن من صنيعهم ، ولم يكن هذا هو فهم للآية ولا توظيفهم لها في حياتهم ، فاستعذ بالله من الهوى ، وأن تكون ممن تبعه فغوى ، وقل لنفسك ولو زينت لك الأمر ، والله لست بخير من صحب محمد ، ولا محبتي تعدل محبة أحدهم بله أن تفوقها . فليسعني ما وسعهم فما أنا إلا متتبع غرزهم .
*وظني والله أعلم أن يأتي بمثل هذا القول المنكر ماهو إلا مناد بلسان حاله على جهل الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وأن عنده من العلم مالم يبلغهم ولم يعملوا به ، فقلي بربك أي خير يبقى في علم لم يكن من هديهم وعلمهم ، فماهو والله إلا الضلال والهوى .
*وعادة المؤمن أن يعلم الدليل ثم يعتقد ، لا أن يكون هناك أمر نشأ عليه قد يكون غيره الصواب ، حتى إذا تشربه قلبه طلب له الدليل ، وأصبح هذا الرأي هو معتقده ينافح عنه بالحق وبالباطل .(1/341)
ولا يغرنك ـ شرح الله صدري وصدرك للحق ـ كثرة المتبنين لقول من الأقوال فالكثرة ليست المعيار في مثل هذا ، وإن نفعت ونفقت في باب المكيال والميزان ، فما هذا إلا علم شرعي معياره الدليل الصحيح الصريح .
*ثم اعلم أن المسألة ليست من المسائل التي يؤجر فيها المخطئ على اجتهاده ، والمصيب على إصابته واجتهاده ، كلا فليست المسألة من هذا الباب .
إنما هي مسألة المصيب فيها واحد والمخطئ مبتدع مأزور غير مأجور لأنها من مسائل الاعتقاد ، والأولى من مسائل الاجتهاد والرأي والفقه ، ومسألتنا ليس ثم غير الدليل .
*وليتنا جميعا نراقب الله عند قولنا فمثل هذا المسألة ليست من مسائل المنتديات وفضول العلم ، بل لقد كان يعقد لمثلها بين السلف والخلف المناظرات والمحاورات التي ترتفع لها رايات أهل السنة .
*ثم أين العلم بالكلام في أصول مثل هذه المسائل من معرفة الناسخ والمنسوخ ، والمطلق والمقيد ، والعام والخاص ، وغيرها من مباحث الأصول التي آخذ بعضها برقاب بعض في الدعوة لتعلمها قبل الخوض في مسائل التفسير والفقه والعقيدة .
*إن للعلم أصولا يبنى عليها ويكون أساسا في انتزاع الفهم السديد والرأي الصواب ، وللأسف أن لكل علم حمى وحام يحميه من الدخلاء فيه ، إلا علم الشريعة فحماه مستباحة وعرضه منتهك ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذه ثلمة ليس لها إلا سلطان متين يزع الله به غواية الغاوين ، وعلماء ملة ناصحين يذب الله بهم صولة المنتهكين ، لهذا أصبح العلم الشرعي رخيصا يتكلم في فنونه البيطري والطباخ والمهندس والملاح ، وهذه من مثالب وسائل الإعلام المرئي ، وإنها والله لحسرة أيما حسرة أن تلاقي طلاب الشريعة داخل أسوار الجامعة فيحدثك أحهم أنه لم ينتسب لهذا الفن إلا بعد أن تقاذفته سائر الكليات والمعاهد .
رحماك يا رب(1/342)
لقد كان هذا العلم عزيزا يوم أن كان يحمل في صدور رجال طاف بعضهم الأرض مرة أومرتين في تحصيله ، وشرب البول مرات ومرات في السير في الفيافي والقفار في البحث عن مضامينه ، فرحمهم الله ماجهل قدرهم الجاهلون ، وترحم عليهم المترحمون .
وختاما : فلقد كان فيما تعقب به الإخوة الكرام لقول الأخ الكريم الدكتور خليل ، خيرا وكفاية ، لكن أحببت أن أشير لما لعل فيه ما ينفعني وينفع أخي صاحب المسألة ، دون مناقشة المسألة نقاشا علميا ، فظني أن دون ذلك خرط القتاد لمثل هذه المسألة العقدية في صفحات الملتقيات والمنتديات الحاسوبية .
وإني أستغفر الله لي ولأخي الكريم الدكتور خليل ، وأسأله سبحانه أن يشرح صدري وصدره للحق والصواب من القول والعمل .
---
د.أبو بكر خليل
10-24-2005, 10:48 PM
قلتم - و اللبيب بالإشارة يفهم - :
(( *إن للعلم أصول يبنى عليها ويكون أساسا في انتزاع الفهم السديد والرأي الصواب ، وللأسف أن لكل علم حمى وحام يحميه من الدخلاء فيه ، إلا علم الشريعة فحماه مستباحة وعرضه منتهك ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذه ثلمة ليس لها إلا سلطان متين يزع الله به غواية الغاوين ، وعلماء ملة ناصحين يذب الله بهم صولة المنتهكين ، لهذا أصبح العلم الشرعي رخيصا يتكلم في فنونه البيطري والطباخ والمهندس والملاح ، وهذه من مثالب وسائل الإعلام المرئي )).
* و ما ذكرته - أنا - في تلك المشاركة : نقلته عن " الموسوعة الفقهية الكويتية " نقلا عن أئمة كبار من "جمهور الفقهاء "في المذاهب الفقهية المعتبرة ،
و لم يكن نقلا عن " البيطري والطباخ والمهندس والملاح " - كما عرضتم أنتم بالكاتب للمشاركة - و الذين حرروا الموسوعة علماء و فقهاء - و إن لم تستريحوا لقولهم - و لم يكن تخصص واحد منهم " البيطري والطباخ والمهندس والملاح "
* 1 - و سؤالي لكم : هل حديث توسل الضرير برسول الله صلى الله عليه و سلم صحيح أم لا ؟(1/343)
( و المقصود : هل لم تصح أي رواية لذلك الحديث ) ،
2 - هل هناك نقل ثبت عن إمام معتبر أنكر ذلك التوسل به في حياته صلى الله عليه و سلم ؟
- فذلك أصل ينبني عليه ما بعده ، فليتحقق منه ، و ليتثبت أولا ، لكي يكون البناء عليه صحيحا و سليما .
- و عجبا لمن ينكر على غيره رده على ما قيل في أمر من الأمور
---
مساعد الطيار
10-24-2005, 11:11 PM
الإخوة الكرام
ألا ترون أن العودة إلى حال الصحابة ، وتأمل ما كانوا يفعلونه مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته يحل مثل هذا الإشكال ، فهل ورد عنهم أنهم استشفعوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وهم في أحلك ظروفهم الحياتية من قتال المرتدين ، ومن غيرها من البلايا التي كانت تصيبهم ، فإن كانوا لم يفعلوه ، أفتُرانا فُتِح لنا من العبادة ما لم يُفتح لهم ؟!
ثم لماذا يستشفع عمر بالعباس ، ولا يختصر الطريق فيستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم ، والرسول صلى الله عليه وسلم أكرم عند عمر من العباس ، أفلا يدلنا هذا على أن الاستشفاع به بعد موته لم يكن من معهود الصحابة ، ولا هو من دينهم ، وما كان كذلك فحري بنا أن نتنبه له ، لكي لا نُلحق بالرسول صلى الله عليه وسلم ما لا يحب ، فمن ذا الذي ينازع في حب المسلمين لرسولهم صلى الله عليه وسلم ، لكن احبهم له أكثرهم اتباعًا له ، فإن كان لم يأمر ، ولا صحابته فعلوا ذلك ، فلم نلزم انفسنا بشبهة وقعت لأفاضل ممن جاء بعد الصحابة ؟!
ولنعلم أن الذب عن نبينا صلى الله عليه وسلم يكون برفع كل نقيصة تنسب إليه ، ورفع كل إفراط في حقه مما لم يثبت بسنة صحيحة لا ريب فيها .
فلو قال قائل : إن نبينا صلى الله عليه وسلم لا ينام قلبه ، وإنه صلى الله عليه وسلم يبلغه سلامنا وهو في قبره ، وإنه صلى الله عليه وسلم يخرج عرقه كريح المسك ، وغير ذلك من الكمالات التي ثبتت له ، فإننا نقول بها لثبوته بالحديث الصحيح الذي لا ريب فيه .(1/344)
وإني لأدعو إلى الرجوع إلى ما كان عليه الصحابة في هذا الأمر ، ولا يكفي في مثل هذا الأمر العقدي أن يقع ذلك من فاضل من فضلاء المتاخرين ، ويكون مذهبًا لقوم من الأقوام ، فنأخذ به ، لأن مثل ذلك إنما وقع بسبب شبهة ، ثم قويت هذه الشبهة وتكاثرت عليها أدلة يرى صاحبها حجيتها ، فصارت عندهم بمنزلة من العلم اليقيني ، وتفصيل ذلك بأمثلته يطول ، لكن القصد من ذلك أن النظر إلى حال الصحابة في مثل هذه المسألة يدلُّك عن كونها لها أصل أو ليس لها أصل .
وأرجو ان يوقف النقاش في هذه المسألة ؛ لخروجها عن هدف الملتقى ، ومن أراد أن يناقشها ، فليستعمل المناقشة الخاصة عبر الماسنجر ، فترك النقاش في مثل هذا الموضوع سرعان ما يتعدى إلى الانتصار للذات ، وقد يدخل فيه أيضًا من لا يحسن التعبير في النقاش ، فندخل في مهاترات نحن بغنى عنها ، ولا يخفاكم ما يقع في بعض المنتديات من مثل هذا الذي لا نحب أن يأتينا في هذا الملتقى .
وإني لأشكركم في مشاركاتكم هذه ، التي ظهر لنا فيها مذاهبكم في هذا المسألة ، والذي يبدو ان نقاشها في هذا الملتقى لن تزحزح الواحد منا عما هو مقتنع به ، فلنترك ذلك للمناقشة الخاصة عبر الرسائل الخاصة او الماسنجر ، ولكم من الله الجزاء الأوفى ، وإني لأدعو الله لي ولكم ان يلهمنا الرشد ، وأن يوفقنا للصواب ، وان يجمعنا على محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وان لا يحرمنا من شفاعة نبيه وخليله صلى الله عليه وسلم إنه سميع مجيب .
---
د.أبو بكر خليل
10-24-2005, 11:53 PM
و هو كذلك، و جزاكم الله خيرا على توجيهكم ، و أود أن تأخذ إدارة الملتقى - وفقهم الله و أكرمهم - برأي شيخنا ، و عدم طرح مثله بعد ، لأن الخلاف فيه سيطول بلا فائدة ، و هذا رأي أحسبه حسنا ،
و ما ذكر كاف
و نشكر لكم لطف ردكم و رفقه
* و لعل هذا يكون آخر الجدال أو النقاش
و الحمد لله اولا و آخرا
و صلى الله و سلم على رسوله رسول الهدى
---(1/345)
عبدالرحمن الشهري
10-25-2005, 12:05 AM
الحمد لله رب العالمين.
---
مرهف
10-26-2005, 04:51 PM
كذلك أضم صوتي لعدم إثارة موضوع محل خلاف لا طائل منه وإثارته فيه ضرر أكثر من نفعه بكثيركي لا يتعكر صفو الملتقى جزاكم الله خيرا
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-01-2005, 05:35 PM
انظر هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4162
---
محمد الأمين
11-08-2005, 08:34 AM
للتنبيه فقط وليس للنقاش: جماهير السلف يقولون بتحريم التوسل وإنما الغلط وقع عند المتأخرين الذين استهانوا بتلك البدعة بسبب عدم تدبرهم لسيرة السلف الصالح.
---
الأزهري الأصلي
11-14-2005, 05:41 PM
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=47440
والله تعالى أعلم.
---
د.أبو بكر خليل
11-14-2005, 10:32 PM
اقتباس
( مما جمعه و نقله الأخ الفاضل الأزهري الأصلي أكرمه الله ) :
[[ 24-وقال الخطيب الشربيني(ت:977 هـ)في مغني المحتاج : 1 | 184 :
خاتمة : سئل الشيخ عز الدين هل يكره أن يسأل الله بعظيم من خلقه كالنبي والملك والولي ؟ فأجاب بأنه جاء عن النبي ( ص ) أنه علم بعض الناس : اللهم إني أقسم عليك بنبيك محمد نبي الرحمة..الخ. فإن صح فينبغي أن يكون مقصوراً عليه عليه الصلاة والسلام ، لأنه سيد ولد آدم ، ولا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة ، لأنهم ليسوا في درجته ، ويكون هذا من خواصه. اهـ. والمشهور أنه لا يكره شيء من ذلك.
,ويقول في آخره:(1/346)
وهذا آخر ما يسره الله تعالى من مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج فدونك مولفا كأنه سبيكة عسجد أو در منضد محررا لدلائل هذا الفن مظهرا لدقائق استعملنا الفكر فيها إذا الليل جن فإن ظفرت بفائدة فادع بالتجاوز والمغفرة أو بزلة قلم أو لسان فافتح لها باب التجاوز والمعذرة فلا بد من عيب فإن تجدنه فسامح وكن بالستر أعظم مفضل فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له ال محاسن قد تمت سوى خير مرسل فأسأل الله الكريم الذي به الضر والنفع ومنه الإعطاء والمنع أن يجعله لوجهه خالصا وأن يتداركني بألطافه إذا الظل أضحى في القيامة خالصا وأن يخفف عني كل تعب ومؤنة وأن يمدني بحسن المعونة وأن يرحم ضعفي كما علمه وأن يحشرني في زمرة من رحمه أنا ووالدي وأولادي وأقاربي ومشايخي وأحبابي وأحباني وجميع المسلمين بمحمد وآله وصحابته أجمعين.
25-وأضاف الشرواني (ت:1310)في حواشيه : 2 |108 :
وفي ع ش بعد ذكر كلام الشيخ عز الدين ما نصه : فإن قلت : هذا قد يعارض ما في البهجة وشرحها لشيخ الإسلام ، والأفضل استسقاؤهم بالأتقياء لأن دعاءهم أرجى للإجابة. الخ.
قلت : لا تعارض لجواز أن ما ذكره العز مفروض فيما لو سأل بذلك على صورة الأزلام ، كما يؤخذ من قوله : اللهم إني أقسم عليك.. الخ.
وما في البهجة وشرحها محصور بما إذا ورد على صورة الإستشفاع والسؤال ، مثل أسألك ببركة فلان ، أو بحرمته أو نحو ذلك. انتهى.
,ويقول أيضا : "بجاه محمد سيد الأنام" حواشي الشرواني (6/381) ]] ,
انتهى الاقتباس.
*********************
* أقول - كاتب هذا - :
إن كان كل ذلك العدد من الأئمة المبيحين للتوسل به صلى الله عليه و سلم مخطئين بل ضالين - بزعمهم ، حاشاهم - فلمن نرجع في معرفة أمور ديننا ، في كل علوم الشرع ؟
إذ لن يصح لنا أي علم ،و لن يسلم لنا أي نص شرعي ،
ما دام معناه المراد به غير مسلَم بل و مردود أصلا ،
و ما فائدة النصوص الشرعية المجردة عن معناها و مقتضاها ؟(1/347)
أليس هؤلاء أهل الذكر في تلك العلوم الشرعية من تفسير قرآن كريم ، و شرح حديث شريف ، و معرفة أحكام فقه و تقعيد أصوله و غير ذلك ؟
- نعم : قد يخطئ البعض منهم في مسألة ما ، و لكن أن يجتمع كل هؤلاء على الخطأ فبعيد بل مستحيل .
فيا أيها الناس اتهموا رأيكم ،
و لا يدفعنكم الانتصار لرأي معين أن تهدموا الدين بالإنكار على مثل ذلك العدد من أئمة علومه في كل مجال ، و إهدار أقوالهم في بقية مسائلها بالتبعية حتما .
* و أبشر أخي الفاضل الأزهري الأصلي بشفاعة حبيبنا و شفيعنا صلى الله عليه و سلم يوم لا شفيع للمسلمين عند ربه سواه ،
و المحروم من حرم منها ،
جعلنا الله و أهلنا من أهلها .
اللهم آمين يارب العالمين
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
---
أبو عمار المليباري
11-21-2005, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . إن إثارة مثل هذه الموضوعات التي تضر بالعقيدة الإسلامية والتي اختلف العلماء فيها ما بين محرم ومجيز لتؤدي إلى مفاسد أعظم وأكبر . وقد أصبحت والحمد لله مسألة التوسل والاستغاثة من المسائل البدعية المسلم بها في هذه البلاد ، فلا داعي من إثارتها مرة أخرى للتشكيك في صحة ما أوضحه مشائيخنا وعلماؤنا .
لا أريد أن أطيل ، فقد تكلم حول ما أثاره الدكتور أبوبكر خليل المشايخ ، إلا أنني أريد أن أعلق على كلام للدكتور، يقول ما مفاده : إن أول من قال بتحريم التوسل هو ابن تيمية . قلت : هذا جهل أو تجاهل ، لأن الأحناف مثلاً حرموا السؤال بحق فلان أو بجاهه . وأما ما ادعاه أنه مذهب جمهور العلماء ، فأقول : عليه أن يقرأ مقالي : هل يخالف جمهور العلماء جمهور السلف ؟ . فإنه يتبين للقارئ أن هذا التجويز الحاصل إنما هو من المتأخرين من أصحاب المذاهب الأربعة والمتأثرين بالتصوف والأشعرية . انظر الرابط :(1/348)
http://tafsir.org/vb/forumdisplay.php?f=13&page=3&sort=lastpost&order=&pp=40&daysprune=-1
---
الأزهري الأصلي
11-22-2005, 06:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله:
نرجو العناية بهذه الروابط فهي حصاد نقاشات طويلة:
1-الفرق بين التوسل (الفقهي) والاستغاثة (الشركية):
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=58325
2-أقوال جماهير العلماء في مسألة الاستغاثة ونقاش حوله:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=58132
http://www.antihabashis.com/bbs/forum_posts.asp?TID=194&PN=1
3-أقوال جماهير العلماء سلفا وخلفا في مسألة التوسل:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=47440
4-أحاديث واهيات في مسألة التوسل ونقاش حولها:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?s=&threadid=46071
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=443
5-الرد على موضوع علماء منعوا التوسل قبل ابن تيمية:
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?t=2218
6-حوار مع الأستاذ الدمشقية حول التوسل:
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=37058
7-حول أثر مالك الدار وتضعيفه:
أ- كشف العثار في تضعيف حديث مالك الدار:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=60989&goto=nextoldest
ب- مناقشة حول توثيق مالك الدار:
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=40131
وقد نشرنا معظم هذه الأبحاث والمناقشات في الكثير من المنتديات العلمية:
ملتقى الإخوان -ملتقى أهل الحديث- منتدى مكافحة الأحباش- ملتقى أهل السنة والجماعة في السودان -منتدى الدفاع عن السنة وغيرها.
والخلاصة:
1- أن موضوع التوسل مسألة فقهية وليست مسألة عقدية.
2- لم يؤثر عن السلف المنع -عند التحقيق لأن الترك ليس بحكم-.
3- ما جاء عن أبي حنيفة وأصحابه الكراهة وليس التحريم.
4-جاء عن أحمد بن حنبل الجواز وتبعته معظم المدرسة الحنبلية.(1/349)
5-جماهير علماء الأمة قبل وبعد ابن تيمية على جوازه ولا يستسيغ عاقل وصمهم بالتأثر بالصوفية والأشعرية وغيرها.
6-لا إنكار في المسألة بتاتا وهذا نص ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من أئمة المسلمين.
7- الإنكار الوحيد في المسالة ينصب على:
أ-من يقول أن جمهور العلماء على المنع وهذا غير صحيح.
ب-من يقول بأنه لم يمنع التوسل قبل ابن تيمية أحد وهذا غير صحيح.
ج- من يصم المتوسلين بالشرك ويعتبر الموضوع ضارا بالعقيدة!!.
د- من يصم المانعين للتوسل بعدم حب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
---
عبدالرحمن السديس
11-22-2005, 07:58 PM
وقد نشرنا معظم هذه الأبحاث والمناقشات في الكثير من المنتديات العلمية:
ملتقى الإخوان -ملتقى أهل الحديث-
ليس في الروابط التي ذكرت ذكر لملتقى أهل الحديث !
---
الأزهري الأصلي
11-22-2005, 10:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله:
الأخ الفاضل عبد الرحمن السديس:
إن شاء الله أضع لك روابط بعض الموضوعات التي وضعتها في ملتقى أهل الحديث ريثما يعود الملتقى بسلامة الله ومنها:
أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات.
مناقشات حول بعض أحاديث التوسل.
حول حديث توسل سيدنا آدم بسيدنا محمد صلوات الله عليهما.
وهي مواضيع لا زالت موجودة حتى الآن.
وقد نشرت موضوع رأي جمهور العلماء في مسألة التوسل في الملتقى المذكور وحذف مرتين وألغيت عضويتي لأني أظهرت حقيقة تغيب عن البعض!!
والله تعالى أعلم.
---
الأزهري الأصلي
11-23-2005, 12:21 AM
ثم وجدت الموقع فتح ولكن لم استطع تعديل المشاركة السابقة.
أحاديث واهيات في مسالة التوسل بالجاه والذات:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12258
حديث توسل سيدنا آدم بسيدنا محمد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17351
حديث التوسل بحق السائلين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16824(1/350)
وغيرها وكما قلت وضعت موضوعين فقهيين ولكنهما حذفا وتبعهما حذف اشتراكي في الملتقى.
ولعلك تنظر في الرابط الآتي:
http://www.al-multaqa.net/archive/showthread.php?t=47440
وخاصة المشاركة رقمي 23 و 24 وقد حذف الموضوع والرد من ملتقى اهل الحديث.
والله أعلم.
---
محمد الأمين
11-24-2005, 11:34 AM
أ-من يقول أن جمهور العلماء على المنع وهذا غير صحيح..
بل صحيح. والمقصود هم الصحابة والتابعون ومن في طبقتهم. ولا نعرف أحداً منهم أجاز تلك البدعة الخبيثة التي فشت بين المتأخرين.
---
الأزهري الأصلي
11-24-2005, 04:46 PM
السلام عليكم:
المشكلة الأساسية في كل موضوع يناقش التعميم بلا دليل.
بالنسبة للأدلة الصحيحة الصريحة في التوسل:
**حديث الأعمى فهم منه جمهور العلماء أنه عام في حياة وبعد ممات النبي -صلى الله عليه وسلم- وشرح هذا يطول جدا ومعظم إيرادات من خصصها بحياة النبي مردود عليها وليس هذا مجال نقاشها.
بالنسبة لفهم السلف الصالح للمسألة:
1-لم يثبت عن أي صحابي ولا تابعي ولا أحدا من تابعي التابعين المنع هذا أولا وتركهم للفعل ليس بدليل على عدم المشروعية وهذه قاعدة أصولية يتم تجاهلها عمدا!! فتنبه.
2-ثبت عن الإمام أبا حنيفة وتلاميذه (وهم معدودون من السلف) الكراهة وهي حكم فقهي.
3-ثبت (رغما عن من يدعي عدم الثبوت بمحاولات غير علمية) عن الإمام أحمد (وهو من السلف إن صحت زيادة "ثم الذين يلونهم" الثالثة في الحديث الشهير) الجواز كما في منسك المروزي.
هذا ما ثبت عن السلف الصالح.
بالنسبة لمن بعد السلف من العلماء "السلفيون":
فقد قدمنا كلامهم وعندما يطلق أي أحد فضلا عن طالب علم فضلا عن عالم كبير لفظ العلماء فهو يقصد السلف والخلف ممن اشتهر باتباع السلف.
وتجد ممن يستدل على أن جمهور العلماء على المنع يأتي بكلام القدوري وغيره ممن ليس من السلف أصلا فتأمل!!
وتأمل قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة التوسل بالصالحين :(1/351)
(ومازلت أبحث، وأكشف ما أمكنني من كلام السلف والأئمة والعلماء، هل جوز أحد منهم التوسل بالصالحين في الدعاء، أو فعل ذلك أحد منهم، فما وجدته، ثم وقفت على فتيا للفقيه أبي محمد بن عبد السلام أفتى بأنه لا يجوز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فجوز التوسل به إن صح الحديث في ذلك)أ.هـ.
هل تجده في كلامه خصص السلف؟ الإجابة لك.
ولا يليق أبدا أخي بعد ما تبين لك من أقوال العلماء أن تصمهم بأنهم أجازوا بدعة خبيثة فاشية بين المتأخرين!! ونظرة بسيطة فضلا عن متفحصة عن هؤلاء العلماء ومكانتهم لا تجعلنا نسقط قولهم من الاعتبار ونجعلهم أتوا من القول زورا وغشوا فجورا !!
بل أقول:
إن نظرة متفحصة على أقوال بعض المانعين تجدهم لا يشنعون كما فعلت -وأنت في هذا تابع معذور-.
1-يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "بل غايته أن يكون ذلك مما يسوغ فيه الاجتهاد، وممَّا تنازعت فيه الأمة، فيجب ردُّه إلى الله والرسول".
ويقول: "وإن كان في العلماء من سوَّغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألةً نزاعية، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين؛ بل المعاقب على ذلك معتدٍ جاهل ظالم، فإن القائل بهذا قد قال ما قال العلماء، والمنكر عليه وليس به نقل يجب اتباعه؛ لا عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة"
2-ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الموضوع (انظر مجموع فتاوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص68، ص69):
في المسألة العاشرة : ( قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين وقول أحمد يتوسل النبي صلى الله عليه وسلم خاصة مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق - فالفرق ظاهر جدا - وليس الكلام مما نحن فيه فكون البعض يرخص التوسل بالصالحين وبعضهم يخصه النبي صلى الله عليه .
وأكثر العلماء ينهي عنه ويكرهه . . فهذه المسألة من مسائل الفقه الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه فلا ننكر على من فعله) .(1/352)
3-قال الشيخ حسين بن غنام الإحسائي في (( روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام )) :
(( (العاشرة ) قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين ، وقول أحمد يتوسل بالنبي (صلى الله عليه وسلم) خاصة مع قولهم إنَّه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً وليس الكلام مما نحن فيه فكون بعضهم يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه، هذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه فلا ننكر على من فعله ولا إنكار في مسائل الاجتهاد )) . انتهى من كتاب (( السهسواني )) ( ص 183 ) .
4-قال الشيخ سعد بن حمد بن عتيق النجدي في كتابه (عقيدة الطائفة النجدية في توحيد الإلهية) ص57:
: (( ونحن إن قلنا بالمنع من التوسل به (صلى الله عليه وسلم) بهذا اللفظ أو نحوه لم نعتقده من أصحية المنع، فنحن مع ذلك لا نشدد في ذلك على من فعله مستدلاً بالحديث فضلاً عن أن نكفره )) . اهـ .
5-وقال القِنّوجي في باب آداب الدعاء من كتب ((نزل الأبرار)) (ص37) ما نصه :
(( ومسألة التوسل بالأنبياء والصالحين مما اختلف فيه أهل العلم اختلافاً شديداً بلغت النوبة إلى أن كفر بعضهم بعضاً أو بدع وضلل . والأمر أيسر من ذلك وأهون مما هنا للك ، وقد قضى الوطر منها صاحب كتاب ( الدين الخالص ) ، والعلامة الشوكاني في ( الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد) .
وحاصلها : جواز التوسل بهم على ما ورد من الهيئات و على القصر على ما في الروايات، ولا يقاس عليه ولا يزاد عليه شئ، ولا نشك أنَّ من لا يرى التوسل إخلاصاً لله ليس عليه إثم ولا وزر ومن توسل فما أساء ، بل جاء بما هو جائز في الجملة، وكذلك ثبت التوسل بالأعمال الصالحة كما سبقت الإشارة إليه فيما تقدم وبالجملة ليست المسألة مستحقة لمثل تلك اللازل والقلاقل ، ولكن مفاسد الجهل والتعصب ومساوئ التقليد والتعسف لا تحصى )).اهـ.(1/353)
أما من قال بأنه وسيلة من وسائل الشرك ومن قال بأن شرك صريح فلا تعليق على كلامهم.
ونقاش الموضوع يطول جدا سواء حديثيا أو فقهيا وليس هنا المكان المناسب له "إلا إذا سمح المشرفون طبعا".
أقول ما تقرأون واستغفر الله لي ولكم.
---
عبدالرحمن السديس
11-25-2005, 12:27 AM
1-لم يثبت عن أي صحابي ولا تابعي ولا أحدا من تابعي التابعين المنع هذا أولا وتركهم للفعل ليس بدليل على عدم المشروعية وهذه قاعدة أصولية يتم تجاهلها عمدا!! فتنبه.
.
بل القاعدة الأصولية تقول:
إن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يرد الدليل الصحيح على الفعل .
وليتك تتجاوز الدخول في أعمال القلوب.
وهذا المسالة ألف فيها مؤلفات كثيرة نوقشت فيها المسألة نقاشا علميا ، وذكرت فيها جميع الأدلة للطرفين ؛ لا كما يحدث في كثير من الأحيان حين يتكلم من لا يحسن الكلام بعلم ولا السكوت بحلم .
---
د.أبو بكر خليل
11-25-2005, 09:51 PM
اقتباس :
[عبدالرحمن السديس] : بل القاعدة الأصولية تقول:
إن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يرد الدليل الصحيح على الفعل .
----------------------------------------------------
نعم ، هذا صحيح ، و لا مخالف فيه و الحمد لله ،
و لكن أليس حديث توسل الضرير برسول الله صلى الله عليه و سلم " دليلا صحيحا " على
جواز ذلك " الفعل " ؟
فهو حديث قال " بصحته " الأئمة : الترمذي و ابن خزيمة و غيرهما ،
و قد قرأت أو اطلعت على أن ابن تيمية و كذا الألباني قالا بصحته .
- فهذا الحديث الصحيح : " صريح " في التوسل أو الاستشفاع به عليه الصلاة و السلام -
بنص الحديث و منطوقه : " فشفعه في " .
- و عليه ، فالاستشفاع برسول الله صلى الله عليه و سلم ثابت بنص الحديث ، و أحسب أن
ذات ذلك الفعل - و هو التوسل به - لا خلاف فيه بين العلماء ، و إلا كان اعتراضا على قوله الشريف . و هذا على تقدير تقرير صحة الحديث عند المانعين ،(1/354)
_ و إنما الخلاف - فيما أحسبه - في معنى ذلك التوسل و مفهومه ؟
* فإذا تقرر هذا : فقد تم تحرير محل الخلاف ، و بقي تحقيقه ،
أليس الأمر كذلك ؟
---
(1/355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حين يقرأ العلماء .[ أرجوا المشاركة من الجميع بالنصح والتوجيه والفائدة ]
---
حين يقرأ العلماء .[ أرجوا المشاركة من الجميع بالنصح والتوجيه والفائدة ]
---
أبو العالية
08-20-2003, 02:32 AM
حين يقرأ العلماء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
" وأمّا عُشّاق العلم فأعظم شغفاً به وعِشقاً له من كلِّ عاشقٍ بمعشوقه ، وكثيرٌ منهم لا يشغله عنه أجمل صورة من البشر " [ روضة المحبين 69 ]
لمحبرة تجالسني نهاري أحب إلىّ من أُنْس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي أحب إلىّ من عِدل الدقيق
ولطمة عالم في الخد مني ألذ لديّ من شرب الرحيق
حين يقرأ العلماء .
تأملت حال طلبة العلم اليوم في العزوف عن القراءة وهم في بداية الطلب !
فعجبت كل العجب ! أقد اكتفوا بما حصلوه من العلم ؟
سبحان الله .
يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر : " أفضل الأشياء التزيّد من العلم ، فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنّه كافياً استبد برأيه ، وصار تعظيمه لنفسه مانعاً من الاستفادة . والمذاكرة تبين له خطأه ." أهـ [ 158 ]
أم وقع عليهم مرض " القراءة لمن هم في بداية الطلب " وأما نحن فقد انتهينا من هذه المرحلة ونحن بصدد العلماء الكبار ؟!
فلا أدري أنسوا أم تناسوا حال علمائهم الربانيون .
أغفلوا عن قوله تعالى : [ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ] ( طه / 114 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم " [ الفتح / 1 / 170 ]
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في ذلك :
" وكفى بهذا شرفاً للعلم ، أنْ أمر نبيّه أن يسأله المزيد منه " [ مفتاح دار السعادة 1 / 223 ]
وما أروع قول من قال :
فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا(1/356)
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه * * * فإن أعطاكه الله انتفعتا
قال أبو هلال العسكري رحمه الله :
" فإذا كنت أيها الأخ ، ترغبُ في سُمُو القدْرِ ، ونَباهةِ الذِكْرِ ، وارتفاعِ المنزلةِ بين الخلقِ ، وتَلْتَمِسُ عِزاً لاتثلمه اللياليَ والأيامُ ، ولا تتحيّفه الدهورُ والأعوامُ ، وهَيْبةً بغيِر سُلطانٍ ، وغِنىً بلا مالٍ ، ومَنَعَةً بغيرِ سلاحٍ ، وعلاءٍ من غيرِ عَشيرةٍ ، وأعْواناً بغيِر أجرٍ ، وجُنْداً بلا دِيوانٍ وفَرْض ، فعليك بالعلمِ ، فاطلبهُ في مظانَّه ، تأتِكَ المنافِعُ عفوا ، وتلق ما يُعْتَمَدُ منها صَفْواً، واجتهدْ في تحصيلهِ لياليَ قلائلَ ، ثم تَذَوّقْ حلاوةَ الكرامةِ مدةَ عُمُرِكِ ، وتَمَتّعْ بلذةِ الشرفِ فيه بقيةَ أيامِك ، واسْتَبِقْ لنفسك الذِكْرَ به بعد وفاتك . " [ الحث على طلب العلم والاجتهاد فيه صـ ( 43 )]
فيا أيها العقلاء :
أرى الهمم قد ضعفت ، والعزائم قد هرمت ، والجد والجلد قد أخفق مناره ، ومحي دثاره
فهبّوا إلى القراءة والتزود من العلم .
وما أحسن قول من قال :
رأيت العلم صاحبه شريف وإن ولدته أباء لآم
وليس يزال يرفعه إلى أنْ يُعظِّم قدره القوم الكرام
ويتبعونه في كل أمرٍ كراع الضأن تتبعه السئام
ويُحمل قوله في كل أفقٍ ومن يكُ عالماً فهو الإمام
فلو لا العلم ما صعدت نفوس ولا عُرف الحلال ولا الحرام
فبالعلم النجاة من المخازي وبالجهل المذلة والرغام
هو الهادي الدليل إلى المعالي ومصباح يضيء به الظلام
كذلك عن الرسول أتى عليه من الله التحية والسلام
وفي هذه العجالة أقف مع بعض العلماء الربانيين الذين أمضوا حياتهم رحمهم الله في القراءة وطلب العلم وحتى آخر يومٍ من حياتهم .(1/357)
علّ هذه الكلمات أن ترفع همماً نوّاره ، للبحث كرّراه ، وفي ميادين العلم زوّاره .
أولاً : الهمة في الحرص على اقتناء الكتب المفيدة .
قال الجاحظ : " من لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب ألذّ عنده من إنفاق عُشّاق القِيان ، والمستهترين بالبنيان ، لم يبلغ في العلم مبلغاً رضياً .وليس ينتفع بإنفاقه حتى يؤثر اتخاذ الكتب إيثار الأعرابي فرسَه باللبن على عياله !
وحتى يُؤمِّل في العلم ما يؤمل الأعرابي في فرسه " [ الحيوان 1 / 55 ]
وقال سلمان الحموي الحنبلي _ من شيوخ الحافظ ابن حجر _ :
وقائلةٍ أنفقتَ في الكتب ما حوت يمينك من مالٍ فقلت : دعيني
لعلِّي أرى فيها كتاباً يدلني لأخذ كتابي آمناً بيميني
قال مقيده _ عفا الله عنه _ ولقد مرت عليّ أيامٌ كنت أهرب فيها الكتب إلى مكتبتي العامرة في المنزل مع الخضار خشية غضب الوالدين أطال الله في عمرهما .
ثانياً : شبق العلماء إلى القراءة .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله يحكي عن حال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القراءة : " وحدثني شيخنا قال : ابتدأني مرضٌ ، فقال لي الطبيب :
إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض ، فقلت له : لا أصبر على ذلك ، وأنا أحاكمك إلى علمك .
أليست النفس إذا فرحت وسُرّت وقويت الطبيعة فدفعت المرض ؟ فقال : بلى .
فقلت له : فإن نفسي تُسرُّ بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحةً .
فقال : هذا خارجٌ عن علاجنا ." [ روضة المحبين 70 ]
وقال تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في العقود الدرية صـ ( 5 ) :
" لا تكاد نفسُه تشبع من العلم ، ولا تروي من المطالعة ، ولا تمل من الاشتغال ، ولا تكلُّ من البحث ، وقلّ أن يدخل في علمٍ من العلوم في بابٍ من أبوابه إلا ويُفتح له من ذلك الباب أبواب ، ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حذاق أهله ."
ثالثاً : النفس الطويل في القراءة والبحث في بداية الطلب .(1/358)
حكى ابن الجوزي رحمه الله عن نفسه في صيد الخاطر عن نفَسه الطويل في القراءة فقال : " وإني أخبر عن حالي : ما أشبع من مطالعة الكتب ، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه ، فكأني وقعت على كنز ، ولقد نظرت في ثبَت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية ، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد ، وفي ثبَت كتب أبي حنيفة ، وكتب الحُميدي ، وكتب شيخنا عبد الوهاب بن ناصر ، وكتب أبي محمد الخشاب ، وكانت أحمالاً وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه ، ولو قلت : إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر ، وأنا بعدً في الطلب ." [557 ]
وذكر السخاوي رحمه الله في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر[ الجواهر والدرر 1 / 170 ] :
" وقد سمعته يقول غير مرة : إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال "
قال مقيده _ عفا الله عنه _ ومن صدق ما قال رحمه الله ، أذكر مرة أنني اشتريت كتاباً من ...... وسرت نحو .... فما استطعت المواصلة شوقاً إليه، فما كان مني إلا أن توقفت في الطريق وقرأت الكتاب بأكمله ومن ثم أكملت مسيري . فهي والله كنوز ولكن لا نعتبر . ولاحول ولاقوة إلا بالله .
رابعاً : الاستغناء عن الناس والتفرغ للقراءة .
ذكر الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة الأعجوبة الإمام أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمه الله فقال :
" كان ابن المبارك يُكثر الجلوس في بيته ، فقيل له ألا تستوحش ؟
فقال : كيف أستوحشُ وأنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه " [ السير 8 / 382 ]
وذكر المقريزي رحمه الله في درره [ 1 / 50 ] :
" وقد أعرضَتْ نفسي عن اللهو جملةً وملّت لقاء الناس حتى وإنْ جلّوا
وصار بحمد الله شغلي وشاغلي فوائد علمٍ لستُ من شُغلها أخلوا
فطوراً يراعي كاتبٌ لفوائدٍ بصحّتها قد جاءنا العقل والنقل وآونة للعلم صدري جامعٌ فتزكو به نفسي وعن همّها تسلو "
خامساً : تكرار القراءة أفضل من تنوعها
ذكر الأديب العقاد مقولة رائعة وهي :(1/359)
" قراءة كتاب ثلاث مرات ، خيرٌ من قراءة ثلاثة كتب "
ومن هذا الباب كان فقه السلف رحمهم الله والعلماء المشتغلون بالعلم في أهمية التكرار لما يقرأ ، ولذلك عندما سأل الإمام البخاري رحمه الله في الحفظ بأي شيءٍ يكون ، قال : بإدامة النظر " وقصد رحمه الله بالتكرار
وعليه . فهذا حال العلماء في القراءة وتكرارهم
فاعرف فضلهم وعلو كعبهم في القراءة وحبهم للعلم ، فهكذا صنيع الأوائل .
• ذكر السبكي رحمه الله في طبقاته ( 2 / 99 ) عن الربيع المزني _ تلميذ الشافعي رحمه الله _ قال : أنا أنظر في كتاب الرسالة منذ خمسين سنة ، ما أعلم أني نظرت فيه مرة إلا وأنا استفيد شيئاً لم أكن عرفته "
قال مقيده _ عفا الله عنه _ :
سبحان الله ، لا كلل ، ولا سآمة ، بل المزيد من الطلب والعزيمة الصادقة ، والهمة العالية ، والتحصيل المستمر .
لله درهم ، أبدعوا وأجادوا ، فنالوا وأفادوا .
فعجباً والله لغربة أهل هذا الزمان في طلب العلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب
أبو العالية
عفا الله عنه
moh_y2003@hotmail.com
---
حسن الكبهي
08-20-2003, 10:53 AM
أخي أبا العالية
لك مني شكر وتقدير لا على ماكتبت فهو مبثوث في كتب أهل العلم بل على حملك للهم وتفكيرك في طلبة العلم الأمر الذي أهمك وجعلك تكتب وأنا أقول لو ان كل شخص اهتم لمشكلته واطال الفكر والتأمل والتضرع لحلت مشكلته وان كانت على مستوى الأمة ولكن لايلزم ان يرى كامل الثمرة بل قد تكون بوادرها.
واضافة الى ماكتبت فهنا عدة امور يبدو لي أهميتها:
1- قد سئل الامام مالك رحمه الله عن طلب العلم فقال (معناه) : أمر حسن ولكن فلينظر كل شخص ماذا يلزمه في يومه وليلته فليأت به. وأنا أفهم من هذا ان طلب العلم غير ما يعلم من الدين بالضرورة مؤخر عما يلزم الانسان في يومه وهو مسئول عنه
ولذلك بدأنا نرى بعض طلاب العلم يحتهد في الطلب وهو مقصر في أمور سيحاسب عليها ان أخل بها(1/360)
2- قال الامام عبد الله بن المبارك: كنا نطلب الأدب ثلاثين عاما وطلبنا العلم عشرين عاما. فطلبة العلم عليهم ان يطلبوا الأدب ويلتزموه في حياتهم حتى لا يزيدهم العلم بعدا عن ربهم ويسيئوا لدينهم وعلم نبيهم
3- أرجو الا تحلل المشكلة بانها فقط كسل أو ضعف همة عن الطلب بل لنوسع الدائرة ولننظر الى ماهية مشاكل طلبة العلم حتى يتسنى لنا حلها وحبذا لو تكون دراسة ميدانية. ومن خلال خبرتي البسيطة فان العائق المالي يلعب دورا كبيرا جدا ولذلك خرجت علينا أم الكفر أمريكا بمبدأ التفرغ فيحددون طلبة أو من يجدوا فيه نهم للطلب ويتحملوا كافة مصاريفهم ويقولوا نحن نريد فقط عقولكم ان تفكر في أمر ما فكانت النتائج مبهرة في البحث العلمي والتطوير.
وانا لاأريد ان اتهم جهة ما لا التجار ولا غيرهم ولكني ابدا باتهام نفسي و من كان قادرا على مخاطبة أهل الفضل واليسر لتبني طلبة العلم وتفريغهم للطلب
وأترك مافي الجعبة لتعليقات قادمة
والله أعلم بالصواب وأساله العفو والغفران
---
أبو العالية
08-21-2003, 12:36 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الأخ الكريم / حسن الكبهي وفقه الله
جزاك الله خيراً ، سعدت بمرورك نفع الله بك .
ولا زلت أنتظر التعليق من إخواني الأفاضل والمشايخ الكرام وفقهم الله وأعانهم لكل خير.
محبكم
أبو العالية
---
أبو عبد الرحمن المدني
08-24-2003, 11:05 PM
أحسنت " أبا العالية " على هذا الموضوع القيم
قال ابن حزم رحمه الله تعالى : في كتابه القيم " مداواة النفوس " في معنى كلامه عن بلوغ العبد للكمال البشري :
يقول : ( هو الذي لا ينفك طالب علم ما تردد بين جنبيه نفس ) .
فانظر _ رحمك الله _ أين وصلت همة هؤلاء .
والأهم من ذلك كله ... هو { حين يعمل العلماء }
يقول أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله : (( والعقلاء عن الله تشاغلوا بما ان انطووا نشرهم وهو العمل بالعلم والنظر الخالص لنفوسهم ))
وجزاكم الله خيرا ...
---(1/361)
أبو العالية
08-25-2003, 09:23 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الأخ الشيخ / أبو عبد الرحمن المدني وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً ، على هذا التعقيب المليح .
وأصبت حين ذكرت الأهم : وهو [ حين يعمل العلماء ] ، إذ زكاة كل علم العمل به ، وكما أثر عن علي رضي الله عنه وعن غيره : " هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل "
ولعل في القريب إن شاء الله تجد الموضوع كما ذكرت [ حين يعمل العلماء ] في هذا المنتدى المبارك .
وأشكر مرورك الكريم .
محبكم
أبو العالية
---
(1/362)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اسأل نفسك وأنت مع القرآن
---
اسأل نفسك وأنت مع القرآن
---
محمود أبو جهاد
07-13-2004, 07:09 PM
إننا نحن المسلمين نعرف للقرآن الكريم قدره وفضله ، لذا تَعْمُرُ قلوبنا بِحُبِّه ، وتَطِيبُ نفوسنا بتلاوته ، ومنه نَسْتَمِدُ الهدايةَ والنور ، وعلى شرعه ودستوره نَحْيَا ، وفيه نَجِدُ الْمَأْوَى والْمَلْجَأ ، وإليه تَهْفُو القلوبُ وتَرْكَن ، ومع التأمل والتفكر تَخْشَعُ القلوب وتَخْضَع ، ولإعجازه تقف العقول مَبْهُورَة ... وبه نَحْظَى بالرضا والسعادة والفوز يوم العرض على رب العالمين ...
فهو الكتاب الشامل الجامع ...
فهو كما قال رسول الله r : " القرآن هو كتاب الله تعالى ، فيه نَبَأُ مَنْ قبلكم ، وخَبَرٌ ما بعدكم ، وحُكْمُ ما بينكم ، هو الفَصْلُ ليس بالْهَزْلِ ، مَنْ تركه مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله ، ومَنْ اِبْتَغَى الهدى في غيره أَضَلَّهُ اللهُ ، هو حَبْلُ الله الْمَتِين ، ونوره الْمُبِين ، والذِّكْرُ الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تَزِيغُ به الأهواء ، ولا تَلْتَبِسُ به الألسنةُ ، ولا تَتَشَعَّبُ معه الآراء ، ولا يَشْبَعُ منه العلماء ، ولا يَمَلَّهُ الأتْقِيَاءُ ، .. ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، .. مَنْ عَلِمَ عِلْمَهُ سَبَقَ ، ومَنْ قال به صَدَقَ ، ومن حَكَمَ به عَدَلَ ، ومن عَمِلَ به أُجِر ، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم "
وأنت أيها المسلم تقرأ القرآن وتتلوه ، لكن ...
هل تقف عند معانيه ؟
هل تَتَدَبَّرُ آياته ؟
هل تُمْعِنُ عقلك في أحكامه ؟
هل تفهم عِبَرَهُ ومَوَاعِيظَه ؟
هل تشعر بِحَلاوَةِ تلاوته ؟
هل اِرْتَعَدَتْ أَرْكَانُكَ لِزَجْرِهِ ؟
هل تَهَافَتَتْ نَفْسُكَ لِرَغَائِبِهِ ؟
هل سَكَبَتْ عَيْنُكَ الدَّمْعَ تَأَثُّرًا ؟
هل عَشْتَ مع القرآنِ آياتِهِ ومَعَانِيه ؟(1/363)
هل تعمل بِحُكْمِهِ وشَرْعِهِ ؟
يجب أن تسأل نفسك أيها المسلم كل هذه الأسئلة ، وتعرف أين أنت منها ، يجب أن تقيس وترى وتعلم : أين عقللك من القرآن ؟ أين قلبك من القرآن ؟ أين نفسك من القرآن ؟
محمود أبو جهاد
---
ش.م
07-14-2004, 12:33 AM
كاتب الرسالة الأصلية : محمود أبو جهاد
أين عقللك من القرآن ؟ أين قلبك من القرآن ؟ أين نفسك من القرآن ؟
وكيف يكون حال من تبع هواه وأضلته الدنيا، أو بقي منها معلقا متحسرا على ما فاته؟
أو علق قلبه بأحابيل الآمال الكاذبة؟
أو اندمج في كل شيء وشعر بكلش يء إلا القرآن؟
اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان وحلاوة التلاوة
وارزقنا حسن الفهم عنه وحسن العمل به وكمال الإحساس به
جزاك الله خيرا يا أستاذنا الفاضل
---
محمود أبو جهاد
07-14-2004, 06:17 PM
أخانا ش م عضو
جزاك الله خيرا يا أخانا وسمع منك
وصدقت والله يا أخي إن الدنيا قد ملأت قلوبنا وعيوننا ونفوسنا
اللهم أصلح فساد قلوبنا
اللهم أصلح فساد قلوب المسلمين
أخوك محمود أبو جهاد
---
(1/364)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > عندما لا تجد ايقونة السي دي روم
---
عندما لا تجد ايقونة السي دي روم
---
سامي عبدالعزيز
06-05-2006, 08:03 PM
الحل :
من ابدأ Start
تشغيل Run
اكتب Regedit
ثم موافق ok
سيفتح لك الريجستري
تتبع المسار
HKEY_LOCAL_MACHINE
SYSTEM
CurrentControlSet
Control
Class
{4D36E965-E325-11CE-BFC1-08002BE10318}
( احفظ نسخة من هذا المفتاح احتياطيا )
في الجهة المقابلة
الغاء القيمة
UpperFilters
LowerFilters
اغلق الريجستري
اعد تشغيل الجهاز
---
(1/365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن ترجمة بعض كتب عبد الله دراز
---
سؤال عن ترجمة بعض كتب عبد الله دراز
---
محمد بن جماعة
03-10-2007, 07:12 AM
السلام عليكم،
هل يمكن لأحد أن يدلني عما إذا ترجم الكتابان التاليان للدكتور عبد الله دراز إلى الإنجليزية أو الفرنسية:
- النبا العظيم: دراسات جديدة في القرآن
- الدين
فأنا أبحث عنهما ومحتاج إليهما بهاتين اللغتين.. وقد وجدت في مكتبة (أمازون) كتابا بالإنجليزية عنوانه:
Introduction to the Qur'an
وآخر بالفرنسية:
Initiation au Coran
ومذكور أن مؤلفهما هو : عبد الله دراز
فهل هاتان الترجمتان لكتاب (النبأ العظيم)، أم لكتاب آخر ؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-10-2007, 07:21 AM
أما كتاب النبأ العظيم فلست على يقين أنه كتب ابتداء بغير العربية .
أما كتابه Introduction to the Qur'an فهو الذي ترجم فيما بعد إلى العربية باسم (مدخل إلى القرآن الكريم) وقد كتب أول الأمر بالفرنسية ثم ترجم للعربية والانجليزية . وقد كان جزءاً من متطلبات الحصول على الدكتوراه مع كتابه البديع الآخر (دستور الأخلاق في القرآن الكريم) الذي ترجمه الدكتور عبدالصبور شاهين وفقه الله .
---
محمد بن جماعة
03-10-2007, 04:48 PM
جزاك الله خيرا أخي،
يبدو أن كتاب (النبأ العظيم) كتب بالعربية لأنني قرأت لبعض من قرأوا الكتاب إطراء لقدرة الكاتب البيانية في هذا الكتاب، بخلاف (دستور الأخلاق في القرآن) بسبب كتابة أصله بالفرنسية وترجمته إلى العربية. إضافة إلى أن الدكتور دراز -رحمه الله- كتبه بعد عودته من فرنسا واستقراره بمصر للتدريس. وأبحاثه المكتوبة بالفرنسية هي فقط تلك المتعلقة بفترة دراسته في فرنسا. والله أعلم.
ويبقى أنني ما زلت أبحث عن ترجمة لكتابيه المذكورين (الدين) و(التبأ العظيم).
---(1/366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب الدراسات القرآنية
---
كتب الدراسات القرآنية
---
أبو طلال العنزي
06-06-2006, 02:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هل توجد قائمة بحصر كتب الدراسات القرآنية على مر العصور سواء منها المطبوع والمخطوط ؟ وإن لم يكن فهل يمكن أن نتعاون في إيجاد هذه القائمة ؟
مجرد اقتراح
---
جمال أبو حسان
06-06-2006, 09:36 AM
هناك كتاب نافع ومفيد في هذا الجانب هو معجم مصنفات القرآن للدكتور علي شواخ اسحق قد يجد الباحث فيه بغيته أو ما يوصله الى تلك البغية
---
جمال أبو حسان
06-06-2006, 09:37 AM
ومثله كتاب معجم الدراسات الدراسات اقرانية للدكتورة ابتسام مرهون الصفار
---
د.عبد الله الجيوسي
06-06-2006, 01:48 PM
أخي الدكتور جمال سامحك الله
لقد فرغت من الجمع منذ زمن لكنني الان منشغل بتصنيفه موضوعيا كما في قسمي المقالات والرسائل الجامعية، ولو كانت لديك الرغبة في المساعدة فلتكن في مسألة الفرز الذي انتهي قسم منه وبقى قسم
لكن ما دمتم فتحتم الباب
فأحب هنا أن تشيروا علينا في الأنفع
هل نذكر طبعات الكتاب المتوافرة جميعها ( وهي موجودة) أم نكتفي بأحدها؟
والعدد يزيد على 5000 عنوانا بفضل الله تعالى
---
فهد الرومي
06-06-2006, 02:31 PM
أخي الدكتورعبدالله سبق أن قلت أنك رجل موسوعي وماقمت به ينؤ بالعصبة من أولي العلم فبارك الله فيك . وأحسب أن أخي الدكتور جمال ماذكر هذين الكتابين مع كثرة الأخطاء فيهما إلا لكونهما بين أيدي الناس .
---
د.عبد الله الجيوسي
06-06-2006, 03:00 PM
بارك الله فيكم يا دكتور فهد فأنتم تعطونا أكثر مما نستحق
أحب والله أن تشيروا علينا في مسألة الطبعات وهي الان تضخم العدد وهو مرشح للزيادة
وقد كنت بين ان اشير إلى واحدة فقط، وهنا قد يفوت على الراغبين بالاطلاع على بقية الطبعات(1/367)
وبين ان أذكرها جميعها فيتضخم العمل ويظن آخرون انها زيادة لا ضرورة لها
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2006, 07:28 PM
الذي أقترحه يا أبا البراء أن تذكر الطبعات المعتمدة أولاً للكتاب ، ثم إن استطعت الاستقصاء فهذا أكمل ، وإلا فيكتفى بالطبعات السائرة المعتمدة عند الباحثين . والله يوفقكم لكل خير دوماً فأعمالكم مشكورة ، وجهودكم مذكورة .
---
فهد الرومي
06-07-2006, 12:01 AM
لك أن تقتصر على الطبعات المشهورة والمنتشرة والسائرة كما ذكر د.عبدالرحمن وكذا الطبعات المحققة تحقيقا علميا ومابقي من الطبعات تشير إلية إشارة
---
(1/368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فوائد في الأحكام وما يتعلق بها
---
فوائد في الأحكام وما يتعلق بها
---
عبدالرحمن السديس
01-30-2007, 09:58 PM
الحمد لله الذي علَّم بالقلم علَّم الإنسان ما لم يعلم ، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما . أما بعد :
فهذه فوائد منثورة التقطتها من كتب أهل العلم غالبها في فروع الأحكام وما يتصل بها، لا يجمعها نظام، كنت أقيدها حين المرور عليها في جانب الكتاب، فظهر لي أنَّ نشرها هنا فيه نفع لي ؛ إذ أن تكلف كتابتها هنا نوع من المراجعة لها ، وأرجو أن يكون فيها نفع لمن يطلع عليها من المسلمين .
فائدة
في الإنصاف للمرداوي ـ رحمه الله ـ 5/47
فائدتان : ...
الثَّانِيَةُ : يُعْتَبَرُ فِي سُكَّانِ الْقُصُورِ وَالْبَسَاتِينِ مُفَارَقَةُ مَا نُسِبُوا إلَيْهِ عُرْفًا ، وَاعْتَبَرَ أَبُو الْمَعَالِي ، وَأَبُو الْوَفَاءِ: مُفَارَقَةَ مَنْ صَعِدَ جَبَلًا : الْمَكَانَ الْمُحَاذِيَ لِرُؤوسِ الْحِيطَانِ،
وَمُفَارَقَةَ مَنْ هَبَطَ : لِأَسَاسِهَا ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا اعْتَبَرَ مُفَارَقَةَ الْبُيُوتِ إذَا كَانَتْ مُحَاذِيَةً اعْتَبَرَ هُنَا مُفَارَقَةَ سَمْتِهَا . اهـ
قلت: وفي معنى هذا في وقتنا الحاضر المسافر عن طريق الجو ، فإذا كان المطار في البلد فلا يترخص برخص السفر حتى ترتفع الطائرة عن محاذاة أعلى بناية فيها، كما أن رخص السفر لا تنقطع حتى تحاذي الطائرة أعلى بناية في البلد إذا عاد إلى بلده.
وكذلك يظهر بهذا أن المسافر بالطائرة إذا مر فوق بلده لا ينقطع حكم سفره إذ ليس مروره في حكم الدخول . والله أعلم .
---
عبدالرحمن السديس
01-30-2007, 10:01 PM
فائدة(1/369)
رأيت بعض الناس خصوصا من كبار السن يعيبون على بعض الشباب في هذا الوقت ما يسمى بـ « القَطَّة » و هي: أن يخرج كل واحد من الرفقة مبلغا من المال ، ويدفعونه إلى رجل ينفق عليهم منه فيما يحتاجونه .
ويقولن ما كنا نعرف هذا سابقا ، بل كانت أمورنا تمشي على الكرم والمروءة والشهامة، وقولهم هذا له أصل في فعل العرب، وتذكرون ما فعلت قريش حين خرجوا لبدر فكان أشرافهم يذبحون لهم كل يوم عشرا من الإبل.
وقد ذكر الفقهاء والمحدثون ذلك وأنه لا بأس به في الجملة .
قال الموفق ـ رحمه الله ـ في المغني 9/175:
فصْلٌ: وَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ الرَّجُلَيْنِ يَشْتَرِيَانِ الْفَرَسَ بَيْنَهُمَا ، يَغْزُوَانِ عَلَيْهِ ، يَرْكَبُ هَذَا عَقَبَةً وَهَذَا عَقَبَةً ؟ مَا سَمِعْت فِيهِ بِشَيْءٍ ، وَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ .
قِيلَ لَهُ : أَيُّمَا أَحَبُّ إلَيْك : يَعْتَزِلُ الرَّجُلُ فِي الطَّعَامِ أَوْ يُرَافِقُ ؟
قَالَ : يُرَافِقُ ، هَذَا أَرْفَقُ ، يَتَعَاوَنُونَ ، وَإِذَا كُنْت وَحْدَك لَمْ يُمْكِنْك الطَّبْخُ وَلَا غَيْرُهُ ، وَلَا بَأْسَ بِالنَّهَدِ ، قَدْ تَنَاهَدَ الصَّالِحُونَ ، وَكَانَ الْحَسَنُ إذَا سَافَرَ أَلْقَى مَعَهُمْ ، وَيَزِيدُ أَيْضًا بَعْدَمَا يُلْقِي .
وَمَعْنَى النَّهَدِ ، أَنْ يُخْرِجَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الرُّفْقَةِ شَيْئًا مِنْ النَّفَقَةِ ، يَدْفَعُونَهُ إلَى رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْهُ ، وَيَأْكُلُونَ جَمِيعًا ، وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يَدْفَعُ إلَى وَكِيلِهِمْ مِثْلَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَأْتِي سِرًّا بِمِثْلِ ذَلِكَ ، يَدْفَعُهُ إلَيْهِ .
قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه في أول كتب الشركة
بَاب الشَّرِكَةِ فِي الطَّعَامِ وَالنَّهْدِ ... لَمَّا لَمْ يَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي النَّهْدِ بَأْسًا أَنْ يَأْكُلَ هَذَا بَعْضًا وَهَذَا بَعْضًا ...(1/370)
قال الحافظ ـ رحمه الله ـ في الفتح 5/129:
... أَمَّا النَّهْدُ فَهُوَ بِكَسْرِ النُّونِ وَبِفَتْحِهَا إِخْرَاج الْقَوْمِ نَفَقَاتهمْ عَلَى قَدْرِ عَدَدِ الرُّفْقَةِ ، يُقَالُ تَنَاهَدُوا وَنَاهَدَ بَعْضهمْ بَعْضًا قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ نَحْوَهُ لَكِنْ قَالَ : عَلَى قَدْرِ نَفَقَةِ صَاحِبِهِ ، وَنَحْوُهُ لِابْن فَارِس ، وَقَالَ اِبْن سِيدَهْ : النَّهْدُ الْعَوْن . وَطَرَحَ نَهْده مَعَ الْقَوْمِ أَعَانَهُمْ وَخَارَجَهمْ ، وَذَلِكَ يَكُونُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ . وَقِيلَ ـ فَذَكَرَ قَوْل الْأَزْهَرِيِّ ـ . وَقَالَ عِيَاض مِثْلَ قَوْلِ الْأَزْهَرِيِّ إِلَّا أَنَّهُ قَيَّدَهُ بِالسَّفَرِ وَالْخَلْطِ ، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ بِالْعَدَدِ .
وَقَالَ اِبْن التِّينِ : قَالَ جَمَاعَة هُوَ النَّفَقَة بِالسَّوِيَّةِ فِي السَّفَرِ وَغَيْره ، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ أَصْلَهُ فِي السَّفَرِ ، وَقَدْ تَتَّفِقُ رُفْقَةٌ فَيَضَعُونَهُ فِي الْحَضَرِ كَمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَابِ مِنْ فِعْلِ الْأَشْعَرِيِّينَ ، وَأَنَّهُ لَا يَتَقَيَّدُ بِالتَّسْوِيَةِ إِلَّا فِي الْقِسْمَةِ ، وَأَمَّا فِي الْأَكْلِ فَلَا تَسْوِيَةَ لِاخْتِلَافِ حَالِ الْآكِلِينَ وَأَحَادِيث الْبَاب تَشْهَدُ لِكُلِّ ذَلِكَ .(1/371)
وَقَالَ اِبْن الْأَثِيرِ : هُوَ مَا تُخْرِجُهُ الرُّفْقَة عِنْدَ الْمُنَاهَدَةِ إِلَى الْغَزْوِ ، وَهُوَ أَنْ يَقْتَسِمُوا نَفَقَتَهُمْ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ حَتَّى لَا يَكُونَ لِأَحَدِهِمْ عَلَى الْآخَرِ فَضْل ، فَزَادَهُ قَيْدًا آخَرَ وَهُوَ سَفَرُ الْغَزْوِ ، وَالْمَعْرُوف أَنَّهُ خَلَطَ الزَّادَ فِي السَّفَرِ مُطْلَقًا ، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْمُصَنِّفِ فِي التَّرْجَمَةِ حَيْثُ قَالَ : " يَأْكُلُ هَذَا بَعْضًا وَهَذَا بَعْضًا " وَقَالَ الْقَابِسِيّ : هُوَ طَعَام الصُّلْح بَيْنَ الْقَبَائِلِ وَهَذَا غَيْر مَعْرُوف ، فَإِنْ ثَبَتَ فَلَعَلَّهُ أَصْلُهُ . وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِك التَّارِيخِيّ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ النَّهْد حُضَيْن - بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَة مُصَغَّر - الرَّقَاشِيّ . وَهُوَ بَعِيدٌ لِثُبُوتِهِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحُضَيْن لَا صُحْبَةَ لَهُ فَإِنْ ثَبَتَتْ اِحْتَمَلَتْ أَوَّلِيَّته فِيهِ فِي زَمَنٍ مَخْصُوصٍ أَوْ فِي فِئَةٍ مَخْصُوصَةٍ .
قال إسحاق بن منصور في مسائله 2/539:
قلت لأحمد ـ رضي الله عنه ـ النهد في السفر ، قال : لا زال الناس يتناهدون .
قال إسحاق : سنة مسنونة، وهو أحب إلي من أن يدعو كل يوم واحدٌ أصحابَه لما لا يخلو ذلك من المباهاة والتباري، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه .اهـ
قلت : كلام الإمام إسحاق نفيس فرحمه الله رحمة واسعة .
تنبيه: وقع في المطبوع في دار الهجرة : ( كل يوم واحدا من أصحابه اهـ) وهو غلط.
تذييل :
في محاضرات الأدباء للراغب
التناهد
قال بعضهم في متناهدين:
وقال حفص لزيد حين ناهده * منك النبيذ ومني الدنّ والكوز
واللحم منك ومني النار أنضجه * والماء مني، ومنك الخبز مخبوز !
وتناهد قوم وفيهم مفلس فقال أحدهم: علي كذا. وقال آخر: وأنا علي كذا، إلى أن قالوا(1/372)
للمفلس: وأنت ما عليك ؟
فقال: لعنة الله والملائكة والناس أجمعين !
---
الماوردي
02-01-2007, 10:50 PM
بارك الله فيك فائدة قيمة
---
عبدالرحمن السديس
04-06-2007, 10:09 PM
إذ أن تكلف
تصويب: إذ إن
أخي الكريم "الماوردي " بارك الله فيك، وشكرا على تشرفيك الموضوع .
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/598:
قلت [لأحمد] يكره للرجل أن يقول للرجل: فداك أبي وأمي ؟
قال: يكره أن يقول جعلني الله تعالى فداك . ولا بأس أن يقول: فداك أبي وأمي.
قال إسحاق [بن راهويه]: كما قال.
---
عبدالرحمن السديس
04-06-2007, 10:09 PM
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/590:
سئل إسحاق: كم يقرأ في قيام شهر رمضان؟
فلم يرخص في دون عشر آيات .
فقيل له : إنهم لا يرضون !
قال: لا رضوا، فلا تأمهم إذا لم يرضوا بعشر آيات من البقرة، ثم إذا صرت إلى الآيات الخفاف، فبقدر عشر آيات من البقرة .
---
محمد الطاسان
04-06-2007, 10:58 PM
وهذا لطيفة في ما يسمى بالقطة من كلام أبي عبيد القاسم بن سلام : ( قال أبو عبيد : وهذا عندي أصل للشاهد الذي تفعله الرفاق في الأسفار ألا ترى أنهم يتخارجون النفقات بالسوية وقد يتباينون في قلة المطعم وكثرته وليس كل من قل طعامه يطيب نفسه بالتفضل على رفيقه فلما جاء هذا في أموال اليتامى واسعاً كان في غيرهم بحمد الله ونعمته أوسع لولا ذلك لفخفت أن يضيق فيه الأمر بالناس ) أ.هـ المراد من كلامه . كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن باب ذكر اليتامى وما نسخ في شأنهم ص 238 - 240 .
---
عبدالرحمن السديس
04-07-2007, 07:32 PM
شكر الله لك
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/528:
قلت لأحمد : من قال : تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من أحيائها؟
قال: العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم .
قلت: في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا ؟
قال: نعم .
قال إسحاق: كما قال.
---
عبدالرحمن السديس
04-08-2007, 04:59 PM(1/373)
قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/530:
قلت [لأحمد]: ما يكره من الشعر ؟
قال الرقيق الذي يتشبب بالنساء، وأما الكلام الجاهلي فما أنفعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من الشعر حكمة».
قال إسحاق: كما قال.
قلت: قوله صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا» فتلكأ !
فذكرتُ له قول النضر بن شميل يعني: أجوافنا لم تمتلئ شعرا فيها القرآن، والعلم والذكر، هذا لأولئك الأعراب الذين لا يحسنون إلا الشعر.
فقال: ما أحسن ما قال!
قال إسحاق: أجاد.اهـ
قلت: عند الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه في كتاب الأدب:
بَاب مَا يُكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْغَالِبَ عَلَى الْإِنْسَانِ الشِّعْرُ حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ.
ثم ساق الحديث، وهو برقم (6154)
وعلق ابن حجر في الفتح 10/548:
... هُوَ فِي هَذَا الْحَمْل مُتَابِع لِأَبِي عُبَيْد كَمَا سَأَذْكُرُهُ ـ ثم ذكر في 10/549 ـ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد : ... وَجْهه عِنْدِي أَنْ يَمْتَلِئ قَلْبه مِنْ الشِّعْر حَتَّى يَغْلِب عَلَيْهِ فَيَشْغَلهُ عَنْ الْقُرْآن وَعَنْ ذِكْر اللَّه فَيَكُون الْغَالِب عَلَيْهِ ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ الْقُرْآن وَالْعِلْم الْغَالِبَيْنِ عَلَيْهِ فَلَيْسَ جَوْفه مُمْتَلِئًا مِنْ الشِّعْر .اهـ
قلت: كلام أبي عبيد في كتابه غريب الحديث 1/36.
ويحتمل: أن أبا عبيد أخذه من النضر فهو في طبقة شيوخه، وأن البخاري أخذه من النضر أو إسحاق.
وفات هذا النقل الحافظ ابن حجر وغيره من الشراح، وهو من الأهمية بمكان، فقد استحسن جواب النضر بن شميل إمامان فقيهان محدثان: أحمد وإسحاق.
كما فات ابن رشيق في العمدة 1/29.
---
(1/374)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم
---
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم
---
جمال حسني الشرباتي
03-09-2005, 05:25 PM
قال تعالى
((((،إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) 9-10 الأنفال
وقال ((بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ))125-126 ال عمران
لم قدم الجار والمجرور في الأنفال وأخره في آل عمران
أي لم قال في الأنفال "وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ" وفي آل عمران "وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ "
والآيتان موضوعهما واحد هو الإمداد الرباني لمقاتلي معركة بدر
أما آية الأنفال ففي التقديم للجار والمجرور فائدة الإختصاص--أي لتطمئن قلوبكم بهذا الإمداد لا بغيره من عدد وعدة---ولقد كان أصاب المسلمين وجل من أول لقاء مع عدو يفوقهم عددا وعدة-- فقد كانت رغبتهم أن يلاقوا غير ذات الشوكة وهي القافلة---فقدر لهم المولى ملاقاة ذات الشوكة فوجلوا فكان في هذا الإختصاص تعريض بهم لوجلهم --كذا قال إبن عاشور(1/375)
((تقديم المجرور هنا في قوله: { به قلوبكم } وهو يفيد الاختصاص، فيكون المعنى: ولتطمئن به قلوبكم لا بغيره، وفي هذا الاختصاص تعريض بما اعتراهم من الوجل من الطائفة ذات الشوكة وقناعتهم بغُنم العُروض التي كانت مع العِير، فعُرض لهم بأنهم لم يتفهموا مراد الرسول صلى الله عليه وسلم حين استشارهم، وأخبرهم بأن العير سلكتْ طريق الساحل فكان ذلك كافياً في أن يعلموا أن الطائفة الموعود بها تمحضت أنها طائفة النفير))
ولم أجد قولا عنده أو عند غيره يبرر تقديم "قلوبكم " على الجار والمجرور في آية آل عمران
وقذ يقول قائل أن آية الأنفال نزلت قبل حصول القتال--لذلك حصل وعد فيها بالإمداد بألف من الملائكة لتثبيت الواجلين فيصبروا
وأن آية آل عمران نزلت خلال القتال لذا قال "يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ " ففي الإخبار الآني بحصول الإمداد وفي زيادة العدد زيادة في التثبيت فكان التركيز على طمأنة القلوب لتثبت في قتالها فقدم القلوب وأخر الجار والمجرور
فهل لقوله مسوغ في علم تأريخ التنزيل؟؟
__________________
---
لؤي الطيبي
03-10-2005, 01:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في التعبير القرآني
للدكتور فاضل السامرائي
(ص 71-72):
فقدم القلوب على الجار والمجرور في آل عمران فقال " ولتطمئن قلوبكم به " ، وأخرها عنه في الأنفال فقال : " ولتطمئن به قلوبكم " علماً بأن الكلام على معركة بدر في الموطنين غير أن الموقف مختلف .(1/376)
ففي آل عمران ذكر معركة بدر تمهيداً لذكر موقعة أحد وما أصابهم فيها من قرح وحزن والمقام مقام مسح على القلوب وطمأنة لها من مثل قوله تعالى : " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين . إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس " (آل عمران : 139-140) إلى غير ذلك من آيات المواساة والتصبير فقال : " وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به " ، فذكر أن البشرى ( لهم ) وقدم (قلوبهم) على الإمداد بالملائكة فقال : " إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به " ، كل ذلك من قبيل المواساة والتبشير والطمأنة .
ولما لم يكن المقام في الأنفال كذلك ، وإنما المقام ذكر موقعة بدر وانتصارهم فيها ودور الإمداد السماوي في هذا النصر وقد فصّل في ذلك أكثر مما ذكر في آل عمران فقال : " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين . وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم . إذ يغشّيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهّركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبّت به الأقدام . إذ يوحي ربّك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " (الأنفال : 9-12) .
أقول لما كان المقام مختلفاً خالف في التعبير . أنه لما كان المقام في الأنفال مقام الإنتصار وإبراز دور الإمداد الرباني قدّم (به) على القلوب والضمير يعود على الإمداد . ولما كان المقام في آل عمران هو الطمأنة وتسكين القلوب قدّمها على الإمداد فقال " ولتطمئن قلوبكم به " وزاد كلمة (لكم) فقال : " وما جعله الله إلا بشرى لكم " زيادة في المواساة والمسح على القلوب فجعل كلاً في مقامه .
انتهى .
---
أبو زينب
03-10-2005, 05:42 PM
أخي الفاضل جمال وفقه الله
سوف أنقل فقرتين حول الموضوع(1/377)
الأولى من كتاب " فتح الرحمان شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري . و الثانية مقتبسة من كلام الأستاذ السامرائي حول التقديم و التأخير في القرآن .
أولا :
يقول الشيخ الأنصاري رحمه الله :
هذه تخالف آية الأنفال في ثلاثة أمور:
1- لأنه ذكر في هذه " لكم " لتمام القصة قبلها . و تركها ثَم إيجازا أو اكتفاء بذكره له قبل في قوله " فاستجاب لكم "
2- و قدم " قلوبكم " على" به " هنا . و عكس في الأنفال ليزاوج بين الخطابين في " لكم " و "قلوبكم " .
3- و ذكر هنا وصفي " العزيز " و " الحكيم " تابعين بقوله :" العزيز الحكيم " . و ثم ذكرهما في جملة مستأنفة بقوله " إن الله عزيز حكيم " لأنه لما خاطبهم هنا , حسُن تعجيل بشارتهم بأنََ ناصرهم عزيز ُُ حكيمُُُُُ .
و لأن ما هناك قصة بدر وهي سابقة على ما هنا , فإنها في قصة أُحُد فأخبر هناك بأنه " عزيز حكيم " و جعل ذلك هنا صفة لأن الخبر قد سبق .
ثانيا :
بعد أن فسر الأستاذ السامرائي سبب التقديم و التأخير في آيتي آل عمران و الأنفال – كما ذكرها أخونا لؤي الطيبي , جزاه الله كل خير- يضرب أمثلة أخرى :
و مثال آخر . قوله تعالى في سورة هود " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها و أنتم لها كارهون" /28 .و قوله تعالى في سورة هود كذلك " قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي و آتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير " "/63 .في الآية الأولى قدم الرحمة على الجار و المجرور . و الآية تتكلم عن الرحمة ( فعميت , أنلزمكموها , و أنتم لها كارهون ) كلها تعود على الرحمة لذا اقتضى السياق تقديم الرحمة على الجار و المجرور .أما في الآية الثانية فالآية تتكلم عن الله تعالى( ربي , الله , منه , الضمير في عصيته ) كلها تعود على الله تعالى لذا اقتضى السياق تقديم " منه " على الرحمة .(1/378)
وفي القرآن الكريم أمثلة عديدة في التقديم و التأخير كما في قوله تعالى {لهم ما يشاؤون فيها }و { لهم فيها ما يشاؤون } و كذلك في قوله تعالى { و رفعنا فوقكم الطور } و { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة } و قوله تعالى { ومما رزقناهم ينفقون }و { و أنفقوا مما رزقكم الله }.
و لا ينبغي الاكتفاء بالاهتمام لتفسير التقديم و التأخير في القرآن بل يجب أن يعرف سياق الآيات و دلالتها لأن السياق يقتضي هذا التقديم والتأخير .
و الله أعلم .
---
أبو علي
03-17-2006, 10:28 AM
الحمد لله العزيز الحكيم
كان من الحكمة أن يعبر القرآن عن المدد الإلهي للمؤمنين مرتين لأن المؤمنين ليسوا سواء ، منهم الراسخون في الإيمان العارفون بالله ، ومنهم حديثوا الإيمان الذين لا زالوا مبتدئين .
آية آل عمران تتكلم عن الصنف الأول من المؤمنين ، فالعارف بالله يوقن أن الله عزيز حكيم يحقق الغاية بأية وسيلة ، والغاية هي اطمئنان القلوب بالنصر ، لذلك قدم (قلوبكم) على الجار والمجرور (به) لأن ما يهمهم هو تحقيق الغاية ولا يهم بأية وسيلة، هولاء حين سمعوا بالمدد أيقنوا أنها بشرى ترجح كفة المعركة لصالحهم، لذلك قال تعالى (بشرى لكم) ، لو اعتبروا أن المدد غير كاف لتحقيق النصر لكانت (بشرى فقط) بدون (لكم)، وختم الله الآية ب (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) ، فهذه حقيقة يعلمها المؤمنون بالله العارفون به لا تحتاج أن يؤكدها لهم ب (إن ) فيقول (إن الله عزيز حكيم).(1/379)
أما آية الأنفال فإنها تتكلم عن الصنف الثاني من المؤمنين الذين يظنون أن حسن اختيار الوسيلة هو الذي يحقق الغاية، لذلك قدم الوسيلة (الجار والمجرور (به) ) ، وحيث أنهم مؤمنون جدد فإن المدد كان (بشرى فقط) ، لو أنهم اعتبروا الإمداد كافيا لتحقيق النصر لكان (بشرى لهم) ، هؤلاء يحتاجون إلى توكيد يطمئنون به إلى البشرى ، فأكد الله لهم : وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم، وزادهم تأكيدا بضرب أمثلة تذكرهم : إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ)
مثلا :
مريض يثق في طبيبه ، فهو الذي يسكن ألمه في كل مرة يعاوده فيها نفس الألم، إذا عاود هذا المريض نفس الألم ثم جيء له بدواء وأعلموه أنه من عند طبيبه فإنه ستكون بشرى له بالشفاء لثقته الكبيرة بطبيبه العالم بحالته المرضية.
ومريض آخر أصيب بنفس الألم ، فبعث من يحضر له دواء مسكنا، فلما سمع بإحضار الدواء استبشر لكنه غير متأكد ما إذا كان الدواء الذي أحضر هو الدواء المناسب أم لا ، إذن فهي بشرى فقط لا تكون (بشرى له) إلا إذا تأكد أن الدواء سيحصل به الشفاء، فيؤكد له : إن هذا الدواء وصفه لك الدكتور فلان إنه طبيب قدير ،إذ أنه عالج كثير من المرضى أمثالك كانوا يعانون نفس الألم الذي تعاني منه.
---
(1/380)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد في القرآن الكريم ما يشير إلى المهدي المنتظر ؟
---
هل يوجد في القرآن الكريم ما يشير إلى المهدي المنتظر ؟
---
الموحد 2
11-05-2003, 08:22 PM
أخواني أعضاء هذا الملتقى النير بالقرآن وأهله - أهل الله وخاصته - سلامٌ عليكم ورحمة من الله وبركاته .
المهدي المنتظر - كما لا يخفاكم - من علامات الساعة الكبرى ،
فهل يوجد في كتاب الله العظيم ما يشير إلى هذه العلامة التي نطقَت بها السنة النبوية الشريفة ؟
وجزاكم الله خيراً ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو صفوت
11-06-2003, 09:36 AM
السلام عليكم
هناك كتاب حول المهدي طبعة الدار العالمية بالإسكندرية للدكتور / محمد إسماعيل المقدم حفظه الله ذكر فيه هذا السؤال نقل فيه عن تفسير ابن جرير في قوله تعالى( لهم في الدنيا خزي ) أن خزيهم هو خروج المهدي ..... ثم نقل عن تفسير القرطبي وابن كثير والشوكاني في نفس الآية نفس المعنى فارجع إلى تفسير الآية في هذه المراجع
ثم قال الشيخ : وقال الشيخ سيد الشبلنجي في نور الأبصار: قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى ( وإنه لعلم للساعة ) قال هو المهدي يكون في آخر الزمان وبعد خروجه تكون أمارات الساعة وقيامها .اهـ
قال الشيخ : تنبيه : المقصود بذكر هاتين الآيتين الاستئناس وجمع ما ورد في الباب لا الاستدلال لذا لم نذكرهما في صدر الجواب عن هذه الشبهة ( يقصد شبهة من ينكرون خروج المهدي بدعوى أنه لم يرد له ذكر في القرآن )
هذا ما وقع تحت يدي في هذه المسألة والعلم عند الله . أسألك الدعاء
---
الموحد 2
11-06-2003, 04:36 PM
جزاك الله خير أخي الحبيب أبو صفوت ،
وهل من مزيد من الأخوة بارك الله فيهم .
---
عبد العزيز بن خالد العنزي
11-10-2003, 12:06 AM
أخي الكريم الموحد 2(1/381)
لعله يفيدكم في ماذكرتم ماأورده صاحب كتاب أشراط الساعة الكبرى فأنظره -مأجورا- ففيه بغيتك إن شاء الله
وعذرا للإقتضاب في الرد ولعلنا نوافيكم بمراجع أوفر إذا سنحت الفرصة بحول الله تعالى.... ولكم مزيد الشكر والعرفان،،،
---
الموحد 2
11-10-2003, 04:50 AM
أخي الفاضل / عبدالعزيز ،،
جزاك الله خيراً على الرد ، وبارك الله فيك .
أتمنى من الأخوة المزيد ،
فلدي بحثٌ فصلي في هذا الموضوع ،
ونفعنا الله بكم وأثابكم .
---
(1/382)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هو الفرق بين الطريقة والمنهج في التفسير الموضوعي ؟
---
ما هو الفرق بين الطريقة والمنهج في التفسير الموضوعي ؟
---
زكرياء توناني
01-06-2007, 10:33 AM
أرجو بيان الفرق بين الطريقة والمنهج في التفسير الموضوعي .................. عاجل جدا جدا جدا .........
---
محمد العواجي
01-23-2007, 04:41 PM
أخي الكريم وفقك ربي للخير وأعانك
لا فرق بينهما من حيث الدلالة اللغوية
ومن حيث الإصطلاح فأجتهد لك في التفريق بينهما من حيث الاستعمال ، لأنني للأسف لم أجد جوابا لذلك ولكنني رأيت نفسي مضطرا لاستعماله عند تدريسي للمقرر مثلاً ليفهم الطالب التنويع
فالطريقة هي نوع التفسير الموضوعي الذي تسلكه في بحثك أنت ... وباختصار هل هو حسب الكلمة ... أو المعنى(الموضوع) ... أو السورة كوحدة موضوعية .. أو غيرها .. وما ذكرته لك هو الأشهر من الأنواع أو الطرق المسلوكة .
أما المنهج فهو كمصطلح واضح وهي الطريقة المسلوكة في الكتابة أو (الخطوات العملية والتنفيذية للتخطيط والجمع والتحرير)
آمل أن تكون الصورة اتضحت
وعليك بمراجعة كتب التفسير الموضوعي لزاهر الألمعي ، أو مصطفى مسلم ، أو غيرها .. وهي متقاربة
---
زكرياء توناني
01-24-2007, 10:43 AM
جزاكم الله خيرا
---
(1/383)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > العالم المجاهد أبو علي الحسين بن محمد العيسي
---
العالم المجاهد أبو علي الحسين بن محمد العيسي
---
سمير القدوري
02-07-2007, 09:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فهذه سيرة عالم مغربي ضيعه أهل زمانه حتى اختطفه منهم الموت في العام الماضي.
هذه السيرة وصلتني اليوم بخط ابنته وهي متخصصة في علل الحديث وحاصلة على الدكتوراه في ذلك من جامعة محمد الخامس بالرباط, فلها جزيل الشكر مني على استجابتها لطلبي في موافاتي بترجمة والدها.
قالت الدكتورة الفاضلة:[[ أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم العيسي المَتُوكِّي ثم الشيَظمي نزيل مدينة الدار البيضاء, الفقيه المقاوم العالم العابد الزاهد, وحيد عصره وفائق أقرانه في شجاعته وصبره وزهده في الدنيا وغيرته على دين الإسلام ومصلحة المسلمين.
ولد بقبيلة امتوكة(الأمازغية] ناحية مراكش سنة 1338هـ/ 1920م.
حفظ القرآن الكريم على يد والده محمد بن إبراهيم العيسي ثم على ثلة من الشيوخ في منطقة الشياظمة وأسكتان بجنوب المغرب.
درس علوم القرآن والفقه والنحو والبلاغة والشعر وشيئا من المنطق والفلك..
دفعه قهر الاستعمار الفرنسي إلى ترك مسقط رأسه والصعود شمالا ليستقر بالدار البيضاء وعمره لم يتجاوز 24عاما, ورجع في غير ما مرة إلى أسكتان وامتوكة للتدريس بها فحاضر أكثر من سنتين ليعود للدار البضاء وينضم إلى المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي.
سجن في بلدة سطات بإقليم الشاوية ثم ما لبث أن فر من السجن وقد حرر معه ثلة من أعضاء المقاومة من سجن الاستعمار.(1/384)
عرف بشجاعته وبسالته وشدة بأسه على المستعمر الفرنسي, وظل مستخفيا لا يعرفه أحد ولا حتى غالب أتباعه. وعندما حصل المغرب على استقلاله سنة 1956م ألقى سلاح المقاومة وحمل عدة البناء, فتولى قيادة جهة مراكش إمنتانوت مدة سنتين من 1958م إلى سنة 1960.
ثم رجع إلى الدار البيضاء ليستقر بها مع أهله وأبنائه ويشتغل في تجارة هزيلة للكتب والأدوات المدرسية لاتكفي لسد حاجياتهم الأساسية للعيش الكريم.
إلا أنها كانت بالنسبة له ملاذا يأوي إليه ليعتكف على مطالعة الكتب التي كانت أحب الوظائف إليه, وخاصة مطالعة فقه الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله وكان مناصرا له في آرائه الفقهية.
تلقى وسام العرش من درجة فارس عن أعماله في المقاومة يوم الخميس 18 نونبر سنة 2004م في ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال.
توفي رحمه الله تعالى بعد أن صارع المرض عن عمر يناهز 89سنة قمرية و86 سنة شمسية. وكانت وفاته في مساء يوم الأحد 6 شوال 1427هـ/29 من أكتوبر 2006م ودفن يوم الإثنين بمقبرة الغفران بالدار البيضاء.
غفر الله له وجعل الجنة مثواه]] انتهى ما خطته يد الدكتورة الفاضلة.
وأضيف أنا من جهتي أنني لقيته بمكتبته التي يبيع فيها الأدوات المدرسية وجالسته بها فوجدته شيخا جليل القدر تغلب عليه الدعابة والهزل مع من يرتاح له من زواره وكان بلا ريب يحفظ متونا كثيرة منها الألفية والأجرومية ومختصر خليل وتحفة ابن عاصم والجزرية وغيرها. وكان قد أخبرني بأنه كان هو القارئ لصحيح البخاري على شيخه .(1/385)
وأنه سمع الطلبة مرارا يغضون من ابن حزم رحمه الله ويقولون: من الحزم ألا تقرأ لابن حزم" فتسائل عمن يكون ابن حزم هذا ولماذا يتحامل عليه هؤلاء المتفقهة. فقيض الله له أن سأل شيخا له وكان فقيها مبرزا قلضيا للقضاة وعلى درجة عالية من العلم عن ابن حزم وما يردده هؤلاء في شأنه, فقال له العالم المذكور: اعلم يا بني أن ابن حزم عالم جهبذ ولايبلغ هؤلاء شأوه مهما تطاولوا وهو سيدهم وضاحد أراجيفهم وهم لن يقدروا على مجابهة عالم مثله وابن حزم محق وهؤلاء المقلدة مخطئون...وطفق يخبرنا عن سيرة ابن حزم ونضاله وزهده في الدنيا بعد الوزارة...
قال أبو علي فما زلت من حين سمعت منه ما سمعت متلهفا لمطالعة كتب ابن حزم ومضت سنون ووقفت على طوق الحمامة وعلى المحلى وغيره فوجدت الرجل فوق ما تخيلت وما وصف لي.
وأنا أقول بأن خزانة كتب هذا الفقيه الذي نترجم له عامرة بالأمات والأصول في التفسير والحديث والسيرة والفقه وأصول الفقه والأدب والشعرمما دل على سعة دائرة هذا الشييخ وذوقه الرفيع ونهمه الشديد في المطالعة والدراسة لاتجد كتابا منها إلا وعليه تعليقاته بخط يده وقد استفاذ منه ومن علمه بعض طلبة العلوم الشرعية نفعه الله بذلك وألحقنا به مسلمين إنه سميع مجيب.
---
(1/386)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض كتاب ( تفسير القرآن أصوله وضوابطه ) للأستاذ الدكتور علي العبيد حفظه الله ..
---
عرض كتاب ( تفسير القرآن أصوله وضوابطه ) للأستاذ الدكتور علي العبيد حفظه الله ..
---
فهد الوهبي
03-24-2007, 02:56 AM
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
فلا شك أن المكتبة القرآنية حافلة بالكثير الكثير من الكتب والبحوث القيمة ، ومع مرور الزمن قد ينفذ بعضها أو لا ينتبه له المهتم بعلوم القرآن بسبب كثرة المطبوعات الجديدة في هذا المجال ..
وفي هذا العرض أحببت التعريف بأحد الكتب القيمة في مجال التفسير وأصوله ، وقد تعرفت عليه أثناء بحثي للماجستير فأفدت منه ، والكتاب هو :
( تفسير القرآن الكريم : أصوله وضوابطه )
لفضيلة الأستاذ الدكتور : علي بن سليمان العبيد حفظه الله ، وهو من الأعلام في مجال الدراسات القرآنية ، مع ما يتميز به فضيلته من الأدب الجم ، ودماثة الخلق ، وجميل الصفات ...
نبذ من مقدمة المؤلف :
بين فضيلة المؤلف في بداية الكتاب أهمية التفسير وخطورة الولوج فيه من غير المؤهلين حيث قال :
" فإن تلاوة القرآن الكريم عبادة ، وتزداد حسناً وفضلاً بالتدبر والفهم ...وهذا التدبر والفهم كما هو مطلوب من كل مسلم ، إلا ن تفسيره للناس ليس حقاً لكل إنسان ، إذ لا بد لتفسير كلام الله تعالى من أصول وضوابط وقواعد يجب مراعاتها لمن أراد ذلك ، فهي الموازين والمعايير التي تضبط التفسير ، وتبعده عن عبث العابثين وتحميه من كيد الكائدين ".
ثم يبين وفقه الله ما حصل من تدخل بعض غير المؤهلين فيقول :(1/387)
" وإن مما يؤسف له أن تصدَّر للتفسير في العصور المتأخرة أناس لم تتوفر فيهم أدوات التفسير ، وتجرأوا على تفسير كلام الله ، دون أن يحسبوا لعاقبة ذلك حساباً ، وكأنهم قد أحاطوا بالقرآن علماً ، وبمعناه فهماً ".
ولهذا السبب كان تأليف هذا الكتاب حيث قال وفقه الله :
" ولهذا رأيت البحث في هذا الموضوع بوضع بعض أصول التفسير وضوابطه بمباحث مستقلة ، ونقول محررة ... أرجو أن يكون وافياً بالغرض المطلوب ، ولا أدعي أني استقصيت المراد ، ولكنه جهد المقل ، ولعله يكون مفتاحاً للباحثين للغوص في أبحاثه ، والتوسع فيه ".
مباحث الكتاب :
اشتمل البحث على خمسة فصول ، انتظم في كل فصل مباحث عده على النحو التالي :
الفصل الأول : مدخل في معنى التفسير وأصوله :
المبحث الأول : معنى التفسير والتأويل .
المبحث الثاني: معنى أصول التفسير .
الفصل الثاني: مصادر التفسير :
المبحث الأول : تفسير القرآن بالقرآن .
المبحث الثاني: تفسير القرآن بالسنة .
المبحث الثالث : تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
المبحث الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين.
المبحث الخامس: تفسير القرآن باللغة العربية.
الفصل الثالث: ضوابط التفسير :
المبحث الأول: معرفة موضوع القرآن وهدفه .
المبحث الثاني: دراسة القرآن قبل البدء في تفسيره.
المبحث الثالث: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية .
المبحث الرابع : معرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه.
المبحث الخامس: مراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها.
المبحث السادس: مراعاة معرفة معاني الأفعال من خلال ما تتعدى به .
المبحث السابع: معرفة سياق الآية والآيات قبلها وبعدها.
المبحث الثامن: النظر في مجموع الآيات ذات الموضوع الواحد قبل البدء في تفسيرها .
المبحث التاسع : مراعاة الربط بين الآيات وخواتيمها .
المبحث العاشر: حمل كلام الله تعالى على الحقيقة .
المبحث الحادي عشر: معرفة مشكل القرآن.(1/388)
المبحث الثاني عشر : معرفة الأمور التي يندفع بها الإشكال عن التفسير .
المبحث الثالث عشر: فهم حقيقة الخلاف في تفسير القرآن بين السلف .
المبحث الرابع عشر: معرفة الكليات والأفراد في القرآن.
الفصل الرابع: قواعد التفسير : وذكر فيها إحدى وعشرين قاعدة .
الفصل الخامس: شروط المفسر وآدابه:
المبحث الأول: شروط المفسر.
المبحث الثاني: آداب المفسر .
والكتاب يقع في ( 182 ) صفحة من القطع العادي طبع في مكتبة التوبة الطبعة الأولى عام 1418هـ .
ولعله يتسنى الوقت لنقل بعض ما يحتويه الكتاب ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
---
أبو صفوت
03-24-2007, 03:46 AM
وفقك الله وبارك فيك
أين يباع الكتاب ؟
---
رحمة
03-25-2007, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
أخي فهد بارك الله فيك على طرحك هذا الكتاب القيم أكرمك الله أين أجد هذا الكتاب ؟ أين يباع ؟ أموجود في دول المغرب العربي ؟ أنا بحاجة لهذا الكتاب من فضلك أخي كيف أحصل على هذا الكتاب ؟
---
أبو صفوت
03-28-2007, 02:47 PM
أحتاج الكتاب على وجه السرعة فهل من دال على مكان بيعه ؟
---
فهد الوهبي
03-28-2007, 09:03 PM
الأخ أبا صفوت ، والأخت رحمة وفقهما الله .... أعتذر عن التأخر في الرد ..
بالنسبة للكتاب فهو مطبوع في مكتبة التوبة في المملكة العربية السعودية ـ الرياض ـ شارع جرير ـ هاتف : 0096614763421
وفاكس : 0096614774862
ص.ب: 18290 الرمز 11415
وقد اتصلت بالمكتبة فأخبروني بأنه لم يعد طباعته وقد نفذ من عندهم ، وأخبرني الأخ المسؤول أنه قد يكون موجوداً في مكتبة دار البشير ـ عمان ـ العبدلي .
وأخبرني المسؤول في مكتبة العبيكان بأنه يوجد نسخة واحدة فقط في مكتبة العبيكان فرع الأحساء ( هاتف : 0096635864666 ) ..
---
أبو صفوت
03-28-2007, 10:06 PM(1/389)
جزاك الله خيرا يا شيخ فهد وبارك في عمرك وأحسن إليك
---
أحمد البريدي
04-07-2007, 11:06 PM
الكتاب تميز بحسن التبويب وسهولة العبارة والترتيب المنطقي لموضوعات هذا العلم ينقصه من وجهة نظري القاصرة موضوع اختلاف المفسرين أنواعه وأسبابه , وقد اعتمدته لطلابي أثناء تدريسي مادة أصول التفسير في الكلية منذ سنوات . جزى الله مؤلفه كل خير .
---
(1/390)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال أرجو الإجابة عليه.
---
سؤال أرجو الإجابة عليه.
---
يزيد الصالح
09-19-2006, 05:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أخوتي في الله،،
قال أبو بكر السجستاني في غريب القرآن :
(وجاء في التفسير) في غير ما موضع، فما المراد بالتفسير هنا؟
أفيدوني مأجورين،،
---
مروان الظفيري
09-21-2006, 09:10 AM
أخي الكريم الفاضل
عليك بهذا الرابط :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=12246
---
منصور مهران
09-21-2006, 01:19 PM
بالرجوع إلى الرابط الذي أحال إليه الأخ الدكتور مروان الظفيري ؛ للتعريف بكتاب غريب القرآن للسجستاني ، وجدنا القول غير شاف ، وكنت أقرأ عبارة ( وفي التفسير ) وأعقبها ببعض البحث حتى ترجح لدي أن السجستاني لا يعني تفسيرا بعينه لمفسر معين ، ولكنه يتوسع في البيان بما قر في صدره من العلم بمعاني القرآن ؛ لذلك فهو ينسب البيان للتفسير أي : لجانب التفسير ، كما يقول أحدنا في معنى بيت شعر : ( وفي المعاني ) وهو لا يقصد كتابا يحمل هذل العنوان ، وإنما القصد مزيد إيضاح تحت مسمى المعاني . وكذلك شأن السجستاني هنا بقصد البيان من حيث التفسير .
والذي حداني إلى هذا القول أنني حاولت مرارا رد أقواله التي قال عنها ( وفي التفسير ) إلى تفسير محدد فلم أجد توافقا بي قوله وبين قول غيره فالرجل كان يقتبس من كتب كثيرة بين يديه ولا ينسب كل قول إلى قائله ولكنه يعبر عنه في أحيان كثيرة بأسلوب من عند نفسه فكيف نفسر مراده إذن ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 01:45 PM
ما تفضل به أخونا الأستاذ منصور مهران هو الصواب ، فهو يعني في تفسير القرآن عموماً وليس كتاباً بعينه ، وهذا شائع في كتب الغريب ومعاجم اللغة . يقولون : (وفي التفسير ) أي في تفسير القرآن عموماً دون قصد لكتاب بعينه والله أعلم .
---
أحمد البريدي(1/391)
09-21-2006, 04:39 PM
مصطلحات المؤلف التي يطلقها تفهم بالاستقراء , ومن أمثلة ما ذكرت الثعلبي في تفسيره عندما يقول : قال أهل المعاني فإنه بالتتبع تبين أنه يقصد من ألف في هذا الفن كأبي عبيدة , والفراء , والزجاج وغيرهم , كما أن القول لا تجده أحياناً في كل هذه الكتب وإنما قال به أحدهم .
---
مروان الظفيري
09-22-2006, 08:12 AM
شكرا للأخوة الأفاضل لما تفضلوا به من آراء
ولكنني أجد أن المقصود بذلك هو كتاب غريب القرآن
لأن محمد بن عُزير السجستاني ، مفسر ، وكتابه هذا في تفسير القرآن
ومن هنا هو يقصد ما يفسر في كتابه هذا
وما أخذه عن كتب التفسير
أو ما أخذه عن مشايخه
وخاصة أنه لم يصلنا من كتبه إلا كتابه هذا
ولو جاءتنا كتب أخرى له ، لاستطعنا أن نستقرئ ذلك
أثابكم الله خيرا يا أخوتي
ودمتم سالمين
---
يزيد الصالح
10-06-2006, 11:12 PM
الأخوة
مروان الظفيري
منصور مهران
عبد الرحمن الشهري
أحمد البريدي
جزاكم الله خير الجزاء وجعله في موازين أعمالكم، وقد استفدت الكثير من طرحكم، وعذراً على التأخير في الرد فقد كنت مشغولاً، ولم أطلع إلا الآن على ردودكم فلكم جزيل الشكر، ولعل ما يؤيد طرح الإخوة أني وجدت هذا موجودا عند السمعاني والبغوي، ولم أجد كتاباً معيناً ينقل منه المؤلفان، والله تعالى أعلم،،
وأسأل الله أن يجعل هذا الصرح عامراً، وأن يوفق القائمين عليه،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أخوكم /أبو عمرو 540
---
(1/392)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أمريكا والصعود إلى الهاوية كتاب الكتروني رائع
---
أمريكا والصعود إلى الهاوية كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
08-17-2006, 05:21 PM
أمريكا والصعود إلى الهاوية كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
كتا بُ
أمْريكا وَالصّعُودُ الي الهَاويَة
للشَيْخ يوسُف بْنُ صَالح
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج394كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/318c98128d.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/19f69e90c2.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/d100a7ca5a.jpg
روابط التنزيل
http://aupload.net/3ka251j6wtn4zhrovicpmb0dq.html
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=280661
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/393)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تجريد القواعد من البلاغة الواضحة
---
تجريد القواعد من البلاغة الواضحة
---
فيصل القلاف
05-25-2004, 11:41 PM
السلام عليكم إخواني،
هذا المختصر جهد يسير، قمت فيه بجمع القواعد من كتاب ( البلاغة الواضحة ) للأستاذين علي الجارم ومصطفى أمين، فصار كأنه متن مختصر في البلاغة، يحوي أهم المصطلحات والتقسيمات.
لكن لاختصاره فهو خالٍ من التمثيل والشرح. لذا فهو أنسب ما يكون لطالب قد درس الأصل، فيأخذ هذا المختصر للمراجعة والتذكرة.
( وإن ترى عيباً فسد الخللا .. فجل من لا عيب فيه وعلا ). ومن سد الخلل التنبيه على الخطإ لاستدراكه.
---
عبدالرحمن الشهري
05-31-2004, 06:52 AM
جهد مشكور أخي الكريم فيصل ، وفقك الله وبارك فيك وفي علمك.
---
القعقاع محمد
08-03-2006, 11:52 AM
السلام عليكم إخواني،
هذا المختصر جهد يسير، قمت فيه بجمع القواعد من كتاب ( البلاغة الواضحة ) للأستاذين علي الجارم ومصطفى أمين، فصار كأنه متن مختصر في البلاغة، يحوي أهم المصطلحات والتقسيمات.
لكن لاختصاره فهو خالٍ من التمثيل والشرح. لذا فهو أنسب ما يكون لطالب قد درس الأصل، فيأخذ هذا المختصر للمراجعة والتذكرة.
( وإن ترى عيباً فسد الخللا .. فجل من لا عيب فيه وعلا ). ومن سد الخلل التنبيه على الخطإ لاستدراكه.
أين نجد هذا المختصر؟؟
---
(1/394)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثالث]
---
السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثالث]
---
أبومجاهدالعبيدي
03-05-2005, 11:20 PM
قصة مفتاح الكعبة ونزول آية الأمانات
إعداد - علي حشيش نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة كثير من الوعاظ والخطباء والقصاص، وقد ذكرت هذه القصة في كتب التفسير على أنها سبب في نزول الآية: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
{النساء: 58}
أولاً: متن القصة:لما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة، فلما أتاه قال: "أرني المفتاح". فأتاه به، فلما بسط يده إليه، قام العباس فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي اجمعه لي مع السقاية، فكف عثمان يده، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "هات المفتاح يا عثمان".
فقال: هاك أمانة الله، فقام ففتح الكعبة، ثم خرج فطاف بالبيت، ثم نزل عليه جبريل بردّ المفتاح، فدعا عثمان بن طلحة فأعطاه المفتاح، ثم قال: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها حتى فرغ من الآية.
ثانيًا: "التخريج":القصة أخرجها ابن مردويه كما في "لباب النقول في أسباب النزول" (ص71) للإمام السيوطي، وكذا في "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" (2-174) وفي "تفسير ابن كثير" (2-207).
من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قول الله عز وجل: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، قال: لما فتح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مكة... القصة.
ثالثًا: التحقيق:القصة: واهية والخبر الذي جاءت به القصة "موضوع".
وبه علتان:
الأولى: الكلبي.(1/395)
1- والكلبي أورده الإمام الحافظ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7-207) (3-2-1478) وقال:
محمد بن السائب الكلبي أبو النَّضْر، وهو ابن السائب بن بشر بن عيدود، روى عن أبي صالح باذام، وروى عنه ابن جريج".
2- ثم أخرج بسنده عن سفيان الثوري قال: "قال لنا الكلبي: ما حُدِّثْتَ عني، عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا تَرْوِهِ". اه.
وسند هذه القصة كما هو مبين آنفًا من طريق: الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
بالمقارنة بين التخريجين: تخريج القصة وبيان طريقها، وتخريج قول سفيان الثوري في هذا الطريق في "الجرح والتعديل".
نستنتج أن القصة مكذوبة.
3- ثم أخرج عن مروان بن محمد قال: "تفسير الكلبي باطل".
4- وأخرج عن يحيى بن معين قال: "الكلبي ليس بشيء".
5- ثم قال: "سألت أبي عن محمد بن السائب الكلبي فقال: الناس مجتمعون على ترك حديثه لا يشتغل به هو ذاهب الحديث". اه.
ومما يدل على الإجماع على ترك حديث الكلبي:
1- قال الإمام النسائي في كتاب: "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (514): "محمد بن السائب أبو النضر الكلبي: متروك الحديث. كوفي".
وهذا المصطلح عند النسائي له معناه يتبين ذلك من قول الحافظ ابن حجر في "شرح النخبة" (ص69):
"كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه". اه.
2- وأورده الإمام الدارقطني في كتاب "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (468) وقال: "محمد بن السائب الكلبي".
ولم يذكر شيئًا سوى ذكر الاسم فقد يتوهم واهم ممن لا دراية له بهذا الفن أن الإمام الدارقطني سكت عنه.
وإلى القارئ الكريم بيان القاعدة التي بنى عليها كتاب "الضعفاء والمتروكين" للإمام الدارقطني:(1/396)
قال الإمام البرقاني في مقدمة كتاب "الضعفاء والمتروكين" للدارقطني: "طالت محاورتي مع أبي منصور إبراهيم بن الحسين بن حمكان، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني- عفا الله عني وعنهما- في المتروكين من أصحاب الحديث، فتقرّر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات". اه.
ولقد أثبت محمد بن السائب الكلبي كما بينا آنفًا فهو ممن تقرر عند الأئمة الثلاثة تركه بمجرد إثبات اسمه في الكتاب.
3- وأورده ابن عدي في "الكامل" (6-114) (5-1626) وقال: "سمعت محمد بن سعيد الحراني يقول: سمعت عبد الحميد بن هشام يقول: سمعت عبد الجبار بن محمد الخطابي يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: قال الكلبي: "كل شيء أحدث عن أبي صالح فهو كذب".
4- وأورده الإمام العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4-78-1632) وقال: حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا عمرو بن الحصين، حدثنا معمر بن سليمان، عن ليث، قال: "بالكوفة كذابان: الكلبي، والسدي". اه.
ثم قال العقيلي: حدثني آدم، قال: سمعت البخاري، يقول: محمد بن السائب الكلبي كوفي تركه يحيى بن سعيد، وابن مهدي.
5- وبالرجوع إلى البخاري في كتاب "التاريخ الكبير" (1-1-101) قال: "محمد بن السائب أبو النضر الكلبي تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي".
6- أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (3-556-7574) وقال: "محمد بن السائب الكلبي أبو النضر الكوفي المفسر النسابة الأخباري ثم نقل عنه أنه حفظ القرآن في سبعة أيام.
ثم نقل عن أحمد بن زهير: أنه قال للإمام أحمد بن حنبل: يحل النظر في تفسير الكلبي؟ قال: لا".
ثم قال الذهبي: "وقال الجوزجاني وغيره: كذاب". اه.
هذا وليفرق القارئ الكريم بين الحفظ، والتفسير، والتحديث.
وفيما ذكرناه بيان للعلة الأولى، وتفصيل للإجماع الذي ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في ترك الكلبي.
العلة الثانية: أبو صالح.(1/397)
1- قلت: ولتحديد الراوي صاحب هذه الكنية رجعنا إلى كتاب "الكنى والأسماء" للإمام مسلم بن الحجاج (1-434) حرف الصاد باب أبو صالح فوجدنا هذه الكنية خمسة وثلاثين راويا من (1635) إلى (1669) ولما كان سند القصة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس كان تحديد الراوي الذي كنيته "أبو صالح" مرتبطًا بمن روى عنه أبو صالح وبمن روى عن أبي صالح.
فأبو صالح في هذه القصة روى عن ابن عباس، والكلبي روى عن أبي صالح، وبتطبيق هذا على الرواة الخمسة والثلاثين أصحاب هذه الكنية نجد ذلك ينطبق على الراوي (1642) حيث قال الإمام مسلم: "أبو صالح باذام مولى أم هانئ عن علي وابن عباس وأم هانئ، روى عنه السدي وابن أبي خالد والكلبي". اه.
2- قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (1-93): "باذام أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف مدلس من الثالثة". اه.
3- أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (1-296-1121): ونقل عن إسماعيل بن أبي خالد قوله: كان أبو صالح يكذب.
ونقل عن ابن معين قوله: إذا روى عنه الكلبي فليس بشيء، وقال عبد الحق في أحكامه: ضعيف جدا.
4- وأورده الإمام ابن حبان في كتابه "المجروحين" (2-255) في ترجمة الكلبي حيث قال: "الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه، يروي عن أبي صالح عن ابن عباس في التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس ولا سمع منه شيئًا، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلا الحرف بعد الحرف فجعل لما احتيج إليه تخرج له الأرض أفلاذ أكبادها لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به". اه.
وهذا الذي ذكره ابن حبان، نقله الذهبي في "الميزان" وأقره وبهذه العلة تزداد القصة وهنًا على وهن.(1/398)
رابعًا: طريق آخر للقصة:أخرجه الإمام الطبري في "تفسيره" (4-162- ط دار الغد ) (ح9851) قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال: نزلت في عثمان بن طلحة بن أبي طلحة قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة، ودخل به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو يتلو هذه الآية، فداه أبي وأمي ما سمعت يتلوها قبل ذلك. اه.
التحقيق
هذا طريق ضعيف جدا يزيد القصة وهنًا على وهن.
1- ابن جريج؛ قال الحافظ في "التقريب" (2-499): "هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج". ثم حدد طبقته في "التقريب" (1-520) قال: "كان يدلس ويرسل من السادسة". ثم بين الطبقة السادسة في "المقدمة" قال: "السادسة: طبقة عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة".
قال المناوي: "ومتى لم يلاقوا الصحابة لا يكونون من التابعين والأليق بهم أن يكونوا من طبقة أتباع التابعين". اه.
2- قلت: من هذا يتبين أن سند هذه القصة من هذا الطريق تالف سقطت منه طبقتان: طبقة التابعين وطبقة الصحابة فالسقط هنا باثنين على الأقل مع التوالي فهو معضل كذا في "شرح النخبة" (ص38).
انظر إلى القصة تجد ابن جريج قال قبض النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وابن جريج لم يكن صحابيّا ليسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن تابعيّا ليسمع من الصحابي عثمان بن طلحة.
وهذا يتبين من قول الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4-450-5444): "مات عثمان بن طلحة بالمدينة سنة اثنتين وأربعين". وقول الحافظ في "التهذيب" (6-359).
"قال ابن سعد: وُلِدَ ابن جريج سنة ثمانين". اه.(1/399)
قلت: فابن جريج ولد بعد موت الصحابي عثمان بن طلحة بأكثر من ثلاثين عامًا، لذلك قال الإمام النووي في "التقريب" (2-349- تدريب ): "التواريخ والوفيات: هو فن مهم به يعرف اتصال السند وانقطاعه، وقد ادعى قوم الرواية عن قوم فنظر في التاريخ فظهر أنهم زعموا الرواية عنهم بعد وفاتهم بسنين". اه.
قال سفيان الثوري: "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ". كذا في "التدريب" (2-350).
3- ولقد نقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (6-359) عن الدارقطني أنه قال: "تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح".
ولقد بينت آنفًا أن ابن جريج روى عن محمد بن السائب الكلبي الكذاب المتروك، وبيّن هذا أيضًا الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (16-295-5823) ولما كانت القصة في الطريق الأول عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فقد يكون ابن جريج سمع القصة من الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ولقد بينت أن سفيان الثوري قال: "قال لنا الكلبي: ما حدثت عني، عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب فلا تروه". اه.
فقام ابن جريج بحذف السند لشدة ضعفه وبيان كذبه حتى ذكر السند معضلاً خاصة وأنه معروف بالتدليس القبيح والإرسال.
والمرسل عند المحدثين: ما سقط من آخر إسناده من بعد التابعي.
وعند الفقهاء والأصوليين أعم من ذلك فعندهم أن كل منقطع مرسل على أي وجه كان انقطاعه، وهذا مذهب الخطيب أيضًا.
وبهذا يتبين للقارئ أن هذا الطريق تالف لما به من سقط في الإسناد أسقطه ابن جريج حتى لا يظهر المجروحين وهو مشهور بالتدليس والإرسال.
ملاحظة هامة:نقل الإمام القرطبي في "تفسيره" (2-1919) عن ابن جريج قوله: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها قال: "ذلك خطاب للنبي خاصة في أمر مفتاح الكعبة حين أخذه من عثمان بن طلحة، وكان كافرًا وقت فتح مكة فطلبه العباس بن عبد المطلب لتنضاف له السدانة إلى السقاية". القصة.(1/400)
لقد بينت أن القصة واهية ولا تصح سببًا في نزول الآية ولكن هناك مسألتان:
الأولى: أن عثمان بن طلحة كان كافرًا وقت فتح مكة ولذلك طلبه العباس: وهذه الفرية أوردها الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4-450-5444) حيث قال: "وقد وقع في تفسير الثعلبي، بغير سند في قوله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها- أن عثمان المذكور إنما أسلم يوم الفتح بعد أن دفع له النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح البيت، وهذا منكر. والمعروف أنه أسلم وهاجر مع عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد وبذلك جزم أهل العلم". اه.
قلت: نظرًا لأهمية هذه المسألة قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (2-207): "عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، واسم أبي طلحة: عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي العبدري حاجب الكعبة المعظمة وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، الذي صارت الحجابة في نسله إلى اليوم، أسلم عثمان هذا في الهدنة بين صلح الحديبية وفتح مكة، هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وأمّا عمه عثمان بن أبي طلحة، فكان معه لواء المشركين يوم أحد، وقتل يومئذ كافرًا، وإنما نبهنا على هذا النسب؛ لأن كثيرًا من المفسرين قد يشتبه عليهم هذا بهذا". اه.
المسألة الثانية: قوله ذلك خطاب للنبي خاصة في أمر مفتاح الكعبة.
قلت: لقد أثبتنا عدم صحة هذا الأمر، وأن القصة واهية من الطريقين، فالآية عامة وليست خاصة.
لذلك قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (2-1920) معقبًا: الأظهر في الآية أنها عامة في جميع الناس فهي:
1- تتناول الولاة فيما لديهم من الأمانات في قسمة الأموال، ورد الظلامات والعدل في الحكومات وهذا اختيار الطبري.
2- وتتناول من دونهم من الناس في حفظ الودائع والتحرز في الشهادات وغير ذلك كالرجل يحكم في نازلة ما ونحوه، والصلاة والزكاة وسائر العبادات أمانة الله تعالى.(1/401)
3- وممن قال إن الآية عامة في الجميع: البراء بن عازب، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب قالوا: "الأمانة في كل شيء في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن والودائع". اه.
بهذا يتبين للقارئ الكريم أن آية الأمانات عامة وليست خاصة، وقصة نزولها في مفتاح الكعبة واهية.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد.
المصدر : مجلة التوحيد (http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=156343)
السلسلة الذهبية في المقالات التفسيرية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [ المقال الأول ] (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1559&highlight=%C7%E1%D3%E1%D3%E1%C9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED %C9)
السلسلة الذهبية في المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثاني] (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2969&highlight=%C7%E1%D3%E1%D3%E1%C9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED %C9)
---
(1/402)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيفية القراءة في تفسير الطبري؟
---
كيفية القراءة في تفسير الطبري؟
---
أبو صالح التميمي
09-20-2006, 05:02 PM
هل من كتاب أو منهجية معينة تعين على تمام الاستفادة من هذا التفسير مع الفهم وذاك سوى الكتب العامة التي تكلمت عن مناهج المفسرين أو أصول التفسير ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 01:41 PM
أخي العزيز أبا صالح التميمي وفقه الله
تفسير (جامع البيان) للطبري من أدق وأوثق وأشمل كتب تفسير القرآن الكريم ، ولا يزال مع كثرة المصنفات في تفسير القرآن بعده مهيمناً على كتب التفسير لرسوخ مؤلفه ، ولمنهجه الدقيق المؤصل الذي انتهجه مؤلفه في تصنيفه ، مع الأخذ في الاعتبار أن الطبري قد كتبه أو أملاه على وجه الاختصار كما في قصته المشهورة مع تلاميذه عندما سألهم : هل تنشطون لكتابة التفسير .
غير أن القارئ لهذا التفسير يحتاج إلى صبر وأناة وطول زمان واكتمال للآلة العلمية بقدر الاستطاعة ، ومعرفة بمصطلحات الطبري التي يستخدمها في النحو والقراءات والفقه وأصوله ، فإنه إن قرأه قارئ له نصيب من هذه الصفات فسوف يلمس الفائدة الكبرى من قراءته لهذا التفسير ، وفي رأيي أن قراءة واحدة لهذا التفسير لا تكفي لمعرفة قيمته العلمية على وجهها ، وإنما يجب على طالب العلم الحريص على إجادة علم التفسير ، واكتساب الملكة في فهم القرآن أن يقرأه على أقل تقدير ثلاث مرات ، وإن زاد فالنفع متحقق بإذن الله . وهو وإن كان طويلاً إلا أنه يستحق العناء والصبر والمثابرة ، وأرجو إن أنت صبرت على قراءته وتدبره عدداً من المرات أن تحوز مغانم كثيرة .(1/403)
وقد سعى كثير من العلماء قديماً وحديثاً لاختصار تفسير الطبري لطوله وكثرة آثاره ورواياته ، ولكن كل المختصرات لا تغني عن التفسير الأصلي الذي حرره الإمام الطبري بنفسه . ومن آخر المختصرات لهذا التفسير كتاب (تفسير الإمام الطبري من جامع البيان) الذي صنعه الدكتور بشار عواد وعصام حرستاني ، وغايتهما من اختصاره إفراد كلام الطبري فقط دون الروايات والآثار ، ليتصل كلامه أمام القارئ ، ولا يتفرق بكثرة الروايات والآثار . وهو كتاب جيد انتفعت بقراءته ، ولكنه مساعد مع الكتاب الأصلي وليس بديلاً له .
كما إنه قد كتبت كتب ورسائل كثيرة في منهج الإمام الطبري في تفسيره ، والذي اطلعتُ عليه منها لم يشف غليلي في معرفة منهج هذا المفسر الإمام ، وهناك رسائل كتبت في اختياراته وترجيحاته في التفسير ليتها تطبع لينتفع بها .
وعلى كل حال فإن مثل هذه الأسفار الطوال من أسفار العلوم تحتاج إلى صبر وجلد لدراستها ومعرفة قدرها ، والقراءة العاجلة لا تنقع الغلة ، ولا تبل الصدى .
وفقكم الله للعلم النافع ورزقكم الصبر والجلد للعكوف على هذه الكنوز والجواهر التي تخيرها نقادها وصيارفتها من أفذاذ الأئمة كالطبري وغيره وأودعوها لنا في بطون هذه الكتب الثمينة .
---
مساعد الطيار
09-23-2006, 02:07 PM
أحسنت الإجابة أخي أبا عبد الله
وأحب أن أدلي بشيء يتعلق بهذا التفسير على عجالة .
أولاً : لم يختلف اثنان من العلماء على جودة هذا التفسير وتميزه ، حتى عُدَّ صاحبه ( شيخ المفسرين ) ـ عليه من الله الرحمة والرضوان ـ وهو بحقٍ شيخهم .(1/404)
ثانيًا : لقد بقي جزء كبيرٌ من منهج هذا التفسير مجهولاً لدى الدارسين ، حتى إنك لا تكاد تجد من ينقل منه سوى توثيق الآثار ، حتى إنني في تقدُّمي لدراسة الدكتواره كان في مقابلتي أحد أساتذتي الكبار ، فسألني عن مراجعي التي أُعِدُّ منها الدرس للطلاب ، فلما ذكرت له تفسير الطبري ، قال لي : لم لا ترجع إلى تفسير ابن كثير ، فهو أحسن منه ، فتفسير الطبري آثار .
فعجبت من هذا القول ، واستحييت أن أسأله : هل هو يختبرني في هذه المعلومة ، أو هو مقتنع بها ؟
ثالثًا : لقد تميز تفسير الطبري بعدد من العلوم ، ففيه الأسانيد ، وتفاسير السلف ، والتفسير الإجمالي ، والغريب ، والنحو ، والقراءات ، وتوجيهها ، والأحكام الفقهية ، والقواعد العلمية والترجيحية ، وحجج الترجيح والرد على الأقوال ، والتعليق على أقوال المفسرين واللغويين ، إلى غير ذلك من منثورات الفوائد .
ويحسن بقارئ هذا التفسير أن يتنبَّه لهذه العلوم ، وكيفية معالجة الطبري لها ؛ ليستفيد من هذه المنهجية الطبرية .
ولو ركَّز القارئ لهذا الكتاب على جملة من هذه الموضوعات ؛ خصوصًا ( القواعد العلمية ، وحجج الترجيح أو الرد على الأقوال ، وكذا حجج قبول القراءة أو ردها ) = لخرج بفائدة عظيمة ، وتدريبات عملية على كيفية التعامل مع أقوال المفسرين .
والموضوع في ذلك يطول ، ولعل فيما ذكرته موجزًا غُنية ، والحمد لله رب العالمين .
---
عبدالرحمن الشهري
09-23-2006, 10:09 PM
رعاك الله يا أبا عبدالملك .
وأحب الإشارة إلى أن للدكتور مساعد الطيار درساً أسبوعياً قديماً في تفسير الطبري هذا ، وهو به خبير وفقه الله وزاده علماً وفقهاً في كتابه ، وكم لأبي عبدالملك عندي وعند غيري من يدٍ بيضاء لا نجازيه عليها إلا بالدعاء جزاه الله خيراً.(1/405)
إن التعرف على منهج الطبري يحتاج إلى طول صحبة لهذا التفسير ، وليتكم يا أبا عبدالملك تساهمون في بيان منهج الطبري ، ولا سيما دقائق المنهج التي لم أجد من حررها فيمن كتب في منهجه بحسب اطلاعي القاصر . وقد كنت أتمنى أن يكون كتاب الشيخ محمود محمد شاكر الذي أشار إلى أنه يكتبه قد خرج للناس ، فإن العلامة محمود شاكر من القلائل الذين يحسنون قراءة كتب السلف ويتوغلون في مطاوي مسالك مناهج المؤلفين كالطبري . فإنه قد ذكر في مقدمة تحقيقه لتفسير الطبري عظمة هذا التفسير ، وتخوفه من تحقيقه والتعليق عليه ، فقال :(وكان من قصة أول ما قطعني عن المضي في إصدار هذا الجزء في ميعاده سنة 1380 من الهجرة ، أني كنت حين بدأت نشر تفسير أبي جعفر الطبري ، على مثل حد السيف من التخوف لهذا الكتاب الجليل ، فأمسكت نفسي عن التعليق على بعض مسائله ، مخافة أن يزل القلم ، أو يزيغ بي الرأي) .
وإنك لتجد في كلام محمود شاكر في مقدمة تحقيقه ما يشير إلى مدى أنسه منذ كان صغيراً بتفسير الطبري ، وتعال معي أخي الحبيب لقول محمود شاكر في مقدمة تحقيقه لتفسير الطبري :
(اللّهُم اغفر لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وتغمّده برحمتك، واجعله من السابقين المقرَّبين في جنّات النعيم، فقد كان - ما عَلِمْنا- من الذين بَيَّنوا كتابَك للناس ولم يكتموه، ولم يشتَرُوا به ثَمَنًا قليلا من مَتاع هذه الحياةِ الدنيا؛ ومن الذين أدَّوْا ما لزمهم من حقِّك، وذادُوا عن سنة نبِّيك؛ ومن الذين ورَّثوا الخلَفَ من بعدهم علم ما عَلموا، وحَمَّلوهم أمانةَ ما حَمَلوا، وخلعُوا لك الأندادَ، وكفَروا بالطاغوتِ، ونَضَحوا عن دينك، وذبُّوا عن شريعتك، وأفضَوْا إليك ربَّنا وهمْ بميثاقك آخذون، وعلى عهدك محافظون، يرجون رَحْمتَك ويخافُون عذابَك. فاعفُ اللهمّ عنا وعنهم، واغفر لنَا ولهم، وارحمنا وارحمهم، أنت مولانَا فانصرنَا على القومِ الكافرين.(1/406)
كان أبو جعفر رضي الله عنه يقول: "إِنّي لأعجبُ مَمنْ قرأ القرآن ولم يعلَم تأويلَه، كيف يلتذُّ بقراءته؟". ومنذ هداني الله إلى الاشتغال بطلب العلم، وأنا أصاحب أبا جعفر في كتابيه: كتاب التفسير، وكتاب التاريخ. فقرأتُ تفسيره صغيرًا وكبيرًا، وما قرأتُه مرَّةً إلا وأنا أسمعُ صوته يتخطّى إليّ القرون: إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذُّ بقراءته؟ فكنتُ أجدُ في تفسيره مصداقَ قوله رضي الله عنه )
ولعمري إن هذا كلام واقم محب لهذا الإمام ولهذا التفسير وما أجدره بهذا الحب وهذه العناية .
ثم قال محمود شاكر مشيراً إلى ما في منهج الطبري من الغموض أحياناً ، وأنه عزم على صنع كتاب في منهجه في التفسير :
(وكنتُ أحبُّ أن أبيّن ما انفردَ به الطبريّ من القول في تأويل بعض الآياتِ، وأشرح ما أَغْفَله المفسّرون غيرُه، ولكني خفتُ أن يكونَ ذلك سببًا في زيادة الكتاب طولا على طوله؛ مع أني أَرَى أن هذا أمرٌ يكشف عن كتاب الطبري، ويزيدنا معرفة بالطبري المفسّر، وبمنهجه الذي اشتقّه في التفسير، ولم اختلف المفسّرون من بعده، فأغفلوا ما حرصَ هو على بيانه؟(1/407)
وكنتُ أحبُّ أيضًا أن أُسَهِّل على قارئ كتابه، فأجعل في آخرِ الآياتِ المتتابعة التي انتهى من تفسيرها، مُلَخَّصًا يجمَعُ ما تفرَّق في عشراتٍ من الصفحاتِ. وذلك أني رأيتُ نفسي قديمًا، ورأيت المفسِّرين الذين نقلوا عَنْهُ، كانوا يقرأون القطعة من التفسير مفصولةً عمَّا قبلها، أو كانوا يقرأونه متفرِّقًا. وهذه القراءةُ، كما تبيِّن لي، كانتْ سببًا في كثيرٍ من الخَلْط في معرفة مُرَادِ الطبري، وفي نسبة أقوالٍ إليه لم يقلْها. لأنَّه لما خاف التكرار لطول الكتابِ، اقتصَر في بعض المواضِع على ما لاَ بُدَّ منه، ثقَةً منه بأنّه قد أبان فيما مضى من كتابه عن نهجه في تفسير الآيات المتصلة المعاني. والقارئ الملتمِس لمعنى آيةٍ من الآياتِ، ربَّما غَفَل عن هذا الترابُط بين الآية التي يقرؤها، والآيات التي سبقَ للطبري فيها بيانٌ يتّصل كل الاتصال ببيانه عن هذه الآية. ولكني حين بدأت أفعل ذلك، وجدت الأمر شاقًا عسيرًا، وأنه يحتاجُ إِلى تكرار بعضِ ما مضى، وإلى إِطالةٍ في البيانِ. وهذا شيءٌ يزيدُ التفسيرَ طولا وضخامة.(1/408)
ولمَّا رأيتُ أن كثيرًا من العلماء كان يعيبُ على الطبري أنه حشَدَ في كتابِهِ كثيرًا من الرواية عن السالفين، الذين قرأوا الكُتُب، وذكروا في معاني القرآنِ ما ذكروا من الرواية عن أهل الكتابَيْن السالِفَيْن: التَّوراة والإنجيل - أحببتُ أن أكشف عن طريقة الطبري في الاستدلال بهذه الرواياتِ روايةً روايةً، وأبيّن كيف أخطأ الناسُ في فهم مقصده، وأنّه لم يَجْعل هذه الروايات قطُّ مهيمنةً على كتاب الله الذي لاَ يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه. وأحببتُ أن أبيّن عند كُلِّ روايةٍ مقالة الطبريّ في إِسنادِها، وأنه إسنادٌ لاَ تقوم به حُجَّةٌ في دين الله، ولا في تفسير كتابه،وأن استدلاله بها كان يقوم مقام الاستدلالِ بالشِّعر القديم، على فهم معنى كلمة، أو للدلالة على سياقِ جملة. وقد علقتُ في هذا الجزء 1: 454 ، 458 وغيرهما من المواضع تعليقًا يبينُ عن نهج للطبري في الاستدلال بهذه الآثار، وتركتُ التعليقَ في أماكنَ كثيرة جدًّا، اعتمادًا على هذا التعليق. ورأيتُ أن أدَعَ ذلك حتى أكتب كتابًا عن "الطبري المفسِّر" بعد الفراغ من طبع هذا التفسير. لأني رأيتُ هناكَ أشياء كثيرةً، ينبغي بيانُها، عن نهج الطبري في تفسيره. ورأيتني يجدّ لي كُلَّ يوم جديدٌ في معرفة نهجه، كلَّما زدتُ معرفةً بكتابه، وإلفًا لطريقته. فاسأل الله أن يعنيني أن أفردَ له كتابًا في الكلام عن أسلوبه في التفسير، مع بيان الحجّة في موضع موضعٍ، على ما تبيّن لي من أسلوبه فيه. ورحمَ الله أبا جعفر، فإنه، كما قال، كان حدَّث نفسه بهذا التفسيرِ وهو صبيٌّ، واستخار الله في عمله، وسأله العونَ على ما نواه، ثلاثَ سنين قبل أن يعمله، فأعانه الله سبحانه. ثم لما أراد أن يملي تفسيره قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدرُه؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة. فقالوا: هذا ممّا تفنَى فيه الأعمارُ قبل تمامه! فاختصره لهم في ثلاثة آلاف ورقةٍ. فكان هذا الاختصار(1/409)
سببًا في تركه البيانَ عمّا نجتهد نحنُ في بيانه عند كل آية. وهذا الاختصارُ بيّنٌ جدًّا لمن يتتبّع هذا التفسيرَ من أولِه إِلى آخره)
رحم الله الإمام الطبري ، ورحم الله الأستاذ محمود شاكر ، ورحم الله تلك الأعظم التي حملت العلم وبلغته بأمانة وصدق إلى الأمة ، وجزاهم الله خيراً يجدونه عنده يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
---
مساعد الطيار
09-24-2006, 01:13 AM
أخي الكريم أبا عبد الله
لقد أحدثت في قلبي الشجن ، ويبدو أنك ستخرجني إلى ما لا أحبُّ ، فأقول ـ طالبًا من الله الإخلاص والقبول ـ :
كم أتمنى أن أتفرغ لذكر منهج هذا الإمام العظيم في كتابه هذا ، ولقد جرَّبت شيئًا من ذلك ، فوجدت أنِّي أحتاج إلى نقول طويلة لأبين فكرة صغيرة في منهج هذا الإمام ، فانظر كم ستحتاج لإنشاء كتاب يبين عن منهجه الدقيق العميق .
وإن مما يؤسف عليه أن بعض الدراسات التي كتبت في منهجه لا تعدو أن تكون وصفًا قاصرًا ينقصها الاستقراء والتحليل .
ولعلي ـ إن تيسر لي المقام ـ أن أعلق على بعض المواطن المشكلة في ترجيحات الطبري ، ليتبين فيها كيف سار الطبري على منهجيته ولم يخالفه ، ولأبين كيف وقع الغلط ممن قرأ كلامه من المفسرين إن وُجِد .
و لا زلت أعتني بجمع هذه المواطن المشكلة لأقوم بمدارستها مع بعض الأصحاب ، وأسأل الله أن يوفقني لذلك .
وإني مذ عرفت هذا الكتاب ، وتدرَّجت في القراءة فيه ، أحسست بأني أتأسس في علم التفسير ما لم يؤسسني فيه أستاذ ولا كتاب قبله ، فلقد استفدت من هذا الكتاب كثيرًا ـ ولله الحمد ـ وإن لتعروني لذكرى الطبري هزَّة لا أجدها لغيره .(1/410)
ولقد وفقني الله بخلٍّ وفيٍّ أتدارس معه هذا الكتاب ، ونقرأه قراءة بحث وفكِّ ، حتى أنسنا به ، وانفكت لنا منه مغاليق ، ولعل الأخ الكريم يتفرغ لطباعة شيء من التعاليق التي نشترك فيها أثناء القراءة ، ففيها فوائد جمة من منقولاتٍ عمن علق على الطبري ، أو نصوص تفيد في فهم كلامه وتعيين مبهماته التي يرمي بها إلى ذكر علَمٍ معيَّن ، أو طائفة معينة .
وإني لأنصح طلاب علم التفسير أن يعتنوا بهذا السفر العظيم ، وأن يولوه اهتمامًا كبيرًا ، ففيه من الدرر ما الله به عليم .
---
أحمد بزوي الضاوي
09-25-2006, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
{ سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد، فإنه يسعدني أن أشارك في هذا الموضوع الهام، ذلك أنني لاحظت أن كثيرا من طلبة العلم عند قراءتهم في كتب التفسير يكون همهم الوحيد ألا وهو الوصول إلى المعنى الذي انتهى إليه المفسر، دون أن يلقوا بالا للطريقة التي تبلغ بها إلى هذا المعنى. ومن ثم فإنهم لا تكون لهم القدرة الكافية على فهم التفسير ، وتكون بالتالي استنتاجهم مبتسرة وليدة لحظة عجلى، وقراءة انتقائية تزري بالمقروء ولا تبلغ القارئ المقصود . ومن ثم فإنني أحببت أن أعرض عليكم طريقة اتبعتها مع طلبتي بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، حيث كنت أدرس لهم مادة التفسير، واخترنا تفسير سورة الفاتحة من خلال تفسيرين : ابن كثير و القرطبي ، وقد كنا في الغالب الأعم لا نتجاوز تفسير ابن كثير ، بل في بعض الأحيان لا نكمل تفسيره لسورة الفاتحة، وذلك لدقة الطريقة، و تركيزها على تجميع الجزئيات باعتبار القراءة بناء لا يمكن أن يستقيم ما لم تجمع كل المعطيات المتاحة والضرورية دون إصدار أحكام مسبقة بأهميتها أم لا .(1/411)
إننا في قراءتنا للتفاسير يتعين أن يكون همنا هو إدراك الطريقة التي يتبعها المفسر للوصول إلى تحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، لا أن يكون هم طالب العلم الأوحد هو معرفة المراد الذي انتهى إليه المفسر، لأنه إن فعل فإنه لن يتمكن من معرفة الكيفية التي تتم بها عملية التفسير، وبالتالي يظل عالة على المراد الذي انتهى إليه المفسر، ولا تكون له القدرة على البرهنة عليه علميا، كما أنه لا يتمكن من اكتساب ملكة التفسير، والمتمثلة في القدرة على الفهم و التحليل والمقارنة والاستنباط .
إن الطريقة التي نتبعها في قراءة التفاسير تعتمد المستويات التالية :
1-المستوى الوصفي .
2- المستوى التحليلي .
3- المستوى المقارن .
المستوى الأول : الدراسة الوصفية : هو المستوى الأول الذي يتعين على القارئ الباحث العناية به أيما عناية باعتباره المقدمة التي تبنى عليها المستويات الأخرى، فأي تقصير أو خطأ فإنه ينعكس بطريقة تلقائية على المستويات الأخرى .
الدراسة الوصفية دراسة موضوعية حيث يكون الباحث فيها محايدا لأنه يصف ما هو قائم، فلا يتدخل إلا في الاكتشاف والتنظيم والترتيب بما يعطي صورة حقيقية عن الخطاب التفسيري الموصوف .
ويبدأ هذا المستوى بالقراءات المتعددة للتفسير، والتعامل مع الخطاب التفسيري باعتباره كائنا حيا، فهو عصارة تجربة إنسان، وهو معاناة الإنسان، فالخطاب التفسيري وليد هذه التجربة والمعاناة، و من ثم ما لم نستحضر ذلك لا يمكننا سبر أغواره ، لأنه بكل بساطة سيظل مغلقا في وجوهنا ، ولن يرفع عنا حجبه، و يكشف أستاره، ويبوح بأسراره . ومن ثم يتعين عن طريق القراءات المتعددة والمتأنية والبصيرة حيث إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبه لكل صغيرة وكبيرة، حاملا لقلم الرصاص ويؤِشر على ما يراه مهما، مع تدوين ملاحظاته في بطاقات جانبية معدة لذلك .(1/412)
بعد أن يحس القارئ بأن النص قد أصبح مفتوحا في وجهه، وأن علاقة حميمية أصبحت تربط بينهما، فإنه يجدر به ساعتها أن ينتقل إلى الخطوات التالية والمتمثلة في :
1- اكتشاف مكونات الخطاب التفسيري، والتي يمكن إجمالها في مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة ، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، وتفسير القرآن بأقوال أتباع التابعين، تفسير القرآن بمطلق اللغة. مع رصد المصادر التي اعتمدها المفسر سواء تعلق الأمر بأقوال المفسرين أو كتب التفسير، والقراءات القرآنية، والحديث والسيرة والفقه وأصوله، وأصول الدين، وكل ما رجع إليه المفسر وبنى عليه تفسيره . والمصطلحات، والأعلام .مع الانتباه لضرورة تسجيل ملاحظات عن تدخل المفسر في كل جزئية تفسيرية: التعليقات، والملاحظات، والاستنتاجات، والتعقيبات، والانتقادات، والمواقف، والآراء.
ويتعين على الطالب أن يدرس كل مكون على حدة، وذلك عن طريق تخصيص جذاذات خاصة يدون فيه المعلومات الضرورية، وذلك يسهل عليه في مرحلة لاحقة توزيع المادة العلمية .
2- ترتيب المكونات : أي رصد الطريقة التي رتب بها المفسر هذه المكونات، وهذا هو المدخل الأساس لمعرفة منهجه في التفسير، ذلك أننا نكون في هذ المرحلة بصدد اكتشاف الطريقة العامة في التفسير .
3- العلاقات التي تقوم بين المكونات : إن الخطاب التفسير نظام ومن ثم فإن هذه المكونات ليست مبعثرة، كما أنه لا يمكن أن نتصورها كجزر لا تقوم بينها أية علاقة، بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختارها المفسر، كما أنها تقوم بينها علاقات ووشائج، فالخطاب التفسيري منظومة متكاملة . وهذا هو المدخل لفهم التفسير المقروء .(1/413)
المستوى الثاني : الدراسة التحليلية: وفي هذا المستوى من الدراسة يتطلب ـ عكس المرحلة الأولى ـ تدخل القارئ، بحيث يتفاعل مع الخطاب التفسيري و يعمل على مساءلته : لماذا ؟ و كيف ؟ و متى ؟ وغيرها من الأسئلة المناسبة للموقف، والإجابة المحصل عليها مجموعها يكون الدراسة التحليلية .
المستوى الثالث : الدراسة المقارنة : وفيه يقوم القارئ بمقارنة التفسير الأول بتفاسير مناظرة بغية اكتشاف الإضافة العلمية، وعناصر التشابه و التميز .
بعد تجميع هذه المعطيات يشرع الطالب / الباحث في تحرير بحثه .
وهذا موضوع آخر آمل أن تتاح الفرصة لعرض تقنيات البحث، وكيفية إعداد الرسائل العلمية . في أقرب الآجال إن شاء الله تعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
أبو العالية
09-26-2006, 10:24 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد .
جزى الله المشايخ خير الجزاء على التنكيت والفائدة .
وليت الشيخ مساعد ينشط للكتابه في بيان المنهج ؛ فيؤصّل ويأسس لهذا الكتاب المبارك .
ومن ألطف المختصرات لهذا الكتاب ؛ ما أخرجه شيخنا المكثر العلامة الدكتور صلاح الخالدي حفظه الله ؛ فقد اعتنى به أيَّما اعتناء ، وكنت قد قرأته _ ولا زلت _ فراق لي نفس العالم بالتفسير المبدع فيه ، العارف بأصول الاختصار وفنِّه .
وإني أنصح به .
وللتنويه : فقد خرَّج أحاديث المختصر الشيخ إبراهيم العلي رحمة الله عليه .
ودمتم على الخير أعوانا
---
(1/414)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منظومة الزمزمي في التفسير
---
منظومة الزمزمي في التفسير
---
الجنوبي
08-22-2004, 11:44 PM
السلام عليكم
هل يعلم أحد عنها شئ أو شروحها و هل هي موجودة على النت؟
---
عبدالرحمن الشهري
08-23-2004, 04:46 PM
هي متوفرة وشروحها لكن ليس على الشبكة حسب علمي . وقد قمنا في شبكة التفسير بطباعة متنها لوضعه في المكتبة الالكترونية فلعلك تراها قريباً إن شاء الله.
---
الشمّاخ
01-31-2005, 09:24 PM
شيخنا الفاضل
في أي مكتنة أجدها؟
بارك الله فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
01-31-2005, 09:28 PM
لا أظنك تجدها في مكتبة الآن ، لطول العهد بطباعتها ، وليس عندي إلا صورة لها ، ولشروحها .
وإن أردت صورتها فيمكننا مساعدتك إن شاء الله. وفقك الله لكل خير.
---
الشمّاخ
02-03-2005, 09:02 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن
نعم أريدها ضاعف الله لك الأجر والمثوبة
انظر بريدكم الخاص
---
أبو عمر القحطاني
05-18-2005, 09:00 AM
هل بامكاني الحصول على نسخة منها؟ جزاك الله كل خير وبارك فيك.
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2005, 06:45 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فهذا مَتْنُ (منظومة التفسير) للشيخ الأديب المفسر عبدالعزيز الرئيس الزمزمي عز الدين بن علي بن عبدالعزيز بن عبدالسلام بن موسى بن أبي بكر بن أكبر بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن داود البيضاويُّ الشِّيْرازيُّ الأصلِ ، ثُمَّ المكيُّ الزمزميُّ الشافعي ، المولود بمكة عام 900هـ ، اشتغل جده الأعلى علي بن محمد عندما قدم إلى مكة بِخدمةِ بئر زمزم ، فقيل له الزمزمي.(1/415)
وقد نشأ عبدالعزيز الزمزمي بمكة ، وتلقى العلم عن علمائها ، وبرع في الفنون العلمية كالتفسير واللغة والأدب ، وله منظومة التفسير ، وشرح مقامات الحريري ، وكتاب في الفتاوى ، وكتاب فيض الجود على حديث شيبتني هود ، وتنبيه ذوي الهمم على مآخذ أبي الطيب من الشعر والحكم. وقد توفي عبدالعزيز الزمزمي سنة 976هـ بِمَكة المكرمة.
وهذه المنظومةُ قد عُنِيَ بِها علماءُ مكةَ المكرمة ، فشرحوها شروحاً عديدة ، وكتبوا عليها حواشٍ مفيدة ، وقد قابلتُ نسخةَ هذه المنظومة على شرحين لها هُما :
1- (نَهج التيسير شرح منظومة الزمزمي في أصول التفسير) للشيخ السيد محسن بن علي بن عبدالرحمن المساوي الحضرمي ، المولود سنة 1323هـ والمتوفى سنة 1354هـ. وهذا الشرح عليه حواشٍ متفرقة طبع منها حاشية الشيخ علوي بن عباس بن عبدالعزيز المالكي ، وحاشية الشيخ محمد ياسين الفاداني المكي.
2- (التيسير شرح منظومة التفسير) للشيخ محمد يحيى أمان المدرس بمدرسة الفلاح.
وأرجو أن يفي هذا بحاجة من يريد حفظ هذه المنظومة ، مع مراجعة شروحها ، وأصلها الذي هو كتاب (النُّقَاية) للسيوطي رحمه الله وكتاب التحبير والإتقان له أيضاً ففيهما بسط لمسائل هذه المنظومة. وهناك نظم آخر لِمَتْنِ النقاية لم أطلع عليه للشيخ محمود بن عبدالحق السنباطي الشافعي رحمه الله ، سَمَّاه (روضة المفهوم في نظم نقاية العلوم) ولعله يتيسر الاطلاع عليها ، وموازنتها بمنظومة الزمزمي رحمه الله.
وقد تحريت دقة الضبط في هذه المنظومة قدر الطاقة ، وما أبرئ نفسي من الخطأ ، فمن وجد شيئاً من ذلك فليصلح مشكوراً مأجوراً. وقد ظهر لي انكسار في وزن بعض أبياتها وهي :
1- أَوْ هِيَ بِالبَيْدَاءِ ، ثُمَّ الفَتْحُ فيْ ** كُراعِ الغَمِيْمِ يا مَنْ يَقْتَفِيْويستقيم الوزن لو قلت : كُرَيِّعِ الغَمِيمِ يا مَنْ يَقتفي بتصغير كراع.(1/416)
2- صَيْفِيَّةٌ كآَيِةِ الكَلالَةِ ** والشِّتَائِيْ كالعَشْرِ في عَائِشَةِويستقيم الوزن بقول : والشَّتَئِيْ بدل الشتائي.
3- حَمْزَةُ والكِسَائِيْ قَدْ أَمَالاَ ** مَا الياءُ أَصْلُهُ اسْمَاً أَو أَفْعالاويبدو لي أن في وزنه خللاً ، وربما يصلح قول :
وحَمْزَةٌ أَمَالَ والكِسائِيْ ** اسْمَاً وفِعلاً أَصلُهُ بالياءِأو : اسْمَاً وفِعلاً مِنْ ذواتِ الياءِ
ولم أثبت في النظم تغييراً ، لأن الشروح كلها على عبارات الناظم ، فلزم التقيد بها ، ومن أراد الإصلاح فليكن في الشرح ، أو الحاشية . والله الموفق للصواب ، وأشكر أخي الكريم محمد بلقاسم البكري الذي تكرم بطباعة أصل هذه المنظومة وفقه الله.
منظومة الزمزمي في التفسير (http://tafsir.org/books/open.php?cat=89&book=936)
---
أبو عمر القحطاني
05-22-2005, 09:52 AM
جزاك الله كل خير وزادك علما ونفع بك
---
القحطاني
05-26-2005, 11:14 PM
أثابك الله يا شيخ عبد الرحمن ونفع بك
*لدي ملاحظة على البيت الذي قلتم إن فيه انكساراً وهو قوله :
حَمْزَةُ والكِسَائِيْ قَدْ أَمَالاَ ** مَا الياءُ أَصْلُهُ اسْمَاً أَو أَفْعالا
يظهر أن قراءته بنقل همزة( أو) إلى التنوين قبلها وهو ما يعبر عنه بالدرج وعليه فلا كسر في البيت ,
ولا بد من التنبه إلى همزة الوصل في (اسماً)فتوصل ضمة (أصله) بالسين مباشرة .
والله أعلم .
---
عبدالرحمن الشهري
06-03-2005, 10:33 AM
الأخ العزيز القحطاني وفقه الله
نعم هو كما ذكرتم ، ولكن يبقى هناك بعد (السَّمْكرة) للبيت (مَطَبٌّ) صغير لا أعرفُ اسمَهُ عند أهل العروض كما أشعر به عند النطق ، وربما أكون واهماً كعادتي ، والأمر في ذلك واسع ، وجزاك الله خيراً على توجيهك وتصويبك ، وليتك تتكرم بمراجعة ضبط المنظومة لتلافي الأخطاء رعاك الله.
---
الشمّاخ
06-08-2005, 08:10 PM
شيخنا الفاضل عبدالرحمن
بارك الله فيكم ونفع بكم, وجزاك الله عني خير جزاء
---
الشمّاخ(1/417)
06-10-2005, 10:20 PM
الدورة العلمية الصيفية الأولى لعام 1426 - للشيخ أحمد بن عمر الحازمي
ابتداء من السبت 18/5/1426 إلى الأربعاء 3/8/ 1426
وتكون الدروس كل يوم ماعدا يومي الخميس والجمعة بعد صلاتي الظهر والعشاء
بمسجد مدحت شيخ الأرض بمكة المكرمة
5) أصول التفسيرمنظومة التفسير لعبد العزيز الزمزميبعد الظهر والعشاء السبت 8/7/1426الأربعاء
3/8/1426
يتم نقل الدورة عبر موقع البث الإسلامي
http://saaid.net/Anshatah/dorah/1426/index.htm
---
ابوعلي النوحي
07-09-2005, 11:04 AM
ولمن أراد شرحها المسمى الفيض الخبير حاشية على نهج التيسير
فهو موجود في مكتبة دار كندة على شارع الزبير بن العوام في حي السلام
الوصف :
من طريق خريص وانت متجه لجهة الشرق - مخرج عبدالرحمن بن عوف
تسير في شارع عبدالرحمن بن عوف حتى تصل الى ثالث اشارة - هذا هو شارع الزبير بن العوام - تلف يمين ليصبح وجهك غرب - تأتي المكتبة على يدك اليسار بعد تقريبا 100 متر
---
أبو حسن
08-22-2005, 12:15 AM
بارك الله فيك
---
إمداد
09-14-2005, 11:01 PM
شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن للشيخ عبد الكريم الخضير من موقع البث المباشر
الدرس الأول (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=12537)
الدرس الثاني (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=12604)
الدرس الثالث (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=12659)
الدرس الرابع (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=12751)
الدرس الخامس (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=12810)
الدرس السادس (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=12999)
الدرس السابع (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=13068)
الدرس الثامن (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=13121)(1/418)
الدرس التاسع (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=13194)
الدرس الأخير (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=13228)
---
أبو حسن
09-15-2005, 02:34 PM
نتمنى من الدكتور مساعد الطيار أن يتصدى لشرحها وفقه الله
---
(1/419)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > Mp3 Filter v4.2.5 يقوم بالبحث عن الملفات الصوتية المكررة في جهازك
---
Mp3 Filter v4.2.5 يقوم بالبحث عن الملفات الصوتية المكررة في جهازك
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 08:49 PM
الحجم 1.5 ميجا
http://www.hardcoded.net/mp3filter/mp3filter_4_2_5.msi
الكراك
http://0day.crackserver.com:84/Mp3.Filter.v4.2.5.zip
---
(1/420)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الفروق بين العورة في الصلاة ، والعورة في النظر
---
الفروق بين العورة في الصلاة ، والعورة في النظر
---
عبدالرحمن السديس
06-30-2004, 12:06 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فهذا كلام جميل في التفريق بين العورة في باب النظر ، وباب الصلاة ليس لي فيه إلا التنظيم
الفروق بين العورة في الصلاة ، والعورة في النظر
في الصلاة العورة تُقَسّمُ ثلاثةُ أقسامٍ
1- غليظة ، وهي: عورة المرأة الحرة البالغة =كلها عورة إلا وجهها.
2- خفيفة ، وهي: عورة ابن سبع إلى أن يتم له عشر = القبل والدبر.
3- متوسطة : غير من ذكر = من السرة إلى الركبة .
وأما في النظر :
فالحرة البالغة الأجنبية = لا يجوز للرجل أن ينظر إلى شيء من بدنها من غير ضرورة ، أو حاجة .
وذوات المحارم ، ومن دون البلوغ من الأجنبيات = يجوز النظر إلى ما جرت العادة بكشفه ، ما لم يكن في المكشوف فتنة .
والطفلة التي دون سبع سنين = لا حكم لعورتها.
وللحاجة يجوز نظر الخاطب ، أو الشاهد .
وأما الضرورة فيجوز النظر ، واللمس ؛ لما تدعو الضرورة إليه ، كعلاج ، أو إنقاذ من هلكة.
وكل ذلك بشرط ألا يكون بشهوة فإن كان لشهوة ؛ فهو: حرام .
تنبيه: لا يجوز أن تكشفَ المرأةُ للطبيبِ ، مع وجود الطبيبة ، وإذا لم يوجد بعد البحث جاز بشرطين:
عدم الخلوة ، ووجود المحرم. والله أعلم.
الفروق والتقاسيم للسعدي بتصرف ص138 ، وشرحه لابن عثيمين ص 247-248 ، ومجموع فتاوى ابن عثيمين 12/288
---
المحرر
03-25-2005, 07:11 AM
التقسيم الثلاثي للعورة غير مستقيم ،
فليس هناك فرق بين المغلظة والمتوسطة ، والله أعلم .
---
(1/421)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لمن حمل كتاب السبعة لابن مجاهد، إليكم الجزء الناقص، ومعذرة على هذا الخطأ
---
لمن حمل كتاب السبعة لابن مجاهد، إليكم الجزء الناقص، ومعذرة على هذا الخطأ
---
د. أنمار
04-19-2004, 10:16 PM
ظهر معي أثناء تصفح الكتاب نقص جزءٍ من آخره ابتداءً من سورة الهمزة
وإليكموه.
=============
تتميم كتاب السبعة في القراءات الجزء الناقص من آخر الكتاب
ذكر اختلافهم فى سورة الهمزة
1 قوله جمع مالا
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم جمع خفيفة
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائى جمع بالتشديد
2 قوله فى عمد ممددة
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم فى عمد بفتح العين والميم
وقرأ عاصم فى رواية أبى بكر وحمزة والكسائى فى عمد بضم العين والميم
سورة الفيل
ليس فيها خلاف
ذكر اختلافهم فى سورة قريش
1 قوله لإيلف قريش إلفهم رحلة الشتآء والصيف
قرأ عاصم فى رواية أبى بكر لإئلف قريش إءلفهم بهمزتين الثانية ساكنة فى وزن لإعلان إعلانهم، ثم رجع عنه فقرأ مثل حمزة بهمزة واحدة
وقرأ ابن عامر لإلف بقصرها لا يجعل بعد الهمزة ياء
إلفهم بعد الهمزة ياء خلاف لفظ الأولى
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائى وحفص عن عاصم لإيلف بياء قبلها همزة
إلفهم مثلها
سورة الماعون
ليس فيها خلاف
سورة الكوثر
ليس فيها خلاف
ذكر اختلافهم فى سورة الكافرون
1 قوله ولآ أنتم عبدون
ولآ أنا عابد
روى الحلوانى عن هشام بن عمار عن ابن عامر عبدون وعابد وعبدون بكسر العين فيهن
وروى الحلوانى عن أبى معمر عن عبد الوارث عن أبى عمرو عابد بكسر العين
2 قوله ولى دين
روى محمد بن صالح عن شبل وابن سعدان عن عبيد بن شبل عن ابن كثير ولى دين لا ينصب الياء
وكذلك قرأت على قنبل عن القواس عن أصحابه عن ابن كثير ولى دين ساكنة(1/422)
وكذلك المخزومى عن البزى لا ينصب وابن فليح لا ينصب
حدثنا ابن الجهم عن الهيثم بن خالد وخلف عن عبيد
وحدثنى الدباغ عن أبى الربيع جميعا عن شبل عن ابن كثير ولى دين يحرك الياء
وحدثنى مضر عن البزى عن ابن كثير ولى دين نصبا أيضا
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائى ولى دين ساكنة
وقرأ عاصم فى رواية أبى بكر ولى دين نصبا
وكذلك حدثنى الدباغ عن أبى الربيع عن حفص عن عاصم ولى دين نصبا
وقرأ نافع فى رواية قالون والمسيبى وابن جماز وورش وخارجة وأبى خليد وأبى قرة ولى دين مفتوحة الياء نصبا
وروى إسماعيل بن جعفر وأخوه يعقوب بن جعفر ولى دين ساكنة الياء
وقرأ ابن عامر فى رواية هشام بن عمار ولى دين بفتح الياء
وفى رواية ابن ذكوان ولى دين ساكنة الياء
سورة النصر
ليس فيها خلاف
ذكر اختلافهم فى سورة المسد
1 قوله تبت يدآ أبى لهب
قرأ ابن كثير يدآ أبى لهب ساكنة الهاء
وقرأ الباقون لهب بفتح الهاء
2 قوله حمالة الحطب
قرأ عاصم وحده حمالة الحطب نصبا
وقرأ الباقون حمالة الحطب رفعا
ذكر اختلافهم فى سورة الإخلاص
1 قوله قل هو الله أحد الله الصمد
قرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائى أحد الله بتنوين الدال
وقرأ أبو عمرو أحد الله بغير تنوين
فيما حدثنى به الخزاز عن محمد بن يحيى عن عبيد عن هرون عنه :
أحد الله يقف على أحد ولا يصل فإن وصل قال أحد الله بالتنوين
وكان يزعم أن العرب لم تكن تصل مثل هذا
وحدث عبيد الله بن على عن على بن نصر عن أبيه قال سمعت أبا عمرو يقرأ أحد فإذا وصل ينونها
وزعم أن العرب لم تكن تصل مثل هذا
وروى أبو زيد عن أبى عمرو أحد الله لا يصل مقطوع
وقال عباس سألت أبا عمرو فقرأ أحد وقف ثم قرأ الله الصمد
وكذلك حدثنى الجمال عن أحمد بن يزيد عن روح عن أحمد بن موسى عن أبى عمرو أحد ، ألله الصمد
قال أبو عمرو أدركت القراء يقفون على أحد وكذلك كانوا يقرءونها أحد، الله الصمد
قال أبو عمرو فإن وصلت نونت(1/423)
وعن هرون عن أبى عمرو أحد الله لا ينون وإن وصل
2 قوله ولم يكن له كفوا أحد
قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائى وأبو عمرو فى رواية اليزيدى وعبد الوارث كفؤا بضم الفاء مهموزة
وروى عباس بن الفضل والقطعي عن محبوب كفؤا مهموزة خفيفا
وقرأ حمزة كفؤا مهموزة خفيفة
واختلف عن نافع ففى رواية ابن جماز وخلف عن المسيبى وأحمد بن صالح عن ورش
وأبى عمارة عن يعقوب وأبى عبيد عن إسماعيل كفؤا مثقلا مهموزا
وكذلك خارجة عن نافع
وروى الكسائى وسليمان الهاشمى عن إسماعيل عن نافع كفؤا خفيفا مهموزا
وكذلك أخبرنا إسماعيل بن إسحق عن قالون مثله
وكذلك قال أبو بكر بن أبى أويس كفؤا خفيفا مهموزا
وكذلك قال محمد بن إسحق عن أبيه عن نافع وأبو عمارة عن إسحق عن نافع
وكذلك أبو عمرو عن إسماعيل
وحدثنى المروزى عن ابن سعدان عن إسحق عن نافع كفؤا مثقلا غير مهموز
وقرأ عاصم فى رواية أبى بكر كفؤا مثقلا مهموزا
وروى حفص عن عاصم كفوا مثقلا غير مهموز
ذكر اختلافهم فى سورة الفلق
1 قوله ومن شر حاسد إذا حسد
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائى حاسد بفتح الحاء
وحدثنى الجمال عن أحمد بن يزيد عن روح عن أحمد بن موسى عن أبى عمرو حاسد بكسر الحاء
ذكر اختلافهم فى سورة الناس
1 قوله قل أعوذ برب الناس
كلهم قرأ الناس غير ممالة
إلا ما روى الحلوانى عن أبى عمر الدورى عن الكسائى أن قراءته كانت بإمالة النون من الناس فى موضع الخفض ولا يميل فى الرفع والنصب
تم بعون الله وتوفيقه
=============
فإما أن تنسخ ما هو أعلاه وتلصقه بأخر سطر عندك أو تحمل هذا الملف المرفق
---
د. أنمار
04-19-2004, 11:35 PM
وقبيل سورة الفاتحة مباشرة أضف ما يلي:
أسانيد قراءة عبد الله بن عامر(1/424)
وأما ابن عامر فإن أحمد بن يوسف التغلبي أخبرنا بقراءته عن عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي أبي عمرو، قال قرأت على أيوب بن تميم القارئ التميمي وأخبرني أيوب أنه قرأ على يحيى بن الحارث الذماري وأن يحيى بن الحارث قرأ على عبد الله بن عامر
وأخبرنا أحمد بن محمد بن بكر قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا سويد بن عبد العزيز قال سألت يحيى بن الحارث قال وحدثنا هشام قال حدثنا عراك بن خالد بن يزيد بن صالح المري قال سمعت يحيى بن الحارث، قال قرأت على عبد الله بن عامر
وحدثني أحمد بن محمد بن بكر، قال حدثنا هشام، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز وأيوب بن تميم القارئ عن يحيى بن الحارث أنه حدثهما عن عبد الله بن عامر أنه كان يقرأ بهذه الحروف ويقول هي قراءة أهل الشام
وأخبرني الحسن بن أبي مهران عن أحمد بن يزيد قال قرأت على هشام بن عمار بهذا الإسناد.
===========
ورجاء ممن وجد نقصا أن يسده أو يشيرهنا إلى موضعه لإكماله.
---
خلف الجبوري
03-22-2006, 04:01 PM
حملت كتاب السبعة لابن مجاهد من مكتبة شبكة التفسير وعند فتح الملف بعد التحميل وجدته فارغاً ، وكررت العملية أكثر من مرة ، وكانت النتيجة نفسها لم أجد شيئاً.
ما هو السبب؟
---
عبدالرحمن الشهري
03-22-2006, 04:05 PM
الأخ الدكتور خلف : ما تفضلتم به صحيح ، وسنعالج الأمر عاجلاً إن شاء الله.
---
الجنيدالله
03-22-2006, 10:02 PM
السلام عليكم
هل تحميل النسخة من مطبوعة الدكتور شوقي ضيف؟
ان كان كذلك فهي طبعة سقيمة
وان كانت من طبعة اخرى فارجوا التكرم بالفادة بها جراكم الله خيرا
---
روضة ميدو
03-24-2006, 04:41 AM
جزاكم الله خيرا
بحيري
---
خلف الجبوري
04-08-2006, 05:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تحل قضية ( كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد ) لحد الآن .
---
(1/425)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات ووقفات (الحلقة الرابعة)
---
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة)
---
سعيد الشهري
08-10-2004, 07:47 PM
آيات ووقفات (الحلقة الرابعة)
إياك نعبد وإياك نستعين
وننتقل الآن إلى المرحلة التربوية الربانية التي لفتنا الرب إليها، فكيف نستغيث به، وكيف نذكر أنفسنا ، ونذلها بين يديه، وكيف نبتهل إليه بصالح أعمالنا، إنها حقاً تربية عظيمة ، يذكرنا بها الرب جل وعلا، ويهذب نفوسنا بالتعلق به، واللجوء إليه لهذا قال سبحانه وكأنه يقول قولوا يا عبادي : (إياك نعبد وإياك نستعين) أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين بأحد سواك، وهذه التربية الربانية، من أجل السعادة الإنسانية، وإلا فالله عز وجل هو الغني ونحن الفقراء إليه، ولكنه سبحانه يربينا ، ويعلمنا كي تقوم علينا الحجة، فلا يلوم العبد بعد هذه التربية إلا نفسه، لأنه عرف طريق الحق، وطريق الضلال، وعرف الظلمات والنور، والشقاء والحبور، وما علمنا بتلك الأقوال والأفعال، وأرسل رسوله ، وانزل كتابه، إلا لكي نتبع المنهج الرباني الذي ارتضاه لعباده كي ننال مرضاته، ونصل إلى حبه ومغفرته، فمن للمسلمين من ناصر في حروبهم مع من اعتدى عليهم، وخرب دورهم ، وأهلك الحرث والنسل، من المستعان في قضاء الحوائج؟ وتفريج الكربات؟ وشفاء المرضى؟ والرحمة بالأموات؟ من يتولى تلك الشئون كلها غير الله الواحد القهار، علَّمنا ربنا كيف تكون العبادة لله وحده ، فهو الخالق الرازق، الناصر، المدبر للأمور كلها ، ومجيب المضطرين، وكاشف البلايا والمصائب، فتكون له وحده العبادة، والاستعانة جزء من العبادة فالعبادة أسم جامع لكمال المحبة لله والخضوع له والخوف منه.
الوقفات(1/426)
1- الاستعانة جزء من العبادة ، ونوع من أنواعها الكثيرة ، فمن صرف نوعاً منها لغير الله فقد أشرك بالله عز وجل ، وكما هو معلوم (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
2- التربية الربانية أعظم حافزاً لنا للوصول إلى العمل الصالح الذي نعمله مخلصين فيه لوجه الله (1)عز وجل.
3- كمال الخضوع والاستغاثة بالعمل الصالح وتقرير العبودية الخالصة لله وحده جاءت كلها في هذه الآية.
_______________
(1) قال الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله ومعنى يعمل المسلم العمل لوجه الله أي ليدخل الجنة فيرى وجه الله انتهى كلامه. وهذا معروف والدليل قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ، وقال سبحانه (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال المفسرون الزيادة أي النظر إلى وجه الله عز وجل.، وقال سبحانه (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ، كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون ) فرؤية المؤمنين لله ستكون حقيقة وشرفاً للمؤمنين ، ومن لا يؤمن بهذا فقد كفر.(كتاب شرح كتاب رياض الصالحين)
---
(1/427)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ (أَصْلاَبِكُمْ) أريد الاجابة؟؟
---
وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ (أَصْلاَبِكُمْ) أريد الاجابة؟؟
---
ابو حنيفة
11-12-2004, 06:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي عدة استفسارات أريد الاجابة عليها
1/ قال تعالى:" وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ" لماذا خصّ بـ"أصلابكم" سورة النساء (23)
ومامعنى " ماقد سلف" في كل الاية؟؟
2/في قوله :" {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} 99) سورة المؤمنون ماسبب تفخيم الراء في ( ارجعون) مع أن ماقبلها مكسور؟
3 مانوع المد في لفظ الجلالة في قوله تعالى :"
(خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
---
فيصل القلاف
11-12-2004, 09:14 PM
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنت والأمة جميعاً بخير.
أما قوله تعالى: ( الذين من أصلابكم ) فقيد يخرج به من كان دعياً وليس من الصلب. فمن ادعى أبوة طفل، ثم كبر الطفل وتزوج وطلق، جاز لمن ادعاه أن يتزوج طليقته. وذلك كما تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها بعدما طلقها زيد بن حارثة رضي الله عنه، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تبناه. قال تعالى: ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم ).
وأما قوله تعالى: ( إلا ما قد سلف ) أي ما وقع منكم قبل تشريع هذا الحكم، فهو معفو عنه غير مؤاخذين به. والله أعلى وأعلم.
والتفخيم في قوله تعالى: ( رب ارجعون ) سببه أن الراء ساكنة مسبوقة بكسر عارض. أما الراء التي ترقق فهي المسبوقة بالكسرة الأصلية.(1/428)
ونوع المد في لفظ الجلالة في قوله تعالى: ( من خشية الله ) إن وقفت عليه عارض للسكون، وإن لم تقف عليه ووصلته بما بعده فطبيعي. وعلى الأول يجوز فيه القصر والتوسط والطول، وعلى الثاني فحركتان فقط.
هذا، والله أعلى وأعلم.
---
جمال حسني الشرباتي
11-13-2004, 01:27 PM
الأخ القلاف
ربما يحسن أن نذكر للاخ السائل حليلة إبن الرضاع خوفا من توهم عدم دخولها تحت التحريم
قال القرطبي((الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ
تَخْصِيص لِيُخْرِج عَنْهُ كُلّ مَنْ كَانَتْ الْعَرَب تَتَبَنَّاهُ مِمَّنْ لَيْسَ لِلصُّلْبِ . وَلَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِمْرَأَة زَيْد بْن حَارِثَة قَالَ الْمُشْرِكُونَ : تَزَوَّجَ اِمْرَأَة اِبْنِهِ ! وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام تَبَنَّاهُ ; عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي " الْأَحْزَاب " . وَحَرُمَتْ حَلِيلَة الِابْن مِنْ الرَّضَاع وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلصُّلْبِ - بِالْإِجْمَاعِ الْمُسْتَنِد إِلَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : ( يَحْرُم مِنْ الرَّضَاع مَا يَحْرُم مِنْ النَّسَب ) .))
---
(1/429)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مجموعة من الكتب والبحوث
---
مجموعة من الكتب والبحوث
---
أبو مهند النجدي
03-01-2007, 06:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سأجعل في هذا الموضوع جميع البحوث والكتب التي أضيفها على الشبكة
ولا تنسونا من دعوة في ظهر الغيب فإني في أمس الحاجة إلى دعائكم
---
أبو مهند النجدي
03-01-2007, 07:32 PM
المجموعة المتبقية
---
مروان الظفيري
03-01-2007, 08:44 PM
أحسنت ياأخي الحبيب اللبيب أبا مهند النجديّ
وجزاك الله خيرا
وجعله في صحائف أعمالكم
---
نواف الحارثي
03-01-2007, 10:52 PM
شكر الله لك أخي هذا الجهد ، أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم . آمين .
---
أبو مهند النجدي
03-02-2007, 06:17 AM
جزاكم الله خير
---
نورة
03-03-2007, 02:42 AM
شكر الله سعيك أبا مهند النجدي
وجعله في ميزان حسناتك
---
د.عبدالرحمن الصالح
03-03-2007, 06:25 AM
جزاك الله خيراً أخي أبا مهنّد ونفع بحسن نيتكم ورفع درجتكم
---
أبو مهند النجدي
03-09-2007, 09:17 AM
بارك الله فيكم
---
أبو مهند النجدي
03-23-2007, 07:15 PM
الأسئلة والأجوبة الفقهية المقرونة بالأدلة الشرعية على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=3260
المناهل الحسان في دروس رمضان
و
الأَنْوَارُ السَّاطِعَات لآيَاتٍ جَامِعَات
أو
(البُرَهَانُ المُحْكَم في أنَّ القُرْآن يَهْدِي لِلَّتي هِيَ أقْوَمْ)
في المرفقات
---
مروان الظفيري
03-23-2007, 08:04 PM
أثابك الله خيراً أخي أبا مهنّد ونفع بحسن نيتكم ورفع درجتكم
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
---
محمد العواجي
03-26-2007, 08:14 AM
جزاك الله خيراً أخي أبا مهنّد ونفع بحسن عملكم ورفع درجتكم في الدارين
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2007, 10:03 PM(1/430)
جزاكم الله خيراً يا أبا مهند ، فهذا جهد رائع ونافع بارك الله فيك .
---
أبو مهند النجدي
04-04-2007, 03:23 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً
وهذه الارجوزة المفيدة في مسائل التوحيد
وحديث ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وقفات وتأملات
---
أبو مهند النجدي
04-08-2007, 07:13 PM
مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار ثلاثة مجلدات
---
أبو مهند النجدي
04-09-2007, 07:11 PM
إِيقَاظُ أُولِي الهِمَمْ العاَالِيَةْ إِلى إِغْتِنَامِ الأَيَّامِ الخَالِيَة
حديث عجباً لأمر المؤمن
حديث تركت فيكم أمرين
---
(1/431)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها للتحميل
---
فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها للتحميل
---
مسك
01-07-2006, 06:19 PM
اسم الرسالة : فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها
اسم المؤلف : الحسن بن أبي طالب البغادي
نبذة :
الجزء الذي معنا بين فيه المصنف رحمه الله فضل سورة الإخلاص، ومكانتها بين سور القرآن، والثواب الذي وُعِد به من يقرؤها، وساق من أجل ذلك جملة كبيرة من النصوص المسندة والبالغ عددها(58) نصًّا، وهي تتنوع بين أحاديث مرفوعة وأخرى موقوفة على الصحابة والتابعين، كما أن المصنف لم يلتزم في ترتيب أحاديث الكتاب ترتيبًا معينًا، كما أنه لم يلتزم في إيرادها الصحة؛ بل اشتمل الجزء على الصحيح والحسن والضعيف والموضوع.
ويلاحظ كذلك على منهج المؤلف أنه لم يستوعب كل ما ورد في فضل سورة الإخلاص.ويلاحظ أيضا أنه خرج حديثًا بعيدًا عن موضوع الكتاب وهو في فضل آية الكرسي، وهو في الكتاب برقم(56).
::: اضغط للتحميل :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=7&book=2271)
---
داعية الإسلام
01-09-2006, 12:25 AM
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر
---
سعد الزيد
03-21-2006, 01:34 AM
قارئ مبتدء ,,, هل تنصح به أم لا ..
---
(1/432)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حقيقة الوجود في اليوم الموعود {19}
---
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {19}
---
عمار اكرم مصطفى العكيلي
09-24-2004, 03:15 PM
(((حوار بين اهل النار)))
الحوار قاس بين اهل النار ...عتاب ...ملاعنة...!!!فما لهؤلاء الاحبة في الدنيا يتعاتبون ويتلاعنون في جهنم ..؟ انظر في جهنم ....! رغم العذاب والحريق الذي هم فيه فانهم يتلاعنون ...ويتعاتبون ....! مالهؤلاء الاحبة في الدنيا يتخاصمون هنا في جهنم ويدعو أحدهم على الآخر بالويل والثبور وزيادة العذاب ؟ فيا ترى هل نسي الاحباب احبابهم ..؟ أم نسي الخل خليله ؟ ياويلهم جميعا من عذاب الله . يصفهم الله في كتابه العزيز فيقول :
((قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الانس والجن في النار كلما دخلت امة لعنت اختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فآتهم عذابا ضعفا في النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون))
{الاعراف آية38-39}
انظر كيف يتلاعنون , وكيف يتمنى كل فريق منهم أن ’يعذِب الفريق الآخر أشدَ العذاب , والفريقان في عذاب واحد وبدرجة واحدة وهم لا يعلمون . يقول تعالى :((وقال الذين كفروا ربنا ارنا الَذين أضلانا من الجن والانس نجلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين )) { فصِلت آية:29}
أرايت الحقد الذي يحمله بعضهم لبعض .. ويكمل لنا الله الصورة فيقول :
((واذ يتحآجُون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد *)) {المؤمن آية:47-48}(1/433)
هنا الخدم يطلبون من اسيادهم ان يحملوا عنهم بعض العذاب كانوا ينفذون اوامرهم بالباطل . فيكون الجواب نحن جميعا هنا سواء ..نحن وانتم مشتركون في العذاب لن نغني عنكم شيئا , ولن تغنوا عنا شيئا , فمصيبتنا انا امرناكم في الدنيا , ومصيبتكم انكم اطعتمونا , والان نحن معا امام الله , وقد حكم بين العباد ...
والحكم واحد ..
نحن امرناكم وأنتم أطعتمونا ,إذن لن يغني أحدا عن الآخر نصيبا من العذاب ,إنما نحن مشتركون ,وتتوضح الصورة اكثر في القرآن الكريم فيقول عزوجل:((وبرزوا لله جميعا فقال الضعفآء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سوآء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص *)) {ابراهيم آية:21}
لقد كذبوا عليهم عندما قالوا لهم ((لو هدانا الله لهديناكم ))لأنَ الله تعالى أنزل القرآن هدى لمن تمسَك به وعمل بمقتضاه , لذلك خيَََََََر الله العباد بين الكفر والايمان فقال تعالى :((فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر ))
{لكهف آية:29}
كما بين لنا الله عزوجل أن من يهتدي فلنفسه ومن يضلَ فعليها ,وقد خيَر الله تعالى الانسان بين الهداية والضلالة فقال :((من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها ))
{السراء آية:15}(1/434)
فالانسان مخير بين الهداية والضلالة , وجزاء المهتدين جنات النعيم خالدين فيها , اما جزاء الضآلِين فجهنم وبئس المصير . ويوم القيامة سيكون عذر الضَآلِين الجهل , اي يعتذرون بجهلهم بكتاب الله يقول الله عزوجل :((وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جآءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين اشتضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تامروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا واسروا الندامة لما راوا العذاب وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون *))
{سبأ آية:31-33}
هذه الآيات تبين لنا ان الكفار قد اصروا بأن لا يؤمنوا بالقرآن (ولا بالذي بين يديه ) أي ماذكر فيه من أخبار الأنبياء والرسل والكتب المنزَلة , ويوم القيلمة وعند الحساب يبدأ الأتهام !!!
الظالمون يتهم بعضهم بعضا , فالأتباع يحمِلوا الأسياد بأنهم ورآء كفرهم بالله عزوجل , وأنهم سبب بعدهم عن الهدى , والسادة يتهمون الأتباع بالأجرام , وهكذا حال الفريقين , وأثناء الجدال الحامي لا يشعر هؤلاء إلا والملائكة تطوق اعناقهم بالسلاسل , وتطوق ايديهم بالقيود , وإنه ليوم لا ينفع فيه الندم ...
ويستمر المشهد بالجدال والخصام بين الظالمين واليك المشهد القرآني :((وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ماكنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم او ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون * قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين * وما أضلَنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين * ))
{ الشعرآء آية:91-102}(1/435)
الندم يأكلهم وهم يمقتون أنفسهم , بل مقت الله أكبر من مقتهم أنفسهم وهم يقسمون بالله أنهم ضآلُون ويتمنون لو كانوا مؤمنين ...
وهناك مشاهد قرآنية أخرى تصف وضعا جديدا , إذ يتبرأ المتبوعون من الذين اتبعوهم فيقول تعالى :(( ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبَا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرَأ الذين ا’تبِعوا من الذين اتبعوا وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم عليهم حسرات وما هم بخارجين من النار *)) {البقرة آية:166-168}
هكذا يتبرأ بعضهم من بعض ...ويضيف القرآن الكريم لنا صورة أخرى تبين الأسف والندم الشديد ودعاء بعضهم على بعض وملاعنتهم فيما بينهم . يقول الله تعالى :((يوم تقلَب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرآءنا فأضلَونا السبيلا *ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا *)) {الأحزاب آية:66-68}
هؤلاء يتمنون لو أنهم أطاعوا الرسول كي لا يكونوا في هذا الوضع المؤلم , ليتهم لم يطيعوا الكبراء والسادة , فطاعتهم في الدنيا بما يخالف شرع الله جعلتهم في ضلال مبين.وفي العذاب الشديد يطلبون الى الله عزوجل ان يذيق الكبراء والسادة ضعفين من العذاب الذي هم فيه مشتركون . وفي جهنم ورغم حريقها وشدة نيرانها وبأس عذابها يتخاصم هؤلاء المجرمين يقول الله عزوجل :((هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار * قالوا بل انتم لا مرحبا بكم انتم قدمتموه لنا فبئس القرار * قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار * وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار * أتخذناهم سخريا ام زاغت عنهم الابصار * إن ذلك لحق تخاصم اهل النار*)) {ص آية:59-64}(1/436)
يقول الله عزوجل لاهل النار هذا فوج مقتحم معكم في نار جهنم , فيقول هؤلاء لامرحبا بهم , فيجيب المقتحمون الجدد .(وهم اخلاء هؤلاء ) بل انتم لامرحبا بكم لانكم السبب في دخولنا هذا الجحيم . تخاصم بين الفريقين وهم اخلاء الدنيا ,فاين اصبحت تلك المحبة في الدنيا اين ذلك الحب الذي كان يربطهم في الدنيا ؟ الله تعالى يبين لنا هذا فيقول :((الأخلآء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ الا المتقين )) {الزخرف آية:67}
هذا واقع من انحرف عن الطريق القويم الذي امر الله عباده ان يسلكوه , ولكن العجب من هؤلاء , إنهم يسألون عن رجال كانوا يعدونهم من الأشرار , قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى (( مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار )) . يريدون اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : يقول ابو جهل أين بلال ؟ أين صهيب ؟ أين عمار ؟ أولئك في الفردوس واعجبا لابي جهل !أسلم إبنه عكرمة , وابنته جويرية , واسلمت امه واسلم اخوه وكفر هو .
_________________________________{تفسير القرطبي}____
يتبع ((( خسارة المستهزئين))) {20}
---
(1/437)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أسرار الإعجاز في القرآن- فتق السموات والأرض بعد رتقهما
---
من أسرار الإعجاز في القرآن- فتق السموات والأرض بعد رتقهما
---
محمد إسماعيل
03-31-2004, 05:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار الإعجاز في القرآن
قال الله تعالى:{ أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون }[ الأنبياء:30 ]
تشير هذه الآية الكريمة إلى حقيقتين، من حقائق هذا الكون، تدلان على إلاهيته، ووحدانيته سبحانه، وأنه لا مبدع، ولا خالق سواه :
الأولى تتعلق بوحدة الكون.
والثانية تتعلق بسر الحياة في هذا الكون الفسيح.
والكلام موجه لليهود؛ لأنهم المعنيون بها00 فهم الذين كفروا بوجوده سبحانه، وبقدرته، وسرِّ صُنعه0 ولهذا أنكر الله تعالى عليهم كفرهم بآياته، في أول الآية بقوله:{ أولم ير الذين كفروا }، ثم وبخهم على ذلك، في آخرها بقوله:{ أفلا يؤمنون }0 فجاء آخر الآية مطابقًا لأولها. أي: أفلا يكفيهم ذلك دليلاً على الإيمان!!
أما الحقيقة الأولى فيشير إليها الشقُّ الأول من الآية الكريمة؛ وهو قوله تعالى:{ أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما }0 أي: أولم يرَ هؤلاء أن السموات والأرض، كانتا منضمتين إلى بعضهما، ملتحمتين، أو ملتصقتين، لا فضاء بينهما، ففصلناهما عن بعضهما0 أي: كانتا كرة واحدة، ثم انفصلتا بإرادة الله وقدرته!
وقوله تعالى:{ أولم ير الذين كفروا } تقريرٌ لهم، يراد به الإنكار0 أما على قراءة من قرأَ:( ألم يرَ )، بغير واو، فيكون تقريرًا، يراد به التنبيه، والتذكير0(1/438)
قال الزمخشري:” فإن قلت: متى رأوْهما رَتقًا، حتى جاء تقريرهم بذلك؟ قلت: فيه وجهان: أحدهما أنه واردٌ في القرآن، الذي هو معجزة في نفسه، فقام مقام المَرئيِّ المشاهَد والثاني أن تلاصق الأرض والسماء، وتباينهما كلاهما جائزٌ في العقل0 فلا بدَّ للتباين دون التلاصق من مخصِّص؛ وهو القديم سبحانه “0
ومع ذلك فقد كفر بهذه الظاهرة الكونية الملاحدة والمشركون، ثم جاء العلم الحديث مؤيِّدًا لما أخبر الله تعالى به، حين أثبت بالأدلة العلمية القاطعة، أن الكون كله كان شيئاً واحداً متصلاً من غاز، ثم انقسم إلى سدائم0 وعالمنا الشمسي كان نتيجة لتلك الانقسامات0 والسدائم جمع سديم، يراد به السحب، ويطلق فلكيًّا على مجموعة هائلة من النجوم0
ومما يؤيد هذا القول: أن العلماء استدلوا على أن الشمس تتألف من سبعة وستين عنصراً من عناصر الأرض0 وعناصر الأرض تبلغ اثنين وتسعين عنصراً، وسيزيد المستدل عليه من العناصر في الشمس، إذا ما ذللت الصعوبات، التي تقوم في هذا الشأن0 ومن هذه العناصر: الهيدروجين، والهليوم والكربون، والآزوت، والأوكسجين، والفسفور، والحديد00 الخ00 وقد استدل العلماء على كل ذلك بالتحليل الطيفي؛ وهو الذي يستدل به الكيمّاويون اليوم في معاملهم، على ما تحتويه المواد الأرضية من عناصر، يكشفون على نوعها وعن مقدارها0 فالعناصر، التي في الشمس هي عينها في الأرض0 والشمس نجم، يتمثل فيه سائر النجوم0 والنجوم هي الكون00 وهذا يعني: أن العناصر، التي بُنِيَ فيها الكون على اختلافها هي عناصر واحدة00 هذا من جهة0
ومن جهة أخرى فإن النيازك هي الأشياء الملموسة الوحيدة، التي حصل عليها العلم من الفضاء الخارجي0 فقد لاحظ العلماء أن أكثر العناصر شيوعاً في الأرض هي العناصر الشائعة في النيازك الحجرية0(1/439)
وأما الحقيقة الثانية- وهي سرُّ الحياة- فقد أشار إليها الشق الثاني من الآية الكريمة؛ وهو قوله تعالى:{ وجعلنا من الماء كل شيء حي }0 أي: أوجدنا من الماء كل شيء حيٍّ، وكوَّناه بقدرتنا00 وإنما قال تعالى:{ وجعلنا }، ولم يقل:{ خلقنا }؛ لأن( جعل ) لفظ عام في الأفعال0 ولمَّا كان قوله تعالى:{ كل شيء حي } مرادًا به عموم المخلوقات، ناسب التعبير عنه بفعل يدلُّ على العموم0
وقال تعالى- هنا:{ من الماء }، وقال في النور:{ والله خلق كل دابة من ماء } [ النور:45 ]، فعرف الماء في الأول، ونكَّره في الثاني00 أما تعريفه في الأول فلأن المعنى: أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس، الذي هو الماء0 فذكِر الماءُ- هنا- معرَّفًا بأل الجنسية؛ ليشمل أجناس المخلوقات المختلفة الأنواع0 وأما تنكيره في الثاني فلأن المعنى: أن الله سبحانه خلق كل دابة من نوع مخصوص من الماء؛ وهو النطفة، ثم خالف بين المخلوقات، بحسب اختلاف نطفها: فمنها هوامٌ، ومنها ناسٌ، ومنها بهائمٌ
وتحرير الفرق بين القولين: أن الغرض من الأول إظهار الآية بأن أشياء متفقة في جنس الحياة، قد تكونت بالقدرة من جنس الماء المختلف الأنواع0 وأن الغرض من الثاني إظهار الآية بأن شيئًا واحدًا، قد تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة0(1/440)
بقي أن تعلم أن قوله تعالى:{ وجعلنا من الماء كل شيء حي } من أبلغ ما جاء في القرآن الكريم، في تقرير هذه الحقيقة، التي أدرك العلماء أخيرًا سرّها00 فمعظم العمليات الكيماوية اللازمة للحياة والنمو، تحتاج إلى الماء؛ وهو العنصر الأساسي لاستمرار الحياة لجميع الكائنات والنباتات0 والماء يغطي نحو ثلاثة أرباع سطح الأرض، وله درجة ذوبان مرتفعة، ويبقى سائلاً فترة طويلة من الزمن، وله حرارة تصعيد بالغة الارتفاع ، وهو بذلك يساعد على بقاء درجة الحرارة فوق سطح الأرض عند معدل ثابت، ويصونها من التقلبات العنيفة00 ولولا كل ذلك لتضاءلت صلاحية الأرض للحياة إلى حد كبير0
وللماء خواص أخرى، تدل على أن مبدع الكون، قد صمَّمه بما يحقق صالح مخلوقاته0 فالماء هو المادة الوحيدة، التي تقل كثافتها، ويزيد حجمها عندما تتجمد00 ولهذه الخاصية أهميتها الكبيرة بالنسبة لحياة الأحياء المائية؛ إذ بسببها يطفو الجليد على سطح الماء عندما يشتد البرد، وهو بطبيعة الحال الطبقة العليا، التي تتفاعل مع برودة الجو0 وبهذا الشكل فإن الجليد يطفو على سطح المياه، بدلاً من أن يغوص إلى قاع المحيطات والبحيرات والأنهار0 ويكوِّن الثلج طبقة عازلة، تحفظ الماء الذي تحتها في درجة حرارة فوق درجة التجمد0 والماء يمتص كميات كبيرة من الأوكسجين، عندما تكون درجة حرارته منخفضة، وعندما يتجمّد الماء، تنطلق منه كميات كبيرة من الحرارة، تساعد على صِيانة حياة الأحياء التي تعيش في البحار من أسماك، وغيرها00 فما أعجبَ حكمة القرآن الكريم، الذي يبين بكلمات قليلة سرَّ الحياة على هذه الأرض!
محمد إسماعيل عتوك
---
أخوكم
04-02-2004, 09:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الفاضل "محمد إسماعيل عتوك" زاده الله من علمه ونفعه ونفعنا به
رغم أني قرأت مثل موضوعك سابقا ولكن نزولا عند رغبتك فقد قرأتُ ما دونته أناملك الكريمة(1/441)
وليتك يا أخي حذفت بعض الاستدلالات الإنشائية وبعض الكلام البعيد عن مسألتنا لتكتمل فائدته
ولذا سأقف هنا مع أهم ما دونته أناملك الكريمة من كلمات تختص بموضوعنا الذي على هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=6075
========
أولا :
قلت بارك الله فيك عن آية سورة الأنبياء ما نصه :
( ... والكلام موجه لليهود ؛ لأنهم المعنيون بها00 فهم الذين كفروا بوجوده سبحانه، وبقدرته، وسرِّ صُنعه ... )
وجوابي على كلامك كالتالي :
أخي الفاضل بما أنك بنيتَ جل كلامك على هذا الأصل
فليتك تلقي نظرة ولو عابرة على سورة الأنبياء من أولها إلى آخرها
ثم أخبرنا هل أصل خطابها كان متوجها للمشركين أم لليهود
وبعد جوابك سنكون إن شاء الله قطعنا شوطا كبيرا
========
ثانيا :
ما نقلته لنا من كلام الزمخشري رحمه الله فإنه يستحق وقفة فقد قال :
( ... فإن قلت: متى رأوْهما رَتقًا، حتى جاء تقريرهم بذلك؟ قلت: فيه وجهان: أحدهما أنه واردٌ في القرآن، الذي هو معجزة في نفسه، فقام مقام المَرئيِّ المشاهَد ... )
وجوابي على كلامه كالتالي :
1- كلامه يدل فعلا أن الأمر غيبي "وهذا محل نزاعنا " فلا يستدل بغيب على غيب ... فليتك تتأمل ذلك بارك الله فيك .
ثانيا : لو صح كلامه رحمه الله لانسحب على كل الأدلة العقلية التي تثبت أمورا غيبية كالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والرسل ....
فأصبح ذكر أدلتها العقلية دون كبير فائدة ، فبما أنها واردة في القرآن وقائمة مقام المرئي المشاهد فما الفائدة من ذكر أدلتها العقلية المحسوسة ؟!
=========
ثالثا :
قلت بارك الله فيك ما نصه :
( ... أن تلاصق الأرض والسماء، وتباينهما كلاهما جائزٌ في العقل ... )
وجوابي على كلامك كالتالي :
أخي الكريم نحن لا نتكلم عن التباين أو التلاصق من جهة جوازه عقلا
ولكن نتكلم عن " ثبوت " ذلك الأصل لنستدل به على أمر غيبي آخر فنحج الكافر(1/442)
فالبعث جائز عقلا ولكن استدل الله على ثبوته بأدلة عقلية
وكل الأمور الغيبية كذلك
فهناك فرق بين الجائز وبين الثابت أمام الناس
فالأصل الذي يراه الكافر الآن هو تباين السماء عن الأرض
بينما التلاصق هو الذي يحتاج إلى إثبات ثم نجعله مقدمة عقلية لما نود إثباته
وبما أن التلاصق شيء غير ثابت _ وإن كان يجوز عقلا _ فلا يمكن أن نستدل بشيء غير ثابت لنثبت شيئا غيبيا
=========
هذا ما عندي
والله أعلم وأحكم وأخبر وأجل
---
محمد إسماعيل
04-03-2004, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً- أنا لم أكتب هذا المقال يا أخي جوابًا عن مسألتك التي تعنيك؛ بل كتبته لأتحدث فيه عن حقيقتين من حقائق هذا الكون، تدلان على إلاهية الله تعالى، ووحدانيته، وهما موضوع الآية الكريمة المذكورة00 فكان ينبغي عليك أن تبحث فيه عما يخص مسألتك فقط0
ثانيًا- كنت أود لو أنك ذكرت الاستدلالات الإنشائية التي تمنيت عليَّ حذفها0 ثم تبين لي ما الاستدلالات غير الإنشائية، التي تراها مناسبة، وأظن أنك تقدر على ذلك، لأنك تقول أنك قرأت كثيرًا مثل هذا المقال0 ولكنني أتساءل: ألم تجد في كل ما قرأت جوابًا شافيًا عن سؤالك؟
ثالثًا- إذا كان اليهود هم المعنيون بذلك؛ لأن الآية الكريمة نزلت فيهم، فهذا لا يعني أنهم هم المقصودون وحدهم؛ لأن الكلام في الآية الكريمة موجه إلى الذين كفروا في كل زمان وفي كل مكان، إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها0 فالذين كفروا لفظ عام يدل على العموم والشمول0 وهذا هو الأصل الذي بنيت عليه كلامي0
رابعًا- إن ما نقلته في ردك: ثالثًا، ونسبته إليَّ ، هو من كلام الزمخشري، وهو الوجه الثاني من الوجهين اللذين ذكرهما0 وإني لأعجب من قولك: لا يستدل بغيب على غيب، ردًا على أن ما ورد في القرآن الكريم الذي هو معجز في نفسه، يقوم مقام المرئي المشاهد0 هل هذا كل ما فهمته من هذا القول؟ سامحك الله!(1/443)
ولست أدري أي ضير في قول الزمخشري: إن تلاصق الأرض والسماء، وتباينهما كلاهما جائز عقلاً0 أليس هذا من الأدلة العقلية؟ هل سمعت بعلم يرفض شيئًا، يجوزه العقل الصحيح؟ هل كل ما جاء به القرآن الكريم من معجزات كان مثبتًا علميًا؟
خامسًا- إن ما ذكرته لك من آيات قرآنية في ردي على مقالك( إشكال حول جمع السموات ) الموجود على الرابط الذي ذكرته كاف لأن يجعلك تتأمل فيها كثيرًا قبل أن ترد عليَّ بجوابك هذا0 تريث يا أخي، ولا تتعجل0 لا تأخذ بعض الكلام وتترك بعضه الآخر لتبني عليه حجة تؤيد بها رأيك0 فالأمر لا يحتاج منا إلى كل هذا الجدل الذي لا ينفع، ولا يغني من الحق شيئًا00 ولا يسعني في الختام إلا أن أدعو الله تعالى لي ولك بالعفو والعافية!
أخوكم
محمد إسماعيل عتوك
---
أخوكم
04-03-2004, 07:04 AM
أخي الكريم سأسلم عليك مرة أخرى فلعلك ترد علي السلام هذه المرة ويكون نقاشك أهدأ قليلا
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا : يا أخي الكريم يا أخي الفاضل يا أخي الحبيب أنتَ الذي أحلتنا على موضوعك وذكرت لنا ارتباطه بمسألتنا ، ثم الآن تقول أن موضوعك هذا ليس له علاقة بمسألتنا !
ثانيا :قد فعلتُ ما طلبته مني من تدوين النقاط الغير إنشائية وعلقت عليها بعلمي القاصر
بل إن شئتَ فخذ هذه الجملة التي وردت في ردك الأخير والتي تدل على الكلام الإنشائي فتأمل قولك :
( .. إذا كان اليهود هم المعنيون بذلك؛ لأن الآية الكريمة نزلت فيهم، فهذا لا يعني أنهم هم المقصودون وحدهم ..)
فأنت تستدل بموضع السؤال ومكان النزاع ثم تطلب منا أن نبني عليه وكأن الأمر متفق عليه دون إثبات دلائلي لتلك النقطة !
فهل "الأصل" في الآية _ بله عن السورة _ أن خطابها متوجه لليهود أم للمشركين ؟
أفدنا بارك الله فيك
ثالثا : يا أخي الفاضل في المسألة ثلاث أقوال :
1- أن الرتق والفتق بين السموات والأرض
2- أن الرتق والفتق هو ماء السماء ونبات الأرض(1/444)
3-أن الرتق والفتق يشمل المعنيين
وأنا لم أتحيز إلى أي الأقوال يا أخي بل كل قول رأيت فيه مانعا من الأخذ به فأتيت هنا لأناقش إخواني فيها
فكيف يا أخي _ عفا الله عنك _ تتهمني بأني أنتصر لأحد الآراء وأني آخذ بعض الكلام وأترك بعضه ؟!!
رابعا : ليتك يا أخي في نقطتك الرابعة لم تتهمني اتهاما مبطنا في فهمي
أما عن قول الزمخشري رحمه الله فقد أجبتك عليه
وسأكرر لك الإجابة على نقطة الفرق بين الجائز والاثبات
فأنا لا أمنع جواز الشيء عقلا ولكني أتكلم عن "إثباته" وضربت لك مثالا بالبعث فعلى الرغم من جوازه عقلا فهو يحتاج إلى إثبات وهذا ما فعله القرآن مع الكفار كثيرا
فليتك تأملت قبل أن ترد علي _ بارك الله فيك _
ختاما :
ما يختص ببعض كلماتك فإني سأتجاوز الرد عليها حفاظا على اخوتنا والاستفادة منك مستقبلا ونصيحتي لك يا أخي أن لا تكون حاد النقاش هكذا حتى يمكن أن يتبادل الجميع معك الفائدة
أما هذا الموضوع فبما أنك ذكرتَ أن نقاشنا قاد للجدل فأنا أستغفر الله وأعتذر إليك عن إكمال الحوار
ولعل الله أن يرزقك خيرا مني خلقا وعلما يستطيع إكمال الحوار معك
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
---
محمد إسماعيل
04-04-2004, 12:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى
أما بعد00 فهذا تعقيب أود أن أضيفه على مقالي المذكور أعلاه0
أولاً- قوله تعالى:{ ألم تر، ألم ير } استفهام يراد به التقرير، والتنبيه، أو التذكير0 والمراد بالتقرير حمل المخاطب، أو السامع على الإقرار بأمر رآه، أو علم به، والتسليم به0 وأكثر ما يراد به المعنى الثاني00 فمن الأول قوله تعالى:{ ألم تر إلى ربك كيف مدَّ الظل }[ الفرقان:45 ]0 ومن الثاني قوله تعالى:{ ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه }[ البقرة:273 ]0(1/445)
وتدخل الواو، والفاء بين( الهمزة، ولم )؛ لتدل الأولى إضافة إلى ما ذكرناه معنى الإنكار، وتضيف الثانية إليه معنى التوبيخ00 فمن الأول قوله تعالى في الآية السابقة:{ أولم ير الذين كفروا }[ الأنبياء:30 ]0 ومن الثاني قوله تعالى:{ أفلم يروا إلى ما بين أبديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفًا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب }[ سبأ:9 ]0
ومثل ( أفلم ) في ذلك ( أفلا )0 ولهذا قلنا في المقال السابق: أنكر الله تعالى على الذين كفروا كفرهم بآياته، في أول الآية بقوله:{ أولم ير الذين كفروا }، ثم وبخهم عليه، في آخرها بقوله:{ أفلا يؤمنون }0
ثانيًا- قوله تعالى:{ أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناها } موجه لكل كافر مشرك بالله، ما دام على كفره وشركه، إلى يوم القيامة، ويدخل في عمومه اليهود؛ لأنهم هم الذين كاتوا يعلمون هذه الحقيقة الكونية، وينكرونها، ومعهم النصارى00 وهذا ليس كلامًا إنشائيًا نقوله0 وإلى نحوه ذهب الفخر الرازي في قوله:( اليهود، والنصارى كانوا عالمين بذلك؛ فإنه جاء في التوراة: إن الله تعالى خلق جوهرة، ثم نظر إليها بعين الهيبة، فصارت ماء، ثم خلق السموات، والأرض منها، وفتق بينها00 وكان بين عبدة الأوثان، وبين اليهود نوع صداقة بسبب الاشتراك في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم، فاحتج الله تعالى عليهم بهذه الحجة بناء على أنهم يقبلون قول اليهود في ذلك )0(1/446)
هذا المعنى الذي ذكرناه في تفسير الآية الكريمة هو أحد خمسة أقوال ذكرها علماء التفسير في تأويلها، وهو المعنى الذي قدمه الفخر الرازي على كل تلك الأقوال كلها، وهو المعنى الذي أثبته العلم الحديث0 فكل علماء الإعجاز العلمي، مسلمين، وغير مسلمين اتفقوا على إثبات هذه الحقيقة العلمية، التي أخبر الله تعالى عنها في هذه الآية الكريمة منذ آلاف السنين0 ثم بعد هذا كله نضيع أوقاتنا في جدل عقيم، لا يجدي، ولا ينفع؛ لنثبت للآية معنى آخر غير هذا المعنى، الذي أيده العلم الحديث، وأقرَّه علماء الإعجاز العلمي0 وأقصد المعنى الذي قال به أكثر علماء التفسير قديمًا؛ وهو قولهم: كانت السماء رتقًا، ففتقها الله تعالى بالمطر، وكانت الأرض رتقًا، ففتقها الله تعالى بالنبات0 وحجتهم : أن لهذه الآية نظائر في القرآن الكريم؛ منها قوله تعالى:{ والسماء ذات الرجع* والأرض ذات الصدع } [ الطارق:11- 12 ]0 ولهذا قال الله تعالى بعد ذلك:{ وجعلنا من الماء كل شيء }0 أي: من الماء المنزل من السماء بعد فتقها00 ولما اعترضهم مجيء لفظ( السموات ) بالجمع، تأولوه بالمفرد؛ لأنهم يعلمون أن المطر لا ينزل من السموات كلها؛ وإنما ينزل من سماء واحدة0 ولهذا قالوا: إن الله تعالى قال:( السموات )؛ وهو يريد: السماء0
فإذا كان مراد الله تعالى من الآية هذا الذي زعموه، فلم قال: السموات، ولم يقل: السماء، فينتظم بذلك الكلام: السماء والأرض كانت رتقًا؟ ثم ما الفائدة من مجيء لفظ السموات بالجمع، إذا كان المراد به المفرد؟ لا جواب عندهم غير قولهم: قلنا: إنما أطلق عليه لفظ الجمع؛ لأن كل قطعة منها سماء؛ كما يقال: ثوب أخلاق، وبرمة أعشار00 فتأمل!(1/447)
وأكتفي بهذا القدر00 فمن طلب المزيد من الإخوة القراء، فليرجع إلى المقال، الذي تحدثت فيه عن سر الإعجاز البياني قي مجيء لفظ السموات بالجمع تارة، ويالمفرد تارة أخرى، خلافًا للفظ الأرض0 وأسأل الله تعالى أن يلهمنا صواب القول، ويجنبنا زلة اللسان0 والحمد لله رب العالمين0
محمد إسماعيل عتوك
---
أبومجاهدالعبيدي
04-08-2004, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن أن النقاش في مثل هذه المسألة ليس من باب الجدل العقيم الذي لا يجدي ولا ينفع ؛ هذا أولاً
وثانياً : أنا إلى الآن لم يترجح لدي قول من الأقوال المذكورة في تفسير الآية ، يلزم من ترجيحي له إسقاط الأقول الأخرى ، وخاصة إذا كان لها شواهد تدل عليها .
ثالثاً : تعليقاً على قول الأستاذ محمد إسماعيل وفقه الله :( لا جواب عندهم غير قولهم: قلنا: إنما أطلق عليه لفظ الجمع؛ لأن كل قطعة منها سماء؛ كما يقال: ثوب أخلاق، وبرمة أعشار فتأمل! )
أقول : ليس هذا هو الجواب الوحيد عن هذا الإشكال ؛ فقد قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله بعد ذكره للأقوال المأثورة في تفسير الآية :
( قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذي كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: { وجَعَلْنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ } على ذلك، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه.(1/448)
فإن قال قائل: فإن كان ذلك كذلك، فكيف قيل: أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا، والغيث إنما ينزل من السماء الدنيا؟ قيل: إن ذلك مختلف فيه، قد قال قوم: إنما ينزل من السماء السابعة، وقال آخرون: من السماء الرابعة، ولو كان ذلك أيضا كما ذكرت من أنه ينزل من السماء الدنيا، لم يكن في قوله: { أنّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ } دليل على خلاف ما قلنا، لأنه لا يمتنع أن يقال «السموات» والمراد منها واحدة فتجمع، لأن كل قطعة منها سماء، كما يقال: ثوب أخلاق، وقميص أسمال.) انتهى .
وفي تفسير روح المعاني للألوسي : ( والجمع باعتبارالآفاق ، أو من باب ثوب أخلاق، وقيل هو على ظاهره ولكل من السموات مدخل في المطر. )
وأخيراً : مسألة رد الأقوال المأثورة عن السلف بما يسمى : دلالة العلم الحديث مسألة فيها خطورة ، وهي مزلة قدم إذا لم تضبط بضوابط علمية .
وللحديث عن القضية الأخيرة تتمة إن شاء الله
---
محمد إسماعيل
04-08-2004, 07:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً- يقول أخي أبو مجاهد العبيدي في الفقرة( ثالثاً ) من تعليقه:
( تعليقاً على قول الأستاذ محمد إسماعيل وفقه الله :( لا جواب عندهم غير قولهم: قلنا: إنما أطلق عليه لفظ الجمع؛ لأن كل قطعة منها سماء؛ كما يقال: ثوب أخلاق، وبرمة أعشار فتأمل )
أقول : ليس هذا هو الجواب الوحيد عن هذا الإشكال ؛ فقد قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله بعد ذكره للأقوال المأثورة في تفسير الآية:
قال أبو جعفر:( وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذي كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: { وجَعَلْنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ } على ذلك، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه.(1/449)
فإن قال قائل: فإن كان ذلك كذلك، فكيف قيل: أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا، والغيث إنما ينزل من السماء الدنيا؟ قيل: إن ذلك مختلف فيه، قد قال قوم: إنما ينزل من السماء السابعة، وقال آخرون: من السماء الرابعة، ولو كان ذلك أيضا كما ذكرت من أنه ينزل من السماء الدنيا، لم يكن في قوله: { أنّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ } دليل على خلاف ما قلنا، لأنه لا يمتنع أن يقال «السموات» والمراد منها واحدة فتجمع، لأن كل قطعة منها سماء، كما يقال: ثوب أخلاق، وقميص أسمال.) انتهى .
هذا ما قاله أخي أبو مجاهد0
وقولي كما هو مثبت في مقالي السابق تعليقًا على هذه المسألة الآتي:( وحجتهم : أن لهذه الآية نظائر في القرآن الكريم؛ منها قوله تعالى:{ والسماء ذات الرجع* والأرض ذات الصدع } [ الطارق:11- 12 ]0 ولهذا قال الله تعالى بعد ذلك: { وجعلنا من الماء كل شيء }0 أي: من الماء المنزل من السماء بعد فتقها )0
ثم قلت:
( ولما اعترضهم مجيء لفظ( السموات ) بالجمع، تأولوه بالمفرد؛ لأنهم يعلمون أن المطر لا ينزل من السموات كلها؛ وإنما ينزل من سماء واحدة0 ولهذا قالوا: إن الله تعالى قال:( السموات )؛ وهو يريد: السماء )0
فهل ما قاله أبو مجاهد مطابق لما قلته أنا00 وإذا لم بكن كذلك- كما هو واضح- فلم نأخذ بعض الكلام، ونترك بعضه الآخر؟
ثانيًا- عندما يقول الطبري شيخ المفسرين: ( وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال:00 فألا يعني هذا أن الطبري أسقط الأقوال الأخرى لأئمة الصحابة في تفسير هذه الآية، ولا حجة له في ذلك غير الذي ذكره من أدلة؟ وهل هذه الأدلة- إن صحت- كافية لإثبات قول، وإسقاط الأقوال الأخرى؟ أم الأدلة العلمية القطعية هي التي تحكم، فتثبت، وتنفي؟
الله تعالى يقول:{ ألم تر أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما }، وهم يقولون في تأويله:( ألم تر أن السماء والأرض كانتا رتقين، ففتقناهما }0(1/450)
لقد قلت في مقالي السابق:( إذا كان المراد بالسموات: السماء، فلم لم يقل سبحانه وتعالى: ألم تر أن السماء والأرض، كما قال في غيرها من الآيات؟ وأقول هنا:( إذا كان المراد بقوله تعالى:( رتقًا ): رتقين- كما قالوا- فلم لم يقل سبحانه:( ألم تر أن السموات والأرض كانت رتقين ففتقناهما )؟ ثم ما الحكمة من أن الله تعالى قال شيئًا، وأراد شيئًا آخر، كما قالوا؟
الله تعالى عندما يقول شيئًا فهو جل جلاله يعني ما يقول، وما على الذين يعرفون جوهر الكلام، ويدركون أسرار البيان إلا يتدبروا قول الله تعالى، ويتأولوه التأويل الصحيح00 الله تعالى عندما بأتي بلفظ السموات بالجمع؛ فإنما يريد التعبير عن حقيقة هذه السموات، وماهيتها، وعندما يأتي بلفظ السماء مفردًا؛ فإنما يريد التعبير عن صفة هذه السماء0 أما الأرض، فإذا ذكرت مع لفظ السموات، كان المراد منها الجمع، وإذا ذكرت مع لفظ السماء، كان المراد منها المفرد0 وهذا ما بينته في مقالي( سر مجيء لفظ السموات، بالجمع، وبالمفرد، خلافًا للفظ الأرض )0
الله تعالى يقول:( ألم تر أن السموات والأرض )0 فجمع بين السموات والأرض بواو العطف الجامعة، ثم قال:( كانتا رتقًا )، فدل بذلك على أنهما كانتا شيئين ملتصقين ببعضهما0 ثم قال سبحانه:( ففتقناهما }، فجاء بلفظ الفتق الذي يدل على الفصل بين شيئين كانا ملتصقين00 فهل كانت السماء ملتصقة بالمطر، ففتقهما الله تعالى؟ وهل كانت الأرض ملتصقة بالنبات، ففتقهما الله تعالى؟
لقد جاء العلم الحديث وأثبت بأدلة قاطعة، لا رجعة فيها- كما يقول الأستاذ الكبير زغلول النجار- ما أراده الله تعالى من هذه الآية الكريمة، وهو المعنى الذي رواه عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما- وقاله الحسن، وقتادة، وسعيد بن جبير، رضي الله تعالى عنهم0(1/451)
وقد قلت لأخي أبي مجاهد العبيدي في رسالة خاصة أجبت بها عن رسالته:( أما عن موضوع الآية يا أخي فقد اختلف في تفسيرها المفسرون، ونقلوا عن الصحابة- رضي الله تعالى عنهم- فيها أقوالاً متضاربة، ثم جاء العلم الحديث، وقال كلمته فيها، وفي غيرها من الآيات الكونية، فحسم بذلك الخلاف منتصرًا للمعنى الذي ذكرته0 فما حسمه العلم، لا ينبغي العودة إليه، ولا يحق لأحد أن يخالف قولاً قال به بعض السلف، وأيد ه العلم، فضلاً عن اللغة العربية0
فالقول الذي ذكرته أنا في الآية ليس هو قولي، ولم أبتدعه من بنات أفكاري، إنه مرويٌّ أيضًا عن ابن عباس- رضي الله عنهما- وعن الحسن، وقتادة، وسعيد بن جبير00 وهذا مذكور في معظم كتب التفاسير0 وهذا القول- كما ذكر الفخر الرازي- يوجب أن خلق الأرض مقدَّم على خلق السماء، وهذا ما قاله ابن عباس أيضًا، وأثبته العلم الحديث أيضًا0
فإذا كنت قد أخذت بهذا القول، فلا يعني هذا أنني أخالف السلف؛ وإنما يعني أنني آخذ ما صح، وثبت من أقوالهم، واللغة تؤيدني، والعلم يؤيدني )0
ثم بعد هذا كله يرد علي أخي أبو مجاهد برده السابق، ثم يقول:( وأخيراً : مسألة رد الأقوال المأثورة عن السلف بما يسمى: دلالة العلم الحديث مسألة فيها خطورة ، وهي مزلة قدم إذا لم تضبط بضوابط علمية )0
ألا ترى يا أخي أبا مجاهد بعد هذا كله أن كثرة ما يقال، ويعاد في هذه الآية، وغيرها من الآيات الكونية، التي حسم العلم فيها الخلاف بأدلة علمية صحيحة، لا رجعة فيها- كما قال أستاذنا زغلول النجار- هو من الجدل العقيم، خلافًا لقولك في مقدمة تعليقك السابق:( أظن أن النقاش في مثل هذه المسألة ليس من باب الجدل العقيم الذي لا يجدي ولا ينفع )؟؟؟!!!0(1/452)
ثم إذا كنت بعد كل هذا الذي قيل في الآية الكريمة- كما تقول في تعليقك السابق:( أنا إلى الآن لم يترجح لدي قول من الأقوال المذكورة في تفسير الآية ، يلزم من ترجيحي له إسقاط الأقوال الأخرى ، وخاصة إذا كان لها شواهد تدل عليها )- فإنني أقول لك يا أخي هذا رأيك، وشأنك00 أما أنا فليس عندي ما أضيفه على ما قلت، وليست عندي الرغبة في تكرار، وإعادة ما قلت أكثر من ذلك00 وأسأل الله تعالى لي ولك ولجميع المؤمنين العفو والعافية، في الدين والدنيا والآخرة، والعصمة والسداد0 والله حسبي عليه توكلت، وإليه أنيب، والحمد لله رب العالمين0
محمد إسماعيل عتوك
---
محمد إسماعيل
04-09-2004, 12:35 PM
إشارة إلى ما تقدم من أقوالي التي ذكرتها في هذه المسألة الخلافية أقول:
قال الله جل جلاله:
{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد* ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب* فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب* ومن الليل فسبحه وأدبار السجود }-[ق:37- 40] صدق الله العظيم
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2004, 09:35 PM
شكر الله للأستاذ الكريم محمد إسماعيل مقالته . وشكر الله لبقية الإخوة التعقيب والمشاركة ، وقد استفدنا كثيراً معشر التلاميذ من هذا الحوار العلمي الوقور ، وأرجو أن تؤخذ الآراء وتناقش بعيداً عما قد يفسد على القارئ متعته العقلية وهو يتابع مثل هذه الحوارات ، فإن في مثل هذه الحوارات من الفوائد فوق العلم الذي تحرره ، وتناقشه ، أن القارئ يرى كيف يفكر الناس ، وكيف تورد الأدلة وكيف يرد عليها ، مع الأدب الجم ، والوقار التام ولله الحمد ، وفي هذا تدريب عملي للطلاب على مثل ذلك. ولا تزال مسائل العلم يدور حولها الأخذ والرد ، لاختلاف مشارب الناس ، وتنوع معارفهم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
الشيخ أبو أحمد
04-10-2004, 12:41 AM(1/453)
أرى أن الموضوع كله خلاف ما نظن ونكتب.... والله أعلم..
فلو تجردنا... فلنا بحق أن نقول: إن "الفتق" لا يتفق مع ما نتحدث عنه من "الانفجار"!!!
واسألوا إن شئتم أهل اللغة جميعا!!
الفتق شيء, والفجر شيء....
إن الأمر أعظم من هذا بكثير.... ولتعلمن نبأه بعد حين....
فالسؤال الاوجب, لم "الفتق"!!!!
والارض بجنب السموات لا شيء قياسا....
لم يفتقها الحكيم لا اله الا هو؟؟؟
ثم يقبضها ويطوي السموات؟؟؟؟
أشهد الا إله الا الله.............................................. ....
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2005, 06:06 PM
قرأت كلاماً جيداً للأستاذ محمد الصادق محمد عرجون في كتابه القيّم القرآن العظيم – هدايته وإعجازه في أقوال المفسرين .
فقد ذكر أن الأستاذ المراغي رحمه الله قرر في تفسير قول الله تعالى : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } (لقمان:10) أن الكتاب الكريم – القرآن – قرر أن الأرض كانت جزءا من السماوات وانفصلت عنها . قال المراغي : ( وهذا الذي قرره الكتاب الكريم هو الذي دل عليه العلم ...) اهـ
قال محمد الصادق تعليقاً على قول المراغي : ( أما أن العلماء قالوا ذلك فلا حرج علينا أن ننظر فيما قالوا ...
وأما أن الكتاب الكريم قرر – هكذا بصيغة الجزم والإيمان – فهذا ما كان ينبغي للأستاذ أن يتحرز من التصريح الجازم به ؛ لأنه يناقض مبدأه في عدم تأويل القرآن ليرجع إلى بعض النظريات العلمية .
ثم قد يتساءل قارئ هذا الكلام : أين قرر القرآن أن الأرض كانت جزءا من السماوات وانفصلت عنها ؟ والمفروض أن المعنى " قرر" أنه نص على ذلك نصاً لا يحتمل التأويل ؟(1/454)
وفي القرآن آية واحدة هي التي يتشبث بها أصحاب هذه النظرية الانفصالية ، تلك هي قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ } (الانبياء:30) . وهذه الآية قرأها المؤمنون من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفهمها من فهمها قبل أن تظهر هذه النظرية الانفصالية . ومن لم يفهمها لم يسكت على جهله ، ولكنه سأل أهل الذكر . وفسرها الحبر ابن عباس في رواية صحيحة النقل عنه . روى أبو تعيم عن ابن عمر أن رجلاً أتاه يسأله عن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما. قال: اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله، ثم تعال فأخبرني بما قال لك، قال: فذهب إلى ابن عباس فسأله فقال ابن عباس: نعم كانت السماوات رتقاً لا تمطر، وكانت الأرض رتقاً لا تنبت، فلما خلق للأرض أهلاً فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات، فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره، فقال ابن عمر: الآن قد علمت أن ابن عباس قد أوتي في القرآن علماً، صدق هكذا كانت، قال ابن عمر: قد كنت أقول ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن، فالآن علمت أنه قد أوتى في القرآن علماً.
فما الذي يدعو إلى عدم صحة هذا التفسير ؟ وما الذي يدعو إلى استبعاد احتمال الآية له ، إن لم يكن هو المعنى القريب للآية ؟!
فلو أن الشيخ رحمه الله قرر أن أسلوب الآية صالح لفهم ما يقرره العلم الصحيح ، مع صلاحيته لفهم ما قرره أئمتنا في معنى الآية لكان ذلك أنسب بمقامه العلمي بين أئمة المسلمين ، ولكان أنسب برأيه الذي قرره صراحة في تجنيب القرآن التأويل الذي يعرضه للهزات التي استحدثها العلم .(1/455)
فالقرآن لم يقرر أبدا النظية الانفصالية بين الشمس والقمر ، ولكنه وهو في أفقه الأعلى من براعة البيان المعجز تحدث عن السماوات والأرض في صدد بيان جلال القدرة الإلهية حديثاً صبه في إطار لا يناقض علماً ثبت أو يثبت ثبوتاً لا يخالجه ريب ، ولا تتوارد عليه الشبه والشكوك . على أن المتتبع لحديث القرآن عن السماوات والأرض يراه يذكر الأرض في مقابلة السماوات بصورة تدل بفحواها – إن لم يكن بظاهرها – على استقلال الأرض في خلقها كوكباً تعيش عليه الحياة الخاصة به بمن عليه وما عليه وما فيه من الموجودات ، بل إن القرآن ينفسح لأكثر من هذه في دلالة ظاهرة على استقلال خلق الأرض عن السماوات ، فهو يقول في سورة فصلت : { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (فصلت:9- 12)
فهذه الآيات الكريمة ظاهرة الدلالة على أن الأرض خلقت خلقاً مستقلاً عن السماوات ، وجعلت فيها الجبال الرواسي لحفظها أن تميد فتختل الحياة فوقها ....ثم ذكر ربنا تبارك وتعالى السموات ذكراً مستقلاً بحرف يفيد عند أهل اللغة الوجود المتراخي لتقريب مراتب الخلق لعقول الخلق التي لا تدرك إلا ما عرفت وما ألفت وما يصح قياسه على المعروف لها المألوف .....(1/456)
فنظرية انفصال الأرض عن الشمس لم يقررها القرآن الحكيم ؛ فلا تصلح تفسيراً لآياته على أنه المعنى الذي يتحتم في فهم تعبير البيان القرآني .
ولو أن الناظرين في هداية القرآن أمعنوا النظر في مقاصد هذه الهداية لوجدوا أن تفسير رتق السماوات والأرض وفتقهما بما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وتلقاه الأئمة بالرضا والقبول أقرب إلى تحقيق تلك المقاصد ؛ لأنه المعنى الذي يفهمه كل من يتجه إليه بنظر الحس والعقل من عامة الناس وخاصتهم .
وتفسير رتق السماوات والأرض بنظرية الانفصال الشمسي التي قال بها العلم المستحدث بعيد عن مقاصد الهداية القرآنية ، لا يفهمه من أسلوب البيان القرآني إلا من قصده متأولاً ، ولا يفهمه علمياً إلا أخص الخاصة من العلماء الكونيين ، والقرآن لم ينزل بهدايته لهؤلاء العلمانيين [ هكذا في الكتاب الذي نقلت منه ] وحدهم ، وإنما نزل لهداية كافة البشرية على مستويات عقولهم وثقافاتهم .) انتهى مختصراً ص246-250
---
محمد إسماعيل
03-28-2005, 05:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيبًا على ما ذكره الأخ الفاضل أبو مجاهد العبيدي أقول وبالله المستعان:
1- إذا كان أبو نعيم قد روى عن ابن عمر عن رجل عن ابن عباس- رضي الله عنهما- الرواية السابقة في تفسير قوله تعالى:{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ }(الانبياء:30)- كما ذكر الأستاذ محمد الصادق محمد عرجون في رده على الأستاذ المراغي- فإن ابن عباس- رضي الله عنهما- قد قال في رواية عكرمة، والحسن البصري، وقتادة، وسعيد بن جبير:( كانتا شيئًا واحدًا ملتزقين، ففصل الله تعالى بينهما، ورفع السماء إلى حيث هي، وأقر الأرض ). وهذا مذكور في معظم كتب التفسير، وقد أشرت إليه في تعقيبي على مقالي السابق.(1/457)
2- أليس عكرمة، والحسن البصري، وقتادة، وسعيد ابن جبير، الذين يروون هذه الرواية عن ابن عباس- رضي الله عنهما- من المؤمنين، الذين قرؤوا الآية الكريمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفهموا منها هذا الذي فهموه؟ أم أنهم ليسوا من المؤمنين؟ أم أن ابن عباس هذا الذي يروون عنه هو غير ابن عباس، الذي رويت عنه الرواية الأولى؟ أم أن الرجل الذي أرسله ابن عمر إلى ابن عباس، وأخبره بما أخبره أصدق رواية من هؤلاء؟
3- إن ما قاله الأستاذ محمد عرجون متسائلاً:( فما الذي يدعو إلى عدم صحة هذا التفسير؟ وما الذي يدعو إلى استبعاد احتمال الآية له، إن لم يكن هو المعنى القريب للآية ؟! )، ألا يمكن أن يقال مثله في الرواية الثانية؟
4- يقول الأستاذ محمد عرجون:( وتفسير رتق السماوات والأرض بنظرية الانفصال الشمسي التي قال بها العلم المستحدث بعيد عن مقاصد الهداية القرآنية، لا يفهمه من أسلوب البيان القرآني إلا من قصده متأولاً، ولا يفهمه علمياً إلا أخص الخاصة من العلماء الكونيين، والقرآن لم ينزل بهدايته لهؤلاء العلمانيين[هكذا في الكتاب الذي نقلت منه] وحدهم، وإنما نزل لهداية كافة البشرية على مستويات عقولهم وثقافاتهم ).
أقول: هل قول الأستاذ محمد عرجون هذا ينطبق على عكرمة، والحسن البصري، وقتادة، وسعيد ابن جبير، الذين رووا عن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهم جميعًا- أن السموات والأرض ( كانتا شيئًا واحدًا ملتزقين، ففصل الله تعالى بينهما، ورفع السماء إلى حيث هي، وأقر الأرض ) ؟ وهل يعَّد هؤلاء في نظره الأستاذ عرجون من العلماء الكونيين، أو من العلمانيين الذين قالوا بنظرية الانفصال الشمسي؟
5- ثم هل خلُقُ السموات والأرض- على ما فسر به الأستاذ عرجون آيات فصلت، التي استدل بها على أن الأرض خلقت خلقاً مستقلاً عن السماوات- قد تم في ستة أيام، أم تمَّ في ثمانية أيام؟(1/458)
ليت الأخ أبو مجاهد- وفقه الله- يجيبني عن هذه التساؤلات مشكورًا.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-28-2005, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
أولاً - أرحب بك شيخنا محمد إسماعيل ، وقد أسعدني مرورك وتعليقك . [ وقد كان من أهداف كتابتي للتعليق السابق الحرص على دعوتك للمشاركة مرة أخرى بعد طول غياب ] فمرحباً بك مجدداً .
ثانياً - نقلي لما كتبه الشيخ محمد الصادق محمد عرجون لا يعني بالضرورة موافقتي له .
ثالثاً - لما ذكرتَ - وفقك الله - الروايات الأخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما دفعني ذلك للبحث عن أي الروايات أصح وأثبت عنه ، فرجعت إلى التفسير الصحيح الذي جمعه الدكتور حكمت بن بشير ياسين فوجدته قد اقتصر على ذكر روايتين في تفسير الرتق والفتق ، وهما :
1- ما أخرجه الطبري عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس، قوله: أوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أنَّ السَمَوَاتِ والأرْضَ كانَتا رَتْقا يقول: ملتصقتين. وحسن إسنادها .
2- ما أخرجه الطبري كذلك عن قتادة: أنَّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ كانَتا رَتْقا فَفَتَقْناهُما قال: كان الحسن وقَتادة يقولان: كانتا جميعا، ففصل الله بينهما بهذا الهواء.
وحسن إسناده أيضاً .
وأما أثر ابن عمر وابن عباس السابق الذي اعتمده محمد الصادق عرجون فلم أجد من صححه ، وقد ذكره ابن كثير وعزاه إلى ابن أبي حاتم . وقد أخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عنه رضي الله عنه في قوله: {كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} قال: فتقت السماء بالغيث، وفتقت الأرض بالنبات. كما في الدر المنثور .(1/459)
رابعاً - على فرض ثبوت القولين عنه فإن المسلك الأول من مسالك النظر فيهما هو محاولة الجمع بين قوليه ، وهو ما أميل إليه ، ويكون تفسير الآية بناء على الجمع بين القولين كالتالي : ( ألم يروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً أي كان الجميع متصلاً بعضه ببعض متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر، ففتق هذه من هذه، فجعل السماوات سبعاً، والأرض سبعاً، وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء، فأمطرت السماء وأنبتت الأرض ) وهذا ما ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية .
خامساً : إذا كان لا بد من المفاضلة بين القولين ؛ فالأمر كما قال الشنقيطي رحمه الله بعد ذكره للأقوال الخمسة في تفسير الآية : ( فإذا عرفت أقوال أهل العلم في هذه الآية، فاعلم أن القول الثالث منها وهو كونهما كانتا رتقاً بمعنى أن السماء لا ينزل منها مطر، والأرض لا تنبت شيئاً ففتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات ـ قد دلت عليه قرائن من كتاب الله تعالى.
الأولى ـ أن قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَنَّ} يدل على أنهم رأوا ذلك. لأن الأظهر في رأى أنها بصرية، والذي يرونه بأبصارهم هو أن السماء تكون لا ينزل منها مطر، والأرض ميتة هامدة لا نبات فيها. فيشاهدون بأبصارهم إنزال الله المطر، وإنباته به أنواع النبات.
القرينة الثانية ـ أنه أتبع ذلك بقوله: { مِنَ}. والظاهر اتصال هذا الكلام بما قبله. أي وجعلنا من الماء الذي أنزلناه بفتقنا السماء، وأنبتنا به أنواع النبات بفتقنا الأرض كل شيء حي.(1/460)
القرينة الثالثة ـ أن هذا المعنى جاء موضحاً في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى: { وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالاّرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} لأن المراد بالرَّجْع نزول المطر منها تارة بعد أخرى، والمراد بالصَّدْع: انشقاق الأرض عن النبات. وكقوله تعالى: { فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} { ثُمَّ شَقَقْنَا الاٌّرْضَ شَقّاً}. واختار هذا القول ابن جرير وابن عطية وغيرهما للقرائن التي ذكرنا. ويؤيد ذلك كثرة ورود الاستدلال بإنزال المطر، وإنبات النبات في القرآن العظيم على كمال قدرة الله تعالى، وعظم منته على خلقه، وقدرته على البعث. والذين قالوا: إن المراد بالرتق والفتق أنهما كانتا متلاصقتين ففتقهما الله وفصل بعضهما عن بعض قالوا في قوله {أَوَ لَمْ يَرَ} أنها من رأي العلمية لا البصرية، وقالوا: وجه تقريرهم بذلك أنه جاء في القرآن، وما جاء في القرآن فهو أمر قطعي لا سبيل للشك فيه. والعلم عند الله تعالى.
وأقرب الأقوال في ذلك ـ هو ما ذكرنا دلالة القرآئن القرآنية عليه، وقد قال فيه الفخر الرازي في تفسيره: ورجَّحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك: { مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلاَ} وذلك لا يليق إلا وللماء تعلق بما تقدم، ولا يكون كذلك إلاَّ إذا كان المراد ما ذكرنا.
فإن قيل: هذا الوجه مرجوح. لأن المطر لا ينزل من السموات بل من سماء واحدة وهي سماء الدنيا.
قلنا: إنما أطلق عليه لفظ الجمع لأن كل قطعة منها سماء. كما يقال ثوب أخلاق، وبرمة أعشار ا هـ منه.)
سادساً - أخي الفاضل الأستاذ محمد إسماعيل - لم يتبين لي وجه سؤالك الأخير : ( ثم هل خلُقُ السموات والأرض- على ما فسر به الأستاذ عرجون آيات فصلت، التي استدل بها على أن الأرض خلقت خلقاً مستقلاً عن السماوات- قد تم في ستة أيام، أم تمَّ في ثمانية أيام؟ ) ، فأرجو أن تبين لي وقصدك منه ؟(1/461)
سابعاً وأخيراً : أرجو أن يتسع صدرك لمناقشتي ، ولا إخالك إلا محباً للمناقشة والحوار ....
---
محمد إسماعيل
03-28-2005, 07:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم عليه أتوكل، وبه أستعين.. أما بعد.
أولاً- شكر الله لك- يا شيخ أبي مجاهد- ترحيبك بالأستاذ الكبير محمد إسماعيل عتوك، وجزاك عنه كل خير، مع أنه لا يرى نفسه- كما تراه أنت- إلا كبيرًا في السن.. وكنت أود أن تكون دعوتك له إلى المشاركة بغير هذه الطريقة، ومع ذلك فأنا أحترم ما تختاره من طرق وأساليب في دعوة الآخرين، ولا أجد في ذلك غضاضة.
ثانيًا- لقد نقلتَ يا أخي في الفقرة الخامسة عن الشنقيطي قوله:( وأقرب الأقوال في ذلك ـ هو ما ذكرنا دلالة القرآئن القرآنية عليه، وقد قال فيه الفخر الرازي في تفسيره: ورجَّحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك: { مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلاَ } وذلك لا يليق إلا وللماء تعلق بما تقدم، ولا يكون كذلك إلاَّ إذا كان المراد ما ذكرنا.
فإن قيل: هذا الوجه مرجوح. لأن المطر لا ينزل من السموات بل من سماء واحدة وهي سماء الدنيا. قلنا: إنما أطلق عليه لفظ الجمع لأن كل قطعة منها سماء. كما يقال ثوب أخلاق، وبرمة أعشار ا هـ منه. ).
أقول تعقيبًا على ذلك: لو أنك رجعت إلى ما قاله الفخر الرازي في هذه المسألة الخلافية- تحت عنوان: المسألة الخامسة- لرأيته يصنف هذا القول الذي تؤيده الشواهد في رأي جمهور المفسرين في المرتبة الثالثة، ويصنف القول الآخر في المرتبة الأولى.. يقول الفخر الرازي بعد أن انتهى من ذكر الأقوال الخمسة في تأويل الآية الكريمة ما نصُّه:
( فإن قيل: فأيُّ الأقاويل أليق بالظاهر؟ قلنا: الظاهر يقتضي أن السماء على ما هي عليه، والأرض على ما هي عليه كانتا رتقًا. ولا يجوز كونهما كذلك إلا وهما موجودان.. والرتق ضد الفتق؛ فإذا كان الفتق هو المفارقة، فالرتق يجب أن يكون هو الملازمة.(1/462)
وبهذا الطريق صار الوجه الأول أولى الوجوه.. ويتلوه الوجه الثاني؛ وهو أن كل واحد منهما كان رتقًا، ففتقهما بأن جعل كل واحد منهما سبعًا.. ويتلوه الوجه الثالث؛ وهو أنهما كانا صلبين من غير فطور وفروج، ففتقهما؛ لينزل المطر من السماء، ويظهر النبات على الأرض ).
فأين هذا الذي قاله الفخر الرازي من قوله الذي ذكره الإمام الشنقيطي عنه، مؤيدًا به رأيه.. ثم كيف يكون هذا القول هو أقرب الأقوال إلى الصواب، وهو لم يثبت، ولم تجد من صححه، كما تقول أنت؟
وأما قولك:( لم يتبين لي وجه سؤالك الأخير.. فأرجو أن تبين لي قصدك منه؟) فالحق معك فيما تقول.. ولكنني كنت أرمي من ورائه إلى أن ما قاله الأستاذ عرجون في تفسير آيات فصلت، واتخذ منه دليلاً على أن الأرض خلقت خلقاً مستقلاً عن السماوات، لا يمكن التسليم به.. فقد قال:( فهذه الآيات الكريمة ظاهرة الدلالة على أن الأرض خلقت خلقاً مستقلاً عن السماوات، وجعلت فيها الجبال الرواسي لحفظها أن تميد فتختل الحياة فوقها ... ثم ذكر ربنا تبارك وتعالى السموات ذكراً مستقلاً بحرف يفيد عند أهل اللغة الوجود المتراخي لتقريب مراتب الخلق لعقول الخلق التي لا تدرك إلا ما عرفت وما ألفت وما يصح قياسه على المعروف لها المألوف.. ).
هذا ما قاله الأستاذ عرجون.. وجاء في هامش الجلالين تعليقًا على ما قيل في تفسر هذه الآيات من قيل مفسريْه:(1/463)
( قوله تعالي :( في يومين ), ثم قوله بعد ذلك :( في أربعة أيام , ثم قوله :( فقضاهن سبع سماوات في يومين ), هذا تفصيل لمثل قوله تعالي في سورة ق ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ) أي : تعب وإعياء , فتم خلق الأرض وتقدير أقواتها في مقدار أربعة أيام , وتم خلق السماوات في مقدار يومين , كل ذلك بلا ترتيب زمني , لأن ( ثم ) في مثل قوله تعالي :( ثم استوي إلي السماء وهي دخان ) لا تفيد في حق الله تعالي ترتيبا زمنيا , لأنه تعالي لا يجري عليه زمان , فكان خلق السماوات والأرض وما بينهما في مقدار ستة أيام من غير تحديد ولا تعيين علي الصحيح .... ).
وذكر الدكتور زغلول النجار في مقال له تحدث فيه عن تفسير هذه الآيات الآتي:
( أيام الخلق الست في منظور العلوم الكونية..
يري أهل العلوم المكتسبة مراحل خلق الكون الست حسب الترتيب التالي، والله ( تعالي ) أعلم بخلقه :
(1) مرحلة الرتق : وهي مرحلة الجرم الأولي الذي بدأ منه خلق السماوات والأرض.
(2) مرحلة الفتق : وهي مرحلة انفجار الجرم الأولي وتحوله الي سحابة من الدخان.
(3) مرحلة تخلق العناصر في السماء الدخانية عبر تكون نويات غازي الإيدروجين والهليوم، وبعض نويات الليثيوم .
(4) تخلق كل من الأرض وباقي أجرام السماء بانفصال دوامات من السحابة الدخانية الأولي وتكثفها علي
ذاتها بفعل الجاذبية , وانزال الحديد عليها .
(5) مرحلة دحو الارض، وتكوين أغلفتها الغازية والمائية والصخرية , وتصدع الغلاف الصخري للأرض , وبدء تحرك الواحة , وتكون كل من القارات وقيعان المحيطات , والجبال , وبدء دورات كل من الماء , والصخور , وتبادل القارات والمحيطات , وشق الأودية والفجاج والسبل , والتعرية , وتسوية سطح الارض , وتكون التربة , وخزن المياه تحت السطحية .(1/464)
(6) مرحلة خلق الحياة من أبسط صورها الي خلق الانسان، ويقدر عمر الكون بما يتراوح بين 10 و 15 بليون سنة بينما يقدر عمر أقدم صخور الأرض بنحو 4.6 بليون سنة وهو نفس العمر الذي تم التوصل اليه بتحليل صخور وتراب سطح القمر والعديد من النيازك التي سقطت علي الأرض والفارق الكبير بين العمرين المقدرين لكل من الأرض والسماء ( وقد خلقا في لحظة واحدة ) سببه أن صخور الأرض تدخل في دورات عديدة , وأن العمر المقدر لها هو عمر لحظة تيبس قشرتها , وليس عمر تكون ذرات عناصرها , وعمر تيبس قشرة الأرض لا يشمل أيا من مراحل الأرض الابتدائية , ولا مراحل تخلق العناصر التي كونت أرضنا الابتدائية وما تلا ذلك من أحداث .
وتشير الآيات القرانية (29) من سورة البقرة , و (9 ــ 12) من سورة فصلت الي سبق خلق الأرض لعملية تسوية السماء الدخانية الأولية الي سبع سماوات , ويبدو أن المقصود هنا بالسبق هو خلق عناصر الأرض , والذي تلاه تجميع تلك العناصر علي هيئة الارض الابتدائية والتي تم رجمها بوابل من النيازك الحديدية , وتمايزها الي سبع أرضين , ثم دحوها وتكوين أغلفتها الغازية والمائية والصخرية وتشكيلها الي صورتها الحالية وذلك لان خلق السماوات والارض عمليتان متلازمتان ولا يمكن لاحداهما أن تنفصل عن الأخرى ) .
وقال سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية التي نحن بصددها:( وقد يشير القرآن أحيانا إلى حقائق كونية كهذه الحقيقة التي يقررها هنا:( أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ). ونحن نستيقن هذه الحقيقة لمجرد ورودها في القرآن، وإن كنا لا نعرف منه كيف كان فتق السماوات والأرض ، أو فتق السماوات عن الأرض ، ونتقبل النظريات الفلكية التي لا تخالف هذه الحقيقة المجملة التي قررها القرآن ؛ ولكننا لا نجري بالنص القرآني وراء أية نظرية فلكية , ولا نطلب تصديقا للقرآن في نظريات البشر، وهو حقيقة مستيقنة !(1/465)
وقصارى ما يقال: إن النظرية الفلكية القائمة اليوم لا تعارض المفهوم الإجمالي لهذا النص القرآني السابق عليها بأجيال ! )... والله تعالى أعلم بمراده.
---
(1/466)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جهود أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في الدراسات القرآنية
---
جهود أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في الدراسات القرآنية
---
عبد العزيز الضامر
09-06-2005, 04:31 PM
جهود أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في الدراسات القرآنية
تلقيت من شقيقي كتاباً بعنوان "شيخ الكَتَبَة أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري...", وهو عبارة عن ببليوجرافية تشتمل على مؤلفات وتحقيقات الموسوعي أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري, وكذلك ما كُتِب عنه من قِبل بعض المثقفين, مع التنبيه إلى أنَّ هذا الاستقراء لأعمال ابن عقيل كان حتى نهاية شهر جمادى الآخرة لعام 1424هـ- أغسطس 2003م. .
والكتاب من تأليف الدكتور. أمين سليمان سيدو وهو من إصدارات النادي الأدبي في الرياض, الطبعة الأولى 1425هـ-2004م.
وقد لاحظت أنَّ ابن عقيل ساهم بدراسات ومقالات تخص الدراسات القرآنية, أحببت أن أقوم بنشر عناوينها في هذا الملتقى المبارك حتى ينتفع منها الدارسون والباحثون.
ويمكن تقسيم جهوده في النقاط الآتية:
(1)الكتب المستقلة:
- مراتب الجزاء يوم القيامة على ما جاءت به نصوص القرآن..., لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الظاهري, "تحقيق" في (48ص).
- المعاني المستنبطة من سورة الفاتحة ط1, دار ابن حزم- الرياض, 1423هـ-2002م, في (130ص).
(2) البحوث والدراسات المنشورة في الدوريات:
- أُوصيكم بفهم الإعجاز الغيبي- المجلة العربية- عدد(217) صفر 1416هـ-يوليو 1995م, ص66-67.
- السياق القرآني من عاد قوم هود- الفيصل- عدد(247) محرم 1418هـ, مايو-يونيو 1997م, ص48-50.
- شيء من التحشية على تفسير ابن جرير- اليمامة- عدد(1746) 5محرم 1424هـ, 8مارس 2003م, ص8-9.
- معنى أن الأرجل منصوبة في آية الوضوء –الفيصل- عدد (235) محرم 1417هـ, مايو-يونيو 1996م, ص48-50.(1/467)
(3) المقالات المنشورة في الصحف اليومية:
- أمر الله للمترفين بين الزمخشري وابن قيم الجوزية –الجزيرة- عدد (7471) 20 رمضان 1413هـ, 13 آذار 1993م, ص8.
- تفسير قصة أيوب بيقين أو رجحان –الجزيرة- عدد (10313) 27 رمضان 1421هـ, 23 كانون الأول 2000م, ص13.
- الجَصَّاص..ونية الوضوء – المسائية- عدد (3951) 3 رمضان 1415هـ, 2شباط 1995م, ص11.
- الجن أهل الأرض قبل بني آدم "ومقتضى ذلك, وحوار الله للملائكة" –الجزيرة- عدد (7926) 2 محرم 1415هـ, 11 حزيران 1994م.
- سورة التكوير وغوامض التأويل –الجزيرة- عدد (7828) 23رمضان 1414هـ, 5 آذار 1994م, ص8.
- سورة عبس وتبكيت الإنسان –الجزيرة- عدد (7821) 16 رمضان 1414هـ, 16شباط 1994م, ص7.
- سورة النازعات وتأكيد البعث – الجزيرة- عدد (7814) 9 رمضان 1414هـ, 19شباط 1994م, ص8.
- سورة النبأ عن اليوم الحق – الجزيرة- عدد (7807) 2 رمضان 1414هـ, 12شباط 1994م, ص8.
- معنى الآيات المحكمات –الجزيرة- عدد (8885) 2 محرم 1409هـ, 14 آب 1988م, ص7.
(4) التفسير الإذاعي:
شارك ابن عقيل في إذاعة القرآن الكريم السعودية ببرنامج تفسير القرآن الكريم وسمَّاه "تفسير التفاسير" حيث فَسَّر فيه سورتي الفاتحة وأول البقرة, وذلك قبل خمس عشرة سنة تقريباً وقد استغرق ما يُقارب ثلاث إلى أربع سنوات.
وقد أطال في هذا التفسير فلم يدع شاردةً ولا واردةً إلا ذكرها, فتناول الجوانب الفقهية والبلاغية والنحوية والدعوية وغير ذلك, وتوسع في النقل عن المتقدمين من الصحابة والتابعين إلى المعاصرين في وقته أمثال سيد قطب وعبد الرحمن الدوسري, وهذا واضحٌ من خلال اسمه فهو تفسير التفاسير.
حُرِّر في عصر الثلاثاء (2/8/1426هـ)
---
أبو محمد الظاهرى
09-19-2006, 11:44 PM
جزاكم الله خيراً
---
(1/468)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير (الوسيط) للزحيلي
---
سؤال عن تفسير (الوسيط) للزحيلي
---
محمد رشيد
09-27-2003, 11:55 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته ، ما رأي مشايخنا الأفاضل الكرام في تفسير (( الوسيط )) للدكتور الزحيلي ـ حفظه الله ـ ؟ و ما رأيكم أيضا في تفسيره الصغير المطبوع على هامش المصحف ؟
جزاكم الله تعالى خير الجزاء
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2004, 05:16 AM
التفسير الوسيط للدكتور وهبة الزحيلي.
تعلم أخي الكريم أن للدكتور وهبة كتاباً مطولاً في التفسير سمَّاه ( التفسير المنير) ويقع في 16 مجلداً ، وهو لأهل الاختصاص كما قال في مقدمته.
وله كذلك (التفسير الوجيز) المطبوع على حاشية المصحف وقد وضعه لإعانة الناس ولا سيما العامة .
وبعد ذلك وضع (التفسير الوسيط) لمتوسطي الثقافة كما قال ، وهو في أصله مجموع أحاديثه الإذاعية التي أذيعت عبر الإذاعة السورية وغيرها. وقد استغرق ذلك منه سبع سنين أتى خلالها على القرآن الكريم كاملاً على المنهج الذي سار عليه فيه.
ويمكن تلخيص مميزات هذا التفسير في نقاط :
- بيان مدلول الآيات بدقة وشمول ، وبأسلوب سهل ، ولغة واضحة.
- الاقتصار على الصحيح من أساب النزول.
- تفسيره للقرآن بالقرآن ثم بالسنة ، والتزامه بقدر الطاقة بأصول التفسير ، ومراجعه هي كتب التفسير المعروفة.
- لم يذكر الاسرائليات كما قال في تفسيره ، ولم أتتبعه في كل المواضع.
- قسم آيات القرآن الكريم إلى مجموعات حسب موضوعاتها ، وقدم بين يدي كل مجموعة من الآيات بمقدمة تكون موضوعاً متكاملاً ، ممهداً لفهم الآيات والمراد منها.
ويؤخذ عليه حفظه الله عدم توثيق ما يورده من الروايات ، وربما يعتذر له بأنه كان على هيئة أحاديث إذاعية ، لا يناسبها هذا النوع من التوثيق أحياناً.(1/469)
وعلى كل حال فالتفسير جيد ونافع ، ولا سيما لغير المتخصصين ، ومن قرأه انتفع به فجزى الله مؤلفه خيراً.
وقد طبع هذا التفسير في دار الفكر بدمشق عام 1421هـ في ثلاثة مجلدات بلغ عدد صفحاتها 2967
وقد أشار إلى ذلك تلميذه الدكتور بديع اللحام في ترجمته للدكتور وهبة الزحيلي ص 151-152
---
(1/470)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير .. يوم الأربعاء 23/3
---
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير .. يوم الأربعاء 23/3
---
احمد بن حنبل
05-11-2004, 08:17 AM
بإذن من الله عزوجل سيبدأ
فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله ووفقه
الأربعاء القادم 23/3/1425
بالدرس الشهري في مكة المكرمة وسيشرح فضيلته كتاب (( المحرر في الحديث )) لابن عبدالهادي
وذلك في جامع مدحت شيخ الأرض بجوار إشارة البيبان
وسينقل الدرس ان شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط :
http://liveislam.com/series/khudair.html
للإستفسار : 0505501483
---
(1/471)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > شكر ودعاء
---
شكر ودعاء
---
خالد بن عبد الكريم اللاحم
09-28-2003, 06:51 PM
الإخوة المشرفون على المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد
أسأل الله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء على هذا الملتقى الطيب والذي نرجو أن يكون روضة من رياض الجنة في هذه الشبكة العنكبوتية المليئة بحفر النار نسأل الله العافية والسلامة ، أتمنى لهذا الملتقى كل نجاح وتوفيق وأن يبارك في أوقات وجهود القائمين عليه وأن يهدينا وإياهم للصراط المستقيم وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعة وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
تنبيه: لو أزيلت صوة الأوجه من أيقونات الرسائل فحكمها لا يخفى .
---
عبدالرحمن الشهري
09-28-2003, 09:31 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نرحب بالشيخ الكريم الدكتور خالد بن عبدالكريم اللاحم وفقه الله ونشكره على انضمامه لملتقى أهل التفسير ، ونسأل الله أن ينفعنا جميعاً بعلمه.
والدكتور خالد بن عبدالكريم اللاحم أستاذ مساعد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، ويعمل حالياً وكيلاً لقسم القرآن وعلومه ، وهو عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه. وأرجو أن نظفر قريباً ببعض بحوثه ليستفيد منها أعضاء الملتقى إن شاء الله.
مرحباً بكم أبا عبدالله مرة أخرى ، وبخصوص ما ذكرته من الأوجه التي تظهر في أيقونات الرسائل فسأحاول إبعادها إن استطعت بإذن الله. ونحن في أمس الحاجة إلى النصيحة الصادقة وفقكم الله.
---
أحمد البريدي
09-28-2003, 10:19 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نرحب بالشيخ الفاضل الدكتور خالد بن عبدالكريم اللاحم وفقه الله ونشكره على انضمامه لملتقى أهل التفسير .(1/472)
فهو من أهل التفسيروالمتخصصين فيه .وننتظر مشاركاته ليثري بها رواد الملتقى ,والذي ما زال بحمد الله يزداد يوما بعد يوم قوة وابداعاً ؛ بانضمام أهل العلم والفضل .
وأحب ان أؤكد أن هذا الملتقى للجميع ,فالمساهمة فيه مساهمة في خدمة كتاب الله كما لايخفى , واشغالاً للناس بالمفيد عن كثير من المواقع والتي يتصفحها المتصفح ساعات ولا يخرج بأمر مفيد .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
---
(1/473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن توجيه إثبات الإيمان للشخص مع الحكم بنفاقه ؟
---
سؤال عن توجيه إثبات الإيمان للشخص مع الحكم بنفاقه ؟
---
** متفكرة فى خلق الله **
10-24-2005, 10:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم .. والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه ...
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
فى قوله تعالى :
"وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ{65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ{66} الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{67" ..
هناك أمر ما لا أفهمه فى تلك الآيات المباركات ..
تلك الآيات تتحدث عن المنافقين .. والمنافق هو الذى يبطن الكفرويظهر الإيمان ...
بينما يخبرنا ربنا تبارك وتعالى عنهم قائلا " قد كفرتم بعد إيمانكم " فكيف إذا أنهم كانوا مؤمنين ؟؟ بينما هم منافقون ؟؟؟
أرجو الإفادة ... وجزاكم الله عنى خيرا كثيرا ...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
فى رحاب الله ..
---
مساعد الطيار
10-24-2005, 02:17 PM
الذي يظهر في أمر المنافقين أنهم أنواع :
النوع الأول : من يبطن الكفر ويظهر الإسلام ابتداءً ، وهذا هو المشهور بين الناس في تعريف المنافق .(1/474)
النوع الثاني : المتردد المتحيَّر ، فهو يؤمن ، ثم يكفر ، وذلك حسب ما يلوح له من بوارق الإيمان ، أو ما يطغى عليه من تكاثر ظلمات الكفر في قلبه ، فهو في شك وتردد ، لا يكاد يستقر على حال ، فهذا تراه يؤمن مرة ، ويكفر مرة ، ويدل على هذه الحالة الآيات المذكورة في النفاق في سورة النساء ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ(1/475)
سَبِيلًا (143) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ) .
ويدل عليه أيضا ما ورد في سورة المنافقين من قوله تعالى : ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ) .(1/476)
وهذا النوع هو احد انواع النفاق التي ضرب فيه المثل المذكور في سورة البفرة ، وهو قوله تعالى : ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
والله أعلم .
---
صالح صواب
10-25-2005, 01:17 AM
أكتفي بنقل بعض أقوال المفسرين في المراد بالآية...
قال الفخر الرازي: "ولقائل أن يقول: القوم لما كانوا منافقين فكيف يصح وصفهم بذلك؟
قلنا: قال الحسن: المراد كفرتم بعد إيمانكم الذي أظهرتموه، وقال آخرون: ظهر كفركم للمؤمنين بعد أن كنتم عندهم مسلمين، والقولان متقاربان". اهـ.
وقال الزمخشري: "فإن قلت: المنافقون لم يكونوا إلا على الكفر الثابت الدائم، فما معنى قوله: (ثم كفروا ثم ...) قلت فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: آمنوا أي نطقوا بكلمة الشهادة وفعلوا كما يفعل من يدخل في الإسلام، ثم كفروا ثم ظهر كفرهم بعد ذلك وتبين بما أطلع عليه من قولهم: إن كان ما يقوله محمد حقا فنحن حمير، وقولهم في غزوة تبوك: أيطمع هذا الرجل أن تفتح له قصور كسرى وقيصر هيهات، ونحوه قوله تعالى: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) أي: وظهر كفرهم بعد أن أسلموا، ونحوه قوله تعالى: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).(1/477)
والثاني: (آمنوا) أي نطقوا بالإيمان عند المؤمنين ثم نطقوا بالكفر عند شياطينهم استهزاء بالإسلام، كقوله تعالى: (وإذا لقوا الذين ءامنوا ) إلى قوله تعالى: (إنما نحن).
والثالث أن يراد أهل الردة منهم.
وقال ابن عطية رحمه الله: "ثم حكم عليهم بالكفر فقال لهم: (قد كفرتم بعد إيمانكم) الذي زعمتموه ونطقتم به.
وقال البغوي: "فإن قيل كيف قال: (أكفرتم بعد إيمانكم) وهم لم يكونوا مؤمنين؟ قيل معناه: أظهرتم الكفر بعدما أظهرتم الإيمان.
---
محمد الأمين
11-03-2005, 01:02 AM
ألا يمكن أن يقال أنهم كانوا مؤمنين ثم كفروا باستهزائهم واستمروا بإظهار الإسلام فصحت تسميتهم بالمنافقين
---
** متفكرة فى خلق الله **
11-04-2005, 03:32 PM
جزاكم الله خيرا كثيرا وجعله فى ميزان حسناتكم ..
---
(1/478)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرة في صفات الحروف
---
نظرة في صفات الحروف
---
مساعد الطيار
03-30-2004, 08:39 PM
بمناسبة طرح الأستاذ فرغلي لتجويد الحروف ، وبيان ما يقع من الخطأ في نطقها ، حيث رأيته يذكر صفات كل حرف من الحروف ، أقول :
إن صفات الحروف من الموضوعات المهمة في الدراسات الصوتية التجويدية ، وبمعرفتها يتبن كثير من الفوائد الصوتية ؛ كمعرفة أسباب قلب حرف إلى حرف آخر ـ مثلاً ـ وإدغام حرف في حرفٍ ، وغيرها من الفوائد .
وعندي في صفات الحروف تساؤلات ، منها :
1 ـ هل الصفات التي تُدرس من خلال الجزرية ثفات متفق عليها بحيث لا يُزاد عليها ولا ينقص منها ؟
2 ـ ما حال الصفات التي ذكرها السابقةن ، ولم يتعرض لها ابن الجزري ، كالصفات التي ذكرها مكي بن أبي طالب في كتابه الرعاية .
إن المتأمل في الصفات التي ذكرها ابن الجزري يجد الملحوظات الآتية :
أولاً : إن بعض الصفات لا علاقة لها بالصوت ، ولا تؤثر في طريقة خروج الحرف ، وهي صفة الذلاقة وضدها الإصمات ، فهاتان الصفتان لهما علاقة بالعربية ، حيث يعرف العربي من الحرف المُعرَّب أو الأعجمي ، كما نصَّ على ذلك الخليل في كتاب العين ، قال : (( ... فإذا وردت عليك كلمة رابعية أو خماسية مُعرَّاة من حروف الذلق أو الشفوية ، ولا يكون في تلك الكلمة من هذه الحروف حرف واحد أو اثنان أو فوق ذلك ؛ فاعلم أن تلك الكلمة محدثة مبتدَعة ليست من كلام العرب ؛ لأنك لست واجدًا من يسمع من كلام العرب كلمة واحدة رباعية او خماسية إلا وفيها من حروف الذلق والشفوية واحد أو اثنان أو أكثر ... )) العين 1 : 52 .
وحروف الذلق والشفوية عنده هي ( ر ل ن ف ب م ) ثلاثة ذلقية ، وهي ( ل ن ر ) وثلثة شفوية ( م ب ف ) العين 1 : 51 .
وما كان هذا شأنه من أمر الصفة ، فهو بمعزل عن أن يكون له تأثيرٌ في صوت الحرف .(1/479)
وإذا كان كذلك فذكره في صفات الحروف فضلة ، بل لا داعي له ، والله أعلم .
ثانيًا : من الصفات ما يكون له أثر في قوة الحرف دون أن يكون له أثر مباشر في نطقه ، فالهمس ـ مثلاً ـ لو نُطِقَ حرف من حروفه بدونه لم يخرج هذا الحرف ، أما الإطباق ، فلا يُتصَّورُ عدم الإتيان به ، وكذا الانفتاح ، لذا لا تجد مقرئًا يُدرِّس التجويد يقول للمتعلم أطبق هذا الحرف أو افتح هذا الحرف .
وذكر الإطباق والانفتاح إنما يفيد في معرفة الحروف التي اشتملت على صفات قوية وصفات ضعيفة .
والذي يظهر لي الآن أنه لو لم تُذكر هاتان الصفتان فإنهما لا تؤثِّران في أداء الحرف من الجهة الصوتية بخلاف ترك الهمس أو الشدة وما يضادهما ، أو ترك القلقلة ، فإن لتركها أو العمل بها أثر في نطق الحرف ، والله أعلم .
ثالثًا : تذكر صفات بعض الحروف ، ولا يُحرَّر المراد بالكيفية ، فالصفير ـ مثلاً ـ في السين والصاد والزاي هل المطلوب الإتيان بالحرف مصفورًا واضح الصفير ، أم المراد أنهما قابلان للصفير ؟
والمراد بكلامي هنا : مالمقدار المطلوب في هذه الصفة ؟
فأنت تقول للمتعلم: قلقل حرف القاف ، ولا تراك تقول له : اصفر حرف الصاد .
رابعًا : صفة الانحراف التي في اللام والراء من حقها أن تُذكر في المخارج دون الصفات ، ولا أثر لمعرفة هذه الصفة في باب الصفات ، ومما يدل على ذلك ما يقع من الغفلة عن التنبيه على مخرج اللام بدقَّة بسبب عدم الكلام عن الانحراف في مخرج اللام، فإنهم يصفون مخرج اللام فيقولون: أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مع ما يحاذيها من اللثة العليا .
ويصفون مخرج النون فيقولون : طرف اللسان تحت مخرج اللام قليلاً مع ما يليه من لثة الأسنان العليا .
لاحظ قولهم : تحت مخرج اللام ، واللام لا تخرج من طرف اللسان بل من حافته ، فمن أين جاءت تحتية الطرف للام ؟(1/480)
جاءت هذه من كونه يقع للام بعد استوائها في هذا المخرج المذكور انحرافٌ للطرف ، فيعمل الطرف مع الحافة عند خروج اللام ، فالحافة أصل في المخرج وعمل الطرف بسبب الانحراف عند نطق اللام .
فقولهم تحت مخرج اللام غير دقيق ، إذ لابدَّ من تقييدة بعبارة المنحرف ، فيقال : تحت مخرج اللام المنحرف ؛ لأنه هو الذي يكون تحته مخرج النون .
أما في الراء ، فهم يشيرون ـ في الغالب ـ إلى الانحراف الكائن في الراء ، حيث ينحرف من الطرف إلى ظهره ، وقد يسميه بعضهم رأس ظهر الطرف .
وإذا تأملت هذه الصفة في الحرفين فإنك لا تجد لها أثرًا في النطق إذ الانحراف مرتبط بالمخرج ، فلو نُطقَا بغير الانحراف لانعدم الحرف أصلاً ، فلو استغنيَ عن ذكرهما بالإشارة إليهما في الحديث عن مخرج اللام والراء .
خامسًا : أغفل ابن الجزري رحمه الله تعالى في ذكر الصفات صفة مهمة ، وهي الغنة ، ومن حقها أن تُذكر في الصفات لأثرها الواضح في النطق .
سادسًا : ألا يمكن صياغة الصفات صياغة تتناسب مع ما يكون له أثر في النطق ، وترك الصفات التي ليس لها أثر مباشرٌ فيه ؛ لأنَّ أهم ما في معرفة الصفات كيفية النطق بالحرف العربي نطقًا سليمًا ، فلو جُعل هذا هو المعيار في ذكر الصفات لاختُزلت بعض الصفات ، ولم يبق منها إلا ما له أثر ظاهر في النطق .
ولا يقال : إن في هذا تغييرًا لما هو مألوفٌ منذ قرون ، فهذا التغيير خاضع للاجتهاد ، ولا زال العلماء يحررون في العلوم ، ويستدرك بعضهم على بعضٍ دون أن يكون في ذلك غضاضة . ولو قيل مثل هذا لابن الجزري لما ترك الصفات التي أوصلها مكي إلى قرابة الأربعين صفة ، لكنه حرَّر واجتهد ، وكل مشكور مأجور .(1/481)
بل إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق ، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم ، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين ، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم ، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم ، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم .
ولموضوع علم التجويد كلام غير هذا أرجو أن ييسر الله طرحه في هذا الملتقى ، والله الموفق .
رجاء : أرجو من الإخوة الكرام المشاركة الهادفة والنقد البناء ، والأخذ والعطاء بصدر رحب وسعة بال واحتمال للرأي المقابل والردِّ بالحجج العلمية دون التهويش والأساليب الخطابية التي لا تفيد في ثبوت العلم .
وإني لأرجو أن تكون هذه سمة هذا الملتقى في جميع طروحاته ، والله يتولانا جميعًا ، ويجعلنا ممن يريد وجهه ، ويخدم كتابه إنه سمبع مجيب .
---
د. أنمار
03-31-2004, 08:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم أتفق مع الشيخ الطيار في بعض ما قاله كصفة الذلاقة مثلا لكن هناك أشياء انتقدها وأنا الفقير إلى الله استفدت منها كثيرا في مسألة التلقي وإليك بعض الأمثلة
اعتراضه على صفة الإطباق وأنا الفقير أرى له فائدة عملية كثيرة التكرر وهي مسألة درجة التفخيم المطلوبة، فالمطبق أعلى تفخيما من غير المطبق.
والأولى التنبيه إلى أن ابن الجزري أشار إلى ذلك في المقدمة الجزرية حين قال:
لاطباق أقوى نحو قال والعصا
وهذا يفيد في درجة تقليل التفخيم عند كسر الحرف
فمثلا في سورة الفاتحة قولك اهدنا الصراط المستقيم
يقل تفخيم القاف إلى أدنى درجاته بينما بسبب الإطباق في الصاد لا تصل لدرجة القاف وإلا صارت قريبة من السين.
وهكذا يقال في عشرات الأمثلة في المفخم المطبق كـ الصاد والطاء والظاء والضاد
مقابل المفخم غير المطبق كـ القاف والخاء والغين(1/482)
وأنا أستفيد من هذه الصفة كثيرا مع من يقرؤون علي.
ثانيا:
صفة الصفير
نعم هي تأتي بطبيعتها والتنبيه عليها نادر، لكن قرأ معي أخ عنده مشكلة في السين بسبب لدغته ومع الوقت تحسن كثيرا عند التركيز على صفة الصفير. وهذا مهم جدا عند هؤلاء الناس.
لكن هناك نقطة أخرى أكثر تكرارا فتكمن أهميته في معرفة أن غير هذه الأحرف لا صفير فيها
وكم سمعت من عندما يهمس التاء مثلا يخرج صوتا فيه صفير فأنبهه مستفيدا من أن الصفير فقط في الصاد والسين والزاي.
والأمثلة كثيرة على ذلك.
أما الغنة فقد ذكرها ابن الجزري في المخارج
وأشار إلى صفتها فقال غنة مخرجها الخيشوم
وأهمية الغنة هو في مقدار قوتها ومطها وهذا مذكور في مواطنه كالميم والنون المشددتين وأحكام الميم الساكنة والنون والتنوين وهو الأهم، لا أنه لم يذكره البتة.
هذا بعض ما ظهر لي الآن
ولعل غيري يكون له وجهة نظر عملية في بقية ما لم يتجل وجه الفائدة منه عند الشيخ مساعد فتحصل الفائدة.
---
مساعد الطيار
03-31-2004, 03:05 PM
أخي الكريم د.أنمار
أشكر لك مشاركتك ، ولي على ما قلت تعليق ، فأقول :
إن المسألة التي ذكرتها من درجة التفخيم تدرس في باب التفخيم والترقيق الذي هو أثر عن صفتي الاستعلاء والاستفال ، وهو اجل موضوعات علم التجويد وانفسها إذ لا يخلو حرف من أن يكون مفخما او مرققا .
والملحوظة التي ذكرتها لا تتعلق بصفة الإطباق بل بهذا الباب .
وإني أعرف أن هناك تقسيما في التفخيم والترقيق يعود في جزء منه إلى حروف الإطباق الأربعة ، لكن يمكن الاستغناء عنه بغيره من الصفات ، ومعرفة درجة التفخيم لا ترتبط بالإطباق من عدمه .
فحينما تكون الطاء مفتوحة بعدها ألف ، فهي أقوى من القاف المفتوحة بعدها ألف ، لأن الطاء تجمع صفات القوة ، ولو حذفت صفة الإطباق والانفتاح فستبقى الطاء تجمع صفات القوة أيضًا .(1/483)
أما الغنة التي ذكرها ابن الجزري في المخارج فلم يذكرها على انها صفة ، بل أراد ذكر مخرجها فقط .
وأما الصفير فلست أقول : ليس فيه فائدة على الإطلاق ، لكني أسأل عن مدى الصفير المطلوب وغير المطلوب .
وعلى العموم ، فمع شكري لمشاركتك ، أرى أن موضوع التجويد يحتاج إلى عرض جديد ، والله يوفقنا جميًا للخير .
---
عمار
12-20-2005, 06:49 AM
كنتُ أتصفح فهرس ملتقى أهل التفسير فشدني عنوان هذا الموضوع وقلت في
نفسي "نظرة شيخنا الطيار ليست ككل نظرة"
دخلتُ... وقرأتُ... فأعجبتُ
أعجبتُ بمنهج شيخنا الفاضل في التدقيق والتحقيق ودعوته للتجديد في هذا العلم.
أسأل الله تعالى أن يبارك في علمه وأن يرفع قدره وأن يجعلنا وإياه من أهل الجنة.
===============================================
شيخنا الكريم.....أحببتُ أن أعلق على بعض النقاط التي ذكرتها - بارك الله فيك - رغبة في التعلم منكم ومثلي لا يناقشُ مثلك ، فأقول وبالله التوفيق :
1- لا...لم يحصل الاتفاق على أن الصفات التي ذكرها ابن الجزري – رحمه الله – لا يزاد عليها ولا ينقص منها ، فكما ما هو معلوم لديكم أن العلماء قديما اختلفوا في عدد صفات الحروف (ومنهم من أوصلها إلى 44 صفة! كمكي بن أبي طالب).
وما ذكره ابن الجزري من أن عدد صفات الحروف سبعة عشر صفة لا يخرج عن كونه اجتهادا ، وكل مجتهد مأجور إن شاء الله.
وتبقى المسألة اجتهادية...إلا إذا أجمع علماء عصرنا (الأحياء) من أهل التخصص على رأي ابن الجزري أو غيره ( وهنا يكون الأمر مجرد ترجيح فقط).
أو أنهم يجتهدون بإخراج رأي جديد يستدركون فيه على من سبقهم ممن ألّف في هذا العلم ، وهذا لا يكون إلا بدارسةٍ متينة مبنية على أسسٍ وقواعد علمية.
ومثل هذا مخارج الحروف أيضا....فالعلماء قد اختلفوا في عددها على ثلاثة أقول (نذكرها للفائدة) :(1/484)
القول الأول: وهو مذهب الخليل بن أحمد ومن تبعه و به قال ابن الجزري ، وعلى هذا القول يكون عدد المخارج سبعة عشر مخرجا.
القول الثاني: وهو مذهب سيبويه وموافقيه وبه قال الشاطبي ، وقد قالوا إن المخارج ستة عشر مخرجا وذلك بإسقاط مخرج الجوف، وإلحاق ألفه بالهمزة التي تخرج من أقصى الحلق، ويائه بالياء التي تخرج من وسط اللسان، وواوه بالواو التي تخرج من الشفتين.
القول الثالث: وهو مذهب الفراء وموافقيه كقطرب وابن كيسان ، وقد رأوْ أن عدد المخارج أربعة عشر، حيث أسقطوا مخرج الجوف كأصحاب القول الثاني وأسقطوا كذلك مخرجيْ اللام والراء وألحقوهما بمخرج النون.
2- أما صفة الإصمات فالكل متفق على أن هذه الصفة ليس لها علاقة بالتجويد ، ولا تزال
تدرّس في كتب التجويد!
وأما الإذلاق فقد رأى بعض القراء أن حروف الإذلاق ينبغي نطقها بتؤدة حتى لا يذهب بعضها أو بعض حركتها وذلك لخفتها. (وهذه هي علاقة الإذلاق بالتجويد على رأي البعض– والله أعلم- .)
3- قلتَ -حفظك الله- : "تذكر صفات بعض الحروف ، ولا يُحرَّر المراد بالكيفية ، فالصفير ـ مثلاً ـ في السين والصاد والزاي هل المطلوب الإتيان بالحرف مصفورًا واضح الصفير ، أم المراد أنهما قابلان للصفير ؟.... إلى آخر كلامكم"
قلتُ : جزاك الله خيرا على التنبيه...فالأحرى بمن يؤلف في هذا العلم أن يذكر المراد من الصفة ويوضح كيفيتها من الناحية التطبيقية إن أمكن ذلك.
والصفير –شيخنا الكريم - يخرج بشكل طبيعي عند النطق بحروفه من مخرجها الصحيح ،مع الإشارة إلى أنه ينبغي الحذر من المبالغة ، أما مقدار الصفير المطلوب: فهذا يضبط بالمشافهة والتلقي ، ولو نطقتها من مخرجها الصحيح من غير مبالغة ولا تكلف ستسمع الصفير بنفسك ويكون نطقك صحيحا إن شاء الله.(1/485)
4- قلتَ في مجمل حديثك عن مخرج النون : "فقولهم تحت مخرج اللام غير دقيق ، إذ لابدَّ من تقييدة بعبارة المنحرف ، فيقال : تحت مخرج اللام المنحرف ؛ لأنه هو الذي يكون تحته مخرج النون "
ربما يكون الإشكال بسيطا إذا قلنا "تحت مخرج اللام" لأننا نعلم مسبقا أن اللام بعد خروجها من مخرجها تنحرف إلى طرف اللسان إلى مخرج النون. وبالتالي لا يًفهم من قولهم "تحت مخرج اللام" على أن النون تخرج من طرف اللسان تحت الحافة (أي تحت مخرج اللام قبل انحرافها) ! بل المعنى الذي يتبادر إلى الذهن أن النون مخرجها تحت مخرج اللام بعد انحرافها.
أما إذا قلنا "تحت مخرج اللام المنحرف" ربما يُفهم من قولك أنّ هنالك لام منحرفة وغير منحرفة! :
1- مخرج اللام الغير منحرفة :أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه مع يحاذيه من اللثة العليا
2- مخرج اللام المنحرفة : طرف اللسان مع ما يحاذيه من اللثة العليا!
والانحراف من الصفات الثابتة التي لا تنفك عن اللام والراء بأي حال من الأحوال.
وربما كان الأدق – والله أعلم - أن تقول : "تحت مخرج اللام بعد انحرافها".
5- قلتَ: "خامسًا : أغفل ابن الجزري رحمه الله تعالى في ذكر الصفات صفة مهمة ، وهي الغنة ، ومن حقها أن تُذكر في الصفات لأثرها الواضح في النطق "
لم يذكرها مع بقية الصفات لكنه لم ينكرها – رحمه الله - وربما كان هذا بسبب أنه قد ذكرها في
باب المخارج.
ويجدر بنا التنبيه هنا على أن الذي يخرج من الخيشوم هو الغنة فقط وليس حروفها.
6- لو عقدتَ النية وأسرجتَ القنديلَ تجدني أول تلاميذك.
وفق الله الجميع
---
إبراهيم الحميضي
12-20-2005, 09:18 PM(1/486)
(( إنني أدعو إلى صياغة علم التجويد صياغة تتناسب مع التطبيق ، وتقلل من التنظيرات والعلل التي ليست من صلب هذا العلم ، وكذا ما دخله من اجتهادات متأخرة صار العمل عليها عند بعض المقرئين ، وليس فيها سند عن المتقدمين ممن ألف في هذا العلم ، وهذه مسألة أراها مهمة للغاية للتجديد في طرح هذا العلم ، وتقريبه بصورة واضحة مشرقة بعيدة عن التعقيد والتطويل الذي لا يفيد كثيرين ممن يريدون تعلم هذا العلم ))
أحسنت يا دكتور مساعد ، نعم هناك مسائل في هذا العلم بحاجة ماسة إلى التجديد والتحرير ، وللأسف فإن المؤلفات الكثيرة فيه ولا سيما المعاصرة تكاد تكون نسخا مكررة لبعضها ، وتحرير مسائل هذا العلم ليس بالعسير إذ هو متعلق بالنطق والأداء وهذا يمكن إدراكه ، كما يمكن الاستفادة من الأجهزة الحديثة التي تحلل الصوت تحليلا دقيقا ، كما دعا إلى ذلك الدكتور غانم الحمد ، لكن لاينبغي التنطع في تحقيق المخارج والصفات والإكثار من التحذيرات التي تحول بين القارئ وبين الاسترسال في القراءة والتلذذ بها .
---
(1/487)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ابن شاهين
---
تفسير ابن شاهين
---
مجدي ابو عيشة
03-13-2006, 12:34 PM
وجدت في كتاب ابن شاهين "ناسخ الحديث ومنسوخه " اشارة الى تفسير له رحمه الله .فهل له وصل منه شيء؟
---
عدنان البحيصي
03-13-2006, 12:50 PM
أخي الكريم
لقد سمعت بهذا التفسير وذكره كثر في التراجم والنقولات
لكني لم اقف له على مخطوطة أو نسخة
لعل الإخوة عندهم خبر آخر
---
عدنان البحيصي
03-13-2006, 01:49 PM
فضائل سيدة النساء
ناسخ الحديث ومنسوخه
تاريخ أسماء الثقات
هذا ما وقفت عليه من كتب ابن شاهين
---
(1/488)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تفسير ابن مردويه مفقود؟
---
هل تفسير ابن مردويه مفقود؟
---
رصد
04-30-2006, 01:39 AM
السلام عليكم
هل تفسير ابن مردويه مفقود؟
---
لطفي الزغير
05-01-2006, 07:24 AM
لقد كتبت في ملتقى أهل الحديث قبل فترة أن أحد المفهرسين في دار الكتب الوطنية بتونس أنَّ تفسير ابن مردويه موجود فيها لكنه غير مفهرس كآلاف الكتب الأخرى التي لم تفهرس في هذه المكتبة ، وأنا لا أستبعد ذلك ، وبخاصة إذا عرفنا أن أحمد بن الصديق الغماري ينقل منه بالسند في كتابه المداوي ، وأحمد بن الصديق يُعد معاصراً
---
السائح
05-18-2006, 08:59 PM
جزاك الله خيرًا.
لكنْ بقي احتمالُ نقلِ الغماري من " تفسير القرآن العظيم " للحافظ ابن كثير، أو من " الإتحاف بتخريج الكشّاف " للحافظ الزيلعي؛ فإنهما كثيرا النقل عن تفسير ابن مردويه.
على أنني أدعو الله أن يكون موجودًا، لكنّ الأماني وحدها لا تُغني.
وقد جمع أربعة من طلبة الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية " مرويات ابن مردويه في التفسير "، وقد نُوقِشت كلها.
---
(1/489)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي ،ويزعم نقص القرآن وتحريفه !!
---
رب فكر أورث كفراً .. الجابري يأتي بثالثة الأثافي ،ويزعم نقص القرآن وتحريفه !!
---
عمر المقبل
10-05-2006, 01:54 AM
نعوذ بالله من الخذلان ..
إذا أردت أن تمثل بانعدام التوفيق ،فإليك هذا المثال ..
رجل .. أو قل : ذكر ،ينتمي للإسلام ويزعم نقص القرآن الذي تكفل رب العالمين ـ المتكلم به ـ بحفظه ، فهل بعد هذا الخذلان والضلال شيء !!
كم أوصاني بعضهم بقراءة كتب هذا المخذول ،وخاصة كتابه الذي هو ـ عند القوم ـ من أهم الكتب الفكرية المعاصرة (نقد العقل العربي) ...
وإذا بهذا النقد يصل إلى كتاب رب العزة !!! ولم يكن نقده للعقل العربي !! إلا قنطرة لنقد نقلة هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه !!
اللهم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك !!
إليكم المقال كما نشر في موقع العربية الذي يحفل بمثل هذه المواضيع التي تثير البلبلة والشكوك !! مع رد اثنين من علماء الأزهر على هذه الفرية الصماء !!
دبي - فراج اسماعيل
رد عالمان أزهريان على ما أثاره د. محمد عابد الجابري استاذ الفلسفة والفكر الاسلامي بجامعة محمد الخامس المغربية بخصوص سقوط سور وآيات في المصحف الموجود حاليا والذي يرجع نسخه لعهد خلافة عثمان بن عفان، وكذلك على ما اعتبره أوجها للتحريف متمثلا في التأويل والأحرف السبع والقراءات ومسألة البسملة، وعلى أن سورة الأحزاب "73 آية" كانت في البداية تعدل سورة البقرة في حجمها.(1/490)
قال د. محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية الشرعية في مصر إن المصحف الذي بين أيدينا منزه من أي نقص أو زيادة او تحريف، وأن ضوابط شديدة أحيطت بجمعه ونسخه، كما أنه وصل إلى هذه المرحلة مكتوبا من عهد النبي، موضحا ان كتاب الوحي كانوا يكتبونه فورا بمجرد النزول على الرسول، وان جبريل كان يراجعه في رمضان من كل عام، وراجعه مرتين في رمضان الأخير من حياته بحضور زيد بن ثابت.
من جهته أكد الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندي إن هناك فرقا بين التأويل والتحريف، مشيرا إلى أن القرآن نزل بسبع لهجات كانت سائدة في جزيرة العرب، وان القراءات السبع انتقلت الينا بالاسناد والتواتر عن الرسول.
وأوضح أن الرسول لم ينزل عليه من السماء القرآن فقط، بل الذكر المبين له والذي كان يشرحه ويفسر به الأيات وعرف بالسنة، ومن ذلك آية "الرجم" التي تقول {والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم} مؤكدا أنها ليست من النص القرآني حتى لو أطلق عليها بعض الذين نسبت إليهم من الرواة، لأن كلمة "آية" كان يطلقها الصحابة على الحديث النبوي باعتباره لا ينطق عن الهوى.
وعلق د. المهدي على ما جاء في مقال د. محمد عابد الجابري بقوله: هذه القضية قتلت بحثا في موضوع النسخ والأحرف السبعة التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن المعروف أن القرآن الكريم نفسه قال: "سنقرؤك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى". فحينما كانت تنزل بعض آيات من القرآن وفيها شدة في التكليف، ويريد الله عز وجل أن يخفف عن الأمة، فإنه ينسي النبي هذه الآيات ويحكم الله آياته، فالقرآن قال بنفسه "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" وقال "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
وسام حجة الوداع(1/491)
وأضاف: عندنا الوسام العظيم الذي نزل على الأمة في حجة الوداع "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا". ثم ان القرآن أيضا قال "ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين" أليس هذا من تمام القرآن وتمام تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه؟.
وأوضح المهدي أنه كان عندما تنزل الآية، يستدعي النبي كتاب الوحي ويكتبون ما يمليه عليهم بعد أن يرتفع الوحي مباشرة، فقد كان يتعجل في كتابته أثناء تلقيه الوحي من سيدنا جبريل، لدرجة أن القرآن عاتبه على ذلك وقال "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيك" وطمأنه "إن علينا جمعه وقرآنه فاذا قرآناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه"، وكذلك الآية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
اعجاز حفظه في صدور الصحابة
ويستطرد د.المهدي: هذا يعني أن الله هو الذي حفظ القرآن، وكان باستمرار يحفظ في الصدور ويحفظ أيضا في السطور. لم يأت اطلاقا أي كتاب سماوي كتب ووثق كما وثق القرآن الكريم، فقد كان كل حرف ينزل، يكتب ويقرأ في الصلاة، ونقلت لنا السيرة أنه عندما كان المرء يتجول في شوارع المدينة المنورة، يسمع دويا كدوي النحل باعتبار أن كل صحابي يسمع آية، يظل يقرؤها لأبنائه ولأهل بيته طوال الليل.
وأشار إلى أن القرآن نزل مفرقا وليس مرة واحدة "وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا" حتى يتيسر للبشر أن يعوه ويحفظوه. أما مسألة النسخ فقد أثارها اليهود بحجة أن كتابهم آخر الكتب ونبيهم آخر الأنبياء، ولذلك لم يؤمنوا بعيسي ولا بمحمد ولا بالانجيل أو القرآن، وقالوا إن هذا يستلزم عملية (البداء) وهي التي يتكلم عنها الفلاسفة في شبهاتهم، والبداء معناه ان الله بعد أن أنزل كتابا بدا له أن ينزل كتابا آخر، فنسخ هذا وجاء بذاك.(1/492)
ويفرق بين هذه النظرية وبين ما حصل في القرآن بقوله: كان يأتي بالحكم فيكون ثقيلا ليبين أن هذا هو المطلوب منك، يعني مثلا فرضت خمسين صلاة في البداية ثم خففت إلى خمس صلوات، وهذا معناه نعمة وفضل من الله ورحمة بك فلا تفرط في الخمس التي كانت خمسينا. مثلا كانت عدة المتوفى عنها زوجها سنة كاملة وبعد ذلك خففت إلى أربعة أشهر وعشرة أيام. أليس ذلك تخفيفا؟. كان يجب على الرجل أن يقف أمام عشرة من أعدائه "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين" وبعد ذلك يقول الله "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين.."
راجعه جبريل مرتين مع الرسول
ويشرح المهدي ذلك موضحا: هذا يعني أن النسخ الذي يتكلمون عنه ويعتبرونه شبهة هو عملية لطف من الله وتخفيف حصل بوحي من الله على نبيه، مؤكدا أن جبريل كان يراجع القرآن مع الرسول في شهر رمضان سنويا وهو ما يسمى "العارضة"، وفي رمضان الأخير قبل وفاته راجعه معه مرتين وهو القرآن الذي بين أيدينا حاليا، وقد حضر هذه العارضة زيد بن ثابت – احد كتاب الوحي وكان شابا وأثنى عليه الرسول كثيرا، وعند جمع المصحف انتدبه أبو بكر الصديق ثم انتدبه عثمان بن عفان في كتابة القرآن على الورق.
12 ألف صحابي راجعوا القرآن
وردا على القول بأن مصحف عثمان سقطت منه أو رفعت آيات وسور عند كتابته يوضح د. محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية بمصر إن عثمان رضي الله عنه كان ينتدب أربعة صحابة من حفظة القرآن، ثلاثة من قريش وواحد من المدينة وهو زيد بن ثابت، وأتى بالمكتوبات التي تمت في حياة الرسول وكانت موجودة لدى السيدة حفصة، وبدأ الأربعة يراجعون ما في هذه المكتوبات ويعرضونها على الصحابة الذين كانوا موجودين وعددهم 12 ألف صحابي، فيعرض الأربعة الآية عليهم فاذا اقروها وقالوا انهم سمعوها من الرسول كتبت.. فهل يوجد توثيق أكثر من ذلك؟(1/493)
وحول الروايات التي يتم الاستدلال بها على أن سورة الأحزاب المكونة من 73 آية كانت في حجم سورة البقرة، أو كانت مائتي آية في رواية منسوبة للسيدة عايشة، يؤكد د. المهدي أن كل هذه روايات يجري الاستدلال بها لعمل بلبلة وفتنة، لكننا نقول إنه ممكن جدا أن آيات نزلت ثم نسخت، بدليل أن الرسول كان ينسى الآية التي لا يريدها الله في النص القرآني الأخير، اما بخصوص آية الرجم، فهناك كلام كثير عنها، ومع فرض ثبوتها فان ذلك يقدح في نص القرآن، فأسلوبها لا يتفق أو ينسجم مع أسلوبه كالقول "والشيخ والشيخة إذا زنيا" فماذا مثلا عن "الشاب والشابة إذا زنيا" والاقتصار على الشيخ والشيخة؟.
التأويل لا يعني التحريف
وبدوره يوضح الشيخ خالد الجندي: التأويل هو رد الأمر إلى أصله وايضاح الدلالة من النص بما يتناسب مع الاستقرار اللغوي، وعلى هذا فهناك فارق بين التأويل والتحريف. واللغة العربية تعرف هذا المنحى، لأنه لا توجد لغة أصيلة، فكل اللغات تأثرت ببعضها، فقد أخذت اللغة العربية من الفارسية ومن الرومية ومن الحبشية، وكذلك هذه اللغات أخذت من العربية. ومن ثم عندما نفسر القرآن بأصل المدلول اللغوي فاننا بذلك نضيع الرسالة التي أراد القرآن توصيلها إلى الناس.
ويستطرد خالد الجندي: هناك أوجه كثيرة جدا تؤيد قضية حفظ القرآن والعناية به من التحريف وهي المعجزات العلمية المذكورة فيه واعجازه البلاغي وسمو تشريعه والشواهد التاريخية والحقائق العلمية والكونية واعجاز اعداده وتناسق آياته وسوره واعجازه الاجتماعي والأثري والتاريخي والنفسي.
الأحرف السبعة هي لهجات العرب(1/494)
وقال: هناك جهل شديد عند بعض الناس بمعنى الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، فالحرف في أصل اللغة معناه الطرف والجانب، وهي سبعة أوجه فصيحة من اللغات أنزل عليها القرآن، والذي يعرفه الناس أن القرآن نزل بسبع لهجات ولم ينزل بلهجة واحدة، وهي اللهجات التي كانت في البطون والقبائل بالجزيرة العربية وذلك ثابت في السنة، ويمكن ان نقول إنها سبع لغات من لسان العرب.
ويضيف الجندي: هناك فارق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع. الأحرف السبعة تظهر في وجه الخلاف في قراءات القرآن، وهذه الأوجه الخلافية كانت في سبعة أمور، الأول: اختلاف أوزان الأسماء مثل قوله تعالى "والذين هم لأماناتهم". فطبقا لاختلاف أوزان الأسماء والتسمية والجمع والتذكير والمبالغة تقرأ أيضا "لأمانتهم". الثاني: اختلاف تصريف الأفعال نحو الماضي والمستقبل والأمر والاسناد، والثالث: وجوه الاعراب مثل "ذو العرش المجيد" فتقرأ "ذو العرش المجيد" بضم الشين والدال في العرش والمجيد، وتقرأ أيضا بكسر الشين والدال. والرابع: الزيادة والنقص "وماخلق الذكر والأنثى" فالأنثى تقرأ هنا أيضا بتحويل الثاء إلى تاء. والخامس: التقديم والتأخير "وجاءت سكرة الموت بالحق" تقرأ "وجاءت سكرة الحق بالموت". السادس: القلب والابدال: "وانظر إلى العظام كيف ننشزها" وقد قرأت "كيف ننشئها". السابع: اختلاف اللغة ذاتها مثل الترقيق والفتح والتفخيم، وهذا كله وارد في لسان العرب، ولا يقدح أبدا في قضية حفظ القرآن من التحريف.
وأشار خالد الجندي إلى أن هناك مذهبين للعلماء بخصوص الأحرف السبعة، الأول يعتمد على استقراء أوجه الخلاف في لغات العرب نفسها، والمذهب الثاني يقول إن المراد بهذه الأحرف سبعا من لغات العرب الفصيحة، وهذا يعني أن الله انزل القرآن على سبع لغات مراعيا ما بينها من فوارق لم يألفها بعض العرب.
القراءات السبع متواترة عن الرسول(1/495)
ويشير إلى أن القراءات السبع عرفت بالتواتر، أي النقل بالاسناد المتواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الظاهرة التسجيلية للنصوص لم تتوفر لأمة أخرى. ويقول الجندي موضحا ذلك: القراءة المقبولة هي التي اتفق عليها كل علماء القراءات، وشروطها أن تكون متوافقة مع اللغة العربية ولو بوجه من الوجوه، ومع رسم المصحف الذي كتب في عهد أبو بكر ونسخ في عهد عثمان ولو على سبيل الاحتمال.
ورد خالد الجندي على القول بان هناك ما سقط من القرآن في مصحف عثمان متسائلا: ليأتوا بهذا الذي يدعون سقوطه ثم نزنه بموازين القرآن، فان انطبقت عليه تلك الموازين قبلناه، وبالتالي لا يجب أن يجهد أحد نفسه في نفي شبهة مدع، إنما على الأخير أن يثبت شبهته حتى نقبل ما يقول به.
وأفاض الحديث حول القول بسقوط آيات استدلالا بروايات منسوبة لبعض الصحابة، موضحا أن هؤلاء لا يفهمون اطلاقات كلمة "آية"، فهي تقال عن السنة الكونية وعن الآية القرآنية وعن الحديث النبوي أيضا. وكان الصحابة يطلقون كلمة "آية" قاصدين بها ما قاله النبي لأنهم يعتقدون اعتقادا جازما ونحن كذلك أنه لا ينطق عن الهوى.
وأضاف الجندي: البعض يحاول عن طريق الاستدلال بتلك الروايات اثبات أن هناك كلمات ساقطة، فمثلا في قوله تعالى "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوساط ما تطعمون أهليكم او كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام" وهذه هي الآية "89" من سورة المائدة. يقول البعض أنه في مصحف ابن مسعود هناك زيادة بكلمة "متتابعات".. أي أن الآية تستكمل كالتالي " فصيام ثلاثة أيام متتابعات" وادعى هؤلاء أنه في مصحف أبي بن كعب، جاءت كلمة متتابعات هكذا "فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر متتابعات".(1/496)
ويعقب: هذا مخالف لما ثبت نقله بالتواتر، فكلمة "متتابعات" جاءت في مصحف ابن مسعود، لكنها غير متواترة، وهناك فرق بين المنقول بالشهرة والمنقول بالتواتر، وبالتالي فان ما نقل عن ابي بن كعب هو عن خبر أحاد، ونحن لا نقبل في القرآن أي خبر غير متواتر.
ووجود كلمة "متتابعات" في مصحف ابن مسعود كان من قبيل الايضاح، لأن الصحابة كانوا يكتبون تفسير بعض الكلمات من فم الرسول صلى الله عليه وسلم بجانب الكلمة القرآنية نفسها.
ويشير إلى عدم صحة الروايات المنسوبة لهذين الصحابيين. فمثلا يقال إن أبي ابن كعب أسقط من المصحف دعاء كان يتلى (دعاء القنوت في ما سمي بسورتي الخلع والحفد) وهذا غير صحيح ولم يثبت أن هذا موجود في مصحف أبي بن كعب. وحتى لو افترضنا وجوده فهذا لا يعني أنه قرآن، لأن أي صحابي كان عنده مصحف كان يكتب بجانب الآيات بعض الكلمات والتفسيرات التي ليست من النص القرآني وذلك للايضاح، اضافة إلى ان كلام القنوت المروي عن أبي بن كعب يفتقد الحجة على أنه قرآن منزل، بل هو ضرب من ضروب الدعاء، لأنه لو كان قرآنا لنقل إلينا نقل القرآن.
ويواصل الجندي: يمكن القول أيضا باحتمال كون دعاء القنوت كلاما منزلا ثم نسخ تلاوة ونصا، فما المانع أن يكون من باب المنسوخ، وحكمة هذا الشئ هو التدرج في التشريع وفي الرأفة والرحمة من الله ونقل العباد من حالة إلى حالة أخرى، فمن حق الله أن يغير ويبدل ما أنزل وليس ملزما بأن يظل أول تشريع له ساريا على الخلق، وهنا تتجلى حكمة الناسخ والمنسوخ الذي تم في حياة الرسول بوحي من الله.
مصحف عثمان وآية الرجم
ويؤكد خالد الجندي أن مصحف عثمان الذين بين أيدينا الآن هو المصحف الكامل بغير تحريف أو نقص أو زيادة أو تغيير، وليس فيه كلمة ولا رمز مختلف عن الحالة الأولى التي جمع فيها القرآن ولو كان هذا ممكنا لبطل اعجاز القرآن الكريم، وبطلت المزية التي يتميز بها.(1/497)
وقال: آية الرجم لم تنزل في القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم. مفرقا بين "ذكر مبين" بفتح الباء نزل على الرسول والمعني به القرآن الكريم، و"ذكرمبين" بكسرها والمعني به "السنة"، فلماذا لا تكون هذه الآية من الذكر المبين "بالكسر" وهذا الأخير لم ينتبه إليه أحد ونريد أن نؤلف فيه كتابا، والصحابة كانوا يعلمون هذا وبالتالي لم يتحرجوا أن يطلقوا كلمة "آية" على الحديث النبوي.
وأضاف الجندي: البسملة وردت مرتين في القرآن، الأولى في سورة الفاتحة، والثانية في سورة النمل "انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم" لكنها ليست من القرآن عندما تقرأ قبل كل سورة، فلم يقل أحد بذلك، وعدم قراءتها قبل سورة التوبة سنة عن الرسول، لأننا نقرأ القرآن بالتواتر، فالصحابة قلدوا الرسول في ذلك، ثم التابعون فالأئمة القراء.
ما اعتمد عليه جمع القرآن
وأوضح ان العبرة عند الصحابة كانت بالمحفوظ لا بالمكتوب، والقرآن الكريم حفظ صدرا قبل أن يحفظ سطرا، وقد حفظ في صدر الرسول وهو لا يقرأ ولا يكتب، وهذه اشارة إلى أن المعتمد في جمع القرآن هو ما في الصدر وليس ما في السطر. وكان الشرط ان يأتي الصحابي الحافظ الذي يريد أن يثبت آية من القرآن باثنين من الصحابة يشهدان على صحة ما قاله.
جبريل راجع القرآن المكتوب 24 مرة
وقد كتب القرآن في عهد الرسول، وظلت تلك المكتوبات موجودة بدون تحريف إلى أن تم جمعه في عهد أبي بكر ولكن تلك المكتوبات لم تكن حجة على ما في الصدر. وقال الجندي إن جبريل عندما كان ينزل على الرسول راجع القرآن مكتوبا أربعا، وكان يطلب منه أن يرسل إلى ابن مسعود – أحد كتاب الوحي - بأن يضع آية معينة في سورة معينة وهكذا، وقد أعيد جمع هذه المكتوبات في عهد أبي بكر على نفس الحالة التي كانت في عهد الرسول ثم كتبت في مصحف عثمان.(1/498)
ويفرق خالد الجندي بين كتابة وجمع القرآن. فالكتابة حصلت في عهد الرسول، وجمع محفوظا ومكتوبا في سور في عهد أبي بكر، حيث كان يطلب شاهدين من حفظة القرآن على كل كلمة مكتوبة، ليشهدا أنهما سمعاها من فم الرسول.
أراء د. الجابري
وكان د. محمد عابد الجابري قد قال في مقال والذي نشرته "العربية.نت" نقلا عن صحيفة " الاتحاد" الاماراتية إن موضوع الزيادة والنقصان في القرآن موضوع قديم كثر فيه القيل والقال، متناولا التأويل والنقص والزيادة في الحروف أو الحركات كاختلاف القراءات، والزيادة والنقص في الآية والسورة، والاختلاف حول البسملة، هل هي من القرآن أم لا.
وأضاف الجابري: هذه الأنواع من التحريف واقعة في القرآن ومعترف بها بصورة أو أخرى من طرف علماء الإسلام تحت العناوين التالية: التأويل، الأحرف السبع، القراءات، مسألة البسملة... الخ.
وأشار إلى أن جميع علماء الاسلام من مفسرين ورواة حديث وغيرهم يعترفون بأن ثمة آيات وربما سورا قد "سقطت" أو "رفعت" ولم تدرج في نص المصحف. مواصلا بأن " ما يهمنا هنا هو ما يتصل بمسألة "جمع القرآن"، أعني ما يدخل في نطاق السؤال التالي: هل "المصحف الإمام" -الذي جمع زمن عثمان والذي بين أيدينا الآن- يضم جميع ما نزل من آيات وسور، أم أنه رفعت (أو سقطت) منه أشياء أثناء جمعه؟
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/09/28/27851.htm
---
الراية
10-05-2006, 04:08 PM
كم أوصاني بعضهم بقراءة كتب هذا المخذول http://www.alarabiya.net/Articles/2006/09/28/27851.htm
الشيخ المكرم عمر المقبل
بارك الله فيك ونفع بما كتبت .
ونصيحة من القلب من اخيك الراية
احذر من الذين نصحوك بقراءة كتب الجابري كحذرك من الجابري نفسه.
---
عمر المقبل
10-05-2006, 05:05 PM
أشكرك ـ أخي الراية ـ على نصيحتك ... وأبشرك أنني لم أقرأ له حرفاً واحداً ،وهذا من فضل الله عليّ .(1/499)
بقي أن تعلم أن هذه النصحية جاءتني قبل ست سنوات ،وأتت من أناس أراهم اليوم أصيبوا بما أصيب به كثير من الشباب ...فآل أمرهم إلى : انحراف فكري + رقة في التدين !!
نسأل الله الثبات .
---
محمد سعيد الأبرش
10-06-2006, 04:03 AM
جزاك الله خيراً
قد كنت قرأت هذا المقال في صحيفة الإتحاد في العدد الصادر بتاريخ 26-9-2006 وتعجبت من سماح الصحيفة لهذا الزنديق بنشر مثل هذه الهرطقات والأدهى أن هذه الصحيفة يقرؤها كل من هب ودب والله المستعان
---
أحمد الطعان
10-06-2006, 02:58 PM
ليت الإخوة الأفاضل ينقلون لنا ما قاله الجابري في جريدة الاتحاد بنصه ....
ولكم الشكر ...
فلعل الرجل يشعر أنه لم يحصل على الشهرة المطلوبة التي نالها من هو أقل جهداً منه ... فأراد أن يفجر قضية تكسبه الشهرة بسهولة ويسر وذلك ببضع كلمات يطعن فيها بكتاب الله عز وجل .. سوف نعطيه نحن ما لم يحصل عليه بسنوات من العمل والكتابة
---
الكشاف
10-06-2006, 06:49 PM
الدكتور محمد عابد الجابري ممن أضله الله على علم والعياذ بالله ، وله كتابات كثيرة جداً لكنها منزوعة البركة ، والمعجبون به في بعض جوانب شخصيته يزيد إعجابهم به بقدر قصورهم العلمي في علم الكتاب والسنة وليعذروني إن كان في هذا قسوة عليهم . وإلا فما أغنانا عن القراءة لمثل هذا الرجل الذي لم يهتدِ بنور الوحي لنفسه حتى تجرأ أن يقول مثل هذا الكلام في مقالاته هذه .
وهذا رابط مقالته للدكتور أحمد الطعان
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/09/26/27781.htm
وقد بحثت عن المقالة في جريدة الاتحاد فلم أوفق للعثور عليها وهذا موقع الجريدة لمن أراد البحث بدقة عن المقالة الأصلية
http://www.alittihad.co.ae/channels.php?a=1&channel=1&journal=2006/10/06
---
الراية
10-06-2006, 11:25 PM
لمن احب الاطلاع على شيء من حقيقة هذا الكاتب من خلال الدراسات التي تناولته
فلينظر هذا الرابط من موقع الكاشف(1/500)
http://www.alkashf.net/shkhsyat/14.htm#_ftn1
---
محمد سعيد الأبرش
10-07-2006, 06:44 PM
المقال موجود في موقع تابع لموقع الصحيفة ولكنه خاص بصفحة وجهات نظر!!!!!!!!
وهذا هو
http://www.wajhat.com/
ومن أراد الحصول عليه فليدخل إلى الأرشيف ثم اختار تاريخ 26-9-2006
---
عمر المقبل
01-23-2007, 11:44 PM
من الموافقات الغريبة ، أن يكون هذا الجابري مقتفياً أثر رجل في عصر ابن الأنباري ـ كما نقله عنه الإمام المفسر القرطبي ، فسبحان الله ! (تشابهت قلوبهم) ،وإليك ما ذكره القرطبي في أوائل تفسيره :
قال الإمام أبو بكر محمد بن القام بن بشار بن محمد الأنباري: ولم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون من شرف القرآن وعلو منزلته، ما يوجبه الحق والإنصاف والديانة، وينفون عنه قول المبطلين، وتمويه الملحدين وتحريف الزائغين، حتى نبع في زماننا هذا زائغ زاغ عن الملة وهجم على الأئمة بما يحاول به إبطال الشريعة التي لا يزال الله يؤيدها، ويثبت أسها، وينمي فروعها، ويحرسها من معايب أولى الجنف والجور، ومكايد أهل العداوة والكفر.
فزعم أن المصحف الذي جمعة عثمان رضى اله عنه - باتفاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على تصويبه فيما فعل - لا يشتمل على جمع القرآن، إذ كان قد سقط منه خمسمائة حرف، قد قرأت ببعضها وسأقرأ ببقيتها، فمنها: " والعصر ونوائب الدهر " فقد سقط من القرآن على جماعة المسلمين " ونوائب الدهر ".
ومنها: " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس وما كان الله ليهلكها إلا بذنوب أهلها ".
فادعى هذا الإنسان أنه سقط على أهل الأسلام من القرآن: " وما كان الله ليهلكها الإبذنوب أهلها "، وذكر مما يدعى حروفا كثيرة.(1/501)
وادعى أن عثمان والصحابة رضى الله عنهم زادوا في القرآن ما ليس فيه، فقرأ في صلاة الفرض والناس يسمعون: " الله الواحد الصمد " فأسقط من القرآن " قل هو " وغير لفظ " أحد " وادعى أن هذا هو الصواب عليه الناس هو الباطل والمحال، وقرأ في صلاة الفرض " قل للذين كفروا لاأعبد ما تعبدون " وطعن في قراءة المسلمين.
وادعى أن المصحف الذي ف يأيدينا اشتمل على تصحيف حروف مفسدة مغيرة، منها: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (1) " فادعى أن الحكمة والعزة لايشاكلان المغفرة، وأن الصواب: " وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم ".
وترامى به الغى في هذا وأشكاله حتى ادعى أن المسلمين يصحفون: " وكان عند الله وجيها " والصواب
الذي لم يغير عنده: " وكان عبدا لله وجيها "، وحتى قرأ في صلاة مفترضة على ما أخبرنا جماعة سمعوه وشهدوه: " لا تحرك به لسانك أن علينا جمعه وقراءته فإذا قرأناه فاتبع قراءته ثم إن علينا نبأ به ".
وحكى لنا آخرون عن آخرين أنهم سمعوه يقرأ: " ولقد نصركم الله ببدر بسيف علي وأنتم أذلة ".
وروى هولاء أيضا لنا عنه قال: " هذا صراط على مستقيم ".
وأخبرونا أنه أدخل في آية من القرآن مالا يضاهى فصاحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يدخل في لسان قومه الذين قال الله عزوجل فيهم: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه " فقرأ: " أليس قلت للناس " في موضع: " أأنت قلت للناس " وهذا لايعرف في نحو المعربين، ولا يحمل على مذاهب النحويين، لأن العرب لم تقل: ليس قمت، فأما: لست قمت، بالتاء فشاذ قبيح خبيث ردئ، لأن ليس لا تجحد الفعل الماضي، ولم يوجد مثل هذا إلا في قولهم: أليس قد خلق الله مثلهم، وهو لغة شاذة لا يحمل كتاب الله عليها.....
ثم ساق شيئاً كثيراً من هذيانه ، ثم قال :(1/502)
قال أبو بكر: وفي قوله تعالى " أنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " دلالة على كفر هذا الإنسان، لأن الله عزوجل قد حفظ القرآن من التغيير والتبديل، والزيادة والنقصان، فإذا قرأ قارئ: " تبت يدا أبي لهب وقد تب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب ومريته حمالة الحطب في جيدها حبل من ليف " فقد كذب على الله جل وعلا وقوله ما لم يقل، وبدل كتابه وحرفه، وحاول ما قد حفظه منه ومنع من اختلاطه به، وفي هذا الذي أتاه توطئة الطريق لأهل الإلحاد، ليدخلوا في القرآن مايحلون به عر الإسلام، وينسبونه إلى قوم كهولاء القوم الذين أحالوا هذا بالأباطيل عليهم.
وفيه إبطال الإجماع الذى به يحرس الإسلام، وبثباتة تقام الصوات، وتؤدي الزكوات وتتحرى المتعبدات.
وفي قول الله تعالى: " الر كتاب أحكمت آياته " دلالة على بدعة هذا الإنسان وخروجه إلى الكفر، لأن معنى " أحكمت آياته ": منع الخلق من القدرة على أن يزيدوا فيها، أو ينقصوا منها أو يعارضوها بمثلها، وقد وجدنا هذا الإنسان زاد فيها: وكفى الله المؤمنين القتال بعلى وكان الله قويا عزيزا.
فقال في القرآن هجرا، وذكر عليا في مكان لو سمعه يذكره فيه لأمضى عليه الحد، وحكم عليه بالقتل.
وأسقط من كلام الله " قل هو " وغير " أحد " فقرأ: الله الواحد الصمد. ... ـ إلى أن قال ـ :(1/503)
ويقال لهذا الإنسان ومن ينتحل نصرته: أخبرونا عن القرآن الذي نقرؤه ولا نعرف نحن ولامن كان قبلنا من أسلافنا سواه، هل هو مشتمل على جميع القرآن من أوله إلى آخره، صحيح الألفاظ والمعاني عار عن الفساد والخلل ؟ أم هو واقع على بعض القرآن والبعض الآخر غائب عنا كما غاب عن أسلافنا والمتقدمين من أهل ملتنا ؟ فإن أجابوا بأن القرآن الذي معنا مشتمل على جميع القرآن لا يسقط منه شئ، صحيح اللفظ والمعاني، سليمها من كل زلل وخلل، فقد قضوا على أنفسهم بالكفر حين زادوا فيه " فليس له اليوم هاهنا حميم وليس له شراب إلا من غسلين من عين تجري من تحت الجحيم " فأي زيادة في القرآن أوضح من هذه، وكيف تخلط بالقرآن وقد حرسه الله منها ومنع كل مفتر ومبطل من أن يلحق به مثلها، وإذا تؤملت وبحث عن معناها وجدت فاسدة غير صحيحة، لا تشاكل كلام الباري تعالى ولا تخلط به، ولا توافق معناه، وذلك أن بعدها " لا يأكله إلاالخاطئون " فكيف يؤكل الشراب، والذي أتى به قبلها: فليس له اليوم هاهنا حميم وليس له شراب إلا من غسلين من عين تجري من تحت الجحيم لا يأكله إلا الخاطئون يؤكل.
انتهى المقصود من ذلك ...
نعوذ بالله من الخذلان ،ونسأله أن يميتنا معظمين لكتابه ،وشرعه .
---
عبدالرحمن الشهري
01-24-2007, 12:57 AM(1/504)
أحسنت بارك الله فيك أبا عبدالله ، والأمر في شأن الشبهات كما تفضلتم يكرر اللاحق قول السابق بنصه أو بمعناه ، ولذلك فالرد على اللاحق كالرد على السابق سواء ، وتحضرني مقولة جميلة للجاحظ في كتابه في الرد على النظام وقوله بالصرفة ، حيث قال :(فكتبت لك كتابا أجهدت فيه نفسي وبلغت منه أقصى ما يمكن مثلي في الاحتجاج للقرآن والرد على كل طعان فلم أدع فيه مسألة لرافضي ولا لحديثي ولا لحشوي ولا لكافر مباد ولا لمنافق مقموع ولا لأصحاب النظام ولمن نجم بعد النظام ممن يزعم أن القرآن خلق وليس تأليفه بحجة وأنه تنزيل وليس ببرهان ولا دلالة" الرسائل : خلق القرآن (1/287). ففي معنى قوله (ولمن نجم بعد النظام) أنهم يكررون شبهات من قبلهم ، والرد عليهم جميعاً برد واحد . وأجمل منه عبارة الرافعي في أول كتابه (تحت راية القرآن) فقد ذكر كلاماً قريباً من هذا لعلي أتذكر نقله في وقت لاحق ، أو يتفضل أحد الأعضاء بذلك مشكوراً .
وكتاب ابن الأنباري هذا الذي نقل منه القرطبي كلامه في تفسيره عنوانه : الرد على من خالف مصحف عثمان ، وهو من كتب ابن الأنباري المفقودة ، وقد قام بجمع النصوص المتوافرة منه الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في بحث نشره في مجلة الحكمة في عددها التاسع من ص 223- ص 240 ، وقد بسط البحث في هذا الموضوع في أربعة مباحث :
الأول : المقصود بمصحف عثمان.
الثاني : قصة مخالفة مصحف عثمان.
الثالث : جهود ابن الأنباري في علوم القرآن ، مع اعتناء خاص بكتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان).
الرابع : نصوص من كتاب (الرد على من خالف مصحف عثمان) عرض وتحليل.
والعودة إليه نافعة إن شاء الله ، وبحسبي هنا الإشارة ، وقد ذكر الدكتور غانم أن تفسير القرطبي هو المصدر الذي عول عليه في تجميع متفرقات نصوص هذا الكتاب المفقود ، وقد سبق في مشاركة أخرى بعنوان :(1/505)
من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته ؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4905)
أن كتاب المباني هذا من المصادر الجيدة التي اشتملت على كثير من نصوص كتاب ابن الأنباري هذا فلعله يظهر لنا بعد تحقيقه ما يسد هذا النقص في كتاب ابن الأنباري بإذن الله .
---
عبدالرحمن الشهري
01-25-2007, 08:52 AM
وأجمل منه عبارة الرافعي في أول كتابه (تحت راية القرآن) فقد ذكر كلاماً قريباً من هذا لعلي أتذكر نقله في وقت لاحق .
يقول الرافعي في تنبيه بين يدي كتابه البديع (تحت راية القرآن) :
نلفت القراء إلى أننا في هذا الكتاب إنما نعمل على إسقاط فكرةٍ خطرة ، وإذا هي قامت اليوم بفلان الذي نعرفه فقد تكون غداً فيمن لا نعرفه ، ونحن نرُدُّ على هذا وعلى هذا بردٍّ سواء ، لا جهلُنا من نجهله يُلطِّف منه ، ولا معرفتنا من نعرفه تبالغ فيه .
والفكرة لا تُسمَّى بأسماء الناس ، وقد تكون لألف سنةٍ خلت ثم تعود بعد ألف سنة تأتي ، فما توصف من بعدُ إلا كما وصفت من قبلُ ما دام موقعها في النفس لم يتغير ، ولا نظنه سيأتي يوم يذكر فيه إبليس فيقال : رضي الله عنه .
ونحن مستيقنون أَنْ ليس في جدال من نجادلهم عائدةٌ على أنفسهم ، إذ هم لا يضلون إلا بعلمٍ وعلى بينة !
فمن ثم نزعنا في أسلوب الكتاب إلى منحى بياني نديره على سياسة من الكلام بعينها ، فإن كان فيه من الشدة أو العنف أو القول المؤلم أو التهكم ، فما ذلك أردنا ، ولكنا كالذي يصف الرجل الضال ليمنع المهتدي أن يضل ، فما به زجرَ الأول بل عظة الثاني ، ولهذا في مناحي البيان أسلوب ولذلك أسلوب غيره)
رحمه الله وغفر له ما أبلغه ، وما أوقعه على دقيق المعاني ، وإنه لإمام من أئمة البيان في العربية لم ار له نظيراً في القديم ولا الحديث ، وقد نفع الله بكتبه في زمانه وبعد زمانه نفعاً كبيراً ، فسبحان الله المعطي .
---
أبو بيان
01-26-2007, 09:11 PM(1/506)
من أحسن ما كُتِب عن هذا الرجل بعلم وعدل هذه المقالة:
مراجعات
العقل العربي بين الواقع والأمل ..
قراءة في فكر د/ محمد عابد الجابري
عبدالعزيز بن محمد الوهيبي
هل يمكن بناء نهضة بعقل غير ناهض .. عقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته ، ومفاهيمه ، وتصوراته ، ورُآه .. ؟ ! ثم لماذا لم تتطور أدوات المعرفة (مفاهيم ، مناهج ، رُؤى .. ) في الثقافة العربية (الإسلامية) خلال نهضتها في « القرون الوسطى » إلى ما يجعلها قادرة على إنجاز نهضة فكرية وعلمية مطردة التقدم ، على غرار ما حدث في أوربا ابتداءً من القرن الخامس عشر (الميلادي) . !
تلك هي الإشكالية التي شغلت ذهن المفكر المغربي د/ محمد عابد الجابري ، ودفعته إلى إصدار دراساته المتنوعة حول كثير من قضايا الفكر الإسلامي التي منها : « نحن والتراث » صدر عام 1980م و « الخطاب العربي المعاصر » صدر عام 1982م و « نقد العقل العربي » الذي بدأ صدور أجزائه عام 1986م . ولعل أهم هذه الدراسات وأكثرها ثراءً ، الدراسة الأخيرة التي جاءت في ثلاثة أجزاء ، كان الأول منها عن « تكوين العقل العربي » والجزء الثاني عن « بنية العقل العربي » والجزء الثالث عن « العقل السياسي » .
والجزء الأول والثاني ، أكثر أهمية في نظري من الجزء الثالث الذي درس نشأة الدولة في الإسلام ، وتطورها ... وحاول المؤلف فيه إبراز ما أسماه المحددات التي بقيت تحكم هذه الدولة في مختلف مراحل مسيرتها الطويلة هذه المحددات حصرها المؤلف من وجهة نظره في ثلاثة جوانب لا تتجاوزها وهي : العقيدة ، والقبيلة ، والغنيمة ... وأحسب أنه لايزال في هذا الموضوع العقل السياسي زيادة لمستزيد ولم يكن تناول المؤلف لهذا الموضوع كافياً ولا شافياً .(1/507)
لاحظ الجابري ، عندما درس « بنية العقل العربي » أن التصنيف الشائع القديم للعلوم الإسلامية بتقسيمها إلى علوم نقلية وأخرى عقلية ، أو علوم دين وعلوم لغة ، أو علوم العرب وعلوم العجم ، لاحظ أن هذه التصنيفات لا تقوم إلا على اعتبار المظاهر الخارجية وحدها ، والتي تذكرنا بالتصنيف القديم للحيوانات حسب مظاهرها الخارجية وحدها : إلى حيوانات برية ومائية وبرمائية ، لكننا بحاجة إلى تصنيف جديد للعلوم الإسلامية كما ظهر التصنيف الجديد للحيوانات إلى فقريات ولا فقريات ؛ الأمر الذي فتح أمام علم البيولوجيا آفاقا جديدة خصبة وعميقةً .
لقد كان عمل الجابري في هذا البحث « نقد العقل العربي » محاولة للكشف عن هذا التصنيف الجديد ، محاولة لدراسة البنية الداخلية للفكر الإسلامي ، وإعادة التصنيف على أساس لا يؤخذ فيه بعين الاعتبار سوى البنية الداخلية للمعرفة : آلياتها ووسائلها ومفاهيمها الأساسية . من هذا المنطلق جاء التقسيم الجديد عند المؤلف للعلوم الإسلامية وتيارات التفكير الإسلامي إلى ثلاثة علوم أساسية هي :
علوم البيان : وتشمل الفقه وأصوله وعلم الكلام وعلوم اللغة .
علوم البرهان : وتشمل الفلسفة وخصوصاً فلسفة أرسطو !
علوم العرفان : وتشمل التشيع والتصوف والفلسفة الإشراقية .(1/508)
كان الإمام الشافعي هو المؤسس للمنهج في العلوم البيانية ، وكتابه « الرسالة» يعتبر « قواعد المنهج » للفكر الإسلامي ، كما وضع ديكارت « قواعد المنهج » للفكر الفرنسي والأوروبي الحديث ، وقد لخص رحمه الله تلك القواعد بقوله : « ليس لأحد أبداً أن يقول في شيء حل ولا حرم إلا من جهة العلم ، وجهة العلم: الخبر في الكتاب أو السنة ، أو الإجماع ، أو القياس (الرسالة : 39) فجهة العلم بناء على هذا النص محصورة في أحد سبيلين : النص (من كتاب أو سنة أو إجماع) أو القياس (الذي هو إلحاق فرع بأصل لاتحادهما في العلة) فقياس التمثيل إذن هو الآلية المفضلة عند الفقهاء ، وهو الأسلوب الذي يحكم منهجهم في التفكير .. وعن الفقهاء انتقل المنهج إلى المتكلمين وعلوم النحو والبلاغة مُشَكّلاً بذلك مدرسة البيانيين .
أما علوم العرفان وهي العلوم التي يقدم فيها العقل استقالته فتبدأ مع بداية الترجمة ، عندما أمر خالد بن يزيد بن معاوية (ت 85 ه) بترجمة كتب الكيمياء ، والتنجيم ، وكتب الطب اليونانية والقبطية ، تلك الكتب التي تقدم رؤية هرمسية غنوصية للكون والإنسان ، ثم كان لجابر بن حيان دور في نشر هذه النظرة الهرمسية ، وشاركه في مثل هذا الدور الطبيب الرازي ،(1/509)
أما في المجال العقائدي فقد كان الشيعة أول من تهرمس في الإسلام ، ولم تسلم الجهمية هي الأخرى من هذا التلوث وكذا الصوفية ، ثم جاء بعد ذلك دور التيارات الباطنية ممثلة في إخوان الصفا وفلسفة ابن سينا ، التي تزعمت التيارات الباطنية الإشراقية ، ثم غدت بعد ذلك طابعاً عاماً لكثير من التيارات المنحرفة التي كان مدار التفكير فيها والمنهج المفضل للوصول إلى المعرفة قائماً على أساس الكشف والعرفان والإشراق الذوقي الباطني ، وبخلاف كثير من الباحثين يرى المؤلف أن هذا الاتجاه لم يكن رد فعل ضد تشدد الفقهاء ، ولا ضد جفاف الاتجاه العقلي عند المتكلمين ، كلا ، لقد ظهر هذا النظام قبل أن تتطور تشريعات الفقهاء ، ونظريات المتكلمين إلى ما يستوجب قيام رد فعل من هذا القبيل ، لقد كان هذا التيار نتيجة لمحاولة عناصر معادية للفكر الإسلامي وللدولة الإسلامية قادته عناصر من الزنادقة وأتباع الديانات الوثنية ؛ من أجل تقويض البناء الفكري والسياسي للدولة الإسلامية .
هذا عن البيان والعرفان ... أما عن البرهان فيذكر المؤلف تبعاً لما يراه المستشرق كارل بروكلمان أن المأمون (198-218 هـ) إنما أمر بترجمة الفلسفة اليونانية لمواجهة العرفان المانوي الغنوصي الذي اعتمده الشيعة والزنادقة لمواجهة الدولة الإسلامية ، لقد كان الكندي (185-252 هـ) هو أول فيلسوف عربي حيث أكد على أن المعرفة إنما تكون حسية أو عقلية أو إلهية أداتها الرسل المبلغة عن الله ، وهو بذلك يرفض العرفان الشيعي الصوفي ، ثم جاء بعده الفارابي (260- 339 هـ) الذي حاول « الجمع بين الحكيمين » ، أرسطو وأفلاطون محاولا « التوفيق » بين تيارت الفلسفة اليونانية المختلفة ، متوصلاً بذلك إلى أن العرفان إنما هو ثمرة للبرهان .(1/510)
لقد بقيت مدرسة بغداد كما يرى المؤلف من المأمون وحتى الخليفة القادر (381-22 هـ) مركزاً علمياً مخلصاً لاستراتيجية المأمون الثقافية القائمة على الارتكاز على أرسطو ، ومنطقه وعلومه في الحرب ضد الإسماعيلية العرفانية الهرمسية ، ثم تسلم بعد ذلك ابن رشد الراية عنهم ، وهو المفكر الذي احتفظ بصورة فلسفة أرسطو نقية كما جاءت عنه ، رافضاً إضافات الفارابي وابن سينا إلى هذه الفلسفة . هكذا تشكلت الدوائر الثلاث البيانية والعرفانية والبرهانية في الفكر الإسلامي ، لكنها لم تدم مستقلة بعضها عن بعض طوال الوقت ، لقد حصل تدريجيا تداخل بين هذه التيارات ... فلقد حاول ابن سينا تأسيس « العرفان » على « البرهان »، وذلك بالبحث في الفلسفة عن أسانيد للرؤية الهرمسية للكون والإنسان وعلاقتهما بالإله . كما حاول الغزالي تأسيس « البيان » على « العرفان » ، وذلك بالتشكيك في كل قيمة للمعرفة الحسية والتجريبية والعقلية ، متوصلاً بذلك إلى تفضيل طريقة « الكشف » والإلهام باعتبارها طريق اليقين الوحيد . بينما حاول ابن حزم تأسيس « البيان » على « البرهان » وذلك برفض قياس الفقهاء التمثيلي ، ومحاولة اعتماد البرهان المنطقي الأرسطي المبني على مقدمتين ينتج عنهما نتيجة ضرورية يقينية ، وتابعه على ذلك الشاطبي بعض المتابعة في محاولته لتأسيس فقه المقاصد . أما ابن رشد ، فقد سن محاولات الخلط بين هذه الحقول ، ورأى أن الشريعة صنو الحكمة وأختها الرضيعة ، وأن لا سبيل للبرهنة من أحدهما على الأخرى ... وهي نتيجة توصل إليها أبو سليمان المنطقي من قبل ، لكن كان لابن رشد فضل بلورتها وتوضيحها .(1/511)
المؤسف كما يرى الجابري أن محاولة ابن رشد جاءت متأخرة فلم تلق أُذناً صاغية ممن جاء بعده من المفكرين ، بل كان النصر « للعقل المستقيل » في الحركة الصوفية والشيعية ، كما كان النصر حليفاً لاختلاط الأنهر عند المتكلمين الذي ظهر بظهور الرازي حيث قام تلميذه (الإيجي) بعد ذلك بوضع الصورة النهائية لعلم الكلام في كتابه « المواقف » حيث يختلط فيه « البيان » بـ « البرهان » بـ« العرفان » وبذلك ظهرت أزمة الأسس في الفكر الإسلامي ، وتشفي الحقيقة ثم ساد بعد ذلك الجمود والتقليد ، وتحريم الاجتهاد والنظر العقلي .
*** هذا عرض سريع لموضوع كتابي « بنية العقل العربي » و « تكوين العقل العربي » نأتي بعده إلى سؤال مهم :
تُرَى ما هي المدرسة التي يتبناها الجابري بين هذه المدارس المختلفة ، والتي يبشر بها ويدعو إليها ؟ !
ثم ما هو المقياس الذي اعتمده في قبول أو رفض هذه التيارات ، وما هي الخلفيات الفكرية والاعتقادية التي كانت تحكم نظرته نحو مختلف المدارس الفكرية .. ؟ !
قبل الشروع في الإجابة على هذه الأسئلة ، لابد من الإشارة إلى ظاهرة لا تخفى على القارئ لمختلف الإصدارات التي كتبها الجابري ؛ ألا وهي رغبته الدائمة في عدم الكشف عن توجهاته الفكرية بشكل سافر ... اتضح هذا جلياً في حواره مع « حسن حنفي » في كتاب « حوار المشرق والمغرب » حيث سود صفحات في بيان رغبة القراء في كشف القناع عن الخلفيات الأيديولوجية التي تحكم من يقرؤن له ، ومع ذلك فلم يحدد توجهاته بوضوح ... ! ! الذي يظهر لي أن حرص الكاتب على عدم إظهار توجهه الفكري يرجع إلى أحد سببين هما :
*إما أنه لا يزال في مرحلة التأمل والبحث والنظر ، فلم يحدد بعد توجهاته الفكرية .
*أو أن الباحث يرغب في نشر إنتاجه الفكري بين مختلف الأوساط دون عوائق تصنيفية تلحق به الضرر عند من لا يوافق على توجهه الفكري .(1/512)
على أي حال ، فإنه يمكن من خلال التتبع لمختلف دراساته تَبَيّنَ خطوط رئيسة في خياراته الفكرية نشير إلى شيء منها ها هنا : بادئ ذي بدء ، لا يخفي الكاتب انحيازه للعقلانية حيث يقول : « ... نحن نصدر عن موقف نقدي ينشد التغيير ، من التحرك من موقع أيديولوجي واعٍ ، أي لا بد من الصدور عن موقف تاريخاني ( ؟ ) ، موقف يطمح ليس فقط في اكتساب معرفة صحيحة بما كان ، بل أيضاً إلى المساهمة في صنع ما يتبقى أن يكون ، وهو بالنسبة للمجال الذي نتحرك فيه : الدفع بالفكر العربي في اتجاه العقلنة ، اتجاه تصفية الحساب مع ركام ولا نقول رواسب اللامعقول في بنيته. (تكوين العقل العربي : ص 52) ... « لأن موضوعنا هو العقل ، ولأن قضيتنا التي ننحاز لها هي العقلانية » (التكوين : ص 7) . تبني العقلانية ، والدفاع عنها ، والتنويه برموزها كان هدف الجابري الذي لا يخفيه في عامة دراساته التي أصدرها ... لكن العقلانية بأي معنى .. ؟ ! انه لا يوجد صراحة من يعلن الحرب على العقل والعقلانية [1] لكن الاختلاف يظهر عندما يتحدد المقصود بالعقلانية ... فما هي يا ترى العقلانية التي يدعو إليها الباحث ، وينافح عنها .. ؟(1/513)
من خلال الرموز الذين دافع عنهم الجابري يمكن تلمس ملامح تلك العقلانية ، وسماتها الأساسية . لقد عرض الباحث فكر أرسطو في « بنية العقل العربي » (ص 384) دون أن يتحفظ على شيء مما جاء فيه ، كما اعتبر الفارابي الذي يسمى « المعلم الثاني » اعتبره هو الذي أعاد تأسيس العقلانية في الإسلام ؛ نظراً لكونه أول من درس المنطق الصوري كاملاً ، وقد تغافل الباحث عن الجوانب الغنوصية في فكره ولم يعطها وزنها الذي تستحقه ، نظراً لأنه كما يقول جعل « العرفان » ينتج عن « البرهان » ، كما تبنى هجوم ابن حزم على القياس باعتباره منهجاً في البحث لا يفضي إلى اليقين ، واعتبر المنهجية الظاهرية الحزمية في الأصول أمتن من منهجية البيانيين وأقوم ، وكذا أعجب بمنهجية الشاطبي في الموافقات ، حيث بنى الأصول على المقاصد التي تعرف باستقراء أدلة الشرع ... لكن الشخصية الإسلامية التي تحتل قيمة لا منازع لها عند الجابري هي شخصية ابن رشد ... إن الخطاب الرشدي يبنى كله على النظر إلى الدين والفلسفة كبناءين مستقلين ، يجب أن يبحث عن الصدق فيهما داخل كل منهما وليس خارجه ، والصدق المطلوب هو صدق الاستدلال ، وليس صدق المقدمات ، ذلك أن المقدمات في الدين كما في الفلسفة ، أصول موضوعة يجب التسليم بها دون برهان : فإذا كانت الصنائع البرهانية ، في مبادئها المصادرات والأصول الموضوعة ، فكم بالحري أن يكون ذلك في الشرائع المأخوذة من الوحي والعقل . (تهافت التهافت 2/ 869) ، ولذلك « فإن الحكماء من الفلاسفة لا يجوز عندهم التكلم ولا الجدال في مبادئ الشرائع ، وذلك أنه لما كانت لكل صناعة مبادئ ، وواجب على الناظر في تلك الصناعة أن يسلم لمبادئها ، ولا يتعرض لها بنفي ولا إبطال ؛ كانت الصناعة العملية الشرعية أحرى بذلك ... » (التهافت 2/791) .(1/514)
علامَ تدل هذه الكلمات ؟ ! اعتبار الشريعة نسقاً مغلقاً لا يمكن الاستدلال عليه من خارجه ؛ ألا يعني هذا أن الدين تسليم دون استدلال ؟ ! وإذا صح هذا فكيف يمكن التمييز بين الدين الصحيح والزائف ؟ ! ألا تحمل هذه الكلمات بذوراً علمانية خطيرة ؟ !
يعلق الجابري على منهج ابن رشد بقوله : « كانت الرشدية قادرة على طرق آفاق جديدة تماماً ، وهذا ما حدث بالفعل ، ولكن في أوروبا حيث انتقلت وليس في العالم العربي حيث اختنقت في مهدها ، ولم يتردد لصيحتها الأولى صيحة الميلاد أي صدى إلى اليوم .. » بنية العقل العربي : ص 323) أي صدى تردد في أوروبا ، إنه الصدى الذي تبنى العلمانية منهاجاً ، وجعل من الدين مواضعات اجتماعية وأخلاقية خاصة ، فمن تبنى العلمانية منهاجاً وجعل من الدين مواضعات اجتماعية وأخلاقية خاصة ، فمن شاء أن يلتزم بها فله ذلك ومن لم يشأ فلا جناح عليه ! ! أما أن يتدخل الدين في صياغة المنهج السياسي أو الاقتصادي ، أو العلاقات الخارجية ، فكلا ، ليس ذلك للدين وإنما هو للعقل البشري المجرد .. ! ! هل يريد الجابري هذه النتيجة .. ؟ ! من العدل أن نقول إنه لم يصرح بهذا في هذه الكتب ... لكن القارئ بسوء نية يمكنه أن يفهم ذلك .
** ملاحظات ومراجعات :
رغم الجهد الضخم الذي بذله الجابري في إعداد هذا المشروع الفكري مستفيداً في ذلك ممن سبقه من الباحثين ، مسلمين كانوا أو مستشرقين أو ماركسيين .. إلخ ؛ فإن المرء لا يسعه إلا أن يتبنى موقفاً مغايراً لما تبناه المؤلف في كثير من المواضع في تلك الكتابات ، نقف في هذا العرض عند بعض منها :(1/515)
*من الملفت للنظر في هذا المشروع النقدي ، أنه في غمرة حماسته للفلسفة الأرسطية ، قد غض الطرف عن النقد الجوهري المتين الموجه قديماً وحديثاً لهذه الفلسفة ، سواء أكان ذلك في المنطق الذي يحكمها أو في النتائج والرؤية التي تنتج عنها ، حتى أن العلم الحديث لم يتمكن من تحقيق فتوحاته العظيمة حتى تحرر من أسرها ، والمؤلف خبير بالمنهج العلمي الحديث في البحث والتفكير ، حيث وضع فيه كتاباً في جزأين تحت عنوان « فلسفة العلوم » ، ظهر له من خلالهما البون الشاسع بين التفكير العلمي الحديث والمنهج الأرسطي القاصر فلماذا يا تُرَى جعل الباحث المنهج الأرسطي معياراً للحكم على فكر هذا العالم أو ذاك بالتقدم أو التخلف ، بالعقلانية أو عدمها ؟ ! حقيقةً .. لا يظهر لي سبب واضح وراء هذه الحماسة والاندفاع .(1/516)
*رغم أن الجابري لم يبد عداءً نحو منهج البيانيين (فقهاء وأصوليين ولغويين) فهو في ذات الوقت لم يحدد موقفاً واضحاً من القضايا التي أثاروها ولم يبد انحيازاً مع تلك الطروحات أو ضدها ، وهو موقف غريب غير مبرر . ومن المسائل ذات الدلالة في هذا الموضوع أن ابن تيمية رغم مساهمته الثرية والعميقة في كل القضايا التي أثارها المؤلف في كتاباته ، لم يلق أي اهتمام يستحق الذكر مقارنةً بغيره من الشخصيات التي برزت في علم الأصول أو علم الكلام أو الفلسفة ... إلخ . ورغم عدم تحيزنا للأشخاص ، فإنه يمكن اعتبار هذه الظاهرة ذات دلالة لا تخفى ، حيث أن ابن تيمية يشكل ربما الصورة الأخرى لابن رشد ... فرغم اطلاعه الواسع على الفلسفة بمختلف تياراتها ، ودخوله في جدل عميق مع مختلف طروحاتها ، إلا أنه ظل على إيمان عميق لا يتزعزع بأن العقل لا يعارض النقل ولا يُضادّه ، وأن أكمل مناهج التفكير العقلي ، إنما هي تلك التي دعى إليها النقل وحث عليها . فهو بخلاف ابن رشد يؤمن بأن مبادئ الشرائع يمكن فحصها والاستدلال لها بالعقل ، كما أن مقدمات الفلسفة هي الأخرى تخضع للفحص العقلي والنقلي ؛ وذلك هو الموقف العلمي الصحيح ، وإلا كيف لمسلم أن يتورط بالقول بأزلية العالم ؟ ، وذلك مخالف لمسلمة قطعية من مسلمات الدين وهي الاعتقاد بأن هذا العالم مخلوق بعد أن لم يكن ! ! كيف لمفكر يحترم نفسه أن يسلم بالرؤية الفلكية الأرسطية ، ويبقى في ذات الوقت محترماً للنص الشرعي مؤمناً بما فيه ، بحجة أن هذه مقدمة فلسفية وتلك مقدمة كلامية شرعية ؟ ! أليس في ذلك تغييباً مقصوداً للوعي ؟ ! وعودة لا تخفى إلى التناقض ؟ !(1/517)
*أشار المؤلف إلى أن منهجية البيانيين المفضلة هي الاستدلال بالشاهد على الغائب ، وهي دعوى غير مسلم بها ، فلقد كان للأصوليين المتقدمين كلام في الاستحسان ، والمصالح ، والاستقراء ، والاستنباط ، وهي طرائق في الفهم والاستدلال مغايرة لقياس الشاهد على الغائب . كما أن للعلماء المسلمين في مجال العلوم الطبيعية ، منهجاً تجريبيا متقدماً حتى إن المسلمين يعتبرون بحق وبشهادة الباحثين الغربيين أنفسهم سبّاقين إلى اكتشاف المنهج التجريبي ، وعنهم أخذته أوروبا في عصر النهضة ، وهي قضية لم يعطها الكاتب حقها من الاهتمام والتقدير الكافيين. هذه مسألة ... والمسألة الأخرى في هذا الصدد حول قيمة المنهج في الوصول إلى الحقيقة ... إن التقدم العلمي الهائل الذي تشهده العلوم التجريبية المعاصرة ، ليس في الحقيقة ناتجاً عن تقدم المنهج إطلاقاً ... إنما هو في الواقع ناتج عن الإمكانات الهائلة التي أودعها الله في هذا الكون ... إنها عظمة الله تتبدى في عظمة خلقه ، وليس ذلك ناجماً عن عظمة المناهج البشرية إن العلم يكتشف الطبيعة (الخلق) وقوانينها (السنن) ولا يخلقها من عدم ... بل إن لبعض علماء الفيزياء المرموقين المعاصرين وهو بول ديفيس البريطاني كتاباً سماه « ضد الطريقة - Against Method » يذكر فيه أن المنهج لم يكن في يوم من الأيام رائداً للبحث العلمي ، بل كان دوماً متخلفاً وتابعاً للبحث العلمي ! ! فالدور الضخم الذي يعطيه الجابري للمنهج يحتاج إلى مراجعة وتدقيق .(1/518)
*في حديث المؤلف عن مرحلة التدوين في العصر العباسي ، أشار إلى ما كتبه ابن المقفع في رسالته التي سماها « رسالة الصحابة » حيث يرى فيها كما يرى محمد أركون إنها ذات نفس علماني واضح ... ! وحجتهم الوحيدة على ذلك : هو أنه لم يستشهد في هذه الرسالة بالقرآن ، ولا بالحديث ولا بأي عنصر آخر من الموروث الإسلامي .. ! والحقيقة أن القارئ لهذه الرسالة لا يجد ذلك النفس العلماني المزعوم ، وإنما غرض ابن المقفع الدعوة لتنظيم الدولة ، وتوحيد القضاء ، منعاً للاختلاط والاضطراب ، وذلك باستخدام سلطة الخليفة دون أي دعوة ظاهرة أو خفية إلى تنحية الشريعة ، أو تقديم بديل عنها ، وهو مطلب لا يوجد أي غبار عليه ، ولا يعتبر مطعناً في صاحبه ! .
*يركز الجابري في دراساته المختلفة على البعد العربي لمناهج التفكير والمدارس التي يحلل إنتاجها ، وهو بعد ليس له مبرر ، ذلك أن هذا التراث شاركت في بنائه وتكوينه عقول مختلفة من شتى الشعوب الإسلامية ، ولم ينفرد العرب في تكوينه ولا تدوينه ، وإنما هو ثمرة لتضافر جهود آلاف من الباحثين المسلمين في شتى التخصصات ، فلعل الكاتب خشي من سوء الفهم عند نقد العقل المسلم ، إذ يفهم بعضهم ذلك بأنه نقد « للمنهج الإسلامي » وليس لمناهج « المفكرين المسلمين » والفرق بعيد بين الأمرين . ورغم وجاهة هذا الاحتمال ، فإنه لا يكفي مبرراً لإضفاء صفة « قومية » على التراث الإسلامي ، ويمكن تلافي مثل هذه المخاطر بالتنبيه عليها في مطلع أو خاتمة مثل هذه الدراسة .(1/519)
*وأخيراً ... رغم النجاح الواضح الذي حالف المؤلف في تعرية تيارات الغنوص ، والعرفان الرافضي والباطني والفلسفي والصوفي ، وكذلك في الكشف عن مناطق الضعف والخلل عند بعض التيارات الأخرى ، إلا أنه في ذات الوقت لم يبلور للقارئ الملامح النهائية للمشروع النهضوي المنشود الذي تتبناه هذه الدراسة وتدعو إليه ... فظاهر أن المؤلف لا يقف موقف الموتور المعادي للموروث الإسلامي ، لكنه في ذات الوقت لم يبشر به ، ويعتبره المخرج مما نعانيه من أزمة على شتى الصُعُد ..
إن الحلول التي قدمها المؤلف في نهاية كتابه عن العقل السياسي وهي :
«1- تحويل القبيلة : إلى تنظيم مدني سياسي اجتماعي : لأحزاب أو نقابات ... الخ ، وفتح الباب لقيام مجال سياسي حقيقي ، تمارس فيه السياسة ويصل بين سلطة الحاكم وامتثال المحكوم .
2- تحويل الغنيمة : إلى اقتصاد ضريبة في إطار اقتصادي إقليمي جهدي وفي إطار سوق عربية مشتركة تفسح المجال لقيام وحدة اقتصادية عربية تنموية .
3- تحويل العقيدة : إلى مجال يسمح بحرية التفكير وحق الاختلاف والتحرر من سلطة الجماعة المغلقة والتحرر من سلطة عقل الطائفة والتعامل مع عقل اجتهادي نقدي » (العقل السياسي : ص 37) .(1/520)
هذه الحلول لا تمثل برنامجاً كافياً مبلوراً للخروج من أزمة التخلف والتبعية والتشرذم ... ولذلك فإنني أدعو الباحث وغيره من الجادين في الرغبة بنهوض هذه الأمة ، ومحاولة استئناف مسيرتها القيادية لذاتها وللناس أدعوهم إلى مراجعة موقفهم من الحل الإسلامي ، واتخاذ موقف أكثر علمية من الموقف الهلامي الذي يتخذه كثير منهم ... لابد لهم لكي يكونوا واقعيين مع أنفسهم أن ينحازوا للخيار الذي لا تقبل الأمة عنه بديلاً ... ألا وهو رفع شعار الحل الإسلامي ، والتبشير به والدعوة إليه والسير الحثيث والفعلي لإنجازه ... {عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين}(المائدة : 25) ... {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون }(البقرة : 138) ... {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس }(الحج : 78) . والحمد لله رب العالمين .
________________________
(1) مما يؤسف له حقاً أن من بين المتمسكين بالنص في الإسلام من يتصور أن الإسلام ضد العقلانية، وأن مقتضى الوفاء للنص يعني الحرب والعداء للعقل ، ولذلك يصفون المخالفين لهم بالعقلانيين ، وهذا خطأ مركب ، فعلماء السلف لم يكونوا يسمون أهل البدع إلا بأهل الأهواء لا أهل العقول ، ولم يكونوا يحاربون العقل أبداً كيف والله تعالى يبين في كتابه الكريم أن هلاك الهالكين إنما كان بسبب ترك النص والعقل ] وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير [ ، وهذه العجالة لا تكفي لتوفية هذا الموضوع حقه .
(**) وفي رأينا أن ذلك الرأي ليس لسيء النية فقط وإنما يفهمه أيضاً حسن النية .
- البيان – عدد 71, ص:74, رجب 1414هـ.
---
(1/521)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل هناك مصحف مكتوب برواية أبي عمرو ؟
---
هل هناك مصحف مكتوب برواية أبي عمرو ؟
---
أحمد الفالح
02-18-2007, 03:33 PM
أرجوا الإفادة ولكم جزيل الشكر .
---
عبدالرحمن الشهري
02-18-2007, 03:43 PM
نعم برواية الدوري عن أبي عمرو بن العلاء البصري رضي الله عنه ورحمه ، وقد طبعت في مجمع الملك فهد رحمه الله ، وهناك مصحف مطبوع في السودان برواية الدوري عن أبي عمرو أيضاً .
---
د. أنمار
02-18-2007, 05:06 PM
وطبعته دار المعرفة بدمشق بألوان التجويد
هاتف 2210269
فاكس 00963112241615
http://easyquran.com/ar/printed.php
وأسرع طريقة أن تنزله من هذا الموقع:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewayat&rewaya=20
بإمكانك تنزيل المصحف كاملا، بأي رواية ثم ستجد الكلمة المخالفة لحفص بلون آخر.
---
أحمد الفالح
02-19-2007, 01:47 AM
بارك الله فيكما
لكن هل هو موجود على الإنترنت على شكل نص ؟
بحيث يستطيع الباحث أن يستفيد منه مثلا في رسالة علمية ، بأن ينسخ منه مباشرة ويلصق .
أرجوا الإفادة ولكم جزيل الشكر ،،،،
---
د. أنمار
02-19-2007, 09:06 AM
جرب
---
(1/522)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال عن شرح الغاية للكرماني
---
سؤال عن شرح الغاية للكرماني
---
المنصور
01-27-2007, 01:21 PM
الإخوة الفضلاء :
السلام عليكم
بلغني أن شرح كتاب الغاية في القراءات لابن مهران لمؤلفه : محمود الكرماني يحقق في الجامعة الإسلامية .
فهل هذه المعلومة صحيحة .
وهل يمكنني الاتصال بالباحث لمن يعرفه أو أي طريق يمكن الوصول به إليه .
وجزاكم الله خيرا .
---
المنصور
01-28-2007, 09:02 AM
للرفع
---
الجكني
04-13-2007, 09:42 PM
عفواً :لم اطلع على هذا إلا الآن ،وهذه فائدة من فوائد "تخصيص هذا العلم بقسم خاص " .
لم يسجل في الجامعة الإسلامية هذا الكتاب حسب علمي إلى الآن .
---
(1/523)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف من القرآن الكريم
---
لطائف من القرآن الكريم
---
المبرِّد
05-02-2006, 06:42 AM
من لطائف القرآن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبدالله صلى الله علية وعلى آلة وصحبة وسلم أجمعين وبعد :
فعندما يعيش المؤمن بقلبه مع كلام الله تعالى متدبراً ومتأملاً يجد أسراراً في التعبير القرآني وكنوزاً ضخمة من اللطائف والإيحاءات يعجز البشر جميعاً عن الإتيان بمثلها مما يجعل صاحب العقل السليم والقلب الواعي يسلم بأنه كلام الله تعالى ولما هممت بالكتابة تزاحمت الخواطر والأفكار فقد تعودت على الانطلاق باللسان أكثر مما يفتح الله به علي . فالمهمة صعبة ولكن استعنت بالله تعالى ودعوت الله مخلصاً أن يوفقني لأنقل لكم ما يفتح الله من فهم وتدبر ولطائف في جمال التعبير القرآني .
وأؤكد بداية أن كل حرف من كتاب الله وضع في موضعه للدلالة على معنى دقيق أراده الله تعالى ولا يمكن أن يؤدى المعنى بغيره ولذلك تجد بعض الكلمات وردت في أكثر من موضع بلفظين مختلفين ويرى البعض أن ذلك مجرد تنوع في الاستعمال , لكن بعد التأمل تدرك أسرارا دقيقة تؤكد على أنه كلام الله تعالى
ومن ذلك قوله تعالى ( http://www.thomala.com/Pic/files/thomala-1146493655.gif) الآية *رقم 99 الأنعام * ,
وقوله تعالى (http://www.thomala.com/Pic/files/thomala-1146493677.gif ) الآية *رقم 141 الأنعام * .
فقد استعمل الحق في الآية الأولى مشتبهاً وفي الآية الثانية متشابهاً فما الفرق ؟ وما السر في ذلك ؟
أقول وبالله التوفيق يرى البعض أن الكلمتين بمعنى واحد وهذا غير دقيق لأنك إذا تأملت تجد أن هناك فرقاً دقيقاً في المعنى بينهما .أراده الله تبارك وتعالى ،ولا يمكن وضع إحداهما مكان الأخرى.(1/524)
فمشتبهاً من الاشتباه والفعل اشتبه أكثر ما يفيد الالتباس والإشكال فأقول هذا الشيء اشتبه علي بمعنى التبس
أما التشابه فأكثر ما يفيد التشابه بين شيئين سواءً أدى ذلك إلى الالتباس أم لم يؤد . إذن هناك فرق بين قولك , هذا الشيء اشتبه بكذا أي التبس . وقولك هذا الشيء تشابه بكذا أي وجد شبه بينهما .
ولو تأملت الآية الأولى التي ورد فيها متشابها لأدركت أن الحق جلت قدرته يبين في سياق الآية الدلالة على قدرته وآياته الباهرة في خلقه , فيتحدث الحق جل وعلا عن المراحل الأولى في إنبات النبات فيشير إلى أنه أنزل من السماء ماء ً فأخرج به نبات كل شيء فأخرج منه خضراً , مشيراً إلى تسلسل عملية النمو والإنبات , والنبات في هذه المرحلة يحتاج إلى دقة تأمل ونظر واعتبار , فهو في مرحلة (( اشتباه )) أي يلتبس نوعه وشكله , ولذا لفت الحق الأنظار بعد أن قال مشتبهاً وغير متشابه
فقال (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه) , فهذه دعوة للتأمل والاعتبار،ولذا لا بد من (متشابها) ثم ختم الآية الكريمة بقوله تعالى ( إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون )(1/525)
أما في الآية الثانية التي استعمل الحق فيها متشابهاً فتجد الحق تبارك وتعالى يبين كمال قدرته في إنشاء الجنات المعروشات وغير المعروشات مبيناً قدرته في إتمام نضج الثمار , ولذا يذكر هنا والنخل والزرع مختلفاً أكله , فكلمة( أكله )تعني أن الثمار قد اكتملت ونضجت وأصبحت صالحة للأكل , ولذا فالثمار هنا متشابهه وليست مشتبهة بخلاف الآية الأولى ولذا قال: بعدها هنا( كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده) , فهذا أمرُ بالأكل , بخلاف الآية الأولى , كان الأمر فيها بالنظر والتأمل , وبعد هذا ألا يدرك صاحب أدنى تأمل أن هنا ك فرقاً بين( مشتبهاً , ومتشابها), وأنه لا يمكن استعمال الكلمة منهما مكان الأخرى ؟ ومن العجيب أن القراء جميعاً اتفقوا على قراءة الكلمتين كل كلمة في موضعها ,بلفظها دون اختلاف وهذا دليل على أن القراءات وحي منزل من عند الله تعالى لا اجتهاد لأحد فيها .
ومن دقة التعبير القرآني أنه في الآية الأولى قال( مشتبهاً وغير متشابه) , وهنا أمر يلفت النظر وهو أنه أثبت الاشتباه , فقال ـ مشتبهاً ـ وعند النفي نفى التشابه فقال ـ وغير متشابه ـ فلماذا لم يقل وغير مشتبه ؟
نقول : تأمل يا أخي هذا السر ـ لأن نفى الاشتباه لا يؤدي إلى نفي التشابه ـ فلو قلت هذا الشيء غير مشتبه علي ـ فلا يعني أنه غير متشابه , بخلاف ما لو قلت ـ هذا الشيء غير متشابه ـ فينفي الاشتباه من باب أولى .والله أعلم
وهناك الكثير من أسرار التأمل والتدبر في كتاب الله تعالى ,
وهذه مجرد مقدمة وأرجو ممن يقرأ هذا ويرد في خاطره بعض الآيات التي يحتاج إلى إيضاحها فليكتب لي وأنا على استعداد بعون الله تعالى وتوفيقه ،للرد عليه للبيان والتوضيح بقدر طاقتي البشرية
وفي النهاية ألا يستحق هذا الكلام المعجز أن نخر لله سجدا خاشعين مقريين أنه كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ؟(1/526)
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين
وإلى لقاء آخر مع بيان إعجاز القرآن الكريم في لطيفة أخرى من اللطائف أستودعكم الله وفي انتظار ردودكم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة وسلم أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
محمود سعد شمس
ملاحظة :آمل عند نقل هذا الموضوع الإشارة إلى مصدره . وهو شبكة ومنتديات بلاد ثمالة .
المصدر اضغط هنا (http://www.thomala.com/vb/show.php?main=1&id=3335&start=0&page=0)
---
(1/527)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عندما سقطت الأسباب 000وركعت الألباب
---
عندما سقطت الأسباب 000وركعت الألباب
---
أبو عبد الرحمن المصري
03-26-2005, 11:18 AM
سلسلة التوحيد العملى
1- اكبر صنم يعبده المسلمون والمشركون معاً
2- فارة تتزوج جملاً
3 – عندما سقطت الأسباب 000وركعت الألباب-
ماذا لو وجدت نفسك تثور بها الشهوات 00وتشتعل فيها اقبح الامنيات 00 وتعجز عن كبح جماحها ؟ بل ماذا لو ان امراة امتلىء قلبها بحبك 00 واشتعل فيها بركان الشغف الى قربك؟ 00 إنك إن تملك نفسك عما تجده فى قلبك من امراة 00 لن تملك نفسك عما تجده فى قلب امراة منك 00 وقد شغفها الحب 00 وتأمرت على طلب القرب 00 وهى صاحبة سطوه 00 وانت صاحب كبوه 00 .
- ماذا لو رايت نفسك وحيداً طريداً شريداً لا اهل 00 ولا مال ولا عمل0 ولا مأوى ؟
- ماذا لو رايت نفسك صاحب مال 00 تستطيع شراء الوديان والجبال 00 وتُسخر به جحافل الرجال 0؟
- ماذا لو ضرب المرض فى اعضاءك ولم يكن احد على الارض فى مثل بلاءك ؟
- ماذا لو غلبك الناس على امرك واصبح كل من على الارض ضدك ؟.
- ماذا لو
- ماذا لو
اعلم اخى الحبيب ان الايام ستتغير عليك بين هذا وذاك وان لم يكن بنفس التفاصيل والاوصاف, لكنها ايام بين طاعة ومعصية 0 بين قوة وضعف 0بين فقر وغنى 0 بين مرض وصحة 0 بين عز وذل 0 بين فرح وحزن 0 بين علم وجهل 0 بين 00000000(1/528)
واعلم اخى الحبيب ان الله تبارك وتعالى يريد بذلك ان يستخرج منك عبودية السراء وعبودية الضراء , وان يسمع نداءك ودعاءك فى كل ذلك , والتوحيد العملى ان نؤمن بذلك وتتوجه اليه فيه فهو القائل "قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير " , فالملك ملكه00 والحكم حكمه 00 والامر امره 00 وفى القران تطبيق عملى من الانبياء عليهم السلام فى التوجه الى الله فهذا يوسف عليه السلام "رب السجن احب الى مما يدعوننى اليه والا تصرف عنى كيدهن اصبوا اليهن واكن من الجاهلين " وأنت لابد إن تعرضت لذلك ان تجئر اليه " ان لم تعصمنى هلكت " وسط امواج الشهوات المتلاطمه ليس لك من ينتشل يدك الغارقة غيره فهل مددت يدك ؟ هل ارتفع منك نداء "من يعصمنى غيرك "؟ وهذا موسى عليه السلام يخرج خائفا يترقب لا مال ولا اهل ولا عمل ولا مأوى "ثم تولى الى الظل فقال رب انى لما انزلت الى من خير فقير فجاءته احداهما تمشى على استحياء قالت ان ربى يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين قال انى اريد ان انكحك إحدى ابنتى هاتين على ان تأجرني ثمانى حج فان اتممت عشرا فمن عندك 000 " توجه الى ربه وهو جالس فى الظل وقبل ان يقوم من الظل جاءه الامان وشقة وعروسة وعقد عمل بثمان سنين 0 يامن تريد عملا يامن تريد زوجة كيف حال توجهك الى الله ؟ولو قلت لى دعوت ولم يستجاب لى فاعلم ان الاجابه مستفيضة فى اللقاءات القادمه
- تأمل سليمان وقد اُعطى المال 00 والجن والرجال00 فتوجه الى ربه " ربى اوزعنى ان اشكر نعمتك التى انعمت على " بينما قارون قال "انما اوتيته على علم عندى" .
- تأمل ايوب وهو ينادى " وايوب اذ نادى ربه انى مسنى اضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له " وكان قد ضاع ماله وحشمة وعيالة ولم يترك له المرض عضوا .(1/529)
- تأمل نوح عليه السلام "ولقد نادانا نوح فلنعمم المجيبون " ,وقال " فدعا ربة انى مغلوب فانتصر ففتحنا ابواب السماء "
- تأمل توجه يونس وابراهيم وزكريا وعيس وباقى الانبياء عليهم السلام فى مواقف متغايره انت تتعرض لها وقد قال تعالى " واذا سألك عبادى عنى فانى قريب اجيب " لكن قال " اجيب دعوه الداع اذا دعان " 000" اذا دعان "000 تأمل " اذا دعان " لهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان " الدعاء من اهم الاسباب" , والناس ياخذون بكل الاسباب الا اهمها تامل ابراهيم عليه السلام يخالف نواميس الاسباب فيترك الاسباب او قل هى تركتة كلها مع ان الشرع امر بها ولم يات منها الا بالدعاء "رب اسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىء فى الارض ولا فى السماء "
- تامل رجل يترك امراة ورضيع فى جبال وسط صحراء ولا زرع ولا ماء ولا بشر ثم ينصرف 00 فتقول "الى من تتركنا با ابراهيم" فيلتف لا يستطيع جوابا ويخفى فى قلبه كل مشاعر اب عاش عمره بلا ولد , ويتمنى الولد فلما جاءه بعد مائة عام يتركه للهلاك (ربنا انك تعلم ما نخفى ) , وتقول له زوجته آالله امرك بهذا ؟ فيقول نعم قالت إذاً لن يُضيعنا 0000 هنا سقطت الاسباب أمام امر الله ولم يبقى الا الدعاء , فدعا ابراهيم وايقنت هاجر ان امر الله لا يُضٍيع , واصبحت رحلة اليقين والاستسلام 00ركن من اركان الاسلام 0(1/530)
- يقال ان هاجر لما اشتد صراخ رضيعها وليس معها ماء ولا غذاء صعدت الصفا لتنظر لعلها تجد طيرا فى السماء00 يدل على الماء00 او سببا من الاسباب ,فلم تجد فنزلت الى المروة وصعدت تنظر فلم تجد كررت ذلك سبع مرات بحثا وطلبا للسبب وصراخ رضيعها يدوى وسط الجبال فلما أعياها البحث وأجهدها التعب وسقطت كل الاسباب نظرت الى السماء وقالت " يارب جف ضرعى " " يارب جف ضرعى " فنزل جبريل فى الحال وضرب الارض بجناحه فانفجر الماء وقال لو دعوتٍنا من اول مرة لاجبناكى .
---
(1/531)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ أبو الأعلى المودوي ومعالم تجديده ....
---
الشيخ أبو الأعلى المودوي ومعالم تجديده ....
---
أبو عمار المليباري
03-13-2004, 11:48 AM
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين . أما بعد :
فهذه سطور أكتبها عن الشيخ أبي الأعلى المودودي رحمه الله . الشيخ من كبار الدعاة والمجددين في العصر الحديث . أسس جماعة إسلامية في الهند تعتبر من أكبر وأنشط الحركات الإسلامية في الهند ، وباكستان ، وبنغلاديش وغيرها من البلدان .
ركز الشيخ على قضية الحاكمية وجدد معالمها التي كادت أن تمحى من عقول المسلمين . الشيخ يدعو المسلمين أن يفهموا الإسلام مفهوماً شاملاً كاملاً ، فالدين كلمة تشمل المجالات المختلفة ، ولأن الله له السلطة المطلقة فينبغي على المؤمن أن يدرك أنه لم يأمر بعبادة قاصرة على المساجد بل تعدو إلى شتى مجالات الحياة .
دعاة الجماعة يجمعون بين التراث القديم والأصول العلمية وبين ما هو جديد مقبول لا يعارض المفهوم الإسلامي المبني على الكتاب والسنة .
التكملة في المقالة الثانية ...
---
(1/532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل كتاب حل المشكلات وتوضيح التحريرات لوكيل مشيخة المقارئ الإسكندرية
---
حمل كتاب حل المشكلات وتوضيح التحريرات لوكيل مشيخة المقارئ الإسكندرية
---
د. أنمار
04-05-2004, 03:01 AM
كتاب
حل المشكلات
وتوضيح التحريرات في القراءات
تأليف
محمد عبد الرحمن الخليجي
وكيل مشيخة مقارئ الإسكندرية
هذا كتاب واجب أن يرى *** ألزم للقارئ من ظلِهِ
غوامض القراء فيه ترى *** واضحة المشكل من حله
ويقول في أوله :
( وبعد ) فيقول العبد الفقير إلى لطف ربه الخفي محمد بن عبد الرحمن الخليجي المقرئ الحنفي : لما كان العويص من مسائل فن القراءات غير مجموع أكثره في بعض الكتب إلا نظما ، على أنه غير متداول بين القارئين لقلة وجوده ، أردت أن أضع كتابا يجمع متفرقه ويبين مغلقه ويحقق طرقه ويوفي شرحه حقه ، فوفقني الله لجمع هذا الكتاب من أمهات الكتب بعد التحقيق التام فجاء بحمد الله وافيا بالمرام ، لم يترك عوصة إلا بينها ، ولا مشكلة إلا حلها ، ولا مجملا إلا فصله ، ولا خفيا إلا بين مااحتمله ، مقتصرا على ماتعلق بالشاطبية والدرة بعبارة واضحة مختصرة ليسهل تناوله ، ويكثر إن شاء الله تعالى تداوله ، وسميته :
( حل الكشكلات وتوضيح التحريرات في على القراءات ) أسأل الله أن ينفع به ، ويجزل الخير لِي بسببه ، إنه سميع مجيب 0 آمين 0
---
د. أنمار
04-05-2004, 05:20 AM
هذه النسخة فيها بعض التعديل فالرجاء من المشرف حذف الأولى والاكتفاء بهذه.
ويظهر أنها غير مكتملة، لكن هذا ما وجدته، ومن عنده بقية الكتاب فلا يبخل علينا به.
حل المشكلات وتوضيح التحريرات (http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=893)
---
فرغلي عرباوي
04-06-2004, 02:44 AM
الله يرضى عليك ويجزاك خير الجزاء
وفي انتظار المزيد
هل عنكم كتاب التيسير للداني(1/533)
ولو كان كذلك أتحفني به للضرورة
---
د. أنمار
04-06-2004, 05:31 PM
بدأ بعض الأفاضل بتحرير التيسير لكن لم يكمله، إن وصلني شيء سأنشره مباشرة
---
(1/534)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تعلم اللغة العربية...شرح مصور مرئى....
---
تعلم اللغة العربية...شرح مصور مرئى....
---
أبو محمد الظاهرى
08-08-2006, 12:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
تعلم اللغة العربية...شرح مصور مرئى....
تعلم اللغة العربية هى لاشك بغية كل واحد منا
فهذه سلسلة محاضرات مرئية لشرح قواعد اللغة العربية وهى للشيخ /محمد حسن عثمان الدكتور فى جامعة الازهر
وتتميز هذه السلسلة بسهولة الشرح ووضوحه وتصلح للمبتدئين وللمستوى المتقدم
ونسأل الله عز و جل ان يعلمنا ما جهلنا وان يبارك لنا فى اوقاتنا
الروابط:
الحلقة الاول:http://ia301312.us.archive.org/1/it...hwlessons/1.wmv
114ميجا
الحلقة الثانية:http://www.archive.org/download/alnahw/2.wmv
32ميجا
الحلقة الثالثه:http://www.archive.org/download/alnahw/3.wmv
103ميجا
الحلقة الرابعه:http://www.archive.org/download/alnahw/4.wmv
83ميجا
الحلقة الخامسة
114ميجا
http://www.archive.org/download/NAHW./5.avi
الحلقة السادسة
114ميجا
http://www.archive.org/download/NAHW./6.avi
الحلقة السابعة
24.5ميجا
http://www.archive.org/download/NAHW./7.avi
الحلقة الثامنة
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../8.avi
الحلقة التاسعة
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../9.avi
الحلقة العاشرة
(73 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../10.avi
الحلقة الحادية عشر
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw../11.avi
الحلقة الثانية عشر
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../12.avi
الحلقة الثالثة عشر
(76 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../13.avi
الحلقة الرابعة عشر
(84 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../14.avi
الحلقة الخامسة عشر
(120 MB)(1/535)
http://www.archive.org/download/nahw.../15.avi
الحلقة السادسة عشر
(111 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../16.avi
الحلقة السابعة عشر
(118 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../17.avi
الحلقة الثامنة عشر
(111 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../18.avi
الحلقة التاسعة عشر
(56 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../19.avi
الحلقة العشرون
(120 MB)
http://www.archive.org/download/nahw.../20.avi
الحلقة 21
(120 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/21.avi
الحلقة 22
(96 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/22.avi
الحلقة 23
(120 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/23.avi
الحلقة 24
(120 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/24.avi
الحلقة 25
(95 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/25.avi
هنا نهاية المحاضرات ...
منقول............................
---
أبو محمد الظاهرى
08-14-2006, 02:09 AM
الرابط للملف الأول مرة أخرى
http://ia301312.us.archive.org/1/items/alnahwlessons/1.wmv
ويتم التنزيل عن طريق ضغط الزر الايمن للماوس واختر حفظ باسم أو save target as
ويتبقى ست محاضرات وهى تطبيق لهذه الدروس بعنوان اعراب سورة النبأ
اعراب سورة النبأ
1
(114 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/_1.avi
2
(114 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/2.avi
3
(37 MB)
http://www.archive.org/download/anahw/3.avi
4
(114 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/4.avi
5
(114 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/5.avi
6
(56 MB)
http://www.archive.org/download/videoaam/_6.avi
الى هنا نهاية السلسلة
وأسأل الله عز وجل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
وجزاكم الله خيرا وزادكم الله حرصا على طلب العلم
لاتنسونا من صالح دعواتكم
---
أبو محمد الظاهرى(1/536)
04-06-2007, 04:07 PM
قام الأخ أبو بلال نظرا لكبر حجم المحاضرات فى الموضوع السابق حيث تصل الى 3جيجا بعمل اسطوامة مبرمجة ذاتية التشغيل ...حجم هذه الاسطوانة:705ميجا ....مع مراعاة نفس جودة الصورة والصوت..
صور الاسطوانة
http://img266.imageshack.us/img266/7052/54248014kb7.png
http://img255.imageshack.us/img255/695/93539648ct1.png
http://img258.imageshack.us/img258/6600/15380969ir2.png
حمل الاسطوانة من الرابط
http://www.sunqtr.com/pro/ELNAHW.iso
ملحوظة///حقوق الطبع والنشر غير محفوظة ... كما قال الأخ أبو بلال :)
---
(1/537)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الأحاديث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية
---
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية
---
أبو مهند النجدي
02-23-2006, 02:43 AM
تفضل على هذا الرابط
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72887)
---
أبو مهند النجدي
05-02-2006, 10:20 AM
للتحميل على هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2424
أو هذا الرابط
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=2328&PHPSESSID=3d40c98e06c260885bb4fccb98a4199e
---
(1/538)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد مقدمة جامع التفاسير للراغب الأصفهاني ؟
---
أين أجد مقدمة جامع التفاسير للراغب الأصفهاني ؟
---
أبو صفوت
12-03-2005, 09:14 PM
أين أجد مقدمة جامع التفاسير للراغب الأصفهاني ؟
هل من دال يدلني أو يساعدني في الحصول على هذا الكتاب
مقدمة جامع التفاسير للراغب الأصفهاني
أين يباع ؟
فإن لم يكن فهل بالإمكان تصويره من مكتبة عامة أو من أي مكان
وجزاكم الله خيرا
---
جمال أبو حسان
12-04-2005, 09:49 AM
طبع الكتاب في الكويت على ما اظن بتحقيق الاستاذ الدكتور احمد حسن فرحات وهو متوفر في الاسواق البيروتية والشامية
---
ابن الشجري
12-04-2005, 06:19 PM
كما ذكر الدكتور جمال سلمه الله
الكتاب بحمد الله ضمن خزينة كتبي
والموجود منه تفسير الفاتحة ومطالع البقرة
طبع دار الدعوة بالكويت ، تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات الطبعة الأولى عام 1405
وبعد اطلاعي على الملصق الذي يحمله الكتاب والمبين عليه ثمنه ، والذي عادة ما يحمل اسم المكتبة التي باعته
بادرت بالاتصال بتلك المكتبة فور الاطلاع على استفسارك ، فعلمت أنه لم يبق إلا نسخة واحدة ، ولعلمي بالشغف الشديد والنهم الذي يصيب طالب العلم وعشاق الكتب في البحث عن كتاب ، حاولت حجز تلك النسخة فلم أوفق لذلك ، فلعلك تسارع لشرائها ، وستجد اسم المكتبة في بريدك الخاص إن شاء الله .
---
مساعد الطيار
12-05-2005, 12:55 PM
أضافة إلى ما ذكر ابن الشجري ، فإن الدكتور عادل الشدي قد طبع الجزء الذي حققه من الكتاب ، وهو يتضمن (سورة آل عمران ـ آية 113 من سورة النساء ) .
---
(1/539)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين أجد هذه الرسالة : توجيه النظر إلى معاني الحروف المقطعة في أوائل السور للشيخ حامد
---
أين أجد هذه الرسالة : توجيه النظر إلى معاني الحروف المقطعة في أوائل السور للشيخ حامد
---
أبو صفوت
12-19-2005, 01:10 AM
أين أجد هذه الرسالة
رسالة توجيه النظر إلى معاني الحروف المقطعة في أوائل السور للشيخ حامد العلي
---
أبو صفوت
03-05-2007, 04:21 PM
????????????????????
---
مروان الظفيري
03-05-2007, 07:56 PM
لعلك ياأخي تجدها هنا ضمن الدروس والمحاضرات الخاصة ؛
لفضيلة الشيخ حامد بن عبدالله أحمد العلي :
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=500
---
(1/540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الآية 33 من سورة الشورى
---
سؤال حول الآية 33 من سورة الشورى
---
الفقير الى ربه
05-01-2004, 05:47 AM
يقول تعالى (و من آياته الجوار فى البحر كالأعلام* ان يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره....)الى آخر الآية..
سمعت مرة فى حوار مع الدكتور زغلول النجار,سأل عما نقول عن السفن البخارية,ألا تعارض تلك الآية؟
قال أن هذه السفن لا تسير اذا توقف الريح لأنها تحتاج الى هواء ..
ووجدت هذا فى تفسير السعدى لهذه الاية..
و لكن سؤالى عن السفن التى تستخدم الطاقة النووية أو الشمسية...كيف يوجه فهم الآية مع هذه الأنواع من السفن..؟
---
الفقير الى ربه
05-03-2004, 03:10 PM
هل من مجيب يا اخوة؟؟؟؟؟؟؟
---
المنهوم
05-03-2004, 05:37 PM
يا أخي لا تنسى قوله تعالى ( وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ)(النحل: من الآية8)
فهذا من خلق الله وكل يوم يخرج لنا العالم البشري شيئا جديدا لم يكتشف من قبل فلا تعجب ولا يضيق ادراكك
واعلم ان هذا من تسخير الله جل وعلا
---
(1/541)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > الريجيسيترى
---
الريجيسيترى
---
شريف المنشاوى
05-01-2006, 01:42 PM
السلام عليكم :
الإخوة الكرام :
سؤال لو تكرمتم ...
ما هو الريجيسيترى ؟
و ما هى مشاكله ؟
أرجو الإيضاح و الإفادة و جزاكم الله خيراً .
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 06:56 PM
وعليكم السلام
تعتبر الريجستري أحد أهم ركائز نظام التشغيل (الويندوز)، لكونها تمثل قاعدة البيانات database التي يستخدمها الويندوز لخزن المعلومات التي تخص إعدادات وأماكن وجود البرامج ومكونات الويندوز على القرص الصلب - الهارد -. معظم البرامج أثناء تنصيبها تكتب إلى الريجستري معلومات عن إعداداتها وأرقام إصداراتها وأمكن تواجدها وغيرها على القرص الصلب. قد يختلف مسار المعلومات المدونة في الريجستري من ريجستري إلى أخرى بإختلاف نسخ الويندوز، وكذلك لكل ويندوز وجهاز ريجستري خاصة بهما.
---
شريف المنشاوى
05-01-2006, 11:55 PM
جزاك الله خيراً
إذن ! لماذا يوجد برامج لحذفها !
أرجو التوسع فى الإفادة أخى الكريم .
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 12:03 AM
أعتقد أنها برامج لتنظيفها وليس لحذفها
---
(1/542)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يساعدني في الحصول على شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية
---
من يساعدني في الحصول على شرح الشيخ صالح الأسمري لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية
---
أبو صفوت
06-25-2006, 01:54 PM
من يساعدني في الحصول على شرح الشيخ صالح الأسمري
لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية
---
أبو عمار المليباري
07-18-2006, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم . كنت من الطلبة الذين حضروا درس الشيخ في شرح المقدمة ، وظني الكبير أنه موجود في مذكرة بمكتبة الأنصاري - جوار جامعة أم القرى . كما أن الشرح مسجل في أشرطة . وقد رأيت منذ فترة ألبومة شرح المقدمة للشيخ .
---
الدكتور مسدد الشامي
07-18-2006, 09:12 PM
أنصح بشرح العلامة الشيخ ابن عثيمين لمقدمة التفسير
وهو مطبوع
وهذا رابطه على الشبكة
http://www.tafsir.net/images/U223.jpg
---
أبو عمار المليباري
07-19-2006, 06:07 AM
فالشروح كثيرة ولله الحمد ، ومن الشروح الجيدة : شرح أ. د. محمد عمر بازمول ، وينصح بشرح الشيخ د. مساعد الطيار .
---
بندر الرقابي
07-29-2006, 02:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله لنا ولك الثبات على الدين
الذي أخبره أن الأشرطة موجودة عند تسجيلات التقوى في الرياض.
وإن لم تجده فلا إشكال أن أنسخه لك
---
(1/543)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > صدر حديثاً (تلحين النحويين للقراء) للدكتور ياسين المحيميد
---
صدر حديثاً (تلحين النحويين للقراء) للدكتور ياسين المحيميد
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2006, 02:08 PM
صدر عن مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة الأولى (1426هـ) من بحث (تلحين النحويين للقراء) للدكتور ياسين جاسم المحيميد.
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_21253450f5af7dab40.jpg
ويقع في 68 صفحة من القطع العادي ، وقد تعرض فيه بعد مقدمات أطال فيها إلى موضوع تلحين النحويين للقراء ، وبعض أسباب ذلك ، وأمثلة من تلحين النحويين للقراء والردود عليها .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
09-03-2006, 10:31 PM
وقد تعرّض لكثير من مواضع تلحين النحويين للقراء ، الدكتور/عبدالعزيز الحربي ، في كتابه : (توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية -لغة وتفسيرًا وإعرابًا) "فلينظر".
---
أبومجاهدالعبيدي
09-04-2006, 05:52 AM
ولشيخي الأستاذ الدكتور الحسن بن خلوي الموكلي بحث بعنوان :
إبطال دعوى اللحن في القراءات السبع .
وهو منشور في حولية كلية أصول الدين بالقاهرة ويقع في أربع وخمسين صفحة من ص173- 228 .
---
أبو يعقوب
09-05-2006, 12:29 AM
جزاكم الله خيرا
---
(1/544)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وأوحينا إلى أم موسى
---
وأوحينا إلى أم موسى
---
عادل الكلباني
05-02-2006, 06:52 AM
الحمد لله وبعد ،،،
فإني منذ مدة وأنا أنظر في بعض أقوال السلف التي تلقاها الكثيرون ، إن لم يكن الكل منا بالقبول ، وكررها خطباء ووعاظ ، بل وعلماء ، لكنها حين العرض على كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ينمحي أثرها ، وتفقد قيمتها .
وإني أعتذر عن من نقلت عنه هذه المقولة أو تلك ، فقد يدفعه إليها غيرة أو غفلة عن السنة أو وهم فيها ، أو رغبة في الدفاع عن قاعدة أو عقيدة ، وأخال أنه لو روجع في تلك المسألة لرجع ، هكذا أظن ، وقد يكون الوهم مني ، وهو أقرب ، ولكني سأضرب مثالا من مجال هذا المنتدى ، أي في التفسير ، وذلك عند قوله تعالى { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه } . قال ابن كثير في تفسيرها : فلما ضاقت به ذرعا ، ألهمت في سرها ، وألقي في خلدها ، ونفث في روعها .
وقال البغوي : وهو وحي إلهام ، لا وحي نبوة ، قال قتادة : قذفنا في قلبها .
قال أبو السعود : بإلهام ، أو رؤيا .
قال ابن عاشور : والوحي هنا وحي إلهام ، يوجد عنده من انشراح الصدر ما يحقق عندها أنه خاطر من الواردات الإلهية ..... وقد يكون هذا الوحي برؤيا صادقة رأتها .... قال وإنما أمرها الله بإرضاعه لتقوى بنيته .
وكذا قال القنوجي : أي ألهمناها الذي صنعت بموسى . وليس ذلك هو الوحي الذي يوحى إلى الرسل ، وقيل : كان ذلك رؤيا في منامها ، وقيل : كان بملك أرسله الله يعلمها بذلك ، فعلى هذا هو إعلام لا إلهام .
وقال ابن جرير : وكان قتادة يقول في معنى ذلك : قذفنا في قلبها . ثم ساق سنده إليه بقوله ذاك ، .... قال : وأولى قول قيل في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره أمر أم موسى أن ترضعه ، فإذا خافت عليه من عدو الله فرعون وجنده أن تلقيه في اليم .(1/545)
وإنما أخرت قول ابن جرير لبيان المراد ، فإن من تأمله وجد نوعا من التنافر ، رحمه الله ، فإنه في الوحي اختار قول قتادة ، ولكنه في بيان تحديد مدة الرضاعة فقد اختار رحمه الله الأولى بقوله : إن الله تعالى ذكره أمر أم موسى . فهل يكون الأمر بالإلهام ؟
ومن هنا فإن أفضل من تكلم في هذه المسألة فيما أعلم هو ابن عطية رحمه الله فقد قال : وهذا الوحي إلى أم موسى قالت فرقة : كان قولا في منامها ، وقال قتادة : كان إلهاما ، وقالت فرقة : كان بملك تمثل لها . وأجمع الكل على أنها لم تكن نبية ، وإنما إرسال الملك لها على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص في الحديث المشهور ، وغير ذلك مما روي في تكليم الملائكة للناس من غير نبوة .
لكنه رحمه الله ناقض نفسه فقال : وجملة أمر أم موسى أنها علمت أن الذي ( وقع في نفسها ) هو من عند الله ووعد منه ، يقتضي ذلك قوله تعالى بعد { فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق } وهذا معنى قوله { لتكون من المؤمنين } أي بالوعد .
قال أبو عبد الإله : كان الأولى به رحمه الله أن يجزم بالقول ولا يتردد فيه ، فإن الآية تثبت أن الوحي إلى أم موسى لم يكن إلهاما قط ، كيف والله تعالى ذكره يقول : ولا تخافي ولا تحزني ، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين . وقال بعد ذلك : ولتعلم أن وعد الله حق . فقد أثبت جل جلاله وعده لها المذكور في آية الوحي إليها ، وأنه رد ابنها إليها تصديقا لوعده ، فهل يكون كل ذلك مجرد إلهام .
كما لا يصح أن يقال : إنها رؤيا ، لنفس ما تقدم . فلا يبقى إلا أن يكون وعد الله لها وأمره إياها كما قال ابن جرير ، لا بد أن يكون عن طريق الملك .(1/546)
وعذر من قال بالإلهام أنه يهرب من إلزامه بنبوتها ، وهذا لا يلزم فقد قال تعالى ذكره : وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي . وهذا الوحي إليهم بواسطة عيسى عليه السلام . وفي الأحاديث التي أشار إليها ابن عطية دليل على ذلك .
وفي حديث آخر عند مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أني أحببته في الله عز وجل قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه .
فلا مانع أن يرى المرء ملكا ، ولا يلزم منه النبوة ، وأكبر دليل على هذا نص الله تعالى في سورة مريم { فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا } الآيات . فلا ريب أن الروح هنا هو جبريل عليه السلام ، ومع هذا لم تحض مريم مع ما فضلها الله به على نساء العالمين بالنبوة .
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2006, 07:09 AM
أخي الكريم أبا عبدالإله وفقه الله ورعاه : نعتذر بسبب الانقطاع الذي حدث للملتقى ، فقد تسبب في ذهاب ثلاثة تعقيبات فيما أظن من هذا الموضوع .
وقد تأملت ما تفضلتم به ، فوجدته استدراكاً صحيحاً على فهم بعض المفسرين رحمهم الله . حيث خلصتم إلى أن المراد بالوحي لمريم هو بواسطة الملك الذي تمثل لها بشراً ، وأن الآيات تدل على ذلك ، وأن هذا لا يعني كونها نبيةً ، للأدلة المانعة ، ولحصول الوحي للحواريين وغيرهم ولم يقل أحد بنبوتهم .(1/547)
ويمكن التماس العذر للمفسرين في مثل هذه المواضع أنها موضوعات غيبية ، لا يوجد دليل قاطع على صحة قول منها ، وفساد ما عداه ، وإن كان التأمل الدقيق للآيات ، وجمع بعضها مع بعض يرجح قولاً منها كما في هذه الاية . وكذلك فإن أقوال مفسري السلف كقتادة السدوسي وغيره لم تصل إلينا كاملة ، فربما وصلنا جزء ناقص من القول ، وغاب عنا الجزء المكمل له ، فحملنا أقوالهم على الخطأ وليس الأمر في الواقع كذلك . واعتبر بما صنعه بعض المفسرين من جمع أقوال السلف في التفسير فبلغت عشرات المجلدات ، في حين لا يوجد منها الآن إلا دون ذلك ، مما يعني فقدان جزء كبير من أقوال السلف واجتهاداتهم في التفسير ، ولو وصلتنا لوصلنا علم وخير كثير ، كما قال أبو عمرو بن العلاء عن أشعار العرب وأخبارها .
غير أن في التدبر والتأمل في آيات القرآن - كما صنعتم يا أبا عبدالإله ، وكما صنع المفسرون من قبل ، كابن عطية الذي ارتضيتم قوله في الآية - ما يجبر هذا النقص ، ويسد هذا الخلل .
زادكم الله فقهاً وبصيرة بكتابه ، والله يحفظكم ويرعاكم .
---
د.عبدالرحمن الصالح
05-30-2006, 11:57 AM
نبوة النساء
قال أبو محمد : هذا فصل لا نعلمه حدث التنازع العظيم فيه إلا عندنا بقرطبة وفي زماننا، فإن طائفة ذهبت إلى إبطال كون النبوة في النساء جُملةً وبدَّعتْ من قال ذلك ،وذهبت طائفة إلى القول بأنه قد كانت في النساء نبوة، وذهبت طائفة إلى التوقف في ذلك .(1/548)
قال أبو محمد : ما نعلم للمانعين من ذلك حُجّةً أصلاً إلا أن بعضهم نازع في ذلك بقول الله تعالى(وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم). قال أبو محمد : وهذا أمرٌ لا ينازَعون فيه ولم يدّع ِأحدٌ أن الله تعالى أرسل امرأة، وإنما الكلامُ في النبوة دون الرسالة فوجَب طلبُ الحقِّ في ذلك بأن يُنظَر في معنى لفظة النبوّةِ في اللغة التي خاطبنا الله بها عزّ وجلّ فوجدْنا هذه اللفظةَ مأخوذةٌ من الإنباء وهو الإعلام فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحى إليه منبئًا له بأمر ما فهو نبيٌّ بلا شك. وليس هذا من باب الإلهام الذي هو طبيعة كقول الله تعالى " وأوحى ربك إلى النحل " ولا من باب الظن والتوهم الذي لا يقطع بحقيقته إلا مجنون، ولا من باب الكهانة التي هي من استراق الشياطين السمع من السماء فيُرمَون بالشهب الثواقب وفيه يقول الله عز وجل " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " وقد انقطعت الكهانة بمجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولا من باب النجوم التي هي تجارِبُ تُتعلم ، ولا من باب الرؤيا التي لا يدري أصدقَتْ أم كذَبت بل الوحي الذي هو النبوة قصد من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به ويكون عند الوحي به إليه حقيقة خارجة عن الوجوه المذكورة يحدث الله عز وجل لمن أوحى به إليه علما ضروريا بصحة ما أوحي به كعلمه بما أدرك بحواسه وبديهة عقله سواء لا مجال للشك في شيء منه إما بمجئ الملك به إليه وإما بخطاب يخاطب به في نفسه وهو تعليم من الله تعالى لمن يعلمه دون وساطة معلم فإن أنكروا أن يكون هذا هو معنى النبوة فلْيُعَرِّفونا ما معناها فإنهم لا يأتون بشيء أصلاً .فإذْ ذلك كذلك فقد جاء القرآنُ بأنَّ الله عز وجل أرسل ملائكةً إلى نساء فأخبَروهن بوحيٍ حق ٍّمن الله تعالى فبَشروا أمَّ إسحاقَ بإسحاق عن الله تعالي قال عز وجل " وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا(1/549)
بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ " ، فهذا خطاب الملائكة لأمِّ إسحاق عن الله عز وجل بالبشارة لها بإسحاق ثم يعقوب ثم بقولهم لها أتعجبين من أمر الله ولا يمكن البتة أن يكون هذا الخطاب من ملَك لغير نبيٍّ بوجهٍ من الوجوه . ووجدناه تعالى قد أرسل جبريل إلى مريمَ أمِّ عيسى عليهما السلام بخطابها و قال لها " إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا " فهذه نبوة صحيحة بوحي صحيح ورسالة من الله تعالى إليها . وكان زكريا عليه السلام يجد عندها من الله تعالى رزقا واردًا تمنّى من أجله ولداً فاضلا. ووجدنا أم َّموسى عليهما الصلاة والسلام قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم وأعلمَها أنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا .فهذه نبوة لا شك فيها وبضرورة العقل يدري كلُّ ذي تمييز صحيح أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله عز وجل لها لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجستها في غاية الجنون والمرار الهائج ولو فعل ذلك أحدُنا لكان في غاية الفسق أو في غاية الجنون مستحقا لمعاناة دماغه في البيمارستان[المستشفى] لا يشكُّ في هذا أحد. فصحَّ يقيناً أن الوحي الذي ورد لها في إلقاء ولدها في اليمِّ كالوحي الواردِ على إبراهيم في الرؤيا في ذبح ولده لكنه ذبح ولده لرؤيا رآها أو ظن وقع في نفسه لكان بلا شك فاعل ذلك من غير الأنبياء فاسقا في نهاية الفسق أو مجنونا في غاية الجنون هذا ما لا يشك فيه أحد من الناس، فصحت نبوَّتُهن بيقينٍ. ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة كهعيص ذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ(1/550)
النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا " وهذا هو عموم لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم، وليس قوله عز وجل وأمُّه صديقةٌ بمانع من أن تكون نبية ًفقد قال تعالى " يوسف أيُّها الصِّديق " وهو مع ذلك نبيّ رسول ،وهذا ظاهر وبالله تعالى التوفيق. ويلحق بهن عليهن َّالسلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون أو كما قال عليه الصلاة والسلام والكمال في الرجال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهم الصلاة والسلام لأن من دونهم ناقص عنهم بلا شك وكان تخصيصُه صلى الله عليه وسلم مريم وامرأة فرعون تفضيلا لهما على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلا شك إذ من نقص عن منزلة آخر ولو بدقيقة فلم يكمل فصح بهذا الخبر أن هاتين المرأتين كملتا كمالاً لم يلحقْهُما فيه امرأة غيرُهما أصلاً وإن كنّ بنصوص القرآن نبياتٍ. وقد قال تعالى " تلك الرسلُ فضَّلنا بعضهم على بعض " فالكامل في نوعه هو الذي لا يلحقه أحد من أهل نوعه فهم من الرجال الرسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل ومنه نبينا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام بلا شك للنصوص الواردة بذلك في فضلهما على غيرهما وكمل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام .
---
همس الحرف
05-31-2006, 02:46 PM
جزاكم الله خيرا
---
(1/551)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > « مسائل مختصرة تهم المسافرين في جمع وقصر الصلاة »
---
« مسائل مختصرة تهم المسافرين في جمع وقصر الصلاة »
---
عبدالرحمن السديس
07-25-2006, 01:46 PM
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم . أما بعد :
فهذه مسائل متعلقة بأحكام صلاة السفر ذكرتها مجردة عن الدليل والتعليل غالبا ، واقتصرت على ما ظهر لي أنه الراجح من أقوال العلماء ، وأعرضت عمّا عداه .
وراعيت سهولة العبارة قدر الإمكان ليسهل فهم المراد ؛ لأنها موجهة للمسلم العادي لا لطلبة العلم .
- يستحب قصر الصلاة لكل مسافر حتى ولو كان سفره مباحا أو محرما .
- لا يشترط للقصر مسافة معينة ؛ بل يجوز القصر في كل ما سماه الناس سفرا ، ولا يلزم أن تكون المسافة أكثر من 80 كيلو .
- تبدأ أحكام السفر إذا فارق آخر بيوت بلده ، ويستمر حكم سفره حتى يدخل بلده عائدا.
فيجوز لمن كان مسافر من أهل الرياض ـ مثلا ـ أن يقصر الصلاة وهو عائد إلى بلده ما لم يدخل حدود البلد .
- و لا يجوز أن يقصر الصلاة في البيت ثم يسافر بعدها ؛ لأنه بد من الخروج عن البلد.
- إذا دخل وقت الصلاة [ أي: أذّن ] وأنت في البلد ثم سافرت فلا يلزمك إتمام الصلاة بل يستحب لك القصر ، ولك أن تجمعها مع ما بعدها كالظهر مع العصر.
مثاله :
أذن الظهر وأنت في الرياض ونويت السفر الساعة الواحدة ظهرا فلك أن تأخر الظهر ثم تسافر الساعة الواحدة ثم تصلي الظهر مع العصر جمعا وقصرا.
- المعتبر نية السفر مع مفارقة البلد ، فلو خرجت من البلد وقصرت الصلاة ثم بدا لك أن ترجع وتترك السفر = كان ما صليته صحيحا .
- إذا أراد السفر فإنه يجوز له قصر الصلاة في المطار إذا كان المطار خارج البلد كمطار الملك خالد بالرياض ـ مثلا ـ .(1/552)
وكذلك إن كان عائدا إلى بلده من سفر وصلى في المطار فله أن يقصر ويجمع إن كان المطار خارج البلد.
- إذا ركب الطائرة وشرع في الصلاة ثم مرت به فوق بلده فلا يلزمه الإتمام ، ولا ينقطع حكم سفره .
- إذا صلى المسافر خلف المقيم وجب عليه الإتمام إذا أدرك مع الإمام ركعة فأكثر ، أما إذا لم يدرك معه إلا أقل من ركعة فلا يلزمه الإتمام .
و إذا كان المقيم يصلي المغرب والمسافر يصلي معه العشاء فيجوز له القصر ، فإذا قام الإمام للثالثة نوى الإنفراد وأتم تشهده وسلم ، أو يبقى جالسا وينتظر الإمام ثم يسلم معه.
- الأفضل لجماعة المسافرين ألا يصلوا مع المقيمين ليتمكنوا من القصر .
- أما إن كان المسافر وحده فيجب عليه أن يصلي مع الجماعة ولا يتخلف عن الجماعة من أجل القصر.
- لو جمع الصلاتين في وقت الأولى وقصر ، ثم وصل بلده قبل دخول وقت الثانية = فصلاته صحيحة ولا يلزمه أن يعيد الثانية .
مثاله :
أذّن الظهر قبل أن يصل إلى بلده بـ 30 كيلو فنزل وصلى الظهر والعصر جمعا وقصرا ثم وصل إلى بلده الساعة الواحدة فصلاته صحيحة ولا شيء عليه .
- لو نوى الجمع وهو مسافر ثم وصل بلده وهو لم يصل فإنه لا يقصر.
مثاله :
رجل مسافر من الرياض إلى مكة ، ورجع إلى الرياض وقبل أن يصل الرياض بـ 400 كيلو أذن الظهر فقال : سأجمع وأصلي في الرياض إذا وصلت ثم وصل الرياض الساعة 4 عصرا فإنه يصلي جمعا الظهر والعصر لكن لا يقصر ؛ لأن سفره انتهى بدخوله البلد .
- إذا نسي صلاة من صلاة الحضر وذكرها وهو مسافر ، أو نسي صلاة في سفره وذكرها في الحضر وجب عليه الإتمام في الحالتين .
- يجوز أن يجمع ويقصر حتى ولو لم ينو الجمع أو القصر عند ابتداء الأولى .
( غلط شائع ) :(1/553)
يظن بعض الناس أن المسافر إذا أراد الجمع فإنه لا بد أن يصلي في أول وقت الأولى ، فإن لم يصل فيه فلا يحل أن يصلي حتى يدخل وقت الثانية ، وهذا غلط ، وليس له أصل فالظهر والعصر والمغرب والعشاء إذا نوى جمعهما = فإن وقتهما يتحد ؛ لأنه لا فاصل بين وقت الظهر والعصر ،ولا بين المغرب والعشاء ، ويجوز له أن يصلي كيف شاء في الوقت.
ولنضرب مثلا :
( فلو كان أذان المغرب الساعة 6 و العشاء 7.30 ويخرج وقت العشاء الساعة 11 )
فهو مخير من 6 إلى 11 يصلي في الوقت الأسهل عليه .
فله أن يصلي الساعة: 7 أو 7.30 أو7.45 أو 8 أو 8.30 أو8.45 أو 9 أو 9.30 أو 10 أو 10.30 ، المهم أن تقع الصلاتين قبل خروج الوقت الساعة 11 .
- يجب على المسافر أن يعتني بالقبلة فإن كان في بلد للمسلمين فإنه يستدل على القبلة إما بسؤالهم ، أو بالنظر إلى المساجد .
وليس له أن يجتهد فإن صلى في بلد إلى غير القبلة لم تصح صلاته .
- وإن كان في البر أو الطريق ولا يوجد من يخبره عن القبلة فإنه يجتهد في معرفة القبلة ويصلي .
وإن تبين له بعد الصلاة أنه لم يكن إلى اتجاه القبلة فلا شيء عليه وصلاته صحيحة .
- يستحب للمسافر أن يؤذن للصلاة ، وإن جمع الصلاتين أذّن أذانا واحدا ثم أقام لكل فريضة .
- إذا صلى المسافر الجمعة مع أهل البلد فإنه لا يصح أن يجمع معها العصر ، بل يصلي العصر في وقتها قصرا.
- إذا لم تتيسر للرجل جماعة فليصل بامرأته ، وتصف خلفه ، ويكون له حكم الجماعة .
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
--------------------
* أخي طالب العلم وفقك الله :
هذه الأيام تكثر الأسفار فاحتسب أن تطرح وتشرح لجماعة مسجدك ، و مَن حولك ما تراه مناسبا من هذه المسائل أو غيرها ؛ فإنك ـ في غالب ظني ـ ستجد عند بعضهم أخطاء يرتكبها من زمن قد لا تصح معها صلاته .(1/554)
* هذه المسائل مأخوذة من كتب أهل العلم ـ خصوصا ـ كتب ابن قدامة وابن تيمية وابن باز وابن عثيمين ، رحم الله الجميع ، وليست هذه المسائل مما اتفق عليه هؤلاء الأعلام ، بل ربما خالف بعضهم في بعض المسائل.
---
ابو الروب
07-30-2006, 08:06 PM
بارك الل فيك وكثر الله من امثالك
هل انت من سكان مكة
---
عبدالرحمن السديس
07-31-2006, 11:12 PM
جزاك الله خيرا
أنا من سكان الرياض .
---
(1/555)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سلسلة دروس التفسير [ مع ابن جرير في تفسيره ]
---
سلسلة دروس التفسير [ مع ابن جرير في تفسيره ]
---
أبومجاهدالعبيدي
04-23-2003, 03:20 PM
بسم الله ، عليه توكلت ، وبه أستعين .
[وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ] هود:88
هذه سلسلة دروس في التفسير ، نتدارس فيها ما أورده شيخ المفسرين وإمامهم ابن جرير الطبري في تفسيره العجاب : جامع البيان في تأويل آي القرآن .
وسوف تكون الطريقة في هذه السلسلة كالتالي :
أولاً- أذكر ما كتبه ابن جرير في تفسيره - مبتدئاً بالمقدمة - .
ثانياً- نتدارس ما اشتمل عليه هذا الكلام من مسائل تفسيرية
ثالثاً- مناقشة بعض ترجيحات ابن جرير الواردة في كل درس .
وأخيراً أسأل الله أن يعيننا على الإستمرار في كتابة هذه السلسلة ، وأرجو من القراء أن يشاركوا بجدية في هذه السلسلة لما لها من الأهمية .
وفي انتظار آرائكم ومشاركاتكم قبل البداية .
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2003, 04:07 PM
فكرة موفقة ، مع الحرص على العمق والتحرير والاستمرار وأرجو من جميع المشاركين الحرص على هذه الأمور حتى يثمر العمل بإذن الله ، وعدم طرح مشاركات مبتسرة تدل على الاستعجال والفهم الناقص لمراد ابن جرير الطبري فكثيراً ما ينتقد الطبري وإنما أتي المنتقد من سوء فهمه على حد قول المتنبي :
وكم من عائب قولاً صحيحاً *** وآفته من الفهم السقيم
وفقك الله يا أبا مجاهد ، وأعدك بالمشاركة إن شاء الله ، ولكن ابدأ أنت أولاً حتى يتبين لنا المنهج الذي يسار عليه ويتضح .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 11:02 AM
بسم الله
أرى أنه من المناسب قبل البداية في كتابة دروس هذه السلسلة أن نتعرف باختصار على طريقة الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره .(1/556)
وقد كتب الشيخ مساعد الطيار ملخصاً جيداً لطريقة ابن جرير في تفسيره ، في هذا الملتقى تحت هذا الرابط :
ملخص في منهج الطبري في تفسيره (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=95)
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 11:30 AM
بسم الله نبدأ :
قال الإمام ابن جرير رحمه الله في مقدمة تفسيره بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله :
(أما بعد، فان من جسيم ما خصّ اللّه به أمة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم من الفضيلة، وشرّفهم به على سائر الأمم من المنازل الرفيعة، وحباهم به من الكرامة السنية، حفظَه ما حفظ - جلّ ذكره وتقدّست أسماؤه - عليهم من وحيه وتنزيله، الذي جعله على حقيقة نبوّة نبيهم صلى اللّه عليه وسلم دلالة، وعلى ما خصَّه به من الكرامة علامة واضحة، وحجة بالغة، أبانه به من كل كاذب ومفترٍ، وفصل به بينهم وبين كل جاحد وملحد، وفرق به بينهم وبين كل كافر ومشرك الذي لو اجتمع جميع مَنْ بين أقطارها، من جنها وانسها، وصغيرها وكبيرها، على أن يأتوا بسورة من مثله، لم يأتوا بمثله، ولَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهيراً. فجعله لهم في دجى الظلم نورا ساطعا، وفي سَدَف الشبه شهابا لامعاً، وفي مضلة المسالك دليلا هاديا، وإلى سبل النجاة والحق حاديا. يهدي به اللّه من اتبع رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم، حرسه بعين منه لا تنام، وحاطه بركن منه لا يضام، لاتهى على الأيام دعائمه، ولا تبيد على طول الأزمان معالمه، ولا يجوز عن قصد المحجة تابعه، ولا يضلّعن سبل الهدى مصاحبه، من اتبعه فاز وهدى، ومن حاد عنه ضلّ وغوى. فهو موئلهم الذي إليه عند الاختلاف يئلون، ومعقلهم الذي إليه في النوازل يعتقلون، وحصنهم الذي به من وساوس الشيطان يتحصنون، وحكمة ربهم التي إليها يحتكمون، وفصل قضائه بينهم الذي إليه ينتهون، وعن الرضا به يصدرون، وحبله الذي بالتمسك به من الهلكة يعتصمون.(1/557)
اللّهم فوفقنا لإصابة صواب القول، في محكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وعامه وخاصه، ومجمله ومفسره وناسخه ومنسوخه، وظاهره وباطنه، وتأويل آيه، وتفسير مشكله، وألهمنا التمسك به، والاعتصام بمحكمه، والثبات على التسليم لمتشابهه، وأوْزِعنْا الشكر على ما أنعمت به علينا، من حفظه والعلم بحدوده، انك سميع الدعاء، قريب الإجابة، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله، وسلم تسليماً كثيراً.
اعلموا عباد اللّه، رحمكم اللّه، أن أحق ما صرفت الى علمه العناية، وبلغت في معرفته الغاية، ما كان للّه في العلم به رضا، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى، وأن أجمع ذلك لباغيه، كتاب اللّه الذي لاريب فيه، وتنزيله الذي لا مرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسنى الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
و نحن في شرح تأويله، وبيان ما فيه من معانيه، منشئون - إن شاء اللّه ذلك - كتاباً، مستوعباً لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه جامعاً، ومن سائر الكتب غيره في ذلك كافياً، ومخبرون في كل ذلك، بما انتهى إلينا من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه الأمة، واختلافها فيما اختلفت فيه منه، ومبينو علل كل مذهب من مذاهبهم، وموضحو الصحيح لدينا من ذلك، بأوجز ما أمكن من الإيجاز في ذلك، وأخصر ما أمكن من الاختصار فيه، واللّه نسأل عونه وتوفيقه، إما يقرّب من محابه، ويبعد من مساخطه، وصلى اللّه على صفوته من خلقه، وعلى آله، وسلم تسليماً كثيراً.
و إن أول ما نبدأ به من القيل في ذلك، الإنابة عن الأسباب التي البداية بها أولى، وتقديمها قبل ما عداها أحرى، وذلك البيان عما في آى القرآن من المعاني، التي مِنْ قِبَلِها يدخل اللبسُ على من لم يعان رياضة العلوم العربية، ولم تستحكم معرفته، بتصاريف
وجوه منطق الألسن السليقية الطبيعية.) انتهى كلامه رحمه الله .
ومما سبق نعلم أن المصنف يرى أن كتابه هذا يتميز بالتالي :(1/558)
أولاً - أنه مستوعب لما يحتاج الناس إليه من علم تفسير القرآن .
ثانياً - أنه يكفي عن غيره من الكتب .
ثالثاً - أنه يذكر فيه ما انتهى إليه من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه الأمة .
رابعاً - أنه يذكر فيه الخلاف الذي وقع فيه من سبقه من الأئمة ، مع بيان علل كل مذهب من مذاهبهم ، وذكر الصحيح من أقوالهم لديه ، مع مراعاة الاختصار في ذلك ما أمكن .
وهنا استفسار اطرحه للإخوة الكرام حول قوله رحمه الله : (وتأويل آيه، وتفسير مشكله ) ، وهو : هل يمكن أن يؤخذ من قوله هذا أن التأويل أعم من التفسير ، فالتأويل يكون لكل آي القرآن ، وأما التفسير فيكون لما أشكل من الآيات ؟فإذا ذكر التأويل مع التفسير فلكل منهما معنى يخصه ، وإذا تفرقا كانا بعنى واحد ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-03-2003, 11:48 AM
بعد مقدمة ابن جرير السابقة قال رحمه الله : (وأولُ ما نبدأ به من القِيل في ذلك: الإبانةُ عن الأسباب التي البدايةُ بها أولى، وتقديمها قبل ما عداها أحْرى. وذلك: البيانُ عما في آي القرآن من المعاني التي من قِبَلها يدخل اللَّبْس على من لم يعان رياضةَ العلوم العربية، ولم تستحكم معرفتُه بتصاريف وجوه منطق الألسُن السليقية الطبيعية.)
فهو يرى أن هناك مقدمات لا بد من الإيتداء بها لأنها كالأسباب الموصلة إلى المقصود ، ويفهم من كلامه السابق أن هذه المقدمات متعلقة بالأمور التي يمكن أن يدخل اللبس في فهمها على من لم يكن من أهل العلوم العربية الممارسين لها ، ومن ثم يحصل الخطأ والزلل عند تفسير كلام الله لمن لم يتقن هذه المعاني .
ثم بدأ بذكر هذه المقدمات ، فذكر كل مقدمة على هيئة مبحث أو فصل ، ولنبدأ مع أول هذه المقدمات :
قال رحمه الله :(1/559)
(القولُ في البيانِ عن اتفاق معاني آي القرآن، ومعاني منطِق مَنْ نزل بلسانه القرآن من وَجْه البيان -والدّلالة على أن ذلك من الله تعالى ذكره هو الحكمة البالغة- مع الإبانةِ عن فضْل المعنَى الذي به بَايَن القرآنُ سائرَ الكلام)
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبريّ، رحمه الله:
إن من أعظم نعم الله تعالى ذكره على عباده، وجسيم مِنَّته على خلقه، ما منحهم من فَضْل البيان الذي به عن ضمائر صُدورهم يُبينون، وبه على عزائم نفوسهم يَدُلّون، فذَلَّل به منهم الألسن وسهَّل به عليهم المستصعب. فبِهِ إياه يُوَحِّدون، وإيَّاه به يسَبِّحون ويقدِّسون، وإلى حاجاتهم به يتوصّلون، وبه بينهم يتَحاورُون، فيتعارفون ويتعاملون.
ثم جعلهم، جلّ ذكره -فيما منحهم من ذلك- طبقاتٍ، ورفع بعضهم فوق بعض درجاتٍ: فبَيْنَ خطيب مسْهِب، وذَلِقِ اللسان مُهْذِب، ومفْحَمٍ عن نفسه لا يُبين، وَعىٍّ عن ضمير قلبه لا يعبَر. وجعل أعلاهم فيه رُتبة، وأرفعهم فيه درجةً، أبلغَهم فيما أرادَ به بَلاغًا، وأبينَهم عن نفسه به بيانَا. ثم عرّفهم في تنزيله ومحكم آيِ كتابه فضلَ ما حباهم به من البيان، على من فضّلهم به عليه من ذى البَكَم والمُستَعْجِم اللسان فقال تعالى ذكرُه: أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ [سورة الزخرف: 18]. فقد وَضَحَ إذا لذوي الأفهام، وتبين لأولي الألباب، أنّ فضلَ أهل البيان على أهل البَكَم والمستعجمِ اللسان، بفضل اقتدار هذا من نفسه على إبانة ما أراد إبانته عن نفسه ببيانه، واستعجام لسان هذا عما حاول إبانته بلسانه.(1/560)
فإذْ كان ذلك كذلك -وكان المعنى الذي به باينَ الفاضلُ المفضولَ في ذلك، فصار به فاضلًا والآخرُ مفضولًا، هو ما وصفنا من فضْل إبانة ذى البيان، عما قصّر عنه المستعجمُ اللسان، وكان ذلك مختلفَ الأقدار، متفاوتَ الغايات والنهايات- فلا شك أن أعلى منازل البيان درجةً، وأسنى مراتبه مرتبةً، أبلغُه في حاجة المُبِين عن نفسه، وأبينُه عن مراد قائله، وأقربُه من فهم سامعه. فإن تجاوز ذلك المقدار، وارتفع عن وُسْع الأنام، وعجز عن أن يأتي بمثله جميعُ العباد، كان حجةً وعَلَمًا لرسل الواحد القهار -كما كان حجةً وعَلَمًا لها إحياءُ الموتى وإبراءُ الأبرص وذوي العمى، بارتفاع ذلك عن مقادير أعلى منازل طبّ المتطببين وأرفع مراتب عِلاج المعالجين، إلى ما يعجز عنه جميع العالَمِين. وكالذي كان لها حجةً وعَلَمًا قطعُ مسافة شهرين في الليلة الواحدة، بارتفاع ذلك عن وُسع الأنام، وتعذّر مثله على جميع العباد، وإن كانوا على قطع القليل من المسافة قادرين، ولليسير منه فاعلين.(1/561)
فإذْ كان ما وصفْنا من ذلك كالذي وصفْنا، فبيّنٌ أنْ لا بيان أبْيَنُ، ولا حكمة أبلغُ، ولا منطقَ أعلى، ولا كلامَ أشرفُ- من بيان ومنطق تحدّى به امرؤ قومًا في زمان هم فيه رؤساء صناعة الخطب والبلاغة، وقيلِ الشعرِ والفصَاحة، والسجع والكهانة، على كل خطيب منهم وبليغ وشاعر منهم وفصيح، وكلّ ذي سجع وكهانة -فسفَّه أحلامهم، وقصَّر بعقولهم وتبرأ من دينهم، ودعا جميعهم إلى اتباعه والقبول منه والتصديق به، والإقرار بأنه رسولٌ إليهم من ربهم. وأخبرهم أن دلالته على صدْق مقالته، وحجَّتَه على حقيقة نبوّته- ما أتاهم به من البيان، والحكمة والفرقان، بلسان مثل ألسنتهم، ومنطق موافقةٍ معانيه معانيَ منطقهم. ثم أنبأ جميعهم أنهم عن أن يأتوا بمثل بعضه عَجَزَة، ومن القدرة عليه نقَصَةٌ. فأقرّ جميعُهم بالعجز، وأذعنوا له بالتصديق، وشهدوا على أنفسهم بالنقص. إلا من تجاهل منهم وتعامى، واستكبر وتعاشى، فحاول تكلُّف ما قد علم أنه عنه عاجز، ورام ما قد تيقن أنه عليه غير قادر. فأبدى من ضعف عقله ما كان مستترًا، ومن عِيّ لسانه ما كان مصُونًا، فأتى بما لا يعجِزُ عنه الضعيف الأخرق، والجاهل الأحمق، فقال: "والطاحنات طحنًا، والعاجنات عجنًا، فالخابزات خبزًا، والثاردات ثَرْدًا، واللاقمات لَقْمًا"! ونحو ذلك من الحماقات المشبهةِ دعواه الكاذبة.
فإذْ كان تفاضُلُ مراتب البيان، وتبايُنُ منازل درجات الكلام، بما وصفنا قبل -وكان الله تعالى ذكرُه وتقدست أسماؤه، أحكمَ الحكماء، وأحلمَ الحلماء،- كان معلومًا أن أبينَ البيان بيانُه، وأفضلَ الكلام كلامه، وأن قدرَ فضْل بيانه، جلّ ذكره، على بيان جميع خلقه، كفضله على جميع عباده.(1/562)
فإذْ كان كذلك -وكان غيرَ مبين منّا عن نفسه مَنْ خاطبَ غيره بما لا يفهمه عنه المخاطب- كان معلومًا أنه غير جائز أن يخاطبَ جل ذكره أحدٌا من خلقه إلا بما يفهمه المخاطَبُ، ولا يرسلَ إلى أحد منهم رسولًا برسالة إلا بلسانٍ وبيانٍ يفهمه المرسَلُ إليه. لأن المخاطب والمرسَلَ إليه، إن لم يفهم ما خوطب به وأرسل به إليه، فحالهُ -قبل الخطاب وقبل مجيء الرسالة إليه وبعدَه- سواءٌ، إذ لم يفدْه الخطابُ والرسالةُ شيئًا كان به قبل ذلك جاهلا. والله جل ذكره يتعالى عن أن يخاطب خطابًا أو يرسل رسالةً لا توجب فائدة لمن خُوطب أو أرسلت إليه، لأن ذلك فينا من فعل أهل النقص والعبث، والله تعالى عن ذلك مُتَعالٍ. ولذلك قال جل ثناؤه في محكم تنزيله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [سورة إبراهيم: 4]. وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [سورة النحل: 64]. فغير جائز أن يكونَ به مهتديًا، منْ كانَ بما يُهْدَى إليه جاهلًا.(1/563)
فقد تبين إذًا -بما عليه دللنا من الدِّلالة- أن كلّ رسول لله جل ثناؤه أرسله إلى قوم، فإنما أرسله بلسان من أرسله إليه، وكلّ كتاب أنزله على نبي، ورسالة أرسلها إلى أمة، فإنما أنزله بلسان من أنزله أو أرسله إليه. فاتضح بما قلنا ووصفنا، أن كتاب الله الذي أنزله إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بلسان محمد صلى الله عليه وسلم. وإذْ كان لسان محمد صلى الله عليه وسلم عربيًّا، فبيِّنٌ أن القرآن عربيٌّ. وبذلك أيضًا نطق محكم تنزيل ربنا، فقال جل ذكره: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [سورة يوسف: 2]. وقال: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [سورة الشعراء: 192-195].
وإذْ كانت واضحةً صحةُ ما قلنا -بما عليه استشهدنا من الشواهد، ودللنا عليه من الدلائل- فالواجبُ أن تكون معاني كتاب الله المنزَل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لمعاني كلام العرب موافقةً، وظاهرُه لظاهر كلامها ملائمًا، وإن باينه كتابُ الله بالفضيلة التي فضَلَ بها سائرَ الكلام والبيان، بما قد تقدّم وَصْفُنَاهُ.(1/564)
فإذْ كان ذلك كذلك، فبيِّن -إذْ كان موجودًا في كلام العرب الإيجازُ والاختصارُ، والاجتزاءُ بالإخفاء من الإظهار، وبالقلة من الإكثار في بعض الأحوال، واستعمالُ الإطالة والإكثار، والترداد والتكرار، وإظهارُ المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار في بعض الأوقات، والخبرُ عن الخاصّ في المراد بالعامّ الظاهر، وعن العامّ في المراد بالخاصّ الظاهر، وعن الكناية والمرادُ منه المصرَّح، وعن الصفة والمرادُ الموصوف، وعن الموصوف والمرادُ الصفة، وتقديمُ ما هو في المعنى مؤخر، وتأخيرُ ما هو في المعنى مقدّم، والاكتفاءُ ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهارُ ما حظه الحذف- أن يكون ما في كتاب الله المنزَل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك، في كلّ ذلك له نظيرًا، وله مِثْلًا وشبيهًا.
ونحن مُبَيِّنو جميع ذلك في أماكنه، إن شاء الله ذلك وأمدّ منه بعونٍ وقوّة.)انتهى كلام المصنف .
فهذه المقدمة كما يفهم من ترجمة المصنف لها تشتمل على أمرين :
الأمر الأول : بيان أن المعاني التي نزل بها القرآن متفقة مع المعاني التي يستعملها العرب في كلامهم الذي نزل به هذا القرآن ؛ لأن هذا هو مقتضى الحكمة ، فما من نبي إلا وقد أرسل بلسان قومه ليبين لهم .
الأمر الثاني :بيان فضل المعنى الذي باين به القرآن سائر الكلام ،وهو أن القرآن الذي هو كلام الله تعالى قد فاق كل كلام ، وتجاوز الحد الذي يطيقه البشر من القدرة على الإبانة ، وبلغ أعلى درجات الفصاحة ، وأسمى مراتب البلاغة .فصار بذلك معجزةً تؤيد من أوحاه الله إليه ، وحجة على من كذب وأعرض عن الإيمان به وبمن أنزله الله إليه . ويلاحظ أن المصنف قد بدأ بتقرير هذا الأمر ، وجعله كالمقدمة لتقرير الأمر الأول الذي ختم كلامه السابق بإيضاحه .
وقد ذكر المصنف في ختام كلامه السابق أنه سيفصل ما أجمله هنا في أماكنه ، وهذا ما قام به فعلاً كما سيأتي إن شاء الله تعالى .(1/565)
وهذه فوائد مستنبطة من كلام ابن جرير السابق :
1.أعلى منازل البيان ، وأسنى مراتبه مرتبة : ما كان أبلغه في حاجة المبين عن نفسه ، وأبينه عن مراد قائله ، وأقربه إلى فهم سامعه .
2.القرآن كلام الله تعالى ، الذي هو أحكم الحكماء ، وأحلم الحلماء ، فكلامه سبحانه أفضل الكلام ، وبيانه أبين البيان ؛ فغير جائز – إذا كان الأمر كذلك – أن يخاطب ربنا جلّ ذكره أحداً من خلقه إلا بما يفهمه المخاطب ، ولا يرسل إلى أحد منهم رسولاً إلا بلسانٍ وبيانٍ يفهمه المرسل إليه . [ وقد يؤخذ من هذا أن ابن جرير يرى أنه ليس في كلام الله تعالى ما لا يفهمه المخاطب ؛ حتى الحروف المقطعة . وقد رجح أنها تُحمل على جميع المعاني التي تحتملها مما ورد في تفسيرها عن المفسرين من السلف – كما سيأتي إن شاء الله - ] .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-13-2003, 01:55 PM
بسم الله
بعد أن قرر الإمام الطبري أن القرآن الكريم نزل بلسان العرب ، وأن أوجه البيان التي استعملها متفقة مع أوجه البيان التي يستعملها العرب الذين نزل القرآن بلسانهم ؛ وهذا هو مقتضى الحكمة = عقد مبحثاً أورد فيه ما قد يظنه البعض معارضاً لما ذكر ، وهو :
القول في البَيَان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم
ثم قال :
(قال أبو جعفر: إن سألنا سائل فقال: إنك ذكرت أنه غيرُ جائز أن يخاطب الله تعالى ذكرهُ أحدًا من خلقه إلا بما يفهمه، وأن يرسل إليه رسالة إلا باللسان الذي يفقهه.....
1- فما أنت قائل فيما حدثكم به محمد بُن حُميد الرازي، قال: حدثنا حَكّام بن سَلْم، قال: حدثنا عبْسة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبي موسى: ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ )[سورة الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر، بلسان الحبشة .(1/566)
2- وفيما حدثكم به ابن حُمَيْد، قال: حدثنا حكام، عن عَنبسة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ )[سورة المزمل: 6] قال: بلسان الحبشة إذا قامَ الرجلُ من الليل قالوا: نَشأ .
3- وفيما حدّثكم به ابن حميد قال: حدّثنا حكام، قال: حدثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة: ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ )قال: سبِّحي، بلسان الحبشة ؟
قال أبو جعفر: وكل ما قلنا في هذا الكتاب "حدّثكم" فقد حدثونا به.
4- وفيما حدّثكم به محمد بن خالد بن خِداش الأزديّ، قال: حدثنا سلم ابن قتيبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأل عن قوله: (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ )[سورة المدثر: 51] قال: هو بالعربية الأسد، وبالفارسية شار، وبالنبطية أريا، وبالحبشية قسورة .
5- وفيما حدثكم به ابن حميد قال: حدّثنا يعقوب القمّى، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبَير قال: قالت قريش: لولا أنزِل هذا القرآن أعجميٌّا وعربيًّا؟ فأنزل الله تعالى ذكره: ( لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )[سورة فصلت: 44] فأنزل الله بعد هذه الآية في القرآن بكل لسان فيه. ( حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ )[سورة هود: 82، وسورة الحجر: 74] قال: فارسية أعربت "سنك وكل .
6- وفيما حدثكم به محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: في القرآن من كل لسان .
وفيما أشبه ذلك من الأخبار التي يطولُ بذكرها الكتاب، مما يدل على أن فيه من غير لسان العرب؟(1/567)
قيل له: إنّ الذي قالوه من ذلك غير خارج من معنى ما قلنا -من أجل أنهم لم يقولوا: هذه الأحرف وما أشبهها لم تكن للعرب كلامًا، ولا كان ذاك لها منطقًا قبل نزول القرآن، ولا كانت بها العرب عارفةً قبل مجيء الفرقان- فيكون ذلك قولا لقولنا خِلافًا . وإنما قال بعضهم: حرف كذا بلسان الحبشة معناهُ كذا، وحرفُ كذا بلسان العجم معناه كذا. ولم نستنكر أن يكون من الكلام ما يتفق فيه ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسن بمعنى واحد، فكيف بجنسين منها؟ كما وجدنا اتفاق كثير منه فيما قد علمناه من الألسن المختلفة، وذلك كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرْطاس، وغير ذلك -مما يتعب إحصاؤه وُيمِلّ تعداده، كرهنا إطالة الكتاب بذكره- مما اتفقت فيه الفارسية والعربية باللفظ والمعنى. ولعلّ ذلك كذلك في سائر الألسن التي نجهل منطقها ولا نعرف كلامها.
فلو أن قائلا قال -فيما ذكرنا من الأشياء التي عددْنا وأخبِرْنا اتفاقَه في اللفظ والمعنى بالفارسية والعربية، وما أشبهَ ذلك مما سكتنا عن ذكره-: ذلك كله فارسي لا عربي، أو ذلك كله عربي لا فارسي، أو قال: بعضه عربي وبعضه فارسي، أو قال: كان مخرج أصله من عند العرب فوقع إلى العجم فنطقوا به، أو قال: كان مخرج أصله من عند الفرس فوقع إلى العرب فأعربته - كان مستجهَلًا لأن العربَ ليست بأولى أن تكون كان مخرجُ أصل ذلك منها إلى العجم، ولا العجم أحقَّ أن تكون كان مخرج أصل ذلك منها إلى العرب، إذ كان استعمال ذلك بلفظ واحد ومعنى واحد موجودًا في الجنسين.
وإذْ كان ذلك موجودًا على ما وصفنا في الجنسين، فليس أحدُ الجنسين أولى بأن يكون أصلُ ذلك كان من عنده من الجنس الآخر. والمدّعي أن مخرج صل ذلك إنما كان من أحد الجنسين إلى الآخر، مدّعٍ أمرًا لا يوصَل إلى حقيقة صحّته إلا بخبر يوجب العلم، ويزيل الشكّ، ويقطع العذرَ صحتُه.(1/568)
بل الصواب في ذلك عندنا: أن يسمَّى: عربيًّا أعجميًّا، أو حبشيًّا عربيًّا، إذ كانت الأمّتان له مستعملتين -في بيانها ومنطقها- استعمالَ سائر منطقها وبيانها. فليس غيرُ ذلك من كلام كلّ أمة منهما، بأولى أن يكون إليها منسوبًا- منه .
فكذلك سبيل كل كلمة واسم اتفقت ألفاظ أجناس أمم فيها وفي معناها، ووُجد ذلك مستعملا في كل جنس منها استعمالَ سائرِ منطقهم، فسبيلُ إضافته إلى كل جنس منها، سبيلُ ما وصفنا -من الدرهم والدينار والدواة والقلم، التي اتفقت ألسن الفرس والعرب فيها بالألفاظ الواحدة والمعنى الواحد، في أنه مستحقٌّ إضافته إلى كل جنس من تلك الأجناس- اجتماعٌ واقترانٌ .
وذلك هو معنى من روينا عنه القولَ في الأحرف التي مضت في صدر هذا الباب، من نسبة بعضهم بعضَ ذلك إلى لسان الحبشة، ونسبة بعضهم بعضَ ذلك إلى لسان الفرس، ونسبة بعضهم بعضَ ذلك إلى لسان الروم. لأنّ من نسب شيئًا من ذلك إلى ما نسبه إليه، لم ينفِ -بنسبته إياه إلى ما نسبه إليه- أن يكون عربيًّا، ولا من قال منهم: هو عربيّ، نفى ذلك أن يكون مستحقًّا النسبةَ إلى من هو من كلامه من سائر أجناس الأمم غيرها. وإنما يكون الإثبات دليلا على النفي، فيما لا يجوز اجتماعه من المعاني، كقول القائل: فلان قائم، فيكون بذلك من قوله دالًا على أنه غير قاعد، ونحو ذلك مما يمتنع اجتماعه لتنافيهما. فأمّا ما جاز اجتماعه فهو خارج من هذا المعنى. وذلك كقول القائل فلان قائم مكلِّمٌ فلانًا، فليس في تثبيت القيام له ما دلَّ على نفي كلام آخر، لجواز اجتماع ذلك في حالٍ واحدٍ من شخص واحد. فقائل ذلك صادق إذا كان صاحبه على ما وصفه به.
فكذلك ما قلنا -في الأحرف التي ذكرنا وما أشبهها- غيرُ مستحيل أن يكون عربيًّا بعضها أعجميًّا، وحبشيًّا بعضها عربيًّا، إذ كان موجودًا استعمالُ ذلك في كلتا الأمتين. فناسِبُ ما نَسبَ من ذلك إلى إحدى الأمتين أو كلتيهما محقٌّ غيرُ مبطل.(1/569)
فإن ظن ذو غباءٍ أن اجتماع ذلك في الكلام مستحيلٌ -كما هو مستحيل في أنساب بني آدم- فقد ظنّ جهلًا . وذلك أن أنساب بني آدم محصورة على أحد الطرفين دون الآخر ، لقول الله تعالى ذكره : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ )[سورة الأحزاب: 5]. وليس ذلك كذلك في المنطق والبيان، لأنّ المنطق إنما هو منسوب إلى من كان به معروفًا استعمالُه. فلو عُرِف استعمالُ بعض الكلام في أجناس من الأمم -جنسين أو أكثر- بلفظ واحد ومعنى واحد، كان ذلك منسوبًا إلى كل جنس من تلك الأجناس، لا يستحق جنسٌ منها أن يكون به أولى من سائر الأجناس غيره. كما لو أنّ أرضًا بين سَهل وجبل، لها هواء السهل وهواء الجبل، أو بين برٍّ وبحرٍ، لها هواء البر وهواءُ البحر- لم يمتنع ذو عقل صحيح أن يصفها بأنها سُهْلية جبلية أو بأنها بَرِّية بِحْرية، إذ لم تكن نسبتها إلى إحدى صفتيها نافيةً حقَّها من النسبة إلى الأخرى. ولو أفردَ لها مفردٌ إحدى صفتيها ولم يسلبها صفتها الأخرى، كان صادقًا محقًّا.
وكذلك القول في الأحرف التي تقدم ذكرناها في أول هذا الباب.
وهذا المعنى الذي قلناه في ذلك، هو معنى قول من قال: في القرآن من كل لسان- عندنا بمعنى، والله أعلم: أنّ فيه من كلّ لسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به، نظيرَ ما وصفنا من القول فيما مضى.(1/570)
وذلك أنه غيرُ جائز أن يُتوهّم على ذي فطرة صحيحة، مقرّ بكتاب الله، ممن قد قرأ القرآن وعرف حدود الله -أن يعتقد أنّ بعضَ القرآن فارسي لا عربيّ، وبعضه نبطي لا عربيّ، وبعضه روميّ لا عربيّ، وبعضه حبشي لا عربي بعد ما أخبر الله تعالى ذكرُه عنه أنه جعله قرآنًا عربيًّا. لأن ذلك إنْ كان كذلك، فليس قولُ القائل: القرآن حبشيٌّ أو فارسيٌّ، ولا نسبةُ من نسبه إلى بعض ألسن الأمم التي بعضُه بلسانه دون العرب- بأولى بالتطويل من قول القائل هو عربي. ولا قولُ القائل: هو عربيٌّ بأولى بالصّحة والصواب من قول ناسبه إلى بعض الأجناس التي ذكرنا. إذ كان الذي بلسان غير العرب من سائر ألسن أجناس الأمم فيه، نظيرَ الذي فيه من لسان العرب.
وإذا كان ذلك كذلك، فبيِّن إذًا خطأ من زعم أن القائل من السلف: في القرآن من كل لسان، إنما عنى بقيله ذلك، أنّ فيه من البيان ما ليس بعربيّ، ولا جائز نسبته إلى لسان العرب.
ويقال لمن أبى ما قلنا -ممن زعم أن الأحرف التي قدمنا ذكرها في أول الباب وما أشبهها، إنما هي كلام أجناس من الأمم سوى العرب، وقعت إلى العرب فعرَّبته-: ما برهانك على صحة ما قلت في ذلك، من الوجه الذي يجب التسليم له، فقد علمتَ من خالفك في ذلك، فقال فيه خلاف قولك؟ وما الفرقُ بينك وبين من عارضك في ذلك فقال: هذه الأحرف، وما أشبهها من الأحرف غيرها، أصلها عربي، غير أنها وقعت إلى سائر أجناس الأمم غيرها فنطقت كل أمة منها ببعض ذلك بألسنتها- من الوجه الذي يجبُ التسليم له؟
فلن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله.(1/571)
فإن اعتلَّ في ذلك بأقوال السلف التي قد ذكرنا بعضها وما أشبهها، طولبَ -مطالبَتنا من تأوَّل عليهم في ذلك تأويله- بالذي قد تقدم بيانه. وقيل له: ما أنكرتَ أن يكون من نسب شيئًا من ذلك منهم إلى من نسبه من أجناس الأمم سوى العرب، إنما نسبه إلى إحدى نسبتيه التي هو لها مستحق، من غير نَفيٍ منه عنه النسبة الأخرى؟ ثم يقال له: أرأيتَ من قال لأرض سُهْلية جبلية: هي سُهلية، ولم ينكر أن تكون جبلية، أو قال: هي جبلية، ولم يدفعْ أن تكون سُهْلية، أنافٍ عنها أن تكون لها الصفة الأخرى بقيله ذلك؟
فإن قال: نعم! كابر عَقْلَه. وإن قال: لا، قيل له: فما أنكرت أن يكون قولُ من قال في سجّيل: هي فارسية، وفي القسطاس: هي رومية- نظيرَ ذلك؟ وسأل الفرقَ بين ذلك، فلن يقولَ في أحدهما قولا إلا ألزِم في الآخر مثله.) انتهى كلامه
ومما سبق يعلم أن الطبري ينكر وجود ألفاظ غير عربية في القرآن ، ويرى أن ما نقل عن السلف من نسبة بعض الألفاظ إلى بعض الألسن إنما هو من باب توافق اللغات بين هذه الألسن في تلك الألفاظ .
ولم يشر ابن جرير إلى كون هذه الألفاظ نقلت من لغة إلى أخرى ، وإنما نص على أنها ألفاظ مشتركة بين تلك اللغات .
وقد تعقبه ابن عطية بقوله : ( وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل أحدهما أصل ، والأخرى فرع في الأكثر ؛ لأنا لا ندفع أيضاً جواز الاتفاق قليلاً شاذاً .) [المحرر الوجيز 1/37 ](1/572)
وقال محمد تقي الدين الهلالي مستدركاً على ابن جرير أيضاً: ( ابن جرير إمام المفسرين في زمانه وما بعده ، وفد أخطأ في هذا الرأي ؛ إذ لا يمكن أن تتكلم هذه الشعوب المتباينة في أنسابها ولغتها المتباعدة في أوطانها على سبيل المصادفة والاتفاق وتوارد الخواطر بتلك الكلمات الكثيرة العدد . على أن الذين قالوا في القرآن كلمات كانت في الأصل غير عربية ثم صارت بالاستعمال عربية لم يقل أحد منهم أن الكلمة التي أصلها فارسى قد اتفق فيها الفرس مع العرب والنبط والحبشة، بل إذا كانت الكلمة فارسية كالأباريق مثلا لم تكن حبشية ولا نبطية والكلمة التي قيل إنها حبشية كـ(ابلعي)من قوله تعالى: {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} لم يقل أحد أنها توافق الفارسية والنبطية ..وهكذا يقال في سائر الكلمات كما سيأتي في ذكر الكلمات التي نسب أصلها إلى غير العربية..) انتهى كلام الهلالي من بحث له بعنوان : ما وقع في القرآن بغير لغة العرب .
تنبيه : من تعليقات محمود شاكر رحمه الله على ما ذكر الطبري في هذا الموضوع = ما ذكره بقوله :
(وكلام الطبري يحتاج إلى فضل بيان - من أول قوله: "وذلك أنه غير جائز أن يتوهم.." إلى قوله: "ولا جائز نسبته إلى كلام العرب". فأقول:
أراد الطبري أن يقول: إنه لا يستقيم في العقل أن يكون الرجل مؤمنًا بكتاب الله، عارفًا بمعانيه وحدوده، مقرًا بأن الخبر قد جاء من ربه أنه جعل القرآن "قرآنا عربيا"، ولم يجعله أعجميا بقوله "ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي"- ثم يعتقد مع ذلك: أن بعض القرآن فارسي لا عربي، وبعضه نبطي لا عربي، وبعضه رومي لا عربي، وبعضه حبشي لا عربي. فإنه إن فعل، فقد نفى عن بعض القرآن أنه عربي، والله يصف القرآن كله بأنه عربي. وأثبت لبعض القرآن أنه أعجمي، والله تعالى ينفي عن جميعه أنه أعجمي.(1/573)
وخبر الله تعالى عن كتابه أنه جعله "قرآنا عربيا" صفة شاملة لا يجوز لأحد أن يخصص شمولها على بعض القرآن دون بعض. ولو جاز لأحد أن يخصص شمولها من عند نفسه فيقول: "بعض القرآن حبشي لا عربي، أو فارسي لا عربي.."، لجاز أيضًا لقائل أن يقول من عند نفسه: "القرآن حبشي أو فارسي أو رومي، أو أعجمي".
وحجة الطبري في ذلك: أن الذي يخصص شمول الصفة من عند نفسه على بعض القرآن بأنه عربي، ويقول إن بعضه الآخر يوصف بأنه حبشي أو فارسي أو رومي- يدعى أن وصف القرآن بأنه عربي، محمول على تغليب إحدى الصفات على سائر الصفات الأخرى. ولو جاز ذلك، لجاز لقائل أن يقول: "القرآن حبشي أو فارسي أو رومي"، لأنه فعل مثله، فغلب إحدى الصفات على الصفات الأخرى.
وإذا اقتصر المقتصر على صفة بعضه فقال: "القرآن حبشي أو فارسي"، لم يكن أولى بأن ينسب إلى التوسع في الكلام والتزيد في الصفة، من القائل: "القرآن عربي"، لأنه اقتصر أيضًا على صفة بعضه، فتوسع في الكلام وتزيد في الصفة.
وإذا كان ما في القرآن من فارسي ورومي ونبطي وحبشي، نظير ما فيه من عربي، فليس قول القائل: "القرآن عربي"، أولى بالصحة والصواب من قول القائل: "القرآن فارسي أو حبشي"، فكلاهما أطلق صفة أحد النظيرين على الآخر. وإذا جاز لأحدهما أن يفعل ذلك مصيبًا في قوله، جاز للآخر مثله مصيبًا في قوله.
وهذا فساد من القول وتناقض، ومخالف لقوله تعالى: "ولو جعلناه قرآنًا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي"، فهذه شهادة من الله تعالى بأنه لم يجعله أعجميًا، كشهادته سبحانه بأنه جعله "قرآنًا عربيا". وقد اقتضى مذهب هذا القائل أن يقال: "القرآن حبشي أو فارسي". كما يقال: "القرآن عربي" سواء. فناقض هذا قول الله سبحانه. وهذا قول "غير جائز أن يتوهم على ذي فطرة صحيحة، مقر بكتاب الله، ممن قرأ القرآن، وعرف حدود الله" كما قال الطبري رحمه الله.(1/574)
وإذن فقول القائل من السلف: "في القرآن من كل لسان"، ليس يعني به أن فيه ما ليس بعربي مما لا يجوز أن ينسب إلى لسان العرب- بل معناه أن فيه ألفاظًا استعملتها العرب، وهذه الألفاظ أنفسها مما استعملته الفرس أو الروم أو الحبش، على جهة اتفاق اللغات على استعمال لفظ واحد بمعنى واحد، لا على جهة انفراد الكلمة من القرآن بأنها فارسية غير عربية، أو رومية غير عربية. فإن السلف أعرف بكتاب الله وبمعانيه وبحدوده، لا يدخلون الفساد في أقوالهم، مناقضين شهادة الله لكتابه بأنه عربي غير أعجمي. ) انتهى تعليق شاكر .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-13-2003, 02:00 PM
بسم الله
كانت المسألة السابقة التي ذكرها ابن جرير ، وفصل القول فيها ، هي مسألة :هل في القرآن من غير لسان العرب؟
والخلاف في هذه المسألة مبسوط في كتب التفسير وعلوم القرآن ، وقد بحثت هذه المسألة في بحوث مستقلة .
وقد أحسن القرطبي في تصوير هذه المسألة بقوله : (لا خلاف بين الأئمة أنه ليس في القرآن كلام مركب على أساليب غير العرب ، وأن فيه أسماء أعلام لمن لسانه غير لسان العرب كإسرائيل وجبريل وعمران ونوح ولوط .
واختلفوا : هل وقع فيه ألفاظ غير أعلام مفردة من غير كلام العرب ...) ثم ذكر الخلاف في هذه المسألة . [ تفسير القرطبي 1/68
ومن الخلاصات الجيدة التي فيها جمع بين الأقوال في هذه المسألة ما نص عليه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام بقوله : ( والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء إلا أنها سقطت إلى العرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، من قال إنها عربية فهو صادق ومن قال أعجمية فصادق .) نقله عنه ابن فارس في كتابه المعرب ص6 .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-17-2003, 06:27 PM(1/575)
بسم الله بعد أن بيّن الإمام ابن جرير أن القرآن الكريم نزل بلسان العرب ، وأنه لا يوجد فيه كلمات خارجة عن لسانهم [غير أسماء الأعلام ] = عقد مبحثاً آخر لبيان أي لغة من لغات العرب نزل بها القرآن ، وقد ذكر في هذا المبحث الأحاديث والآثار التي دلت على نزول القرآن على سبعة أحرف ، وبين معناها ، ورجح ما يراه راجحاً من الأقوال في ذلك . قال رحمه الله : ( القول في اللغةالتي نزل بها القرآن من لغات العرب قال أبو جعفر: قد دللنا، على صحة القول بما فيه الكفاية لمن وُفِّق لفهمه، على أن الله جل ثناؤه أنزل جميع القرآن بلسان العرب دون غيرها من ألسن سائر أجناس الأمم، وعلى فساد قول من زعم أن منه ما ليس بلسان العرب ولغاتها.فنقول الآن -إذ كان ذلك صحيحًا- في الدّلالة عليه بأيِّ ألسن العرب أنزل: أبألسن جميعها أم بألسن بعضها؟ إذ كانت العرب، وإن جمَع جميعَها اسمُ أنهم عرب، فهم مختلفو الألسن بالبيان، متباينو المنطق والكلام. وإذْ كان ذلك كذلك -وكان الله جل ذكرُه قد أخبر عبادَه أنه قد جعلَ القرآن عربيًّا وأنه أنزل بلسانٍ عربيّ مبين، ثم كان ظاهرُه محتملا خصوصًا وعُمومًا- لم يكن لنا السبيلُ إلى العلم بما عنى الله تعالى ذكره من خصوصه وعمومه، إلا ببيان مَنْ جعل إليه بيانَ القرآن، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.فإذ كان ذلك كذلك - وكانت الأخبار قد تظاهرت عنه صلى الله عليه وسلم .) [ثم ذكر الأحاديث والآثار التي تدل على نزول القرآن على سبعة أحرف ] ثم قال : ( قال أبو جعفر : صحّ وثبتَ أنّ الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعضُ منها دون الجميع، إذ كان معلومًا أن ألسنتها ولغاتِها أكثرُ من سبعة، بما يُعْجَزُ عن إحصائه. فإن قال: وما برهانك على أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف"، وقوله: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف"، هو ما ادَّعيتَ - من أنه نزل بسبع لغات، وأمِرَ بقراءته على سبعة(1/576)
ألسُن- دون أن يكونَ معناهُ ما قاله مخالفوك، من أنه نزل بأمر وزجر وترغيب وترهيب وقَصَص وَمثَل ونحو ذلك من الأقوال؟ فقد علمتَ قائلَ ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة.قيل له: إنّ الذين قالوا ذلك لم يدَّعوا أن تأويلَ الأخبار التي تقدم ذكرُناها، هو ما زعمتَ أنهم قالوه في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن دون غيره، فيكونَ ذلك لقولنا مخالفًا، وإنما أخْبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجهٍ. والذي قالوه من ذلك كما قالوا.وقد رَوَينا - بمثل الذي قالوا من ذلك - عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن جماعة من أصحابه، أخبارًا قد تقدم ذكرُنا بعضها، ونستقصى ذكر باقيها ببيانه، إذا انتهينا إليه، إن شاء الله. فأما الذي تقدم ذكرُناه من ذلك، فخبر أبيّ بن كعب، من رواية أبي كُريب، عن ابن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، الذي ذكر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرفٍ، من سبعة أبواب من الجنة".والسبعة الأحرف: هو ما قلنا من أنه الألسن السبعة. والأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثَل، التي إذا عَمل بها العامل، وانتهى إلى حدودها المنتهى، استوجب به الجنة. وليس والحمد لله في قول من قال ذلك من المتقدمين، خلافٌ لشيء مما قلناه.والدلالةُ على صحة ما قلناه - من أنّ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "نزل القرآن على سبعة أحرف"، إنما هو أنه نزل بسبع لغات، كما تقدم ذكرناه من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وسائر من قدمنا الرواية عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في أول هذا الباب- أنهم تمارَوْا في القرآن، فخالف بعضهم بعضًا في نفْس التلاوة، دون ما في ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستقرأ كلَّ رجل منهم، ثم صَوَّب جميعَهُم في قراءتهم على(1/577)
اختلافها، حتى ارتاب بعضُهم لتصويبه إياهم، فقال صلى الله عليه وسلم للذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعَهم: "إنَ الله أمرني أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف". ومعلوم أن تمارِيهم فيما تمارَوْا فيه من ذلك، لو كان تماريًا واختلافًا فيما دلت عليه تلاواتهم من التحليل والتحريم والوعد والوعيد وما أشبه ذلك، لكان مستحيلا أن يُصوِّب جميعهم، ويأمرَ كل قارئ منهم أن يلزم قراءته في ذلك على النحو الذي هو عليه. لأن ذلك لو جاز أن يكون صحيحًا، وجبَ أن يكون الله جلّ ثناؤه قد أمرَ بفعل شيء بعينه وفَرَضَه، في تلاوة من دلّت تلاوته على فرضه - ونهى عن فعل ذلك الشيء بعينه وزَجر عنه، في تلاوة الذي دلت تلاوته على النهي والزجر عنه، وأباح وأطلق فعلَ ذلك الشيء بعينه، وجعل لمن شاء من عباده أن يفعله فِعْلَه، ولمن شاء منهم أن يتركه تَرْكَه في تلاوة من دَلت تلاوته على التخيير!وذلك من قائله إنْ قاله، إثباتُ ما قد نفى الله جل ثناؤه عن تنزيله وحُكْم كتابه فقال: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )[سورة النساء: 82].وفي نفْي الله جلّ ثناؤه ذلك عن حُكْم كتابه، أوضحُ الدليل على أنه لم ينزل كتابه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم إلا بحكمٍ واحدٍ متفق في جميع خلقه، لا بأحكام فيهم مختلفة.وفي صحة كون ذلك كذلك، ما يبطل دعوى من ادَّعى خلاف قولنا في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزِل القرآن على سبعة أحرف" للذين تخاصموا إليه عند اختلافهم في قراءتهم. لأنه صلى الله عليه وسلم قد أمرَ جميعهم بالثبوت على قراءته، ورضى قراءة كل قارئ منهم - على خلافها قراءةَ خصومه ومنازعيه فيها- وصوَّبها. ولو كان ذلك منه تصويبًا فيما اختلفت فيه المعاني، وكان قولُه صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" إعلامًا منه لهم أنه نزل بسبعة أوجُهٍ مختلفة، وسبعة معان(1/578)
مفترقة - كان ذلك إثباتًا لما قد نفى الله عن كتابه من الاختلاف، ونفيًا لما قد أوجب له من الائتلاف. مع أنّ في قيام الحجة بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقض في شيء واحد في وقت واحد بحكمين مختلفين، ولا أذن بذلك لأمته - ما يُغْنى عن الإكثار في الدلالة على أن ذلك منفيٌّ عن كتاب الله. وفي انتفاء ذلك عن كتاب الله، وجوبُ صحة القول الذي قلناه، في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، عند اختصام المختصمين إليه فيما اختلفوا فيه من تلاوة ما تلَوْه من القرآن، وفسادِ تأويل قول من خالف قولنا في ذلك. وأحْرى أنّ الذين تمارَوْا فيما تمارَوْا فيه من قراءتهم فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن منكَرًا عند أحد منهم أن يأمرَ الله عبادَه جلّ ثناؤه في كتابه وتنزيله بما شاء، وينهى عما شاء، ويعِدَ فيما أحبَّ من طاعاته، ويوعِدَ على معاصيه، ويحْتِمَ لنبيه ويعظه فيه ويضربَ فيه لعباده الأمثال- فيُخاصمَ غيرَه على إنكاره سماعَ ذلك من قارئه . بل على الإقرار بذلك كلِّه كان إسلامُ من أسلم منهم. فما الوجهُ الذي أوجبَ له إنكارَ ما أنكر، إن لم يكن كان ذلك اختلافًا منهم في الألفاظ واللغات؟وبعد، فقد أبان صحةَ ما قلنا الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصًّا. وذلك الخبر الذي ذكرنا:47- أن أبا كُريب حدثنا قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن حماد ابن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بَكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال جبريل: اقرإ القرآنَ على حرف. قال ميكائيل عليه السلام: استزدْه. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستَّة أو سبعةَ أحرف، فقال: كلها شافٍ كافٍ، ما لم يختم آيةَ عذاب بآية رحمة، أو آيةَ رحمة بآية عذاب، كقولك: هلمَّ وتعال . فقد أوضح نصُّ هذا الخبر أنّ اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ، كقولك "هلم وتعال" باتفاق المعاني، لا باختلاف معانٍ موجبةٍ(1/579)
اختلافَ أحكامٍ.وبمثل الذي قلنا في ذلك صحت الأخبارُ عن جماعة من السَّلَف والخلف. 48- حدثني أبو السائب سَلْمُ بن جُنادة السُّوَائي، قال: حدثنا أبو معاوية - وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا ابن أبي عديّ عن شعبة - جميعًا عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: إني قد سمعت إلى القَرَأةِ، فوجدتُهم متقاربين فاقرأوا كما عُلِّمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال . 49- وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابنَ مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحوَّلَنَّ، ولو أعلمُ أحدًا أعلمَ مني بكتاب الله لأتيتُه . 50- وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن رجل من أصحاب عبد الله، عن عبد الله بن مسعود،قال: من قرأ على حرف فلا يتحوّلنّ منه إلى غيره . فمعلوم أنّ عبد الله لمَ يعْن بقوله هذا: من قرأ ما في القرآن من الأمر والنهي فلا يتحولنّ منه إلى قراءة ما فيه من الوعد والوعيد، ومن قرأ ما فيه من الوعد والوعيد فلا يتحولنَّ منه إلى قراءة ما فيه من القَصص والمثَل. وإنما عنى رحمة الله عليه أنّ من قرأ بحَرْفه - وحرْفُه: قراءته، وكذلك تقول العرب لقراءة رجل: حرفُ فلان، وتقول للحرف من حروف الهجاء المقطَّعة: حرف، كما تقول لقصيدة من قصائد الشاعر: كلمة فلان- فلا يتحولنّ عنه إلى غيره رغبة عنه. ومن قرأ بحرف أبيّ، أو بحرف زيد، أو بحرف بعض من قرأ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الأحرف السبعة - فلا يتحولنّ عنه إلى غيره رغبة عنه، فإن الكفرَ ببعضه كفرٌ بجميعه، والكفرُ بحرف من ذلك كفرٌ بجميعه يعني بالحرف ما وصفنا من قراءة بعض من قرأ ببعض الأحرف السبعة. 51- وقد حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: قرأ أنس هذه الآية: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا(1/580)
وَأَقْوَمُ قِيلًا )[سورة المزمل: 6] فقال له بعض القوم: يا أبا حَمزة، إنما هي "وأقْوَمُ" فقال: أقْوَمُ وأصْوَبُ وأهَيأ، واحدٌ . 52- حدثني محمد بن حُميد الرازي، قال: حدثنا حَكَّام، عن عنبسة، عن ليث، عن مجاهد: أنه كان يقرأ القرآنَ على خمسة أحرُفٍ.53- حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حَكَّام، عن عنبسة، عن سالم: أن سعيدَ بن جُبَيرٍ كان يقرأ القرآن على حرفين. 54- حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مُغِيرة، قال: كان يزيدُ بن الوليد يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف. أفترى الزاعمَ أن تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآنُ على سبعة أحرف"، إنما هو أنه أنزل على الأوجه السبعة التي ذكرنا، من الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والمثل - كان يرى أنّ مجاهدًا وسعيدَ ابن جبير لم يقرآ من القرآن إلا ما كان من وجهيه أو وجوهه الخمسة دون سائر معانيه؟ لئن كانَ ظن ذلك بهما، لقد ظنَ بهما غير الذي يُعرفان به من منازلهما من القرآن، ومعرفتهما بآي الفرقان! 55- وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُليَّة، قال حدثنا أيوب، عن محمد، قال: نُبئت أن جبرائيل وميكائيل أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبرائيل: اقرإ القرآن على حرفين. فقال له ميكائيل: استزده. فقال: اقرإ القرآن على ثلاثة أحرف. فقال له ميكائيل: استزده. قال: حتى بلغ سبعة أحرف، قال محمد: لا تختلفُ في حلال ولا حرام، ولا أمرٍ ولا نهي ، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل ، قال : وفي قراءتنا ( إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً )[سورة يس: 29، 53]، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة). 56- وحدثني يعقوب قال: حدثنا ابن عُلية، قال: حدثنا شُعيب - يعني ابن الحَبْحَاب - قال: كان أبو العالية إذا قرأ عنده رجل لم يقل: "ليس كما يقرأ" وإنما يقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فقال: أرى صاحبك قد سمع: "أنّ من كفَر بحرفٍ منه(1/581)
فقدْ كفر به كله".57- حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: حدثنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب: أن الذي ذكر الله تعالى ذكره [أنه قال] ( إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ )[سورة النحل:103] إنما افتُتِن أنه كان يكتب الوحيَ، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سميعٌ عليمٌ، أو عزيزٌ حكيمٌ، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو عَلى الوحي، فيستفهمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيقول: أعزيز حكيمٌ، أو سميعٌ عليم أو عزيز عليم؟ فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ ذلك كتبت فهو كذلك. ففتنه ذلك، فقال: إن محمدًا وكَلَ ذلك إليّ، فأكتبُ ما شئتُ. وهو الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة . 58- حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال: من كفر بحرف من القرآن، أو بآية منه، فقد كفر به كله . قال أبو جعفر: فإن قال لنا قائل: فإذْ كان تأويلُ قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" عندك، ما وصفت، بما عليه استشهدتَ، فأوْجِدنا حرفًا في كتاب الله مقروءًا بسبع لغات، فنحقق بذلك قولك. وإلاَّ، فإن لم تجد ذلك كذلك: كانَ معلومًا بِعَدَ مِكَهُ - صحةُ قول من زعم أن تأويل ذلك: أنه نزل بسبعة معان، وهو الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والمثل- وفسادُ قولك. أو تقولَ في ذلك: إن الأحرف السبعة لغاتٌ في القرآن سبعٌ، متفرقة في جميعه، من لغات أحياءٍ من قبائل العرب مختلفة الألسن- كما كان يقوله بعض من لم يُنعم النظرَ في ذلك. فتصير بذلك إلى القول بما لا يجهل فسادَه ذُو عقل، ولا يلتبس خَطؤه على ذي لُب.وذلك أنّ الأخبار التي بها احتججتَ لتصحيح مقالتك في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف"، هي الأخبار التي رويتها عن عُمرَ بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن(1/582)
كعب، رحمة الله عليهم، وعمن رويتَ ذلك عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأنهم تماروْا في تلاوة بعض القرآن، فاختلفوا في قراءتهُ دون تأويله، وأنكر بعضٌ قراءةَ بعض، مع دعوى كل قارئ منهم قراءةً منها: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه ما قرأ بالصفة التي قرأ. ثم احتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، أن صوَّب قراءة كل قارئ منهم، على خلافها قراءةَ أصحابه الذين نازعوه فيها، وأمرَ كل امرئ منهم أن يقرأ كما عُلِّم، حتى خالط قلبَ بعضهم الشكُّ في الإسلام، لما رأى من تصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءةَ كل قارئ منهم على اختلافها. ثم جَلاهُ الله عنه ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم له: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.فإن كانت الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، عندك -كما قال هذا القائل- متفرقةً في القرآن، مثبتةً اليوم في مصاحف أهل الإسلام، فقد بطلت معاني الأخبار التي رويتها عمن رويتها عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم اختلفوا في قراءة سورة من القرآن، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر كلًّا أن يقرأ كما عُلم. لأن الأحرف السبعة إذا كانت لغات متفرقة في جميع القرآن، فغير مُوجب حرفٌ من ذلك اختلافًا بين تاليه ؛لأن كل تالٍ فإنما يتلو ذلك الحرفَ تلاوةً واحدةً على ما هو به في المصحف، وعلى ما أنزل.وإذْ كان ذلك كذلك، بطل وجه اختلاف الذين رُوى عنهم أنهم اختلفوا في قراءة سورة، وفسد معنى أمر النبي صلى الله عليه وسلم كلَّ قارئ منهم أن يقرأه على ما عُلم. إذْ كان لا معنى هنالك يُوجب اختلافًا في لفظ، ولا افتراقًا في معنى. وكيف يجوز أن يكون هنالك اختلافٌ بين القوم، والمعلِّم واحدٌ، والعلم واحدٌ غير ذي أوجه؟ وفي صحة الخبر عن الذين رُوى عنهم الاختلافُ في حروف القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأنهم(1/583)
اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، على ما تقدم +وَصْفُنَاهُ- أبينُ الدلالة على فساد القول بأن الأحرُف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن، لا أنها لغاتٌ مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني.مع أن المتدبر إذا تدبر قول هذا القائل - في تأويله قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، وادّعائه أنّ معنى ذلك +أنها سبعُ لغات متفرقة في جميع القرآن، ثم جَمع بين قِيله ذلك، واعتلالِه لقيلِه ذلك بالأخبار التي رويت عمن رُوِيَ ذلك عنه من الصحابة والتابعين أنه قال: هو بمنزلة قولك تعالَ وهلم وأقبل؛ وأن بعضهم قال: هو بمنزلة قراءة عبد الله "إلازقيةً"، وهي في قراءتنا "إلا صَيْحَة" وما أشبه ذلك من حُججه - علم أن حججه مفسدةٌ في ذلك مقالتَه، وأن مقالته فيه مُضادةٌ حججه.لأن الذي نزل به القرآن عندَه إحدى القراءتين -: إما "صيحة"، وإما "زَقية" وإما "تعالَ" أو "أقبل" أو "هلم" - لا جميع ذلك. لأن كلّ لغة من اللغات السبع عنده في كلمة أو حرف من القرآن، غيرُ الكلمة أو الحرف الذي فيه اللغة الأخرى.وإذْ كان ذلك كذلك، بطل اعتلاله لقوله بقول من قال: ذلك بمنزله "هلم" و "تعال" و "أقبل"، لأنّ هذه الكلمات هي ألفاظ مختلفة، يجمعها في التأويل معنى واحد. وقد أبطل قائل هذا القول الذي حكينا قوله، اجتماعَ اللغات السبع في حرف واحد من القرآن. فقد تبين بذلك إفسادُ حجته لقوله بقوله، وإفساد قوله لحجته .قيل له: ليس القولُ في ذلك بواحد من الوجهين اللذين وصفتَ. بل الأحرف السبعة التي أنزل الله بها القرآن، هنّ لغات سبع، في حرف واحد، وكلمة واحدة، باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، كقول القائل: هلم، وأقبل، وتعال، وإليّ، وقصدي، ونحوي، وقربي، ونحو ذلك، مما تختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فيه المعاني، وإن اختلفت بالبيان به الألسن، كالذي رَوَينا آنفًا عن رسول الله صلى الله عليه(1/584)
وسلم، وعمن روينا ذلك عنه من الصحابة، أن ذلك بمنزلة قولك: "هلمّ وتعالَ وأقبل"، وقوله "ما ينظرون إلا زَقيةً"، و "إلا صيحة".فإن قال: ففي أيّ كتاب الله نجدُ حرفًا واحدًا مقروءًا بلغات سبع مختلفات الألفاظ، متفقات المعنى، فنسلم لك صحةَ ما ادّعيت من التأويل في ذلك؟قيل: إنا لم ندع أن ذلك موجود اليوم، وإنما أخبرنا أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، على نحو ما جاءت به الأخبار التي تقدم ذكرناها. وهو ما وصفنا، دون ما ادعاه مخالفونا في ذلك، للعلل التي قد بَيَّنا.فإن قال: فما بال الأحرف الأخَرِ الستة غير موجودة، إن كان الأمر في ذلك على ما وصفتَ، وقد أقرأهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأمر بالقراءة بهنّ، وأنزلهن الله من عنده على نبيه صلى الله عليه وسلم؟ أنسخت فرُفعت، فما الدلالة على نسخها ورَفعها؟ أم نسيتهن الأمة، فذلك تضييعُ ما قد أمروا بحفظه؟ أم ما القصةُ في ذلك؟قيل له: لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الأمة وهي مأمورة بحفظها. ولكنّ الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخُيِّرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حَنثتْ في يمين وهي مُوسرة، أن تكفر بأيِّ الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق، أو إطعام، أو كسوة. فلو أجمعَ جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث، دون حَظرها التكفيرَ بأي الثلاث شاءَ المكفِّر، كانت مُصيبةً حكمَ الله، مؤديةً في ذلك الواجبَ عليها من حق الله. فكذلك الأمة، أمرت بحفظ القرآن وقراءته، وخُيِّرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت - لعلة من العلل أوجبتْ عليها الثباتَ على حرف واحد- قراءتَهُ بحرف واحدٍ، ورفْضَ القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحْظُرْ قراءته بجميع حروفه على قارئه، بما أذن له في قراءته به.فإن قال: وما العلة التي أوجبت عليها الثباتَ على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية ؟ 59 - قيل: حدثنا أحمد بن(1/585)
عَبْدةَ الضَّبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدّرَاوَرْدي، عن عُمارة بن غزِيَّة، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد ابن ثابت، عن أبيه زيد، قال: لما قُتل أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة، دخل عمرُ بن الخطاب على أبي بكر رحمه الله فقال: إنّ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة تهافتوا تهافتَ الفَراش في النار، وإني أخشى أن لا يشهدوا موطنًا إلا فعلوا ذلك حتى يُقتَلوا - وهمْ حملةُ القرآن- فيضيعَ القرآن ويُنسَى. فلو جمعتَه وكتبتَه! فنفر منها أبو بكر وقال: أفعل ما لم يفعلْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم! فتراجعا في ذلك. ثم أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت، قال زيد: فدخلت عليه وعُمر مُحْزَئِلٌ فقال أبو بكر: إن هذا قد دَعاني إلى أمر فأبيتُ عليه، وأنت كاتبُ الوحي. فإنْ تكن معه اتبعتكما، وإن توافِقْني لا أفعل. قال: فاقتصَّ أبو بكر قولَ عمر، وعمر ساكت، فنفرت من ذلك وقلت: نفعلُ ما لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم! إلى أن قال عمر كلمة: "وما عليكما لو فعلتما ذلك؟" قال: فذهبنا ننظر، فقلنا: لا شيء والله! ما علينا في ذلك شيء! قال زيد: فأمرني أبو بكر فكتبته في قطَع الأدَم وكِسَرِ الأكتاف والعُسُب.فلما هلك أبو بكر وكانَ عُمر كتبَ ذلك في صحيفة واحدةٍ، فكانت عنده. فلما هلك، كانت الصحيفةُ عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. ثم إن حذيفة بن اليمان قدِم من غزوة كان غزاها بِمَرْج أرْمينِية فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان بن عفان فقال: "يا أمير المؤمنين: أدرِكِ الناس! فقال عثمان: "وما ذاك؟" قال غزوت مَرْج أرمينية، فحضرها أهلُ العراق وأهلُ الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبيّ بن كعب، فيأتون بما لم يسمع أهلُ العراق، فتكفرهم أهلُ العراق. وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام، فتكفِّرهم أهلُ الشام. قال زيد: فأمرني عثمان بن عفان أكتبُ له مُصْحفًا، وقال:(1/586)
إنّي مدخلٌ معك رجلا لبيبًا فصيحًا، فما اجتمعتما عليه فاكتباه، وما اختلفتما فيه فارفعاه إليّ. فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص، قال: فلما بلغنا ( إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ )[سورة البقرة: 248] قال: زيد فقلت: "التابوه" وقال أبان بن سعيد: "التابوت"، فرفعنا ذلك إلى عثمان فكتب: "التابوت" قال: فلما فرغتُ عرضته عَرْضةً، فلم أجد فيه هذه الآية: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )[سورة الأحزاب: 23] قال: فاستعرضتُ المهاجرين أسألهم عنها، فلم أجدْها عند أحد منهم، ثم استعرضتُ الأنصارَ أسألهم عنها، فلم أجدها عند أحد منهم،، حتى وجدُتها عند خُزيمة بن ثابت، فكتبتها، ثم عرَضته عَرضَةً أخرى، فلم أجد فيه هاتين الآيتين: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )[سورة التوبة: 128، 129] فاستعرضت المهاجرين، فلم أجدها عند أحد منهم، ثم استعرضت الأنصارَ أسألهم عنها فلم أجدها عند أحد منهم، حتى وجدتها مع رَجل آخر يدعى خُزيمة أيضًا، فأثبتها في آخر "براءة"، ولو تمَتْ ثلاثَ آيات لجعلتها سورة على حِدَةٍ. ثم عرضته عرضةً أخرى، فلم أجد فيه شيئًا، ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة، وحلف لها ليردنها إليها فأعطته إياها، فعرض المصحف عليها، فلم يختلفا في شيء. فردَّها إليها، وطابت نفسه، وأمرَ الناس أن يكتبوا مصاحفَ. فلما ماتت حفصةُ أرسل إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة بعزمة، فأعطاهم إياها فغسلتْ غسلًا.... 61- حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال:(1/587)
حدثنا أيوب، عن أبي قِلَابة، قال: لما كان في خلافة عثمان، جعل المعلِّم يعلِّم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءةَ الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين - قال أيوب: فلا أعلمه إلا قال-: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض. فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبًا فقال: "أنتم عندي تختلفون فيه وتلحنون، فمن نأى عني من أهل الأمصار أشد فيه اختلافًا وأشد لحنًا. اجتمعوا يا أصحابَ محمد، فاكتبوا للناس إمامًا". قال أبو قلابة، فحدثني أنس بن مالك قال: كنت فيمن يملى عليهم، قال: فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعلهُ أن يكون غائبًا أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويَدعون موضعها، حتى يجيءَ أو يُرْسَلَ إليه. فلما فرغ من المصحف، كتب عثمان إلى أهل الأمصار: "إني قد صَنعتُ كذا وكذا، ومحوتُ ما عندي، فامحوا عندكم".62- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس قال: قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري: أنه اجتمع في غزوة أذربيجان وأرمينيةَ أهلُ الشام وأهل العراق، فتذاكرُوا القرآن، واختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة. فركبَ حُذيفةُ بن اليمان - لما رأى اختلافهم في القرآن - إلى عثمان، فقال: "إنّ الناس قد اختلفوا في القرآن، حتى إني والله لأخشى أن يصيبهم مثلُ ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف". قال: ففزع لذلك فزعًا شديدًا، فأرسل إلى حفصة فاستخرج الصحف التي كان أبو بكر أمر زيدًا بجمعها، فنسخ منها مصاحف، فبعث بها إلى الآفاق . 63- حدثني سعيد بن الربيع، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع، وإنما كان في الكرانيف والعسب . 64- حدثنا سعيد بن الربيع قال: حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن صعصعة أنّ أبا بكر أوَلُ من وَرَّث الكلالةَ وجمعَ المصحف . قال أبو جعفر: وما(1/588)
أشبه ذلك من الأخبار التي يطول باستيعاب جميعها الكتابُ، والآثار الدالة على أن إمامَ المسلمين وأميرَ المؤمنين عثمانَ بن عفان رحمة الله عليه، جمع المسلمين - نظرًا منه لهم، وإشفاقًا منه عليهم، ورأفة منه بهم، حِذارَ الردّةِ من بعضهم بعدَ الإسلامَ، والدّخولِ في الكفر بعد الإيمان، إذ ظهر من بعضهم بمحضَره وفي عصره التكذيبُ ببعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، مع سماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم النهيَ عن التكذيب بشيء منها، وإخباره إياهم أنّ المِراء فيها كفر- فحملهم رحمةُ الله عليه، إذْ رأى ذلك ظاهرًا بينهم في عصره، ولحَدَاثة عهدهم بنزول القرآن، وفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بما أمِنَ عليهم معه عظيم البلاء في الدين من تلاوة القرآن - على حرف واحد .وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وخَرَّق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه. وعزم على كل من كان عنده مُصحفٌ مخالفٌ المصحفَ الذي جمعهم عليه، أن يخرقه . فاستوسقتْ له الأمة على ذلك بالطاعة ، ورأت أنّ فيما فعلَ من ذلك الرشدَ والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامُها العادلُ في تركها، طاعةً منها له، ونظرًا منها لأنفسها ولمن بعدَها من سائر أهل ملتها، حتى دَرَست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيلَ لأحد اليوم إلى القراءة بها، لدثورها وعُفُوِّ آثارها، وتتابعِ المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منها صحتَها وصحةَ شيء منها ولكن نظرًا منها لأنفسها ولسائر أهل دينها. فلا قراءة للمسلمين اليوم إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيقُ الناصحُ، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية. فإن قال بعضُ من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم تَركُ قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها؟ قيل: إن أمرَه إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمرَ إباحة ورخصة. لأنّ(1/589)
القراءة بها لو كانت فرضًا عليهم، لوجب أن يكونَ العلمُ بكل حرف من تلك الأحرف السبعة، عند من تقوم بنقله الحجة، ويقطع خبرهُ العذر، ويزيل الشك من قَرَأةٍ الأمة . وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين، بعد أن يكون في نقلة القرآن من الأمة من تجبُ بنقله الحجة ببعض تلك الأحرف السبعة.وإذْ كان ذلك كذلك، لم يكن القوم بتركهم نقلَ جميع القراآت السبع، تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما فعلوا. إذْ كانَ الذي فعلوا من ذلك، كان هو النَّظرَ للإسلام وأهله. فكان القيامُ بفعل الواجب عليهم، بهم أولى من فعل ما لو فعلوه، كانوا إلى الجناية على الإسلام وأهله أقرب منهم إلى السلامة، من ذلك .وأما ما كانَ من اختلاف القراءة في رفع حرفٍ وجرِّه ونصبه، وتسكين حرفٍ وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتّفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف" – بمعزل . لأنه معلوم أنه لا حرفَ من حروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء به كفرَ الممارى به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب عليه الصلاة والسلام بالمراءِ فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرتْ عنه بذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب . فإن قال لنا قائل: فهل لك من علم بالألسن السبعة التي نزل بها القرآن؟ وأي الألسن هي من ألسن العرب؟ قلنا: أما الألسن الستة التي قد نزلت القراءة بها، فلا حاجة بنا إلى معرفتها، لأنا لو عرفناها لم نقرأ اليومَ بها مع الأسباب التي قدمنا ذكرها. وقد قيل إن خمسة منها لعَجُر هوَازن، واثنين منها لقريش وخزاعة. رُوي جميعُ ذلك عن ابن عباس، وليست الرواية عنه من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله. وذلك أن الذي رَوَى عنه: "أن خمسة منها من لسان العجز من هوازن"، الكلبي عن أبي صالح، وأنّ الذي روى عنه:(1/590)
"أن اللسانين الآخرين لسانُ قريش وخزاعة"، قتادة، وقتادة لم يلقَه ولم يسمع منه . 65- حدثني بذلك بعض أصحابنا، قال: حدثنا صالح بن نصر الخزاعي، قال: حدثنا الهيثم بن عدي، عن سعيد بن أبي +عَروبة، عن قتادة، عن ابن عباس، قال: نزل القرآنُ بلسانُ قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدار واحدةٌ. 66- وحدثني بعض أصحابنا، قال: حدثنا صالح بن نصر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي الأسود الدُّثَلي، قال: نزل القرآن بلسان الكَعبين: كعب بن عمرو وكعب بن لؤيّ. فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم: ألا تعجبُ من هذا الأعمى! يَزعم أنّ القرآن نزل بلسان الكعبين؛ وإنما أنزل بلسان قريش! قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر ابن معاوية، وثقيف .وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )[سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين +شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.) انتهى كلامه باختصار يسير جداً . وقد تضمن كلام ابن جرير السابق بعض المسائل المهمة ، والمسألة التي نالت الحظ الأكبر من كلامه السابق هي مسألة نزول القرآن على سبعة أحرف ، وقد يسّر الله التعليق عليها وذكر أقوال العلماء فيها هنا:
الأحرف السبعة وأقوال العلماء فيها (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373)(1/591)
فليراجعها من شاء . وتضمن أيضاً بعض المسائل الأخرى نرجئ التعليق عليها إلى حلقة قادمة إن شاء الله من حلقات هذه السلسلة . ولا زال الأمل معقوداً في مشاركة الإخوة الأعضاء الكرام الذين لم نر لهم مشاركة في هذه السلسلة ، مع أن عندهم خيراً كثيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
05-27-2003, 06:51 AM
بسم الله
بقيت مسألة أشار إليه ابن جرير في آخر كلامه السابق ، وهي ما ذكرها بقوله :( فإن قال لنا قائل: فهل لك من علم بالألسن السبعة التي نزل بها القرآن؟ وأي الألسن هي من ألسن العرب؟ )
وقد ذكر أنه لا حاجة بنا إلى معرفة الألسن التي نزل بها القرآن . ثم أورد بعض ما قيل فيها ، وبيّن ضعفه .
قلت : تكلم العلماء عن هذه المسألة ، وذكروا فيها أقوالاً متباينة . وممن تعرض لها ابن عبدالبر في كتابه التمهيد ، حيث ذكر خلاف العلماء فيها ، ثم بيّن رأيه فيها .
وهذا نص كلامه المتعلق بهذه المسألة : ( قال جماعة من العلماء : إن السبع لغات التي نزل القرآن عليها راجعة إلى لغات العرب كلها يمنها ونزارها ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجهل شيئاً منها ، وقد أوتي جوامع الكلم .
وقال آخرون : إن هذه اللغات السبع إنَّما تكون في مضر ، وقالوا : جائز أن يكون منها لقريش ، ومنها لكنانة ، ومنها لأسد ، ومنها لهذيل ، ومنها لتميم ، ومنها لضبة ، ومنها لقيس ، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب .
وأنكر آخرون أن تكون كلها في مضر ، وقالوا : في مضر شواذٌّ لايجوز أن يقرأ القرآن عليها ، مثل كشكشة قيس ، وعنعنة تميم ، فهي لغات يُرغب بالقرآن عنها ، ولايحفظ عن السلف فيه شيء منها .
وقال جماعة من العلماء : إن القرآن نزل بلغة قريش خاصة ، وهذا مروي عن عمرَ بن الخطاب ، وعثمان بن عفان - رضي الله عنهما - .(1/592)
فأمَّا عمر فقد كتب إلى ابن مسعود - رضي الله عنهما - : ( أمَّا بعد ، فإن الله أنزل القرآن بلسان قريش ، فإذا أتاك كتابي هذا فأقريء الناس بلغة قريش ، ولاتقرئهم بلغة هذيل ، والسلام ) .
وأمَّا عثمان فقد ثبت عنه أنه أمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبدالله ابن الزبير ، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، أن يكتبوا المصاحف ، وقال لهم : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلغة قريش ، فإن القرآن أنزل بلسانهم .
قال أبو عمر : قول من قال : إن القرآن نزل بلغة قريش ، معناه عندي : في الأغلب - والله أعلم - ؛ لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات من تحقيق الهمزات ونحوها ، وقريش لاتهمز )( 1) ا هـ .
وتعليقاً على كلام ابن عبدالبر السابق أقول : معلومٌ أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين كما أخبر الله بذلك في كتابه الكريم في أكثر من موضع ، فليس المراد باللغة هنا ما يخالف اللغة العربيَّة من لغات أخرى كالفارسية والرومية والتركية وغيرها من اللغات الأخرى الأعجمية ، وإنَّما المراد باللغة هنا ما يطلق عليه في الاصطلاح العلمي الحديث : اللهجة ، وهي مجموعة من الصفات اللغوية التي تخص بيئة معينة ، يشترك في هذه الصفات جميع أفراد تلك البيئة( 2) .
وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات لكل منها خصائصها ، ولكنها تشترك جميعاً في مجموعة من الظواهر اللغوية .
وتلك البيئة الشاملة التي تتألف من عدة لهجات هي التي اصطلح على تسميتها باللغة ، فالعلاقة بين اللغة واللهجة هي العلاقة بين العام والخاص ، فاللغة تشتمل على عدة لهجات لكل منها ما يميزها ، وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات اللغوية التي تؤلف لغة مستقلة عن غيرها من اللغات .(1/593)
ويُعبِّر القدماء عمّا نسميه الآن باللهجة بكلمة { اللغة } كثيراً ، فيشير أصحاب المعاجم إلى لغة تميم ، ولغة طيء ، ولغة هذيل ، وهم يريدون بذلك ما نعنيه نحن الآن بكلمة { اللهجة } وقد يعبّرون بكلمة { اللسان } ، وهو التعبير القرآني : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ } [ إبراهيم : 4 ]( 3) .
وقد ذكر ابن عبدالبر - رحمه الله - أقوال العلماء في اللغات التي نزل عليها القرآن ، واختار أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش في الأغلب .
والذي يظهر - والله أعلم - أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش قوم الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك لِحِكَم جليلة ، أهمها( 4) :
1 - أن قريشاً هم قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد جرت سنة الله في رسله أن يبعثهم بألسنة أقوامهم كما قال تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } [ إبراهيم : 4 ] .
2 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أُمر بتبليغهم أولاً كما في قوله تعالى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [ الشعراء : 214 ] فلابد من مخاطبتهم بما يألفون ويعرفون ليستبين لهم أمر دينهم فأنزل الله القرآن بلغتهم وأساليبهم التي يفضلونها ، في مستوى رفيع من البلاغة لايجاري .
وهذا ما دلت عليه الآثار المروية عن عمر وعثمان - رضي الله عنهما - .
3 - أن لغة قريش أفصح اللغات العربيَّة ، وهي تشمل معظم هذه اللغات لاختلاط قريش بالقبائل ، واصطفائها الجيد الفصيح من لغاتهم ، فإنزال القرآن بلغة قريش يعني نزوله بألسنة العرب جميعاً من حيث الجملة ، ولذلك ترجم البخاري لحديث عثمان السابق بقوله : ( باب نزل القرآن بلغة قريش والعرب قرآناً عربياً بلسان عربي مبين ... وذكر حديث عثمان - رضي الله عنه -(5 ) .(1/594)
ويجاب عمّا قاله ابن عبدالبر - رحمه الله - من وجود غير لغة قريش في صحيح القراءات ، وكذلك وجود بعض الكلمات التي قيل إنها بلغات غير لغة قريش( 6) بأجوبة :
منها : أن ما ورد من هذه الألفاظ وإن كانت في الأصل من غير لغة قريش لكن قريشاً أخذتها واستعملتها حتى صارت قرشية بالاستعمال ، ومعروف أن مركز قريش هيأ لها أن تأخذ من اللغات الأخرى أعذبها وأسلسها .
ومنها : أن هذه الكلمات واللغات المذكورة مِمَّا توافقت فيه لغة قريش وغيرها إلاَّ إنها عند غير قريش أشهر وأعرف .
وتوافق اللغات في بعض الكلمات أمر غير مستنكر ولا مستغرب ، وأيّاً كان الحال ، فوجود هذه الكلمات واللغات في القرآن لاينافي كون القرآن نزل بلغة قريش .
ومثل هذه الكلماتُ التي جاءت في القرآن وقيل : إنها غير عربية في الأصل كالمشكاة والقسطاس ، واستبرق ، ونحوها ، فإنها إمَّا صارت عربية بالاستعمال ، أو أنها مِمَّا توافقت فيها لغة العرب وغيرهم ، ولم يطعن وجودها في كون القرآن نزل بلسان عربي مبين(7 ) .
الحواشي السفلية
(1 ) انظر : التمهيد 8/276 - 280 .
( 2) انظر : كتاب لغة القرآن الكريم للدكتور : عبدالجليل عبدالرحيم ص 40 .
( 3) انظر : كتاب نزول القرآن على سبعة أحرف لمناع القطان ص 4 .
( 4) انظر : كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 57 ، 58 ، 59 .
( 5) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 8/625 مع الفتح .
( 6) انظر هذه اللغات في الإتقان للسيوطي ، النوع السابع والثلاثون فيما وقع في القرآن بغير لغة الحجاز 1/417 - 426 .
( 7) انظر : كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شيبة ص 165 .
تنبيهات مهمة أختم بها هذا الموضوع :
أولاً - ذكر ابن جرير رحمه الله أن الخلاف في الأحرف السبعة راجع إلى الألفاظ واللغات ، لا إلى المعاني.(1/595)
ثانياً - من منهج الطبري في ذكر اللآثار : بيان ضعف الآثار عند الحاجة إلى ذلك . ومن دواعي ذلك : كون الأثر مخالفاً لآثار أخرى صحيحة ، أو مخالفاً للقول الذي دلت الدلائل على صحته .
ثالثاً - رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس لا يحتج بها . ورواية قتادة عنه لا يحتج بها أيضاً لأنه لم يلقه ولم يسمع منه .
---
ناصر الغامدي
01-09-2006, 08:01 PM
للرفع
رفع الله قدر كاتبها
---
أبومجاهدالعبيدي
04-06-2006, 08:23 AM
سأواصل إن شاء الله تعالى كتابة هذه التعليقات على تفسير الطبري ، سائلاً الله التوفيق والسداد .
وقد قمت بتعديلات وإضافات على ما ذكرته في المجالس السابقة ؛ فلينظرها من شاء غير مأمور .
ولعلي أظفر منكم - إخواني القراء - بتوجيه أو نصح ليكون عوناً لي على ما عقدت العزم عليه .
---
(1/596)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أصول قراءة خلف العاشر في اختياره، آخر قراء الكوفة.
---
أصول قراءة خلف العاشر في اختياره، آخر قراء الكوفة.
---
د. أنمار
05-20-2004, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام خلف العاشر في اختياره نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الإضاءة في بيان أصول القراءة، يشرحها من طريق الشاطبية والدرة
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة ، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [ ] من زياداتي ، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
===============
أصول قراءة خلف العاشر.
هو أبو محمد خلف بن هشام البزار الذي مر ذكره راويا عن حمزة
وله راويان:
أحدهما، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الوارق المروزي ثم البغدادي
وثانيهما، أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد.
أخذا القراءة عن خلف مباشرة وإسحاق مقدم في الأداء. والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى شيخهما.
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة ]
قرأ خلف بترك البسملة بين السورتين، سوى الناس مع الحمد، ووصل آخر السورة السابقة بأول السورة اللاحقة.(1/597)
أما بين الناس والحمد ، فله كالباقين فيه البسملة قولا واحدا.
واختار له بعض أهل الأداء السكت في الأربع الزهر، والمختار عدم التفرقة بينهن وبين غيرهن.
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
--
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
--
[باب الإدغام الكبير]
--
[باب هاء الكناية]
قرأ أرجه، في الأعراف والشعراء، وفألقه في النمل بكسر الهاء، وصلتها فيهما.
ويتقه في النور ويرضه لكم في الزمر بصلة الهاء فيهما
وفيه مهانا بقصر الهاء
وما أنسانيهِ في الكهف ، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
[باب المد]
وقرأ بتوسط المنفصل والمتصل قولا واحدا
[باب الهمزات]
وقرأ:
( ءآمنتم بالأعراف وطه والشعراء، وأءنكم لتأتون وأءن لنا كلاهما في الأعراف، وأءنكم لتأتون الفاحشة في العنكبوت، بالاستفهام فيهن.
( وأءعجمي المرفوع بفصلت بالتحقيق
( ويضاهون بضم الهاء من غير همز
( والذئب بإبدال الهمزة ألفا
( ويأجوج ومأجوج بإبدال الهمزة ألفا
[باب النقل]
وسل وفسل وسلوا وفسلوا وفسلوهن بنقل حركة الهمزة إلى السين مع إسقاط الهمزة
[باب السكت]
وقرأ من رواية إدريس من طريق المطوعي عنه بالسكت على الساكن غير المدي إذا وقع بعد همز من كلمة أو كلمتين.
نحو:
الأنهار، الآخرة، يسئمون، من آمن، قد أفلح.
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف. ومرقدنا هذا، في يس. ومن راق، في القيامة. وبل ران، في التطفيف)، بترك السكت مع إدغام نون "من" و "لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم
( ذال إذ في التاء والدال.
( ودال قد في حروفها الثمانية.
( وتاء التأنيث في الجيم والظاء وأحرف الصفير.
( والذال في التاء. في: اتخذتم وأخذتم كيف أتيا، وفنبذتها وعذت.
( والدال في الذال. من: كهيعص ذكر،
( وفي الثاء، من: ومن يرد ثواب في آل عمران
( والباء في الميم. من: ويعذب من يشاء آخر البقرة(1/598)
( والنون في الواو، من: يس والقرآن، ون والقلم
وأظهر الباء عند الميم من اركب معنا بهود
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وأمال إمالة كبرى
( كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقا حيث وقعت في اسم أو فعل. نحو: الهدي وسعى.
وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية ومن الأفعال بإسناد الفعل إلى المتكلم كما مر فمتى ظهرت الواو فتحت
إلا: القوى والعلى والربا والضحى كيف أتيا، وأوكلاهما فإنه يميلهن.
( وإذا زاد الواوي على ثلاثة أحرف، نحو: يرضى وتزكى وزكاها وأنجاه ونجانا ويدعى وتتلى وتجلى واعتدى واستعلى فإنه يصير بسبب تلك الزيادة يصير يائيا ويمال.
( وكذا أمال ألفات التأنيث المقصورة وتكون في فعلى مثلث الفاء نحو: طوبى وبشرى وتقوى وأسرى سيما ذكرى.
( وكذا أمال ما كان على وزن فُعالى وفَعالى، نحو: أسارى ويتامى.
( وكذا أمال كل ألف متطرفة رسمت في المصاحف ياء، نحو: متى وبلى ويا أسفى وعسى وأني الاستفهامية.
ماعدا خمس كلمات. وهي: لدى وإلى وحتى وعلى وما زكى، إذ لم يرد فيهن إلا الفتح للجميع.
( وكذا أمال ألفات فواصل الآي المتطرفة تحقيقا أو تقديرا واوية أو يائية، أصلية أو زائدة في الأسماء والأفعال،
إلا دحاها وتلاها وطحاها وإذا سجى، وإلا المبدلة من التنوين مطلقا كـ همسا وأمتا وما لا يقبل الإمالة بحال.
وذلك في أحدى عشرة سورة طه والنجم وسأل والقيامة والنازعات وعبس والأعلى والشمس والليل والضحى والعلق.
وقد استثنى من هذه الأصول كلمات فقرأهن بالفتح وهن: خطايا كيف وقعت، وقد هدان بالأنعام، ومن عصاني بإبراهيم، وأنسانيه بالكهف وآتاني بمريم والنمل، وأوصاني بمريم ومحياهم بالجاثية وأحيا حيث وقع إذا لم يكن منسوقا أو نسق بثم أو الفاء فقط نحو أحياكم ثم أحياهم فأحيا به. فإن نسق بالواو وذلك في أمات وأحيا بالنجم أماله.(1/599)
وفتح أيضا هداي بالبقرة وطه ومثواي بيوسف، ومحياي آخر الأنعام ورءيا إذا لم يكن محلى بأل وذلك في يوسف وفتح أيضا كمشكاة في النور ومرضاتي ومرضات كيف جاء وحق تقاته بآل عمران.
( وأمال الراء دون الهمزة وصلا من قوله تعالى فلما تراء الجمعان في الشعراء، وإذا وقف أمال الراء والهمزة معا.
( وأمال أيضا حرفي ونآى بجانبه في الإسراء وفصلت .
( وحرفي رأى حيث وقع قبل متحرك نحو: رأى كوكبا
( وراءه فقط حيث وقع قبل ساكن في الوصل نحو: رأى القمر، فإن وقف عليه أمال حرفيه.
( وأمال أيضا همزة آتيك في النمل، وعين الفعل الماضي الثلاثي في: شاء وجاء وران فقط.
( والألف الواقعة بين راءين أولاهما مفتوحة والثانية مجرورة وهي في: الأبرار، والقرار، وقرار، والأشرار.
( والأحرف الخمسة المجموعة في (حي طهر) في فواتح السور نحو: الر وكهيعص طه حم.
تنبيه
إذا وقع بعد الألف الممالة ساكن وسقطت الألف من أجله امتنعت الإمالة، فإذا زال ذلك الساكن بالوقف عادت الإمالة على ما تأصل. اهـ
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ويجوز له الوقف على كل من أيا وما من قوله تعالى: "أيا ما تدعو" في الإسراء على الصحيح.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ :
عهد الظالمين بفتح الياء وصلا. وبيتي، في البقرة والحج ونوح. ووجهي، في آل عمران والأنعام. ويدي إليك، وأمي إلهين، في المائدة. وأجري إلا، في مواضعها التسعة. ويا عبادي الذين في العنكبوت والزمر.
ولي فيها، بـ طه. وما كان لي، بإبراهيم وص. ولي دين، بالكافرين. وما لي لا في النمل ويس. ومعي في مواضعها الأحد عشر بإسكان الياء فيهن.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ:
فما آتان في النمل بحذف الياء في الحالين
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
اهـ
ويليه الإمام أبو عمرو البصري إن شاء الله تعالى(1/600)
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد بقية قراء الكوفة وأصول القراءات بعمومها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/601)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شبهات حول تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
---
شبهات حول تفسير "في ظلال القرآن" لسيد قطب.
---
أحمد بزوي الضاوي
08-15-2006, 04:01 AM
يمكننا أن نجمل الشبهات التي أثيرت حول تفسير " في ظلال القرآن" في ثلاث شبهات وهي :
1. شروط المفسر غير متوفرة في سيد قطب رحمه الله .
2. تفسير " في ظلال القرآن" يخالف منهج أهل السنة في التفسير.
3. تفسير "في ظلال القرآن" ليس كتاب علم.
أ- الشبهة الأولى :
إن الشبهة الأولى لا تقوم على أي أساس علمي، بل هي فرية يطلقها أعداء الشهيد سيد قطب رحمه الله ، ومناهضة فكره الإسلامي الحركي، وهي فضلا عن ذلك دعاية مغرضة ضد تفسيره "في ظلال القرآن" الذي يعتبر بحق أهم تراثه الفكري، والذي لا زالت الأجيال تربى على موائده، ولا زالت له قيمته العلمية والأدبية.
ولعلنا إذا رجعنا إلى ترجمة سيد قطب، سنجد أنه حفظ القرآن ولم يبلغ العاشرة من عمره، كما أن أخواله كانوا على نصيب غير يسير من العلم، وفضلا عن ذلك فسيد من خريجي كليه دار العلوم، وهي معقل لعلوم اللغة العربية، والدراسات الإسلامية فكيف يقال عنه إنه لا تتوفر فيه شروط المفسر؟.
ثم إذا دققنا النظر في شخصية سيد قطب العلمية، وجدناه متوفرا على أهم الشروط العلمية والأدبية والأخلاقية، التي تؤهله لأن يكون مفسرا للقرآن الكريم. ويمكننا أن نحددها في النقط التالية :
1. كان سيد قطب رحمه الله على معرفة تكاد تكون تامة باللغة العربية كما أنه خبر الأساليب العربية، واطلع على خفاياها البلاغية، ويتضح لنا ذلك من خلال كتاباته الأدبية والنقدية.(1/602)
2. يملك سيد قطب رحمه الله موهبة أدبية ، وطاقة فكرية، مكنته من أن يبدع في مختلف الأجناس الأدبية، كالقصة، والشعر، والنقد، كما صنف كتابات فكرية نالت إعجاب كل متتبعي الحركة الفكرية الإسلامية المعاصرة، بل هناك من الباحثين من يعد سيد قطب رائد الحركة والنهضة الفركية الإسلامية المعاصرة.
3. كان سيد قطب على اطلاع واسع على الفكر الغربي، ووعي شامل بمشكلات العصر وأزماته، مما جعله يضع يده على مكمن الداء في الأمة الإسلامية، ويعالج قضاياها ومشكلاتها من وجهة نظر إسلامية خالصة، فكما قدم لها فكرا إسلاميا نابعا من الكتاب والسنة، يشكل في جملته مناعة وحصانة ضد أي غزو ثقافي يستهدق عقيدتها وكيانها.
4. ومن أهم آداب المفسر التي كان يتمتع بها سيد قطب رحمه الله الإخلاص وصدق التوجه إلى الله تعالى، وقد زادت الابتلاءات المتوالية عليه تأكيد إخلاصه، وسعيه إلى مرضاة الله، وزهده في الدنيا وإصراره على قول كلمة الحق، ولو كان ذلك يساوي حبل المشنقة، وقد حصل!.
ب- الشبهة الثانية :
أما الشبهة الثانية والتي يدعي أصحابها أن " في ظلال القرآن" يخالف منهج أهل السنة في التفسير، المبني على القواعد الخمس الأساسية:
1. تفسير القرآن بالقرآن.
2. تفسير القرآن بالسنة النبوية الشريفة.
3. تفسير القرآن بقول الصحابة.
4. تفسير القرآن بقول التابعين.
5. تفسير القرآن بمطلق اللغة.(1/603)
ونحب أن نوضخ أن منشأ هذه الفرية هو السطحية في قراءة ودراسة "في ظلال القرآن"، وتعميم الأحكام المستخلصة من دراسة جزء بسيط من التفسير على التفسير كله، وفضلا عن ذلك نجدهم قد وقعوا في خطأ منهجي صارخ. فهم لا يرون أن تفسيرا ما يوافق منهج التفسير عند أهل السنة إلا إذا طبق المراحل التفسيرية تطبيقا حرفيا، في حين أن ذلك ليس ضروريا لإدراج تفسير ما تحت إطار تفاسير أهل السنة، لأنه يكفي أن لا يتعارض ما توصل إليه المفسر مع ما توصل إليه أهل السنة سواء تعلق الأمر بالقضايا العقدية او الفقهية، وذلك بناء على القاعدة الأصولية التي تفيد أن أي حكم أو رأي يمكن الأخذ به، وتبنيه واعتباره حجة شرعية شريطة أن يستند إلى نص أو ألا يعارض نصا آخر.
وبغض النظر عما سبق فإن تفسير سيد قطب قد التزم في الأغلب الأعم منهج أهل السنة في التفسير، وذلك ما ستحاول هذه الدراسة الكشف عنه.
وهناك نقطة أخرى قد تزيل كثيرا من اللبس والغموض، وتبوئ تفسير "في ظلال القرآن" مكانته المتميزة، وهي أنه على خلاف ما يدعى من أن هذا التفسير تفسير أدبي أو اجتماعي، أو هما معا، فإن التفسير في حقيقته غير ذلك كله، وتصنيفه التصنيف الصحيح لا يتم إلا بدراسة نصية مقارنة، ومتأنية، ولعل دراسة من هذا النوع تكشف عن مقومات وخصائص منهجية وتصورية، تجعل في "ظلال القرآن" تفسيرا متميزا عن التفاسير ذات الصبغة الأدبية، أو الاجتماعية، ويمكننا بعد قيامنا بدراسة مستفيضة لهذا التفسير أن نؤكد بأن له منهجا خاصا، وتصورا خاصا يميزانه عما سواه، بل حتى الهدف من إعداده، وإخراجه إلى الناس، هدف خاص ومتميز، فصاحبه قد أعده ليكون زادا للمسلم المعاصر ليتسلح به في معترك الحياة، وليحيا به حياة إسلامية، وليدفعه إلى الحركة والعمل والجهاد من أجل إقامة مجتمع مسلم. ومن ثم نرى أن يسمى هذا التفسير بإحدى التسميتين :
1- تفسير حركي للقرآن الكريم.
2- تفسير داعية.(1/604)
والنظر إلى تفسير سيد قطب من هذه الزاوية - أي على أنه تفسير حركي أو تفسير داعية - سيجعلنا ندرك الأسباب التي جعلته، لا نقول يتخفف من الالتزام الحرفي بمنهج أهل السنة في التفسير، ولكن لا يكرر ما يوجد في كل تفاسير القرآن الكريم - قديمها وحديثها- فهو لم يرد لتفسيره أن يكون اجترارا لما سبق أن قيل في التراث التفسيري الضخم، ولم يرد أن يضيع طاقته ووقته في مواجهة عصره بكل تياراته الفكرية، واتجاهاته السياسية وخططه الاقتصادية، وأنماطه الحضارية، وإنما أراد أن يطلع الناس على ما يتضمنه القرآن الكريم من عقيدة توقظ الضمير، وتملأ القلب، وتحرك الجوارح، وتدفع إلى العمل والكفاح من أجل إثبات الذات، وتحقيق الكرامة الضائعة، وسحق المؤامرة، ودحر أعداء الإسلام في الداخل والخارج، ثم العمل على أن يعود الإسلام مرة ثانية لقيادة البشرية. فتفسير " في ظلال القرآن "، قد جاء استجابة لحاجة إيمانية وثقافية للمسلم المعاصر، ولذلك نجد سيد قطب في تفسيره هذا، يبعد عن الخوض في القضايا الفلسفية أو الكلامية، أو الرد على الشبهات، أو الجدل العقيم، ويوجه كل همه إلى عرض التصور الإسلامي بأسلوب جزل بسيط، وخال من كل تعقيد، وذلك حتى يكون لدى المسلم عقيدة صحيحة، وفهما سليما لمبادئ ومفاهيم الإسلام الأساسية، يشكلان في مجملهما حصانة ضد أي غزو ثقافي وتدفعانه بالتالي إلى تحقيق الإسلام جملة وتفصيلا في عالم الواقع، بقلب مؤمن، وجنان ثابت، وعزيمة قوية، وبحماسة، وصدق، وإخلاص.
ج- الشبهة الثالثة :
واما الشبهة الثالثة فنجدها عند كثير من الباحثين، ولعل الدكتور صبحي الصالح من أبرز من قالوا بها، وذلك في كتابه "مباحث في علوم القرآن"، وهذا نص قوله : « ولسيد في تفسير "في ظلال القرآن" لمحات موفقة في فهم أسلوب القرآن في التعبير والتصوير، إلا أن الغرض الأول منه تبسيط المبادئ القرآنية للنشئ، فهو إلى التوجيه أقرب منه إلى التعليم».(1/605)
ويفهم من هذا القول أن تفسير " في ظلال القرآن" لا يفيد معرفة، وإنما هو كتاب تربوي للنشئ يبسط لهم مبادئ الإسلام، ويوجههم إلى فعل الخيرات، وترك المنكرات. أما غيرهم ممن حصلوا شيئا من العلم، ونما وعيهم وإدراكهم فإنهم لن يجدوا ضالتهم في هذا التفسير، ولن يقدم لهم معرفة تزكي رصيدهم العلمي، وتنمي وعيهم.
والظاهر أن منشأ هذه الشبه راجع إلى عنوان التفسير ذاته، فهو يوحي بأنه ليس تفسيرا للقرآن الكريم. مؤسسا على قواعد علمية، وأصول منهجية واضحة، تهدف إلى تقديم معرفة نافعة ومثمرة. وإنما هو انطباعات، وخواطر حول العقيدة، والنفس، والحياة، والناس. وفي حقيقة الأمر فإن واقع تفسير سيد قطب هو غير ما يوحي به عنوان " في ظلال القرآن"، ولعل مرد هذه التسمية إلى تواضع العلماء.
والدراسة العلمية، والقراءة المتأنية، كفيلة بأن تثبت أنه ليس كتاب توجيه فقط، وإنما هو كتاب توجيه وتعليم معا، فهو يقدم معرفة واسعة بأساليب القرآن البلاغية، وشيء من علم القرآن والحديث، والسيرة والتاريخ، والفكر المعاصر بتياراته الفكرية المتضاربة، كما يقدم فكرا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا نابعا من الكتاب والسنة.(1/606)
كما ان النظر إلى تفسير " في ظلال القرآن" على أنه تفسير كغيره من التفاسير قد يسقط في هذه الشبهة، ولن تزول آثارها إلا إذا نظر إليه على أنه تفسير متميز في منهجه وتصوره، وأنه قد جاء استجابة لظروف العصر التي يعيشها المسلمون، وأن صاحبه لم يرد أن يجعل منه مدونة لما سبق أن قيل في تفاسير القرآن الكريم السابقة، لأن ذلك لن يضيف شيئا جديدا إلى التراث التفسيري الضخم، ولا يحقق منفعة تذكر بالنسبة للمسلم المعاصر، الذي هو في أشد الحاجة إلى من يوقفه على العقيدة الصحيحة، والفكر المتنور الذي يستطيع به أن يصمد في وجه أي غزو ثقافي. وفضلا عن ذلك فإن المباحث العلمية الدقيقة والمعمقة، سواء في علوم القرآن و الحديث و الأصول و الفقه، و الفلسفة وعلم الكلام لا تعدو أن تكون صارفة عن « استلهام آيات القرآن الكريم في التوجيه والهداية في كل شؤون الحياة بما تكشف عن وفاء القرآن بحاجة البشرية وفاء لا يعوزها إلى غيره من طرائف الهدايات». فسيد قطب كان يهدف من وراء تفسيره للقرآن الكريم أن يربط المسلم المعاصر بكتاب دعوته "القرآن"، ويجعله يعيش في ظلاله الوارفة لا أن يجعله يحوم حوله.
---
(1/607)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أسعفوني في توثيق بعض مخطوطاتي
---
أسعفوني في توثيق بعض مخطوطاتي
---
أحمد نجيب
10-18-2005, 01:04 AM
أسعفوني في توثيق بعض مخطوطاتي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
فأثناء تطوافي في أنحاء العالم ، جمعت الكثير من المخطوطات ، و أرغب اليوم في خدمة ما جمعته بعضه أو كله .
و لذلك أضع بين أيديكم طائفة من عناوين ما لدي من المخطوطات آملاً ممن يعرف ما يفيد عن أي منها ( كالتعريف بموضوعها - قيمتها العلمية - أماكن وجود نسخ أخرى لها - هل حققت أو طبعت - أماكن نشرها إن وجدت ) و هكذا دواليك .
و لا عليكم من الأرقام التي تسبق العناوين فإنها للفهرسة .
فجودوا علي بما تعرفون ، و جزاكم الله عني خيراً
أحمد بن عبد الكريم نجيب
www.najeeb.net
• 3309 (3) نخب الخطب
لابن حجر ( أحمد بن علي ) المتوفى سنة 852 هـ
• 3307 (1) + 3653 (2) المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي ، المتوفى سنة 665 هـ
• 3296 (1) رسالة في السماع
لابن قدامة المقدسي ، المتوفى سنة 620 هـ
• 3296 (3) رسالة في السماع
لابن العطار ، علاء الدين ، أبي الحسن ، علي بن إبراهيم بن داود الشافعي ، المتوفى سنة 724 =
• 3296 (4) رسالة في عيد النصارى .
• 3537 (2) الوصية
• 3537 (3) رسالة في القيام بعد الأذان الأول يوم الجمعة
• 3537(4) الرسالة العدوية
لابن تيمية ، أحمد بن عبد الحليم .
• 3296 (5) الأخبار بوفاة المختار
لابن ناصر الدين ، محمد بن أبي بكر ، ، المتوفى سنة 842 =
• 3296 (7) أحاديث الضيافة
لتقي الدين أبي بكر بن داود بن عيسى الصالحي القادري الحنبلي ، المتوفى سنة 806 =
• 4713 (8) + 5500 (9) المرد في كراهية السؤال و الرد
لجلال الدين السيوطي
• 5355 (2) الفتيا الأكملية
لابن تيمية ، أحمد بن عبد الحليم ، المتوفى سنة 728 =(1/608)
• 5218 مجرد الصحاح ( و هو تهذيب لكتاب الصحاح للجوهري )
لعبد الرحيم بن عبد الله بن شاكر بن حامد المعداني
• 5319 +5320 + 5321 + 5322 مختصر أسد الغابة
لعلي بن محمد طاهر
• 3292 (7) المسائل المهمة فيما يحتاج إليه القاضي عند الخطوب المدلهمة
لشمس الدين ، أبي عبد الله ، محمد بن أحمد بن سعيد الحنبلي النابلسي المقدسي الدمشقي المكي الحلبي ، المتوفى سنة 855 =
• 3292 (8) رسالة في العقائد
لابن تيمية ، أحمد بن عبد الحليم ، المتوفى سنة 728 =
• 3095 مرسل السائل إلى تصحيح المسائل ( في الفقه الشافعي )
لشمس الدين ، محمد بن محمد بن أحمد الحجازي الأنصاري ، المتوفى سنة 849 =
• 3213 مختصر أسد الغابة في معرفة الصحابة
للكاشغردي ، محمد بن محمد بن علي ، المتوفى سنة 705 =
• 3149 ( نسخة بخط المؤلف نفسه ) الاقتراح في علوم الحديث لابن الصلاح
لابن جماعة ، عماد الدين ، أبي الفداء ، إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله الكناني المقدسي الشافعي ، المتوفى سنة 861 =
• 3303 الصراط المستقيم
لأبي بكر ، أحمد بن محمد بن إسحاق بن السني الدينوري ، المتوفى سنة 364
• 4907 (3) التحقيق في بطلان التلفيق
للسفاريني ، محمد بن أحمد
• 4870 (1) فصل المقال في هدايا العمال
لتقي الدين السبكي ، علي بن عبد الكافي ، المتوفى سنة 756 هـ
• 4607 قرة العين ( أو العينين ) في بيان المذهبين
لسبط المارديني ، محمد بن محمد ، المتوفى سنة 912 =
• 4551 (1) نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون ( و هو تلخيص لكتاب عيون الأثر ) .
لابن سيد الناس ، محمد بن محمد ، المتوفى سنة 734 =
• 4551 (2) زغل العلم و الطلب
للإمام الذهبي ، محمد بن أحمد ، المتوفى سنة 748 =
• 4261 الأوامر و النواهي
لابن الثقة ، حسين بن مبارك بن الثقة يوسف الموصلي الصيرفي ، المتوفى سنة 742 =
• 3829 تعظيم الفتيا
لابن الجوزي عبد الرحمن بن علي ، المتوفى سنة 597 =(1/609)
• 3666 (3) الاعلام بسن الهجرة إلى الشام
للبقاعي ، إبراهيم بن عمر .
• 3664 (2) الجواهر المكللة في الأخبار المسلسلة
للسخاوي ، محمد بن عبد الرحمن .
• 3550 الدر المنتقى المجموع في تصحيح الخلاف المطلق في الفروع ( فقه حنبلي )
للمرداوي ، علاء الدين ، أبي الحسن ، علي بن سليمان الحنبلي المقدسي ، المتوفى سنة 885 =
• 3504 (1) قرة العين فيما حصل من الاتفاق و الاختلاف بين المذهبين
لابن المبرد ، جمال الدين ، أبي المحاسن ، يوسف بن الحسن بن أحمد ، المتوفى سنة 909 =
• 3482 الإعراب ( في الانتصار لمذهب الظاهرية )
لابن حزم ، علي بن أحمد ، المتوفى سنة 456 =
• 3469 (3) الزبدة في الأصول للطالب للوصول
لابن رجب ، شهاب الدين ، أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الطوخي الشافعي ، المتوفى سنة 893 =
• 3470 ( نسخة بخط المؤلف ) عمدة المنتحل و بلغة المرتجل
لتقي الدين ، محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي الشافعي ، المتوفى سنة 871 =
• 3458 (1) نظم القناعة فيمن روى له الجماعة
لابن بردس ، أبي الفداء ، إسماعيل بن محمد البعلي الحنبلي ، المتوفى سنة 786 =
• 3447 ( نسخة صححها المؤلف بيده ) الجامع بين الصحيحين
لابن الحداد ، أبي نعيم ، عبد الله بن الحسن بن أحمد الأصبهاني ، المتوفى سنة 517 =
• 3952 تهذيب مسائل المدونة
للبراذعي ، أبي سعيد ، خلف بن أبي القاسم محمد الأزدي ، المتوفى سنة 372 =
• 3669 ( نسخة بخط المؤلف ) مجمع الأقوال في معاني الأمثال
للعكبري ، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله ، أبي البقاء ، المتوفى سنة 665 =
• 3417 تخريج أحاديث الأم
للبيهقي ، أحمد بن الحسين ، المتوفى سنة 456 =
• 3419 (1) الجواهر الزواهي في ذم الملاعب و الملاهي
• 3419 (2) ( نسخة بخط المؤلف ) الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق و الكبائر
لابن الكيال ، بركات بن أحمد ، المتوفى سنة 929 هـ .
• 3405 + 3409 شرح مسند الشافعي(1/610)
للرافعي ، عبد الكريم بن محمد ، المتوفى سنة623 =
• 3397 مختصر الوجيز في الفقه ( اختصار لكتاب الغزالي )
للتبريزي ، أمين الدين ، أبي العز ، خالد بن أبي الخير
• 3382 (1) تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج
• 3382 (2) إيضاح الارتياب
لابن الملقن ، عمر بن علي ، المتوفى سنة 804 =
• 3335 عمدة المفيد و تذكرة المستفيد
لابن الملقن ، عمر بن علي ، المتوفى سنة 804 =
---
(1/611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رحلة علمية برمجية إسنادية ماتعة إلى مصر ولقاءات مع عدد من المقرئين والمقرئات الكبار
---
رحلة علمية برمجية إسنادية ماتعة إلى مصر ولقاءات مع عدد من المقرئين والمقرئات الكبار
---
د . يحيى الغوثاني
11-23-2006, 06:53 AM
رحلة علمية برمجية إسنادية ماتعة إلى مصر ولقاءات مع عدد من الكبار
في يوم الجمعة 19 شوال عام 1427 هـ انطلقت إلى مصر ولأول مرة في حياتي حيث دعيت لدورة متميزة جدا ومتخصصة لمؤسس علم البرمجة اللغوية العصبية الدكتور جون جرندر سماها الشفرة الجديدة للبرمجة اللغوية العصبية ولن أتحدث في سياقي هنا عن هذه الدورة ما فيها من إيجابيات وسلبيات ولكنني سأتحدث عن بعض لقاءاتي بالشيوخ والعلماء والقراء والشيخات المقرئات والمسندات
ولدورة الشفرة مكان أخر لعليها أغطيها
وأبتدئ بذكر المقرئ العلامة الشيخ إبراهيم السمنودي
من هو السمنودي ؟؟؟
ترجمة الشيخ إبراهيم السمنودي حفظه الله
اسمه ونسبه : هو الشيخ العلامة إبراهيم بن على بن على شحاتة السمنودي الشافعي المصري.
مولده : ولد بمدينة سمنود _ محافظة الغربية _ بمصر ، في يوم الأحد 22 شعبان عام 1333 هـ ، الموافق 5 يوليو عام 1915 م.
شيوخه :
• الشيخ على قانون : المحفظ بكتاب القرية آنذاك حفظ عليه القرآن ، وهو ابن عشر سنين ، برواية حفص عن عاصم.
• الشيخ محمد أبو حلاوة : ختم عليه القرآن خمس مرات برواية حفص عن عاصم وأخذ عليه التجويد في الختمة السادسة ، ثم أشار عليه الشيخ محمد أبو حلاوة بحفظ الشاطبية ، فحفظها في سنة ثم قرأ بمؤداها القراءات السبع في سنة أخري على نفس الشيخ - رحمه الله -(1/612)
• الشيخ السيد عبد العزيز بن عبد الجواد : قرأ عليه الدرة المضية في القراءات الثلاث للإمام ابن الجزري ، ومنحة مولى البر للإبيارى ، وتحريرات الشيخ الطباخ على طيبة النشر المسماة هبة المنان في تحرير أوجه القرآن ، ثم قرأ عليه ختمة بالقراءات العشر.
بعدها ، بدأ الشيخ في تحصيل بعض العلوم الشرعية والعربية .
• الشيخ محمد أبو رزق : تلقى عليه الفقه الشافعي والعلوم الشرعية.
• الشيخين السيد متولي القط ومحمد الحسنى : درس عليهما النحو.
• الشيخ عبد الرحيم الحيدرى : درس عليه الكافي في علم العروض والقوافي وكان مدرسا بكلية اللغة العربية آنذاك.
وبعد ذلك رحل إلى محافظة القاهرة ، وكان عمره آنذاك ثمانية وعشرين عاماً ، فامتحن والتزم بمقرأة من مقارئ القاهرة شيخاً لها ، وكان ذلك سنة أربعة وأربعين وتسعمائة وألف من الميلاد .
•الشيخ العلامة محمد على الضباع – رحمه الله - : كان رئيس لجنة الاختبار التي امتحن أمامها شيخنا حينما قدم إلى القاهرة وكان كلما سأله في الطيبة أجابه بما في تحريرات الشيخ الطباخ فأعجب به جداً ، وأشار عليه بحفظ " فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم " للعلامة المتولي – رحمه الله – من طريق الأزميري ، فعكف شيخنا عليها حفظاً ودراسة على الشيخ حنفي السقا ، الذي بينه وبين المتولي في السند رجل واحد : وهو الشيخ : خليل الجنايني ، ومكث عند أربع سنوات : أخذ عنه فيها القراءات العشر من طريق طيبة النشر ، ثم القراءات الأربع الزائدة على العشر المتواترة .
مؤلفاته :
لشيخنا حفظه الله العديد من المؤلفات ، منها المطبوع ، والمخطوط ، وهذا بيانها :
1 _ التحفة السمنودية في تجويد الكلمات القرءانية.
2 _بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ.
3 _لآلئ البيان في تجويد القرءان.
4 _تلخيص لآلئ البيان في تجويد القرءان.
5 _رياضة اللسان شرح تلخيص لآلئ البيان في تجويد القرءان.
6 _ مرشد الإخوان إلى طرق حفص بن سليمان .(1/613)
7 _ ضياء الفجر فيما لحفص أبي عمرو .
8 _ باسم الثغر بما لحفص على القصر .
9 _ أنشودة العصر بما لحفص على القصر .
10 _ آية العصر في خلافات حفص من طريق طيبة النشر .
11 _ أماني الطلبة في خلف حفص من طريق الطيبة .
12 _ موازين الأداء في التجويد والوقف والابتداء .
13 _تتمة في تحرير طرق ابن كثير وشعبة.
14_ حل العسير من أوجه التكبير.
15_ تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرءان الكريم ، بالاشتراك مع الشيخين الجليلين أحمد عبدالعزيز الزيات ، وعامر بن السيد عثمان .
16 _الموجز المفيد في علم التجويد .
17 _ أمنية الولهان في سكت حفص بن سليمان .
18 _ المعتمد في مراتب المد .
19 _ مرشد الأعزة إلى خلافات الإمام حمزة .
20 _ تحقيق المقام فيما لحمزة عن السكت العام .
21 _ إتحاف الصحبة برواية شعبة .
22 _ هداية الأخيار إلى قراءة الإمام خلف البزار .
23 _ كشف الغوامض في تحرير العوارض .
24 _ الدُّر النظيم في تحرير أوجه القرآن العظيم .
25 _ الحصر الشامل لخواتيم الفواصل .
26 _ المحصي لعد آيات الحمصي .
27 _ دواعي المسرة في الأوجه العشرية المحررة من طريقي الشاطبية والدرة .
28 _ رسالة فيما لحمزة على السكت العام من الطيبة _ من طريق الكامل .
29 _ المناهل المستعذبة في طرق الأئمة العشرة . ( لم يكتمل )
30 _ النجم الزاهر في قراءة ابن عامر . ( لم يكتمل )
31 _ الوجوه النضرة في القراءات الأربع عشرة . ( لم يكتمل ) .
هذا ، ولقد ظل شيخنا – حفظه الله – أستاذاً للتجويد والقراءات بالأزهر الشريف خمسة وعشرين عاماً حتى أحيل للتقاعد ، وعضواً بلجنة تسجيل المصاحف القرآنية المرتلة لمشاهير القراء في مصر ، أمثال الشيخ الحصري ، والشيخ المنشاوي ، والشيخ مصطفى إسماعيل – رحمهم الله .
تلامذته :
الذين قرأوا عليه أو حصلوا منه على إجازات في التجويد والقراءات ، كثيرون : منهم
• الشيخ رزق خليل حبة – رحمه الله - شيخ عموم المقارئ المصرية.(1/614)
• الشيخ عبد الفتاح المرصفى – رحمه الله - صاحب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري .
• الشيخ محمود حافظ برانق – رحمه الله - رئيس لجنة مراجعة المصحف سابقا .
• الشيخ محمود أمين طنطاوى وكيل مشيخة المقارئ .
• الشيخ عطية قابل نصر عميد معهد القراءات الأسبق .
• الشيخ محمد عبد الدايم خميس عضو لجنة المصحف .
• الشيخ محمد تميم الزعبى صاحب التحقيقات العديدة.
• الدكتور أيمن رشدي سويد صاحب التحقيقات العديدة.
• الشيخ عبد العظيم الخياط .-رحمه الله .
• وأخيرا العبد الفقير يحيى الغوثاني الذي أرجو ان أكون مع هذه الثلة المباركة فقد قرأت عليه وأجازني
أقرانه :
أما عن أقران المصنف فنذكر من المبرزين منهم :
1 _ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات - رحمه الله .
2 _ الشيخ عامر بن السيد عثمان - رحمه الله .
---
د . يحيى الغوثاني
11-23-2006, 06:58 AM
قال العبد الفقير يحيى الغوثاني وفي يوم الاربعاء 23 شوال 1427 هـ أكرمني الله تعالى بزيارة هذا الشيخ الكبير مع ثلة من طلبة العلم
وكنت قد نويت زيارته والرحلة إليه للقراءة عليه قبل عشرين سنة ولكن منعني من ذلك قول أحد الفضلاء ممن زاره وقرأ عليه إنه فاقد للذاكرة ولم يعد يقرئ أحدا فصرفت تفكيري عن ذلك
وقبل مدة علمت أن الشيخ يتمتع بعقله والحمد لله فعزمت على الزيارة وكانت زيارة حافلة ماتعة حيث زرت في هذا اليوم عددا من الشيوخ والشيخات المقرئات وبعضهن ممن قرأن على شيوخ السمنودي حفظه الله ووصلنا إلى بيت الشيخ فقيل لنا هو في المقرآة فانطلقنا إلى المقرأة فسمعنا صوتا مدويا بالقرآن فدخلنا وسلمنا فرأيت مجلسا لطيفا مؤلفا من ثلة من كبار أصحاب الشيخ القدامى ويقرؤن من حفظهم قراءة لطيفة وبين أيديهم الحليب بالزنجبيل والشاي بالقرفة فرحبوا بنا وقدموا لنا أكواب الحليب و(1/615)
والشيخ جالس على كرسيه بهيبة أهل الإقراء ويلبس مشلحا وعمامة أزهرية قديمة جدا ... ومن قدمها أنها أصبحت فضفاضة على رأسه حتى نزلت إلى أطراف أذنية وفهمت من هذا أن كان يتمتع بقامة وبسطة في العلم والجسم ولكن كبر السن حيث وصل الرابعة والتسعين من عمره أضعف جسمه قليلاً ورأيت من دقته ما يلي :
1 ـ كان يتابع القراءة غيبا ويرد القارئ في حفظه إذا تلكأ
2 ـ يشير بأصابعه وكفيه إلى الوقف الحسن وغير الحسن والقبيح
3 ـ ويشير بيده إلى الوصل إذا كان الوصل أولى وإذا لم ينتبه القاري يصيح عليه منزعجا قف ....
4 ـ سمعنا عليه سورة القصص كاملة لأربعة من طلابه وكان ضابطا لمكان دور القارئ حيث هو الذي يشير لهذا أن يقرأ ولهذا فهو يجيد إدارة المجلس بوعي كامل
5 ـ عرفته بنفسي وقال أهلا وسهلاً .... تفضلوا عاوزين تسألوا في حاجة قلنا بغيتنا يا شيخ أن نقرأ الفاتحة بالعشر عليكم فقرأت الفاتحة جمعاً بالقراءات العشر ولم آت بوجه يعقوب ( العالمينه ) وأنهيت القراءة فقال : انت بتقرأ وبتجمع كويس أهو حلو
ثم بعد ذلك عندما قرأ أحد الأخوة تذكر أنه فاتني وجه يعقوب فقال ما تجيب العالمينه ... فكررته على مسمعه
ثم بعد ذلك قرأت شيئا من منظومة الفوائد المعتبرة فقال أنا تعبت خلاص فوقفت وقرأت عليه من أوائل الجزرية فسر بها ثم همس في أذنه أحد طلبته وقال هؤلاء الإخوة ضيوف ويريدون الإجازة بما قرؤوا وبمنظوماتكم ومروياتكم ...... فاستجاب الشيخ وتفضل .......وقال أه أجزتهم
ثم انطلق الشيخ بهيبته ماشيا متوكأ على عصاه فأردت مساندته إلى أن خرجنا من المسجد وقلت نوصلكم بالسيارة قال لا ... أحب أن أمشي فواصل ماشياً
وشكرته أكثر من مرة على إجازته وقبوله أن يسمع لنا وأن يأذن لنا بمروياته تأكيدا مني على أنه بالفعل أجاز لفظا ومعنىً
فتعجبت من حضوره ومتابعته
وسامح الله أخي الحبيب الذي قال لي إنه فاقد ذاكرته فقد صرفني عنه طول تلك السنين(1/616)
وإلى لقاء آخر لعلي أتحدث عن عجائب هذه الرحلة إلى سمنود وما جاورها من قرى وما فيها من نفائس
فلله درك يامصر كم فيك من العلماء المغمورين وكم فيك من حفاظ كتاب الله الذين لا يحصيهم العد
حفظك الله من كيد الكائدين وحفظ لنا لنا علمائنا بخير ومتعهم بالصحة والعافية وثبتهم على الحق آمييييييييييين
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=11012
---
محمود الشنقيطي
11-23-2006, 05:37 PM
هنيئا لعينيك اللتين اكتحلتا برؤية هذا العلم الجليل حفظه الله ونفع به ولا حرم الأمة خيره وفضائله .. آميين
---
د . يحيى الغوثاني
11-24-2006, 12:34 AM
سعادة الأستاذ محمود الشنقيطي
شكرا لكلماتك العطرة
وأسأل الله لك مثل هذا ...
فهؤلاء من الرعيل الأول الذي انفقوا سنين متطاولة من أعمارهم في خدمة هذا القرآن مع الفرحة والسرور والمثابرة والمتابعة
أمد الله في عمرهم وبارك في صحتكم وثبتهم على هذا الطريق
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2006, 02:57 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور يحيى ووفقكم لكل خير ، وفي انتظار بقية فوائدك في هذه الرحلة .
---
إبراهيم الجوريشي
11-24-2006, 05:57 PM
جزاكم الله خيراً يا دكتور يحيى ووفقكم لكل خير ، وفي انتظار بقية فوائدك في هذه الرحلة .
.................................................. .................................................. .................
---
د . يحيى الغوثاني
11-25-2006, 04:41 AM
بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ
نظمها الشيخ إبراهيم علي شحاثة السمنودي
وعددأبياتها تسعة عشر بيتاً
منظومة لطيفة فيما يراعى لحفص عند القراءة من طريق الطيبة
- - - -
قال الناظم :
لك الحمدُ يامولايَ في السِّرِّ والجهرِ=على نعمة القرآن يسرت للذكر
وظل هدى للناس من كل ظلمة = دلائله غر وسامية القدر
وصليت تعظيماً وسلِّمت سرمداَ=على المصطفى والآل مع صحبه الزهر
وبعد فهذا مارواه معدل=بروضته الفيحاء من طيب النشر(1/617)
بإسناده عن حفص الحبر من تلا=على عاصم وهو المكنى أبا بكر
المنظومة كاملة منسقة (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=108)
---
محمود الشنقيطي
11-25-2006, 07:36 AM
جزى الله يحي بالفضائل والأجرِِ **** وأحيا له في العلمِ ذكراً على ذكرِ
وأبقى السمنّودِيّ بالعلم هاديا **** فآثاره تشفي لنا غلّة الصدرِ
فزدهُ إلهي ضعفَ ما قد وهبته **** وبارك له في الصالحات وفي العمْرِ
وصلّ على المختار أجودقارئٍ **** صلاةً بها أرجو المفازة في الحشرِ
---
د . يحيى الغوثاني
11-25-2006, 05:35 PM
الأستاذ الشاعر الرائع الشيخ محمود الشنقيطي
أشكرك على هذا الشعر التي جادت به قريحتكم .... وهذا دليل مشاعركم النبيلة الفياضة
والشيخ السمنودي حفظه الله له من الملفات المخطوطة والمنظومات التي لا زالت مخطوطة الكثير الكثير
تحتاج بواسل طلبة العلم القراءات ومحبيها يتجردون لتنقيحها وضبطها على الشيخ واغتنام فرصة حياته للتصحيح والإضافة ... وطباعتها ونشرها للاستفادة منها
---
د . يحيى الغوثاني
11-25-2006, 07:43 PM
وصف لقائي بالشيخة المقرئة النفيسة نفسية
يقول العبد الفقير يحيى الغوثاني : لقد أكرمني الله بهذه الرحلة فزرت عددا من الفضلاء والقراء
ومنهم المقرئة الشيخ نفسية عبد الكريم زيدان ..... هذه المرأة الصالحة العالمة المقرئة المتفننة الحافظة الجامعة للقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة والأربع الشواذ والتي رأيتها أعجوبة في حفظها للتواريخ والسير والحديث والسنن
فهي الشيخ نفسية بنت عبد الكريم بن زيدان بن أحمد العيد كما سمعته منها ومن أختها المقرئة الشيخة زينب
زرتها في بيتها الذي يقطن في حي شعبي وفي داخل غرفة في بيت مشترك يشاطرها فيه عدة عوائل وفي زقاقات ضيقة مشينا ومشينا خطوات طويلة حوالي نصف ساعة إلى أن وصلنا طرقنا الباب واستأذنا فتلفعت بحجابها وأذنت(1/618)
فعرفها الإخوة بي كضيف وأكرمتنا بالجلوس وقالت اسمك ايه قلت يحيى قالت والله غير تجلس على سريري وأنا أجلس على الأرض دا اسم نبي وهو اسم محبب لدي ..... وانشرحت اساريرها من اسمى
وأكرمني الله فقرأت عليها الفاتحة بالقراءات العشر وبالأربع الشواذ أيضاً وفرحت وسرت بقراءتي وقال والله لو انت عندي هنا حفضل اسمع لك للصبح وقرأت عليها أوائل الفوائد المعتبرة وأواخرها وهي قرأ علي جزءا منها غيبا بتمكن واستحضار عجيب ...
وقرأت عليها من أوائل الشاطبية والدرة وأواخرها وإذا بها تسابقني بالقراءة وقرأت عليها من أوائل طيبة النشر وأواخرها وكذلك قرأت عليها أوائل الجزرية وتحفة الأطفال وناظمة الزهر وعقيلة أتراب القصائد
وأجازتني بكل ذلك وقالت أنا بحب اسم يحيى قوي
اعد لي وجه حمزة اهدنا الصراط بالإشمام ...... فلما قرأته قالت يا حلاوة أهو كدة ....وهكذا
كانت جلسة ماتعة جدا
وسالتها عن العلوم الأخرى فقالت نعم أنا أحفظ ألفية بن مالك وقرأت عليها أولها وسابقتني بها
وقلت لها ما شانك مع الحديث قالت قرأت الكتب الستة على ابن عمي الشيخ عبد الكريم بن زيدان وأجازني وهو قرأها على الشيخ مصطفى المراغي بسنده
فقرأت عليها أول حديث من صحيح البخاري وأجازتني بالكتب الستة
قالت عندك أولاد قلت لها نعم خمسة والسادس في الطريق واسماؤهم : عاصم أبو حفص وحمزة أبو حبيب وعلي الكسائي
فصاحت يا صلاة النبي ..... قلت لها أرجو أن تجيزيهم كما أجزتيني مع أمهم وأخواتهم سلمى وشيماء فقالت أجزتهم ... وما أجزهمش ليه يمكن يشفعوا لي في الجنة يارب
وأخبرتني أنها قرأت على الشيخ محمد محمد سعيد بالشرابية ، وبعد أن أتمت حفظه ، حفظت متن الشاطبية في القراءات السبع عليه(1/619)
ثم قرأت على الشيخ ندا علي ندا المدرس في معهد القراءات سابقا الدرة ثم جمعت للعشرة الصغرى على الشيخ ندا علي ندا وأجازها بالقراءات العشر الصغرى ( الشاطبية والدرة ) وهو قرأ القراءات على الشيخ عبدالفتاح هنيدي وهو عن الشيخ محمد المتولي .
ثم بعد أرادت قراءات العشر الكبرى فأرشدوها إلى الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات وكان الشيخ الزيات شاباً فقرأت على الشيخ الزيات القراءات العشر الكبرى والأربع الشواذ
وهنا قلت يا ستنا لقد سألت الشيخ الزيات عنك قبل عشرين سنة ما أخبار الشيخة نفسية قال دي ماتت من زماااااااااان .... فضحكت
قالت أهو ماتت ورجعت تاني
ثم أعادت القراءات العشر مع القراءات الأربع الزائدة على العشرة على الشيخ حنفي إبراهيم السقا الذي قرأ عليه شيخنا الشيخ إبراهيم شحاته السمنودي
وقد طلبت من الأخ الفاضل الشاب النشيط خالد السباعي أن يتأكد بنفسه من إجازة الشيخ حنفي وختمه فقال نعم رأتيها وهي بخط أخيها عبد الدايم وختم وتوقيع الشيخ حنفي السقا
وعندما قرأت عليها الفوائد المعتبرة وجدتها تحفظها حفظا متيناً
ومما يؤسف له أنهاتسكن في حي شعبي جدا جدا حياة فقيرة بل دون خط الفقر بمراحل فأسأل الله تعالى أن يعينني لإسعادها في أخر حياتها لتعييش عزيزة كريمة فهؤلاء أهل القرآن يجب أن يكرموا وأن يعززوا وأن يعرف بهم في حياتهم ويحتفى بهم
فلقد سعيت والحمد لله قبل مدة في الاعداد لحفل تكريم كبار قراء الشام وتم ذلك على أعلى مستوى وإن شاء الله يتم لي هدف تكريم كبار شيخات مصر على مستوى عال رفيع يليق بمقامهن
وبعد أن انتهى اللقاء طلبنا منها الدعاء فدعت لنا كثيرا وخرجنا من عندها في تلك الأزقة الضيقة المليئة بالروائح والنفايات ولا حول ولا قوة إلا بالله ....وزرنا أختها المقرئة الشيخة زينب وأخبرناها بكل ما حصل وقرأت عليها الفاتحة بالعشر أيضا فأجازتني كما أجازتني أختها بارك الله فيهما(1/620)
وشهد على كل ذلك الشيخ علي زين العابدين والشيخ خالد السباعي والشيخ رشيد عمور المغربيان
وإلى لقاء آخر أحدثكم عن شيختين مقرئتين غيرها إن شاء الله
---
د . يحيى الغوثاني
11-25-2006, 07:57 PM
وجاء في ترجمة هذه المقرئة
الاسم : نفيسة عبدالكريم زيدان الحنفية مذهبا ،
ميلادها : 1928م
مكان الميلاد : بالقاهرة
نشأتها :
وهي الأخت الأولى من أخواتها ولها اثنتان دونها زينب الوسطى ، والصغرى فاطمة وقد توفيت ، ولها أخوة اثنان محمود أصغر منها والأخ الأكبر عبدالدايم وهو أكبر منها بسنتين ، وهي من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم خمسين جد ، كف بصرها من ولادتها ، لكنها بصيرة القلب فتتحدث عن بعض الأمور وتصفها كأنها مبصرة .
وقد حجت الشيخة نفيسة أكثر من ثمان حجات ، ( بل عشر حجات كما سمعته منها )
تعليمها : ابتدأت دراستها كعادة طلبة العلم في مثل سنها بحفظت القرآن ، وكان عمرها سبع سنوات على الشيخ محمد محمد سعيد بالشرابية ،
وبعد أن أتمت حفظه ، حفظت متن الشاطبية في القراءات السبع على نفس الشيخ ، وقرأتها عليه وأتمتها وحصلت لها منه الإجازة بها بتاريخ 23مارس عام 1940م ، وهو أخذ السبعة على الشيخ أحمد البرديسي عامر وهو على مصطفى الباجورى منصور وهو على الشيخ علي بن عبدالرحمن سبيع وهو على الشيخ حسن بدير الجريسي وهو على محمد المتولي ،وهو سنده معروف .(1/621)
ثم بعد أن أتمت القراءات السبع وأجيزت بها صلت ذات يوم في جامع عمرو بن العاص بالقاهرة والتقت بالشيخه هانم ونصحتها بعد أن عرفت شغفها في تلقى العلم على أن تتم القراءات العشر الصغرى إضافة إلى الشاطبية تقرأ الدرة على فضيلة الشيخ ندا علي ندا المدرس في معهد القراءات سابقا ، فحفظت الدرة في شهرين ثم جمعت للعشرة الصغرى على الشيخ ندا علي ندا وأتمت الختمة بيوم الخميس الموافق 29رجب 1384هـ الموافق 3ديسمبر 1964م ، وأجازها بالقراءات العشر الصغرى ( الشاطبية والدرة ) وهو قرأ القراءات على الشيخ عبدالفتاح هنيدي وهو عن الشيخ محمد المتولي .
ثم بعد أرادت قراءات العشر الكبرى فأرشدوها إلى الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات وكان الشيخ الزيات في الثلاثين من عمره وكان يسكن خلف الأزهر وكان الشيخ الزيات متزوج ولم يخلف في هذه المدة وهي تقرأ على الشيخ في هذه الفترة أنجب الشيخ أبنه الدكتور محمد ثم بعده أبنته فاطمة ، وقرأت على الشيخ الزيات القراءات العشر الكبرى ،
وقد ذكرها الشيخ عبدالفتاح المرصفي في كتابه هداية القاري لما ترجم للشيخ الزيات عدد تلامذته ومنهم الشيخة نفيسة وكان الشيخ الزيات لايعرف إلا اسمها دون أسم والدها . وأخذ الشيخ الزيات القراءات العشر الكبرى عن الشيخ عبدالفتاح هنيدي وهو عن الشيخ محمد المتولي .(1/622)
وبعدها أرادت إكمال مسيرة القراءات ولم تقف رغبتها عند القراءات السبع أو العشر الصغرى أو الكبرى ، لكن زاد شغفها للقراءات حتى قرأت القراءات الأربع الزائدة على العشرة وسألت من له خبرة وسند فيها فأرشدوها إلى الشيخ حنفي إبراهيم السقا - ولم يكن في ذاك الوقت من عنده سند بها غير الشيخ حنفي والشيخ على الضباع ومن تلقى عنهم - فقرأت عليه الأربع الزائدة على العشرة ختمة كاملة وأتمتها وأجازها يوم الخميس 29 صفر عام 1386هـ الموافق 8 / 6 / 1967م ، وهو أخذها عن الشيخ خليل غنيم الجنايني وهو على المتولي ، وبها تم لها ما أرادت من تحصيل العلوم المتعلقة بالقراءات كلها .
حفظت ألفية ابن مالك وقرأتها ، ( وسمعت منها بعضها وقرأت أولها عليها )
وقرأت صحيح البخاري ومسلم ، وتفقهت على فقه المذهب الحنفي على شيخها محمد محمد سعيد وأجازها بما قرأت عليه ، وهي حافظة للسيرة والتاريخ الإسلامي . وقد إجري لها أختبار في حفظ القرآن الكريم وهي بنت تسع سنوات في جمعية المحافظة على القرآن الكريم التابعة لجمعية الشبان المسلمون ، وكانت لجنة الإختبار تتكون من الشيخ جودة والشيخ محمد المزروع ، ففازة بها وأعطاها عيله ستة جنهات ذهب وهذا في سنة 1937م في عهد الملكية ووقع على شهادتها نائب الملك .
شيوخها : الشيخ محمد محمد سعيد، الشيخ ندا علي ندا ، الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات ، الشيخ حنفي إبراهيم السقا .
وابن عمها الشيخ عبد الرحمن زيدان
تلاميذها : لم يسبق لي أن أحصر طلبتها لكن ممن تتلمذ عليه وحصلت لهم منها الإجازة بالقراءات الأربع عشرة ( الشاطبية والدرة والطيبة ونظم المتولي بالقراءات الأربع الزائدة على العشرة ، كل : الشيخ محمد تميم الزعبي ، والشيخ ياسر إبراهيم المزروعي ، وبرواية قالون الشيخ محمد عوض المنقوش .
وأخيرا العبد الفقير يحيى الغوثاني ويقرأ عليها الآن طلبة علم من المغرب(1/623)
قال عنها تلميذها : ياسر إبراهيم المزروعي : كف بصرها من ولادتها ، لكنها بصيرة القلب فتتحدث عن بعض الأمور وتصفها كأنها مبصرة
ونقلت هذه الترجمة من كلامه ببعض التصرف
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=59906#post59906
حفظها الله ورعاها
---
الجكني
11-25-2006, 08:52 PM
حفظك الله د/يحي على هذه الإضاءات العطرة لأهل القرآن فقد فتحت باباً مغفلاً حق على أهل القراءات أن يلجوه وهو التعريف بالبقية الباقية ممن تخطى به العمر من أمثال هؤلاء الذين نسأل الله أن ينطبق عليهم قول رسوله صلى الله عليه وسلم "أهل الله وخاصته"
---
أبو الجود
11-25-2006, 08:59 PM
الشيخ السمنودي حفظه الله أعطى كل مؤلفاته لدار الحرمين بمصر لطباعتها وقد خرجت أغلب الكتب والمنظومات وتبقى القليل أظنه سيخرج مع معرض القاهرة الدولي للكتاب والله أعلم
---
د . يحيى الغوثاني
11-25-2006, 09:47 PM
الأستاذ الفاضل الدكتور الجكني شكرا لبصمتك في صفحتي
الأستاذ القارئ الفاضل أبو الجود
شكرا لهذا الخبر الرائع
وبارك الله فيك وأسعدني وجودك
---
د . يحيى الغوثاني
11-28-2006, 06:38 AM
وإليكم هذه الأخبار في طلب العلم :
عن أحمد بن خالد قال : " بلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك بن أنس رحمه الله ، فمرّ على باب مالك الفيل ، فخرج كل من كان في مجلسه لرؤية الفيل سوى يحيى بن يحيى فلم يقم ، فأعجب به مالك وسأله : من أنت ؟ وأين بلدك ؟ ثم لم يزل بعد مكرما له " . وعن يحيى بن يحيى قال : " أخذت بركاب الليث ، فأراد غلامه أن يمنعني ، فقال الليث : دعه . ثم قال لي : خدَمَك العلم . قال : فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك " .(1/624)
قال إسحاق الشهيدي : " كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ، ثم يستند إلى أصل منارة مسجده ، فيقف بين يديه علي بن المديني و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين وغيرهم ، يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب ، لا يقول لواحد منهم : اجلس ، ولا يجلسون هيبة له وإعظاما " .
عن أبي إسحاق قال :
" لما مات القاضي وجلس بنوه للتعزيه ، إذ دخل علينا رجلان في لباس سواد ، وأخذا يولولان ويقولان : وإسلاماه!! . فسئلا عن حالهما فقالا : إنا وردنا من " أغمات " من المغرب ، لنا سنة ونصف في الطريق في الرحلة إلى هذا الإمام لنسمع منه ، فوافق ورودنا وفاته " .
عن أبي طاهر قال : " سمعت أبابكر بن المقرئ يقول : طفت الشرق والغرب أربع مرات – يعني في الرحلة للحديث - . وروى رجلان عن ابن المقرئ قال : مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة في الحديث مسافة سبعين مرحلة ، ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها . وقال أيضا : دخلت بيت المقدس عشر مرات ، وحججت أربع حجات ، وأقمت بمكة خمسة وعشرين شهرا ، كل ذلك في العلم " .
عن إسماعيل بن عياش قال : " كتبت لي أم الدرداء في لوحي : اطلبوا العلم صغارا ، تعملوا به كبارا ؛ فإن لكل حاصد ما زرع " .
قال ابن جماعة الكناني : " ليعلم طالب العلم أن ذلّه لشيخه عزّ ، وأن خضوعه له فخر ، وتواضعه له رفعة ، وعلى طالب العلم أن ينظر إلى شيخه بعين الإجلال ؛ فإن ذلك أقرب إلى انتفاعه به ، وكان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه تصدّق بشيء وقال : اللهم استر عيب شيخي عني ، ولا تذهب بركة علمه مني " .
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: " كان يقال : إذا لقي الرجلُ الرجلَ فوقه في العلم فهو يوم غنيمته ، وإذا لقي من هو مثله دراسه وتعلم منه ، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلّمه " .(1/625)
قال أبو حاتم الرازي : " بقيت ثمانية أشهر بالبصرة ، وكان في نفسي أن أقيم سنة ، فانقطعت نفقتي ، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفذت ، وبقيتُ بلا نفقة ، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وطلب الحديث ، وأظل كذلك إلى المساء ، فانصرف رفيقي ورجعت إلى بيتي ، فجعلت أشرب الماء من الجوع ، ثم أصبحت فغدا عليّ رفيقي ، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد ، وانصرفت جائعا ، فلما كان من الغد غدا علي فقال : مر بنا إلى المشايخ ، فقلت له : أنا ضعيف لا يمكنني ، قال : ما ضعفك ؟ ، قلت : لا أكتمك أمري ، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا ، فقال : قد بقي معي دينارا فنصفه لك ، ونجعل النصف الآخر في الكراء ، فخرجنا من البصرة ، وأخذت منه النصف دينار " .
---
محمد سعيد الأبرش
11-28-2006, 10:44 AM
جزاك الله خيراً فولله إن أولئك الأئمة ما أدركوا ما وصلوا إليه إلا بمثل هذه الهمم العلية فمن أراد مثلما أرادوا فليسر كما ساروا وليصبر كما صبر وإلا فهو عاجز يمني النفس بما ليس لها، ورحم الله الإمام الجليل ابن أبي حاتم حيث قال: "لا يستطاع العلم براحة الجسد"
---
د . يحيى الغوثاني
11-29-2006, 02:48 PM
وصف اللقاء بالمقرئة الفاضلة الشيخة زينب بنت عبد الكيرم زيدان الشرابية
وبعد أن خرجنا من زيارة الشيخة نفيسة والدموع في محاجرنا انطلقنا مأخوذين من جلال هذا اللقاء حتى الإخوة الفضلاء قالوا إنها كانت مبسوطة قوي ... وكان لقلء متميزاً
وفي غمرة هذا السرور سرنا وسرنا في تلك الأزقة الضيقة وما انتبهنا إلا وقد قطعنا وتجاوزنا بيت الشيخة زينب بمسافة فانتبهنا وقلنا لابد أن نعود إليها وعدنا وهكذا طرقنا الباب واستاذنّا الدخول فأذنت بعد أن تأكدت من الحاضرين وتحجبت وكانت غرفتها ضيقة جدا لا تتسع لنا كلنا فوقف البعض وجلست والغرفة لا تتعدى مترين في متر ونصف وجلسنا نعرفها بأنفسنا
وبعد قليل إذا بطارق يطرق : ويصيح إيه الجزم اللي برة ياحجة ؟؟؟؟(1/626)
فقالت : هوَ أنتم خلعتم الأحذية في الخارج ....
فقالت ليه ادخلوها هو انتو خاشين على جامع !!!!!!!!!!!
ثم استفسرتُ منها عن شيء من ترجمتها وأخبرتنا أنها ولدت عام 1932 م وأنها أصغر من أختها بأربع سنين وأنها حفظت القرآن وهي صغيرة وأنها قرأت وجودت على أختها وعلى الشيخ محمد سعيد
وقالت إن الشيخ ندا علي ندا كان يزورنا كثيراً
وجمعت القراءات العشر على أختها المقرئة الشيخ نفيسة
فاستأذنت وقرأت عليها الفاتحة بالقراءات العشر فاستمعت إلي وأجازتني بكل ما يجوز لها روايته كما أجازتني أختها الشيخة نفسية وأقرت إجازة أختها
ورأيتها تفتح الراديو على القرآن فقلت هل يمكن أن تغلقيه قليلاً ؟؟؟؟
قالت لا ....... دا بيشتغل طول الوقت أنا بصحى وبنام عليه
القرآن روحي وحياتي وكل حاجة في حياتي
ثم أرادت أن تضيفنا وقالت ما يصحش تزورنا وما نعملش شاي ولا حاجة
فاستأذنا حتى لا نثقل عليها وطلبت تكرار الزيارة
وهي والحمد لله بصيرة بقلبها وتتحدث بكامل وعيها وعقلها وتعاني من العديد من الأمراض نسأل الله لها الشفاء العاجل وأن يبارك في وقتها
وإلى لقاء آخر عن شيخات أخريات لم يسمع بهن الكثيرون حتى من أهل مصر
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=11012
---
مروان الظفيري
11-29-2006, 04:02 PM
أثابك الله خيرا شيخنا العلامة الفاضل أبا عاصم
على هذه الإضاءات العطرة ؛ لأهل القرآن وخاصته ،
وأنت بذلك فتحت باباً مهملاً ومغلقا ، وكان حقا على العلماء والمفكرين
أن يطرقوا بابه ، وأن يلجوه .
وهو التعريف بالبقية الباقية ؛ ممن تخطى به العمر ؛
من أمثال هؤلاء .
ونحن تعودنا أن نترجم لهم أمواتا ، وننساهم أحياء
وبالمناسبة ، ولعلّ من أجود ماكتب عن الرحلة
في طلب العلم ، وآداب الدرس والطلب ؛ فمن أجود ماألف فيه ،
بشكل موسوعي كامل ، هو :
1 ـ المعيد في أدب المفيد والمستفيد ؛ للشيخ العلمويّ الدمشقيّ ، المتوفى في دمشق سنة 981 هـ .(1/627)
( وقد طبع بتحقيقنا بالقاهرة ـ مكتبة الثقافة الدينية) .
2 ـ الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد ؛ لبدر الدين الغزيّ الدمشقيّ ، المتوفى في دمشق سنة 984 هـ .
( وإن شاء الله يطبع لأول مرة بدار الغوثاني العامرة ، بدمشق ) .
وهما من أهم الكتب في بابتهما ..
---
د . يحيى الغوثاني
11-29-2006, 04:28 PM
أثابك الله خيرا شيخنا العلامة الفاضل أبا عاصم
على هذه الإضاءات العطرة ؛ لأهل القرآن وخاصته ،
وأنت بذلك فتحت باباً مهملاً ومغلقا ، وكان حقا على العلماء والمفكرين
أن يطرقوا بابه ، وأن يلجوه .
وهو التعريف بالبقية الباقية ؛ ممن تخطى به العمر ؛
من أمثال هؤلاء .
ونحن تعودنا أن نترجم لهم أمواتا ، وننساهم أحياء
وبالمناسبة ، ولعلّ من أجود ماكتب عن الرحلة
في طلب العلم ، وآداب الدرس والطلب ؛ فمن أجود ماألف فيه ،
بشكل موسوعي كامل ، هو :
1 ـ المعيد في أدب المفيد والمستفيد ؛ للشيخ العلمويّ الدمشقيّ ، المتوفى في دمشق سنة 981 هـ .
( وقد طبع بتحقيقنا بالقاهرة ـ مكتبة الثقافة الدينية) .
2 ـ الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد ؛ لبدر الدين الغزيّ الدمشقيّ ، المتوفى في دمشق سنة 984 هـ .
( وإن شاء الله يطبع لأول مرة بدار الغوثاني العامرة ، بدمشق ) .
وهما من أهم الكتب في بابتهما ..
الأستاذ الفاضل مروان الظفيري
شكرا لردك وملاحظتك وهي أن نكرم العلماء في حياتهم .... نعم نعم ...
وشكرا على هذين العنوانين اللطيفين
وأبرأ إلى الله من وصفي بالعلامة .... فما أنا إلا خويدم للقرآن وأهله
نعم إن قصدت علامة بتخفيف اللام .... فصحيح فأنا علامة تذكيرية على طريق طلبة العلم تذكرهم ببعض ما ينبغي تذكره
ونسأل الله حسن الخاتمة
---
محب الطبري
12-02-2006, 10:08 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ يحيى على اهتمامك بأهل القرآن والتعريف بهم ، ولكن ما معنى إجازتها أولادك ، وهل من الممكن أن تطلب منهاأن تجيز أهل هذا الملتقى ، وما ثمرة ذلك؟
---(1/628)
د . يحيى الغوثاني
12-04-2006, 01:02 AM
الأستاذ محب الطبيري شكرا لمداخلتك
وإليك هذا الكلام من مقدمة ابن الصلاح في علم المصطلح
يقول ابن الصلاح :
اعلم : أن طرق نقل الحديث وتحمله على أنواع متعددة، ولنقدم على بيانها بيان الأمور :
أحدها : يصح التحمل قبل وجود الأهلية، فتقبل رواية من تحمل قبل الإسلام وروى بعده . وكذلك رواية من سمع قبل البلوغ وروى بعده .
ومنع من ذلك قوم فأخطأوا لأن الناس قبلوا رواية أحداث الصحابة كالحسن بن علي، وابن عباس، وابن الزبير، والنعمان بن بشير، وأشباههم، من غير فرق بين ما تحملوه قبل البلوغ وما بعده . ولم يزالوا قديماً وحديثاً يحضرون الصبيان مجالس التحديث والسماع، ويعتدون بروايتهم لذلك، والله أعلم .
الثاني : قال ( أبو عبد الله الزبيري ) : يستحب كتب الحديث في العشرين، لأنها مجتمع العقل . قال : وأحب أن يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض .
وورد عن ( سفيان الثوري ) قال : كان الرجل إذا أراد أن يطلب الحديث تعبد قبل ذلك عشرين سنة .
وقيل لموسى بن إسحاق : كيف لم تكتب عن أبي نعيم ؟ فقال : كان أهل الكوفة لا يخرجون أولادهم في طلب الحديث صغاراً حتى يستكلموا عشرين سنة . وقال ( موسى بن هارون ) : أهل البصرة يكتبون لعشر سنين . وأهل الكوفة لعشرين، وأهل الشام لثلاثين، والله أعلم .
قلت : وينبغي بعد أن صار الملحوظ إبقاء سلسلة الإسناد أن يبكر بإسماع الصغير في أول زمان يصح فيه بسماعه . وأما الاشتغال بكتبه الحديث، وتحصيله، وضبطه، وتقييده، فمن حين يتأهل لذلك ويستعد له . وذلك يختلف باختلاف الأشخاص، وليس ينحصر في سن مخصوص، كما سبق ذكره آنفا عن قوم، والله أعلم .
الثالث : اختلفوا في أول زمان يصح فيه سماع الصغير .
فروينا عن موسى بن هارون الحمال - أحد الحفاظ النقاد - أنه سئل : متى يسمع الصبي الحديث ؟ فقال : إذا فرق بين البقرة والدابة، وفي رواية بين البقرة والحمار .(1/629)
وعن ( أحمد بن حنبل ) رضي الله عنه أنه سئل : متى يجوز سماع الصبي للحديث ؟ فقال : إذا عقل وضبط . فذكر له عن رجل أنه قال : لا يجوز سماعه حتى يكون له خمس عشرة سنة . فأنكر قوله وقال : بئس القول .
وأخبرني الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الأسدي، عن أبي محمد عبد الله بن محمد الأشيري، عن القاضي الحافظ عياض بن موسى السبتي اليحصبي قال : قد حدد أهل الصنعة في ذلك أن أقله سن محمود بن الربيع . وذكر رواية ( 75 ) البخاري في صحيحه بعد أن ترجم ( متى يصح سماع الصغير ) بإسناده عن محمود بن الربيع قال : عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين، من دلو . وفي رواية أخرى : أنه كان ابن أربع سنين .
قلت : التحديد بخمس هو الذي استقر عليه عمل أهل الحديث المتأخرين، فيكتبون لابن خمس فصاعداً ( سمع ) ولمن لم يبلغ خمساً ( حضر أو : أحضر ) . والذي ينبغي في ذلك : أن تعتبر في كل صغير حاله على الخصوص، فإن وجدناه مرتفعاً عن حال من لا يعقل فهماً للخطاب ورداً للجواب ونحو ذلك صححنا سماعه، وإن كان دون خمس . وإن لم يكن كذلك لم نصحح سماعه، وإن كان ابن خمس، بل ابن خمسين .
وقد بلغنا عن ( إبراهيم بن سعيد الجوهري ) قال : رأيت صبياً ابن أربع سنين، قد حمل إلى المأمون، قد قرأ القرآن، ونظر في الرأي، غير أنه إذا جاع يبكي .
وعن ( القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني ) قال : حفظت القرآن ولي خمس سنين . وحملت إلى أبي بكر بن المقرئ لأسمع منه ولي أربع سنين . فقال بعض الحاضرين : لا تُسَمِّعوا له فيما قرئ، فإنه صغير . فقال لي ابن المقرئ : اقرأ سورة الكافرين، فقرأتها، فقال : اقرأ سورة التكوير، فقرأتها، فقال لي غيره : اقرأ سورة المرسلات، فقرأتها، ولم أغلط فيها . فقال ابن المقرئ : سمّعوا له والعهدة عليَّ .(1/630)
وأما حديث محمود بن الربيع : فيدل على صحة ذلك من ابن خمس مثل محمود، ولا يدل على انتفاء الصحة فيمن لم يكن ابن خمس ولا على الصحة فيمن كان ابن خمس ولم يميز تمييز محمود رضي الله عنه، والله أعلم .
---
د . يحيى الغوثاني
12-04-2006, 01:25 AM
قال ( الخطيب ) : سألت ( القاضي أبا الطيب الطبري ) عن الإجازة للطفل الصغير، هل يعتبر في صحتها سنه أو تمييزه، كما يعتبر ذلك في صحة سماعه ؟ فقال : لا يعتبر ذلك . قال : فقلت له : أن بعض أصحابنا قال : لا تصح الإجازة لمن لا يصح سماعه . فقال : قد يصح أن يجيز ذلك للغائب عنه ولا يصح السماع له . واحتج ( الخطيب ) لصحتها للطفل : بأن الإجازة إنما هي إباحة المجيز للمجاز له أن يروي عنه، والإباحة تصح للعاقل وغير العاقل .
قال : وعلى هذا رأينا كافة شيوخنا يجيزون للأطفال الغيب عنهم، من غير أن يسألوا عن مبلغ أسنانهم وحال تمييزهم . ولم نرهم أجازوا لمن يكن مولوداً في الحال .
قلت : كأنهم رأوا الطفل أهلاً لتحمل هذا النوع من أنواع تحمل الحديث، ليؤدي به بعد حصول أهليته، حرصاً على توسيع السبيل إلى بقاء الإسناد الذي اختصت به هذه الأمة، وتقريبه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وللمعلومية أخي محب الطببري فإن أولادي لهم اجازات كثيرة من العلماء والقراء
وولدي عاصم أبو حفص استجزت له شيوخا وهو ابن سنتين ونصف وأجازوه
وهو الان عمره 11 سنة تقريبا وقد تجاوز عدد شيوخه الذين أجازوه 150 شيخاً
---
محمد سعيد الأبرش
12-04-2006, 09:03 AM(1/631)
جزاك الله خيرا شيخنا يحيى ولكن النصوص التي نقلتها هي عن سماع الصغار مع الإجازة وعلى كل حال فالإجازة في هذه الأيام بالذات لا تساوي ثمن المداد التي تكتب فيه إن لم تكن عن سماع أو قراءة فقد كانت الإجازة فيما مضى تعبر عن علم حاملها أما الآن فتجد من عنده العشرات بل المئات من الإجازات وما زال لا يفرق بين الكوع والكرسوع وأصبحت الإجازة غاية بعد أن كانت وسيلة فتجد أحدهم يضيع الساعات والأيام لتحصيل إجازة من أحدهم وكثيراً ما تكون الإجازة بكتب لم يسمع بها المستجيز يوماً حتى وقعت أشياء في ذلك تصلح كنكات، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
---
محب الطبري
12-04-2006, 10:02 PM
ما شاء الله تبارك الله 150 شيخا أجازوا عاصم بن يحيى
الحديث عن الإجازة القرآنية وشروطها وآدابها ذو شجون وقد مضى الحديث عنها في هذا الملتقى حيث كتب عنها المشرف العام، وأورد الأخ الشيخ إبراهيم الجوريشي كتاب: الإجازة في القرآن الكريم للشيخ المقرئ أسامة حجازي رحمه الله ، كما مرت الإشارة والتعليق على ندوة إجازات القراء التي أقامتها الجمعية العلمية ... والتي صدرت فيما بعد في كتاب بقلم الدكتور محمد العمر.
ولئن ساغ التساهل في الإجازات الحديثية فلا ينبغي التساهل ألبتة في الإجازات القرآنية لما يترتب عليه من المفاسد الكبيرة التي لا يتسع وقتي الآن لذكرها ، ولقد رأيت بعيني العاقبة الوخيمة لهاذا التساهل ، وتعظم المصيبة إذا كان الحامل للمجيز الطمع وللمجاز التباهي وهذا عين ما حذر ت منه الأحاديث والآثار .
---
د . يحيى الغوثاني
12-04-2006, 11:59 PM
الأستاذ محمد سعيد الأبرش
الأستاذ محب الطبري
أفهم كلامكما جيدا وأستوعبه
وأتفق مع كثير منه
أما عبارة أخي الحبيب (( وعلى كل حال فالإجازة في هذه الأيام بالذات لا تساوي ثمن المداد التي تكتب فيه إن لم تكن عن سماع أو قراءة ..... ))
فلا أتفق معه
فقولكم على كل حال هذا تعميم .....(1/632)
والإجازة حتى ولو بدون سماع ولا قراءة لا تخلو من :
1 ـ ذكر لله تعالى كآية قرآنية أو البسملة على الأقل
2 ـ ولا تخلو من دعوة من الشيخ المجيز للمجاز
3 ـ ولا تخلو من فوائد تاريخية لها علاقة بطبقات الرجال وعلم الطبقات لا تخفى قيمته لدى أهل العلم
4 ـ ولا تخلو من طرف فيه ترجمة الشيخ المجيز كاسمه واسم أبيه وجده وعمره وأخذه عن الشيوخ وذكره لشيوخه
إلى غير ذلك من الفوائد التي يعرف قيمتها (( أهل العلم ))
فكيف يقال إنها لا تساوي قيمة مدادها ؟؟؟
وأتفق مع أخي محب الطبري في أن إجازات القرآن لا بد أن يكون لها اعتبار خاص وشروط خاصة ...ولا ينبغي التساهل فيها.... صدقت ....
وقد لازمني أحد الإخوة فقرأ علي سبع سنين حتى حصل على الإجازة ....
وشكرا لمروركما
---
د . يحيى الغوثاني
12-05-2006, 12:11 AM
وأبشرك أخي محمد سعيد الأبرش
أن ولدك عاصم يفرق بين الكوع والكرسوع والبوع .. والبعبوع
فهل يستحق أن يجاز ؟؟؟
واسمع لهذه الطرفة اللطيفة
أحضرت عاصماً معي لزيارة شيخ عالم محدث في المسجد الحرام ليحصل له السماع واللقاء كعادة السلف من إحضار أولادهم مجالس السماع .... وبجوار الكعبة قلت للشيخ استأذنكم في أن عاصماً يرغب بقراءة حديث الرحمة المسلسل بالأولية عليكم فقال مبتسما تفضل :
فاندفع عاصم على طريقة أهل الحديث يقول : وبسندكم المتصل عن مشايخكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ............... وقرأ الحديث
فما كان من الشيخ إلا أن أعجب بفصاحته وقال أرجو أن تسمح لي أن أرويه أنا عنك يا عاصم ... أجزني به يا عاصم
والشيخ في عمر جد عاصم قد قارب السبعين
---
أبو فهر السلفي
12-05-2006, 02:18 AM
2 ـ الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد ؛ لبدر الدين الغزيّ الدمشقيّ ، المتوفى في دمشق سنة 984 هـ .
( وإن شاء الله يطبع لأول مرة بدار الغوثاني العامرة ، بدمشق ) .
..[/font][/size][/color][/align][/B](1/633)
قد طبع الكتاب بتحقيق نشأت بن كمال المصري وتقديم أبي إسحاق الحويني ونشرته مكتبة التوعية بمصر......
---
محمد سعيد الأبرش
12-05-2006, 09:38 AM
جزاك الله خيراً يا شيخنا يحيى وبارك فيك وفي ذريتك وجعلهم من الصالحين
وبما أني خويدم أهل العلم وليست منهم فإنني أسمع منهم وممن يجالسهم نكتاً مفيدة منها الفوائد التي ذكرتَها للإجازة بصورتها الحالية ولكنني في نفس الوقت سمعت من الأمور المفجعة التي تترتب على هذه الإجازات ما يغطي حسناتها عشرات المرات وأذكر أن أحد أشياخي بعد أن قرأت عليه كتاباً في النحو لمدة تزيد على ثلاث سنوات قال لي: في الدرس القادم سأسألك في الكتاب فإن أجبت بشكل مرض فقد أجزتك فيه..............
هذا ما أعرفه عن الإجازة، وعلى كل حال فهذه وجهة نظر من خويدم أهل العلم.
---
د . يحيى الغوثاني
12-05-2006, 01:37 PM
أخي خويدم أهل العلم بارك الله فيك وباعتبارك أنك من ملازمي العلماء وخاصة علماء النحو فابتعد عن الاطلاقات والتعميمات فمثلا قولك :
ولكنني في نفس الوقت سمعت من الأمور المفجعة التي تترتب على هذه الإجازات ما يغطي حسناتها عشرات المرات .
هذا فيه تعميم لبعض الحالات المتردية والتي لا أرضاها ولا ترضاها ومع هذا فلا يمكن ان نقول : إنه يغطي على حسناتها بعشرات المرات
نعم واجب أهل العلم أن ينبهوا ويبينوا ويوجهوا ..........
ودمت بخير وصحة وعافية
---
محب الطبري
12-05-2006, 10:31 PM
فضيلة الشيخ يحي ما ذكرته من الفوائد للإجازة دون قراءة وسماع غير وجيهة ولا تنهض لمغالبة المفاسد المترتبة على ذلك، وقولك (( وأتفق مع أخي محب الطبري في أن إجازات القرآن لا بد أن يكون لها اعتبار خاص وشروط خاصة ...ولا ينبغي التساهل فيها.... صدقت )) يخالف ما تقدمه، والله الموفق
---
د . يحيى الغوثاني
12-09-2006, 04:56 PM
وصف لقائي بالمقرئة الشيخة تناظر بنت محمد مصطفى النجولي(1/634)
قال العبد الفقير يحيى الغوثاني وفي يوم الاربعاء 23 شوال 1427 هـ
انطلقنا من شبين الكوم بعد أن زرنا فضيلة العلامة الشيخ الأحمدي الحفني غزالة والشيخة فاطمة القاوقجي والشيخ محمد أديب القاوقجي وسوف آتي على تفصيل لقائي بهم جميعا
بعد ذلك انطلقنا إلى سمنود وقبل زيارة شيخنا الشيخ إبراهيم السمنودي ذهبنا إلى قرية من قرى سمنود وفي تلك الحارات الضيقة وجدنا بيتا متواضعا صغيرا وعلى باب البيت مجموعة من الأخوات يراجعن القرآن استعدادا للتسميع فاستأذنا ودخلنا على المقرئة الفاضلة الشيخة : تناظر في غرفتها المتواضعة وإذا بشخص قريب لها يقرأ عليها من سورة المؤمنون فاستمعنا إلى أن أكمل السورة ثم قرأ 20 بيتا من الجزرية وهي تتابعه بهمة عالية وتسمع كامل ما قرأ وقد تلفعت بحجابها وهي فوق الثمانين
ثم عرفناها بأنفسنا فرحبت وفرحت وأحضرت لنا العصير كضيافة ثم سألتها عن شيء من ترجمتها وكان هذا اللقاء فأفادتني بما يلي :
س ـ متى ولدت وكيف نشأتك
ج ـ ولدت عام 1924 م وحفظت القرآن وأنا صغيرة على الشيخ محمد أبو حلاوة ثم قرأت القراءات السبع على الشيخ سيد عبد العزيز عبد الجواد وهما شيخا الشيخ ابراهيم السمنودي فهي تشاركه في هذين الشيخين
س ـ والدرة ماذا عنها
قالت حفظت الشاطبية والدرة وقرأت بالدرة على الشيخ سيد عبد الجواد إلى سورة التوبة
س ـ هل قرأ عليك أحد القراءات
قالت نعم كثيرون وأجزتهم وذكرت لنا بعضهم
ثم قرأت عليها الفاتحة جمعا بالعشر وقرأت نصف المنظومة الجزرية وسمعت عليها الباقي بقراءة الأخ الشيخ خالد السباعي
واجازتنا بكل ذلك
هي امراة بصيرة بقلبها نشيطة الحركة حاضرة الذهن ... بكامل حجابها
مستحضرة للقرآن استحضارا جيدا
متواضعة ، كريمة فاضلة ،
فتحت بيتها للقراءة والإقراء وغرفتها لا تتجاوز مساحتها مترين في مترين
تجلس على الحصير وتستمع لمن يقرأ عليها بدون كلل أو ملل(1/635)
ومن هذه الغرفة الصغيرة المتواضعة جدا تتزاحم الطالبات عليها للقراءة والتسميع
وهي تستمع بكامل وعيها وعقلها وقد تجاوزت الثمانين من عمرها
سند الشيخة تناظر
تقول الشيخة تناظر وقد أجزت الشيخ يحيى الغوثاني كما أجازني
الشيخ محمد أبو حلاوة والشيخ : السيد بن عبدا لعزيز بن عبد الجواد العلامي الشافعي السمنودي المتوفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف هجرية، الموافق عشرين من أغسطس سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة وألف ميلادية عن ثلاث وتسعين سنة ميلادية،
قال السيد العلامي: قرأت بها على شيخين، الشيخ: عزب أبي حاتي الشافعي السنودي البصير بقلبه المتوفى يوم السبت أول المحرم الحرام سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف هجرية، وثلاث وعشرين من يناير سنة تسع وتسعمائة وألف ميلادية، وعلى الشيخ إبراهيم بن السيد أحمد الملقب بسعيد القاري البنوي الشافعي البصير بقلبه المتوفي يوم السبت السابع من جمادي الأولى سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف هجرية، الثامن من فبراير سنة تسع عشرة وتسعمائة وألف ميلادية، قال الشيخ عزب قرأت بها على الشيخ محمود النمر البوصيري التابعة لسمنود الشافعي البصير بقلبه، قال قرأت بها على الشيخ محمد المزين الشبراملي قال قرأت بها على الشيخ على شلبي القدوسي الرازقي قال قرأت با على الشيخ مصطفى المقري الطلياوي قال: قرأت بها على الشيخ سالم النبتيتي محرر الطيبة،(1/636)
وقال الشيخ إبراهيم سعيد قرأت بها على الشيخ يوسف بن محمد عجور الشافعي الأحمدي قال قرأت بها على الشيخين، الشيخ عبد المنعم البنداري والشيخ على صقر الجوهري قال البنداري قرأت بها على الشيخ سليمان الشهداوي الشافعي الأحمدي وقال الشهداوي والجوهري قرأنا بها على الشيخ مصطفى الميهي الشافعي الأحمدي محرر الطيبة قال مصطفى الميهي قرأت على الشيخين والدي نور الدين على بن عمر بن أحمد بن عمر بن ناجي بن قيس الميهي الشافعي المقري الأحمدي البصير بقلبه المولود سنة تسع وثلاثين ومائة وألف هجرية المتوفي في سنة تسع وعشرين ومائتين وألف هجرية عن تسعين عاماً وألف هجرية ويفوح مقامه مسكاً حيث يزار بمسجد سيدي مرزوق بطنطا... وعلى الشيخ سالم النبتيتي محرر الطيبة، قال الشيخ على الميهي قرأت بها على الشيخ إسماعيل المحلي وهو على مشايخ أعلام وجهابذة محققين فهام منهم المغدق عليه بالعطاء المزيد الشيخ أحمد الرشيدي المعروف بالخياط والشيخ محمد بن حسن المنير السمنودي الأزهري الشافعي وهو من علماء القرن الثاني عشر الهجري
وقال الشيخ النبتيتي قرأت بها على السيد علي بن حسن البدري. بالسند المعروف .
وبعد ذلك دعت لنا بدعوات كثيرة وطلبت منا الدعاء وودعناها وغادرنا إلى تكملة مشوار زيارتنا
وإلى لقاء آخر أحدثكم فيه عن الحافظة المقرئة الشيخة سميعة
---
د . يحيى الغوثاني
12-18-2006, 11:04 PM
قال ابن الصلاح :
قلت : وينبغي بعد أن صار الملحوظ إبقاء سلسلة الإسناد أن يبكر بإسماع الصغير في أول زمان يصح فيه بسماعه . وأما الاشتغال بكتبه الحديث، وتحصيله، وضبطه، وتقييده، فمن حين يتأهل لذلك ويستعد له . وذلك يختلف باختلاف الأشخاص، وليس ينحصر في سن مخصوص، كما سبق ذكره آنفا عن قوم، والله أعلم .
---
(1/637)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ** نظم مُشتَرَكاتِ القرآن ** من كُلُّيَّات المباني في القرآن الكريم .. (نسخة الإهداء)
---
** نظم مُشتَرَكاتِ القرآن ** من كُلُّيَّات المباني في القرآن الكريم .. (نسخة الإهداء)
---
أبو بيان
09-26-2005, 04:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, أما بعد:
فهذه هدية متواضعة أقدمها لإخواني الكرام في هذا الملتقى, وقد ادَّخرتُها منذ زمن طويل لمناسبة جليلة أختارها في هذا الملتقى المبارك, فرأيت من أحسن المناسبات نعمةُ الله تعالى على أخينا الفاضل أبي عبد الله عبد الرحمن الشهري, بحصوله على درجة الدكتوراه في فَنِّ التفسير, بعنوان: (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم).
وإنها لمن محاسن المناسبات أن تكون هذه الهدية شعراً يجمع تفسيراً, وهي:
نَظْمُ مُشْتَرَكَاتِ القُرْآنِ
(من كليات المباني في القرآن الكريم)
نظم:
العلامة عبد الهادي الأبياري
أحد علماء الأزهر (ت:1305هـ)
وقد أفردها من مجموعٍ مخطوط, وضبط نَصَّها الشيخ المُحَدث الفاضل: صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي, غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين.
وقد أهداني وفقه الله نسخةً منها, مكتوبةٌ بخط جميل, وهي منظومة في (59) بيتاً, جمع فيها الناظم كُلِّيَّات المباني التي ذكرها السيوطي في الإتقان, والمُراد بِها: كُليَّات القرآن, وهي: الألفاظ والأساليب التي اطَّردت معانيها في جميع القرآن الكريم, أو في طائفةٍ منه. نحو قول ابن عباس رضي الله عنه: كل (رجز) في القرآن فهو: عذاب. وقول أبي العالية: كل (أليم) في القرآن فهو: موجع. وكثيراً ما يُستَثنى منها مواضع.(1/638)
ولهذا المصطلح اطلاقات عديدة, تقترب منه وتبتعد, وتتشاكل وتتخالف, نحو: كُليَّات التفسير, ومصطلحات القرآن, وعادات القرآن, وقواعد القرآن, ومشتركات القرآن, ومُشَرَّكات القرآن, وطريقة القرآن, ومنهج القرآن, ومن شأن القرآن.
وقد يسر الله لي جمع كلَّ ما كان من هذا القبيل في ما اطلعت عليه من كتب التفسير, وأرجو أن ييسر الله تعالى ذكر بعض الفوائد في هذا النوع الجامع من التفسير.
نَظْمُ مُشْتَرَكَاتِ القُرْآنِ
(من كليات المباني في القرآن الكريم)
حمداً لمن أنزل القرآن فيه هُدى = للمتقين وذكرى للذي ادَّكرا
ثم الصلاة على الهادي وشيعته = ما لاح نجمٌ وما بدرٌ بدا وسرى
وبعد: فاصغِ إلى نظم لمُشتَرك = من القران كزهر الروض مُزدهرا
كُلُّ الذي في كتاب الله من أسفٍ = فالحزن, إلا الذي في زُخرف أُثِرا
فإن معناه فيها: اغضبوا وكذا = ما كان من نبإٍ فيه أتى خبراً
إلا فعُمِّيَت الأنباء يومئذ = فبالأدلة والآيات قد فُسِرا
وبالندامة فًسِّر حسرةً أبداً = لا حسرةً في قلوب حُسنها ظهرا
وكُلُّ ما فيه من بخسٍ فذاك بنقـ=ـصٍ فسَّروا, غير ما في يوسفٍ ذُكِرا
فذاك قد عَبَّروه بالحرام وما = فيه من البعل فهو الزوج حيثُ جَرى
إلا أتدعون بعلاً فالمراد به = معبودُهم صنمٌ بالبعل قد شُهِرا
ثم البروج التي فيها الكواكب ما = عدا التي في النِّسا فهي القُصور تُرى
وكل ما فيه من بَرٍّ ومن بَحَرٍ = فالماء والترب, لا في الروم فاعتبرا
إذ المراد به العمران مع خَِرَبٍ = وكل رجزٍ عذابٌ غيرَ ما هُجِرا
أعني المُسَطَّرَ في مُدَّثرٍ فلقد = قالوا هو الصنم احفظ واتبع الأثرا
وكل ما فيه من سُخرٌ فبالاسـ=ـتهزاء فُسِّرَ لا سُخريّاً استطرا
في زُخرف فبتسخيرٍ يُفسر والشـ=ـيطان فيه بإبليس كما اشتهرا
إلا الذي في سنام الذِّكر أوَّلَه = فإنه: الرُّؤسا كُفراً لمن كَفرا
وكل زورٍ فبُهتانٌ يُصاحبه = كفرٌ سوى ما بفرقان فلا وزراً(1/639)
وكل رجمٍ فقتلٌ جاء غير لأر = جُمَنَّك اعلم فجا بالشتم مُنتشرا
كذاك بالغيب رجماً فَسَّروه بظَنـ=ـنٍ ثم كل ورود فالدخول طرا
إلا الكليم فهجمٌ كان منه ولم = يدخل بما مدينٍ فاستتبع الخبرا
وكل ريبٍ بشك فسروه سوى = ريب المنون فكيد الدهر ما خطرا
وحيث جاء زكاةٌ في الكتاب فأ = وِّلنه بالمال إلا ما قد استَطَرا
في توبة وكذا في مريم فبطهـ=ـرٍ ثُمَّ بالمَيْلِ لفظُ الزيغ قد فُسِرا
إلا وإذ زاغت الأبصار أي: شخصت = ثُمَّ القُنوت به في الطاعة انحصرا
سوى وكُلٌّ له مع قانتون فمعـ=ـناهُ مُقِرُّون, فاقفُ الإثرَ مُختَبرا
وكل ما جاء فيه من سكينة اعـ=ـلم أن معناه الاطمئنان حيثُ طرا
إلا الذي جاء في التابوت فهو على = ما قيل شيءٌ كرأس الهِّرَّة اختُبِرا
له جناحان, واليأس القنوط سوى = ما جاء في الرعد فهو العلم قد نَدرا
وكل كنْزٍ فمالٌ ما عداه بكهـ=ـفٍ فالصحيفةُ من علمٍ كما أُثِرا
وأينما جاء مصباحٌ فكوكبٌ إلـ=ـلا ما يجيء بنورٍ فالسراج يُرى
وأينما صممٌ يأتي فعن سمْعِ الـ=ـقرانِ إلاهُ في الإسرا فما اشتهرا
ثم العذاب فتعذيبٌ يفسره = إلا عذابَهُما بالنور قد ذُكِرا
كذا يُعذِّبهم في توبةٍ فبقتـ=ـلٍ فسِّرنهُ وإن يغدوا لنا أُسَرا
وكل ما فيه من نورٍ ومن ظُلَمٍ = فالكفر معناه والإيمان مُعتَبَرا
إلا الذي أوَّل الأنعام فالحدثا = ن اعلم وما جاء من صبرٍ فقد شُكِرا
إلا الذي جاء في الفرقان ثم متى = أتى نكاحٌ فتزويجٌ بغير مِرا
إلا بأولى النسا أعني إذا بلغوا النـ=ـكاح فالحلم عند المُمْعِن النظرا
وإن صلاةٌ أتت فيه فرحمةٌ أو = عبادةٌ غيرما بالحج قد صَدرا
أي التي بعدها ذِكرُ المساجد إذ = هي الكنائس بالعبريَّةِ اشتهرا
وفسِّرَنَّ بنارٍ للسعيرِ سوى = ما في ضلالٍ وسُعرٍ فالعناءُ سرى
وكل أصحابُ نارٍ فيه فهو بأهـ=ـلها يُفَسَّر إلا واحداً قُصِرا
على الملائكِ في مُدَّثِّرٍ فهُمُ = خُزَّانها ومتى ما للطعام جرى(1/640)
ذِكرٌ فقَدِّر بنصفِ الصاعِ ثم بكَذْ = بٍ فسَّروا الإفك مهما كان مُستَطَرا
وكلُّ تسبيحةٍ جا للصلاة كذا = ك الدِّين فيه حسابٌ كلَّما ذُكِرا
بحُجَّةٍ فسَّروا سلطانه وبخمـ=ـرٍ فسَّروا كاسهُ أيضاً وكل ورا
هو الأمامُ سوى حرفين في فمن ابـ=ـتغى, أُحِلَّ لكم إذ بالسِّوى فُسِرا
وكل ما فيه من حفظ الفروج فمن = زنا سوى يحفظوا فروجَهُم سُطِرا
في النور ثم متى الشهيد جاء سوى الـ=ـقتلى فمعناه مَنْ للأمر قد حضرا
إلا بوادعوا الذي من بعده شُهدا = ءكم فبالشُّركا فَسِّر كما أُثِرا
وليس بعدُ لمعنى قبلُ فيه سوى الز = زبور من بعد مع والأرض بعدُ يُرى
وكل كِسْفٍ عذابٌ ثم ما كِسَفٌ = أتى فبالسُّحْب ِ فسِّره وما مَطَرا
سَمِعتَهُ فعذابٌ غيرُ ما وَلِيَ الـ=ـأذى كذا كُلُّ ريحٍ فيه قد ذُكِرا
أما الرياحُ فلا بل رحْمةٌ وبِلَعْـ=ـنٍ فسَّروا قتلَ الآتي لمن كَفَرا
هذا مُحَصِّلُ ما أبداهُ حافِظَ عصـ=ـره السيوطيُّ في «الإتقان» مُقتَصِرا
وزِدتُ مهما أتى الطاغوتُ فَسِّرَ بالشـ=ـيطانِ واستَثْنِ ثانٍ في النساءِ جرى
إذ المُرادُ به كعبٌ للاشرافِ يُنـ=ـمَى كان بالبغي والطُغيان مشْتَهِرا
فاحفظْ فديتُكَ هذا النظم ترقَ إلى = أوجِ المعالي وتظفر بالذي عَسُرا
ثم الصلاة على الهادي وشيعته = ما فاحَ مِسكُ خِتامٍ قد ذَكا أَثَرا
** تَمَّتْ **
وحَرِّك شفتيك بالدعاء.
---
عبدالرحمن الشهري
09-26-2005, 06:18 PM
جزاك الله خيراً يا أبا بيان على هذا النظم الرائق ، وأنت صاحب طرائف وفرائد ليست هذه بأولهنَّ ، رزقك الله الفهم والفقه في كتابه . وشكر الله لك هذا الإهداء.
وقد أرفقت المنظومة على ملف وورد ليتمكن القارئ من طباعته منسقاً إن شاء.
---
أبو بيان
12-17-2005, 08:47 PM(1/641)
وجدت في مجلة المورد العراقية, مجلد9, عدد4, 1980م, ص:727, مقالاً لابتسام مرهون الصفار, بعنوان: ( معجم الدراسات القرآنية المطبوعة والمخطوطة - القسم الأول ), وذكرت فيه- حفظها الله-:
( حسن البيان في نظم مشترك القرآن ),
لـ:عبد الهادي نجا بن رضوان الأبياري ت: 1305هـ,
وقالت: طُبع مع كتاب ( نفحة الأحكام ) طبعة حجرية سنة 1276هـ.
---
(1/642)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 [2] 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
---
مقررات الدراسات العليا (1 ردود)
الترجمة العربية لكتاب (تأريخ القرآن) للمستشرق الألماني ثيودور نولدكه للتحميل (10 ردود)
أسئلة متفرقة في فهم بعض الآيات ؟ (9 ردود)
بيتين كان يذكرهما العلامة ابن عثيمين رحمه الله كثيرا (2 ردود)
صدر حديثا في المحرم 1428هـ العدد الرابع والثلاثين من مجلة الحكمة (4 ردود)
دروس التفسيروالطرح المتواضع! أين الخلل؟(1) (2 ردود)
مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان (أثر الدلالات اللغوية في التفسيرعند الطاهر ابن عاشور (7 ردود)
صدر حديثا دقائق الفروق اللغوية في البيان القراني (3 ردود)
استمع للشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله : نماذج من مقاصد السور:المائدة والصافات و.. (0 ردود)
علم السياق القرآني (3) (أهمية السياق القرآني ومنزلته في التفسير.) (0 ردود)
خط مصحف قطر في مسابقة دولية (1 ردود)
الدكتور الجكني أين أنتم (1 ردود)
لماذا خُصّت الرقبة في العتق دون غيرها من الأعضاء ؟ . (4 ردود)
صدر حديثاً (المدح والذم في القرآن الكريم: دراسة موضوعية بلاغية) لمعن الحيالي (0 ردود)
صدر حديثاً (أثر عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في التفسير) لأحمد مناف القيسي (0 ردود)
قراءة في مقدمة تفسير المنار ( 2 ) (0 ردود)
قراءة في مقدمة تفسير المنار ( 1 ) (0 ردود)
أحتاج إلى مجلة الشريعة واللغة العربية التابعة لجامعة أم القرى (( العدد 32 )) (6 ردود)
قول الإمام ابن باز رحمه الله في حكم وضع المصحف في الجيب الجانبي السفلي . (2 ردود)
هل في تفسير ابن عطية اعتزاليات ؟ (24 ردود)
موقف القرآن من العبث البشري بالبيئة (1 ردود)
جميعا منه (1 ردود)
الوقف والابتداء وأهميته في المعنى (1 ردود)
هدية للباحثين (0 ردود)(1/643)
التحذير من كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن (2 ردود)
شبهات القرآنيين و الرد عليها - للشيوخ المهتمين (6 ردود)
صدور (المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري) لأكرم زيادة (0 ردود)
صدر حديثاً كتاب (الأجوبة العلمية على أسئلة ملتقى أهل التفسير)للدكتور غانم قدوري الحمد (7 ردود)
أسباب المغفرة في كتاب الله الكريم (2 ردود)
دعوة للمشاركة في إدخال ومراجعة كتب الدراسات القرآنية في برنامج المكتبة الشاملة (6 ردود)
سؤال عن اصحاب الكهف (1 ردود)
صدر حديثاً: الدروس المستفادة من العقوبات الالهية في القرآن الكريم قبل الرسالةالمحمدية (0 ردود)
أين الفكر ؟ (9 ردود)
موطن مشكل في ترجيح أبي حيان في قوله : ( فزع عن قلوبهم ) (1 ردود)
لوازم الدرس القرآني (0 ردود)
استفسارعن عاقبة قوم ابراهيم عليه السلام (2 ردود)
اقتراح لعرض مسائل ومباحث الرسائل الجامعية للأعضاء الكرام - أرجو المشاركة (14 ردود)
آيات الوصية في سورة البقرة، (0 ردود)
قائمة مهمة بوفيات المفسرين (10 ردود)
صدر حديثاًَ كتاب (بلاغة النظم في آيات التحية ) للدكتور محمد الصامل (3 ردود)
عبد الهادي بوطالب مفسرا (0 ردود)
صدور طبعة جديدة من الكتاب القيم (النسخ في القرآن الكريم) للدكتور مصطفى زيد (ت1398هـ) (6 ردود)
علم السياق القرآني [2] (مفهوم السياق القرآني ومكوناته) : (3 ردود)
من شوامخ المحققين ... شيخ النحويين واللغويين المعاصرين : العلامة الكبير قباوة (6 ردود)
حرف في القرآن يعجز النحويين بإعرابه !!! ما تعليقكم ؟ (1 ردود)
أبو سليمان الدمشقي (3 ردود)
يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ - لماذا يأتين ؟ (8 ردود)
بنو اسرائيل وذكرهم في القرآن (4 ردود)
إعراب القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله (5 ردود)
الإمام صديق حسن خان القنوجي مفسراً ... وجهوده في علوم القرآن .. (4 ردود)
رأي لسيد قطب فيه جسارة حول هارون وموسى (16 ردود)(1/644)
سمعتُ بمنهجٍ جديد لتفسير القرآن الكريم ؟! فهل هذا صحيح ! (2 ردود)
قول أهل النفاق ( أنؤمن كما آمن السفهاء ) هل كان بلسان الحال أم بلسان المقال ؟. (0 ردود)
نظرية جديدة في التفسير (3 ردود)
تهنئة زميلنا في الملتقى عمر الدهيشي لحصوله على درجة الماجستير هذا اليوم 2/1/1428هـ (14 ردود)
تفسير الثعلبي (1 ردود)
تعيينات جديدة في لجنة الإشراف العلمي على ملتقى أهل التفسير : مرحباً بهم وفقهم الله (5 ردود)
اليوم دخل ملتقى أهل التفسير سنته الخامسة : وقفات محاسبة للنفس (أرجو مشاركة الجميع) (28 ردود)
مامعنى هذه الجملة : (4 ردود)
من أجمل التلاوات التي سمعتها في حياتي (22 ردود)
مقتطفات من كتاب أيسر التفاسير .. (0 ردود)
حول إسناد عطية العوفي عن ابن عباس في التفسير (1 ردود)
إشكال في كلام ابن عطية (10 ردود)
صدر حديثاً كتاب (نكت المعاني على آيات المثاني) لأبي الحسن المجاشعي (ت479هـ) (0 ردود)
علم السياق القرآني (مفهوم السياق عند العلماء) (8 ردود)
مواضع الاتفاق بين أتباع الرسل من معارضي الرسل (8 ردود)
سؤال عن كتاب (تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف) للشيخ مرعي (3 ردود)
هل هذا العلم حقير الفائدة كما يقول الإمام الشوكاني رحمه الله..؟؟ (9 ردود)
صدر حديثاً (غذاء الجنان بثمر الجنان في علوم القرآن) للدكتور فضل عباس (2 ردود)
ما الفرق بين تفسير المنار ومجلة المنار؟ (9 ردود)
هل في القرآن كلمات ( ألفاظ ) أعجمية ( فارسية )!!؟؟ (3 ردود)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 4 الشوشاوي (3 ردود)
التوبة والاستغفار 2/2 (1 ردود)
دعوة للتوضيح ما الحكمة (1 ردود)
دعوة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه لزميلنا الشيخ محمد الربيعة وفقه الله (14 ردود)
ما هي كتب التفسير التي تحتاج إلى تحقيق أو إعادة نظر ؟ (3 ردود)
أيها الفضلاء .. ما رأيكم بهذا الكلام لابن عاشور - رحمه الله - ؟ (3 ردود)(1/645)
ما هي التفاسير التي جُمعت من نقولات المفسرين..؟؟ (3 ردود)
كيف أعرف عدد التحقيقات لمخطوط ما ؟ (4 ردود)
طلب استشارة (8 ردود)
هل توجد دراسة علمية مستقلة لقصة قابيل وهابيل في القرآن؟ (1 ردود)
ما رأيكم بهذا الأسلوب في التفسير (1 ردود)
صدور العدد الثاني من مجلة البحوث والدراسات القرآنية (5 ردود)
التحقيق في حكم الجمع بين اسم الله تعالى واسم غيره في ضمير واحد (0 ردود)
إعلان : طلب موظف للعمل في مركز للدراسات القرآنية (6 ردود)
الكتب المعينة على إدراك إعجاز القرآن في نظمه العربي ، وبلاغته الأسلوبية (14 ردود)
التوبة والاستغفار 1/2 (0 ردود)
نسيان القرآن بعد حفظه كبيرة ( دراسة فقهية ) (4 ردود)
الحكم على كل الروايات الموجودة في كتب التفسير بالمأثور (2 ردود)
ما الحكمة في قول أخو يوسف عليه السلام لإخوته ( إرجعوا إلى أبيكم )؟ (6 ردود)
تعريف بكتاب منهج الفرقان في علوم القرآن تأليف الشيخ محمد علي سلامة (3 ردود)
صدر حديثاً كتاب (الخلاف التصريفي وأثره الدلالي في القرآن الكريم) للباحث فريد السليم (1 ردود)
معنى العلة ( لكي لا نظلم مفسرينا رحمهم الله ) (1 ردود)
أبحاث في الجملة القرآنية من حيث المبنى (5) (1 ردود)
هل هناك كتاب تعقب الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب رحمه الله في كتابه الظلال. (20 ردود)
ما هو الفرق بين الطريقة والمنهج في التفسير الموضوعي ؟ (2 ردود)
مشكلة كيفية التعامل مع الأقوال التفسيرية المختلفة في التفاسير المختصرة (1 ردود)
كيف الجمعُ بين قول ابن كثير- رحمه الله - هذا, وبين حديث حذيفة رضي الله عنه .؟؟ (3 ردود)
وأخيراً طبعت منظومة (كشف العمى) في رسم المصحف لمحمد العاقب الجكني الشنقيطي (ت1312هـ) (4 ردود)
علوم القرآن عند الشاطبي من خلال كتابه الموافقات (6 ردود)
هل من معلومات حول مخطوطة كتاب الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة للبقاعي (4 ردود)
فائدة من كتاب (0 ردود)(1/646)
التبصرة لإبن الجوزي / من قصة سيدنا نوح عليه السلام (0 ردود)
قراءة (ملكي يوم الدين )..!! (12 ردود)
كيف نستطيع تصنيف موضوعات الملتقى في عدة ملتقيات مع الحفاظ عليه كما هو؟ (0 ردود)
(ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى) هل يدل على أفضلية التأخر لليوم الثالث عشر؟. (5 ردود)
مسألة في الفاصلة ... أرجو المساعدة (7 ردود)
ملاحظة في تفسير ( وكهلاً ) في تفسيرين مختصرين معاصرين (10 ردود)
هذه الآية تشكل على ما ذكره ابن كثير من تعليل أن (الله) هو الاسم الأعظم..!!! (2 ردود)
ألفاظ القرآن ومعانيه , ليست غريبة عن العرب ؟! (4 ردود)
صدر حديثاً (الدر النثير في اختصار تفسير ابن كثير) للدكتور محمد موسى آل نصر (2 ردود)
كيف يمكن الجمع بين القسم بالليالي العشر، والإخبار بأفضلية العمل بأيام عشر ذي الحجة (2 ردود)
قال الشيخ صالح المغامسي:(وهذه والله من فرائد العلم تكتب بماء العينين لا بماء الحبر ) (8 ردود)
استفسار حول الفاصلة القرآنية ... (1 ردود)
آية مشكلة !! (7 ردود)
الإعجاز العلميّ في قول الله تعالى:(وعلّم آدم الأسماء كلَّها) لـ أ.د.ظافر القرني (0 ردود)
سؤال لأهل التحقيق عن (قاعدة في فضائل القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية .بتحقيق القرعاوي) (1 ردود)
ما رأيكم في هذه الطريقة في دراسة التفسير؟ (0 ردود)
أيهما أكثر تحريراً (2 ردود)
عرض كتاب(معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة)للشيخ أكرم الفالوجي (0 ردود)
استفسار ومشورة (2 ردود)
الانتصار للشيخ عبد الباسط هاشم (2 ردود)
استفسار :هل بحثت آيات الزينة في القرآن أو في سورة النور؟ (10 ردود)
النظم القرآني , وفائدته للمفسرين والبلاغيين . (3 ردود)
قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) (1 ردود)
منهجية الإمام الهبطي (1 ردود)
تعريف بكتاب (الإمام حسن البنا ومنهجه في تفسير القرآن) (6 ردود)(1/647)
نزول الكتب السماوية في دلالة ( أنزل ) و ( نزَّل ) ؟ (1 ردود)
فضل إعراب القرآن الكريم في السنة النبوية للأستاذ الدكتور أحمد الباتلي وفقه الله (1 ردود)
ندوة تقنية المعلومات والعلوم الشرعية والعربية بجامعة الامام (9 ردود)
إشكالية : ترجيح الطبري لقوله : ( أحصنت فر جها ) : جيب درعها (7 ردود)
موقف القرطبي المفسر من نبوة السيدة مريم ؟؟ (6 ردود)
الجمع بين قوله تعالى :(في يوم كان مقداره ألف سنة) و(في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) (5 ردود)
اقترح خطة منهجية لهذا البحث ............. (3 ردود)
متى يُقدم حمل نصوص الوحي على العموم على السياق القرآني؟ (2 ردود)
من يعرف كتاب : الفارق بين المخلوق والخالق في الرد على النصارى (1 ردود)
بمناسبة موسم الحج ، هذه مقاصد سورة الحج (0 ردود)
(اذكرني عند ربك .. ) (1 ردود)
إشكال في مسألة جمع القرآن ..!!! (4 ردود)
أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أقيم في الكويت (4 ردود)
آيات الحج .. تفسير وبيان (10 ردود)
لفتة من ابن الأثير حول تدبر معاني الآيات وفائدة ذلك في الصنعة الأدبية (2 ردود)
إنها مقالة رائعة وكفى.... (8 ردود)
سؤال عن منهجية كتابة بحث (استدراكات مفسرٍ ما على من سبقه من المفسرين ؟ (9 ردود)
سؤال عن تفسير القرطبي مهم.. وضمنه لوم وعتاب!! (5 ردود)
إشكال في توجيه السؤال للموؤدة لا إلى الوائد . (6 ردود)
تفسير سورة العلق للشيخ عطية محمد سالم يرحمه الله (0 ردود)
نقل مهم, وتوثيق عزيز/قول ابن دقيق : وبيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب (4 ردود)
اليوم محاضرة بعنوان (تفسير آيات الحج ) للشيخ ... (1 ردود)
تدريس رسم المصحف بتوسع لطلبة الدراسات العليا وتدريبهم على قراءة مخطوطات المصاحف (23 ردود)
إذا كانت الآية تحمل معنيين لكل منهما دليله من القرآن فكيف يتم الترجيح بينهما؟ (3 ردود)(1/648)
هل من أحد ينقل لي من صحيفة علي بن أبي طلحة ما روي عن ابن عباس في تفسير الرعد ؟ (4 ردود)
رسالة دكتوراة في أسباب النزول (4 ردود)
إلماحات في الاتجاه الرافضي المعاصر في التفسير (0 ردود)
إلى كل أعضاء المنتدى بدون استثناء ....... (2 ردود)
دراسات تحليلة لشهادات معاصري الوحي ... (0 ردود)
الاستفادة من قراءة ابن مسعودلقول مجاهد : لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعود (2 ردود)
إشكال في تفسير ابن كثير!!! فمن يفيدني بحله ؟؟ (0 ردود)
سؤال عاجل : هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر؟ (13 ردود)
تفسير يعقوب بن سفيان (1 ردود)
دعوة لحضور اللقاء العلمي بعنوان (التقنية في خدمة الدراسات القرآنية - 1) (27 ردود)
دعوة للمتخصصين في الدراسات القرآنية للانضمام لرابطة المتخصصين (16 ردود)
قال المفسرون... (0 ردود)
دعوة لحضور مناقشة رسالة ماجستير لعضو الملتقى الأخ الفاضل(أبو بيان) وفقه الله وبارك له (27 ردود)
عهد وميثاق إياك نعبد (2 ردود)
مواعظ المفسرين (6 - 15 / 15) [بقية الحلقات] (11 ردود)
عرض لكتاب (المعجم الفريد لمعاني لآيات القرآن المجيد) . (2 ردود)
إجماعات في التفسير ينقلها غير المفسرين في كتبهم (15 ردود)
تحولات حروف المعاني في القرآن الكريم وأثرها البلاغي (0 ردود)
نظرات في كتاب ( النبوة والأنبياء للصابوني ) من يهديني إياه هنا للضرورة (1 ردود)
مالفرق بين لام السببية ولام الصيرورة ؟ (10 ردود)
سؤال للمدارسة : هل يوجد قراءة تفسيرية؟ (11 ردود)
أريد تفسيراً من تفاسير الإباضية ؟ (10 ردود)
المحكم والمتشابه ؟ هل أفردهما باحث ؟ للأهمية (8 ردود)
هل من مفيد عن هذه الرسالة القيمة ؟ (1 ردود)
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (0 ردود)
كتابان في علوم القرآن ؛ فهل رأيتهما ؟ (6 ردود)
مناقشة رسالة ماجستير لأحد أعضاء الملتقى بجامعة الأزهر (4 ردود)(1/649)
منْ منَ التابعين لم تحمع أقواله في التفسير بعدُ ؟؟ (4 ردود)
ترجيح الطبري أن الكرسي هو العلم ... (15 ردود)
مدارسة علمية تتعلق بروايات الإسرائيليات في كتب التفسير (9 ردود)
الطبري يشير إلى خلاف تفسيري يصلح أن يكون من وقف التعانق (0 ردود)
ما هو تقييمكم لتفسير شيخ الاسلام إشراف د.طب المعلم ؟ (0 ردود)
سؤال عن كتاب المصاحف لابن أبي داود (2 ردود)
ومن عاد (8 ردود)
السفسطة والقرمطة (1 ردود)
الجزء الذي به لا يكون الدين لله (0 ردود)
إعجاز الرسم العثماني (4 ردود)
ما اسم الكتاب الذي قام فيه ابن الهائم بترتيب غريب القران للسجستاني على ترتيب السور ؟ (3 ردود)
الإكليل .. في استنباط التنزيل (1 ردود)
مالمراد بالعدل والإحسان في سورة النحل ؟؟؟؟؟؟؟؟ (1 ردود)
هل يمكن لأعضاء الملتقى المشاركة في كتابة الكتب للشبكة (5 ردود)
سؤال حول قوله تعالى ( والمحصنات من النساء ) (4 ردود)
ساعدونا في تحميل كتب الشيخ غانم قدوري من الإنترنت (4 ردود)
طباعة الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني (0 ردود)
سؤال عن طبقات المفسرين لأحمد بن محمد الأدنه وي (3 ردود)
من هو مقاتل هذا ؟؟ (17 ردود)
صدر حديثاً (( فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم )) (8 ردود)
الإعجاز البياني في تحولات التركيب القرآني (0 ردود)
النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم ـ أشرف عبد المقصود (0 ردود)
مناهج المفسرين التي في غير مظنتها (6 ردود)
دراسة ما ذهب إليه ابن القيم وابن كثير في معنى قول الله :(فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) (2 ردود)
ما هي الطبعات الجيدة لهذه الكتب؟ (5 ردود)
هل يثبت السعدي نسبة صفة الوجع لله عز و جل؟ (9 ردود)
المؤتمر العالمي الثامن للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالكويت (7 ردود)
ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول (3 ردود)
سورة الجمعة (0 ردود)
ما تقويمكم لمختصر تفسير البغوي للزيد (2 ردود)(1/650)
الشيخ الأمين الشنقيطي - رحمه الله - يقرر حكمة زيادة الرجل على المرأة في الميراث.. (1 ردود)
من يقول أنا لها ؟ (13 ردود)
ملامح منهج الشيخ ابن عثيمين في استنباط فوائد الآيات (8 ردود)
تفسير القرآن الكريم للشيخ بن باديس ..طبعة جزائرية جديدة (5 ردود)
سؤال عن قاعدة الرسائل (2 ردود)
هل طبع تفسير الرماني؟ (15 ردود)
آجال الأمم وأعمارها من خلال آيات القرآن الكريم (0 ردود)
القواعد الأصولية اللغوية عند الإمام الشنقيطي (2 ردود)
جمع طائفة من أقوال المفسرين التي ذكروها عند تفسيرهم قول الله تعالى(فَاصْبِرْ عَلَى (0 ردود)
سؤال عن تفسير مقاتل المطبوع (7 ردود)
هل عمدة الحفاظ للحلبي في الشبكة (2 ردود)
الجمعية العلمية للقرآن وعلومه تعقد لقائها الشهري الأول اليوم الثلاثاء 23/10/1427هـ (2 ردود)
عن تقسيم سور القرآن (0 ردود)
عن لفظ الجاهلين (3 ردود)
هل توافقون على هذا الاستنباط .؟ (6 ردود)
الأسانيد المعتمدة في تفسير ابن عباس (2 ردود)
صدور ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الدانماركية (1 ردود)
تمديد تاريخ استلام بحوث الملتقى القرآني (العسكرية في القرآن الكريم) حتى 30/1/1428 (7 ردود)
محمد بن جرير الطبري ((السني أم الرافضي: سؤال وشك)) (4 ردود)
الفلسفة والفلاسفة 3/3 (1 ردود)
المفسرون مدارسهم ومناهجهم للدكتور فضل ؟ سجل رأيك (0 ردود)
ممكن تدلوني على رابط يفتح لي قاعدة الرسائل الجامعية (0 ردود)
أسماء أودية جهنم في القرآن الكريم. ((سؤال)) (2 ردود)
الفعل ائتيا (1 ردود)
دروس في التفسير (صوتية) لفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله (1 ردود)
طلب مساعدة عاجلة (2 ردود)
سؤال عن التفسير المنير (8 ردود)
ماينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه به. (0 ردود)
الفلسفة والفلاسفة 2/3 (2 ردود)
صدر حديثاً (1 ردود)
هل هناك كتاب طبع باسم تفسير مجاهد (1 ردود)
سؤال عن التأمين في آخر سورة البقرة (2 ردود)(1/651)
دعوة لحضور مناقشات رسالتين علميتين بقسم القرآن وعلومه (2 ردود)
دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه للزميل عبدالله الميموني أحد أعضاء الملتقى (12 ردود)
هل كان الزمخشري يعني بقوله هنا " مراعاة النظير " ؟ (1 ردود)
هل في القرآن لفظ غريب ؟ تفضل بالدخول (2 ردود)
ما أصبو إليه (0 ردود)
سؤال عن حال وطبعات هذه الكتب (4 ردود)
المسائل العقدية من كتاب ( نكت القرآن ) (1) (2 ردود)
الاستغناء في علوم القرآن للأدفوي(رحمه الله) (3 ردود)
مصحف الوورد بالرسم العثماني مع الحديث (8 ردود)
(ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) ما هي المدينة؟ (2 ردود)
(1/652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الآية رقم 73 من سورة المائدة ؟
---
سؤال حول الآية رقم 73 من سورة المائدة ؟
---
البنهاوي
03-06-2006, 08:19 PM
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة المائدة، الآية (73):{لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. و ما من إله إلا إله واحد ، و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسنَّ الذين كفروا منهم عذاب أليم."
السؤال: لماذا قال الله تعالى :{ليمسنَّ الذين كفروا منهم}؟ مع أَنَّ {هم} تعود هنا على من وصفهم تعالى بالكفر بدءاً :{لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}.
يعني لماذا لم تأت الآية مثلا هكذا : ليمسنهم عذاب أليم .. ؟
---
مجدي ابو عيشة
03-06-2006, 09:56 PM
قال ابو جعفر الطبري:
"فإن قال قائل: وإن كان الأمر على ما وصفت، فعلى مَنْ عادت"الهاء والميم" اللتان في قوله:"منهم"؟
قيل: على بني إسرائيل.تأويل الكلام، إذْ كان الأمر على ما وصفنا: وإن لم ينته هؤلاء الإسرائيليون عما يقولون في الله من عظيم القول، ليمسنَّ الذين يقولون منهم:"إن المسيح هو الله"، والذين يقولون:"إن الله ثالث ثلاثة"، وكل كافر سلك سبيلهم عذابٌ أليم، بكفرهم بالله"10\482 تفسير ابن جرير(الشاملة 2)
قال ابن عاشور :"والمراد ب { الّذين كفروا } عينُ المراد ب { الّذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة } فعُدل عن التّعبير عنهم بضميرهم إلى الصّلة المقرّرة لمعنى كفرهم المذكور آنفاً بقوله : { لقد كفر الّذين قالوا } إلخ ، لقصد تكرير تسجيل كفرهم وليكون اسم الموصول مومئاً إلى سبب الحكم المخبر به عنه . وعلى هذا يكون قوله { مِنْهم } بياناً للّذين كفروا قصد منه الاحتراس عن أن يتوهّم السامع أنّ هذا وعيد لكفّار آخرين ."4\206 التحرير والنوير (الشاملة 2)
---
عبدالرحيم
03-06-2006, 10:00 PM
- قال ابن عاشور في تفسيره:(1/653)
" المراد بـ " الذين كفروا " عينُ المراد بـ " الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة " فعُدل عن التّعبير عنهم بضميرهم إلى الصّلة المقرّرة لمعنى كفرهم المذكور آنفاً بقوله : " لقد كفر الّذين قالوا " الخ ؛ لقصد تكرير تسجيل كفرهم وليكون اسم الموصول مومئاً إلى سبب الحكم المخبر به عنه . وعلى هذا يكون قوله " مِنْهم " بياناً للذين كفروا قصد منه الاحتراس عن أن يتوهّم السامع أنّ هذا وعيد لكفّار آخرين .
- مؤيداً ما قاله الزمخشري:
" فإن قلت : فهلا قيل : ليمسنهم عَذَابٌ أَلِيمٌ . قلت : في إقامة الظاهر مقام المضمر فائدة وهي تكرير الشهادة عليهم بالكفر ".
- ويرى البقاعي أن:
" " الذين كفروا ": أي داموا على الكفر ، وبشر سبحانه بأنه يتوب على بعضهم بقوله : " منهم عذاب أليم " ".
- وفصَّل أبو الليث السمرقندي ما أشار إليه البقاعي فقال:
" ثم أوعدهم الوعيد إن لم يتوبوا فقال : " وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ " يعني : إن لم يتوبوا ، ولم يرجعوا عن مقالتهم ، " لَيَمَسَّنَّ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ " فهذا لام القسم ، فكأنه أقسم بأنه ليصيبهم " عَذَابٌ أَلِيمٌ " يعني : إن أقاموا على كفرهم .
ثم دعاهم إلى التوبة فقال : " أَفَلاَ يَتُوبُونَ إلى الله " من النصرانية ، " وَيَسْتَغْفِرُونَهُ " عن مقالتهم الشرك ، فإن فعلوا فإنَّ " والله غَفُورٌ " للذنوب " رَّحِيمٌ " بقبول التوبة ، ويقال : قوله : " أَفَلاَ يَتُوبُونَ إلى الله وَيَسْتَغْفِرُونَهُ " لفظه لفظ الاستفهام والمراد به الأمر فكأنه قال : توبوا إلى الله ، وكذلك كل ما يشبه هذا في القرآن ، مثل قوله : " أتصبرون " يعني : اصبروا ".
وجمع أبو السعود بين الرأيين خير جمع فقال:
" وإنما وُضع موضعَ ضميرِهم الموصولُ لتكرير الشهادة عليهم بالكفر ( فمن ) ، في قوله تعالى : " مِنْهُمْ " بيانية ، أي ليمسن الذين بقُوا منهم على ما كانوا عليه من الكفر فمن تبعيضية.(1/654)
وإنما جيء بالفعل المنبىء عن الحدوث؛ تنبيهاً على أن الاستمرار عليه بعد ورود ما ينحى عليه بالقلع عن نص عيسى عليه السلام وغيره كفرٌ جديد وغلوٌّ زائد على ما كانوا عليه من أصل الكفر " عَذَابٌ أَلِيمٌ " أي نوع شديد الألم من العذاب ".
فالرأيان رأي واحد إن تأملت..
رحم الله علماءنا الكرام، وجمعنا بهم في دار الخلد !
---
مجدي ابو عيشة
03-06-2006, 10:10 PM
أخي عبد الرحيم تفسير الكشاف هو من القول الاول(اقص مثل كلام ابن جرير) لانه قال :" و ( من ) في قوله : { لَيَمَسَّنَّ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ } للبيان كالتي في قوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان } [ الحج : 30 ] فإن قلت : فهلا قيل : ليمسنهم عَذَابٌ أَلِيمٌ . قلت : في إقامة الظاهر مقام المضمر فائدة وهي تكرير الشهادة عليهم بالكفر في قوله : { لَّقَدْ كَفَرَ الذين قَالُواْ } وفي البيان فائدة أخرى وهي الإعلام في تفسير ( الذين كفروا منهم ) أنهم بمكان من الكفر . والمعنى : ليمسنّ الذين كفروا من النصارى خاصة { عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي نوع شديد الألم من العذاب كما تقول : أعطني عشرين من الثياب ، تريد من الثياب خاصة لا من غيرها من الأجناس التي يجوز أن يتناولها عشرون . ويجوز أن تكون للتبعيض ، على معنى : ليمسنّ الذين بقوا على الكفر منهم ، لأنّ كثيراً منهم تابوا من النصرانية"الكشاف 2\52 (الشاملة2)
وبالنسبة لتأكيد الكفر فهو متفق عليه بينهما كما أخبرت في مداخلتك .
---
البنهاوي
03-06-2006, 11:47 PM
جزاك الله خيرا و نفع بكم جميعا .
و عندي بعض أسئلة في نفس الموضوع للتوضيح و اطمئنان القلب...
1- ممكن مثال عن التكرار للتأكيد في مواضع أخرى في القرآن... فهو شيئ جديد علي... و هل هو مثل قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا..."(1/655)
2- هل يفهم أن قول "الذين كفروا" هو لمن كفر بعدم الانتهاء عن القول بالثالوث بعد أن أقيمت عليه الحجة، و هو زيادة على الكفر بادعاء الثالوث؟
3- ما حكم النصارى الذين كانوا قبل النبي صلى الله عليه و سلم، لكن ادعوا ما ادعوا على الله و المسيح، و هل يكون فرق بين الجاهل منهم و العالم؟
---
عبد القادر يثرب
03-07-2006, 12:43 AM
ليس المراد بقوله تعالى:( الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ ) عينُ المراد بقوله تعالى:( الَّذينَ قَالُواْ إنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ )، ولم يكن في الآية الكريمة عدول عن التّعبير عنهم بضميرهم إلى الصّلة؛ لأن( الّذينَ قَالُواْ إنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) قد تاب كثير منهم، ورجع عن اعتقاده بأن الله سبحانه ثالث ثلاثة، وبقي منهم من ثبت على هذا الاعتقاد، وأقام على هذا الدين، يردد تلك المقالة الفاسدة. وهؤلاء الذين ثبتوا على هذا الاعتقاد، وأقاموا عليه هم الذين عناهم الله تعالى بقوله:( الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ )، وهؤلاء بعض من كل، ومن في قوله:( مِنْهُمْ ) للتبعيض، لا للبيان.. والله تعالى أعلم.
---
عبدالرحيم
03-07-2006, 02:12 PM
النصارى فِرَق وطوائف، وسبق أن بيَّنتُ أن القرآن الكريم حين ردَّ على النصارى ردَّ عليهم بطوائفهم كافة، جمعَ فيه بين الإيجاز (البلاغة) والشمول (استغراقهم جميعاً).
ولو ترك نصراني القول بـ " التثليث " ودخل فيما يسمى طائفة النصارى الموحدين، فهو ما زال " من الذين كفروا "؛ لأنه لم يؤمن بما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكذا النصراني الذي ترك التثليث إلى العلمانية القريبة من الإلحاد، فقد ترك كفراً إلى كفرٍ آخر.
وسبقتهم فرق النصارى التي كانت أقرب إلى التوحيد وأبعد عن التثليث ـ وهي تنقسم إلى فرق أيضاً ـ كالأريسيين والنسطوريين.. الخ ولكنهم كلهم داخلون في " الذين كفروا منهم ".. خالدون مخلدون في النار.(1/656)
إذاً: ليس شرط الإيمان ترك التثليث فقط.. بل اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى في سورة الأعراف: " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(158) ".
ومن هنا يتبين كيف أن معنى " مِن " في الآية الكريمة يدور بين البيان والتبعيض، في نظم قرآني بديع، شمل النصارى بشتى فرقهم.. فلا يشاغِبُ مشاغِبٌ منهم بأن الآية الكريمة لم تتناوله!
---
محمد إسماعيل
03-07-2006, 03:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حكى الفخر الرازي عن الزجاج قوله في تفسير الآية( وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )، قال: معناه: ليمسن الذين أقاموا على هذا الدين؛ لأن كثيرًا منهم تابوا عن النصرانية ).
وقال أبو حيان في البحر المحيط:( ومن في مِنْهُمْ للتبعيض، أي كائناً منهم، والربط حاصل بالضمير، فكأنه قيل: كافرهم وليسوا كلهم بقوا على الكفر، بل قد تاب كثير منهم من النصرانية.. ومن أثبت أنّ ( مِن ) تكون لبيان الجنس، أجاز ذلك هنا ).
فما رأيك يا شيخ عبد الرحيم ؟؟؟(1/657)
---
عبدالرحيم
03-07-2006, 03:49 PM
هنيئاً لنا بعودتكم أخي الحبيب
السادة العلماء على العين والرأس، وكيف لأمثالي أن يُعقِّبَ على قولهم !!
وجزاك الله خيراً
---
(1/658)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > العلامات الشائعة لوجود فيروس في الجهاز
---
العلامات الشائعة لوجود فيروس في الجهاز
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 03:49 AM
لابد أن تعرف أن هذه العلامات لا تعني بالضرورة وجود فيروس، فقد يكون بعضها بسبب مشكلة في قطع الجهاز مثلاً ، أو البرامج لا علاقة لها بالفيروسات.
العلامات : * بطء الجهاز الشديد، بما لا يتناسب مع عدد البرامج التي تعمل في نفس الوقت.
* امتلاء الهارد بما لا يتناسب مع عدد و حجم الملفات الموجودة عليه.
* ظهور مربّعات حوار غريبة اثناء العمل على الجهاز.
* اضاءة لمبة الهارد أو الفلوبي بالكيس، دون أن تقوم بعملية فتح أو حفظ ملف.
ومن المحتمل أن يصبح الكمبيوتر بطيئاً أو يتعطل ويقوم بإعادة التشغيل restart . أحياناً يهاجم الفيروس الملفات التي تحتاج إليها لبدء تشغيل الكمبيوتر - ملفات ال boot - في هذه الحالة، قد تضغط زر ال power التشغيل للكمبيوتر لتجد نفسك تنظر في شاشة فارغة.
---
(1/659)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علام يعود لفظ ذلك في الآية القرآنية { ومن يفعل ذلك يلق أثاماً }
---
علام يعود لفظ ذلك في الآية القرآنية { ومن يفعل ذلك يلق أثاماً }
---
مصطفى علي
02-19-2006, 03:29 PM
علام يعود لفظ ذلك في الآية القرآنية { ومن يفعل ذلك يلق أثاماً }
---
مرهف
02-19-2006, 04:57 PM
يغود على جميع الأوصاف التي ذكرت في الآيات قبلها من قتل النفس بغير الحق والشرك والزنا ، أي ومن يفعل هذه الكبائر يلق أثاماً والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2006, 08:57 PM
تتيميم لجواب أخي الكريم الأستاذ مرهف .
الضمير في قوله تعالى :{ذلك} يعود على الأفعال التي تقدم ذكرها والنهي عنها ، وهي الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ، والزنا.
قال الطبري :(قول تعالى ذكره: والذين لا يعبدون مع الله إلها آخر، فيشركون في عبادتهم إياه، ولكنهم يخلصون له العبادة ويفردونه بالطاعة( وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ) قتلها( إِلا بِالْحَقِّ ) إما بكفر بالله بعد إسلامها، أو زنا بعد إحصانها، أو قتل نفس، فتقتل بها( وَلا يَزْنُونَ ) فيأتون ما حرم الله عليهم إتيانه من الفروج( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ) يقول: ومن يأت هذه الأفعال، فدعا مع الله إلها آخر، وقتل النفس التي حرّم الله بغير الحق، وزنى( يَلْقَ أَثَامًا ) يقول: يلق من عقاب الله عقوبة ونكالا).(1/660)
وقال ابن عاشور :(والإشارة بـ{ ذلك } إلى ما ذكر من الكبائر على تأويله بالمذكور ، كما تقدم في نظيره آنفاً . والمتبادر من الإشارة أنها إلى المجموع ، أي من يفعل مجموع الثلاث . ويُعلم أن جزاء من يفعل بعضها ويترك بعضاً عدا الإشراك دون جزاء من يفعل جميعها ، وأنَّ البعض أيضاً مراتب ، وليس المراد من يفعل كل واحدة مما ذكر يلقَ آثاماً لأن لُقِيَّ الآثام بُيّن هنا بمضاعفة العذاب والخلودِ فيه).
---
طالب العلم1
02-23-2006, 08:01 PM
الجواب قاعدة أصولية هي : التقييد بعد الجمل الإخبارية المتعاقبة هل يعود إلى آخر مذكور أم يشمل الكل؟
وجمهور الأصوليين من الحنابلة والشافعية على عوده إلى الكل إلا إذا دل دليل أوقرينة على عوده إلى آخر مذكور
والكبائر المتعافبة من شرك بالله و قتل النفس وغيرها مما سبق الزنا كلها مستوجبة للإثم ومضاعفة العذاب , فكان ذلك دليلا على عود القيد للكل ....والله أعلم
---
مصطفى علي
09-13-2006, 11:47 AM
فيه عموميات في اللغة ( وبعضها يختلف فيه ) وفيه مأثور وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فالكثير يقول بالعموميات التي يتصورها ولا يكون نظر في المأثور .
وهذا بعض المأثور :
في البخاري ( 14/419) (ترقيم الموسوعة )
بَاب قَوْلِهِ
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا }
الْعُقُوبَةَ
4389 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ح قَالَ وَحَدَّثَنِي وَاصِلٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ(1/661)
سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ عِنْدَ اللَّهِ أَكْبَرُ قَالَ أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ قَالَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ }
---
(1/662)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > احذرشياطين المنتديات
---
احذرشياطين المنتديات
---
أبو عبد المعز
05-27-2006, 03:23 PM
منتديات الحوار لها شياطينها....
وأعني بشياطينها من يسجل نفسه بأسماء مختلفة .....ويدخل بها كلها في حوار موضوع واحد....
ومن علامات الشياطين أنك تجد أحدهم يكيل لنفسه -باسم آخر-المديح على كلام فاه به هو نفسه- باسم آخر- ولو تدبرت كلامه الممدوح ما وجدته شيئا.....
ومن علامات الشياطين أن تجد أحدهم -وأنت تحاوره -قد أغلظ لك الكلام وربما شتمك ...فتعرض عنه الإعراض الشرعي وتلفت إلى غيره فلا يكون غيره إلا.....
أو يحشر نفسه في الحوار -باسم آخر- فجأة مظهرا نفسه في صورة ناصح حاكم بالعدل.....وقد ترتاح إليه فلا تعلم يا مسكين إن القاضي هو الخصم نفسه......
منتديات الحوار لها شياطينها...
وحق لها أن تسمى شياطين......لأنها تشبهت بها في أمرين-ومن تشبه بقوم كان منهم-
-الأمر الأول أنه يأتيك عن اليمين فإذا استعذت منه أو ألقمته حجرا جاءك من اليسار في صورة أخرى.......ثم اعترضك من أمامك لتجده بعد ذلك خلفك...
اقرأ إن شئت قوله تعالى عن إخوانهم:
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } (17) سورة الأعراف
-الأمر الثاني: تحاور شيطان الأنترنت وأنت لا تعرف أن محاورك هو نفسه من تشكو إليه نفسه.....فيعرفك ولا تعرفه.......اقرا إن شئت قوله تعالى عن إخوانهم:
{إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف
نعوذ بالله السميع العليم من كل شيطان رجيم.
---
أبو ياسر
05-27-2006, 04:20 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
يا أخي هل هذه الأصناف عندنا في المنتدى ..(1/663)
قال أبو حاتم ـ ابن حبان ـ : والواجب على العاقل أن يجتنب ثلاثة أشياء ، فإنها أسرع في إفساد العقل من النار في يبيس العوسج :
1ـ الاستغراق في الضحك .
2ـ كثرة التمني .
3ـ سوء التثبت .
انتهى
فعلى الجميع التثبت من النقل والرجوع للمصدر وعدم الاستعجال في الحكم على الشخص .
---
(1/664)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- الصلاة في النعلين
---
برنامج إحياء السنة النبوية- الصلاة في النعلين
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
01-19-2007, 09:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع(42) بتاريخ 1/1/1428- الصلاة في النعلين إذا تحققت طهارتهما:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه : أكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في نعليه؟ قال: (( نعم )) [ رواه البخاري: 386 ] .
برنامج إحياء السنة النبوية
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/665)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجّاج على ملفات ورد
---
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجّاج على ملفات ورد
---
مسك
11-28-2004, 01:07 PM
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجاج ، الذي حققه الأستاذ إبراهيم الأبياري رحمه الله قد كتب حوله كثير من الكتابات خلاصتها :
- العنوان الصحيح للكتاب هو (الجواهر) . ولكن سقطت الورقة الأولى من المخطوط الوحيد مع جزء من المقدمة التي توضح المؤلف وعنوان الكتاب فجاء أحد المتبرعين وكتب (إعراب القرآن للزجاج) بغير علم ! فلما جاء المحقق أخرجه هكذا ولكنه نفى نفياً أن يكون مؤلفه هو الزجاج ، وربما يكون مكي بن أبي طالب .
- الذي حقق اسم الكتاب ، وخطأ نسبته للزجاج هو العلامة أحمد راتب النفاخ في مقالين نفيسين نشرهما في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1973 في المجلد 48 الجزء 4 .
- مؤلف الكتاب الصحيح هو جامع العلوم النحوي أبو الحسن علي بن الحسين الباقولي رحمه الله المتوفى سنة 543هـ.
- تحدث الدكتور عبدالقادر السعدي في الجزء الأول صفحة 27-48 من تحقيقه لكتاب (كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات) للباقولي الذي نشرته دار عمار بالأردن بما لا مزيد عليه من الأدلة على خطأ نسبة الكتاب إلى الزجاج ونسبته للباقولي مشيراً إلى صنيع النفاخ رحمه الله ومثنياً عليه.
- جمع كل ذلك الدكتور محمد الدالي وجعله مقدمة لتحقيق كتاب (الجواهر) للباقولي ووعد بإصداره . تجد ذلك في تقديمه لتحقيق كتاب كشف المشكلات للباقولي أيضاً الذي حققه هو وطبعه في مجمع دمشق اللغوي صفحة 40 - 41 من المقدمة .
إذاَ الكتاب عنوانه (الجواهر) وهو للباقولي وليس للزجاج .
منقول عن الشيخ عبدالرحمن الشهري(1/666)
أضغط هنا لتحميل الكتاب أضغط هنا لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31548)
---
(1/667)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيف نوفق بين هاتين الآيتين؟؟؟
---
كيف نوفق بين هاتين الآيتين؟؟؟
---
المعظم لربه
03-24-2006, 10:01 PM
آية {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم..},
وآية {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
روضة
03-24-2006, 11:03 PM
(وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَأ َهْوَآءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) [البقرة:120].
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُو?اْ إِنَّا نَصَارَى ذالِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) [المائدة:82].
التوفيق بين الآيتين الكريمتين أن يقال: إن اليهود والنصارى على السواء من حيث عدم الرضا بعقيدة المسلمين، وعدم رضا النصارى لا يتعارض مع كونهم أقرب مودة من اليهود والمشركين للمسلمين، فقد جاء التعبير القرآني بصيغة أفعل التفضيل (أقربهم)، فلا يعني أنهم يكنون المودة للمسلمين، ولكنهم أفضل من غيرهم، فاليهود والمشركون على أشد درجات العداوة للمسلمين، ـ كما هو ثابت في التاريخ ـ ، لذلك جاء "التعبير بقوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى} دون النصارى إشعاراً بقرب مودتهم حيث يدعون أنهم أنصار الله تعالى وأودّاء أهل الحق وإن لم يظهروا اعتقاد حقية الإسلام" [روح المعاني].(1/668)
وقال أبو حيان: "{ ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى } أي هم ألين عريكةً وأقرب ودًّا.ولم يصفهم بالودّ إنما جعلهم أقرب من اليهود والمشركين، وهي أمّة لهم الوفاء والخلال الأربع التي ذكرها عمرو بن العاص في صحيح مسلم، ويعظمون من أهل الإسلام من استشعروا منه ديناً وإيماناً، ويبغضون أهل الفسق، فإذا سالموا فسلمهم صافٍ، وإذا حاربوا فحربهم مدافعة، لأن شرعهم لا يأمرهم بذلك، وحين غلب الروم فارس سُرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لغلبة أهل الكتاب لأهل عبادة النار، ولإهلاك العدوّ الأكبر بالعدوّ الأصغر إذ كان مخوفاً على أهل الإسلام، واليهود ليسوا على شيء من أخلاق النصارى، بل شأنهم الخبث والليّ بالألسنة، وفي خلال إحسانك إلى اليهودي يترقب ما يغتالك به ألا ترى إلى ما حكى تعالى عنهم
{ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأمّيين سبيل}، وفي قوله تعالى: {الذين قالوا إنا نصارى} إشارة إلى أنهم ليسوا متمسكين بحقيقة النصرانية، بل ذلك قول منهم وزعم . . . وظاهر الآية يدلّ على أنّ النصارى أصلح حالاً من اليهود وأقرب إلى المؤمنين مودة" أ.هـ.
---
عبدالرحيم
03-25-2006, 01:14 PM
من الممكن التوسع هنا
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3898
---
جمال حسني الشرباتي
03-25-2006, 08:28 PM
الأخ الأستاذ الدكتور أبو بكر المحترم
يعجبني فيك احترامك الكامل لأقوال من سبقنا من الأفذاذ إذ لا يبلغ علمنا عشر معشار علمهم
وأحبّ ان أستميحك عذرا لكوني ارتأيت من قال بأنّ النصارى في الآية ليسوا نصارى آمنوا بالإسلام
فلو كانوا نصارى آمنوا لنقلهم السيّاق من مربع النصارى إلى مربع المؤمنين--إلّا أنّه فرّق بينهما فقال (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُو?اْ إِنَّا نَصَارَى ذالِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)(1/669)
أرأيت أخي هما فريقان---فريق كافر وهم النصارى أقرب مودة لفريق المؤمنين من غيرهم من الفرقاء
على هذا فقد رأيت إبن عاشور يصرّ إصرارا على أنّ الآية تتناول النصارى المعروفين عند العرب في زمن الرسالة
قال(والمراد بالنصارى هنا الباقون على دين النصرانية لا محالة، لقوله: { أقربهم مودّة للذين آمنوا }. فأمّا من آمن من النصارى فقد صار من المسلمين)
وقال (وظاهر قوله { الّذين قالوا إنّا نصارى } أنّ هذا الخُلُق وصف للنصارى كلّهم من حيث إنّهم نصارى فيتعيّن أن يحمل الموصول على العموم العُرفي، وهم نصارى العرب، فإنّ اتّباعهم النصرانية على ضعفهم فيها ضَمّ إلى مكارم أخلاقهم العربية مكارمَ أخلاق دينية، كما كان عليه زهير ولبيد ووَرقة بنُ نوفل وأضرابهم.)
---
کوثر
03-29-2006, 06:53 PM
الأستاذ جمال حسني الشرباتي
قولك رائع جدا
و برأيي أن هذا يرجع إلي قوانين شرعهم
فاليهود يزعمون أنفسهم أبناء الله و لكن ليس لهم أي التزام شرعي
ولكن النصاري و هم حتي الآن فلهم من الأعمال ما يرقق القلب
و يجعلها تهوي الحق و تعشقها كما فطرت عليها
و بظني أن الآية تشير إلي هذا كما قلت
و شكرا جزيلا
---
(1/670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب بشأن منظومة التفسير للزمزمي
---
طلب بشأن منظومة التفسير للزمزمي
---
أبو حمدي
09-13-2004, 10:56 PM
منظومة التفسير للزمزمي ...
هل من أحد يمكن أن يعطينا نبذة عنها : أصلها ، أهميتها ، أماكن مخطوطاتها ، مطبوعاتها ، توفرها ، وأين ؟
ولو أمكن أن يدل عليها في الشبكة العنكبوتية ...
وجزاكم الله خيرا ..
---
(1/671)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير القران بالقران للصنعاني
---
تفسير القران بالقران للصنعاني
---
المشارك7
04-21-2003, 08:14 PM
مر علي ان للصنعاني تفسيرالقران بالقران وانه قد حقق فمن يعرف عن هذا التفسير شيئا من جهة الدار التي طبعته وهل يوجد الان في الاسواق واين اجده .وماهي طريقته في هذا التفسير.
وجزاكم الله خيرا.
---
أحمد البريدي
04-21-2003, 10:36 PM
الكتاب اسمه : مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر والقرآن مخطوط في الجامع الكبير بصنعاء حقق جزء منه في الجامعة الاسلامية بالمدينة وحسب معلوماتي انه لم يطبع حتى الان .
---
الكشاف
03-04-2006, 04:51 PM
الكتاب طبع ، وقد اشار له الأخ أبو المعتز القرشي في الملتقى . انظر :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4306
---
(1/672)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > دار الفتح تصدر الترجمة الكاملة للإمام الشاطبي بقلم القسطلاني
---
دار الفتح تصدر الترجمة الكاملة للإمام الشاطبي بقلم القسطلاني
---
السلامي
08-31-2006, 12:41 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80719
---
مساعد الطيار
08-31-2006, 04:40 PM
أخي السلامي :
حبذا لو نقلت المعلومة كاملة مع ذكر المصدر ، وجزاك الله خيرًا .
.......
ملتقى اهل الحديث : محمد أحمد يعقوب
بدأت ببسم الله في النظم أولا * * * تبارك رحماناً رحيماً وموئلا
نغَمٌ لا تزال تترنم به أحبة القرآن، ويلهج به وبمآثر صاحبه ـ الإمام الشاطبي ـ لسان الزمان، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هكذا سنة الله في الصالحين من عباده: يرفع ذكرهم، وينفع الناس بهديهم.
وقد جمع الإمام المحدِّث المقرئ المتفنن شهاب الدين القسطلاني ترجمةً حافلةً للإمام الشاطبي، بقيت في عالم المخطوطات حتى أصدر الأستاذ محمد حسن موسى عقيل لها مختصراً بقي هو المرجع حتى منَّ الله بصدور الأصل تاماً محققاً، واسمه:
الفتح المواهبي في ترجمة الإمام الشاطبي
محققاً على ثلاث نسخ خطية.
بعناية: المقرئ الشيخ إبراهيم بن محمد الجِرْمي، من الأردن.
بتقديم: الشيخ كريّم راجح شيخ قرّاء الشام [وفي مقدمته طرائف ولطائف!]، والمقرئ الزاهد (الخطّاط) الشيخ شكري لُحَفي، أحد من آثر خمول الذكر قصداً إلى مولاه، متعهما الله بالعافية.
وجاء الكتاب في مجيليد أنيق لطيف في 150 ص، من القطع العادي.
الكتاب متوفر في جناح دار الفتح للدراسات والنشر بمعرض جدة للكتاب الشهر القادم بإذن الله تعالى.
__________________
محمد أحمد يعقوب
من دار الفتح للدراسات والنشر بعمّان الأردن
أعرِّف بما تنشره الدار من أبحاث ومؤلفات
وأشارك هنا فيما يتعلق بالمطبوعات العربية من تآليف أو تحقيقات(1/673)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80719
---
الجكني
09-26-2006, 03:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تلقيت بكل فرح وسرور كتاب "الفتح المواهبي في ترجمة الإمام الشاطبي " بتحقيق الأستاذ :إبراهيم بن محمد الجرمي 0
وهو كتاب لطيف وجمع معلومات عن إمامنا رحمه الله قد لا توجد في غيره ،خاصة وأنه بقلم عالم كبير من علماء الإسلام وهو الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى ،ووفق محققه لكل خير 0
وكعادة أخذتها عن بعض مشايخي لا أقرأ كتاباً إلا وبصحبتي قلم (أحمر ) أدون في حاشية الكتاب أو على دفتيه من الداخل بعض الفوائد والملحوظات التي أستفيد منها في مسيرتي العلمية 0
وقد قرأت هذا الكتاب ودونت هذه الملحوظات التي أرى أنها قد تفيد من يقرأ الكتاب :
1- فات المحقق الفاضل ص22وهو يعدد مؤلفات الشيخ القسطلاني أن يذكر كتابه :"الفتح الداني من كنز حرز الأماني " مع أن المؤلف نفسه ذكره ص96فقرة (20) حيث قال عند تعداده لشروح الشاطبية ما نصه :"وقد كتبت عليها توضيحاً مسايراً لها مبيناً لبعض ما فيها من المعاني والمباني كافلاً من أعاريب قراءاتها بغرر وجوه التهاني سميته ب:"الفتح الداني من كنز حرز الأماني" نفع الله به كما نفع بأصله 0انتهى
ومن نعم الله تعالى أن وصل إلينا هذا الكتاب في نسخة (فريدة) حسب علمي القاصر ،عندي منها "مصورة " وهي من الجامع الكبير بصنعاء في اليمن 0
2-ذكر المؤلف رحمه الله في ص41 س11نقلاً عن السخاوي :"التي (نظمها ) كتاب التيسير 0" والصواب- والله أعلم – كما في "فتح الوصيد "(تضمنها) بدل (نظمها ) 0
3- في نفس الصفحة س 16 قال المؤلف "(ولا ينفذه) إلى غيره "والصواب –والله أعلم – كما في نفس المصدر(يتعده) 0(1/674)
4- ذكر المحقق الفاضل ص67 حاشية (1) ترجمة شيخ مشايخ المؤلف الزين بن عياش وأنه توفي سنة(772) والمصدر هو الضوء اللامع ،وهذا فيه نظر إذ لا يمكن أن يكون توفي في السنة المذكورة ويكون له ترجمة في المصدر المذكور ،فالمعلومة تحتاج – عندي – لإعادة النظر ،وليس بقربى المصدر أو ترجمة الشيخ المذكور حتى أوثق ذلك ،لكن في ذاكرتي أن ابن عياش تلميذ لابن الجزري ،والله أعلم 0
هذا ما سجلته ‘فإن كان صواباً فالحمد لله ،وإن كانت الأخرى فأقول كما قال إمامنا رحمه الله :
وإن كان خرق فادركه بفضلة 000من الحلم وليصلحه من جاد مقولا
وأختم بتقديم الشكر والعرفان لمحقق الكتاب الشيخ إبراهيم بن محمد الجرمي على هذا العمل الذي نرجو من الله تعالى أن ينفعه به في الدنيا والآخرة 0
---
(1/675)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تَحِيَّتُهُم يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ
---
تَحِيَّتُهُم يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ
---
أبو إسحاق
06-20-2006, 06:54 PM
السلام عليكم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز:" تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا "(44)/الاحزاب.
في هذه الآية بيّن الله سبحانه وتعالى لنا اننا لا بد ان نلقاه وسوف يسلم علينا بتحية الاسلام,وفي هذا قال المفسرون:
النسفي:"قال أبو بكر: ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه فنزلت { تَحِيَّتُهُمْ } من إضافة المصدر إلى المفعول أي تحية الله لهم { يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ } يرونه { سَلَامٌ } يقول الله تبارك وتعالى السلام عليكم { وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً } يعني الجنة.
وقال إبن عادل:" المعنى تحيةُ المؤمنين يَوْمَ يلقونه أي يرون الله سلام أي يسلم اللَّهُ عليهم ويسلمهم من جميع الآفات".
وقال القشيري في "لطائف الاشارات": التحيةُ إذا قُرِنَتْ بالرؤية، واللقاءُ إذا قُرِنَ بالتحية فلا يكون ذلك إلا بمعنى رؤية البَصَر.
والسلام خطاب يفاتح به الملوك إِخباراً عن عُلُوِّ شأنهم ورتبتهم، فإلقاؤه حاصِلٌ وخطابُه مسموعٌ، ولا يكون ذلك إلا برؤية البصر.(1/676)
وقال إبن عجيبة:" (تحيتُهم ) أي: تحية الله لهم، فهو من إضافة المصدر إلى مفعوله، { يوم يَلْقونه } عند الموت. قال ابن مسعود: إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن، قال: ربك يُقرئك السلام. أو: يوم الخروج من القبور، تُسلِّم عليهم الملائكة وتُبشرهم. أو: يوم يرونه في الجنة، { سلامٌ } يقول الله تبارك وتعالى: " السلام عليكم يا عبادي، هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيت ما لم تُعط أحداً من العالمين. فيقول لهم: أعطيكم أفضل من ذلك، أُحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم أبداً " كما في البخاري. وفي رواية غيره: يقول تعالى: " السلام عليكم، مرحباً بعبادي الذين أرضوني باتباع أمري " هو إشارة إلى قوله:{ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ }[الزمر: 73].
وقال إبن عاشور :" والتحية: الكلام الذي يخاطب به عندَ ابتداء الملاقاة إعراباً عن السرور باللقاء من دعاء ونحوه. وهذا الاسم في الأصل مصدر حيّاه، إذا قال له: أحْياك الله، أي أطال حياتك. فسمى به الكلام المعرب عن ابتغاء الخير للملاقَى أو الثناء عليه لأنه غلب أن يقولوا: أحياك الله عند ابتداء الملاقاة فأطلق اسمها على كل دعاء وثناء يقال عند الملاقاة وتحية الإِسلام: سَلامٌ عليك أو السلامُ عليكم، دعاء بالسلامة والأمن، أي من المكروه لأن السلامة أحسن ما يُبتغى في الحياة. فإذا أحياه الله ولم يُسلِّمه كانت الحياة أَلَما وشراً، ولذلك كانت تحيةُ المؤمنين يوم القيامة السلامَ بشارة بالسلامة مما يشاهده الناس من الأهوال المنتظرة. وكذلك تحية أهل الجنة فيما بينهم تلذّذاً باسم ما هم فيه من السلامة من أهوال أهل الناركما في قوله:{ وتحيتهم فيها سلام }في سورة يونس (10).اهـ(1/677)
ومن ألطف هذه اللطائف التفسيرية هو قول القشيري ,وذلك انه لا معنى للتحية بدون رؤية ,ولا عبرة ولا شأن للرؤية بدون تحية,فالتحية من الله عز وجل هنا لعظيم شأن وامر المؤمنين وتقديرًا لهم على حسن ايمانهم وإسلامهم وتبجيلاً للموقف بين يدي الواحد القهار.
---
منصور مهران
06-20-2006, 08:18 PM
قال الراغب عن السلام إنه : ( من الناس بالقول ، ومن الله بالفعل وهو إعطاء ما تقدم ذكره مما يكون في الجنة من السلامة ) - انظر المفردات مادة ( سلم ) وفيها ص 422 الطبعة الثالثة بتحقيق عدنان صفوان داوودي - وعلى هذا يمكن تفسير المعنى على أن التحية التي يتلقاهم بها ربهم أنه سبحانه يمنحهم ما وعدهم به في الحياة الدنيا وزيادة . فلا يُراد لفظ السلام على هذا المعنى بل يُراد ما يفعله الله بهم من كل خير فيشمل السلامة والأمان وسائر النعم . والله أعلم وهو الهادي إلى الخير وحسن البيان .
---
(1/678)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > خاطرتان في لغة القرآن
---
خاطرتان في لغة القرآن
---
ابو بشرى
03-21-2004, 09:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد:
الخاطرة الأولى: استخدام لفظ (مفهوم) بدلا من لفظ (محذوف) ،
وذلك عند إعراب القرآن الكريم تأدبا معه ، فيقال مثلا :الخبر مفهوم تقديره كذا ؛
لأن لفظ (محذوف) يوحي بوجود شيء ولكنه حذف ، فمن حذفه؟
فإذا قلت : الخبر مفهوم تقديره كذا ، كان ذلك فهمك لسياق الآية ؛ وقد يفهم غيرك فهما آخر ،
فيكون الإعراب اجتهاديا ، ويضبط بالمأثور واستقراء لغة العرب0
وقد تجدون لفظا أدق معنى من لفظ (مفهوم) 0
الخاطرة الثانية : الإيجاز ، وهو مطلب في عصر السرعة هذا، إذا كان الحديث عن مفهومات متفق عليها وليست جديدة، وللإطناب مجاله في غير ذلك0
وأرى أن على الكاتب الموجز أن يتباعد عن أمرين :
1-كثرة الضمائر ؛فلا يعرف القارئ على من تعود0
2-تطويل صلة الموصول ،فإنهاتضيع الفكرة0
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله0
---
(1/679)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > السر المصون في رواية قالون
---
السر المصون في رواية قالون
---
شريف بن أحمد مجدي
07-26-2005, 12:29 AM
http://www.members.lycos.co.uk/taha82/kaloon.rm
الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَوْرَثَنَا =كِتَابَهُ وَبِالرَّسُولِ خَصَّنًا
صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا =وَآلِهِ وَمَنْ لِدِينِهِ انْتَمَى
وَهَاكَ مَا قَالُونُ فِيهِ خَالَفَا =وَرْشًا مِنَ الحِرْزِ وَدَعْ مَا ائْتَلَفَا
حكم ما بين السورتين
وَبَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ بَسْمِلا =لا بَيْنَ الاَنْفَالِ وَتَوْبَةٍ فَلا
تَأْتِ بِهَا بَلْ قِفْ أوِ اسْكُتْ أَوْصِلا= ثَلاثَةٌ صَحَّتْ لِكلِّ مَنْ تَلا
حكم ميم الجمع
وَمِيمَ جَمْعٍ سَكِّنَنَّ أَوْ صِلا =قَبْلَ مُحَرَّكٍ وَذَا إِنْ وَصَلا
هاء الكناية والمد والقصر
قَصْرَ يُؤَدِّهْ نُؤْتِهْ نُصْلِهْ نُوَلْ =أَرْجْهُ وَيَتَّقِهْ فَأَلْقِهْ قَدْ نَقَلْ
وَيَأْتِه بِالخُلْفِ وَاقْصُرْ مَا انْفَصَل= وَوَسِّطَنْهُ ثُمَّ وَسِّطْ مَا اتْصَلْ
وَبَاقِىَ البَابِ كَحَفْصِهمْ قَرَا =وَالمَدُّ أَوْلَى قَبْلَ هَمْزٍ غُيِّرَا
الهمزتان من كلمة
ثَانِيَةً سَهِّلْ مَعَ المَدِّ سِوَى =أَئِمَّةً وَنَحْوِ آمَنْتُمْ رَوَى
كَذَاكَ آلانَ وَشِبْهُهَا تَلا =كَوَرْشِهِمْ فِي كُلِّ ذَا كَمَا عَلا
الهمزتان من كلمتين
وَحَالَ فَتْحٍ أَسْقِطِ الأُولَى وَفِى= كَسْرٍ وَضَمٍّ سَهِّلَنْهَا تَقْتَفِ
بِالسُّوءِ إِلاَّ أَدْغِمَنَّ مُبْدِلا =وَقِيلَ بِالتَّسْهِيلِ أيْضًا فَاقْبَلا
الهمز المفرد
وَحَقَّقَ الهَمْزَ جَمِيعًا مَا خَلا =يَأْجُوجَ مَأجُوجَ بِالاِبْدَالِ تَلا
مُؤْصَدَةٌ مَعًا وَرِئْيًا مُدْغِمَا =وَلأَهبْ بِالْيَا بِخُلْفٍ فَاعْلَمَا
النقل
رِدْءَا وَآلاَنَ بِيُونُسَ انْقُلا =وَعَادًا الأُولَى مَعَ الْهَمْزِ اجْعَلا(1/680)
مَكَانَ وَاوٍ وَابْدَءًا أَلُؤْلَى =لُؤْلَى وَبَدْؤهُ كَحَفْصٍ أَوْلَى
الإظهار والإدغام والفتح والإمالة والراء واللام
وَقَدْ وَتَا يس ن أَظْهِرَا =وَارْكَبْ وَيَلْهَثْ بِالْخِلافِ ذُكِرَا
وَادْغِمْ يُعَذِّبْ مَنْ وَهَارٍ مَيِّلا= تَوْرَاةَ عَنْهُ فَافْتَحًا وَقَلِّلا
وَبَاقِيَ البَابِ بِفَتْحٍ قَدْ تَلا =وَالرَّاءَ وَاللاَّمَ كَحَفْصٍ اجْعَلا
ياءات الإضافة
أَوْزِعْنِي اسْكُنْ وَمَعِي مِنْ إِخْوَتِي= كَذَالكَ مَحْيَايَ وَلِى فِيهَا اثْبِتِ
وَلْيُؤْمِنُوا بِي تُؤْمِنُوا لِي وَإِلَى =رَبِّى بِفُصِّلَتْ خِلافٌ نُقِلا
ياءات الزوائد
وَاليَاءَ أثْبِتْ وَاصِلاً إِنْ تَرَن =وَاتَّبِعُونِ أهْدِكُمْ فِي المُؤْمِنِ
وَحَذْفُ يَا الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ =رَجَّحَهُ الحُذَّاقُ عَنْ بَيَانِ
وَاحْذِفْ وَعِيدِ حَيْثُ جَا وَالبَادِ =تُرْدِين وَالتَّلاقِ وَالتَّنَادِ
كَذَاكَ يَدْعُ الدَّاعِ مَعْ دُعَاءِ =تَسْألنِ فِي هُودَ بِلا مِرَاءِ
يُكَذِّبُونِ قَالَ يُنْقِذُونِ =فَاعْتَزِلونِ ثُمَّ تَرْجُمُونِ
بِالْوَادِ فِي الفَجْرِ وَكَالجَوَابِ =نَذِيرِ بِالْمُلْكِ بِلا ارْتِيَابِ
وَكَيْفَ جَا نَكِيرِ ثُمَّ نُذُرِ =فِي سِتَّةٍ قَدْ أشْرَقَتْ فِي القَمَرِ
آتَانِيَ اللهُ بِنَمْلٍ فَقِفِ =بِالحَذْفِ وَالإِثْبَاتُ أوْلَى فَاعْرِفِ
فرش الحروف
سَكِّنْ لَهُ وَهْوَ وَهِى حَيْثُ أَتَى =إِنْ بَعْدَ وَاوٍ فَا وَلامٍ ثَبَتَا
وَثمَّ هُو يَوْمَ وَجَا بِالقَصَصِ =وَضَمَّ أنْ يُمِلَّ هُو كَحَفْصِ
بُيُوتِ كَيْفَ جَا بِكَسْرِ البَاءِ =مَعًا نِعِمًّا اسْكِنْ مَعَ الإِخْفَاءِ
يَخَصِّمُونَ لا تَعَدُّوا فِي النسَا =وَلا يَهَدِّى مِثْلُهُ بِيُونُسَا
هَأَنْتُمُ سَهِّلْهُ وَافْصِلْ بِالأَلِفْ =وَأَرَأَيْتَ سَهِّلاً كَمَا عُرِفْ
وَامْدُدْ أنَا مَعْ كَسْرِ هَمْزٍ مُوصِلا= بِخُلْفِهِ وَقِفْ بِمَدًّ لِلْمَلا(1/681)
رَا قُربَةٌ لامَ لِيَقْطَعْ أَسْكِنَا =وَلْيَتَمَتَّعُوا لِيَقْضُوا بَيِّنَا
وَاللاَّء حَقِّقْ هَمْزَة وَأبْدِلا =هَمْزَ النَّبِيِّ إِنْ وَإِلاَّ وَاصِلا
وَوَاوَ أَوْ آبَاؤنَا سَكِّن مَعَا =وَامْدُدْ أَءُشْهِدُوا بِخُلْفٍ وَقَعَا
وَأَسْأَلُ اللهَ عَظِيمَ المَغْفِرَه =وَالنَّصْرَ فِي الدُّنْيَا وَفَوزَ الآخِرَه
---
(1/682)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارارت(81) هموم دعوية
---
مختارارت(81) هموم دعوية
---
د. محمد مشرح
06-15-2005, 08:22 PM
[مفهوم الدعوة العامة ]
الدعوة "المنسية المهملة"! *
رغم أنها من المفروض أن يطلق عليها: "الدعوة الأساسية الإجبارية.. المؤثرة المثمرة".
فهي "منسية" من الداعي غالبا لخطأ في فهمه، إذ هو قد يعتبر الدعوة إلى الله وإلى إسلامه لا تكون إلا في المسجد فقط، وعن طريق الخطب والدروس والمواعظ فحسب.
وهي "مهملة" غالبا منه.. إما لظنه بعدم جدواها، إذ هو لن يؤثّر فيهم، أو هم قد اعتادوا عليه؛ وهو يعلم – بحكم موروثه القديم - المثل القائل: "زامر الحي لا يُطرِب"، سواء أكان صوابا أو خطأ.. وإما لتوتر العلاقات فيما بينه وبينهم لخلافات أسرية عائلية بسبب من الأسباب، والتي يعتبرها عادية بين كل الأسر والعائلات.. وإما لكونه كان بعيدا عن دينه من قبل وكانوا يعلمون خلقه السيئ السابق فهم فاقدون للثقة فيه.. وإما لصغر سنه بالنسبة لهم فيصعب عليه توجيه من هو أكبر منه سنا ومقاما.. أو نحو ذلك من الأسباب التي تُقعد الداعي عن دعوة أهله.
رغم أنها دعوة "أساسية إجبارية"..
لأنها من الفروض؛ لأن الله تعالى يقول: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، ويقول: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل).(1/683)
ولأنها أمر يستطيعه كل من أراد أن يدعوا.. فالاستطاعة متوفرة، بل مؤكدة، لأن الداعي لا يبذل جهدا كبيرا، فهو لا ينتقل مثلا من مكان لآخر حيث الذين يدعوهم موجودين بصورة طبيعية "إجبارية" حوله، بل في بيته!! ومتعايشين معه لفترات تطول أو تقصر، ولا يبذل مشقة في التعرف عليهم أو التمهيد للحديث أو التعامل معهم، لأنه سيقابلهم كلهم أو بعضهم بقصد أو بغير قصد على الأقل مرة يوميا أو حتى يوما بعد يوم في أصعب الأحوال، فكل الأجواء مهيّئة، بل أحيانا لا يبذل حتى وقتا! لأنه قد يستخدم مثلا إفشاء السلام لتوصيل بعض أخلاقيات الإسلام سريعا.
ولأنها تدريب للداعي على دعوة الآخرين خارج البيت.. فإذا كان ناجحا معهم فسينجح غالبا في الخارج.. مع جيرانه وبقية أقاربه وأنسابه وزملائه، لأنه بدعوة أهله سيكتسب الخبرة والثقة، وسيساعدونه ولا يعوقونه.. أما إن فشل معهم وهو الذي جزء منهم وهم جزء منه، فإن فرص نجاحه مع غيرهم أقل، إلا استثناءًا.. وسيكون أول ما يصدمه أقوال الآخرين علنا أو سرًا: كيف تدعونا ولم تدع أهلك بعد؟! بل وأنت الفاشل في دعوتهم! أصلحهم قبل أن تصلحنا! أتعالجون غيركم وأنتم الذين تحتاجون إلي علاج؟! أتطفئ نيران الآخرين والنار في بيتك؟!(1/684)
وهي دعوة "مهمة مؤثرة".. لأن جهودها قليلة ونتائجها كبيرة، فالداعي مع المدعوين الآخرين يستغرق جهودا تحضيرية كثيرة من أجل التعرف عليهم وتعرفهم عليه وثقتهم فيه وحبهم له وإعداد مداخل للحديث أو للتعامل معهم، ويبذل في ذلك جهودا مالية وصحية ووقتية وذهنية وغيرها.. أما مع أسرته والأقارب والأنساب، وأيضا الجيران، وأيضا زملاء عمله ودراسته، فكل هذه الخطوات قبل دعوتهم قد اختصرت، إذ التعارف قائم، بل وثيق، وحنين وحب ورابطة الدم والقرابة الفطري موجود وغالبا ما يكون في ازدياد، وصور التعامل طبيعية وكثيرة من خلال ظروف حياتهم التي تجمعهم والتي من السهل توصيل أخلاقيات الإسلام بما يناسب في كل موقف من مواقفها.. ثم الداعي من المفترض أنه معروف وموثوق فيه لديهم من سابق التعامل معه وكونه قدوة في تعاملاته، ومن المفترض أنه يعرف صفاتهم وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية ومشاكلهم وما يفرحهم وما يحزنهم ونحو ذلك مما يمهد لحسن دعوتهم.
أخي الحبيب؛
إن وسائل دعوة الأسرة - وكذلك العائلة والأقارب والجيران والزملاء - كثيرة ومتنوعة ويصعب حصرها.. وسنذكر لك بعضها لتكون مجرد تفتيح للأذهان، ثم تبتكر أنت وكل داع ما يناسب الظروف والأحوال والبيئات والأشخاص كبيرهم وصغيرهم، ومن هذه الوسائل:
1- القدوة والحب:
وهذه وحدها قد تكفيك! ولا تتعجب، فهي كانت الوسيلة الكبرى للرسول صلي الله عليه وسلم(1/685)
في دعوته لمن حوله، مع قليل من الكلام الودود الرقيق، وتدبر في وصف السيدة خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الوحي أول مرة: (أبشر، فوالله لا يخزيك أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكَلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) رواه البخاري ومسلم.. فلو كنت ناجحا سعيدا في حياتك، لكنت خير مثال للإسلام الذي جعلك هكذا بأخلاقك التي نظمت لك كل شئون حياتك صغيرها وكبيرها فأسعدتك وأنجحتك، ولأحبوك وتمنوا أن يكونوا مثلك.. فأنت حسن المظهر، طيب الرائحة، بسَام ضحاك، جذاب الحديث، مثقف، تحسن وتجيد دراستك وعلمك وعملك، واعٍ بما حولك، كثير الخبرات، لديك القدرة على كسب الحلال، صادق أمين محب ودود صبور شكور، وفِيّ بوعودك ومواعيدك، تحفظ لسانك عن كل قول سيء، وتخدمهم وتعينهم وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وتحل مشكلاتهم إن وجدت، وتعطف على صغيرهم وتعرف حق كبيرهم، وتتواضع لهم، وترشدهم لكل ما هو خير وتعينهم على ترك كل ما هو شر؛ وبالجملة، فأنت سعيد في نفسك مسعد لهم مؤثر فيهم قد كسرت القاعدة الخاطئة "زامر الحي لا يطرب" كما كسرها من قبل الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام الذين أثَّروا أول ما أثَّروا في أقاربهم وأصدقائهم وعدلوا المثل إلى: "زامر حيِّنا هو الذي يطربنا"!
2- استغلال أوقات الطعام:
حيث التآلف والتحاب والأحاديث المتنوعة الشيقة المثمرة عن تفاصيل الظروف والأحوال والمشكلات العامة والخاصة وحلولها الإسلامية، والتي من خلالها يتعلمون تدريجيا أن الإسلام ما جاء ليربك حياتهم وإنما لييسرها ويسعدها.. كما يمكن أن يتعلموا أثناءه الذوق والكرم والإيثار والتعاون على تحضيره ورفعه وغسل الأطباق ونحو ذلك من الأخلاقيات الحسنة التي تسعد المتعاملين بها.(1/686)
لقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يستغل وقت الطعام لزرع بعض الصفات ولتعليم بعض الأخلاق، فقال ذات مرة لبعض صحابته وهم يأكلون وهو يأكل معهم: (إن الله جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا)، ثم قال: (كلوا من حواليها ودعوا ذروتها يبارك فيها) أخرجه أبو داود.
3- استغلال البرامج الإعلامية الجيدة:
حيث نتعلم جميعا منها آداب الإسلام في الحوار والاستماع لاختيار الأنسب والأصلح والأسعد والأكثر ثوابا، كذلك من خلالها يتم عرض آراء الإسلام وأخلاقياته وقوانينه فيما يعرض بأسلوب مناسب، في الفن والرياضة والسياسة والصحة والعلم والعمل والاقتصاد والتجارة والمال والثقافة والعلاقات الدولية وما شابه ذلك.. ثم من خلالها أيضا يتم نوع من أنواع الترويح الجماعي.. فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم هو وزوجته عائشة يشاهدان الأحباش وعروضهم النزالية في المسجد وهي تسند خدها إلى خده صلي الله عليه وسلم، فيكون هذا فرصة لزيادة الحب بينهم، ونحو ذلك من المنافع.
4- استغلال المناسبات:
السَارَة "كالأعياد، وشهر رمضان، والمواسم الإسلامية، وحفلات الخطبة والزواج وأيام الميلاد، والنجاح الدراسي، والترقي الوظيفي، وغيره"، والحزينة "كعيادة المريض، وغيرها.." استغلالها في التهنئة وتبادل الهدايا والزيارات أو في المواساة.. ففي هذا تواصل للقلوب وتمهيد لها لقبول الإسلام وتعلم أخلاقه والتدريب عليها عمليا في كل مواقف الحياة كما كان يفعل الرسول صلي الله عليه وسلم.
5- استغلال العطلات الرسمية والمصايف السنوية المجمعة:(1/687)
وذلك لمزيد من التعارف والتفاهم والتآخي وتوصيل بعض الأخلاقيات الإسلامية المناسبة لهذه الأوقات، كالاهتمام بالرياضة والسباحة والترويح الحلال الذي ينشط النفوس لمزيد من العمل والإنتاج ملتزما بالضوابط الشرعية أثناء ذلك كالزي وغض البصر وتجنب المحرمات ونحو ذلك.. فلقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم -كما تروي السيرة النبوية- سفرات قصيرة أو طويلة يصطحب فيها بعض زوجاته ومرافقيه، فيتعلمون خلالها فوائد السفر وآدابه وآداب المعاملات والعلاقات الاجتماعية ونحوها.
6- استغلال أوقات الصلوات إن أمكن:
أو حتى صلاة واحدة يوميا.. في الدعاء الجماعي مثلا بعدها، أو في كلمة توجيهية خفيفة كما كان يفعل الرسول صلي الله عليه وسلم أحيانا، أو في تذكرة بآية قرآنية أو بحديث نبوي في معنىً من معاني الإسلام ربما لا يزيد عن بضع دقائق منعا للملل أو لتعطيل الأعمال.
7- عقد لقاءات تربوية إن أمكن:
دورية أو غير دورية، أسبوعيا أو حتى شهريا، حسبما تسمح به الظروف والأوقات، فتجتمعون على قراءة قرآن أو تفسير أو حديث أو فقه، أو على كتاب سيرة أو فكر أو ثقافة، أو سماع شريط كاسيت أو فيديو أو برنامج إعلامي جيد أو ما شابه ذلك.. فهذه اللقاءات ستعرّفهم نظريا بالإسلام ليطبقوه بعدها عمليا تدريجيا في كل شئون حياتهم ليسعدوا به في دنياهم وفي آخرتهم.
8- المشاركة في وضع خطة لأهداف البيت وأولوياته، وأهداف أفراده وتطلعاتهم.
كل هذا سيوصل لهم أن الإسلامي يحب الحياة..
المرتبطة بالآخرة (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة)..
المرتبطة بأننا نعمل كل أعمالنا لأننا نحب ربنا الذي يريد منا فعلها لمصلحتنا ولسعادتنا، ونعملها لأننا نطلب حبه وعونه ورزقه وتوفيقه في الدنيا ثم أعظم ثوابه في الآخرة..
ويعلمهم قواعد الإسلام وضوابطه عند وضع الخطط والأهداف والوسائل، فتكون حلالا بعيدة عن الحرام، نافعة مسعدة للنفس وللغير وللإسلام وللمسلمين ولغيرهم.(1/688)
هذا، ويمكن عمل صندوق للتكافل الاجتماعي بين الأسرة أو العائلة أو مع الجيران والزملاء، باشتراك شهري رمزي لمعاونة من قد يحتاج.. كذلك يمكن عمل لجنة للإصلاح بين المتخاصمين إن وقع خلاف، لتكون فرصة لتوضيح أسس الإسلام العادلة في سرعة حل الخلافات وإعادة العلاقات كما كانت وأفضل، كما يقول تعالى: (والصلح خير).
أخي الحبيب؛
إن الأهل حول الداعي يكاد يهتف كل واحد منهم أن ادعوني للإسلام! فها أنا أمامك وفي انتظارك! ودعوتهم سهلة ميسرة ممهد لها مضمونة نتائجها وهي أعظم مما يبذل فيها، ووسائلها يمكن تطويرها.. فلعل الداعي ينتبه ويهتم بهم.
ولا حجة له بأنه "مشغول"! فدعوتهم هي الفرض والأساس، والقيام بها يسقط الفرض عن كل داع "مشغول" رغم أنفه! وسيثاب أيضا أعظم الثواب رغم أنفه!
أخي الحبيب؛
بهذه الوسائل البسيطة العميقة التدريجية البعيدة المدى - وغيرها الكثير والتي سيبتكر فيها من أراد الابتكار -، وبالصبر والأمل والدعاء؛ سيحدث التغيير بإذن الله، وستجد من لا يصلي سيصلي، وغير المحجبة تتحجب، والعاق بوالديه بارا بهما، والقاطع لرحمه واصلا لهم، والعنيد ليِّنًا، والعصبي هادئا، والبخيل كريما، والأناني متعاونا، والمتكبر متواضعا.. فتسعد الحياة كلها بهذه الأخلاق الحسنة وتسعد الآخرة بالاتصال بالله وبالإسلام وبالدعوة إليهما، وسيكون لكل داع ثوابه العظيم كما يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: (من دلّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم.
وفقك الله وأعانك ولا تنسنا من صالح دعائك.
* منقول من موقع إسلام أون لاين مع تصرف يسير.
---
إمداد
07-04-2005, 09:12 AM
جزاك الله خيرا
ولكن وردت عبارة الدعاء الجماعي بعد الصلاة
وهذه لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
فما رأي الأخوة في الموضوع أفيدونا
---
(1/689)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من كتاب عن رواية السوسي أو (قراءة أبي عمرو )
---
هل من كتاب عن رواية السوسي أو (قراءة أبي عمرو )
---
عبدالله الحسني
12-01-2003, 08:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أيها المشايخ والأخوة الكرام أنا بحاجة لكتاب عن رواية السوسي عن أبي عمرو ، فهل يوجد كتاب مفرد لذالك ، أو كتاب لقراءة أبي عمرو .
علما أني وجدت في المكتبة كتابا بعنوان : رواية أبي عمرو ابن العلا البصري ، جمع الخطيب المقرئ أحمد بن جعفر بن أدريس الغافقي .
---
أبو القاسم الشاطبي
12-02-2003, 05:24 AM
انظر كتاب القطر المصري في رواية ابي عمرو البصري وهو مخطوط له نسخ عديدة منها نسختان في الجامعة الاسلامية
الأولى برقم/1195
والثانية برقم:7615
وفقك الله للخير
---
عبدالرحمن الشهري
12-02-2003, 06:47 AM
هناك كتاب بعنوان :(فوح العطر) للشيخ محمد نبهان المصري فيما أظن. وقد رأيته في مكتبة أطلس بالرياض ، وأذكر أنني رأيته على موقع للمؤلف على الانترنت لكن موقعه توقف فيما يبدو.
وهناك للشيخ فايز شيخ الزور كتب ورسائل حول القراءات تجدها على هذا موقع فايز شيخ الزور (http://www.shaikhfayez.net/) . أرجو أن تنتفع به ، مع أنني لم أقرأها ، لا علم لي بمدى صوابها. ولا نظن إلا خيراً.
---
عبدالله الحسني
12-02-2003, 04:20 PM
جزاكما الله خيرا ونفعنا بعلمكما
كتاب فوح العطر للشيخ محمد نبهان في رواية الدوري عن أبي عمرو
---
عبدالرحمن الشهري
01-14-2004, 07:35 AM
أخي الكريم عبدالله الحسني وفقه الله
هناك كتاب بعنوان : النهج السوي في رواية الإمام السوسي عن الإمام أبي عمرو البصري من طريق الشاطبية
تأليف الدكتورة ابتسام بنت بدر بن عوض الجابري - الأستاذة المساعدة بقسم التفسير وعلوم القرآن بكلية التربية للبنات بجدة.(1/690)
وقد قدم له الشيخ المقرئ محمد نبهان بن حسين مصري أستاذ القرآن والقراءات في جامعة أم القرى بمكة.
والكتاب من إصدار مكتبة الرشد بالرياض.
وقد ذكرت أنها تأملت في كتب الشيخ محمد نبهان فلم تجده قد أفرد رواية السوسي بالتصنيف كما فعل في بقية الروايات ، فاستشارته في القيام بذلك فأشار عليها بذلك ، وقد راجعه وكتب له مقدمة قصيرة.
---
عبدالله الحسني
01-16-2004, 01:43 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك
---
أبو معاذ الكناني
01-17-2004, 10:24 PM
الحمد لله وبعد.
أخي العزيز أظن أن للشيخ الفاضل نبهان إفراد للسوسي وجميع الرواة ولكنها قيدالتفريغ من الأشرطة والإنزال لمذكرات تمهيدا للطبع .علما بأن للشيخ موقع وفيه ما نزل وما لم ينزل فلو رجعت إليه أخالك تستفد كذلك رقم الشيخ معروف والشيخ مقرئ ومدرس في الجامعة فهو جامع بين الرواية والدراية .
والله يرعاك
---
أبوحمزة الصومالي
04-30-2006, 07:25 PM
تحية طيبة وبعد.
أيها الأحباب أنا سعيد جدا بانضمامي إليكم , وإن شاء الله سأستفيد من عطائكم الوفير , كان تعرفي على المنتدى عن طريق الصدفة حين كنت أبحث عن مؤلفات ورسائل حول قراءة أبي عمرو بن العلاء المازني البصري - رحمه الله - , فوقفت في حبنها على مشاركة الأخ عبد الله الحسني وهو يبحث عن رواية الإمام أبي شعيب السوسي عن أبي عمرو , وقد كنت في أمس الحاجة إلى أي مراجع منشورة في النت حول أبي عمرو ,.وكان هناك رسالتين منشورتين في موقع الشيخ نبهان مصري ولكن مع الأسف الموقع يبدو أنه لا يشتغل .(1/691)
أزيد للأخ عبد الله الحسني أن هناك مصحف مرتل برواية السوسي للشيخ عبد الرشيد الصوفي الصومالي المقيم حاليا في الدوحة , وأظن أنه منتشر في أقطار كثيرة , علما بأن رواية الإمام الدوري هي السائدة في الصومال والشرق الإفريقي, فمنذ أيامي الأولى في كتاتيب القرآن في الصومال وأنا شديد الإرتباط بأبي عمرو وقراءته, والآن حين وصلت إلي الفصل الدراسي الثاني من المستوى الرابع في كلية الآداب قسم اللغة العربية من جامعة تعز في اليمن اخترت ( التوجيه اللغوي والنحوي لقراءة أبي عمرو البصري في سورة البقرة ,) موضوعا لبحث التخرج, وعند بحثي عن معلومات حول الموضوع حظيت بالتعرف على هذا المنتدى الثمين , وأرجو أن أستفيد من هذه الكوكبة المخلصة من إخواني , وشكرالله للإخوة القائمين على الموقع .
أخوكم/ أبوحمزة الصومالي
---
عبدالرحمن الشهري
04-30-2006, 09:14 PM
مرحباً بأخي الكريم أبي حمزة الصومالي ، وأسأل الله له التوفيق والسداد .
هناك كتب تدور حول قراءة العلامة اللغوي المقرئ الراوية أبي عمرو بن العلاء رحمه الله ورضي عنه ، المتوفى سنة 154هـ . لعلكم تنتفعون بالاطلاع عليها ، وأكذر منها كتاب (أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي - أبو عمرو بن العلاء) ، للدكتور عبدالصبور شاهين . نشر مكتبة الخانجي بالقاهرة عام 1408هـ. وهناك بحوث كتبت في توجيه قراءته لغوياً ونحوياً نشرت في المجلات المختلفة كمجلة المورد العراقية ، ومجلات المجامع اللغوية في القاهرة ودمشق والأردن ، تناولت هذه القراءة بالبحث والدرس من جوانب مختلفة .
---
أبوحمزة الصومالي
05-02-2006, 12:37 PM
شكرا للأخ الفاضل د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري
وبارك الله في جهودكم المباركة , كتاب الدكتور شاهين كنت أبحث عنه ولكني لم أجده حتى الآن , ولا زلت أراقب معارض الكتب عله يأتي معها .
أشكركم جميعا ... وسلام عليكم ورحمة الله
---(1/692)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تقسيم علوم القرآن
---
تقسيم علوم القرآن
---
محمد رشيد
05-20-2003, 10:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كنت دائما أفكر في وجه تقسيم العلوم المتعلقة بالقرآن ، فهذا مصطلح ( علوم القرآن ) أجده يتكلم عن كل ما يتعلق بالقران ، و التفسير هو أحد مباحثه ، و هذا مصطلح ( أصول التفسير ) أجده يتكلم مثلا فيما اذا لو حدث تعاض بين تفسيرين للصحابة أو التابعين مثلا ، وهذا مصطلح ( قواعد التفسير ) …… فأحاول في نفسي أن أرتب هذه العلوم في نسبتها للقرآن على وفق نسبة بعض العلوم الأخرى الى الفقه ( أصول الفقه ) .. ( القواعد الفقهية ) لأن ذلك ييسر لي كيفية الدراسة و كيفية ترتيب الأولويات و معرفة توقيت كل من المدروسات ، الى غير ذلك فضلا عن معرفة نوع الفن الذي سأفتح كتابه لتوي ، فهذا يختلف عما إذا بدات في كتاب ما و لا أدري ما يقابلني و لا نوعيته
و لكن حين حاولت التصنيف قابلتني بعض المشكلات مما جعلني أتخبط في هذا التقسيم ، والمراد واضح وبارك الله في جهودكم
---
عبدالرحمن الشهري
05-28-2003, 01:36 PM
أخي محمد يوسف وفقه الله
أشكرك على مشاركاتك ، وأرجو منك التدقيق في الأسئلة بحيث لا تكرر السؤال عن ما كتب حوله ، والرفق بنا في عدم السؤال عن كل شيء ، فالوقت أضيق مما تتصور يا أخي الحبيب. وإنما يسأل عن المشكلات.
وبالنسبة لسؤالك فلعلك قرأت ما كتبه أخي الدكتور مساعد الطيار وفقه الله وإياك على هذا الرابط. هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=242)
---
(1/693)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة كتاب ( المقدمات الأساسية في علوم القرآن ) للجديع
---
مدارسة كتاب ( المقدمات الأساسية في علوم القرآن ) للجديع
---
أبو العالية
02-12-2007, 01:48 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
فقد كنتُ وعدتُ بوقفاتٍ للمدارسةِ مع كتابِ : ((المقدمات الأساسية في علوم القرآن )) للشيخِ عبد الله بن يوسف الجُدَيع وفَّقه الله لكل خير وعافية .
وكنتُ قد سجَّلتُ بعض هذه الأسئلة والمُدارسات على نسختي بعد صدور الكتاب بسنة تقريباً .
وحال بيني وبين تقييدها مبكراً _ هنا _ كما وعدتُ من قبل ؛ انشغالي ببعض الأعمال العلمية من جهة ، ومن جهة اخرى أهم منها ؛ بُعْد الكتاب عني ؛ حتى طلبته من مكتبتي وأنا على بُعدٍ منها ؛ فلما جاء ؛ فما من بُدٍّ إلا بتسطير بعض ما سنح لي أثناء القراءة .
فأسأل المولى العلي القديم أن يفتح علينا وعليكم ، وأن يمنَّ على الجميع بوافر عِلْمه ، ومَزِيد فضله ، إنَّه سبحانه خير مسؤول .
غير أنَّ هذه المُدَارسة لا تُنْقِص من قيمة الكتاب ألبتة ، وحسبها أنها هي مدارسةٌ نُسجِّل ما امتاز به ونثني عليه ، وبعضها مما كان هو بحاجة لمزيد نظر ؛ لوجود المُشْكِل ، والبعض لطلب الاستفهام ، وهلمَّ جرَّاً جرَّا .
وأتمنى من الإخوة الفضلاء رُوَّاد هذا الملتقى المبارك المشاركة في إثراء الموضوع ، والفتح علينا بما فتح الله به عليهم ؛ فنستفيد ونفيد بحوله تعالى .
ومن كان له سبيل إلى المؤلف ؛ فندعوه للمشاركة في هذه المدارسة ؛ فهو الأحق الأول في الجواب عن ذلك .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
تنبيه :(1/694)
جرى المؤلف وفقه الله لكل خير وعافية ، إلى تقييد ما ترجَّح عنده في علوم القرآن وقد جمع كل ذلك بأسلوب لغوي متين جميل ، وسهل ودقيق في فصول الكتاب _ ولو أنه في بعض المواطن كان الاختصار فيه غير كافٍ _ وكأنَّه متن في علوم القرآن .
بَيْد أنه لم يَعْزُ في بعض الفصول في مادته العلمية المبثوثة في كتابه إلى المصنفات والمراجع في مظانِّها ، ولعل ذلك يعود إلى منهجه في التحرير باختيار الصواب عنده _ وربما بدون تشتيت ذهن القارئ !_ ولكن الصواب في ذلك الإشارة إلى أصحابها _ وإن كان قد أشار في مواطن وترك مواطن _
وانظر على سبيل المثال ( فصل إعجاز القرآن ؛ فلم يشر إلا لمرجع واحد ! )
ومما امتاز به كتابه :
1) ضبط النص بالشكل . ( وليته ضبط الآيات بالرسم العثماني )
2) أنه استوعب التخريج للأحاديث والآثار بنَفَس حديثي محرر رائع جزاه الله خيراً .
3) أنه حين يقرر مسألة أو حكماً يسوقه بدليله ؛ وهذه ميزة نفيسة ليت كل من يصنف أن يرتكز عليها سيما في أمور الشريعة وأحكامها .
4) أنه صان كتاب جزاه الله خيراً من مجانبة الصواب في مسائل الاعتقاد ، وضبطها وقرَّرها ، وأبان عن ذلك فيمن وقع في الخطل وغير الحق .
وغيرها مما سيجده القارئ الكريم .
لكن فقد أبى الله العصمة إلا لكتابه ، ومن باب المدارسة ، فلعلي أقف مع بعض المواطن للمدارسة وبيان الصواب ، والله المعين وحده . وهو خير مسؤول .
_ أولاً : قال المؤلِّف غفر الله صـ ( 7 ) :
حين تكلم عن مباحث تتصل بإبراز إعجاز القرآن قال :
" وهذا ليس علماً تطبيقياً من علوم القرآن ، وقدمت بالتنبيه على أهمِّه ، والمقصود الاعتناء بالعلوم التأصيلية العامة التي سميتها بـ( المقدِّمات ) لتكون قاعدة لغيرها ، لا بالإنشاءات الأدبيَّة " أهـ
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه :
كيف يكون علم إعجاز القرآن ليس علماً تطبيقياً ؟!
وكيف لا يدخل في العلوم التأصيليَّة ؟! سبحان الله !(1/695)
كيف هذا وقد قال بعض العلماء بوجوب تعلُّم علم الإعجاز والنظر فيه .
فيقول الإمامُ الباقلاني رحمه الله : " و قد كان يجوز ممن عمل الكتب النافعة في معاني القرآن، وتكلم في فوائده من أهل صنعة العربية وغيرهم من أهل صناعة الكلام أن يبسطوا القول في الإبانة عن وجه معجزته والدلالة على مكانه، فهو أحق بكثير مما صنفوا فيه: من القول في الجزء، ودقيق الكلام في الأغراض، وكثير من بديع الإعراب، وغامض النحو، فالحاجة إلى هذا أمس والاشتغال به أوجب ". إعجاز القرآن للباقلاني ( 22 )
وقال السيد محمد رشيد رضا في تقديمه لكتاب ( إعجاز القرآن ) للرافعي رحمهما الله :
"فالكلام في وجوه إعجاز القرآن واجب شرعاً ، وهو من فروض الكفاية ، وقد تكلَّم فيه المفسرون ، وبُلغاء الأدباء والمتأنِّقُون" إعجاز القرآن للرافعي (20 )
ثم إن كان ليس علماً تطبيقياً ؛ فمن أي العلوم هو ؟
وما علاقة الإنشاءات الأدبية بعلم الإعجاز ؟
لا شك عند راقم هذه الأحرف ان هذا القول فيه مجانبة لصواب وفيه نظر ، عفا الله عن المؤلف .
_ ثانياً : القصة والمثل قال في صـ ( 7 ) أيضاً :
" فالقصة القرآنية والمثل في القرآن مثلاً مما يعرف من تفاصيل ذلك الفن ، ولا ينبغي إدراجه تحت المقدمات في علوم القرآن " أهـ .
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه :
فمما هو معلوم أن مواضيع علوم القرآن عبارة عن مسائل كلية تتصل بكتاب الله تعالى ، والواجب أن كل ما يتصل اتصالاً وثيقاً بكتاب الله تعالى يجب اعتباره عِلْماً قائماً بذاته ضمن علوم القرآن .
وقد قال بعض أهل العلم من ذوي الاختصاص في تعريف علوم القرآن أنه :
" علم يضم أبحاثاً كلية تتصل بالقرآن العظيم من نواحي شتى , يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً "
وعليه ؛ فالقصة مثلاً من أبرز هذه المواضيع ، والقصص في القرآن بلغ مكانة كبيرة قارب الربع تقريباً
؛ فكيف لا يكون من أصيل العلوم ؟ ويقال علم القصة القرآنية غدا من تفاصيله !(1/696)
_ ثالثاً : في أسماء القرآن صـ ( 12 ) :
ذكر خمسة أسماء وهي ؛ الكتاب ، وكلام الله ، والفرقان ، والذِّكر ، والمصحف .
وذكر من نعوته الكثير ؛ مثل : هدى ، وشفاء ، ورحمة ، وموعظة ، وأحسن الحديث ، .. إلخ .
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه :
فما الضابط بين هذه الأسماء والنعوت ، وما وجه الدِّلالة في التفريق بينها ؟
سيَّما في تقديم اسم المصحف على غيره ، وتقديم غيره مما جاء به النص أولى وأقرب
ثم ما الذي ماز الذكر عن أحسن الحديث _ مثلاً _ في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
وبين قوله : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً .. }الزمر23
أكتفي بهذا القدر الان ، والبقية تاتي بحوله وقوته في موضوع ( تعريف السورة والآية )
وكتب
أبو العالية
غفر الله له
---
أحمد البريدي
02-13-2007, 11:01 PM
الأخ الكريم أبو العالية :
طريقة جيدة للتعريف بالكتب المتخصصة وتقويمها , ننتظر بقية المدارسة وفقك الله .
---
فهد الوهبي
02-15-2007, 11:59 AM
الأخ الكريم أبا العالية ..
لا شك أن المدارسة من طرق تثبيت العلم ، وهي تقتضي مشاركة الإخوة في القضية محل النقاش ، ولي بورك فيكم ملحوظات آمل النظر فيها :
الأولى : قمتم مشكورين بمناقشة رأي المؤلف في قوله عن إعجاز القرآن : ( وهذا ليس علماً تطبيقياً من علوم القرآن ) وخلصتم إلى كونه منها ، ولكن ليتكم ذكرتم ما المقصود بقوله ( علماً تطبيقياً ) ، كما أنكم وفقكم الله لم تذكروا الحجج على ما وصلتم إليه سوى أن بعض العلماء أوجب تعلمه ، وهل كل فن يجب تعلمه يكون من علوم القرآن .(1/697)
الثانية : يحسن عدم مقابلة الرأي بالسؤال والاستنكار الدال على بعد هذا القول ، فالمسائل المطروحة ليست من الاعتقاد وإنما هي مجال اجتهاد في علوم القرآن فلا يقال مثلاً : ( وكيف لا يدخل في العلوم التأصيليَّة ؟! سبحان الله ! ) . فالمسألة لا تقتضي في نظري كل هذا التعظيم .
الثالثة : مدار النقاش بينكم وبين المؤلف هو تحرير معنى ( علوم القرآن ) فلو تكرمتم ببيانه كما ترون ومن ثمَّ بيان ما يدخل فيه ، فهذا هو أصل الحديث ، وقد ترون دخول فن بناء على نظرتكم لمعنى ( علوم القرآن ) ويرى المؤلف عدم دخوله لنظرته المختلفة لمعنى هذا المصطلح .
وختاماً اسأل الله لكم التوفيق والسداد ..
---
أبو العالية
02-18-2007, 11:36 AM
الحمد لله ، وبعد ..
أشكر الشيخين الفاضلين على مرورهما الكريم ، وسعدت بمناقشة الأخ الكريم الشيخ فهد وفقه الله ، وكم يسعدني هذا وربي ؛ فإن هذه الاستشكالات مما تزيد في البحث والتنقيب مما يدفع نحو الصواب إن شاء الله .
بيد أني أقول أيها الشيخ الكريم ، قد أشرتُ في المشاركة الأولى ، أن هذه المدارسة بعضها بحاجة لنظر ، ويكفي ذكر نص في المسألة يُشكل على ما ذهب إليه المؤلف وفقه الله _ وقد يكون مشكل لقولي _ وأحياناً استفهم ؟
وتارة أرد بالبرهان والدليل ؟ وحسب هذهالمدارسات أنها أجود ما عندنا ؛ فإن جاءنا اجود منها قلنا به حمدنا الله على صوابه والحمد لله .
ومن أجل هذا دعيت الأفاضل من أمثالكم _ ومن له سبيل إلى المؤلف وفقه الله _ ليشاركنا في الجواب عما استشكلنا عليه وأقمنا الاستفهام لأجله ؛ فيزيد بالجواب وضوحاً ، إذ لا يغني توضيح موضِّحٍ غير المؤلف مهما علت منزلته وهو باقٍ فوق هذه المعمورة ؛ خشية أن يحمَّل قوله ما لايحتمل ، أو أن نقوِّله ما لم يقل ؛ لذا كان ما ذكرت .
ولا مانع ألبتة من ان يدلي أهل الفضل برأيهم ، ولكن الفيصل في المدارسة للمؤلِّف وفقه الله ، ولنا الاستفادة من بعضنا االبعض .(1/698)
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، ودمتم على الخير أعواناً
( وننتظر جواب المؤلف لحين ) او أجبنا بما يفتح الله به علينا ، وهو خير الفاتحين .
====== متابعة المدارسة :
_ رابعاً : قال المؤلِّف غفر الله له صـ ( 13 ) :
" السورة ؛ قيل في معناها أقوال أعدلها ما يأتي :
الأول : يقال ( سورة ) للمنزلة من البناء ؛ فسميت ( السورة ) من القرآن بذلك ؛ لأنها منزلة بعد منزلة ، مقطوعة عن الأخرى ... " أهـ .
قال مقيِّدُه _ عفا الله عنه _ :
ما ذكره المؤلف وفقه الله من الأقوال ، وإن كانت قيلت ؛ ولكن قوله الآنف الذكر (أعدلها ) يُشعر بأنه مايز بينها ، ونظر فيها ؛ فهُدِي إلى الأعدل وِفْق تحريره المشار إليه في طليعة كتابه وفي تقدمته إذ قال هناك وفقه الله : ( تحرير مقدمات .. ولكن بمنهج محرر .. إذ لو كنا مجرد نَقَلة لكان الإبقاء على مؤلفات الأقدمين أولى من تكلّف التصنيف ) إلخ ما قاله وفقه الله
فأمَّا القول في أن السورة بمنزلة البناء فهذا قاله أبو عبيدة ولكن ردَّه بعض أهل اللغة ، ولم يرتضيه ؛ منهم العلامة الأزهري رحمه الله إذ يقول في تهذيبه مادة ( سور ) :
" " وأما السُّوْرة من القرآن ؛ فإن أبا عبيدة زعم أنه من سورة البناء. "
ثم قال :
وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم ( 1 ) : أنه ردّ على أبي عبيدة قوله وقال : إنما تُجمع فُعْلة على فعْل _ بسكون العين _ إذا سبق الجمع الواحد ، مثل صُوفة وصُوف.
وسورة البناء وسورٌ، فالسُّور جمع سبق وُحدانه في هذا الموضع جمعُهُ ، قال الله تعالى: ( فضُرِبَ بينهم بسور له باب باطنه فيه الرَّحمة )(1/699)
فأما سورة القرآن ؛ فإن الله جل وعز جمعها سُوَراً؛ مثل غُرفة وغرف، ورتبة ورُتب، وزُلفة وزُلف، فدلَّ على أنه لم يجعلها من سُور البناء؛ لأنها لو كانت من سور البناء لقال: فاتو بعشر سُوْرٍ، ولم يقل " بعَشْرِ سُوَر " والقُرَّاء مجمعون على سُور، وكذلك اجتمعوا على قراءة سُورٍ في قولهم: ( فضُرِبَ بينهم بسُوْر ٍ) ولم يقرأ بسوَرٍ فدلَّ ذلك على تميُّز سورة من سور القرآن عن سورة من سور البناء .
وكأنَّ أبا عبيدة أراد أن يؤيِّد قوله في الصُّور أنه جمع صورة ؛ فأخطأ في الصُّور والسُّورِ، وحَرَّف كلام العرب عن صيغته، وأدخل فيه ما ليس منه ."
فإذا عُلِم هذا ؛ فما الصواب في تعريف السورة :
" قال أبو الهيثم : والسُّورة من سور القرآن عندنا: قِطعة من القرآن سبق وُحدانها جمعها كما أن الغُرفة سابق للغُرف.
وأنزل الله جل وعز القرآن على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً بعد شيء، وجعله مفصَّلا، وبيَّن كلَّ سُورة منها بخاتمتها وبادئتها، وميّزها من التي تليها. ( 2 )
قلتُ ( الأزهري ) : وكأنَّ أبا الهيثم جعل السُّورة من سور القرآن من أسأَرْتُ سُؤْراً: أي أفصلتُ فضلا ؛ إلا أنها لما كثُرت في الكلام وفي كتاب الله تُرك فيها الهمز كما تُرك في الملك وأصله مَلأَك، وفي النبيّ وأصله الهمز.
وكان أبو الهيثم طوّل الكلام فيهما ردّاً على أبي عبيدة ؛ فاختصرت منه مجامع مقاصده، وربما غيّرت بعض ألفاظه والمعنى معناه "
ثم شرع الأزهري في بيان بعض معاني السورة .فانظرها هناك .
أهـ بتصرف يسير .
==================
( 1 ) أبو الهيثم هو الرازي كما ترجم له الأزهري في مقدمته ( 1/ 26 ) وقال كل ما نقلته عن أبي الهيثم فهو مما أفادنيه أبو الفضل المنذري .
( 2 ) فالراجح _ عند الراقم والعلم عند الله _ في معنى السورة في مادة ( سور ) : الجمع والإحاطة .
والله أعلم
وإلى مدارسة قادمة بحوله تعالى .
---
أبو العالية
02-22-2007, 11:32 AM(1/700)
الحمد لله ، وبعد ..
_ خامساً : قال المؤلِّف وفقه الله صـ ( 18 ) :
في فصل الإعجاز .
فقد ذكر أربعة من أنواع الإعجاز ، فعدَّ ؛ اللُّغوي ، والإخباري ، والتشريعي ، والعلمي ، وقد قال في طليعة الفصل وفقه الله : " يعسُر أن تُحدَّ وجوه الإعجاز في القرآن الكريم ؛ فكل شيء منه لا نظير له ؛ فهو باهر في ألفاظه وأسلوبه ...إلخ "أهـ .
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه :
أولاً لا بُدَّ من تعريف المعجزة ؛ فنقول :
المعجزة : هي أمرٌ خارقٌ للعادةِ ، مقرونٌ بالتحدِّي ، سالمٌ من المعارضة ، يُظهره الله على يد رسله ( 1 )
وجلُّ من تكلم في مبحث الإعجاز كان يغفل في تعداد أنواع الإعجاز عن هذا التعريف .
ولو دقِّق في التعريف ومحترزاته ؛ لكان الأجدر أن ينحصر في وجه واحدٍ لا غير ، ذلكم هو الأعجاز البياني ، وأن تكون باقي الأنواع الأخرى من باب الدلائل المبرهنة على أنه من عند الله تعالى .
وغير أن بعض العلماء المتأخرين ذهب إلى أنه لا يُشترط في تعريف المعجزة ( قيد التحدِّي ) (2)
وللجواب عن هذا الذين ذهبوا إليه ليس هذا محله .
وأما راجح المسألة عند الراقم فيما يظهر والعلم عند الله ؛ فهو الإعجاز البياني .
" فلقد اختلفت أقوال العلماء في أوجه الإعجاز القرآني ، وتعددت آراؤهم ، فمنهم من يذكر وجهاً واحداً ويقصر إعجاز القرآن عليه ، ومنهم من يعدد عدة أوجه ، وكل ذلك كما ذكرنا آنفاً يعود لكل عالم وكيف يُوظِّف ما فتح الله عليه في خدمة كتاب ربه ، حتى أوصلها بعضهم –كما ذكر السيوطي في مُعْتَركِهِ - إلى ثمانين وجهاً.
والصواب من القول ، أنَّ هذا ليس حصراً لوجوه الإعجاز ، ولكن هو غاية ما هُدِِيَ إليه العلماءُ من القول ، ومما أفاء الله عليهم من العلم ، ومصداق ذلك قوله تعالى : { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }[ الحج : 24 ](1/701)
فإذا عُلِمَ ذلك ، فالذي يتوجَّهُ الآن أنْ يقال ، أنَّ وجه الإعجاز ؛ إنما هو " الإعجاز البياني " وحَسْبُ هذا الوجه أنَّ كافة العلماء قد اتفقوا عليه ، ولا يُعلم له معارضٌ أو من نَفَى إعجازه ، بخلاف باقي الأوجه ؛ فقد تناولتها الأراء بالنَّقدِ والاعتراض .
وهذا ابن الجزري رحمه الله يقول في إثبات هذا الوجه الإعجازي : " أنه مع ما اشتمل عليه من البلاغة والفصاحة والذوق والملاحة إلى غير ذلك ، أن كل حرف من حروفه ، وكل كلمة من كلماته لا يصلح أن يكون في مكانها وموضعها الذي وقعت فيه غيرها ، وهذا شيء لا يدركه إلا من وهبه الله ذهناً ثاقباً ، وقدماً في الإدراك راسخاً ، وممارسة لعلوم البلاغة ، وتحقيقاً لأسرار كلام العرب ، وتدقيقاً من ضروب فنون الأدب ، ولا يوصل إلى ذلك إلا بإنعام النظر في المعاني والبيان ، ولا يقف على كُنْهِهِ من تطبع القول بالتفنن فإنه عصا العميان ، وهذا مما أهمله أهل التفسير ، لأن الوقوف على غايته عسير ".(3 )
وقال حازم القرطاجي رحمه الله في مناهج البلغاء : " وجه الإعجاز في القرآن ، من حيث استمرت الفصاحة والبلاغة في جميع أنحائها ، في جميعه استمراراً لا يوجد له فَترة ،ولا يقدرُ عليه أحدق من البشر . وكلام العرب ومن تكلم بلغتهم لا تستمر الفصاحة والبلاغة في جميع إنحائها في العالي منه إلا الشيء اليسير المعدود ، ثم تعترض الفترات الإنسانية ؛ فينقطع طيب الكلام ورونقه ؛ فلا تستمر لذلك الفصاحة في جميعه ، بل توجد في تفاريق وأجزاء منه "(4)(1/702)
وقال القاضي عِياض رحمه الله قولة فائقة الحُسْن والبيان ، في كلام ربِّنا المنَّان ، إذ يقول : "فلم يزل r يقرعهم أشد التَّقريع ، ويوبِّخهم غاية التوبيخ ، ويسفِّه أحلامهم ، ويحطَّ أعلامهم ، ويشتِّت نظامهم ، ويذم آلهتهم وإياهم ، ويستبيح أرضَهم وديارَهم وأموالهم ، وهم في كل هذا ناكصون عن معارضته ، مُحْجِمون عن مماثلته ، يخادعون أنفسهم بالتَّشغِيب بالتكذيب ، والإغراء بالافتراء ، وقولهم : إنْ هذا إلا سِحْرٌ يُؤثر، وسِحْرٌ مُستمر ، وإفْكٌ افتراه ، وأساطير الأولين ، والمباهتة والرضى بالدَّنِيئة كقولهم : قلوبنا غُلْف ، وفي أكنّّةٍ مما تدعونا إليه ، وفي آذاننا وقر ، ومن بيننا وبينك حجاب ، ولا تسمعوا لهذا القرآن والْغَوا فيه لعلكم تغلبون، والادعاء مع العجز بقولهم : لو نشاء لقلنا مثل هذا ، وقد قال لهم الله "ولن تفعلوا" فما فعلوا ولا قدروا ، ومن تعاطى ذلك من سخفائهم كمسيلمة كُشف عُوارُه لجميعهم ، وسلبهم الله ما ألفوه من فصيح كلامهم ، وإلا فَلَمْ يَخفَ على أهل الميْزِ منهم أنه ليس من نمط فصاحتهم ، ولا جنس بلاغتهم ، بل ولّوا عنه مدبرين ، وأتوا مذعنين من بين مهتد وبين مفتون ، ولهذا لما سمع الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } [ النحل : 90 ]
قال : والله إن له لحلاوة ، وإنَّ عليه لطَلاوة ، وإنَّ أسفله لمغدق ، وإنَّ أعلاه لمثمر ، ما يقول هذا بشر .
وذكر أبو عبيد أنَّ أعرابياً سمع رجلا يقرأ : { فاصْدَعْ بِمَا تًؤْمَرْ } [ الحجر :94 ] فسجد وقال : سجدتُ لفصاحته .
وسمع رجلاً آخر يقرأ :{ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً } [ يوسف : 80 ]
فقال : أشهد أنَّ مخلوقاً لا يَقْدِر على مثل هذا الكلام" أهـ (5).(1/703)
وذا الإمام الخطَّابي رحمه الله ؛ فبعد أن ذكر الأوجه وأجاب عنها قال : " اعلم أن القرآن إنما صار معجزاً ؛ لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف مضمناً أصح المعاني" (6).
وقال ابن عطية رحمه الله بعد أن ذكر هذا الوجه : "والذي عليه الجمهور والحذَّاق وهو الصحيح في نفسه أنَّ التحدي إنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالى فصاحة ألفاظه. } فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله{ فوجه إعجازه أن الله أحاط بالكلام كله عِلْما ، فأي لفظة تصلح أن تَلِي الأولى ، وتُبَيِّن المعنى بعد المعنى كانت كما وردت في القرآن الكريم .
فلو نُزِعتْ منه لفظة ، ثم أُدِير لسان العرب في أن يوجد أحسنَ منها لم يوجد ، ونحن تَبَيَّنَ لنا البراعةُ في أكثره، ويخفى علينا وجهُها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وميز الكلام " (7)
غير أن من أهم ما يجب أن يعتني به دارس الإعجاز ويقف عنده طويلاً ذاك الفصل الذي سطَّرته يَراعُ أبي فهر رحمه الله في تقدمته لكتاب العالم الكبير مالك بن نبي رحمه الله في كتابه الفائق
( الظاهرة القرآنية ) إذ يقول رحمه الله :
" ولا مناص لمتكلم في إعجاز القرآن من أن يتبين حقيقتين عظيمتين ، وأن يفصل بينهما فصلاً ظاهراً لا يلتبس ، وأن يُميِّز أوضح التمييز بين الوجوه المشتركة التي تكون بينهما.
أولاهما: أنَّ إعجاز القرآن كما يدل عليه لفظه وتاريخه ، إنما هو تحدٍّ بلفظ القرآن ونظمه وبيانه لا بشيء خارج عن ذلك ؛ فما هو بتحدٍّ بالإخبار بالغيب المكنون ، ولا بالغيب الذي يأتي تصديقه بعد دهر من تنزيله ، ولا بعلم ما لا يدركه علم المخاطبين به من العرب ، ولا بشيء من المعاني مما لا يتصل بالنظم والبيان.(1/704)
ثانيهما : أنّ إثبات دليل النبوة ، وتصديق دليل الوحي ، وأن القرآن من عند الله ، لا يكون شيء منها يدل على أن القرآن معجز ، ولا أظن أن قائلاً يستطيع أن يقول إن التوراة والإنجيل والزبور كتب معجزة ، بالمعنى المعروف في شأن إعجاز القرآن ، من أجل أنها كتب منزلة من عند الله ، ومن البيّن أن العرب قد طُولبوا بأن يعرفوا دليل نبوة رسول الله e، ودليل صدق الوحي الذي يأتيه ، بمجرد سماع القرآن نفسه ، لا بما يجادلهم به ؛ فالقرآن المعجز هو البرهان القاطع على صحة النبوة ، أما صحة النبوة فليست برهاناً على إعجاز القرآن " .
ثم قال رحمه الله : "والخلْطُ بين هاتين الحقيقتين ، وإهمالُ الفَصْل بينهما في التطبيق والنظر وفي دراسة إعجاز القرآن ؛ قد أفضى إلى تخليطٍ شديدٍ في الدراسة قديماً وحديثاً " (8).
وقال رحمه الله أيضاً : " إن الإعجاز كائن في رصف القرآن وبيانه ونظمه ، وأن ما في القرآن من مكنون الغيب، ومن دقائق التشريع ومن عجائب آيات الله في خلقه، كل ذلك بمعزل عن هذا التحدي المفضي إلى الإعجاز، وإن كان فيه من ذلك كله يعد دليلاً على أنه من عند الله تعالى " (9)
وانظر بتوسُّعٍ كبير ، ما كتبه شيخنا العلامة الدكتور صلاح الخالدي جزاه الله في كتابه : " إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرَّباني " ففيه كبير فائدة .
فإنَّ القرآن في جملته معجزة على وجه الحقيقة ، ولا يمكن لأحدٍ مهما أُتِيَ من عِلْمٍ أن يذكر السبب الذي أعجز أفذاذ العرب عن أنْ يأتوا بمثله .
ولله درُّ الخطَّابي رحمه الله يوم قال : " قد أكثر الناس الكلام في هذا الباب قديماً وحديثاً ، وذهبوا فيه كل مذاهب من القول ، وما وجدناهم بَعْدُ صدرُوا عن رِيِّ ؛ وذلك لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته ؛ فأما أن يكون قد بقيت في النفوس بقية بكونه معجزا للخلق ممتنعا عليهم الإتيان بمثله على حال فلا موضع لها ."(10)(1/705)
وإذا كانت المعجزة خَرْقٌ للعادة ، فلَمْ يخرق القرآنُ عادةً عربية غير نظمِهِ وبيانِهِ . كما يقول الإمام السيوطي رحمه الله ، فكذلك أيضاً إذا كانت المعجزة مقرونة بالتحدي ؛ فلم يتحدَّ الله الخلق إلا بالإتيان بمثله في الألفاظ والمعاني . " ( 11 )
*********
سادساً : قال المؤلف وفقه الله ( 28 )
تحت النوع الثالث من أنواع الإعجاز (( التشريعي ) قال : " ويكمن فيما اودعه الله في كتابه من القوانين التي تشهد في استقامتها وعدلها وصلاحها لكل زمان أنها من عند الله " أهـ .
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه :
يكثر كثيرٌ من الكتَّاب عبارة ( القرآن صالح لكل زمان ومكان ) وقد أشرت في مشاركة سابقة ، إلى أن هذا العبارة من العبارات الخاطئة في كتاب ربنا تعالى _ ( وسأفرد مشاركة مستقلة بعنوان : ( مصطلحات خاطئة في التفسير )
فإن كلمة ( صالح ) فعلها ( صَلَحَ ) ، وهذا ما لا ينبغي ان يطلق على كتاب الله تعالى .
بينما الصواب في القول أن يقال ( مُصْلِحٌ ) وفعلها ( أَصْلَحَ ) حتى تعطي إضافة جديدة وزيادة في المعنى ، كما كانت الزيادة في المبنى .
إضافة إلى أن الكلمة الأولى ( صالح ) فإنها تفيد أن القرآن الكريم قد أُخضِعَ لقوانين الزمان فكان صالحاً ومتمشِّياً معها فكان صلاحه أنه متساير معها .
وما لهذا نزل الكتاب ؛ بل إن الله أنزله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وليكون هو المصلح لكافة شؤونهم وحياتهم ومعاشهم ومهيمناً على كل شيء من امور العباد. وقد قال عز من قائل : { الَر * كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [ إبراهيم : 1] ( 12 )
وإلى مدارسة قادمة في باب كيفية إنزال القرآن الكريم .
والله أعلم وأحكم
_____________(1/706)
( 1 ) انظر : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/69)، والإتقان للسيوطي (2/1001) ومباحث في إعجاز القرآن للدكتور مصطفى مسلم ( 18 ) وعلوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير للدكتور محمد صفاء الشيخ ( 2 / 377) والواضح في علوم القرآن للدكتور مصطفى البُغا ( 151 ) وعلوم القرآن وإعجازه لللدكتور عدنان زرزور ( 475 ) وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للقنوجي رحمه الله ( 103 ) ومذكرة التوحيد للعلامة الراحل عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ( 60 ) وانظر في بيان التعريف النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( 1/ 170 ) فإنه مهم .
( 2 ) انظر : مناهل العرفان للزرقاني ( 1/ 66 ) إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني لشيخنا الدكتور صلاح الخالدي ( 18) وقريباً منه إعجاز القرآن الكريم للدكتور فضل عباس ( 20 ) .
( 3 ) كفاية الألمعي (220)
( 4 ) معترك الأٌقران ( 1/ 28 )
( 5 ) الشفا ( 1/ 261 )
( 6 ) بيان إعجاز القرآن (23)
( 7 ) المحرر الوجيز لابن عطية ( 1/ 59 )
( 8 ) من مقدمة محمود شاكر رحمه الله لكتاب الظاهرة القرآنية .لمالك بن نبي رحمه الله . فصل في إعجاز القرآن (17) بتصرف
( 9 ) المرجع السابق (24)
( 10) بيان إعجاز القرآن (21)
( 11 ) ( الإكليل في بيان إعجاز التنزيل) ( 22 ) لراقمه ( مخطوط ) بإشراف أستاذنا الدكتور مسموع احمد أبو طالب الشربيني حفظه الله
( 12 ) من فوائد أستاذنا الدكتور المفضال مسموع أحمد الشربيني حفظه الله في الدراسات العليا في كلية الدعوة وأصول الدين .
---
(1/707)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل ( الألفاظ المترادفة المتقابة المعنى ) للرماني
---
حمل ( الألفاظ المترادفة المتقابة المعنى ) للرماني
---
أبو العالية
01-22-2007, 11:57 AM
الحمد لله ، وبعد ..
من تحقيق الدكتور فتح الله المصري
استاذ اللغويات المساعد في جامعة المنصورة بكلية التربية بمصر
---
النحوي الصغير
01-22-2007, 12:18 PM
جزاك الله خيرًا...
ولكن لم ينزل الملف عندي
---
عبدالرحمن الشهري
01-22-2007, 04:58 PM
جزاكم الله خيراً أبا العالية على هذه الفائدة .
الأخ الكريم النحوي الموفق : البحث يحتاج إلى الانتظار قليلاً حتى يظهر شريطة أن يكون برنامج Acropat Reader موجوداً على جهازكم .
---
معروفي
01-23-2007, 06:21 AM
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب .
---
(1/708)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اقرأوا هذا البحث في إجازة العيد فهو مهم
---
اقرأوا هذا البحث في إجازة العيد فهو مهم
---
جمال أبو حسان
10-19-2006, 08:50 AM
هذا بحث قدمه الدكتور شريف الخطيب استاذ العقيدة في جامعة آل البيت وهو يتناول موضوعا مهما جدا وهو يدور حول مشروعية الاجتهاد في فروع العقيدة أضعه لكم لعله يسهم في تقريب وجهات النظر وتقبلوا تحياتي .
[line]
مشروعيّة الاجتهاد في فروع الاعتقاد
إعداد الدكتور شريف "الشيخ صالح" أحمد الخطيب
الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الفقهية والقانونية جامعة آل البيت
قسم أصول الدين
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين سيّدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..
فإن شريحة من المسلمين تقوم بتكفير المسلمين الذين هم مثلهم، بحجة أن مسائل الاعتقاد لا تقبل الاجتهاد ولا تقبل الخلاف، وكل طائفة من هذه الطوائف تعتقد أنها على الحق وأنها هي الطائفة الناجية وان غيرها على الباطل، وهذا الاعتقاد يسهم إلى حد كبير في تعميق الخلاف بين المسلمين، والذي يبدأ بعدم الإقرار بالخلاف ثم بالتبديع والتفسيق إلى التكفير والقتل؛ لأنه –كما يزعمون-من بدل دينه فاقتلوه.
والحقيقة التي ينبغي أن يعتقد بها المسلمون جميعا بغض النظر عن فرقهم وتوجهاتهم ومدارسهم الفكرية، أن هناك مسائل في العقيدة لا يجوز الخلاف فيها لكونها ليست محلا للاجتهاد وهذه هي أصول العقيدة، ومسائل أخرى يجوز الخلاف فيها لكونها محلا للاجتهاد وهذه هي فروع الاعتقاد.
وانقسام العقيدة إلى أصول وفروع منصوص عليه،وتدل عليه نصوص كثيرة وأقوال للعلماء عديدة.(1/709)
وإذا كانت نصوص الكتاب والسنة على ما هو معلوم؛ منها ما يقبل الخلاف والاجتهاد ومنها ما لا يقبلهما، ولا فرق بين هذه النصوص سواء أكانت تدل على مسائل علمية وهي مسائل العقيدة، أم كانت تدل على مسائل عملية وهي مسائل الفقه، والنصوص التي جاءت بفرضية الاجتهاد لا تفرق بين هذه النصوص أو تلك، وإذا كان الأمر كذلك فإنا نجد أن الصحابة والتابعين ومن بعدهم اجتهدوا في مسائل فروع الاعتقاد، واختلفت آراؤهم فيها من غير حدوث إنكار من بعضهم على بعضهم الآخر إلى حد التبديع أو التكفير أو القتل، وبقوا محافظين على وحدة كلمتهم واعتصامهم بحبل الله كما أمرهم الله بقوله: )يا أيها الّذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون*واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا((103: آل عمران). ولم يقعوا فيما نهاهم عنه وحذرهم منه بقوله تعالى: )ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم( (105:آل عمران)
وهكذا جمعوا بين الاختلاف في مسائل فروع الاعتقاد ووحدة الأمة ووحدة ولائها ووقوفها أمام أعدائها.
ولعل هذا البحث يسهم في إعادة تلك الصورة المشرقة من الاختلاف في الرأي مع وحدة القلوب والمواقف جمعاً بين الأمر بالاجتهاد والأمر بالوحدة وعدم الاختلاف والنظر إلى المخالف على أنه معذور ومأجور وإن أخطأ في اجتهاده.
الدّراسات السّابقة:
لم أطّلع على دراسة مستقلّة تشير إلى مشروعيّة الاجتهاد في مسائل الاعتقاد، وإن كانت هناك نصوص تحدثت عن هذا الموضوع متفرّقة في بطون الكتب كما سيظهر من خلال استعراض بعضها في ثنايا البحث.
منهجيّة الدراسة:
قامت الدّراسة على المنهج العلميّ القائم على الاستقراء والتّحليل والاستنتاج، حيث قام الباحث:
-باستقراء الأدلّة على مشروعيّة الاجتهاد في مسائل الاعتقاد، وتحليلها، واستنتاج هذه المشروعية منها.(1/710)
-وعزو الآيات إلى مواضعها من السّور، وتخريج الأحاديث النبويّة، والحكم عليها حيث لزم الأمر.
إشكاليّة البحث: ما حكم الاجتهاد في مسائل الاعتقاد ؟ وهل هو نفس الحكم في مسائل الفقه ؟.
وهل في مسائل الاعتقاد ما يجوز الاجتهاد فيه وما لا يجوز كما هو الحال في مسائل الفقه ؟.
وهل يعذر المخطئ والمخالف في مسائل الاعتقاد كما هو الحال في مسائل الفقه؟.
وهل الحكم في المخطئ والمخالف في مسائل الاعتقاد كما هو الحال في مسائل الفقه ؟، وهو عدم التّكفير أو التّبديع هذا ما سيحاول البحث الإجابة عنه.
محددات البحث: سيكون هذا البحث مقتصرا على نظرة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة، واقتصر على ذلك خشية الإطالة، وليكون الخطاب من كل طائفة من طوائف المسلمين من خلال علمائها وكتبها؛ وهذا ادعى للإقناع والقبول.
خطّة البحث:
لقد قسم البحث إلى مقدمة وتمهيد، وأربعة مباحث وخاتمة.
التمهيد: مصطلحات البحث: تعريف الاجتهاد والأصل والفرع والعقيدة.
المبحث الأول: حكم الاجتهاد عمومًا وفي مسائل الاعتقاد خصوصًا.
المبحث الثاني: أدلّة وقوع الاجتهاد في فروع الاعتقاد.
المبحث الثالث: أقوال العلماء في حكم المخالف في مسائل الاجتهاد في الاعتقاد.
المبحث الرابع:نظرية ابن تيمية في الاجتهاد في فروع الاعتقاد.
الخاتمة: وفيها أهم النّتائج التي توصّلت إليها.
وختاما، فأسأل الله القدير أن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
التمهيد: تعريف بمصطلحات البحث
1. الاجتهاد لغة واصطلاحًا:
الكلام في مفهوم الاجتهاد يكون في معناه لغة، واصطلاحًا، وذلك ضمن النقاط التالية:(1/711)
أولا: الاجتهاد لغة: مصدر مأخوذ من الجَهْد، والجُهْد: وهو بالفتح المشقة، وقيل: المبالغة والغاية، وبالضم، الوسع والطاقة، وقيل: هما لغتان في الوسع والطاقة ([i]) وهو كما قال الفيروزآبادي: " الجَهْدُ الطاقَةُ، ويضمُّ، والمَشَقَّةُ. واجْهَدْ جَهْدَكَ ابْلُغْ غايَتَكَ" ([ii]).
وغاية الأمر: أن معنى الاجتهاد لغة يدور حول بذل الوسع والطاقة في طلب أمر من الأمور؛ ويصل إلى غايته ونهايته ومقصوده.
وهذا المعنى هو المقصود في تعريفنا الاصطلاحي له حيث يستفرغ المجتهد([iii]) وسعه وطاقته العقلية ضمن قواعد معينة للوصول إلى حكم شرعي باستثماره الأدلة النقلية ([iv]).
ثانيا: الاجتهاد اصطلاحا ([v]):
عرف الأصوليون الاجتهاد اصطلاحًا ([vi]) بتعاريف عدة، ومنها ما عرفه به الإمام الغزالي بقوله: " بذل المجتهد وسعه في طلب العلم بأحكام الشريعة " ([vii]) وعرفه ابن الحاجب بقوله: " هو استفراغ الفقيه الوسع لتحصيل ظن بحكم شرعي"([viii]).
2- تعريف الأصول والفروع لغة واصطلاحا:
ففي اللغة "الأصل واحد الأصول، يقال: أصل مؤصل، واستأصله، أي قلعه من أصله"([ix]).
والفرع في اللغة: "فرع كل شيء أعلاه"([x]) وعلى هذا يكون المعنى اللغوي للأصل والفرع هو الذي يبنى عليه غيره ويكون أساساً له، والفرع هو الذي يقوم على ذلك الأساس ويتشعّب منه.
وأما المعنى الاصطلاحي للأصل في عرف علماء العقيدة، فقد يراد به الأحكام الاعتقادية والتي تتفرع عنها الأحكام العملية، وهذا ما يبدو من تعريف الكلام عند التفتازاني والذي يراد به –علم العقيدة - حيث يقول في تعريفه: "إنه العلم بالقواعد الشرعية الاعتقادية المكتسب من أدلتها اليقينية"([xi]) ويوضح ذلك بقوله: "الأحكام المنسوبة إلى الشرع منها ما يتعلق بالعمل وتسمى فرعية وعملية، ومنها ما يتعلق بالاعتقاد، وتسمى أصلية واعتقادية"([xii]).(1/712)
وقد يراد بالأصل القاعدة الكلية في العقيدة والمتفق عليها والمجمع عليها والتي تكون قطعية الثبوت والدلالة و التي تتشعب منها فروع تلك العقيدة الكلية وجزئياتها، التي تكون في محل الاجتهاد والاختلاف, وهذا ما أقصده في الفروع في هذا البحث .
وهذا التفريق بين الأصول والفروع في الاعتقاد أمر ثابت عند أهل السنة والجماعة، وغيرهم من الفرق والمذاهب الإسلامية، فهم يفرقون بين الأصول والفروع من حيث المفهوم، ومن حيث حكم المخالف في كل منهما.
فالأصل عندهم هو: ما كان ثابتًا بدليل قطعي الثبوت، قطعي الدلالة، وبالتالي فإن هذا الأصل يكون موضع إجماع من المسلمين، ولا يدخله الاجتهاد ولا التأويل، ويكون معلومًا من الدين بالضرورة([xiii]).
وقد يرى بعضهم مثل المعتزلة: أن الأصل في الدين، هو ما دل العقل عليه دون ما دلّ عليه الشرع([xiv]) والصحيح: أن الأصل في الدين هو ما كان ثابتًا بدليل سمعي شرعي قطعي الثبوت قطعي الدلالة، وأن ما دون ذلك يكون فرعًا يدخله الاجتهاد.
ورتبوا على ذلك أن المخالف في الأصل يعتبر كافرًا، بينما المخالف في الفرع يعتبر مجتهدًا مصيبًا، أو مخطئًا في اجتهاده.(1/713)
وقد نص العلماء على تقسيم المسائل الاعتقادية إلى أصول وفروع، وإليك بعض أقوالهم في ذلك([xv]): قال ابن تيمية: "وقال المفسرون لمذهبهم – مذهب أهل السنة – أن له أصولاً وفروعًا، وهو مشتمل على أركان وواجبات – ليس بأركان ومستحبات – " وهذا في معرض حديثه عن أهل السنة حيث يعتقدون أن للإيمان أصولاً وفروعًا. وقال: فصل فيما اختلف فيه المؤمنون من الأقوال والأفعال في الأصول والفروع، فان هذا من اعظم أصول الإسلام الّذي هو معرفة الجماعة وحكم الفرقة والتقاتل والتكفير والتلاعن والتباغض وغير ذلك([xvi]) ويقسم ابن تيمية([xvii]) أمور الشرع إلى أصول وفروع ويبين أن الأصول هي ما جاء في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل الرسول e عن الإيمان فقال:أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره([xviii]).
-وقال الإمام البغوي: "إن سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام وهو أصل كل خطأ في الأصول والفروع"([xix]).
-وقال ابن دقيق العيد: " والبداءة في المطالبة بالشهادتين؛ لأن ذلك أصل الدين، الّذي لا يصح شيء من فروعه إلا به "([xx]).
-وقال الإمام السمعاني فيما نقله عنه الإمام ابن القيم: " وبهذا يظهر مفارقة الاختلاف في مسائل الفروع اختلاف العقائد في الأصول " ([xxi])(1/714)
وقال أحمد بن الحسين البيهقي: "وفي حديث عبد الله بن عمرو: (إلا واحدة، ما أنا عليه وأصحابي) وإنما اجتمع أصحابه على مسائل الأصول، فإنه لم يُرْوَ عن واحدٍ منهم خلاف ما أشرنا إليه في هذا الكتاب. فأما مسائل الفروع فما ليس فيه نص كتاب ولا نص سنة فقد اجتمعوا على بعضه واختلفوا في بعضه، فما اجتمعوا عليه ليس لأحد مخالفتُهم فيه، وما اختلفوا فيه فصاحب الشرع هو الذي سوّغ لهم هذا النوع من الاختلاف؛ حيث أمرهم بالاستنباط وبالاجتهاد مع علمه بأن ذلك يختلف، وجعل للمصيب منهم أجرين، وللمخطئ منهم أجرًا واحدًا، وذلك على ما يحتمل من الاجتهاد، ورُفع عنه ما أخطأ فيه "([xxii]). ونجد إشارات متعددة للعلماء في التفريق بين الأصول والفروع من حيث الحكم بالكفر أو عدمه للمخالف فيرى القرطبي أن التأويل يعتبر باطلا إذا كان في موضع إجماع المسلمين([xxiii]) ويرى ابن حجر أن الكفر إنما يكون فيما خالف المعلوم من الدين بالضرورة([xxiv]) ويجمع ابن دقيق العيد بين الأمرين السابقين وينص على التواتر في النص([xxv]) وكذلك يشير السيوطي إلى المعنى نفسه([xxvi]).
3. الاعتقاد لغة واصطلاحاً:
العقيدة لغة: مشتقة من العقد، ومعناه نقيض الحل، وعقد الحبل شد بعضه إلى بعض، والعقود أوثق العهود
ومنه قوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود((1: المائدة) والعقيدة هي فعيل بمعنى مفعول أي المعتقدات، ومادة عقد في اللغة مدارها على اللزوم والتأكد والاستيثاق([xxvii]) ففي القران: )لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان((89: المائدة).(1/715)
والعقيدة اصطلاحا: "هي القواعد أو الأحكام الشرعية الاعتقادية التي يطلب من المكلف الاعتقاد بها أي الإيمان بصحتها " ([xxviii]) ويمكن تعريف العقيدة: "وهي الأمور التي تصدق بها النفوس،وتطمئن إليها القلوب وتكون يقينا عند أصحابها لا يمازجها ولا يخالطها شك"([xxix]). وبعد أن عرفت الاجتهاد والفرع والاعتقاد يمكن أن اعرف الاجتهاد في فروع الاعتقاد فأقول: بذل المجتهد وسعه في تحصيل حكم شرعي في مسالة من مسائل فروع الاعتقاد.
المبحث الأول
حكم الاجتهاد عمومًا وفي مسائل الاعتقاد خصوصًا.
أولاً: حكم الاجتهاد عمومًا:
مما هو معلوم أن حكم الاجتهاد فرض كفاية على الأمّة إذا قام به بعض المجتهدين فيها، سقط الإثم عن الآخرين، وإلا أثمت الأمّة كلها ([xxx]).
والنصوص الدالة على هذا الحكم من الكتاب والسنة والإجماع مشهورة معروفة، منها قوله سبحانه وتعالى: )ولو ردوه إلى الله والرسول لعلمه الّذين يستنبطونه منهم((83: النساء).
وقوله تعالى: )فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون((122: التوبة).
ومن السنة حديث معاذ t أن رسول الله e لما أراد أن يبعثه إلى اليمن قال: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟) قال: أقضي بكتاب الله، قال: (فإن لم تجد في كتاب الله؟) قال: فبسنة رسول الله e قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله e ولا في كتاب الله؟) قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله e صدره وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)([xxxi]).(1/716)
وإذا كانت هذه النصوص تدل على فرضية الاجتهاد فإنها ليست مقيدة بأحكام الفقه دون أحكام العقيدة لأن النصوص الشرعية تأتي بالحكم الفقهي والاعتقادي؛ فيجوز الاجتهاد فيهما والتفريق بين هذه الأحكام لم يحدث إلا في العصور المتأخرة من باب التبويب والتقسيم، وإلا فإن الفقهاء كانوا فقهاء الفقه الأكبر وفقه الفروع، كما ذهب إلى ذلك الإمام أبو حنيفة عندما قال في تعريف الفقه: "الفقه هو ما يجب على النفس من معرفة، فإذا كان في الأصول كان الفقه الأكبر، وإذا كان في الفروع كان معرفة الأحكام العملية التفصيلية"([xxxii]). ويسوي ابن تيمية بين الاجتهاد في مسائل الفقه والعقيدة حيث يعطي نفس الحكم لهما بقوله: "وعامة ما تنازعت فيه فرقة المؤمنين من مسائل الأصول وغيرها في باب الصفات والقدر والإمامة وغير ذلك هو من هذا الباب، فيه المجتهد المصيب، وفيه المجتهد المخطئ، ويكون المخطئ باغياً، وفيه الباغي من غير اجتهاد، وفيه المقصر فيما أمر به من الصبر"([xxxiii]).
ومن هنا وجدنا الاجتهاد في مسائل الاعتقاد منذ عهد الصحابة y إلى يومنا هذا.
ثانياً: حكم الاجتهاد في فروع الاعتقاد.(1/717)
إذ تبين من الفقرة السابقة أن الاجتهاد في النصوص الشرعية لاستخراج الحكم هو فرض كفاية، إلا أن طبيعة النصوص مختلفة، فهناك نصوص لا يمكن الاجتهاد والاختلاف فيها، حيث أنها قطعية الثبوت قطعية الدلالة، وهي المسائل الثابتة التي لا تتغير ولا مجال فيها للتفسير أو التأويل أو المعارضة، أو المخالفة، لكون دلالتها على الأحكام قطعية، مثل المسائل العقائدية الأصلية المتعلقة بأصل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره؛ وأن القرآن حق، ومنزل من عند الله عز وجل، وأن الرسول e أُرسل للناس كافة، وهي الأحكام الاعتقادية الكلية التي لم يخالف فيها أحد من المسلمين،وكذلك كل ما علم من الدين بالضرورة ([xxxiv]) وكقطعية بعث الرسل بالنسبة للأحكام العقدية، وكقطعية تحريم الأمهات في قوله تعالى: )حرمت عليكم أمهاتكم((23: النساء) بالنسبة للأحكام العملية، ولذلك لم تكن محلا للاجتهاد، وهي محل اتفاق الأمّة سابقها ولاحقها، متقدّمها ومتأخرها.
وهناك نوع آخر من النصوص الشرعية يمكن أن يدخلها التأويل والمعارضة أو المخالفة لكونها ظنيّة الثبوت والدلالة، أو قد تكون ظنيّة الثبوت قطعية الدلالة، أو قطعية الثبوت ظنيّة الدلالة ([xxxv]).
-ومنها: بعض المسائل الاعتقادية الفروعية، وبعض النظريات الكلامية التي اختلف فيها العلماء، وجرت بينهم فيها مناظرات ومناقشات عائدة لظنية الأدلة الدالة على هذا الحكم العقدي([xxxvi]).
وهذه الأحكام يكون فيها مجال للاجتهاد للوصول إلى الرأي الصائب، أو القريب من الصواب، ومعلوم أن هذه الأحكام هي الأحكام الاعتقادية الفرعية، والأحكام العملية الظنية.
وهذا النوع من الأحكام يتجاذبه جملة من القواعد والمبادئ المتصلة بمقاصد الشريعة العامة وكلياتها اعتقادية أو عملية، ([xxxvii]).(1/718)
و يؤكد الشاطبي ما سبق بقوله: " فان الله تعالى حكم بحكمته أن تكون فروع هذه الملة قابلة للانظارومجالا للظنون وقد ثبت عند النظار أن النظريات لا يمكن الاتّفاق عليها عادة، فالظنيات عريقة في إمكان الاختلاف فيها، لكن في الفروع دون الأصول، وفي الجزئيات دون الكليات، فلذلك لا يضر هذا الاختلاف" ([xxxviii]). ويظهر من النص أن النظربات يقصد بها المعتقدات وانه يصح الخلاف في فروع الاعتقاد دون الأصول.
ويفرق الشاطبي أيضا في الاختلاف بين الأصول والفروع بقوله: "إن هذه الفِرَق إنما تصير فرقًا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئية من الجزئيات إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشا عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا و إنما ينشأ المخالفة في الأمور الكلية " ([xxxix]) ومن هذا النص يظهر أن الشاطبي يرى جواز المخالفة في الفروع والجزئيات دون الأصول والكليات.
ويرى ابن تيمية أن المسائل الأصولية والمجمع عليها والتي دلالة النصوص عليها قطعية لا يجوز الاجتهاد فيها ومنكرها كافر بينما المسائل الفروعية وغير المجمع عليها والتي دلالة النصوص عليها غير قطعية يجوز الاجتهاد فيها ومنكرها ليس كافرًا"([xl]).(1/719)
ويجعل ابن تيمية "الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء، ليس لأحد خروج عنها، ومن دخل فيها كان من أهل الإسلام المحض، وهم أهل السنة والجماعة، وما تنوعوا فيه من الأعمال والأقوال المشروعة فهو بمنزلة ما تنوعت فيه الأنبياء... وإن تنوعت الأفعال في حق أصناف الأمّة فلم يختلف اعتقادهم ولا معبودهم... والمذاهب والطرائق، والسياسات للعلماء والمشايخ والأمراء إذا قصدوا بها وجه الله تعالى دون الأهواء... بحسب الإمكان بعد الاجتهاد التام، هي لهم من بعض الوجوه بمنزلة الشرع والمناهج للأنبياء، وهم مثابون على ابتغائهم وجه الله تعالى وعبادته وحده" ([xli]). ويفرق ابن الوزير بين ما كان معلوما من الدين بالضرورة وما ليس كذلك ولا يرى كفر المتأول والمخالف في ذلك فيقول: والدليل على أنه لا يكفر أحد من المخالفين في التأويل إلا من بلغ الحد في جحد المعاني المعلوم ثبوتها بالضرورة 000 إن الكفر هو تكذيب النبي r إما بالتصريح أو ما يستلزمه استلزامًا ضروريًا لا استدلاليًا([xlii]).
ويقول محمد بن عبد الوهاب: " ثم اعلموا وفقكم الله، إن كانت المسألة إجماعاً فلا نزاع، وإن كانت مسائل اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في من يسلك الاجتهاد"([xliii]).
وإذا كانت النصوص القطعية لا مجال للاجتهاد فيها وأما الظنية فيجوز الاجتهاد فيها فانه لابد من وجود الضوابط لهذا الاجتهاد حتى نصل للرأي الصحيح ولا نقع في الخطأ وفي ذلك يبين شارح العقيدة الطحاوية مسوغات الاجتهاد والتأويل الصحيح لذلك الاجتهاد بحيث لا يقع صاحب الاجتهاد في خطأ التأويل الفاسد، وهذا إقرار منه بالاجتهاد والاختلاف في مسائل الاعتقاد فيقول:(1/720)
" فالتأويل الصحيح هو الّذي يوافق ما جاءت به السنة، والفاسد المخالف له. فكل تأويل لم يدل عليه دليل من السياق، ولا معه قرينة تقتضيه، فإن هذا لا يقصده المبين الهادي بكلامه، إذ لو قصده لحف بالكلام قرائن تدل على المعنى المخالف لظاهره، حتى لا يوقع السامع في اللبس والخطأ، فإن الله أنزل كلامه بياناً وهدى، فإذا أراد به خلاف ظاهره، ولم يحف به قرائن تدل على المعنى الّذي يتبادر غيره إلى فهم كل أحد-لم يكن بياناً ولا هدى. فالتأويل إخبار بمراد المتكلم، لا إنشاء.
وفي هذا الموضع يغلط كثير من الناس، فإن المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه، فإذا قيل: معنى اللفظ كذا وكذا، كان إخباراً بالذي عنى المتكلم فإن لم يكن الخبر مطابقاً كان كذباً على المتكلم. ويعرف مراد المتكلم بطرق متعددة، منها: أن يصرح بإرادة ذلك المعنى. ومنها: أن يستعمل اللفظ الّذي له معنى ظاهر بالوضع، ولا يبين بقرينة تصحب الكلام أنه لم يرد ذلك المعنى، فكيف إذا حف بكلامه ما يدل على أنه إنما أراد حقيقته وما وضع له، كقولهِ: )وكلم الله موسى تكليمًا(( 146: النساء ). وكما في الحديث: (أنكم ترون ربكم عياناً كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب)([xliv]).
فهذا مما يقطع به السامع له بمراد المتكلم، فإذا أخبر عن مراده بما دل عليه حقيقة لفظه الّذي وضع له مع القرائن المؤكدة، كان صادقاً في إخباره.
وأما إذا تأول الكلام بما لا يدل عليه ولا اقترن به ما يدل عليه، فإخباره بأن هذا مراده كذب عليه، وهو تأويل بالرأي، وتوهم بالهوى " ([xlv]).
المبحث الثاني
أدلة وقوع الاجتهاد في فروع الاعتقاد وأقوال العلماء فيه(1/721)
وإذا كان العلماء قد أقروا بالاجتهاد كما بينا في المطلب السابق في فروع الاعتقاد دون الأصول من حيث التصور فإن الاجتهاد والاختلاف قد وقعا بين الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء، وسأورد بعض الأمثلة في فروع الاعتقاد الثلاثة في الإلهيات والنبوات والسمعيات.
أولا: الإلهيات:
1-الاجتهاد في رؤية النبي r لله عز وجل في معراجه إلى السماء: فقد حكى القاضي عياض في كتابه "الشفا" اختلاف الصحابة ومن بعدهم في رؤيته r، وإنكار عائشة رضي الله عنها أن يكون r رأى ربه بعين رأسه، وإنها قالت لمسروق حين سألها: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت، ثم قالت: من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب([xlvi]).
ثم قال: وقال جماعة بقول عائشة رضي الله عنها، وهو المشهور عن ابن مسعود وأبي هريرة واختلف عنه، وقال بإنكار هذا وامتناع رؤيته في الدنيا جماعة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه r رآه بعينه، وروى عطاء عنه: إنه رآه بقلبه. ثم ذكر أقوالاً وفوائد، ثم قال: وأما وجوبه لنبينا r والقول بأنه رآه بعينه. فليس فيه قاطع ولا نص، والمعول فيه على آيتي النجم، والتنازع فيهما مأثور، والاحتمال لهما ممكن.
وهذا القول الّذي قاله القاضي عياض رحمه الله هو الحق، فإن الرؤية في الدنيا ممكنة، إذ لو لم تكن ممكنة لما سألها موسى u، لكن لم يرد نص بأنه r رأى ربه بعين رأسه، بل ورد ما يدل على نفي الرؤية، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر t قال: "سألت رسول الله r هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه" وفي رواية: "رأيت نوراً".(1/722)
وقد روى مسلم أيضاً عن أبي موسى الأشعري t أنه قال: "قام فينا رسول الله r بخمس كلمات، فقال: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور) وفي رواية: (النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) ([xlvii]) فيكون -والله أعلم- معنى قولهِ: لأبي ذر (رأيت نوراً) ([xlviii]): أنه رأى الحجاب، ومعنى قولهِ: (نور أنّى أراه) ([xlix]): النور الّذي هو الحجاب يمنع من رؤيته، فأنّى أراه؟ أي فكيف والنور حجاب بيني وبينه يمنعني من رؤيته فهذا صريح في نفي الرؤية، والله أعلم ([l]).
وقد تقدم ذكر اختلاف الصحابة في رؤيته r ربه عز وجل بعين رأسه، وأن الصحيح أنه رآه بقلبه، ولم يره بعين رأسه.
وقولهِ: )ما كذب الفؤاد ما رأى((11: النجم ) ).... ولقد رآه نزلة أخرى((13: النجم ) صح عن النبي r أن هذا المرئي جبرائيل، رآه مرتين على صورته التي خلق عليها.
وأما قوله تعالى في سورة النجم: )ثم دنى فتدلى(( 8: النجم ) فهو غير الدنو والتدلي المذكورين في قصة الإسراء، فإن الّذي في سورة النجم هو دنو جبرائيل وتدليه كما قالت عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فإنه قال: )علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى(( 5-8 النجم ) فالضمائر كلها راجعة إلى هذا المعلم الشديد القوى، وأما الدنو والتدلي الّذي في حديث الإسراء فذلك صريح في أنه دنو الرب تعالى وتدليه. وأما الّذي في سورة النجم أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى، فهذا هو جبرائيل رآه مرتين مرة في الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى([li]).(1/723)
2-الاجتهاد في جواز الإقسام على الله عز وجل: إن كان مراده الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور أيضاً لأن الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فكيف على الخالق وقد قال r ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ )([lii]) ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه y يكره أن يقول الداعي : "أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام" ونحو ذلك حتى كره أبو حنيفة ومحمد أن يقول الرجل: "اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك" ولم يكرهه أبو يوسف لما بلغه الأثر فيه، وتارة يقول بجاه فلان عندكَ أو يقول نتوسل إليكَ بأنبيائك ورسلك وأوليائك، ومراده لأن فلاناً عندك ذو وجاهة وشرف ومنزلة فأجب دعانا ([liii]).
3-الاجتهاد في أول مخلوقات الله عز وجل: ولا يخلو قولهِ : (أول ما خلق الله القلم...) إما أن يكون جملة أو جملتين. فإن كان جملة وهو الصحيح كان معناه أنه عند أول خلقه قال له اكتب، كما في اللفظ (أول ما خلق الله القلم قال له اكتب ) بنصب "أول" والقلم، وإن كان جملتين وهو مروى برفع "أول والقلم" فيتعين حمله على أنه أول المخلوقات من هذا العالم، فيتفق الحديثان، إذ حديث عبد الله بن عمرو صريح في أن العرش سابق على التقدير، والتقدير مقارن لخلق القلم. وفي اللفظ الآخر لما خلق الله القلم قال له: اكتب ([liv]). وسبب الخلاف كما يظهر يعود إلى ناحية الإعراب والى أن هذا النص جملة أو جملتين.(1/724)
4-الاجتهاد في صفة علو الله عز وجل: يرى ابن تيمية أن الاجتهاد منه الصواب ومنه الخطأ وفي ذلك يقول وكذلك كثير ممن يتنازعون في أن الله في السماء ومقصو دهم بان الله في السماء أو ليس في السماء فالمثبتة تطلق القول بأن الله في السماء كما جاءت به النصوص ودلت عليه بمعنى انه فوق السماوات على عرشه بائن عن خلقه. وآخرون ينفون القول بان الله في السماء ومقصودهم أن السماء لا تحويه ولا تحصره ولا تقله ولا ريب أن هذا المعنى صحيح فان الله لا تحصره مخلوقاته ثم قال ولكن هؤلاء أخطئوا في نفي اللفظ الّذي جاء به الكتاب والسنة وفي توهم أن إطلاقه دال على معنى فاسد ([lv]).
5-الاجتهاد في معنى صفة: " وجه الله عز وجل ": فقد اجتهد الصحابة والتابعون في تفسير قوله تعالى: )ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم (( 115: البقرة ) فعن ابن عمر –رضي الله عنهما- أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته ويذكر أن رسول الله r كان يفعل ذلك ويتأول الآية([lvi]))فأينما تولوا فثم وجه الله( . ( 115: البقرة ).
ونقل ابن كثير عن ابن عباس -رضي الله عنهما– في قوله تعالى: )فأينما تولوا فثم وجه الله( ( 115: البقرة ) أن معناه: قبلة الله، أينما توجهت شرقا أو غربا، وقال مجاهد: فأينما تولوا فثم وجه الله: حيث ما كنتم فلكم قبلة تستقبلونها الكعبة ([lvii]).
وكما اختلف الصحابة في معنى الوجه في الآية الكريمة، اختلف من بعدهم التابعون، قال الترمذي: ويروى عن مجاهد في هذه الآية، )فأينما تولوا فثم وجه الله(( 115: البقرة ) قال: فثم قبلة الله، وقال حدثنا بذلك أبو كريب، حدثنا وكيع عن النضر بن عربي عن مجاهد بهذا ([lviii]).
ونقل عن طائفة أخرى منهم عامر بن ربيعة عن أبيه الصحابي، وعن حماد عن إبراهيم النخعي أن الوجه هنا بمعنى القبلة ([lix]).(1/725)
ونقل الرأي الثاني: أن " فثم وجه الله " أي: فثم الله تبارك وتعالى، وقال آخرون: عني بالوجه ذا الوجه ([lx])
وظاهر من هذا الخلاف أن منهم من حملها على الحقيقة ومنهم من حملها على المجاز ثم اختلفوا في تأويلها على آراء.
6-الاجتهاد في حقيقة الكرسي لله عز وجل: فقد اجتهد الصحابة في معنى قوله تعالى: )وسع كرسيه السماوات والأرض(( 255: البقرة ) فاختلفت الآراء في المسألة إلى الآراء التالية: فقال بعضهم: أنه الكرسي علم الله، وذهب آخرون إلى أن الكرسي موضع القدمين، وذهب آخرون إلى أن الكرسي هو العرش نفسه، فذهب على القول الأول من الصحابة ابن عباس – رضي الله عنهما – وابن جبير من التابعين، وذهب إلى القول الثاني: أبو موسى الأشعري والسّدي وطائفة من السلف، وإلى الرأي الثالث: الحسن البصري، نقل هذه الأقوال الطبري وعقب عليها: ولكل من هذه الأقوال وجه ومذهب ثم مال هو إلى تأويل الكرسي بالعلم ([lxi]).
ثانيا: النبوات:
1-الاجتهاد في حقيقة الرسل هل هم من الإنس فقط أم من الإنس والجن معا: فمنهم من ذهب إلى انهم من الإنس والجن وهو ما رواه ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم لقوله تعالى: )يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم( ( 130: الأنعام ) وقال مجاهد وغيره من السلف والخلف،الرسل من الإنس فقط، وليس من الجن رسول،، وقال ابن عباس الرسل من بني آدم ومن الجن نذر([lxii]).
وسبب الخلاف في هذه المسالة أن من حمل الآية على عممومها فقد ذهب إلى أن الله يرسل الرسل من الإنس والجن ومن حملها على وجه التخصيص فقد ذهب إلى أن الرسل من الإنس فقط، وفهم الآية السابقة على مثل قول الله تعالى: )يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان(( 22: الرحمن ) والمراد من أحدهما([lxiii]).(1/726)
2- الاجتهاد في حقيقة الفرق بين النبي والرسول: فقد اختلف في حقيقة النبي والرسول فمن العلماء من ذهب انه لا فرق بين معنى الرسول والنبي، ومنهم من فرق بين النبي والرسول فجعل الرسول من أمر بالتبليغ والنبي من لم يؤمر بالتبليغ ([lxiv]). ومنهم من قال بل من نزلت عليه شريعة مستقلة فهو الرسول لأنه خص بشريعة وكتاب ومن بلغ شريعة الرسول الّذي سبقه فهو النبي ([lxv]).
3- الاجتهاد في عدد الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام -: فقد أختلف في عدد الأنبياء فالبعض ذهب إلى أن عدد الأنبياء غير محصور بعدد ومنهم من حصره بمائة وأربعة وعشرين ألف نبي ورسول ([lxvi]). وقد كان سبب الخلاف هو صحة الحديث الذي ورد بالعدد فعن أبي أمامة قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال:( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً من الرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسه عشر جماً غفيراً)([lxvii]) ومعارضته لإطلاق العدد في القران الكريم في مثل فوله تعالى ) وان من أمة إلا خلا فيها نذير( ( 24: فاطر )
4- الاجتهاد في نبوة النساء: فقد أختلف في نبوة النساء، فقد ذهب بعض العلماء إلى نبوة بعض النساء، ومن هؤلاء أبو حسن الأشعري والقرطبي وابن حزم، وقد خالفهم في ذلك جمهور العلماء، وهناك من نقل الإجماع على عدم نبوة النساء ([lxviii]).
وهذا الخلاف إنما وقع لان النصوص في هذه المسالة ليست قطعية الدلالة([lxix]).
5 - الاجتهاد فيما عصم الله عز وجل أنبياءه –عليهم الصلاة والسلام- منه: فقد اختلف فيما عصم الله سبحانه وتعالى أنبياءه منه من الكبائر أو من الكفر أو من الصغائر قبل النبوة أو بعدها ويقول التفتازاني: "واستقر الخلاف بين المسلمين في عصمتهم وفي فضلهم على الملائكة ولا قاطع في أحد الجانبين"([lxx]).(1/727)
6- الاجتهاد في تفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة: فقد نقل ابن أبي العز الحنفي الخلاف في تفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة، فقد ذهب أهل السنة والجماعة إلى تفضيل صالحي الأنبياء فقط على الملائكة، وذهب المعتزلة إلى تفضيل الملائكة، وأما الأشاعرة، فذهب بعضهم إلى التوقف في هذه المسالة، وذهب آخرون إلى الميل لتفضيل الملائكة، وذهب آخرون إلى تفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة، وأما الشيعة، فقد ذهبوا إلى أن الأئمة أفضل من الملائكة.
وقد توقف الإمام أبو حنيفة في هذه المسألة، ولذا، فلم يوردها الطحاوي في نصه، وذهب شارح الطحاوية إلى أن الأدلة في هذه المسالة متكافئة([lxxi]). وقال الامدي بعد أن أورد الخلاف في هذه المسالة قال: ( فهذه المسالة ظنية سمعية والترجيح فيها لكل أحد على حسب ما يتفضل الله تعالى عليه من المنة وجودة القريحة كما في غيرها من المسائل الاجتهادية )([lxxii]).
ثالثا: السّمعيات:
ومن الأدلة على وقوع الاختلاف والاجتهاد في مسائل السمعيات، ما يأتي:
1- الاجتهاد في الدخان والوارد في قوله تعالى: " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم "( 10-11 الدخان ) وفي المراد بهذا الدخان، وهل وقع، أو من الآيات المرتقبة قولان:
القول الأول: أن هذا الدخان هو ما أصاب قريشا من الشدة والجوع، عندما دعا عليهم النبي e حين لم يستجيبوا له، فأصبحوا يرون في السماء كهيئة الدخان، وإلى هذا القول ذهب عبد الله ابن مسعود t وغيره من التابعين ([lxxiii]) وهذا اجتهاد منه t على واقعة بعينها.
القول الثاني: أن الدخان آية من آيات الله مرسلة على عباده قبل مجيء الساعة، فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ، وإلى هذا القول ذهب ابن عباس رضي الله عنهما وبعض الصحابة والتابعين([lxxiv]).(1/728)
2- اجتهاد بعض العلماء في النار التي تخرج في آخر الزمان: ظن بعض الناس عندما ظهرت نار عظيمة في المدينة في جزيرة العرب أنها هي النار المقصودة كعلامة من علامات الساعة الكبرى، ولكن الحقيقة أن الرأي الراجح أن علامة الساعة الكبرى هي النار التي تخرج آخر الزمان وتحشر الناس إلى محشرهم تبيت معهم([lxxv]) وهذا إنزال النص على واقعة معينة ومخالفة الغير في ذلك.
3- الاجتهاد في اسم الدَّجّال وحقيقة ما معه ممن جنة أو نار:
لقد اختلف الصحابة ومن بعدهم من العلماء في من هو الدَّجّال؛ فمنهم من قال: أنه ابن الصياد، ومنهم من قال: أنه الرجل الذي رؤي في حديث الجساسة، وهذا ما رجحه ابن حجر في فتح الباري([lxxvi]).
ومما يدل على أن ابن الصياد هو الدَّجّال حديث جابر t الّذي في البخاري أنه كان يحلف أن ابن الصياد هو الدَّجّال ويقول: سمعت عمر t يحلف عند رسول الله r فلم ينكر عليه.
ولكن الأصح أن الدَّجّال غير ابن صياد وإن شاركه ابن صياد في كونه أعور ومن اليهود وأنه ساكن في يهودية أصبهان إلى غير ذلك؛ وذلك لأن أحاديث ابن صياد كلها محتملة وحديث الجساسة نصّ فيقدم.
ومما يرجح أن الدجال ليس هو ابن الصياد أن ابن الصياد كان في المدينة و قد أشارت الأحاديث أن ابن الدجال في بحر الشام أو بحر اليمن أو هو في قبل المشرق([lxxvii]).
وأما الاجتهاد في حقيقة النار التي معه، هل هي حقيقة أم تخيل؟ مال ابن حبان في صحيحه([lxxviii]) إلى أنه تخيل واستدل بحديث المغيرة بن شعبة في الصحيحين أنه قال: "ما سأل أحد النبي e ما سألته، وأنه قال لي: (ما يضرك منه؟) قلت: لأنهم يقولون: معه جبل خبز ونهر ماء، قال: (هو أهون على الله من ذلك)([lxxix]).
فمعناه: أنه أهون على الله من أن يكون معه ذلك حقيقة بل يرى كذلك وليس بحقيقة.(1/729)
وقال جماعة منهم القاضي ابن العربي: بل هي على ظاهرها أي: فيكون ذلك امتحاناً من الله لعباده ويكون معنى الحديث: هو أهون من أن يخاف أو أن يضل الله به من يحبه([lxxx]).
ويدل على ذلك: "قولُ رَسُولِ اللَّهِ e: (لأَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ، مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا: رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ، وَالآخَرُ: رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ"([lxxxi]) أساس الخلاف في هذه المسالة كما أرى اعتبار الحقيقة والمجاز.
4-الاجتهاد في المهدي: قال الحافظ ابن القيّم: "قد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال:
أحدها: أنه المسيح بن مريم عليه السلام وأنه هو المهدي على الحقيقة واحتج أصحاب هذا القول بحديث محمد بن خالد الجندي([lxxxii]) أي المتقدم وقد بينا حاله وأنه لا يصحّ، ولو صحّ لم يكن فيه حجة لان عيسى عليه السلام أعظم مهدي بين يدي الساعة فيصح أن يقال: لا مهدي في الحقيقة سواه إن كان غيره مهدياً يعني هو المهدي الكامل المعصوم.
ثانيها: أنه المهدي الّذي ولي من بني العباس قد انتهى واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد في مسنده عن ثوبان مرفوعاً: (إذا رأيتم الرايات السود أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي)([lxxxiii]) وفيه على بن زيد ضعيف وله مناكير فلا يحتجّ بما ينفرد به.
وبما روى ابن ماجة من حديث الثوري عن ثوبان نحوه وتابعه عبد العزيز بن المختار عن خالد.
وفي سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود t مرفوعاً: (إن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من أهل المشرق ومعهم رايات سود…)([lxxxiv]) الحديث، وفي إسناده يزيد بن أبى زياد وهو سيء الحفظ في آخر عمره وكان يقبل الفلوس.(1/730)
قال: وهذا الّذي قبله لو صحّ لم يكن فيه دليل على أن المهدي هو الّذي تولى من بني العباس.
ثالثها: أنه رجل من أهل بيت النبي r من ولد الحسن أي: أو ولد الحسين بن علي يخرج في آخر الزمان وقد ملئت الأرض جوراً فيملؤها قسطاً وعدلاً واكثر الأحاديث على هذا.
أقول: وقد ادعى قومَ من السلف في محمد بن عبد الله المحض النفس الزكية أنه المهدي وقد مرّت الإشارة، والله أعلم([lxxxv]).
وفيما سبق يظهر اختلاف الأقوال نظرًا لاعتماد البعض على أحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، واختلاف العلماء في تصحيح الحديث أو تضعيفه.
5- الاجتهاد في أول علامات الساعة وقوعًا ليوم القيامة: فقد ورد في بعض الروايات: أن أول الآيات خروج الدَّجّال.
وفي بعضها: أن أولها طلوع الشمس من مغربها.
وفي بعضها: الدابة.
وفي بعضها: نار تحشر الناس إلى محشرهم.
قال الحافظ ابن حجر: "وطريق الجمع: أن الدَّجّال أول الآيات العظام المؤذنة بتغيير أحوال العامّة في الأرض أي: فلا ينافي تقدّم المهدي عليه. قال: "وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم عليه السّلام ومن بعد القحطاني وغيره، وإن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات المؤذنة بتغيير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام السّاعة أي: والدابة معها فهي والشمس كشيء واحد، وإن النار أول الآيات المؤذنة بقيام الساعة" انتهى([lxxxvi]).
وهذا جمع حسن له رحمه الله تعالى، ويدل على ذلك ما في بعض الروايات: "وآخر ذلك – يعني الآيات- نار تحشر الناس إلى محشرهم" ([lxxxvii]).
وروى نعيم بن حماد عن وهب بن منبه قال: "أول الآيات الروم، ثم الدجال، والثالثة يأجوج ومأجوج، والرابعة عيسى بن مريم، والخامسة الدخان، والسادسة الدابة"([lxxxviii]).
أي: وكون عيسى عليه السلام رابعًا باعتبار تأخره عن يأجوج ومأجوج، وإن كان باعتبار وقت نزوله مقدما عليهما، فهو باعتبار ثالث، وباعتبار أخر رابع.(1/731)
والخامسة: الدخان – وقد سبق بيانه– والسادسة: الدابة أي وعده هذا باعتبار الآيات الأرضية ومن ثم لم يعد طلوع الشمس فهو أيضا يؤيد ما ذكره الحافظ لكن لو قال: وينتهي ذلك بخروج الدابة بدل قوله: بموت عيسى عليه السلام لكان أولى وأوضح وكون الروم أولا حقيقي وكون الدَّجّال أولا إضافي لأنه أعظم من الروم وكان الروم بالنظر إليه ليس بشيء"([lxxxix]).
والاختلاف في أول العلامات ظهوراً وفي ترتيب تلك العلامات، مرده إلى تعدد الروايات واختلافهم في الجمع أو التوفيق بينها أو صحتها وضعفها.
6- الاجتهاد في وصف الدابة ومكان خروجها:
أما الاجتهاد في وصف الدابة:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن لها عنقًا مشرفًا –أي طويلاً- يراها من بالمغرب، ولها وجه الإنسان ومنقار كمنقار الطير، ذات وبر وزغب"([xc]).
وعن أبي هريرة t: "أنها ذات عصب وريش"([xci]).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "زغباء ذات وبر وريش"([xcii]).
وعن حذيفة t: إنها ملمّعة ذات وبر وريش، لن يدركها طالب ولن يفوتها هارب([xciii]).
وعن علي بن أبى طالب كرم الله وجهه وقد قيل له: أن ناساً يزعمون أنك دابة الأرض فقال: والله إن لدابّة الأرض ريشاً وزغباً، ومالي ريش ولا زغب، وإن لها حافراً ومالي حافر، إنها تخرج حضر الفرس الجواد ثلاثاً، وما أخرج ثلثاها"([xciv]).
وعن عمرو بن العاص t: أن رأسها يمسّ السحاب وما خرجت رجلها من الأرض([xcv]).
وعن ابن عمرو رضي الله عنهما: إنها تخرج كجري الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها، وهذا يقرب من رواية علي كرم الله وجهه المارة([xcvi]).
وعن أبى هريرة t: أن فيها من كل لون ما بين قرنيها فرسخ للراكب([xcvii]).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنها مؤلفة ذات زغب وريش فيها من ألوان الدواب كلّها، وفيها من كل أمة سيما، وسيماهم من هذه الأمّة أنها تكلم الناس بلسان عربي مبين تكلمهم بكلامهم"([xcviii]).(1/732)
هذه الروايات التي ذكرناها عن الصحابة رضي الله عنهم قد يصحّ بعضها وقد يضعف، فيعتمد البعض عليها في إثبات أوصاف الدابة كما فعل البرزنجي حيث ساق هذه الأقوال دون تعليق عليها وكأنه يقرها، مع العلم أنه لم يثبت في وصف الدابة حديث صحيح عن رسول الله e([xcix]).
وأما الاجتهاد في مكان خروجها: فقد اختلفت الروايات الواردة عن رسول الله e ([c]) كما اختلفت الروايات عن الصحابة رضي الله عنهم([ci]) ومن ثم اختلفت آراء العلماء في ذلك، ففي بعضها: أنها تخرج من إنطاكية، وفي بعضها: أنها تخرج من المروة، وفي بعضها: من مدينة قوم لوط، وفي بعضها: من وراء مكة.
ووجه الجمع بين هذه الروايات من وجهين:
أحدهما: أن لها ثلاث خرجات، ففي بعضها تخرج من مدينة قوم لوط، ويصدق أنها من أقصى البادية، وفي بعضها تخرج من بعض أودية تهامة، ويصدق عليها أنه من وراء مكة، ومن اليمن لان الحجاز يمانية، ومن ثم قيل: الكعبة يمانية. وفي المرة الأخيرة تخرج من مكة وهي من أعظم جثتها وطولها يمكن أن تخرج من بين المروة والصفا وأجياد، فإنها تمسك مقدار ثلاثة أيام واكثر وحينئذ يصدق عليه أنها خرجت من المروة ومن الصفا ومن أجياد ومن المسجد، وبالله التوفيق.
الوجه الثاني: أنها تخرج من جميع تلك الأماكن في آن واحد خرقاً للعادة في صور مثالية، وهذا أيضا مبني على تحقيق المثال المحسوس([cii]) وفي هذه المسالة كان الخلاف في مسالة صحة الروايات أو ضعفها أو التوفيق بين الروايات.
7- الاجتهاد في الميزان والحوض أيهما يكون قبل الآخر؟ فهناك أقوال منها: أن الميزان قبل الحوض، وقيل الحوض قبل الميزان، قال أبو الحسن القابسي: والصحيح أن الحوض قبل الميزان، قال القرطبي: "والمعنى يقتضيه، فإن الناس يخرجون عطاشًا من قبورهم كما تقدم فيقدم قبل الميزان والصراط".ويظهر من قول القرطبي انه اعتمد على مرجح عقلي وقد تختلف العقول في ذلك.(1/733)
قال أبو حامد الغزالي في كتاب كشف علم الآخرة: حكى بعض السلف من أهل التصنيف أن الحوض يورد بعد الصراط، وهو غلط من قائله، قال القرطبي: هو كما قال، وذهب إلى أنَّ الرأي الصحيح هو أن للنبي حوضان: أحدهما: في الموقف قبل الصراط، والثاني: يكون في الجنة ([ciii]). ويظهر أن منشأ هذا الخلاف إنما هو ترجيح دليل على آخر، أو هو على قاعدة الجمع بين الأدلة عند صحتها([civ]).
8- الاختلاف فيما يوزن يوم القيامة: ومن أمثلة ذلك الاجتهاد والاختلاف في الشيء الّذي يوزن يوم القيامة، فمنهم من جمع بين الأدلة التي وردت فيما يوزن، ومنهم من أخذ بحديث واعتمده في المسألة، ومن هنا وقع الخلاف في المسألة.
فقد وردت النصوص على ثلاثة أقسام في هذه المسألة واختلفت الآراء إلى أربعة، وهي: أن الّذي يوزن هو الأعمال نفسها عندما تتحول إلى أعيان ومما يدل على ذلك: حديث النبي r: (أن البقرة وآل عمران يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف)([cv]).
ومما يدل على القول الثاني أن الصحف هي التي توزن هو حديث البطاقة المشهور، وهي أن صحف السيئات توضع في كفة ثم يوضع بطاقة مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلا يثقل شيء باسم الله ([cvi]).
وأما القول الثالث: فهو أن الإنسان نفسه هو الّذي يوزن، ومما يدل عليه حديث رسول الله r عن ثقل ساقي عبد الله بن مسعود عند الله يوم القيامة وأنهما أثقل عند الله من جبل أحد([cvii]) وأما القول الرابع فهو الجمع بين الآراء فقالوا بوزن الأمور الثلاثة على قاعدة العمل بالدليل أولى من إهماله، والملاحظ في هذه أن الأحاديث المتعارضة كلها صحيحة.(1/734)
أكتفي بهذا القدر من الأمثلة والتي كانت في كافة أقسام العقيدة، وبذلك يظهر بوضوح وقوع الاجتهاد والاختلاف في فروع الاعتقاد بين الصحابة والتابعين والعلماء دون أن يكفر بعضهم بعضاً، وهذا تطبيق عملي في إقرار مشروعية الاجتهاد، نظراً للاختلاف في فهم النصوص أو نظراً للاختلاف في الجمع بين النصوص أو لاعتماد البعض على دليل لم يصل إلى الآخر أو نظراً لتصحيح أو تضعيف يعض الأدلة إلى غير ذلك من مبررات واقعية للاجتهاد والاختلاف، وعلينا أن نسلك مسلك من سبقنا في الإقرار بتلك الشرعية ولا ينكر بعضنا على بعض إذا خالفه الرأي.
المبحث الثالث:
أقوال العلماء في حكم المخالف في مسائل الاجتهاد في الاعتقاد.
وإذا كان العلماء قد أقروا بجواز الاجتهاد في مسائل فروع الاعتقاد من الناحبة النظرية، فقد وقع ذلك منهم فعلا، فاجتهدوا في فروع الاعتقاد كما بينا في المطلب السابق؛ فإنهم قد ارتضوا بنتائج الاجتهاد، فأقروا بأن حكم المخالف والمجتهد في فروع الاعتقاد هو حكم المجتهد في مسائل الفقه، يؤجر على اجتهاده أجرين إن كان صائبا، ويؤجر أجرا واحدا إن كان مخطئا، إذا بذل وسعه في استنباط الحكم من النص، وبناء عليه: فإنهم لم يكفروا صاحب الرأي المخالف في فروع الاعتقاد، وكانوا يصلون وراء من يخالفهم في فروع الاعتقاد، ولم يزيلوا الولاء بين المسلمين للاختلاف في تلك الفروع من الاعتقاد، وإليك بعض أقوال العلماء في بيان هذه المسألة بدءا من الإمام أحمد بن حنبل وانتهاء بالعلماء المعاصرين في زماننا.
يقول الإمام أحمد بن حنبل: "لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً" ([cviii]).(1/735)
ويقول: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق وهو أرحم الراحمين([cix]).
يرى الإمام أحمد – رحمه الله – أنه لا يصح هجر المخالف والمجتهد في فروع الاعتقاد، كما كان يخالفه إسحاق وابن نصر في مسألة خلق القرآن([cx]) وابن مندة في مسألة أمية النبي – e–([cxi]).
وهاتان القضيتان العقديتان من القضايا الاجتهادية المهمة ومع ذلك فقد أعذر الإمام أحمد وهو إمام أهل السنة والجماعة مخالفيه في ذلك.
ويقول الإمام الطحاوي: "ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي r معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين "([cxii]) فالمسلم عند الإمام الطحاوي هو من يشهد أن لا اله إلا الله ويؤمن ويصدق بكل ما جاء به الرسول e وإن كانوا متأولاً أو مخالفا في بعض القضايا باجتهاده.
وقال الإمام أبو الحسن الأشعري في بداية كتابه مقالات الإسلاميين قبل أن يورد اختلافات المسلمين في مسائل الاعتقاد ( اختلف الناس بعد نبيهم r في أشياء كثيرة ضلل بعضهم بعضا وبرئ بعضهم من بعض فصاروا فرقًا متباينين وأحزابا مشتتين إلا أن الإسلام يجمعهم ويشمل عليهم ) ([cxiii]).
وقد ذكرت كلام البيهقي في انقسام المسائل إلى أصول وفروع، وقد أعذر من خالف في الفروع ورتب عليه الأجر من الله تعالى([cxiv]).(1/736)
وروى ابن عساكر عن أبي زاهر علي بن زاهر بن أحمد السرخسي يقول: " لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري – رحمه الله – في داري ببغداد دعاني فأتيته، فقال: أشهد أني لا أكفر أحداً من أهل هذه القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله، اختلاف العبارات"([cxv]). وفي كلام الأشعري تركيز على القواسم المشتركة بين المسلمين من شهادتهم أن لا اله إلا الله وأن معبودهم واحد وإيمانهم بالإسلام واحد، وعدم اعتبار للقضايا الجزئية التي يخالف بعض المسلمين بعضهم فيها، واعتبارهم مسلمين لا يجوز تكفيرهم، فإذا اعتبرهم مسلمين فانه ينتقد انقسام المسلمين إلى فرق وأحزاب متطاحنة فيجب عند ذلك ولاؤهم ونصرتهم.
ويقرر ابن حزم إعذار المجتهد فيما ذهب إليه في اجتهاده، فيقول: "ومن بلغه الأمر عن رسول الله r من طريق ثابتة وهو مسلم فتأول في خلافه إياه، أو رد ما بلغه بنص آخر، فما لم تقم عليه الحجة في خطئه في ترك ما ترك، وفي الأخذ بما أخذ، فهو مأجور معذور، لقصده على الحق، وجهله به، وإن قامت عليه الحجة في ذلك فعاند، فلا تأويل بعد قيام الحجة " ([cxvi]).
ويذكر ابن حزم مبررات الخلاف بين المجتهدين من حيث النصوص ثبوتا ودلالة ومن حيث وصولها للمجتهد أو عدم وصولها ويعذره فيما يذهب إليه في مخالفته فان أقيمت عليه الحجة فعليه أن يرجع للحجة الراجحة.(1/737)
ويقدم إلينا الإمام الغزالي رحمه الله نصاً محكماً في الاجتهاد والاختلاف فيقول: " اعلم أن شرح ما يكفر به وما لا يكفر به يستدعي تفصيلا طويلا يفتقر إلى ذكر كل المقالات والمذاهب، وذكر شبهة كل واحد، ودليله، ووجه بعده عن الظاهر، ووجه تأويله، وذلك لا تحويه مجلدات، ولا تتسع لشرح ذلك أوقات، فاقتنع الآن بوصية وقانون، أما الوصية فأن تكف لسانك عن أهل القبلة ما داموا قائلين لا إله إلا الله محمد رسول الله بعذر أو غير عذر، فإن التكفير فيه خطر والسكوت لا خطر فيه، أما القانون فهو أن تعلم أن النظريات قسمان: قسم يتعلق بأصول الدين، وقسم يتعلق بالفروع، وأصول الإيمان ثلاثة: الإيمان بالله وبرسوله واليوم الآخر، وما عداه فروع، وأعلم أنه لا تكفير في الأصول أصلا إلا في مسالة واحدة، وهي أن ينكر أصلا دينيا علم من الرسول r بالتواتر، ولكن في بعضها تخطئة كما في الفقهيات وفي بعضها تبديع كالخطأ المتعلق بالإمامة وأحوال الصحابة " ([cxvii]). ويظهر من كلام الغزالي عدم تكفير المسلم سواء كان خطؤه بعذر أو بغير عذر احتياطا للدين، ويرى انه لا يجوز التكفير للمسلم المخالف إلا في قضايا الأصول من الدين وهي الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر دون الفروع في الدين وهي ما سوى ذلك.
ويقول الذهبي عن التابعي قتادة السدوسي: "كان يرى القدر نسأل الله العفو ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه وبذل وسعه.. ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك"([cxviii]).(1/738)
ويتحدث الذهبي عن ابن خزيمة وتأويله حديث الصورة فيقول: "فليُعذر من تأول بعض الصفات، وأما السلف فما خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفوا وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه لقل من يسلم من الأئمة معنا رحم الله الجميع بمنه وكرمه" ([cxix]).
ويقول: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق وهو أرحم الراحمين فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة"([cxx]).
ويقول الذهبي في تعليقه على اختلاف الناس في أبي حامد الغزالي بين مادح وذام: "مازال العلماء يختلفون ويتكلم العالم في العالم باجتهاده، وكل منهم معذور مأجور، ومن عاند أو خرق الإجماع فهو مأزور، وإلى الله ترجع الأمور" ([cxxi]).
ويظهر من أقوال الذهبي بوضوح انه يقر بالاجتهاد ويعذر المخالف فلا يبدعه أو يكفره ولو كان الخلاف في مسالة تأويل الصفات أو في نفي القدر وهو ما ذهب إليه المعتزلة.
ويبين الشاطبي الفرق بين الخلاف السائغ وغيره " وقد ثبت عند النظار أن النظريات لا يمكن الاتّفاق عليها عادة، فالظنيات عريقة في إمكان الاختلاف فيها، لكن في الفروع دون الأصول، وفي الجزئيات دون الكليات، فلذلك لا يضر هذا الاختلاف" ([cxxii]). ويقول الشاطبي: "إن هذه الفِرَق إنما تصير فرقًا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة لا في جزئي من الجزئيات"([cxxiii]).(1/739)
ويقول الشاطبي أيضا: "الاجتهاد الواقع في الشريعة ضربان، أحدهما الاجتهاد المعتبر شرعاً، وهو الصادر عن أهله الّذين اضطلعوا بمعرفة ما يفتقر الاجتهاد إليه... والثاني: غير المعتبر، وهو الصادر عمن ليس بعارف بما يفتقر الاجتهاد إليه، لأن حقيقته أنه رأي بمجرد التشهي.. فكل رأي صادر عن هذا الوجه فلا مرية في عدم اعتباره، لأنه ضد الحق الّذي أنزله..."([cxxiv]). ويظهر من كلام الشاطبي إقراره بالاجتهاد في المسائل الظنية وليست القطعية أي في الفروع دون الأصول، وفي المسائل الجزئية دون الكلية، وان هذا الاجتهاد والخلاف معتبر.
ويقول القرطبي مبينا العلاقة بين المسلم وأخيه المسلم ولو كان مخالفا له: " وهذا كله حض على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس ليناً، ووجهه منبسطاً طلقاً مع البر والفاجر والسني والمبتدع من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه،
ثم قال: وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء: إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجل فيَّ حدة، فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل، يقول الله تعالى: )وقولوا للناس حسنًا(( 83: البقرة ) فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي" ([cxxv]) وتبين من كلام القرطبي أن أصحاب الأقوال الخاطئة و أصحاب الأهواء طالما انهم حنفاء فيجب معاملتهم معاملة طيبة وان يقال لهم قولا لينا وفي هذا الكلام دعوة للتسامح بين المسلمين.
وقال محمد بن أحمد الغنجار:" كان لابن سلام مصنفات في كل باب من العلم، وكان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص الفقيه مودة وأخوة مع تخالفِهِما في المذهب" ([cxxvi]).
فمذهب ابن سلام هو مذهب أهل الحديث والأثر، ومذهب أبي حفص مذهب الحنفية في الإرجاء وغيره، ومع الاختلاف بينهما في مسائل الاعتقاد الفرعية، إلا أنهما كانا على مودة([cxxvii]).(1/740)
ويقول التفتازاني: "والمجتهد في العقليات والشرعيات الأصلية والفرعية قد يخطئ ويصيب... والمجتهد غير مكلّف بإصابته لغموضه وخفائه فلذلك كان المخطئ معذورًا بل مأجورًا، فلا خلاف على هذا المذهب في أن المخطئ ليس بآثم"([cxxviii]). وكلام التفتازاني ظاهر في إقراره بالاجتهاد وبالتالي بالخلاف وأعذاره وعدم تأثيم المخطئ لأنه غير مكلف بالوصول إلى الحق وان كان مكلفا بالاجتهاد للغموض الذي قد يكون موجودا في النصوص. ونجد الشيخ جمال الدين الغزنوي يعرض الخلاف في مسائل عصمة الأنبياء والخلاف في مسالة القدر وفي مسالة أطفال المشركين ويقول بعد كل مسالة: (والقول السديد..) في هذه المسألة كذا وكذا.. دون أن يشنع على المخالف، وهذا إقرار منه باجتهاد وعدم تكفير المخالف في مثل تلك المسائل الفرعية([cxxix]).
ويقول محمد بن عبد الوهاب: "ثم اعلموا وفقكم الله، إن كانت المسألة إجماعاً فلا نزاع، وإن كانت مسائل اجتهاد فمعلومكم أنه لا إنكار في من يسلك الاجتهاد" ([cxxx]). ويظهر من هذا الكلام تفريقه بين المسائل المجمع عليها وفي الغالب يكون الإجماع على القضايا الكلية والتي دلالة النصوص عليها قطعية،وبين المسائل الاجتهادية فيرى أن الأولى لا يصح الاختلاف فيها و أما الثانية فلا ينكر من اجتهد واختلف معه فيها.
وفيما يلي أورد أقوال ومواقف بعض العلماء المعاصرين في الإقرار بمبدأ الاجتهاد في فروع الاعتقاد وإعذار المخالف وعدم تكفيره:(1/741)
فيقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: " إن المتأولين من أهل القبلة الّذين ضلوا وأخطأوا في فهم ما جاء في الكتاب والسنة مع إيمانهم بالرسول واعتقادهم صدقه في كل ما قال، وأن ما قاله كان حقًا، والتزموا ذلك لكنهم أخطأوا في بعض المسائل الخبرية أو العلمية، فهؤلاء قد دلّ الكتاب والسنة على عدم خروجهم من الدّين، وعدم الحكم لهم بأحكام الكافرين، وأجمع الصّحابة والتابعون ومن بعدهم من أئمة السلف على ذلك"([cxxxi]) ويرى في هذا القول أن المجتهد المتأول المخطئ لا يكفر ولا يخرج من دائرة الإسلام.
ويستنكر الشيخ محمد الغزالي رحمه الله على المسلمين تكفير بعضهم بعضا فيقول " واني لأقرأ في صحفنا الدينية اليوم نزاعاًً بين أتباع السلف والخلف –كما سموا أنفسهم – واسمع ألفاظ الكفر تتبادل كما تتبادل الكرة أرجل اللاعبين فأهز رأسي عجبا "([cxxxii]) وعبارته واضحة بإعذار المخالف في الاجتهاد وعدم تكفيره.
وأجد الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني يورد الآراء الثلاثة المعتبرة في مسالة الصفات الخبرية من إثباتها أو تفويضها أو تأويلها، ثم يقول في معرض تعليقه على مذهب المؤولة: "وحين نلاحظ أن كبارًا من علماء المسلمين الذين هم مرجع للمسلمين في علوم الفقه والتفسير والحديث قد أخذوا بهذه الطريقة، يتأكد لدينا أن لهم رأيا لا يصح أن نضللهم فيه، مادام لهم وجهة نظر ذات حجة، ولهم نظائر في الشريعة مما اتفق المسلمون جميعا عليه. ولئن كانوا مخطئين في هذا، فهم ضمن شروط الاجتهاد المقبول، ولهم اجر على اجتهادهم الذي بذلوه ليصلوا إلى ما ينشدونه من حق "([cxxxiii]) ويظهر من كلامه أن المكلف به المسلم هو الاجتهاد وليس الوصول إلى الحق أو الصواب؛ فان اخطأ فانه يؤجر على اجتهاده ويعذر في خطئه.(1/742)
ويفرق أ.د قحطان الدوري بين الأصل الديني وهو المتفق عليه بين المسلمين من الإيمان بالله وبالنبوة واليوم الآخر... والأصل المذهبي الذي يخص فرقة معينة ويرى أن المخالف في الديني كافر وان المخالف في الأصل المذهبي ليس من مذهب مخالفه ولكنه مسلم وليس بكافر([cxxxiv]) وهذا القول يقرر مبدأ الخلاف بين المسلمين وان المخالف في الفروع دون الأصول ليس بكافر.
المبحث الرابع
نظرية ابن تيمية في الاجتهاد في فروع الاعتقاد وضوابطه.
لابن تيمية نظرية في الاجتهاد في فروع الاعتقاد والاختلاف فيها، ويمكن من خلال استقراء النصوص الواردة عن ابن تيمية في هذا الموضوع استخلاص مفاصل هذه النظرية، وذلك وفق النقاط التالية:
أولا: يقرر مشروعية الاجتهاد في فروع الاعتقاد فيقول: " وعامة ما تنازعت فيه فرقة المؤمنين من مسائل الأصول وغيرها في باب الصفات والقدر والإمامة، وغير ذلك، فهو من هذا الباب، فيه المجتهد المصيب، وفيه المجتهد المخطئ "([cxxxv]).
ويظهر من كلام ابن تيمية في الاختلاف في مسائل الصفات في كون الصفات زائدة على الذات، أو غير زائدة، وفي تأويل الصفات الخبرية، وفي مسائل القدر حيث كان الخلاف في التفريق بين القضاء والقدر والتعليل في حكمة القدر، واختلافهم في الإمامة بين أبي بكر وعلي – رضي الله عنهما -، وغير ذلك من مسائل الخلاف بين الأمة في هذه القضايا وأمثالها، أن فيها المجتهد المصيب، والمجتهد المخطئ، فقد سماه مجتهدا، مع كونه مخطئا، وهذا إقرار منه بمشروعية الاجتهاد.(1/743)
ثانيا: أن اختلاف الصحابة في فروع الاعتقاد مؤيد من مؤيدات المشروعية للاجتهاد في فروع الاعتقاد: وفي ذلك يقول: "وتنازعوا في مسائل علمية اعتقادية، كسماع الميت صوت الحي، وتعذيب الميت ببكاء أهله، ورؤية محمد ربه قبل الموت، مع بقاء الجماعة والألفة. وهذه المسائل منها ما أحد القولين خطأ قطعا،ً ومنها ما المصيب في نفس الأمر واحد عند الجمهور أتباع السلف، والآخر مؤد لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه. وهل يقال له: مصيب أو مخطئ؟ فيه نزاع. ومن الناس من يجعل الجميع مصيبين ولا حكم في نفس الأمر، ومذهب أهل السنة والجماعة أنه لا إثم على من اجتهد وإن أخطأ"([cxxxvi]).
فقوله: " وتنازعوا في مسائل علمية اعتقاديه كسماع الميت صوت الحي...: فيه دلالة واضحة على اختلاف الصحابة – رضي الله عنهم – في فروع الاعتقاد من غير نكير بينهم، فدل ذلك على المشروعية.
ثالثا: يرى ابن تيمية عدم التفرقة بين مسائل الاعتقاد والفقه في جواز الاجتهاد فيهما، فيقول: " فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق، فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية، هذا الذي عليه أصحاب النبي –e– وجماهير أمة الإسلام " ([cxxxvii]).
فقوله سواء كان في المسائل النظرية أو العملية، يدل دلالة صريحة على عدم التفرقة بينهما، حيث عبر عن المسائل الاعتقادية بالنظرية، والمسائل الفقهية بالعملية، ورأى أن القول بعدم التفريق بينهما في جواز الاجتهاد هو قول صحابة النبي –e– وجماهير أمة الإسلام.(1/744)
رابعا: يفرق ابن تيمية بين الأصول والفروع من حيث جواز الاجتهاد، فيرى جوازه في الفروع دون الأصول، ويعبر عن ذلك بقوله: "الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء، ليس لأحد خروج عنها، ومن دخل فيها كان من أهل الإسلام المحض، وهم أهل السنة والجماعة، وما تنوعوا فيه من الأعمال والأقوال المشروعة فهو بمنزلة ما تنوعت فيه الأنبياء "([cxxxviii]).
فقوله: الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، هي الأصول التي لا يجوز الاجتهاد والاختلاف فيها،وقد شبهها بالدين المشترك بين الأنبياء من توحيد الله عز وجل والإيمان به والجزاء على ذلك يوم القيامة التي لا يجوز الخروج عنها، وأما فروع الاعتقاد فقد شبهها – رحمه الله – باختلاف شرائع الأنبياء، التي تنوعت عندهم، فإقراره بتنوعها يعني إقرارا بجوازالاجتهاد والاختلاف في هذه الفروع.
خامسا: ويضع ابن تيمية شروطا للاجتهاد، أساسها النظر في الأدلة الشرعية المعتبرة بقصد الوصول إلى الحق الذي أراده الله وأراده رسوله e، وعليه: فلا كرامة لمن صدر في رأيه عن العقل المجانب للشرع، أو عن الرؤى المنامية ولا لمن صدر عن الهوى والعصبية، وفي هذا المعنى يقول: "فالمذاهب والطرائق والسياسات للعلماء والمشايخ والأمراء إذا قصدوا بها وجه الله دون الأهواء ليكونوا مستمسكين بالملة والدين الجامع الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له، واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم من الكتاب والسنة بحسب الإمكان بعد الاجتهاد التام، هي لهم من بعض الوجوه بمنزلة الشرع والمناهج للأنبياء، وهم مثابون على ابتغائهم وجه الله وعبادته وحده لا شريك له، وهو الدين الأصلي الجامع"([cxxxix]).(1/745)
ويظهر من خلال هذا النص ما يضع ابن تيمية من شروط للاجتهاد من الإخلاص وعدم اتباع الهوى والتمسك بالملة و الدين الجامع الذي يجمع بين المسلمين ولا يفرقهم من عبادة الله وحده لا شريك له وأن يكون أساس الاجتهاد مبنيا على الكتاب والسنة وليس على العقل أو على غيره من الأدلة غير المعتبرة في الشرع.
سادسا: مسوغات الاجتهاد في فروع الاعتقاد: فيقول: " وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وأما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها، وأما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله تعالى: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" ( 286: البقرة ) وفي الصحيح قال: قد فعلت "([cxl]).
ويظهر من هذا النص مبررات الاجتهاد والاختلاف عند ابن تيمية، نظرا لاختلاف المجتهدين في صحة الأحاديث أو ضعفها، أو أن بعض النصوص لم تصلهم، أو أنهم اختلفوا في فهمهم لتلك النصوص، أو أخطأوا فان الله لا يؤاخذهم، كما أشار دعاء المؤمنين في الآية ويستجيب الله دعاءهم كما اخبر الحديث.(1/746)
سابعا:أنه يعذر المخالف([cxli]) وفي ذلك يقول: "والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط في غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد أن الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته أو اعتقد أن الله لا يُرى لقوله: )لا تدركه الأبصار(( 103: الأنعام ) ولقوله: )وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أو مِن وَرَاء حِجَابٍ(( 51: الشورى ) نقل عن بعض التابعين أن الله لا يرى، وفسروا قوله )وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبّهَا نَاظِرَةٌ(( 22-23: القيامة) بأنها تنتظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح.. أو اعتقد أن الله لا يعجب كما اعتقد ذلك شريح لاعتقاده أن العجب إنما يكون من جهل السبب، والله منزه عن الجهل.
وكما أنكر طائفة من السلف والخلف أن الله يريد المعاصي لاعتقادهم أن معناه أن الله يحب ذلك ويرضاه ويأمر به.. وكالذي قال لأهله: (إذا أنا متُّ فأحرقوني ثم ذروني في اليم فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين) ([cxlii]) وكثير من الناس لا يعلم ذلك إما لأنه لم تبلغه الأحاديث وأما لأنه ظن أنه كذب وغلط"([cxliii]).
ويقول: "وأما غير هؤلاء فيقول هذا قول السلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم لا يؤثمون مجتهدًا مخطئًا في المسائل الأصولية الفروعية كما ذكر عنهم ابن حزم وغيره ولهذا كان أبو حنيفة والشافعي وغيرهما يقبلون شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية ويصححون الصلاة خلفهم" ([cxliv]).(1/747)
فقوله: "لا يؤثّمون مجتهدًا مخطئًا في المسائل الأصولية الفروعية كما ذكر عنهم ابن حزم وغيره" يدل دلالة صريحة على إعذار المجتهد المخطىء، خاصة إذا بذل جهده في الوصول إلى الحق ثم لم يصل إليه، وفي ذلك يقول: "... إن الله أمر كلاًّ منهم أن يطلب الحق بقدر وسعه وإمكانه، فإن أصابه كان خيرا، وإلا فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وقد قال المؤمنون: )رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أو أَخْطَأْنَا( " (286: البقرة ) وقال الله قد فعلت، وقال تعالى: ) وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ("( 5: الاحزاب ) فمن ذمهم ولامهم على ما لم يؤاخذهم الله عليه، فقد اعتدى، ومن أراد أن يجعل أقوالهم وأفعالهم بمنزلة قول المعصوم وفعله وينتصر لها بغير هدى من الله فقد اعتدى، واتبع هواه بغير هدى من الله، ومن فعل مثلما أمر به بحسب حاله من اجتهاد يقدر عليه أو تقليد إذا لم يقدر على الاجتهاد، وسلك في تقليده مسلك العدل، فهو مقتصد، إذ الأمر مشروط بالقدرة) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ("( 286: البقرة ) فعلى المسلم في كل موطن أن يسلم وجهه لله وهو محسن، ويدوم على هذا الإسلام "([cxlv]).
وقد كانت عبارته صريحة في إعذار المخالف، وأن عدم الإعذار اعتداء على شرع الله، فقد قال: "فمن ذمهم ولامهم على ما لم يؤاخذهم الله به، فقد اعتدى".(1/748)
ثامنا: عدم تكفير المجتهد المخالف: يقول في ذلك " ولا يجوز تكفير المسلم بذنب يفعله ولا خطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة"([cxlvi]) ويقول: " وأهل السنة لا يبتدعون قولاً ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ، وإن كان مخالفهم مكفراً لهم مستحلاً لدمائهم"([cxlvii]) ويقول: "وكذلك سائر الثنتين والسبعين فرقة... ومن كان منهم مؤمنا بالله ورسوله في الباطن لم يكن كافرا,وإن كان أخطأ التأويل كائنا من كان أخطاؤه ومن قال:إن هذه الثنتين والسبعين كل واحد منهم يكفر كفرا ينقل عن الملة فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة, بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة,فليس فيهم من كفر كل واحد من الثنتين و السبعين فرقة"([cxlviii]) وفي هذه الأقوال يظهر جليًا أن ابن تيمية لا يكفر أحدًا من المسلمين إذا كان قوله صادرًا عن اجتهاد في النص، وإنما يكفر من يخالف كتاب الله عزّ وجلّ وسنة نبيه e وإجماع الأمة.
تاسعا: أن المصيب فيها له أجران، والمخطئ له أجر: وفي ذلك يقول معلقا على حديث النبي e: "خير الكلام كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد e وشر الأمور محدثاتها ([cxlix]) ولم يقل: وكل ضلالة في النار، بل لا يضل عن الحق من قصد الحق واجتهد في طلبه فعجز عنه، فلا يعاقب، وقد يفعل بعض ما أمر به، فيكون له أجر على اجتهاده، وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له"([cl]).
وظاهر من كلامه أنه رتب الأجر للمجتهد المخطئ، وخطؤه مغفور له عند الله سبحانه وتعالى(1/749)
عاشرا: الاجتهاد والاختلاف في فروع الاعتقاد لا يزيل الولاء بين المسلمين: ويرى أن الاختلاف في مسائل الاعتقاد لا يفرق الأمّة، ولا يزيل الوحدة بينهم، و يبقي الولاء بين المسلمين، ويصلى المسلم المخالف لهم بصلاتهم ويحضر الأعياد معهم، بل إن الإمام ابن تيميه يمدح ويثني على المخالف المستحق للمدح من أشاعرة وصوفية وغيرهم ونجد في هذه المعاني عدة نصوص منها قوله في وصف السلف.: "كانوا يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة" ([cli]). ثم يورد أدلة واستنباطات تدلل على ما ذهب إليه فيورد قصة أسامة بن زيد حيث قتل رجلاً بعد ما قال: لا إله إلا
الله، وعظم على النبي r ذلك لما أخبره وقال: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟) وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ([clii]). ومع هذا لم يوجب عليه قودًا, ولا دية, ولا كفارة, لأنه كان متأولاً ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنه قالها تعوذًا و حاميا لنفسه من القتل فقال له النبي e:(هلا شققت عن قلبه).(1/750)
ومع قتال المسلمين بعضهم لبعض في قتال الفتن فانهم لم يكفروا من قاتلوه وهكذا السلف قاتل بعضهم بعضا من أهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم مسلمون مؤمنون كما قال تعالى: )وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين(( 9: الحجرات ) فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم, وبغي بعضهم على بعض إخوة مؤمنون, وأمر بالإصلاح بينهم بالعدل، ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضا موالاة الدين, لا يعادون كمعاداة الكفار, فيقبل بعضهم شهادة بعض, ويأخذ بعضهم العلم عن بعض ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض, مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك.
وقد ثبت في الصحيح أن النبي r سأل ربه(أن لا يهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك, وسأله أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطاه ذلك, وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم فلم يعط ذلك، وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضًا وبعضهم يسبي بعضًا)([cliii]).
وثبت في الصحيحين لما نزل قوله تعالى: )قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم(( 65: الأنعام ) قال: "أعوذ بوجهك" )أومن تحت أرجلكم(( 65: الأنعام ) قال "أعوذ بوجهك" )أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض(( 65: الأنعام ) قال "هاتان أهون"([cliv]).
هذا مع أن الله أمر بالجماعة والائتلاف, ونهى عن البدعة والاختلاف, وقال: )إن الّذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء(( 159: الأنعام ) وقال النبي r: (عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة)([clv]) وقال: (الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) ([clvi]) وقال: (الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم والذئب إنما يأخذ القاصية والنائية من الغنم) ([clvii]).(1/751)
ثم يبين جوانب الولاء العملي بين المسلمين ويذكر بالواجب على المسلم إذا صار في مدينة من مدائن المسلمين أن يصلي معهم الجمعة والجماعة ويوالي المؤمنين ولا يعاديهم, وإن رأى بعضهم ضالاً أو غاويًا وأمكن أن يهديه ويرشده فعل ذلك, وإلا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها, وإذا كان قادراً على أن يولي في إمامة المسلمين الأفضل ولاه, وإن قدر أن يمنع من يظهر البدع والفجور منعه. وإن لم يقدر على ذلك فالصلاة خلف الأعلم بكتاب الله وسنة نبيه الأسبق إلى طاعة الله ورسوله أفضل, كما قال النبي r في الحديث الصحيح: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله, فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة, فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة, فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا) ([clviii]).
وإن كان في هجره لمظهر البدعة والفجور مصلحة راجحة هجره, كما هجر النبي r الثلاثة الّذين خلفوا حتى تاب الله عليهم. وأما إذا ولي غيره بغير إذنه وليس في ترك الصلاة خلفه مصلحة شرعية كان تفويت هذه الجمعة والجماعة جهلاً وضلالاً, وكان قد رد بدعة ببدعة.
حتى أن المصلي الجمعة خلف الفاجر اختلف الناس في إعادته الصلاة وكرهها أكثرهم, حتى قال أحمد بن حنبل في رواية عبدوس: من أعادها فهو مبتدع. وهذا أظهر القولين, لأن الصحابة لم يكونوا يعيدون الصلاة إذا صلوا خلف أهل الفجور والبدع, ولم يأمر الله تعالى قط أحدا إذا صلى كما أمر بحسب استطاعته أن يعيد الصلاة. ولهذا كان أصح أقوال العلماء أن من صلى بحسب استطاعته أن لا يعيد حتى المتيمم لخشية البرد ومن عدم الماء والتراب إذا صلى بحسب حاله, والمحبوس وذوو الأعذار النادرة والمعتادة والمتصلة والمنقطعة لا يجب على أحد منهم أن يعيد الصلاة إذا صلى الأولى بحسب استطاعته.(1/752)
وقد ثبت في الصحيح أن الصحابة صلوا بغير ماء ولا تيمم لما فقدت عائشة عقدها ولم يأمرهم النبي e بالإعادة([clix]) بل أبلغ من ذلك أن من كان يترك الصلاة جهلا بوجوبها لم يأمره بالقضاء, فعمرو وعمار لما أجنبا وعمرو لم يصل وعمار تمرّغ كما تتمرّغ الدابة لم يأمرهما بالقضاء, وأبو ذر لما كان يجنب ولا يصلي لم يأمره بالقضاء, والمستحاضة لما استحاضت حيضة شديدة منكرة منعتها الصلاة والصوم لم يأمرها بالقضاء.
والذين أكلوا في رمضان حتى يتبين لأحدهم الحبل الأبيض من الحبل الأسود لم يأمرهم بالقضاء, وكانوا قد غلطوا في معنى الآية فظنوا أن قوله تعالى: )حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر(( 187: البقرة ) هو الحبل فقال النبي r: (إنما هو سواد الليل وبياض النهار) ([clx]) ولم يأمرهم بالقضاء؛ والمسيء في صلاته لم يأمره بإعادة ما تقدم من الصلوات, والذين صلوا إلى بيت المقدس بمكة والحبشة وغيرهما بعد أن نسخت (بالأمر بالصلاة إلى الكعبة) وصاروا يصلون إلى الصخرة حتى بلغهم النسخ لم يأمرهم بإعادة ما صلوا, وإن كان هؤلاء أعذر من غيرهم لتمسكهم بشرع منسوخ.
ويتضح من أقوال ابن تيمية رأيه بوضوح انه لا يكفر المسلمين عموما سواء كان المخالف من أهل السنة والجماعة أو من غيرهم ([clxi]).
وقد أكثرت من أقوال ابن تيميه لبيان رأيه بوضوح لأن بعض من ينتسب إليه ينسب مبدأ تكفير المخالف ولو في مسائل جزئية إليه، وأن بعض من لم يطلع على مثل هذه الأقوال يتهمه بتكفير المسلمين.
وبعد فهذه هي بعض الأقوال من مختلف المذاهب والمدارس الفكرية سواء المذهب الحنبلي أو الشافعي أو المالكي أو الحنفي أو السلفي أو الأشعري أو الماتردي أو الظاهري أو غيرهم تجمع على حقيقة؛ أنه يجوز الاجتهاد والاختلاف في المسائل الظنية الثبوت أو الدلالة والتي يطلق عليها مصطلح فروع الاعتقاد.
الخاتمة
بعد استكمال عناصر هذا البحث فقد توصل الباحث إلى النّتائج التالية:(1/753)
أولا: أن الاجتهاد لا يدخل في المسائل الأصوليّة –التي ثبوتها قطعي ودلالتها قطعية - في الاعتقاد كما هو في الفقه.
ثانيا: أن الاجتهادَ فيما كان ظنّيّ الثبوت، ظني الدلالة أو كان قطعي الثبوت ظني الدلالة جائز، ولا خلاف فيه.
ثالثا: إنّه لا فرقَ بين الاجتهاد في مسائل الاعتقاد، ومسائل الفقه فيما يصح الاجتهاد والاختلاف فيه.
رابعا: الخلاف بين الأصول والفروع في الاعتقاد من حيث الاجتهاد لابد من حسمه، فأجاز جمهور العلماء الاجتهاد في فروع الاعتقاد، وأما الاجتهاد في أصول الاعتقاد فلم يجزه أحد من علماء الأمة.
خامساً: أن هناك أدلة من الكتاب والسنة اختلف فيها الصحابة y ومن بعدهم من التابعين والعلماء.
سادساً: إنه كما يؤجر المجتهد المخطئ في مسائل الفقه، كذلك يؤجر المخطئ في مسائل الفروع في الاعتقاد التي تقبل الاجتهاد.
سابعاً: أقر العلماء المحققون بنتائج الاجتهاد في فروع الاعتقاد واعتبروها، ولم يفسقوا المخالف ولم يبدعوه، وأبقوا على الوحدة والموالاة بين المسلمين.
ثامناً: أظهر البحث مبررات الاجتهاد ومسوغاته عموماً، وفي فروع الاعتقاد بوجه خاص.
وبعد فإن الباحث يوصي علماء المسلمين أن يميّزوا للأمة بين أصول الاعتقاد وفروعها، وأن يوضحوا حكم الاختلاف في أصول العقائد وفروعها، وأن يعتبروا الإيمان بأصول الاعتقاد هو الأساس في اعتبار الرجل مسلمًا دون الفروع التي هي محل للاجتهاد والاختلاف، واعتبار هذه الأصول هي مناط الأخوة و الولاء بين المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
--------------------------------------------------------------------------------
([i])جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور(توفي 711هـ) ، لسان العرب، دار الفكر، بيروت، مادة: "جهد": 3/ 133.(1/754)
([ii]) محمد بن يعقوب الفيروز آبادي(توفي826 هـ)، القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة، بيروت، د.ت: ص: 269.
([iii]) يذكر الأصوليون للمجتهد شروطا لابد من توافرها حتى يكون أهلا للاجتهاد، وهي أن يكون مسلمًا بالغًا عاقلاً، فقيه النفس، صحيح الفهم عالما بمصادر الأحكام من كتاب وسنة وإجماع وقياس، وبالناسخ والمنسوخ، عالما بآيات الأحكام، وعالما بالحديث متنا وسندا عالما باللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها، عالما بأصول الفقه هذا ما يتعلق بالمجتهد المطلق، أما مجتهد المسألة، فيشترط فيه أن يكون عارفا بما تتطلبه المسألة والحكم الشرعي الخاص، وانظر هذه الشروط: علي محمد الآمدي(توفي 632هـ)، الإحكام في أصول الأحكام، تعليق: عبد الرزاق عفيفي،: 4/ 162-164، وبدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الشافعي الزركشي، البحر المحيط حرره عبد الستار ابو غدة 1992ط2: 6/ 199-206، و محمد بن علي بن محمد الشوكاني(توفي 1250هـ)، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، دار المعرفة، بيروت.، ص: 251 –252، والشنقيطي، محمد الأمين، مذكرة أصول الفقه، المكتبة السلفية، باب الرحمة، المدينة النبوية، ص: 311-312، وسليم رستم، شرح المجلة، المطبعة الأدبية، بيروت، ط3. ص: 25-26.
([iv]) يذكر الأصوليون أن معرفة الحكم الشرعي من دليله القطعي لا يسمى اجتهادا، الأنصاري، مسلم الثبوت، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، المصورة من ط1 بالمطبعة الأميرية ببولاق، مصر 1324هـ. 2/ 362.
([v]) انظر تعريف الاجتهاد: ، عثمان بن عمرو ابن الحاجب(توفي 646هـ) ، منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1985م. ص: 209.(1/755)
([vi]) وانظر تعريفات أخرى للاجتهاد، الشوكاني، إرشاد الفحول، ص: 250-251، ويذكر الفقهاء نوعا آخر من الاجتهاد سوى الاجتهاد في الأدلة الشرعية، وذلك ما يحتاجه المسلم عند قيامه ببعض العبادات عند حصول الاشتباه؛ كأن يجتهد في تحديد القبلة؛ لأجل استقبالها في صلاته، والاجتهاد عند اشتباه الثياب الطاهرة بالنجسة إذا لم يجد غيرها، أو ماء طهور بماء نجس لم يجد غيرهما، وانظر: وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية، 1/ 318.
([vii])الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي(توفي505 هـ) المستصفى من علم الأصول، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، المصورة من ط1 بالمطبعة الأميرية ببولاق، مصر 1324هـ.: 2/ 101.
([viii]) ابن الحاجب، ، منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل، ص: 209. ومن أراد التوسع في مفهوم الاجتهاد، ومجالاته، فليرجع إلى بحث الدكتور محمد خالد منصور بعنوان: "دلالة قاعدة لا مساغ للاجتهاد في مورد النص قطعي الثبوت والدلالة عند الأصوليين وتطبيقاتها في الفقه الإسلامي والقانون المدني الأردني، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، علوم الشريعة والقانون، مجلد 27، العدد 2/ 2000.
[ix]) ) اسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،تحقيق احمد عبد الغفور عطار، طبع على نفقة السيد حسن عباس الشربتلي 1982، 4/ 1623
[x]) ) المصدر السابق 3/ 1256
[xi]) ) الإمام مسعود بن عمر بن عبد الله سعد الدين التفتازاني ( توفي793 هـ )، شرح المقاصد، تحقيق د: عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب بيروت، ط1 1409 هـ -1989م، 1/ 29.
[xii]) ) المصدر السابق 1/ 28(1/756)
([xiii])أبو حامد محمد بن محمد الغزالي( توفي 505 هـ )، فيصل التفرقة،ضبطه وقدم له: رياض مصطفى العبد الله، دار الحكمة دمشق، 1986م. ص: 147 أبو عبد الله محمد بن المرتضى اليماني بن الوزير،إيثار الحق على الخلق، كتب هوامشه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط1 1983. ص: 376، محمد بن إبراهيم الوزير اليماني، العواصم من القواصم في الذب عن سنة أبي القاسم، حققه شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 1 1992 م: 4/ 177.
([xiv])أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية(توفي728 ه) ، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض السعودية، 3/ 22-23.
([xv]) وقد توسع في بحث هذه المسألة، ونصوص العلماء في التفريق بين الأصول والفروع في مسائل الاعتقاد أبو العلا بن راشد بن أبي العلا الراشد، في كتابه: عارض الجهل وأثره على أحكام الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، مكتبة الرشد، الرياض، ط2، 2003 م. " ص: 78-98.
([xvi])أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (توفي 728هـ)، تحقيق د0 محمد رشاد سالم، الاستقامة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ط1، 1403هـ، 1983، 1/ 24.
([xvii])أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية(توفي 728هـ) مجموع الفتاوى، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد العاصمي، تصوير ط 1 1398هـ. 15/ 158- 161.
([xviii])مسلم بن حجاج النيسابوري(توفي 261ه)، صحيح مسلم، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1374هـ، 1954م الصحيح: 1/ 36 (8).
([xix]) الحسين بن مسعود البغوي، شرح السنة، المكتب الإسلامي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وزهير الشاويش، د.ت.ط.: 1/ 229.
([xx]) الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن سالم الآمدي (توفي632هـ) ، أبكار الأفكار، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 20023/ 183(1/757)
([xxi])محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي ، شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية (توفي751 هـ)، مختصر القواعد المرسلة على الجهمية والمعطلة، تحقيق سيد إبراهيم، دار الحديث 1994 م، ص: 572.
([xxii])أحمد بن حسين البيهقي(توفي 458هـ) ، الاعتقاد، أحمد عصام الكاتب، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1401هـ، ط1، ص: 234.
([xxiii])شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن أبي بكر، الجامع لأحكام القرآن، ط2 سنة1372، دار الشعب، 15/ 86
([xxiv])أحمد بن علي ابن حجر(توفي 852هـ)، العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار المعرفة، بيروت: 10/ 466.
([xxv]) فتح الباري: 12/ 202.
([xxvi])عبد الرحمن بن الحديثة، أبي بكر السيوطي(توفي 911هـ) ،تدريب الراوي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، مكتبة الرياض الرياض، 1/ 324.
[xxvii]) ) راجع ابن منظور ، لسان العرب 3/ 296-299
[xxviii]) ) د: حسن الشافعي، المدخل إلى دراسة علم الكلام، ص: 25.
[xxix]) ) د:عمر سليمان الأشقر، العقيدة في الله، مكتبة الفلاح الكويت، ط6 1989م، ص: 9.
([xxx]) وليس المجال للتفصيل في حكم الاجتهاد، ولا عرض أدلته، وإنما المقصود التنبيه إلى أصل حكمه.
([xxxi]) أخرجه سليمان بن الأشعث بن اسحق أبو داود السجستاني(توفي 275هـ) فيسنن أبو داود: 3/ 303 (3592) والترمذي في سننه، محمد بن عيسى بن سورة(توفي 279هـ)، الجامع الصحيح (سنن الترمذي) مراجعة أحمد شاكر، دار إحياء التراث العربي، بيروت: 3/ 616 (1327) وقال الألباني: ضعيف، وأحمد بن حنبل في، المسند انظر: الإمام أحمد بن حنبل(توفي 241هـ)، مسند الإمام احمد شرح وتحقيق: أحمد شاكر، دار المعارف بمصر 1365هـ: 5/ 230 (22060).(1/758)
([xxxii]) أنظر د: حسن الشافعي،المدخل إلى دراسة علم الكلام،إدارة القران والعلوم الإسلامية كراتشي باكستان، 1988م، ص: 26. وقد نسب سعد الدين التفتازاني هذا القول إلى بعض علماء الملة، شرح المقاصد: 1/ 29.
([xxxiii]) ابن تيمية، الاستقامة: 1/ 37.
([xxxiv]) وانظر: هيتو، محمد حسن، الوجيز في أصول التشريع الإسلامي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1983م.، ص: 506، ومحمد سعيد الباني، عمدة التحقيق في التقليد والتلفيق، المكتب الإسلامي، بيروت، 1981م، ص: 49.
([xxxv]) إذا كان النص قرآنًا، فهو قطعي الثبوت، ولكن قد تكون دلالته قطعية أو ظنية، وإذا كان النص سنة فقد يكون قطعي الثبوت والدلالة، وقد يكون ظني الثبوت والدلالة، وقد يكون قطعي الثبوت ظني الدلالة، وقد يكون ظني الثبوت قطعي الدلالة انظر ما سبق بتصرف، شعبان زكي الدين، أصول الفقه الإسلامي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2. ص: 416، والأيوبي، محمد هشام، الاجتهاد ومقتضيات العصر، دار الفكر، عمان. ص: 45- 46.
([xxxvi])محمد الدسوقي، الاجتهاد والتقليد في الشريعة الإسلامية، دار الثقافة، قطر، ط 1: ص: 82.
([xxxvii]) وانظر المعنى السابق بتصرف، محمد الدسوقي، الاجتهاد والتقليد في الشريعة الإسلامية، ص: 78-80.
([xxxviii])أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي الشاطبي، ، ( ت: 790هـ ) الاعتصام، دار إحياء الكتب العربية فيصل عيسى البابي الحلبي.: 2/ 168.
([xxxix]) الشاطبي، الاعتصام: 2/ 200.201
([xl]) ابن تيمية،مجموع الفتاوى: 19/ 117-126.
([xli]) ابن تيمية، مجموع الفتاوى: 19/ 117-126.
([xlii])محمد بن إبراهيم الوزير اليماني، العواصم من القواصم في الذب عن سنة أبي القاسم، حققه شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، ط 1 1992 م: 4 / 176-177.
([xliii]) عبد الرحمن بن القاسم القحطاني النجدي، الدرر السنية ، الدرر السنية، دار العربية للطباعة والنشر، ط 3، 1978م: 1/ 43.(1/759)
([xliv])أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل البخاري(توفي 256هـ)، صحيح البخاري، ترتيب مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير، بيروت، 1407هـ = 1988م حديث رقم: (733) 1/ 277، ومسلم ، صحيح مسلم،: 1/ 163 (299).
([xlv])انظر علي بن علي بن محمد بن أبي العزّ الحنفي(توفي 792هـ)، شرح العقيدة الطحاوية، ضبط: أحمد شاكر، الناشر: زكريا علي يوسف، د.ت. ص: 118.
([xlvi])أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي(توفي 307هـ)، مسند أبي يعلى، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث – دمشق، ط 1، 1404 – 1984، الأحاديث مذيلة بأحكام حسين سليم أسد عليها: 8/ 305 (4901) قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
([xlvii]) أخرجه مسلم في الصحيح: 1/ 161 (179).
([xlviii]) أخرجه مسلم في الصحيح: 1/ 161 (178).
([xlix]) أخرجه مسلم في الصحيح : 1/ 161 (178).
([l]) ابن أبى العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية ص: 116-117.
([li]) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية ص: 145 -146.
55)) الترمذي، السنن :4/110 (1535) وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
([liii]) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية ص: 156-158
([liv]) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية ص: 180-180.
([lv]) ابن تيمية،مجموع الفتاوى: 19/ 140-141.
[lvi]) ) الطبري ، تفسير الطبري ، دار المعارف ، 2/530 رجاله ثقات
([lvii])عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي(توفي774 هـ)، تفسير القرآن العظيم، دار المعرفة، ط1، 1407هـ، 1987م، 1/401
([lviii]) الترمذي، السنن: 5/ 189.
([lix]) محمد بن جرير الطبري( توفي 310هـ)، تفسير الطبري، طبعة دار إحياء التراث العربي د.ت : .1/ 400-401 ورجاله ثقات.
([lx]) الطبري،تفسير الطبري: 1/ 402-403.
([lxi]) الطبري،تفسير الطبري: 5/ 401، ابن كثير، تفسير ابن كثير: 1/ 309.
(69 ) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية ص: 87-88.(1/760)
([lxiii]) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية ص: 87-88.
([lxiv]) كمال الدين محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف،حاشية كتاب المسامرة شرح المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1423 هـ، 2002م.ص:185وانظر د. قحطان الدوري، أصول الدين الإسلامي د. قحطان الدوري، أصول الدين الإسلامي ط2، دار الفكر العربي الأردن عمان ص: 205-206، وانظر: د. محمد الملكاوي وآخرون، عقيدتنا الإسلامية، الأكاديميون للنشر والتوزيع، ط1، 2004م ، ص:227-228
([lxv])سعد الدين التفتازاني،، شرح المقاصد،5/ 5، و انظر: د. عمر سليمان الأشقر، الرسل والرسالات، مكتبة الفلاح الكويت، ط 3، 1405، 1985 م، ص: 15.
([lxvi]) انظر: كمال الدين بن أبي شريف، المسامرة ص: 190- 191 وانظر د. قحطان الدوري ، أصول الدين ص: 212.
([lxvii])الإمام احمد، مسند الإمام احمد، 5/ 265 (22342) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف جداً، وقال الألباني: صحيح.
([lxviii]) انظر: سعد الدين التقتازاني، شرح المقاصد: 5/ 61، و انظر: د. قحطان الدوري أصول الدين ص: 230. وانظر ابن قطلوبغا حاشية على المسايرة ص:193-194، وانظر: عمر سليمان الأشقر، الرسل والرسالات، ص: 86، 89.
([lxix]) الآمدي، أبكار الأفكار، 3/ 149.
([lxx]) سعد الدين التقتازاني شرح المقاصد: 5/ 49- 50، وانظر: د. قحطان الدوري أصول الدين ص: 218-221.
([lxxi]) انظر ابن أبي العز الحنفي ، شرح العقيدة الطحاوية ص: 211-212.
[lxxii] ) ) الآمدي، أبكار الأفكار، 3/ 149
([lxxiii]) الطبري، تفسير الطبري، 25/ 132
([lxxiv]) المصدر السابق، 25/ 134. وانظر يوسف الوابل، اشراط الساعة ، دار ابن الجوزي 1421 ه ص: 384-387،
([lxxv]) انظر ابن حجر: فتح الباري: 13/ 79-80.
([lxxvi]) انظر المصدر السابق: 13/ 325- 329.(1/761)
([lxxvii]) انظر المصدر السابق: 13/ 91، وانظر محمد بن رسول البرزنجي الحسيني(توفي1103 ه) الإشاعة لأشراط الساعة، دار ابن حزم، بيروت، ط1، 1424 هـ/ 2003م، ص: 203وانظر: أبو الطيب محمد صديق خان القنوجي، ، الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، بعناية: بسام عبد الوهاب الجابي، دار ابن حزم، بيروت، ط1، 1421 هـ، 2000م، ص: 193.
([lxxviii]) محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي(توفي 254هـ)، صحيح ابن حبان ، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 3، 1414هـ تحقيق شعيب الانؤوط: 15/ 211 (6800) وقال: "... والذي معه يرى أنه ماء ولا ماء".
([lxxix]) أخرجه البخاري في صحيح البخاري: 6/ 2606 (6705) ومسلم في صحيح مسلم: 3/ 1693 (2152).
([lxxx]) البرزنجي: الإشاعة لأشراط الساعة ص: 210.
([lxxxi]) أخرجه مسلم في صحيح مسلم: 2/ 2248 (2934).
([lxxxii]) أخرجه محمد بن يزيد ابن ماجه(توفي 275هـ)، سنن ابن ماجه، ترتيب محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت، د.ت : 2/ 1340 (4039) قال: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَنَدِيُّ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ: (لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً وَلا الدُّنْيَا إِلا إِدْبَارًا وَلا النَّاسُ إِلا شُحًّا وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ).
([lxxxiii]) أخرجه محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الحاكم النيسابوري(توفي 405هـ)، المستدرك على الصحيحين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411هـ، 1990م، ط1، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا.:: 4/ 547 (8531) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
([lxxxiv]) أخرجه ابن ماجة، سنن ابن ماجة، 2/ 1366 (4082) قال الشيخ الألباني: ضعيف.(1/762)
([lxxxv])محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي ، شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية (توفي751 هـ) المنار المنيف في الصحيح والضعيف تحقيق محمود مهدي استانبولي ص: 145-150، والبرزنجي، الإشاعة لأشراط الساعة:ص: 198- 200.
([lxxxvi]) ابن حجر، فتح الباري: 11/ 353.
([lxxxvii]) أخرجه الترمذي في سنن الترمذي ا4/ 498 (2217) وقال: حديث حسن غريب صحيح.
([lxxxviii]) نعيم بن حماد المروزي أبو عبد الله، الفتن، مكتبة التوحيد القاهرة 1412ط1: 2/ 662.
([lxxxix]) انظر: البرزنجي، الإشاعة لأشراط الساعة: ص: 280-281.
([xc])شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الالوسي(توفي 1270هـ)، روح المعاني في تفسير القران والسبع المثاني ،دار إحياء التراث العربي بيروت ،د.ت : 15/ 42.
([xci])عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي ، الدر المنثور ، دار الفكر بيروت: 7/ 458.
([xcii]) المصدر السابق: 7/ 458.
([xciii]) محمد بن جرير، تفسير الطبري: 19/ 498.
([xciv]) السيوطي، الدر المنثور: 7/ 461، وعبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي ابن أبي حاتم، تفسير بن أبي حاتم ، المكتبة العصرية ، صيدا ،تحقيق اسعد محمد الطيب ،د.ت : 11/ 203.
([xcv]) السيوطي، الدر المنثور: 7/ 461.
([xcvi]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم: 6/ 213.
([xcvii]) المصدر السابق: 6/ 214.
([xcviii]) الآلوسي، روح المعاني: 15/ 42، وانظر الروايات السابقة جميعها عند البرزنجي في الإشاعة لأشراط الساعة: ص 287- 288.
(100) انظر الإمام احمد بن حنبل مسند الامام احمد شرح وتحقيق احمد شاكر : 15/ 82ا، دار المعارف بمصر1365ه 1975، وانظر:ا.د. محمد نعيم ياسين، الإيمان أركانه حقيقته نوا قضه ط3، جمعية عمال الطابع التعاونية 1982م، ص:97.(1/763)
101)) انظر هذه الروايات الحاكم المستدرك على الصحيحين رقم (8490) وما بعدها، والطيالسي سليمان بن داود أبو داود الفارسي ، مسند الطيالسي دار المعرفة بيروت : 1 / 144
102) ) انظر هذه الروايات عند نعيم بن حماد الفتن : 2/ 660-667
([cii]) البرزنجي: الإشاعة لأشراط الساعة: ص:290- 292، بتصرف يسير.
([ciii]) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية ص: 148، والقرطبي شمس الدين أبى عبد الله بن أبى بكر بن فرح الأنصاري القرطبي، التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، دار الفكر للنشر والتوزيع عمان، ص: 347.
[civ]) ) راجع هذه الأدلة عند القرطبي في المصدر السابق ص: 348-349.
([cv]) أخرجه ابن حبان، صحيح ابن حبان: 1/ 322 (116) وصححه، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح رجاله ثقات، رجاله رجال مسلم.
([cvi]) أخرجه الترمذي في سنن الترمذي: 5/ 24 (2639) وقال: حسن غريب، والحاكم في المستدرك على الصحيحين: 1/ 46 (9) وقال: هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح، قال محقق الكتاب مصطفى عبد القادر عطا: قال الذهبي في التلخيص: هذا على شرط مسلم.
([cvii]) أخرجه البخاري محمد بن إسماعيل أبو عبد الله(توفي 256هـ) ، الأدب المفرد، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي دار البشائر بيروت، 11989 ط3: ص: 92 (237).
([cviii])شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي ( توفي748 هـ) سير أعلام النبلاء، مؤسسة الرسالة، ط7، 1990م، 11/ 371
[cix])) المصدر السابق: 14/ 40.
([cx]) المصدر السابق، 14/ 39-40.
([cxi]) المصدر السابق، 14/ 188.
([cxii]) ابن أبي العز الحنفي، شرح العقيدة الطحاوية، ص: 206.
([cxiii]) أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية بيروت 1411هـ/ 1990 م، 1/ 34.
([cxiv]) راجع قول البيهقي ص: 6/ هامش: 19.(1/764)
([cxv]) الحافظ أبو القاسم علي بن أبي محمد الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي(توفي 571هـ)، تبيين كذب المفتري، دار الكتاب العربي بيروت 1979م. ص: 149
([cxvi]) علي بن احمد بن حزم الظاهري(توفي 456هـ)، الدرة فيما يجب اعتقاده، تحقيق: أحمد الحمد وسعيد القزقي، مكتبة التراث، مكة المكرمة، ط1، 1408 هـ ص: 414. علي بن احمد بن حزم الظاهري(توفي 456هـ)، الفصل في الملل والنحل، تحقيق: محمد إبراهيم نصر وعبد الرحمن عميرة، شركة عكاظ، جدة، 1402 هـ، 1982م، 3/ 296، 297، راجع هذه الأقوال وغيرها الدكتور عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف، نوا قض الإيمان القولية والعملية، دار الوطن هـ1415، عن تكفير المتأول، وبين أن المجتهد المتأول معذور في تأويله واجتهاده، وقد أورد نصوصًا كثيرة في هذه المسألة، ص: 75-84.
([cxvii]) الغزالي، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ص: 85-86.
([cxviii]) الذهبي، سير أعلام النبلاء: 7/ 271.
([cxix]) المصدر السابق: 14/ 374.
([cxx]) المصدر السابق: 14/ 40.
([cxxi]) المصدر السابق: 19/ 322.
([cxxii]) الشاطبي، الاعتصام: 2/ 168.
([cxxiii]) المصدر السابق: 2/ 200.
([cxxiv])أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي الشاطبي، ( ت: 790هـ ) الموافقات في أصول الشريعة، ضبطه أبو عبيدة مشهور بن حسن السلمان دار ابن عفان ط1، 1977م. 5 / 131.
([cxxv]) أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي( توفي 671هـ)، الجامع لأحكام القرآن: 2/ 16.
([cxxvi]) الذهبي، سير أعلام النبلاء: 10/ 630.
([cxxvii]) المصدر السابق: 10/ 157، 630.
([cxxviii])الإمام مسعود بن عمر بن عبد الله، سعد الدين التقتازاني( توفي793 هـ )، ، شرح العقائد النسفية، المكتبة الأزهرية، مصر، ط1، 1421 هـ- 2000م، ص: 157-158.(1/765)
[cxxix])) الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد الغزنوي (توفي593 هـ)، كتاب أصول الدين تحقيق د:عمر وفيق الداعوق، دار البشائر 1998م. ص: 139، 189، 210.
([cxxx]) القحطاني، الدرر السنية: 1/ 43.
([cxxxi])عبد الرحمن السعدي، الإرشاد في معرفة الأحكام، مكتبة المعارف، الرياض، 1400 هـ ص: 207.
([cxxxii]) محمد الغزالي، عقيدة المسلم، دار الكتب المصرية، ط4، 1984م، ص:9
([cxxxiii]) الميداني عبد الرحمن حسن حبنكة، العقيدة الإسلامية وأسسها، دار القلم، بيروت، ط7، 1415 هـ ، ص:221.
([cxxxiv]) د. قحطان الدوري، أصول الدين الإسلامي: راجع ص: 48- 61.
([cxxxv]) ابن تيمية، الاستقامة: 1/ 73.
([cxxxvi]) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 19/ 123.
([cxxxvii]) المصدر السابق، 19/ 17.
([cxxxviii]) المصدر السابق، 19/ 117.
([cxxxix]) المصدر السابق، 19/ 126.
([cxl])مسلم ، صحيح مسلم، حديث رقم (126).
([cxli]) وقد ألف ابن تيمية كتابا سماه: رفع الملام عن الأئمة الأعلام وإن كان موضوع الكتاب في مسائل الفقه إلا انه يتعرض في كثير من مواضع الكتاب إلى مسائل اعتقادية، انظر: ص: 40-42، وكيف أعذر المخالف في قضايا الوعيد بالعذاب. أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية،(توفي 728هـ)، رفع الملام عن الأئمة الأعلام، ط الجامعة الإسلامية المدينة المنورة 1422 هـ.
([cxlii]) أخرجه البخاري بلفظ غيره قريب منه صحيح البخاري: 3/ 1282 (3291) ومسلم بنحوه صيح مسلم:4/ 2109 (2756).
([cxliii]) ابن تيمية، مجموع الفتاوى: 10/ 33- 36.
([cxliv]) المصدر السابق، 19/ 207.
([cxlv])المصدر السابق، 19/ 127-128.
([cxlvi])أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية،(توفي 728هـ)، ابن تيمية، قاعدة في جمع كلمة المسلمين، تحقيق حماد سلامة، المنار، 1988 ص :15 .(1/766)
([cxlvii]) ابن تيمية، منهاج السنة: 3/ 22، وانظر أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية،(توفي 728هـ)، ابن تيمية، كتاب الإيمان، ط مكتبة أنصار السنة المحمدية، القاهرة ص: 129.
([cxlviii] ) أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية،(توفي 728هـ)، كتاب الإيمان، مكتبة أنس بن مالك: ص: 206.
([cxlix]) رواه أبو يعلى في المسند: 4/ 85 (2111) قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
([cl]) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 19/ 191.
([cli]) المصدر السابق: 4/ 172– 173.
([clii]) أخرجه البخاري في صحيح البخاري: 4/ 1555 (4021) ومسلم في صحيحه: 1/ 96 (96).
([cliii]) أخرجه مسلم في صحيح مسلم 4/ 2215 (2889).
([cliv]) أخرجه البخاري في صحيح البخاري: 6/ 2667 (6883).
([clv])أحمد بن شعيب النسائي(توفي 303هـ)، السنن الكبرى، تحقيق: د. عبد الغفار البنداري، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411هـ/ 1991م.: 5/ 388 (9223) والترمذي في سنن الترمذي بنحوه: 4/ 465(2165).
([clvi]) أخرجه الترمذي في سنن الترمذي: 4/ 465 (2165) وقال: حسن صحيح غريب، قال الشيخ الألباني: صحيح.
([clvii]) أخرجه أحمد في مسند الإمام احمد: 5/ 232 (22082).
([clviii]) أخرجه مسلم في صحيح مسلم: 1/ 465 (673).
([clix]) عبد الرزاق أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني(توفي 211هـ)، المصنف ، المكتب الإسلامي،بيروت ط 2، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي: 1/ 227 (879).
([clx]) أخرجه البخاري في صحيح البخاري: 4/ 1640 (4240) ومسلم في الصحيح: 2/ 766 (1090).
([clxi]) ابن تيمية، كتاب الإيمان: ص: 129.
---
جمال أبو حسان
10-19-2006, 09:05 AM
قد سقطت ارقام الحواشي ولا ادري لماذا ولكنني ارسلت البحث بحواشيه للسادة المشرفين رجاء ان يتكرموا بتصويب هذا الامر
واقبلوا التحيات
---
مرهف
10-28-2006, 07:32 PM
الأخ د جمال حفظك الله هلا أرفقت البحث ليتسنى لنا تنزيله (ملف وورد) فهذا أسهل ويحفظ بذلك أرقام الحواشي .
---(1/767)
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 10:27 PM
هذه نسخة كاملة من البحث بعث بها الدكتور جمال حفظه الله منذ زمن . ولم يتسن لي الاطلاع على البحث بعدُ.
---
مساعد الطيار
10-30-2006, 09:00 PM
موضوع هذا البحث مهم ، ويحسن تداوله تداولاً علميًا مبنيًا على الدليل من الآثار ، وترك التشنجات والأحكام المسبقة على الآخرين ، فالوصول للحق مطلب كل مسلم ، وكم أتمنى أن يثري رواد الملتقى هذا البحث بالنقاش العلمي المفيد .
تنبيه :
ما ذهب إليه الباحث ـ وفقه الله ـ من أن الطبري يفسر الكرسي بالعلم غير صحيح ، وقد أوهمت عبارة الطبري على غيره من العلماء كابن عطية ، وعنه نقل القرطبي ، وعن القرطبي نقل الشوكاني ، وإليك نص عبارة الطبري : ( قال أبو جعفر: ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما:-
حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة! فعظم الرب تعالى ذكره، ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض، وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع- ثم قال بأصابعه فجمعها - وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد، إذا ركب، من ثقله"
حدثني عبد الله بن أبى زياد، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه.
- حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، قال: جاءت امرأة، فذكر نحوه(1/768)
وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه" . وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره:"ولا يؤوده حفظهما" على أن ذلك كذلك، فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم:( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ) [غافر: 7]، فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء، فكذلك قوله:"وسع كرسيه السموات والأرض". )
فقوله ـ رحمه الله : ( ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قاطع بأنه يذهب إلى أن الكرسي مخلوق ، وليس هو العلم ، ثم عقب بقوله : ( وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عنه أنه قال:"هو علمه" ) ، وهذا ليس تراجعًا منه عن ترجيحه ، بل بيان لاحتمال قول ابن عباس فحسب ، والطبري يعمل هذا في بعض المواطن التي يقع فيها تنازع في الترجيح ، فيبن اختياره مع بيانه لاحتمال القول الآخر ، ولولا إطالة المقام لسردت أمثلة لذلك ، لكن اكتفي بإحالة القارئ إلى ترجيحه في قوله تعالى : ( وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) فقد بين أن السياق مع مسروق والشعبي من أن الشاهد موسى عليه السلام حيث قال : ( والصواب من القول في ذلك عندنا : أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل ) ثم قال : ( غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن ذلك عنى به عبد الله بن سلام وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل ، وما أريد به.
فتأويل الكلام إذ كان ذلك كذلك، وشهد عبد الله بن سلام، وهو الشاهد من بني إسرائيل ) ، وظاهر من هذا أنه لولا قول هؤلاء العالمين لذهب إلى قول مسروق .
---(1/769)
أبو العالية
11-07-2006, 11:02 AM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
أولاً : ينظر في ذلك كتاب التقليد وأحكامه للدكتور سعد بن ناصر الشثري حفظه الله ضو هيئة كبار العلماء .
وثانياً : جزاك الله خيراً يا شيخ مساعد على هذا البيان الجيِّد ونفع بك ، وليته يرفع الإشكال في المسألة .
وثالثاً : الحافظ الكرَجي القصاب رحمه الله ذكر في كتابه ( نكت القرآن ) الرد على من فسر الكرسي بالعلم .
وسيأتي معنا بحول الله تعالى في ( المسائل العقدية ) من كتابه .
والله أعلم
---
د.يسري خضر
04-08-2007, 12:13 AM
[جزاك الله خيرا يادكتور جمال علي تقديم هذا البحث الماتع والاختيار الموفق والذي يساهم في تقريب وجهات النظر واعذار المخالف ويعالج قصور الفهم الذي يعاني منه بعض من أصابته علل التدين ويؤكد علي انه لايلزم من الاختلاف العلمي الترامي بالابتداع اوالفسق الخ
إن هذا البحث وأمثاله تحتاج إليه الصحوة الإسلامية التي نعيشها الآن لنتفرغ للأعداء الحقيقيين وهم كثر
وقد ذكرني هذا البحث القيم ببحث آخر يجري في مجراه بعنوان(شمول الاجتهاد في الدين) للدكتور عبد العزيز عبد الله الحميدي طبعة دار الأندلس الخضراء وطبع في دار عيون المعرفة بمكة المكرمة في مجموع بعنوان (الرسائل الشمولية )
وقد استرشد الدكتور الحميدي في بحثه بأقوال العلماء الربانيين ممن وردت أقوالهم في بحث الدكتور شريف الشيخ صالح احمد الخطيب حفظه الله
كما نقل عن العلماء المعاصرين مثل الإمام ابن باز والعلامة ابن عثيمين و نقل فتوى اللجنة الدائمةللافتاء(3-173)ممايستانس به علي مشروعية الاجتهاد في فروع العقيدة
هذا وقد كتب الدكتور علي حسين مشهور الاستاذ المساعد في قسم العقيدة بكلية الشريعة واصول الدين جامعة الملك خالد بحثا في نفس الموضوع نشر في مجلة الحكمة
والله من وراء القصد وهو هادي السبيل
---
(1/770)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وما نَزَلَتْ (كلاّ) بيثربَ فاعلَمَنْ ... وقفة مع هذا البيت .
---
وما نَزَلَتْ (كلاّ) بيثربَ فاعلَمَنْ ... وقفة مع هذا البيت .
---
عبدالرحمن الشهري
11-16-2005, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد الزركشي في البرهان ، والسيوطي في الإتقان بيتاً من الشعر للديريني يدل على أن (كلا) لم تنزل في المدينة المنورة ، ولم ترد في النصف الأول أو الأعلى من القرآن الكريم ، وإنما وردت في النصف الثاني منه من سورة مريم(1) ، وهذا البيت هو :
وما نَزَلَتْ (كَلاّ) بيثربَ فاعْلَمَنْ = وما وَردَتْ في الذِّكْرِ في نِصْفهِ الأَعلىوهذا البيتُ المُفرَدُ ، من بحر الطويلِ ، وعَروضهُ :
(فَعُولُنْ مَفاعِيْلُن فَعُولُنْ مَفاعِيْلُنْ) مكررة
وقد أشار بعض الباحثين إلى هذا البيت ، وأشار بعده إلى أرجوزة عبدالعزيز الديريني (ت694هـ) (التيسير في علم التفسير) وهي منظومة طويلة في التفسير ، تقع في ثلاثة آلاف بيت وخمسمائة تقريباً. وأولها :
يا رب أنت المستعان الكافي=الواحد الفرد الرحيم الشافي
إلى أن قال:
وبعدُ: فالتفسير أقوى سببِ= إلى العلوم وابتغاء الأرب
وكل علم فمن القرآن= وفيه أصل سائر المعاني
وعلم تفسير الكتاب أعلى= ما يعتني المرء به وأجلى
لأنه فهم كتاب المولى= فكان أوفى مطلب وأولى
ثم تعرض لتفسير غريب القرآن حتى أتى عليها كلها فطالت المنظومة جداً. يقول في آخرها:
نظمته في أربعين يوما= ميقات إتمام الكليم الصوما
وكنت أرجو أن يكون ألفا= فزاد ضعفاً ثم زاد ضعفا
وزاد حتى خفت أن أكثرا= فصرت أطوي نشره مقصِّرا
وما شفى لي نظمه غليلا= لأنني رأيته قليلا
لكن رجوت أن يكون بابا= موصلا يستفتح الأبوابا
الخ.
وهذا البيت المفرد ليس أحد أبيات هذه الأرجوزة لاختلاف البحر.
وقد تعرض الديريني في هذه الأرجوزة الطويلة لموضوع كلا ، فقال :(1/771)
كلا لها وجهانِ ، معنى الزَّجْرِ = والرَّدعِ ، فالوقفُ عليها يَجري
والابتدا بها بمعنى حَقَّا= أثبت بها ما بعدها تُلقَّا
وهي ثلاثٌ وثلاثونَ استمعْ= والكُلُّ في النِّصفِ الأخيرِ فاتَّبِعْ
وكلُّها في السُّورِ المكيَّةْ = وقسمةُ القَيسيْ هيَ المَرْضِيَّةْ
والقيسي هو مكي بن أبي طالب القيسي رحمه الله ، وتقسيمه هذا ذكره في كتابه (كلا وبلى ونعم والوقف على كل واحدة منهن في كتاب الله عز وجل) الذي طبعته دار المأمون بتحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات ، وقد لخص الزركشي محتواه في البرهان (1/522-524).
والبيت الأخير في المطبوعة في مكتبة الباز (1/151) هو :
وكلُّها في السُّورِ المكيَّةْ = وقسمةُ الفَرَّا هيَ المَرْضِيَّةْ
ولعل كلام الفراء في معاني القرآن له ، ولم اراجعه بعد.
والذي يظهر لي أن البيت الذي نقله الزركشي وتبعه غيره في نقله(2) ، لا يخلو من احتمالين :
- الأول : أن يكون بيتاً مفرداً ، من الأبيات التي ينظمها العلماء لضبط بعض المسائل العلمية ، ولا زال العلماء حتى الآن يفعلون ذلك ، وأمثلته كثيرة في الفنون المختلفة.
- الثاني : أن يكون هذا البيت أحد أبيات قصيدته أو منظومته في وجوه (كلا) في القرآن الكريم(3). غير أنه يشكل على هذا أن هذه المنظومة تذكر في كتب الفهارس باسم (أرجوزة في وجوه (كلا) في القرآن) ، مما يعني أنها على بحر الرجز ، وليس الطويل. وقد يكون هذا تساهلاً في إطلاق مسمى أرجوزة على القصيدة من المفهرسين. وأستبعد أن تكون هذه المنظومة في المكي والمدني كما ذكر بعض الباحثين.(4)
ولا يقطع الاحتمالَ إلا الاطلاعُ على هذه المنظومة كاملةً ، فلعل أحد الإخوة الباحثين الذين اطلعوا على هذه المنظومة أن يفيدنا بذلك مشكوراً ، خدمة للعلم وطلابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان للزركشي 1/520 ، الإتقان 1/48(1/772)
(2) البرهان للزركشي 1/520 ، الإتقان للسيوطي 1/48 ،الكليات للكفوي 1/754، التبيان في مباحث تتعق بالقرآن لطاهر الجزائري 36 ، مناهل العرفان للزرقاني 1/190 ، تهذيب وترتيب الإتقان لعمر بازمول 106 .
(3) محفوظة بدار الكتب بمدينة المنصورة بمصر ، كما في فهرس عبدالرحمن عبدالتواب (م.م.خ 4/2 (1958م) 2/32، فهرس مجمع آل البيت بالأردن الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط (علوم القرآن – مخطوطات التجويد)ص13
(4) انظر: المحرر في علوم القرآن للدكتور مساعد الطيار 74
*****
---
خالد الشبل
11-17-2005, 08:53 PM
الشيخ أبا عبد الله:
أشار الزركلي في ترجمة العزّ الديريني إلى أن أرجوزته ( التيسير) مطبوعة، وأشار بعضهم إلى أنها مطبوعة في القاهرة عام 1310 هـ في 167 صفحة.
والديريني - رحمه الله - ناظم. ذكر ابن قاضي شهبة أنه نظم وجيز الغزالي في قريب من 5000 بيت على حرف الراء، ونظم السيرة النبوية، ونظم التنبيه، لأبي إسحاق، وشرع في نظم الوسيط. وأن له المصباح المنير في علم التفسير في مجلدين.ولا أعرف هل هو نظم أم لا.
وذكر السخاوي في الضوء أن له نظمًا في الفرق بين الضاد والظاء، ورائية في مرسوم الخط، ومخمسة في العربية، والقريبة في 685 بيتًا. والميزان الوفي في معرفة اللحن الخفي. ولا أعرف هل هو نظم أم لا.
وذكروا له قصيدة لامية، وأرجوزة وجيزة، أولها:
اللهَ أرجو ليس غير اللهِ ** اللهُ حسبُ الطالبِ الأوّاهِ
ذكر فيها مشايخه، ساقها السراج ابنُ الملقن في طبقات الأولياء.
وذكر السيوطي في معرفة المكي والمدني من إتقانه أن الديريني أفرده بالتأليف.
فلربما أن بيته هذا بيت منفرد، أو ضمن مقطوعة، أو أنه من أحد كتبه المنظومة على الطويل.
---
عبدالرحمن الشهري
11-18-2005, 01:08 PM
أحسنت أبا عبدالله ، والديريني كما تفضلتم ناظم مجيد ، ونظمه من أمتن النظم وأسلسه رحمه الله.
---
مساعد الطيار
11-19-2005, 07:44 AM(1/773)
أحسنت الاستدراك أبا عبد الله ، أسأل الله لي ولك المزيد من فضله ونعمه .
والمنظومة مع طولها جميلة جدًا ، وهي تصلح للشرح والتدريس ، ففيها ـ مع الغريب ـ الإشارة إلى القراءات وتوجيهها .
والدريني صاحب أبيات سائرة ، ومنها ما يردد بعض الوعاظ ، وهي قوله :
إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمه
وموت العادل الملك المرجى حكيم الحق منقصة ووصمه
وموت الصالح المرضي نقص ففي مرآه للإسلام نسمه
وموت الفارس الضرغام ضعف فكم شهدت له في النصر عزمه
وموت فتى كثير الجود مَحْل فإن بقاءه خصب ونعمه
فحسبك خمسة تبكي عليهم وموت الغير تخفيف ورحمه
هكذا ذكرها محقق كتاب التيسير الدكتور مصطفى محمد الذهبي
---
مرهف
11-20-2005, 07:01 PM
عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الديريني أبو محمد الدميري فقيه شافعي مفسر أديب ( 612 ـ 694 هـ ) نسبته إلى ديرين بلدة من أعمال الغربية بمصر وله بالإضافة للتيسير في علم التفسير : ( المصباح المنير في علم التفسير ) وهو تفسير للقرآن،انظر طبقات المفسرين للداودي 1/304 ومعجم المفسرين لنويهض 1/285 .
---
مرهف
11-21-2005, 12:54 AM
وأضيف إلى مؤلفاته في علوم القرآن ما ذكره السيوطي في الإتقان 1/6 في النوع الأول : معرفة المكي والمدني قال : (أفرده بالتصنيف جماعة منهم مكي والعز الديريني ) ، ولعل من المناسبة أيضا أن أبين أن للديريني أيضاً مؤلفات في الحديث فقد ذكر العجلوني في كشف الخفاء 1 / 337 عند الكلام على حديث:
(البشاشة خير من القرى ): (قال في المقاصد لا أعرفه .... ونظمه عبدالعزيز الديريني في أبيات :
بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف الذي يأتي به وهو ضاحك
وفي لفظ
فكيف إذا جاء القرى وهو يضحك ) .
وعند الكلام على حديث : من أكل مع مفغور له غفر له قال العلجلوني 2/ 302(1/774)
( وأورده عبدالعزيز الديريني في الدرر الملتقطة وقال لا أصل له )فله إذن الدرر الملتقطة ويظهر أنه في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة فحبذا من عنده الرسالة المستطرفة للكتاني أن ينظر فيها لمعرفة هذا الكتاب لأنه ليس في متناولي.
وفي 2/417 قال العجلوني عند الحديث على حديث ( النبي لا يؤلف تحت الأرض ) : (لا أصل له وممن صرح ببطلانه الديريني في الدرر الملتقطة لكنه قال انه منقول عن علماء أهل الكتاب كعبدالله بن سلام وكعب الأحبار)
وفي 2/457 قال عند الكلام على : ( الولد سر أبيه ) : (قال في المقاصد لا أصل له وكذا في الدرر تبعا للزركشي وقال الصغاني موضوع وقال الديريني في الدرر الملتقطه في توجيهه أن الولد اذا كبر ربما يتعلم من أوصاف أبيه ويسرق من طباعه بل قد تصحب رجلا فتسرق من طباعه في الخير والشر ) .
وقد ذكر المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير له قصة 1/ 126 ط المكتبة التجارية بمصر تصوير دار الفكر بيروت فلتنظر .
---
خالد الشبل
11-21-2005, 09:01 AM
وذكر بعض أهل الطبقات أنه صوفي يتبع الطريقة الرفاعية، وذكروا له مصنفات في التصوف، منها: غاية التحرير، ولطائف القلوب، وأنوار المعارف.
رحمه الله، وعفا عنا وعنه.
ومن صيد الفوائد عن الطريقة الرفاعية (http://saaid.net/feraq/sufyah/t/10.htm).
---
عبدالرحمن الشهري
09-15-2006, 08:58 PM
يقوم أحد الباحثين الآن بدراسة المنظومات التي نظمت في علوم القرآن مثل هذه المنظومة وغيرها . أسأل الله أن يوفقه لإتمام بحثه ونشره .
---
نور القرآن
09-17-2006, 12:38 AM
جزاكم الله خيرا أساتذتنا الأفاضل علىماتم طرحه في موضوع منظومة الديريني في التفسير والمعروفة ( بالتيسير في علم التفسير) للإمام عبد العزيز الديريني المتوفي 694هـ(1/775)
وقد كان هذا العالم الجليل موضوع بحثي في الماجستير هو ومنظومته الشهيرة وهي أرجوزة احتوت على ما يزيد على ثلاثة آلاف وثلاثمائة بيتا من الشعر على بحر الرجز وهو نفس ما عرضه أستاذنا الفاضل د/ عبد الرحمن الشهري فهي أرجوزة على بحر الرجز وليست على بحر الطويل وهي طريقة اتخذها علماء العصور الأولى في الإسلام لتيسير تلقى العلم على الطلاب خاصة وأن الإمام الديريني كان ممن يتلقى عنه العلم في أروقة مدارس الدولة الأيوبية مثل ألفية ابن مالك في النحو وألفية ابن معطي ومنظومة الشاطبي في القراءات وغيرها
كما أنها لاتعنى بالمكي والمدني فقط من مباحث علوم القرآن وإنما اشتملت على العديد من علوم القرآن
ولي تعليق أنه أثناء بحثي في تاريخ هذا العالم لم أجد له اهتمامات في الحديث أو علومه وإنما كان جل اهتمامه بالقرآن والفقه وأصوله
والكتاب الذي ذكره الأستاذ الفاضل ( مرهف ) وهو كتاب الدرر الملتقطة في المسائل المختلطة : كتاب فقهي على المذهب الشافعي حسب مذهب الديريني رحمه الله وموجود نسخة منه في دار الكتب المصرية ولكن مصورة علي ميكرو فيلم
وله ايضا كتاب مكاشفة القلوب في حضرة علام الغيوب وهو نفس مسمى كتاب الامام الغزالي وهو مطبوع مكتبة البابي الحلبي بالازهر
وله كتاب ارشاد الحيارى في الرد على النصارى وهو مصورمن ميكرو فيلم
وله كتاب المقصد الاسنى في معرفة الأسماء الحسنى
وللاسف لاتستحضرني الذاكرة لمزيد من المعلومات الآن فإذا أمهلتموني فإن شاء الله أزيد والله المستعان
وعموما لدي نسخة من أرجوزة الامام عبد العزيز الديريني نسخة خطية كتابة حجر من عام 1309هـ ونسخة أخرى محققة في وقت قريب من مكتبة الباز
ويشرفني أن أمد الموقع بما يريد من هذه الكتب للإفادة وجزاكم الله خيييييييييييييييييييرا
بموقعكم الموقر استعيد حيويتي العلمية
][ من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار]
---
د. أنمار
09-17-2006, 05:32 PM(1/776)
منظومة التيسير في علوم التفسير للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدميري الشهير بالديريني
وبهامشها ألفية الإمام أبي زرعة العراقي في تفسير غريب القرآن رتبها على حروف المعجم
والكتاب يقع في 161 صفحة
توجد منها نسخة في مكتبة الحرم المكي الشريف برقم 212 د ع ق
ورقم عام 8604
---
د. أنمار
09-17-2006, 05:37 PM
ويروى في خبر كلا قصة لا أظنها تصح أن الحجاج قالت له أسماء رضي الله عنها اللهم اقطعه كما قطعت كلا من النصف الأعلى فيقال أنه استعرض نصف القرآن قبل أن يغرز رجله في الركاب ،
أو نحو هذا
وهو مما تظهر عليه آثار القصاصين
---
بنت السنة الطاهرة
09-17-2006, 08:53 PM
منظومة التيسير في علوم التفسير للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدميري الشهير بالديريني
وبهامشها ألفية الإمام أبي زرعة العراقي في تفسير غريب القرآن رتبها على حروف المعجم
والكتاب يقع في 161 صفحة
توجد منها نسخة في مكتبة الحرم المكي الشريف برقم 212 د ع ق
ورقم عام 8604
جزاكم الله ألف خير.....
---
د. أنمار
09-17-2006, 10:30 PM
منظومة التيسير في علوم التفسير للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدميري الشهير بالديريني
وبهامشها ألفية الإمام أبي زرعة العراقي في تفسير غريب القرآن رتبها على حروف المعجم
والكتاب يقع في 161 صفحة
توجد منها نسخة في مكتبة الحرم المكي الشريف برقم 212 د ع ق
ورقم عام 8604
وجدت في مكتبتي 6 صور من هذه المنظومة، فمن يرغب في نسخة منها فليراسلني على الخاص بعنوان بريده وسأرسل لأول 6 طلبات بإذن الله تعالى في أقرب فرصة.
---
(1/777)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يريدون حرق المصحف في الدنمارك يوم السبت
---
يريدون حرق المصحف في الدنمارك يوم السبت
---
عبدالرحيم
02-02-2006, 04:16 PM
بدأت الدنمارك حملة بواسطة رسائل الجوال و الايمايل للمجيئ الى الساحة الكبرى في العاصمة كوبنهاجن للمشاركة في حرق المصحف الشريف رداً على المقاطعة الاسلامية وللتضامن مع الرسامين و الجريدة..........
الله أكبر يا مسلمين ,,الله أكبر يا مسلمين,, الله أكبر يا مسلمين
الخبر مؤكد عن إخواننا المسلمين بالدنمارك والسويد
وصلتني ترجمة للرسالة المتداولة على الجوالات بالدنمارك والسويد من اخوة لنا ثقة مقيمون هناك
ومضمون هذا الرسالة كما يلي
" بناء على مقاطعة البلاد الاسلامية لمنتوجات الدانمرك. ورداً على حرق العلم الدانمركي دعوة لكل دانمركي ان يشتري نسخة من القرآن ويأتي بها الى الساحة العامة الرئيسية ليتم حرق المصاحف وذالك يوم السبت المقبل الساعة الثانية عشر ظهرا . ."
---
(1/778)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لماذا الاحجام عن جمعية تكريم العلماء
---
لماذا الاحجام عن جمعية تكريم العلماء
---
جمال أبو حسان
04-12-2007, 10:30 AM
للعلماء في نفوسنا نحن التلاميذ منزلة سامية وعلينا ان نجد في هذه الحياة ما نقدر ان نكافئهم به تكريما لهم ورفعا لواجب انيط برقابنا
وقد رايت ان من ابواب هذا الامر ان ننشيء جمعية نسميها جمعية تكريم العلماء فعرضت فكرتها في هذا الملتقى فقام بعض الاخوة الغيورين بالتعليق على هذا الموضوع وراوا انه مهم ومفيد واحجم بقية اهل الملتقى عن الادلاء بدلائهم حول هذا الامر مع انه لا يهمني انا وحدي بل هو مهم لنا جميعا اعني طلبة العلم
والسؤال لماذا احجم السادة المنتدون في هذا الملتقى عن هذه الجمعية؟
---
د عبدالله الهتاري
04-13-2007, 01:59 AM
[F]تعجبت كما تعجب أخي الشيخ الدكتور جمال أبو حسان من القصور والتقاعس عن المشاركة مناقشة هذه الفكرة وإثرائها بالآراء والخروج فيها إلى مقترحات جيدة
فلماذا غابت الأقلام المؤثرة والمشاركة دائما عن طرح ما لديها من آراء حول الموضوع ؟!فلقد كنا نود أن نجد رأي الشيخ المشرف الدكتور عبدالرحمن الشهري والشيخ الدكتور مساعد الطيار ، وكذلك رأي الكثير من رواد هذا المنتدى
لا سيما أن هذه الفكرة حرية بالنقاش وهذا أقل القليل الذي يقدم لعلمائنا الفضلاء بل هو موضوع ينبغي أن يتداعى له العلماء والباحثون" فالعلم صلة رحم بين أهله".
لاسيم أن هذ الأمر سيفتح بابا للإبداع والتنافس في كتابة الأبحاث وجمعها في كتاب يقدم باسم عالم من العلماء ويهدى له هذا العمل فنجمع بين أمرين تكريم العالم ونشر العلم.
أرجو أن نرى الأقلام المؤثرة من الأخوة المشرفين على الموقع وأن تتضافر الآراء حول هذا الموضوع المهم
---
(1/779)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء عند لبس ثوب جديد
---
برنامج إحياء السنة النبوية-الدعاء عند لبس ثوب جديد
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
03-08-2007, 10:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (49) – بتاريخ 20/2/1428- الدعاء عند لبس ثوب جديد:
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا (الأحزاب: 21).
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا استجد ثوبا سماه باسمه : إما
قميصا ، أو عمامة، ثم يقول: (( اللهم لك الحمد ، أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له ) [ رواه أبو داود: 4020 ].
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
03-22-2005, 10:49 PM
فن الدعاء 226
إلهي فاغفر الزلات دوما وثبتنا على القول السديد
وصل على حبيبك وآله وصحبه ومن سار على نهجه ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
(أحضر قلبك عند قراءة الدعاء وكن موقنا بالإجابة فلعلك ممن يستجاب لهم).
فن توجيه الحدث 161
مع أعظم أناس بعد الأنبياء {الصحابة والعلماء }
الحلقة الثانية
في الحلقة السابقة ذكرت بعض الإشارات في ثناء الله تعالى للصحابة رضي الله عنهم في الكتاب وفي هذه الحلقة أذكر إشارة من ثناء النبي صلى الله عليه وسلم لهم في بعض النصوص ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه } وهو في الصحيحين .[1]
وأما العلماء فقد أثنى الله عليهم في كتابه وأثنى عليهم النبي الخاتم عليه صلاة الله وسلامه عليه في سنته المطهرة في أكثر من حديث ؛ فمن الآيات قول الله تعالى (وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28) [2]
وقوله تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ(7) [3](1/781)
وقوله تعالى { لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا(162)}[4]
ومن الأحاديث ( العلماء ورثة الأنبياء ) [5]و(فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) وفي رواية كفضل القمر على سائر الكواكب ) [6]
الصحابة والعلماء جانبهم مقدس لأنهم حملوا ويحملون شيئا مقدسا إنه أعظم شيء في حياتنا ... هذان الصنفان هم قدوتنا فلا ينبغي أن يمس جانبهم مهما كانت الدواعي ... وقواعد الإسلام العامة ومقاصده الأساسية تحتم الأخذ بهذا المبدأ ومفردات المنهج الأحادية تخضع للمقاصد والقواعد العامة ... ثم أن من يحق له التقويم الذاتي هم الراسخون في العلم وهو الأثبات المتمكنون الذين نأوا عن الهوى وطلبوا الحق من مضانه وأدركوا نتائج ما يسير إليه البحث والتنقيب والتقويم مع مراعاة درء المفاسد وجلب المصالح والشفقة والرحمة للأمة والخوف من الله تعالى نحوها والورع والزهد وابتغاء المثوبة من الله تعالى دون النظر إلى ما سواه والحفاظ على وحدة الأمة ...
يتبع
فن الترويح 170
منقعر يقرأ لمنقعرين ؟
وأصله أن إماما[1] كان يقرأ للمصلين بعد الصلاة في المسجد ولأن الذين يستمعون إليه كانوا من كبار السن والعاملين فقد حدث أن انقعروا جميعا وكأنهم النخل اقتلعته الريح نتيجة لتعبهم فلما رآهم الشيخ بهذه الحالة انقعر مثلهم وظل يقرأ عليهم منقعرا فانتبه به أحدهم فقال له كأنك يا فلان تقرأ علينا وأنت منقعر ؟ قال الشيخ : نعم منقعر يقرأ لمنقعرين .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - ستأتي ترجمته _إنشاء الله تعالى –حينما تكتمل عندي .(1/782)
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - البخاري 3/1343رقم (3470) ومسلم 4/1967رقم (2541) وفي مسلم زيادة(أحدا) أي لا تسبوا أحدا من أصحابي .
[2] - سورة فاطر
[3] - سورة آل عمران
[4] - سورة النساء
[5] - البخاري 1/37 .
[6] - صحيح بن حبان 1/289.
---
(1/783)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا التفسير صحيح ؟ أرجو الإجابة
---
هل هذا التفسير صحيح ؟ أرجو الإجابة
---
الباحث7
11-02-2003, 10:51 AM
قرأت فتوى في أحد المواقع قال فيها المفتي مفسراً قوله تعالى : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك ) : ( فالمراد بالنكاح هنا الجماع أي أن الزاني لا يجامع في زناه إلا زانية مثله أو مشركة لا ترى تحريم الزنى .)
فهل هذا التفسير صحيح ؟ وما الراجح في معنى هذه الآية ؟
---
أبو معاذ الكناني
11-03-2003, 01:23 AM
الحمد لله وحده وبعد :
أخي الفاضل هلا ذكرت اسم المرجع الذي وجدت فيه هذا التفسير لكي يكون أولا في الرد على سؤالك وحتى يستبين فهمك من نقلك في التفسير والله يرعاك .
---
الباحث7
11-03-2003, 02:16 AM
تفضل يا أخي
هذا هو الرابط (http://www.alfeqh.com/fatwa/index.php?myprog=e956788896lklkgoo1234&ifile=question_body.php&questionid=5)
---
محمد الأمين
11-03-2003, 02:27 AM
هذا التفسير خطأ
وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وأطال الرد وفصل فيه وأتى بالأمثلة
فلينظر ذلك فإنه جيد جداً
والتفسير الصحيح هو تحريم الزواج من الزانية
---
(1/784)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهج القاسمي في أسباب النزول
---
منهج القاسمي في أسباب النزول
---
محسن المطيري
04-02-2007, 12:25 AM
أولاً: أرحب بمشايخنا وطلاب العلم المشاركين في هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء.
والحقيقة أن من المفسرين الذين لفتوا انتباهي في منهجهم العلامة جمال الدين القاسمي في كتابه محاسن التأويل ويتميز بمميزات منها:
1. منهجه العقدي السلفي وكثرة نقوله عن شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .
2.المقدمة التي افتتح بها كتابه فهي من المقدمات الرائعة بين مقدمات المفسرين وتحتاج من الباحثين الى دراسة وبحث
وفي هذه المقدمة تعرض القاسمي لأسباب النزول فنقل نقولاً مهمة عن ابن تيمية والزركشي والشاطبي والدهلوي في الفوز الكبير فنقل عن الأخير قوله في أسباب النزول "وقد تحقق عند الفقير أن الصحابة والتابعين كثيراً ماكانوا يقولون نزلت الآيه في كذا وكذا وكان غرضهم تصوير ماصدقت عليه الآيه وذكر بعض الحوادث التي تشملها الآيه بعمومها سواء تقدمت القصة أو تأخرت اسرائيلياً كان ذلك أو جاهلياً استوعبت جميع قيود الآيه أو بعضها والله أعلم "(1/785)
ودونك بعد هذا النقل بعض التطبيقات العملية للامام القاسمي في الجمع بين أسباب النزول المختلفة فقد توسع فيما أرى في حمل سبب النزول على التفسير والمثال وصرح في تفسيره في أكثر من موضع بطريقته في معالجة أختلاف اسباب النزول فقال تحت قوله تعالى :"وكذلك جعلناكم أمة وسطاً. . . " "فمآل ما يتعدد من سبب النزول في آية ما أو مايكثر من الآثار في وجوهها كله من باب تفسير العام ببعض ما يتناوله لفظه ولذلك يكثر في بعض طرق الروايات : ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ، أو ثم قرأ ، أو اقرأوا ان شئتم مما يدل على أنه ذكرت الآية حجة لما أخبر به لأنه مما يندرج فيها فاحرص على ذلك " .
ومن الأمثلة على ذلك في قوله تعالى :"وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها . . . "
أورد عدداً من أسباب النزول في الآيه ثم ذكر حديث البراء ابن عازب في البخاري في سبب نزولها في معشر الأنصار ثم قال عن حديث البراء "فالمراد من نزولها في ذلك صدقها عليه حسب مارآه لا أن ذلك كان سبب نزولها كما بينا مراراً معنى قوله : نزلت الآية في كذا "
وتحت قوله تعالى"ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" ذكر قصة أبي بكر وعمر ورفع صوتيهما عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال"وتقدم لنا مرارا الجواب عن أمثاله بأن قولهم نزلت الآية في كذا قد يكون المراد به الاستشهاد على أن مثله مما تتناوله الآيه لا أنه سبب لنزولها
الى أن قال :" وبه يجاب عما يرويه كثير من تعدد سبب النزول فاحفظه فانه من المضنون به على غير أهله ولو وقف عليه ابن عطيه لما ضعف رواية البخاري ــ يريد موقف أبي بكر وعمر مع الرسول صلى الله عليه وسلم ـــ ولما تمحل ابن حجر لتفكيك الآيات بجعل بعضها لسبب وبعضها الآخر في قصة واحده وبالله التوفيق .
وفي قوله تعالى "ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. . . "(1/786)
أورد قصة عبدالله بن حذافة مع السرية وذكر سببا آخر ثم قال "ولاتنافي بين الروايتين لما أسلفنا في مقدمة التفسير في بحث سبب النزول"
وأحيانا يخرج عن هذا المنهج في الحكم على سبب النزول المتعدد للآية ومن أمثلته:
في آية "ان الصفا والمروة من شعائر الله ذكر عدداً من أسباب النزول ثم قال "وقد استفيد من مجوع هذه الروايات أنه تحرج طوائف من السعي بين الصفا والمروة لأسباب متعددة فنزلت في الكل"
فعلى ذلك يرى جواز نزول الآية لعدد من الأسباب والأحداث
وله تحقيقات في الحكم على سبب النزول أحيانا ومن أمثلته:
وفي آية الأحقاف "قل أرايتم ان كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل . . . "
أوردقول القائلين بأن الآية مدنيه وانها نزلت في عبدالله بن سلام ثم قال "ولاحاجة للاستثناء والآية من باب الاخبار قبل الوقوع ويكون تفسيره به بيان للواقع لا على انه مراد بخصوصه منها هذا ماحققوه ويقرب مما نذكره كثيراً من المراد من سبب النزول في مثل هذا وأنه استشهاد على ما يتناوله اللفظ الكريم "
هذه بعض الامثله وهي كثيرة في كتابه وبالجملة فان منهجه في تفسيره فيه تحقيق لايخفى في جميع علوم القرآن برغم قلته وكثرة نقوله رحمه الله برحمته الواسعة .
---
فهد الوهبي
04-03-2007, 02:55 AM
أرحب بأخي الكريم الشيخ محسن المطيري بين أحبابه في ملتقى أهل التفسير ...
ونشكر لكم الانضمام للملتقى ، وننتظر منكم المزيد من البحوث والدراسات المفيدة بإذن الله تعالى ..
---
محسن المطيري
04-03-2007, 11:52 PM
أشكرك ياشيخ فهد على حسن الترحيب ، وليس غريبا عليكم ذلك ياأهل طيبة الطيبة ...
ولعلي أطرح أهمية دراسة مباحث علوم القرآن من خلال كتب المفسرين في موضوع آخر وهو من المباحث المهمة كما
لايخفى ذلك على كل مشتغل بالتفسير....
---
(1/787)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فوائد للمستشرق ميكلوش موراني(الذي يكتب عندنا هنا باسم أهل القيروان )
---
فوائد للمستشرق ميكلوش موراني(الذي يكتب عندنا هنا باسم أهل القيروان )
---
د. أنمار
06-24-2004, 08:03 PM
فوائد قيمة للدكتور ميكلوش موراني في عالم المخطوطات
انقر على الرابطين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20891
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2448
---
موراني
06-24-2004, 09:39 PM
الدكتور أنمار , حفظه الله ,
بارك الله فيك ,
غير أنني لا أرى خيرا في ابراز هذه ( الفوائد ...كما تقولون ) في الملتقى
وعلى الغرم من ذلك كم كنت سعيدا عندما رأيت الرابط بتصحيحات على تحقيقي للتفسير من الجامع لابن وهب ! هناك أخطاء طباعية وهناك أخطاء تقع كلها عليّ بسبب اهمالي وبسبب قراءتي الخاطئة .
وكما كتبت في المقدمة :
الكمال غاية لا تدرك ....................
ومهما يكون من الأمر : الأخطاء (ومهما كان سببها) تدفعني الى اعادة طبع الكتاب ان شاء الله .
فان كانت هناك (فوائد...كما تقولون) فهي التصحيحات على ما نشرت أنا وما أنا بصدد تصحيحها .
هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى أود الاشارة الى الموطأ لابن وهب :
الصحيح أن النسخة في مكتبة Chester Beatty ليست من الموطأ بل هو كتاب آخر كما ذكرت لأن الاشارات الى الموطأ لابن وهب في التراجم المذكورة لا تعني الا الكتب الفقهية لابن وهب
فاما بين يدينا في مكتبة Chester Beatty , واليوم محققا , فانه ليس من الكتب الفقهية , بل هو من كتب الحديث من الجامع لابن وهب .
تقديرا
موراني
---
موراني
06-24-2004, 09:51 PM
الأخ أبو حنيفة , وفقه الله
لا غيب فيما قيل في هذا الرابط بل كل واضح :
عند تسجيلي في هذا الملتقى المتميز القيم قد اخترت الاسم المستعار (أهل القيروان)(1/788)
أما توقيعي فهو اسمي الحقيقي
أما الجنسية فتراها في
location ألمانيا
وفي أسلوبي اللغوي أيضا تجد كثيرا مما يدل على انني لست من أهل الضاد...
ربما فاتك شيء من هذه الأمور
ولك الخير والعافية
موراني
---
د. أنمار
06-25-2004, 04:20 AM
عنيت هاتين الفائدتين، وهما في صميم العمل الدائب، الذي يميز المنتج المثابر عن غيره.
كاتب الرسالة الأصلية : أهل القيروان
الدكتور أنمار , حفظه الله ,
بارك الله فيك ,
غير أنني لا أرى خيرا في ابراز هذه ( الفوائد ...كما تقولون ) في الملتقى
================
السلام عليكم جميعا ,
لقد أضيف على هذه القائمة لعدة مخطوطات نادرة في مكتبات المغرب
السؤال التالي :
( لكن كيف السبيل للحصول عليها ؟؟؟) .
نعم يا أخي أبو اسحاق , هذا هو لب المسألة كلها !
لقد قمت في أبحاث في كل من القرويين والرباط ولم أتلق أى عراقل أو صعوبات في البحث .
وفي القرويين , عندما كانت المخطوطات في مكانها الأصلي في المدينة العتيقة قبل نقلها وتصويرها الى فاس الجديدة أتيحت الفرصة لي لكي أدرس هناك عددا كبيرا من المدونة لسحون فيها حواش قيمة تلقي أضواء جديدة على تتطور الفقه المالكي في المغرب والأندلس . غير أنني لم ألتق هناك بباحث واحد من أهل المغرب أثناء اقاماتي عبر السنوات .
وهناك أتساءل أنا : ما هو السبب لذلك ؟
هناك امكانيات وفرص لتجاوز الصعوبات التي تواجهه الباحث في بدء أعماله بشرط أن يحضر المكتبة .
لقد قمت بزيارة خزائن أخرى , منها الزاوية الحمزاوية والزاوية الناصرية وجمعت هناك معلومات ومصورات من المخطوطات .
اذا : الامكانيات متاحة حتى ولو كانت في حدود معينة .
لقد التقيت بكثير من الباحثين بمناسبات عدة واستمعت الى علمهم الواسع حول المخطوطات النادرة وهم يقولون : هذا موجود في مكتبة كذا ,
وذلك في مكتبة كذا... وهلم جرا !
أما الاجابة على السؤال اذ كانت عند فلان نسخة من المخطوط كذا من الخزانة كذا فهي في العادة :(1/789)
(لا يوجد عندي منه شيء سمعت عنه فقط)
وهناك أتساءل مرة أخرى : لماذا لا تشدون الرحال الى هذا الخزائن المشهورة في البلاد بعد ما تمت الاجراءات والاستعدادات اللازمة لهذا الزيارات ؟
فيما يتعلق بتفسير الموطأ للقنازعي فعندي النسخة من الخزانة العامة بالرباط كما عندي نسخة مبتورة منه من القيروان (ربما بخط القنازعي أو املائه على تلميذه) , وفي هذا الاخير حواش كثيرة من تفسير الموطأ للبوني أيضا . لقد أعطيتهما للدكتور عامر حسن صبري (جامعة العين) وهو بصدد تحقيق النسختين واخراجهما قريبا كما أعلم .
الملحوظة : مخطوطات القرويين يتنقل مرة أخرى الى مكانها القديم بعد ما يتم ترميم المكتبة في المدينة القديمة , وذلك سيتم في شهر اكتوبر القادم , كما يقال ويزعم ...........
لكم تحياتي وتقديري
موراني
=============================
من نوادر المخطوطات في المكتبة البريطانية
من النوادر حقا ما عثرت عليه عام 1999 في المكتبة البريطانية عندما راجعت النسخ الموجودة للمدونة سحنون بن سعيد .
بين مجموعة من هذه المخطوطات على الرق هناك جزء كامل (حسب الفهارس الداخلية للمكتبة) من كتاب النذور الأول .
غير أن هذا الجزء سابق على المدونة ويحمل العنوان على ظهر الكتاب
بهذا الترتيب للسطور :
كتاب النذور من سما
ع ابن القاسم من مالك
بن أنس رواية سحنون بن
سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم
عن مالك بن أنس رحمت (!!!) الله عليه (1)
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
مما حبسه محمد بن عيسى بن مناس على من يقول
بمذهب مالك بن أنس رضي الله عنه
وينتهي الكتاب كما يلي :
تم كتاب النذور والحمد لله على عونه واحسانه
وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
وذلك في شهر صفر من سنة أربعة (!) وتسعين وثلاثمائة من التاريخ
وكتبته من كتاب أبي القاسم زياد بن يونس السدري وقابلته به وصححته عليه وقرأته على(1/790)
أبي الحسن علي بن محمد بن مسرور الدباغ سنة أربعة (!) وأربعين وثلاثمائة .
ان الاشخاص المذكورين أعلاه من علماء القيروان ولهم تراجم في طبقات المالكيين .
هذا , وفي الجزء 21 ورقة على الرق من حجم كبير بخط قيرواني .
ومما لا شك فيه أن سحنون بن سعيد قد روى هذا السماع لابن القاسم بعد عودته من رحلته الى المشرق (وفسطاط) وقبل تأليفه المدونة والمختلطة بالقيروان .
والجدير بالذكر أن سحنون لا يذكر هذه المسائل في المدونة غير أنه راوي هذا الكتاب بل يذكر مسائل أخرى متشابهة فقط .
لقد وجدت عدة فقرات السماع في البيان والتحصيل لأبي الوليد بن رشد حرفا حرفا , ولم أعثر على كثير منها الى الآن .
ان هذا الكتاب الهام موضوع البحث والنشر في مشروعي المسمى ب(المكتبة الرقمية للمذهب المالكي) الذي جمعت فيه عددا كبيرا لا بأس به من امهات كتب المذهب المالكي من القرنين الرابع والخامس كلها على الرق في مكتبات الغرب الاسلامي .
.................................................. .
(1) ان كتابة رحمت بالتاء الطويلة من النوادر بالقيروان , ونجدها بكثرة في القطع المتوفرة على البردي (مصر) . أما بالقيروان فتظهر هذه الكتابة في الجزء الخامس لمسند حديث مالك بن أنس لاسماعيل بن اسحاق القاضي (بتحقيقي , دار الغرب الاسلامي 1999 ) في حديث عائشة :
السلام عليك أيها النبي ورحمت الله.....
كذلك يظهر (رحمت) على ظهر كتاب المعونة لدرس مذهب عالم المدينة املاء القاضي عبد الوهاب بن علي رحمت الله عليه .
موراني
موراني
---
(1/791)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال أبحث عن إجابته بارك الله فيكم
---
سؤال أبحث عن إجابته بارك الله فيكم
---
أمين نورشريف
06-04-2004, 08:56 PM
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو أصلي فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا إلا من طين وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم تفعل
وقد أورد الإمام البغوي و الطبري في تفسيرهما قصة أصحاب الأخدود ومن بين الروايات المذكورة
فَجَاءَتْ اِمْرَأَة مَعَهَا صَبِيّ لَهَا , قَالَ : فَلَمَّا ذَهَبَتْ تَقْتَحِم وَجَدَتْ حَرّ النَّار , فَنَكَصَتْ , قَالَ : فَقَالَ لَهَا صَبِيّهَا يَا أُمَّاهُ , اِمْضِي فَإِنَّك عَلَى الْحَقّ , فَاقْتَحَمَتْ فِي النَّار "
فكيف نجمع بين الحديث و القصة المذكورة في التفسير
---
د. هشام عزمي
06-04-2004, 09:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
هل مذكور في قصة أصحاب الأخدود أن الصبي كان في المهد ؟؟
و هل القصة صحيحة من ناحية الرواية ؟؟(1/792)
---
أبومجاهدالعبيدي
06-04-2004, 10:44 PM
ذكر الحافظ بن حجر في فتح الباري هذا الإشكال وأجاب عنه بعدة أجوبة .
ومنها ما ذكره القرطبي بقوله : ( ولا معارضة بين هذا وبين قوله عليه السلام ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ) بالحصر ؛ فإنه أخبر بما كان في علمه مما أوحى إليه في تلك الحال ثم بعد هذا أعلمه الله تعالى بما شاء من ذلك فأخبر به .)
وقد ذكر الألوسي أن الذين تكلموا في المهد أحد عشر وجمعهم في أبيات منظومة يرجع إليها في تفسيره عند ذكره للخلاف في شاهد يوسف ( وشهد شاهد من أهلها ) .
---
أمين نورشريف
06-05-2004, 02:22 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ
---
(1/793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأسانيد المعتمدة في تفسير ابن عباس
---
الأسانيد المعتمدة في تفسير ابن عباس
---
زكرياء توناني
11-12-2006, 05:12 PM
هل من بحث حول موضوع : الأسانيد المعتمدة في تفسير ابن عباس ، و الأسانيد الضعيفة عنه ؟
---
وائل حجلاوي
11-13-2006, 12:22 PM
مقدمة كتاب: التفسير الصحيح (موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور)
لـ أ.د. حكمت بشير ياسين حفظه الله تعالى
ذكر المؤلف حفظه الله بعض الطرق التي تتكرر كثيراً في التفسير عن ابن عباس مع الحكم عليها ونقل كلام الأئمة عنها.
---
زكرياء توناني
11-25-2006, 01:18 AM
بارك الله فيكم
---
(1/794)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإمام الواسطي الديواني(663-743هـ) ومؤلفاته بين أيديكم
---
الإمام الواسطي الديواني(663-743هـ) ومؤلفاته بين أيديكم
---
د. أنمار
03-29-2007, 03:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فهذا علم من أعلام القراءات معاصر للذهبي جالسه ووصفه بأنه الإمام المجود شيخ القراء وبأنه كان دينا خيرا متواضعا حسن البشر عارفا بالعشر، حسن العربية.
اسمه:
علي بن أبي محمد بن أبي سعد بن عبد الله أبو الحسن الواسطي المعروف بالديواني
قال عنه الإمام ابن الجزري:
استاذ ماهر محقق شيخ قراء واسط
[ولادته:]
ولد سنة ثلاث وستين وستمائة
[شيوخه:]
وقرأ على:
الشيخ على خريم
والعماد بن المحروق
ثم قدم دمشق سنة ثلاث وتسعين وستمائة فقرأ بالتيسير على الشيخ إبراهيم الاسكندري
وتوجه إلى الخليل فأخذ عن الجعبري
[حياته:]
وعاد إلى بلاده فانفرد بها
[مؤلفاته:]
ونظم الارشاد في قصيدة لامية سماها جمع الاصول
وجمع زوائد الارشاد والتيسير في قصيدة سماها روضة التقرير
وعلق عليهما شرحاً
ونظم في الشواذ أرجوزة
[تلامذته:]
قرأ عليه:
ولده
والشيخ علي الضرير الواسطي نزيل دمشق
والشيخ علي العجمي
ومحمد الوزير قاني
وقدم تبريز وشيراز واصبهان فقرأ عليه العشر وقرأ عليه كتبه المذكورة شيخنا محمد بن محمود السيواسي قرأتها عليه عنه،
[وفاته:]
وكان خاتمة المقرئين بواسط مع الدين والخير والتحقيق توفي بواسط سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.
======================
ما سبق كان بلفظه من غاية النهاية ج1 ص 580
وتجد ترجمته أيضا في معرفة القراء الكبار ج 3 ص 1495
والدرر الكامنة ج 3 ص 104
وتجد ثلاثة من كتبه المذكورة أعلاه بخطه على هذا الرابط:
http://wadod.com/list.php?cat=5
---
مروان الظفيري(1/795)
03-29-2007, 06:22 AM
أثابك الله خيرا أخانا الحبيب الفاضل المفضال الدكتور أنمار
وممن ترجم له أخي الفاضل :
ابن حجر العسقلاني ؛ في الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ، وفيه :
علي بن محمد بن أبي سعد الواسطي المعروف بالديواني تلا على الشيخ علي خريم وغيره ورحل فتلا على البرهان الاسكندراني بدمشق وعلى البرهان الجعبري بالخليل ثم رجع واشتهر وذكر أنه مولده سنة بضع وستين ونظم الإرشاد للقلانسي لامية مرموزة ونظم اللوامع في الشواذ أرجوزة وكان محمود السيرة حسن الأخلاق ذكره الذهبي في طبقاته.
والباباني في كتابه : هِدْيَة العارفين :
الديواني: علي بن أبي محمد بن أبي سعد بن عبد الله أبو الحسن المقري الواسطي المعروف بالديواني ولد سنة 663 وتوفي بواسط سنة 743 ثلاث وأربعين وسبعمائة من تصانيفه جمع الأصول قصيدة لامية في نظم الإرشاد. روضة التقرير في الخلف بين الإرشاد والتيسير في القراآت. شرح على القصيدتين المذكورتين لطيف.
ومن المعاصرين ؛ الأستاذ العلامة خير الدين الزركلي ، في أعلامه :
الدَّيواني (663-743ه) (1265-1342م)
علي بن محمد بن أبي سعد بن عبد اللّه، أبو الحسن الواسطي المعروف بالديواني: خاتمه المقرئين بواسط. مولده ووفاته فيها. له (جمع الأصول) و (روضة التقرير) قصيدتان في القراآت، وشرحهما .
نقلا عن :
غاية النهاية 1: 580 ، والدرر الكامنة 3: 104.
---
(1/796)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف تقضي الإجازة الصيفية يا طالب " كلية العلوم الإسلامية "
---
كيف تقضي الإجازة الصيفية يا طالب " كلية العلوم الإسلامية "
---
ماهر الفحل
06-12-2006, 09:01 AM
كيف تقضي الإجازة الصيفية يا طالب " كلية العلوم الإسلامية "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد
أخي طالب العلم طالب كلية العلوم الإسلامية ، اعلم أن مما يلحق العالم بعد موته ، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب ، هي استمرارٌ لحياته ومضاعفةٌ لحسناته ، وهي داخلةٌ ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )) .
والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة ؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته ، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية ، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء ، واستمرار أجره .
ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته ، ينتفعون بعلمه في حياته وينقلونه إلى الأجيال ، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله .
وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء ، وتأليف كتب نافعة محررة ؛ فيحصل له النفع الكبير ، والخير الوافر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
لكن اعلم أنَّ العلم لا ينال إلا على جسر من التعب والمشقة ، ومن لم يتحمل ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل أبداً ، فتلق العلم عن أهله فمن دخل في العلم وحده خرج وحده .(1/797)
والعلم والعمل لا مناص من الصبر عليهما والصابر موعود بالجنان قال تعالى ) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ( (الرعد:24) ولا ينال العلم إلا بالصبر على المكاره وبذل النفس في طلبه والتفاني فيه ، وبالنظر إلى عواقب الأمور يهون الصبر عن كل ما تشتهي وما تكره .
واحذر العوائق والآفات من مواصلة سير الطلب ، فالحفظ والمدارسة لا تحمدان بحضرة الشواغل والصوارف وفي الملهيات الحضارية المحظورة والمحطات الفضائحية إشغالٌ للأفكار ، وعيشٌ في الأوهام وهدرٌ للأوقات ، وفي مجانبتها صيانةُ الدين وصفاءُ الأذهان وحفظُ الأزمان ومسابقةُ الأقران ؛ فنزه سمعك وبصرك عما يلوث فكرك ، ويسيء إلى سلوكك ، ويفسد أخلاقياتك فتنبذ العلم ثم تعيش في الحضيض .
وعليك أخي طالب العلم بالصديق الصالح فالصديق قرينٌ ثانٍ فإنْ كان صالحاً فقد أعان ، وإنْ كانت الأخرى فقد أفسد ؛ فجانب جليس السوء فهو يفتُ عضد الطموح .
واستحضر فضل العلم والتعليم في إحياء الشريعة وحفظ معالم الملة .
واعلم أنَّ تحصين الطلاب بعلوم الشريعة مطلبٌ شرعيٌّ ولو كانت وجهتهم في التعليم إلى غير العلوم الدينية ، فالعلوم الشرعية تضفي على المتعلم طمأنينةً وسعادةً وراحةً في سني التعليم يقول عز وجل يقول عز وجل : ) أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ( (الرعد: من الآية28) ويقبح بالمرء إلمامه بالعلوم الطبيعية وجهله بمسلمات الشريعة وتزداد حاجته إلى علوم الدين مع مصارعته للفتن وتلاطم أمواج الإحن ، والمسلم متميزٌ في علومه وسعة أفقه مؤيدٌ بنور الإيمان يربط الدنيا بالآخرة وما في الكون بوحدانية الله .(1/798)
واحذر أخي طالب العلم سفاسف الأخلاق فآفة العلم الإعجاب والغضب وحليته الحلم والتواضع ، والسعيد من عرف الطريق إلى ربه ، وسلكها قاصداً الوصول إليه ، وهذا هو الكريم على ربه ، والمحروم من عرف طريقاً إليه ثم أعرض عنها . وجماع الخير أنْ تستعين بالله في تلقي العلم الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام .
والعلم النافع هو أصل الهدى ، والعمل بالحق هو الرشاد ، والضلال العمل بغير علم والغي إتباع الهوى ، ولا ينال الهدى إلا بالعلم ولا ينال الرشاد إلا بالصبر ، وأصل السيئات الجهل ، وعدم العلم والكسل عن الفضائل بئس الرفيق ؛ فتهيأ إلى أسباب العلم بتنقية النفس من العجز وإتباع الهوى . والتواضع للعلماء إكرام للنفس من الإهانة . واندم على مضى من التفريط واجتهد في اللحاق بأهل الفضل والعزائم مادام في الوقت سعة وفي العمر فسحة .
فإذا تقدم هذا فلنبدأ بوضع منهج علمي متكامل للإجازة الصيفية حتى يستغل الوقت بأهم ما يكون ؛ لأن الوقت مهمٌ على طالب العلم ؛ فهو رأس ماله ، ولأن الوقت زمن تحصيل الأعمال والأرباح ، بل هو الحياة كلها ، وقد أقسم الله بأجزائه بالليل والنهار والفجر والضحى والعصر والشفق .
فأقول إذن : لا بد من سماع الشريط الإسلامي والاهتمام به فهو من أعظم الطرق الموصلة للعلم ، وليكن لك مكتبة صوتية مهمة للعلوم الشرعية ، واحرص على دروس الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، والشيخ عبد الله السعد والشيخ عبد الكريم الخضير .
مع الحرص على سماع أشرطة الدعاة المبرزين مثل الشيخ عائض القرني والشيخ علي القرني والشيخ إبراهيم الدويش .
ولا بد لطالب العلم من مخزون حفظي فيفضل حفظ بعض المتون المهمة ، مثل الأربعين النووية وبلوغ المرام ورياض الصالحين والعقيدة الطحاوية .
وليكن أول همك حفظ كتاب الله ، أما كيف تحفظ القرآن الكريم:
1. أخلص قصدك في حفظه لوجه ربك تبارك وتعالى.
2. قلل المحفوظ يومياً.
3. راجع في آخر النهار كل يوم.(1/799)
4. ليكن لك زميل يسمّع لك وتُسمّع له.
5. استمع لشريط القرآن المسجل كثيراً ، أو لقناة المجد للقرآن .
6. صلِّ بما تحفظ من الفرائض والنوافل وتهجد به من الليل.
7. إقرأ تفسير الآيات المحفوظة ليساعدك على الحفظ .
واعلم أن عبادة طالب العلم الذكر ؛ إذ إن من أعظم النوافل لطالب العلم ذكر الله عز وجل دائماً قائماً وقاعداً وعلى جنبه ؛ لأن طالب العلم كثير التنقل ربما شُغل عن نوافل الصلاة والصيام فالله الله في الذكر في كل طرفة ولمحة ؛ فإنه أعظم لك على طاعة الله تعالى وكاف لك عن المعاصي ، وهو من أعظم السبل لتثبيت العلم .
ولابد لك أن تقرأ في هذه الإجازة الصيفية كتاباً كاملاً في كل فن فالتفسير عليك بكتاب تيسير الكريم الرحمن .
والعقيدة عليك بشرح العقيدة الطحاوية .
والمتون النبوية عليك برياض الصالحين وبلوغ المرام ، ولا تغفلن عن جامع العلوم والحكم .
والفقه عليك بكتاب الملخص الفقهي ، أو الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز .
والأصول عليك بكتاب شرح الأصول في علم الأصول أو الوجيز .
والنحو عليك بشرح الآجرومية وشرح قطر الندى .
والسيرة عليك بالرحيق المختوم .
والمصطلح عليك بإختصار علوم الحديث .
وغيرها من الكتب النافعة الماتعة مثل كتاب زاد المعاد ، وكتب الموضوعات وكتب الحديث المتنوعة ، مع متابعة قناة المجد للحديث ومتابعة كتب الفتاوى المعتمدة وبرنامج الجواب الكافي .
ولا بد من تدريب النفس على الدعوة والإلقاء .(1/800)
واختم كلامي بنصائح من مقدمتي لرياض الصالحين : (( وأنا أنصح كل مسلم بالاهتمام بهذا الكتاب العظيم كتاب " رياض الصالحين " ، وأنصح بمداومة قراءته مرة بعد مرة ، والاهتمام بحفظ أحاديثه ، وعلى صاحب العائلة أنْ يفقّه عائلته بهذا الكتاب . وكذا أنصح كل مسلم بالاهتمام بتوحيد الله (( فَإنَّ التَّوحيدَ حقيقتُهُ : أَنْ تَرى الأُمورَ كُلَّها مِنَ اللهِ تَعالى رؤيةً تقطعُ الالتفاتَ عن الأسبابِ والوسائطِ ، فلا ترى الخيرَ والشَّرَّ إلاَّ منه تعالى . وهذا المقامُ يُثمرُ التوكُّلَ ، وتركَ شِكايةِ الخلقِ ، وتركَ لومِهِم ، والرِّضا عن اللهِ تعالى ، والتّسليمَ لحكمِه .
وإِذا عرفتَ ذلكَ ؛ فاعلمْ أَنَّ الرُّبوبيَّةَ منه تعالى لعبادِهِ ، والتَّألُّه من عبادِه له سبحانه، كما أَنَّ الرحمةَ هي الوصلةُ بينهم وبينَهُ U .
واعلَم أَنَّ أَنْفسَ الأَعمالِ ، وأَجلَّها قدراً : توحيدُ اللهِ تعالى غَير أَنَّ التوحيدَ له قِشران :
الأوَّل : أَنْ تقولَ بِلِسَانِك : (( لا إله إلاَّ اللهُ )) ويُسمَّى هذا القولُ : توحيداً ، وهو مناقضُ التَّثْليثِ الذي تعتقدُه النَّصارى .
وهذا التوحيدُ يصدُرُ – أَيضاً – من المنافقِ الَّذي يُخالفُ سرُّه جهرَه .
والقِشْرُ الثَّاني : أَنْ لا تكونَ في القلبِ مخالفةٌ ، ولا إِنكارٌ لمفهومِ هذا القولِ ، بل يشتملُ القلبُ على اعتقادِ ذلك ، والتصديق به ، وهذا هو توحيدُ عامةِ النَّاسِ .
ولُبابُ التَّوحيد : أَنْ يَرى الأُمورَ كُلَّها من اللهِ تعالى ، ثم يقطعُ الالتفاتَ عن الوسائطِ ، وأَنْ يعبدَه سبحانه عبادةً يفردُه بها ولا يعبد غيرَه )) .(1/801)
أخي قارئ هذا الكتاب ، يقول الله تعالى في كتابه العزيز : ) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ( [ الحديد : 16 ] فأنت أيها المسلم الغيور تتميز عن غيرك من الناس بسمات الشرف والكرامة والغيرةِ على نفسك وعلى إخوتك المسلمين ، فاحرص كل الحرص على أنْ لا تفوتك فرصة كسب الثواب من الله بنشر ما يرضيه سبحانه ، واعلم أخي الكريم : ) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً( الإسراء : 36[ .(1/802)
أخي الكريم : إنَّ رحمة الله لا تنال بالأماني ولا بالأنساب ولا بالوظائف ولا بالأموال ، إنما تنال بطاعة الله ورسوله واتباع شريعته وذلك يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلنحذر جميعاً كل ما يغضب الله ولنمض إلى الله قدماً بلا تردد بتوبة صادقة قبل فوات الأوان )فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ( ] النور : 63[ ، واعلم أنَّ الله خلق لكل إنسان أنفاساً معدودة وساعات محدودة ، عند انقضائها تقف دقات قلبه ، ويطوى سجله ، ويحال بينه وبين هذه الدار ، إما إلى دار أنس وبهجة ، وإما إلى دار شقاء ووحشة ، فمن زرع كلمات طيبة وأعمالاً صالحة أدخله الله الجنة ونعّمه بالنعيم المقيم ، ومن زرع أعمالاً سيئة وكلمات قبيحة دخل النار ، قال تعالى : ] وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [ [ الكهف : 29] وتذكّر قوله تعالى : ] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [ [ الزلزلة : 7-8 ] فكل ما تعمله في هذه الدنيا الفانية تنال جزاءه إن خيراً فخير وإن شراً فشرٌ ، وتذكّر دائماً أنَّ الحياة نفس يذهب ولا يرجع ، ولا ينفع الندم بعدها فاعمل لنفسك ولا تقدّم ما يفنى على ما يبقى .(1/803)
أخي الكريم : إنَّ أجمل سعادة وأعظم لذة يجدها الإنسان في هذه الحياة الفانية هي طاعة الله ومحبته والقرب إليه وكثرة الدعاء وقد صرّح تائبون كثيرون بأنّهم وجدوا أعظم متعة تمتعوها هي القرب إلى الله تعالى وحسن الظن به وكثرة مراقبته ، وأكثِرْ من الدعاء والذكر والاستغفار فلك في كل تسبيحة عشر حسنات ، حاولْ أنْ لا تجعل وقتك يذهب سدى ، أكثرْ من قراءة القرآن فلك في كل حرف عشر حسنات ، اقرأْ كتب العلم والأحاديث النبوية ، فَقِّه نفسك بأمور دينك ، عليك بكثرة التطوع والإكثار من صلاة النافلة ، وقد قال النبي r : (( إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط عنك بها خطيئة )) . كُنْ داعياً إلى الله تعالى ، كُنْ آمراً للناس بالمعروف وناهياً لهم عن المنكر ، قال تعالى : ] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [ [ فصلت : 33 ] ، إياك وأعراض الناس لا تذكر أحداً بسوء ، ولا تغتب أحداً ، ولا تؤذي أحداً ، وقد قال النَّبيُّ r : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )) ، وقال أيضاً :
(( كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله )) ، وهذا نبينا الكريم
قد حذرنا من احتقار المسلمين فقال : (( بحسب امرئ من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم )) فإذا كان استحقاره عظيماً عند الله فكيف بإنزال الضُّرِّ به .
كُنْ رقيباً على نفسك ولسانك فكل كلام تنطقه تحاسب عليه إنْ كان(1/804)
خيراً فخيرٌ وإنْ كان شراً فشرٌ، وقد قال النَّبيُّ r : (( إنَّك لم تزل سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك )) ، وقال أيضاً : (( رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن شر فسلم )) حافِظْ على نظرك فلا تنظر إلى محرّم ، وحافظ على سمعك فلا تسمع محرّماً ، قال تعالى : ) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً( ] الإسراء : 36[ . حافظ على جوارحك فلا تفعل محرّماً . ولا تنظر إلى صغر المعصية وتحسب الأمر هيناً ، ولكن انظر إلى من تعصي .
الزم هذا الدعاء : (( اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة )) .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
---
علال بوربيق
06-12-2006, 12:33 PM
السلام عليكم شيخنا ماهرياسين الفحل عهدناك في ملتقى أهل الحديث الباحث النجاث والمدقق المحقق، وها أنت هنا الناصح الأمين، فجزاك الله كل خير.كيف حال مركزكم الخادم للسنة النبوية المطهرة، اللهم احفظ العراق وأهله . اللهم احفظ العراق وأهله . اللهم احفظ العراق وأهله والذي نفسي بيده ما تركنا الدعاء لهم أبدا فلسان حالنا يقول :
وكلما ذكر اسم الله في بلد **** عددت أرجائه من لب أوطاني
أنظر- غير مأمور بريدكم الخاص-
لما قرأت نصائحكم ذكرت قول الوزير الصالح ابن هبيرة رحمه الله:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه **** وأراه أسهل ما عليك يضيع
---
يسرى خلف
06-12-2006, 04:33 PM
جزاك الله خير شيخنا الفاضل ، وزادك من فضله، نحن فعلا بحاجة إلى هذا التوجيه والتذكير من شيوخنا وأساتذتنا ، خاصة في مثل هذه الأوقات .
---
(1/805)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعلم أصول قراءة الإمام الكسائي رضي الله عنه ثالث قراء الكوفة
---
تعلم أصول قراءة الإمام الكسائي رضي الله عنه ثالث قراء الكوفة
---
د. أنمار
05-13-2004, 08:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام الكسائي نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الإضاءة في بيان أصول القراءة، يشرحها من طريق الشاطبية والدرة
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة ، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [ ] من زياداتي ، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
===============
أصول قراءة الكسائي
هو أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي، ثالث قراء الكوفة، وله راويان:
أحدهما، أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي
وثانيهما، أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري
رويا عنه القراءة بلا واسطة، وأبو الحارث مقدم في الأداء، والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى الإمام الكسائي.
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة ]
--
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
--
[باب الإدغام الكبير]
--
[باب هاء الكناية](1/806)
قرأ الكسائي أرجه، في الأعراف والشعراء، وفألقه في النمل بكسر الهاء، مع صلتها بياء لفظية في الثلاثة.
ويتقه في النور بإشباع كسرة الهاء
وفيه مهانا بقصر الهاء
وما أنسانيهِ في الكهف ، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
[باب المد]
وقرأ بتوسط المنفصل والمتصل قولا واحدا
[باب الهمزة]
وقرأ:
أئنكم لتأتون وأئن لنا كلاهما في الأعراف، وءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء بالاستفهام
وأءعجمي المرفوع بفصلت بالتحقيق
وما تكرر فيه الاستفهام ، نحو:
أءذا كنا ترابا أءنا ، بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني، مع زيادة نون في ثاني حرفي النمل،
لكنه خالف هذا الأصل في العنكبوت فاستفهم في الحرفين معا.
وقرأ الذئب حيث وقع، ويأجوج ومأجوج في الكهف والأنبياء، ومؤصدة في البلد والهمزة، بإبدال الهمزة حرف مد
ويضاهون في التوبة بضم الهاء من غير همز
[باب النقل]
--
[باب السكت]
--
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف، ومرقدنا هذا، في يس، ومن راق، في القيامة ، وبل ران في التطفيف) بترك السكت مع إدغام نون "من" و "لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم
( ذال إذ في التاء والدال وحروف الصفير
( ودال قد في حروفها الثمانية
( وتاء التأنيث الساكنة في أحرفها الستة
( ولام بل في حروفها السبعة
( والباء المجزومة في الفاء
( والذال في التاء. من: عذت، وفنبذتها، واتخذتم وأخذتم كيف وقعا.
( والدال في الذال. من: كهيعص ذكر،
( وفي الثاء . من: ومن يرد ثواب في آل عمران
( والباء في الميم. من: يعذب آخر البقرة
( والنون في الواو. من: يس والقرآن، ون والقلم
( والفاء في الباء. من: نخسف بهم بسبأ
( والثاء في التاء. في: أورثتموها ولبت ولبثتم كيف أتيا.
وأدغم أبو الحارث اللام المجزومة في الذال. من : ومن يفعل ذلك، حيث وقع.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة](1/807)
وأمال الكسائي كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقا، حيث وقعت:
في اسم، نحو: الهدي والهوى
أو فعل، نحو: أتى وسعى.
وتعرف ذوات الياء
( من الأسماء بالتثنية
( ومن الأفعال بإسناد الفعل إلى تاء المتكلم
فمتى ظهرت الياء جازت الإمالة ومتى ظهرت الواو امتنعت،
إلا أنه أمال من ذلك: العلى والقوى والضحى كيف جاء، ودحاها وطحاها وتلاها، وكذا الربا كيف وقع وكلاهما بالإسراء
وإذا زاد الواوي على ثلاثة أحرف، نحو: يرضى ومرضى وتزكى وزكاها ونجانا وأنجاه ويدعى وتتلى وتجلى واعتدى وفتعالى واستعلى أماله لكونه بسبب تلك الزيادة يصير يائيا.
وأمال أيضا:
( ألفات التأنيث المقصورة نحو: طوبى وبشرى وتقوى وأسرى وإحدى وذكرى.
( وما كان على وزن فُعالى وفَعالى، نحو: أسارى وكسالى ويتامى ونصارى.
( وكل ألف رسمت في المصاحف ياء، نحو: متى وبلى ويا أسفى ويا ويلتى ويا حسرتى وعسى وأني الاستفهامية.
لكنه استثنى من ذلك خمس كلمات. وهي: لدى وإلى وحتى وعلى وما زكى، للاتفاق على فتحهن.
وأمال أيضا:
( التوراة حيث وقع.
( وبل ران في التطفيف.
( والألف الواقعة بين راءين أولاهما مفتوحة والثانية مجرورة وهي في: الأبرار المجرور، ومن قرار، وذات قرار، ودار القرار، ومن الأشرار.
( وألف هار في التوبة.
وأمال أيضا:
( حرفي ونآى في الإسراء وفصلت،
( وحرفي رأى حيث وقع قبل محرك، نحو: رأى كوكبا رآك الذين
فإن وقع قبل ساكن نحو: رأ القمر فتح حرفيه وصلا وأمالهما وقفا
وأمال أيضا:
( الراء من الر أول يونس وأخواتها،
( والمر أول الرعد
( والهاء من فاتحتي مريم وطه
( والياء من فاتحتي مريم و يس
( والطاء من طه وطسم وطس
( والحاء من حم في السبع.
فصل
أمال الدوري الألفات الواقعة قبل الراء المتطرفة المكسورة، نحو:(1/808)
أبصارهم، والدار، وبقنطار، وأوبارها، وأشعارها، وحمارك، والحمار، والجار، وجبارين، وكذا كافرين، والكافرين حيث وقعا بالياء، وأنصاري، وآذانهم، وآذاننا، وبارئكم، وطغيانهم، والبارئ، وسارعوا، ويسارعون، ونسارع، والجوار، وكذا رؤيا المضاف للكاف وهو في أول يوسف، ومحياي آخر الأنعام، ومثواي بيوسف، وهداي بالبقرة وطه، وكمشكاة بالنور.
تنبيه
إذا وقع بعد الألف الممالة ساكن أو تنوين وسقطت الألف لأجله امتنعت الإمالة، فإذا زال ذلك الساكن أو التنوين بالوقف عادت الإمالة على ما تأصل، وما ذكره في الحرز من الخلاف في المنون ينبغي تركه كما نبه عليه في النشر. اهـ
وأمال الكسائي هاء التأنيث في الوقف قولا واحدا إذا وقع قبلها حرف من " فجثت زينب لذود شمس" نحو:
خليفة، بهجة، ثلاثة، ميتة، أعزة، خشية، جنة، حبة، ليلة، لذة، قوة، بلدة، عيشة، رحمة، خمسة.
وإذا كان قبلها حرف من "خص ضغط قظ حع" نحو: (الصاخة، خالصة، بعوضة، صبغة، بسطة، طاقة، موعظة، النطيحة، سبعة) فتحها.
وإذا كان قبلها حرف من "أكهر" فإن قبله ياء ساكنة أو كسرة متصلة أو منفصلة بساكن نحو: (كهيئة، فئة، الأيكة، المؤتفكة، آلهة، وجهة، كبيرة، الآخرة، لعبرة) أمالها.
وإلا فتحها، نحو: (امرأة، الشوكة، سفاهة، حسرة).
وذهب جماعة من أهل الأداء إلى إطلاق الإمالة عنه عند جميع الحروف بلا تفصيل ما عدا الألف للإجماع على الفتح معها.
[باب الراءات]
--
[باب اللامات]
--
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف بالهاء على هاء التأنيث المرسومة تاء مجرورة وقد مر تفصيلها في أصول رواية حفص.
وكذا وقف على: ذات من ذات بهجة في النمل، وهيهات موضعي المؤمنون، ومرضات بالبقرة والنساء والتحريم، ولات حين بـ ص، واللات بالنجم.
ووقف بإثبات الألف بعد الهاء في: أيه في النور والزخرف والرحمن.
ووقف على الياء في: ويكأن الله وويكأنه كلاهما في القصص.(1/809)
ووقف بإثبات الياء بعد الدال في: على واد النمل بسورته وبهاد العمي فيها وفي الروم
ووقف على: أيا من أيا ما في الإسراء، وعلى: ما وعلى اللام في مال هؤلاء في النساء ومال هذا في الكهف والفرقان، وفمال الذين في المعارج، وصوب ذلك في النشر للجميع.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ :
بيتي، في البقرة والحج ونوح. ووجهي، في آل عمران والأنعام. ويدي إليك، وأمي إلهين، في المائدة. وأجري إلا، بيونس، وحرفي هود، وخمسة الشعراء، وفي سبأ.
ويا عبادي الذين، بالعنكبوت والزمر.
وقل لعبادي، بإبراهيم.
ومعي، بالأعراف، وحرفي التوبة، وثلاثة بالكهف، وفي الأنبياء، وحرفي الشعراء، وفي القصص والملك
وما كان لي، في إبراهيم وص. ولي فيها بـ طه، ولي نعجة بـ ص. ولي دين، بالكافرون. بإسكان الياء فيهن.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ :
يوم يأت في هود، ونبغ في الكهف، بإثبات الياء فيهما وصلا.
وفما آتان الله في النمل، بإثبات الياء ساكنة في الحالين.
وهنا تمت أصول روايته ولله الحمد
اهـ كلام الضباع لأصول الإمام الكسائي رضي الله عنه.
ويليه أصول الإمام خلف العاشر في اختياره آخر قراء الكوفة رضي الله عنهم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
(1/810)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > البيان الجلاء لمعنى نقص دين النساء
---
البيان الجلاء لمعنى نقص دين النساء
---
فيصل القلاف
11-20-2004, 10:53 PM
الحمد لله ما أحب أن يُحمد، نحمده سبحانه وتعالى وتَمجّد، والصلاة والسلام على الهادي نبينا محمد، وعلى آله ذوي الكرامة والسؤدَد، وعلى صحبه الكرام الرُّكَّع السُّجَّد، وعلى من تبعهم وطريقتهم تقلَّد. وبعد؛
فإن الله ربَّنا سبحانه وتعالى حكيم خبير. واقتضت حكمته سبحانه تفضيل بعض خلقه على بعض، فرمضان يفضل العام، ومكة تفضل الأرض، وإنسان يفضل الحيوان، وهكذا. قال تعالى: ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ).
ثم اعلم أخي - بارك الله فيك - أن الفضل لا يعني التفضيل المطلق، إذ الفضل نعمة من الله تستوجب شكراً، فمن شكرها فذاك هو الفضل، ومن كفرها فإنما فضله وبال عليه.
قال تعالى: ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فهذا فضل عظيم فضّل الله به كل إنسان على كل حيوان، فأما من كفر هذه النعمة ولم يؤد حق الله بتوحيد قصده بها كما قد تفرد سبحانه في خلقها، ففيه يقول تعالى: ( ثم رددناه أسفل سافلين ) أي أسفل من الحيوان الذي قد فُضِّل عليه في التقويم.
وفي ذلك قال تعالى: ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً ) وقال تعالى: ( أولئك كالأنعام بل هم أضل ) وقال تعالى: ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع ) وقال تعالى: ( إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ).
وأما من شكر نعمة التقويم فأدى حق الله بتوحيده بها كما قد تفرد سبحانه بخلقها، ففيه يقول تعالى: ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ). فاللهم نسألك شكر نعمك.
فهذا مثال على التفضيل، وما يتفاوت الناس فيه.(1/811)
ثم الانتقاص الذي هو ضد التفضيل، يتفاوت الناس فيه كذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى المرء على قدر دينه ). الشاهد أن هذا الابتلاء على الأنبياء قد يسلم منه الكفار، أما الأنبياء فيصبرون لله ويشكرون، ويزيد ما ابتلُوا به قلوبَهم تعلقاً بالله تعالى، حتى يكون ذلك رفعة لهم.
وبهذا يعلم أن التفضيل والانتقاص كل منهما ابتلاء من الله تعالى: فأما من شكر وصبر، كان ذلك فضلاً له يفوق التفضيل بالإنعام، فيرتقي بشكره وصبره درجةً. وأما من كفر وتسخط، كان ذلك انحطاطاً يفوق ما ارتفع به من الإنعام، فينحط بكفره وسخطه دركة.
ومصداق ذلك قوله تعالى مستنكراً: ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن. وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا ). أي كلا، ليس الأمر كما قالا، بل الذي أكرمه الله ففضله بالمال قد ينحط ببخله، كما قد يرتقي بكرمه. وكذا من انتقصه الله مالاً، قد يرتقي برضاه، كما قد ينحط بتسخطه. والله سبحانه أعلم بمراده.
وبذلك نخلص إلى نتيجة هامة جداً، وهي أن مطلق التفضيل لا يعني التفضيل المطلق. كما قال تعالى: ( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ). فالغني قد فضله الله تعالى في الرزق ولو كان كافراً، على الفقير ولو كان مؤمناً، ولم يلزم من هذا التفضيل تفضيل مطلق. إذ الأمر كما مر: إن شكر المفضَّل نعمة الله وأدى شكرها، فهذا فضل آخر من الله هو أعظم من الأول. وإن كفرها انحط بكفرها أكثر مما قد ارتفع بما آتاه الله من فضله، فكانت النتيجة انسفاله لا ارتفاعه، والله المستعان.(1/812)
ولعل ما تراه العيون أقرب للفهم مما تقدره الأذهان. فلو أن رجلاً وقف على درجة سلم، فازداد بقيامه عليها طولاً، ووقف بجواره رجل على درجة من السلم هي أسفل منها فنقصت من طوله. فهنا الأول زاد، والثاني نقص، لكن لا يحكم أيهما أعلى هامة من الآخر، لاحتمال أن يكون الذي على الدرجة العلوية طفل صغير أو رجل قصير، كما يحتمل أن يكون الذي على الدرجة السفلى رجل طويل.
بل والأمر يزداد على ذلك، فمطلق التفضيل ولو أدى الإنسان شكر ما فضله الله به، لا يدل على التفضيل المطلق.
ثم إنا نرى من أنبياء الله تعالى من فضل بما لم يفضل به غيره، فهذا مطلق فضل، ثم نرى غيره أفضل منه فضلاً مطلقاً. مثاله أن الله تعالى قد علّم يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تأويل الرؤى، ولم يعلم مثل ذلك لإبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولا شك أن إبراهيم خير منه عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.
ثم قل مثل هذا في أصحاب نبينا صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنهم أجمعين. فإنا نقرأ من فضائل علي رضي الله عنه أن زوجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته الطاهرة رضي الله عنها وأرضاها. ولم يكن ذلك لأبي بكر رضي الله عنه. فهذا مطلق فضل اختص الله به علياً على أبي بكر رضي الله عنهما، لكنه لم يلزم منه الفضل المطلق، بل قد فاق أبو بكر رضي الله عنه كل الأمة وفيهم علي وعمر وعثمان رضي الله عنهم.(1/813)
بعد ذلك أذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ). قلن رضي الله عنهن: ( وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله )؟ صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم: ( أليس شهادة المرأة بنصف شهادة الرجل )؟ قلن رضي الله عنهن: ( بلى ). قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم )؟ قلن رضي الله عنهن: ( بلى ). قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( فذلك من نقصان دينها ).
والحديث متفق عليه.
فماذا يعني نقصان الدين هنا؟ إذا لم تصلّ لحيض فقد أطاعت الله، فكيف يكون ذلك نقصاناً؟ أوليست طاعة الله تزيد المرء ولا تنقصه؟ نعم، هذا صحيح، فالمرأة لم تنقص، ولكن دينها نقص.
وهل ثمة فرق بين أن تنقص المرأة أو ينقص دينها؟ نعم، لأنّ أنْ تنقص المرأة من دينها أي أن تفرط وتقصر فتخل به، أما أن ينقص دينها مع إتمامها له على نقصانه ليس فيه ما تذم به، بل فيه من الرحمة بها والرأفة ما هو ظاهر، وإن كان فيه من نقصان الأجر والقربة ما هو ظاهر كذلك.
أما الرحمة والرأفة فلأن نقصان الدين يعني قلة التكاليف، وقلتها تعني يسره.
وأما الأجر والقربة فلأن المرأة لا تأخذ في أيام شهرها من أجر الصلوات ما يأخذ الرجل. وإن لم تكن قد حرمت كل الأجر كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا كان العبد يعمل عملاً صالحاً فشغله عنه مرض أو سفر، كُتِب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم ). لكن ليس هو كأجر من اجتهد فتحقق منه العمل، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم للفقراء الذين غبطوا الأغنياء على ما فُضّلوا به من الصدقة بفضائل أموالهم وهم يتمنون أن يفعلوا كما يفعلون، قال لهم: ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) رواه الإمام مسلم.(1/814)
ثم يحصل لها من النقص بترك الصلاة والصوم كذلك ما يترتب عليهما من الخشوع وقرب القلب، كما قال تعالى: ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) وقال تعالى: ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وقال: ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) وقال رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( والصوم جنة ) أي من المعاصي، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
وعلى هذا نقول أن للرجال مطلق فضل قد فضلهم الله به على النساء، وهو زيادة دينهم على دينهن.
ومثَل هذه الزيادة كزيادة دين الغني على الفقير أن وجبت عليه الزكاة واستحبت له الصدقات واستطاع الجهاد بماله وغير ذلك. وكذلك زيادة إيمان العالم على الجاهل، لما شرع له الله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والجهاد باللسان والتعليم وغير ذلك. وكذلك زيادة دين ولاة الأمر على الرعية، لما شرع الله لهم من السلطان وإقامة الحدود وإصلاح الشؤون وغير ذلك. فتفضيل دين الرجل على دين المرأة كتفضيل دين أولئك على دين أولئك. ولذلك فللأنبياء من الدين ما لا يكون لمثله من غيرهم، لما فضلهم الله تعالى به من الخصائص والفضائل.
وعليه فقد يزيد دين المرأة العالمة الغنية ذات الجاه على دين الرجل الفقير الجاهل الضعيف. وهذا فضل مطلق، لكن قد يكمّل هذا الرجل الجاهل دينه الناقص، فيكون في عليين، بينما تضيّع المرأة العالمة دينها الزائد فتكون في السافلين.
ولعل المثال الذي يوضح ذلك هو ما تراه العيون. فلو أتيت بإناءين، أحدهما سعته لتر، والآخر سعته لتر وربع فهو أكبر، ثم صببت في ذي اللتر تُسعَه قربَ أن يمتلئ، وصببت في الآخر ثمن لتر قرابة ثلاثةِ أرباعه. فالإناء الصغير كمثل ذي الدين الناقص، ثم قد يمتلئ أو ينتصف أو يفرغ. والإناء الكبير كمثل ذي الدين الكامل، ثم قد يمتلئ كذلك أو ينتصف أو يفرغ. والماء كالإيمان، قد يكثر في الإناء حتى يملأه وقد يفرغ الإناء منه.(1/815)
والذي يؤكد هذا المعنى – أن النقص في دين المرأة لا في إيمانها - قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع ) وذكرهن رضي الله عنهن. ففي هذا الحديث أن أولئكم النسوة قد كمّلن دينهن، ومع ذلك فقد كنّ يحضن كما تحيض النساء، فدل على أن النقص ليس في إيمانهن وقلوبهن، وإنما هو في القدر المشروع لهن من الدين.
ثم لفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوضح ذلك، وهو الفصيح البليغ، حيث قال: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ) أي: ( ولا ناقصات دين ) ضرورةَ العطف. وكلمة ( ناقص ) اسم فاعل يعمل عمل الفعل، وكلمة ( دين ) مضاف إليه لفظي مجرور في محل رفع فاعل. وتقدير الكلام: ( ما رأيت مِن مَن نقُص دينُها ). فيكون النقص مسنداً إلى الدين، لا إلى المرأة. وهذا واضح لا مراء فيه.
وبذلك نصل إلى النتيجة، وهي أن دين الإنسان قد يختلف باختلاف أحواله، باختلاف ماله وعلمه وسلطانه وجنسه، بل ربما وباختلاف جيرانه وأهل بيته، والله أعلم. وهذا الاختلاف إنما هو في القدر المشروع لهم من الدين. أما الإيمان والقلوب ففي علم الله تعالى، وقد يقوم في قلب المفضول من الورع والتقوى حال أدائه دينه على نقصه ما يفوق به غيره، وكل امرئ واجتهاده. والله الموفق والهادي.
وبهذا انتهى ما كنت أردت كتابته بحمد الله، لكن أتممه بمسألتين.
الأولى أن قد يسأل سائل: وما الحكمة في نقص دين المرأة عن الرجل؟
والجواب أنا نوقن أن أفعال الله تعالى كلها معللة بأتقن الحكم، خلافاً للأشاعرة ومن نحا نحوهم من أهل البدع. لكن الحكمة قد تتضح حتى يعلمها كل أحد، كالحكمة من تحريم الزنا والخمر، وقد تخفى فلا يدركها إلا العلماء الراسخون، كالحكمة من تنوع العبادات وتشريع الحج وإراقة الأنفس بالجهادة، وقد تعمى علينا فلا ندرك منها شيئاً، وإنما نفوض علمها لله تعالى، وذلك كعدد الركعات واختصاص رمضان بفضل الصيام وغيرها.(1/816)
وهذا القسم الأخير – الذي لا ندرك حكمته – من أهم ركائز العبودية، أن يفعل المرء الفعل لا لمصلحة يرجوها في الدنيا ولا لمناسبة يحصلها، وإنما لأن الله أمر به حباً وتعظيماً ورغبة ورهبة. وفي ذلك من اعتماد القلب والثقة بالرب وحكمته ما لا يخفى.
وقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها: ( ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ) فقالت: ( كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة )، فرضي الله عنها ما أفقهها، ردت بذلك مع اتضاح الحكمة من مشقة قضاء الصلاة ويسر قضاء الصوم، وعظم الخسارة بفوات صوم لا يكون إلا مرة من العام، وهوان خطب صلوات تصلى كل يوم، لعلها أرادت أن تخرج من الإجابة عن فرع واحد، إلى الإجابة على أصل عظيم ينبني عليه من الفروع ما الله به عليم. فلو أنها أجابتها لاستفادت السائلة مسألة، ربما احتاجت أن تسأل عن مثلها في فرع آخر، فأجابتها برد كلي ينفعها في كل نظير لهذه المسألة. فرضي الله عنها ما أفقهها.
ثم نرجع إلى بحثنا في الحكمة من نقص دين المرأة، وقد مرّ في ثنايا الكلام لكن أعيده توضيحاً. فنقص الدين يعني قلة التكاليف، وفي هذا من الرحمة والتيسير ما يناسب طبيعة المرأة. ثم في هذا النقص شحذ الهمم وجعل المرأة تستغل ما بقي لها من دين. ثم فيه قلة أبواب الإثم حيث قلت الواجبات فأبيح لها من تركها ما لم يبح لغيرها. وهكذا يظهر لمتأمل أكثر.
ثم قد زادها الله عوضاً عما أنقصها، فشرع لها من مشاق الحمل والوضع والرضاع والتربية ما يكفر عنها ويرفع درجتها إن شاء الله تعالى. والله أعلى وأعلم.
بقي في البحث مسألة، وهي تفضيل جنس الرجال على جنس النساء. فهذا مجمل يحسن في مثله التفصيل.(1/817)
فإن أريد به القوامة، أي أن الرجل أقدر على القيام بشؤون الأسرة وتولي أمرها من المرأة، فنعم ولا شك، كما قال تعالى: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) أي زائدة، وهي القوامة والطاعة وملك الطلاق، ونحو ذلك من لوازم القيام على الأسرة.
وإن أريد به اكتمال الدين، فنعم كذلك، لأنه يشرع لجنس الرجال من القرب ما لا يشرع مثله لجنس النساء، كالجهاد والقضاء والسلطان وغيرها. وهذا باعتبار الجنس، بتجريد المسألة من العوامل الأخرى كالعلم والغنى والجاه ونحوها. وقد مر قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أذهب بلب الرجل الحازم من إحداكن ).
أما إن أريد به الجملة، أي أن جملة الرجال خير من جملة النساء، فهذا لا أعلم عليه دليلاً. إلا أن يستدل بقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق عليه: ( تصدقن يا معشر النساء فإني رأيتكن أكثر أهل النار ) لكن قد ينازع فيه بأنهن قد يكنّ أكثر أهل الجنة كذلك، ونفي هذا يحتاج دليلاً. ففي هذه المسألة بحث قد يطول. والله أعلم بالصواب.
أما باعتبار الأفراد، فلا شك لا يطلق بفضل الرجال ولا النساء، ففي الرجال أنبياء وليس في النساء نبي، وفي النساء من الفاضلات المحسنات ما ليس في أكثر الرجال. والله تعالى يقول: ( إن أكركم عند الله أتقاكم ). والله أعلم.
وبهذا تم ما شاء الله أن أسطر ساعتي هذه، فأردفه بخلاصة تجمع شتات ما تفرق:
1. ربنا سبحانه يفضّل بعض ما خلق على بعض بحكمته.
2. مطلق الفضل – وهو الفضل من وجه معين – لا يعني الفضل المطلق – أي الفضل في الحكم النهائي عند الله -.
3. الزيادة في النعمة والنقص فيها كلاهما ابتلاء، قد يرتفع به صاحبه وقد ينحط.
4. قد أخبر الصادق المصدوق صلوات الله عليه وسلامه أن النساء ناقصات دين، فهن كذلك. وعليه فدين جنس الرجال أكمل.(1/818)
5. التفاوت في الدين المشروع لكل امرئ بحسبه، فيزداد بالغنى والقوة والسلطان والعلم ونحوها، وينقص بأضدادها.
6. النقص المذكور في الحديث هو في دين المرأة أي في القدر المشروع لها من الدين. وليس هو في إيمانها ولا قلبها ولا مجاهدتها.
7. هذا النقص في دينها له وجهان: رحمة من الله ورأفة أن خفّف عليهن ويسّر، وحكمة منه وعدل أن أنقص أجورهن وقُرَبهن.
8. قد يستكمل ناقص الدين من الأعمال المشروعة له ما يفوق به زائد الدين الذي قد فرط وضيع، بل والذي لم يفرط ولم يضيع.
9. نقص الدين قد يكون من وجه، ويكون فيه زيادة من وجه آخر.
10. شرع الله بالغ في الحكمة غايتها.
11. جنس الرجال يفضل جنس النساء باعتبار القوامة وزيادة الدين، أما الأفراد فكل امرئ وعمله.
هذا ما أعلم، والله أعلى وأعلم، وإليه أبرأ مما زل به القلم.
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
---
(1/819)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين أجد القطعة المخطوطة من تفسيرابن المنذر على الشبكة ؟ فإن لم يكن فهل
---
أين أجد القطعة المخطوطة من تفسيرابن المنذر على الشبكة ؟ فإن لم يكن فهل
---
أبو صفوت
12-06-2005, 01:24 AM
السلام عليكم
أين أجد القطعة المخطوطة من تفسيرابن المنذر على الشبكة ؟
فإن لم يكن فهل يساعدني أحد الأفاضل ممن عنده هذا القطعة مطبوعة بالنظر في تفسير الم آل عمران .
هل ذكر ابن المنذر قول الشعبي عن الفواتح : لله في كل كتاب سر وسر القرآن فواتح السور . فإن ذكره فلينقله لي مشكورا كما ذكره ابن المنذر
أرجو المساعدة
---
عبدالرحمن الشهري
12-06-2005, 02:08 PM
راجعت أخي الكريم الموضع المذكور ولم يذكر ابن المنذر قول الشعبي الذي سألتم عنه في تفسيره لأوائل سورة آل عمران.
---
أبو صفوت
12-06-2005, 06:59 PM
بارك الله فيك وسدد على الخير خطاك ولقاك نضرة وسرورا
---
حارث الهمام
12-06-2005, 08:41 PM
بيد أنه ذكره غيره تارة عن الشعبي بنحوه أو معناه، وتارة يذكرونه عن أبي بكر رضي الله عنه، ولم أجده مسنداً، ومن جملة من ذكره -حسب بحث بعض الموسوعات الحاسوبية:
- فمنهم القرطبي في تفسير سورة الصافات:123، وكذلك الأزهري في تهذيب اللغة، والأشموني في منار الهدى.
-ونسبه الرازي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير سورة البقرة.
-وكذلك أبو السعود.
-والثعالبي.
-والخازن.
-ومراح لبيد.
-والنظام في الغرائب.
- وابن عادل.
-وابن سعد الغرناطي.
-وابن عجيبة.
-وكذلك البغوي ونقل عن الشعبي نحوه مرسلاً فقال: "وقال داود بن أبي هند : كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور فقال : يا داود إن لكل كتاب سرا وإن سر القرآن فواتح السور فدعها وسل عما سوى ذلك".(1/820)
- قال السيوطي في الدر: "وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير عن داود بن أبي هند قال : كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور قال : يا داود إن لكل كتاب سرا وإن سر هذا القرآن فواتح السور فدعها وسل عما بدا لك".
-وابن الجوزي في زاد المسير وقال: وإلى هذا المعنى ذهب الشعبي، وأبو صالح، وابن زيد.
وغيرهم.
وقد حكاه شيخ المفسرين عن بعضهم.
وليس لواحدة منها سند كما سلف.
======================================
إذا كان غرضك من تفسير ابن المنذر المخطوط قد انتهى فالحمد لله وإلاّ فإيسرني أن أعلقه لك هنا مصوراً وحجمه ليس بالقليل.
---
الأزهري الأصلي
12-09-2005, 05:29 PM
السلام عليكم:
حتى لا نفتح موضوعا جديدا فهذا هو الموضوع المناسب للسؤال عما خفي في كتب ابن المنذر وبخاصة تفسيره.
هل من أخ كريم يساعدنا على إيراد الأثر التالي بسنده حتى نستطيه دراسة السند:
قال السيوطي في الدر المنثور (5/41):
وأخرج ابن المنذر عن أنس في قوله: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الكحل والخاتم.
حيث قال ابن حزم عن هذا الأثر وآثار أخرى عن الصحابة:"هذا عنهم في غاية الصحة"؟؟
---
أبو صفوت
12-09-2005, 11:26 PM
جزاك الله خيرا
يا ليتك تتفضل بوضع الجزء المخطوط من تفسير ابن المنذر
---
الأزهري الأصلي
12-12-2005, 02:00 PM
هل من مساعد؟
---
أبو صفوت
12-12-2005, 02:53 PM
أخي الأزهري :
الموضع الذي تسأل عنه ليس موجوداً في القطعة الموجودة من تفسير ابن المنذر
فالموجود في القطعة المخطوطة التي عثر عليها يبدأ من قوله تعالى " ليس عليك هداهم " وينتهي عند قوله تعالى " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا "
وفقك الله
---
الأزهري الأصلي
12-14-2005, 01:35 AM
جزاكم الله خيرا أخي.
هل من مزيد؟ هل هناك من لديه شئ يفيدنا فيه؟
---
حارث الهمام
12-17-2005, 10:59 AM
حاولت إرفاق شيء من المخطوط لكن يبدو أن هذا متعذر، فأرجو المعذرة.
---(1/821)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استمع إلى أرق الكلمات بأعذب الأصوات وأجملها ...ترنيمة التوبة
---
استمع إلى أرق الكلمات بأعذب الأصوات وأجملها ...ترنيمة التوبة
---
أبو محمد الظاهرى
01-07-2007, 10:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استمع إلى أرق الكلمات بأعذب الأصوات وأجملها ...ترنيمة التوبة
وللتحميل انقر الرابط (بالزر الأيمن للماوس مع حفظ باسم)
http://www.aldahereyah.net/book/tarnima.wma
المصدر http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1773
---
(1/822)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مصطلح التنوير مفاهيمه واتجاهاته في العالم الإسلامي
---
مصطلح التنوير مفاهيمه واتجاهاته في العالم الإسلامي
---
مرهف
03-05-2006, 05:44 PM
بمناسبة افتتاح هذا الملتقى المبارك لا بد من الاستهلال بالدعاء لمن سعى وساهم وأصل لهذا الملتقى المبارك ونسأل الله أن يجعله في صحيفة حسناتهم ، وبهذه المناسبة أقدم هذا البحث بعنوان :مصطلح التنوير
مفاهيمه واتجاهاته في العالم الإسلامي الحديث
" نظرة تقويمية "
محاضرة أعدها وقدّمها
الدكتور عبد اللطيف الشيخ توفيق الشيرازي الصباغ
أستاذ الملل والنحل والمذاهب المعاصرة بقسم الدراسات الإسلامية
بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة
جدة في يوم الأربعاء 7 محرّم الحرام 1426هـ
16 شباط (فبراير) 2005
وهو يتعلق بمواضيعه بهذا الملتقى المبارك ولكم أن تعلقوا عليه بعد قراءته وأسأل الله أن يجعل في هذا الملتقى النفع والنصر آمين
---
الجندى
03-09-2006, 02:26 PM
جزاك الله خيرا أخى مرهف
---
(1/823)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلا إذا بلغت التراق
---
كلا إذا بلغت التراق
---
القوي الأمين
12-30-2005, 03:06 PM
http://www.geocities.com/kahky2002/clavicle.jpg
ذَكَرَ الله سبحانه و تعالى أن الروح إذا بلغت التراقي فإن ذلك علامةٌ على نهاية الحياة ...
فالترقوة هي آخر عظمةٍ تخرج منها الروح .. فما هو سر هذه العظمة ؟
أثبت علم الأجنة أن عظمة الترقوة هي أول العظام تكوينا في جسم الجنين حيث تتكون في الأسبوع الرابع ..
و أول عظمة تتكون بعدها تتكون في الأسبوع الثامن من الحمل
سبحان الله
فعظمة الترقوة هي أولى العظام التي تدب فيها الحياة
وهي آخر العظام التي تخرج منها الروح
من الخصائص الأخرى لعظمة الترقوة :
هي العظمة الطويلة الوحيدة في جسم الإنسان الموجودة بالعرض
فكل العظام الطويلة موجودة بالطول ما عدا الترقوة
هي العظمة الطويلة الوحيدة في جسم الإنسان التي يكون أصلها غشائيا
فكل العظام الطويلة أصلها غضروفي
فسبحان الله العظيم الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى
موقع الدكتور محمد الكحكي (http://www.geocities.com/kahky2002)
---
(1/824)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - مقاربة جديدة - المقدمة
---
السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم - مقاربة جديدة - المقدمة
---
سيف الدين
04-25-2006, 10:36 PM
في الحقيقة, ان هذا البحث لم يكتب بالكامل وانما ما هو موجود فقط خطوط عامة لهذا الموضوع .. وكنت أفكّر في صياغته ثم عرضه على الاخوة في هذا المنتدى الكريم, ثم وجدت ان أحاول ان أفكّر بصوت مرتفع وأشرك الاخوة فيما يخطر في بالي من أفكار ... وأرجو من الاخوة ان لا يبخلوا بمشورتهم ونصحهم ..
سأحاول في هذا البحث, لكن دون الالتزام الحرفي بالترتيب التالي وانما حسب ما تقتضيه التغيّرات في البحث, ان اطرح الموضوع بالشكل التالي:
1- الانبياء والوحي في القرآن الكريم
2- الرسول صلى الله عليه وسلم والوحي في القرآن الكريم .. هل جميع اقوال الرسول وافعاله وحي من الله؟
3- الفرق بين السنّة والحديث
4- مباحث في الرواية:
- خبرالواحد في القرآن الكريم
- ألفاظ الروايات
4- السنّة النبوية: ضبط المصطلح
5- كيف فهمت الصحابة سنّة الرسول؟ مقاربات ومفارقات
6- الفرق بين القرآن والسنة من حيث التشريع
والله وليّ التوفيق
---
(1/825)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > كيف نزلت هذه الآية [أفلم يتبين] أم {أفلم ييأس} ؟
---
كيف نزلت هذه الآية [أفلم يتبين] أم {أفلم ييأس} ؟
---
سبيل الإسلام
07-06-2006, 04:42 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لي سؤال وارجو الاجابه عليه بشكل مفصل
كيف نزلت هذه الآية [أفلم يتبين] أم {أفلم ييأس} ؟
وكذلك قول ابن عباس: أظن الكاتب كتبها وهوناعس
الإتقان في علوم القرآن- للسيوطي
وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ
– { أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً } –
فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس،
فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور- للإمام جلال الدين السيوطي
المجلد الرابع >> 13 - سورة الرعد مدنية وآياتها ثلاث وأربعون >> التفسير
الآيات 30 - 34
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ [أفلم يتبين الذين آمنوا] فقيل له: إنها في المصحف {أفلم ييأس}
فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس.
وأخرج ابن جرير عن علي - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ[أفلم يتبين الذين آمنوا].
الدر المنثور في التفسير بالمأثور- للإمام جلال الدين السيوطي
المجلد الرابع >> 13 - سورة الرعد مدنية وآياتها ثلاث وأربعون >> التفسير
الآيات 31 - 34
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه، عن عطية العوفي - رضي الله عنه - قال: قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم
"لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان عليه السلام يقطع لقومه بالريح، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى لقومه.
فأنزل الله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال...} الآية، إلى قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا}(1/826)
قال: أفلم يتبين الذين آمنوا؟ " قالوا: هل تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وجزاكم الله خير
---
أحمد البريدي
07-07-2006, 01:44 AM
الأثر مرويٌ في تفسير الطبري - (ج 16 / ص 452) :
حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا" ؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ .
وقد تتابع المفسرون بردّ هذه الرواية وإليك بعضاً من أقوالهم :
قال أبو بكر الأنباري: روي عن عكرمة عن ابن أبي نجيح أنه قرأ - " أفلم يتبين الذين آمنوا " وبها احتج من زعم أنه الصواب في التلاوة، وهو باطل عن بن عباس، لأن مجاهدا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس، على ما هو في المصحف بقراءة أبي عمرو وروايته عن مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس، ثم إن معناه: أفلم يتبين، فإن كان مراد الله تحت اللفظة التي خالفوا بها الإجماع فقراءتنا تقع عليها، وتأتي بتأويلها، وإن أراد الله المعنى الآخر الذي اليأس فيه ليس من طريق العلم فقد سقط مما أوردوا. تفسير القرطبي - (ج 9 / ص 320)
وقال الرازي :
والوجه الثاني : ما روي أن علياً وابن عباس كانا يقرآن : { أفلم يأس الذين آمنوا } فقيل لابن عباس أفلم ييأس فقال : أظن أن الكاتب كتبها وهو ناعس أنه كان في الخط يأس فزاد الكاتب سنة واحدة فصار ييأس فقرىء ييأس وهذا القول بعيد جداً لأنه يقتضي كون القرآن محلاً للتحريف والتصحيف وذلك يخرجه عن كونه حجة . تفسير الرازي - (ج 9 / ص 182)(1/827)
وقال الزمخشري : « وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكيف يخفى هذا حتى يبقى بين دفتي الإمام ، وكان متقلباً في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه ، لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصاً عن القانون الذي إليه المرجع ، والقاعدة التي عليها المبنى ، هذه والله فرية ما فيها مرية .
وقد ناقش الزرقاني هذه الشبهة في كتابه مناهل العرفان ورد الرواية وذكر بعض أقوال من سبقه كما سبق .
أما محمود شاكر فله رأي ٌ آخر فقد قال عند تعليقه على هذا الخبر في تفسير الطبري :
أحمد بن يوسف التغلبي الأحول" ، شيخ أبي جعفر الطبري ، هو صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام ، مشهور بصحبته ، ثقة مأمون ، مضى مرارًا آخرها رقم : 12994 وهو الذي أخذ عنه أبو جعفر الطبري كتب أبي عبيد القاسم بن سلام .
و" القاسم" ، هو" القاسم بن سلام" ،" أبو عبيد" ، الفقيه القاضي ، صاحب التصانيف المشهورة ، كان إمام دهره في جميع العلوم ، وهو صاحب سنة ، ثقة مأمون ، وثناء الأئمة عليه ثناء لا يدرك .
و" يزيد" ، هو" يزيد بن هرون السلمي" ، وهو أحد الحفاظ الثقات الأثبات المشاهير ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها رقم : 10484 .
و" جرير" هو" جرير بن حازم الأزدي" ، ثقة حافظ ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها رقم : 14157 .
و" الزبير بن الخريت" . ثقة ، روى له الجماعة سوى النسائي ، مضى برقم : 4985 ، 11693 ، وكان في المطبوعة :" الزبير بن الحارث" ، غير ما في المخطوطة مجازفة .
و" يعلي بن حكيم" ، ثقة ، روى له الجماعة سوى الترمذي ، مضى برقم : 12748 .(1/828)
فهذا خبر رجاله ثقات ، بل كل رجاله رجال الصحيحين ، سوى أبي عبيد القاسم بن سلام ، وهو أمام ثقة صدوق ، فإسناده صحيح ، لا مطعن فيه - ومع صحة إسناده لم أجد أحدًا من أصحاب الدواوين الكبار ، كأحمد في مسنده ، أو الحاكم في المستدرك ، ولا أحدًا ممن نقل عن الدواوين الكبار ، كالهيثمي في مجمع الزوائد ، أخرج هذا الخبر أو أشار إلى هذه القراءة عن ابن عباس ، أو علي بن أبي طالب ، كما جاء في الخبر الذي قبله رقم : 20408 ، بل أعجب من ذلك أن ابن كثير ، وهو المتعقب أحاديث أبي جعفر في التفسير ، لما بلغ تفسير هذه الآية ، لم يفعل سوى أن أشار إلى قراءة ابن عباس ، وأغفل هذا الخبر إغفالًا على غير عادته ، وأكبر ظني أن ابن كثير عرف صحة إسناده ، ولكنه أنكر ظاهر معناه إنكارًا حمله على السكوت عنه ، وكان خليقًا أن يذكره ويصفه بالغرابة أو النكارة ، ولكنه لم يفعل ، لأنه فيما أظن قد تحير في صحة إسناده ، مع نكارة ما يدل عليه ظاهر لفظه . وزاد هذا الظاهر نكارة عنده ، ما قاله المفسرون قبله في هذا الخبر عن ابن عباس ، حين رووه غير مسند بألفاظ غير هذه الألفاظ .
فلما رأيت ذلك من فعل ابن كثير وغيره ، تتبعت ما نقله الناقلون من ألفاظ الخبر ، فوجدت بين ألفاظ الخبر التي رويت غير مسندة ، وبين لفظ أبي جعفر المسند ، فرقًا يلوح علانية ، وألفاظهم هذه هي التي دعت كثيرًا من الأئمة يقولون في الخبر مقالة سيئة ، بلغت مبلغ الطعن في قائله بأنه زنديق ملحد ! ونعم ، فإنه لحق ما قالوه في الخبر الذي رووه بألفاظهم ، أما لفظ أبي جعفر هذا ، وإن كان ظاهره مشكلا ، فإن دراسته على الوجه الذي ينبغي أن يدرس به ، تزيل عنه قتام المعنى الفاسد الذي يبتدر المرء عند أول تلاوته .(1/829)
فلما شرعت في دراسته من جميع وجوه الدراسة ، انفتح لي باب عظيم من القول في هذا الخبر وأشباهه ، من مثل قول عائشة أم المؤمنين :" يا ابن أخي ، أخطأ الكاتب" ، أي ما كتب في المصحف الإمام ، ومعاذ الله أن يكون ذلك ظاهر لفظ حديثها . وهذان الخبران وأشباه لهما يتخذهما المستشرقون وبطانتهم ممن ينتسبون إلى أهل الإسلام ، مدرجة للطعن في القرآن . أو تسويلا للتلبيس على من لا علم عنده بتنزيل القرآن العظيم ، فاقتضاني الأمر أن أكتب رسالة جامعة في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم :" أنزل القرآن على سبعة أحرف" ، وكيف كانت هذه الأحرف السبعة وما الذي بقي عندنا منها ، وانتهيت إلى أنها بحمد الله باقية بجميعها في قراءات القرأة ، وفي شاذ القراءة ، وفي رواية الحروف ، لا كما ذهب إليه أبو جعفر الطبري في مقدمة تفسيره ( 1 : 55 - 59 ) ، ومن ذهب في ذلك مذهبه . ثم بينت ما كان من أمر كتابة المصحف على عهد أبي بكر ، ثم كتابة المصحف الإمام على عهد عثمان رضي الله عنهما ، وجعلت ذلك بيانًا شافيًا كافيًا بإذن الله . وكنت على نية جعل هذه الرسالة مقدمة للجزء السادس عشر من تفسير أبي جعفر ولكنها طالت حتى بلغت أن تكون كتابًا ، فآثرت أن أفردها كتابًا يطبع على حدته إن شاء الله .انتهى كلامه .
قلت وهذا الكتاب لم يكمله رحمه الله كما ذكر في مقدمة تحقيقه للجزء السادس عشر من تفسير الطبري .
هذا ما تيسر ذكره ولعل الأخوة يتحفوننا بما عندهم ليزداد الموضوع بياناً .
---
د. هشام عزمي
07-09-2006, 02:26 AM
بسم الله . . .(1/830)
ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ج13 ص156 كلامًا قريبًا من كلام محمود شاكر رحمه الله فقال :(( وَرَوَى الطَّبَرِيُّ وَعَبْد بْن حُمَيْدٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيح كُلّهمْ مِنْ رِجَال الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن " وَيَقُول : كَتَبَهَا الْكَاتِب وَهُوَ نَاعِس وَمِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ قَالَ : زَعَمَ اِبْن كَثِير وَغَيْره أَنَّهَا الْقِرَاءَة الْأُولَى ، وَهَذِهِ الْقِرَاءَة جَاءَتْ عَنْ عَلِيّ وَابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَابْن مُلَيْكَة وَعَلِيّ بْن بَدِيمَة وَشَهْر بْن حَوْشَب بْن الْحُسَيْن وَابْنه زَيْد وَحَفِيده جَعْفَر بْن مُحَمَّد فِي آخِر مَنْ قَرَءُوا كُلّهمْ " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن " وَأَمَّا مَا أَسْنَدَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار جَمَاعَة مِمَّنْ لَا عِلْم لَهُ بِالرِّجَالِ صِحَّته ، وَبَالَغَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي ذَلِكَ كَعَادَتِهِ إِلَى أَنْ قَالَ : وَهِيَ وَاللَّهِ فِرْيَة مَا فِيهَا مِرْيَة . وَتَبِعَهُ جَمَاعَة بَعْدَهُ ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَان . وَقَدْ جَاءَ عَنْ اِبْن عَبَّاس نَحْو ذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى ( وَقَضَى رَبُّك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) قَالَ " وَوَصَّى " اِلْتَزَقَتْ الْوَاو فِي الصَّاد ، أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْهُ . وَهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِنْ كَانَ غَيْرهَا الْمُعْتَمَد ، لَكِنْ تَكْذِيب الْمَنْقُول بَعْدَ صِحَّته لَيْسَ مِنْ دَأْبِ أَهْل التَّحْصِيل ، فَلْيُنْظَرْ فِي تَأْوِيله بِمَا يَلِيق بِهِ )) .
والله أعلم .
---
سبيل الإسلام
07-12-2006, 03:33 PM
جزاكم الله خير وجعله في ميزان حسناتكم ان شاء الله
---
(1/831)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عندي سؤال ومحتاج الاجابة بسرعة
---
عندي سؤال ومحتاج الاجابة بسرعة
---
* جنان *
03-05-2006, 07:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هذي أول مرة أشارك بهذا المنتدى عندي سؤال ................
س _ إستدل بعض العلماء على صحة خلافة ابي بكر الصديق في آية من سورة الفاتحة فمن أين أخذ ذالك ؟
وجزاكم الله خيرا ..
---
الكشاف
03-05-2006, 08:47 PM
بحثت لك في الموسوعة الشاملة وغيرها ، وفي بعض المصادر التي هي مظنة الجواب فلم أجد شيئاً . فهل تعرف قائل هذا القول من العلماء لعله يقرب الجواب ؟
---
أبو صفوت
03-05-2006, 09:04 PM
ذكر ذلك الشنقيطي رحمه الله تحت قوله تعالى " صراط الذين أنعمت عليهم " قال " تنبيهان :
الأول : يؤخذ من هذه الآية الكريمة صحة إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأنه داخل فيمن أمرنا الله في السبع المثاني والقرآن العظيم بأن نسأله أن يهدينا صراطهم فدل ذلك على أن صراطهم هو الصراط المستقيم . وذلك في قوله " اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم " وقد بين الذين أنعم عليهم فعد منهم الصديقين . وقد بين صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر رضي الله عنه من الصديقين ، فاتضح أنه داخل في الذين أنعم الله عليهم الذين أمرنا الله أن نسأله الهداية إلى صراطهم ، فلم يبق لبس في أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه على الصراط المستقيم ، وأن إمامته حق " أضواء البيان 1/34
وفقكم الله
---
روضة
03-05-2006, 09:15 PM
أليس في كلام الشيخ الشنقيطي ـ مع الإجلال له ـ تكلف وإخراج للآية عن ظاهرها؟
أليس باقي الصحابة من الذين أنعم الله عليهم، مثل سيدنا علي كرم الله وجهه؟
ألم يبقَ هناك أدلة على صحة إمامة سيدنا أبي بكر إلا هذه الطريقة في الاستدلال؟
---
الكشاف
03-05-2006, 10:06 PM
شكراً يا أبا صفوت .(1/832)
لقد وقعت أنا في وهم سبب لي الخطأ ، فقد ظننت السؤال عن مدة خلافة أبي بكر لا عن صحتها .
شكراً جزيلاً لك على هذه الفائدة .
الدكتورة روضة : هذا دليل استنباطي يضم إلى غيره ، كعادة الشنقيطي وغيره في محاولة استقصاء دلالات الألفاظ في الآيات القرآنية ، لا أنه هو الدليل الوحيد ، وهذا لا يخفى عليكم قطعاً.
---
روضة
03-05-2006, 10:35 PM
أخي الكشاف،
جزاك الله خيراً، ولكن عندي ملاحظة كنت أود التنبيه عليها من قبل، ولكني نسيت، وهي: قولك "دكتورة"،
إذا كان هذا اللقب على اعتبار ما سيكون، فأرجو أن يكون ويتحقق بتيسير الله تعالى.
---
أبو صفوت
03-05-2006, 10:36 PM
هو لم يصرح بكون الآية دليلا على صحة إمامة أبي بكر بل قال يؤخذ منها
وباب الاستنباط واسع بخلاف التفسير ، فالمستنبط لا ينفي المعنى الأصلي للنص
وفقكم الله ونفع بكم
---
* جنان *
03-06-2006, 07:49 PM
جزاكم الله خيرا أخواني على تفاعلكم الله يعطيكم العافية
---
(1/833)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قادم قادم يا إسلام : { و الله متم نوره و لو كره الكافرون }
---
قادم قادم يا إسلام : { و الله متم نوره و لو كره الكافرون }
---
د.أبو بكر خليل
10-31-2005, 12:03 AM
* { كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم } . [ البقرة : 216 ]
صدق الله العظيم
مازال الإسلام - الدين الحق ، و خاتم رسالات السماء إلى أهل الأرض - يدخل فيه الألوف من الناس في أنحاء الأرض من أفارقة و أسيويين و أوربيين و أمريكيين و غيرهم ، و مازال يكتسب أنصارا و محبين - و إن كانوا مازالوا على دياناتهم إلى أن يشاء الله الهداية لهم - يقع ذلك مع الحرب الضروس التي يشنها أعداء الحق و أعداء الدين في كل مكان من أرض الإسلام ، بل في كل مكان ،
و مع كل الكيد و القهر و الحرب مازال الإسلام عزيزا و سيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، لأنه الدين الذي أرتضاه الله لعباده و اختاره لهم ليفوزوا بسعادة الدارين : الدنيا و الآخرة .
************************
و من الذين أبدوا ، و مازالوا يبدون إعجابا بالإسلام : الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني ، و هو يعلن ذلك و لا يخفيه - مع دقة موقعه و عظمه - و من ذلك ما نشره موقع " إسلام أون لاين نت " - في 27 من رمضان 1426 هج / الموافق 30 من أكتوبر 2005 م - نقلا عن صحيفة " الصنداي تلجراف " البريطانية ، و هو مع يحكى عن مثالبه الخلقية التي لا ينفرد بها عن سائر مواطنيه بحكم النشأة إلا أنه يحسب له جهره بكلمة الحق ، و عسى الله أن يمن عليه بالدخول في الإسلام ، كما دخله كثير من العلماء و العظماء الأجانب ،
* و إليكم ما نشره موقع " إسلام أون لا ين نت " :
**************
[ الأمير تشارلز يحدث بوش عن الإسلام
نسيبة داود- إسلام أون لاين.نت/ 30-10-2005(1/834)
يعتزم الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا -المعروف بتعاطفه مع المسلمين- التحدث مع الرئيس الأمريكي جورج بوش عن الإيجابيات العديدة التي تتضمنها عقيدة الإسلام، لا سيما أنه يرى أن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 غير متسامحة تجاه المسلمين، كما ذكرت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر الأحد 30-10-2005 أن الأمير تشارلز سيسعى خلال زيارته إلى الولايات المتحدة التي تبدأ الثلاثاء 1-11-2005 وتستمر ثمانية أيام، إلى إقناع الرئيس بوش بأن الإسلام دين يحمل مزايا ونقاطا إيجابية عديدة.
وأضافت أن تشارلز عبر عن قلقه الشخصي من طبيعة المواجهة بين الإدارة الأمريكية والدول الإسلامية بالإضافة إلى "فشل واشنطن في تقدير قوة الإسلام ومزاياه".
وبعد شهرين من أحداث سبتمبر 2001، عبر الأمير تشارلز عن اعتقاده بأن اللغة التي تستخدمها الولايات المتحدة تجاه المسلمين تتسم "بحدة المواجهة". ويؤكد ولي العهد البريطاني بشكل دائم على أن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي قام بها مسلمون ضد أهداف داخل الولايات المتحدة لا تعني مطلقًا توجيه أصابع الاتهام وتشويه سمعة مئات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وتقول "صنداي تليجراف": إن انتقادات تشارلز للولايات المتحدة "كانت بشكل عام موجهة للأمريكيين الذين لا يقدرون الإسلام والثقافة الإسلامية بالشكل الذي نقدره به نحن" البريطانيون.
إعجاب بالإسلام
ووفقا للصحفية، فإن الأمير يريد من الأمريكيين بما فيهم بوش أن يشاركوه إعجابه بالدين الإسلامي.
وتعد زيارة تشارلز للولايات المتحدة هي الأولى من نوعها منذ زواجه بدوقة كورنويل الأميرة كاميلا باركرز بولز، ويحضر الأمير خلال هذه الزيارة مؤتمرًا بجامعة "جورج تاون" الأمريكية بواشنطن يوم الخميس 3-11-2005.(1/835)
وقال مساعد للأمير: إن "المؤتمر سوف يبحث كيف يمكن للمجموعات الدينية تخفيف المشكلات الاجتماعية في مجتمعاتهم".
وقالت الصحيفة: إن الأمير تشارلز هو أكثر أعضاء العائلة المالكة محاولة لفهم الإسلام في تاريخ العائلة. فقد سبق أن قال في عام 1994 إنه عندما يتقلد منصب الملك، ويصبح الحاكم الأعلى لكنيسة إنجلترا، فإنه سيفضل أن يكون لقبه "حامي العقائد" بدلا من أن يكون "حامي العقيدة المسيحية" فقط.
وفي 2004 ألقى تشارلز خطابا حول الإسلام والغرب، ولاقى الخطاب قبولا واسعا في العالم العربي؛ إذ طالب فيه الغرب "بتجاوز التعصب الذي لا يقبله عقل حول الإسلام وعاداته وقوانينه". كما تطرق فيه إلى ما يدين به الغرب للثقافة الإسلامية، وفرق بين المسلمين العاديين والمسلحين الذين أساءوا فهم دينهم السمح. وقال: "التطرف ليس حكرًا على الإسلام أكثر من كونه لأي ديانة أخرى بما فيها المسيحية".
ونقلت الصحيفة عن مساعد رفيع المستوى للأمير قوله: إن "الأمير يريد مزيدًا من التسامح والتفاهم بين الأديان، وهو ما يؤدي إلى علاقات أفضل بين الأديان". ]
انتهى الاقتباس
---
(1/836)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول الكتب المعاصرة في علوم القرآن
---
سؤال حول الكتب المعاصرة في علوم القرآن
---
أبو حسن
10-21-2005, 02:49 PM
ما أهم الكتب المعاصرة في علوم القرآن التي تعتمد على التحقيق العلمي ؟
---
أبو حسن
10-21-2005, 03:03 PM
وما رأيكم في كتاب محاضرات في علوم القرآن للدكتور غانم قدوري الحمد
---
أحمد البريدي
10-21-2005, 04:36 PM
من الكتب المعاصرة التي تميزت بالتدقيق كتاب : المقدمات الأساسية في علوم القرآن تأليف عبد الله بن يوسف الجديع
أما كتاب محاضرات في علوم القرآن للدكتور غانم قدوري الحمد فلم اطلع عليه لكن تميزت كتابات مؤلفه بالتحقيق فلعل أحد الأخوة ممن اطلع عليه يفيدنا .
---
عبدالرحمن الشهري
10-21-2005, 04:48 PM
معظم الكتب المعاصرة في علوم القرآن سبق الحديث عنها وقيمتها العلمية في الملتقى قديماً ، فليت أخي أبا حسن يتجول قليلاً في صفحات الملتقى السابقة قبل طرح السؤال ، ويعقب على المشاركات القديمة دون فتح موضوع جديد.
---
إبراهيم الحميضي
10-21-2005, 09:17 PM
(علوم القرآن بين البرهان والإتقان دراسة مقارنة ) للدكتور حازم سعيد حيدر ، فيه تحريرات نفيسة ينبغي الاستفادة منها ، وليت الدكتور حازما يشاركنا في هذا الملتقى ...
---
أبو حسن
10-21-2005, 10:10 PM
بارك الله فيك ياشيخنا
---
إياد السامرائي
12-28-2005, 11:02 AM
كتاب محاضرات في علوم القرآن من الكتب الممتازة ومؤلفه - كما عرفته - يمتاز بالاتقان وهو استاذ في هذا الفن ، والكتاب منهج اكاديمي يدرس في كثير من جامعات العراق ويمتاز بخطة بحث شاملة ولي مع الكتاب ومؤلفه ذكريات جميلة .
---
أبو صفوت
12-28-2005, 02:17 PM
ما هي الدار التي تولت نشر كتاب الدكتور غانم
---
أبو حسن الشامي
01-14-2006, 10:29 AM(1/837)
ما هي الدار التي تولت نشر كتاب الدكتور غانم
معظمها صدر عن دار عمار في الأردن ..
---
(1/838)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عندما تكون (من) للبيان
---
عندما تكون (من) للبيان
---
جمال حسني الشرباتي
11-15-2004, 03:02 PM
تكون "من" أحيانا للبيان مثل قوله تعالى((قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس))
حيث ((من الجنة والناس)) بيان للوسواس الذي كان مبهما فبين ب ((من الجنة والناس)
ومثال آخر قوله تعالى((فاجتنبوا الرجس من الأوثان))
أي أن المبهم وهو الرجس بينته من بما جاء بعدها وهو الأوثان
فهل من إضافات على ماقلت
---
(1/839)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التاريخ المشرّف لأبناء ليبيا في مسابقة دبي للقرآن الكريم
---
التاريخ المشرّف لأبناء ليبيا في مسابقة دبي للقرآن الكريم
---
إبراهيم الجوريشي
10-25-2006, 07:54 AM
التاريخ المشرّف لأبناء ليبيا في مسابقة دبي للقرآن الكريم
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى : {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }البقرة121
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تعالى أهلين من الناس ؛ أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) حديث صحيح أنظر صحيح الجامع الصغير
السلام عليكم ورحمة الله
نبارك لكل المسلمين وخاصة الشعب المسلم في بلدنا ليبيا الحبيبة بمناسبة فوز المتسابق الليبي عبد الحميد عبد الله عمر الغويل
كما أعلنته الصحف الإماراتية :صحيفة البيان
http://www.albayan.ae/servlet/Satell...e%2FFullDetail
وصحيفة الخليج تقول: الليبي دائما في المقدمة
http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=314787(1/840)
وبهذه المناسبة العزيزة حاولت أن أجهّز لكم ملف عن التاريخ المشرف والمبارك لأبناء هذا البلد المسلم الحبيب الذي يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين تقريبا ومع ذلك فقد فاز بالمرتبة الأولى في حفظ أعظم أمانة أعطاها الله للبشرية ألا وهي كتاب الله العزيز حفظه الله من كل سوء ، وذلك في أربع دورات من عشرة -وهو البلد الوحيد في ذلك - ومراتب أخرى في الدورات الأخرى وذلك على مستوى المسلمين في العالم كله والبالغ عددهم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون ، وأكثرها دول سكانها أضعاف سكان ليبيا ، ولكن عندما بدأت هذه المسابقة المنصفة والعادلة في دبي بلجان تحكيم عادلة ومتنوعة استطاع الليبيون بفضل من الله العلي الأعلى أن يكونوا في مقدمة أمة الإسلام في حفظ أغلى ما ميزها الله به عن الأمم ، فلله الحمد وحده الذي أظهر الصادقين ورفع ذكرهم في العالمين بحفظهم لكتابه العظيم
والآن نشرع في البيان
فاز المتسابقون الليبيون بالمراتب الأولى في جائزة دبي للقرآن الكريم كالآتي
1-الدورة الأولى فاز الليبي طارق عبدالله مفتاح أحميد بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view/22/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
2-الدورة الثانية فاز الليبي
خالد محمود الصديق قراب بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view/23/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
3- الدورةالثامنة فاز الليبي محمد علي فضل بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view/53/79/lang,arabic/ وتسمعون قراءته الطيبة في قراءات اليوم السابع أسفل الصفحة
4- الدورة العاشرة الحالية فاز الليبي عبد الحميد عبد الله عمر الغويل بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/content/view...7/lang,arabic/
وقراءته موجودة في الرابط التالي في يوم 14 رمضان ولكن الصوت لا يعمل عندي فأرجو تنبيه المسؤولين لمن يستطيع
http://www.weyak.ae/channels/islamia...award_2006.php(1/841)
وأما المراتب الأخرى كالآتي :
1- الدورة السابعة فاز الليبي وليد علي محمد النائحي بالمرتبة الثانية
http://www.quran.gov.ae/content/view/54/79/lang,arabic/ وكان يستحق المرتبة الأولى لولا خطأ ارتباك في سورة النبأ ولكن للأسف التسجيل الموجود أسفل الصفحة لا يعمل عندي فمن استطاع أن يحصل عليه فالينشره
2- الدورة الثالثة فاز الليبي يوسف محمد الناجح بالمرتبة الخامسة
http://www.quran.gov.ae/content/view/34/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل للأسف
3- الدورةالتاسعة فاز الليبي أحمد ناجي الرحال بالمرتبة السادسة
http://www.quran.gov.ae/content/view/88/79/lang,arabic/ وتسمعون قراءته الطيبة في قراءات اليوم الحادي عشر أسفل الصفحة
4- الدورة الرابعة إبراهيم محمد كشيدان بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/content/view/57/79/lang,arabic/ لا يوجد تسجيل
5- الدورة الخامسة اسماعيل محمد أمحمد عبدالمجيد بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/content/view/56/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
6- الدورة السادسة ابوبكر بلال الأمين الحيوني بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/content/view/55/79/lang,arabic/ للأسف التسجيل الموجود أسفل الصفحة لا يعمل عندي فمن استطاع أن يحصل عليه فالينشره
وأخيرا لا يسعني إلا أطلب من كل من قرأ هذا الخبر ودخل السرور إلى قلبه أن يدعو الله من قلبه : اللهم يا منزل الفرقان ويا حافظ القرآن اللهم احفظ المسلمين في ليبيا كما حفظوا كتابك العزيز ، اللهم فرّج بالقرآن الكريم همومهم وغمومهم ، اللهم انزل عليهم رحمتك وارزقهم من الطيبات ، اللهم اجعلهم عاملين بكتابك العظيم ونوّر به قلوبهم وبلادهم ، وتجاوز به عن سيئاتهم ، اللهم اجعلهم من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين .
ملاحظات :(1/842)
1- أرجو من كل الإخوة نشر هذه البشرى بالبريد وفي كافة المنتديات ، ومن كان عنده معلومات مفيدة عن هؤلاء المتسابقين أو عن حفظ القرآن في ليبيا فله الحق في الإضافة والتعديل
2- أطلب من كل أخ ليبي في داخل ليبيا أو خارجها( ممن يصلون بالناس في دول العالم ) ويستطيع الوصول لهؤلاء القراء خاصة أو أي قارئ ليبي أن يقوم بتوثيق قراءته وتسجيلها ونشرها على الشبكة العالمية حتى نتمكن من انشاء موقع موثق للحفاظ الليبين بأصواتهم التي شهد لها العالم كله بالإتقان والصحة ، وأنتم ترون كثيرا من القراء المنتشرة تسجيلاتهم على الشبكة بشكل كبير وهم أقل بمراحل من هؤلاء الحفاظ الليبين فهم أجدر أن تنشر قرائتهم
والدال على الخير كفاعله
وجزاكم الله خيرا
أخوكم أبو عبد الله
منقول.....
---
عائشة
10-25-2006, 11:53 PM
بارك الله لهم وزادهم نوراً وهدى....................... فهذا شرف والله عظيم
---
نورة
10-26-2006, 12:09 AM
هنيئا لأهل القرآن
اللهم لاتحرمنا أجرهم
---
(1/843)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > جديد فضيلة الشيخ د /عبد الكريم بن عبد الله الخضير ....حفظه الله
---
جديد فضيلة الشيخ د /عبد الكريم بن عبد الله الخضير ....حفظه الله
---
احمد بن حنبل
07-03-2004, 06:57 PM
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الخامسة
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
وذلك بشرح
منظومة البيقونية في مصطلح الحديث
في جامع (( خادم الحرمين الشريفين )) في مدينة حائل
ابتداءا من يوم السبت 15/5/1425 حتى يوم الإثنين17/5/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط : http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار : ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني : kdeer15@hotmail.com
---
(1/844)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ترجمة شيخنا المقرئ الدكتور شعبان إسماعيل
---
ترجمة شيخنا المقرئ الدكتور شعبان إسماعيل
---
نورة
10-04-2006, 07:48 AM
* هو شيخنا الشيخ المقرئ شعبان محمد إسماعيل
*ولد في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية سنة 1359 هـ 1939م
*حفظ القرآن الكريم وجوّده, ثم التحق بالأزهر فدرس في معهد القراءات حتى حصل على شهادة (التخصص) في القراءات وعلوم القرآن
*ثم التحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر فحصل على (الإجازة العالية) في الدراسات الإسلامية والعربية ثم على الماجستير والدكتوراه في أصول الفقه
*عمل مدرسا للتجويد والقراءات بالمعاهد الأزهرية ثم بكلية الدراسات الإسلامية والعربية –جامعة الأزهر- حتى وصل الى درجة أستاذ ورئيس لقسم الشريعة الإسلامية
*أعير للعمل ببعض الجامعات الإسلامية في المملكة العربية السعودية و والسودان وقطر
*عمل عضوا في لجنة مراجعة المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ولجنة موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر
*أشرف على العديد من الرسائل العلمية (الماجستير والدكتوراه ) كما شارك في بعض المؤتمرات العلمية داخل جمهورية مصر العربية وخارجها
*قرأ عليه العديد من حفظة القرآن الكريم بالقراءات السبع والعشر وبالأخص رواية حفص عن عاصم
*يعمل حاليا أستاذا مشاركا بقسم القراءت مرحلة الدراسات العليا , جامعة أم القرى
*له العديد من الكتب والبحوث في التفسير وعلوم القرآن والقراءات والسنة والثقافة الإسلامية والفقه والأصول منها :
أ- الكتب والبحوث
1-المدخل لدراسة القرآن والسنة والعلوم الإسلامية, دار الأنصار, القاهرة
2-المدخل إلى علم القراءات ,دار سالم ,مكة المكرمة
3-الأحاديث القدسية ومنزلتها في التشريع, دار المريخ ,الرياض(1/845)
4-الثقافة الإسلامية في ضوء القرآن والسنة, دار المريخ ,الرياض
5-مصادر التشريع الإسلامي وموقف العلماء منها, دار المريخ, الرياض
6-أصول الفقه تاريخه ورجاله, دار السلام ,القاهرة
7-من خصائص الرسول وشمائله ,دار المريخ ,الرياض
8-القراءات أحكامها ومصادرها, رابطة العالم الإسلامي ,مكة المكرمة
9-رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة, دار السلام ,القاهرة
10-تهذيب شرح الإسنوي في أصول الفقه ,المكتبة الأزهرية للتراث
11-نظرية النسخ في الشرائع السماوية ,دار السلام ,القاهرة
12-قول الصحابي وأثره في الفقه الإسلامي, دار السلام, القاهرة
13-التشريع الإسلامي مصادره وأطواره, النهضة المصرية, القاهرة
14-دراسات حول القرآن والسنة, النهضة المصرية ,القاهرة
15-دراسات حول الإجماع والقياس ,النهضة المصرية, القاهرة
16-العبادة في الإسلام مفهومها وخصائصها ,الكليات الأزهرية
17-الإسلام وموقفه من الشرائع السابقة, دار الفكر, القاهرة
18-الدعاء المقبول شروطه وآدابه, المتنبي,الدوحة
19-الاستحسان بين النظرية والتطبيق, دار الثقافة ,الدوحة
20-الإمام الشوكاني ومنهجه في أصول الفقه ,دار الثقافة ,الدوحة
21-أصول الفقه الميسر, دار الكتاب الجامعي ,القاهرة
22-المدخل لدراسة أصول الفقه, الفيصلية, مكة المكرمة
23-حجية خبر الآحاد في العقيدة, القاهرة
24-الاجتهاد الجماعي ودور المجامع الفقهية في تطبيقه, دار البشائر الإسلامية ودارالصابوني
25-مع القرآن الكريم في رسمه وضبطه وأحكام تلاوته ,تحت الطبع
26-علوم القرآن نشأته وأطواره, تحت الطبع
27-الجهاد في الإسلام أحكامه وأهدافه, تحت الطبع
ب- التحقيق
1-معراج المنهاج شرح منهاج الوصول للجزري القاهرة
2- تفسيرالجلالين ,الشمرلي, القاهرة
3-الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي وولده ,الكليات الأزهرية
4-تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر, الكليات الأزهرية(1/846)
5-شرح مختصر المنار في أصول الفقه للكوراني, دار السلام القاهرة
6-إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني, دار السلام, القاهرة
7-إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر للدمياطي, الكليات الأزهرية
8-الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي جعفر النحاس ,عالم الفكر بالقاهرة
9-العقد الفريد في فن التجويد للشيخ أحمد علي صبرة, المكتبة الأزهرية للتراث
10-روضة الناضر وجنة المناظر لابن قدامة,المكتبة المكية
11-نهاية السول في شرح منهاج الوصول للإسنوي, دار ابن حزم
12-هداية الراغب لشرح عمدة الطالب للشيخ عثمان بن أحمد النجدي, مكتبة إحياء التراث الإسلامي, مكة المكرمة
حفظ الله لنا شيخنا المقرئ
وجزاه عنا خير مايجزي والد عن ولده
---
إبراهيم الجوريشي
10-04-2006, 01:00 PM
جزاكم الله خيرا على هذه الترجمة
ونود ان تذكروا لنا شيوخ الشيخ في القراءات الذي أجازوه وأخذ عنهم
بارك الله فيكم
---
الجكني
10-04-2006, 02:34 PM
جزاك الله خيراً أختي "الأستاذة" فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه لشيوخنا ،وإن كان لي من تعليق فهو إضافة أنني ممن تشرفت بأن ناقشني الشيخ حفظه الله في رسالتي للدكتوراة والتي كانت بعنوان " منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول" في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أعزها الله 0
جعلنا الله ممن يوفي للأشياخ حقوقهم 0
---
أبو عمار المليباري
10-05-2006, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . ومن كتب الشيخ : ملخص أحكام التجويد : دار الأنوار للطباعة ، 1399هـ .
---
نورة
11-28-2006, 09:31 PM
جزاكم الله خيرا على هذه الترجمة
ونود ان تذكروا لنا شيوخ الشيخ في القراءات الذي أجازوه وأخذ عنهم
بارك الله فيكم
قال الشيخ –حفظه الله- التحقت بمعهد الأزهر في القاهرة عام 1952م فدرست العلوم الشرعية والعربية, وتلقيت القراءات وعلوم القراءات على عدد من العلماء الأجلاء:(1/847)
فتلقيت القراءات السبع من طريق الشاطبية والقراءات الثلاث من طريق الدرة على عدد من المشايخ منهم: الشيخ محمد سليمان صالح, والشيخ عبدالله الفقاعي, قرأت عليهما بعض القرآن وأجازاني ببقيته.
وقرأته كاملا على الشيخ محمد إسماعيل الهمداني, وأخبرني أنه قرأ على الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات رحمه الله- الآتي سنده.
ثم قرأت القراءات العشر من طريق طيبة النشر للإمام ابن الجزري على الشيخ أحمد المرى - رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ القرآن كله من طريق الطيبة على الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات, وهو عن الشيخ عبد الفتاح هنيدي , وهو عن شيخ الإقراء بمصر الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالمتولي, وهو عن الشيخ أحمد الدري التهامي, وهو عن الشيخ محمد بن أحمد المعروف بـ(سلمونة), وهو عن شيخه السيد إبراهيم العبيدي, وهو عن الشيخ عبد الرحمن الأجهوري, وهو عن الشيخ أحمد البقري, وهو عن شيخ قراء مصر الشيخ محمد قاسم البقري, وهو عن الشيخ عبد الرحمن اليمني, وهو عن الشيخ أحمد عبد الحق السنباطي, وهو عن الشيخ شحاذة اليمني, وهو عن الشيخ ناصر الدين الطبلاوي, وهو عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري, وهو عن شيخ شيوخ وقته: أبي النعيم رضوان العقبي, وهو عن الحافظ شيخ القراء وخاتمة المحققين الشيخ ابن محمد بن محمد بن يوسف الجزري,(1/848)
وهو قد تلقى عن مشايخ كثيرين منهم: الشيخ أبو المعالي محمد بن علي بن حسنين, والشيخ أبو عبد الرحمن أحمد بن علي البغدادي, وهو عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصري, المعروف بالصائغ, وهو عن شيخ إقراء مصر في زمنه الشيخ أبي الحسن علي بن شجاع, المعروف بالكمال الضرير, وهو عن الإمام أبي القاسم الشاطبي, وهو عن الشيخ علي بن هذيل الأندلسي, وهو عن أبي داوود سليمان بن نجاح, وهو عن الحافظ أبي عمرو الداني, وهو عن الحسن طاهر بن غلبون, وهو عن أبي الحسن الهاشمي الضرير, وهو عن أبي العباس الأشناني, وهو عن أبي محمد عبيد بن الصباح, وهو عن حفص, وهو عن عاصم الكوفي,
وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي, وأبي مريم زر بن حبيش, وأخذ عبد الرحمن السلمي, عن عثمان بن عفان, عن علي, وأبي بن كعب, وزيد بن ثابت, وعبد الله بن مسعود, وأخذ زر بن حبيش عن عثمان وابن مسعود-رضي الله عنهم جميعا.
وأخذ الصحابة-رضي الله عنهم جميعا- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- وأخذ النبي –صلى الله عليه وسلم- عن أمين الوحي, سيدنا جبريل –عليه السلام- وهو عن رب العزة جل ثناؤه.
كما قرأت بعض القرآن من طريق طيبة النشر على بعض المشايخ, وأجازوني بالباقي, منهم:
1- الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات –رحمه الله- بسنده المتقدم
2-الشيخ عامر السيد عثمان –رحمه الله0 وهو على الشيخ همام قطب ابن عبد الهادي, وهو على الشيخ سبيع بن عبد الرحمن وهو على الشيخ حسن الجريس الكبير, وهو على الشيخ أحمد الدري الشهير بالمتولي بسنده المتقدم في سند الشيخ الزيات.
3- الشيخ إبراهيم بن علي بن علي بن شحاته السمنودي –أطال الله بقاءه- وهو عن الشيخ خليل الجنايني, وهو عن الشيخ المتولي بسنده المتقدم.
4- درست القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب, وكذلك عد الآي, على الشيخ عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي , وهو على الشيخ همام قطب عبد الهدي بسند المتقدم.(1/849)
انظر كتابه (المدخل إلى علم القراءات151-153)
---
الجكني
11-28-2006, 09:55 PM
جزاك الله خيراً وأسعدك أختي "الأستاذة" ويجدر التنبيه على سبق القلم في العلم"أبي العباس الأشناني" تلميذ أبي عبيد بن الصباح ،حيث كتب الاسم "الأشناقي" بالقاف 0
وأيضاً :سقطت كلمة (عن) بين الشاطبي وشيخه ابن هذيل 0
وأيضاً "الكمال الضرير" وليس "الكامل"
---
عبدالرحمن الشهري
11-30-2006, 10:03 AM
جزاكم الله خيراً .
تم تصحيح ملحوظات الدكتور السالم في المشاركة رقم 5
---
أحمد بزوي الضاوي
11-30-2006, 11:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ،و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ،وعلى آله وصحبه أجمعين .
الإخوة الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فإني أشكر للأستاذة الفاضلة هذا العمل الذي ينم عن خلق عظيم ، ذلك أن إكرام المشايخ و إعزازهم ، وتنزيلهم المنزلة التي يستحقيونها لهو من مكارم الأخلاق ، ودليل الوفاء والاعتراف بالجميل. وأعتقد أن العمل على التعريف بهم وبجهودهم هو تكريم للعلم و العلماء .وهو أبسط حقوق شيوخنا ـ أكرمهم الله ـ ، وإني لأدعو من هذا المنبر الإخوة الأفاضل إلى المبادرة إلى التعريف بشيوخهم ، وذلك حتى يصبح هذا الموقع دليلا للتعريف بهم و بمجهوداتهم .
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه ، وجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
نورة
11-30-2006, 01:34 PM
تم تصحيح ملحوظات الدكتور السالم في المشاركة رقم 5
جزاكم الله خيرا
وأحسن إليكم
---
(1/850)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > بحوث علميّة قيمة وجديدة " للتحميل "
---
بحوث علميّة قيمة وجديدة " للتحميل "
---
مسك
04-06-2005, 01:21 PM
تم نسخها من بعض المواقع ...
رعاية المصلحة في الوقف الإسلامي للشيخ عبدالله بن بيه (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1723)
استثمار الوقف وطرقه القديمة والحديثة لـ علي محيي الدين القرة داغي (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1722)
تتبع الرخص لـ الشيخ هشام السعيد (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1721)
الرقى الشرعية ووسائلها هل هي توقيفية أم اجتهادية للشيخ صالح العبيد (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1720)
حكم عزف الموسيقى وسماعها للدكتور سعد العتيبي (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1719)
أحكام السرقة المتعلقة بالسيارات لـ حسين الشهراني (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1718)
الإذن في إجراء العمليات الطبية أحكامه وأثره للشيخ هاني الجبير (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1717)
أحكام تبادل الهدايا والتهاني للشيخ رياض المسيميري (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1716)
---
أبو مهند النجدي
04-16-2005, 02:01 PM
أخي كلها قديمة وأغلبها في موقع المشكاة
---
(1/851)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أول وأكبر مكتبة عربية الكترونية (مجانية)+ مواقع مفيدة.
---
أول وأكبر مكتبة عربية الكترونية (مجانية)+ مواقع مفيدة.
---
ابو حنيفة
11-11-2004, 11:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تحية طيبة لاخواني في ملتقى اهل التفسير ، و أسأل الله لي ولكم التوفيق والفلاح في الدنيا والاخرة....
هذه هدايا لرواد الملتقى عبارة عن ثلاثة مواقع مفيدة:
1/ أول وأكبر مكتبة عربية الكترونية (مجانية)
http://www.fiseb.com/fiseb
2/موقع روح الاسلام ( منوع للصوتيات ،والمقالات ، وتحميل برامج كتب الحديث والتفسير والفتاوى
http://www.islamspirit.com
3/موقع صحاري الاسلام(للصوتيات والمرئيات النادرة)
http://www.sohari.com
* أرجوا منكم الدعاء *
---
الجندى
11-12-2004, 01:43 AM
بارك الله فيك على هذه المشاركة القيمة .
---
(1/852)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أربعة أسئلة
---
أربعة أسئلة
---
حسن الكبهي
10-08-2003, 04:33 PM
أرجو ممن لديه العلم إجابتي على:
1- ما رأي أهل العلم في تفسير محاسن التأويل للقاسمي ؟
2- كم بلغ عدد تفاسير القرآن الكريم الذي وصل إلينا؟ وكيف نستفيد من تنوع وكثرة هذه التفاسير؟
3-هل ينصح لمن كان قادراً من أهل العلم على اخراج تفسير جديد؟ أم ينصح أن يعمل شيئا في التفاسير الموجودة تهذيباً أو تصحيحاً أو اختصاراً أو تقريباً أو غيرها ؟
4- ما هو رأيكم في ماهية حاجة علم التفسير في هذا الوقت؟ هل هي إضافة تفسير جديد؟ أم خدمة الوسائل المفسرة للقرآن؟ أم عمل الموسوعات فيه ؟ أم الاعتناء بالجمع؟ أم غيرها ؟
ونسأل الله أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شر أنفسنا.
---
عبدالرحمن الشهري
10-08-2003, 04:46 PM
أخي الحبيب حسن الكبهي وفقه الله لكل خير.
إجابة السؤال الأول :
سبق الحديث حول تفسير القاسمي في المتلقى على هذا الرابط.
طلب التعريف بتفسير القاسمي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=36) .
إجابة السؤال الثاني :
لا أحد يستطيع حصر عدد التفاسير التي وصلت إلينا لتعذر ذلك. ولكنها تزيد عن الألف فيما أظن ولا أحقق. وأما كيفية الاستفادة من تنوعها فذلك باب طويل من العلم ، واختصاره أنه يجب على طالب العلم أن ينتقي أفضلها ، ويأخذ أحسن ما فيها ، وللانتقاء منهج لا بد من تعلمه وإتقانه ، وهو مبسوط في مظانه من كتب علوم القرآن ومناهج المفسرين وأصول التفسير.
أرجو من الإخوة التكرم بإكمال الإجابات وفقهم الله.
---
(1/853)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال في الصوم يتكرر من الكثير
---
سؤال في الصوم يتكرر من الكثير
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
11-18-2006, 07:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال في الصوم يتكرر من الكثير
سائل يسأل ويقول : بدأت الصيام مع مصر يوم الأحد وسافرت إلى العمرة وفطرت في السعودية فما ذا يلزمني ؟؟
الجواب : يلزمك قضاء يوم لأنك لم تصم ثلاثين يوماً ، والسعودية التي فطرت معها أكملت صيام ثلاين يوماً ، وكذلك بلدك الذي بدأت فيه الصيام أكمل صيام ثلاثين يوماً فلا بد لك من إكمال صيام ثلاثين يوماً مثل البلد الذي أفطرت فيه وقد صام قبلك يوماً فتقضي ذلك اليوم ، وأما من رأى أنه يكتفي بصيام تسعة وعشرين يوماً وليس عليه قضاء لأنه صام تسعة وعشرين يوماً فلا وجه له لأن الشهر تسعة وعشرون باعتبار الرؤية وليس باعتبار العدد فمثلاً لو أن شخصاً نذر أن يصوم شهراً فصام من بداية الشهر ففي هذه الحالة العبرة بالرؤية سواء في تسعة وعشرين أو ثلاثين ، وأما من لم يصم من بداية الشهر فلا بد أن يكمل العدة ثلاثين يوماً والله أعلم .
---
(1/854)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تعليقات الشيخ عبد الله الجديع على مقال أسانيد التفسير للدكتور مساعد الطيار
---
تعليقات الشيخ عبد الله الجديع على مقال أسانيد التفسير للدكتور مساعد الطيار
---
أبو صفوت
06-28-2005, 09:36 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد كتب الدكتور الفاضل مساعد الطيار حفظه الله مقالا حول أسانيد التفسير وكيفية التعامل معها فقرأت المقال وراسلت الشيخ الفاضل عبد الله الجديع حفظه الله وطلبت منه رأيه في هذا الموضوع وأرسلت إليه رابط مقال الدكتور مساعد فقرأ الشيخ المقال وأرسل إلي بتعليقاته فأرسلت بها للدكتور مساعد فسر بها وأشار إلى أنه استفاد منها وقال إن تعليقاته نفيسة وفيها فائدة وخير كثير وأكد الشيخ مساعد علي في ضرورة نشرها لتعم الفائدة ولعل بعض الأعضاء يشارك بما يفيد.
فأسأل الله أن يحفظ الشيخين ويبارك في علمهما وينفع بهما وهذ هو رابط كلام الدكتور مساعد
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=244&highlight=%C3%D3%C7%E4%ED%CF+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1
وهذه تعليقات الشيخ الجديع على المقال دون زيادة أو نقص
بسم الله الرحمن الرحيم
ملاحظات على مقال منشور في موقع (ملتقى أهل التفسير) باسم الشيخ الفاضل مساعد الطيار ومعنون بـ(صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما).
أقول أولاً وقد قرأت المقال:
صوَّر الشيخ الكريم النظر في أمر أسانيد التفسير ونقدها بين المعاصرين والسابقين، أن المعاصرين يتشددون، والسابقين لم يكونوا كذلك.(1/855)
وأقول: إن عنى بالمعاصرين من اعتنى بعلم التفسير فهؤلاء فيما أعلم يستقون من جميع ما قيل قبلهم دون مراعاة للأسانيد أصلاً حتى في المرفوع في كثير من الأحيان. وإن عنى من تعرض لدراسة أسانيد التفسير فهذا ينقدها من جهة الأسانيد بحسب الصناعة الحديثية، دون التعرض غالباً إلى شأن الاعتداد بها أو عدمه في فهم القرآن، كصنيع الشيخ المحقق أحمد شاكر في نقد أسانيد "تفسير الطبري" مثلاً، ومن إخواننا الشيخ العالم سعد الحميد في تعليقه على القطعة التي نشرها من "سنن سعيد" في التفسير، والشيخ الفاضل حكمت بشير، وغيرهم.
والصناعة الحديثية تأبى أن تجعل جويبراً مثلاً ثقة، والضحاك عن ابن عباس متصلاً، هذا ما لا يصح في العلم بعد ثبوت ضده، وإنما أن يكون التسهيل في قبول تلك الأخبار واستعمالها فهذا باب آخر.
والواقع أن الجميع إذا جاء مقام التمحيص والاستدلال لا يقبل إلا ما يدل عليه عنده النظر الصحيح.
وهذه ملاحظات بدت لي حول مقال الشيخ الطيار وفقه الله:
قال: (والظاهر أن الاستفادة من هذه المرويات، وعدم التشدد في نقدها إسنادياً هو الصواب) ثم استدل لذلك بوجوه هي باختصار كالتالي:
1 - أنه لا يكاد يوجد مفسر اطرح هذه الروايات جملة بل قد يطرح بعضها لعدم صحتها عنده.
وأقول: هذا صحيح، وهو دليل على أن القبول عندما وقع فلمعنى لا يؤثر فيه جرح الناقل، كموافقة لأصل اللسان مثلاً، أو موافقة للدلالات العامة للقرآن، أو لمقاصد الدين، أو لكلام آخرين وبيانهم من المفسرين، فهو معتضد، لكنه ربما رده في حال أخرى.
وهذا القول من الشيخ ذاته دليل على أن نقد الرواية في التفسير كان مستعملاً عند أولئك المفسرين.(1/856)
وإن كان التمثيل الذي مثل به كان غيره أولى منه، لأنه لا يصح أن يجعل من طريقة ابن مردويه مثلاً مقياساً لمنهج المفسرين حين وقع من مثله إيراد روايات هذا الإسناد، فمعروفٌ أن تفسير الكلبي كبير تندر آية لم يحك عنه فيها شيء، وترى ابنَ جرير لم يورد عنه إلا الحرف بعد الحرف، وفي أكثر ما يورده أن يكون قوله تابعاً، أو مرجوحاً عندَ ابنِ جرير، وهذا ابن أبي حاتم وهو أدق نظراً في الاختيار قد جانب تفسير الكلبي، فالتمثيل به ضعيف يبالغ في تسهيل شأنه، وحين سئل أحمد بن حنبل عنه قال: "من أوله إلى آخره كذب. فقيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا". ويحيى بن معين كان يقول: "كتاب ينبغي أن يدفن". فتأمل!
إنما يصلح له التمثيل بروايات عطية العوفي والضحاك بن مزاحم وابن أسلم، وشبهها.
2 – ذكر أن المفسرين اعتمدوا اعتمادًا واضحًا على هذه المرويات، سواءً أكانوا من المحررين فيه كالإمام الطبري وابن كثير، أم كانوا من نَقَلَةِ التفسير كعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. وهؤلاء قد أطبقوا على روايتها بلا نكير، مع علمهم التام بما فيها من الضعف. ولا يقال كما قد قال من قال: إن منهج الإمام الطبري في هذه الروايات الإسناد" إلخ.
وأقول: جملة مسلمة في صدرها، نعم خرجوا أو أوردوا تلك المرويات من قبيل ما سبق التمثيل به لا من قبيل روايات الكلبي التي ندر تخريجها أو عُدم في هذه الكتب، إنما هي الروايات التي تعود علل أسانيدها إلى الضعف من قبل الحفظ تارة كتفسير عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، وعطيَّة العوفي، أو من جهة الإرسال كتفسير الضحاك وعلي بن أبي طلحة. أما القول: (مع علمهم التام بضعفها) ففي هذا نظر أن يطلق في حق جميعهم دون تنصيص أو وقوف بين على عباراتهم المفيدة للعلم، فيمكن تسليم أن يكون الشأن كذلك في ابن أبي حاتم مثلاً، لكنه لا يسلم في عبد بن حميد الذي عرف عنه الحفظ ولم يعرف بالاعتناء بتمييز النقلة.(1/857)
كذلك العبارة الأخيرة التي حكاها الشيخ عن بعضهم في أن ابن جرير كان يسند، ومن أسند فقد أحالك. فهي صحيحة في شأن أسانيد ابن جرير، فإنه لا يخفى على ناظر في الكتاب معالج له أن ابن جرير لم يكن ينتهج نقد الأسانيد، إنما كان يذكر كل ما وقف عليه من مذاهب قيلت قبله في تفسير الآية أو النص، ويسندها إلى أصحابها، ثم ينقد الرأي لا ينقد السند، ويختار من بينها ما يرجحه بالنظر والاستدلال لنفسه، لأن العبرة عنده وعند غيره ممن يستعمل الآثار بالمعاني ودلالاتها، لذا فإنه يقبل المعنى الصحيح دون مراعاة النقل ولا من قاله ممن يجوز على قوله الخطأ والصواب؛ لذا فربما رجح الرأي المنقول بالإسناد الضعيف على الرأي المنقول بالإسنادِ الصحيح. والمقصود: أن الإسناد بالنسبة له كان غير معني أصلاً بالنظر والتحقيق. ولم يكن العلم بمنهج ابن جرير هذا محتاجاً إلى التنصيص عليه من قبله ليصح القول به؛ لوضوحه من كتابه.
3 – استدل الشيخ بما جاء عن بعض أئمة الحديث في التسهل في حكاية الضعيف، وهذا لست أطيل بالتعليق برأيي فيه، إذ يمكن أن يراجع في كتابي "تحرير علوم الحديث" (2/1108) وإنما أزيد هنا القول:
لا ينبغي أن ينازع الشيخ الطيار وفقه الله في أن التشديد في نقد أسانيد التفسير لا ينبغي أن يكون كما يطلب في نقد أسانيد الحلال والحرام، لكن ذلك مشروط باعتبار نسبة الضعف التي يلغي مثلها اعتبار روايات مثل مقاتل والكلبي في التفسير.
كما ينبغي أن يراعى أن التساهل في النقل والحكاية غير الاعتماد.(1/858)
وما حكاه عن الإمام يحيى القطان صواب في النقل عن هؤلاء وحكاية كلامهم، وليس فيه الاعتماد عليهم، وهؤلاء الممثل بهم في كلام يحيى ترك هو نفسه الرواية عن جميعهم، وإنما يعني أن بعض الأئمة كتب عنهم، والكتابة في مجردها ليست اعتماداً، فهذا الثوري كتب عن محمد بن السائب الكلبي ومع ذلك كان يقول: "عجباً لمن يروي عن الكلبي"، قال ابن أبي حاتم: فذكرته لأبي وقلت: إن الثوري قد روى عنه، قال: "كلا لا يقصد الرواية عنه ويحكي حكاية تعجباً فيعلقه من حضره ويجعلونه رواية عنه".
وأقول أيضاً: في عبارة يحيى القطان "هؤلاء لا يحمد حديثهم ويكتب التفسير عنهم" ما يدل على أن الذي يكتب إنما هو كلاهم هم في التفسير، لا ما يحدثون به عن غيرهم. وهذا لا إشكال فيه، فقد يكون فيه من البيان للقرآن من قبل المعتني به ما يزيل اللبس عنه، كما تعتمد مفردات اللغويين في بيان معانيه.
وليس من هذا سبب نزول، ولا قول لا يجري في مثله الاجتهاد، ولا رأي أفاد حكماً أو اعتقاداً، ولا رأي يحكى على خلاف الثابت، فهذا كله مقدوح فيه من جهة القدح في ناقله أو حاكيه، والمنقول منه بابه باب الحديث الذي يجانب فيه النقل عن هذا الصنف، وإن ذكر وجب ذكره مع البيان.
4 – ذكر الشيخ تفريق نقاد الحديث في شأن عدد من النقلة بين نقلهم للحديث واعتنائهم بعلم سواه، فيوثَّق أحدهم في فنه ويكون مجروحاً في الحديث مثلاً، وذكر أمثلة.(1/859)
وجميع ما ذكره لا ينازع في صحته حتى انتهى إلى ذكر ورش الراوي عن نافع، ثم قال: (فإذا كان ذلك واضحًا في علمِ القراءةِ، فإن علم التفسير لم يوجد له كتبٌ تخصُّ طبقات المفسرين وتنقدُ روايتهم على وجه الخصوصِ، بخلاف ما وُجِدَ من علم القراءة الذي تميَّزَ تميُّزًا واضحًا عند الترجمة لأحد القراء كما تلاحظُ في الأمثلة السابقةِ. ولذا لا تجد في الكلام عن المفسرين سوى الإشارة إلى أنهم مفسرون دون التنبيه على إمامتهم فيه وضعفهم في غيره كما هو الحال في نقد القراء، وإذا قرأت في تراجم المحدثين ستجد مثل هذه العبارات: (المفسر، صاحب التفسير).
وأقول: ثم مثل بأمثلة جميعها ليس فيها غير أن الشخص كان مفسراً أو صاحب تفسير، وهذا في التحقيق لا يدل على شيء مما قدم له الشيخ أن الشخص يكون غير قوي في الحديث مع ثقته وإتقانه في فن آخر، فمجرد وصف أحدهم بكونه كان صاحب تفسير لا يعني أكثر من كونه كان له مؤلف فيه، أو أنه نقله أو نقل صحيفة فيه عن غيره. وليس في هذا تعديل ولا من وجه من الوجوه في فن التفسير. نعم هي زيادة وصف له تعني اعتناءه بهذا الفن، لكن أين في هذا ما يفيد للاعتماد عليه؟ ما هذا إلا كما يقال في آخر: (صاحب تاريخ)، فهذا لا يغني في الاعتماد عليه في التاريخ دون النظر في أهليته.
5 – قال الشيخ: (ولعلَّ مما يبيح تساهل التعامل مع أسانيد المفسرين من جهة الإسناد أن كثيرًا من روايات التفسير روايات كتبٍ، وليست روايات تلقين وحفظٍ؛ لأنك لا تكاد تجد اختلافًا بين ما رواه نقلة هذه المرويات بهذه الأسانيد).(1/860)
وأقول: رواية الكتاب تحتاج إلى الثبوت كما تحتاجها رواية الحفظ سواء، والصحيفة إذا انتهت مثلاً إلى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فقد أتساهل مع أبي صالح كاتب الليث راويها وأقول روى كتاباً، وآخر لا يقبل في الأصل معاوية بن صالح، يتساهل معه في هذا لأنه كتاب، حتى يصل إلى علي بن أبي طلحة، فيقول: من أين له هذا عن ابن عباس، وهو لم يسمع منه؟ وكيف الصنيع بقول كقول أحمد بن صالح المصري حين سئل: "علي بن أبي طلحة ممن سمع التفسير؟ قال: من لا أحد"؟ أترى وجد تلك النسخة إن كانت كذلك عند آل ابن عبَّاسٍ؟ أم أخذها من بعض أصحابه؟ أم على قارعة الطريق؟ من بينه وبين ابن عباس فيها؟
والمقصود أن كونها نسخة لا يعطيها ميزة للقبول، إنما الكتاب الصحيح ميزة لقبول رواية من لم يكن متقن الحفظ إذا حدث منه، وليس هذا من ذاك.
6 – قال الشيخ: (اشتهر بعض هؤلاء الأعلام في التفسير إما رواية وإما دراية، ويجب أن لا ينجرَّ الحكم عليه في مجال الرواية إلى مجال الدراية، بل التفريق بين الحالين هو الصواب، فتضعيف مفسر من جهة الرواية لا يعني تضعيفه من جهة الرأي والدراية، لذا يبقى لهم حكم المفسرين المعتبرين، ويحاكم قولهم من جهة المعنى، فإن كان فيه خطأ رُدَّ، وإن كان صوابًا قُبِلَ. إذا تأمَّلت هذه المسألة تأمُّلاً عقليًّا، فإنَّه سيظهر لك أنَّ الرأي لا يوصف بالكذب إنما يوصف بالخطأ، فأنت تناقش قول فلان من جهة صحته وخطئه في المعنى، لا من جهة كونه كاذبًا أو صادقًا؛ لأن ذلك ليس مقامه، وهذا يعني أنَّك لا ترفضُ هذه الآراء من جهة كون قائلها كذابًا في الرواية، إنما من جهة خطئها في التأويلِ).(1/861)
أقول: هذا الكلام دقيق غاية، وحسن جداً، وأوافق الشيخ عليه دون تردد، لكني لا أقبل وصفه من بعدِ أن مثَّل بالكلبي ومقاتل في آخرين خير منهما من ضعفاء المفسرين: (هم من أعلام مفسري السلف) فهذا وصف لا يخلو من اعتبار القدوة، ووالله ما مثل الكلبي ومقاتل يصلحان ههنا.
ومثَّل الشيخ بمثال أخذه على الشيخ حكمت بشير، وهو مثال جيد، وأنا أوافق الشيخ الطيار على ما قال.
7 – هذه النقطة السابعة أوافق الشيخ الطيار على ما ذكر فيها في أنه لا ينبغي اطراح ما في كتب التفسير من النقل تشدداً في نقل الأسانيد، لكني أقول: فيما كان من قبيل ما ذكر في الفقرة السابقة، وممن لم يوصف بالكذب من الضعفاء.
فإننا نستغني عن كلام مقاتل والكلبي ونستفيد من كلام سائر من حكي عنه التفسير من السلف، والثقات فضلاً عن الضعفاء فيهم كثر، فأين تفسير مجاهد؟ وأين الأسانيد الثابتة عن ابن عباس؟ وأين تفسير السدِّي؟ في ذلك تركة كبيرة وخير كثير. وهذا ابن جرير ما أعظم تفسيره، وما أقل ما أخرجه لصنف الكلبي؟
كذلك يجب اعتبار الفصل بين تفسير أحدهم، وبين نقله، فالنقل تجري فيه قواعد النقد، ويمكن أن يقع فيه التسهل، لكن بالنظر إلى ما يرجع إليه نوع ذلك النقل، فإن كان منتهاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفد حكماً جرت فيه شروط التخفيف في رواية الضعيف، وإن أفاد حكماً فلا والله حتى يثبت النقل دون شبهة، وإن انتهى إلى الصحابة كابن عباس وغيره فلا يخلو من أن يكون بيان لفظ فلا إشكال في قبوله ويكون من قبيل الرأي، وإن كان سبب نزول ولم يفد حكماً أمكن التسهل فيه، أما إن كان مثله لا يقال بالرأي فحكمه حكم الحديث المرفوع.
فهذا إن أتينا عليه على هذا الوجه خلص لنا منه تفسير كبير لكتاب الله، وهو الذي نجده في المأثور بحمد الله.
ثم ما ذكره الشيخ حتى الفقرة العاشرة في كلامه صحيح لا إشكال فيه.
هذه إشارات والله المستعان.
وكتب
عبدالله بن يوسف الجديع
في 17/4/1426(1/862)
الموافق 25/5/2005
---
عبدالرحمن الشهري
06-29-2005, 01:17 AM
بارك الله فيكم أخي الكريم أبا صفوت على هذه المراسلة والفوائد المتصلة التي تتحفنا بها . وجزى الله الشيخين الكريمين : الطيار والجديع خيراً على ما أفادا به من دقيق العلم ، ومتين القول في مسألة من أهم مسائل التفسير.
---
مساعد الطيار
06-29-2005, 11:11 AM
شكر الله لك سعيك أبا صفوت ، وشكر للشيخ الجديع هذه التعليقات المفيدة ، والموضوع ـ في نظري ـ لا زال يحتاج إلى تحرير أكثر ، وتنقيبٍ في تاريخ الرجال ، ونظر في طريقة تعامل المفسرين مع هذه المرويات ـ خصوصًا إذا كان ممن له عناية بالحديث ـ لنخرج بفائدة أكبر من جرَّاء مناقشة هذا الموضوع .
ولعل مشاركة الشيخ عبد الله الجديع تكون بداية لنقاش هذه القضية المهمة جدًّا .
والذي جعلني أكتب في الموضوع هو ما يقع من بعض من لهم عناية بالحديث في التشدد بنقد روايات التفسير ، ونقدها نقدًا فاحصًّا رواية رواية ، ويجعل ذلك هو منهج المحدثين ، ولا أحبُّ أن أذكر الأسماء لئن المقصد هنا بيان هذه القضية ، ولست إخاله يخفى على من قرأ في بعض الرسائل العلمية أو بعض الكتب التي ظهرت في التفسير أو في بعض مسائله ؛ لست إخاله يخفى عليه وجود هذا المنهج المتشدد .
بل لقد قابلت أساتذة في بعض الجامعات ، ودار النقاش حول هذه القضية ، كانوا يرون نقد مرويات التفسيركما تُنقد أسانيد الحديث ؛ لأنَّ في هذه المرويات بيانًا لكلام الله تعالى ، والموضع كما ترون بحاجة إلى مطارحات علمية كثيرة ، فلعل من له بصر ورأي في هذه القضية أن يشارك في تقويم هذه الأفكار .
تنبيهان :
الأول :قلت في كلامي : (( ولذا لا تجد في الكلام عن المفسرين سوى الإشارة إلى أنهم مفسرون دون التنبيه على إمامتهم فيه وضعفهم في غيره كما هو الحال في نقد القراء ، وإذا قرأت في تراجم المحدثين ستجد مثل هذه العبارات :( المفسر /صاحب التفسير) )) .(1/863)
وقد علق عليه الشيخ عبد الله حفظه الله بقوله : (( وليس في هذا تعديل ولا من وجه من الوجوه في فن التفسير. نعم هي زيادة وصف له تعني اعتناءه بهذا الفن، لكن أين في هذا ما يفيد للاعتماد عليه؟ ما هذا إلا كما يقال في آخر: (صاحب تاريخ)، فهذا لا يغني في الاعتماد عليه في التاريخ دون النظر في أهليته ))
وما قاله هو ما أذهب إليه ، وأرجو أن لا يكون فًهِم من كلامي الذي علَّق عليه أنني أرى أن مجرد وصفه بالمفسر يكون تعديلاً ، وإنما كنت واصفًا لحال أهل التفسير بأنهم في كتب التراجم يوصفون بهذه الأوصاف التي لا تدل على تعديل في مجال تخصصهم بخلاف ما وقع مع علماء القراءة الذين يُعدَّلون في مجال تخصصهم ويضعفون في مجال روايتعم للحديث ، هذا ما سقت الحديث من أجله .
الثاني : هناك رسالة علمية حول هذا الموضوع مقدمة في جامعة أم القرى ، يشرف عليها الشيخ الدكتور حاتم بن عون الشريف ، وإن شاء الله أنها ستفيد في هذا الموضوع المهم .
---
أبو عمار المليباري
07-13-2005, 01:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ / مساعد الطيار وفقه الله
أقترح يا شيخنا أن ترفعوا مقالكم إلى الشيخ فضيلة الشيخ العلامة حاتم الشريف حتى يبدي رأيه ، لأنه حسب علمي له قدم راسخة في علوم الحديث وخاصة في مثل هذه القضايا الدقيقة.
والسلام عليكم .
---
مساعد الطيار
07-14-2005, 06:27 AM
الشيخ الكريم أبا عمار حفظك الله
الشيخ حاتم ـ رفع الله قدره ـ على اطلاع بهذا الموضوع ، وقد تدارسته معه ، وهناك اتفاق على أصل القضية ، وإن كان أعمق مني في هذه المسألة ، وأتمنى لو طرح رأيه فيها بالتفصيل ، كما أتمنى أن يطرح الآخرون الذين يرون التشدد في روايات التفسير أراءهم ، ليكون النقاش العلمي في هذه المسألة أكثر ثمرة .
ولعلي أرفع رغبتك إلى الشيخ حاتم إن شاء الله تعالى ، وأتمنى أن يستجيب لذلك .
---
مساعد الطيار
07-15-2005, 05:24 PM(1/864)
فائدة تتعلق بهذا الموضوع من كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي ( 2 : 194 )
قال الخطيب البغدادي ( ت : 463 ) : (( أنا محمد بن الحسين القطان أنا دعلج بن أحمد أنا محمد بن علي ابن زيد الصائغ أنا سعيد بن منصور حدثهم قال نا هشيم أنا العوام بن حوشب نا ابراهيم التميمي قال خلا عمر بن الخطاب ذات يوم فجعل يحدث نفسه فأرسل الى ابن عباس قال كيف تختلف هذه الأمة وكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة قال ابن عباس يا امير المؤمنين إنما انزل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيم نزل وإنه يكون بعدنا أقوام يقرأون القرآن ولا يعرفون فيم نزل فيكون لكل قوم فيه رأي فإذا كان لكل قوم فيه رأي اختلفوا فإذا اختلفوا اقتتلوا فزبره عمر وانتهره فانصرف ابن عباس ثم دعاه بعد فعرف الذي قال ثم قال إيه اعد علي
وهذا كله يدل أن التفسير يتضمن أحكاما طريقها النقل فيلزم كتبه ويجب حفظه
إلا أن العلماء قد احتجوا في التفسير بقوم لم يحتجوا بهم في مسند الأحاديث المتعلقة بالأحكام وذلك لسوء حفظهم الحديث وشغلهم بالتفسير فهم بمثابة عاصم بن ابي النجود حيث احتج به في القراءات دون الأحاديث المسندات لغلبة علم القرآن عليه فصرف عنايته اليه
1588 - أنا محمد بن أحمد بن يعقوب أنا محمد بن نعيم الضبي نا ابو 158ب العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو نا أحمد بن سيار قال سمعت ابا قدامة يقول قال يحيى بن سعيد تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث ثم ذكر ليث بن أبي سلم وجويبر بن سعيد والضحاك ومحمد بن السائب وقال هؤلاء لا يحمد أمرهم ويكتب التفسير عنهم ))
---
أبو حسن
09-22-2005, 02:52 PM
نسأل الله لكم التوفيق
---
(1/865)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موازنة بين كتاب ( شواهد القرآن ) وكتاب التفسير البياني .
---
موازنة بين كتاب ( شواهد القرآن ) وكتاب التفسير البياني .
---
العتيق
11-03-2004, 03:24 AM
مقارنة بين كتاب ( شواهد القرآن ) وكتاب التفسير البياني .
كتاب ( شواهد القرآن ) للعلامة أبي تراب الظاهري رحمه الله , من الكتب التي اعتنت ببيان مفردات ألفاظ الكتاب العزيز من الناحية اللغوية , وقد جعل الأصل الذي ينطلق منه في بحثه وتأليفه : سؤالات نافع الأزرق لابن عباس رضي الله عنهما . وهذا مشابه لعمل عائشة بنت الشاطئ في كتابها التفسير البياني . غير أن أخص الفروق بين هذين الكتابين هو أن كتاب شواهد القرآن ينطلق في بحثه من منطلق لغوي بحت فيتعرض للشواهد الشعرية , وتصرفات اللفظ في اللغة , مع عنايته بالجمع والمقارنة بين معلومات الكتب اللغوية .
بخلاف كتاب التفسير البياني الذي يعنى بالدرجة الأولى بمعاني المفردات القرآنية , والفروق اللغوية , مع تلمس المناسبات السياقية في اختيار المعاني .
أتمنى من الأخوة الأعزاء التعليق على هذه الأسطر . وبيان منهج الشيخ أبي تراب رحمه الله في كتابه هذا , أسأل الله ألا يحرمني وإياكم الأجر .
وأخيراً أيها الأحبة لقد بحثت عن كتاب " شواهد القرآن " فلم أجده إلا في بعض المكتبات العامة . فأين أجده بارك الله فيكم ؟
---
عبدالرحمن الشهري
11-03-2004, 04:08 AM
بارك الله فيك أخي العزيز .(1/866)
أما كتاب أبي تراب رحمه الله فكما تفضلتَ ينطلق من منطلق معجمي لغوي ، هو أشبه بكتب المعاجم كلسان العرب ، وتاج العروس ونحوها. ولذلك لم يتوقف الشيخ أبوتراب عند دراسة صحة مسائل نافع بن الأزرق من عدمها من حيث الإسناد ، وإنما درسها لغوياَ ، واستقصى كلام المعاجم على جذور المواد في المسائل. وكأنه يسلم بكل ما ورد في المسائل المنسوبة لابن عباس رضي الله عنهما. هذا في الجزء الأول منه فقط ، أما الجزء الثاني فقد بدأه بترتيب المواد دون التقيد بمسائل نافع التي فرغ منها في الجزء الأول . ولا أدري هل الجزء الثالث تحت الطباعة أم لا ولو اكتمل عمله هذا لأربى على كل كتب غريب القرآن المتقدمة . رحم الله
وأما الدكتورة بنت الشاطي رحمها الله فقد شابهت أبا تراب في عدم توقفها عند مسألة صحة المسائل من عدمها ، غير أنها نظرت للمسائل من طريق أخرى وهي الموازنة بين اللفظة التي وردت في الآية المسؤول عنها والشاهد الشعري ، وحاولت أن توظف السياق في استخراج معنى اللفظة في الموقفين . وخرجت بنتيجة مفادها أنه لا يستشهد بالشعر في تفسير القرآن إلا من باب الاستئناس في مواطن كثيرة من القرآن لأن الألفاظ القرآنية قد اكتست معاني جديدة لم تكن معروفة للعرب قبل القرآن. وهي تشير إلى ما يسمى بالألفاظ الإسلامية الذي أرجو أن أطرح موضوعاً مطولاً عنه في الملتقى إن شاء الله. وقد أجادت في بحثها في الجملة رحمه الله.
وقد درست مسائل نافع بن الأزرق دراسة مطولة من جوانبها في بحثي للدكتوراه وأرجو أن ييسر الله نشرها .
وأما كيفية الحصول على كتاب أبي تراب الظاهري فيمكنك ذلك بمراسلة النادي الأدبي بجدة فهو الذي طبع الكتاب وهاتفهم 026834663 ، أو بريدهم 5919 جدة 21432
---
العتيق
11-19-2004, 10:50 PM
شيخي الفاضل و أخي الحبيب عبد الرحمن الشهري ..... حفظه الله ورعاه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد(1/867)
أسأل الله تعالى أن يتقبل صالح أعمالنا , ويتجاوز عن سيئاتنا , وأن ينعم علينا بالصحة والعافية , والأمن والأمان , وأن يعز دينه , وأن ينصر جنده .
أخي الحبيب : لقد سعدت جداً بقراءة ردك , فأحمد لك أولاً هذا التفاعل في الرد على هذه المشاركة , واعتذر عن تقصيري في التأخر عن متابعة هذا الموضوع .
وأحمد لك ثانياً هذه التعليق البديع الذي تظهر فيه متانة المعلومة مع روعة الاختصار , فجزاك الله عني وعن الأخوة القراء خير الجزاء .
ثم إن أذن لي شيخنا المبارك فعندي سؤالان حول ما تفضلتم به .
ما الفرق بين الاستدلال بالشعر في التفسير والاستئناس به ؟
أو بمعنى آخر : ألا يقال إن استشهاد السلف بالشعر في معرض بيانهم لألفاظ القرآن هو من قبيل الاستدلال على صحة ورود هذه المعنى في لغة العرب , فهذا المفسر (من السلف) مثلاً : فسر اللفظ بما يعرفه من اللغة , ثم استدل على (هذا التفسير) بشاهد شعري .
ثانياً : فهمت أن المراد بمصطلح الألفاظ القرآنية ذات المعاني الإسلامية : الألفاظ الشرعية , كالصلاة , والصوم , والحج , فإن كان هذا هو المراد , فهي ألفاظ قليلة إذا ما قورنت بما بقي على الأصل منها . فهل هذا الفهم مستقيم ؟
ثم لعلي وجميع الأخوة ممن تابع الموضوع ينتظر بشغف التفصيل الذي وعدت بطرحه في هذه المسألة .
وأخيراً أسأل الله جل وعز أن ييسر لك إخراج هذا البحث , وأن يجعل فيه النفع والفائدة , وأن يكتب لك به الأجر .
وأن يجعلنا الله تعالى جميعاً في هذا الملتقى ممن يتدارسون كتابه , علماً وتعليماً , فتحصل لهم الخيرية الموعودة , والفضائل المذكورة .
---
(1/868)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فنون
---
فنون
---
د. محمد مشرح
11-29-2004, 06:50 AM
فن الدعاء192
سبحانك
ما أحلمك على عبادك ،،، ولو أخذتهم بما كسبوا ما تركت على ظهرها من دابة ،،، اللهم حلمك علينا والمؤمنين والمؤمنات في كل شأن ومكان وزمان ،،، يا حليم يا غفور ، فإن حلمك أوسع لنا من كل شيء .
وصل على حبيبك وآله ما تعاقب الليل والنهار والشمس والظلال .
( أحضر قلبك عند قراءة الدعاء فلعلك ممن يستجاب له (
فن الترويح على النفس 141
عود العتم ولو دق
العُتُم بضم العين والتاء شجر قوي ينبت في الغالب على الصخور والجبال ولهذا يكون عوده دقيقا ولكنه قوي .
ومعنى المثال عود العتم ولو كان دقيقا نحيفا فإنه أفضل من غيره ولو كان ذا أضعاف مضاعفة في حجمه مما سواه من الأشجار .
ويشبه هذا العمل الصالح الذي يتسم بالحسن والإخلاص لله تعالى مؤصلا ولوكان قليلا . وأيضا يشبهه الرجل الخبير الأمين المخلص في عمله وكذلك المرأة فرب رجل خير من ألف رجل ورب امرأة خير من ألف امرأة في أداء ما يوكل إليهم من عمل . ويشبه هذا الإتقان في العمل فإن العمل المتقن ولو كان قليلا خير من العمل غير المتقن ولو كثر .
وهو مثل يضرب في كل ما هو حسن ومتقن من الأعمال وفي كل رجل وامرأة موصوفين بالصفات الحميدة في أي أمر من الأمور إذا ما قيسوا بسواهم ممن لا يتمتعون بالصفات المطلوبة .
---
(1/869)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة في تفسير القرطبي 2
---
مدارسة في تفسير القرطبي 2
---
محمد العبدالهادي
06-15-2003, 06:25 PM
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم ....]
مانصه " العاشرة : وقد استدل بعض العلماء في رد شهادة العبد بهذه الآية فقال : جعل الله تعالى الحاكم شاهدا في هذه الآية ؛ وذلك أدل دليل على أن العبد ليس من أهل الشهادة ؛ لأن المقصود منه الاستقلال بهذا المهم إذا دعت الحاجة إليه ، ولايتأتى ذلك من العبد أصلا فلذلك ردت الشهادة " ( 414/ 5 ) ط: الكتب المصرية .
فما معنى هذا النقل ؟ وماوجه الاستدلال من الآية ؟ ( لم أفهمه )
أفيدونا جزاكم الله خيرا .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-08-2004, 12:44 AM
يرفع طلباً للإجابة ...............................
هل من مجيب ؟
---
(1/870)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كلام جميل للدكتور / عبدالعزيز السعيد في مسألة حل السحر بسحر مثله
---
كلام جميل للدكتور / عبدالعزيز السعيد في مسألة حل السحر بسحر مثله
---
أحمد الفالح
07-27-2006, 07:04 AM
د. عبدالعزيز السعيد رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها ل «الرياض»
الشرع حرم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها
اجرى الحوار - علي الشثري
حذر رئيس الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها ورئيس قسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد من السحر والسحرة حيث جاء الشرع بتحريم السحر تعلماً وتعليماً وعملاً وعقداً وحلاً في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها.
وأكد في حديث ل «الرياض» عدم جواز حل السحر بالسحر لوجود ما يحل به السحر من الأدعية والأدوية المباحة مشيراً بأن إجازة بعض أهل العلم حل السحر بالسحر محل نظر بل خطأ محض لعدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور.
وقال الدكتور السعيد وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني عدم صلاحيتها بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه لضعف في يقينه وتوكله على الله أو عدم مبالاة بها.
وفيما يلي نص الحوار:
? من المعلوم أن العلماء قسموا حل السحر إلى نوعين جائز ومحرم، فهل لكم أن تبينوا هذا بالتفصيل؟
- أولاً: حل السحر عن المسحور نوعان:
أحدهما: حل السحر عن المسحور بالرقية المأذون فيها، كالرقية بكتاب الله، أو بالأدعية المعروفة المعنى، التي ليس فيها شرك، ولا محرم، ولا بالأدوية المباحة، فهذا النوع لا بأس به، لدخوله في التداوي المشروع، وأدلة هذا النوع كثيرة.
الثاني: حل السحر عن المسحور بالسحر، فهذا النوع محرم، للأدلة الدالة على تحريم السحر عملاً وتعلما وتعليما وإتيانا لأهله.(1/871)
ومن الأدلة الدالة على ذلك قوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه (أضواء البيان): «فاعلم أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} الآية، يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: {حيث أتى}، وذلك دليل على كفره. لأن الفلاح لا ينفي بالكلية نفياً عاماً إلا عمن لا خير فيه وهو الكافر. ويدل على ما ذكرنا أمران:
الأول هو ما جاء من الآيات الدالة على أن الساحر كافر. كقوله تعالى:{وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فقوله:{وما كفر سليمان} يدل على أنه لو كان ساحراً وحاشاه من ذلك لكان كافراً. وقوله: {ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر} صريح في كفر معلم السحر، وقوله تعالى عن هاروت وماروت مقرراً له: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}، وقوله: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} أي من نصيب، ونفي النصيب في الآخرة بالكلية لا يكون إلا للكافر عياذاً بالله تعالى. وهذه الآيات أدلة واضحة على أن من السحر ما هو كفر بواح، وذلك مما لاشك فيه. الأمر الثاني أنه عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة (لا يفلح) يراد بها الكافر، كقوله تعالى في سورة يونس: {قالوا اتخذ الله ولداً سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون}، وقوله في سورة يونس أيضا:{فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون}. وقوله في سورة الأنعام: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته إنه لا يفلح الظالمون} الى غير ذلك من الآيات.(1/872)
والسحر كفر مطلقا (لأن اليهود لما أضافوا السحر لسليمان عليه السلام قال - تعالى - تنزيهاً له عنه: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} فظاهر هذا أنهم إنما كفروا بتعليمهم السحر، لأن ترتيب الحكم على الوصف المناسب يشعر بعليته، وتعليم ما لا يكون كفراً لا يوجب الكفر. وهذا يقتضي أن السحر على الإطلاق كفر، وكذا يقتضي ذلك قوله تعالى عن الملكين:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} انتهى من الزواجر لابن حجر الهيتمي.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال: الإشراك بالله والسحر..» الحديث.
ويؤيد هذا نهي الشرع عن التداوي بالمحرمات، كما قال الله تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}، وفي حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك» أخرجه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم» أخرجه البيهقي وصححه ابن حبان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وعن وائل ابن حجر رضي الله عنه أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: «إنه ليس بدواء ولكنه داء» خرجه مسلم.
? إذا كان الأمر كما ذكرتم من تحريم السحر، فهل يصح أن يرخص في السحر في بعض الأحوال؟(1/873)
- هذه دلائل الشرع المطهر التي سبق ذكرها دالة على تحريم السحر عقدا وحلا، ولم تفرق بين الحالين، ومن فرق وجب عليه إثبات هذا التفريق بالأدلة الشرعية. وليس مع من فرق دليل يعتمد عليه، والشرع جاء بتحريم السحر تعلما وتعليما وعملا وعقدا وحلا في الأحوال كلها ولم يستثن حالة منها، بل جاء في خصوص هذه المسألة حديث جابر رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: {هي من عمل الشيطان} حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح، وجود إسناده ابن مفلح في الفروع، واختلف في وقفه ورفعه، وهذا الحديث محمول على النشرة المحرمة ومنها حل السحر عن المسحور بسحر مثله، قال السهيلي: «وهذا والله أعلم في النشرة المحرمة التي فيها الخواتم والعزائم وما لا يفهم من الأسماء».
وإذا تقرر أن السحر محرم بموجب النصوص والقواعد الشرعية، وإجماع العلماء. فهذا أصل يجب استصحابه عند الكلام في مسائل السحر ومنها حل السحر بسحر مثله، ومن أهمل هذا الأصل أو لم يستصحبه فقد أضاع هذا الباب، وأتى بالعجائب ووقع في التناقض، وإغفال هذا الأصل أو نسيانه سبب في الانحراف في الفتيا.
? هل هناك لوازم تلزم من قال بجواز حل السحر عن المسحور بالسحر للضرورة؟
- القول بجواز حل السحر عن المسحور يلزم عليه لوازم باطلة، منها: جواز تعلم السحر لمن أراد تعلمه من أجل حله عمن أصيب به، بل يتعين أن يكون ذلك من فروض الكفايات على الأمة، وهذا باطل لا يقول به أحد من أهل العلم المعتبرين، وتقدم قريبا في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه ما يبطل هذا.(1/874)
ويلزم على هذه القول أن السحرة منهم المصلح المثاب عند الله تعالى وهو الذي يحل السحر، ومنهم المفسد المستحق للعقاب وهو من يعقد السحر، بل يتعدى الى ما هو أعم . من ذلك، فمن تعلمه من أجل الإضرار به فهو محرم، ومن تعلمه من أجل النفع فمستحب. وهذا خلاف ما قضى الله به على السحرة على جهة الاطلاق والعموم {ولا يفلح الساحر حيث أتى} {ولا يفلح الساحرون} {قال ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} فنفى عن السحرة الفلاح نفياً عاماً مطلقاً كما سبق تقريره، ووصفهم بأنهم مفسدون، ولم يستثن من السحرة أحداً، ولا من سحرهم شيئاً.
وأمر عظيم، ولازم خطير لهذا القول، وهو أن آتي الساحر لحل السحر إما أن يرضى بشرك الساحر بالله حتى يشفى من السحر الذي أصابه، أو أن يحمل الساحر على الإشراك بالله حتى يسحر له، وهو من جنس شرك المشركين الذين قال الله فيهم: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، وكون آتي الساحر لا يقول له بلسان المقال: اشرك بالله، إلا أن لسان الحال دال عليه؛ فإنه لا سحر إلا بشرك بالله تعالى؛ ولهذا إذا جاء إلى الساحر ليحل عنه السحر لا ينكر عليه سحره، ولا ينهاه عنه، بل يجلس بين يديه، والساحر يدعو غير الله ويستعين بأوليائه من الجن، ويستمتع بهم كما ذكر الله ذلك في قوله: {ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} فهل ترضى النفس المؤمنة بهذا الشرك العظيم؟! وهل يطلب المؤمن شفاء بدنه بمرض قلبه وذهاب دينه؟! فأين التوحيد؟! وأين البراءة من الشرك وأهله؟! وأين من يفتي بجواز إتيان السحرة لحل السحر عن هذا الأمر الخطير، وعن هذه اللوازم التي لا تنفك عنها هذه الفتوى؟!(1/875)
? لاشك ان لمن أفتى بجواز حل السحر عن المسحور بسحرمثله ما يستند إليه في فتواه، فما أبرزها؟ وما جوابكم عنها وقد قدمتم ان السحر محرم تحريماً مطلقاً عقداً وحلاً؟
- إن عمدة من أفتى بجواز حل السحر بسحر مثله: الضرورة، والقاعدة الشرعية أن الضرورة تبيح المحرمات. وهذه القاعدة لا اعتراض عليها نفسها؛ فإنها فرع عن القاعدة المتفق عليها وهي قاعدة (المشقة تجلب التيسير)، ولكن الاعتراض على تنزيل هذه الحالة على القاعدة، وبيان ذلك أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها وعمومها، بل لها استثناءات مذكورة في مظانها من كتب القواعد الفقهية، ولم يعمل أحد من العلماء بهذه القاعدة دون أن يستثني منها، وإذا تقرر هذا فنقول: إن من سُحر فلا يحل له أن يأتي الساحر لحل السحر عنه بموجب هذه القاعدة لأمور:
الأمر الأول: خروج هذه الحالة من القاعدة بالأدلة الدالة على تحريم السحر وإتيان أهله، والأدلة الدالة على تحريم التداوي بالمحرمات، والتي تقدم ذكر طرف منها.
والأمر الثاني: ان الاضطرار لا يبيح للإنسان أن يعتدي على غيره، وآتي الساحر معتد على غيره إذ هو حامل لغيره على الكفر بالله كما سبق بيانه، بل هذه المسألة أشبه بمسألة اتفق العلماء على تحريمها في الإكراه، وهي إذا أكره أحد على قتل إنسان فإنه يحرم عليه قتله من أجل استبقاء نفسه بالاجماع كما حكاه القرطبي عند تفسير قوله تعالى في سورة النحل: {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان} الآية، واستثنيت هذه الحالة من القاعدة مع غيرها، وحمل الغير على الكفر أشد من إزهاق نفسه - وإن كان الفعلان محرمين. فكان استثناء هذه الحالة التي نحن بصدد الكلام عليها من قاعدة (الضرورة تبيح المحرمات) أولى؛ لأنه لا يجوز له أن يطلب شفاء نفسه بهلاك دين غيره.(1/876)
الأمر الثالث: لا نسلم أن هذا من باب الضرورة؛ فإن الله عز وجل جعل فيما أباح غنية عما حرم، وقد شرع الله الرقية بالكتاب والأدعية المأثورة والمباحة والتداوي بأنواع الأدوية المباحة شرباً وأكلاً واستخراجاً ونحو ذلك، وقد أزال الله بها السحر عن خلائق كثيرين، والله عز وجل قال: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} فإما أن يقول الإنسان ليس القرآن بشفاء، فذاك خلاف ما دل عليه القرآن، وإما أن يقول هو شفاء فتنتفي دعوى الضرورة، وعلى المسلم أن يتفقد نفسه، ويلحظ تقصيره، ويقوي يقينه بربه؛ فإن ذلك من أعظم ما ينفع الله به العبد، ويخلصه به من كل شدة وبلاء. قال العلامة ابن مفلح في كتابه (الآداب الشرعية): (ومن أعظم ما يتحصن به من السحر ومن أنفع علاج له بعد وقوعه التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، وتوكل القلب والاعتماد عليه، والتعوذ والدعاء، وهذا هو السبب الذي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل شيئاً قبله، بل قد يقال: لم يصح انه استعمل شيئاً غيره، وهو الغاية القصوى والنهاية العظمى).
وكون بعض الناس لا ينتفع بالرقية لا يعني ذلك عدم صلاحيتها، بل قد يكون ذلك راجعاً للعبد نفسه؛ لضعف في يقينه وتوكله علي الله، أو عدم مبالاة بها وإنما كان ذلك من باب التجربة فحسب، كما يصنعه طائفة من الناس، إلى غير ذلك من المعاني.
وإنما يكون حله بالسحر. على فرض عدم وجود الأدلة المانعة من ذلك في كل الأحوال. إذا لم يكن هناك طريق لحله إلا بالسحر، ونحن نعارض من يفتي بجوازه بأن الضرورة هنا منتفية رأساً، لوجود ما يحل به السحر عن المسحور من الأدعية والأدوية المباحة.
? أليس هذا في حكم المكره الذي أباح له الشرع الاجابة إلى الكفر ظاهراً؟(1/877)
- لو استدل أحد بقوله تعالى في سورة النحل {من كفر بالله من بعد ايمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غصب من الله ولهم عذاب عظيم} على جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، على اعتبار أن المسحور مكره أو في حكم المكره المستثنى في الآية وخاصة إذا كان السحر قد يؤول به إلى القتل؟ فالجواب عنه أن هناك فرقاً بينه وبين المكره في الآية من وجوه:
الوجه الأول: ان المكره إذا تكلم بالكفر أو فعل الكفر. على قول من يقول بجواز فعل ما أكره عليه. لم يكن فيه حمل لغيره على الكفر، وأما حل السحر ففيه طرف آخر، وهو الساحر أو الجني، فإن من أتى ساحراً ليحل عنه السحر فقد حمله على الكفر بالله، ومن حل السحر بنفسه فقد حمل الجني على الشرك بالله، بخلاف إذا نطق بالكفر أو فعله فليس هناك طرف آخر، فافترقا.
الوجه الثاني: ان حل السحر من باب الاستشفاء وقول الكفر أو فعله من باب الدفع عن النفس، وقد جاء الشرع بتحريم التداوي بالمحرمات، وأباح في الدفع عن النفس النطق بالكفر أو فعله، فلا يلحق هذا بهذا! فإن للدفاع عن النفس أحكامه الخاصة، وللتداوي أحكامه الخاصة.
الوجه الثالث: إن الأصل تحريم الكفر قولاً وعملاً ورضى وإقراراً، فلا يجوز الاستثناء من هذا التحريم إلا بدليل، وقد دل الدليل على جواز النطق بالكفر أو فعله عند الإكراه، ولم يأت الإذن في السحر.
الوجه الرابع: إن كثيراً من أهل العلم حمل الإكراه في الآية على الإكراه بالقتل، وعليه فذهاب النفس عند عدم إظهار الكفر مقطوع به، وذهابها بالسحر مظنون، فاختلف الحكم للفارق بينهما.(1/878)
الوجه الخامس: إن السحر فيه تعلق بالمخلوق واعتقاد فيه، والشرع جاء بقطع علائق الإشراك بالله سواء كان الشرك الأكبر أو الأصغر؟ وإتيان السحرة فيه تعلق بهم، وأثر على قلب العبد وتوحيده، وهذا لا ينكره من يعرف حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك والسحر؟ وأما المكره فإنما أبيح له إظهار الكفر بشرط اطمئنان قلبه بالإيمان، فلا تعلق إلا بالله، وما قاله أو فعله فهو منكر له!
الوجه السادس: إن القتل أو ما دونه متحقق عدم وقوعه عند النطق بالكفر بخلاف إتيان الساحر لحل السحر فليس محققاً، فكم من المسحورين ممن ذهب إلى ساحر بل إلى سحرة ليحلوا عنه السحر فلم يقدروا على ذلك، فخسروا الدنيا والآخرة، عياذاً بالله تعالى، وهذا أمر معلوم مشتهر من أحوال الذين ابتلوا بالذهاب إلى هؤلاء السحرة، نسأل الله العافية والسلامة، وهذا فرق معتبر فكيف يلحق هذا بهذا، وكيف يلغى هذا الفارق مع ظهوره ووضوحه؟!
? من أفتى من المعاصرين بجواز ذلك قد سبقه إليه بعض أهل العلم، فما تعليقكم؟
- نقول لاشك ان هناك بعض أهل العلم قد قال بهذا القول قديماً ولكن ليس كل ما قيل يكون صحيحاً موافقاً للكتاب والسنة، فإن الخطأ وارد على المتقدم كما هو الشأن في المتأخر، ونحن نبين هذه المسألة لأهميتها في الآتي:
الأول: إن خلاف العلماء في أي مسألة من المسائل مرجعه إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} وقوله جل شأنه: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} وقوله عز شأنه {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، وليس اختلاف العلماء دليلاً شرعياً، وإنما يؤخذ من أقوال أهل العلم ما وافق الكتاب والسنة، ويرد ما خالفهما، مع حفظ مقام العلماء، ومعرفة فضلهم، فإنهم مجتهدون مأجورون.(1/879)
وهذا أصل مهم في هذه المسألة وغيرها، فلا يصح أن يحلل الإنسان شيئاً أو يحرمه بناء على اختلاف العلماء، فإن الحجة في إجماعهم وليس في اختلافهم، ومن جعل اختلافهم حجة فقد رد على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله يقول: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}، ويقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
وعلى هذا فمن ترك نصوص القرآن والسنة الدالة على تحريم السحر تحريماً قطعياً، واستند في فتواه في جواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله إلى بعض آراء أهل العلم فقد جانب الصواب، وخالف الكتاب، واستدل بما ليس بدليل بالإجماع.
الثاني: إن نسبة هذا القول لبعض أهل العلم سوى من صرح به محل نظر بل خطأ محض، وهذا عائد إلى عدم فهم معنى النشرة التي رخص فيها للمسحور، فحملها على النشرة الشركية وهي حل السحر عن المسحور بسحر مثله، وهم أرادوا معنى آخر، كان معلوماً عندهم وجاء بيانه على لسان غير واحد من أهل العلم، وذلك أن النشرة أنواع، منها قراءة أشياء غير معلومة المعنى ولم تثبت في السنة أو كتابتها وتعليقها أو سقيها، كما ذكره الألوسي، وهذا من النشرة الحرمة،
وقال ابن عبدالبر: والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل.. وفي شرح ابن بطال على صحيح البخاري: قال الشعبي: لا بأس بالنشرة العربية التي لا تضر إذا وطئت، وهي أن يخرج الإنسان في موضع عضاه فيأخذ عن يمينه وشماله من كل ثم يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به. وفي كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي وذوات (قل) ثم يحسو منه ثلاث حسوات ويغتسل به، فإذا يذهب عنه كل ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. وقال القرطبي: هي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه.(1/880)
فأنت ترى أن النشرة لها معان، فلا يجوز حمل كلام من أجازها على حل السحر بالسحر إلا ببرهان بين، وأما من أطلق جواز حل السحر أو أباح النشرة فيحمل كلامه على حل السحر بغير السحر من معاني النشرة، فإن الأصل حمل كلام أهل العلم على ما لا يخالف الشرع، ولهذا حمل كثير من أهل العلم كلام من أجاز حل السحر عن المسحور على أنهم أرادوا حله بغير السحر. وقال القرطبي في تفسيره: واختلف العلماء في النشرة، وهي أن يكتب شيئاً من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه، فأجاز سعيد بن المسيب، قيل له الرجل: يؤخذ عن امرأته أيحل عنه وينشر قال لا بأس به وما ينفع لم ينه عنه، ولم ير مجاهد أن تكتب آيات من القرآن ثم تغسل ثم يسقاه صاحب الفزع وكانت عائشة تقرأ بالمعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض. وذكر ابوحيان نحوه.
وقال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فإن السحر من عمل فيتقرب إليه الناشر والمنتشر بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور، والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز، بل مستحب، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن «لا يحل السحر إلا ساحر».
? أليس القول بالجواز مروياً عن الإمام أحمد رحمه الله، وهو عمدة من يفتي به من المعاصرين؟(1/881)
- ما نقل عن الإمام أحمد من جوازه لا يصح، وذكر غير واحد من فقهاء المذهب أنه توقف فيه كابن قدامة والمرداوي والبهوتي، قال الشيخ سلميان بن عبدالله في (تيسير العزيز الحميد): (وغلط من ظن أنه أجاز النشر السحرية، وليس في كلامه ما يدل على ذلك، بل لما سئل عن الرجل يحل السحر، قال: قد رخص فيه بعض الناس، قيل: انه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه؟ فنفض يده وقال لا أدري ما هذا! قيل له: أفترى يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا! وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف يجيزه وهو الذي روى الحديث أنها من عمل الشيطن! ولكن لما كان لفظ النشرة مشتركاً بين الجائزة والتي من عمل الشيطان، ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه أجاز التي من عمل الشيطان، وحاشاه من ذلك). وقد راجعت جملة من كتب المذهب فلم أجدهم نقلوا نصاً عن أحمد في جواز حل السحر بالسحر، وإنما نقل عنه جواز حل السحر، ولم يذكر جنس ما يحل به، وقد قدمنا أنواعاً من النشرة، منها المباح ومنها المحرم، وكلام الإمام احمد يحمل على المباح، والقصة المذكورة آنفاً شاهدة على هذا.
? هل من كلمة تريدون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
- أقول انه بما سبق ذكره فليس هناك دليل يصح أن يكون مستنداً لقول من قال بجواز حل السحر عن المسحور بسحر مثله، بل الأدلة الصريحة الصحيحة على خلاف هذا القول، ولهذا لم يقل بهذا القول إلا نزر يسير والعامة على خلافه، ولولا أن المقام لا يسمح بالإطالة لأوردت جملة من النقول عن أهل العلم في رد هذا القول، وبيان عدم صحة هذه الفتوى. كما أقول لإخواني المسلمين ممن أصابهم شيء من السحر أن يطلبوا الشفاء منه بالطرق المأذون فيها شرعاً، فإن موت العبد على التوحيد خير له من صحة جسده ومرض قلبه بالتعلق بغير الله عز وجل، فإنه لا ينجو إلا من قدم على ربه بقلب سليم كما قال تعالى {ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.(1/882)
هذا وأسأل الله أن يوفق الجميع للصواب، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن يمن على مرضى المسلمين بالشفاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
---
سيف الدين
07-27-2006, 12:19 PM
ومن الأدلة الدالة على ذلك قوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في كتابه (أضواء البيان): «فاعلم أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} الآية، يعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر، وأكد ذلك بالتعميم في الأمكنة بقوله: {حيث أتى}
هل يشمل عدم الفلاح الساحر المعتدي والساحر الطبيب, ام انه مقتصر فقط على الساحر الطبيب؟
---
حمدي
07-30-2006, 01:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله
السؤال أخى سيف الدينى وجيه جدا ونتظر جوابه من فضيلة أحمد الفالح صاحب المشاركة الأصلية
---
(1/883)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > أقوال المفسرين في تحريف الإنجيل بين اللفظي والمعنوي
---
أقوال المفسرين في تحريف الإنجيل بين اللفظي والمعنوي
---
عبدالله بن بلقاسم
06-13-2005, 11:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وصلى الله وسلم وبارك علىنبينا محمد الذي صح عنه عند مسلم من حديث أبي هريرة أنه قال:
و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي و لا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار
أما بعد:
فهذه ورقات كتبتها بطلب من بعض الفضلاء أورد عليه نصراني شبهة حول دعوى التناقض في تحريف الإنجيل بين المسلمين
وأرغب في إثراء هذه الورقات وحبذا لو أفاد من يشارك بآراء المفسرين حسب اطلاعه حول هذه الموضوع
من من المفسرين قال بالتحريف اللفظي
ومن منهم قال بالمعنوي يعني تحريف معانيه وصرفها عن ظاهرها وعدم الائتمار بها
والآن إلى جهد المقل والله المستعان.
فإن الله تعالى يقول في كتابه
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (48) سورة المائدة(1/884)
فبين سبحانه أنه أنزل هذا القرآن مهيمنا على ما بين يديه من الكتب والمهيمن الشاهد المؤتمن الحاكم يشهد بما فيها من الحق وينفي ما حرف فيها ويحكم بإقرار ما أقره الله من أحكامها وينسخ ما نسخه الله منها وهو مؤتمن في ذلك عليها
والحكم والهيمنة لا تعنى الحراسة الحسية من امتداد أيدي المجرمين بالتحريف كما زعمه بعض الأغبياء ولا يتصور هذا إلا من فقد أدوات المنطق.
والنسخ لم يقع إلا في قليل من الشرائع وإلا فالأخبار عن الله وعن اليوم الآخر وغير ذلك لم تنسخ وكذلك الدين الجامع والشرائع الكلية لا نسخ فيها
فالذي عليه جميع المسلمين أن الله لن يقبل من أحد غير الإسلام كما قال تعالى
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (85) سورة آل عمران
ولن يقبل الله دين من يكفر برسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا من يكفر بكتابه القرآن العظيم
قال تعالى
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران
والذين بيننا وبين اليهود والنصارى وسائر الملل من الخصومة كفرهم بالله و تكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكتابه
وأما اعتقاد المسلمين في الكتب السماوية فإنهم يؤمنون بكل ما أنزل الله من الكتب على رسله كما قال تعالى عنهم
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة
يؤمنون بالكتب السابقة جملة ويؤمنون بما فصل الله ذكره كتابه كالتوراة والإنجيل(1/885)
وأنهما كتابان من عند الله تعالى، في آي آيات كثيرة من القرآن
كما قال تعالى :{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (3) سورة آل عمران
وكل آية مدح الله فيها التوراة أو الإنجيل كقوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (44) سورة المائدة
{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} (46) سورة المائدة
فهي مدح لكتبه التي أنزلها، وأما النسخ التي طالها التحريف والتغيير- على القول بوقوعه- فلا يقول عاقل إنها المرادة من هذا ، بل جعلها مقصودة سفسطة ظاهرة وتوهيم يراد به التلبيس والله المستعان
والمقصود بالنسخ أن الكتاب الذي تعبد الله به الناس بعد مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرآن،
وقد بين الله أن بعث رسوله إلى العالمين كما قال تعالى
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء
وبين أن القرآن ينسخ ما في الشرائع السابقة كما قال تعالى:(1/886)
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) سورة الأعراف
فكل ما نص فيه الله تبارك وتعالى عليه في القرآن من أحكام وفي الكتب السابقة ما يخالفها فهو ناسخ لها مزيل للأمر بالتعبد بها
وما في الكتب السابقةلا يخلو إما :
أن يكون خبرا كالإخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وكماله وكالقصص وأخبار الأمم السابقة واليوم الآخر
وإما أن يكون حكما وأمرا ونهيا وتشريعا
فإن كان خبرا
فلا يخلو إما :
أن يوافق ما في كتاب الله
أو يعارضه
أو لا يعارضه ولا يوافقه
فإن وافقه فلا إشكال بالتصديق بما فيهما
وإن عارضه كان دليلا على وقوع التحريف في الكتب السابقة وامتداد أيدي المبدلين إليها والمحرفين فيها إذ يستحيل نسخ الأخبار ، وهذا ليس للهوى ولكنه إملاء العقل والمنطق الذي دل على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام،
وإما أن يكون خبرا لم يأت ذكره في القرآن وليس في القرآن ما يصدقه ولا يكذبه فهو
من جنس ماقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم )
ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله ، فإن كان حقا لم تكذبوهم ، وإن كان باطلا لم تصدقوهم .
وإن كان ما جاء في الكتب السابقة حكما كالأوامر والنواهي والتشريع فلا يخلو أيضا إما(1/887)
أن يكون موافقا فالعمل بشريعة الإسلام ولا يسمى ما جاء في الإسلام ناسخا بل إن الشرائع الكلية كالصلاة والصيام والصدقة والحج الشرائع الكلية التي أمر الله بها الأمم السابقة لم تنسخ وإنما النسخ لبعض تفاصيلها وهيئاتها
وإن كان مخالفا معارضا فهو إما أن يكون من المنسوخ الثابت حقا في كتبهم لكن نسخ في شريعتنا كما قد يقع النسخ في شرعنا فقد تنسخ بعض الآيات آيات أخرى وإما أن يكون من المحرف المبدل على قول من قال بتبديل ألفاظ الكتب السابقة من علمائنا
وإن كان من الأمور التي لم يأت فيها نص في شريعتنا فهل شرع ما قبلنا شرع لنا محل خلاف بين أهل العلم ليس هذا محل بسطه
وأما مسألة تبديل وتحريف ألفاظ الكتب السابقة فليست من المسائل العقدية التي يجب على المسلمين اعتقاد شئ فيها ولا يترتب على ا ختيار قول فيها تبديع ولا تفسيق ولا تكفير
وإنما يلبس بها بعض أهل الكتاب وهي عادتهم كا قال الله فيهم
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (71) سورة آل عمران
فمن المسلمين من قال بأن التحريف لم يقع في ألفاظ شئ من الكتب السابقة
ومنهم من قال وقع التحريف في بعضها دون البعض وهم جمهور المسلمين
وبعضهم يقول بل وقع التحريف في أكثرها أو كلها وهو قول أقل العلماء
ولم يقل أحد من المسلمين بوقوع التحريف في كل نسخة من التوراة والإنجيل(1/888)
وبهذا يتبين أن هذه المسألة ليست من جنس المسائل التي يحصل التناظر فيها بين المسلمين والنصارى ولا يليق بالباحث عن الحق من النصارى أن يشغل نفسه بالبحث في قضية خلافيةبين المسلمين أنفسهم وهي قضية لم ير المسلمون أي حرج على أي واحد منهم اختار أي قول فيها بالأدلة وهو على دين النصارى، بل المنطق يفرض عليه التأمل في الأصول التي تبين له الحق من الأديان ثم بعد أن يختار الدين الحق يمكنه ترجيح القول الأقرب إلى الصواب من بين أقوال أهل الدين الواحد والملة الوحدة بعد أن يطمئن بأنه اختار الحق والهدى الذي ينجيه عند ربه تعالى،
فهذه المسألة من المسائل التي وقع الخلاف فيها بين المسلمين ولا يترتب على اختيار قول فيها ثمرة في العمل والاعتقاد ، ولم ينصوا عليها في كتب العقائد ومختصرات ما ينبغي اعتقاده
والقائلون بعدم وقوع التحريف لو جئ لهم بنسخة من النسخ فيها الشرك بالله تعالى أو القول بألوهية عيسى عليه السلام أو بخبر يخالف القرآن فإنهم يقطعون جزما بأنها محرفة وليست من التوراة أو الإنجيل وذلك لوجود الدليل القطعي الجازم في القرآن بكذب ما في تلك النسخة، والنقل القاطع في الكتاب أن موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام دعيا إلى التوحيد والإيمان وكذا التوراة والأنجيل كان فيهما الدعوة إلى التوحيد والإيمان بالله ورسله وقيام الدليل القطعي على استحالة التناقض في كلام الله أو في أخبار رسله عليهم الصلاة والسلام فيصير قولهم راجع إلى القولين الآخرين ومن لم يقل بذلك منهم لم يكن مسلما
بل لوجئ للنصراني بنسخة من الإنجيل فيها أن عيسىعليه الصلاة والسلام كان قبل موسى مثلا لحكموا ببطلان هذه النسخة.
ولو جئ بنسخة توافق القرآن في الأخبار والاعتقاد للقائلين بالتحريف اللفظي لم يستطيعوا الجزم بوقوع التحريف في ألفاظهما وذلك لعدم الدليل النقلي قطعي الدلالة من القرآن وعدم القدرة على إقامة الدليل على الدعوى من الواقع.(1/889)
وخلاصة القول أن القائلين بالتحريف لا يمكنهم الجزم بذلك إلا بدليل قطعي
والقائلين بعدم التحريف لا يمكنهم الجزم بعدمه إلا بدليل قطعي
ولا يمكن ذلك في الواقع فصار القرآن هو الحاكم والمهيمن و الشاهد على وقوع التحريف أو عدمه ،
والقرآن ليس فيه ما يقطع دلالة بوقوع التحريف في الألفاظ في جميع نسخ التوراة والأنجيل، ولكن ما جاء في القرآن من الأخبار والاعتقاد في الله وفي اليوم الأخر والرسل إن وجد في بعض النسخ ما يخالف القرآن دل على انتحال تلك النسخ وتبديلها وقلنا بأن القرآن دل دلالة قاطعة على تحريف تلك النسخة وتبديلها جزما
وإن وافقت القرآن لم يكن ذلك دليلا على عدم وقوع التبديل فيها أيضا ، إذ ربما يوافق الناس أخبار القرآن وما فيه بكلامهم مما ليس من كلام الانبياء وليس من الوحي المنزل عليهم، فيحتاجون إلى إثبات ذلك من طريق أخرى
وأما الشبه التي يلقيها بعض النصارى من وقوع التناقض في القرآن في هذه القضية فهو غلط بين حملهم عليه الهوى وقلة النظر والتأمل أو الرغبة في السفسطة والتلبيس
فإن الآيات الدالة على الأمر بالإيمان بالتوراة والإنجيل وإقامته وتصديقها واتباع ما جاء فيها كقوله تعالى
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (93) سورة آل عمران
وقوله تعالى
{وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} (43) سورة المائدة
وقوله تعالى:(1/890)
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (68) سورة المائدة
ليست معارضة للآيات الدالة على وقوع التحريف من أهل الكتاب
كقوله تعالى
{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (46) سورة النساء
وقوله سبحانه
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) سورة المائدة
وقوله تعالى(1/891)
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (41) سورة المائدة
فعلى قول جمهور المسلمين بوقوع التبديل في بعض ألفاظها فإن الآيات الدالة على الأمر بالتصديق بالكتب السابقة لا يشك عاقل أن المراد بها ا لتوراة والإنجيل الذان يستحقان هذا الاسم أي قبل وقوع هذا التحريف على فرض وقوعه فمثلا لو أن الرئيس بلير أشار إلى الدستور البريطاني في كلمته في مجلس العموم ، وهناك نسخة محرفة من الدستور ، لم يقل عاقل إن بلير أراد بالدستور الذي أشار إليه النسخة المحرفة ولله المثل الأعلى
فالتوراة والإنجيل هي التي أنزلها الله على رسله ولا تسمى المحرفة توراة ولا إنجيلا، والإيمان بها لا يستلزم العمل بالشرائع المنسوخة فيها فإن الإيمان بنوح وإبراهيم لا يلزم منه الإيمان بتفاصيل شرائعهما التي نسخت بعدهما ولا يستلزم النسخ أن القائل به كافر بهما كما زعمه بعض المسفسطين الملبسين.
فتصير الآيات متوافقة على هذا التفسير ويصير التحريف المراد في كتاب الله على هذا القول التحريف اللفظي والمعنوي(1/892)
وأما القائلون بعدم وقوع التحريف في الألفاظ فلا يستدلون بما استدلت به النصارى ولكنهم يستدلون بعدم وجود الدليل من القرآن على التحريف وأما قوله تعالى يحرفون الكلم عن مواضعه فتفسيرها تبديل أحكامه ومعانيه وهذا معلوم في كتب التفسير
وعلى كل حال
فااختلاف علماء المسلمين في هذه القضية اختلاف لا يضر بالعقيدة بل هو من جنس الاختلاف الفكري والتاريخي في حادثة معينة هل وقعت أم لا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
الجواب الصحيح ج: 2 ص: 447
قد قدمنا أن المسلمين لا يدعون أن كل نسخة في العالم من زمن محمد بكل لسان من التوراة والإنجيل والزبور بدلت ألفاظها فإن هذا لا أعرف أحدا من السلف قاله وإن كان من المتأخرين من قد يقول ذلك كما في بعض المتأخرين من يجوز الاستنجاء بكل ما في العالم من نسخ التوراة والإنجيل فليست هذه الأقوال ونحوها من أقوال سلف الأمة وأئمتها وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما رأى بيد كعب الأحبار نسخة من التوراة قال يا كعب إن كنت تعلم أن هذه هي التوراة التي أنزلها الله على موسى بن عمران فاقرأها فعلق الأمر(1/893)
على ما يمتنع العلم به ولم يجزم عمر رضي الله عنه بأن ألفاظ تلك مبدلة لما لم يتأمل كل ما فيها والقرآن والسنة المتواترة يدلان على أن التوراة والإنجيل الموجودين في زمن النبي فيهما ما أنزله الله عز وجل والجزم بتبديل ذلك في جميع النسخ التي في العالم متعذر ولا حاجة بنا إلى ذكره ولا علم لنا بذلك ولا يمكن أحدا من أهل الكتاب أن يدعي أن كل نسخة في العالم بجميع الألسنة من الكتب متفقة على لفظ واحد فإن هذا مما لا يمكن أحدا من البشر أن يعرفه باختباره وامتحانه وإنما يعلم مثل هذا بالوحي وإلا فلا يمكن أحدامن البشر أن يقابل كل نسخة موجودة في العالم بكل نسخة من جميع الألسنة بالكتب الأربعة والعشرين وقد رأيناها مختلفة في الألفاظ اختلافا بينا والتوراة هي أصح الكتب وأشهرها عند اليهود والنصارى ومع هذا فنسخة السامرة مخالفة لنسخة اليهود والنصارى حتى في نفس الكلمات العشر ذكر في نسخة السامرة منها من أمر استقبال الطور ما ليس في نسخة اليهود والنصارى وهذا مما يبين أن التبديل وقع في كثير من نسخ هذه الكتب فإن عند السامرة نسخا متعددة(1/894)
وكذلك رأينا في الزبور نسخا متعددة تخالف بعضها بعضا مخالفة كثيرة في كثير من الألفاظ والمعاني يقطع من رآها أن كثيرا منها كذب على زبور داود عليه السلام وأما الأناجيل فالاضطراب فيها أعظم منه في التوراة فإن قيل فإذا كانت الكتب المتقدمة منسوخة فلماذا ذم أهل الكتاب على ترك الحكم بما أنزل الله منها قيل النسخ لم يقع إلا في قليل من الشرائع وإلا فالإخبار عن الله وعن اليوم الآخر وغير ذلك لا نسخ فيه وكذلك الدين الجامع والشرائع الكلية لا نسخ فيها وهو سبحانه ذمهم على ترك اتباع الكتاب الأول لأن أهل الكتاب كفروا من وجهين من جهة تبديلهم الكتاب الأول وترك الإيمان والعمل ببعضه ومن جهة تكذيبهم بالكتاب الثاني وهو القرآن كما قال تعالى وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين فبين أنهم كفروا قبل مبعثه بما أنزل عليهم وقتلوا الأنبياء كما كفروا حين مبعثه بما أنزل عليه وقال تعالى الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين وقال تعالى فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير وقال تعالى فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين وإذا كان الأمر كذلك فهو سبحانه يذمهم على ترك اتباع ما أنزله في التوراة والإنجيل وعلى ترك اتباع ما أنزله في القرآن ويبين كفرهم بالكتاب الأول وبالكتاب الثاني وليس في شيء من ذلك أمرهم أن يحكموا بالمنسوخ من الكتاب الأول كما ليس فيه أمرهم أن يحكموا بالمنسوخ في الكتاب الثاني(1/895)
وقال رحمه الله تعالى :إن المسلمين لم يدعوا أن هذه الكتب حرفت بعد انتشارها وكثرة النسخ بها ولكن جميعهم متفقون على وقوع التبديل والتغيير في كثير من معانيها وكثير من أحكامها وهذا مما تسلمه النصارى جميعهم في التوراة والنبوات المتقدمة فإنهم يسلمون أن اليهود بدلوا كثيرا من معانيها وأحكامها ومما تسلمه النصارى في فرقهم أن كل فرقة تخالف الأخرى فيما تفسر به الكتب المتقدمة ومما تسلمه اليهود أنهم متفقون على أن النصارى تفسر التوراة والنبوات المتقدمة على الإنجيل بما يخالف معانيها وأنها بدلت أحكام التوراة فصار تبديل كثير من معاني الكتب المتقدمة متفقا عليه بين المسلمين واليهود والنصارى وأما تغيير بعض ألفاظها ففيه نزاع بين المسلمين والصواب الذي عليه الجمهور أنه بدل بعض ألفاظها كما ذكر ذلك في مواضعه الوجه الثاني أن قياسهم كتبهم على القرآن وأنه كما لا تسمع دعوى التبديل فيه فكذلك في كتبهم قياس باطل في معناه ولفظه أما معناه فكل ما أجمع المسلمون عليه من دينهم إجماعا ظاهرا معروفا عندهم فهو منقول عن الرسول نقلا متواترا بل معلوما بالاضطرار من دينه فإن الصلوات الخمس والزكاة وصيام شهر رمضان وحج البيت العتيق ووجوب العدل والصدق وتحريم الشرك والفواحش والظلم بل وتحريم الخمر والميسر والربا وغير ذلك منقول عن النبي نقلا متواترا كنقل ألفاظ القرآن الدالة على ذلك ومن هذا الباب عموم رسالته وأنه مبعوث إلى جميع الناس أهل الكتاب وغير أهل الكتاب بل إلى الثقلين الإنس والجن وأنه كان يكفر اليهود والنصارى الذين لم يتبعوا ما أنزل الله عليه كما كان يكفر غيرهم ممن لم يؤمن بذلك وأنه جاهدهم وأمر بجهادهم فالمسلمون عندهم منقولا عن نبيهم نقلا متواترا ثلاثة أمور لفظ القرآن ومعانيه التي أجمع المسلمون عليها والسنة المتواترة وهي الحكمة التي أنزلها الله عليه غير القرآن كما قال تعالى(1/896)
كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة وقال تعالى وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وقال تعالى واذكر نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة وقال تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة وبذلك دعا الخليل حيث قال لما بنى هو وإسماعيل الكعبة
وأما الأناجيل الذي بأيدي النصارى فهي أربعة أناجيل إنجيل متى ويوحنا
لوقا ومرقس وهم متفقون على أن لوقا ومرقس لم يريا المسيح وإنما رآه متى ويوحنا وأن هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح فلم يذكروا فيها أنها كلام الله ولا أن المسيح بلغها عن الله بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح وأشياء من أفعاله ومعجزاته وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه فكانت من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي عن النبي من أقواله وأفعاله التي ليست قرآنا فالأناجيل التي بأيديهم شبه كتاب السيرة وكتب الحديث أو مثل هذه الكتب وإن كان غالبها صحيحا وما قاله عليه السلام فهو مبلغ له عن الله يجب فيه تصديق خبره وطاعة أمره كما قال الرسول من السنة فهو يشبه ما قاله الرسول من السنة فإن منها ما يذكر الرسول أنه قول الله كقوله يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد آذنت بالحرب ونحو ذلك ومنها ما يقوله هو ولكن هو أيضا مما أوحاه الله إليه فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله فهكذا ما ينقل في الإنجيل وهو من هذا النوع فإنه كان أمرا من المسيح فأمر المسيح أمر الله ومن أطاع المسيح فقد أطاع الله وما أخبر به المسيح عن الغيب فالله أخبره به فإنه معصوم أن يكذب فيما يخبر به وإذا كان الإنجيل يشبه السنة المنزلة فإنه يقع في بعض ألفاظها غلط كما يقع في كتب السيرة وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه ثم هذه الكتب قد اشتهرت واستفاضت بين لمسلمين فلا يمكن أحدا بعد اشتهارها وكثرة النسخ بها(1/897)
أن يبدلها كلها لكن في بعض ألفاظها غلط وقع فيها قبل أن تشتهر فإن المحدث وإن كان عدلا فقد يغلط لكن ما تلقاه المسلمون بالقبول والتصديق والعمل من الأخبار فهو مما يجزم جمهور المسلمين بصدقه عن نبيهم هذا مذهب السلف وعامة الطوائف كجمهور الطوائف الأربعة وجمهور أهل الكلام من الكلابية والكرامية والأشعرية وغيرهم لكن ظن بعض أهل الكلام أنه لا يجزم بصدقها لكون الواحد قد يغلط أو يكذب وهذا الظن إنما يتوجه في الواحد الذي لم يعرف صدقه وضبطه أما إذا عرف صدقه وضبطه إما بالمعجزات كالأنبياء وإما بتصديق النبي له فيما يقول وإما باتفاق الأمة المعصومة على صدقه واتفاقهم على العمل بخبره أو اتفاقهم على قبول خبره وإقراره وذكره من غير نكير أو ظهور دلائل وشواهد وقرائن احتفت بخبره ونحو ذلك من الدلائل على صدق المخبر فهذه يجب معها الحكم بصدقه وأنه لم يكذب ولم يغلط وإن كان خبره لو تجرد عن تلك الدلائل أمكن كذبه أو غلطه كما أن الخبر المجرد لا يجزم بكذبه إلا بدليل يدل على ذلك إما قيام دليل عقلي قاطع أو سمعي قاطع على أنه بخلاف مخبره فيجزم ببطلان خبره وحينئذ فالمخبر إما كاذبا أو غالطا وقد يعلم أحدهما بدليل فالمسلمون عندهم من الأخبار عن نبيهم ما هو متواتر وما اتفقت الأمة المعصومة على تصديقه وما قامت دلائل صدقه من غير هذه الجهة مثل أن يخبر واحد أو اثنان أو ثلاثة بحضرة جمع كثير لا يجوز أن يتواطئوا على الكذب بخبر يقولون إن أولئك عاينوه وشاهدوه فيقرونهم على هذا ولا يكذب به منهم أحد فيعلم بالعادة المطردة أنه لو كان كاذبا لامتنع اتفاق أهل التواتر على السكوت عن تكذيبه كما يمتنع اتفاقهم على تعمد الكذب وإذا نقل الواحد والاثنان ما توجب العادة اشتهاره وظهوره ولم يظهر ونقلوه مستخفين بنقله لم ينقلوه على رؤوس الجمهور علم أنهم كذبوا فيه(1/898)
ودلائل صدق المخبر وكذبه كثيرة متنوعة ليس هذا موضع بسطها ولكن المقصود هنا أن المسلمين تواتر عندهم عن نبيهم ألفاظ القرآن ومعانيه المجمع عليها والسنة المتواترة وعندهم عن نبيهم أخبار كثيرة معلومة الصدق بطرق متنوعة كتصديق الأمة المعصومة ودلالة العادات وغير ذلك وهم يحفظون القرآن في صدورهم لا يحتاجون في حفظه إلى كتاب مسطور فلو عدمت المصاحف من الأرض لم يقدح ذلك فيما حفظوه بخلاف أهل الكتاب فإنه لو عدمت نسخ الكتب لم يكن عندهم به نقل متواتر بألفاظها إذ لا يحفظها إن حفظها إلا قليل لا يوثق بحفظهم فلهذا كان أهل الكتاب بعد انقطاع النبوة عنهم يقع فيهم من تبديل الكتب إما تبديل بعض أحكامها ومعانيها وإما تبديل بعض ألفاظها ما لم يقوموا بتقويمه ولهذا لا يوجد فيهم الإسناد الذي للمسلمين ولا لهم كلام في نقلة العلم وتعديلهم وجرحهم ومعرفة أحوال نقلة العلم ما للمسلمين ولا قام دليل سمعي ولا عقلي على أنهم لا يجتمعون على خطأ بل قد علم أنهم اجتمعوا على الخطأ لما كذبوا المسيح ثم كذبوا محمدا فإذا كانت الكتب المنقولة عن الأنبياء من جنس الكتب المنقولة عن محمد ولم تكن متواترة عنهم ولم يكن تصديق غير المعصوم حجة لم يكن عندهم من(1/899)
العلم بالتمييز بين الصدق والكذب ما عند المسلمين فهذه الأناجيل التي بأيدي النصارى من هذا الجنس فيها شيء كثير من أقوال المسيح وأفعاله ومعجزاته وفيها ما هو غلط عليه بلا شك والذي كتبها في الأول إذا لم يكن ممن يتهم بتعمد الكذب فإن الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة لا يمتنع وقوع الغلط والنسيان منهم لا سيما ما سمعه الإنسان ورآه ثم حدث به بعد سنين كثيرة فإن الغلط في مثل هذا كثير ولم يكن هناك أمة معصومة يكون تلقيها لها بالقبول والتصديق موجبا للعلم بها لئلا تجتمع الأمة المعصومة على الخطأ والحواريون كلهم اثنا عشر رجلا وقصة الصلب مما وقع فيها الاشتباه وقد قام الدليل على أن المصلوب لم يكن هو المسيح عليه السلام بل شبهه وهم ظنوا أنه المسيح والحواريون لم ير أحد منهم المسيح مصلوبا بل أخبرهم بصلبه بعض من شهد ذلك من اليهود فبعض الناس يقولون إن أولئك تعمدوا الكذب وأكثر الناس يقول اشتبه عليهم ولهذا كان جمهور المسلمين يقولون في قوله ولكن شبه لهم عن أولئك ومن قال بالأول جعل الضمير في شبه
هم عن السامعين لخبر أولئك فإذا جاز أن يغلطوا في هذا ولم يكونوا معصومين في نقله جاز أن يغلطوا في بعض ما ينقلونه عنه وليس هذا مما يقدح في رسالة المسيح ولا فيما تواتر نقله عنه بأنه رسول الله الذي يجب اتباعه سواء صلب أو لم يصلب وما تواتر عنه فإنه يجب الإيمان به سواء صلب أو لم يصلب والحواريون مصدقون فيما ينقلونه عنه لا يتهمون بتعمد الكذب عليه لكن إذا غلط بعهضم في بعض ما ينقله لم يمنع ذلك أن يكون غيره معلوما لا سيما إذا كان الذي غلط فيه مما تبين غلطه فيه في مواضع أخر وقد اختلف النصارى في عامة ما وقع فيه الغلط حتى في الصلب فمنهم من يقول المصلوب لم يكن المسيح بل الشبه كما يقوله المسلمون ومنهم من يقر بعبوديته لله وينكر الحلول والاتحاد كالأريوسية ومنهم من ينكر الاتحاد وإن أقر بالحلول كالنسطورية(1/900)
وأما الشرائع التي هم عليها فعلماؤهم يعلمون أن أكثرها ليس عن المسيح عليه السلام فالمسيح لم يشرع لهم الصلاة إلى المشرق ولا الصيام الخمسين ولا جعله في زمن الربيع ولا عيد الميلاد والغطاس وعيد الصليب وغير ذلك من
أعيادهم بل أكثر ذلك مما ابتدعوه بعد الحواريين مثل عيد الصليب فإنه مما ابتدعته هيلانة الحرانية أم قسطنطين وفي زمن قسطنطين غيروا كثيرا من دين المسيح والعقائد والشرائع فابتدعوا الأمانة التي هي عقيدة إيمانهم وهي عقيدة لم ينطق بها شيء من كتب الأنبياء التي هي عندهم ولا هي منقولة عن أحد الأنبياء ولا عن أحد من الحواريين الذين صحبوا المسيح بل ابتدعها لهم طائفة من أكابرهم قالوا كانوا ثلاث مائة وثمانية عشر واستندوا في ذلك إلى ألفاظ متشابهة في الكتب وفي الكتب ألفاظ محكمة تناقض ما ذكروه كما قد بسط في موضع آخر وكذلك عامة شرائعهم التي وضعوها في كتاب القانون بعضها منقول عن الأنبياء وبعضها منقول عن الحواريين وكثير منها مما ابتدعوه ليست منقولة عن أحد من الأنبياء ولا عن الحواريين وهم يجوزون لأكابر أهل العلم والدين أن يغيروا ما رأوه من الشرائع ويضعوا شرعا جديدا فلهذا كان أكثر شرعهم مبتدعا لم ينزل به كتاب ولا شرعه نبي(1/901)
فصل وأما قولهم كيف يمكن تغيير كتبنا التي هي مكتوبة باثنين وسبعين لسانا وفي كل لسان منها كذا وكذا ألف مصحف ومضى عليها إلى مجيء محمد أكثر من ستمائة سنة فيقال أما بعد انتشارها هذا الانتشار فلم يقل المسلمون بل ولا طائفة معروفه منهم أن ألفاظ جميع كل نسخة في العالم غيرت لكن جمهور المسلمين الذين يقولون إن في ألفاظها ما غير إنما يدعون تغيير بعض ألفاظها قبل المبعث أو تغيير بعض النسخ بعد المبعث لا تغيير جميع النسخ فيعض الناس يقول إن ذلك التغيير وقع في أول الأمر ويقول بعضهم إن منها ما غير بعد مبعث محمد ولا يقولون إنه غير كل نسخة في العالم بل يقولون غير بعض النسخ دون البعض وظهر عند كثير من الناس النسخ المبدلة دون التي لم تبدل والنسخ التي لم تبدل هي موجودة عند بعض الناس ومعلوم أن هذا لا يمكن نفيه فإنه لا يمكن أحدا أن يعلم أن كل نسخة في العالم بكل لسان مطابق لفظها سائر النسخ بسائر الألسنة إلا من أحاط علما بذلك وهم قد سلموا أن أحدا لا يمكنه ذلك إلخ كلامه رحمه الله.
وأما دعوى أن ابن حزم أول من قال بالتحريف في التوراة والإنجيل فهذا غلط عليه ويدل على ذلك،
ما جاء في سنن النسائي كتاب آداب القضاة باب تأويل قول الله عز وجل ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون . الحديث رقم 5400 وهو( صحيح الإسناد موقوف )
أخبرنا الحسين بن حريث قال أنبأنا الفضل بن موسى عن سفيان بن سعيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: كانت ملوك بعد عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم بدلوا التوراة والإنجيل وكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة قيل لملوكهم .
ومعلوم أن ابن عباس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وأما الطبري فقد جاء في تفسيره(1/902)
القول في تأويل قوله تعالى قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهمآ أتبعه إن كنتم صادقين يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد للقائلين للتوراة والإنجيل هما سحران تظاهرا ائتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما لطريق الحق ولسبيل الرشاد أتبعه إن كنتم صادقين في زعمكم أن هذين الكتابين سحران وأن الحق في غيرهما
وقال رحمه الله تعالى (1/378)
القول في تأويل قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا يعني بذلك الذين حرفوا كتاب الله من يهود بني إسرائيل وكتبوا كتابا على ما تأولوه من تأويلاتهم مخالفا لما أنزل الله على نبيه موسى صلى الله عليه وسلم ثم باعوه من قوم لا علم لهم بها ولا بما في التوراة جهال بما في كتب الله لطلب عرض من الدنيا خسيس فقال الله لهم فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون
وقال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره (الجزء الثالث، ص323)(1/903)
القول في تأويل قوله تعالى وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون يعني بذلك جل ثناؤه وإن من أهل الكتاب وهم اليهود الذين كانوا حوالي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده من بني إسرائيل والهاء والميم في قوله منهم عائدة على أهل الكتاب الذين ذكرهم في قوله ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك وقوله لفريقا يعني جماعة يلوون يعني يحرفون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب يعني لتظنوا أن الذي يحرفونه لكلامهم من كتاب الله وتنزيله يقول الله عز وجل وما ذلك الذي لووا به ألسنتهم فحرفوه وأحدثوه من كتاب الله ويزعمون أن ما لووا به ألسنتهم من التحريف والكذب والباطل فألحقوه في كتاب الله من عند الله يقول مما أنزله الله على أنبيائه وما هو من عند الله يقول وما ذلك الذي لووا به ألسنتهم فأحدثوه مما أنزله الله إلى أحد من أنبيائه ولكنه مما أحدثوه من قبل أنفسهم افتراء على الله يقول عز وجل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون يعني بذلك أنهم يتعمدون قيل الكذب على الله والشهادة عليه بالباطل والإلحاق بكتاب الله ما ليس منه طلبا للرياسة والخسيس من حطام الدنيا وبنحو ما قلنا في معنى يلوون ألسنتهم بالكتاب قال أهل التأويل
وأما نقلهم ذلك عن البخاري رحمه الله وأنه نقل ذلك عن ابن عباس وأقره ولم يرده عليه فهذا يرده ماسبق من إثبات السند إلى ابن عباس بوقوع التحريف(1/904)
وأما ما في صحيح البخاري برقم 6929 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم أخبرنا بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن بن عباس رضي الله عنهما قال كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند لله ليشتروا به ثمنا قليلا ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم
ويقول النصارى:
ويؤمن المسلمون بالتوراة والإنجيل بالرغم من ان القرآن يتهمها بالتحريف والضياع فهل ينفع المسلمين الأيمان بكتاب محرف بكتاب او غير موجود فماذا يفيد هذا الإيمان أهو إيمان بكتاب محرف فهو طلب قريب إلى الكفر أكثر منه إلى الإيمان فالإيمان بكتاب غير موجود هو أقرب إلى الضلال من الهدى
وهذا كما يلحظ كل عاقل أنه من السفسطة العجيبة، والتلبيس الماكر،
وهو مبنى على التوهيم والتغليط والمكر
فيقولون المقدمة الأولى
المسلمون يؤمنون بالتوراة والأنجيل
المقدمة الثانية
المسلمون يعتقدون تحريف التوراة والإنجيل
النتيجة
إذا يجب أن يكفر المسلمون بالتوراة والإنجيل لأنهم يعتقدون وقوع التحريف فيها
وكان الواجب أن تكون النتيجة المنطقية الصحيحة
المؤمنون المسلمون يؤمنون بالتوراة والإنجيل التي تستحق هذا الاسم وهما ما لم يلحقه التحريف، فإذا وقع التحريف لم يعتقدوا أن هذا المحرف توراة ولا إنجيلا مع إيمانهم بنزول هذه الكتب وتضمنها للحق والهدى.
وهذا يقع كثيرا في جدلهم من فلسفة السوفسطائيين التي تقوم علىتغليط المناظرين بمثل هذه الأوهام التي بين الله أنها طريقتهم في الجدل.
ويقول النصارى(1/905)
"إن كان الإيمان المقصود هو الإيمان بالإنجيل الذي بين أيدينا وهو الإنجيل الحقيقي فلم يعرف العالم غير هذا الإنجيل إن كان هذا هو المقصود بالإيمان فهذا يعني بصراحة ترك الإسلام واتباع المسيح لأن الإنجيل غايته الاولى والأخيرة هي المسيح"
فانظر غاية التلبيس ببناء النتائج على المقدمات
إذ كيف يلزم المخالفين له والمدعين بتحريف الإنجيل بأن العالم لم يعرف غير هذا الإنجيل أم أن المخالفين له ليسوا من العالم
ولو افترضنا جدلا أن الإنجيل لم يحرف فهل النتيجة صحيحة
وهل الإيمان بنبي من الأنبياء يستلزم الكفر بغيره م الأنبياء
فإذا كان المسلمون يؤمنون بالإنجيل فهل يلزمهم الكفر بالنبي صلى الله عليه وهل في الإنجيل وجوب الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول يعني بصراحة ترك الإسلام واتباع الإنجيل
وبهذا يتبين لكل عاقل أن هذا المنهج في المناظرة من أبعد ما يكون عن منهج العقل والعدل والحق ولذا سمى الله أمة من الأمم بالضالين لوقوعهم في الضلال العقلي والنقلي معا
ويقول النصراني
ماذا ينفع هذا ألم يطلب القرآن من المسلمين الإيمان والعمل فلماذا لا تطبق هذه القاعدة عندما يقول المسلمين أننا نؤمن بالإنجيل، الإيمان دون عمل لا فائدة منه. إذن الإيمان بالكتاب أو عدم الإيمان به لا يعني شيئاً بل أن هذا لا يسمى إيماناً بكتاب وهمي
وهذا من وجوه التغليط المتكاثرة(1/906)
فإن دعواهم أن إيماننا بالإنجيل لا يكون معه العمل مبنى على جهلهم بالإيمان وتصوره فإن الإيمان قول وعمل وأنه عمل القلوب والأركان ونحن نؤمن بالتوراة والإنجيل ويترتب عليها أعظم الأعمال وهي أعمال القلوب من محبة الأنبياء موسى وعيسى عليها الصلاة والسلام وتوليهما والاعتقاد بأنهما من الرسل ومحبة التوراة والأنجيل، والإيمان بكل ما أقره القرآن منهما وما بين الله لنا في الكتاب أنه فيهما فالمسلمون هم العاملون حقيقة بالتوراة والإنجيل القائمون بأمر الله فيها، إذا الشرائع كلها دعت إلى الحق والهدى وتواترت على ذلك فالمسلمون هم أولى الناس بإبراهيم وموسى وعيسى من كل مدع
فالتوحيد الذي هو أعظم ما في التوراة والإنجيل لا يقيمه الإ المسلمون على ما يرضي الله تعالى، والإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر هو أوضح ما يكون عند المسلمين، والقيام بالأخلاق الحميدة والخصال الكريمة هي صفات المسلم التي دعا الله إليها في القرآن ودعا إليها الرسول عليه الصلاة والسلام
القائلون بالتحريف اللفظي: الشوكاني رحمه الله (1/541) في فتح القدير والآلوسي في روح المعاني (1/181)
---
(1/907)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فتح الكبير في الأستعاذة والتكبير للشيخ الحصري
---
فتح الكبير في الأستعاذة والتكبير للشيخ الحصري
---
د . يحيى الغوثاني
11-25-2006, 05:31 AM
فتح الكبير في الأستعاذة والتكبير المؤلف الشيخ محمود خليل الحصري يقول العبد الفقير يحيى الغوثاني : مما وجدت في أرشيفي هذا الصباح هذا الكتيب المختصر اللطيف فأحببت أن أقدمه لأهل ملتقى التفسير هدية ندية سائلا المولى أن يرحم مؤلفه الشيخ محمود خليل الحصري وأن يجعله في الفردوس الأعلى الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أما بعد: فهذا مختصر جمعت فيه ما ينبغي للقارئ أن يعلمه من مباحث الاستعاذة والتكبير ورتبته على مقصدين جامعين للغرض من هذين الفنين:- المقصد الأول: في الكلام على الاستعاذة وفيها خمسة مباحث: المبحث الأول: في حكمها استحباباً أو وجوباً. المبحث الثاني: في محلها وما ورد فيه من الخلاف. المبحث الثالث: في صيغتها وما ورد فيها من الآثار. المبحث الرابع: في حكم الجهر بها والإخفاء. المبحث الخامس: في حكم الوقف عليها ووصلها بما بعدها وما ورد في ذلك. والمقصد الثاني: في الكلام على التكبير وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: في سببه ومحله واختلاف الأئمة فيهما وما ورد فيه من الأوجه. المبحث الثاني: في رواته. المبحث الثالث: في صيغته. وأسأل الله تعالى من فضله الكريم، أن ينفع به النفع العميم كل من تلقا سليم، وأن يجعله سبباً للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم. وهذا أوان الشروع فيه فأقول متوكلاً على من بفضله وجوده ينال المأمول: الاستعاذة مصدر استعاذ: أي: طلب العوذ والعياذ، ويقال لهما: التعوذ، هو مصدر تعوذ بمعنى فعل العوذ، ومعنى العوذ والعياذ في اللغة اللجأ والامتناع والاعتصام. فإذا قال القارئ: أعوذ(1/908)
بالله، فكأنه قال: ألجأ واعتصم وأتحصن بالله، ثم صار كل من التعوذ والاستعاذة حقيقة عرفية عند القراء في قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو غيره من الألفاظ الواردة، فإذا قيل لك: تعوذ أو استعذ فالمراد قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والاستعاذة ليست من القرآن بالإجماع، ولفظها لفظ الخبر ومعناه الإنشاء؛ أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم. والكلام عليها في مباحث. * * * المبحث الأول: في حكمها استحباباً أو وجوباً: هي مسألة لا تعلق للقراءات بها، ولكن لما ذكرها شراح الشاطبية أحببت ذكرها هنا لما يترتب عليها من الفوائد، وقد تكلف أئمة التفسير والفقهاء بالكلام فيها، وأشير إلى ملخص ما ذكروه في أربع مسائل. الأولى: ذهب الجمهور إلى أن الاستعاذة مستحبة في القراءة بكل حال في الصلاة وخارجها، وحملوا الأمر بها في قوله تعالى: ( فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) على الندب، وذهب داود بن على وأصحابه إلى وجوبها حملاً للأمر على الوجوب كما هو الأصل، حتى أبطلوا صلاة من لم يستعذ، وقد جنح الإمام فخر الدين الرازي - رضي الله عنه - إلى القول بالوجوب، وحكاه عن عطاء ابن أبى رباح، واحتج له بظاهر الآية من حيث الأمر، والأمر ظاهره الوجوب، وبمواظبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها ولأنها تدرأ شر الشيطان، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولأن الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب. وقال ابن سيرين: إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب وقال بعضهم: كانت واجبة على النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أمته. حكى هذين القولين العماد ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره. الثانية: الاستعاذة في الصلاة للقراءة لا للصلاة، وهذا مذهب الجمهور كالشافي وأبى حنفية ومحمد بن الحسن وأحمد بن حنبل. وقال أبو يوسف: هي للصلاة، فعلى هذا يتعوذ المأموم وإن كان لا يقرأ ويتعوذ في العيدين بعد الإحرام وقبل تكبيرات(1/909)
العيد، ثم إذا قلنا بأن الاستعاذة للقراءة فهل قراءة الصلاة قراءة واحدة فتكفى الاستعاذة في أول ركعة أو قراءة كل ركعة مستقلة بنفسها فلا يكفى. قولان للشافعي، وهما روايتان عن أحمد، والأرجح الأول لحديث أبى هريرة في الصحيح: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة ولم يسكت، ولأنه لم يتخلل القراءتين اجنبى بل تخللها ذكر فهي كالقراءة الواحدة حمد لله أو تسبيح أو تهليل أو نحو ذلك. ورجح الإمام النووي وغيره الثاني، وأما الإمام مالك فإنه قال: لا يستعاذ إلا في قيام رمضان فقط. وهو قول لا يعرف لما قبله، وكأنه أخذ بظاهر الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين) ورأى أن هذا دليل على ترك التعوذ. فأمات قيام رمضان فكأنه رأى أن الأغلب عليه جانب القراءة. والله أعلم. الثالثة: إذا قرأ جماعة جملة هل يلزم كل واحد الاستعاذة أو تكفى استعاذة بعضهم. قال المحقق ابن الجزرى: لم أجد فيها نصا، ويحتمل أن تكون كفاية وأن تكون عينا على كل من القولين بالوجوب والاستحباب. والظاهر الاستعاذة لكل واحد؛ لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه بالله تعالى عن شر الشيطان كما تقدم فلا يكون تعوذ واحد كافيا عن آخر. كما هو المختار في التسمية على الأكل فليس من سنن الكفايات. أ هـ. الرابعة: إذا قطع القارئ القراءة لعارض من سؤال أو كلام يتعلق بالقراءة فلا تسن الاستعاذة، وذلك بخلاف ما إذا كان الكلام أجنبيا ولو ردا للسلام فإنه يستأنف الاستعاذة، وكذا لو كان القطع إعراضا عن القراءة ثم بدا له فعاد إليها فإنه يستعيذ. والله اعلم. * * * المبحث الثاني: في محلها: هو قبل القراءة بالإجماع ولا يصح قول بخلافه عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد، فقد نسب إلى حمزة وأبى حاتم. ونقل عن أبى هريرة - رضي الله عنه - وابن(1/910)
سيرين وإبراهيم النخعى وحكى عن مالك. وذكر أنه مذهب داود بن على الظاهري وجماعته عملاً بظاهر الآية، وهو قوله تعالى: ( فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله ) قول على أن الاستعاذة بعد القراءة. وحكى قول آخر وهو الاستعاذة قبل وبعد. ذكره الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره، ولا يصح شئ من هذا عمن نقل عنه ولا ما استدل به لهم. أما حمزة وأبو حاتم فالذي ذكر ذلك عنهما هو أبو القاسم الهذلى إذ قال في كامله: قال حمزة في رواية ابن قلوقا : إنما يتعوذ بعد الفراغ من القرآن ، قال : وبه قال أبو حاتم . أ هـ. قال المحقق: أما رواية ابن قلوقا عن حمزة فهي منقطعة في الكامل، لا يصح إسنادها وكل من ذكر هذه الرواية عن حمزة من الأئمة كالحافظين أبى عمرو الداني وأبى العلاء الهمذانى وابن سوار وسبط الخياط وغيرهم لم يذكروا ذلك عنه ولا عرجوا عليه. وأما أبو حاتم فإن الذين ذكروا روايته واختياره كابن سوار وابن مهران وأبى معشر الطبري والإمام أبى محمد النبوي وغيرهم لم يذكروا عنه شيئا ولا حكوه. وأما أبو هريرة فالذي نقل عنه رواه الشافعي في مسنده: أخبرنا إبراهيم بن محمد عن ربيعة بن عثمان عن صالح بن أبى صالح أنه سمع أبا هريرة وهو يؤم الناس رافعاً صوته: ( ربنا إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم ) في المكتوبة إذا فرغ من أم القرآن. وهذا إسناد لا يحتج به؛ لأن إبراهيم بن محمد هو الأسلمى، وقد أجمع أهل النقل والحديث على ضعفه ولم يوثقه سوى الشافعي. قال أبو داود: كان قدريا رافضيا كل بلاء فيه. وصالح بن أبى صالح الكوفي ضعيف واه، وعلى تقدير صحته لا يدل على أن الاستعاذة بعد القراءة بل يدل على أنه كان يستعيذ إذا فرغ من أم القرآن أى للسورة الأخرى وذلك واضح. فأما أبو هريرة فهو ممن عرف بالجهر بالاستعاذة لا بالإتيان بها بعد القراءة. وأما ابن سيرين والنخعى فلا يصح عن واحد منهما عن أهل النقل. وأما مالك فقد حكاه عنه القاضي ابن العربي في المجموعة وكفى في(1/911)
الرد والشناعة على قائله. وأما داود وأصحابه فهذه كتبهم موجودة لا تعد كثرة لم يذكر فيها أحد شيئا من ذلك، ونص ابن حزم إمام أهل الظاهر على التعوذ قبل القراءة ولم يذكر غير ذلك. وأما الاستدلال بظاهر الآية فغير صحيح، بل هي جارية على أصل لسان العرب وعرفه وتقديرها عند الجمهور إذا أردت القراءة فاستعذ، وهو كقوله تعالى: ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) وكقوله: ( من أتى الجمعة فليغتسل). أ هـ. وقهـ.لمحقق: وعندي أن الأحسن في تقديرها إذا ابتدأت وشرعت كما في حديث جبريل: فصلى الصبح حين طلع الفجر، أي أخذ في الصلاة عند طلوعه ولا يمكن القول بغير ذلك، وهذا بخلاف قوله في حديث: ثم صلاها بعد أن أسفر، فإن الصحيح أن المراد بهذا الابتداء خلافا لمن قال إن المراد الانتهاء.أ هـ. ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضى أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له وتهيؤ لتلاوة كتاب الله تعالى فهي التجاء إلي الله تعالى واعتصام بجنابة من خلل يطرأ عليه أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها وإقرار لله بالقدرة، واعتراف العبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه، فهو لا يقبل مصانعة ولا يدارى بإحسان ولا يقبل رشوة، بخلاف العدو الظاهر من جنس الإنسان، كما دلت عليه الآي الثلاث في القرآن التي أرشد فيها إلي رد العدو الإنساني والشيطاني، فقال تعالى في الأعراف: ( خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ) فهذا ما يتعلق بالعدو الإنساني، ثم قال: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) الآية، وقال في المؤمنون: ( ادفع بالتي هي أحسن السيئة)، ثم قال: ( وقل رب أعوذ بك ) الآية. وقال في فصلت: ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة ) الآيات. وفى ذلك قال ابن الجزرى: شيطاننا المغوى عدو فاعتصم .:. بالله منه والتجئ وتعوذ وعدوك الإنسى دار وداده(1/912)
.:. تملكه وادفع بالتى فإذا الذي المبحث الثالث: في صيغتها: وفيه مسألتان: الأولى: أن المختار لجميع القراء من حيث الرواية: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) كما ورد في سورة النحل فقد حكى ابن سوار وأبو العز القلانسى وغيرهما الاتفاق على هذا اللفظ بعينه. وقال الإمام السخاوى في كتابه ( جمال القراء): إن الذي عليه إجماع الأمة هو ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). وقال الحافظ أبو عمرو الداني: إنه هو المستعمل عند الحذاق دون غيره. أ هـ. وهو المأخوذ به عند عامة الفقهاء كالشافعي وأبى حنيفة وأحمد وغيرهم. وقد ورد النص بذلك عن النبي، ففي الصحيحين من حديث سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال: استب رجلان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي: ( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). الحديث بلفظ البخاري في باب الحذر من الغضب في كتاب الأدب. ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن أبى بن كعب، وكذا رواه الإمام أحمد والنسائي في عمل اليوم والليلة، وهذا لفظه نصا، وأبو داود، ورواه أيضا الترمذي في حديث معاذ بن جبل بمعناه، وروى هذا اللفظ من التعوذ أيضا من حديث جبير بن مطعم، ومن حديث عطاء بن السائب عن السلمي عن ابن مسعود، وقد روى أبو الفضل الخزاعى في المنتهى عن المطوعى عن الفضل بن الحباب عن روح بن عبد المؤمن قال: قرأت على يعقوب الحضرمي فقلت: أعوذ بالسميع العليم. فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على سلام بن المنذر، فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على زر بن حبيش فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على عاصم بن بهدلة فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على عبد(1/913)
الله بن مسعود فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقلا لي: يا ابن أم عبد، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أخذته عن جبريل عن ميكائيل عن اللوح المحفوظ. قال الحافظ ابن الجزرى: حديث غريب جيد الإسناد من هذا الوجه. ورويناه مسلسلاً من طريق روح أيضا، فقرأت على الشيخ الإمام العالم العارف الزاهد جمال الدين أبى محمد، محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الجمال النسائي مشافهة فقلت: أعوذ بالله السميع العليم فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على الشيخ الإمام شيخ السنة سعد الدين محمد بن مسدد بن محمد الكازرونى، فقلت: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبى الربيع على بن عبد الصمد بن أبى الحبيش: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على والدي: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على محيى الدين أبى محمد يوسف بن عبد الرحمن بن على بن محمد بن الجوزى: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على والدي أعوذ بالله من السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الجيم فإني قرأت على أبي الحسن على بن يحيى البغدادي أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على ابن بكر محمد بن عبد الباقي الانصارى أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فإني قرأت على هناء بن إبراهيم النسفى أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على محمود بن المثنى بن المغيرة: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان(1/914)
الرجيم، فإني قرأت على أبي عصمة محمد بن أحمد السخرى: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبى محمد عبد الله بن عجلان بن عبد الله الزنجانى: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي عثمان سعيد بن عبد الرحمن الأهوازى: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على محمد بن عبد الله بن بسطام: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على روح بن عبد المؤمن: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على يعقوب بن إسحاق الحضرمي أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على سلام بن المنذر أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على عاصم بن أبي النجود: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على زر بن حبيش: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على عبد الله بن مسعود: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على رسول الله: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على جبريل: أعوذ بالله السميع العليم، فقال لي: قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال لي جبريل: هكذا أخذته عن ميكائيل وأخذها ميكائيل عن اللوح المحفوظ. قال الحافظ: وقد أخبرني بهذا الحديث أعلى من هذا شيخاى الإمامان الولي الصالح أبو العباس أحمد بن رجب المقري وقرأت عليه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والمقرئ المحدث الكبير يوسف ابن محمد السرمرى البغداديان فيما شافهانى به. وقرأ على أبى الربيع ابن أبى الحبيش المذكور،(1/915)
وأخبرني به عاليا جدا جماعة من الثقات منهم أبو حفص عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة المراغى، وقرأت عليه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: عن شيخه الإمام أبى الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري قال: اخبرنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن الجوزى في كتابه فذكره بإسناده. وروى الخزاعى أيضا في كتابه المنتهى بإسناد غريب عن عبد الله ابن مسلم بن يسار فإني قرأت على أبي بن كعب فقلت: أعوذ بالله السميع العليم: فقال لي: يا بنى، عمن أخذت هذا، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كما أمرك الله. الثانية: دعوى الإجماع على هذا اللفظ بعينه مشكلة، والظاهر أن المراد على أنه المختار، فقد ورد تغيير هذا اللفظ والزيادة عليه والنقص منه كما سنذكره ونبين صوابه. أما أعوذ: فقد نقل عن حمزة فيه استعيذ ونستعيذ واستعذت ولا يصح، وقد اختاره بعضهم كصاحب الهدايةه من الحنفية، قال لمطابقة لفظ القرآن، يعنى قوله ( فاستعذ بالله ). وليس كذلك، وقول الجوهري: عذت بفلان واستعذت به أي لجأت إليه، مردود عند أئمة اللسان، بل لا يجزى ذلك على الصحيح كما لا يجز أعوذ ولا تعوذت، وذلك لنكتى ذكرها الإمام الحافظ العلامة أبو أمامة محمد بن على بن عبد الواحد بن النقاش رحمه الله تعالى في كتابه ( اللاحق السابق والناطق الصادق في التفسير) فقال: بيان الحكمة التي لأجلها لم تدخل السين والتاء في فعل المستعيذ بالماضي والمضارع، فقد قيل له: استعذ، بل لا يقال: أعوذ دون استعيذ وأتعوذ واستعذت وتعوذت، وذلك أن السين والتاء شأنهما الدلالة على الطلب فوردتا في الأمر إيذانا بطلب التعوذ فمعنى استعذ بالله اطلب منه أن يعيذك فامتثال الأمر هو أن يقول: أعوذ بالله، لأن قائله متعوذ ومستعيذ قد عاذ والتجأ، والقائل: أستعيذ بالله ليس بعائذ إنما هو طالب العياذ به كما تقول: استخير الله أي أطلب خيرته، واستقيله أي أطلب إقالته، واستغفره أي اطلب مغفرته، فدخلت في(1/916)
فعل الأمر إيذانا بطلب هذا المعنى من المعاذ به، فإذا قال المأمور: أعوذ بالله، فقد امتثل ما طلب منه، فإنه طلب منه نفس الاعتصام والالتجاء، وفرق بين الاعتصام وبين طلب ذلك، فلما كان المستعيذ هاربا ملتجئا معتصماً بالله أتى بالفعل الدال على طلب ذلك فتأمله، قال: والحكمة التي لأجلها امتثل المستغفر الأمر بقوله: استغفر الله، أنه طلب منه أن يطلب المغفرة التي لا تتأتى إلا منه بخلاف العياذ واللجأ والاعتصام وامتثل الأمر بقوله: استغفر الله أى اطلب منه أن يغفر لي. ولله دره ما ألطفه وأحسنه. فإن قيل: فما تقول في الحديث الذي رواه أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره، حدثنا أبو كريب، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا بشر بن عمار، ثنا أبو روق، عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس، قال: أول ما نزل جبريل على محمد، قال: يا محمد: استعذ، قال: استعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، اقرأ باسم ربك. قال المحقق: ما أعظمه مساعداً لمن قال به لو صح فقد قال شيخنا الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله بعد إيراده. وهذا الإسناد غريب، قال: وإنما ذكرناه ليعرف فأن في إسناده ضعفاً وانقطاعاً. قال المحقق : ومع ضعفه وانقطاعه وكونه لا تقوم به حجة ، فإن الحافظ أبا عمرو الداني رحمه الله تعالى رواه على الصواب في حديث أبي روق أيضا عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال : أول ما نزل جبريل عليه السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه الاستعاذة . قال يا محمد، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قال: قل: بسم الله الرحمن الرحيم. والقصد أن الذي تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعوذ للقراءة ولسائر تعوذاته من روايات لا تحصى كثرة هو لفظ: أعوذ، وهو الذي أمره الله تعالى به وعلمه إياه، فقال: ( وقل رب أعوذ بك من همزت الشياطين)، ( قل أعوذ برب الفلق )، ( قل أعوذ برب الناس ) وقال عن موسى: ( أعوذ بالله أن أكون من(1/917)
الجاهلين ) ( إني عذت بربي وربكم )، وعن مريم عليها السلام: ( إني أعوذ بالرحمن منك ). وفى صحيح أبى عوانة عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل علينا بوجهه، فقال: ( تعوذوا بالله من عذاب النار) قلنا: نعوذ بالله من عذاب النار، قال: ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ) قلنا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن فقال: ( تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قلنا: نعوذ بالله من فتنة الدجال، فلم يقولوا في شئ في جوابه - صلى الله عليه وسلم - نتعوذ بالله ولا تعوذنا على طبق اللفظ الذي أمروا به، كما أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يقل: استعيذ بالله ولا استعذت على طبق اللفظ الذي أمره الله به. ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يعدلون عن اللفظ المطابق الأول المختار إلي غيره، بل كانوا هم أولى بالاتباع وأقرب إلي الصواب وأعرف بمراد الله تعالى، كيف وقد علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يستعاذ بالله، فقال / ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم أنى أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال) رواه مسلم وغيره ولا أصرح من ذلك. وأما بالله: فقد جاء عن ابن سيرين: أعوذ بالسميع العليم، وقيده بعضهم بصلاة التطوع، ورواه أبو على الأهوازى عن ابن واصل وغيره عن حمزة وفى صحة ذلك عنهما نظر. وأما الرجيم: فقد ذكر الهذلى في كاملة عن شبل عن حميد – يعنى ابن قيس -: ( أعوذ بالله القادر من الشيطان الغادر ) وحكى أيضا عن أبي زيد عن ابن السماك: أعوذ بالله القوى من الشيطان الغوي. وكلاهما لا يصح، وأما تغييرهما بتقديم وتأخير ونحوه فقد روى ابن ماجه بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي: ( الله إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم) وكذا رواه أبو داود في حديث عبد الرحمن بن أبى ليلى عن معاذ بن جبل، وهذا(1/918)
لفظه والترمذي بمعناه وقال: مرسل. يعنى أن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق معاذا لأنه مات قبل سنة عشرين. ورواه ابن ماجه أيضا بهذا اللفظ عن جبير بن مطعم، واختاره بعض القراء، وفى حديث أبي هريرة عن النبي: ( إذا خرج أحدكم من المسجد فليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم ). رواه ابن ماجه ولهذا لفظه، والنسائي من غير ذكر الرجيم. وفى كتاب ابن السني: ( اللهم أعذنى من الشيطان الرجيم ) وفيه أيضا عن أبي أمامة: ( اللهم أعوذ بك من إبليس وجنوده ) الحديث. وروى الشافعي في مسنده عن أبى هريرة أنه تعوذ في المكتوبة رافعاً صوته: ربنا إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم. وأما الزيادة: فقد وردت بألفاظ منها ما يتعلق بتنزيه الله تعالى. الأول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، نص عليه الحافظ أبو عمرو الداني في جامعه، وقال: إن على استعماله عامة أهل الأداء من أهل الحرمين والعراقيين والشام، ورواه أبو على الأهوازى أداء عن الأزرق بن الصباح وعن الرفاعى عن سليم وكلاهما عن حمزة ونصا عن أبى حاتم. ورواه الخزاعى عن أبى عدى عن ورش أداء. قال المحقق: وقرأت أنا به في اختيار أبي حاتم السجستانى ورواية حفص من طريق أبي هبيرة، وقد رواه أصحاب السنن الأربعة وأحمد عن أبي سعيد الخدرى بإسناد جيد. وقال الترمذي: هو أشهر حديث في هذا الباب، وفى مسند أحمد بإسناد صحيح عن معقل بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قرأت ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، وإن مات في ذك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسى كان بتلك المنزلة) رواه الترمذي وقال: حسن غريب. الثاني: ( أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ) ذكره الداني أيضا في جامعه عن أهل مصر وسائر بلاد المغرب، وقال: إنه استعمله منهم أكثر أهل الأداء. وحكاه أبو معشر في(1/919)
سوق العروس عن أهل مصر أيضا وعن قنبل والزينبي. ورواه الأهوازى عن المصريين عن ورش، وقال على ذلك وجدت أهل الشام في الاستعاذة إلا أنى لم اقرأ بها عليهم من طريق الأداء عن أبن عامر وإنما هو شئ يختارونه. ورواه أداء عن أحمد بن جبير في اختياره وعن الزهري وأبي بحرية وابن منادر وحكاه الخزاعى عن الزينبي عن قنبل ورواه أبو العز أداء عن أبي عدى عن ورش. ورواه الهذلى عن ابن كثير في غير رواية الزينبي. الثالث: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم) رواه الاهوازى عن أبي عمرو، وذكره أبو معشر عن أهل مصر والمغرب، ورويناه من طريق الهزلي عن أبى جعفر وشيبة ونافع في غير رواية أبي عدى عن ورش، وحكاه الخزاعى وأبو الكرم الشهرزورى عن رجالهما عن أهل المدينى وابن عامر والكسائى وحمزة في احد وجوهه. وروى عن عمر بن الخطاب ومسلم بن يسار، وابن سيرين والثوري، وقرأت أنا به في قراءة الأعمش، إلا أنى في رواية الشنبوذى عنه أدغمت الهاء في الهاء. الرابع: ( أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم) رواه الخزاعى عن هيبرة عن حفص قال: وكذا في حفظي عن ابن الشارب عن الزينبي عن قنبل، وذكره الهذلى عن أبى عدى عن ورش. الخامس: ( أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم ) رواه الهذلى عن الزينبي عن ابن كثير السادس: ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم ) كره الأهوازى عن جماعة وهو المأخوذ به في قراءة الحسن البصري. السابع: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستفتح الله وهو خير الفاتحين ) رواه أبو الحسن الخبازى عن شيخه أبى بكر الخوارزمي عن ابن مقسم عن إدريس عن خلف عن حمزة. الثامن: ( أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) ورواه أبو داود في الدخول إلي المسجد عن عمرو بن العاص عن النبي، وقال: إذا قال ذلك، قال الشيطان:حفظ منى سائر اليوم.(1/920)
إسناده جيد وهو حديث حسن. ووردت بألفاظ تتعلق بشتم الشيطان نحو: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الخبيث المخبث والرجس النجس ) كما ورد في كتاب الدعاء لأبى القاسم الطبراني، وعمل اليوم والليلة لآبى بكر بن السني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء قال: ( اللهم إني أعوذ بك من الرجس والمنجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم ) لكن إسناده ضعيف. ووردت أيضا بألفاظ تتعلق بما يستعاذ منه، ففي حديث جبير بن مطعم ( من الشيطان الرجيم من همزة ونفثه ونفخه) رواه ابن ماجه وهذا لفظه، وأبو داود والحاكم وابن حبان في صحيحيهما، وكذا في حديث أبي سعيد. وفى حديث ابن مسعود: ( من الشيطان الرجيم وهمزة ونفخه ونفثه ) وفسروه فقالوا: همزه الجنون ونفثه الشعر ونفخه الكبر. وأما النقص فلم يتعرض للتنبيه عليه أكثر الأئمة، وكلام الشاطبى رحمه الله يقتضى عدمه، والصحيح جوازه، لما ورد، فقد نص الحلواني في جامعه على جواز ذلك، فقال: وليس للاستعاذة حد تنتهي إليه، من شاء زاد ومن شاء نقص أى بحسب الرواية كما سيأتي. وفى سنن أبي داود من حديث جبير بن مطعم أعوذ بالله من الشيطان من غير ذكر الرجيم. وكذا رواه غيره وتقدم في حديث أبي هريرة في رواية النسائي: ( اللهم اعصمني من الشيطان ) من غير ذكر الرجيم. فهذا الذي وصل إلينا في الاستعاذة من الشيطان في حالة القراءة وغيرها، ولا ينبغي أن يعدل عما صح منه حسبما تبين، ولا يعدل عما ورد عن السلف الصالح فإنما نحت متبعون لا مبتدعون. قال الجعبرى في شرح قول الشاطبى: ( وإن تزد لربك تنزيها فلست مجهلاً ) هذه الزيادة وإن أطلقها وخصها فهي مقيدة بالرواية وعامة في غير التنزيه. * * * المبحث الرابع: في حكم الجهر بها والإخفاء: وفيه مسائل: الأولى: أن المختار عند أئمة القراءة هو الجهر بها لا خلاف في ذلك عن أحد منهم إلا ما جاء عن حمزة وغيره مما نذكره. وفى كل حال من أحوال(1/921)
القراءة كما سنبين. قال الحافظ أبو عمرو في جامعه: ولا أعلم خلافا في الجهر بالاستعاذة عن افتتاح القرآن وعند ابتداء كل قارئ بعرض أو درس أو تلقين في جميع القرآن إلا ما جاء عن نافع وحمزة، ثم روى عن ابن المسيبى أنه سئل عن استعاذة المدينة أيجهرون بها أم يخفونها ؟ قال: ما كنا نجهر ولا نخفى ما كنا نستعيذ البتة. وروى عن أبيه عن نافع أنه كان يخفى الاستعاذة ويجهر بالبسملة عند افتتاح السور ورءوس الآي في جميع القرآن، وروى أيضا عن الحلواني، قال: قال خلف: كنا نقرأ على سليم فنخفى التعوذ ونجهر بالبسملة في الحمد خاصة، ونخفى التعوذ والبسملة في سائر القرآن نجهر برءوس أثمنتها، وكانوا يقرءون على حمزة فيفعلون ذلك، قال الحلواني: وقرأت على خلاد ففعلت ذلك. وقال المحقق: صح إخفاء التعوذ في رواية المسيبى عن نافع، وانفرد به الولي عن إسماعيل عن نافع، وكذلك الاهوازى عن يونس عن ورش. وقد ورد في طرق كتابنا عن حمزة على وجهين. أحدهما: إخفاؤه حيث قرأ القارئ مطلقا أى في أول الفاتحة وغيرها وهو الذي لم يذكر أبو العباس المهدوى عن حمزة من رواية خلف وخلاد عنه سواه، وكذلك روى الخزاعى عن الحلواني عن خلف وخلاد، وكذلك ذكر الهذلى في كاملة وهى رواية إبراهيم بن زربى عن سليم عن حمزة. الثاني: الجهر بالتعوذ في أول الفاتحة فقط وإخفاءه في سائر القرآن، وهو الذي نص عليه في المبهج عن خلف عن سليم وفى اختياره، وهى رواية محمد بن لاحق التميمى عن سليم عن حمزة، ورواه الحافظ الكبير أبو الحسن الدار قطني في كتابه عن أبي الحسن المنادى عن الحسن بن العباس عن الحلواني عن خلف عن سليم عن حمزة أنه كان يجهر بالاستعاذة والتسمية في أول سورة فاتحة الكتاب ثم يخفيها بعد ذلك في جميع القرآن، قال الحلواني: وقرأت على خلاد فلم يغير على. وقال لي: كان سليم يجهر فيهما جميعا. ولا ينكر على من جهر ولا على من أخفى. وقال أبو القاسم الصفراوي في الإعلان: واختلف عنه(1/922)
يعنى عن حمزة أنه كان يخفيها عند فاتحة الكتاب كسائر المواضع أو يستثنى فاتحة الكتاب فيجهر بالتعوذ عندها فروى عنه الوجهان جميعا. اهـ. وقد انفرد أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري عن الحلواني عن قالون بإخفائها في جميع القرآن. الثانية: أطلقوا اختيار الجهر في الاستعاذة مطلقا ولابد من تقييده، وقد قيده الإمام أبو شامة رحمه الله بحضرة من يسمع قراءته ولابد من ذلك، قال: لأن الجهر بالتعوذ إظهار لشعار القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات العيد، ومن فوائده أن السامع ينصت للقراءة من أولها ولا يفوته منها شئ، وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن فاته من المقروء شئ، وهذا المعنى هو الفارق بين القراءة خارج الصلاة وفى الصلاة فإن المختار في الصلاة الإخفاء لأن المأموم منصت من أول الإحرام بالصلاة. وقال الشيخ محيى الدين النووي رحمه الله: إذا تعوذت في الصلاة التي يسر فيها بالقراءة أسر التعوذ، فإن تعوذ في التي يجهر فيها بالقراءة فهل يجهر ؟ فيه خلاف، من أصحابنا من قال يسر. وقال الجمهور: للشافعي في المسألة قولان: أحدهما: يستوي الجهر والإسرار وهو نصه في الأم. والثاني: يسن الجهر وهو نصه في الإملاء. ومنهم من قال قولان: أحدهما يجهر، صححه الشيخ أبو حامد الاسفرايينى إمام إمام أصحابنا العراقيين وصاحبه المحاملى وغيره، وهو الذي كان يفعله أبو هريرة، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يسر وهو الأصح عند جمهور أصحابنا، وهو المختار. قال ابن الجزرى: حكى صاحب البيان القولين على وجه آخر. فقال: أحد القولين أنه يتخير بين الجهر والسر ولا ترجيح. والثاني: يستحب فيه الجهر. ثم نقل عن أبي على الطبري أنه يستحب فيه الإسرار وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد ومذهب مالك في قيام رمضان، ومن المواضع التي يستحب فيها الإخفاء ما إذا قرأ خاليا سواء قرأ سرا أو جهرا ومنها إذا قرأ سرا فإنه يسر أيضا، ومنها إذا قرأ في الدور ولم يكن في قراءته مبتدئا(1/923)
يسر التعوذ لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي، فإن المعنى الذي من أجله استحب الجهر وهو الإنصات فقد في هذه المواضع. الثالثة: اختلف المتأخرون في المراد بالإخفاء فقال كثير منهم: هو الكتمان. وعليه حمل كلام الشاطبى أكثر شراحه، فعلى هذا يكفى فيه الذكر في النفس من غير تلفظ. وقال الجمهور: المراد به الإسرار. وعليه حمل الجعبرى كلام الشاطبى فلا يكفى فيه إلا التلفظ وإسماع نفسه وهذا هو الصواب؛ لأن نصوص المتقدمين كلها على جعله ضدا للجهر، وكونه ضدا للجهر يقتضى الإسرار به، والله اعلم. فأما قول ابن المسيبى: ما كنا نجهر ولا نخفى ما كنا نستعيذ البتة. فمراده الترك رأسا كما هو مذهب مالك رحمه الله تعالى كما مر. المبحث الخامس: في الوقف عليها: وقل من تعرض لذلك من مؤلفي الكتب، يجوز الوقف على الاستعاذة والابتداء بما بعدها، بسملة كانت أو غيرها، ويجوز وصلها بما بعدها، والوجهان صحيحان وظاهر كلام الداني رحمه الله أن الأولى وصلها بالبسملة لأنه قال في كتابه الاكتفاء: الوقف على آخر التعوذ تام. وعلى آخر البسملة أتم. وممن نص على هذين الوجهين الإمام أبو جعفر ابن الباذش ورجح الوقف لمن مذهبه الترتيل، فقال في كتابه الإقناع: ولكن أن تصلها – أي الاستعاذة – بالبسملة في نفس واحد وهو أتم، ولك أن تسكت عليها ولا تصلها بالبسملة وذلك أشبه بمذاهب أهل الترتيل فأما من لم يسم يعنى مع الاستعاذة فالاشبه عندي أن يسكت عليها ولا يصلها بشئ من القرآن. ويجوز وصلها. اهـ. قال المحقق ابن الجزرى: وهذا أحسن ما يقال في هذه المسألة ومراده بالسكت الوقف لإطلاقه عليه ولقوله في نفس واحد. وكذلك نظم الأستاذ أبو حيان في قصيدته حيث قال: وقف بعد أو صلا وعلى الوصل لو التقى مع الميم مثلها نحو: الرجيم ( ما ننسخ) أدغم لمن مذهبه الإدغام، كما يجب حذف همزة الوصل في نحو: ( اعلموا أنما الحيوة الدنيا). ونحو: ( الرجيم ) ( القارعة) وقد ورد في طريق أحمد بن(1/924)
إبراهيم القصبانى عن محمد بن غالب عن شجاع عن أبي عمرو أنه كان يخفى الميم من الرجيم عند باء باسم الله ولم يذكر ابن شيطا وأكثر العراقيين سوى وصل الاستعاذة بالبسملة.اهـ. قال أبو الفتح ابن شيطا: ولو أن قارئا ابتدأ قراءته من أول التوبة فاستعاذ ووصل الاستعاذة بالتسمية متبركاً بها ثم تلا السورة لم يكن عليه حرج إن شاء الله كما يجوز له إذا ابتدأ من بعض سورة أن يفعل ذلك. تجوز الأوجه الأربعة في البسملة مع الاستعاذة من الوصل بالاستعاذة والآية ومن قطعها عن الاستعاذة والآية، ومن قطعها عن الاستعاذة ووصلها بالآية، ومن عكسه كما تقدم. وهذه الأوجه ونحوها على سبيل التخيير، والمقصود منها معرفة جواز القراءة بكل منها على وجه الإباحة لا على وجه ذكر الخلف، فبأي وجه قرئ منها جاز، ولا احتياج إلي الجمع بينها في كل موضع، بل ولا في موضع واحد، إلا إذا قصد استيعاب الأوجه حالة الجمع أو الإفراد. والله اعلم. * * * التكبير التكبير مصدر كبر تكبيرا إذا قل: الله اكبر، ومعناه الله أعظم من كل عظيم. فإن قلت: إن قوله: الله أكبر، إن قصد به التفضيل لم يستقم لأنه لا مشاركة له في كبير ليصح التفضيل كما لا يخفى، وإن كان بمعنى كبير لزم صحة الإحرام في الصلاة به ولم يقل به الأئمة كمالك والشافعي. أجيب: بأن المقصود به التفضيل ولا يلزم منه المشاركة فقد يقصد بأفعل التفضيل التباعد عن الغير في الفعل، لا بمعنى تفضيله بعد المشاركة في أصل الفعل، بل بمعنى أنه متباعد في أصل الفعل متزايد في كمال، قصد إلي تمايزه في أصله حتى يفيد عدم وجود أصل الفعل في الغير فيحصل كمال التفضيل كقوله تعالى ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) إلى غير ذلك من النظائر. والكلام على التكبير في ثلاثة مباحث: المبحث الأول: في سببه ومحله: أما سببه فقد روى عن البزى أن الأصل في ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انقطع عنه الوحي، فقال المشركون: قلا محمداً ربه،(1/925)
فنزلت سورة ( والضحى ) فقال النبي: ( الله اكبر ) تصديقا لما كان ينتظره من الوحي، وتكذيبا للكفار، وأمر - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك أن يكبر إذا بلغ ( والضحى ) مع خاتمة كل سورة حتى يختم، تعظيما لله تعالى واستصحابا للشكر وتعظيما لختم القرآن, وقيل: كبر - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من صورة جبريل - عليه السلام - التي خلقه الله عليها عند نزوله بهذه السورة، فقد ذكر الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق أن هذه السورة التي جاء بها جبريل - عليه السلام - إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ظهر له في صورته التي خلقه الله عليها ودنا إليه وتدلى منهبطا وهو بالأبطح. وهذا قوى جدا إذ التكبير إنما يكون غالبا لأمر عظيم أو مهول. رواه الحافظ أبو العلاء بإسناده إلي أحمد بن فرح عن البزى، وكذا وراه غيره، لكن قال الحافظ عماد الدين ابن كثير أنه لم يرو بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف، ومراده كما في النشر كون هذا سبب التكبير وإلا فانقطاع الوحي مدة أو إبطاؤه مشهور. وروى أيضا عن أحمد بن فرح قال: حدثني ابن أبي بزة بإسناده:أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى إليه قطف عنب جاء قبل أوانه فأكل منه، فجاء سائل: فقال: أطعمونى مما رزقكم الله، قال: نسلم إليه العنقود، فلقيه بعض أصحابه فاشتراه منه وأهداه للنبي، فعاد السائل إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله فأعطاه إياه، فلقيه رجل آخر من الصحابة فاشتراه منه وأهداه للنبي، فعاد السائل فانتهره فانقطع الوحي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين صباحا، فقال المنافقون: قلا محمداً ربه، فجاء جبريل - عليه السلام - فقال: اقرأ يا محمد، قال: وما أقرأ، قال: أقرأ: ( والضحى )، فلقنه السورة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبيا لما بلغ ( والضحى) أن يكبر مع خاتمة كل سورة حتى يختم. وهو حديث معضل غريب جدا بهذا السياق، وهو مما انفرد به ابن أبي بزة، وقد كان تكبيره - صلى الله عليه(1/926)
وسلم - آخر قراءة جبريل - عليه السلام - وأول قراءته، ومن ثم تشعب الخلاف في محله، فمنهم من قال به من أول ( ألم نشرح ) ميلا إلي أنه لأول السورة، ومنهم من قال: ومن آخر الضحى ميلا إلي أنه لآخر السورة. وفى التيسير وفاقا لآبى الحسن ابن غلبون كوالده أبي الطيب في إرشاده وصاحب العنوان والهادي والهداية والكافي: أنه من آخر الضحى، وفى المستنير أنه من أول ( ألم نشرح )، وكذا في إرشاد أبى العز، وهو الذي في غالية أبي العلاء، وفى التجريد من قراءة مؤلفه على عبد الباقي، ومنهم من قال به من أول الضحى كأبي على البغدادي في روضته، وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي والمالكي. وأما قول الشاطبى: وقال به البزى من آخر الضحى وبعض له من آخر الليل وصلا. فتعقبه في النشر بأنه لم يرو واحد التكبير من آخر الليل كما ذكروه من آخر ( والضحى ) ومن ذكره كذلك فإنما أراد كونه في أول ( والضحى ). وقال: ولا أعلم أحد صرح بهذا اللفظ إلا الهذلى في كاملة تبعا للخزاعى في النتهى وإلا الشاطبى، ولما رأى بعض الشراح قوله هذا مشكلاً قال: مراده بالآخر في الموضعين أول السورة – أي أول ( ألم نشرح ) وأول ( الضحى ) وهذا فيه نظر، لأن يكون بذلك مهملاً، ورواية من رواه من آخر الضحى هو الذي في التيسير. والظاهر أنه سوى بين الأول والآخر في ذلك، وارتكب في ذلك المجاز وأخذ باللازم في الجواز، وإلا فالقول بأنه من آخر الليل حقيقة لم يقل به أحد من الشراح، فعلم أن المقصود بذكر آخر الليل هو أول الضحى وهو الصواب بلا شك. وروى أحمد البزى عن عكرمة بن سليمان مولى شيبة أنه قال: قرأت على إسماعيل القسط فلما بلغت ( والضحى ) قال لي: كبر مع خاتمة كل سورة حتى تختم، فإني قرأت على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك وأخبره أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي ابن كعب فأمره بذلك واخبره أبي أنه قرأ على رسول(1/927)
الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره بذلك. رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، ورواه ابن خزيمة، لكنه قال: إني خائف من أن يكون قد اسقط ابن أبى بزة أو عكرمة من هذا الإسناد شبلاً. قال المحقق ابن الجزرى – يعنى بين إسماعيل وابن كثير – ولم يسقط واحد منهما شبلا فقد صحت قراءة إسماعيل على ابن كثير نفسه، وعلى شبل معروف عن ابن كثير. وقال البزى: قال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك، وهذا كما قال الحافظ العماد ابن كثير يقتضى تصحيحه لهذا الحديث. وأما انتهاء التكبير: فجمهور المغاربة وغيرهم على أنه ينتهي إلى آخر سورة الناس، وجمهور المشارقة على أنه ينتهي لأول سورة والناس فلا يكبر آخرها، وهما مبنيان على خلاف مبدأ التكبير هل هو لأول السورة أو لأخرها، فمن قال: إنه لأولها لم يكبر لآخر الناس سواء كان ابتداء التكبير عنده من أول ( ألم نشرح ) أو من أول ( الضحى ) ومن قال الابتداء عن آخر الضحى كبر في آخر الناس. وأما قول الشاطبى رحمه الله: ( إذا كبروا في آخر الناس ) مع قوله: ( وبعض له من آخر الليل وصلاً ) على ما تقرر من أن المراد بآخر الليل أول الضحى. فقال في النشر: يقتضى أن يكون ابتداء التكبير من أول الضحى، وانتهاؤه آخر الناس وهو مشكل لما تأصل بل هو ظاهر المخالفة لما رواه فإن هذا الوجه وهو التكبير من أول الضحى هو من زياداته على التيسير. وهو من الروضة لأبى على كما نص عليه أبو شامة، والذي نص عليه في الروضة أن البزى روى التكبير من أول سورة الضحى إلي مع في خاتمة الناس وتابعه الزينبي عن قنبل في لفظه وخالفه في الابتداء فذكره من أول سورة ( ألم نشرح ) قال: ولم يختلفوا أنه منقطع مع خاتمة والناس. اهـ بحروفه. فهذا الذي أخذ الشاطبى التكبير من روايته قطع بمنعه في آخر الناس. فتعين حمل كلام الشاطبى على تخصيص التكبير آخر الناس بمن قال به من آخر الضحى كما هو مذهب صاحب التيسير(1/928)
وغيره، ويكون معنى قوله: إذا كبروا في آخر الناس، أي إذا كبر من يقول بالتكبير في أخر الناس، يعنى الذين قالوا به من آخر الضحى. اهـ. ويأتي على ما تقدم من كون التكبير لأول السورة أو آخرها حال وصل السورة بالسورة الأخرى ثمانية أوجه: اثنان منها على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة. واثنان على تقدير أن يكون لأولها. وثلاثة محتملة على التقديرين، والثامن ممتنع وقفا، وهو وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة مع القطع عليها؛ لأن البسملة لأول السورة فلا يجوز أن تجعل منفصلة عنها متصلة بآخر السورة كما هو مقرر في علم الخلاف. فأما الوجهان المبنيان على تقدير كون التكبير لآخر السورة فأولهما وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه ووصل البسملة بأول السورة. نص عليه في التيسير كاختيار طاهر بن غلبون وهو أحد اختياريه في جامع البيان وهو ظاهر كلام الشاطبى، وثانيهما وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه وعلى البسملة نص عليه الجعبرى فأولهما قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة ووصلها بأول السورة، نص عليه ابن سوار في المستنير ولم يذكر غيره، واختاره أبو العز والهمدانى وحكاه الداني وابن الفحام، ولم يذكر في الكفاية غيره، وثانيهما قطعه عن آخر السورة ووصله بالبسملة مع القطع عليها والابتداء بالسورة وهو ظاهر كلام الشاطبية، ونص عليه الفاسى ومنعه الجعبرى في شرحه، وقال ابن الجزرى: ولا وجه لمنعه إلا على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة، وإلا فعلى أن يكون لأولها فلا يظهر لمنعه وجه إذ غاية أن يكون كالاستعاذة ولا شك في جواز وصلها بالبسملة وقطع البسملة عن القراءة كما هو مقرر في محله. وأما الثلاثة المحتملة كلا التقديرين، فأولهما وصل التكبير بآخر السورة والبسملة وبأول السورة، اختاره في الشاطبية ونص عليه أصلها وذكره في المبهج والتجريد. وثانيهما: قطعه عن آخر السورة وعن البسملة مع وصل البسملة بأول السورة، ويخرج من الشاطبية كما(1/929)
نص عليه الجعبرى كالفاسى وهو اختيار طاهر ابن غلبون وأبى معشر. وثالثها: القطع عن آخر السورة وعن البسملة، وقطع البسملة عن أول السورة، وهو ظاهر من كلام الشاطبى ونص عليه الجعبرى كالفاسى، ومنعه مكي. قال في النشر: ولا وجه لمنعه على كلا التقديرين. والمراد بالقطع والسكت هنا في هذه الأوجه المذكورة الوقف المعروف، لا القطع الذي هو الإعراض، ولا السكت الذي هو دون تنفس، وهذا هو الصواب، ويزعم الجعبرى أن المقصود بالقطع في قولهم هو السكت المعروف كما زعم ذلك في البسملة، فقال في شرح قول الشاطبى: فإن شئت فاقطع دونه، أي فاسكت. ولو قالها لأحسن؛ إذ القطع عام فيه وفى الوقف. اهـ. قال المحقق: وهو شئ انفرد به لم يوافقه أحد عليه، ولعله توهم ذلك من قول بعض أهل الأداء كمكي والداني حيث عبرا بالسكت عن الوقف فحسب أنه السكت المصطلح عليه، ولم ينظر آخر كلامهم ولا ما صرحوا به عقيب ذلك، وأيضا فإن المتقدمين إذا أطلقوه لا يريدون به إلا الوقف، وإذا أرادوا به السكت المعرفو قيدوه بما يصرفه إليه. وإن وقع آخر السورة ساكن أو منون كسر لالتقاء الساكنين على أصله نحو: ( فارغب) الله اكبر و ( لخبير ) الله أكبر، وإن كان محركاً تركته على حاله وحذفت همزة الوصل لملاقاته نحو ( الحكمين ) الله اكبر، و ( الأبتر) الله أكبر، و ( عن النعيم ) الله أكبر، وإن وقع في آخرها هاء ضمير حذفت صلتها نحو: (ربه) الله اكبر، و( يره) الله اكبر، لما في وصلها من اجتماع ساكنين فحذف تخفيفاً. وإذا وصلته بالتهليل الآتي ذكره إن شاء الله تعالى أبقيته على حاله، وإن كان منوناً أدغم في اللام نحو (حامية) لا إله إلا الله. ويجوز المد على (لا) للتعظيم على ما تقرر في محله. * * * المبحث الثاني: فيمن ورد عنه: اعلم أن التكبير قد صح عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم وشاع ذلك عنهم واشتهر، بل قال الحافظ ابن الجزرى: أنه بلغ حد التواتر، وقد صح عن ابن كثير من روايتي البزى(1/930)
وقنبل. وقال الأهوازى: التكبير عند أهل مكة في آخر القرآن سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم في الدرس والصلاة. اهـ. قال أبو الطيب ابن غلبون: وهذه سنة مأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين وهى سنة بمكة لا يتركونها البتة. وورد أيضا عن أبى عمرو من رواية السوسى، وكذا عن أبى جعفر من رواية العمرى، ووافقهم ابن محيصن. قال الأهوازى في المفردة: إن ابن محيصن كان يكبر من خاتمة ( والضحى ) إلى آخر القرآن موصولاً بأول السورة. واختلف عن قنبل فجمهور المغاربة لم يرووه عنه كما في التيسير والعنوان والهادي والكافي. ورواه عنه في المستنير والوجيز وفاقاً لجمهور العراقيين وبعض المغاربة. والوجهان في الشاطبية كالتيسير، وبه قطع للسوسى الحافظ أبو العلاء في غايته في جميع طرقه، وقطع له به في التجريد من طريق ابن حبش من أول ألم نشرح إلى آخر الناس. وروى سائر الرواة عنه ترك التكبير كالجماعة. قال في النشر: وقد أخذ بعضهم التكبير لجميع القراء، وبه كان يأخذ أبو الحسين الخبازى، وحكاه أبو الفضل الرازي والهذلى وأبو العلاء، وهو الذي عليه العمل عند أهل الأمصار في سائر الأقطار عند الختم في المحافل واجتماعهم في المجالس، وبذلك أخذ علينا مشايخنا وكثير منهم يقوم به في صلاة رمضان ولا يتركه عند الختم على أي حال كان. وروى السخاوى عن أبى محمد الحسن بن محمد بن عبيد الله ابن أبى يزيد القرشي أنه صلى بالناس التراويح خلف المقام بالمسجد الحرام فلما كانت ليلة الختم كبر من خاتمو الضحى إلى آخر القرآن في الصلاة فلما سلم إذا بالإمام أبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعي قد صلى وراءه وقال: أحسنت أصبت السنة. وقد كانوا يكبرون إثر كل سورة ثم يكبرون للركوع وذلك إذا استعملوا التكبير آخر السورة. ومنهم من كان إذا قرأ الفاتحة وأراد الشروع في السورة كبر وبسمل ثم ابتدأ السورة، وكان بعضهم يأخذ به إذا ابتدأ السورة في جميع القرآن،(1/931)
ولعله اختيار منهم، وليس التكبير بلازم لأحد في القراء، فمن فعله فحسن ومن لم يفعله فلا حرج عليه. * * * المبحث الثالث: في صيغته: أعلم أنه لم يختلف فيه أنه: ( الله أكبر ) قبل البسملة، إلا أنه اختلف عن البزى والجمهور عنه على تعيين هذا اللفظ من غير زيادة ولا نقص. وبه قطع في التيسير له من طريق أبى ربيعة وبه قرأ على أبى القاسم الفاسى، وقد زاد جماعة قبله التهليل تكميلاً له بكلمة التوحيد، وهو طريق ابن الحباب وغيره عن البزى، وهى رواية حسنة ثبتت روايتها وصح سندها. قال ابن الحباب: سألت البزى كيف التكبير، فقال لا إله إلا الله والله أكبر. وزاد بعضهم: على ذلك: ولله والحمد ثم يبسملون، وهى طريق أبى طاهر بن أبى هاشم عن ابن الحباب. وأما قنبل فقطع له جمهور المغاربة بالتكبير فقط من غير زيادة وهو الذي في الشاطبية وتلخيص أبى معشر، وزاد له التهليل أكثر المشارقة وبه قطع له العراقيون من طريق ابن مجاهد، وقال في المستنير: قرأت به لقنبل على جميع من قرأت عليه، وقطع له به سبط الخياط في كفايته من الطريقين، وفى المنهج من طريق ابن مجاهد فقط، وزاد له التحميد أيضا أبو الكرم في مصباحه عن ابن الصباح. وإذا تقرر هذا فليعلم أن التهليل مع التكبير مع الحمد عند من رواه حكمه حكم التكبير لا يفصل بعضه من بعض بل يوصل جملة واحدة، وحينئذ حكمه مع آخر السورة وأول السورة الأخرى حكم التكبير يتأتى معه الأوجه السبعة السابقة. قال المحقق ابن الجزرى: ولا اعلمنى قرأت بالحمدلة سوى الأوجه الخمسة الجائزة مع تقدير كون التكبير لأول السورة، ويمتنع وجه الحمدلة من أول الضحى لأن صاحبه لم يذكره فيه، ويلزم ترتيب التهليل مع التكبير على ما سبق، ولا تجوز مخالفة ما وردت به الرواية وثبت به الأداء، ولا يجوز التكبير في رواية السوسى إلا في وجه البسملة بين السورتين لأن رواى التكبير لا يجيز بين السورتين سوى البسملة، ويحتمل معه كل من الأوجه المتقدمة إلا(1/932)
أن القطع على الماضية أحسن على مذهبه لأن البسملة عنده للتبرك وليست آية بين السورتين كما عند ابن كثير، وكذلك لا يجوز له التكبير من أول الضحى لأنه خلاف روايته، ولا يجوز له الحمدلة مع التكبير إلا أن يكون التهليل معه كما وردت به الرواية، ولو قرئ لحمزة بالتكبير على رأى من قال به فلابد له من البسملة معه لأن القارش ينوى الوقف على آخر السورة فيصير مبتدئاً للسورة الآتية، وإذا ابتدأ بها وجبت البسملة على ما هو مقرر في محله. وإذا قرئ برواية التكبير وأريد القطع على آخر السورة، فإن قلنا أن التكبير لأخر السورة كبر وقطع القراءة، وإذا أراد الابتداء بعد ذلك بسمل للسورة من غير تكبير، وإن قلنا: إنه لأول السورة فإنه يقطع على آخر السورة من غير تكبير فإذا ابتدأ بالسورة التي تليها بعد ذلك ابتدأ بالتكبير إذ لابد من التكبير إما لأخر السورة وإما لأولها حتى لو سجد في آخر العلق فإنه يكبر أولاً لآخر السورة ثم يكبر للسجدة على القول بأن التكبير للأخر، وأما على القول بأنه للأول فإنه يكبر للسجدة فقط ويبتدئ بالتكبير لسورة القدر. وليس الاختلاف في الأوجه السبعة المذكورة اختلاف رواية حتى يلزم الإتيان بها بين كل سورتين وإن لم يفعل يكن خللا في الرواية، بل هو اختلاف تخيير، لكن الإتيان بوجه مما يختص بكون التكبير لآخر السورة وبوجه مما يختص بكونه لأولها أو بوجه مما يحتملهم متعين إذ الاختلاف في ذلك اختلاف رواية فلابد من التلاوة به إذا قصد جميع تلك الطرق، والله أعلم. اهـ. ملخصاً من النشر. قال الجعبرى: وليس في إثبات التكبير مخالفة للرسم؛ لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن كالاستعاذة. اهـ. وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ولاتنسونا من الدعاء أخوكم يحيى الغوثاني الدمشقي
---
معاذ صفوت محمود
12-09-2006, 03:49 PM(1/933)
جزاكم الله كل خير فضيلة المقرئ الأستاذ، وأكرمكم الله سبحانه وتعالى، ويا ليتكم تطالعون لنا أرشيفكم كل صباح، وتتحفونا بكل مفيد.
---
نورة
12-15-2006, 09:00 PM
تم الحفظ في المفضلة
حفظكم الله
---
الجكني
12-15-2006, 10:01 PM
شكراً لأخي د/ يحي ،وليسمح لي فضيلته وكل أهل القراءات بطرح هذا الإشكال :
إذا كات "التكبير "ليس من "القرآن " فما الحكمة من بناء (عشرات) بل قل ولا أراك مبالغاً (مئات )الأوجه ،لماذا لا نأتي بالتكبير مرة واحدة ثم نأتي ببقية "التحريرات "بالأوجه "المؤلّفة0
---
د . يحيى الغوثاني
12-16-2006, 05:10 AM
شكراً لأخي د/ يحي ،وليسمح لي فضيلته وكل أهل القراءات بطرح هذا الإشكال :
إذا كات "التكبير "ليس من "القرآن " فما الحكمة من بناء (عشرات) بل قل ولا أراك مبالغاً (مئات )الأوجه ،لماذا لا نأتي بالتكبير مرة واحدة ثم نأتي ببقية "التحريرات "بالأوجه "المؤلّفة0
سعادة الدكتور الفاضل السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني
لم يتضح لي وجه إشكالكم الذي علقتموه على كون التكبير ليس من القرآن
هل لكم أن توضحوا لي الإشكال مشكورين
---
الجكني
12-16-2006, 07:08 AM
أخي د/ يحي سلمه الله :ذكرتم في السطر(2) من أسفل قول الإمام الجعبري رحمه الله :"لأن مثبته لم يلحقه بالقرآن " وهذا صحيح فالتكبير ليس من القرآم ،ومع هذا نجد كتب التحريرات تبني عليه مسائل وأوجهاً في القراءة فيقولون مثلاً يأتي وجه كذا على التكبير ويمتنع الوجه الفلاني عليه ،والاشكال موجه لأهل "التحريرات" ،فإذا كان ليس من القرآن أصلاً فكيف تصح وتمتنع الأوجه عليه؟؟؟
---
د . يحيى الغوثاني
12-16-2006, 07:50 AM
نعم سيدي لقد فهمت كلامكم
طيب : ولي بعض إلماحات
1 ـ والاستعاذة ليست من القرآن وذكروا لها أوجهاَ(1/934)
2 ـ الأوجه المتعددة جدا التي ذكرها القراء ـ وأقصد التي تتجاوز المئات ـ هي افتراضية اقتضاها البحث والجمع العلمي وإلا فأثناء الأداء والقراءة لا يقرأ بكل هذه الأوجه ويكتفى ببعضها كما هو معمول به عند أهل الأداء وكما تلقيناه
ولا يخفى عليكم قول ابن الجزري في سياق كلامه عن أوجه التكبير :
وليس الاختلاف في الأوجه السبعة المذكورة اختلاف رواية حتى يلزم الإتيان بها بين كل سورتين وإن لم يفعل يكن خللا في الرواية، بل هو اختلاف تخيير، لكن الإتيان بوجه مما يختص بكون التكبير لآخر السورة وبوجه مما يختص بكونه لأولها أو بوجه مما يحتملهم متعين إذ الاختلاف في ذلك اختلاف رواية فلابد من التلاوة به إذا قصد جميع تلك الطرق، والله أعلم. اهـ
3 ـ وعلى سبيل المثال فقد ذكر الصفاقصي بين أخر البقرة وأول آل عمران مئات الأوجه ولكننا أثتاء الجمع لا نقرأ بها وهذا بحث أدى إليه التقسيم العلمي أو الحصر العلمي وإن شئت فقل أدى إليه الضرب الحسابي في بعض حالاته وللضباع كلام في هذا أنه ليس كل ما صح حسابيا يقرأ به .
4 ـ صحة الأوجه وامتناع بعضها هذا موجود حتى فيما ليس هو بقرآن كأوجه النحو في جملة من الجمل ، بل وفي كثير من مسائل الفقه
5 ـ تعلمنا من مشايخنا أن الأمور التي استقر عليها العمل وتوافرت عليه أقوال العلماء وأفعالهم ألا نشككك فيها أو نهز اعتقاد الناس حوله فهذا مدخل ربما يؤثر وربما يفسح المجال أمام المتربصين لأي ثغرة يمكن من خلالها أن يدخلوا على القرآن فالمستشرقون حاولوا ولا يزالون يحاولون التشكيك في القراءات وثبوتها ....
6 ـ ولا يخفى عليك ما أحدثه بحث إنكار التكبير .... من بلبلة واخذ ورد .... مع أنه قد استقر العمل عى التكبير عند القراء
هذه مجرد إلماحات جاءت عفو الخاطر
---
الجكني
12-16-2006, 11:21 PM
أخي الفاضل والمربي الناجح د/ يحي حفظك الله وسلمك :(1/935)
قرأت "إلماحاتك "الموضوعية على ما كتبه العبد الضعيف ،واسمح لي بالتعليق التالي: (:
1- معاذ الله أن أكون ممن "ينكر" سنية " التكبير عند القراء ،بل هو ثابت صحيح عند أئمتنا رحمهم الله الذين "نتعبد الله تعالى" بعلمهم وأقوالهم ، لكن " إنكاري موجه لمن يجعل التكبير "أساسا " في القراءة ويصحح أوجهاً ويخطئ أوجها أخرى عليه 0
2- التكبير معلوم لدى جنابكم الكريم أنه وارد في آخر القرآن :هل هو من آخر سورة "الليل" أم سوة "الضحى " ،وعليه فما هو الوجه الذي اعتمد عليه "المحررون" من جعله من أول القرآن وبنوا عليه مسائل مع البسملة وغيرها؟
3- قال أبو علي المالكي في روضته:(2/996):"واتفق أصحاب ابن كثير على أن التكبير منفصل عن القرآن ولا يختلط به ،وكذلك أيضاً لم يختلفوا أنه منقطع مع خاتمة الناس0" انتهى0
4- أما ما ذكرتم في الفقرة رقم (5) فاسمح لي أن أخالفك فيها على الأقل في هذه المسألة بعينها – التكبير – لأنها أساسا ليست من القران بإجماع ،قصارى ما فيها أنها من "سنن القراءة "، وكما أنه يجب علينا الدفاع عن القرآن من "تشكيك المستشرقين" يجب علينا في الوقت نفسه أن ندافع عنه من أن نبني أحكاماً في القراءة على ما ليس قرآنا باتفاق0
5- الخلاصة : الإنكار ليس في نفس التكبير بل في بعض أحكام التكبير عند بعض المحررين ،فلماذا لانقف عند "النصوص الصريحة بأنه من الليل إلى ىخر القرآن فقط0
---
(1/936)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات 18)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات 18)
---
د. محمد مشرح
11-02-2004, 02:44 AM
4-ضمضم الغفاري يستنجد قريشا لأبي سفيان
قال[العباس] فغدوت في اليوم الثلاث من رؤيا عاتكة وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه قال فدخلت المسجد فرأيته فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه ليعود لبعض ما قال فأقع به وكان رجلا خفيفا جديد الوجه حديد اللسان حديد النظر قال إذ خرج نحو باب المسجد يشتد قال فقلت في نفسي ما له لعنه الله أكل هذا فرق مني أن أشاتمه قال وإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي واقفا على بعيره قد جدع بعيره وحول رحله وشق قيمصه وهو يقول يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه لا أرى أن تدركوها الغوث الغوث قال فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر .
5-قريش تتجهز للخروج
فتجهز[وا] سراعا وقالوا أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي كلا والله ليعلمن غير ذلك فكانوا بين رجلين إما خارج وإما باعث مكانه رجلا وأوعبت قريش فلما يتخلف من اشرافها أحد ... إلا أن ابا لهب بن عبد المطلب تخلف وبعث مكانه العاصي بن هشام بن المغيرة بأربعة آلاف درهم كانت له عليه أفلس بها فاستأجره بها على ان يجزىء عنه بعثه فخرج عنه وتخلف أبو لهب .
6-أمية بن خلف يحاول التخلف
قال ابن اسحاق وحدثني عبد الله بن أبي نجيح أن أمية بن خلف كان أجمع القعود وكان شيخا جليلا جسيما ثقيلا فأتاه عقبة بن ابي معيط وهو جالس في المسجد بين ظهراني قومه بمجمرة يحملها فيها نار ومجمر حتى وضعها بين يديه ثم قال يا أبا علي استجمر فإنما أنت من النساء قال قبحك الله وقبح ما جئت به قال ثم تجهز فخرج مع الناس.
7- ما وقع بين قريش وكنانة من الحرب قبل بدر(1/937)
قال ابن اسحاق ولما فرغوا من جهازهم واجمعوا المسير ذكروا ما كان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب فقالوا إنا نخشى أنا يأتونا من خلفنا وكانت الحرب التي كانت بين قريش وبين بني بكر كما حدثني بعض بني عامر بن لؤي عن محمد بن سعيد بن المسيب في ابن لحفص بن الأخيف أحد بني معيص بن عامر بن لؤي خرج يبتغي ضالة له بضجنان وهو غلام حدث في رأسه ذؤابة وعليه حلة له وكان غلاما وضيئا نظيفا فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن الملوح أحد بني يعمر بن عوف ابن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهو بضجنان وهو سيد بني بكر يؤمئذ فرآه فأعجبه فقال من أنت يا غلام قال انا ابن لحفص بن الأخيف القرشي فلما ولى الغلام قال عامر بن زيد يا بني بكر ولكم في قريش من دم قالوا بلى والله إن لنا فيهم لدماء قال ما كان رجل ليقتل هذا الغلام برجله إلا كان قد استوفى دمه قال فتبعه رجل من بني بكر فقتله بدم كان له في قريش فتكلمت فيه قريش فقال عامر عمر بن يزيد يا معشر قريش قد كانت لنا قبلكم دماء فما شئتم إن شئتم فأدوا علينا ما لنا قبلكم ونؤدي ما لكم قبلنا وإن شئتم فإنما هي الدماء رجل برجل فتجافوا عما لكم قبلنا ونتجافى عما لنا قبلكم فهان ذلك الغلام على هذا الحي من قريش وقالوا صدق رجل برجل فلهوا عنه فلم يطلبوا به قتل مكرز عامر بن الملوح قال فبينما اخوه مكرز بن حفص بن الأخيف يسير بمر الظهران إذ نظر الى عامر بن يزيد ابن الملوح على جمل له فلما رآه أقبل إليه حتى أناخ به وعامر متوشح سيفه فعلاه مكرز بسيفه حتى قتله ثم خاض بطنه بسيفه ثم أتى به مكة قعلقه من الليل بأستار الكعبة فلما اصبحت قريش رأوا سيف عامر بن يزيد بن عامر معلقا بأستار الكعبة فعرفوه فقالوا إن هذا لسيف عامر بن يزيد عدا عليه مكرز بن حفص فقتله فكان ذلك من أمرهم فبينما هم في ذلك من حربهم حجز الإسلام بين الناس فتشاغلوا به حتى أجمعت قريش المسير الى بدر فذكروا(1/938)
الذي بينهم وبين بني بكر فخافوهم .
8- ما قاله مكرز شعرا في قتله عامرا
وقال مكرز بن حفص في قتله عامرا:
لما رأيت انه هو عامر تذكرت أشلاء الحبيب الملحب وقلت لنفسي إنه هو عامر فلا ترهبيه وانظري أي مركب وأيقنت أني إن أجلله ضربة متى ماأصبه بالفرافر يعطب خفضت له جأشي وألقيت كلكلي
على بطل شاكي السلاح مجرب
ولم أك لما التف روعي وروعه
عصارة هجن من نساء ولا أب
حللت به وتري ولم أنس ذحله
إذا ما تناسى ذحله كل عيهب
قال ابن هشام الفرار في غير هذا الموضع الرجل الأضبط وفي هذا الموضع السيف والعيهب الذي لا عقل له ويقال لتيس الظباء وفحل النعام العيهب قال الخليل العيهب الرجل الضعيف عن إدراك وتره قال ابن اسحاق وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال لما أجمعت قريش المسير ذكرت الذي كان بينها وبين بني بكر فكاد ذلك يثنيهم فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي وكان من أشراف بني كنانة فقال لهم أنا ا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشئ تكرهونه فخرجوا سراعا .
[دروس من المقاطع السابقة ]
[1- في رؤيا عاتقة عبر ، منها خطورة تبادل السر ، فإنه سرعان ما يفشو وينتشر .
2- الجزاء من جنس العمل ، لقد قتل عامر قصاصا من المولى الأجلّ ، لتحريضه على غلام حفص بن يزيد ، فالله يفعل ما يريد . فسبحان الحكم العدل القدير، القوي العزيز اللطيف الخبير .
3- عقبة بن أبي معيط ؛هذا الرجل العبيط ، يتقد حماسا وتفانيا من أجل الباطل ، ويستخدم الوسائل والأساليب المؤثرة ليكثر سواد الكفر العاطل، فباليت شعري هل يعي هذا أهل الحق ، فيتفانوا من أجل الحق ! وتعجب من أميه ، كيف أخذته الحميه ، وتأثر بأسلوب عقبه ، وسابق ألمنيه . ]
---
(1/939)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب حول (منهج القرطبي في التفسير) ؟
---
سؤال عن كتاب حول (منهج القرطبي في التفسير) ؟
---
الشنقيطي محمد
02-19-2004, 11:35 PM
السلام عليكم اخوة الإيمان وبعد فعندي بحث بعنوان الإمام القرطبي ومنهجه في التفسير فأرجوا المساعدة في ان تدلوني علي مظان البحث ولكم جزيل الشكر
---
ابن العربي
02-20-2004, 07:18 AM
بسم الله
الأخ الشنقيطي يوجد في مكتبة الملك سعود كتاب مطبوع بهذا العنوان تصنيفه 200 فما فوق في قسم الدين
كما أن عدد من الباحثين تناول هذا العنوان بالبحث وهم : 1- يوسف الفرت رسالة ماجستير القرطبي ومنهجه في التفسير
2-علي بن سليمان العبيد ما جستير القرطبي مفسراً
3- القصبي محمود زلط دكتوراه القرطبي ومنهجه في التفسير
-----------------------
إذا كان بحثك رسالة علمية ولم يقبل بعد فلا تضيع وقتك أختر لك موضوع من المواضيع المقترحة في هذا الملتقى والأساتذة هنا يساعدونك .
وفقك الله
---
عبد الله
02-20-2004, 10:30 PM
- القرطبي حياته وآثاره العلمية ومنهجه في التفسير
تأليف الدكتور مفتاح السنوسي بلعم
منشورات جامعة قاريونس - بنغازي
لعلك تجد فيه بغيتك
عبد الله إبراهيم
---
(1/940)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 10، 11
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 10، 11
---
د. محمد مشرح
05-11-2005, 12:16 AM
الحلقة العاشرة
مبشرون بالجنة
[الصحابة والعلماء إلى أن تقوم الساعة هم حملة ديننا ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون تفكير ولا روية، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ](1/941)
وفي الحديث الصحيح الآتي بيان لبطلان ما يدعي البعض من أنه لم يبق على النهج بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بضعة منهم فأهل بدر قد بشروا بالجنة وبقي منهم عدد كبير أولهم الصديق رضي الله عنه وعن جميع الصحابة ، وأهل الحديبية كذلك وهذه الأحاديث وصلت إلينا بالطرق العلمية للنقل لا يتطرق إليها شك ... ولقد بقي جميع الأصحاب يناصرون هذا الدين حتى بلغ مشارق الأرض ومغاربها فتلك قبورهم في أقاصي الدنيا لم يخرجهم مال ولا جاه ولا شيء من متعلقات الدنيا الفانية ودليل صدق ذلك دخول البلاد المفتوحة الإسلام وبقائه فيهم إلى اليوم ... ولو كانوا يريدون مصالح آنية من الدنيا لانتهوا كما انتهى وينتهي أصحاب المصالح الآنية ولما بقي للإسلام بقية ...لقد ورّثوا الإسلام وبقي الإسلام القرون الطويلة المتعددة وهذا سر بقاء هذا الدين العظيم فلم تكن فتوحاته لمصالح آنية ولتطبيق رغبات أشخاص تنتهي آثارها بموتهم أو بدحرهم وخروجهم ولكنها فتوحاتأسست على تقوى من الله تعالى وإخلاص أولئك البررة الذين تشربوا تربيتهم من كتاب الله تعالى بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وبقيت حية في جميع المراحل والعصور إلى يومنا هذا لا يضرها من خالفها أو وقف تجاهها ... يقول الإمام العظيم الإمام البخاري راويا قصة حاطب والتي كان من نتائجها الجميلة بيان فضيلة أهل بدر وكانت سببا في تعضيد القاعدة العظيمة (حق أهل السابقة ) :
حدثنا يوسف بن بهلول حدثنا بن إدريس قال حدثني حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال :(1/942)
بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي وكلنا فارس فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها امرأة من المشركين معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين قال فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال قلنا أين الكتاب الذي معك قالت ما معي كتاب فأنخنا بها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئا قال صاحباي ما نرى كتابا قال قلت لقد علمت ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك قال فلما رأت الجد مني أهوت بيدها إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الكتاب قال فانطلقنا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ما حملك يا حاطب على ما صنعت قال ما بي إلا أن أكون مؤمنا بالله ورسوله وما غيرت ولا بدلت أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله قال صدق فلا تقولوا له الا خيرا قال فقال عمر بن الخطاب إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فأضرب عنقه قال فقال يا عمر وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة قال فدمعت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم
شرح ابن حجر(1/943)
قوله باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن أورد فيه حديث علي في قصة المرأة التي كتب معها حاطب إلى أهل مكة ومناسبته للترجمة ظاهرة في رؤية الشعر من قوله في الرواية الأخرى فأخرجته من عقاصها وهي ذوائبها المضفورة وفي التجريد من قول علي لأجردنك وقد تقدم في باب الجاسوس من وجه آخر عن علي ويأتي شرحه في تفسير سورة الممتحنة وقوله في الإسناد عن أبي عبد الرحمن هو السلمي وقوله وكان عثمانيا أي يقدم عثمان على علي في الفضل وقوله فقال لابن عطية هو حبان بكسر المهملة وبالموحدة على الصحيح كما سيأتي في استتابة المرتدين وقوله وكان علويا أي يقدم عليا في الفضل على عثمان وهو مذهب مشهور لجماعة من أهل السنة بالكوفة قال بن المنير ليس في الحديث بيان هل كانت المرأة مسلمة أو ذمية لكن لما استوى حكمهما في تحريم النظر لغير حاجة شملهما الدليل وقال بن التين أن كانت مشركة لم توافق الترجمة وأجيب بأنها كانت ذات عهد فحكمها حكم أهل الذمة وقوله فأخرجت من حجزتها كذا هنا بحذف المفعول وفي الأخرى فأخرجته والحجزة بضم المهملة وسكون الجيم بعدها زاي معقد الإزار والسراويل ووقع في رواية القابسي من حزتها بحذف الجيم قيل هي لغة عامية وتقدم في باب الجاسوس أنها أخرجته من عقاصها وجمع بينهما بأنها أخرجته من حجزتها فاخفته في عقاصها ثم اضطرت إلى إخراجه أو بالعكس أو بان تكون عقيصتها طويلة بحيث تصل إلى حجزتها فربطته في عقيصتها وغرزته بحجزتها وهذا الاحتمال أرجح وأجاب بعضهم باحتمال أن يكون معها كتابان إلى طائفتين أو المراد بالحجزة العقدة مطلقا وتكون رواية العقيصة أوضح من رواية الحجزة أو المراد بالحجزة الحبل لأن الحجز هو شد وسط يدي البعير بحبل ثم يخالف فتعقد رجلاه ثم يشد طرفاه إلى حقويه ويسمى أيضا الحجاز .
الحلقة الحادية عشرة
الخطأ وارد
ومن الذي لم يخط قط ومن له الحسنى فقط(1/944)
[الصحابة والعلماء إلى أن تقوم الساعة هم حملة ديننا ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون تفكير ولا روية، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ]
من المسلمات في النهج السوي الذي يتواءم مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها أن الإنسان معرض لأخطاء تعتوره في سيرته في هذه الحياة فهو مركب من جسم وروح ويحمل شهوة ورغبات ناتجة عنها ، ويمر بلحظات تتراوح بين القوة والضعف ، والصعود والهبوط ، فيعلو الإنسان بالروح إلى مصاف الملائكة ، في أوقات تتجلى فيها مرحلة الصفاء ، وتهبط إلى الأرض عندما تنتابه فيها مراحل ضعف . فكان أن تضمن المنهج مراعاة ذلك وفتح باب التوبة على مصراعيه للأوبة ومراجعة النفس ، ولا تغلق أبواب التوبة حتى تقوم الساعة ، والوقوع في الخطاء تتفق مع قاعدة التوبة وإلا لما كان لوجود التوبة معنى ؛ هذا ألمنطلق في ذهن المؤمن السوي يقيه التيه التطبيقي العملي الذي ينحرف به عن النظرة السوية إلى الأمور فيقع في مضيعات الإفراط والتفريط والتبديع والتفسيق والشطط الذي يخرج عن الجادة ؛ فالصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ليسوا معصومين من الخطأ الذي لا يسلم منه أحد ولكنه خطأ يختلف عن خطأ غيرهم ممن أتى بعدهم لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعلهم خير القرون ... ولقد كان يحدث أخطاء في عصر النبوة وكان عليه الصلاة والسلام يعالجه ويسدد ما يبدر من أصحابه لكنه لم يكفر أحدا ولم يطرد أحدا ، ولم يبغض أحدا ولم ينتقص أحدا بل ورد النهي عن تناول العاصي بما يعين عليه الشيطان بل الأمر أكبر من ذلك حيث جاء النص بميزة الخطأ والتوبة منه ولو لم يكن ذلك لذهب بمن ليسوا(1/945)
كذلك وأتى بقوم يخطئون ويتوبون ... والعصمة من الخطأ فيما يتعلق بالدين للأنبياء عليهم السلام - فقط – ليبقى المنهج المنطلق من الوحي معصوما وأما غيرهم فليس أحد معصوما منه ، ومن انطلق من عصمة غيرهم فإنه يبني أحكامه وتصرفاته على انحراف عن النهج السوي والفطر السوية على أن الخليفة الأول الصديق خطأه نادر في سيرته الصحيحة والمواقف المتعددة . والأخطاء الواردة على سيرته رضي الله عنه تأويلات اجتهادية متعسفة من أصحاب الأهواء لا تثبت أمام البحث العلمي . وتصيد الأخطاء باب ولوجه سهل وميسور لمن ابتلي بهذا نسأل الله أن يحفظنا والمسلمين من ذلك .
قال الحاكم فيما رواه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -{ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
(قوله كل بن آدم خطاء أي كثير الخطأ أفرد نظرا إلى لفظ الكل وفي رواية خطاؤون نظرا إلى معنى الكل قيل أراد الكل من حديث هو كل أو كل واحد
وأما الأنبياء صلوات الله عليهم فإما مخصوصون عن ذلك وإما أنهم أصحاب صغائر والأول أولى فإن ما صدر عنهم من باب ترك الأولى أو يقال الزلات المنقولة عن بعضهم محمولة على الخطأ والنسيان من غير أن يكون لهم قصد إلى العصيان قاله القارىء وخير الخطائين التوابون أي الرجاعون إلى الله بالتوبة من المعصية إلى الطاعة )
وقد سبق أن الخطأ الجائز على الأنبياء إن وجد لا تعلق له الوحي .
---
(1/946)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
---
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
---
أبو صفوت
08-25-2003, 04:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
1 في تفسير سورة الصف ذكر القاسمي في التنبيهات التي يذكرها قول الكيا الهراسي يحتج بقوله تعالى 0 لم تقولون مالا تفعلون ) على وجوب الوفاء بالنذر ونذر اللجاج فما معنى اللجاج وكيف يكون الوفاء به
2 .هل يجوز قول الإنسان لعمري وهل هي قسم أم لا فقد نقله القاسمي عن الزمخشري في تفسير قوله ليظهره على الدين كله فقد قال الزمخشري ولعمري لقد فعل . ولم يعقب عليها القاسمي فهل هي جائزة ؟
3 . قال القاسمي نقلا عن الشهاب في توجيه التشبيه الوارد في قوله تعالى كما قال عيسى ابن مريم فقال ( وقد جعلت الآية من الاحتباك ) فما معنى الاحتباك
4 . في تفسير سورة الجمعة في قوله تعالى ( انفضوا إليها ) قال القاسمس\ي وإنما أوثر ضميرها - أي التجارة فقال إليها - لأنها الأهم المقصود فهل لو كانت هي الأهم المقصود كان الأولى أن تعاد بلفظها أم الأولى أن يؤثر ضميرها
---
(1/947)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رضي الله عنك يا شيخ المسلمين...
---
رضي الله عنك يا شيخ المسلمين...
---
محمود الشنقيطي
04-20-2006, 11:01 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه الى يوم الدين..
أما بعد/
فإن المتأمل لقصص القرآن الكريم التي تحكي حال الأنبياء - عليهم وعلى إمامهم وإمامنا الصلاة والسلام - يلحظ أن حوارهم مع أقوامهم المكذبين يتجاوز حدود المحاجة والمجادلة إلى رميهم بما هم منه برؤاء من السفه والكذب والضلال والزيغ وحاشاهم فهم معصومون من كل ذلك.
والمتتبع لتلك القصص القرآنية يجدهم عليهم الصلاة والسلام يدافعون عن أنفسهم ولا يرضون أن تلتصق بهم تلك التهم الباطلة كقول صالح لقومه (ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين).
وكقول هود (ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين)
وغير ذلك من الشواهد.
إلا أن المصطفى صللى الله عليه وسلم كان الله يتولى الدفاع عنه كما في قوله حين اتهمته قريش بالكذب والسحر(ما أنت بنعمة ربك بمجنون)
وكقوله حين قالوا قلا محمداً ربُّه(ما ودعك ربك وما قلى)
وكقوله حين رمي بالشعر والكهانة (وما هو بقول شاعر) (وما هو بقول كاهن) وغير ذلك.
والعجيب الذي يظهرلي أن الله تولى الدفاع عن حبيب نبيه وآمن أمته عليه سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأشركه في هذه الخاصية التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن - حسبما ظهر لي - حين اتهم في نيته يوم أعتق سيدنا بلال فأنزل الله قوله تعالى (وما لأحد عنده منعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى)..
وبغض النظر عن اختلاف علمائنا رحمهم الله في تكفير من سب الصحابة وعدم تكفيره؛؛(1/948)
هل يمكن القول بأن السابَّ والشاتمَ والطاعنَ في إيمان سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه دون غيره من الصحابة كافر لتكذيبه نص القرآن الكريم الذي حكم له برضى الله عنه ووعده له بالمسرة أم لا يمكن ذلك؟؟
---
عماد الدين
05-21-2006, 12:45 PM
يرفع للنقاش
---
(1/949)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الوقف على لفظ الجلالة في قوله :( وما يعلم تأويله إلا الله )هو الصحيح لوجوه سبعة
---
الوقف على لفظ الجلالة في قوله :( وما يعلم تأويله إلا الله )هو الصحيح لوجوه سبعة
---
أبومجاهدالعبيدي
05-25-2004, 01:34 AM
جاء في كتاب ذم التأويل لابن قدامة المقدسي :
(فقوله تعالى :(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ) [آل عمران:7] . فذم مبتغي تأويل المتشابه ، وقرنه بمبتغي الفتنة في الذم ثم أخبر أنه لا يعلم تأويله غير الله تعالى ، فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله :(إلا الله ) ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله لوجوه :
أحدها : أن الله ذم مبتغي التأويل ، ولو كان معلوما للراسخين لكان مبتغيه ممدوحا غير مذموم .
الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ) . يعني كل من اتبع المتشابه فهو من الذين في قلوبهم زيغ ، فلو علمه الراسخون لكانوا باتباعه مذمومين زائغين ، والآية تدل على مدحهم ، والتفريق بينهم وبين الذين في قلوبهم زيغ ، وهذا تناقض .(1/950)
الثالث : أن الآية تدل على أن الناس قسمان ، لأنه قال : { فأما الذين في قلوبهم زيغ } ، وأما لتفصيل الجمل ، فهي دالة على تفصيل فصلين أحدهما : الزائغون المتبعون للمتشابه ، والثاني : الراسخون في العلم . ويجب أن يكون كل قسم مخالفا للآخر فيما وصف به ، فيلزم حينئذ أن يكون الراسخون مخالفين للزائغين في ترك اتباع المتشابه مفوضين إلى الله تعالى بقولهم : آمنا به كل من عند ربنا ، تاركين لابتغاء تأويله . وعلى قولنا يستقيم هذا المعنى ، ومن عطف الراسخين في العلم أخل بهذا المعنى ، ولم يجعل الراسخين قسما آخر ، ولا مخالفين للقسم المذموم فيما وصفوا به فلا يصح .
الرابع : أنه لو أراد العطف لقال : ويقولون ( بالواو ) لأن التقدير : والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون .
الخامس : أن قولهم { آمنا به كل من عند ربنا } كلام يشعر بالتفويض والتسليم لما لم يعلموه لعلمهم بأنه من عند ربهم ، كما أن المحكم المعلوم معناه من عنده .
السادس : أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا رأوا من يتبع المتشابه ، ويسأل عنه ، استدلوا على أنه من أهل الزيغ . ولذلك عد عمر صبيغا من الزائغين ، حتى استحل ضربه وحبسه ، وأمر الناس بمجانبته ، ثم أقرأ صبيغ بعد بصدق عمر في فراسته فتاب وأقلع وانتفع ، وعصم بذلك من الخروج مع الخوارج ، ولو كان معلوما للراسخين لم يجز ذلك .
السابع : أنه لو كان معلوما للراسخين لوجب أن لا يعلمه غيرهم ، لأن الله تعالى نفى علمه عن غيرهم ، فلا يجوز حينئذ أن يتناول إلا من ثبت أنه من الراسخين ، ويحرم التأويل على العامة كلهم والمتعلمين الذين لم ينتهوا إلى درجة الرسوخ ، والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد ، فقد خالف النص على كل تقدير .
فثبت بما ذكرناه من الوجوه : أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى ، وأن متبعه من أهل الزيغ ، وأنه محرم على كل أحد .) انتهى(1/951)
أرجو من الإخوة إبداء رأيهم حول هذا الكلام وخاصة شيخنا مساعد الطيار ، فقد سبق أن سمعت منه كلامأ حول هذا الوقف .
---
المنهوم
05-25-2004, 02:57 PM
هذه نقولات احببت اثراء الموضوع بها
وقد نقل الشنقيطي كلام ابن قدامة في الأضواء
والصواب عندنا في ذلك أنهم مرفوعون بجملة خبرهم بعدهم وهو يقولون لما قد بينا قبل من أنهم لا يعلمون تأويل المتشابه الذي ذكره الله عز وجل في هذه الآية وهو فيما بلغني مع ذلك في قراءة أبي ويقول الراسخون في العلم كما ذكرناه عن بن عباس أنه كان يقرؤه (( الطبري 3 / 182 )
************
وقوله تعالى ( وما يعلم تأويله إلا الله ) اختلف القراء في الوقف ها هنا فقيل على الجلالة كما تقدم عن بن عباس رضي الله عنه أنه قال التفسير على أربعة أنحاء فتفسير لا يعذر أحد في فهمه وتفسير تعرفه العرب من لغاتها وتفسير يعلمه الراسخون في العلم وتفسير لا يعلمه إلا الله ويروى هذا القول عن عائشة وعروة وأبي الشعثاء وأبي نهيك وغيرهم ((ابن كثير 1 / 347)
************
وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن بن عباس أنه كان يقرأ وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به فهذا يدل على أن الواو للاستئناف لأن هذه الرواية وأن لم تثبت بها القراءة لكن أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن فيقدم كلامه في ذلك على من دونه ويؤيد ذلك أن الآية دلت على ذم متبعي المتشابه لوصفهم بالزيغ وابتغاء الفتنة وصرح بوفق ذلك حديث الباب ودلت الآية على مدح الذين فوضوا العلم إلي الله وسلموا إليه كما مدح الله المؤمنين بالغيب (( فتح الباري 8/ 210 ))
************(1/952)
واختلف العلماء في الراسخين في العلم هل يعلمون تأويل المتشابه وتكون الواو في والراسخون عاطفه أم لا ويكون الوقف على وما يعلم تأويله الا الله ثم يبتدئ قوله تعالى والراسخون في العلم يقولون آمنا به وكل واحد من القولين محتمل واختاره طوائف والاصح الاول وان الراسخين يعلمونه لانه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته وقد اتفق اصحابنا وغيرهم من المحققين على انه يستحيل ان يتكلم الله تعالى بما لا يفيد والله اعلم (( النووي على مسلم 16 / 218 ))
************
فائدة والقول بأن الوقف تام على قوله ) إلا الله ( وأن قوله ) والراسخون ( ابتداء كلام هو قول جمهور العلماء للأدلة القرءانية التي ذكرنا
وممن قال بذلك عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وابن مسعود وأبي بن كعب نقله عنهم القرطبي غيره ونقله ابن جرير عن يونس عن أشهب عن مالك بن أنس وهو مذهب الكسائي والأخفش والفراء وأبي عبيد
وقال أبو نهيك الأسدي إنكم تصلون هذه الآية وإنها مقطوعة وما انتهى علم الراسخين إلا إلى قولهم آمنا ) به كل من عند ربنا ( والقول بأن الواو عاطفة مروي
أيضا عن ابن عباس وبه قال مجاهد والربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير والقاسم بن محمد وغيرهم وممن انتصر لهذا القول وأطال فيه ابن فورك ((اضواء البيان 1/ 194 ))
والله اعلم
---
مساعد الطيار
05-25-2004, 07:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم محمد القحطاني حفظه الله ورعاه ، ووفقه وسدد خطاه ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأعتذر إليك لعدم تمكني من إجابة طلبك السابق في الحديث عن قوله تعالى : ( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما ) فأنا بين انشغال ونسيان .
أما هذا النقل الذي نقلته عن ابن قدامة رحمه الله تعالى فها أنذا أعلق بما يمنُّ الله به ، فأقول :(1/953)
أولاً : يظهر من عنوان الكتاب توجيه الآية إلى المذهب الذي يناسب هذا الكتاب ، وهو ذمُّ التأويل .
ولا شكَّ أن الآية على الوجه الذي ذهب إليه ابن قدامة وعلل له صحيح من حيث هو ، لكنه لا يدل على غلط غيره ، وهو القول الآخر المشهور عن السلف ، كما سيأتي ذكره .
ثانيًا : قوله : ((فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله :(إلا الله ) )) .
أقول : إن عبارة الصحيح تدل على أن غيره هو الضعيف ، والأمر ليس كذلك ، فعدم الوقف على لفظ الجلالة مبني على وجه صحيح من التفسير ، وهو أن يكون المراد بالتأويل : التفسير ، وهو مذهبٌ لابن عباس ومجاهد وابن قتيبة وغيرهم من السلف ، وهو قول صحيح لا يناقض القول الذي ذهب ابن قدامة لاختلاف محامل التفسير بين القولين .
وأصحاب هذا القول لا يقولون بأن المتشابه الكلي الذي يتبعه أهل الزيغ يعرفه الراسخون ، بل هم كأولئك في هذا المذهب .
وإنما يأتي كلام ابن قدامة فيما لو كان هؤلاء يفسرون التأويل في الآية بما ذهب إليه ، ثم يزعمون أنهم يعرفونه ، فهنا يُطلب القول الصحيح في معنى الآية ؛ لوجود التضاد .
أما الحال التي عليها تفسير السلف من جعل التأويل على معنيين متغايرين تُحمل عليهما الآية على سبيل التغاير دون الاجتماع ، وهذا كثير جدًّا في تفسير السلف .
وإذا كان القول الثاني صحيحًا ومعتبرًا ، فلا معنى للتصحيح هنا ، وإنما السبيل تقديم القول الأولى والأقرب للصواب ، وهذا لا يكون فيه ترك للقول الثاني أو تضعيف له من حيث هو قول صحيح ، وإنما يكون ذلك بتقديم القول الآخر عليه ، وليس تقديمه دالاً على عدم صحة الآخر .
وإذا صحت هذه المقدمة ظهر أنَّ الوجوه الأخرى التي سيذكرها مبنية على تصور اختلاف متضادٍ في الآية ، والأمر ليس كذلك ، كما شرحت لك .
فقوله : (( ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله )) ، فهذا لم يقل به أحد من السلف على وجه التأويل الذي ذهب إليه ابن قدامة رحمه الله .(1/954)
لكن إذا كان التأويل بمعنى التفسير ، فهذا لا يمكن أن تنفى معرفته عن الراسخين ، بل له علاقة بأصول الاعتقاد ، وهو كون الله خاطبنا بما لا نعلم معناه ، وهذا له ما بعده مما أدخله الفلاسفة كابن سينا وغيره من أهل التخييل والتوهم الذين يزعمون أن النبي خاطب العامة بما يدركونه من المحسوسات ، والأمر أن لا جنة ولا نار .
هذا هو منتهى من يزعم أن في القرآن ما خوطبنا به ، وأنه لا أحد يعلم معناه ، وبسط الوصول إلى هذه النتيجة يطول ، وهو موجود في كلام شيخ الإسلام .
ثالثًا : يظهر جليًا من نص الإمام ابن قدامة أن يناقش قومًا يرون جواز التأويل ـ فيما لا يجوز فيه التأويل ـ ويزعمون أنهم من الراسخين ، وأنهم يعرفونه بدلالة هذه الآية ، بدلالة قوله في نهاية هذا النقل (والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد ، فقد خالف النص على كل تقدير ) .
وعلى هذا جمهور أهل البدع من المؤوِّلة الذين تأوَّلوا كلام الله ورسوله على غير ما يراد به ، فصاروا أهل تحريف ، وهم يدَّعون التأويل ، وهذا ظاهر من كتبهم العقدية ؛ كرسالة الإرشاد والشامل للجويني ، وأساس التقديس للرازي ، وغيرها ممن سار على التأويل الفاسد الذي هو لمصطلح التحريف أقرب .
وأصحاب هذا المذهب قد ناقشهم شيخ الإسلام في بعض كتبه ؛ كتعليقته على سورة الإخلاص ، ورسالته في المحكم والمتشابه ، وكتابه العظيم درء تعارض العقل والنقل ، وغيرها ، كما ناقشها أيضًا تلميذه ابن القسم في كتابه الصواعق المرسلة .
والمقصود أن الشيخ ابن قدامة رحمه الله صبَّ كلامه في هذه الآية على التأويل الفاسد الذي يُدَّعى به الوصول إلى ما ستره الله من علمه .
رابعًا : إن تفكيك موضوع المحكم والمتشابه وارتباط التأويل به يكفي معرفة أنواع التأويل الفاسد من غيره ، ويعرف به معنى الآية على وجهها ، فأقول :(1/955)
لقد كتبت في هذا الموضوع كتابةً مفصلة في كتابي ( مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر ) وتكلمت عن هذه الآية وما فيها من التفسير والوقف ، وهاأنذا أختصر شيئًا من ذلك هنا :
1 ـ المتشابه نوعان :
الأول : المتشابه الكلي ، وهو الذي لا يعلمه إلا الله ، ومن ادعى علمه ، أو تعرض لتأويل ، فقد دخل في الزيغ الذي نبه الله عنه في هذه الآية ، ومنهم من يدعي معرفة الغيوب عن طريق الأحرف المقطعة ، أو من يدعيه عن طريق ما يسمى بالإعجاز العددي ، أو من يدخل في تعريف كيفيات صفات الله تعالى .
وهذا الصنف ـ فيما يظهر ـ هم الذين اتجه إليهم كلام الإمام ابن قدامة ، والله أعلم .
وعلى هذا النوع من المتشابه يكون الوقف على لفظ الجلالة ، ويكون الراسخون ممن لا يعلمون تأويله ، وهم ممدوحون بتفويض العلم الله خلافًا لأهل الزيغ المذمومين الذين يتبعون هذا النوع من المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
الثاني : المتشابه النسبي ، وهو الذي يخفى على قوم دون آخرين ، فالناس ليسوا مرتبة واحدة في الفهم ، وهذا مما لا يحتاج إلى تقرير ، فقراءتهم للقرآن ، وفهمهم له يختلف لأسباب متعددة ، من أهمها التكوين العلمي للأفراد .
وهذا النوع يدخل في معلوم البشر ، وهو مرتبط بإدراك المعاني ، وهو الذي يُبنى عليه قاعدة : ليس في القرآن ما يخفى معناه على الناس ، بحيث لا يعرفه أحد منهم .
ومن هذا النوع أسئلة صبيغ للصحابة ، فهو كان يسأل سؤال متعنِّت مجادلٍ ، ولم يكن سؤاله سؤال استعلام ، لذا لم يُجبه الصحابة ، مع أنه قد سأل غيرهم بعض أسئلته وأجيبوا ، وذلك ظاهر باستقراء أسئلة صبيغ وتفسير السلف لها .
ولم يرد في أسئلة صبيغ ـ فيما أعلم ـ انه سأل عن متشابه كليٍّ لا يعلمه إلا الله ، بل أسئلته من الذي يعلمه الراسخون في العلم ، لكنهم لم يجيبوه لمعرفتهم لحاله ، ولفقه خاصٍ لهم في هذه المرحلة التي كانوا يعيشونها ، والله أعلم .(1/956)
ومن ظواهر الزيغ في اتِّباع المتشابه النسبي ما وقع للخوارج والمرجئة والجبرية وبعض الصفاتية الذين يأخذون بجزءٍ من موضوع الآيات ، ويأوِّلون الجزء الآخر ، فالجبرية أخذوا بالآيات التي ظاهرها الجبر ، وأوَّلوا الآيات التي ظاهرها الاختيار والكسب ، والقدرية كانوا عكسهم في الأخذ بآيات ظاهرها الكسب والاختيار وتأويل آيات ظاهرها الجبر ، وهكذا غيرها من البدع التي ظهرت في الإسلام ، إنما هي من باب التأويل جاءت ، وفي المتشابه النسبي ـ كثيرًا ـ وقعت .
وقد فصَّل العلماء وجه جملة ( يقولون آمنا به ...) ووجه تعلقها بما قبلها على هذا الوجه التفسيري ، ومن ثمَّ فلا يدخلها اعتراض ابن قدامه الذي ذكره ، والتفويض الذي يقول به الراسخون في هذا النوع مناسب للحال التي تقع من أولئك الذين في قلوبهم زيغ فيتركون المحكمات الواضحات ، ويأتون إلى المشتبهات الخفيات ، فهؤلاء يؤمنون بمحكمه ، ويكلون علم متشابه إلى الله ، وليس في ذلك أنهم لا يعلمونه أو يعرفونه ، بل هو من باب نسب العلم الذي علموه إلى الله الذي هداهم لمعرفته ، وأضل غيرهم ، وبهذا تظهر مناسبة قولهم على هذا الوجه التفسيري .
وإذا ظهر لك هذا النوع وبان ، فإن من قال بأن الراسخين يعلمون التأويل ، إنما ذهب إلى هذا النوع من المتشابه ، ولا خلاف في أن الراسخين يعلمونه ، وبهذا الكلام يتبين أمور :
1 ـ صورة اتباع المتشابه النسبي ابتغاء تأويله وابتغاء الفتنة .
2 ـ أن المتشابه النسبي يعلمه العلماء .
3 ـ أن التأويل على هذا الوجه بمعنى التفسير ، والله أعلم .
4 ـ أن المتشابه النسبي يقابله المحكم ، وهو الذي لم يقع فيه خلاف ، أو لا يُتصوَّر فيه الخلاف ، وهذا أحد أنواع المحكم الواردة في القرآن .
هذه بعض تلميحات في هذا الموضوع ، أسأل الله أن يجعله خالصًا صوابًا ، والله ولي التوفيق .
---
الميموني
05-28-2004, 02:18 AM(1/957)
والراجح أن الخلاف في الأصل ليس بلفظي لأن المتشابه مختلف في المراد به وعلى هذا الخلاف ينبني الخلاف في الوقف كما تقدم .
و قول أكثر العلماء- وهو أن الوقف على لفظ الجلالة .. - أصح ، وهذا القول يؤيده ظاهر النظم القرآني ، و الأدلة التي تقدمت عند ذكره قوية ، ولو لم يكن فيها إلا القراءات الثابتة عن الصحابة لكان فيها دلالة قوية على ترجيحه ، فكيف وقد انضاف إلى ذلك غيرها مما تقدم ، هذا مع أنه لم يثبت عن الصحابة غيره .
ورواية مجاهد عن ابن عباس معارضة برواية طاووس وهي أصح كما قاله السيوطي ( ) بل حكى الإمام أبو المظفر السمعاني( ) أن الصحيح رواية طاووس وتقدم قول ابن الأنباري في ذلك وتضعيفه لرواية ذلك عن مجاهد نفسه . وبينت أنه مسبوق إلى الطعن في رواية ابن أبي نجيح التفسير عن مجاهد ، ولكن الراجح أنها صحيحة لأن ابن أبي نجيح ثقة و إن كان سمعه من القاسم بن أبي بزة ، فالقاسم ثقة أيضا ( ) ، فقد علمنا الواسطة بينه وبين مجاهد في التفسير ، فيكون قد دلسه عن القاسم بن أبي بزة ، فإن ابن أبي نجيح معدود في المدلسين كما تقدم ، لكننا في هذا الموضع نرجح رواية طاووس إذ لم يكتنفها ما اكتنف رواية مجاهد من طريق ابن أبي نجيح . وقال الإمام السمعاني أيضا في كتابه قواطع الأدلة : ( ونقل بعضهم ذلك عن مجاهد ولا أعلم تحققه ) اهـ . بل زاد على ذلك بأن جعل قول بعض العلماء في اختيار هذا الوقف كبوة من كبوات الجواد ( ) ؟. كذا قال رحمه الله تعالى ، ولا يبلغ الأمر ذلك ، ويزاد على هذه الأدلة ، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية عائشة رضي الله عنها قالت :(1/958)
( تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7) } قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم ) اهـ ( )
فهذا الحديث دال على ذم متبعي المتشابه كالآية
****
( )القاسم بن أبي بزة واسمه نافع ويقال يسار ويقال نافغ بن يسار المكي أبو عبد الله ويقال أبو عاصم القارئ مولى عبد الله بن السائب المخزومي قيل إن أصله من همذان روى عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعنه ابن جريج وشعبة وجمع . وثقه ابن معين والعجلي والنسائي . وروى له الجماعة : ت : 114 هـ وقيل 115 هـ وقيل : 125 هـ . قال المزي : ( والأول أصح ) ا هـ . ( الجرح والتعديل 7 / الترجمة 697 و تهذيب الكمال : 23 / 338 والكاشف : 4503 وفي التقريب : ثقة : ( 2 / 116 )
( ) قواطع الأدلة في الأصول للسمعاني 1 /265
( ) صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب التفسير : سورة آل عمران ، باب منه آيات محكمات رقم 3547 ج 8 /209 وصحيح مسلم مع شرح النووي كتاب العلم : باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه رقم 6717 ج 16 / 433 –434 والمسند 6 / 48 و256
****(1/959)
ومعلوم أن القائلين من أهل السنة والجماعة بالقول الآخر ، لا يقصدون بعلم الراسخين للمتشابه أنهم يعلمون ما استأثر الله بعلمه كوقت قيام الساعة ونحو ذلك . ولكن يبقى أمور من المتشابه عند بعض العلماء كالحروف المقطعة ، وبعض الآيات المتعارضة في الظاهر التي يختلفون في الجمع بينها ولا يوجد مرجح ينقطع به النزاع ، ونحو ذلك .
و هذه الآية من الآيات التي ينبغي على كل طالب علم أن يمعن النظر في أقوال السلف ثم الأئمة المحققين في بيان معناها ، فإن المبتدعة قد أكثروا من الاستدلال بها .
والكلام عليها لا بد فيه من بيان معنى المحكم والمتشابه ، ومعنى التأويل فلا يصلح أن نهمل ذكره هنا لمسيس الحاجة إليه
****
والقول بأن الرسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابه هو الصحيح ، وهو مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعائشة وعبد الله بن عباس في رواية طاوس عنه ( ) وهو الصحيح عنه ( ) وبه قال أكثر السلف ، منهم عمر بن عبد العزيز والحسن وعروة وقتادة والضحاك ( ) قال ابن النحاس : ( رويناه عن نيف وعشرين من الصحابة والتابعين والقراء والفقهاء وأهل اللغة ) ( ) . وقد اختاره مالك ( ) والفراء ( ) أبو عبيد وابن الأنباري ( ) والزجاج والطبري
والخطابي ( ) والداني ( ) والسمعاني ( ) والبغوي ( ) وفخر الدين الرازي ( ) وأبو حيان ( ) والسيوطي ( ) والشوكاني ( ) و شهاب الدين الآلوسي ( ) و اختاره أيضا القاضي أبو يعلى رحمه الله تعالى وقال : ( إنه أشبه بأصولنا
) اهـ . ( ) وقال ابن النجار : ( إنه الأصح المختار ) ( ) وقال المرداوي :
( وهو المختار وهو قول السلف ) ( )وقال الخطابي : ( هو مذهب أكثر العلماء ) ( ) وهو الراجح لوجوه منها ما ذكر ومنها ما لم يذكر
هذا اقتبسته من رسالة موجودة لي في هذا المنتدى العامر المبارك(1/960)
ويطول الكلام على ذكر الأدلة مع الرد على الشبه المثارة من الفريقين ولا شك دل السياق وما ثبت من قراءات الصحابة على رجحان الوقف على لفظ الجلالة و لو قيل فيه إنه الصحيح فليس بمستبعد و قد قال ذلك السمعاني و غيره و عبارة السمعاني أشد من ذلك و لكن الإنصاف يقتضي عدم قبولها بإطلاق و التفصيل في المسألة اختيار جماعة منهم ابن عطية المفسر ثم شيخ الإسلام ابن تيميية في بعض ما قاله و من أراد الرجوع للبحث فهو موجود في مكتبة الملتقى وقد عثرت على زيادات و تتمات كنت أغفلتها و في كلام
الشيخ : د / مساعد تنبيهات مفيدة فجزاه الله خيرا و لم أتمعن في جميعها
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 05:05 PM
يرفع للفائدة ولمزيد من النظر والمدارسة من قبل الأعضاء الكرام
---
أحمد البريدي
09-14-2006, 05:35 PM
مشاركة مني أنقل لكم ما كتبته في رسالتي حول هذا الموضوع إتماما للفائدة فأقول :
اختلف السلف رحمهم الله تعالى في المتشابه المذكور في قوله تعالى :{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}(آل عمران:من الآية7)هل هو مما يمكنُ الإطلاعُ على عِلْمِهِ أو لا يعلمهُ إلا الله ؟ على قولين :
القول الأول : أنه مما يمكنُ علمه ، ونُقل عن مجاهد وإحدى الروايات عن ابن عبّاس .
القول الثاني : أنّ المتشابه لا يعلمه إلاّ الله ، وعليه الأكثر من السلف .
وسببُ الخلافِ :الاختلافُ في معنى (الواو) في قوله تعالى{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فمنهم مَن قال : إنها عاطفةٌ ، كأصحاب القول الأول ، ولذا فالمتشابه مما يُعْلَمْ ، ويجعلون الوقفَ عند قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} .
ومنهم مَن قال : إنها للاستئنافِ ، ولذا فالمتشابه مما لا يعلمه إلاّ الله ، ويجعلون الوقفَ على لفظِ الجَلاَلَةِ { وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ } .( )(1/961)
وهذا الخلاف المذكور إذا تأمّلْتَه وجدتَهُ ليسَ بخلافٍ في الحقيقة ، ويمكنُ الجمعُ بين القولينِ وذلكَ بمعرفةِ أنواعِ التشابهِ في القرآنِ والفرقَ بينهما ، ويتبيّنُ هذا بما قرّرهُ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله حيث قال :" التشابه نوعان :
تشابهٌ نسبيٌّ ، وتشابهٌ مُطْلَق .
والفرق بينهما : أن المطلقَ يخفى على كلِّ أحد ، والنسبيُّ يخفى على أحدٍ دونَ أحد وبناءً على هذا التقسيم ينبني الوقفُ على قوله تعالى :{وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } .
فالوقفُ على{ إِلاَّ اللَّهُ }يكونُ المرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ المطلقَ ، وعلى الوصْلِ{ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }يكونُ المرادُ بالمتشابهِ : المتشابهَ النسبيَّ ، وللسلفِ في ذلكَ قولانِ :
القول الأول : بالوقفِ على { إِلاَّ اللَّهُ } وعليه ِأكثرُ السلفِ ، وعلى هذا فالمرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ المُطْلَق الذي لا يعلمهُ إلاّ الله ، وذلكَ : مثل كيفيةِ وحقائقِ صفاتِ الله ، وحقائقِ ما أخبرَ الله به مِن نعيم الجنّة وعذاب النارِ "... إلى أنْ قال :"
القول الثاني : بالوَصْلِ فيقرأ : { إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }، وعلى هذا فالمرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ النسبيَّ ،وهذا يعلمهُ الراسخونَ في العلمِ ؛ ويكون عند غيرهم مُتشابهًا ".( )
وفي موضع آخر قال :" التشابه الواقع في القرآن نوعان :(1/962)
أحدهما : حقيقيٌّ وهو ما لا يمكنُ أنْ يَعْلَمَهُ البَشَرُ ؛ كحقائقِ صفاتِ الله - عز وجل - ، فإننا وإنْ كُنَّا نعلمُ معاني هذهِ الصفاتِ ، لكنّنا لا نُدرِك حقائقها ، وكيفيتها لقوله تعالى : {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}(طه:من الآية110) وقوله تعالى :{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) "... إلى أنْ قال :"وهذا النوعُ لا يُسْأَلُ عن استكشافه لِتَعَذُّرِ الوصولِ إليه .
النوع الثاني : نسبيٌّ وهو ما يكونُ مشتبهاً على بعضِ الناسِ دونَ بعضٍ ، فيكونُ معلوماً للراسخينَ في العلمِ دونَ غيرهمْ ، وهذا النوعُ يُسْأَلُ عن استكشافهِ وبيانه ؛ لإِمكانِ الوصولِ إليه ؛ إذْ لا يوجدْ في القرآنِ شيءٌ لا يتبينُ معناهُ لأحدٍ مِن الناسِ ، قال الله تعالى : {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}(آل عمران:138) ، وقال :{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيءٍ}(النحل: من الآية89) ، وقال :{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ - ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة:18-19) ، وقال : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} (النساء :174 ) .
وأمثلةُ هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: من الآية11) حيث اشتبهَ على أهلِ التعطيلِ ، ففهموا مِنه انتفاءَ الصفاتِ عن الله تعالى ، وادَّعوا أنّ ثُبوتها يستلزمُ المماثلةَ ، وأعرضوا عن الآياتِ الكثيرةِ الدَّالَّةِ على ثبوتِ الصفاتِ لهُ ، وأنَّ إثباتَ أصلِ المعنى لا يستلزمُ المماثلةَ .(1/963)
ومنها قوله تعالى :{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء:93) حيثُ اشتبهَ على الوعِيديَّةِ ، ففهموا مِنه أنَّ قاتلَ المؤْمِن عَمْدًا مُخَلَّدٌ في النارِ، وطَرَدُوا ذلكَ في جميعِ أصحابِ الكبائرِ ،وأعرضوا عن الآياتِ الدَّالَّةِ على أنّ كُلَّ ذنبٍ دونَ الشركِ فهو تحتَ مشيئةِ الله تعالى .
ومنها قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (الحج:70) حيثُ اشتبهَ على الجبْرِيَّةِ ، ففهموا مِنه أنّ العبدَ مَجْبُورٌ على عمله ، وادَّعَوا أنه ليسَ له إرادةٌ ولا قدرةٌ عليهِ ، وأعرضوا عن الآياتِ الدَّالَّةِ على أنّ للعبدِ إرادةً وقدرةً ، وأنّ فعلَ العبدِ نوعانِ : اختياريٌّ ، وغير اختياريٍّ .
والراسخونَ في العلمِ أصحابُ العقولِ يعرفونَ كيفَ يُخَرِّجُونَ هذهِ الآياتِ المتشابهةِ إلى معنى يتلاءمُ مع الآياتِ الأخرى ، فيبقى القرآنُ كُلُّهُ محكماً لا اشتباه فيه ".( )
وبهذا التقريرِ تتجلّى لكَ هذه المسألةُ ؛ ولابنِ عطيّةَ رحمه الله كلامٌ نفيسٌ أنْقُلُهُ بِنَصِّهِ، حيثُ قالَ بعد عرضه لخلافِ السلفِ في قوله{وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}:" وهذهِ المسألةُ إذا تُؤمِّلَتْ قَرُبَ الخلاف فيها من الاتفاق .(1/964)
وذلك أنّ الله تعالى قسّمَ آي ِالكتابِ على قسمين – محكمًا ومتشابهًا – فالمحكم هو المتّضحُ المعنى لكلِّ مَن يفهم كلامَ العربِ لا يحتاجُ فيه إلى نظر ولا يتعلّق به شيءٌ يُلْبِس ، ويستوي في علمه الراسخُ وغيره ، والمتشابه يتنوّع ؛ فمنه ما لا يُعْلَم البتّةَ ، كأمر الروح ، وآحاد المغيّبات التي قد اعلم الله بوقوعها إلى سائر ذلكَ ، ومنه ما يُحمل على وجوهٍ في اللغةِ ومناحٍ في كلام العرب ، فَيُتَأوّل تأويله المستقيم ، ويُزال ما فيه مما عسى أن يتعلّق به مِن تأويلٍ غير مستقيم كقوله في عيسى - عليه السلام -{ وَرُوحٌ مِنْهُ }(النساء: من الآية171) إلى غير ذلكَ ، ولا يسمّى راسخًا إلاّ بأن يعلم مِن هذا النوع كثيراً بحسب ما قدّر له ؛ وإلاّ فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمّى راسخًا وقوله تعالى{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ}(آل عمران:من الآية7) الضميرُ عائدٌ على جميع متشابه القرآن وهو نوعان كما ذكرنا ، فقوله : { إِلاَّ اللَّهُ }(آل عمران:من الآية7) مُقتَضٍ ببديهية العقل أنّه يعلمه على الكمال والاستيفاء ، يعلم نوعيه جميعًا فإنْ جعلنا قوله { وَالرَّاسِخُونَ }(آل عمران:من الآية7) عطفاً على اسمِ الله تعالى ، فالمعنى إدخالُهم في علمِ التأويلِ لا على علمِ الكمالِ ، بل عِلْمُهم إنّما هو في النوعِ الثاني مِن المتشابه ، وبديهة العقل تقتضي بهذا ، والكلام مستقيمٌ على فصاحة العرب كما تقول : ما قام لنُِصرَتي إلاّ فلانٌ وفلان ، وأحدهما قد نَصَرَكَ بأنْ حاربَ معكَ ،والآخرُ إنّما أعانكَ بكلامٍ فقط ، إلى كثير ٍمِن الْمُثُلْ ، فالمعنى : {وَمَا يَعْلَمُ }تأويلَ المتشابه إلاّ الله والراسخونَ كُلٌّ بقدرهِ ، وما يصلح له ، والراسخونَ بحال ( ) قول في جميعه آمنّا به ، وإذا تحصّل لهم في الذي لا يُعلم ولا يتصوّر عليه تمييزه مِن غيره فذلك قدر مِن العلم بتأويله .(1/965)
وإنْ جعلنا قوله{وَالرَّاسِخُونَ}رفعًا بالابتداءِ مقطوعًا ممّا قبله ،فتسميتهم راسخينَ يقتضي بأنّهم يعلمونَ أكثرَ مِن المحكمِ الذي يستوي في علمهِ جميعُ مَن يفهمُ كلامَ العربِ ، وفي أيِّ شيءٍ هو رسوخهم ، إذا لم يَعْلَمُوا إلاّ ما يعلمُ الجميعُ ، وما الرسوخُ إلاّ المعرفةُ بتصاريفِ الكلامِ ومواردِ الأحكامِ ، ومواقعِ المواعظِ وذلكَ كلّهُ بقريحةٍ مُعَدّةٍ ، فالمعنى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ}على الاستيفاءِ إلاّ الله ،والقومُ الذين يعلمون منه ما يمكن أنْ يُعلم يقولون في جميعه{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}(آل عمران:من الآية7) وهذا القَدْرُ هو الذي تعاطى [به]( ) ابنُ عبّاس رضي الله عنهما ، وهو ترجمانُ القرآنِ ، ولا يُتَأَوَّلُ عليه أنّه عَلِمَ وقتَ الساعةِ وأمرَ الروحِ وما شاكله ، فإعرابُ { الرَّاسِخُونَ } يحتملُ الوجهينِ ، ولذا قالَ ابنُ عبّاس بهما ، والمعنى فيهما يتقاربُ بهذا النظرِ الذي سطّرناهُ ".( )
ولذا فإنّ تقسيم التشابه إلى مطلقٍ ونسبيٍّ تجتمعُ به الأقوال المذكورة في المسألةِ ، ويجيبُ عن الإشكالِ في اختلاف السلف رحمهم الله في هذه الآية .
وتقسيمُ المتشابهِ إلى نوعيِن نَصَّ عليه أهلُ العلمِ كما تقدّمَ عن ابنِ عطيةَ رحمه الله ونقلَ السيوطيُّ عن الخطابيِّ قوله :" المتشابهُ على ضَرْبينِ : أحدهما : ما إذا رُدَّ إلى المحكمِ واعتبر به عُرف معناه ، والآخر : ما لا سبيل إلى الوقوف على حقيقته ، وهو الذي يتَّبِعُه أهلُ الزيغِ فيطلبونَ تأويله ، ولا يبلغونَ كُنْهَه ، فيرتابون فيه فَيُفْتَنُون ".( )
وقال ابن تيمية :" فينبغي أنْ يُعرفَ الإحكام والتشابه الذي يَعُمُّهُ ، والإحكام والتشابه الذي يَخُصُّ بعضه ".( )
وقال ابن القيّم :" التشابه والإحكام نوعان : تشابهٌ وإحكامٌ يعمُّ الكتابَ كُلَّهُ ، وتشابهٌ وإحكامٌ يَخُصُّ بعضهُ دونَ بعضٍ ".( )(1/966)
وقال الراغبُ الأصفهانيّ :" وحقيقةُ ذلك أنّ الآياتِ عند اعتبار بعضها ببعضٍ ثلاثةُ أضربٍ : محكمٌ على الإطلاق ، ومتشابهٌ على الإطلاق ، ومحكمٌ مِن وجهٍ متشابهٌ مِن وجهٍ " ( )... إلى أنْ قال :" ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب :
ضربٌ لا سبيلَ للوقوفِ عليه ، كوقتِ الساعةِ ، وخروج دابّة الأرض وكيفيةُ الدابّة ونحو ذلك . وضربٌ للإنسانِ سبيلٌ إلى معرفته كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة . وضربٌ متردّدٌ بين الأمرين يجوز أنْ يَخْتَصَّ بمعرفة حقيقته بعض الراسخينَ في العلم ويخفى على مَن دونهم " ... إلى أنْ قال :"وإذا عرفتَ هذه الجملةَ عُلِمَ أنّ الوقفَ على قوله:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} (آل عمران:من الآية7) وَوَصْلَهُ بقوله{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }(آل عمران:من الآية7) جائزٌ وأنّ لكلِّ واحدٍ منهما وجهًا حسبما دلَّ عليه التفصيلُ المتقدّم ا.هـ
قلت : وهناك مِن أهل العلم مَن سلكَ طريقًا آخر في الجمع بين أقوال السلف في هذه الآية وذلك بِرَدِّ المسألةِ إلى الاختلاف في كلمة : التأويل ، فمنهم مَن جعل التأويلَ بمعنى التفسير ، وجعل الوقفَ على قوله:{ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ }(آل عمران: من الآية7) ، ومِنهم مَن جعلَ التأويلَ بمعنى العاقبةِ والغاية المجهولة وجعل الوقفَ على لفظ الجَلاَلَةِ في قوله{ إِلاَّ اللَّهُ }(آل عمران: من الآية7) كما قرّرَ ذلكَ ابنُ تيميةَ رحمه الله وقال :" ولا منافاةَ بين القولين عند التحقيق " مجموع فتاوى ابن تيمية ( 3/ 55 ) وانظر : تفسير ابن كثير ( 2/ 9 )
---
(1/967)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > هل بالإمكان إعادة : "تنبيه المشرف" في خيارات المواضيع؟
---
هل بالإمكان إعادة : "تنبيه المشرف" في خيارات المواضيع؟
---
أبو بيان
12-29-2005, 07:05 PM
حبذا لو أعيد خيار: تنبيه المشرف.
للحاجة إليه.
---
عبدالرحمن الشهري
12-29-2005, 10:57 PM
إن شاء الله .
---
عبدالرحمن الشهري
02-12-2006, 10:40 PM
أبا بيان وفقكم الله.
لم أتنبه لوجود هذه الخاصية من قبل . فهي التي تظهر بجانب رقم المشاركة في الجانب الأيسر من أعلى . وصورتها http://www.tafsir.org/vb/images/buttons/report.gif .
جرب تبلغ عن هذه المشاركة .
---
أبو بيان
02-13-2006, 09:02 PM
هي هي
وفقك الله
---
(1/968)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > البحث عن مخطوط لمكي
---
البحث عن مخطوط لمكي
---
محمد الحوري
02-28-2006, 03:28 PM
كنت قرأت في كتاب المشكل لمكي بن أبي طالب أن له رسالة في شرح قوله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر احدكم الموت ) الآيات 106-108 من المائدة لإارجو إعلامي إن كان أحد قد اطلع على هذه المخطوطة
ولكم جزيل الشكر
---
السائح
03-01-2006, 07:30 PM
أخي الباحث ، قد جزم الأستاذ أحمد حسن فرحات في كتابه (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن) ص223 أنه مفقود ، لكن لا بدّ أن ترجع إلى ص217 من كتابه ، حيث صرح أنه عقد ذاك الفصل لسرد كتب مكي بن أبي طالب المفقودة .
وهذه الدراسة المفردة عن (مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن) دراسة نفيسة ، أصدرتها دار عمار بعمّان الأردنّ سنة 1418 .
---
(1/969)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تحرير غزة بدأ من الأقصى وينتهي فيه: الذكرى الخامسة للانتفاضة!
---
تحرير غزة بدأ من الأقصى وينتهي فيه: الذكرى الخامسة للانتفاضة!
---
hedaya
09-27-2005, 11:07 AM
http://essam4409818.jeeran.com/jhadnew.jpg
تحرير غزة: بدأ من الأقصى وينتهي فيه: الذكرى الخامسة للانتفاضة!
أوهام صهيونية:
في العام 2000 وبعد 7 سنواتٍ عجاف من التوقيع على اتفاقات السلام المزعوم، كان الإرهابي شارون يعد العدة لدخول المسجد المبارك، في غفلةٍ من العالم العربي والإسلامي، متوهمًا أن الشعب الفلسطيني لن يعود إلى المقاومة من جديد.
ففي 28/9 وتحت حراسةٍ مشددةٍ من الجيش الصهيوني، وطأ المجرم شارون ساحات المسجد الأقصى، لتنطلق المسيرات في جميع مدن فلسطين وقراها، رافضةً هذه الزيارة ومعلنةً انتفاضة الغضب للأقصى.
وفي صبيحة الجمعة 29/9، ارتكب جنود الاحتلال مجزرةً في ساحة المسجد الأقصى، راح ضحيتها سبعة شهداء كانوا يؤدون الصلاة في ساحاته الطاهرة، لتبدأ الانتفاضة المباركة بالاتساع والتنوع. ولينتفض الشارع الفلسطيني بأكمله معبراً عن غضبه بعد هاتين الجريمتين المتتاليتين ...
انتفاضةٌ كبرى تندلع:
اتسعت دائرة الحقد أكثر، ليبدأ الاحتلال الذي كان يرأس حكومته حينها باراك، باستخدام الطائرات في قصف البيوت وتفريق المسيرات، وتنفيذ عمليات الاغتيال للمجاهدين لتقدم فلسطين خلال هذه الانتفاضة خيرة فرسانها هدية للأقصى أمثال الشهداء: محمود أبو هنود وعوض سلمي وصلاح شحادة وعدنان الغول وغيرهم.(1/970)
ووصل بعدها المجرم شارون لرأس الحكومة، واستمر في التصعيد والإجرام، ليجتاح المدن وينفذ سلسلة من عمليات الاغتيال لقادة المقاومة وقادة الأجنحة السياسية للفصائل، والتي بدأت باغتيال القيادي في حماس صلاح الدين دروزة، ثم جمال منصور وجمال سليم، وغيرهم من القادة والرموز، في سعيه للوصول إلى تحقيق الوعد المنكوث الذي قطعه على نفسه بوقف الانتفاضة في 100 يوم.
صاع احتلال بصاعين مقاومة:
كان الإجرام يتصاعد، والمقاومة وعلى رأسها حماس تتطور نوعيا في مواجهته، فبعد الحجارة جاءت العمليات الاستشهادية المكثفة، ثم العبوات الناسفة التي تُفجر عن بعد، لتصل قمة التطور في تصنيع القذائف الصاروخية، بدءًا بقذائف الهاون، وتصاعدها وصولاً إلى (القسام) و(الأقصى) و(البتار) و(الياسين) وغيرها، وعمليات اقتحام المستوطنات التي دبت الرعب في قلوب الصهاينة.
مئات الشهداء ارتقوا، ومنازل مسحت عن وجه الأرض، وآلاف المعتقلين في السجون، وعائلات شردت بلا مأوى، والاحتلال والمثبطين من خلفه يعجزون عن إيقاف وتيرة الانتفاضة المتصاعدة التي استنزفتهم بشريًا وماديًا ومعنويًا.
عشرات القادة كانوا في مقدمة الشهداء، لتصل يد الحقد إلى شيخ الانتفاضتين أحمد الياسين، وأسد فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أبرز قيادات حركة حماس، والمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وغيرهم ممن سبقهم من القادة والرموز.
بواكير فجر الحرية:
لم يهدأ الشعب لحظة، بل كان يزيد من غضبه وثورته، ويطور من أدائه في صد الهجمة الشرسة الصهيونية، حتى حانت لحظة قطف ثمار المقاومة، الانسحاب من غزة؛ بداية النصر بإذن الله.(1/971)
لم يقو الاحتلال على البقاء في غزة، فتحت وطأة النيران والصواريخ بدأ الصهاينة يعدون عدتهم للرحيل، ثم ما لبثوا أن جرجروا أذيال الانكسار وهربوا، تاركين خلفهم الخراب والدمار لبيوتهم التي استعمروها على مر أربعة عقود ماضية، ليمضي فيهم قول الله عز وجل: {يُخرِبونَ بيوتَهُم بأيديهم وأيدي المؤمنين} صدق الله العظيم.
وها هي الانتفاضة تستمر وبدأنا نجني ثمارها الطيبة، والاحتلال يفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق وهذا الوحل، فلا جيشه يحميه ولا جدرانه تمنع الصواريخ والاستشهاديين من دك حصونه.
ختامًا: تمضي قافلة الشهداء لتنير الطريق نحو القدس الشريف وكامل فلسطين المسلمة من نهرها إلى بحرها بإذن الله،
وإن كان تحرير غزَّة قد بدأ من الأقصى المبارك فإنه سينتهي به إن شاء العلي القدير ... والله أكبر ولله الحمد.
---
(1/972)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أبي بن كعب.. وإنكار القراءات ؟؟
---
أبي بن كعب.. وإنكار القراءات ؟؟
---
طالب العلم1
04-29-2006, 11:50 PM
هل أنكر أبي القراءات حينما قال "فوقع في نفسي من التكذيب" لحظة كونه في المسجد
أم بعد سماعه لتصحيح النبي صلى الله عليه وسلم كلا القرائتين ؟
أفيدونا مشكورين
---
محمود الشنقيطي
04-30-2006, 04:54 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ما ورد في الأثر ليس إنكارا للقراءات وإنما هي نزغة شيطان عرضت له وزالت عنه ببركة ضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره وتبيينه صلى الله عليه وسلم لأبيّ حقيقة ما أشكل عليه.
أما ساعة حصول تلك النزغة فالأثر بيِّنٌ في أنها كانت حين أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم الرجلين على القرائتين لقوله رضي الله عنه (فحسَّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما فوقع في نفسي)
والفاء في العطف تقتضي الترتيب كما هو معلوم.
والأثر كما رواه الطبري رحمه الله قال بعد أن ساق سنده:(1/973)
{عن أبي بن كعب قال:كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه فدخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقلت يا رسول الله إن هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ فحسَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنهما فوقع في في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا كأنما أنظر إلى الله فرقا فقال لي : يا أبي أرسل إليَّ أن اقرأ القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي , فرد علي في الثانية : أن اقرأ القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي,فرد علي في الثالثة: أن اقرأ القرآن على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها فقلت: اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق كلهم حتى إبراهيم}
أولا هذا الأثر رواه مسلم في صحيحه من طريق محمد بن عبد الله بن نمير في صحيحه فقال:
( باب أنَّ القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه)
وساق الحديث برقم: 1901
وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف برقم 1478
وقال النووي رحمه الله في شرح جملة (فوقع في نفسي من التكذيب.... الخ)
معناه:(وسوس لي الشيطان تكذيبا للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية لأنه في الجاهلية كان غافلاً, أو متشكِّكاً, فوسوس له الشيطان الجزم يالتكذيب.(1/974)
قال القاضي عياض:معنى قوله سقط في نفسي:أنه اعترته حيرة ودهشة قال: وقوله: ولا إذكنت في الجاهلية:معناه أن الشيطان نزغ في نفسه تكذيبا لم يعتقده. قال: وهذه الخواطر إذا لم يستمر عليها لا يؤاخذ بها قال القاضي قال المازري: معنى هذا أنه وقع في نفس أبي نزغة من الشيطان غير مستقرة ثم زالت في الحال حين ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدره ففاض عرقاً) شرح النووي ج:6 ص:343
---
(1/975)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمن يريد الأجر بارك الله فيكم
---
لمن يريد الأجر بارك الله فيكم
---
ابو عمار
04-26-2004, 06:09 PM
أريد من الأخوة الكرام فائدة بسيطة جداً حول المناسبة بين الآيتين من سورة التغابن بين قول الله تعالى فيي الآية الأولى ( له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ولآية التي تليها مباشرة ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير )
وما هو مصدر هذه المناسبة أي من أي تفسير أو كتاب
أسأل الله تعالى أن يرزق كل من يساعدني على إيجاد هذه المناسبة العلم النافع
تحياتي
أبو عمار
---
مساعد الطيار
04-27-2004, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو عمار ، حفظه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فمن المحتملات في المناسبة بين الآيتين ما يأتي :
1 ـ أنه لما ذكر من يسبحه ، وهم جميع المخلوقات تخلص للمقصود منه ، وهو التعريض بالكفار الذين خالفوا الكائنات في تسبيح الله سبحانه .ينظر : التحرير والتنوير .
والذي يدل على ذلك أن السورة في الحديث عن الذين لم يؤمنوا بالبعث ، وهم الكفار ، وذلك سر تقديمهم على المؤمنين في قوله : (فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) ، وعلى هذا الوجه يكون ذكر المؤمنين تتميم لذكر صنفي الناس ، وإن كانوا من المسبحين لله ، الموافقين لمخلوقاته المطيعة مما في السموات والأرض .
2 ـ أن يكون قوله ( هو الذي خلقكم ) مرتبطًا بقوله : ( وهو على كل شيء قدير ) ، ويكون ذكر هذين الصنفين من باب بيان بعض القدرة العامة المذكورة في قوله : ( وهو على كل شيء قدير ) ، وتقديم الكافر على المؤمن كما هو في الجواب السابق .ينظر : روح المعاني .
والله أعلم بكتابه .
---
ابو عمار
04-27-2004, 11:47 PM
بارك الله فيك ونفع بك وأكثر من أمثالك
تحياتي
أبو عمار
---(1/976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هذا الصنيع للامام الحاكم في المستدرك يدل على ماذا؟؟
---
هذا الصنيع للامام الحاكم في المستدرك يدل على ماذا؟؟
---
رصد
12-07-2004, 04:54 PM
السلام عليكم
اذا روى الامام الحاكم حديثا في مستدركه ولكنه سكت ولم يصحح الحديث فعلى ماذا يدل على هذا الصنيع ؟؟؟
هل سكوته دليل على تصحيحه ام توقفه في الحديث ثم بالتالي تضعيفه له ؟؟؟
ارجوا الفائدة بذكر المصدر وبارك الله فيكم
---
أحمد البريدي
12-08-2004, 05:02 PM
لعلك تطلع على هذا الرابط ,ففيه عين سؤالك , أو ربما أنت صاحب السؤال نفسه للتشابه بينهما : اضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24539)
ونرجو ممن عنده إضافة أن يتحفنا بها خاصة الدكتور يحيى الشهري .
---
(1/977)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > تأملات في أنواع القراءات (ملخص بحث)
---
تأملات في أنواع القراءات (ملخص بحث)
---
أمين الشنقيطي
12-03-2006, 10:49 AM
تأملات في أنواع القراءات:
نظراً لأهمية معرفة أنواع القراءات في دراسة كتب القراءات، وخاصة لمن يطالعها لأول وهلة ، حاولت في هذه العجالةأن أتبين معه بعضاً من أنواع القراءات التي قد تصادفه وقت القراءاة في كتب القراءات العشر القديمة قبل عصر ابن الجزري.وتسهيلا لذلك تساءلت عن أنواع هذه القراءات ؟ كم عددهذه الأنواع ؟ أمثلتها من بعض كتب القراءات والتفسير.
فكان الجواب : أنواع القراءات على سبيل التفصيل : من العلماء من يرى أنّها ستة أنواع هي: (المتواتر، والمشهور، والآحاد، والشَّاذ، والموضوع، والمُدْرج) ، ذكرها (السيوطي في الإتقان 1/236، 243).
ونظرا لمعرفة الكثيرين بمعنى المتواتر والمشهور، فسيكون التأمل في الآحاد،والشاذ، والموضوع ،والمدرج.
1- الآحاد هو في اللّغة: جمع أحد؛ بمعنى الوحدة، والانفراد، والغرابة (الصحاح للجوهري) مادة (وحد).
الآحاد اصطلاحاً عند المحدثين على ثلاثة أقسام: هي الغريب وهو ما لم يثبت إلا من طريق واحد، والعزيز وهو ما روي من طريقين، أو ما رواه اثنان فقط، والمشهور عنهم ما رواه أكثر من اثنين في جميع الطبقات السند، ولم يصل إلى حد التواتر.
و قد ألف الإمام مسلم بن الحجاج كتابا سماه (المنفردات والوحدان)،وهو كتاب ألفه في تفرد رجل بالرواية عن رجل آخر حين الخلاف على ذلك بين الأئمة الناقدين،وفي تفرد رجل عن غيره فيما يراه مسلم دون غيره من اقرانه، (المنفردات والوحدان للإمام مسلم/5)،(نخبة الفكر وشرحها نزهة النظر /47)، (تدريب الراوي للسيوطي /1/247).
(معجم مصطلحات الحديث /131)،(1/978)
والآحاد على ماجاء في كتاب المنفرادات والوحدان لها أمثلة كثيرة في كتب القراءات، منها على سبيل المثال قول ابن مجاهد: (( وروى خارجة عن نافع .. ولم يروه غيره )) (السبعة 179-181 ).
ومثالها أيضا قراءة: (يورثها)الأعراف:128،جاء في السبعة: عن هبيرة عن حفص عن عاصم (يُوَرِّثهَا )مشدَّدة الراء، (ولم يروها عن حفص غير هبيرة) ، وهذه ( وهو غلط )، ( شاذة ) لمخالفتها للمتواتر والمشهور وجميع القراء بضم الواو وكسر الراء .(ولم يروها عن حفص غير هبيرة)، وهي في( جامع البيان 2/66) .وفي (علل القراءات للأزهري 1/228 )، (مختصر شواذ القراءة /45).وفي التقريب والبيان: (التقريب والبيان / 304 ).
الآحاد اصطلاحا عند الأصوليين هو : ما فقد شروط المتواتر المتقدمة، أو أحدها، سواء كان رواته واحداً، أو عدداً فيعمّ المشهور. (الإحكام للآمدي 2/47).
وفي اصطلاح القراء : (القراءة التي صحّ سندها، وخالفت رسم المصحّف أو العربيّة، أوأحدهما، ولم تشتهر الاشتهار المذكور آنفا) . وهذا التعريف يعدّ الآحاد من (القراءة المشهورة)و(القراءة المقبولة)، (القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لبازمول 1/146).
ومن التعريفات مايعدها من (القراءة غير المقبولة): أي التي صحّ سندها،أوضَعُف؛ ولاوجه لها في العربيّة، وإن وافقت الرّسم (القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لبازمول 1/146).
أو يعدها من (القراءة غيرالمشهورة) : أي القراءة التي اختل فيها شرط من شروط الآحادية المشهورة. وقد جمع هذا النوع من القراءات أي (القراءات الآحادية)، الواردة في كتب السنة، الدكتور أحمد المعصراوي في كتاب سماه (القراءات الواردة في السنة).(1/979)
من أمثلة (القرءاة الآحادية المشهورة) من كتب القراءات وغيرها قراءة (مِنْ أَنْفَسِكُمْ) أي بفتح الفاء وكسر السين، ففي المصباح بفتح الفاء محبوب عن أبي عمرو، وفي التقريب والبيان بفتح الفاء محبوب والرؤاسي كلاهما عن أبي عمرو، وأيضاً عن رويس عن يعقوب، وهي في المتواتر(من أنفسكم) التوبة/128.قرأ بها ابن عباس وابو العالية ومحبوب عن أبي عمرو.(البحر المحيط5/121).
ومثال ( القرآءة الآحادية غير المشهورة)في غير كتب القراءات العشر،قراءة (والذَّكَرَوَالْأُنْثَى) وهي المتواتر : (وما خلق الذكر والأنثى)الليل/3.وهي قراءة ابن مسعود،وهي في (صحيح البخاري في المناقب/3742)
مثالها في كتب القراءات العشر: قوله تعالى: (إلا قليلا)، جاء في المستنير: بالرفع عن عبد الوارث عن أبي عمرو،كذافي المصباح؛ وكذلك في التقريب والبيان : وقال: ((وهذا مخالف للمصحف))، وافقهم في البستان.
وهذه القراءة آحادية غير مشهورة،اختلّ فيها شرط الرسم وخالفت المتواتر، ولجميع العشرة نصب اللام.
2- الشَّاذ وهو في اللّغة: من (شذّ) (يَشِذّ) ( ُشذُوذاً)، و(شَذّ الشَّيء)، إذا انفرد عن القوم، واعتزل جماعتهم، وخرج عنهم ، وتنحى ، فهو (شَاذّ).
وقدسمّي الشّاذ كذلك للتنبيه على انفراده وخروجه عمّا عليه الجمهور، (اللسان): مادة (شذّ). و(جمال القراء للسخاوي 1/235).
وكلّ معانيه تدور حول التّفرق، والنّدرة، والخروج على القاعدة، والقياس والأصول(أساس البلاغة لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري) مادة (شذذ)..
ومعناه اصطلاحاً : (ما اختل فيه ركن من الأركان الثلاثة) (فأطلق عليها ضعيفة أوشاذّة أوباطلة،سواء كانت عن السّبعة أم عمّن هو أكبر منهم) .(الإبانة لمكي بن أبي طالب /51). (النشر1/9).،
وعند المحدثين يعرف بأنه: (هو ماروى الثقة مخالفا لرواية الناس،لاأن يروي مالايروي غيره). (تدريب الراوي للسيوطي1/193،200).(1/980)
وعلى أساس القراءة هو ( القراءة التي لم يصحّ سندها، أو خالفت الرّسم، أو لاوجه لها في العربية )(الإتقان للسيوطي 1/242).وتعتبر القراءة الشاذة أدني مرتبة من القراءة الآحادية ، التي تقدم ذكرها قريباً،
وللشاذ أنواع ثلاثة هي : 1-( مالم يصحّ سنده وخالف الرّسم) (علم القراءات لنبيل آل إسماعيل /44)، قال عنه ابن الجزري: (( فهذه القراءة تُسمى شاذّة لكونها شذّت عن رسم المصحف المجمع عليه، وإن كان إسنادها صحيحاً ،فلا تجوز القراءة بها في الصّلاة ولا غيرها ))(منجد المقرئين لابن الجزري 16، 17).،
ومثاله في كتب القراءات : كلمة: (بضارين) ، في التقريب والبيان: بغير نون عن السّعيدي عن أبي عمرو، ثمّ قال: (( وهو خلاف المصحف)) (التقريب والبيان/207) وذلك من رواية الأهوازي.وهي منسوبة للأعمش في (الكشاف للزمخشري 1/332) ،و(البحر المحيط لأبي حيان1/332 ).
2-: (مالم يصحّ سنده ووافق الرّسم وخالف العربية)،قال عنه ابن الجزري: (( وهذا النّوع قليل جدّاً بل لا يكاد يُوجد، وقد جعل بعضهم منه رواية خارجة عن نافع معائش بالهمز)) ( النشر لابن الجزري 2/406)،ومثاله:كلمة: في كتب القراءات (لعمرك إنهم)، في المستنير : بفتح الهمزة عن عبد الوارث عن أبي عمرو، قال في المستنير: (( وهو رديء ولست أعرف له وجهاً)) (المستنير /624 )،وافقه في المصباح: وزاد الجهضمي، ومحبوباً وهارون ، وعبد الوارث كلهم عن أبي عمرو ( المصباح /(214/أ)، وفي التّقريب والبيان : بفتح الهمزة عن الجهضمي، ومحبوب، وعبد الوارث من بعض طرقه عن أبي عمرو (التقريب والبيان / 398)،.(1/981)
3-: ( مالم يصح سنده ووافق العربية)، مثال هذا النّوع في كتب القراءات : كلمة: (نحسات)،في البستان: وروي عن أبي الحارث عن الكسائي الإمالة (البستان /252)، قال الدّاني في التّيسير: (( وروى لي الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن أبي الحارث إمالة فتحة السّين، ولم أقرأ بذلك، وأحسبه وهماً))،قال ابن الجزري: (( إنه لو صحّ لم يكن من طرق التّيسير ولا النّشر))(التيسير/ 193)، (النشر 2/366)..
4-: (مالم يصح سنده وخالف العربيّة). قال ابن الجزري عن : (( وألاّ تكون معدودة من الغلط)) (النشر 1/ 13)، (غيث النفع للصفاقسي/3)
مثاله في كتب القراءات :كلمة: (أوتمن)، قال ابن مجاهد: (( قرأ حمزة وعاصم في رواية يحي بن آدم عن أبي بكر وحفص عنه؛ بهمزة وبرفع الألف، ويُشير إلى الهمزة بالضمِّ ، ثم قال: ((وهذه الترجمة لا تجوز لغةً)) ، وقال ابن مجاهد أيضا: ((وهو (غلط ) لا يجوز أصلاً في العربية)).والعشرة بعدم الإشمام فى التاء،وهذه الرواية مردودة عند القراء روايةً ولغةً.
3- الموضوع وهو في اللّغة: اسم مفعول من (وَضَعَ)، (يَضَعُ)، (وَضْعًا)، والوضع له معان جُلَّهَا ذو مضمون سلبي كالانحطاط والخسارة، والقباحة (،(القاموس للفيروزآبادي) مادة (وضع). ولا يُستغرب تسمية بعض القراءات الشَّاذة، أوالأحاديث المختلقة بـ(الموضوعة)، أي التي وضعها أصحّابها -كذباً وافتراءً- على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبدوا أنّ الأساس الذي بموجبه سمّيت الأحاديث المختلقة موضوعة، هو نفسه الأساس الذي بموجبه سّمي ما اخْتُلِق من القرآن موضوعاً.
والموضوع اصطلاحاً هو: (القراءة التى نسبت إلى قائلها من غير أصل – أي من غير سندٍ مطلقا-)، والقراءة الموضوعة معناها: ( القراءة المكذوبة المختلقة المصنوعة المنسوبة إلى قائلها افتراءً) ، أو هي: (ما كان من القراءات مكذوباً على النّبي صلى الله عليه وسلم).(1/982)
من أمثلة الموضوع في كتب القراءات : القراءات المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة ، كقراءة: (مَالِكَ)بالنّصب؛ ويُروى أيضاً بألف مخفوضاً، وهي في المتواتربدون ألف. (الكامل للهذلي/74).
4- المُدْرج وهو في اللّغة : من (دَرَجَ)، ويعني الدخول، والتضمين، تقول: ( أدرجت الشيء)، أدخلته فيه وضمنته،(لسان العرب) مادة (درج)وفي الاصطلاح معناه : (مازِيد من القراءات على وجه التّفسير) .(الإتقان للسيوطي 1/243).
من أمثلته في غير كتب القراءات : قراءة سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه: (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمٍّ)، ، وقراءة ابن عبّاس رضي الله عنه: ( فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ) .(صحيح البخاري ،كتاب تفسير القرآن،باب تفسير سورة البقرة،5/158).
هذا المدرج : لا أعلم أنه يوجد له مثال في كتب القراءات العشر، نظرا لكون تلك الكتب تتميز بالإسناد . والله أعلم.
أخيرا: تناولت هذه العجالة (تأملات في أنواع القراءات):من خلال بيان بعض أ نواع القراءات التي قد تصادف من يقرأ في كتب القراءات العشر القديمة قبل عصر ابن الجزري، وذلك من خلال الأسئلة التالية : ما هي أنواع هذه القراءات ؟ كم عددهذه الأنواع ؟ أمثلتها من بعض كتب القراءات والتفسير. وقد توصلت في هذه التأملات إلى إمكانية استخلاص نوع سابع هو (الانفرادات) وهو مصطلح يحتاج إلى الدراسة والتحقيق عند العلماء القراء وغيرهم. أسأل الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت في بيان ماأردته. والله أعلم.
---
محمود الشنقيطي
12-03-2006, 11:42 AM
شيخنا الكريم
أحسن الله إليكم ونفع بعلمكم ولكن لدي تساؤل حول إيراد تعريفات المحدثين والأصوليين في مباحث كهذه ما دامت لا تخدم الغرض ولا تؤديه, هل ظهرت لكم فيه فائدة أم هو من باب الاستيفاء ليقف القارئ على جميعها ويستخلص الفرق ؟؟
فمثلا عند الكلام على الشاذ نجده عند القراء كما تفضلتم: (ما اختلت فيه أحد أركان القراءة الثلاثة).(1/983)
وعند المحدثين: (ما روى الثقة مخالفا لرواية الناس ).
ولو نظرنا في تعريف المحدثين لوجدناه منطبقا على انفرادات القراء الذين ثبت تواتر قرائتهم بالإجماع, لكونها رواية ثقة خالفت رواية الناس, فهي شاذة إذا أوردت هذه التعاريف في مباحث كهذه ولم يُنبّه القارئ إلى عدم انطباقها على حقيقة الشذوذ عند القراء..
أرجو من فضيلتكم الإفادة والتعليق وجزاكم الله خيرا..
---
أمين الشنقيطي
12-03-2006, 09:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:
أخي الشيخ محمود هذا السؤال الذي طرحته في مداخلتك ونصه:
وسؤالك حول إيراد تعريفات المحدثين والأصوليين في مباحث كهذه ما دامت لا تخدم الغرض ولا تؤديه؟
هل ظهرت لكم فيه فائدة؟أم هو من باب الاستيفاء ليقف القارئ على جميعها ويستخلص الفرق ؟؟
فمثلا عند الكلام على الشاذ نجده عند القراء كما تفضلتم: (ما اختلت فيه أحد أركان القراءة الثلاثة).
وعند المحدثين: (ما روى الثقة مخالفا لرواية الناس )،ولو نظرنا في تعريف المحدثين لوجدناه منطبقا على انفرادات القراء الذين ثبت تواتر قرائتهم بالإجماع, لكونها رواية ثقة خالفت رواية الناس, فهي شاذة إذا أوردت هذه التعاريف في مباحث كهذه ولم يُنبّه القارئ إلى عدم انطباقها على حقيقة الشذوذ عند القراء..
سؤالك باختصار حول جدوى إيراد مباحث كهذه... وسؤالك عن فائدتها...وعن سبب قصد الاستيفاء في التأملات؟ وعن الانفرادات الذي قد يطابق بعضها المتواتر وكونها رواية ثقة، وإذا لم ينبه القارئ على عدم انطباقها على حقيقة الشذوذ عند القراء.
الجواب:
إن العلاقة ، بين المحدثين والأصوليين والقراء ثابتة دون شك ،
وقد كان أحد زملائي الكرام، لا يرى علاقة إطلاقاً،باعتبار اشياء كثيرة أرجعها إلى الاختلاف في أنواع القراءات،وإلى طريقة إسناد القراء ،وإلى منهجية القراء،
وكانت وجهة نظري هي رسوخ هذه العلاقة لأمور هي:
أولا: موارد القراء هي من المحدثين،ثم من الأصوليين.(1/984)
ثانيا: كون ابن الجزري أحد الأعلام المحدثين وكتابه الهداية الذي حققه د.محمد سيدي الأمين كتاب مشهور في هذا الفن.
وقد انعكست مصطلحات المحدثين على ابن الجزري كثيرا، وخاصة في تعريف شرط صحة السند،وفي الاشتراط الذي وضعه في التلقي عن شيوخه ألا وهما اللقيا والمعاصرة،اللمعروفين عند المحدثين.
ثالثا: معلومة وقفت عليها قال الشيخ العلامة سلطان المزاحي: قال في رسالته في أجوبة العشرين مسألة:
(فانظر قوله (وتكون ذلك مشهورة ...الخ فصرح بأنه يشترط مع نقل العدل الضابط عن مثله وهكذا أن لايشذ بها وهذا بعينه هو ماذكره المحدثون ،فأنهم قالوا في تعريف الصحيح ذلك، قال القرافي:
وأهل هذا الشأن قسموا السنن إلى صحيح وضعيف وحسن
....الخ
ثم قال في باب الشاذ
وذو الشذوذ مايخالف الثقة فيه الملا فالشافعي حققه
ولايقال لايلزم من تفرد الراوي شذوذه كما هو مقرر في محله،
قلت نعم لايلزم لكن الكلام في الشاذ المردود ،
وقال شيخ ا لإسلام في شرح ألفية القرافي -كذا في النسخة ولعله العراقي- فالشاذ المردود كما قال ابن الصلاح قسمان :
......)الخ انتهي محل الغرض من رسالة الشخ سلطان،
إذا هناك علاقة ثابتة من واقع كلام العلماء، والحديث عنها أولوية في مصطلحات القراءات لايمكن تركها لمتخصص في علم آخر، والأولى بالقراء تناولها.
أما فائدة البحث في هذه الأنواع فعظيم أمره وخاصة في ظل وجود كتب تهتم بالمصطلحات على استقلال،وكتب تهتم بالقراءات والتفسير ونحوه على استقلال ولاتجد من يقوم بتطبيق تلك المصطلحات على تلك الكتب.
وأما سبب استيفائي فهذا شأن هذه المسألة وصعوبة تناولها عند القراء خاصة فكتب القراءات تحيل على كتب علوم القرآن،وأمثلة كتب علوم القرآن كلها من كتب التفسير ،وكلها غير أمثلة كتب القراءات المسندة،(1/985)
وأما قضية التنبيه على الانفرادات المتواترة، وأنها ينبغي التنبيه على أنها متواترة حتى لايغتر أحد بشذوذها، فالأمر كذلك وسأحاول توضيح الانفرادات عن القراء بنوعيها من خلال أمثلة من كتب القراءات في مقال قادم.
وفق الله الجميع ورحم الله سلف هذه الأمة المبارك فلم يدع شيئا إلا وبينه ولكن أين الباحثون؟ اللهم جعلنا من النافعين .
---
(1/986)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > من يفيدني في تفسير هذه الاية ؟؟؟ عاجل للأهمية في الرد على النصارى ...
---
من يفيدني في تفسير هذه الاية ؟؟؟ عاجل للأهمية في الرد على النصارى ...
---
أم عبدالرحمن
04-12-2005, 12:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيث أنني كرست نفسي بإذن الله تعالى للرد على شبهات أعداء الإسلام ، فإنني واجهت بالأمس مشكلة بأحد منتديات المسيحيين
والمليئة بكثير من المسلمين الذين هجروا الإسلام واعتنقوا النصرانية لما يقوم به هؤلاء المنصرين بإلقاء الشبهات م ، وهناك آخرون كثيرون من المذبذبين من المسلمين والذين على وشك أن يقرروا إعتناق النصرانية ،
وفي نقاش لي مع أحد المنصرين بالمنتدى بخصوص تفنيد حادثة الصلب ، قال أن الرازي نفسه يقول بصلب والمسيح وكان دليله
الآتي > > > > >قال ، قال الراوي في تفسيره : >" فكيفما كان ففي إلقاء شبهه علي الغير ستة إشكالات :
>الإشكال الأول : أنه إن جاز أن يقال أن الله تعالي يلقي شبه أنسان علي إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطه وأيضا يفضي إلي
القدح في التواتر . ففتح هذا الباب أوله سفسطه وآخره إبطال النبوات بالكلية . >الاشكال الثاني : إن الله أيده بروح
القدس جبريل فهل عجز هنا عن تأييده ؟ وهو كان قادرا علي إحياء الموتي ؟ فهل عجز عن حماية نفسه ؟ >الاشكال الثالث :
>إنه تعالي كان قادرا علي تخليصه برفعه ىإلي السماء فما هي الفائدة في إلقاء شبهه علي غيره ؟ فهل فيه إلا إلقاء مسكين في
القتل من غير فائدة إليه ؟ >الاشكال الرابع : بالقاء الشبه علي غيره اعتقدوا ( اليهود ) أن هذا الغير هو عيسي- مع
انه ما كان عيسي - وهذا إلقاء في الجهل والتلبيس وهذا لا يليق بحكمة الله . >الاشكال الخامس : إن النصاري علي(1/987)
كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة حبهم للمسيح وغلوهم في أمره . أخبروا أنهم شاهدوه مصلوبا فلو أنكرنا هذا كان
طعنا فيما ثبت بالتواتر والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسي وسائر الانبياء . >الاشكال السادس : ألا
يقدر المشبوه أن يدافع عن نفسه , أنه ليس بعيسي ، والمتواتر أنه فعل ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعني . فلما لم
يوجد شئ من ذلك علمنا أن الأمر علي غير ما ذكرتم " >مفاتيح الغيب . الرازي . مجلد
6 . طبعة دار الفكر . بيروت لبنان . ص 100 -
ولقد أعطاني أحد الإخوة الأفاضل هنا الوصلة التاليه للتأكد مما قاله الرازي في تفسيره لأتمكن من إيجاد الرد المناسب ولكن بعد
القراءة لم أستفد ولم أخرج بنتيجة مرضية حاسمة ، ولا أريد أن أجازف برد يجعلني أخسر القضية وأكون سببا في إضلال كثيرين
ينتظرون الرد
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
> فأرجو مساعدتي في الرد عليه بسرعة حيث أن الموضوع معلقا وينتظر الرد الكثيرين > >أرجو أثابكم الله الرد عليّ
بأسرع ما يمكنكم ، جزاكم الله خيرا > >والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
الجندى
04-12-2005, 08:11 PM
عليك اختاه بمنتدى الجامع للرد على النصارى فهو مختص بالرد عليهم
http://www.aljame3.com/forums/index.php?act=idx
---
أم عبدالرحمن
04-13-2005, 02:03 AM
بارك الله فيك أخي وجزاك خيرا
---
أبو عبد المعز
04-13-2005, 07:07 AM
الرازي اصيب- عفا الله عنه- بلوثة المتكلمين...وطريقته فى ايراد الشبه...وعدم الرد عليها....معهود عنه....كما فى هذا المثال....وطريقة المتكلمين.....".لو كان لكان...."رياضات ذهنية لا اقل ولا اكثر ولا فائدة فيها....وافضل طريقة هو عدم اعتبار الرازي الناطق باسم المسلمين...فهذا رأيه الشخصي ولا يلزم احدا....
واذا كان ولا بد فهذا رد لبعض شبهه:(1/988)
الإشكال الأول : أنه إن جاز أن يقال أن الله تعالي يلقي شبه أنسان علي إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطه وأيضا يفضي إلي
القدح في التواتر ...
لكن الله تعالى خلق التوائم متشابهة....فأين السفسطة...وما علاقة هذا بالتواتر...وهل تواترما عند النصارى حجة....اذن فليصحح عقيدة التثليث لانها متواترة عندهم....والعجب ان هذا يصدر ممن هو ملقب "امام" عند اصحابه..
الاشكال الثاني : إن الله أيده بروح
القدس جبريل فهل عجز هنا عن تأييده ؟ وهو كان قادرا علي إحياء الموتي ؟ فهل عجز عن حماية نفسه ؟ ....يبدو ان الرازي هنا نسي مذهبه الجبري.....
والتحق بالاعتزال....وصحح استقلال الانسان بالفعل والمشيئة.....والعجب ان هذا الامام يورد الشبهة..على غير اصوله...
الاشكال الثالث :
إنه تعالي كان قادرا علي تخليصه برفعه ىإلي السماء فما هي الفائدة في إلقاء شبهه علي غيره ؟ شبهة ابليسية لا تستحق الرد...فالله لا يسال عما يفعل...
ولو فتحنا هذه الاسئلة لما ارتحنا ابدا...فلو امات الله لقلنا لم لم يبق وان ابقى قلنا لم لم يمت....انظروا الى علم الكلام وما يفعله بفطر الناس...
الاشكال الرابع : بالقاء الشبه علي غيره اعتقدوا ( اليهود ) أن هذا الغير هو عيسي- مع
انه ما كان عيسي - وهذا إلقاء في الجهل والتلبيس وهذا لا يليق بحكمة الله . ....ومتى كان الرازي الجبري يؤمن بالحكمة....وهو يقول رادا على اهل السنة...ان الله منزه عن الاغراض والابعاض ..ويقصد بالاغراض صفة الحكمة....
ثم لم لا يلبس الله تعالى على اليهود....الم يقل فى القرآن"وهو خادعهم""ويمكرون ويمكر الله"...
الاشكال الخامس : إن النصاري علي
كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة حبهم للمسيح وغلوهم في أمره . أخبروا أنهم شاهدوه مصلوبا فلو أنكرنا هذا كان
طعنا فيما ثبت بالتواتر والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسي وسائر الانبياء....سبق الرد على هذا الهذيان فلا اعادة..(1/989)
الاشكال السادس : ألا
يقدر المشبوه أن يدافع عن نفسه , أنه ليس بعيسي ، والمتواتر أنه فعل ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعني . فلما لم
يوجد شئ من ذلك علمنا أن الأمر علي غير ما ذكرتم ...
لا رد الا ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله.........
---
أخوكم
04-13-2005, 11:25 PM
عُرف النصارى بعدم حبهم لمناقشة أهم نقاط الخلاف بينهم وبين المسلمين
وهي نقطة ( توحيد الله وتبيين معايب الإشرك عقلا وفطرة )
لذا نجدهم يتهربون بعدة طرق من أكثرها شيوعا :
أنهم يفتحون عدة مواضيع متدافعة داخل الموضوع الرئيس
ولذا فلا شيء يؤلمهم مثل الاصرار على النقاش في نفس موضوع
_توحيد العبادة لإله واحد وذم صرفها لغيره _
فكم أتمنى من كثير ممن يناقشوهم أن لا تنطلي عليهم حيلتهم تلك
فإن قال النصارى لنا :
أنتم عاجزون أن تناقشونا في نقاطنا
فلنقل لهم بصوت واحد :
من يتهرب من الموضوع الاكبر والأهم والأضح ولا يريد أن يقتنع به
فكيف سيقتنع بالموضوع الأقل أهمية ووضوحا ؟
o0o0o0o0o0
أما إيرادات الرازي فكلها ضعيفة ولعلي على عجالة أقف مع قوله :
(.. الاشكال الخامس : إن النصاري علي كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة حبهم للمسيح وغلوهم في أمره . أخبروا أنهم شاهدوه مصلوبا فلو أنكرنا هذا كان طعنا فيما ثبت بالتواتر ... )
إن النصارى في مشارق الأرض ومغاربها لم يحضروا صلب المسيح ولا شاهدوه كما يقول الرازي
وحتى القلة التي حضرت صلب المسيح فالعقل لا يمنع من وقوع شَبَهٍ بإنسان يجعل تلك القلة تنتقل من التواتر للشك
فتبين من هذا أن كل ما قاله الرازي ليس من المتواتر
بل هو مركب من شك وظنون
فلا ينبغي لإنسان تصديقه
ومن باب أولى فلا ينبغي لمسلم أن يصدقه ويكذب كلام ربه
أما إولائك الذين نتقلون من الإسلام إلى النصرانية ففي قلوبهم ميل للباطل فارتضوا به لأقل شبه(1/990)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
o0o0o0o0o0
ختاما :
كم من عامي ربما لا يقرأ ولا يكتب
ولكن بعلمه السهل اليسير
هو أرسخ علما من المتكلمين الفلاسفة
الذين قال الله فيهم :
فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (غافر:83)
---
د. هشام عزمي
04-13-2005, 11:52 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
وضع البعض ردودًا على هذه الشبهة في ملتقى اهل الحديث على هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29072
و هاهو نص ما كتبته في الرد :
-------------------------------------------------------------------------
الأخت الكريمة ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
كنت قد عقبت على هذا الموضوع في منتدى الجامع لكني أود أن أفصل قليلاً في هذا الموضع إن شاء الله .. و الرد على هذه الشبهة في نقاط :
الأولى : أنه من الثابت عند المسلمين أن القرآن قد قالها صريحة قاطعة (( ما قتلوه و ما صلبوه )) ثم كررها (( و ما قتلوه يقينًا )) ، فلم يدع هناك مجالاً للشك في عدم وقوع القتل أو الصلب على المسيح عليه السلام .. فمن اعتقد أن عيسى بن مريم عليه السلام قتل و صلب فقد كذب القرآن ، و من كذب القرآن فقد كفر .(1/991)
الثانية : أن من لم يعلم نهج الرازي رحمه الله في تفسيره الكبير لم يجز له أن يقتبس منه بدعوى أن الرازي يرى هذا الرأي أو ذاك ، فهو في تفسير كل آية من كتاب الله يذكر الإشكالات و اعتراضات المخالفين عليها ثم يكر على هذه الشبهات بالرد و التفنيد .. و هو قد ينشط للرد فيكون شاملاً ماتعًا ، و قد يكسل فيكون مقتضبًا مختصرًا ، لكن نهجه في إيراد الشبهات و ردها ثابت لا يتغير .. فلا يحل لأي شخص أن ينقل الشبهات من تفسيره دون الرد و يدعي أن هذا هو رأي الرازي أو أن الرازي يقول بصلب عيسى عليه السلام ، فهذا من البهتان الذي لا يلجأ إليه إلا أهل الباطل .. و النصارى في الواقع أهل له .
الثالثة : أن هذا النص المنقول ليس من تفسير الرازي ، بل هو ملخص ما ذكره عند تفسيره لسورة آل عمران آية 55 (بل أقول بثقة أنه ترجمة عربية رديئة لترجمة استشراقية تنصرية أعجمية أكثر رداءة لكلام الرازي).. و نص كلام الرازي هو كالآتي :
(( فكيفما كان ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات:
الإشكال الأول: إنا لو جوزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة ، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانياً فحينئذ أجوز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان ألقي شبهه عليه وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات ، وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً صلى الله عليه وسلم يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد لاحتمال أنه ألقي شبهه على غيره وذلك يفضي إلى سقوط الشرائع ، وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس ، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية .(1/992)
والإشكال الثاني : وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه في أكثر الأحوال ، هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله { إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ } [المائدة: 110] ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر فكيف لم يكف في منع أولئك اليهود عنه ؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له ؟
والإشكال الثالث : إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره ، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه ؟
والإشكال الرابع : أنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رفع بعد ذلك إلى السماء فالقوم اعتقدوا فيه أنه هو عيسى مع أنه ما كان عيسى ، فهذا كان إلقاء لهم في الجهل والتلبيس ، وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى .
والإشكال الخامس : أن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام ، وغلوهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً ، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر ، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، ونبوّة عيسى ، بل في وجودهما ، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكل ذلك باطل .
والإشكال السادس : أنه ثبت بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً ، فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع ، ولقال : إني لست بعيسى بل إنما أنا غيره ، ولبالغ في تعريف هذا المعنى ، ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى ، فلما لم يوجد شيء من هذا علمنا أن ليس الأمر على ما ذكرتم .
فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات :(1/993)
والجواب عن الأول : أن كل من أثبت القادر المختار ، سلم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً ، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور ، فكذا القول فيما ذكرتم .
والجواب عن الثاني : أن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء ، وذلك غير جائز .
وهذا هو الجواب عن الإشكال الثالث : فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقي شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء .
والجواب عن الرابع : أن تلامذة عيسى كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة ، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس .
والجواب عن الخامس : أن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم .
والجواب عن السادس : إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة، وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه، ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع، والله ولي الهداية )) .
فهو رحمه الله لم يعتقد بصلب عيسى عليه السلام - و إلا كان كافرًا - بل ذكر الإشكالات و رد عليها و فندها .. فثبت بهذا أن المنصر كذاب مدلس ينقل من كتب قساوسته دون مراجعة للمصادر ، و قد طالعنا من هذا الكثير في نقولات المنصرين عن علماء المسلمين بحيث صارت عادة لهم .. و هم يكذبون على علماء المسلمين و ينسبون أكاذيب لكتبهم الموجودة المحققة بين أيدي المسلمين ، فما بالك بكتبهم المقدسة التي ضاعت أصولها و لم يبق منها إلا ترجمات عن ترجمات عن ترجمات ؟(1/994)
الخلاصة : أن الرازي رحمه الله لم يعتقد أبدًا بوقوع الصلب و القتل على عيسى عليه السلام ، و أن من يعتقد بهذا فهو كافر و من لم يكفره فهو مثله .
و الله الموفق .
---
مساعد الطيار
04-14-2005, 01:05 AM
أحسنت يادكتور هشام ، فلقد كنت أريد أن أرجع لتفسير الرازي ، لكني نسيت ، فكيف يترك مثل هذه الشبه الغريبة ، وياليت من يُنقل له من أعدائه يتأكد بنفسه من نقلهم ، فحال كثير منهم كما قال الدكتور هشام ، وذلك لنصرت مذهبهم ، فيُلبِّسون على المسلمين ، وكذا الحال من الرافضة مع أهل السنة ، ولقد سمعت منهم ما يعجب المرء منه من نسب أمور إلى كتب أهل السنة ، وهي ليست فيها ، والله المستعان .
---
أخوكم
04-14-2005, 03:32 PM
أستغفر الله العظيم
ورحم الله الرازي وغفر له ذنوبه
ورفع الله قدر المتريثين الذين يتثبتون ثم ينصفون الناس
ويذكرون إخوانهم إذا أخطأوا
ويعيينوهم إذا أصابوا
---
عبدالله بن بلقاسم
04-16-2005, 08:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الإشكالات التي نقلها الرازي وأجوبته عليها ، والزيادة في الجواب بما يناسب المقام إن شاء الله تعالى:
الإشكال الأول: إنا لو جوزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة ، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانياً فحينئذ أجوز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان ألقي شبهه عليه وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات ، وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً صلى الله عليه وسلم يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد لاحتمال أنه ألقي شبهه على غيره وذلك يفضي إلى سقوط الشرائع ، وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس ، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية .(1/995)
جواب الرازي عن الأول : أن كل من أثبت القادر المختار ، سلم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً ، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور ، فكذا القول فيما ذكرتم .
إيضاح الجواب والزيادة عليه:
يعترض على المقدمة بالمنع إذ باب السفسطة مفتوح لا يفتحه هذا الأمر ولا غيره فالسفسطائيون لا يمنعهم من التوهيم شيء ولا يغلق دونهم الباب ، بل البديهيات مرعى السفسطائيين.
قال الجرجاني رحمه الله في التعريفات(1/158) السفسطة قياس مركب من الوهميات، والغرض منه تغليط الخصم وإسكاته، كقولنا الجوهر موجود في الذهن، وكل موجود في الذهن قائم بالذهن عرض، لينتج أن الجوهر عرض.
قلت: إذا كان مورد الإشكال ممن يقول بقدرة الله تعالى، فلا يخلو إما أن يقول لا يقدر أن يخلق إنسانا آخر على صورة إنسان مخلوق وهذا تناقض وكفر، أو يقول يقدر. فإن قال يقدر ولكنه خلاف مقتضى الحكمة وأنه يفضي إلى السفسطة، وعدم الأمان على المحسوسات وإبطال النبوة لأنني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانيا فحينئذ أجوز هذا الذي رأيته ثانيا ليس بولدي بل هو إنسان ألقي شبهه عليه، مما يجعل الصحابة يجوزون أن الذي تلقوا عن الشرائع ليس النبي صلى الله عليه وسلم.
نقول جوابه :
إن ألقى الله تعالى شبه عيسى على غيره ولم يبين ذلك لعباده، ولم يوضحه لهم في كتابه فنعم.
أما وقد بين الله في كتابه تعالى، وبين رسوله عيسى عليه الصلاة والسلام أن الله سيلقي شبهه مكرا بهولاء اليهود ومن معهم فقد زال الإلباس والإشكال وبطل بالكلية، وأن الأصل عدم إلقاء الشبه، ولكنه ألقاه في حال عيسى وبينه، فوقعت الحكمة وزال الإلباس(1/996)
وهذا جار على كل المعجزات كناقة صالح، ونار إبراهيم، وآيات موسى، فكلها معجزات خارجة عن العادة، وبين الله ذلك أتم البيان في كتبه وعلى ألسن رسله أتم البيان، فالتصديق بالمعجزات لا يتنافي مع الأمان بالمحسوسات فالمعجزات جارية على خلاف الأصل والسنة المستمرة الماضية .
فإن كان المناظر ممن يصدق بالأنبياء فقد أسكتناه.
وإن ممن يكذب بالنبوات فقد خرجنا عن موضع الإشكال إلى إشكال آخر ليس هذا محل جوابه.
وقد يأتي الملك في صورة رجل كما جاء جبريل وبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فلا يمكن أن يدعي مدع أن الذي جاءه جبريل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خبره قطعي، والتصديق بالنبوة يفضي إلى القطع بخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول يخبر بذلك وليس هناك حادثة يمكن التعويل عليها في بقاء الإلباس
والاستقراء التام حجة قاطعة والله تعالى أعلم[/size]
والإشكال الثاني : وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه في أكثر الأحوال ، هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله { إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ } [المائدة: 110] ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر فكيف لم يكف في منع أولئك اليهود عنه ؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له ؟
والجواب عن الثاني : أن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء ، وذلك غير جائز .
إيضاح جواب الرازي (عفا الله عنه) :
ما أورده المستشكل نوع من السفسطة ، فإنهم بنو نتيجتهم على مقدمتين:
المقدمة الأولى : ان جبريل يؤيد عيسى في أكثر أحواله.(1/997)
المقدمة الثانية: أن التأييد له صورة واحدة وهو إماتة أعدائه وإهلاكهم.
النتيجة: أن الله لم يرفع عيسى عليه الصلاة والسلام.
وهذا من أقبح القياس وابعده عن معيار العلم ومنهاج العقل، في مقدماته ونتيجته ، فإن الله تعالى أيده بروح القدس ونصره به، والتأييد عام ليس مخصوصا بصورة معينة، والتاييد إنما يكون عند حاجة عيسى إليه، والله تعالى قد أغنى عيسى عن تاييد جبريل برفعه إليه، فاين ترك جبريل لتأييد عيسى عليهما السلام.
وأما قولهم إن عيسى كان قادرا على إحياء الموتى.
فإن قالوا إنه قادر قدرة مطلقة كقدرة الله تعالى كفروا وتحولنا إلى موضع آخر للمناظرة في تأليههم لعيسى والقول بربوبيته
وإن قالوا لم يكن قادرا إلا بقدرة الله تعالى وما أعطاه الله من ذلك بطل إشكالهم ، وعدنا إلى الكلام على مقتضى الحكمة فإعطاء الله عيسى القدرة التي يدفع بها أعدائه يتحول به الغيب إلى العيان، وينتفي التكليف، ويصير الإيمان ضروريا ملجئا، وتنتفي الحكمة من ابتلاء الخلق
والإشكال الثالث : إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره ، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه ؟
جواب الرازي:
فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقي شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء .
قلت : إلقاء الشبه فيه فوائد كثيرة منها:
أن الدنيا لا يكشف فيهاعالم الغيب، بل هي ابتلاء للمؤمنين، واختبار تصديقهم للأنبياء بالإخبار بالغيب، ولو أن عيسى رفع أمام الناس ولم يلقى الشبه انتفى وجه الامتحان والاختبار، ورضخ الناس لقهر عالم الشهادة وصار إيمانهl إيمانا اضطراريا كإيمان من يرى النار عيانا يوم القيامة(1/998)
ومنها بيان قدرة الله تبارك وتعالى على تخليص المؤمنين بألطاف القدرة وتنوعها مما يظهر معه كمال لطفه وقوته وقدرته، فقد اجتمت في هذه الصورة القدرة على الرفع والقدرة على المكر بالأعداء والتوصل إلى المقصود بألطف الأسباب التي تظهر فيها آثار صفاته الجليلة سبحانه وتعالى.
ومنها إن كان الشبه إلقى على أعداء عيسى عليه السلام ففيه من المكر بهم والإحاطة وقهرهم ما هو ظاهر
وإن كان من أصحاب عيسى ففيه من الرفعة والابتلاء واتخاذ الشهداء ما لا يخفى على من له أدنى بصيرة
والإشكال الرابع : أنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رفع بعد ذلك إلى السماء فالقوم اعتقدوا فيه أنه هو عيسى مع أنه ما كان عيسى ، فهذا كان إلقاء لهم في الجهل والتلبيس ، وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى .
والجواب عن الرابع : أن تلامذة عيسى كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة ، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس .
إيضاحه:
وأصرح منه قول عيسى عليه الصلاة والسلام وبيانه فإنه أخبرهم وهو نبي خبره قطعي، ولكنهم بدلوا وحرفوا كما حرفوا دعوته ورسالته بالكلية
كما قال الله تعالى:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة
والإشكال الخامس : أن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام ، وغلوهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً ، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر ، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، ونبوّة عيسى ، بل في وجودهما ، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكل ذلك باطل .(1/999)
جواب الرزاي عن الخامس : أن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم .
قلتِ:
التواتر المعتبر هو الخبر الذي ينقله العدد من الناس مع عدم احتمال تواطئهم على الكذب، وبقاء التواتر في كل طبقة من طبقات النقل،
وأين كل النصاري من إثبات تواتر في كل طبقة من طبقات الإسناد
فاختل تواترهم بأمرين
انقطاعه، وتوفر الدواعي على التواطؤ على الكذب
ولو قلنا بأن تواطؤ الجماعات على أمر يفضي إلى القطع به
لصدقنا المشركين الذين تواطؤوا على الشرك بعد نوح
والإشكال السادس : أنه ثبت بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً ، فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع ، ولقال : إني لست بعيسى بل إنما أنا غيره ، ولبالغ في تعريف هذا المعنى ، ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى ، فلما لم يوجد شيء من هذا علمنا أن ليس الأمر على ما ذكرتم
والجواب عن السادس : إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة
قلت وإن كان كافرا لم يمنع أن يتركوا تصديقه لقيام الحس المفيد للقطع عندهم على الخبر المفيد للظن والله تعالى أعلم
---
د. هشام عزمي
04-16-2005, 08:55 AM
جزاك اله خيرًا شيخنا الدكتور مساعد الطيار على كلماتك الطيبة .. و بارك فيك أخي عبد الله بن بلقاسم و أستأذنك في نقل ردك لمنتدى آخر مع وضع الرابط .
---
عبدالرحيم
04-19-2005, 02:43 PM
الأخت الفاضلة
تجدين ردودا أخرى على الرابط التالي
http://www.tawdeeh.com/nasrania_in_quran/index.htm
ووفقك الله
---
الإسلام ديني
06-23-2005, 09:42 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/1000)
و الله يا إخواني - إن الإجابة على هذا السؤال
قد جعل زميلتي في أمريكا تسلم و تموت على الإسلام - رحمها الله تعالى
فكان هذا هو طرحها بعد أن بينت لها قصة الصلب و كيفية حصول الصلب
فردت - متسائلة - ثم قالت بالشبهات التي بالأعلى
فأخذ الوقت مني أكثر من سنة - حتى و لله الحمد و المنة - وجدت الجواب
فما أن حاورتها و أجبتها على هذه الإشكالية
قالت لي - الآن الآن - فأسملت بعد شهر أو شهرين
أنا لم أقرأ الردود - فقد تكون الردود كافية و وافية
و إن شاء الله - سأقرأها عن قريب - و سأرى إذا ما كانت تتطرق الي النقاط التي أريد إثارتها
حول الإجابة على هذا السؤال
و جزاكم الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/1001)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما معنى الإستثناء الموجود في الآية ( لا يمسه إلا المطهرون )
---
ما معنى الإستثناء الموجود في الآية ( لا يمسه إلا المطهرون )
---
محب الوحي
01-01-2006, 08:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله
يقول الله تعالى (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) الآية
وأنا أقرأ بعض أقوال المفسرين لهذه الآية تبادر إلى ذهني هذا السؤال
إذا كان المقصود حسب أقوال بعض المفسرين بالمطهرين الملائكة فما معنى الإستثناء الموجود في الآية (لا يمسه إلا المطهرون) , إذ من المعلوم أن الملائكة كلهم مطهرون؟! فلماذا جاء الإستثناء هنا ؟
هل سؤالي هذا صحيح بدءا؟ وإذا كان كذلك فما يكون الجواب إذن؟ إذ كما تعلمون فهم هذا الأمر يحتاج إلى معرفة بمنطوق ومفهوم الآية وبدلالة الإستثناء في اللغة وبغيره من العلوم الشيء الذي لا يمكن أن أدعيه.
وبارك الله تعالى فيكم
الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69079
---
أبو عبد المعز
01-01-2006, 10:37 PM
أخي الكريم محب الوحي بارك الله فيك......
طرحت في سؤالك قضايا كثيرة تحتاج لوقفات أطول .....حسبي هنا أن أبدي بعض التوضيحات:
-هناك بحث فقهي مشهور عن جواز أو منع مس غير المتوضيء للمصحف .وقد استند بعض المانعين إلى قوله تعالى: (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون).ورد المجيزون هذا الاستدلال باعتباره في غير محل النزاع لأن الآية ذكرت (المطهرون) ولم تذكر(المتطهرون) .....والفرق كبير بين المعنيين.....فالمطهر من طهره غيره, والمتوضيء أو المغتسل يصدق عليه وصف (المتطهر) لا (المطهر).وقالوا إن الوصف يليق بالملائكة الذين طهرهم الله بحيث عصموا فلا يفعلون إلا ما يؤمرون.......(1/1002)
-لا إشكال في كون الملائكة كلهم مطهرون......لأن الملائكة(المطهرون) في الآية في موقع المستثنى, وليس في موقع المستثنى منه الذي هو عام (محذوف)تقديره: لا يمسه( أحد) إلا المطهرون.فأخرج الملائكة من غير المطهرين الموجودين في عموم (أحد) النكرة المسورة بالنفي,ويراد من غير المطهرين الشياطين تحديدا .....فتكون الآية جاءت لتصحيح وهم شائع في الجاهلية وهو استمداد الشعراء والكهان والعرافين من قرناء لهم شياطين...وقد يسمونه "الرئي"أو "القرين"أو "الصاحب".وقد افتخر شاعرهم في بيت شعرى لا يحضرني الآن إلا معناه:" إذا كان قرين الشعراء الآخرين أنثى فقرينه ذكر...."
لقد اختلط أمر النبوة على الجاهليين بأمور السحر والشعر والكهانة......فنزل القرآن لوضع كل شيء في مكانه المناسب......
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} (210) سورة الشعراء
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} (221) {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} (222) سورة الشعراء
فالنبي اجتباه الله وخصه بكلام الله بواسطة ملك مطهر...فمسار الوحي إذن محمي محصن بل لقد طهرت السماء نفسها من مردة الجن الذين كانوا يسترقون السمع زمن نزول الوحي -كما بينت سورة الجن -فضلا عن أن يتلبسوا يشيء منه:
{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا} (9) سورة الجن
{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (27) سورة الجن.
وبناء على هذا لا يكون معنى الآية )إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) تنبيها على حكم ما فقهي يتعلق بمس المصحف بقدر ما تشير إلى عصمة الوحي وتنقله عبر مسار مطهر معصوم محفوظ....من اللوح المحفوظ إلى الملك المطهر إلى النبي المعصوم.....
والله أعلم.
---(1/1003)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)
---
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)
---
أبومجاهدالعبيدي
04-14-2003, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا أفكر في جمع ما كتب في التفسير من غير كتب التفسير ؛ وخاصة عندما أجد كلاماً مهماً في تفسير بعض الآيات وليس موجوداً في أكثر كتب التفسير .
وهذا المشروع يحتاج إلى جهود كبيرة لا يستطيع أن يقوم به فرد واحد ، بل ولا جماعة قليلة ؛ ومن هذا المنطلق ، وبمناسبة افتتاح هذا الملتفى المبارك إن شاء الله حرصت أن نبدأ جميعاً في الكتابة في هذه السلسلة ، وفي هذا المشروع الضخم ، مع الحرص التام على مراعاة ما يأتي :
أولاً - أن يكون المنقول هنا ليس من كتب التفسير كشرط رئيسي .
ثانياً - الحرص على كتابة المرجع بدقة ، مع ذكر رقم الجزء والصفحة ، وبيان معلومات الطبعة المستفاد منها .
ثالثاً - أن تستبعد أقوال العلماء الذين جمعت أقوالهم في التفسير في كتب مستقلة كابن القيم مثلاً ، إلا إذا كان المنقول مما ليس في المجموع .
اسأل الله أن يبارك عملنا في هذا المشروع ، وأحث جميع أعضاء هذا الملتقى على المشاركة في هذه السلسلة حتى تعم الفائدة ، ويحصل النفع للجميع .
---
المشارك7
04-17-2003, 02:22 PM
موضوع رائع والعثور علىالفوائد في هذا الباب له حالان :
1-ان يكون العثور على ذلك عرضا بان يقرا المرء في كتاب او يبحث في مسالة ففي اثناء ذلك يجد كلاما لاحد العلماء في التفسير والذي يفيد كثيرا في هذا دفتر الفوائدالذي يجعله الطالب لتقييد الفوائد فيه.
2-ان يمكن العثور على ذلك قصدا ولذلك حالان :(1/1004)
أ-يكون العثور على التفسير يسيرا وذلك في نحو كتب الفتاوى فانها ترتب ومن اقسام ذلك قسم التفسير ومن امثلة ذلك :الحاوي للفتاوى للسيوطي وفتاوى السبكي وفتاوى ابن الصلاح وغيرها .
ب-يحتاج العثور الى بعض الوقت وذلك في الكتب الحديثة المفهرسة فان فيها فهرسا للايات فينظر في الفهرس في رقم الصفحة ويرجع اليها .
وهذه الطريقة قد تكون الفوائد فيها كثيرة وذلك في نحو كتب التراجم التي تشتمل على ذكر فوائد عن المترجم له .
وقد تحتاج الفوائد الى صبر فقد تنتقل في الفهرس من اية الى اية وتنظر في الكلام عليها فتجدها مذكورة ضمن ايات نظائر لها او تجد الاستشهاد بها لمعنى واضح او نقلا لكلام احد المفسرين من كتابه او نحوذلك .
وعليه فانني انصح من اراد العناية بهذا الباب ان يجعل البحث في النوع الاخير في غيراوقات النشاط وصفاء الذهن وبهذا يستغل وقته اكبراستغلال فلاتضيع عليه اوقات الركود هذه االا في النافع.
والان الى الفوائد :
1-قوله تعالى (وثيابك فطهر )المدثر4 تكلم عليها ابن تيمية في شرح العمدة الجزء الثاني تحقيق المشيقح طبع دار العاصمة من ص404-408وهو مهم ولم انقله لطوله وانقل ما رجحه قال:
"والاشبه والله اعلم ان الاية تعم نوعي الطهارة وتشمل هذا كله فيكون مامورا بتطهير الثياب المتضمنة تطهير البدن والنفس من كل ما يستقذر شرعا من الاعيان والاخلاق والاعمال".
2- قال ابن تيمية :
(وقوله "لاخذنا منه باليمين "
قيل لاخذنا بيمينه كما يفعل بمن يهان عند القتل :خذه بيده فيجر بيده ثم يقتل فهذا هلاك بعزة وقدرة من الفاعل واهانة وتعجيل هلاك للمقتول .
وقيل لاخذنا منه باليمين اي بالقوة والقدرة فان الميامن اقوى ممن ياخذ بشماله كما قال" فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر"
وكما قال "ان بطش ربك لشديد "
لكنه قال :اخذنا منه ولم يقل لاخذناه فهذا يقوي القول الاول)النبوات 2/898.
---
المشارك7
04-17-2003, 02:28 PM
ومن فوائد كتاب طبقات الشافعية للسبكي:(1/1005)
1-(ومن فوائد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني في تفسير قوله تعالى" التائبونالعابدون الحامدون السائحون "الاية في الجواب عن السؤال المشهور وهوانه كيف ترك العطف في جميع الصفات وعطف النهي عن المنكر علىالامر بالمعروف بالواو ؟
قال :عندي فيه وجه حسن وهو ان الصفات تارة تنسق بحرف العطف وتارة تذكر بغيره ولكل مقام معنى يناسبه فاذا كان المقام مقام تعداد صفات من غير نظر الى جمع او انفرادحسن اسقاط حرف العطف وان اريد الجمع بين الصفتين او التنبيه على تغايرهما عطف بالحرف وكذلك اذا اريد التنويع بعدم اجتماعهما اتي بالحرف ايضا .
وفي القران الكريم امثلة تبين ذلك ) ثم ذكر مثالين وهما في سورة التحريم اية 5.وصدرسورة غافر ووضحهما.طبقات الشافعية 9/203 طبعة دار هجر.
2-(ومن مباحثه[اي محمد بن علي البارنباري الملقب طوير الليل ]في السؤال الذي يورد في قوله تعالى
"لاتاخذه سنة ولانوم " وتقرير ان السنة اعم من النوم ويلزم من نفي العام نفي الخاص فكيف قال"ولانوم"بعد قوله"لاتاخذه".
وقد اجاب الناس عن هذا باجوبة كثيرة ومن احسنها ما نحاه هذا الرجل فانه قال :
الامر في الاية على خلاف مافهم ،والمنفي اولا انما هو الخاص وثانيا العام ويعرف ذلك من قوله تعالى "لاتاخذه "اي لاتغلبه ولايلزم من عدم اخذ السنة له التي هي قليل من نوم او نعاس عدم اخذ النوم له فقال "ولانوم "وعلى هذا فالسؤال منتف وانما يصح ايراده ان لو قيل :لا يحصل له سنة ولانوم.
هذا جوابه وهو بليغ ،الا ان لك ان تقول :فلم لا اكتفىبنفي اخذ النوم على هذا التقرير الذي قررت وما الفائدة حينئذ في ذكر السنة ؟)9/250.
وما اورده السبكي يمكن الجواب عنه .
3-(سمعت الوالد يقول في قوله تعالى "ارايت من اتخذ الهه هواه "انه سمع شيخه ابا الحسن الباجي يقول لم لا قيل اتخذ هواه الهه ؟.(1/1006)
قال الوالد :فما زلت مفكرا في الجواب مذ اربعين سنة حتى تلوت ماقبلها وهو قوله "واذا راوك "الى قولهم "ان كاد ليضلنا عن الهتنا "فعلمت ان المراد الاله المعبود بالباطل الذي عكفوا عليه وصبروا واشفقوا من الخروج عنه فجعلوه هواهم )10/270.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-18-2003, 05:22 PM
بسم الله
أخي الكريم المشارك 7
جزاك الله خيراً على بدايتك وفتحك الباب في هذه السلسلة
وأرجو أن تكون مشاركاً فاعلاً معنا في هذا الملتقى ، مع رجائنا أن تكون مشاركتك باسمك الصريح لعدة اعتبارات .
ولك أن تجعل اسمك في مكان التوقيع ليظهر في أسفل مشاركاتك .
وشكر الله لك مرة أخرى .
---
عبد الله الخضيري
04-18-2003, 06:11 PM
الفكرة بحدّ ذاتها رائعة
وهي مع ذلك عائمة
لسببين :
1- أن التفاسير في غير كتب التفسير إنما هي في الغالب منقولةٌ من كتب المفسّرين ؛ وكمثالٍ على ذلك :
بعض تقريرات ابن تيمية في التفسير إنما هي (( بالنص)) من كلام الزمخشري أو البغوي في بعض الأحيان .
2- أن التفسير بهذا الشكل لايعطي أي بعدٍ منهجيٍ أو فكريٍ للقارئ .
3- و شريطة ألا يكون أصل التفسير موجوداً في كتب التفسير ؛ (( وإن كان فيه بعض الصعوبة على المشاركين )) حتى تستمرّ الأهمية
فحبذا التخصص والتخصص أكثر في نوعية الفوائد المنتقاة
وإلا فجميع كتب الإسلام هي شروح لكتاب الله عز وجل وتطبيقٌ لمعانيه
ولتكن الفكرة - مثلاً - تفسير البلاغي من كتب العقائد
أو التفسير العلمي في الكتابات والبحوث المعاصرة
---
ابو حيان
04-18-2003, 11:53 PM
احيي صاحب الفكرة ولكن
الفكرة جادة وتحتج الجدية والترتيب
فأقترح التالي
ان يسجل الشاب جميع ما يعرض له من الفواءد في التفسير في قراءته المعتادة ولكن قبل ذلك يخبر الاخوة بالكتاب الذي يقرؤه الآن ويأخذ فوائده حتى لا تكون الجهود مبعثرة(1/1007)
وارجو من الاخ المقترح ان يضع خطة واضحة لهذا المشروع مع استشارة اهل الاختصاص وعلى رأسهم الدكتور خالد بن عثمان السبت والدكتور الطيار
وجزاكم الله خيرا
واخبرك اني لم اسجل في اي منتدى ولكن لما تصفحت هذا المنتدى سجلت مباشرة لما رأيته فيه من الجدية وأرجو الاستمرار
وتقبلوني عضوا جديدا
والسلام
---
عبدالرحمن الشهري
04-19-2003, 01:25 AM
إخوتي الكرام (المشارك 7 - عبدالله الخضيري - أبا حيان) وفقهم الله جميعاً
أشكركم على تفاعلكم مع الفكرة ، وهذا في حد ذاته مؤشر طيب في بداية الأمر للمشاركات إن شاء الله ، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة!
الفكرة كما ظهر لي يقصد بها الأقوال النادرة التي يجدها طالب العلم وهو يقرأ في غير كتب التفسير ، ولم يسبق له أن قرأها في كتب التفسير ، حتى إنه يقوم من فوره فيقيدها في كناش أو نحوه خشية فواتها. والفكرة أشبه ما تكون بفكرة زوائد الحديث ، فيصح أن يقال فيها : زوائد غير المفسرين على المفسرين ، أو فرائد التفسير عند غير المفسرين.
حيث إن طالب العلم وهو يقرأ كتب التراجم أو كتب الأدب أو حتى كتب شروح الشعر العربي أحياناً يقع على قول فريد ، ورأي سديد في تفسير بعض الآيات القرآنية ، لم يتعرض له أحد من أهل التفسير. وقديماً قيل : تجد في السواقي ما لا تجد في الأنهار ! وتأمل فوائد الأخ (مشارك7) من كتاب طبقات الشافعية ما أجملها.
وهذا الأمر إن اردنا أن يكون على وجهه لا بد له من استقراء واسع ، فإن طالب العلم المبتدئ يجد كل شيء جديداً ، فلو وجد تفسيراً لآية في شرح ابن هشام - مثلاً - لقصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير رضي الله عنه قال : هذه من نوادر التفسير ، ولم أطلع عليها من قبل! فيجعلها من هذا النوع.(1/1008)
وهذا ليس مقصوداً لأخي أبي مجاهد فيما أظن. وإنما يقصد بالتفسير في غير كتب التفسير ، أن يكون الطالب على علم بما في كتب التفسير ، فإن رأى في غيرها ما ليس فيها عرفه وقيده وقدره حق قدره. وبهذا عرف العلماء في القديم. وهو الاستقراء الواسع لمسائل وكتب العلوم. حتى قيل إذا قال لك فلان : لا أدري ، فلا تسأل عنها بعده أحداً .
انظر إلى كتب زوائد الحديث ، هل يستطيع أحد أن يدعي أن هذا الحديث من زوائد أبي داوود على الصحيحين إلا إذا كان يحفظ الصحيحين جيداُ ، فإذا سمع الحديث الذي ليس فيهما قال : هذا الحديث ليس في الصحيحين ، لأنه يعرف أحاديث الصحيحين. وإلا لو لم يحفظهما لما عرف ما زاده أبو داوود. وهكذا.
لكن هذا الشرط عزيز ، ولا يكاد يمكن لأن كتب التفسير كثيرة ، وكثير منها غير مطبوع. وإنما يكفي أن تكون هذه الفائدة التفسيرية من دقائق المسائل التي تستحق الوقوف ، ويستغرب وجود مثلها في ذلك المكان ، حتى إن طالب العلم يقول : لو كانت هذه الفائدة في تفسير فلان كالطبري أو القرطبي لكانت أولى ، ثم يقوم فيكتب هذه المسألة هناك أو في دفتر مستقل أعده لذلك.
وأما التفسير الذي يجده طالب العلم في غير كتب التفسير مما قد أشبعه المفسرون في كتب التفسير فهذا لا فائدة من ذكره لسهولة الوصول إليه في كتب التفسير.
وهذه الفكرة ستظهر بجلاء مدى استقراء واطلاع المشارك ، حيث ستظهر إن كان ينقل كلاماً من غير كتب التفسير وهو في كتب التفسير قد بحث ووضح وضوحاً لا خفاء فيه. وما ذكره صاحبه لا يعدو أن يكون كلاماً مبتسراً لا جديد فيه.
وبين مشارك يأتي بفوائد ، تستحق شد الرحال ، وقطع المسافات الطوال لتحصيلها ، ولا يعد ذلك خسارة في جنب تحصيلها!(1/1009)
وهذا المشروع لا يقدره حق قدره إلا من نخل كتب التفسير نخلاً ، ثم هو الآن يتجول في غيرها ، فيصادف مسائل كان يتمنى العثور عليها من قبل ، وبحث في كتب التفسير فما رجع بطائل، فلما وقع عليها أكرم نزلها ، وحفظها في مستقر العلم في قلبه وعقله ، ولطرافتها وحبه لها تجده يقول في مجالسه : وقد ظفرت في كتاب كذا بكذا وكذا ، وقد وقعت في كتاب كذا على كذا. كأنه يتحدث عن جوهرة ، أو يحدث عن إلف فقده ثم جمعته به تصاريف الزمان بعد طول شوق وانتظار.
ولعل أبا مجاهد يؤكد كلامي أو يفنده. وفق الله الجميع.
وأشكر الأخ الكريم أبا حيان على لفتته التشجيعية حيث أشعرنا أننا صنعنا شيئاً مفيداً مما جعله ينضم إلى أسرة ملتقى أهل التفسير وهذه شهادة نسعد بها كثيراً.
فما أجمل أن يرى الإنسان لعمله صدى حسناً عند من يقدر العلم النافع ، والهدف النبيل.
وأما طلبه أن نستمر على هذا المنهج فهذا ما ننويه ، وعلى الله الاتكال ، ونحن نسعى للكمال ولكن يا ترى هل نستطيع أن نقاربه ؟! أسأل الله ذلك.
وليس لدي شك أنه إذا صدقت النيات ، وتظافرت الجهود فسيتحقق كثير من الأهداف بإذن الله ، وسينضم إلينا من كان من المعرضين عنا ، لأن الناس قد ملت من الطرح التافه ، والكلام الفارغ ، وأصبحت تبحث عن الجدية في كل الأمور.
أشكرك يا أبا حيان ، فقد جددت الأمل ، وبعثت على الجد والعمل ، ولا تبخل علينا بمثل هذا التحريض بين الحين والآخر ، فالعزائم تضعف ، والعوائق تعوق ، وارتفاع ثمن فواتير الهاتف قد يثبط عن الاستمرار !! وإن كان هم هذا الملتقى سيجعلنا بإذن الله نتغلب على كل ذلك ، وقديماً قال المتنبي :
ليس عزماً ما مرَّض المرء فيه ** ليس همَّاً ما عاق عنه الظلامُ(1/1010)
وأما طلبك بأن نتقبلك عضواً فقد كان ، ولكننا نطالبك بأن لا تكتفي من التصفح بالقراءة فحسب واعلم أن لنا حقاً عليك ألا تغادر الملتقى إلا وقد أبديت رأياً ، أو طرحت سؤالاً ، أو شاركت بعلم نافع جاد جيد جديد. وبهذا نتعاون ، ولا يدركنا الملل والسأم ، ولا يصبح ملتقى أهل التفسير موقعاً ميتاً لا جديد فيه.
---
أبومجاهدالعبيدي
04-19-2003, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع ، سواء بمشاركة في الموضوع ، أم برأي وتوجيه ، أم بنقد هادف بناء ؛ وبهذا التفاعل إن شاء الله تتبلور الفكرة ، وتتحدد معالمها .
وهذه الفكرة قد استشرت فيها بعض المشايخ وطلبة العلم ، ومنهم الشيخ مساعد الطيار وفقه الله ، وقد ذكر لي بأن الفكرة كانت عنده من زمن ، وقد شجعني على البداية في تنفيذها ، وذكر لي أن هناك بعض الأقوال التفسيرية في كتب قد لا يتنبه لها الباحث في التفسير .
وحتى لا تكون هذه الفكرة عائمة غير محددة المعالم ؛ فإني اقترح أن نبدأ بجمع الأقوال التفسيرية من المصنفات التي ألفت قبل بداية القرن الرابع الهجري ، أي أن وفاة مصنفيها قبل عام500هـ .
وها أنا أبدأ سائلاً الله التوفيق والسداد .
جاء في كتاب السنة للإمام أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي المتوفى سنة 294هـ :
( حدثنا أبوقدامة قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : كنت أقرأ هذه الآية فلا أعرفها : (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا) (البقرة: من الآية106) أقول : هذا قرآن ، وهذا قرآن ، فكيف يكون خيراً منها ؟ حتى فسر لي فكان بيّناً : نأت بخير منها لكم ، أيسر عليكم ، أخف عليكم ، أهون عليكم . ) انتهى ص 186 ، وهو أثر صحيح كما قال محقق الكتاب الدكتور عبد الله البصيري . وهو مما فات جامع تفسير سفيان بن عيينة .
وجاء في نفس المرجع السابق :(1/1011)
( قال أبو عبد الله [ هو المصنف] : وقال : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ )(البقرة: من الآية231) فتأولت العلماء أن الحكمة ها هنا هي السنة ؛ لأنه قد ذكر الكتاب ثم قال : والحكمة ، ففصل بينهما بالواو ، فدل ذلك على أن الحكمة غير الكتاب ، وهي : ما سن الرسول r مما لم يذكر في الكتاب ؛ لأن التأويل إن لم يكن كذلك فيكون كأنه قال : وأنزل عليك الكتاب والكتاب ، وهذا مما يبعد . ) الخ كلامه ص 269-270
وأخيراً : أحب أن أنبه على أنه ليس من شرط ما يذكر هنا أن يكون غير موجود في كتب التفسير ؛ لأن ذلك من الصعوبة بمكان ، ولكن يكفي أن يكون للقول المذكور هنا أهمية وقوة وأصالة .
وليلعم جميع الإخوة الكرام بأن هذه الفكرة لا زالت في مراحلها الأولى ، وأنا على يقين بأننا لو واصلنا المسير في جمع الأقوال التفسيرية من غير كتب التفسير لتحصل لدينا ثروة غنية غير موجودة في كتب التفسير المشهورة والمعروفة .
وفق الله الجميع لما فيه مرضاته .
---
عبد الله الخضيري
04-20-2003, 10:37 PM
قناعةٌ تامة بمعاني الآيات
أعلم تناول القصة في غير باب التفسير ( إلى الوعظ أقرب )
لكن لمّا عثرت على الفائدة أحببت لإخواني وأحبابي قراء هذا الملتقى تلك الفائدة
فمعذرةً
قصة ذكرها الغزالي في إحياء علوم الدين 1 / 65 - 66
حاثاً على نوعية معينةٍ من العلم إذ يقول : بل ينبغي أن يكون المتعلم من جنس ما روى عن حاتم الأصم تلميذ شقيق البلخي رضي الله عنهما أنه :
قال له شقيق : منذ كم صحبتني ؟
قال حاتم : منذ ثلاث وثلاثين سنة .
قال : فما تعلمت مني في هذه المدة ؟
قال : ثماني مسائل .
قال شقيق له : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل .
قال : يا أستاذ لم أتعلم غيرها ؛ وإني لا أحب أن أكذب .
فقال : هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها .(1/1012)
قال حاتم : نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو مع محبوبه إلى القبر
فإذا وصل إلى القبر فارقه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي .
فقال : أحسنت يا حاتم . فما الثانية ؟
فقال : نظرت في قول الله عز وجل } وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى[40]فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى[41]{ [سورة النازعات] ، فعلمت أن قوله سبحانه وتعالى هو الحق فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى .
الثالثة : أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل ممن معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله عز وجل } مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ { ،فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً .
الرابعة : أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ثم نظرت إلى قول الله تعالى } إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13}{ ، فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما .
الخامسة : أني نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل }أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {32} { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه وتعالى فتركت عداوة الخلق عني .(1/1013)
السادسة : نظرت إلى هذا الخلق يبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا فرجعت إلى قول الله عز وجل } إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6}{ ، فعاديته وحده واجتهدت في أخذ حذري منه لأن الله تعالى شهد عليه أنه عدو لي فتركت عداوة الخلق غيره .
السابعة : نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكسرة فيذل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له ثم نظرت إلى قوله تعالى }وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {6} { ،فعلمتُ أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت ما لي عنده .
الثامنة : نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلهم متوكلين على مخلوق هذا على ضيعته وهذا على تجارته وهذا على صناعته وهذا على صحة بدنه وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله فرجعت إلى قوله تعالى } وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {3} {ومن يتوكل على الله فهو حسبه فتوكلت على الله عز وجل فهو حسبي .
قال شقيق : يا حاتم وفقك الله تعالى ؛ فإني نظرت في علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم فوجدت جميع أنواع الخير والديانة وهي تدور على هذه الثمان مسائل فمن استعملها فقد استعمل الكتب الأربعة فهذا الفن من العلم لا يهتم بإدراكه والتفطن له إلا علماء الآخرة فأما علماء الدنيا فيشتغلون بما يتيسر به اكتساب المال والجاه ، ويهملون أمثال هذه العلوم التي بعث الله بها الأنبياء كلهم عليهم السلام
ودمتم مع كتاب الله طلاباً ومعلمين وموفقين
---
أبومجاهدالعبيدي
04-21-2003, 06:46 PM(1/1014)
ومما ورد في كتاب السنة للمروزي أيضاً من كلام له تعلق مباشر بالتفسير ، وهو من النصوص النفيسة القيمة = قوله :
( وسمعت اسحاق يقول في قوله : ( وأولي الأمر منكم ) ( النساء : 59) : قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم ، وعلى أمراء السرايا ؛ لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه ، وليس ذلك باختلاف .
وقد قال سفيان بن عيينة : ليس في التفسير اختلاف إذا صح القول في ذلك ، وقال: أيكون شيء أظهر خلافاً في الظاهر من )الخنس( ؟! قال عبد الله بن مسعود : هي بقر الوحش ، وقال علي : هي النجوم . قال سفيان : وكلاهما واحد ؛ لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل ، والوحشية إذا رأت إنسياً خنست في الغيضان وغيرها ، وإذا لم تر إنسياً ظهرت . قال سفيان : فكلٌ خُنّس .
قال اسحاق : وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمدٍ r في الماعون ، يعني أن بعضهم قال : هو الزكاة ، وقال بعضهم : عارية المتاع . قال : وقال عكرمة : أعلاه الزكاة ، وعارية المتاع منه .
قال اسحاق : وجهل قومٌ هذه المعاني ، فإذا لم توافق الكلمة الكلمة قالوا :هذا اختلاف ، وقد قال الحسن – وقد ذكر عنده الاختلاف في نحو ما وصفنا - ، فقال : إنما أُوتي القوم من قبل العجمة . ) انتهى ص41-43، وهو كما يرى القارئ الواعي من أنفس النقول ، يستحق شد الرحال للحصول عليه ، فقد جاءكم هو فاقبلوه .
وكلام سفيان بن عيينة السابق لم يذكره أحمد صالح محايري الذي جمع تفسير سفيان .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-21-2003, 06:53 PM
ومن أقوال الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في التفسير ما نقله ابن القيّم عنه بقوله في تأويل الإستثناء في آية النور :(إلا الذين تابوا ...):(1/1015)
(قال أبو عبيد في كتاب القضاء : وجماعة أهل الحجاز ومكة على قبول شهادته [ أي : القاذف ]، وأمّا أهل العراق فيأخذون بالقول الأول أنه لا تقبل أبداً ، وكلا الفريقين إنما تأولوا القرآن فيما نرى ، والذين لا يقبلونها يذهبون إلى أن المعنى انقطع من عند قوله : ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً) ثم استأنف فقال : (وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا ) فجعلوا الاستثناء من الفسق خاصة دون الشهادة .
وأما الآخرون فتأولوا أن الكلام تبع بعضه بعضاً على نسق واحد ، فقال : ( ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا) فانتظم الاستثناء كل ما كان قبله .
قال أبو عبيد : وهذا عندي هو القول المعمول به ؛ لأن من قال به أكثر ،وهو أصح في النظر ولا يكون القول بالشيء أكثر من الفعل ، وليس يختلف المسلمون في الزاني المجلود أن شهادته مقبولة إذا تاب . ) انتهى نقلاً عن اعلام الموقعين لابن القيم 2/239-240 بتحقيق مشهور آل سلمان .
وقد ذكر أبو عبيد كلاماً قريباً من هذا في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز ، وفيه تفصيل أكثر مما ذكره هنا . [ينظر هذا الكتاب ص 153-154 بتحقيق مجمد المديفر ] .
---
ابو حيان
04-22-2003, 06:29 AM
قال الخطابي (توفي388):
..ذلك أن في الكلام الفاظا متقاربة في المعاني يحسب أكثر الناس أنها متساوية في افادة بيان مراد الخطاب كالعلم والمعرفة والحمد والشكر ...وكقولك : اقعد واجلس... والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك لأن لكل لفظه منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها وإن كانا يشتركان في بعضها.
ثم ضرب بعض الأمثلة وفصل قيها إلى أن قال- وهنا الفائدة-
ومن ههنا تهيب كثير من السلف تفسير القرآن وتركوا القول فيه حذرا ان يزلوا فيذهبوا عن المراد وإن كانوا علماء باللسان فقهاء في الدين . أ.هـ(1/1016)
بيان اعجاز القرآن للخطابي ص34 طبع دار المعارف بعنوان ثلاث رسائل في الاعجاز ومنها هذه وهي قيمة جدا بعيدة عن التكل فوالانشاء الذي يوجد عادة عند من يتحدثون عن الاعجاز في القرآن.
وانا اسأل هل هناك طبعة أخرى لهذا الكتاب؟
والسلام
---
المشارك7
04-26-2003, 10:54 PM
بالنسبة لاقتراح الشيخ ابي مجاهد وعمله بهذا الاقتراح وهو ان تخص الفوائد بمن قبل عام 300 فان هذا التخصيص او اي تخصيص غيره يذهب كثيرا من مزايا وفوائد هذه الفكرة وذلك لان هذه الفكرة تقوم على اقتناص الفوائد من هنا وهناك .
ومن ادلة ذلك ان المشاركات في هذا الموضوع على قلتها لم تلتزم بذلك .
واما ما ذكره الشيخ الخضيري من كون هذه الفكرة عائمة فيمكن حل ذلك بان يوضع لهذا الموضوع -بعد ان تكثر المشاركات -فهرسا فتوضع قائمة منسدلة فيها جميع سور القران وتوضع كل فائدة في موضعها وبذا يستفيد من كان يبحث في سورة معينة في اثراء بحثه او في ترجيح بعض الاقوال على بعض كما في الفائدة التي نقلتها عن ابن تيمية .
ويضاف للفهرس مع سور القران عنوان "منهج التفسير" او نحو ذلك ويوضع فيه ما ذكره الاخوة هنا من فوائد تتعلق بمنهج التفسير .
ويبقى مع هذا الفهرس الموضوع مفتوحا وكلما اضيفت مشاركة بقيت المشاركة في الموضوع واضيفت للفهرس وهكذا .
فما رايكم في هذا بارك الله فيكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
04-27-2003, 04:49 PM
بسم الله
أشكرك أخي المشارك 7
وبالنسبة لما ذكرته من كون تحديد الأقوال بمدة معينة يقلل من المشاركات ويقيدها
أقول : إني لم أقصد استبعاد الأزمان الأخرى ، وإنما أردت وضع خطة زمنية للعمل في هذا المشروع الكبير ،فنبدأ بالكتب المتقدمة المؤلفة قبل عام 500هـ ، ثم ننتقل إلى مرحلة أخرى تليها ،وهكذا .
ومع ذلك فمن وجد فوائد تفسيرية لا تتقيد بهذه المدة فالأمر فيه سعة ، ولكن حبذا لو سرنا على منهج واحد وطريقة واحدة .
وأشكرك على ملاحظتك واهتمامك .
---
أبومجاهدالعبيدي(1/1017)
04-29-2003, 01:57 PM
بسم الله
ومن نفائس أهل اللغة في التفسير هذه المقتطفات من كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد من تأليف أبي العباس المبرد المتوفى سنة 285 هـ .
( ومن ذلك [ أي : من المتفق لفظه المختلف معناه ] المُقوي للقوي والضعيف ، قال الله تعالى : (وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ) (الواقعة: من الآية73) أي : الضعفاء ؛ تقول العرب : أكثِر من فلان فإنه مقوٍ ، أي : ذو إبل قويّة .
ومن ذلك الرجاء ؛ يكون في معنى الخوف .... قال المفسرون في قوله تعالى : مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (نوح:13) أي : لا تخافون لله عظمة .وكلُ من آثر أن يقول ما يحتمل معنيين فواجب عليه أن يضع ما يقصد له دليلاً ? لأن الكلام وضع للفائدة والبيان .
ومما اتفق لفظه واختلف معناه قوله تعالى : ( إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )(البقرة: من الآية78) هذا لمن شك ؛ ثم قال :( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ ) (البقرة: من الآية46) فهذا يقين ؛ لأنهم لو لم يكونوا مستيقنين لكانوا ضلالاً شكاكاً في توحيد الله تعالى .
ومثله في اليقين قول المؤمن : ( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ )(الحاقة:20) ? أي : أيقنت .
ومثله قوله تعالى : ( فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا )(الكهف: من الآية53) أي : أيقنوا .....
ومما جاء متفق اللفظ مختلف المعنى : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ) (الرحمن:39) ? ومثله :( هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ )(المرسلات:35) ثم قال : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ) (الصافات:24) فليس هذا ناقضاً للخبر الأول عن ذلك .(1/1018)
وكان مجاز قوله : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ ) أي : لا يسأل عن ذنبه ليُعلمَ ذلك من قبله ؛ والدليل عليه قوله تعالى : ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ) (الرحمن: من الآية41) وقوله : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ ) يقول : موبّخُون ؛ كما يقول المعاقِب للمعاقَب : ألست الفاعل كذا ؟ أتذكر يوم كذا ؟ أما فعلت كذا ؟ ليس ذلك ليعلم ذلك من قبله ؛ ولكن لتوبيخه بما فعل . ... ) إلخ
والكتاب على اختصاره مشتمل على أقوال وفوائد تفسيرية طيبة مباركة ? يجدر بالباحثين الرجوع إليها ? والإفادة منها .
والكتاب يقع في ثمان وستين صفحة مع المقدمة والفهارس والحواشي بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية . الطبعة الأولى عن دار البشائر – دمشق
---
أبومجاهدالعبيدي
04-29-2003, 02:04 PM
بسم الله
ومن أقوال أهل اللغة في التفسير أيضاً هذه المقتطفات من أقوال أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة 255هـ من كتابه :كتاب الأضداد :
( قال أبو حاتم : اجتمعت العرب على أن ندّ الشيء مثلُه وشبهه وعدله ، ولا أعلمهم اختلفوا في ذلك .
قال لبيد :
أحمد الله فلا ند له بيديه الخير ما شاء فعل
والجمع أنداد . قال الله تعالى : فلا تجعلوا لله أنداداً . .......
ومن ذلك [ أي : من الأضداد ] وراء ؛ تكون في معنى : خلف ، ومعنى : قدام . ففي القرآن في معنى بعد وخلف قوله تعالى: ( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ )(هود: من الآية71) قال أبو حاتم في الحديث عن وراء أن وراء ها هنا ولد الولد . وقوله تعالى : ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي ) (مريم:5) والموالي هم بنو العم . ...(1/1019)
وفي القرآن في معنى قدام قوله تعالى : ( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً )(الكهف: من الآية79) يعني : قدامهم وأمامهم . قال أبو حاتم : حدثني أبو عامر العقدي ويعقوب القارئ ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أن ابن عباس قرأ : { وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً } .
وقال تعالى : (وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ) (ابراهيم: من الآية17) أي : من بين يديه ، وهو كثير في القرآن . .......
وقالوا : عسى شكٌّ ، وعسى يقين . وهي من الله يقين . ويروى في الحديث في تفسير قوله تعالى : ( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )(التوبة: من الآية102) عسى من الله واجب . ومن الشك قول الشاعر :
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب . .....
قال أبو حاتم : يقال : صار فلانٌ الشيء قطعه ، وصاره جمعه . وقال في هذه الآية : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ )(البقرة: من الآية260) أي : قطعهن واجمعهن في التفسير . قال أبو حاتم : قال مجاهد : أراد فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن : فقدم وأخر . ....) انتهى المراد نقله .
ويظهر من هذا الكتاب أن أبا حاتم رحمه الله يتورع عن الكلام في التفسير ويتقيه مخافة الخطأ والزلل ، كما يظهر أنه كثيراً ما ينقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ويتعقبه في مواضع متعددة .
وأحسب أن أقوال هذا الإمام في التفسير جديرة بالجمع والدراسة ، وهي تصلح لتكون موضوعاً لرسالة ماجستير ؛ فله كتب كثيرة بين المطبوعة والمخطوطة . والله أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
05-02-2003, 05:50 PM
بسم الله
وهذه مقتطفات من أقوال أئمة متقدمين في التفسير انتقيتها من الكتاب القيّم النفيس : كتاب الفقيه والمتفقه للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي ، المشهور بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 462هـ ، من الطبعة التي صدرت عن دار ابن الجوزي بتحقيق عادل الغرازي .(1/1020)
( روى المصنف بإسناده الصحيح [ كما قال المحقق ] عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير في قوله : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) (الكهف: من الآية28) قال : مجالس الفقه . [ 1/92]
وأورد بسند رجاله ثقات [ كما قال المحقق ] أن أبا العباس أحمد بن يحيى المعروف بـ (ثعلب) سئل عن قوله : ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ( البقرة : 129 ) فقال : الحكمة فقه الشيء . قيل له : فالكتاب غير الحكمة ؟ فقال : « لا يكون حكيماً حتى يعلم القرآن والفقه ، فإن علم أحدهما لا يقال له حكيم حتى يجمعهما ، معناه : يعلمهم الكتاب ويعلمهم معانيه ». اهـ [ 1/133-134]
قال المصنف : فالعلم الرباني : هو الذي لا زيادة على فضله لفاضل ، ولا منزلة فوق منزلته لمجتهد ، وقد دخل في له بأنه رباني وصفُه بالصفات التي يقتضيها العلمُ لأهله ، ويمنع وصفه بما خالفها .
ومعنى الرباني في اللغة : الرفيع الدرجة في العلم ، العالي المنزلة فيه ، وعلى ذلك حملوا قول الله تعالى : ( لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَار )(المائدة: من الآية63) ، وقوله تعالى : ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )(آل عمران: من الآية79) .
ثم ذكر آثاراً في معنى الربانيين ، ومنها ما أورده بسنده الصحيح [ كما قال المحقق ] أن ثعلباً سئل عن هذا الحرف ( رباني ) ، فقال : سألت ابن الأعرابي ، فقال : « إذا كان الرجل عالماً ، عاملاً ، معلماً ، قيل له رباني ، فإن خرم عن خصلة منها لم يقل له رباني .» [1/ 184- 185 ] .
ومما رواه المصنف بإسناد صحيح أيضاً عن أبي العباس ثعلب المتوفى سنة 291هـ رحمه الله ، أنه سئل عن قول الله تعالى : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (البقرة: من الآية269) فقال : الفهم . [1/190] .(1/1021)
وروى المصنف بسنده رواته ثقات عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار في قول الله تعالى : ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )(البقرة: من الآية196) قال : « أيتهن شاء » وعن عمرو بن دينار قال : « كل شيء في القرآن ( أو ...أو ) له أيّهُ شاء .»
قال ابن جريج : « إلا قول الله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ) (المائدة: من الآية33) فليس بمخيّر فيها .»
قال الشافعي : « كما قال ابن جريج وغيره في المحاربة في هذه المسألة أقول . » [ 1/221-222]
ووما جاء في هذا الكتاب مما له صلة بالتفسير ، قول المصنف الخطيب البغدادي في شرحه لحديث : « وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً » قال : وقوله : « يقم لهم دينهم » أي ملكهم وسلطانهم . والدين : الملك والسلطان ، ومنه قول الله تعالى : ( مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ) (يوسف: من الآية76) . انتهى [1/297]) .
انتهى المراد نقله من كتاب الخطيب البغدادي الفقيه والمتفقه .
أقول : وهو كتاب جدير بالدراسة ، وفيه أقوال قيمة نفيسة في التفسير وعلوم القرآن ، وأحسب أن دراسة أقوال الخطيب البغدادي في التفسير وعلوم القرآن تصلح بحوثاً للماجستير أو الدكتوراه .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-06-2003, 05:32 PM
بسم الله
وهذه تتمة لأقوال ومرويات التفسير في كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي :(1/1022)
( قال الخطيب البغدادي في كتابه السابق : ( وقد ورد القرآن بتسمية ما ليس بحجة حجة ،قال الله تعالى : ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )(النساء: من الآية165) وقال تعالى : ( لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)(البقرة: من الآية150)
فأما الآية الأولى فإن تقديرها : بعثت الرسل ، وأزحت العلل ؛ حتى لا يقولوا يوم القيامة : إنا كنا عن هذا غافلين ، ولا يقولوا : لولا أرسلت إلينا رسولاً ، فأزاح الله العلل بالرسل ؛ حتى لا يكون لهم حجة فيما ارتكبوه من المخالفة ، ويجب أن تعلم أن الله تعالى لو ابتدأ الخلق بالعذاب لم يخرج بذلك عن الحكمة ، ولا كانت عليه حجة وله أن يفعل ذلك ؛ لأنه قِسم من أقسام التصرف في ملكه ، فبان أن ما يقولونه ليس بحجة ، إذ ليس ذلك من شرط عذابه ، وإنما سماه حجة لأنه يصدر من قائله مصدر الحجاج والاستدلال.
وأما الآية الأخرى فإنها نزلت في اليهود ؛ وذلك أنهم قالوا : لو لم يعلم محمد أن ديننا حق ما صلى إلى بيت المقدس ، فأنزل الله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) يعني : اليهود في قولهم هذا ، وإن لم يكن حجة في الحقيقة ، وليس تفرق العرب بين ما يؤدي إلى العلم أو الظن أن تسمِّيه حجة ودليلاً وبرهاناً . ) ثم روى بإسناده أن ثعلباً سئل عن البرهان ، فقال : الحجة ؛ قال الله تعالى : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(البقرة: من الآية111) أي : حجتكم . [ انتهى من كتاب الفقيه والمتفقه 2/45-46 . ](1/1023)
ومن الآيات التي قد يرى الناظر فيها أن بينها تعارضاً قوله تعالى : ( وأن تجمعوا بين الأختين ) ، وقوله سبحانه : ( ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ) فالآية الأولى تدل على تحريم الجمع بين الأختين بملك اليمين ، والثانية تدل على أن الرجل غير ملوم إذا لم يحفظ فرجه عن زوجه وما ملكت يمينه . قال الخطيب البغدادي في الترجيح والجمع بينهما : ( ووجه الترجيح أن يقول : روي عن علي بن أبي طالب أنه قال : « حرمتها آيةٌ ، وأحلتها آيةٌ ، والتحريم أولى . » ؛ لأن قوله : (وأن تجمعوا بين الأختين ) قصد به بيان التحريم ، وليس كذلك قوله تعالى : ( أو ما ملكت أيمانهم ) ، فإنه قصد به مدح قوم ، فكان ما قصد به التحريم وبيان الحكم أولى بالتقديم ، ويجب حمله على ظاهره ، وترتب الآية الأخرى عليه . ) انتهى [ 2/94-95]
وروى الخطيب بإسناده الصحيح عن أبي بكر محمد بن علي الأدفوي النحوي قوله : ( إذا تعلم الإنسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد ، قال الله تعالى : ( وإذ قال موسى لفتاه ) [ الكهف : 60] ، وهو يوشع بن نون ، ولم يكن مملوكاً له ، وإنما كان متلمذاً له ، متبعاً له ، فجعله الله فتاه لذلك .) انتهى [ 2/ 197]
ومن مرويات الخطيب في التفسير ، ما رواه بإسناد حسن عن يحيى بن آدم أنه قال : سمعت في تفسير هذه الآية : ( وأما السائل فلا تنهر ) [ الضحى : 10] قال : « هو الرجل يسألك عن شيء من أمر دينه ، فلا تنهره ، وأجبه » . [ 2/387] .)
---
أبومجاهدالعبيدي
05-06-2003, 05:40 PM
بسم الله
ومن أقوال الإمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ومروياته في التفسير التي أوردها في كتابه خلق أفعال العباد هذه المقتطفات :
·قال أبو عبد الله [البخاري] في تفسير قول الله تعالى : ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) [ البقرة : 255] : يعني : إلا بما بيّن . [ ص42](1/1024)
·وقال معلقاً على حديث شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة ، الذي قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً )(البقرة: من الآية143)
قال أبو عبد الله : هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم » . [96]
· وروى بإسناد صحيح عن قتادة ، ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)(البقرة: من الآية146) قال : يعرفون أن الإسلام دين الله ، وأن محمداً رسول الله ، مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل . [167]
·قال أبو عبد الله : وقال ابن عيينة في قوله تعالى : ( وتعيها أذن واعية ) [ الحاقة: 12] : أذن وعت عن الله عز وجل . [ 167]
·قال البخاري : ويذكر عن إبراهيم أو مجاهد : (والذي جاء بالصدق وصدق به ) [ الزمر : 33] : هم أهل القرآن إذا عملوا به . [ 175]
هذه المقتطفات من كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري بتحقيق عمرو عبد المنعم سليم . الطبعة الأولى 1423هـ - دار ابن القيم – الدمام .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-10-2003, 11:36 PM
بسم الله
ومن كتب اللغة كذلك – التي حوت مادة تفسيرية قيمة نفيسة – كتاب الأضداد لمحمد بن القاسم الأنباري المتوفى سنة 327هـ ، وهذه بعض المقتطفات من هذا الكتاب :
·ذكر في مقدمة كتابه أن كلام العرب جاء على ثلاثة أضرب :
أحدها : الحروف التي تقع على المعاني المختلفة ، فلا يعرف المعنى المقصود منها إلا بما يتقدم الحرف أو يتأخر بعده مما يوضح تأويله ، وهذا الضرب نوعان :
الأول منهما : ما يجري مجرى الأضداد ، فيكون للحرف الواحد معنيان متضادان ، وهذا النوع هو موضوع كتابه هذا .(1/1025)
والثاني : ألا تكون هذه المعاني التي دل عليها الحرف متضادة ، مثل لفظ الأمة ؛ له معاني متعددة ، منها : تبّاع الأنبياء ، والجماعة ، والصالح الذي يؤتم به ، والحين من الزمان ، وغيرها . وهذا الضرب بنوعيه هو القليل الظريف في كلام العرب .
الضرب الثاني : أن يقع اللفظان المختلفان على المعنيين المختلفين ، كقولك : الرجل والمرأة ، والجمل والناقة ، واليوم والليلة ...؛ وهذا هو الكثير الذي لا يحاط به .
والضرب الثالث : أن يقع اللفظان المختلفان على المعنى الواحد ، كقولك : البر والحنطة ، والعَير والحمار ، وجلس وقعد ، وذهب ومضى .
ثم ذكر كلية مهمة تتعلق بالضرب الثالث ، فقال : ( قال أبو العباس عن ابن الأعرابي : كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد ؛ في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه ، ربما عرفناه فأخبرنا به ، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله .)
ثم قال ابن الأنباري بعد أن ذكر قولاً آخر :( وقول ابن الأعرابي هو الذي نذهب إليه ).
ومما جاء في كتابه هذا من الأقوال :
·الظن يقع على معان أربعة : معنيان متضادان : أحدهما الشك ، والآخر اليقين الذي لا شك فيه .
فأما معنى الشك فأكثر من أن تحصى شواهده . وأما معنى اليقين فمنه قول الله عز وجل : ( وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبا ً) (الجن:12) ، معناه : علمنا . وقال جلّ اسمه : ( وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا )(الكهف: من الآية53) ، معناه : فعلموا بغير شك . ......(1/1026)
والمعنيان اللذان ليسا متضادين : أحدهما الكذب ، والآخر التهمة ؛ فإذا كان الظن بمعنى الكذب قلت : ظن فلان ، أي كذب ، قال الله عز وجل : ( إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (الجاثية : من الآية24) ، فمعناه : إن هم إلا يكذبون ؛ ولو كان معنى الشك لاستوفى منصوبيه أو ما يقوم مقامهما . وأما معنى التهمة فهو أن تقول : ظننت فلاناً ، فتستغني عن الخبر ؛ لأنك اتهمته ، ولو كان معنى الشك المحض لم يقتصر به على منصوب واحد . ... قال الله عز وجل : (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) (التكوير:24) ، فيجوز أن يكون معناه : بمتهم ، ويجوز أن يكون معناه بضعيف ، من قول العرب : وصلُ فلان ظنون ، أي ضعيف ، فيكون الأصل فيه : وما هو على الغيب بظنون ، فقلبوا الواو ياءً ...
قال أبو العباس : إنما جاز أن يقع الظن على الشك واليقين ؛ لأنه قولٌ بالقلب ؛ فإذا صحت دلائل الحق وقامت أماراته كان يقيناً ، وإذا قامت دلائل الشك ، وبطلت دلائل اليقين كان كذباً ، وإذا اعتدلت دلائل اليقين والشك كان بابه شكاً لا يقيناً ولا كذباً . [ انظر كتاب الأضداد لابن الأنباري ص 14-16 بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ] . ونذكر بقية المقتطفات التفسيرية من كتابه هذا في وقت لاحق إن شاء الله تعالى .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-19-2003, 11:47 AM
وهذه مقتطفات تفسيرية من كتاب الأضداد لابن الأنباري :
· وأسررت من الأضداد أيضاً ، يكون أسررت بمعنى كتمت ، وهو الغالب على الحرف . ويكون بمعنى أظهرت ، قال الله تعالى : ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) (الانبياء: من الآية3) يعني : كتموا .
وقال تبارك وتعالى في غير هذا الموضع : ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ) (يونس: من الآية54) ،قال الفراء والمفسرون : معناه كتم الرؤساء الندامة من السفلة الذين أضلوهم . وقال أبو عبيدة وقطرب : معناه : وأظهروا الندامة عند معاينة العذاب ....ص45-46(1/1027)
· وبعد حرف من الأضداد ، يكون بمعنى التأخير ، وهو الذي يفهمه أكثر الناس ، ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له . ويكون بمعنى «قبل» ، قال الله عز وجل : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ )(الانبياء: من الآية105) فمعناه عند بعض الناس : من قبل الذكر ؛ لأن الذكر القرآن . ... وقال الله عز وجل : ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) (النازعات:30) فمعناه : والأرض قبل ذلك دحاها ؛ لأن الله خلق الأرض قبل السماء . والدليل على هذا قوله :( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )(فصلت: من الآية11) .
وقال ابن قتيبة : خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين ، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين ، ومعنى دحاها : بسطها .
قال أبو بكر : وهذا القول عندنا خطأ ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها ، وتقدير أقواتها ، وذلك أنه قال عز وجل : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ )(فصلت: من الآية10) علمنا أن الدحو دخل في هذه الأيام الأربعة ، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء . ... [ ثم أطال في تقرير ما ذهب إليه ] فلينظر ص107-111
· وقال بعض أهل اللغة : أوزعت حرف من الأضداد ، يقال : أوزعت الرجل إذا أغريته بالشيء وأمرته به ، وأوزعته إذا نهيته وحبسته عنه . قال الله عز وجل : ( فهم يوزعون ) [ النمل : 17] أي : يحبس أولهم على آخرهم .
قال أبو بكر : والصحيح عندنا أن يكون أوزعت بمعنى : أمرت وأغريت ، ووزعت بمعنى : حبست ، والدليل على هذا قوله عز وجل : ( رب أوزعني ) معناه : ألهمني ...ص139-140
---
أبومجاهدالعبيدي
05-28-2003, 12:45 AM
بسم الله
ومن الأقوال التفسيرية التي وردت في كتاب الأضداد لابن الأنباري :(1/1028)
· سمعت أبا العباس يقول : يقال للساكن : رَهْو ، وللواسع : رهو ، وللطائر الذي يقال له الكُركيّ : رهو ؛ قال الله جل وعز : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً ) (الدخان:24) ، فمعناه : ساكناً . [ص150]
· فسِّر قول الله عز وجل : ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )(التين: من الآية6) على ثلاثة أوجه : فقال بعضهم : المحسوب . وقال آخرون : المنون : الذي لا يمن به ، فالله عز وجل لا يمن بإنعامه
على من ينعم عليه ... ، ويقال : الممنون : المقطوع الذي قد ذهبت مُنَّته ، وإنما سميت المنونُ المنونَ لأنها تذهب بمُنَّة الإنسان وتضعفه . [ص156]
· ومما يشبه الأضداد : الأصفر ؛ يقع على الأصفر ، وربما أوقعته العرب على الأسود . قال الله عز وجل : ( صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا )(البقرة: من الآية69) قال بعض المفسرين : هي صفراء ..، وقال آخرون : الصفراء السوداء . وقال جل اسمه : (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) (المرسلات:33)
قال عدة من المفسرين : الصفر : السود .... عن الحسن في قوله : (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) قال : الصفر : السود . ........... [ ص160-161](1/1029)
· يقال : خبتِ النار إذا سكنت ، وخبت إذا حميت .... وقول الله جل وعز : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً)(الاسراء: من الآية97) قال بعض المفسرين : معناه توقدت . وهذا ضد الأول . حدثنا محمد بن يونس ، قال : حدثنا بكر بن الأسود ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن اسماعيل ، عن أبي صالح في قوله : (كُلَّمَا خَبَتْ ) قال : معناه كلما حميت . وأخبرنا عبدالله بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج في قوله : (كُلَّمَا خَبَتْ ) قال : خبُوُّها توقدها ؛ فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئاً صارت جمراً تتوهج ؛ فإذا أعادهم الله خلقاً جديداً عاودتهم . عن ابن عباس . قال أبو بكر [ المصنف ] : والذين يذهبون إلى أن الخبو هو السكون يقولون : معنى قوله : (كُلَّمَا خَبَتْ ) : كلما خبت سكنت ، وليس سكونها راحة لهم ؛ لأن النار يسكن لهبها ويتضرم جمرها ؛ هذا مذهب أبي عبيدة . وقال غير أبي عبيدة : نار جهنم لا تسكن البتة ؛ لأن الله تعالى قال : ( لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ ) (الزخرف: من الآية75) ، وإنما الخبو للأبدان . والتأويل : كلما خبت الأبدان زدناهم سعيراً ، أي إذا احترقت جلودهم ولحومهم ، فأبدلهم الله جلوداً غيرها ازداد تسعر النار في حال عملها في الجلود المبدلة . أخبرنا عبدالله ، قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا عمرو بن حمران ، عن سعيد ، عن قتادة في قوله : ( كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً) قال : كلما احترقت جلودهم بُدلوا جلوداً غيرها . [ ص175-176 وللكلام بقية مهمة يرجع إليها من أراد التوسع والفائدة ] .
---
العبيدي
05-28-2003, 05:28 PM
و للشاطبي في "الاعتصام" تفسير لقول الله عز و جل {ورهبانية ابتدعوها ...}
في المجلد الثاني من طبعة دار التوحيد
---
أبومجاهدالعبيدي
06-18-2003, 11:53 AM
بسم الله(1/1030)
كنت قد ذكرت مقتطفات من أقوال الإمام ابن الأنباري في التفسير من كتابه القيّم : الأضداد .
وهذا الكتاب مليء بالأقوال التفسيرية القيمة ، فأنصح بالرجوع إليه والاستفادة منه .
ومن باب التنبيه أقول : إن ابن الأنباري إمام جليل ، ولأقواله قيمة علمية كبيرة ، ومصنفاته خير برهان على ذلك ، وقد قدم أحد الزملاء موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه حول أقوال هذا الإمام في التفسير ، ولا أدري ما خبرها الآن .
وأنبه أيضاً إلى أنه يحيل في كتابه الأضداد كثيراً على كتاب له بعنوان : الرد على أهل الإلحاد في القرآن فهل هناك أحد يعرف خبر هذا الكتاب ، الذي يبدو من الإحالة عليه أنه من أنفس كتب ابن الأنباري ؟؟
---
طلال العولقي
06-18-2003, 02:51 PM
بارك الله في المشائخ الفضلاء
لقد قام الشيخ طارق عوض الله محمد جزاه الله خيراً بجمع تفسير ابن رجب الحنبلي من كتبه مثل فتح البارئ والتخويف من النار فعل من أراد أن ينقل التفسير عن ابن رجب الحنبلي فليعد إلى هذا الكتاب وجزاكم الله خير
---
أخوكم
06-22-2003, 04:51 PM
عبارات الشكر قليلة في حق صاحب الفكرة ومن تفاعل لها . فجزاهم الله خيرا أجمعين
ولكن كم كنت أتمنى كغيري أن تتم المشورة في الأمر حتى يتم تجميع الفكرة وترتيبها وتوزيع الأدوار لتوحيد الجهود .... قبل بدء العمل بها
ولا أدري هل بقي بصيص أمل من الاقتراحات أم لا ..
لأننا لو أردنا أن نجمع كل كلام يختص بالتفسير في كل كتاب فهذا يعني أننا سنقرأ كل الكتب .... ولنفرض أن الكتب الدينية تقارب المليون كتاب ... فكل عضو سيتولى عددا من هذه الكتب حتى يتوزع الجميع الأدوار .
فهل نستطيع ذلك ؟
عقلا وفطرة يكون الجواب بـ : لا
إذن هل نكتفي بطريقة من قرأ كتابا _ أي كتاب _ يضع لنا الفوائد التفسيرية التي فيه ؟
أليست هذه الطريقة غير مرتبة ؟
فربما اتفقنا قدرا على قراءة كتاب معين على حساب كتب أخرى .(1/1031)
وربما انشغلنا بكتب قليلة فيها الآيات المفسرة على حساب كتب كثيرة فيها الآيات المفسرة ..
.... الخ
ثم إن انتهينا هل نرتب موضوعا منفردا فنضع كل فائدة استخلصناها تحت ما يناسبها من آيات القرآن بحيث نخرج في نهاية الفكرة والموضوع بتفسير للقرآن من غير كتب التفسير ؟
أسئلة كثيرة وربما عند غيري أكثر ... وأهم سؤال حسب نظري القاصر هو :
هل لو أمضينا ولو ما يقارب ستة أشهر في التفكير فقط في أنسب طريقة .. هل تعد هذه نقطة إيجابية توحد الجهود وتحمسها أم لا ؟
...
---
أبومجاهدالعبيدي
06-22-2003, 06:07 PM
بسم الله
أشكر الأخ الذي رمز لنفسه بـ (أخوكم) على ما ذكره من استفسارات حول فكرة هذا الموضوع - الذي استشكل طريقته البعض - ، وأود هنا النبيه على أن الغرض من هذا الموضوع ليس ما يفهم من عنوانه ، وإنما الغرض منه فتح أبواب لمن أراد أن يجمع بعض أقوال التفسير من غير كتبه ، ولذلك من قرأ ما كتبته في الحلقات السابقة يجد أني أشير إلى أقوال بعض العلماء الذين لهم أقوال في التفسير في كتب ليست تفسيرية ، ثم أنبه في آخر النقل عن كل عالم ببعض التنبيهات التي تفيد الباحثين .
ففي الرسائل العلمية في الجامعات نجد كثيراً من الرسائل في هذا الإطار ، فهناك مثلاً رسائل جمعت أقوال الأزهري ، والخطابي ، وابن فارس ، والشاطبي ، والقاضي عياض ، وابن رجب ، والحافظ ابن حجر ، وغيرهم .
فمثل هذه النقول التي نذكرها هنا تفتح آفاقاً للبحث وجمع أقوال بعض العلماء عندما يعلم القارئ بأن أقوالهم تستحق الجمع .
وقد أشرت سابقاً إلى أن من العلماء الذين ينبغي العناية بأقوالهم في التفسير - ولم تجمع أقوالهم حسب علمي - :
الخطيب البغدادي ، وأباعبيد القاسم بن سلام ، وأبا حاتم السجستاني .
ولكن يبدو أن الإشكال في عنوان الموضوع ، ولذلك فلعلي أغيره إلى عنوان آخر ، وأنتظر رأيكم جزى الله الجميع خيراً
---
أحمد القصير
07-05-2003, 12:25 AM(1/1032)
قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ البقرة : 29 ]
وقال تعالى : { أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا(27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا(28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا(29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30) } [النازعات ، الآيات : 27-30 ]
ظاهر آية البقرة وآيات النازعات التعارض ، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أقوالاً في الجمع بينهما ، وقد وقفت على رأي لابن حزم الظاهري (ت : 456 هـ) رحمه الله في الجمع بين تلك الآيات - وذلك عند جمعي لآرائه في التفسير - رأيته مهجوراً على الرغم من وجاهته وقوته .
قال ابن حزم :
وكان مما اعترض به أيضا ً(1) أن ذكر قول الله تعالى: { أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30) } قال: فذكر في هذه الآية أن دحو الأرض، وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد رفع سمك السماء ، وبعد بنائها وتسويتها وإحكام ليلها ونهارها، ثم قال في آية أخرى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) } قال: فذكر في هذه الآية ضد ما في الأولى، وذلك أن التسوية للسماء كانت بعد خلق ما في الأرض .
قال ابن حزم : والقول في هذا أن بظاهر هاتين الآيتين يكتفي عن طلب تأويل أو تكلف مخرج ، وهو : أنه تعالى ذكر في الآية التي تلونا أولاً: أنه عز وجل بنى السماء ، ورفع سمكها ، وأحكم الدور الذي به يظهر الليل والنهار، وأنه بعد ذلك أخرج ماء الأرض ومرعاها وأرسى الجبال فيها .(1/1033)
وذكر تعالى في الآية الأخرى : أن تسويته تعالى السماوات سبعاً ، وتفريقه بين تلك الطرائق السبع - التي هي مدار الكواكب المتحيرة والقمر والشمس - كان بعد خلقه كل ما في الأرض.
فلم يفرق هذا الجاهل المائق بين قوله تعالى : إنه سوى السماء ورفع سمكها ، وبين قوله تعالى : إنه سواهن سبع سماوات .
وإنما أخبر أن تسوية السماء جملة واختراعها كان قبل دحو الأرض ، وأن دحو الأرض كان قبل أن تقسم السماء على طرائق الكوكب السبع ، فلاح أن الآيتين متفقتان يصدق بعضهما بعضاً . (2)
==========================
(1) يريد ابن النغريلة اليهودي .
(2) رسالة في الرد على ابن النغريلة اليهودي ، ضمن مجموع رسائل ابن حزم ( 3 / 46-47 ) .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-09-2003, 07:49 AM
بسم الله
فهذا موضوع كتبه الشيخ مساعد الطيار وفقه الله هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=541
وله تعلق بهذا القسم ، ومن باب الفائدة وجمع المتفرقات في موضع واحد أنقله هنا :
نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
لقد فتح الأخ الفاضل أبو مجاهد زاوية مفيدة في هذا الملتقى ، وأعاد عنوانها للتوافق مع مضمونها أكثر ، ولتكون واضحة لمن أراد أن يشارك فيها .
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)
وهذه الزاوية نفيسة جدًّا ، لأنك قد تجد في كتابٍ من كتاب الأدب ، أو من كتب التاريخ ، أو من كتب التراجم ، أو غيرها = تعليقات على بعض الآيات هي كالشوارد التي لا يمكن أن تُعقَل بعقالٍ إلا عقال التقييد ، وقد كفانا الأخ الفاضل أبو مجاهد في هذا الملتقى مكان عقلِ هذه الفوائدِ ، فكل من ظفر بصيد طرحه في هذه الزاوية ، حتى يجتمع لأرباب هذا التخصص فوائد هذه الشوارد في مكان واحد يرتادونه ، وينهلون منه .(1/1034)
وإني أستأذنه في طرح هذه المشاركة مستقلة ، لطولها ، ثمَّ يمكن بعد ذلك ضمُّها إلى زاويته المباركة .
وهذا الصيد الذي أقدمه لكم من نفائس الوزير الحنبلي ابن هبيرة ( ت : 560 ) ، وهي تدلُّ على فكر ثاقب ، ونظر عميق ، وتدبر في كتاب الله ، وسعة اطلاعٍ في العلم ، وسأرتبها مرقمة ، وسأحذف مما ذكره المصدر ما لا علاقة له بالآيات ، وهو صالح لأن يخرج في كراسٍ صغير مع التعليق عليه ، وموازنته بما ذكره غيره من العلماء في الآيات التي أظهر فيها فوائد والله الموفق .
قال ابن رجب في ذيل الطبقات 1/264
قال ابن الجوزي في المقتبس :(1/1035)
(1) سمعت الوزير يقول : الآيات اللواتي في الأنعام ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ) [الأنعام: من الآية151] محكمات ، وقد اتفقت عليها الشرائع ، وإنما قال في الآية الأولى : ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [البقرة: من الآية73 ] في الثانية : ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأنعام: من الآية152] وفي الثالثة : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: من الآية21] ؛ لأن كل آية يليق بها ذلك ، فإنه قال في الأولى : ( أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) [الأنعام: من الآية151] والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له ، ويدعوا العقل إلى بر الوالدين ، ونهى عن قتل الولد ، وإتيان الفواحش ؛ لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته ، فكذلك هو ، ينبغي أن يجتنبها ، وكذلك قتل النفس ، فلما لاقتت هذه الأمور بالعقل ، قال : ( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) ولما قال في الآية الثانية : ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ ) [الأنعام: من الآية152] والمعنى : أذكر لو هلكت فصار ولدك يتيماً ، واذكر عند ورثتك ، لو كنت الموروث له ، واذكر كيف تحب العدل لك في القول ؟ فاعدل في حق غيرك ، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن ، فلاق بهذه الأشياء التذكر ، فقال : ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [الأنعام: من الآية152] وقال في الثالثة : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ) [الأنعام: من الآية153] ، فلاق بذلك اتقاء الزلل ، فلذلك قال : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: من الآية21] .
(2) قال : وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) [صّ: من الآية80] قال : ليس هذا بإجابة سؤاله ، وإنما سأل الانتظار ، فقيل له : كذا قدر ، لا أنه جواب سؤالك ، لكنه مما فهم .(1/1036)
(3) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) [التوبة: من الآية51] قال : إنما لم يقل : ما كتب علينا ؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن ، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له ، إن كان خيراً فهو له في العاجل ، وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل .
(4) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( حِجَاباً مَسْتُوراً ) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير : يقولون : ساتراً ، والصواب : حمله على ظاهره ، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى ، وذلك أبلغ .
(5) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ) [الكهف: من الآية39] قال : ما قال : ما شاء الله كان ولا يكون ، بل أطلق اللفظ ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن .
(6) قال : وتدبرت قوله تعالى : ( لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) [الكهف: من الآية39] فرأيت لها ثلاثة أوجه .
أحدها : أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته ، ويسلم الأمر إلى مالكه .
والثاني : أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله ، فلا يخاف منهم ؛ إذ قواهم لا تكون إلا بالله ، وذلك يوجب الخوف من الله وحده .
والثالث : أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء بطبيعتها ، فإن هذه الكلمة بينت أن القوىّ لا يكون إلاَّ بالله .
(7) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ) [الكهف:97] قال ( التاء ) من حروف الشدة ، تقول في الشيء القريب الأمر : ما استطعته ، وفي الشديد : ما استطعته ، فالمعنى : ما أطاقوا ظهوره لضعفهم ، وما قدروا على نقله لقوته وشدته .(1/1037)
(8) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ) [طه: من الآية15] قال : المعنى إني قد أظهرت حين أعلمت بكونها ، لكن قاربت أن أخفيها بتكذيب المشرك بها ، وغفلة المؤمن عنها ، فالمشرك لا يصدق كونها ، والمؤمن يهمل الاستعداد لها .
(9) قال : وقرأت عليه ما جمعه من خواطره ، قال : قرأ عندي قارئ ، قال : ( هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي ) [طه: من الآية84] فأنكرت في معنى اشتقاقها ، فنظرت فإذا وضعها للتنبيه ، والله لا يجوز أن يخاطب بهذا ، ولم أر أحداً خاطب الله عز وجل بحرف التنبيه إلا الكفار ، كما قال الله عز وجل : ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ ) [النحل: من الآية86] ، ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا ) [لأعراف: من الآية38] وما رأيت أحداً من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه ، والله أعلم .
فأما قوله : ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ ) [الزخرف:88] فإنه قد تقدم الخطاب بقوله : يا رب ، فبقيت ( ها ) للتمكين ، ولما خاطب الله عز وجل المنافقين ، قال : ( هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [النساء: من الآية109] وكرم المؤمنين بإسقاط ( ها ) فقال : ( هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ ) [آل عمران: من الآية119] وكان التنبيه للمؤمنين أخف .
(10) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ ) [الانبياء: من الآية110] المعنى : أنه إذا اشتدت الأصوات وتغالبت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان . والله عز وجل يسمع كلام كل شخص بعينه ، ولا يشغله سمع عن سمع .
(11) قال : وقوله : ( قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ) [الانبياء: من الآية112] قال : المراد منه : كن أنت أيها القائل على الحق ؛ ليمكنك أن تقول : احكم بالحق ، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول : احكم بالحق .(1/1038)
(12) وقال في قوله تعالى : ( لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ) [النور: من الآية53] قال : وقع لي فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أن المعنى : لا تقسموا واخرجوا من غير قسم ، فيكون المحرك لكم إلى الخروج الأمر لا القسم ؛ فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه .
والثاني : أن المعنى نحن نعلم ما في قلوبكم ، وهل أنتم على عزم الموافقة للرسول في الخروج ؟ فالقسم هاهنا إعلام منكم لنا بما في قلوبكم . وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما في القلوب .
والثالث : أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم ، ولولا أنكم في محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم . وبهذا المعنى وقع المتنبي ، فقال :
وفي يمينك ما أنت واعده ما دل أنك في الميعاد متهم
(13) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ ) [الفرقان:8] قال : العجب لجهلهم حين أرادوا أن يلقى إليه كنز أو تكون له جنة . ولو فهموا علموا أن كل الكنوز له وجميع الدنيا ملكه . أو ليس قد قهر أرباب الكنوز ، وحكم في جميع الملوك ؟ وكان من تمام معجزاته أن الأموال لم تفتح عليه في زمنه ؛ لئلا يقول قائل قد جرت العادة بأن إقامة الدول ، وقهر الأعداء بكثرة الأموال ، فتمت المعجزة بالغلبة والقهر من غير مال ، ولا كثرة أعوان ، ثم فتحت الدنيا على أصحابه ، ففرقوا ما جمعه الملوك بالشره ، فأخرجوه فيما خلق له ، ولم يمسكوه إمساك الكافرين ، ليعلموا الناس بإخراج ذلك المال : أن لنا داراً سوى هذه ، ومقراً غير هذا .
وكان من تمام المعجزات للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه لما جاءهم بالهدى فلم يقبل ، سلّ السيف على الجاحد ، ليعلمه أن الذي ابتعثني قاهر بالسيف بعد القهر بالحجج .
ومما يقوي صدقه أن قيصر وكبار الملوك لم يوفقوا للإيمان به ؛ لئلا يقول قائل : إنما ظهر لأن فلان الملك تعصب له فتقوى به ، فبان أن أمره من السماء لا بنصرة أهل الأرض .(1/1039)
(14) وقال في قوله تعالى : ( فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ ) [الفرقان: من الآية19] قال : المعنى : فقد كذبكم أصنامكم بقولكم ؛ لأنكم ادعيتم أنها الآلهة وقد أقررتم أنها لا تنفع فإقراركم يكذب دعواكم .
(15) وقال في قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ) [الفرقان: من الآية20] قال : فهو يدل على فضل هداية الخلق بالعلم ، ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كالطبيب ، والطبيب يكون عند المرضى ، فلو انقطع عنهم هلكوا .
(16) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ ) [النمل: من الآية19] قال : هذا من تمام برّ الوالدين . كأن هذا الولد خاف أن يكون والده قصرا في شكر الرب عز وجل ، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما ؛ ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا .
(17) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ ) [القصص: من الآية80] قال : إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء ، فمن كان هكذا فهو عالم . ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم .
(18) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ ) [القصص: من الآية71] وفي الآية التي تليها : ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) [القصص: من الآية72] قال : إنما ذكر السماع عند ذكر الليل والإبصار عند ذكر النهار ؛ لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار ، ويرى بالنهار أكثر مما يرى بالليل .
وقال المبرد : سلطان السمع في الليل ، وسلطان البصر في النهار .(1/1040)
(19) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) [فاطر: من الآية3] قال : فطلبت الفكر في المناسبة بين ذكر النعمة وبين قوله تعالى : ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ ) [فاطر: من الآية3] فرأيت أن كل نعمة ينالها العبد فالله خالقها ، فقد أنعم بخلقه لتلك النعمة ، وبسوقها إلى المنعم عليه .
(20) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ) [سبأ: من الآية46] قال : المعنى : أن يكون قيامكم خالصاً لله عز وجل ، لا لغلبة خصومكم ، فحينئذ تفوزون بالهدى .
(21) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ) [يّس: من الآية20] وفي الآية الأخرى : ( وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ) [القصص: من الآية20] فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره : أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه ؛ فإن الناس يقولون : الرئيس الأجل فلان ، فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه ، وهو صاحب يس أمر بالمعروف ، وأعان الرسل ، وصبر على القتل ، والآخر إنما حذر موسى من القتل ، فسلم موسى بقبوله مشورته . فالأول هو الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر ، والثاني هو ناصر الآمر بالمعروف . فاستحق الأول الزيادة . ثم تأملت ذكر أقصى المدينة ، فإذا الرجلان جاءا من بُعد في الأمر بالمعروف ، ولم يتقاعدا لبعد الطريق .
(22) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ . بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي ) [يّس: من الآية 26ـ27] قال : المعنى : يأتيهم يعلمون بأي شيء وقع غفرانه . والمعنى : أنه غفر لي بشيء يسير فعلته ، لا بأمر عظيم .(1/1041)
(23) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ . إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ . فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) [الدخان: من الآية 34ـ37] قال : ربما توهم جاهل أنهم لم يجابوا عما سألوا ، وليس كذلك ؛ فإن الذي سألوا لا يصلح أن يكون دليلاً على البعث ؛ لأنهم لو أجيبوا إلى ما سألوا لم يكن ذلك حجة على من تقدم ، ولا على من تأخر ، ولم يزد على أن يكون لمن تقدم وعدا ، ولمن تأخر خبراً ، اللهم إلا أن يجيء لكل واحد أبوه ، فتصير هذه الدار دار البعث . ثم لو جاز وقوع مثل هذه كان إحياء ملك يضرب به الأمثال أولى ، كتبع ، لا أنتم يا أهل مكة ، فإنكم لا تعرفون في بقاع الأرض .
(24) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) [غافر: من الآية7] قال : علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين ، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم . وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه ، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده ، حيث تحته على إكرام محبوبه .
(25) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً ) [الواقعة: من الآية65] ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) [الواقعة: من الآية70] قال : تأملت دخول اللام وخروجها ، فرأيت المعنى : أن اللام تقع للاستقبال ، تقول : لأضربنك ، أي فيما بعد ، لا في الحال . والمعنى ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ . أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ . لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً ) [الواقعة: من الآية 63ـ65] أي : في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد ، وذلك أشد العذاب ، لأنها حالة انتهاء تعب الزراع ، واجتماع الدين عليه ، لرجاء القضاء بعد الحصاد ، مع فراغ البيوت من الأقوات .(1/1042)
وأما في الماء : فقال : ( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً ) [الواقعة:70] أي الآن ؛ لأنا لو أخرنا ذلك لشرب العطشان ، وادخر منه الإنسان .
(26) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) [الممتحنة: من الآية5] قال : المعنى : لا تبتلينا بأمر يوجب افتتان الكفار بنا ، فإنه إذا خذل المتقي ونصر العاصي فتن الكافر ، وقال : لو كان مذهب هذا صحيحاً ما غلب …
(27) وذكر صاحب سيرة الوزير قال : سمعته يقول في قوله تعالى : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى . قَالَ هِيَ عَصَايَ ) [طه:18ـ17] قال : في حمل العصا عظة ؛ لأنها من شيء قد كان نامياً فقطع ، فكلما رآها حاملها تذكر الموت .
قال : ومن هذا قيل لابن سيرين رحمه الله : رجل رأى في المنام أنه يضرب بطبل ؟ فقال : هذه موعظة ؛ لأن الطبل من خشب قد كان نامياً فقطع ، ومن أغشية كانت جلود حيوان قد ذبح . وهذا أثر الموعظة .
(28) وسمعته يقول في قوله تعالى : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) [البقرة: من الآية10] قال : المريض يجد الطعوم على خلاف ما هي عليه ، فيرى الحامض حلواً ، والحلو مراً . وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلاً ، والباطل حقاً …
(29) قال وسمعته يقول في قوله تعالى : ( إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ) [المدثر:25] قال : العرب لا تعرف ذا ولا هذا إلا في الإشارة إلى الحاضر . وإنما أشار هذا القائل إلى هذا المسموع . فمن قال : إن المسموع عبارة عن القديم ، فقد قال : هذا قول البشر …
(30) وكان يقول في قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ) [الأنعام: من الآية123] إنه على التقديم والتأخير ، أي : جعلنا مجرميها أكابر …
(31) وقال : الحبس غير مشروع إلا في مواضع .
أحدها : إذا سرق فقطعت يمينه ، ثم سرق فقطعت رجله ، ثم سرق : حبس ولم يقطع ، في إحدى الروايتين .(1/1043)
الثاني : أمسك رجل رجلاً لآخر فقتله : حبس الممسك حتى يموت ، في إحدى الروايتين أيضاً .
الثالث : ما يراه الإمام كفَّا لفساد مفسد ؛ لقوله تعالى : ( وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ) [صّ:38] وما يراه أبو حنيفة في قطاع الطريق ، فإنه يحبسهم حتى يتوبوا ، فأما الحبس على الدين فمن الأمور المحدثة ، وأول من حبس فيه شريح القاضي ، وقضت السنة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان : أنه لا يحبس على الدين ، ولكن يتلازم الخصمان .
فأما الحبس الذي هو الآن فإني لا أعرف أنه يجوز عند أحد من المسلمين . وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم ، غير متمكنين من الوضوء والصلاة ، ويتأذون بذلك بحره وبرده . فهذا كله محدث . ولقد حرصت مراراً على فكه ، فحال دونه ما قد اعتاده الناس منه ، وأنا في إزالته حريص والله الموفق .
(32) وقال في حديث الزبير في شراج الحرة : فيه جواز أن يكون السقي للأول ، ثم الذي بعده . إلا أن هذا في النخل خاصة ، وما يجري مجراه . وأما الزرع وما لا يصبر على العطش أكثر من جمعة ونحو ذلك : فإن الماء يتناصف فيه بالسوية ، كما قال تعالى : ( وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ) [القمر: من الآية28] .
(33) وقال في سورة الضحى لما توالى فيها قسمان ، وجوابان مثبتان ، وجوابان نافيان ، فالقسمان : ( وَالضُّحَى . وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) [الضحى: 1ـ2] والجوابان النافيان : ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) [الضحى:3] والجوابان المثبتان : ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى . وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) [الضحى: 4ـ5] .
ثم قرر بنعم ثلاث ، وأتبعهن ثلاث : كل واحدة من الوصايا شكر النعمة التي قوبلت بها .
فإحداهن : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ) [الضحى:6] وجوابها : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) [الضحى:9] .(1/1044)
والثانية : ( وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) [الضحى:7] فقابلها بقوله : ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) [الضحى:10] وهذا لأن السائل ضال يبغي الهدى .
والثالثة : ( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) [الضحى:8] فقابلها بقوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) [الضحى:11] .
وإنما قال : ( وَمَا قَلَى ) [الضحى: من الآية3] ولم يقل : وما قلاك ؛ لأن القلى بغض بعد حب ، وذلك لا يجوز على الله تعالى . والمعنى : وما قلى أحداً قط ، ثم قال : ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ) [الضحى:4] ولم يقل : خير من الإطلاق . وإنما المعنى خير لك ولمن آمن بك .
وقوله : ( فَآوَى ) [الضحى: من الآية6] ولم يقل : فآواك ، لأنه أراد : آوى بك إلى يوم القيامة …
(34) وقد ذكر الوزير في كلامه على شرح حديث : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو الذي أفرد من كتابه ( الإفصاح ) فوائد غريبة .
فذكر في أول كلامه : أن اختصاص المساجد ببعض أرباب المذاهب بدعة محدثة ، فلا يقال : هذه مساجد أصحاب أحمد ، فيمنع منها أصحاب الشافعي ، ولا بالعكس ؛ فإن هذا من البدع . وقد قال تعالى في المسجد الحرام : ( سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ) [الحج: من الآية25] وهو أفضل المساجد …
انتهى ، ولله الحمد والمنة . انتهى ما أورده الشيخ مساعد
وأود التنبيه هنا أن كتاب الإفصاح لابن هبيرة يحتاج للرجوع إليه حتى يعلم هل لابن هبيرة أقوال تفسيرية تصلح أن تكون بحثاً للماجستير أو للدكتوراه ؛ لأن أقواله كما هو ظاهر لها قيمة علمية ، وهي جديرة بالبحث
---
عبدالرحمن الشهري
10-02-2003, 12:50 PM
وجدت للإمام محمد بن سلام الجمحي (ت231هـ) رحمه الله في كتابه الثمين (طبقات فحول الشعراء) بتحقيق الشيخ محمود شاكر رحمه الله ما يلي :
قال محمد بن سلام : قال يونس : - أي ابن حبيب - كل شيء في القرآن :(فَأَتْبَعَهُ) : أي طَالَبَه ، و(اْتَّبَعَه) ، يتلوه.(1/1045)
قال المحقق في الحاشية : هذا الفرق غير واضح في كتب اللغة ، ولم يذكروا مقالة يونس ، وانظر: اللسان ومشارق الأنوار.
وهذا يدخل في باب الفروق اللغوية وأثرها في التفسير ، وقد بحثها شيخنا الدكتور محمد الشايع في كتابه ( الفروق اللغوية وأثرها في التفسير).
أحببت أن أذكر هذه الفائدة هنا لعل أحداً يزيدها أيضاحاً من الإخوة وفقهم الله.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-02-2003, 03:27 PM
بسم الله
الفرق بين ( أَتبع ) و ( اتّبع ) تكلم عنه المفسرون وغيرهم عند تفسيرهم لآية سورة الكهف : ( فأتبع سبباً ) ففيها قراءتان سبعيتان .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره : ( وقوله: فأتبع سببا اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة: «فاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، بمعنى: سلك وسار، من قول القائل: اتبعت أثر فلان: إذا قفوته وسرت وراءه.
وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة فأتبع بهمز، وتخفيف التاء، بمعنى لحق.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب: قراءة من قرأ: «فاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، لأن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن مسير ذي القرنين في الأرض التي مكن له فيها، لا عن لحاقه السبب )
وصنيع ابن جرير يدل على أن بينهما فرقاً .(1/1046)
وجاء في تفسير القرطبي : ( {فأتبع سببا} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي «فأتبع سببا» مقطوعة الألف. وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو «فاتبع سببا» بوصلها؛ أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها. قال الأخفش: تبعته وأتبعته بمعنى؛ مثل ردفته وأردفته، ومنه قوله تعالى: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (الصافات: 10) ومنه الإتباع في الكلام مثل حسن بسن وقبيح شقيح. قال النحاس: واختار أبو عبيد قراءة أهل الكوفة قال: لأنها من السير، وحكى هو والأصمعي أنه يقال: تبعه واتبعه إذا سار ولم يلحقه، وأتبعه إذا لحقه؛ قال أبو عبيد: ومثله {فأتبعوهم مشرقين} (الشعراء: 60). قال النحاس: وهذا من التفريق وإن كان الأصمعي قد حكاه لا يقبل إلا بعلة أو دليل.وقوله عز وجل: {فأتبعوهم مشرقين} ليس في الحديث أنهم لحقوهم، وإنما الحديث: لما خرج موسى عليه السلام وأصحابه من البحر وحصل فرعون وأصحابه انطبق عليهم البحر.
والحق في هذا أن تبع واتبع وأتبع لغات بمعنى واحد، وهي بمعنى السير، فقد يجوز أن يكون معه لحاق وألا يكون.)
وقال أبو حيان : ( والظاهر أنهما بمعنى واحد. )
ولعل ما ذهب إليه ابن جريرمن التفريق بينهما أرجح والله أعلم .
وبعد هذا الاستطراد نعود إلى الموضوع الأصلي ، وهو التفسير من غير كتب التفسير ، فأقول :
إن في كتب الإمام البيهقي[ المتوفى :458 ] أقوالاً كثيرة قيمة في التفسيرتحتاج إلى جمع ودراسة ، فإن لم تكن قد جمعت فهي تستحق أن تجعل مشروعاً لعدة رسائل في التفسير .
ولعلي أذكر شيئاً من أقواله مستقبلاً إن شاء الله تعالى .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-03-2003, 12:39 AM
بسم الله
من الأئمة الكبار الذين لهم أقوال في التفسير تستحق الجمع والدراسة الإمام المحدث الحافظ ابن خزيمة صاحب الصحيح ، وهذا نص قيم من كتابه التوحيد :
قال رحمه الله تعالى :
( ·
((82): (باب ذكر الدليل على أن قوله عز وجل-):(1/1047)
(وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم يحييكم) ليس ينفي أن الله (عز وجل) يحيى الآنسان أكثر من مرتين.
على أن من ادعى ممن انكر عذاب القبر،وزعم أن الله لا يحيى احداً في القبر قبل يوم القيامة، احتجاجاً بقوله: (ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين..).
وهذه الآية من الجنس التي قد أعلمت في مواضع من كتبنا في ذكر العدد الذي لا يكون نفياً لما زاد على ذلك العدد فافهموه لا تغطالوا.
قال الله (عز وجل): (او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني يحيى هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام ثم بعثه) فقد احيا الله (عز وجل) هذا العبد مرتين قبل البعث يوم القيامة (وسيبعث يوم القيامة)، فهذه الآية: تصرح أن الله (تعالى) (قد احيا هذا العبد مرتين اذ) قد احياه المره الثانية بعد مكثه ميتاً مائة سنة، وسيحييه يوم القيامة، فيبعثه، وقال جل وعلا: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم).
وقد كنت بينت في كتابي الاول كتاب معاني القرآن أن هذا الامر أمر تكوين، اماتهم الله بقوله (موتوا) لأن سياق الآية دال على أنهم ماتوا والاحياء إنما كان بعد الاماتة، لأن قوله عزوجل: (ثم احياهم)، دال على أنهم قد كانوا ماتوا فأحياهم الله بعد الموت، فهذه الجماعة قد احياهم الله مرتين، قبل البعث، وسيبعثهم الله يوم القيامة احياء، فالكتاب دال على أن الله يحيى هذه الجماعة مع ما تقدم من احياء الله إياهم ثلاث مرات.(1/1048)
لو كان كما ادعت هؤلاء الجهلة أن الله (عز وجل) لا يحيى احداً في القبر قبل وقت البعث فكيف وقد ثبت في كتاب الله وسنن نبيه ‘ خلاف دعواهم الداحضة، خبر الله (عز وجل): أن آل فرعون يعرضون علىالنار غدواً وعشياً، وسياق الآية دال على أن النار، إنما تعرض عليهم غدواً وعشياً قبل يوم القيامة ومحال أن تعرض النار على جسد لا روح فيه، ولا يعلم أن النار تعرض عليه، والنبي ‘ قد أخبر أيضاً أن النار تعرض على كل ميت إذا كان من اهلها، كذلك أخبر أن الجنة تعرض على كل ميت غدواً وعشياً إذا كان من اهلها.
(....): حدثنا يحيى بن حكيم قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ‘ قال: "إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعدة بالغداة والعشي، أن كان من أهل النار، فقالوا: هذا مقعدك حتى تبعث إليه".
قال أبوبكر: قد أمليت طرق هذا الخبر في كتاب الجنائز في أبواب عذاب القبر، وهذا الخبر يبين ويوضح أن المقبور يحيا في قبره، ويبين ويوضح أيضاً: أن الجنة والنار مخلوقتان، لا كما ادعت الجهمية أنهما لم تخلقا بعد فاسمعوا خبراً يدل على مثل ما دلت عليه الآي التي تلوتها، والبيان أن الله (عز وجل) يحيى المقبور قبل البعث يوم القيامة مما لم اكن ذكرته في أبواب عذاب القبر، إذ ليس في الاخبار التي اذكرها ذكر العذاب، إنما فيها ذكر الاحياء في القبر دون ذكر العذاب.)
---
أبومجاهدالعبيدي
10-11-2003, 10:51 PM
بسم الله
ومن أقوال الإمام أبي بكر ابن خزيمة في التفسير من كتابه التوحيد :
( على إني قد أعلمت في بعض كتبي أن العرب قد تضع الواو في موضع أو، كقوله تعالى: )فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع( ولا شك ولا امتراء أن معناه، أو ثلاث أو رباع. )
ومنها قوله : ( فاما دعواهم: أن (قط) انها: الكتاب، فعلماء التفسير قد اختلفوا في تأويل هذه اللفظة. ولسنا نحفظ عن أحد منهم أنهم تأولوا (قط: الكتاب)(1/1049)
31- (138): حدثنا محمد بن يحيى، قال ثنا بن يوسف، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: في قوله (عجل لنا قطنا) قال: عذبنا وثنا محمد بن يخيى، قال: ثنا ابن يوسف، قال: ثنا سفيان، عن اشعث بن سوار، عن الحسن في قوله (ربنا عجل لنا قطنا): قال " عقوبتنا "
32- (139): حدثنا عمي إسماعيل بن خزيمة، قال: ثنا عبد الرازق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: " نصيبنا من النار".
33- (139): حدثنا محمد بن يحيى، قال:ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان عن ثابت بن هرمز، عن سعيد بن جبير، في قوله: (عجل لنا قطنا) قال: نصيبنا من الجنة.
34- (141): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي المقدام ثابت بن هرمز عن سعيد بن جبير: (عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب): قال: " نصيبنا من الآخرة "
35- (142): حدثنا عمي " إسماعيل "، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن عطاء الخراساني، في قوله (قطنا) قال: "قضاءنا".
36- (143): حدثنا محمد بن عمر المقدمي ثنا شعث بن عبدالله، عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، في قوله (عجل لنا قطنا) قال: "رزقنا".
ومنها قوله : ( والله (جل وعلا) قد أعلم في محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من خلقه.
ودل ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته، وأن الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، (فقال (عز وجل): (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وهذه الآية من الجنس الذي نقول: مجملة غير مسفرة، معناها: (قل يا محمد: لو كان البحر مداداً لكلمات ربي فكتبت به كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد) كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا.
والآية المفسرة لهذه الآية: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله (إن الله عزيز حكيم)..).(1/1050)
فلما ذكر الله الاقلام في هذه الآية، دل ذوي العقول بذكر الاقلام أنه اراد: لو كان ما في الأرض، من شجرة أقلام، يكتب بها كلمات الله، وكان البحر مداداً فنفد ماء البحر لو كان مداداً لم تنفد كلمات ربنا.
وفي قوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) أيضاً ذكر مجمل، فسره بالآية الأخرى، لم يرد في هذه الآية: أن لو كتبت بكثرة هذه الاقلام، بماء البحر كلمات الله، وإنما أراد، لو كان ماء البحر مداداً كما فسره في الآية الأخرى.
وفي قوله جل وعلا: (لو كان البحر مداداً) الآية، قد أوقع اسم البحر على البحار، في هذه الآية، أي (على البحار كلها)، واسم البحر قد يقع على البحار كلها لقوله: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك..) الآية.
وكقوله: (والفلك تجري في البحر بأمره)، والعلم محيط أنه لم يرد في هاتين بحراً واحداً من البحار، لأن الله يسير من أراد من عباده في البحار.
وكذلك الفلك تجري في البحار بأمر الله، لا أنها كذا في بحر واحد وقوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة اقلام) يشبه أن يكون من الجنس الذي يقال: إن السكت ليس خلاف النطق، لم يدل الله بهذه الآية أن لو زيد من المداد على ماء سبعة أبحر لنفدت كلمات الله (جل وعلا) عن أن تنفد كلماته.
والدليل على صحة ما تأولت هذه الآية: أن الله جل وعلا: قد أعلم في هذه الآية الاخرى، أن لو جيء بمثل البحر مداداً لم تنفد كلمات الله.
معناه لو جيء بمثل البحر مداداً، فكتب به أيضاً كلمات لم تنفد. واسم البحر كما علمت يقع على البحار كلها، ولو كان معنى قوله في هذا الموضع (قل لو كان البحر مداداً) بحراً واحداً، لكان معناه في هذا الموضع) (أنه لو كان به بحر واحد، لو كان مداداً لكلمات الله) وجئ بمثله أي ببحر ثان لم تنفد كلمات الله.
فلم يكن في هذه الآية دلالة أن المداد لو كان أكثر من بحرين فكتب بذلك أجمع كلمات الله نفدت كلمات الله.(1/1051)
لأن الله قد أعلم في الآية الأخرى: أن السبعة الأبحر لو كتب بهن جميعاً كلمات الله لم تنفد كلمات الله.)
وأختم بهذا القول له :
قال أبوبكر: وقد اختلف عن ابن عباس في تأويل قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى): فروى بعضهم عنه أنه رآه بفؤاده.
11- (282): حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، قال: ثنا عبدالله بن داود الخريبي، عن الأعمش، عن زياد بن حصين عن أبي العاليه، عن ابن عباس _ما في قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى) قال: "رآه بفؤاده".
12- (283): حدثنا عمي: إسماعيل، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (ما كذب الفؤاد ما رأى)، قال: (رآه بقلبه).
13- (284): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي يلمة عن ابن عباس _ما قال: قدر رأى محمد ربه.
14- (285): حدثنا أبو موسى، وبندار قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: (فأوحى إلى عبده ما أوحى)، قال: عبده: محمد.
وقال قتادة: قال الحسن: "عبده جبريل".
قال بندار: قال الحسن: (عبده: جبريل لم يقولاها هنا).
15- (286): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا قبيصة بن عقبة، قال: ثنا سفيان عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس _ما، قال: (رآه مرتين).
قال أبوبكر: احتج بعض أصحابنا بهذا الخبر أن ابن عباس _ما وأبا ذر كانا يتأولأن هذه الآية أن النبي ‘ رأى ربه بفؤاده لقوله بعد ذكر ما بينا (فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى).
وتؤول أن قوله: (ثم دنا فتدلى) إلى قوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى): أن النبي ‘ دنا من خالقه (عز وجل) قاب قوسين أو أدنى، وإن الله (عز وجل) أوحى إلى النبي ‘ (ما أوحى، وإن فؤاد النبي ‘) لم يكذب ما رأى، يعنون رؤيته خالقه جل وعلا.(1/1052)
قال أبوبكر:" وليس هذا التأويل الذي تأولوه لهذه الآية بالبين، وفيه نظر، لأن الله إنما أخبر في هذه الآية أنه رأى من آيات ربه الكبرى.
ولم يعلم الله في هذه الآية أنه رأى ربه جل وعلا. وآيات ربنا ليس هو ربنا جل وعلا. فتفهموا لا تغالطوا في تأويل هذه الآية.)
وأخيراً ؛ أؤكد على أهمية بحث أقوال هذا الإمام في التفسير ودراستها ، فلعل أحد طلبة الدراسات العليا يسجله موضوعاً للماجستر ، و لن يندم إن شاء الله
---
أبومجاهدالعبيدي
10-17-2003, 04:45 PM
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين
ومن أقوال التفسير من غير كتبه ما أورده الإماممحمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة ، ومنها قوله :
( باب
ذكر قول الله عز وجل : وتقلبك في الساجدين
قال محمد بن الحسين رحمه الله : اعلموا رحمنا الله وإياكم ، أن النكاح كان في الجاهلية على أنواع غير محمودة ، إلا نكاحاً واحداً ، نكاح صحيح : وهو هذا النكاح الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ، يخطب الرجل إلى الرجل وليته ، فيزوجه على الصداق وبالشهود ، فرفع الله عز وجل قدر نبينا صلى الله عليه وسلم ، وصانه عن نكاح الجاهلية ، ونقله في الأصلاب الطاهرات بالنكاح الصحيح ، من لدن آدم عليه السلام ، ينقله من أصلاب الأنبياء ، وأولاد الأنبياء ، حتى أخرجه بالنكاح الصحيح صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال : حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال : أشهد على أبي يحدثني ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم ، إلى أن ولدني أبي وأمي ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء .(1/1053)
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الشاهد قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري قال : أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : أن رسول الله في صلى الله عليه وسلم قال : خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح .
وحدثنا أبو سعيد أيضاً قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا الحسن بن بشير الهمداني قال : حدثنا الوليد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس فى قول الله عز وجل : وتقلبك في الساجدين قال : ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه .
وهذا القول الذي ذكره في تفسيرهذه الآية لم أره في تفسير ابن جرير رحمه الله
---
نصرمنصور
03-14-2007, 02:32 PM
موضوع شيق ، يحتاج إلى متابعة
---
(1/1054)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رسالة علمية ..مقارنة بين كتاب الواحدي والسيوطي في اسباب النزول
---
رسالة علمية ..مقارنة بين كتاب الواحدي والسيوطي في اسباب النزول
---
الراية
10-13-2004, 01:00 PM
عنوان الرسالة:لباب النقول في أسباب النزول للحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي -دراسة وتحقيق مع مقارنته بكتاب أسباب نزول القرآن الكريم للواحدي (ت468هـ) .
اسم الباحث: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الجربوع
المرحلة: دكتوراة
تاريخ المناقشة: 1417هـ
تم طبع الرسالة
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة وقسمين وخاتمة.
المقدمة: أهمية الموضوع وأسباب اختياره وخطته، ومنهجه، وشكر.
القسم الدراسي: واشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: في الكتب المصنفة في الأسباب.
الفصل الثاني: دراسة موجزة للمؤلف وترجم فيها له بإيجاز. الفصل الثالث: دراسة الكتاب. الفصل الرابع: المقارنة بين لباب النقول للسيوطي، وأسباب النزول للواحدي وفيه ترجمة موجزة للواحدي، ومنهج كل منهما، والمقارنة بينهما.
القسم التحقيق: وضع الباحث رقمين أو ثلاثة قبلا عنوان السورة:
الأول لرقمها في المصحف،
والثاني لرقمها في الكتاب
والثالث لزيادات السيوطي. وفعل ذلك قبل كل رواية.
الخاتمة: جاء فيها بأهم نتائج البحث:
1ـ لا طريق لمعرفة الأسباب إلا النقل الصحيح، وأن عبارات السلف في التعبير عن الأسباب منها الصريح في السببية وغير الصريح، وأن المؤلفين في الأسباب لم يستوعبوا.
2ـ وقد بلغت الأسباب التي ذكر السيوطي (1320) رواية وزاد على الواحدي (955) رواية.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=681
فهل اطلع أحدكم على هذه الرسالة ؟
---
(1/1055)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحسن ترجمة لمعاني القرآن بالفرنسية
---
أحسن ترجمة لمعاني القرآن بالفرنسية
---
عمر المقبل
04-09-2007, 01:00 AM
سألني أخ فرنسي ـ يتقطع شوقاً لمعرفة معاني القرآن الكريم ـ عن أحسن ترجمة لمعاني القرآن بالفرنسية ، فوعدته بأن أسأل أهل الاختصاص ، فهل من مجيب ؟!
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 12:13 PM
أخي العزيز أبا عبدالله وفقه الله : لقد سألتُ أهل الاختصاص في مجمع الملك فهد - قسم الترجمات فأخبروني أن أفضل الترجمات المتوافرة حالياً هي ترجمة محمد حميد الله رحمه الله ، مع وجود بعض الملحوظات على هذه الترجمة ، مما استدعى استدراك هذه الملحوظات وإعادة طباعة هذه الترجمة ، وما زالت قيد الطباعة .
---
عمر المقبل
04-09-2007, 03:28 PM
بوركت أبا عبدالله ،واشكر لك اهتمامك وحرصك ، دمت مباركاً مسدداً.
---
(1/1056)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل الكشاف للزمخشري بسهولة
---
حمل الكشاف للزمخشري بسهولة
---
المكتبة والكتاب
10-09-2003, 11:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته
الكشاف / للزمخشري (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=472)
http://www.almeshkat.net/books/images/zip.gif اضغط بالزر اليمين للفأرة هنا ثم اختر حفظ الهدف باسم
---
(1/1057)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > افات القراء
---
افات القراء
---
أشرف المسلم
07-15-2003, 06:28 PM
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة جميلة نسأل الله أن يجازي كاتبها وقارئها خير الجزاء :
اشتهر عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي صاحب الكتاب العظيم : ( الجرح والتعديل ) بملازمته لوالده ، وكثرة أخذه عنه ، وكان يقول : " ربما كان يأكل وأقرأ عليه ، ويمشي وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرا عليه " ( سير أعلام النبلاء 13/251 )
إن القراءة هي إحدى الوسائل المهمة لاكتساب العلوم المختلفة ، والاستفادة من منجزات المتقدمين والمتأخرين وخبراتهم . وهي أمر حيوي يصعب الاستغناء عنه لمن يريد التعلم ، وحاجة ملحة لا تقل أهميتها عن أهمية الطعام والشراب ، ولا يتقدم الأفراد - فضلا عن الأمم والحضارات - بدون القراءة ، فبالقراءة تحيا العقول ، وتستنير الأفئدة ، ويستقيم الفكر .
والقراء المنهجيون هم - في الغالب - النخبة المتميزة ، والصفوة المؤثرة في التكوين الفكري والبناء الثقافي والمعرفي للأمة ، ولهذا كانت العناية بالقراءة عناية بروح الأمة وقلبها الحي النابض القادر على البناء والعطاء .
والقراءة ملكة وفن لا يجيده كل أحد ؛ فكم من القراء الذين يبذلون أوقاتا طويلة في القراءة ؛ ومع ذلك فإن حصيلتهم وإفادتهم منها قليل جدا ..!
وسأذكر - مستعينا بالله - بعض الآفات التي قد تعرض لبعض القراء خاصة في بداية سلوكهم لهذا السبيل :
الآفة الأولى : قلة الصبر على القراءة والمطالعة :(1/1058)
وهذه آفة قديمة ازدادت في عصرنا هذا خصوصا مع كثرة الصوارف والمشغلات الأخرى ؛ حيث أصبح كثير من القراء لا يقوى على مداومة القراءة ، ويفتقد الأناة وطول النفس ، ولا يملك الجلد على المطالعة والبحث والنظر في بطون الكتب وكنوز العلم والمعرفة ، وحينما يبدأ القارئ بالاطلاع على الكتاب سرعان ما يضعه جانبا وينشغل بأمر آخر .
إن الساحة الفكرية اليوم تعاني من خلل ظاهر في بناء ملكة القراءة ، وها أنت ترى كثيرا ممن يدخلون في ( زمرة المثقفين ! ) من أصحاب الشهادات الجامعية ، بل حتى أصحاب الشهادات العليا ، ومع ذلك تفاجأ بأن كثيرا منهم ربما يعجز عن إتمام كتاب واحد خارج تخصصه ..!
إننا نعاني من أزمة حادة في عزوف كثير من المثقفين - فضلا عن العامة - عن القراءة والبحث ، مما أدى إلى اضطراب في التفكير العام ، وسطحية مفرطة في كثير من الرؤى ، وضحالة عليمة حجبت منافذ البصيرة .
وترويض النفس وتربيتها وقسرها على القراءة من أنجح السبل لبناء تلك الخلة الكريمة ، خاصة عند نعومة الأظفار وبداية الطلب . وقد يعجز المرء في البداية أو يصيبه السآمة والملل ، ولكنه بطول النفس وسعة الصدر والعزيمة الجادة سوف يكتسب بإذن الله - تعالى - هذه الملكة حتى تصبح ملازمة له لا يقوى على فراقها ، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما العلم بالتعلم " السلسلة الصحيحة 1/605 ، وتكوين هذه العادة وغرسها في النفس من أولى ما يجب الاعتناء به لدى القراء والمربين .
ولست أدري كيف نروم - معاشر الدعاة - العزة والتمكين ، ونتطلع إلى تغيير مسار التاريخ ، وهممنا تتاقصر عن الانكباب على كتب العلم والمعرفة ، ونرضى بالقليل من المعلومات العائمة المفككة التي نحصل عليها من هنا وهناك ..؟!(1/1059)
وانظر إلى تلك المزية الجليلة التي تسنمها أسلافنا في هذا الباب ، فهذا هو مثلا الحسن اللؤلؤي يقول : " لقد غبرت لي أربعون عاما ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري " ( جامع بيان العلم وفضله 2/1231 ) ، وحدث ابن القيم فقال : " أعرف من أصابه مرض من صداع وحمى ، وكان الكتاب عند رأسه ، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه ، فإذا غلب عليه وضعه " ( روضة المحبين ص 70 ) .
الآفة الثانية : ضعف التركيز :
كثير من القراء يقرأ بعينيه فقط ، ولا يقرأ بفكره ، ولا يستجمع قدراتها العقلية في التفهم والبحث . وربما جال القارئ بعقله يمينا ويسارا ، وطافت بخاطره ألوان من الهموم والمشاغل ، ثم يفاجأ بأنه قضى وقتا طويلا لم يخرج فيه بمادة علمية تستحق الذكر .
وبعض القراء يبدأ بهمة ونشاط وتركيز ، ولكنه بعد أن يقرأ قليلا من الصفحات يبدأ بالتململ التدريجي ، حتى ينفلت الزمام من يديه ، ويستيقظ فجأة بعد أن سبح في عالم رحب من الخواطر الشخصية البعيدة عن مادة الكتاب ، قال طه حسين : " كثيرا ما نقرأ لنقطع الوقت لا لنغذو العقل والذوق والقلب ، وكثيرا ما نقرأ لندعو النوم لا لنذوده عن أنفسنا " ( خصام ونقد ص6 ) .
وقد يؤدي ضعف التركيز أحيانا إلى اكتساب معلومات مضطربة أو مغلوطة أو ناقصة ، مما يقود إلى نتيجة عكسية تضر القارئ ولا تنفعه ، وقد يتعدى ضرره إلى غيره ..!
إن امتلاك القدرة على التركيز واستحضار الفكر امتلاك لزملم المادة العلمية ، وهي السبيل الرئيس للوصول إلى الفهم والاتقان . ويختلف مقدار التركيز المطلوب في القراءة حسب طبيعة الكتاب المقروء ؛ ومستواه . وحسب مستوى القارئ الثقافي أيضا ، وحسب الهدف من القراءة ؛ فمقدار التركيز الواجب لقراءة كتاب علمي متخصص يختلف عن التركيز المطلوب لقراءة قصة أدبية أو كتاب في الثقافة العامة .
وهذا يقودني إلى تقسيم القراءة إلى نوعين :
النوع الأول : القراءة التصفحية :(1/1060)
وهي القراءة التي يريد منها القارئ الاطلاع على مادة الكتاب وموضوعاته الرئيسة ، ويريد منها التعرف من حيث الجملة على أبوابه وفصوله ، ومنهج المؤلف وطريقة عرضه . وهذه الطريقة تصلح أن تكون مقدمة للقراءة ، وبعدها يقرر القارئ جدوى إعادة قراءة الكتاب بتركيز ، أو الاكتفاء بالتصفح السريع . والاكتفاء بذلك يصلح لتكوين معلومات عامة ، ولكنه لا يبني علما راسخا .
النوع الثاني : القراءة العلمية :
وهي القراءة المركزة التي يستجيب فيها القارئ لمادة الكتاب ، ويتفاعل معها ، ويرمي إلى تحليلها وبيان أفكارها وأهدافها ، وقد يدخل في حوار إيجابي معها . وهذا النوع من القراءة هو الطريق الصحيح للبناء العلمي والمعرفي . ولأهميتها في تثبيت المعلومات ، ولأهمية الكتاب المقروء قد يرى القارئ إعادة قراءته عدة مرات لترسيخ المكتسبات العلمية التي تحصل عليها ، ولاكتساب معلومات أخرى ربما لم تتيسر له في القراءة الأولى ، وها هو ذا المزني يقرأ كتاب ( الرسالة ) للإمام الشافعي خمسمائة مرة ! ( مقدمة الرسالة ص 4 )
وآفة كثير من القراء أن أحدهم قد يعمد إلى قراءة الكتاب العلمي العميق قراءة تصفحية كما يقرأ الجريدة ، ويكون همه الانتهاء من الكتاب ، ولك أن تتخيل ماذا يمكن أن تكون حصيلة القارئ حينما تكون هذه طريقته دائما في القراءة ..!!
وقد ذكر العلماء والتربويون أسبابا كثيرة تعين القارئ على التركيز ، مثل : اختيار الأوقات المناسبة ، والاماكن الملائمة الخالية من الصوارف ، وأن يكون خالي الذهن ، ولديه الاستعداد العقلي والنفسي الذي يعنيه على استجماع قدراته الفكرية .. ونحو ذلك مما يطول وصفه ، ولكن يجمعها وصف واحد وهو : أن يكون جادا حريصا ذا همة صادقة ؛ فمن امتلك هذا الوصف حرص على تذليل كافة العقبات التي قد تعرض له .
كتبه : عبد الرحمن الصويان
---
(1/1061)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات ووقفات (الحلقة السادسة)
---
آيات ووقفات (الحلقة السادسة)
---
سعيد الشهري
08-13-2004, 12:53 AM
آيات ووقفات (الحلقة السادسة)
صراط الذين أنعمت عليهم
ننتقل الآن إلى معرفة جديدة، وصفة مجيدة، لأي صراط يريد ربنا أن نسلكه، وأي هدى يريدنا أن نتبعه، وأي سلوك يريدنا سلوكه، هل هو سلوك عبدة البقر، أو سلوك عبدة العجل ، أو الساجدين لصنم العذراء مريم ، او صنم المسيح ، كما يزعمون، أو للصليب ، أو للكاهن، أي صراط يا رب تريد أن نتبعه ، هل هو سبيل عبدة بوذا، أو عبدة النار ، أو عبدة الشمس ، قال الله عز وجل (صراط الذين أنعمت عليهم) وهم النبيون والصديقون والصالحون، وقال وكيع هم المسلمون.الله أكبر آية واضحة المعالم، دقيقة اللفظ، محددة الهوية، آية توقظ القلوب، وتحفز الهمم، و تنور الأبصار، وتجلي الغشاوة ، آية تدفع المرء للتنافس مع إخوانه كي يصل إلى ما وصل إليه هؤلاء، آية تحرك الإيمان، وتجعل صاحب القلب السليم يزيد يقيناً بفضل الله، والغافل تجعله يصحوا من غفلته، ويندم لخطيئته، لقد علمنّا الله في هذه الآية أن هناك سبيل واحد يقودنا لرضاه سبحانه وتعالى ألا وهو سبيل المؤمنين الموحدين العبادة لله وحده لا شريك له، وهم النبيون من نوح إلى محمد عليهم الصلاة والسلام، ومن تبعهم وصدقهم واتبع منهجهم، أما الذين يعتقدون أن ما يسمى في عصرنا الحاضر مسيحيون (والحقيقة أن الله سماهم نصارى) لزعمهم إتباعهم للمسيح عيسى ، فهم غير متبعي عيسى عليه الصلاة والسلام، والمسلمين هم حقيقة متبعي دين عيسى عليه السلام،لأن عيسى عليه السلام كان يدعوا لعبادة الله الواحد الأحد، ولكن كتب النصارى حرفت، وعقيدتهم تبدلت، وسير أنبياء الله شوهت، حيث قالوا زعماً منهم أن عيسى هو أبن الله ، وهذا زعم باطل ، وعقيدة باطلة، وإشراك بالله، وطمس(1/1062)
لحقيقة التوحيد، فهم مشركون بالله ، حائدون عن الطريق القويم، والصراط المستقيم، قال تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وقال سبحانه يؤنب عيسى عليه السلام وهو سبحانه أعلم :(أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) فقال عيسى منكراً هذا الأمر( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم) وهذا بطبيعة الحال سيكون سؤالاً موجها لعيسى عليه السلام أمام تلك الملايين من البشر الذين أعدهم الله من أهل الظلال كما سيأتي في الآية القادمة. أما اليهود فهم الذين أفسدوا عقائد الناس، لحبهم للربا، وتمردهم وعصيانهم لأوامر الله ، فكانوا يشوهون في توراتهم الرب عز وجل (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) وكانوا يشوهون سمعة الأنبياء، ويتهمونهم بالزنا والجرائم التي لا تليق بالناس الأسوياء فضلاً عن الأنبياء، فقد اتهموا مريم العذراء بالزنا ، والقصة معروفة حين برأها الله بكلام أبنها عيسى في المهد، وقد قالوا عن نبي الله لوط أنه ضاجع ابنتيه بعدما شرب الخمر وسكر، ولا يزال الكثير يعتقد أن هذه آية من آيات الإنجيل ، وهذا والعياذ بالله من الجهل وإلا كيف يليق أن يتكلم الرب بهذا الكلام ، أو يصف أحد أنبيائه بهذه الصفة، ويؤمنون بقناعة وجود هذا ، ولما أرادوا أن يخرج نبي الله الذي وعدهم ربهم بخروجه من مكة ، زوجوا بناتهم للعرب في مكة ، وجنوب الجزيرة ، وفي المدينة المنورة وغيرها كي تأتي الرسالة مرة أخرى من بني إسرائيل، و يكون النبي من سلالتهم ، ولكن الله نزع الرسالة منهم لعدم كفاءتهم، لها ولشدة إعراضهم عن أوامر الله، فكانت الرسالة لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يأتي نسبه من إسماعيل أبن إبراهيم وأمه هاجر ، ولم يأتي هذه المرة نبي من بشارة الله لإبراهيم وهو أبنه إسحق الذي ينحدر من سلالته كل اليهود ، لذلك حقد اليهود على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، حتى أتى(1/1063)
المنافقين وعلى رأسهم عبد الله ابن أبي أبن سلول الذي أسلم نفاقاً ، وحرف المفاهيم الإسلامية ، حتى غلا في الخلافة فقال بفرضية وجوب أحقيتها لآل البيت حتى افترقت الأمة فأصبح سنة وشيعة ، وتمزق الصف الإسلامي، وظهرت الفرق المختلفة ، وتفرعت ، ولكن بقي المؤمنون أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أهل السنة والجماعة بقوا على الحق المبين، والصراط المستقيم.
الوقفات
1- تعليم الرب لنبيه وأمة محمد التهذب في السؤال الموجه للرب سبحانه وتعالى ، وهو الهداية للصراط المستقيم.
2- تعليم الرب لنا عن طريق نبيه أوصاف الذين أنعم الله عليهم قال تعالى (أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً) فهذه تفسر قوله تعالى أنعمت عليهم.
3- تبين هذه الآية نعمة الله وفضله و هدايته لعباده الصالحين وحثهم على سلوك مسالكهم للنجاة يوم القيامة والخلود في الجنة.
---
(1/1064)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الصديقون
---
الصديقون
---
منصور
07-30-2004, 07:21 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أود ان أسأل عن التعريف العلمي للصديقين
وهل هي منزله خاصه لناس معينين أم انها عامه ؟!!
وأتمنى ان أحصل على الاجابه منكم
شاكر لكم
والسلام
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 07:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بكم أخي الكريم منصور في ملتقى أهل التفسير.
الصديقون جمع صديق بكسر الصاد وتشديد الدال وكسرها أيضاً ، على وزن مسكين.
وهي منزلة عامة ينالها من يستحقها بفضل الله سبحانه وتعالى ، بدليل الجمع في قوله تعالى :(فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ... الآية). وليست منزلة خاصة.
وفي معناها اختلاف :
أولاً - قيل هي مأخوذة من الصدق ، ويكون الصديق هو دائم التصديق لله وللرسل ، وكمل تصديقهم لله ولرسله، واستقاموا على أمره، وصاروا خير الناس بعد الأنبياء. وعلى رأسهم من هذه الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فهو رأس الصديقين، وأكملهم صديقية، بفضله وتقواه، وسبقه إلى الخيرات، وقيامه بأمر الله خير قيام، وكونه قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، ومساعده بكل ما استطاع من قوة رضي الله عنه وأرضاه. وإذا أطلق لقب الصديق فهو ينصرف إليه دون منازع رضي الله عنه. والصديق على هذا هو يحتل مرتبة دون مرتبة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
وأغلب المفسرين يذهبون إلى هذا الرأي ، وهو أن الصديق مأخوذ من الصدق ، ويحملون على هذا التفسير كل الآيات الواردة في ذلك ، ويحضرني منها :
- قوله تعالى عن مريم عليها السلام:(وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ...)
- قوله تعالى :(يوسف أيها الصديق أفتنا في .....الآية)
- قوله تعالى :(واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبيا).(1/1065)
- قوله تعالى :(واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبيا).
ثانياً - قيل : إن الصديقين مشتقة من العلو والرفعة . ولذلك وصف بها الأنبياء كإبراهيم ويوسف وإدريس. وهم لم يكونوا مصدِّقين (صيغة اسم الفاعل بكسر الدال) وإنما مصدَّقين (صيغة اسم المفعول بفتح الدال). وبالتالي فإن الحديث في اشتقاقها على هذا الأساس يطول الحديث عنه . وقد كتب فيها كتابات منها ما كتبه حامد العولقي على هذا الرابط:
أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم (http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/005101.html).
ولعلك تتأمل ما كتبه وتفيدنا بملخصه وفقك الله . وأكتفي بهذا الآن وفقك الله.
---
(1/1066)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > في المكتبات الآن
---
في المكتبات الآن
---
أبو حسن
10-12-2005, 05:16 PM
نزل مؤخرا شرح مقدمة التفسير
للشيخ : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله
بشرح فضيلة الشيخ الدكتور / سعد بن ناصر الشثري حفظه الله
باعتناء : عبد المجيد الغيث و عبد العزيز الصديقي
طبع دار كنوز اشبيليا للنشر والتوزيع بالرياض
ولما في كتاب من الكثير من الفوائد أحببت الإشارة إليه
---
(1/1067)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > محاضرة بعنوان (تفسير القرآن الكريم بين العقل والنقل) لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
---
محاضرة بعنوان (تفسير القرآن الكريم بين العقل والنقل) لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2005, 05:18 PM
يسر مركز الملك فيصل للبحوث والدارسات الاسلامية بالرياض دعوتكم لحضور محاضرة بعنوان:
تفسير القرآن الكريم بين العقل والنقل
لفضيلة الشيخ / ابي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
رئيس معهد الدراسات الأفريقية بأكاديمية العلوم الروسية
وذلك في الساعة الثامنة والنصف مساء يوم الاثنين
25/02/1426هـ الموافق 04/04/2005م
في قاعة المحاضرات التابعة للمركز بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية. والدعوة عامة
المصدر (http://www.kfcris.com/news/details.asp?num=48)
---
فهد الناصر
04-04-2005, 01:59 AM
شكراً لكم على هذا التنبيه . لكن هل المحاضر هو نفسه صاحب برنامج تفسير التفاسير الذي كان يبث في إذاعة الرياض أو إذاعة القرآن لست أذكر. وأذكر أنه كان يطيل جداً في التفسير ، حتى سمعته مرة يقول : الوقفة العشرين بعد المائة في سورة الفاتحة . وهكذا ولست أدري هل انتهى من الفاتحة أم لا فعهدي به قديم ولم أعد أسمع بتفسيره عذا في الإذاعة ، فهل انقطع أم أنا الذي انقطعت.
وإن كان هو صاحب البرنامج فما معنى (رئيس معهد الدراسات الأفريقية بأكاديمية العلوم الروسية ؟) وهو يسكن في الرياض حسب علمي .
---
عبدالرحمن الشهري
04-04-2005, 12:36 PM
نعم أخي فهد هو نفسه . ولا أدري عن البرنامج هل لا زال مستمراً أم لا ، وأما المنصب الذي يشغله حالياً فلا أعلم عنه شيئاً ، لكن لعل علاقته بالدراسات الإفريقية نابع من ظاهريته وعنايته بكتب ابن حزم الأندلسي .
---
عبدالرحمن الشهري
04-06-2005, 02:04 AM(1/1068)
كانت محاضرة قيمةً ، قدمها الشيخ محمد بن عمر بن عقيل العقيل المعروف بأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ، وقد قدم له الدكتور ناصر الرشيد ، وذكر تعريفاً موجزاً به ، وذكر أن للشيخ 200 مؤلف ما بين تأليف وتحقيق .
وأما المحاضرة فقد ارتجلها المحاضر وفقه الله ، وقسم فيها مدارس التفسير تقسيماً موضوعياً بحسب اتجاهات المفسرين إلى :
1- المدرسة النقلية ، التي تعتمد على نقل التفسير دون تعليق أوتعقيب . وذكر أن هذه المدرسة قد تورد بعض الأحاديث الواهية والموضوعة فراراً من تبعة القول في التفسير ، دون تمحيص الأسانيد.
2- المدرسة النقلية العقلية ، وهي التي يمثلها أئمة التفسير من ابن عباس وتلاميذه ، ومن المفسرين ابن جرير الطبري وابن عطية والقرطبي وابن كثير وغيرهم . ممن فسروا القرآن بما صح من تفاسير الصحابة والتابعين والسلف ، مع إعمال العقل في الترجيح والاستنباط ، والتمكن من العلوم التي لا بد للمفسر منها. وهؤلاء هم الذين يصح أن يوصفوا بالعقلانيين الذين وضعوا العقل في موضعه الصحيح ، ولم يجاوزوا به مكانه ووظيفته.(1/1069)
3-المدرسة العقلية (ادعاءً) . وهي تلك المدرسة التي اشتغلت بالكلام والفلسفة ، ثم أرادت أن تعمل عقولها بغير هدى من الله في تفسير القرآن الكريم .فضلت وأضلت ، وجعلت العقل في غير مكانه ، وجاوزت به حدوده ، فأوردهم ومن سار على نهجهم المهالك . وأعجبني لفته النظر إلى دراسة سير أئمة هؤلاء من المعتزلة والمتكلمين من أمثال إبراهيم بن سيار النظام والعلاف والجبائي وأمثالهم وما فيها من الفسق والتهتك ، ورقة الدين ، مما يجعل الاقتداء بهم ، والسير في ركابهم حماقة قبل أن يكون خروجاً عن الهدى والصراط المستقيم ، بخلاف أئمة الإسلام الذين عرف عنهم الزهد والعبادة الصادقة ، والورع وطلب العلم وتبليغه لله وفي الله ، مما يجعل الاقتداء بهم والسير في ركابهم بركة وتوفيق وحكمة. هذا فضلاً عن النظر في علم الفريقين ، وما على علم الفريق الأول من الظلمة والغبش ، وما فيه من الغموض ، وما له من الوحشة ، فكلامهم (منزوع الدسم) كحال كلام تلاميذهم من أهل الكلام المعاصرين ، وما على علم الفريق الثاني من النور ، وما له من القبول والبركة في نفوس طلاب الحق.
4- المدرسة الباطنية . التي تفسر القرآن بغير ما يحتمله النص من المعنى ، ولا يفهم من ألفاظ اللغة العربية ، ادعاءً لعلوم باطنية من أئمتهم المعصومين ، ورثوها عبر العصور ، ومثل لهذه المدرسة بالشيعة وفرق الباطنية .
5- المدرسة الصوفية . التي تفعل فعل المدرسة الباطنية من تفسير القرآن بما لا يدل عليه نصه ولا سياقه ولا قرائنه ، ادعاء لكشفٍ ، وأوهام لا حقيقة لها .(1/1070)
6- المدرسة التحريفية التعمدية . وهم طرائق وفئات كثيرة ، قديماً وحديثاً ، همهم تفسير القرآن بما لا يدل عليه ، وضرب آياته بعضها ببعض رغبة في إضلال المسلمين عن دينهم ، وصرفهم عن فهم القرآن ، ويدخل في هذه المدرسة كل من حاول وقام بتحريف القرآن قديماً كأفراد من اليهود والنصارى ، وضرب مثلاً بإسماعيل بن النغرلة اليهودي المعروف الذي رد عليه ابن حزم ، وابن كمونة وغيرهم. وحديثاً بما صنعه بعض المستشرقين الذين قاموا بالعمل نفسه بطريقة أو بأخرى.
ملحوظات خاصة :
- كان الوقت ضيقاُ ، والموضوع واسعاً ، فلم يتمكن المحاضر من الإجابة إلا عن سؤالين استهلكا الوقت وأطال فيهما ، سألهما أحد الحضور من غير المتخصصين في التفسير فأعاد المحاضر توضيح بعض المسائل.
- غلب على المحاضرة الجانب العقلي لإجادة المحاضر لمنهج المناطقة وكلامهم عن العقل والحدود المنطقية ونحوها ، فخف جانب التفسير الحقيقي في المحاضرة .
- قلت أو انعدمت الأمثلة التي اختلف فيها أهل المنهجين مما يوضح للمستمعين وهم عدد غير قليل المقصود بالموضوع بشكل أكبر.
- حضر عدد جيد من الأساتذة المتخصصين في الدراسات القرآنية ، ولم تتح لهم الفرصة للمداخلة لضيق الوقت ، ولا لأسئلتهم بالجواب للسبب نفسه ، مما يمكن أن يستفاد منه مستقبلاً في أن تنظيم الندوات واللقاءات العلمية يحتاج قبل أي شيء إلى الوقت الكافي لإعطاء الموضوع حقه ، وأما التعب والإنفاق وتكلف الحضور ثم لا يعطى الموضوع إلا ساعة أو ساعة ونصف فلا أرى هذا مناسباً ، إلا إذا نضب ما عند المحاضر ولا أظنه فهذا أمر آخر.
- كنت أود من المحاضر أن يقف مع تفسير الرازي في بعض المواضع التي غلب فيها المنهج الكلامي ، وكيف يفهم القارئ كلامه ومصطلحاته والكتب التي تعين على هذا.(1/1071)
- ذكر المحاضر تفريقاً دقيقاً بين منهج العلماء من أهل العقل والنقل ، وأصحاب المنهج الذي يسمى العقلي . وهو أن العلماء من أهل النقل والعقل يقدمون المثال على القاعدة ، بخلاف العقلانيين الذين يقدمون القاعدة على المثال . والذي فهمته منها أنه يعني أن العلماء كانوا يعملون عقولهم فيما جاء به الشرع من النصوص والأمثلة ويجتهدون في ضوئها ، فيعطون للعقل دوره الحقيقي في فهم النصوص الشرعية.
بخلاف العقلانيين الذي يقعدون القواعد على ما توحي به عقولهم ثم يريدون حمل نصوص الشرع وأمثلته وجزئياته على مقتضى قواعدهم التي قعدوها هم . وهذا فرق جيد عند دراسة كتب هؤلاء وهؤلاء.
هذا ما علق بالذاكرة ، من نقاط علقتها في قصاصةٍ فقدتها حيث كتبتها ، وقدحضر عدد من الزملاء الكرام هذه المحاضرة ، وحضر الدكتور محمد الشايع والدكتور فهد الرومي ، وكنت أتوقع تعقيبه لتعلق الموضوع ببحوثه ولا سيما (منهج المدرسة العقلية في التفسير) ولكن ضاق الوقت على الجميع فلم يتيسر شيء من ذلك. فلعلهم يكملون ما سهوت عنه من الفوائد ، ويقومون ما فهمته على غير وجهه منها وجزاهم الله خيراً.
---
الراية
04-08-2005, 09:07 PM
جزاك الله خيراً
ما قصرت
---
أبو حسن الشامي
09-26-2005, 08:46 AM
جزاك الله كل خير شيخنا عبدالرحمن على هذا الملخص ..
لكن، هل هناك من تسجيل للمحاضرة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-26-2005, 12:06 PM
ربما يكون هناك تسجيل للمحاضرة لدى الصوتيات بمركز الملك فيصل للبحوث .
---
(1/1072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شَمِرُ بنُ حَمْدَويَه وكتابه (الجيم) وعنايته بتفسير السلف[إهداء للدكتور مساعد الطيار]
---
شَمِرُ بنُ حَمْدَويَه وكتابه (الجيم) وعنايته بتفسير السلف[إهداء للدكتور مساعد الطيار]
---
عبدالرحمن الشهري
12-22-2005, 12:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الإمامُ أبو منصور الأزهري(ت370هـ) في مقدمته لكتابه (تهذيب اللغة) طبقات علماء اللغة الذين أُخذتْ عنهم اللغةُ ، فذكر منهم أبا عمرو شَمِرَ بنَ حَمدَويهِ الهرويَّ(ت255هـ) ، وذَكَرَ أَنَّهُ كانت له عنايةٌ صادقةٌ بعلم اللغة ، ورحلَ من أجل ذلك إلى الأقاليم. إلى أن قال في ترجمتهِ : ( ولَمَّا ألقى عصاه بِهراةَ أَلَّف كتاباً كبيراً في اللغات أَسَّسه على الحروف المعجمةِ ، وابتدأ بحرفِ الجيم ، فيما أخبرني أبو بكر الإيادي وغيره ممن لقيه ، فأَشبعهُ وجَوَّدَهُ ، إِلا أنه طَوَّلَهُ بالشواهدِ والشعرِ والرواياتِ الجَمَّةِ عن أئمةِ اللغة وغيرهم من المُحدثين ، وأَودَعهُ من تفسير القرآنِ بالرواياتِ عن المفسرينَ ، ومن تفسير غريبِ الحديثِ أشياءَ لم يسبقهُ إلى مثلهِ أحدٌ تقدَّمه ، ولا أَدركَ شأوهُ فيه مَن بعدهِ). التهذيب 1/25(1/1073)
غير أَنَّ أبا عمرو شَمرَ بن حَمدَويه كان ضنيناً بكتابهِ هذا ، فلم يأذن لأحد قطُّ بنسخه حرصاً عليه ، وحباً له. قال الأزهري في ذلك:( ولَمَّا أكملَ الكتابَ ضَنَّ به في حياته ولم يُنْسِخْهُ طُلابَهُ ، فلم يُبارَك له فيما فعله حتى مضى لسبيلهِ ، فاختزلَ بعضُ أقاربه ذلك الكتابَ من تركته ، واتصل بيعقوب بن الليث السجزي ، فقلَّدهُ بعضَ أعماله واستصحبه إلى فارس ونواحيها ، وكان لا يفارقه ذلك الكتابُ في سَفرٍ ولا حَضرٍ. ولَمَّا أناخَ يعقوبُ بنُ الليث بسيب بني ماوان من أرض السوادِ وحَطَّ بِها سواده ، وركب في جماعةِ المقاتلة من عسكره مقدراً لقاء الموفق وأصحاب السلطان ، فجر الماء من النهروان إلى معسكره ، فَغَرِقَ ذلك الكتابُ في جُملةِ ما غَرِقَ مِن سواد العسكر !
ورأيت أنا – والكلام للأزهري- من أول ذلك الكتابِ تفاريقَ أَجزاءٍ بِخطِّ محمد بن قسورة ، فتصفحتُ أبوابَها فوجدتُها على غايةِ الكمال ، واللهُ يغفر لأبي عمرو ويتغمد زلته ، والضَّنُّ بالعلم غَيرُ مَحمودٍ ولا مُباركٍ فيهِ) . أهـ كلام الأزهري.
وقبل أن يترجم الأزهري لأبي عمرو شمر بن حمدويه ، كان قد ذكر من طبقات اللغويين السابقين له أبا عمرو الشيباني إسحاق بن مرار العالم الراوية المشهور المتوفى سنة 213هـ تقريباً. صاحب كتاب (الجيم) في اللغة ، فذكره وصحف اسمه فقال :«إسحاق بن مراد». بالدال ، ولم يذكر له من المصنفات إلا كتاب النوادر ، وأغفل ذكر كتاب الجيم . وقد ذكر ياقوت الحموي أن الأزهري أخطأ في اسم أبيه عندما سماه مراد وإنما هو مِرَار. وقد حاول القفطي أن يطعن في ما ذكره الأزهري في التهذيب من تصنيف أبي عمرو شمر بن حمدويه الهروي لكتاب الجيم ، وزعم أنه لأبي عمرو الشيباني وليس لشمر بن حمدويه ، واستدل بـ :
الأول : أن الأزهري أخطأ في اسم أبي عمرو الشيباني مع شهرته.
الثاني : أنه لم يذكر له من الكتب إلا كتاب النوادر مع شهرة كتاب الجيم.(1/1074)
الثالث : أن الأزهري قد خرج من قولته بزعمه أن الكتاب قد غرق ، ولم يبق منه شيء.
يقول القفطي في ترجمة أبي منصور الأزهري في باب الكنى لشهرته بكنيته . في إنباه الرواة 4/178 . قال : ( وشرع في تصنيف كتابه المسمى بـ(تهذيب اللغة) وأَعانَهُ في جَمعهِ كثرة ما صنف بخراسان من هذا الشأن في ذلك الوقت وقبله بيسير ، كتصنيف أبي تراب وأبي الأزهر ، وغيرهما مما اعتمده الجمع الكثير. وكان رحمه الله مع الرواية ، كثير الأخذ من الصحف ، وعاب هذه العلة على غيره في مقدمة كتابه ، ووقع فيها ، والدليل على ذلك أنه لما ذكر أبا عمرو الشيباني في مقدمة كتابه ، قال : ( هو إسحاق بن مراد ، فصحف مراداً ، وإنما هو مرار ، بإجماع نقلة العلم ، ولم يذكر له إلا كتاب النوادر ، وذكر رجلاً آخر اسمه أبو عمرو الهروي ، ونسب إليه كتاب الجيم ، وإنما الجيم لأبي عمرو إسحاق بن مرار ، وهو كتاب مشهور.
ثم قال : إن أبا عمرو سماه الجيم ، وبدأ فيه بحرف الجيم ، وهذا غلط فاحش وإنما بدأ فيه بالألف على ترتيب حروف المعجم ، وسَمَّاهُ الجيمَ لِسرٍّ خَفِيٍّ تشهدُ عليه مقدمةُ الكتابِ ، ولقد بلغني أَنَّ أولاد الرؤساء بمصر ، سألوا ابنَ القَطَّاعِ اللغويَّ الصقليَّ عند تكرارهم إليه بحلقته عن السبب الموجب لتسمية الكتابِ بالجيم ، وأوله الألف ، فقال : مَنْ أرادَ علمَ ذلك فليعطني مائةَ دينارٍ لأعلمهُ به ، فما في الجماعة مَنْ تَكَلَّمَ بعد ذلك».
ثم قال القفطي :« ولما وَهِمَ أبو منصور رحمه الله في نسبة هذا الكتاب إلى شَمِر ، وغلط في ترتيب حروفهِ ، وأَحسَّ من نفسه أَنَّه ليس على حقيقةٍ مِمَّا ذَكَرَهُ ، فتحمَّل حديثاً طويلاً آخره ، عُدْمُ الكتابِ المذكورِ بالغَرَقِ ، تَجاوزَ الله عنا وعنه».(1/1075)
ولما عوتبَ القفطيُّ في قوله هذا من بعض طلاب العلم ، وقال له : إنه يحتمل أن يكون هذا الاسم قد أطلق على الكتابين ، فقال القفطي :« الذي يبعد الاحتمال أنه لو كان ذكر في ترجمة أبي عمرو إسحاق بن مرار كتابه الجيم ، كان ذَكَرَ ذلك لِشَمِر بن حَمدويه ، وما عَلِمَ أَنَّ لإسحاق كتاباً اسمه الجيم ، فقد وَهِمَ من أبي عمرو إسحاق إلى أبي عمرو شَمِر ، وهذا ظاهرٌ يشهدُ لنفسهِ) . انتهى كلام القفطي .
وكتاب أبي عمرو شَمِر بن حَمدويه يُعَدُّ عند الدارسين - على الرغم من ضياعه - من أول الكتب اللغوية التي عنيت بأقوال المفسرين من السلف ، وأكثرت من الاستشهاد بالشعر على ذلك ، يقول الدكتور مساعد الطيار:«ويظهر أن أبا عمرو – أَي شَمِر بن حَمْدَوَيْه – وأبا إسحاق الحربي من أكثر اللغويين اعتناءً بأقوال المفسرين ، ونقلها في دلالة ألفاظ اللغة ، والله أعلم». التفسير اللغوي 437 الحاشية رقم 2 قال ذلك اعتماداً على ما نقله الأزهري في تهذيب اللغة.
وكتاب الجيم الذي نسبه الأزهري لِشَمِر بن حَمدَويه ، قد دارَ حول نسبتهِ جدل قديم – كما تقدم وسيأتي - حيث نسبه الأزهريُّ لشَمِر بن حَمدويه ، في حين نسبه القفطي لأبي عمرو الشيباني فحسب ، ونفى أن يكون لشمر بن حمدويه كتاب بهذا الاسم.
وقد أفاض الدكتور حازم سعيد يونس في هذا الموضوع في دراسته وجمعه لمرويات شمر بن حمدويه اللغوية.
http://www.tafsir.net/images/shamir.jpg
فقال عند حديثه عن مؤلفات شَمِر بن حَمدَويه:( الجيم : دار جَدَلٌ في حقيقة هذا الكتاب قديماً وحديثاً ، والأزهري من أوائل اللغويين الذين ذكروه ، وأشاروا إلى قصته في مقدمة التهذيب) ثم نقل كلام الأزهري السابق.(1/1076)
ثم قال :« وكان كلامُ الأزهريِّ هذا أساساً لكلِّ مَن تَرجَموا لِشَمر بعدَهُ ، وذكروا هذا الكتاب ، ولم يزد أحدٌ منهم عليه شيئاً غير اختصاره أو إعادة ترتيبه من جديد ، كابن الأنباري (ت557هـ)([1]) ، وياقوت الحموي (ت622هـ) ([2]) ، والقفطي (ت646هـ) ([3])،والفيروزأبادي(ت817هـ) ([4]) ، والسيوطي(ت911هـ) ([5]) ، وحاجي خليفة (ت1036هـ) ([6]) . قلتُ : والصفدي. ([7])
وقد ذكر القفطي أن الجيم لأبي عمرو الشيباني ، لا لأبي عمرو شمر بن حمدويه ، وأنه قد اشتبه الأمر على الأزهري لاتفاق كنية الرجلين . وقد أيد الدكتور رشيد العبيدي -وهو باحث عراقي درس في رسالته للدكتوراه منهج الأزهري في تهذيب اللغة ، وهو الذي أخرج المستدرك على التهذيب في طبعته المحققه - دعوى القفطي ، ودافع عنها ، ورأى أنها التفاتةٌ بارعةٌ وذكيةٌ منه ، وأنها الحقيقة التي لم ينتبه لها الدارسون ، فلو كان لشمر كتاب باسم الجيم ، لتردد ذكره في كتب اللغة ، فالأزهري لم يورد منه شيئاً في أي مادة لغوية فسرها خلال التهذيب ، بل ذكره في كتب أخرى ، وهذا مما يدل على أنَّ نِسبتَه إلى شَمِر من قبيل الوهم. ([8])
ومع هذ فقد نسب بعض المحدثين الكتاب إلى شمر ، ومنهم :
بروكلمان([9]) ، والزركلي([10]) ، وعمر رضا كحالة([11]) ، وفرنرديم ، الذي ذكر أن شمراً تأثر بعنوان كتابه ، وربما بمادته أيضاً بالشيباني وابن شميل ، لأنه درس على أساتذة كانوا من طبقتهم ، وأنه كان مرتباً ترتيباً أبجدياً ، ومنهم الدكتور عبدالحميد الشلقاني ، الذي ذهب إلى أبعد من المتابعة ، فدافع عن حقيقة الكتاب بقوله :(لولا شهادة العيان هذه لساورنا شك في هذا الكتاب الذي يتشابه اسمه مع كتاب آخر لأبي عمرو الشيباني). ([12])
انظر : مرويات شمر بن حمدويه اللغوية (المتوفى 255هـ) للدكتور حازم سعيد يونس البياتي ، نشر مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي ، الطبعة الأولى من صفحة 25- 27(1/1077)
غير أن الذي يقرأ كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني رحمه الله ، لا يجد فيه ما ذكره الأزهري في كتاب أبي عمرو شمر بن حمدويه من العناية بتفاسير السلف للقرآن الكريم ، وإن كان كثير الاستشهاد بالشعر في معجمه، بل إن مفردات معجمه منتزعة من شواهد الشعر الذي حفظه عن قبائل العرب ، التي جمع أشعار ثمانين قبيلة منها.
ثم إن الدليل الذي استند له ياقوت الحموي ومن بعده القفطي وهو أن الأزهري أخطأ في كتابة اسم أبي عمرو الشيباني ، فكتبه بالدال (مراد) ولم يكتبه (مرار) ، ففي رأيي أنه أمر قد يقع فيه اللبس في الخط ، لتقارب الحرفين في الرسم في خط الكثير من الناس ، وليس دليلاً قاطعاً على أن الأزهري يجهل اسم أبي عمرو الشيباني ، ولو كان الأزهري ضبط الاسم بالحروف لكان يمكن أن يصلح حجة للحموي والقفطي.
ثم إن الأزهريَّ صرَّحَ أَنَّه قدر رأى تفاريق من الكتاب بعينه ، وأنه وجده بالصفة التي ذكرها ، ثم ما هي المصلحة التي يرجوها الأزهري على فضله وسعة علمه باللغة باختلاق مثل هذا الكتاب ، ونسبته لأبي عمرو شَمِر بن حَمْدَويه ، إن لم يكن رآه بعينه.
وقد عجبتُ من تأييد الدكتور العُبيديِّ لرأي القفطي ، لمجرد عدم نقل الأزهري من هذا الكتاب في التهذيب ، فربما يكون قد نقل منه ولم يصرح باسمه أو اسم مؤلفه شمر بن حمدويه ، وهذا كثير في التهذيب وغيره .
وقد أعجبني ما ذهب إليه الأستاذ إبراهيم الأبياري محقق كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني من الاعتذار لشمر بن حمدويه في عدم السماح بانتساخ كتابه حيث قال :« وما نظن شمر بن حمدويه كان ضنيناً به كما يقولون ، ولكن الذي نظنه أن الكتاب لم يكن قد استوى الاستواء الأخير ، من أجل هذا كان حرص شمر على ألا يرويه عنه أحد حتى يتم ، ثم فسر هذا على أنه ضن منه به». الجيم للشيباني 1/42 من التقديم(1/1078)
أهدي هذه اللفتة إلى أخي العزيز الدكتور مساعد الطيار وفقه الله لعنايته بالتفسير اللغوي للقرآن الكريم ، ومعرفته الواسعة بمعاجم اللغة ، وعناية مؤلفيها بتفسير القرآن الكريم ، ومنه استفدنا كثيراً من العلم. وأنتظر تعقيبه وتصويبه لما تقدم .
--الحواشي ---
([1]) نزهة الألباء 151
([2]) معجم الأدباء 11/275
([3]) إنباه الرواة 2/77
([4]) البلغة في تاريخ أئمة اللغة 95
([5]) بغية الوعاة 2/4-5
([6]) كشف الظنون 2/1410
([7]) الوافي بالوفيات 9/125
([8]) انظر: مشكلات في التأليف اللغوي لرشيد العبيدي 100 وما بعدها.
([9]) تاريخ الأدب العربي 2/201-202
([10]) الأعلام 3/253
([11]) معجم المؤلفين 4/306
([12]) دراسة في المعاجم العربية 44
---
مساعد الطيار
12-22-2005, 02:30 PM
أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن
أشكرك كثيرًا على هذا الإهداء اللطيف ، وأرجو أن يشارك الإخوة في إبداء الرأي ، وسأعقب بما تحب ـ إن شاء الله ـ أيها الأخ الحبيب ، فهاأنذا أسطر بعض الفوائد المتعلقة بهذا الموضوع .
---
مساعد الطيار
09-09-2006, 03:05 AM
أشكر أخي المفضال أبا عبد الله على هذه التحفة اللطيفة ، والهدية المنيفة ، ولقد كتبت هذا التعليق إثر كتابته لهذا المقال ، ثم تركته لعلي أزيد فيه ، وطال علي الأمد فنسيته ، ولما وجدته رأيت أن أعرضه على ما هو عليه خشية فوته ونسيانه مرة أخرى .
ولقد كنت أزوِّر في نفسي تعليقًا ينطلق من أن من رأى حجة على من لم ير ، فوجدته قد أشار في مقاله إلى هذا فقال : (ثم إن الأزهريَّ صرَّحَ أَنَّه قد رأى تفاريق من الكتاب بعينه ، وأنه وجده بالصفة التي ذكرها ، ثم ما هي المصلحة التي يرجوها الأزهري على فضله وسعة علمه باللغة باختلاق مثل هذا الكتاب ، ونسبته لأبي عمرو شَمِر بن حَمْدَويه ، إن لم يكن رآه بعينه ) .
ومن ثَمَّ ، فإني أقول معلقًا على ما أتحفنا به أخي عبد الرحمن ، ومضيفًا إليه ما له علاقة بهذا المقام :(1/1079)
أولاً : هذا يدخل في قول العلماء : من علم حجة على من لم يعلم ، وأنت ترى الحال أن الأزهريَّ يحكي ما رأى ، فإن كان وقع الكذب ، فإنه لا يكون من عنده ، بل لعله من عند من أخبره زاعمًا أن شمرًا كتب كتابًا سمَّاه ( الجيم ) ، وأن ما أُريه فإنه من هذا الكتاب ، وهذا التخريج للظنِّ الحسن بالأزهري الثقة ، فإنه من المستبعد ـ على من عرف حاله ـ أن يكون صنع هذا الخبر .
ووصف الأزهري لكتاب شمرٍ لا يتناسب مع كتاب ( الجيم ) لأبي عمرو الشيباني ، فليس مليئًا بالشواهد ، ولا هو مليء بتفسير السلف ولا غريب الحديث .
وهذا الانفراد ـ أي : انفراد الأزهري بنقل خبر هذا الكتاب ـ كان مدعاة للطعن على الأزهري في نقله ، وليس الأمر كذلك ، إذ وجود كتاب لشمر بهذا العنوان ليس بمحال ، كما أنه ليس محالاً أن يطلع عليه النادر من الناس ، وذلك معروف عند من يتتبع أخبار الكتب ، إذ لا زال الباحثون يذكرون كتبًا لأعلام من العلماء لم يرها غيرهم ، ولم تُعرف إلا من طريقهم ، ونقد الأزهري من هذه الجهة يحتاج إلى إعادة نظر .
ثانيًا : إن هذه القضية تعطينا التدريب العملي للتعامل مع الأخبار في كتب التراجم ، فنحن بين إسناد ومتن ، وغالبًا ما تكون أخبار كتب التراجم مرسلة ، وكثيرٌ منها يكون من قبيل تحديث معاصرٍ للحدث ، وتختلف الكتب الناقلة للخبر ، فهناك من بنى كتابه على التراجم ، واستفاد من كتبها ، وهناك من استند إلى النقل الشفاهي ، وهناك من ينقل عن كتب الأدب ... الخ من مصادر الترجمة .
ولا شكَّ أنه يُتسامح في نقل هذه الأخبار ما لا يُتسامح في نقل الآثار ، فضلاً عن أحاديث النبي المختار صلى الله عليه وسلم .
لكن لا يعني هذا عدم الدخول إلى نقد تلك الأخبار الواردة في كتب التراجم ، التي غالبُ ما يأتيها النقد من جهة المتن ؛ إذ ليس كل الأخبار ينطبق عليها اتصال السند وصحته ، وليس السند هو الوحيد في إسقاط خبرٍ ما من أخبار كتب التراجم .(1/1080)
ويمكن أن نفترع تقسيمًا للأخبار الواردة في أحوال الرجال ـ من حيث الجملة ـ إلى أقسام :
القسم الأول : ما ورد في تراجم علماء الحديث النبوي لنَقَلَةِ الآثار النبوية .
القسم الثاني : ما ورد في كتب التاريخ والتراجم .
القسم الثالث : ما ورد في كتب الأدب .
القسم الرابع : ما ورد من الإخبار في غير مظانه من الكتب .
وكل قسم من هذه الأقسام يحتاج إلى استقراء وتفصيل في مجال تحليل الأقوال ونقلها ونقدها ، ويمكن الإشارة إلى بعضها بما يأتي :
القسم الأول : ما ورد في تراجم علماء الحديث النبوي لنَقَلَةِ الآثار النبوية .
وهؤلاء النقاد قد بلغوا من الأمانة والدقة في النظر مبلغًا عظيمًا ، ولا يدركه إلا من قرأ في سيرهم ، ونظر في أخبارهم ، وتعلَّم طرقهم في نقد الرجال ، وها أنت تقرأ في موضوع ( علل الأحاديث ) ما يذهب بِلُبِّك من دِقِّة كشفهم عن علله .
والحديث عن هؤلاء وطرائقهم في نقد الرجال ليس هذا محلُّ تفصيله ، وله رجاله الذين قاموا ببيانه .
وإن من أكبر أسباب قوة هؤلاء ـ في نسب الأخبار إلى أصحابها أو نقدها ـ أنهم يقومون على حفظ الشريعة والدين ، فتراهم يتحرَّون في المعلومة أيَّما تحري ، ويتمهلون في الحكم ؛ لأن حكمهم يُبنى عليه حكم شرعي ، وقبول أثر نبوي أو رفضه ، فحينما ينسبون خبرًا إلى رجل ، ويقوم على هذا الخبر تعديل أو جرح ، فإنهم يتحرون في الحالين ، ولا يكاد رجالاتهم المشهود لهم بالعلم بالرجال ـ جيلا بعد جيل ـ يخطئون في هذا .
القسم الثاني : ما ورد في كتب التاريخ وكتب تراجم العلماء من نحاة ولغويين وأدباء وغيرهم .
وهذه الكتب لا تلتزم صحة الأخبار ، وقد يقع فيها ما هو مكذوب ، مع ملاحظة عدم شمولها لجميع أخبار الناس وتراجمهم ، بل يغلب على كتب التاريخ الحديث عن الأحوال السياسية وما يدور في فلكها ، وعلى كتب التراجم الترجمة للملوك والأمراء والوزراء والكبراء والعلماء .(1/1081)
وقد يكون في هذه الكتب غمط للمخالفين ، وغضُّ الطرف عن الموافقين ، خصوصًا إذا كان صاحب الكتاب يتمذهب بمذهب فقهي أو عقدي أو نحوي أو غير ذلك .
القسم الثالث : ما ورد في كتب الأدب .
وهذه الكتب تحمل جملة من الأخبار والأشعار ، بل هي قوام كتب الأدب ، وهي تعتمد على ذكر نوادر الأخبار عن من هو معروف من الأعلام ، وعن من هو غير معروف .
والأخبار في هذه الكتب من أقل درجات الأخبار المقبولة ، بل يمكن القول بأنها ليست عمدة ؛ لأنه يدخلها الوضع والتندر بالناس من المخالفين وغيرهم ، وكم من خبر تجده في كتب الأدب المتقدمة معزوًا لفلان ، ثم تراه قد تحول في روايات المتأخرين إلى غيرهم ، بل قد تجد الخبر فيه قضية من القضايا ، وإذا انتقل إلى أهل مذهبِ مخالفٍ ادخلوا فيه اعتقاداتهم ، كما ورد في بعض كتب الأدب خبر عن مزبد المدني ، وفحواه أنه صار على المدينة النبوية ريح شديدة وريح حمراء ، فخرج الناس في الصباح الباكر يصيحون : القيامة ، القيامة ، فأطل عليهم وقال: يا جماعة ، قيامة بلا مسيح دجال ولا مهدي ؟!
وقد نقل بعض الرافضة في كتبهم الأدبية هذه الرواية ، وجاء فيها : (( فقال مزبد: هذه قيامةٌ على الريق بلا دابة الأرض والدجال ولا القائم )) .
ولعل القارئ الكريم لا يخفى الفرقة التي تؤمن بالقائم ( المهدي المنتظر عند الرافضة الإمامية الإثني عشرية ) .
القسم الرابع : ما ورد من الإخبار في غير مظانه من الكتب .
في هذا القسم قد نجد المعلومة في ترجمة علمٍ في كتب رجال الحديث ، وهي أخص به في كتب طبقات النحويين أو اللغويين أو الأدباء ، فتدخل في هذا القسم ؛ إذ المفترض ـ مثلاً ـ أن نجد في ترجمة علمٍ من الأعلام بأن له كتابًا في النحو في تراجم النحويين ، فإذا وجدناها في كتاب تاريخ ـ مثلاً ـ ، وكذا الأصل أن نجد في أعلام الحديث النبوي ما يتعلق بتوثقيهم وتجريحهم أو ما يتعلق بذلك في كتب التراجم الخاصة بهم ، كتهذيب الكمال وأمثاله .(1/1082)
ومن أمثلة ما ورد في غير مظانه مما هو متعلق بالجرح والتعديل في الرجال ؛ ما ورد كتاب البدء والتاريخ المنسوب لمطهر بن طاهر المقدسي ( ت : 507 ) ، فقد ورد فيه معلومة نفيسة تتعلق بمقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) وعلاقته بالضحاك بن مزاحم ( ت : 105 ) ، حيث نفى بعض علماء الحديث أن يكون قد سمع الضحاك ،ويشهد بهذا ما ورد في كتاب البدء والتاريخ ، قال المؤلف : (( ذكر ما جاء في خراب البلدان : في كتاب أبي حذيفة عن مقاتل أنه قال : قرأت في كتب الضحاك بعد موته ـ وهي الكتب المخزونة عنده ـ في قوله عز وجل .... )) . وهذا يفيد بأن رواية مقاتل عن الضحاك كانت من طريق الوجادة ، ولم يسمع من الضحاك .
وكان من المتوقع في هذه المعلومة أن تكون في كتب تراجم رجال الحديث ، وليس في مثل كتاب البدء والتاريخ .
وبعد هذا التقسيم ، فإن المقصود من ذلك أننا نحتاج إلى ضوابط للتعامل مع الأخبار في هذه الكتب ، فهل يقال :
الأصل في ذلك قبولها إلا إذا ورد في ذلك أمارات تدلُّ على عدم قبولها ؟
أو يقال : إنها لا تقبل ولا تردُّ إلا بدلائل ؟
إن الأصل الذي سار عليه العلماء هو الأول ، وهو (قبولها إلا إذا ورد في ذلك أمارات تدلُّ على عدم قبولها ) .
وهذا يعني أننا لا نمتنع من نقد مثل هذه الأخبار ـ كما هو الحال في خبر كتاب الجيم لشمر ـ ، لكن ما هي مقومات نقد الأخبار ؟
1 ـ إذا ورد الخبر عن ثقة ، فإن الأصل قبوله ، كما هو الحال في نقل الأزهري لخبر كتاب شمر ، فليس هناك من الدواعي ما يدعو إلى الكذب في هذا الخبر .(1/1083)
2 ـ إذا ورد الخبر عن من عُرِف بالكذب فإنه لا تُقبل روايته له ، بل تُعدُّ ساقطة ، وأحوال هؤلاء معروفة في كتب التراجم ، ومنه من يكون له باع في العلم والمفاكهة والمسامرة ، كما هو الحال في عيسى بن يزيد بن دأب ، فقد ورد في ترجمته في ( مراتب النحويين ) : ((كان يضح الشعر وأحاديث السمر كلاً ما ينسبه للعرب فسقط علمه وخفيت روايته وكان شاعراً وعلمه بالأخبار أكثر )) .
وخبر مثله لا شكَّ أنه يسقط ، حتى إنه من شدة معرفة الناس له صار مضربًا للمثل ، فقد أورد الفراء في تفسير قوله تعالى : ( إلا اماني ) : (( ... والأماني أيضًا : أن يفتعل الرجل الأحاديث المفتعلة ، قال بعض العرب لابن دأب ـ وهو يحدث الناس ـ : أهذا شيءٌ رويته أم تمنَّيته ؟ يريد : افتعلته ... )) (معاني الفراء : 1 : 50 ) .
3 ـ إذا ورد الخبر في نقد أحد الأقران ، مع وجود نزاع بينهما ، فإن الأصل عدم قبوله ، كما هو الحال في نقل الأزهري عن شيخه ابن عرفة ( المعروف بنفطوية ) في حقِّ ابن دريد ، قال الأزهري في كتابه ( تهذيب اللغة 1 : 31 ) : (( وممن ألَّف في عصرنا الكتب ، فوُسِم بافتعال العربية وتوليد الالفاظ التي ليس لها أصول ، وإدخال ما ليس من كلام العرب في كلامهم = أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي صاحب كتاب الجمهرة ، وكتاب اشتقاق الأسماء ، وكتاب الملاحن .
وحَضَرْتُه في داره ببغداد غير مرة ، فرأيته يروي عن أبي حاتم والرياشي وعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي . فسألت إبراهيم بن محمد بن عرفه الملقب بنفطوية عنه ، فاستخفَّ به ، ولم يوثقه في روايته )) .(1/1084)
وكلام نفطويه فيه من قبيل كلام الأقران ، وكان بينهما من التنازع ما يجعل قول نفطوية لا يُقبل فيه ، ويتبعه الأزهري الذي كان تلميذًا بارًّا لنفطويه ، فإنه لم يستطع أن يتغلب على نفسه في التغلب لشيخه ، وابن دريد من العلماء الثقات ، فقد وثقه آخرون ، وكتاب ( جمهرة اللغة ) مما ارتضاه اللاحقون ، واعتمدوا عليه ، فضلا عما كان يتَّسِم به ابن دريد من التورع في نقل اللغة ونقل معاني القرآن ، وهذا المنهج في التورع موجود بكثرة في كتاب الجمهرة ، فتجده يكثر من قوله :( والله اعلم ) ، ويقول : ولا أتحقق صحته ... الخ من مثل هذه الأساليب . ينظر في ذلك ( مقدمة البعلبكي حقق كتاب الجمهرة )
4 ـ إذا خالف الأحوال المعروفة للعالم ، فإنه لا يقبل .
ومن ذلك ما حكاه ابن بطوطة في رحلته الماتعة المشهورة ، حكى عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقال : (( وكان دخولي لبعلبك عشية النهار وخرجت منها بالغدو لفرط اشتياقي إلى دمشق وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ست وعشرين وسبعمائة غلى مدينة دمشق الشام فنزلت فيها بمدرسة المالكية المعروفة بـ(الشرابيشية ) )) إلى أن قال : (( وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون إلى أن قال فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ... )) .
وهذا فيه مخالفتان :
الأولى : ما عُرف من حال شيخ الإسلام من نفي التجسيم عن الرب سبحانه ، وإنما يقع من مخالفيه هذا الزعم لإثباته للصفات .(1/1085)
الثانية : التاريخ ، فقد ذكر ابن بطوطة أنه دخل دمشق في ( 9 رمضان سنة 726 )، وشيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك الوقت كان محبوسًا في القلعة كما ذكر ذلك العلماء الثقات كتلميذه الحافظ محمد بن أحمد بن عبد الهادي والحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب في طبقات الحنابلة قال في ترجمة الشيخ من طبقاته المذكورة مكث الشيخ في القلعة من ( شعبان سنة ست وعشرين إلى ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ) ، وزاد ابن عبد الهادي أنه دخلها في سادس شعبان .
5 ـ إذا خالف التاريخ المعروف للعالم ، فإنه لا يقبل ، كخبر أخذ حنين بن إسحاق عن الخليل بن احمد ، قال ابن جلجل في كتابه ( طبقات الأطباء والحكماء : ص : 68 ـ 78 ) : (( حنين بن إسحاق تلميذ يوحنا بن ماسويه ، عالمًا بلسان العرب ، فصيحًا باللسان اليوناني جدًّا ، بارعًا في اللسانين بلاغة بلغ بها تمييز علل اللسانين ، ونهض من بغداد إلى أرض فارس ، وكان الخليل بن أحمد النحوي رحمه الله بأرض فارس ، فلزمه حنين حتى برع في لسان العرب ، وأدخل كتاب العين بغداد )) .
وقد علق المحقق فؤاد سيد على كلام ابن جلجل هذا بكلام ردَّ فيه هذا الخبرالغريب ، واعتمد في ذلك على التاريخ ، فالخليل مات سنة 175 على الأكثر ، وحنين ولد 194 ، فانظر كيف يتهاوى هذا الخبر أمام التاريخ ؟!
وليس العجب هنا فقط ، بل الأعجب أن يأتي معاصرون ، ويزعمون أن الخليل بن أحمد قد أخذ ترتيب معجم ( العين ) من اليونانية ، وقد استفادها من حنين بن إسحاق !
( انظر في نقد هذه المعلومة : أصالة علم الأصوات عند الخليل بن أحمد من خلال مقدمة كتاب العين ، للدكتور أحمد محمد قدُّور ص : 16 ، وانظر المراجع التي أعاد إليها أيضًا ) .
6 ـ إذا ورد في الخبر مبالغات مخالفة لما اعتاده الناس من أحوالهم ، ولا تكاد تصدق ، فإنه يتوقف في قبولها ، وهذا يكثر في أخبار المتصوفة .(1/1086)
7 ـ إذا ورد في الأخبار ما يخالف ما اتفقت عليه الشرائع ؛ ككشف الغيب لبعض الناس ، وهو مما اختص الله به ، وذلك يكثر في تراجم المتصوفة .
ومن ذلك ما ذكره العيدروس في كتابه أنوار السافر ، قال : ((... وحكى لي حفظه الله وأبقاه والإشارة بذلك إلى المجد المذكور . إنه دخل في بعض السنين مدينة قم فسمعت بأن كتبا تعرض للبيع فذهبت إلى بيت صاحبها فأدخلني وأحضر الكتب بين يدي ومددت يدي إلى كتاب منها وفتحته فإذا هو بخط أبي فقلت هذا خط والدي فقال : ما أسم والدك ؟ فقلت يعقوب بن إبراهيم الفيروز أبادي . قال فقام الرجل إلي وقبل راسي وقال : صدقت كأن جاءني والدك في بعض السنين إلى غار من مغارات هذا الجبل وأنا من قطع إلى الله فيه للعبادة فأقام عندي أياما ونسخ لي هذا الكتاب فيه وكان يخدمني ويتعبد معي فاتفق في بعض الأيام أن قلت له : يا شيخ يعقوب ما ترى ننزل إلى المدينة فندخل الحمام ونتنظف فقال : الأمر إليك في ذلك فنزلنا فلما دخلنا الحمام قلت له هات ظهرك لأحكه فامتنع علي وقال : أنا أولى بخدمتك فلازمته على ذلك وهو يتمنع فرأيت الحيلة في ذلك إن قلت له لتصل بركة يدي إلى ظهرك فهنالك أعطاني ظهره فسمعت حسك في ظهره فقلت له : يا يعقوب في ظهرك أولاد فقال ما يدريك قلت أحسست بهم قال كم هم قلت أربعة قال : سمهم فقلت على الفور محمد ويوسف وعلي وحسن قال ثم : فارقني وفارقته فمن أنت منهم ؟ قال شيخنا مجد الدين أنا محمد قال : هل لك أخوة فقلت نعم كما ذكرت يوسف وعلي وحسن قال وكلهم في الحياة قلت لا توفي علي وحسن فقال : الحمد لله فتعجبت من كشفه ومن غريب الاتفاق قال : واسم هذا الرجل أيضا مجد الدين وهو من عباد الله الصالحين أنتهى . قلت : وقريب من هذا أن ابن شيخ ابن الشيخ عبد الله العيدروس تمن . فقال : ما أريد إلى البركة والدعاء لي بذرية صالحة فقال له : يا عبد الله سيلد لك من الأولاد الذكور فلان وفلان وفلان وسماهم أبو بكر وشيخ وحسين(1/1087)
وكان إذ ذاك جدي لم يتزوج بعد ثم خرج إلى حضرموت بعد وفاة عمه المشار إليه وتزوج بها أمرأة فولدت له أولادا كما ذكر وسماهم بتلك الأسماء التي سماهم بها الشيخ ثم ولد له بعد الثلاثة ولد سماه محمدا . أخبرني بهذه الحكاية الثقة سالم بن علي باموجه رحمه الله وقد سمعها من سيدي الوالد قدس الله روحه بلفظ قريب من هذا )) . كتاب (النور السافر في إخبار القرن العاشر ) ،لعبد القادر العيدروس ، وهو مليئ بمثل هذه الأخبار .
8 ـ كل ما لا يقوم به علم يجوز نقله وحكايته ، وإن كان القارئ يجزم بأن هذه الحادثة لم تقع لفلان ؛ لأن المراد معنى الخبر وحكايته ، وليس نسبة الحدث لمن ذُكِرُوا في الخبر ، ويكثر هذا في كتب الأدب ، وهي تتفاوت في ضبط الأخبار ، فكلما كان الكتاب متقدمًا كان أكثر ضبطًا من المتأخر ؛ لقربه من الحدث ، وكثيرًا ما يقع ذكر قصة واحده لرجلين مختلفين ، وتكاد تجزم بوقوع اللبس في نقل أحد الكتابين .
ومن ذلك ما رواه الطبري في التاريخ بسنده ، قال : ((حدثني الحارث قال حدثنا محمد بن سعد قال حدثنا أبو عبيدة عن أبي يعقوب الثقفي عن عبدالملك بن عمير ، قال :
لما ثَقُلَ معاوية ، وحدَّث الناس أنه الموت ، قال لأهله : احشوا عيني إثمداً ، وأوسعوا رأسي دهنًا ، ففعلوا ، وبرقوا وجهه بالدهن ، ثم مُهِّدَ له ، فجلس ، وقال : أسدوني ، ثم قال : ائذنوا للناس ، فليسلموا قياما ، ولا يجلس أحد . فجعل الرجل يدخل فيسلم قائما ، فيراه مكتحلاً مدهنًا ، فيقول : يقول الناس هو لمآبه ، وهو أصح الناس .
فلما خرجوا من عنده قال معاوية :
وتجلدي للشامتين أريهم *** أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع
قال : وكان به النفاثات ، فمات من يومه ذلك )).(1/1088)
ثم تجد هذه الرواية في ( مرآة الجنان وعبرة اليقظان ، أبي محمد عبدالله بن أسعد بن علي اليمني المعروف باليافعي ) بهذا النص : (( ... ما يحكى أن معاوية بن أبي سفيان لما اشتد مرض موته وحصل اليأس منه = دخل عليه بعض ذرية علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يعوده ، فوجده قد استند جالساً متجلداً ، ثم ضعف عن القعود فاضطجع ، وأنشد :
وتجلدي للشامتين أريهم ** * أني لريب الدهر لا أتضعضع
فأنشد العلوي عند ذلك :
وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع
فتعجب الحاضرون من جوابه )) .
تامل الفرق بين النصين ، وانظر كيف انحرف الثاني عن الأول ، وصارت فيه زيادات لا يخفى على لبيب كيف دخلت !
وإذا أردت أن تستفيد من هذه الرواية في موعظة أو حكمة أو غير ذلك ، فإنك لو لم تذكر معاوية ، وجعلت بدلاً عنه عبارة (أحد الملوك ) لكفى في إيصال ما تريد .
لكن لو كنت تترجم لمعاوية ، وتريد أن تذكر هذا الخبر ، فلا شكَّ أن ما رواه الطبري هو المقدَّم ، بخلاف رواية من جاء بعده لما فيها من الزيادات التي لا تخفى ، وهي تحمل تحت طياتها إشارة إلى خلاف تاريخي لا يحسن ذكره بمثل هذه الأخبار المرسلة ، بل لا بد من صحة الخبر في ذلك .
وبعد ، فهذه بعض اللفتات في قضية قبول الأخبار أو ردها ، وهي تحتاج إلى بحث متوسع ، لكني اكتفي بذكر هذه القضايا مع أمثلتها لعل غيري يتحفنا بمزيد بحث ونقد لهذه الفكرة .
---
عبدالرحمن الشهري
09-09-2006, 05:17 PM
بارك الله فيك يا أبا عبدالملك على هذه الفوائد العلمية حول منهجية تلقي أخبار كتب التراجم ، وهو موضوع علمي ذو شجون ، والتعامل معه يحتاج إلى بصيرة وخبرة من طالب العلم ، حتى يضع كل ترجمة وكل خبر في مكانه الصحيح . ورحم الله شمر بن حمدويه والإمام الأزهريَّ فما علمنا عليهم إلا خيراً ، وكم انتفعنا بكتاب (تهذيب اللغة) للأزهري ، وكم له عند طلاب العلم من يد .
---(1/1089)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال حول آيات في سورة الهمزة
---
سؤال حول آيات في سورة الهمزة
---
سيف الدين
04-11-2006, 08:14 PM
قال تعالى {ويل لكل همزة لمزة (1) الذي جمع مالا وعدده}
السؤال: ما وجه الارتباط بين الهمز واللمز من جهة وبين جمع المال من جهة اخرى؟
---
(1/1090)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > منظومة نواقض الإسلام العشرة ...
---
منظومة نواقض الإسلام العشرة ...
---
أبي عبدالله
02-05-2006, 05:03 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :
أحبتي الكرام مشرفي وأعضاء هذا الملتقى الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ويشرفني أن أعرض لكم محاولتي الأولى في النظم , والمتمثلة في نظم (نواقض الإسلام) العشرة...
أسأل الله أن تكون نافعة وأن تحوز على رضاكم
كما وأرجو منكم ألا تبخلوا عليَّ بالنصح والإرشاد وإيضاح الأخطاء التي قد تكون في المنظومة (الصغيرة) ..
وها هي
أبدَأُ بِسمِ البَارئِ الغَفوُرِ = فَي كُلِّ ذِي بَالٍ مِن الأُمورِ
وَحَامِدَاً رَبََّي عَلَى كُلِّ النِعَم = مُصَلّياً عَلَى النَّبِيِّ ذِي الشيَم
وَالآلِ وَالصَحْبِ وَأيضَاً مَنْ تَبِع = سُنَّتَهُمْ وَجَافَى كُلَّ مُبْتَدِع
نَوَاقِضُ الدّيِنِ العِظَامِ عَشَرَة = فَاحْذر أُخَيَّ المَهلَكَة وَالحَسْرَة
الشّركُ وَالسِحرُ وَمُسْتَهزِئ بِما = جَاءَ بهِ نَبيُّنَا مُعَلِّمَا
وَجَاعِلاً وَسَائِطاً مِنْ البَشْر = يَدْعُو وَيستَشفِع بِهم فَقَدْ كَفَر
مَنْ لَم يُكَفِّر كَافِرَاً أو شَكَّ = فِي كُفرِهِ فَالدّيِنُ مِنْهُ انفَكَّ
وَمَنْ يَظُنُّ غَيَرَ هَدي المُصطَفَى = أكمَلُ مِنْهُ فَهْوَ لِلكُفرِ اقْتَفَى
وَمُبغِضُ الرَّسُولِ أو مَاجَاءَ بِه = وَمُعرِضٌ عَنْ دِينِهِ فلتَنتَبِه
وَمَنْ يُظَاهِرْ كَافِرَاً فَمِثْلَهُ = فِي شَرعِنَا أدِلةً تَجِدْ لَهُ
مَنْ يَعْتَقِدْ جَوَازَ فِعْلَ مَنْ خَرَجْ = عَنْ شَرعِ أحمَدْ ذَاكَ فِي الكُفْرِ وَلَجْ
تَمّتْ وَصَلُّواْ بَعْدَ حَمْدِ المَولَى = عَلَى النَّبيِّ الطَاهِرِ المُزَكّى
أخوكم ومحبكم
أبو عبدالله
جابر بن عبدالرحمن بن محمد آل عتيق
---
عمار(1/1091)
02-06-2006, 09:24 AM
بارك الله فيكم أخي الكريم...منظومة جيدة وبداية موفقة.
====================================
إليك بعض ما لاحظته خلال تصفحي السريع :
1- " فاحذر أخيّ المهلكة والحسرة " : هذا الشطر يعاني من خللٍ في الوزن ، ولا يستقيمُ الوزنُ إلا إذا سكّنْتَ " المهلكة " وهذا لا يصح لأنها وقعت مفعولا به.
2 - " يدعو ويستشفع بهم فقد كفر " : لا يستقيم الوزنُ إلا إذا سكّنّا " يستشفع"...وهذا لا يجوز لأن الفعل المضارع " يستشفع" لم يسبق بأداة جزم.
3- " من يعتقد جواز فعلَ من خرج " : لماذا نَصَبْتَ " فعل" ؟
4- " عن شرع أحمد ذاك في الكفر ولج " : لا مسوّغ لتسكين " أحمد " ولو وجدتَ لها مخرجا يكون أفضل.
ولعلي أعود لاحقا للتمعن والتدقيق فيها...
ولكم تحياتي...
---
أبي عبدالله
02-06-2006, 07:30 PM
جزاك الله عني خيرا أخي المسدد (عمار)
أما عن ملاحظاتك فالبنسبة :
لما سُكِّنَ فللضرورة الشعرية ..
أما علمت أنه يجوز للشاعر -في الشعر- ما لا يجوز لغيره : ) ...
---
أبي عبدالله
02-06-2006, 08:46 PM
- " من يعتقد جواز فعلَ من خرج " : لماذا نَصَبْتَ " فعل" ؟
أحسنت ...
الصحيح (فعلِ) مجرور بالإضافة..
---
عمار
02-06-2006, 10:32 PM
وجزاكم الله خيرا أخي الكريم.
============================
أخي الفاضل /
الضرورات الشعرية والقاعدة التي يرددها الكثيرون :
وهي أنّ الشاعر يجوز له - في الشعر - ما لا يجوز لغيره...مسائل يطول الحديث فيها.
وحريّ بالشاعر أن يحاول الابتعاد عن اللجوء إلى مثل هذه الضرورات خاصة إذا كان يستطيع إيجاد المخارج بمزيدِ تمعنٍ وتمهل.(1/1092)
والذي أعرفه -أخي الكريم - أنّ مسألةَ تسكينِ المتحرك وتحريك الساكن إن كانت في الأفعال تعدّ عيبا في القصيدة ولحنا (بمعنى أنه لا يجوز للشّاعر أن يحرّك مجزوما أو يسكّن مرفوعا أو منصوبا ) . فلو سكّن الشاعر أو الناظم - مثلا - الفعل المضارع بلا مسوّغ أو حرّكَهُ مع كونه مجزوما..فهذا لايدخل في ضرورة الشعر بل يُعدّ خطأً.
وربّما لو قلتَ : يجوز لأبي عبد الله - في الشعر - ما لا يجوز لغيره..لكنتَ أكثر دقة (مزحة).
ولكم تحياتي...
---
عبدالله الحضرمي
02-09-2006, 02:55 AM
أبي عبدالله أحسن الله اليك اليوم لقد رأيت المنظومة في منزل أحد أصدقائي مطبوعة وقال لاادري لمن المنظومة وقلت له لواحد يكتب في ملتقى اهل التفسير وجزاك الله خير
---
أبي عبدالله
02-09-2006, 01:02 PM
بارك الله فيك أخي عبدالله الحضرمي
أنا سبق وأن قمت بنشرها في عدة مواقع :
أولا : في شبكة الدفاع عن السنة ( وقمت بشرحها شرحا مبسطا لطلب مشرف المنتدى)
ثانيا: شبكة المعالي.
ثالثا : في ملتقى أهل التفسير.
وفي جميع هذه المواقع أذيلها بأسمي !!!
على العموم هي حلالا لمن أراد الإفادة والإستفادة ..
---
(1/1093)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يعرف شيئا عن كتاب ( أحكام القرآن ) للقاضي إسماعيل بن إسحاق
---
من يعرف شيئا عن كتاب ( أحكام القرآن ) للقاضي إسماعيل بن إسحاق
---
أحمد القصير
05-16-2003, 06:41 PM
للقاضي إسماعيل بن إسحاق ( ت 282 هـ ) كتاب عظيم في أحكام القرآن الكريم ، وقد كان ابن حجر ينقل عنه كثيرا في الفتح ، وكذا القرطبي في تفسيره .
ويعتبر القاضي من أئمة الحديث وله عناية بالتفسير ، وهو من أئمة المذهب المالكي .
وكتابه في أحكام القرآن لم ير النور حتى الآن رغم أهميته ، وقد ذكر فؤاد سزكين في تاريخ التراث أنه يوجد منه قطعة في القيروان بتونس . فمن يعرف شيئا عن هذا الكتاب ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
05-16-2003, 09:07 PM
بسم الله
لعلك أخي أحمد تتصل بالشيخ ناصر الماجد ، وهو من أعضاء الملتقى ، فهو حسب علمي يقوم بتحقيق كتاب من مختصرات الكتاب الذي سألت عنه .
والكتاب كما ذكرت له أهمية كبيرة ، وينقل عنه المتقدمون كثيراً .
---
ناصر الماجد
05-17-2003, 11:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم:
ما ذكرته من وجود تفسير لآيات الأحكام ألفه الإمام إسماعيل بن إسحاق القاضي المالكي المتوفى سنة 282هـ صحيح، وهو كتاب قيم وكبير الحجم، يعد من جملة التفاسير المسندة، أثنى عليه أهل العلم، حتى قال الخطيب البغدادي في تاريخه عنه : " وهو كتاب لم يسبقه إليه أحد من أصحابه إلى مثله".
والكتاب مفقود، ولا أعرف أحدا ذكر عن موضعه شيئا، إلا قطعة صغيرة مصورة توجد بمتحف رقاده بتونس، وليس بالقيروان، وقد اطلعت عليها بنفسي ، ويوجد منها صورة عند عدد من المهتمين منهم د. أبو الأجفان، الأستاذ في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهي عبارة عن جزء صغير من سور النساء والنور والأحزاب.(1/1094)
وهذا التفسير الكبير قام القاضي بكر بن العلاء القشيري المالكي المتوفى سنة 334هـ باختصاره، ويوجد منه نسخه وحيدة ـ حتى الآن ـ بتركيا، وأشترك مناصفة مع أخي الكريم الشيخ ناصر الدوسري في تحقيق هذا المختصر، أسأل الله التوفيق والإعانة.
وبعد فأرجو أخي الكريم أن يكون فيما ذكرته ما يفيدك ببعض ما تسأل عنه، والله يتولانا جميعا بفضله ورحمته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---
أحمد القصير
05-17-2003, 02:25 PM
ما شاء الله بارك الله فيكما أخي أبو مجاهد ، وناصر الماجد
وأشكرك أخي ناصر على ما أدليت به من معلومات قيمة حول الكتاب ، وبقي سؤال حول المختصر الذي ذكرت أنك تقوم بتحقيقه وهو : هل فيه ذكر للأسانيد كما في الأصل ؟ ومتى سيرى النور إن شاء الله ؟ ارجو أن تزودني بنسخة منه بعد الانتهاء من تحقيقه إن لم تتمكنا من طباعته ، وبارك الله في الجميع .
---
ناصر الماجد
05-18-2003, 01:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم وأنت شكر الله لك
وأما سؤالك عن الأسانيد فالمؤلف قد يذكر الأثر بإسناد القاضي إسماعيل صاحب الأصل أو يذكره بسنده هو، والكتاب فيه عدد كبير من الآثار لكنها غير مسندة، ولعل ذلك لوجود الأصل ولأنه قد قصد بكتابه الاختصار، ولذا حذف أغلب الأسانيد
وأما متى يرى النور فهو ـ إن شاء الله ـ نور في ذاته حتى وإن لم يخرج، وبكل حال فمتى اكتمل تحقيقه فنسختك محفوظة، نسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا وأن يهب لنا من أمرنا رشدا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
10-13-2005, 04:35 PM
والآن (10 رمضان 1426هـ ) قد طبع الجزء الموجود من كتاب القاضي إسماعيل بن إسحاق كما أشار إلى ذلك الدكتور ميكلوش موراني في الملتقى .
أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3747).(1/1095)
كما انتهى الباحثان الدكتور ناصر الماجد والدكتور ناصر العشوان من رسالتيهما ولله الحمد . ولعلهما يطبعان الكتاب معاً لينتفع به طلاب العلم.
---
موراني
10-13-2005, 05:07 PM
وتفضل هنا أيضا :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3935
---
(1/1096)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمّل مقامات بديع الزمان الهمداني
---
حمّل مقامات بديع الزمان الهمداني
---
مسك
09-02-2004, 11:46 AM
فن المقامة يتلمس علاج المجتمع في حلة من اللفظ، إن المتلقي يعجب بالصياغة، وحسن السبك، وجمال السجع، فينشغل بها ولا يفرغ لما تهدف اليه المقامة في مضمونها إلا بعد اكتمال المقامة وعمق التفكير في المضمون.
وفن المقامة يقوم على الراوي ْ وهو في مقامات بديع الزمان الهمدانيْ عيسى بن هشام، وعلى البطل، وهو في مقامات البديع أبو الفتح الاسكندري، وجل مقامات بديع الزمان الهمداني في الكدية والبطل في تلك المقامات لديه القدرة على التلون، والخداع، في سبيل الحصول على المال، فهو يلجأ الى ضروب من الحيل، ليظهر بمظهر المستحق، ولديه الطرق المتنوعة، التي يصل عن طريقها الى قلوب الناس، فيستدر عطفهم، ويحصل على المال، والمقامات وان كان جلها في الكدية إلا أنها تعالج موضوعات أخرى، فنجد بعض المقامات تتناول القضاء، وبعض المقامات تعالج موضوع الخرافات السائدة في المجتمع,
ضغط هنا لتحميل ملف مقامات بديع الزمان \ (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=30594)
---
(1/1097)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نحو ببلوغرافية متكاملة في الاستشراق والقرآن
---
نحو ببلوغرافية متكاملة في الاستشراق والقرآن
---
د.عبد الله الجيوسي
12-05-2005, 09:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام
لقد قمت بفضل الله تعالى - بحصر الجهود المكتوبة حول القرآن من قبل المستشرقين، وكذلك ما كتب حول المستشرقين ومسائل تخص القرآن حيث يضم المحصور
الكتب والرسائل العلمية والمقالات،
سواء في مجال الترجمة ام في مجال التحقيق ام في مجال علوم القرآن والتفسير أم غير ذلك
إلا أنني أهيب بالاخوة الاكارم أن لا يبخلوا علينا بكتابة كل عنوان له صلة بالموضوع في هذا المكان من أجل ان يكون هناك تكامل في العمل ، ولعلنا نستدرك ما قد فاتنا ، وارجو ان أعرض ما ساقوم بتصنيفه حسب الموضوعات على هذا الموقع لاحقا
وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحيم
12-06-2005, 11:25 AM
أخي الفاضل
جزاك الله خيراً على جهودك
تستطيع الاستعانة بالكَرَكي " د. مازن مطبقاني " في مركزه
http://mazen-center.8m.com/
mazen_mutabagani@hotmail.com
كما تستطيع الافادة من قاعدة البيانات الضخمة لمركز الملك فيصل للبحوث
http://www.kfcris.com/
أعلى الشاشة - يسار (قواعد المعلومات)
مع محبتي
---
موراني
12-06-2005, 12:32 PM
عبد الله الجيوسي المحترم
هل تريدون عناوين المقالات والدراسات باللغات الأصلية كما نشرت في المجلات الاستشراقية ؟
---
مرهف
12-06-2005, 01:04 PM
حبذا لو فعلت ذلك د . موراني حتى نستفيد نحن أيضاً ويسر الله لك أخانا الدكتور عبد الله الجيوسي لما تقوم به وأمدك بالوقت والقوة
---
د.عبد الله الجيوسي
12-06-2005, 03:19 PM
حبذا فعلا لو زودتنا بجهودهم كما هي باللغة الأصلية ولو كان بالامكان ترجمة بعض العناوين
مع جزيل الشكر
---
موراني
12-06-2005, 05:40 PM(1/1098)
تم تصوير أكثر من 200 عنوان للدراسات وللمقالات التي نشرت بين 1905 و1955 في المجلات الاستشراقية غير أنني لا أستطيع تحميلها بعد ما قمت بمحاولتين في التحميل
الآن سأحاول التحميل مرة أخرى
...لا يتم التحميل
---
(1/1099)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > "في ظلال القرآن" كاملا هنا
---
"في ظلال القرآن" كاملا هنا
---
حسنين
06-20-2003, 11:02 PM
http://www.ikhwan-info.net/thelal.asp?step1=step1&ne=0
---
أخوكم
07-01-2003, 03:42 PM
لم أجد أي شئ !
مجرد آيات فقط
أما كلام سيد قطب فلا يوجد منه شئ ...
---
طويلب علم صغير
07-02-2003, 01:34 AM
الاخ الكريم
اضغط على الايه تجد التفسير
---
أخوكم
07-02-2003, 03:47 PM
الأخ حسنين ناقل الفائدة جزاك الله كل خير .
الأخ طويلب علم صغير مكمل الفائدة جزاك الله كل خير .
تحياتي للجميع
.
---
(1/1100)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هذا الشرح للدرة هل تم طبعه وتحقيقه أم لا ..؟؟
---
هذا الشرح للدرة هل تم طبعه وتحقيقه أم لا ..؟؟
---
محمود الشنقيطي
01-31-2007, 01:57 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين,وبعد:
فقد وقعت في يديَّ قبل عام تقريباً مخطوطة بعنوان:البهجة السنية بشرح الدرة البهية للإمام محمد محمد محمد هلالي الإبياري رحمه الله وهي بخط شيخ مشايخنا العلامة/ عبد الفتاح المرصفي رحمة الله عليه .
وتاريخ كتابتها بخط الشيخ الجميل جداً يعود لسنة 1373هـ , وهذا المخطوط موجود في الجامعة الإسلامية ويقع في 102صفحة.
يقول مؤلفه في مقدمته:
{ الحمد لله الذي أنزل القرآن على سبعة أحرف بهية ,وأتمها عشراً بثلاث تضيء كالكواكب الدرية ,والصلاة والسلام على الدرة اليتيمة ,وعلى آله وأصحابه الذين انشرحت صدورهم بمشاهدة ذاته الفخيمة.
أما بعد:(1/1101)
فيقول العبد الفقير المعترف بالذنب والتقصير راجي عفو الباري محمد بن محمد بن محمد هلالي الشافعي الإبياري سألني بعض الأصدقاء ممن انتظم في سلك القراء أن أضع له شرحاً كفيلاً بلآلئ التحرير والتحقيق وزعيماً بإيضاح ما أُشكل مع الاختصار وسلوك أسهل طريق على الدرة التي لا يعرف لمثلها سلف. تحيط بعبير عنبر قراءة أبي جعفر ويعقوب وخلفْ فبذلك لا يخلفها خلف حيث كان ناظم عقدها الدري الإمام الحافظ شمس الملة والدين محمد بن محمد بن محمد الجزري سقى الله ثراه صيب الرحمة والرضوان.وأمكنه أعلى فراديس الجنان .فأجبتُه لما سأل . طالبا من الله بلوغ الأمل .وإن كان باعي قصيراً عن هذه المآرب .وحياض معارفي غاض منها لذيذ المشارب .وقد مارستُ ما عليها من الشرَّاح . فوجدتُ بعضها أحيانا عن المقصود يميل وبعضها سالكاً طريق التطويل .فشمرتُ عن ساعد الجد نحو ذلك .ونسجت ما يضيئ في الليل الحالك . ويهتدي به الحائر .ويرشد إلى سواء السبيل السائر .لم أسبق لهذا المنوال .فيما أعلم مما اطلعت عليه مما نسجه فحول الرجال. حيث جعلتُ تراجمه مفصلة ومشكلات الرموز بكامل الإيضاح محصلة ففيه أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه الجميل المحاسن وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى للآكلين , وسميته "البهجة السنية بشرح الدرة البهية" راجيا من الله تعالى أن ينفع به النفع العميم وأن يجعله تذكرة لي ولمن تلقاه بقلب سليم إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير }.
والسؤال للمشايخ الأجلاء في الملتقى:
هل من قيمة علمية تميز بها شرح الإمام الأبياري للدرة عن غيره في شرحه الدرة..؟؟
وهل طُبع هذا الشرح أم لا زال مخطوطاً حتى الساعة ..؟؟
وهل قام أو يقوم حالياً أحدٌ بالسعي لإخراجه محققا تحقيقاً علمياً ..؟؟
---
(1/1102)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مقتطفات من كتاب أيسر التفاسير ..
---
مقتطفات من كتاب أيسر التفاسير ..
---
هلال بن بلال
01-19-2007, 08:59 PM
بسم الله والحمد لله
هذه مجموعة من الفوائد من كتاب (أيسر التفاسير) ـ للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله ـ:
المجلد الأول:
1. من سنّة الله في أهل العناد والمكابرة حرمان الهداية. ص23، 249، 343.
2. من سنن الله أن السيئة تولّد السيئة. ص28.
3. الفرق بين التسبيح والتقديس. ص40.
4. ترك الجهاد إذا وجب يُسبب للأمة الذل والخُسران. ص60.
5. سوء عاقبة التبجح بالعلم وادعاء عدم الحاجة إلى المزيد منه. ص82.
6. في الظروف التي لا تكون مواتيةً للجهاد، على المسلمين أن يشتغلوا فيها بالإعداد للجهاد، وذلك بتهذيب الأخلاق والأرواح وتزكية النفوس، بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وفعل الخيرات، إبقاءً على طاقاتهم الروحية والبدنية إلى حين يؤذن لهم بالجهاد. ص99.
7. مسجد القبلتين اسمه قديماً مسجد بني سلمة. ص128.
8. يجوز لعن المجاهرين بالمعاصي كشُرّاب الخمر والمرابين، والمتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال. ص139.
9. من علامات خذلان الأمة وتعرضها للخسار والدمار أن تختلف في كتابها ودينها فيحرفون كلام الله ويبدلون شرائعه طلباً للرئاسة وجرياً وراء الأهواء والعصبيات، وهذا الذي تعاني منه أمة الإسلام اليوم وقبل اليوم، وكان سبب دمار بني إسرائيل. ص193.
10. الحكمة في مشروعية الجهاد هي دفه أهل الكفر والظلم بأهل الإيمان والعدل، لتنتظم الحياة ويعمر الكون. ص240.
11. يجوز التصدق على الكافر المحتاج بصدقة التطوّع، لا الزكاة، فإنها حق المؤمنين. ص266.
12. السجود لغير الله كفر، لما ورد في سبب نزول هذه الآية [أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون] حيث أرادوا أن يسجدوا للنبي صلى الله عليه وسلم. ص338.(1/1103)
13. ليس من حق الحاكم أن يُجنّد المواطنين تجنيداً إجبارياً، وإنما عليه أن يحضهم على التجنيد ويرغبهم فيه بوسائل الترغيب. ص518.
14. الاجتماعات السرّية لا خير فيها إلا اجتماعاً كان لجمه صدقة، أو لأمر بالمعروف أو إصلاح بين متنازعين من المسلمين. ص541.
15. جاء الإسلام فحرّم الاستقسام بالأزلام وسنَّ الاستخارة. ص591.
من أسباب الانتصار في المعارك مباغتة العدو. ص616.
16. الأخبار الكاذبة المهوّلة للعدو تترك أثرها السيء، وقد استعملت ألمانيا النازية هذا الأسلوب ونجحت نجاحاً كبيراً حيث اجتاحت نصف أوروبا في مدة قصيرة جداً. ص617.
المجلد الثاني:
1. الاستهزاء بالرسل والدعاة سنّة بشرية لا تكاد تتخلف. ص40.
2. مشروعية قول [ إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين] في القيام إلى الصلاة. ص150.
3. من السنن البشرية: أن الظلمة والمتكبرين يجادلون بالباطل حتى إذا أعياهم الجدال وأُفْحِموا بالحجج ـ بدل أن يسلّموا بالحق ويعترفوا به ويقبلوه، فيستريحوا ويريحوا ـ يفزعون إلى القوة بطرد أهل الحق ونفيهم أو إكراههم على قبول الباطل بالعذاب والنكال. ص205. والمجلد الرابع/33.
4. من سنن الكون: أن المرء يتأثر بما يرى ويسمع، والرؤية أكثر تأثيراً في النفس من السماع. ص240
5. الفرق بين خلْف وخلَف. ص257.
6. مريض القلب يزداد مرضاً وصحيحه يزداد صحة سنة من سنن الله في العباد. ص442.
7. الشرك في التسمية شرك خفي معفوٌ عنه، وتركه أولى. ص274.
8. العُجب من العوائق الكبيرة عن النجاح. ص356.
9. تساوي فضل طلب العلم والجهاد على شرط النيّة الصالحة في الكل، وطالب العلم لا ينال الأجر إلا إذا كان يتعلّم ليعلم فيعمل فيعلّم مجاناً في سبيل الله، والمجاهد لا ينال هذا الأجر إلا إذا كان لإعلاء كلمة الله خاصة، وحاجة الأمة إلى الجهاد والمجاهدين كحاجتها إلى العلم والعلماء سواء بسواء. ص438.(1/1104)
10. يقال: انقضت الصلاة أو الدرس، ولا يُقال: انصرفنا من الصلاة أو الدرس. ص442.
11. من سنة الله في البشر أن التوغل في الشر والفساد والظلم يوجب ختم على القلوب فيحرم العبد الإيمان والهداية. ص496.
المجلد الثالث:
1. من سنن في خلقه أنه تعالى لا يزيل نعمة أنعم بها على قوم من عافية وأمن ورخاء بسبب إيمانهم وصالح أعمالهم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم من طهارة وصفاء، بسبب ارتكابهم للذنوب وغشيانهم للمعاصي نتيجة الإعراض عن كتاب الله وإهمال شرعه وتعطيل حدوده والانغماس في الشهوات والضرب في سبيل الضلالات. ص14.
2. طبقات النار السبع هي: جهنّم ثم لظى ثم الحُطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية. ص81.
3. مشروعيّة صلاة الحاجة، فمن حزبه أمر أو ضاق به، فليصل صلاة يفرج الله تعالى بها ما به أو يقضي حاجته إن شاء وهو العليم الحكيم. ص97.
4. الآدميون أفضل من الجن وسائر الحيوانات، وخواصهم أفضل من الملائكة، وعامة الملائكة أفضل من عامة الآدميين، ومع هذا فإن الآدمي إذا كفر ربه وأشرك في عبادته غيره، وترك عبادته وتخلّى عن محبته ومراقبته أصبح شر الخليقة كلها. ص214.
5. هذه الآية [ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في المُلك ولم يكن له ولي من الذل] تُسمّى آية العز، هكذا سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ص235.
6. من مكر الإنسان وخداعه أن يُحوّل القضيّة الدينية البحتة إلى سياسيةٍ خوفاً من التأثير على النفوس، فتؤمن وتهتدي إلى الحق. ص360.
7. يجوز الاستهزاء بالمشرك الظالم إذا حلَّ به العذاب تقريعاً له وتوبيخاً. ص400.
8. من سنن البشر أن دعوة الحق أوّل من يردها الكبراء وأهل الكفر. ص513.
9. اتخاذ قوانين وضعيّة للتحاكم إليها دون كتاب الله وسنة رسوله آية الكفر والنفاق. ص582.(1/1105)
10. وجوب الاستئذان من إمام المسلمين إذا كان الأمر جامعاً ـ كالحرب ـ ، وللإمام أن يأذن لمن شاء ويترك من يشاء حسب المصلحة العامة. ص595.
11. من الجهاد جهاد الكفار والملاحدة بالحجج القرآنية والأيات التنزيلية. ص624.
12. لم يُبادر موسى عليه السلام بإلقاء عصاه، لأن المسألة مسألة علم لا مسألة جرب، ففي الحرب تنفع المُبادرة بافتكاك زمام المعركة، وأما في العلم فيحسُن تقديم الخصم، فإذا أظهر ما عنده بالحجج والبراهين، فأبطله وظهر الحق وانتصر على الباطل، هذا الأسلوب الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى. ص649.
13. [إذ قال لهم أخوهم لوط] هذه أخوّة الوطن لا غير لا أخوة نسب ولا دين. ص674.
المجلد الرابع:
1. تخرج الدابة في آخر الزمان من صدع من الصفا، وقد وُجد الصدع الآن فيما يبدو وهي الأنفاق التي فُتحت في جبل الصفا وأصبحت طرقاً عظيمة للحجاج. ص46.
2. أوّل من استخدم سياسة تحديد النسل هو فرعون. ص52.
3. ستر الوجه عن الأجانب سنة المؤمنات من عهد قديم وليس كما يقول المبطلون هو عادة جاهلية، فبنتا شعيب نشأتا في دار النبوة والطهر والعفاف وغطّت إحداهما وجهها عن موسى حياءً وتقوى. ص65.
4. ما اعتذر به المشركون عن قبول الإسلام بحجة تألب العرب عليهم وتعطيل تجارتهم، يعتذر به اليوم كثير من المسؤولين، فعطلوا الحدود وجاروا الغرب في فصل الدين عن الدولة، وأباحوا كبائر الإثم كالربا وشرب الخمور وترك الصلاة، حتى لا يُقال عنهم أنهم رجعيون متزمتون، فيمنعوهم المعونات ويُحاصرونهم اقتصادياً. ص87.
5. الطابور الخامس في الحروب هم أناس يذكرون في الخفاء عظمة العدو وقوّته يرهبون منه ويُخذلون عن قتاله. ص254.
6. بيان الحكمة في تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع نسوة.284.
7. النفخات أربع: نفخة الفناء ونفخة البعث ونفخة الفزع والصعق ونفخة القيام بين يدي رب العالمين. ص385.(1/1106)
8. كلمة الأحزاب مذمومة ومدلولها إذ لا تأتي الأحزاب بخير. ص438.
المجلد الخامس:
1. يوجد شجرة بأريحا من الغور لها ثمر كالتمر حلو عفيص، لنواه دهن عظيم المنافع عجيب الفعل في تحليل الرياح الباردة وأمراض البلغم وأوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والريح اللاحجة في حق الورك، يُشرب منه زنة سبعة دراهم ثلاثة أيام، وربما أقام الزمنى والمقعدين. ذكر هذا صاحب حاشية الجمل على الجلالين عند تفسير هذه الآية. ولو أمكن أخذ هذا الثمر واستخراج زيته والتداوي به لكان خيراً. ص18.
2. مشروعيّة التسامح مع الكفار والتجاوز عن أذاهم في حال ضعف المسلمين. ص29.
3. الحقيقة بنت البحث. ص237.
4. الفرق بين المداهنة والمدارة. ص254.
5. من أسماء الاستمناء: العادة السرّية وجلد عميرة. ص434.
6. وقت مجيء الشيخ أبو بكر الجزائري إلى المدينة النبوية عام 1373هـ. ص534.
7. الإطعام من الجوع والتأمين من الخوف عليهما مدار كامل أجهزة الدولة بأرقى الدول اليوم وقبل اليوم،لم تستطع أن تحقق لشعوبها هاتين النعمتين نعمة العيش و الأمن التام. ص619.
8. يقول الشيخ أبو بكر: فقد قرأت وطالعت (المنار) أكثر من أربع مرات، وكنت إذا وصلت إلى موضع انتهاء ما كان الشيخ رشيد يتلقاه عن شيخه، ويقول: إلى هنا انتهى ما كنت أتلقاه من الشيخ، يغلبني البكاء، فأبكي وأرى أن رزيةً ما فوقها رزيّة في موت الشيخين قبل إتمام تفسيرهما. ص635.
---
(1/1107)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موضوع للمناقشة ( تقدير زمن المد بالحركات أو بالألف ) أرجو المشاركة من الجميع
---
موضوع للمناقشة ( تقدير زمن المد بالحركات أو بالألف ) أرجو المشاركة من الجميع
---
فرغلي عرباوي
04-22-2004, 01:19 PM
درست في كلية القرآن أن المد يقدر بالزمن الذي يستغرقه النطق بحرف متحرك من حركات الأحرف فمثلا ق ق = زمن قا فالألف زمنها حركتان من حركات الأحرف وتعلمت أن تقدير زمن المد بقبض الإصبع أو بسطه ميزان خاطئ لا ينضبط مع سرعات القرآن ولم يعتمد القول به أحد من المتقدمين
ولكن ابن الجزري في كتابه النشر ذكر أن ورشا يمد مدا مشبعا بقدر ست ألفات )
فهل مقصود ابن الجزري أن الألف عنده تقدر بحركة أو مقصوده الألف تقدر بحركتين
فيترتب على ذلك أن ورشا يمد بقدر 12 حركة
أرجو مناقشة هذا الموضوع للفائدة العامة لأهل المنتدى
---
(1/1108)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القول الراجح للإمام الطبري في تفسير قوله تعالى (فلا إثم عليه)
---
القول الراجح للإمام الطبري في تفسير قوله تعالى (فلا إثم عليه)
---
ابن آدم
01-27-2004, 01:53 PM
تفسير الطبري ج: 2 ص: 309
وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال تأويل ذلك فمن تعجل في يومين من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه لحط الله ذنوبه إن كان قد اتقى الله في حجه فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه وفعل فيه ما أمره الله بفعله وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدوده ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول فلا إثم عليه لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه إن كان اتقى الله في حجة بأدائه بحدوده وإنما قلنا إن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الأخبار عن رسول الله أنه قال من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأنه قال صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة
---
أبومجاهدالعبيدي
01-28-2004, 10:19 AM
بسم الله
في النفس شيء من قصر معنى الآية على القول الذي رجحه ابن جرير رحمه الله ؛ لأن قوله تعالى : ( فلا إثم عليه ) جواب قوله : ( فمن تعجل في يومين ) والأولى أن يكون الجواب مناسباً للشرط ، ولعل الأقرب - والله أعلم - أن تفسر ( فلا إثم عليه ) بـ : لا حرج عليه ولا إثم إذا تعجل ، فأفاد جواز التقدم . والله أعلم .
وهذا هو الموافق لما أخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : في تعجيله { ومن تأخر فلا إثم عليه } في تأخيره .(1/1109)
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه } قال : فلا ذنب عليه { ومن تأخر فلا إثم عليه } قال : فلا حرج عليه لمن اتقى . يقول : اتقى معاصي الله .
ولو قيل بأن الآية تتناول القولين وتدل عليهما لكان أولى ؛ لأنه لا تعارض بينهما .
---
(1/1110)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نداء للمشاركة
---
نداء للمشاركة
---
حسن الكبهي
07-21-2003, 11:30 AM
اخواني هذا نداء قدمه الأخ ابو أسامة من منتدى رسالة الاسلام ارجو المساهمة على قدر الاستطاعة
******************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
من أخوكم أبو أسامة إلى من يبتغي الأجر والمثوبة من الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله جميعكم يعلم أهمية الدعوة إلى الله بأطيب الكلام وأطيب الكلام وأحسنه كتاب الله عز وجل
في لأمس القريب كنت أتصفح الإنترنت وإذا بي أجد موقعاً إسمه الإنجيل المجاني وفيه أمور عجيبة حتى أنهم من شدة حرصهم على الدعوة لمذهبهم الباطل طرحوا برنامجاً مجانيا لتحميل الإنجيل كاملا وذكروا قاتلهم الله إن عدد مرات تحميل البرنامج وصلت إلى 4 ملايين مرة.
فسألت نفسي وماذا عن كتاب الله فلم أجد إلا مواقع تقوم بنشر القرآن لمن يطلبه بالبريد وهذا ولا شك جهد طيب يشكرون عليه ولكن إرتفاع التكاليف من شراء النسخ وأجرة البريد قد يحول دون الإستمرار.
فكرت في موقع عن القرآن للتحميل المجاني مع ترجمة المعاني ويكون شاملا عن القرآن من الإعجاز البياني و العلمي والقراءات وفضل السور وكل ما يمكن أن يسمى علوم القرآن
وكانت أول خطوة ولله الحمد حجز إسم www.freequran.net ووفقنا الله في الخطوة الثانية بالحصول على برنامج ممتاز من السيد جمال الناصر حيث وافق جزاه الله خيراً على تزويدنا ببرنامجه (عارض القرآن مجاناً) ومن مميزاته سهولة إضافة ترجمات المعاني للغات الإخرى وعن طريق ما ينشره صاحب البرنامج مباشرة.
بقي يا إخواني الخطوتان الأخيرتان(1/1111)
1- جمع مواد جاهزة للإستخدام تتعلق بالقرآن (رسائل جاهزة – مواد مسجلة – صور – مقالات- دراسات- شعر – نثر ) ولا مانع من إضافة ركن للمتصفحين من غير المسلمين ويجمع في هذا المجال ما يتيسر جمعه من مواد باللغة العربية واللغة الإنجليزية حسب الإمكان
2-تصميم وبناء الموقع وقد قال صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من حمر النعم)
وقال (من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها )
فإنني أرغب الإخوة في الخير وكلا حسب مقدرته وما على المحسنين من سبيل وأتمنى من الجميع المساهمة للحصول على الأجر ومن كان لديه مشاركات أو استفسارات فليراسلني على البريد الرسمي للموقع وجزاكم الله خيرا
freequrannet@hotmail.com
الداعي لكم بكل خير أخوكم أبو أسامة
***********************************************
والله الموفق
---
أحمد البريدي
07-21-2003, 05:17 PM
جزى الله الداعي والناقل خيرا وارجو ان لا تعدما من يعينكما على ذلك , بمثل هذه الجهود تنتشر الدعوة إلى الدين الخاتم الذي لا يقبل الله من أحد غيره , إن الدعوة إلى الله مع توفر السبل الكثيرة لإيصالها لم تجعل لأحد عذرا في القعود , والجانب الأعلامي من أهم الوسائل في وقتنا الحاضر .فسر على بركة الله ولا تيأس
وفي البداية ممكن الاستفادة مواقع تخدم نفس الأفكار المطروحة وذلك بجعل الرابط لها , ولعل من يجد مثل هذا أن يدل الأخ عليه بمراسلته .
وفق الله الجميع وبارك في الجهود .
---
(1/1112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثالث ( أحوال السمع)
---
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثالث ( أحوال السمع)
---
عمر المقبل
05-12-2004, 04:30 PM
ذكرت في الجزئين السابقين شيئاً من التأملات التي تتعلق بالوجه ، ثم ثنيت بما يتعلق بالبصر .
وقد سأل بعض الأفاضل : ما السبب الذي جعلك تسلك هذا الترتيب في عرض أحوال الجوارح ؟
فأجبته : أنني راعيت كثرة ورود الآيات المتعلقة بكل جارحة .
وإلى مقصود هذه الحلقة : وهو تأملات في الآيات المتعلقة بحاسة السامع في ذلك اليوم المهول .
أولاً : قال تعالى : ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ... الآيات ) (عبس:33-34) .
والصاخة اسم من أسماء يوم القيامة ، وهذا الاسم ـ كما هو ظاهر ـ له تعلق بحاسة السمع ؛ لأن معنى هذا الاسم مأخوذ من قولهم : صاخ فلان لصوت فلان إذا استمع له ، قال ابن جرير : "ولعل الصوت هو الصاخ ،فإن يكن ذلك كذلك ، فينبغي أن يكون قِيلَ ذلك لنفخة الصور" .
وعلى هذا ، فيكون هذا الصخ للآذان بسبب الصيحة التي ذكرها ربنا جل وعلا في سورة ق بقوله : ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ).
وبناءً على ما سبق ، فإن أول أحوال هذه الحاسة هو تلقيها لهذا الصوت العظيم الذي يصم الآذان ؛ لتقوم لرب العالمين ، ليتم الجزاء والحساب .
ثانياً : ثم يأتي على هذه الأسماع لحظات رهيبة ، أتدري ماهي ومتى تكون ؟ .(1/1113)
إنها حينما تأتي راغمة إلى أرض المحشر ، بعد سماع الصوت الذي ناداها (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ) ، أي : لا عوج لهم عنه ولا انحراف ولكنهم يأتون سراعاً إليه ينحشرون .. فتقف وهي تنتظر أهوال ذلك اليوم .. وفي هذه الحال من الانتظار ، تغشى الموقف سكينة وصمت عظيم ، عبر عنه القرآن بقوله ـ : ( وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) (طه:108) ... أي : سكنت أصوات الخلائق للرحمن ،وأضاف الخشوع للأصوات على سبيل التجوز ، ولعله استعير الخشوع لانخفاض الصوت ،وإسراره ...
( فلا تسمع إلا همساً ) والمراد به : وطء الأقدام إلى المحشر على قول جماعة من السلف ،وعلى قول آخرين : كلام الإنسان بالصوت الخفي ،وقد جمع بين هذين التفسيرين سعيد بن جبير رحمه الله .
ثالثاً : حينما يشاهد الكفار الأمر عياناً ،وأن الأمر حق ، ولا مفر من الموقف ، ستتفتح أسماعهم وأبصارهم لكل ما يلقى إليهم ، ولكن ... بعد فوات الأوان !!.
وهذا ما دل عليه قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (مريم:38) ، قال ابن جرير ـ رحمه الله ـ :
"يقول تعالى ذكره مخبراً عن حال الكافرين به ، الجاعلين له أنداداً ، والزاعمين أن له ولداً يوم ورودهم عليه في الآخرة ، لئن كانوا في الدنيا عميا عن إبصار الحق ، والنظرِ إلى حجج الله التي تدل على وحدانيته ، صماً عن سماع آي كتابه ، وما دعتهم إليه رسل الله فيها من الإقرار بتوحيده ، وما بعث به أنبياءه ، فما أسمعهم يوم قدومهم على ربهم في الآخرة ! وأبصرهم يومئذ حين لا ينفعهم الإبصار والسماع " انتهى .(1/1114)
رابعاً : مرحلة شهادة السمع على العبد بما سمع ، وهذا ما دل عليه قوله تعالى : ( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرا مِّمَّا تَعْمَلُونَ ) .
وكأن هذا ـ والله أعلم ـ سابق لمرحلة تنكيس رؤوس المجرمين ـ الآتي ذكرها ـ خوفاً من العقاب ، واعترافاً بالذنب ،وسؤالهم الرجوع إلى الدنيا لعمل الصالحات ، فإنهم حينما تتم عليهم الشهادة ، يغشاهم من الذل والهوان ما لا يعلمه إلا الله تعالى .. عندها تبدأ التوسلات ، وتظهر أنواع التأسفات ،ولكن .. لا فائدة ، فالمهلة قد انقضت ، وهذه هي الحال التي ستتحدث عنها المرحلة الخامسة الآتي ذكرها .
خامساً : مرحلة تنكيس الرؤوس ، والإعلان الصريح بأنهم على استعداد تام لسماع كل أمرٍ وتنفيذه : ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا إِنَّا مُوقِنُونَ ) .
وهذه الحال تحتاج إلى مزيد نظر ، إذ قد ينازع منازع في إدخالها في أحوال الجوارح ، والذي ظهر لي بعد تأمل أنها داخلة في هذا الموضوع ؛ لأن أصحاب هذه الحاسة (حاسة السمع ) أبدوا استعدادهم لتقبل ما يلقى إليهم والإصغاء إليه ، فهو عائد إلى آذانهم وقلوبهم معاً .
سادساً : وهي مرحلة النهاية ، حينما ينتهي أهل الجنة إلى نعيمهم في دارهم ـ نسأل الله من فضله ـ وأهلُ النار إلى مصيرهم ومآلهم ـ نعوذ بالله من حالهم ـ فسيسمع أهل الدارين ما يليق بحال كلٍ منهم .. ويالله ! ما أعظم الفرق ؟!(1/1115)
أما أهل الجنة ، فيسمعون أول ما يسمعون عند دخولهم للجنة سيسمعون ترحيب الملائكة ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ... ثم لا تسل بعد ذلك عن أنواع التلذذ بخطاب الرب ،وهذا ما فصلته السنة المطهرة ،جعلنا الله وإياكم ـ ووالدينا ـ من أهلها .
أما أهل النار ، فإن الحديث عن أنواع العذاب التي تغشاهم وهم يسمعون ما يكرهون ، فأمر يفوق الوصف ،وذكره في القرآن أكثر من ذكر ما يقع لأهل الجنة.
وحسبي هنا أن أشير إلى أنواع من استصراخهم ،والجواب الذي يجابون به :
1 ـ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ) ، فيأتي الجواب : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر:37) .
2 ـ ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ) فيأتيهم أعظم التبكيت والتقريع ـ والعياذ بالله ـ : ( قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) ( المؤمنون:107- 108) .
3 ـ ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) هنا يذكر بعض المفسرين أن مالكا لا يجيبهم مباشرة ، بل يدعهم ألف عام بعد ذلك ، ثم يجيبهم فيقول لهم : إنكم ماكثون .. فما أعظم الحسرة عليهم !
ولك أن تتصور ـ أخي ـ انتظارك لخبر يترتب عليه أمرٌ كبير !
ما هي مشاعرك ؟!
ما هي أحاسيسك ؟!
ثم ما حال هذه المشاعر وتلك الأحاسيس عندما يأتي الأمر ـ وبعد طول انتظار ـ على عكس ما كنت تنتظره تماماً ؟!
الأمر عظيم ... فإذا كان هذا في أحوال الدنيا ، فما ظنك بحال هؤلاء ؟! نعوذ بالله من الشقاء .(1/1116)
هذا ا تيسر تأمله وتدبره في هذه الحاسة ( حاسة السمع ) فإن يكون صواباً فالحمد لله هو أهل الفضل ،وإن يكن خطأ فإني أستغفر الله منه ،والحمد لله رب العالمين .
---
(1/1117)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قصة الغرانيق ؟
---
سؤال عن قصة الغرانيق ؟
---
om salman
07-10-2003, 06:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي : ما هي قصة الغرانيق ؟
---
وائل
07-10-2003, 06:34 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في بعض المواقع وخصوصا في البال توك يقوم الزنادقة والمشككين في سرد هذه القصة ليشككوا المسلم في دينه
والعلامة الألباني رحمه الله وضع كتابا لتبيان هذه القصة
ومن اسم الكتاب يُعرف الرد
الكتاب اسمه: نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق
ويوجد رد على هذه القصة في تفسير القرطبي
وهذا رد من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر عن هذه الشبه
الظالمون لمحمد صلى الله عليه وسلم يستندون فى هذه المقولة إلى أكذوبة كانت قد تناقلتها بعض كتب التفسير من أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فى الصلاة بالناس سورة " النجم: فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى) ؛ تقول الأكذوبة:
إنه صلى الله عليه وسلم قال: ـ حسب زعمهم ـ تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى.
ثم استمر صلى الله عليه وسلم فى القراءة ثم سجد وسجد كل من كانوا خلفه من المسلمين وأضافت الروايات أنه سجد معهم من كان وراءهم من المشركين !!
وذاعت الأكذوبة التى عرفت بقصة " الغرانيق " وقال ـ من تكون أذاعتها فى صالحهم: إن محمداً أثنى على آلهتنا وتراجع عما كان يوجهه إليها من السباب. وإن مشركى مكة سيصالحونه وسيدفعون عن المؤمنين به ما كانوا يوقعونه بهم من العذاب
.
وانتشرت هذه المقولة حتى ذكرها عدد من المفسرين حيث ذكروا أن المشركين سجدوا كما سجد محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا له: ما ذكرت آلهتنا بخير قبل اليوم ولكن هذا الكلام باطل لا أصل له.(1/1118)
وننقل هنا عن الإمام ابن كثير فى تفسيره الآيات التى اعتبرها المرتكز الذى استند إليه الظالمون للإسلام ورسوله وهى فى سورة الحج حيث تقول:
(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) وبعد ذكره للآيتين السابقتين يقول: " ذكر كثير من المفسرين هنا قصة " الغرانيق وما كان من رجوع كثير ممن هاجروا إلى الحبشة " ظنًّا منهم أن مشركى مكة قد أسلموا.
ثم أضاف ابن كثير يقول: ولكنها - أى قصة " الغرانيق " - من طرق كثيرة مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح ، ثم قال ابن كثير: عن ابن أبى حاتم بسنده إلى سعيد بن جبير قال: " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة " سورة النجم " فلما بلغ هذا الموضع. (أفرأيتم اللات والعزّى * ومناة الثالثة الأخرى (. قال بن جبير: فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى.
فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم.. فأنزل الله هذه الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عزيز حكيم(ليقرر العصمة والصون لكلامه سبحانه من وسوسة الشيطان.
وربما قيل هنا: إذا كان الله تعالى ينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم آياته فلماذا لم يمنع الشيطان أصلاً من إلقاء ما يلقيه من الوساوس فى أمنيات الأنبياء
والجواب عنه قد جاء فى الآيتين اللتين بعد هذه الآية مباشرة:
أولاً: ليجعل ما يلقيه الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض من المنافقين والقاسية قلوبهم من الكفار وهو ما جاء فى الآية الأولى منهما: (ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض).(1/1119)
ثانياً: لميز المؤمنين من الكفار والمنافقين فيزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم ؛ وهو ما جاء فى الآية الثانية: (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ).
هذا: وقد أبطل العلماء قديمًا وحديثًا قصة الغرانيق. ومن القدماء الإمام الفخر الرازى الذى قال ما ملخصه:
" قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق وقد استدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول ؛ أما القرآن فمن وجوه: منها قوله تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين).
وقوله سبحانه: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى) وقوله سبحانه حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلم: (قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ ).
وأما بطلانها بالسنة فيقول الإمام البيهقى:
روى الإمام البخارى فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ سورة " النجم " فسجد وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها حديث " الغرانيق " وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة ليس فيها ألبتة حديث الغرانيق.
فأما بطلان قصة " الغرانيق " بالمعقول فمن وجوه منها:
أ ـ أن من جوّز تعظيم الرسول للأصنام فقد كفر لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وسلم كان لنفى الأصنام وتحريم عبادتها ؛ فكيف يجوز عقلاً أن يثنى عليها ؟
ب ـ ومنها: أننا لو جوّزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه صلى الله عليه وسلم فإنه لا فرق - فى منطق العقل - بين النقصان فى نقل وحى الله وبين الزيادة فيه.
==========
هذا الرد في عجالة
ولو أريد زيادة زدنا إنشاء الله
تحياتي
---
وائل
07-10-2003, 08:25 PM
وهذا كتاب الشيخ الألباني رحمه الله
---
om salman
07-10-2003, 10:59 PM
جزاكم الله خيراً.
---
أخوكم
07-11-2003, 05:19 PM(1/1120)
هذه من المسائل التي طال فيها النقاش بين أهل العم لأن منهم من صحح قصة الغرانيق ....وما كتبت لكم هذا الكلام العابر إلا لأجل التريث فربما سيسعفكم بالكلام عنها مفصلا بعض أهل العلم في المنتدى .
ولي عودة إن شاء الله إلى الموضوع
---
أبو حسن الشامي
10-13-2003, 12:57 PM
بانتظار تعليقكم أخينا الفاضل وعودتكم ..
---
(1/1121)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تساؤل حول قول أيوب عليه السلام:(أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ )
---
تساؤل حول قول أيوب عليه السلام:(أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ )
---
فاروق
01-03-2006, 04:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم..
أحبكم في الله أيتها الصفوة الطيبة من أهل المنتدى..
عضويتي جديدة ومشاركاتي ستكون عبارة عن تساؤلات بإذن الله ..قتكويني علمي وليس شرعي..
ورجائي من الإخوة أهل الاختصاص أن يفيضوا علينا مما أفاض الله عليهم..
يقول الله تعالى..في سورة "ص"
"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ "
عند اضطلاعي على التفاسير في الحقيقة لم أجد شيئا يطمئن إليه قلبي..
فإذا كان أيوب عليه السلام نبيا فكيف للشيطان أن يمسه.؟؟
وبخصوص المس هنا ..هل هو معنوي من قبيل الوسوسة..وهذا مستبعد..
لأن في هذه الحالة سيكون التشكيك فيما جاء به كنبي..
أو مادي بإحداث الضرر وهنا المرض.فكيف يستقيم أن يكون الشيطان عاملا مسببا
للمرض!!؟؟ والعوامل المسببة للمرض معروفة..كالبكتيريا والجراثيم....
وفي آية أخرى:وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ... ( الأنبياء- الجزء السابع عشر )
إذن فلماذا ذكر الشيطان في الآية الأولى؟؟
أفيدونا بما تستقيم به عقولنا وقلوبنا جزاكم الله خيرا...
---
سمير القدوري
01-03-2006, 05:36 PM
أخي الكريم لا يشكلن عليك الأمر.
فالقرآن لم يقل قط إن الشيطان يقوم مقام الجراثيم والباكتيريا والفيروس في نقل الأمراض. فهذه مقدمة غير مسلمة عندي فلا يجوز أن تبني عليها استنتاجات أخرى.(1/1122)
ولو تدبرت القرآن الكريم خاصة في قصة آدم لتبين لك أن الشيطان قد يستدرج بني آدم إلى فعل يكون فيه ضرر على ذلك الأدمي وقد نسب الله في القرآن إخراج آدم من الجنة إلى الشيطان لأن من جهة وسوسته جاءت المصيبة.
وكذلك قد يبتلي الله بعض عباده فيأكلون مما حرم الله من الأطعمة قد يكون في تلك الأطعمة الداء العضال وقبل ذلك جاء الضرر من تزيين الشيطان.
فقد يكون الشيطان الذي لا يكل ولا يمل في عمله لإ يذاء عباد الله قد سخر بعض أتباعه من شياطين الإنس لإيذاء بعض المؤمنين بدس سم أو مادة مخدرة أو غير ذلك مما قد يؤذي ذلك المؤمن في بدنه, ولا يشك أحد في أن الشيطان أس هذا الشر لأنه هو الذي زين لتابعه من الإنس ضرر أخيه.
فلا يلزم من قولك أن أيوب أصابه الشيطان بنصب وعذاب أن أيوب ليس نبيا لاحتمال توسيط الشيطان إنسيا في إنجاز مهمته الإذاية, وهل حرك الكفار لمعاداة عباد الله في كل زمن وتعذيبهم وضررهم بشتى الوسائل إلا وسوسة الشيطان.
والله تعالى أعلى وأعلم.
---
سمير القدوري
01-03-2006, 07:59 PM
اقرأ يا أخي ما سيأتي من آيات لعل فيها مستندا لما شرحت لك من قبل.
1-[يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون] الأعراف 27.
2-[فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى] طه 120.
3-[فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين] البقرة 36.
4- للشيطان أولياء كما ترى في الآية الآتية:
[إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين] آل عمران 175.
5- واقرأ إن شئت أيضا:
[يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون] سورة المائدة 90.(1/1123)
6- وقد يمس طائف من الشيطان المتقين لكنهم يدفعونه بذكر الله ولم ينف ذلك المس المؤقت عنهم صفة التقوى.
[إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون] الأعراف 201.
7- والكيد الذي كيد به يوسف من جهة إخوته للشيطان فيه أوفر نصيب, وانظر كيف توصل الشيطان لإيذاء يوسف عن طريق إخوة يوسف.(سورة يوسف 5):
[قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين]
8- وللشيطان محاولات يائسة مع الأنبياء والرسل كما بين ذلك في الآيتين 52- 53 من سورة الحج وهم رسل الله دائما رغم تلك المحاولات الشيطانية لأن عصمة الله تنجيهم من كيد الشيطان:
[و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم و إن الظالمين لفي شقاق بعيد]
وقد رأيت في سورة يوسف كيف أراد الشيطان كيد يوسف من جهة إخوته ولكن الله أراد بذلك رفعة يوسف وتسخيره ليكون سببا في نجاة أبويه وإخوته من السنين العجاف التي ضربت البلاد.
---
فاروق
01-04-2006, 01:21 PM
بسم الله..
أخي الكريم لك جزيل الشكر على ما قدمته من توضيحات..
ولكن تحملني واعذرني..!
أنا لم أقل أن القرآن قال أن الشيطان يقوم مقام الجراثيم! بل قصدت هنا في حالة أيوب عليه السلام
الذي أصيب بالمرض ما سبب ذكر الشيطان هنا؟؟
لا ننكر أن للشيطان دوره في الوسوسة..ولكن أتستقيم عصمة الأنبياء مع وسوسته.!؟
---
محمد الأمين
01-09-2006, 12:55 AM(1/1124)
قول الله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (41) سورة ص. وقوله عز وجل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (83) سورة الأنبياء.
ولا شك أبداً أن نبي الله أيوب –عليه السلام– لا يمكن أن يتلبسه الشيطان. فهذا يدل ضرورة على أن مس الشيطان هنا ليس التلبس والسيطرة. وإلى هذا ذهب المفسر الأندلسي ابن حيان إذ قال: «والضر هو المرض، وله أسبابٌ طبيعية ظاهرة في البدن. فنسب ما به من المرض –المستند إلى أسبابه الطبيعية– إلى الشيطان». وقال أحد المفسرين: «الشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة. ولكن من غلب عليه المرة السود، أو ضعف عقله، ربما يخيل الشيطان إليه أمورا هائلة، ويوسوس إليه، فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله. ونسب ذلك إلى الشيطان مجازا، لما كان ذلك عند وسوسته».(1/1125)
وجاء في تفسير "الكشاف" للزمخشري: «والنصب: تثقيل نصب، والمعنى واحد، وهو التعب والمشقة. والعذاب: الألم، يريد مرضه وما كان يقاسي فيه من أنواع الوصب. وقيل: الضرّ في البدن، والعذاب في ذهاب الأهل والمال. فإن قلت: لم نسبه إلى الشيطان، ولا يجوز أن يسلطه الله على أنبيائه ليقضي من إِتعابهم وتعذيبهم وطره، ولو قدر على ذلك لم يدع صالحاً إلا وقد نكبه وأهلكه، وقد تكرّر في القرآن أنه لا سلطان له إلا الوسوسة فحسب؟ قلت: لما كانت وسوسته إليه وطاعته له فيما وسوس سبباً فيما مسه الله به من النصب والعذاب، نسبه إليه. وقد راعى الأدب في ذلك، حيث لم ينسبه إلى الله في دعائه، مع أنه فاعله ولا يقدر عليه إلا هو. وقيل: أراد ما كان يوسوس به إليه في مرضه من تعظيم ما نزل به من البلاء، ويغريه على الكراهة والجزع، فالتجأ إلى الله تعالى في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء، أو بالتوفيق في دفعه ورده بالصبر الجميل».(1/1126)
وقال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير": «النصب والعذاب هما الماسان أيوب. ففي سورةَ الأنبياء (83) {أني مسني الضر}. فأسند المسّ إلى الضر. والضرّ هو النصب والعذاب. وتردّدت أفهام المفسرين في معنى إسناد المسّ بالنُّصب، والعذاب إلى الشيطان. فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة، كما هو مقرر من مُكرر آيات القرآن. وليس النُّصب والعذاب من الوسوسة، ولا من آثارها (قلت: وفي ذلك نظر، لأن الوسوسة من الممكن أن تؤدي إلى المرض النفسي). وتأولوا ذلك على أقوال تتجاوز العشرة، وفي أكثرها سماجة. وكلها مبني على حملهم الباء في قوله: {بِنُصبٍ} على أنها باء التعدية لتعدية فعل {مَسَّنِي}، أو باء الآلة مثل: "ضربه بالعصا"، أو يؤوّل النُّصب والعذاب إلى معنى المفعول الثاني من باب "أعطى". والوجه عندي: أن تحمل الباء على معنى السببية، بجعل النُّصْب والعذاب مسببين لمسّ الشيطان إياه، أي مسنّي بوسواس سببه نُصْب وعذاب. فجعل الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم النُّصْب والعذاب عنده، ويلقي إليه أنه لم يكن مستحقاً لذلك العذاب، ليلقي في نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك. أو تحمل البَاء على المصاحبة، أي مسّني بوسوسة مصاحبة لضرّ وعذاب. ففي قول أيوب {أني مسَّني الشيطانُ بنُصببٍ وعذابٍ} كناية لطيفة عن طلب لطف الله به ورفع النُّصب والعذاب عنه، بأنهما صارا مدخلاً للشيطان إلى نفسه، فطلب العصمة من ذلك، على نحو قول يوسف عليه السّلام: {وإلاَّ تصرف عنّي كيدَهن أَصْبُ إليهن وأكنْ من الجاهلين} (يوسف: 33). وتنوين «نصب وعذاب» للتعظيم أو للنوعية، وعدل عن تعريفهما لأنهما معلومان لله».(1/1127)
وقال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب": «الشيطان لا قدرة له البتّة على إيقاع الناس في الأمراض والآلام، والدليل عليه وجوه الأول: أنا لو جوزنا حصول الموت والحياة والصحة والمرض من الشيطان، فلعل الواحد منا إنما وجد الحياة بفعل الشيطان، ولعل كل ما حصل عندنا من الخيرات والسعادات، فقد حصل بفعل الشيطان، وحينئذٍ لا يكون لنا سبيل إلى أن نعرف أن معطي الحياة والموت والصحة والسقم، هو الله تعالى الثاني: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يسعى في قتل الأنبياء والأولياء، ولم لا يخرب دورهم، ولم لا يقتل أولادكم الثالث: أنه تعالى حكى عن الشيطان أنه قال: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (إبراهيم: 22) فصرح بأنه لا قدرة له في حق البشر إلا على إلقاء الوساوس والخواطر الفاسدة، وذلك يدل على قول من يقول إن الشيطان هو الذي ألقاه في تلك الأمراض والآفات، فإن قال قائل: لم لا يجوز أن يقال إن الفاعل لهذه الأحوال هو الله تعالى لكن على وفق التماس الشيطان؟ قلنا فإذا كان لا بد من الاعتراف بأن خالق تلك الآلام والأسقام هو الله تعالى، فأي فائدة في جعل الشيطان واسطة في ذلك؟ بل الحق أن المراد من قوله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} أنه بسبب إلقاء الوساوس الفاسدة والخواطر الباطنة كان يلقيه في أنواع العذاب والعناء، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا في أن تلك الوساوس كيف كانت وذكروا فيه وجوهاً الأول: أن علته كانت شديدة الألم، ثم طالت مدة تلك العلة واستقذره الناس ونفروا عن مجاورته، ولم يبق له شيء من الأموال ألبتة. وامرأته كانت تخدم الناس وتحصل له قدر القوت، ثم بلغت نفرة الناس عنه إلى أن منعوا امرأته من الدخول عليهم ومن الاشتغال بخدمتهم، والشيطان كان يذكره النعم التي كانت والآفات التي حصلت، وكان يحتال في دفع تلك الوساوس، فلما قويت تلك الوساوس في قلبه(1/1128)
خاف وتضرع إلى الله، وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} لأنه كلما كانت تلك الخواطر أكثر كان ألم قلبه منها أشد. الثاني: أنها لما طالت مدة المرض جاءه الشيطان وكان يقنطه من ربه ويزين له أن يجزع فخاف من تأكد خاطر القنوط في قلبه فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}، الثالث: قيل إن الشيطان لما قال لامرأته: "لو أطاعني زوجك أزلت عنه هذه الآفات" فذكرت المرأة له ذلك، فغلب على ظنه أن الشيطان طمع في دينه، فشق ذلك عليه، فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}».
---
د. أنمار
01-10-2006, 12:47 PM
أن علته كانت شديدة الألم، ثم طالت مدة تلك العلة واستقذره الناس ونفروا عن مجاورته، ولم يبق له شيء من الأموال ألبتة. وامرأته كانت تخدم الناس وتحصل له قدر القوت، ثم بلغت نفرة الناس عنه إلى أن منعوا امرأته من الدخول عليهم ومن الاشتغال بخدمتهم،
.
وهذه الأخرى أشنع في حق الأنبياء، لذا قال أهل الفهم أن علته كانت تحت جلده ليست ظاهرة مستقذرة كما اشتهر في كتب التفسير التي فيها ما فيها. والظاهر أن تفاصيل ذلك مأخوذ من الاسرائيليات
وما صح عن المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم هو ما رواه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك
ملاحظة قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري بشرح صحيح البخاري
( تنبيه ) :(1/1129)
لم يثبت عند البخاري في قصة أيوب شيء , فاكتفى بهذا الحديث الذي على شرطه . وأصح ما ورد في قصته ما أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير وصححه ابن حبان والحاكم من طريق نافع بن يزيد عن عقيل عن الزهري عن أنس " أن أيوب عليه السلام ابتلي فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة , فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه فكانا يغدوان إليه ويروحان , فقال أحدهما للآخر : لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء , فذكره الآخر لأيوب , يعني فحزن ودعا الله حينئذ فخرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه , فأوحى الله إليه أن اركض برجلك , فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا , فجاءت امرأته فلم تعرفه , فسألته عن أيوب فقال : إني أنا هو , وكان له أندران : أحدهما : للقمح والآخر : للشعير , فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض , وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض " .
اهـ
وقوله أصح لا يعني تصحيح الأثر كما هو معلوم وكلام الحاكم أنه على شرط الشيخين وموافقة الذهبي ليست بشيء فقد انفرد به به نافع عن عقيل عن الزهري كما ذكر البزار
ونافع من رجال مسلم فصوابه أن يقول على شرط مسلم
وعقيل ثقة لكن قال العقيلي صدوق تفرد عن الزهري بأحاديث
وانظر الحديث في زوائد البزار لابن حجر رقم 1849
والمجمع 8/ 208 وقال رجال الصحيح
وقال صحيح كما نقل ابن حجر عنه في الزوائد
وصححه ابن حبان بإيراده في صحيحه
لكن انتقد هذه الرواية ابن كثير في البداية 1 / 208 فقال غريب جدا رفعه والأشبه أن يكون موقوفا
والله أعلم
---
محمد الأمين
01-11-2006, 09:15 AM
الحديث السابق الذي صححه ابن حبان والحاكم صحيح ليست فيه نكارة. وعقيل ثقة ثبت من أصحاب الزهري، ومثله يقبل تفرده. وعلى فرض أنه موقوف فله حكم الرفع لأن أنساً لم يكن يأخذ من الإسرائيليات ومثل هذا لا يقال بالرأي.
---
د. أنمار
01-11-2006, 11:20 AM(1/1130)
ألم تستشهد بقول ابن عبد البر: «أن البخاري ومسلماً إذا اجتمعا على ترك إخراج أصلٍ من الأصول، فإنه لا يكون له طريقٌ صحيحةٌ. وإن وجِدَت، فهي معلولة».
وعقب عليه محمد الأمين بقوله: ولذلك تجد أن الشيخين قد استوعبا الأحاديث الأساسية التي تدور عليها أحكام الحلال والحرام. وكل ما بقي تقريباً يمكن استنتاجه بالقياس أو القرآن
أهـ كلامه العجيب وفيه ما فيه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25869
أقول: فكيف بما يمس العقيدة أقصد ما يختص بالأنبياء عليهم السلام وليس ما فيه منقبة أو فضيلة، أما قضية النكارة فقد أثبتها الحافظ ابن كثير وناهيك به، ثم حتى لو ثبت الحديث فليس فيه التصريح بالاستقذار الذي ننآى به عن الأنبياء عليهم السلام، فممكن أن يكون المعنى هجروه لشدة تألمه واشتغاله ببلائه كما هو مشاهد عند كثير من الناس، بل لو أن شخصا أصيب بمرض أو تورم في عضو من أعضائه وكل مرة تراه فيها فقط يخبرك بما هو فيه دون تسخط أو شكوى لمللت منه بعد 10 مرات مثلا فكيف بسنين عديدة. وكيف بقوم أعرضوا عن الله ولم يقبلوا رسوله.
---
محمد الأمين
01-12-2006, 07:56 AM
1- هذا الحديث ليس من الأصول ولا يدور عليه أحكام الحلال والحرام، فالكلام السابق لا ينطبق عليه
2- طالما أن الحديث ليس فيه التصريح بالاستقذار، باعترافكم، فلم تبق فيه نكارة ولله الحمد.
---
د. أنمار
01-14-2006, 05:06 PM
عجيب أن كلاما يمس الأنبياء عليهم السلام يعد دون الحلال والحرام في المستوى !!!
ثم إن كان لم ينطبق عليه كلام ابن عبد البر فما رأيك ببقية الكلام في الرابط(1/1131)
قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص60): «فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم، لَزِمَ صاحب الحديث التنقير عن عِلّته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته». وقال الحافظ ابن مندة في "شروط الأئمة" (ص73) قال: قال سمعت (الحافظ أبو عبد الله) محمدُ بن يعقوب بن الأخرَمِ (شيخُ الحاكم) وذكر كلاماً معناه هذا: «قلَّ ما يَفُوتُ البخاريَّ ومسلماً مما يَثْبُتُ من الحديث».
أقول وظهر لي في علته غير النكارة في متنه علة في إسناده وهو أنه قد جاء عن رجال ثقات من طريق آخر مرسلا
قال أبو جعفر فسألت أنا إبراهيم بن أبي داود عن هذا الحديث وقلت له هل رواه عن عقيل غير نافع بن يزيد قال نعم حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه أنس بن مالك
شرح مشكل الاثار ج11/ص537
وساق ابن عبد البر إسناده عن أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن وأحمد بن محمد بن أحمد قالا حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا محمد بن اسمعيل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا يونس بن يزيد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث ذكره فيه طول ان نبي الله أيوب عليه السلام قال في بلائه ان الله ليعلم اني كنت أمر على الرجلين يتنازعان ويذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهة ان يذكرا الله إلا في حق
قال ابو عمر هكذا روى هذا الحديث يونس عن عقيل عن ابن شهاب مرسلا
ورواه نافع بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم فوصله
التمهيد لابن عبد البر ج3/ص65
قلت وهو في الزهد لابن المبارك ج2/ص48
باب في أيوب النبي صلى الله عليه وسلم وما اصابه من البلاء
رقم 179(1/1132)
قال أنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوما أيوب النبي وما أصابه من البلاء وذكر أن البلاء الذي أصابه كان به ثمانية عشرة سنة حتى لم يبق منه إلا عيناه تدوران ولسانه صحيح يذكر الله تبارك وتعالى به وفؤاده صحيح وعقله على حاله الأولى فأما جسده فقد اعترقه البلاء حتى لم يبق شيء إلا أوصاله بعضها إلى بعض عروقه وعصبه وكما شاء أن يكون من جلده مع ذهاب الأهل والمال وكان كذلك ثمانية عشرة سنة حتى تفرق عنه إخوانه ومله الناس وصابره رجلان كانا من أخص إخوانه وأصحابه فكان يأتيانه بكرة وعشية فيحدثانه
الحديث
ويونس بن يزيد من رجال الشيخين بخلاف نافع بن يزيد وكلاهما ثقة لكن هنا ثقة خالف من هو أوثق منه، فلعله يتضح منه إعراض الشيخين عن إخراج مثل هذا الحديث
ثم أن أصل الاعتراض لم يكن مني على الحديث بقدر ما هو على الكلام الذي يتداوله البعض بعلاته دون روية ولا تبصر.
---
محمد الأمين
01-17-2006, 01:26 AM
"عجيب أن كلاما يمس الأنبياء عليهم السلام يعد دون الحلال والحرام في المستوى !!!"
لم أقل ذلك يا شيخ. لكني لا أرى في الحديث السابق (ولا أقول كلام المفسرين) كلاماً يمس الأنبياء.
نعيم بن حماد ضعيف لا يعتبر به، وينظر إسناد كتاب الزهد.
"ثم أن أصل الاعتراض لم يكن مني على الحديث بقدر ما هو على الكلام الذي يتداوله البعض بعلاته دون روية ولا تبصر."
نعم، أنا معكم في ذلك.
---
ابن رشد
01-17-2006, 02:55 AM
جزاك الله خيرا على كلامك الموفق يا دكتور أنمار ،
و لأخى المستفسر أقول :
ليس في أمر الضر - المنسوب من أيوب عليه السلام إلى الشيطان - وسوسة منه إليه ، و إنما هو تأدب من أيوب عليه السلام في الدعاء إلى الله عز و جل بكشف ذلك الضر ، الذى ابتلاه به الله ، فنسبه سيدنا أيوب إلى الشيطان على سبيل التأدب في خطاب الله تعالى .
قال الله تعالى جلَ ذكره مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم :(1/1133)
{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } *. [ ص : 41 ]
****************
قال الإمام القرطبي في كتابه " الجامع لأحكام القران " في تفسيرهذه الآية :
(( قال ابن العربي [ يعنى : القاضى أبو بكر بن العربي ] :
ما ذكره المفسرون من أن إبليس كان له مكان في السماء السابعة يوماً من العام فقول باطل؛ لأنه أهبط منها بلعنة وسخط إلى الأرض، فكيف يرقى إلى محل الرضا، ويجول في مقامات الأنبياء، ويخترق السموات العلى، ويعلو إلى السماء السابعة إلى منازل الأنبياء، فيقف موقف الخليل؟ا إن هذا لخطب من الجهالة عظيم. وأما قولهم: إن الله تعالى قال له هل قدرت من عبدي أيوب على شيء فباطل قطعاً؛ لأن الله عز وجل لا يكلم الكفار الذين هم من جند إبليس الملعون؛ فكيف يكلم من تَوَلَّى إضلالهم؟.ا وأما قولهم: إن الله قال قد سلطتك على ماله وولده فذلك ممكن في القدرة، ولكنه بعيد في هذه القصة. وكذلك قولهم: إنه نفخ في جسده حين سلَّطه عليه فهو أبعد، والباري سبحانه قادر على أن يخلق ذلك كله من غير أن يكون للشيطان فيه كسب حتى تقِرّ له ـ لعنةُ الله عليه ـ عينٌ بالتمكن من الأنبياء في أموالهم وأهليهم وأنفسهم. وأما قولهم: إنه قال لزوجته أنا اله الأرض، ولو تركتِ ذكر الله وسجدتِ أنتِ لي لعافيته، فاعلموا وإنكم لتعلمون أنه لو عرض لأحدكم وبه ألم وقال هذا الكلام ما جاز عنده أن يكون الها في الأرض، وأنه يسجد له، وأنه يعافي من البلاء، فكيف أن تستريب زوجة نبيّ؟ا ولو كانت زوجة سواديّ أو فَدْم بربريّ ما ساغ ذلك عندها.
وأما تصويره الأموال والأهل في وادٍ للمرأة فذلك ما لا يقدر عليه إبليس بحال، ولا هو في طريق السحر فيقال إنه من جنسه. ولو تصوّر لعلمت المرأة أنه سحر كما نعلمه نحن وهي فوقنا في المعرفة بذلك؛ فإنه لم يخل زمان قط من السحرِ وحديثه وجريه بين الناس وتصويره.(1/1134)
قال القاضي [ يعنى : ابن العربي ] :
والذي جرأهم على ذلك وتذرّعوا به إلى ذكر هذا قوله تعالى: { إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } فلما رأوه قد شكا مسّ الشيطان أضافوا إليه من رأيهم ما سبق من التفسير في هذه الأقوال. وليس الأمر كما زعموا ،
والأفعال كلها خيرها وشرها، في إيمانها وكفرها، طاعتها وعصيانها، خالقها هو الله لا شريك له في خلقه، ولا في خلق شيء غيرها، ولكن الشر لا ينسب إليه ذِكرا، وإن كان موجوداً منه خَلْقا؛ أدباً أدّبنا به، وتحميداً علّمناه ، " وكان من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم لربه به قوله من جملته: «والخير في يديك والشر ليس إليك» " على هذا المعنى. ومنه قول إبراهيم:
{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }
[الشعراء: 80] وقال الفتى للكليم:
{ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ }
[الكهف: 63] وأما قولهم: إنه استعان به مظلوم فلم ينصره. فمن لنا بصحة هذا القول. ولا يخلو أن يكون قادراً على نصره، فلا يحلّ لأحد تركه فيلام على أنه عصى وهو منزّه عن ذلك. أو كان عاجزاً فلا شيء عليه في ذلك، وكذلك قولهم: إنه منع فقيراً من الدخول؛ إن كان علم به فهو باطل عليه، وإن لم يعلم به فلا شيء عليه فيه. وأما قولهم: إنه داهن على غنمه الملك الكافر فلا تقل داهن ولكن قل دارى. ودفع الكافر والظالم عن النفس أو المال بالمال جائز؛ نعم وبحسن الكلام.
قال ابن العربي القاضي أبو بكر رضي الله عنه: ولم يصح عن أيوب في أمره إلا ما أخبرنا الله عنه في كتابه في آيتين؛ الأولى قوله تعالى:
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ }
[الأنبياء: 83] والثانية في «ص?» { أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }.(1/1135)
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصح عنه أنه ذكره بحرف واحد إلا قوله: " بينا أيوب يغتسل إذ خرّ عليه رِجل من جراد من ذهب " الحديث. وإذ لم يصح عنه فيه قرآن ولا سنة إلا ما ذكرناه، فمن الذي يوصل السامع إلى أيوب خبره، أم على أيّ لسان سمعه؟ والإسرائيليات مرفوضة عند العلماء على البتات؛ فأعرض عن سطورها بصرك، وأصمم عن سماعها أذنيك، فإنها لا تعطي فكرك إلا خيالاً، ولا تزيد فؤادك إلا خبالا. وفي الصحيح واللفظ للبخاري أن ابن عباس قال: يا معشر المسلمين! تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيكم أحدث الأخبار بالله، تقرؤونه مَحْضاً لم يُشَب، وقد حدّثكم أن أهل الكتاب قد بدّلوا من كتب الله وغيروا وكتبوا بأيديهم الكتب؛ فقالوا:
{ هَاذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً }
[البقرة: 79] ولا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الموطأ على عمر قراءته التوراة )) .
انتهى كلام القاضى أبو بكر بن العربي ، و هو من أعدل الأقوال و أجودها في تفسير تلك الآية
و الله تعالى أعلم و أحكم
---
محمد الأمين
01-18-2006, 07:03 AM
وقال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير": «النصب والعذاب هما الماسان أيوب. ففي سورةَ الأنبياء (83) {أني مسني الضر}. فأسند المسّ إلى الضر. والضرّ هو النصب والعذاب. وتردّدت أفهام المفسرين في معنى إسناد المسّ بالنُّصب، والعذاب إلى الشيطان. فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة، كما هو مقرر من مُكرر آيات القرآن. ...(1/1136)
وتأولوا ذلك على أقوال تتجاوز العشرة، وفي أكثرها سماجة. وكلها مبني على حملهم الباء في قوله: {بِنُصبٍ} على أنها باء التعدية لتعدية فعل {مَسَّنِي}، أو باء الآلة مثل: "ضربه بالعصا"، أو يؤوّل النُّصب والعذاب إلى معنى المفعول الثاني من باب "أعطى". والوجه عندي: أن تحمل الباء على معنى السببية، بجعل النُّصْب والعذاب مسببين لمسّ الشيطان إياه، أي مسنّي بوسواس سببه نُصْب وعذاب. فجعل الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم النُّصْب والعذاب عنده، ويلقي إليه أنه لم يكن مستحقاً لذلك العذاب، ليلقي في نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك. أو تحمل البَاء على المصاحبة، أي مسّني بوسوسة مصاحبة لضرّ وعذاب. ففي قول أيوب {أني مسَّني الشيطانُ بنُصببٍ وعذابٍ} كناية لطيفة عن طلب لطف الله به ورفع النُّصب والعذاب عنه، بأنهما صارا مدخلاً للشيطان إلى نفسه، فطلب العصمة من ذلك، على نحو قول يوسف عليه السّلام: {وإلاَّ تصرف عنّي كيدَهن أَصْبُ إليهن وأكنْ من الجاهلين} (يوسف: 33). وتنوين «نصب وعذاب» للتعظيم أو للنوعية، وعدل عن تعريفهما لأنهما معلومان لله».
---
روضة
01-18-2006, 08:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يدع علماؤنا الأجلاء علماً يتعلق بكتاب الله إلا وألفوا فيه الكتب والمجلدات؛ تعظيماً منهم لكلام الله عز وجل، ومحاولةً لاستخراج ما فيه من درر كامنة.
هناك كتب كثيرة تبحث في الآيات المتناظرة التي يشبه بعضها بعضاً، وتبيّن إن كان بينها اختلاف بكلمة وردت في إحداها ولم ترد في الأخرى، أو بكلمة قُدِّمت في آية وأُخّرت في شبيهتها، وسببَ ذلك، ومناسبةَ كلِّ آية لسياقها.أشهر هذه الكتب:
- درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز، للخطيب الإسكافي رحمه الله.
- ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظي من آي التنزيل، لابن الزبير رحمه الله. وهو من جزأين.(1/1137)
وقد رجعت إليهما لمعرفة سبب الاختلاف بين الآيتين اللتين استشكلتا على الأخ السائل فاروق، وإليكم ملخص ما فهمتُه فيما يختص بهذا الفرق:
ما جاء في سورة الأنبياء كان إخباراً عن المرض الذي أصاب سيدنا أيوب عليه السلام، وكان الله سبحانه قد ابتلاه بهذا المرض ليعوضه من نعيم الجنة ما هو خير له مما سلبه من صحة بدنه، وقد تلطّف عليه السلام ـ وهو يشكو إلى الله ما أصابه ـ فقال: "أنّي مسّني الضر"، ولم يقل: (مسني الضر من عندك يا رب)، وهذا من حسن الأدب مع الله تعالى، فلم ينسب إليه الضر، مع أن المرض من عنده سبحانه.
أما ما جاء في سورة ص: "أني مسني الشيطان"، فهو يشكو إلى الله تعالى ما يلحقه من أذى الشيطان بوسوسته إليه، وفنون احتياله عليه، ليضيق صدره بما أصابه فينقص حمده وشكره.
في هذه الآية يفصح أيوب عليه السلام عمّن سبب له النصب والعذاب وهو الشيطان.
والخلاصة أن الفرق بين الآيتين الكريمتين ـ والله أعلم ـ أن آية الأنبياء تتحدث عن الضر الناتج عن المرض، بدون التصريح بنسبة هذا الضر إلى الله تعالى.
بينما آية ص تتحدث عن مس الشيطان المقصود به الوسوسة مع التصريح بنسبته إلى الشيطان، وهذه الوسوسة قام بها الشيطان ليستغل المرض الذي جاء ذكره في آية الأنبياء، فالوسوسة مترتبة على المرض، وليست هي عين المرض، فكل آية تخبرنا عن أمر، وبهذا يندفع الإشكال الذي عند الأخ فاروق بأن أسباب المرض معروفة مثل البكتيريا، فليس الشطان عاملاً مسبباً للمرض، وإنما جاء عمله بالوسوسة بعد أن أصيب أيوب عليه السلام بالمرض.(1/1138)
ومما يؤيد هذا ما جاء في تفسير العلامة الألوسي (روح المعاني)، فبعد أن ذكر أقوالاً عدة في معنى النصب والعذاب، وضعّفها، ذكر قولاً لم ينكره: "... وذهب جمعٌ إلى أن النصب والعذاب ليسا ما كانا له من المرض والألم أو المرض وذهاب الأهل والمال، بل أمران عرضا له وهو مريض فاقد الأهل والمال، فقيل: هما ما كانا له من وسوسة الشيطان إليه في مرضه من عظم البلاء والقنوط من الرحمة والإغراء على الجزع كان الشيطان يوسوس إليه بذلك وهو يجاهده في دفع ذلك حتى تعب وتألم على ما هو فيه من البلاء، فنادى ربه يستصرفه عنه ويستعينه عليه".
أما الإشكال الآخر وهو كما قال الأخ فاروق: "وبخصوص المس هنا ..هل هو معنوي من قبيل الوسوسة..وهذا مستبعد..لأن في هذه الحالة سيكون التشكيك فيما جاء به كنبي.."، فببساطة: الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا، فليس له إلا الوسوسة.
وهذا الفرق بين الآيتين الكريمتين ترتّبت عليه فروق أخرى اختصت بها كل آية، وهي أنه جاء في سورة الأنبياء: "رحمة من عندنا"، وفي سورة ص: "رحمة منا"، وختمت آية الأنبياء بقوله: "وذكرى للعابدين"، وختمت آية ص بقوله: "وذكرى لأولي الألباب".
إن الكشف عن أسرار اختيار الكلمات القرآنية والفروق التي بين الآيات يحتاج إلى إعمال فكر ورويّة، ثم قد تصل العقول إليها فتكشفها، وقد تبقى مخفية بسبب القصور البشري، ولكن ما لا يشك به مسلم أن كل كلمة في القرآن الكريم لها مكانها الذي لا يصلح له غيرها، فالكلمة جيء بها منتقاة ووضعت في موضعها قصداً، فاختيار الكلمة واختيار موضعها من دعامات فصاحة القرآن كما يذكر القاضي عبد الجبار الهمذاني في كتابه المغني، وهذا من عظمة القرآن وعلو منزلته في البلاغة ومظهر من مظاهر إعجازه.
والله تعالى أعلم بالصواب
---
ابن رشد
01-19-2006, 09:39 AM
اقتباس مما ذكر فى أعلاه :(1/1139)
(( ...بينما آية ص تتحدث عن مس الشيطان المقصود به الوسوسة مع التصريح بنسبته إلى الشيطان، وهذه الوسوسة قام بها الشيطان ليستغل المرض الذي جاء ذكره في آية الأنبياء، فالوسوسة مترتبة على المرض، وليست هي عين المرض )) .
__________________________________________________
لو صح ذلك لما ناسب قوله تعالى عقبه : { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَاذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } * ،
فهل جعل الله تعالى علاج و ذهاب تلك " الوسوسة " بالاغتسال بذلك الماء ؟
فى ذلك بعد شديد ،
و تأمل سياق الآيات لتتفهم المعنى المراد، قال تعالى :
{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } * { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَاذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } *
***********************************************
و ارجع إلى ما ذكر في أمر تلك " الوسوسة " - من الشيطان الرجيم - التى أنكزها القاضى أبو بكر بن العربي ليتبين لك المعنى الراجح .
---
ابن رشد
01-19-2006, 04:30 PM
و الذى ذكره ابن عاشور فى " التحرير و التنوير " - و هو ما اقتطع منه العضو ( محمد الأمين ) ما يوافق فهمه ، و لم ينقل بقية الجملة التى احتج بها ، و جعل مكانها نقطا هكذا ( .... ) - قال ابن عاشور:
[ والنُصْب، بضم النون وسكون الصاد: المشقة والتعب، وهي لغة في نَصَب بفتحتين، وتقدم النَصَب في سورة الكهف. وقرأ أبو جعفر بِنُصُبٍ } بضم الصاد وهو ضم إتباع لضمّ النون.
والعذاب: الألم. والمراد به المرض يعني: أصابني الشيطان بتعَب وألم. وذلك من ضرّ حل بجسده وحاجة أصابته في ماله كما في الآية الأخرى
{ أني مسني الضر }
[الأنبياء: 83].
وظاهر إسناد المسّ بالنُّصب والعذاب إلى الشيطان أن الشيطان مسّ أيوب بهما، أي أصابه بهما حقيقة مع أن النصب والعذاب هما الماسان أيوب، ففي سورةَ [الأنبياء: 83]
{ أني مسني الضر }(1/1140)
فأسند المسّ إلى الضر، والضرّ هو النصب والعذاب. وتردّدت أفهام المفسرين في معنى إسناد المسّ بالنُّصب والعذاب إلى الشيطان، فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة كما هو مقرر من مُكرر آيات القرآن ، و ليس النُّصب والعذاب من الوسوسة ولا من آثارها ] .
انتهى الجزء المقصود بتمام النقل
****************
فاقتطع العضو ( الأمين ) منه هذا الجزء : ( فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة كما هو مقرر من مُكرر آيات القرآن ) ، و أغفل نقل بقية الكلام المتمم له و المكمل ، و هو : " و ليس النُّصب والعذاب من الوسوسة ولا من آثارها " ، و و ضع بدلا منه نقطا [ ... ] ، موهما بتمام الجملة و الكلام ،
و هذا ليس من ( أمانة النقل ) و لا من ( الأمانة العلمية ) في شيء ،
و المعنى بها مغاير له بدونها ، بلا ريب .
- و العجيب أنه أتى بكلام ابن عاشور - هذا - كاملا فى مشاركته الأولى في هذا الموضوع ، و إن تعقب هو كلام ابن عاشور بقوله - أى ( الأمين ] -: قلت : و فى هذا نظر...
-------------------------------------------------------
ثم نقل بعد ذلك - في مشاركة أخرى ما راق له من كلام ابن عاشور ، من غير بيان لوجه الجمع بين أقواله و ما يفهم منها
---
روضة
01-20-2006, 01:07 AM
إقتباس:
لو صح ذلك لما ناسب قوله تعالى عقبه : { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَاذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } *
[line]
ما المانع من هذا، فإذا تقرر أن الوسوسة مترتبة على المرض فإن المرض إذا ذهب ستذهب الوسوسة، وقوله تعالى :"اركض برجلك" إرشاد لسيدنا أيوب عليه السلام بكيفية شفائه من المرض. وقد كانت وسوسة الشيطان لأيوب عليه السلام ليضيق صدره بما أصابه، فإذا شفي سينتهي الشيطان عن الوسوسة له بعدم الصبر على المرض.
يعني يزول المسبَّب بزوال السبب.
والله تعالى أعلم
---
(1/1141)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة ( 1 )
---
الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة ( 1 )
---
مساعد الطيار
05-07-2003, 01:46 PM
الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة ( 1 )
إن هذا الموضوع من أعظم مشكل علوم القرآن ، ولا أُرى أنه يُختلف في ذلك .
ومهما تعدد الدراسات فيها ، وتكاثر الآراء حول المراد بها ، فإنه يبقى في نفس القارئ أسئلة لا يرى لها حلاًّ .
وإن تعدد الدراسات من الأمور المحمودة في البحث العلمي ؛ لأنَّ العقول تختلف في نظراتها ، وفي طريقة عرضها ، وفي استنباطاتها ، وقد يوجد جزء من الحق في هذه المسألة عند باحث ، ويوجد جزء آخر عند غيره ، وهكذا .
وأذكر أنَّ الأخ الفاضل محمد بن عبد العزيز الخضيري طرح سؤالاً على أحد أساتذتنا أثناء الدراسات العليا لإعداد درجة الماجستير ، فقال : لماذا لا يكون مثل هذا الموضوع وغيره من الموضوعات المشكلة محلَّ بحثٍ في الدراسات العليا ؟
فكان من جواب الأستاذ الدكتور أن قال بأن هذا الموضوع مشكل ، ولا يوجد له حلُّ ، ودراسته إنما هي تكرار لما كُتبَ .
وهذا الموضوع وأمثاله من أبرز وأهم الموضوعات التي تصلح للنقاش والدراسة في الدراسات العليا ؛ لأن مناقشة مثل هذا الموضوع بحدِّ ذاته مفيد للدارس ، فضلاً عما يمكن أن يفتح عليه من الرأي الصائب الذي قد يخرج به .
ولست أرى أن الموضوع قد انتهى بقول فلان ، بل لا زال الموضوع بحاجة إلى بحثٍ ، وأعمال من سبق إنما هي مفاتيح للدراسة ، وبعضها أوفر فائدة من بعض .
وإذا كان ذلك كذلك ، فإني سأطرح لك ـ أيها القارئ الكريم ـ خلاصة ما توصلت إليه في قراءة هذا الموضوع ، وإني لأسأل الله التوفيق في القول والعمل .(1/1142)
أولاً : إنَّ الدراسات المتقدمة والمتأخرة قد تناولت هذا الموضوع بطرق شتى ، وسأذكر نوعين من الدراسات المعاصرة من باب بيان أمثلة لهذه الدراسات ، وليس من باب استقرائها .
الدراسة الأولى : دراسة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ في كتابه ( حديث الأحرف السبعة ) .
وقد تميَّزت هذه الدراسة بالاستقراء لحديث الأحرف السبعة ودراسة سنده ، ثم استقراء أراء العلماء في المراد بها مع الاستدراك على كل قول بما فيه من وجوه الضعف .
وبعد استدراكاته هذه خلُص إلى رأيه المتميز في المراد بالأحرف السبعة ، وشرحه مبينا مأخذ كل قيد ذكره في التعريف . ومن أهم ما يحسن التنبه له في هذا الرأي أنه اعتمد على نص الحديث في استنباط معنى الأحرف ، وهذه سابقة جيدة تفكُّ شيئًا كبيرًا من معنى هذه الأحرف .
ثم طرح بعد ذلك الحكمة من الأحرف السبعة ، ثم ذكر فصولاً تتعلق بالقراءات وصلتها بالأحرف السبعة ، وما يتعلق بتواترها ، ثم ما يتعلق بمعنى الاختيار وحقيقته .
وتُعدُّ هذه الدراسة أنفس ما كُتِب في هذا الموضوع .
وإني لأنوه هنا بأن هذا المنهج الذي سلكه الشيخ عبد العزيز في طريقة دراسة الأحرف هو المنهج السديد في دراسة كثير من موضوعات علوم القرآن المعلَّقة أو الناقصة بحثًا ، حيث يتم جمع الآثار المتعلقة بالموضوع ، ثم يقوم الباحث بدراسة تلك النصوص واستنباط الفوائد والأحكام منها .
وسأعرض لكم لاحقًا ـ إن شاء الله ـ أمرًا يتعلق بعلوم القرآن ، وهو ( علوم القرآن بين الآثار والاستنباط ) ، وسأطرق فيه ما يمكن أن يكون فيه الرأي من هذه الموضوعات .
الدراسة الثانية : دراسة الدكتور حسن ضياء الدين عتر في كتابه ( الأحرف السبعة ومنْزلة القراءات منها ) .
وهي دراسة واسعة للأحرف السبعة ، ومن أبرز ما فيها أن المؤلف أنه يذكر الحديث ، ثم يذكر ما يحمله الحديث من فوائد متعلقة بالموضوع .(1/1143)
وهذه طريقة حسنة في دراسة الموضوع ، وفي الكتاب مسائل وفوائد كثيرة تتعلق بهذا الموضوع ، وهو من الكتب المفيدة في هذا الموضوع ، وإن كان المؤلف لم يخرج فيه عن أن الأحرف السبعة سبع لغات هي أشهر وأفصح لغات العرب أنزل الله القرآن بها ( ص : 177 ) .
الدراسة :
المسألة الأولى :
لقد نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ، وبقي في المدينة مدة من الزمن يقرأ بما كان يقرأ به في مكة .
ولم ينْزل عليه الترخيص بالقراءة بالأحرف السبعة إلا في المدينة ، كما هو ظاهر من حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار ، قال : فأتاه جبريل عليه السلام ، فقال : » إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف .
فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك .
ثم أتاه الثانية ، فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين .
فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك .
ثم جاءه الثالثة ، فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف .
فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك .
ثم جاءه الرابعة ، فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف ، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا « . رواه مسلم .
وقد أفاد هذا الحديث ما يأتي :
1 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف المراد بالحرف الذي يراد القراءة به ، لذا استزاد تخفيفًا على الأمة .
ولما كان عارفًا بهذه الأحرف ، فإنه قد علَّمها الصحابة رضي الله عنهم ، وقرؤوا بها ، ويشهد لذلك ما وقع لعمر بن الخطاب مع حكيم بن حزام في قراءته لسورة الفرقان .
وهذا فيه ردٌّ على من يزعم أنَّ الأحرف السبعة من المتشابه . وذلك صحيح إن كان المراد به أنه متشابه على قائلة ، أما أن يكون متشابهًا على كل أحد ، فلا .(1/1144)
2 ـ أن الأمر بالقراءة بهذه الأحرف كان في المدينة بدلالة قوله : » أضاة بني غفار « ، وهو موضع بالمدينة ، ويشهد له ما روي من طريق آخر أن جبريل لقيه عند أحجار المِرَى أو أحجار المِراء ، وهي قباء كما في النهاية في غريب الأثر لابن الأثير .
3 ـ أن العدد سبعة مقصودٌ ، وليس المراد به التكثير ، بدلالة التدرج الذي ذُكِر في الحديث ، ولو كان العدد غير مقصود لما كان لهذا التدرج معنى ، بل لجاء الأمر بالقراءة على سبعة أحرف من أول الأمر .
4 ـ أن القراءة كانت على حرف واحدٍ قبل نزول هذا التيسير ، وهذا الحرف كان يوافق لغة قريش ( ينظر : سنن القراء ومناهج المجودين : 32 ) .
وهذا متوافق مع طبيعة الرسالة ؛ لأنَّ الرسول يرسل بلسان قومه ، وينْزل الكتاب عليه بلسانهم ، ولسان قريش معروف مشهور بين العرب بسبب الحجِّ الذي يقومون به إلى مكة ، فكان كثير منهم يمكنهم القراءة به ، والله أعلم .
ولا تعجل عليَّ هنا باستنباط أنَّ الأحرف هي لغات ، فليس الأمر كذلك على إطلاقه ، بل هناك تفصيل سيأتي في حينه .
5 ـ إن نزول الأحرف السبعة قد كان متأخِّرًا ، وقد ذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ أنه كان بعد فتح مكة ، حيث بدأت قبائل العرب على اختلاف ألسنتها ولهجاتها تدخل في دين الله أفواجًا . ( سنن القراء ومناهج المجودين : 32 ) .
وهذا الوقت الذي نزلت فيه الأحرف السبعة هو أنسب الأوقات بالنسبة لتلك الوفود التي سترد المدينة وتتعلم القرآن ، فكان من تيسير الله أن أنزل تلك الأحرف تيسيرًا لهم ، كما ورد في الحديث ، وهذا التيسير لا زال مستمرًا حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
---
الإداوة
05-08-2003, 06:40 PM
جزيتم خيرا.
وسعيا.. حثيثاً.. لنرى المزيد حول هذا الموضوع ..
---
د. هشام عزمي
07-09-2004, 06:23 PM
يرفع ليكمله فضيلة الشيخ أبو عبد الملك وفقهما الله :)
---
خالدعبدالرحمن
07-09-2004, 08:13 PM(1/1145)
جزاك الله خيرا .... و نحن في انتظار المزيد ...
وفقك الله
---
د. أنمار
07-10-2004, 06:00 AM
نقل الشيخ مساعد حفظه الله ورعاه ما يلي:
=============
إن نزول الأحرف السبعة قد كان متأخِّرًا ، وقد ذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ أنه كان بعد فتح مكة ، حيث بدأت قبائل العرب على اختلاف ألسنتها ولهجاتها تدخل في دين الله أفواجًا .
==============
أقول:
أما كون الأحرف السبعة نزلت في المدينة فهو واضح، لكن تحديد ذلك بأنه بعد فتح مكة، فالظاهر من الكلام أعلاه أنه استنباط.
أما التعليل الذي ذكره فليس بالضرورة ألا يكون نزول الأحرف قبل ذلك بمدة،
فهل هناك نص قاطع للنزاع يشهد لذلك الرأي؟
---
المنهوم
07-10-2004, 06:20 PM
جزى الله الشيخ / مساعد
على هذا التحقيق الجميل
وأما الأخ / أنمار
فأقول لك // ما يضيرك ان يكون كون الأحرف بعد الفتح او قبله
فألامر واحد مادام انه في المدينة وبعد الهجرة
---
د. أنمار
07-10-2004, 07:00 PM
نعم
فبعض العلماء ذهب إلى أن تكرر نزول كثير من الآيات كما هو معلوم في أسباب النزول محمول عندهم على تنزلها ببعض الأحرف السبعة، وهو عندي قول وجيه جدا، وكثير منها حصل في أول العهد المدني كما في آخره ، فلا أعدل عن قناعتي هذه إلا بنص.
---
أمين الشنقيطي
07-11-2004, 12:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ماابتدأه أخونا الأستاذ د.مساعد
يفتح الأمل فى نفوس إخوانه المقرئين فهذا الحديث هو أصلهم العلمي، ومادتهم التى يحتكمون إليها عند الاستدلال،
لذا رأيت أن أنبه من قبيل التوضيح إلى أن طرق المسائل بطريقة أخرى عمل جيد لكنه قد لايحقق الهدف،
وأشكر أخونا الدكتور مساعد لشعوره بهذه الحيثية، وتطرقه لدراسات متنوعة فى هذا الموضوع ،
واسأل الله العظيم أن تجد هذه المسائل الشائكة رجالا على شاكلته لتجد البحوث فى أمر الأحرف الضوء من جديد.(1/1146)
وفى الحقيقة بالنسبة لي أقول لقد تعلقت بهذا الحديث المبارك منذ الدراسات المنهجية الماجستير وخلال دروس العلامة عبد العزيز القارئ فى هذا الموضوع ،
وما يقال عن تلك الدروس فهو قليل جدا. نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء،
وفى الحقيقة إن الأحرف مادة علمية دسمة واسعة الأطراف .
وهذا الذى تفطن له أستاذنا الدكتور القاري
يقول فى كتابه الأحرف السبعة : أما مايترتب على تعدد هذه الأوجه من اختلاف فى المعاني أو زيادة وماتدور حوله من مقاصد .... إلى أن يقول كل ذلك نعده بحوثا متفرعة من الأحرف خارجة عن حقيقة كنهها، منفصلة عن بحث تأويلها وتفسيرها وبيان المراد منها.
فى الحقيقة : تحمل هذه العبارات الدلالات المطلوبة للحل والباحث يطرق الجانب الذي يختاره منها أو مافهمه.
وأقول فى الحقيقة هناك جوانب لا أرى الشيخ تطرق إليها
كفضل القراءات على غيرها من علوم القرآن كما هو الحال فى فضائل القرآن. وغير ذلك من بحوث منطوية تحت هذا الحديث الكبير. والله أعلم .
---
جمال أبو حسان
04-19-2005, 08:51 AM
الذي ذكره احد الاخوه من فرحه بقول بعض المتقدمين ان هناك بعض الايات قد تكرر نزولها فرح ليس في موضعة وهي قضية ناقشها الاستاذ الدكتور فضل عباس في كتابه اتقان البرهان وله كذلك راي في الاحرف السبعة حبذا ان يطلع الاخ الدكتور الطيار عليه وفي سنة 1991 كنت في مصر وزرت المرحوم الاستاذ الذكتور السيد الكومي فاخبرني انه تقدم ببحث للاستاذية حول الاحرف السبعة لكن المؤسف ان البحث لم يكن موجودا عنده وتوفي الشيخ ولم اطلع على هذا البحث فهل من واسطة تجلب البحث من الازهر وتضعه على الشبكة لعلنا نستفيد وقد عرضت انا لهذا الموضوع في رسالة الماجستير حول الدراسة المنهجية والنقدية لتفسير ابن عاشور ولعلي ان انسا الله تعالى في الاجل ان ابدي رايا في هذا لكن بعد ان اطلع على ما كتبه الاخ الدكتور الطيار والمقال الاول حسن جدا وانا ننتظر المقال الاتي(1/1147)
فكل التحية للدكتور الطيار
---
الراية
12-01-2006, 09:38 AM
معنى الأحرف السبعة في القراءة
فضيلة د. خالد السبت
10 / 11 / 1427
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن أقرب الأقوال في معنى الأحرف السبعة: أنها سبعة أوجه من وجوه التغاير كما سنوضح ذلك إن شاء الله.
وهذا القول اختاره كثير من المحققين في هذا الشأن كأبي الفضل الرازي، وابن قتيبة، والباقلاني، وابن الجزري والسخاوي، ومكي بن أبي طالب، وأبي عمرو الداني، وغيرهم.
أما حصر هذه الأوجه فلا يخلو من إشكال لأن مبنى ذلك على الاستقراء، وهو استقراء ناقص باعتبار أن عثمان رضي الله عنه جمع الناس على حرف واحد وهو حرف قريش، ومن ثم لم تصل إلينا جميع الأحرف السبعة، وإنما بعضها.
وغاية ما هنالك أن نمثل على وجوه التغاير هذه فنقول مثلاً: من ذلك:
اختلاف الأسماء بالإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، نحو (أمانتهم) و(أماناتهم)، وكالاختلاف في وجوه الإعراب، نحو (ما هذا بشراً) و(ما هذا بشرٌ)، والاختلاف في التصريف، نحو: (ربَّنا باعِد بين أسفارنا) و(ربُّنا باعَد بين أسفارنا)، وهكذا ما كان بتغيير حرف، نحو (يعملون) و(تعملون) إلى غير ذلك من الأوجه التي يحصل بها التغاير. والله أعلم.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=16971
---
د.عبدالرحمن الصالح
12-01-2006, 11:29 AM(1/1148)
بسم الله الرحمن الرحيم العلم ابن المذاكرة كما علمونا صغارا، وكانوا يعنون بالمذاكرة (الحوار) ، أو هكذا فهمنا، قبل أن تغزونا وسائل الإعلام فتحول معنى المذاكرة عن معهودنا إلى (القراءة)، وعلى كلّ فقد أحببت أن أسطر بعض الأفكار التي تجول فيَّ عن حديث الأحرف السبعة، شاكراً للإخوة الذين فتقوا الحديث فيه والذين علقوا عليه. على الرغم من أهمية فهم معاني الحديث لأنه المصدر الثاني للتشريع، إلا أني أرى أن البحث التاريخي واللغوي (الفيلولوجي) في علم القراءات هو الذي سيضيف الى العلم شيئا جديدا.وفي الوقت الذي أشكر للأستاذ مساعد- وأحبه في الله كثيرا- أن دلنا على المحاولات او المقاربات العلمية في تحديد معنى (الحرف)، فإني أستأذنه في طرح وجهة نظري بمودة عن الموضوع المهم الذي يشغل جميع الباحثين في الدراسات القرآنية والمتعلمين لعلم القراءات وربما لكل مسلم مثقف. اتجه تفكيري بهذا النحو ، شاكرا لكل من يدل على الطريق: سواء عرفنا المراد الحقيقي من حديث (سبعة أحرف كلها شاف كاف) أم لم نعرف ، فإنّ فائدة الحديث تنحصر في إضفاء الشرعية على علم القراءات وتاريخ المصحف ، ولن تتجاوز البحوث والدراسات التخمين في معناه بحكم القيود الدلالية والفاصل الزماني بين المرسل والمتلقي. مثله في ذلك مثل حديث الفرق ، فلن نتجاوز التخمين في معنى الفرقة إلى قيام الساعة ولذلك فحديث الأحرف السبعة لن يفيدنا وقد تيقنا من ثبوت سنده عند أهل النقل - سوى بإضفاء الشرعية على علم القراءات وهي مضفاة، لكنه يستل سخيمة المتعصبين لظاهر قوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ممن يظنون حُرمة الحديث في مواضيع كثيرة متعلقة بتاريخ القرآن. وقد رأيت من يبسط لسانه بالنكير على مثل ابن جرير على جلالة قدره وعظيم فضله لتكلمه على بعض القراءات وترجيحه بينها. ولا يجرؤ على الترجيح بين القراءات إلا من كان بمستوى ابن جرير وأين مثل أبي جعفر؟ لكن السياق(1/1149)
القرآني والمعنى الظاهر للفقرة أو القطعة قد ينصر إحدى القراءات على بعض. فقراءة الكوفيين (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا) بالتخفيف تبدو أقوى وأكثر ملاءمة للسياق من قراءة البصريين (كُذِبوا) بالتشديد. ذلك أن الآية تصوّر حالة الرسل النفسية والمفارقة التي يشعرون بها بين عظم تكذيب قومهم وجراءتهم على الله وبين حلم الله تعالى عنهم مما تشبه (اليأس) ، ولبيان بغتة نصر الله تعالى وحلاوته ويقين مجيئه لمن لم ييأس من روحه قال تعالى حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا، ومعنى كُذبوا أُخلِفوا ما وُعدوا، ولأن الفاعل المجهول شيء من قبل الله تعالى حسن العدول الى كُذبوا بالتشديد لزيادة فائدة تنزيه الرسل من ظنهم ما لا يليق بربهم. لكن قراءة التشديد ستجعل الفاعل المجهول هو قومهم ، والقوم قد كذّبوا، فلا يناسب التشديد السياق أبدا. على أهمية السياق كان يعتمد المرجحون بين القراءات، وربما غضب أو امتعض المرجحون للروايات، ويميل علم الدلالة المعاصر الى نصر المرجحين للسياق لسبب من علم التاريخ، فلا يجوز إخضاع النص المتواتر قطعيّ الثبوت ومنه سياقه العام وترابط جمله وأجزائه لنصوص ظنية الثبوت مروية في ضوئه وظلاله. كتبت هذا الترجيح في ظلال القراءتين قبل أن أقرأ تفسير ابن جرير والآن سأراجعه لأرى ماذا قال: ثم ارتأيت نسخه من نسخة الطبري على موقع مجمع الملك فهد لأشرك القارئ الكريم معي في التفكير، فنحن نفكّر في النصوص وليس في الفراغ، ، قال الطبري رحمه الله تعالى: * * * < 16-296 > القول في تأويل قوله تعالى : حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى , فدعوْا من(1/1150)
أرسلنا إليهم , فكذبوهم , وردُّوا ما أتوا به من عند الله =( حتى إذا استيئسَ الرسل )، الذين أرسلناهم إليهم منهم أن يؤمنوا بالله، ويصدِّقوهم فيما أتوهم به من عند الله = وظن الذين أرسلناهم إليهم من الأمم المكذِّبة أن الرسل الذين أرسلناهم قد كذبوهم فيما كانوا أخبروهم عن الله، من وَعده إياهم نصرَهم عليهم =( جاءهم نصرنا ). * * * وذلك قول جماعة من أهل التأويل . * ذكر من قال ذلك: 19987 - حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة , قال: حدثنا أبو معاوية , عن الأعمش , عن مسلم , عن ابن عباس , في قوله: (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا) ، قال: لما أيست الرسل أن يستجيب لهم قومُهم , وظنَّ قومهم أن الرسل قد كذَبَوهم , جاءهم النصر على ذلك , فننجّي من نشاء. 19988 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا أبو معاوية الضرير, قال: حدثنا الأعمش , عن مسلم , عن ابن عباس، بنحوه = غير أنه قال في حديثه، قال: " أيست الرسل " , ولم يقل: " لما أيست ". < 16-297 > 19989 - حدثنا محمد بن بشار , قال: حدثنا مؤمل , قال: حدثنا سفيان , عن عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير: (حتى إذا استيئس الرسل) ، أن يسلم قومهم , وظنّ قوم الرسل أن الرسل قد كَذَبُوا جاءهم نصرنا. 19990 - حدثنا ابن بشار , قال: حدثنا مؤمل , قال: حدثنا سفيان , عن الأعمش , عن أبي الضحى , عن ابن عباس , مثله . 19991 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمران بن عيينة , عن عطاء , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس: (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا) ، قال: حتى إذا استيأس الرسل من قومهم , وظن قومهم أن الرسل قد كَذَبوا ,(جاءهم نصرنا). 19992 - حدثنا ابن بشار , قال: حدثنا عبد الرحمن , قال: حدثنا سفيان , عن حصين , عن عمران السلمي , عن ابن عباس: (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا) ، أيس الرسل من قومهم أن يصدِّقوهم , وظن قومهم أن الرسل قد كذبتهم. 19993 - حدثنا عمرو بن(1/1151)
عبد الحميد , قال: حدثنا جرير, عن حصين , عن عمران بن الحارث السلمي , عن عبد الله بن عباس , في قوله: (حتى إذا استيئس الرسل ) ، قال: استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم =(وظنوا أنهم قد كذبوا)، قال: ظن قومهم أنهم جاؤوهم بالكذب. 19994 - حدثنا أبو كريب , قال: حدثنا ابن إدريس , قال: سمعت حصينًا , عن عمران بن الحارث , عن ابن عباس: حتى إذا استيأس الرسل من أن يستجيب لهم قومهم , وظنَّ قومهم أن قد كذبوهم =(جاءهم نصرنا). < 16-298 > 19995 - حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس , قال: حدثنا عبثر , قال: حدثنا حصين , عن عمران بن الحارث , عن ابن عباس , في هذه الآية: (حتى إذا استيئس الرسل ) ، قال: استيأس الرسل من قومهم أن يؤمنوا , وظنَّ قومُهم أن الرسل قد كَذَبوهم فيما وعدوا وكذبوا =( جاءهم نصرنا ). 19996 - حدثنا محمد بن المثنى , قال: حدثنا ابن أبي عدي , عن شعبة , عن حصين , عن عمران بن الحارث , عن ابن عباس , قال: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، من نصر قومهم =( وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، ظن قومهم أنهم قد كَذَبوهم. 19997 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا محمد بن الصباح , قال: حدثنا هشيم , قال: أخبرنا حصين , عن عمران بن الحارث , عن ابن عباس , في قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، قال : من قومهم أن يؤمنوا بهم , وأن يستجيبوا لهم , وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم ( جاءهم نصرنا ) ، يعني الرسلَ. 19998 - حدثني المثنى , قال: حدثنا عمرو بن عون , قال: أخبرنا هشيم , عن حصين , عن عمران بن الحارث , عن ابن عباس، بمثله سواء . 19999 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء , عن هارون , عن عباد القرشي , عن عبد الرحمن بن معاوية , عن ابن عباس: ( وظنوا أنهم قد كُذِبوا ) خفيفة , وتأويلها عنده: وظن القومُ أن الرسل قد كذبوا. < 16-299 > 20000 - حدثنا أبو بكر , قال: حدثنا طلق بن غنام , عن زائدة , عن الأعمش , عن(1/1152)
مسلم , عن ابن عباس , قال: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، من قومهم أن يصدِّقوهم , وظن قومُهم أن قد كذبتهم رُسُلهم =( جاءهم نصرنا ) . 20001 - حدثني المثنى , قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، يعني: أيس الرسل من أن يتّبعهم قومهم , وظن قومُهم أن الرسل قد كَذَبوا , فينصر الله الرسل , ويبعثُ العذابَ. 20002 - حدثني محمد بن سعد , قال: حدثني أبي , قال: حدثني عمي , قال: حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) ، حتى إذا استيأس الرسلُ من قومهم أن يطيعوهم ويتبعوهم , وظنَّ قومُهم أن رسلهم كذبوهم =( جاءهم نصرنا ). 20003 - حدثني المثنى , قال: حدثنا إسحاق , قال: حدثنا محمد بن فضيل , عن حصين , عن عمران بن الحارث , عن ابن عباس: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، من قومهم =( وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال: فما أبطأ عليهم إلا من ظن أنهم قد كَذَبوا. 20004 - .... قال: حدثنا آدم العسقلاني , قال: حدثنا شعبة , قال: < 16-300 > أخبرنا حصين بن عبد الرحمن , عن عمران بن الحارث قال: سمعت ابن عباس يقول: ( وظنوا أنهم قد كذبوا ) خفيفةً . وقال ابن عباس: ظن القومُ أنّ الرسل قد كَذَبوهم، خفيفةً. 20005 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا جرير , عن عطاء , عن سعيد بن جبير , في قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، من قومهم , وظنّ قومُهم أن الرسل قد كَذَبوهم . 20006 - .... قال: حدثنا محمد بن فضيل , عن خصيف , قال: سألت سعيد بن جبير , عن قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، من قومهم , وظن الكفار أنهم هم كَذَبوا. 20007 - حدثني يعقوب والحسن بن محمد , قالا حدثنا إسماعيل بن علية . قال: حدثنا كلثوم بن جبر , عن سعيد بن جبير , قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، من قومهم أن يؤمنوا , وظن قومُهم أن الرسل قد(1/1153)
كَذَبتهم. 20008 - حدثني المثنى , قال: حدثنا عارم أبو النعمان , قال: حدثنا حماد بن زيد , قال: حدثنا شعيب , قال: حدثني إبراهيم بن أبي حرة الجزري , قال: سأل فتى من قريش سعيد بن جبير , فقال له: يا أبا عبد الله، كيف تقرأ هذا الحرف، فإني إذا أتيت عليه تمنَّيت أن لا أقرأ هذه السورة: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ؟ قال: نعم , حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدِّقوهم , وظن المرسَلُ إليهم أن الرُّسُل كَذَبوا . قال: فقال الضحاك بن مزاحم: ما رأيت كاليوم قط رجلا يدعى إلى علم فيتلكَّأ!! لو رحلت في هذه إلى اليمن كان قليلا! < 16-301 > 20009 - حدثني المثنى , قال: حدثنا الحجاج , قال: حدثنا ربيعة بن كلثوم , قال: حدثني أبي , أن مسلم بن يسار , سأل سعيد بن جبير ; فقال: يا أبا عبد الله , آية بلغت مني كل مبلغ: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، فهذا الموتُ , أن تظنّ الرسل أنهم قد كُذِبوا , أو نظنّ أنهم قد كَذَبوا، مخففة! قال: فقال سعيد بن جبير: يا أبا عبد الرحمن , حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم , وظن قومُهم أن الرسل كذبتهم =( جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) . قال: فقام مسلم إلى سعيد , فاعتنقه وقال: فرّج الله عنك كما فرّجت عني 20010 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا يحيى بن عباد , قال: حدثنا وهيب , قال: حدثنا أبو المعلى العطار , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) قال: استيأس الرسل من إيمان قومهم ; وظنَّ قومهم أن الرسل قد كَذَبوهم , ما كانوا يخبرونهم ويبلِّغونهم. < 16-302 > 20011 - .... قال: حدثنا شبابة , قال: حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله ;( حتى إذا استيئس الرسل ) أن يصدقهم قومهم , وظن قومهم أن الرسل قد كَذَبوا , جاء الرسل نَصرُنا. 20012 - حدثني محمد بن عمرو , قال:(1/1154)
حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . 20013 - حدثني المثنى: قال: حدثنا الحجاج , قال: حدثنا حماد , عن عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير , في هذه الآية: حتى إذا استيأس الرسل من قومهم، وظن قومهم أن الرسل قد كَذَبت. 20014 - .... قال: حدثنا حماد , عن كلثوم بن جبر , قال: قال لي سعيد بن جبير: سألني سيد من ساداتكم عن هذه الآية فقلت: استيأس الرسل من قومهم , وظنَّ قومهم أن الرسل قد كذبت. 20015 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال: استيأس الرسل أن يؤمن قومهم بهم , وظنَّ قومهم المشركون أن الرسل قد كَذَبوا ما وعدهم الله من نصره إياهم عليهم، وأخْلِفُوا، وقرأ: ( جاءهم نصرنا ) ، قال: جاء الرسلَ النصرُ حينئذ. قال: وكان أبيّ يقرؤها: " كُذِبُوا ". 20016 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء , عن سعيد , عن أبي المتوكل , عن أيوب ابن أبي صفوان , عن عبد الله بن الحارث , < 16-303 > أنه قال: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، من إيمان قومهم =( وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، وظن القوم أنهم قد كذبوهم فيما جاءوهم به. 20017 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عبد الوهاب , عن جويبر , عن الضحاك , قال: ظن قومهم أن رسلهم قد كَذَبوهم فيما وعدوهم به. 20018 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال: حدثنا محمد بن فضيل , عن جحش بن زياد الضبي , عن تميم بن حذلم , قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول في هذه الآية: " حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " ، قال: استيأس الرسل من إيمان قومهم أن يؤمنوا بهم , وظن قومهم حين أبطأ الأمر أنهم قد كَذَبوا بالتخفيف. 20019 - حدثنا أبو المثنى , قال: حدثنا محمد بن جعفر , قال: حدثنا شعبة , < 16-304 > عن أبي المعلى , عن سعيد بن جبير , في قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ،(1/1155)
قال: استيأس الرسل من نصر قومهم , وظنّ قومُ الرسل أن الرسل قد كَذَبوهم. 20020 - حدثنا أحمد بن إسحاق , قال: حدثنا أبو أحمد , قال: حدثنا عمرو بن ثابت , عن أبيه , عن سعيد بن جبير: حتى إذا استيأس الرسل أن يصدِّقوهم , وظن قومُهم أن الرسل قد كذبوهم. 20021 - .... قال: حدثنا أبو أحمد , قال: حدثنا إسرائيل , عن عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس: حتى إذا استيأس الرسل أن يصدّقهم قومهم , وظن قومُهم أن الرسل قد كَذَبوهم. 20022 - حدثت عن الحسين بن الفرج , قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد بن سليمان , قال: سمعت الضحاك في قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، يقول: استيأسوا من قومهم أن يجيبوهم , ويؤمنوا بهم =" وظنوا "، يقول: وظن قوم الرسل أن الرسل قد كَذَبوهم الموعد. * * * قال أبو جعفر: والقراءة على هذا التأويل الذي ذكرنا في قوله: ( كُذِبُوا ) بضم الكاف وتخفيف الذال. وذلك أيضًا قراءة بعض قرأة أهل المدينة وعامة قرأة أهل الكوفة . وإنما اخترنا هذا التأويل وهذه القراءة , لأن ذلك عقيب قوله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ < 16-305 > كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، فكان ذلك دليلا على أن إياس الرسل كان من إيمان قومهم الذين أهلكوا , وأن المضمر في قوله: ( وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، إنما هو من ذكر الذين من قبلهم من الأمم الهالكة , وزاد ذلك وضوحًا أيضًا، إتباعُ الله في سياق الخبر عن الرسل وأممهم قوله: ( فنجي من نشاء ) ، إذ الذين أهلكوا هم الذين ظنوا ان الرسل قد كذبتهم، فكَذَّبوهم ظنًّا منهم أنهم قد كَذَبوهم. * * * وقد ذهب قوم ممن قرأ هذه القراءة، إلى غير التأويل الذي اخترنا , ووجّهوا معناه إلى: حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم , وظنَّتِ الرسل أنهم قد كُذِبوا فيما وُعِدُوا من(1/1156)
النصر . * ذكر من قال ذلك: 20023 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عثمان بن عمر , قال: حدثنا ابن جريج , عن ابن أبي مليكة , قال: قرأ ابن عباس: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا ) ، قال: كانوا بشرًا ضَعفُوا ويَئِسوا. 20024 - .... قال: حدثنا حجاج بن محمد , عن ابن جريج , قال: أخبرني ابن أبي مليكة , عن ابن عباس , قرأ: ( وظنوا أنهم قد كُذِبوا ) ، خفيفة، قال ابن جريج: أقول كما يقول: أخْلِفوا. قال عبد الله: قال لي ابن عباس: كانوا بشرًا. وتلا ابن عباس: حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [سورة البقرة: 214] = قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: ذهب بها إلى أنهم ضَعُفوا فظنوا أنهم أخْلِفوا. 20025 - حدثنا ابن بشار , قال: حدثنا مؤمل , قال: حدثنا سفيان , عن الأعمش , عن أبي الضحى , عن مسروق , عن عبد الله , أنه قرأ: ( حتى إذا < 16-306 > استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا ) ، مخففة. قال عبد الله: هو الذي تَكْرَه. 20026 - .... قال: حدثنا أبو عامر , قال: حدثنا سفيان , عن سليمان , عن أبي الضحى , عن مسروق , أن رجلا سأل عبد الله بن مسعود: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قال: هو الذي تكره = مخففةً. 20027 - .... قال: حدثنا محمد بن جعفر , قال: حدثنا شعبة , عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير , أنه قال في هذه الآية: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) ، قلت: " كُذِبوا "! قال: نعم ألم يكونوا بشرًا؟ 20028 - حدثنا الحارث , قال: حدثنا عبد العزيز , قال: حدثنا إسرائيل , عن سماك , عن عكرمة , عن ابن عباس , في قوله: (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا ) ، قال: كانوا بشرًا، قد ظنُّوا. * * * قال أبو جعفر: وهذا تأويلٌ وقولٌ , غيرُه من التأويل أولى عندي بالصواب، وخلافه من القول أشبه بصفات الأنبياء، والرسل إن(1/1157)
جاز أن يرتابوا بوعدِ الله إياهم ويشكوا في حقيقة خبره، مع معاينتهم من حجج الله وأدلته ما لا يعاينه المرسَل إليهم فيعذروا في ذلك، فإن المرسَلَ إليهم لأوْلى في ذلك منهم بالعذر. وذلك قول إن قاله قائلٌ لا يخفى أمره. * * * وقد ذُكِر هذا التأويل الذي ذكرناه أخيرًا عن ابن عباس لعائشة , فأنكرته أشد النُكرة فيما ذكر لنا. * ذكر الرواية بذلك عنها، رضوانُ الله عليها: 20029 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عثمان بن عمر , قال: حدثنا < 16-307 > ابن جريج , عن ابن أبي مليكة , قال: قرأ ابن عباس: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا )، فقال: كانوا بشرًا، ضعفوا ويئسوا = قال ابن أبي مليكة: فذكرت ذلك لعروة , فقال: قالت عائشة: معاذ الله! ما حدَّث الله رسوله شيئًا قطُّ إلا علم أنه سيكون قبل أن يموت , ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى ظن الأنبياء أن من تبعهم قد كذّبوهم . فكانت تقرؤها: " قَدْ كُذِّبُوا " ، تثقلها. 20030 - .... قال: حدثنا حجاج , عن ابن جريج , قال: أخبرني ابن أبي مليكة , أن ابن عباس قرأ: ( وظنوا أنهم قد كُذِبوا ) ، خفيفة، قال عبد الله: ثم قال لي ابن عباس: كانوا بشرًا وتلا ابن عباس: حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [سورة البقرة: 214] = قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: يذهب بها إلى أنهم ضَعُفوا , فظنوا أنهم أُخْلِفوا . قال ابن جريج: قال ابن أبي مليكة: وأخبرني عروة عن عائشة , أنها خالفت ذلك وأبته , وقالت: ما وعد الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من شيء إلا وقد علم أنه سيكون حتى مات , ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أنَّ من معهم من المؤمنين قد كذَّبوهم. قال ابن أبي مليكة في حديث عروة: كانت عائشة تقرؤها: " وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا " مثقَّله , للتكذيب. 20031 - .... قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ,(1/1158)
قال: حدثنا إبراهيم بن سعد , قال: حدثني صالح بن كيسان , عن ابن شهاب , عن عروة , < 16-308 > عن عائشة قال: قلت لها قوله: ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا ) ، قال: قالت عائشة: لقد استيقنوا أنهم قد كُذِّبوا . قلت: " كُذِبوا ". قالت: معاذ الله , لم تكن الرُّسل تظُنُّ بربها، إنما هم أتباع الرُّسُل، لما استأخر عنهم الوحيُ، واشتد عليهم البلاء، ظنت الرسل أن أتباعهم قد كذَّبوهم =( جاءهم نصرنا ). 20032 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن الزهري , عن عروة , عن عائشة , قالت: حتى إذا استيأس الرجل ممن كذبهم من قومهم أن يصدّقوهم , وظنَّت الرسل أن من قد آمن من قومهم قد كَذَّبوهم , جاءهم نصر الله عند ذلك. * * * قال أبو جعفر: فهذا ما روي في ذلك عن عائشة , غير أنها كانت تقرأ: " كُذِّبُوا " ، بالتشديد وضم الكاف , بمعنى ما ذكرنا عنها: من أن الرسل ظنَّت بأتباعها الذين قد آمنوا بهم، أنهم قد كذَّبوهم , فارتدُّوا عن دينهم , استبطاءً منهم للنصر . وقد بيّنا أن الذي نختار من القراءة في ذلك والتأويل غيرَه في هذا الحرف خاصّةً. * * * وقال آخرون ممن قرأ قوله: " كُذِّبُوا " بضم الكاف وتشديد الذال , معنى ذلك: حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يؤمنوا بهم ويصدِّقوهم , وظنَّت الرسل، بمعنى: واستيقنت، أنهم قد كذّبهم أممهم، جاءَتِ الرُّسل نُصْرَتنا . وقالوا: < 16-309 > " الظن " في هذا بمعنى العلم، من قول الشاعر: فَظُنُّوا بِأَلْفَيْ فَارِسٍ مُتَلَبِّبٍ سَرَاتُهُمْ فِي الفَارِسِيّ المُسَرَّدِ * * * * ذكر من قال ذلك: 20033 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة , عن الحسن = وهو قول قتادة =: " حتى إذا استيئس الرسل من إيمان قومهم , وظنوا أنهم قد كُذِّبوا "، أي: استيقنوا أنه لا خير عند قومهم , ولا إيمان =( جاءهم نصرنا). * * * 20034 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى(1/1159)
, قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة: ( حتى إذا استيئس الرسل ) ، قال: من قومهم =( وظنوا أنهم قد كذِّبوا )، قال: وعلموا أنهم قد كذبوا =( جاءهم نصرنا). * * * قال أبو جعفر: وبهذه القراءة كانت تقرأ عامة قرأة المدينة والبصرة والشأم , أعني بتشديد الذال من " كُذِّبُوا " وضم كافها. * * * وهذا التأويل الذي ذهب إليه الحسن وقتادة في ذلك، إذا قرئ بتشديد الذال وضم الكاف، خلافٌ لما ذكرنا من أقوال جميع من حكينا قوله من الصحابة , لأنه لم يوجه " الظن " في هذا الموضع منهم أحدٌ إلى معنى العلم واليقين , مع أن " الظنّ" إنما استعمله العرب في موضع العلم فيما كان من علم أدرك من جهة الخبر أو من غير وجه المشاهده والمعاينة. فأما ما كان من علم أدرك من وجه المشاهدة والمعاينة، فإنها لا تستعمل فيه " الظن " , لا تكاد تقول: " أظنني حيًّا، وأظنني إنسانًا " , بمعنى: أعلمني إنسانًا، وأعلمني حيًا . والرسل الذين كذبتهم أممهم , لا شك أنها كانت لأممها شاهدة، ولتكذيبها إياها منها سامعة , فيقال فيها: ظنّت بأممها أنها كَذَّبتها. * * * وروي عن مجاهد في ذلك قولٌ هو خلاف جميع ما ذكرنا من أقوال الماضين الذين سَمَّينا أسماءهم وذكرنا أقوالهم، وتأويلٌ خلاف تأويلهم، وقراءةٌ غير قراءة < 16-310 > جميعهم , وهو أنه، فيما ذُكِر عنه، كان يقرأ: " وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا " بفتح الكاف والذال وتخفيف الذال. * ذكر الرواية عنه بذلك: 20035 - حدثني أحمد بن يوسف , قال: حدثنا أبو عبيد , قال: حدثنا حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد , أنه قرأها: " كَذَبُوا " بفتح الكاف بالتخفيف. * * * =وكان يتأوّله كما: - 20036 - حدثنا القاسم , قال: حدثنا الحسين , قال:حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد: استيأس الرجل أن يُعَذَّبَ قومهم , وظن قومهم أن الرسل قد كَذَبوا =( جاءهم نصرنا ) , قال: جاء الرسلَ نصرنا . قال مجاهد: قال في" المؤمن "(1/1160)
فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ، قال: قولهم: " نحن أعلم منهم ولن نعذّب " . وقوله: وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ، [سورة غافر: 83] ، قال: حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق. * * * قال أبو جعفر: وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها، لإجماع الحجة من قرأة الأمصار على خلافها. ولو جازت القراءة بذلك، لاحتمل وجهًا من التأويل، وهو أحسن مما تأوله مجاهد , وهو: حتى إذا استيأس الرسل من عذاب الله قومَها المكَذِّبة بها , وظنَّت الرسل أن قومها قد كَذَبوا وافتروا على الله بكفرهم بها = ويكون " الظن " موجِّهًا حينئذ إلى معنى العلم , على ما تأوَّله الحسن وقتادة. * * * وأما قوله: ( فنجي من نشاء ) فإن القرأة اختلفت في قراءته. فقرأه عامة قرأة أهل المدينة ومكة والعراق: " فَنُنْجِي مَنْ نَشَاء "، مخفّفة بنونين، < 16-311 > بمعنى: فننجي نحنُ من نشاء من رسلنا والمؤمنين بنا , دون الكافرين الذين كَذَّبوا رُسلنا، إذا جاء الرسلَ نصرُنا. * * * واعتلّ الذين قرءوا ذلك كذلك، أنه إنما كتب في المصحف بنون واحدة، وحكمه أن يكون بنونين , لأن إحدى النونين حرف من أصل الكلمة , من: " أنجى ينجي" , والأخرى " النون " التي تأتي لمعنى الدلالة على الاستقبال , من فعل جماعةٍ مخبرةٍ عن أنفسها، لأنهما حرفان، أعني النونين، من جنس واحدٍ يخفى الثاني منهما عن الإظهار في الكلام , فحذفت من الخط، واجتزئ بالمثبتة من المحذوفة , كما يفعل ذلك في الحرفين اللذين يُدْغم أحدهما في صاحبه. * * * وقرأ ذلك بعض الكوفيين على هذا المعنى , غير أنه أدغم النون الثانية وشدّد الجيم. * * * وقرأه آخر منهم بتشديد الجيم ونصب الياء، على معنى فعل ذلك به من: " نجَّيته أنجّيه ". * * * وقرأ ذلك بعض المكيين: " فَنَجَا مَنْ نَشَاءُ" بفتح النون والتخفيف , من: " نجا ينجو ". * * * قال أبو جعفر:(1/1161)
والصواب من القراءة في ذلك عندنا، قراءة من قرأه: " فَنُنْجِي مَنْ نَشَاءُ" بنونين , لأن ذلك هو القراءة التي عليها القرأة في الأمصار , وما خالفه ممن قرأ ذلك ببعض الوجوه التي ذكرناها، فمنفرد بقراءته عما عليه الحجة مجمعة من القرأة. وغير جائز خلاف ما كان مستفيضًا بالقراءة في قرأة الأمصار. * * * < 16-312 > قال أبو جعفر: وتأويل الكلام: فننجي الرسلَ ومن نشاء من عبادنا المؤمنين إذا جاء نصرنا، كما: - 20037 - حدثني محمد بن سعد , قال: حدثني أبي , قال حدثني عمي: قال: حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس: " فننجي من نشاء " ، فننجي الرسل ومن نشاء =( ولا يردّ بأسنا عن القوم المجرمين ) ، وذلك أن الله تبارك وتعالى بَعَث الرسل , فدعوا قومهم، وأخبروهم أنه من أطاع نجا، ومن عصاه عُذِّب وغَوَى. * * * وقوله ( ولا يردّ بأسنا عن القوم المجرمين ) ، يقول: ولا تردُّ عقوبتنا وبطشنا بمن بطشنا به من أهل الكفر بنا وعن القوم الذين أجرموا , فكفروا بالله، وخالفوا رسله وما أتوهم به من عنده. * * * خلاصة ما أورده ابن جرير رحمه الله تعالى حتى إذا استيأس الرسل وظنوا(ظن قومهم) أنهم قد كُذِبوا حتى إذا استيأس الرسل وظنوا (الرسل أنفسهم) أنهم قد كُذبوا حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِّبوا (من قبل قومهم) ورجح الطبري قراءة التخفيف لكن على تأويل أن الذين ظنوا هم القوم لا الرسل، معتمدا على قاعدة خارج السياق هي عصمة الرسل وربأ بهم عما لا يليق بهم. قلت وقد انتصرت لتأويل ابن عباس في أن القراءة الأكثر مواءمة للسياق هي (كُذبوا) بالتخفيف وأن الرسل أنفسهم هم الذين ظنوا، ومعنى ظنهم بالضبط هو معنى قولهم حين (يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله) و في هذه الحالة وما أشبه، يكون المعنى العام أولى بالمصير اليه من المعنى الجزئيّ. والله أعلى وأعلم. لكننا نخلص من هذه المحاورة إلى أن الموقف من القراءات والترجيح بينها ، الجرأة(1/1162)
والإحجام عن نقدها، هو موقف معرفي في ترتيب الأولويات المعرفية، ولا أجدني مستطيعا أن أقتنع بتقديم شيء على السياق القرآني وترابط أجزائه.
---
(1/1163)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > محاولات جمع تفسير شيخ الإسلام
---
محاولات جمع تفسير شيخ الإسلام
---
إبراهيم الحميضي
11-08-2005, 02:39 PM
هناك عدد من الكتب اعتنت بجمع تفسير شيخ الإسلام وهي كما يلي :
1- مجموعة تفسير شيخ الإسلام , من ست سور : الأعلى , والشمس , والليل , والعلق , والبينة , والكافرون , وهو مطبوع في مجلد واحد , جمعه ، وعلَّق عليه : عبد الصمد شرف الدين. وهذه قطعة يسيرة من تفسير شيخ الإسلام عثر عليها المعتني بها ونشرها , وهي برمَّتها موجودة في مجموع ابن قاسم .
2- تفسيرات شيخ الإسلام ابن تيمية , جمعها : إقبال أحمد الأعظمي , نقل فيه بعض تفسيرات الشيخ على أغلب السور وقد ذكر في مقدمته أنه لم يأخذ من مجموع الشيخ عبد الصمد شرف الدين ، ولا من مجموع ابن قاسم ، إلا الأجزاء المهمة التي صرَّح شيخ الإسلام بأهميتها ، وأنها أشكلت على كثير من المفسرين( ) .
ويلاحظ عليه أمران :
أ – أنه فاته كثير من تفسير الشيخ غير ما استثناه .
ب – أنه أدخل فيه غير التفسير ، ولا سيما استطرادات الشيخ في بعض المسائل الفقهية .
وهو مطبوع في مجلد واحد .(1/1164)
3- كتاب التفسير , ضمن مجموعة الفتاوى التي جمعها الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم , ويشغل المجلدات : الرابع عشر , والخامس عشر , والسادس عشر , والسابع عشر , وقد جمع – رحمه الله – كثيراً من تفسيره , وأما كلام الشيخ على الآيات في سياق حديثه عن بعض القضايا فلم يدرج منه هنا إلا القليل , حتى ما يوجد منه في المجلدات الأخرى من المجموع , وعلى كل حال فإن هذا المجموع المبارك الذي قام عليه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ( ت 1392هـ ) وساعده فيه ابنه محمد ( ت 1421هـ ) وأمضيا في جمعه وترتيبه أكثر من ثلاثين عاماً يعتبر " غُرَّةً في جبين الدهر " ( ) وقد نفع الله به نفعاً عظيماً , ولا تكاد تخلو منه مكتبة , ومع هذا الجهد العظيم الذي بُذل فيه , والذي يعجز عن القيام به العشرات , فإنه يبقى كغيره من أعمال البشر , يعتريه النقص , والخلل , والتصحيف , ولعل ضخامة المشروع أدت إلى ذلك . وقد صنع الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم بعد وفاة أبيه مستدركاً عليه في خمس مجلدات , ضَمَّن الجزء الأول بعض التفسيرات التي عثر عليها فيما بعد .
4- دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية , جمعه : الدكتور محمد السيد الجَلَيَنْد , مطبوع في ثلاثة مجلدات , وقد ذكر في مقدمته( ) , أنه قام باستقراء تراث الشيخ المطبوع والمخطوط , وجمع منه تفسيره للآيات المتفرقة المبثوثة في كتبه المختلفة .. واستطاع أن يشكل منها تفسيراً شبه كامل للقرآن باعتبار سوره كلها . وعند التأمل في الكتاب نجد أن كلام الجامع غير مطابق لمضمون الكتاب , وهذه بعض الملحوظات التي وجدتها عليه :
1- أنه لم يستوعب كلام الشيخ في التفسير في جميع كتبه المطبوعة والمخطوطة كما زعم , بل لم يجمع النِّصف من ذلك .
2- جُلُّ الكتاب موجود في مجموع الفتاوى لابن قاسم , وفيه زيادات يسيرة من غيره , وقد فاته شيء كثير من تفسير الشيخ في كتبه المطبوعة المختلفة .(1/1165)
3- تصرَّف في النص بوضع بعض العناوين التي لا داعي لها أحياناً , وقد توقع اللبس عند القارئ .
4- فيه بعض التعليقات التي جانب فيها الصواب , وكثير منها منقول من طبعة عبد الصمد شرف الدين الهندية .
5- ذكر أن في طبعة ابن قاسم أخطاء كثيرة ونقص قام بإكماله من نسخ أخرى , والناظر في كتابه يجد أنه مليء بالأخطاء حتى في الآيات القرآنية , وهذا أمر ظاهر( ) .
6- ادّعى أن بعض ما ذكره ليس موجوداً في طبعة ابن قاسم , والواقع أنه موجود لكن لم يقف عليه مع أنه ضمن قسم التفسير منها ؛ ومن ذلك أنه ادَّعى أن سورة الليل غير موجودة فيها , وهي موجودة في أثناء تفسير سورة الحجر .
7- نقل فيه استطراداتٍ طويلة للشيخ خارجة عن التفسير .
والحق أن جامعه بذل جهداً في جمعه , وانتفع به الناس , لكنْ ليس كما نعته في مقدمته .
5- التفسير الكبير للإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية ، تحقيق وتعليق : الدكتور عبد الرحمن عميرة , وهو مطبوع في سبعة مجلدات , وقد لبَّس – هداه الله – على الناس وأوهم أنه أخرج لهم تفسيراً ليس له أي وجود في عالم المطبوعات ، محققاً مضبوطاً ، وادَّعى أن قلوب الملايين من أبناء الأمة الإسلامية بعامة ستغمرهم الفرحة بإبراز الكتاب بالصورة الجميلة , وقد جعل المجلد الأول وعامة الثاني في مقدمات في التفسير , والقرآن , وللأسف فإن هذا التفسير بنصه هو الموجود في مجموع الفتاوى لابن قاسم , وإنما زاد فيه بعض العناوين , ولم يكلَّف نفسه استدراك ما وقع في مجموع الفتاوى من تصحيف , أو ما قال عنه ابن قاسم : بياض في الأصل , بل إنه يتابع ابن قاسم فيما يزيده بين معقوفين , وهذا أمر ظاهر في الكتاب لا يخفى على الناظر فيه , ولذلك أعرض كثير من أهل العلم عن اقتنائه .(1/1166)
6- تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية , جمعه : الشيخ إياد القيسي وزملاؤه , تحت إشراف مكتبة ابن الجوزي بالدمام , وقد أعارني الشيخ سعد الصميل صاحب المكتبة نسخة منه في أحد عشر مجلداً فقرأته , واستفدت منه , ووجدته خيرَ ما جُمع في تفسير شيخ الإسلام , حيث تتبع جامعوه تفسيره في جميع كتبه المطبوعة مع بعض المخطوطات ، بالإضافة إلى كتب تلاميذه كابن القيم ، وابن كثير وغيرهما , ولم يفتهم من تفسيره إلا القليل أو النادر , وعليه ملحوظات يسيرة بعثت بها إليهم , ووعدوا باستدراكها وغيرها قبل نشره , وإذا خرج هذا الكتاب إلى الأسواق يكون هو العمدة في هذا الموضوع .
هذه لمحة سريعة عن مظان تفسير شيخ الإسلام والجهود المبذولة في جمعه .
---
مساعد الطيار
11-08-2005, 04:27 PM
شكر الله لك يا أخي إبراهيم على هذه المعلومات القيمة ، ولعلنا نرى هذا الجمع الجديد قريبًا
---
عبدالرحمن الشهري
11-08-2005, 10:48 PM
صدر عن دار الفكر في بيروت عام 1423هـ كتاب (التفسير الكامل) وتحته كتب بخط أصغر منه (وهو تفسير آي القرآن الكريم) تأليف شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام الحراني الدمشقي المعروف بابن تيمية المتوفى سنة 728هـ رحمه الله تعالى .
جمع ودراسة وتحقيق وتخريج أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي ، والكتاب يقع في تسعة مجلدات كبار من القطع العادي ، وقدم له بمقدمة تحدث فيها باختصار عن أهمية التفسير ، وبعض كتب التفسير السابقة ، أوردها على غير ترتيب ، ثم ترجم لابن تيمية ترجمة مختصرة ، وذكر كتابه (التفسير الكامل) هذا على أنه كتاب لابن تيمية ، ثم ذكر عمله في الكتاب فقال :
عملي في التفسير:
أولاً : وقفت على الأجزاء الخمسة التي ضمت كثيراً من الآيات والسور ، وجعلتها من أسس هذا الكتاب ، فوجدت أن شيخ الإسلام قد فسر فيها ستاً وأربعين سورة فقط.(1/1167)
ثانياً : جمعت مؤلفات الإمام المطبوعة كافة وأخذت منها التفسير ، وقمت بإعادة النظر في مجموع الفتاوى وقراءتها بروية وإمعان ، فوجدت فيها كلها من التفسير ما يأخذ بلباب القلوب ، فالإمام ابن تيمية – رحمه الله – تناول تفسير كثير من آيات السور فيها.
ثالثاً : اطلعت على مؤلفات الإمام المخطوطة في مكتبات وخزائن العالم وكان مما وجدت من مؤلفاته فيها :
1- مكتبة برلين بألمانيا وفيها تفسير آيات أشكلت برقم (3968) .
2- دار الكتب المصرية وفيها نسختين أخريين برقم 330 ، 695
3- المكتبة السعودية بالرياض وفيها نسخة رابعة برقم 572/86
4- مجموع في المكتبة الظاهرية سوريا برقم 3874 مجموع .
5- مكتبة كوبريلي استانبول برقم 1142 مجموع.
6- مكتبة تشستربتي بريطانيا . مجموع.
7- مكتبة عبدالله بن عباس بالطائف ، مجموع.
8- مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، مجموع.
9- مكتبة جامعة ليدن بهولندا ، مجموع.
10- مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ، مجموع.
11- مكتبة الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن الحصين بالمدينة ، مجموع.
12- مجاميع مكتبتنا الخاصة .
ولست هنا بصدد الحصر والعد ، لكن من باب العلم ، وقد قابلت منها بما طبع ، وأضفت ما لم يطبع ، رغبة في استكمال تفسير الإمام كاملاً والحمد لله.
....
تاسعاً : أطلقت عليه اسم (التفسير الكامل) للإمام ابن تيمية ، لأنه كمل إن شاء الله بهذا العمل). التفسير الكامل 1/27 – 28
ولم أطلع على الكتاب كاملاً ، وهو في حاجة إلى قراءته كاملاً للحكم على العمل ، وقد طلبت من أخي العزيز الدكتور إبراهيم الحميضي موافاتنا برأيه حول هذا الكتاب بعد الاطلاع عليه ، وأخبرني أنه وضع هذه المشاركة في الملتقى حول محاولات جمع تفسير ابن تيمية ، فألحقت به هذه المحاولة التي قام بها الأخ أبو سعيد عمر العمروي ، وأرجو أن نرى الرأي العلمي فيها ممن يطلع عليها جيداً بتمعن.
---
إبراهيم الحميضي
11-09-2005, 01:29 PM(1/1168)
شكرا لك يا دكتور عبد الرحمن على هذه الإفادة ، وأعتذر عن عدم ظهور الحواشي في مقالي السابق ، ولعل الإخوة في الدعم الفني يشرحون لنا طريقة تنزيل الحواشي في النصوص المنقولة .
---
عبدالرحمن الشهري
11-09-2005, 02:14 PM
لإظهار الحواشي قم بالخطوات التالية :
1- انسخ المشاركة من برنامج الطباعة (Word)
2- افتح برنامج الآوتلوك اكسبرس الخاص بالبريد الالكتروني في الويندوز أو بريد الهوتميل على الانترنت كأنك تريد أن تبعث رسالة.
3- الصق المشاركة في صفحة إرسال بريد جديد .
4- ثم انسخها مرة أخرى من هناك وضعها في الملتقى وتظهر بحواشيها كاملة إن شاء الله.
وهناكطريقة أفضل لكن لعلنا نفعلها في الملتقى بحيث تظهر بدون المرور بهذه الخطوات.
---
الراية
11-10-2005, 01:47 PM
جهد جميل من د.ابراهيم الحميضي.
جزاك الله خيرا .
سؤال/ هل ادخل الشيخ اياد القيسي في مجموعه كتاب (آيات أشكلت على كثير من المفسرين)؟
وهل استفاد من الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه)التي لها علاقة بمشروعه ؟
وشكراً لك
---
إبراهيم الحميضي
11-10-2005, 02:11 PM
بلا شك أنه أدخل ( آيات أشكلت ) وأما الرسائل فقد أدخل منها ما له علاقة مباشرة بالمشروع وهي كتب الشيخ المحققة في رسائل علمية ، وشكرا .
---
الراية
11-10-2005, 07:22 PM
بارك الله فيكم دكتور ابراهيم.
وفي الحقيقة ان مما يميز جودة امثال هذا المشروع أن يراجع قبل طبعه ونشره من قبل أهل الاختصاص أمثالكم وامثال الاخوة هنا أهل التخصص لإبداء الملحوظات والتوجيهات.
فهذا خبر يجعل المرء أكثر حرصاً في متابعة هذا المشروع واقتنائه.
أكرر شكري لكم دكتور ابراهيم
وبانتظار البشرى بصدور هذا العمل المبارك بمشيئة الله تعالى.
---
(1/1169)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( الصادقة ) المنسوبة لا بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ
---
( الصادقة ) المنسوبة لا بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ
---
محمد رشيد
12-02-2003, 05:33 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
هل تصح نسبة (( الصادقة )) المدونة في التفسير ، إلى عبد الله بن عمرو بن العاص ؟
و هل موجودة الآن ، و هل هي مطبوعة ؟ و ما معنى هذا الكلام للشيخ صالح آل الشيخ في كتيبه (( المنهجية في طلب العلم أو كيفية الاستفادة من كتب أهل العلم )) يقول : ثم تلاها تدوين التفسير عن ابن كما هو معلوم في الصحيفة الصادقة التي رواها علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما، والتي قال فيها الإمام أحمد رحمه الله إنّ بمصر صحيفة في التفسير، يرويها علي بن أبي طلحة، لو رحَلَ رجل لها ما كان كثيرًا، وهذه الصحيفة صادقة صحيحة عن ابن عباس وإنْ لم يلق عليُّ بنُ أبي طلحةَ ابنَ عباس، كما هو معلوم، فهي مروية بالوجادة عن مجاهد عن ابن عباس، كما حرّره الحافظ ابن حجر أول التفسير من كتاب فتح الباري
انتهى كلامه ـ حفظه الله تعالى ـ
فهل الصادقة هي صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ؟ أم أنها لابن عمر كما ذكر الدكتور الرومي ؟
**********************************
أين النسخة التي رواها أبو العالية الرياحي ـ من مدرسة المدينة ـ عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ و هل هي مطبوعة ؟
**********************************
هل قام أحد من المشتغلين بالتفسير بجمع التفاسير عن الصحابة الذين لم يصل معهم التفسير إلى حد الشهرة كأنس و ابن عمر و أبي هريرة و جابر و عبد الله بن عمرو ؟
**********************************(1/1170)
ذكر الدكتور فهد الرومي في كتابه ( أصول التفسير و مناهجه ) أن التفسير في عهد التابعين كان قد أخذ طابع التفسير كاملا ، بخلاف حاله في عهد النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ، و لكنه ذكر بعد ذلك مرحلة التدوين ، على أساس أن عصر التابعين لم يحظ بالتدوين مطلقا ،،، فمن أين أنهم فسروا القرآن كله ؟ هل نقل ذلك ؟ و سؤالي دافعه أنهم كانوا محتفظين بعربيتهم ، ففي جانبهم من العامل ما كان في جانب الصحابة ، من عدم وجود الداعي لذلك ،،،،،،،
*********************************
هل يصح أن أول من ألف في التفسير هو عبد الملك بن جريج .. 80 ــ ت140 ؟
*********************************
هل من تعريف بالدكتور / فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي
و هل يمكن دعوته لهذا الملتقى ،،،،،
---
محمد الأمين
12-03-2003, 10:21 AM
http://www.islamicnoor.com/amr_bin_shuaib.asp
---
محمد رشيد
12-03-2003, 05:06 PM
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخ محمد الأمين على هذا الرابط القيم
و أسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا و علما ـ آمين ـ
---
المنذر
12-04-2003, 01:46 PM
الأخ الفاضل .. محمد يوسف ..
ما ذكره الدكتور فهد الرومي ـ حفظه الله ـ في كتابه ( أصول التفسير ومناهجه ) عن الصحيفة الصادقة كان في معرض حديثه عن بداية التدوين في ذلك العصر ـ أي عصر الصحابة ـ وهي صحيفة تتضمن أحاديث منوعة ، ولم أجد في كلامه ما يدل على أنها في التفسير خاصة ،
كما أن هذه الصحيفة موجودة ـ كما أشار فضيلته ـ في مسند الإمام أحمد : من ص : 235 ج9 والجزئين (10) و (11) بكاملهما و ج(12) إلى ص: 93 .
وللفائدة : قد طبعت في مصر مستقلة في كتاب باسم ( الصحيفة الصادقة ) .
كما أنه ليس شرطا وجود التدوين حتى يفسر القرآن كاملا ، فإن في عصر التابعين كان تفسيرهم للقرآن تفسيرا كاملا وكان عن طريق الرواية والتلقي ومع ذلك فقد أتموا تفسير القرآن كله .(1/1171)
وفقني الله وإياك ...
---
محمد رشيد
12-04-2003, 03:43 PM
جزاك الله تعالى خيرا أخي المنذر
و أسأل الله تبارك و تعالى أن يبارك فيك
---
(1/1172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب حوادث الدهور في مدى الأيام و الشهور للتحميل
---
كتاب حوادث الدهور في مدى الأيام و الشهور للتحميل
---
مسك
12-21-2005, 01:44 PM
اسم الكتاب : حوادث الدهور في مدى الأيام و الشهور
المؤلف : ابن ثغري بردي
نبذة عن الكتاب :
أجل ذيول كتاب (السلوك) للمقريزي وأهمها، وكان ابن تغري بردي من تلاميذ المقريزي. وكان المقريزي قد انتهى بكتابه السلوك إلى عام (844) وهي السنة التي توفي فيها. قال ابن تغري بردي بعدما ترجم لكتاب السلوك(فأحببت أن أحيي هذه السنة بكتابة تاريخ يعقب موت الشيخ تقي الدين المقريزي، وجعلته كالذيل على كتابه (السلوك) ...ورتبته على السنين والشهور والأيام، وجعلت ابتدائي فيه من افتتاح سنة (845هـ) لكن لم أسلك فيه طريق الشيخ المقريزي في تطويل الحوادث في السنة وقصر التراجم في الوفيات، بل أطنبتُ في الحوادث وأوسعت في التراجم، لتكثر الفائدة من الطرفين .
اضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=13&book=2227)
---
(1/1173)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفاصلة القرآنية
---
الفاصلة القرآنية
---
د. أبو عائشة
08-11-2004, 04:06 PM
الفاصلة القرآنية
إنّ طبيعة الاختيار في القرآن الكريم إنما تأتي بحسب حاجة السياق أو النظم لا بحسب مطلبٍ شكلي مسبق يُفرض على السياق (قد يكون متوافقاً صوتاً ودلالةً معه) بدايةً إلا أنه يبقى مفروضاً حتى بعد انعدام التوافق لتغير السياق كما في القافية في البناء الشعري والسجع في البناء النثري ( الفني ) ، ولعل هذا أكبر عيب يوجهه النقد الصوتي إلى قصيدة الشعر العمودي والنثر الفني ( المسجوع ) لأنّ ( المؤلف ) يكون هنا أمام اختيار ملزَمٌ على فعله ؛ لذلك قيل قديماً ( فواصل القرآن تابعة للمعاني وأما الأسجاع فالمعاني تابعةٌ لها )( 1 ) ، ولعل هذا أبرز سمةٍ أسلوبية اختص بها القرآن تتمثل في أنه لم يكن مختاراً لما يُعدُّ الأفصح أو حتى المشتهر من أساليب العرب وإنما كان حرّاً حريّةً كاملة في اختياراته الأسلوبية الأمر الذي لم يعطه التفرد الشكلي فقط وإنما حاز التفرد المعنوي كما سيأتي إن شاء الله تعالى .
ومن هذا - ورغم اعترافي الكامل بالوحدة الموضوعية للسورة ككلّ - يمكن أن نقسم السورة الواحدة إلى عدّة بنى منفصلة أسلوبياً بحسب الاستعمال الصوتي للفاصلة ، فكلُّ مجموعةٍ من الآيات تتناول جانباً معيناً ( على مستوى الدلالة أو الصورة ) تشترك في استعمال فاصلةٍ معينة ما أن تتغير حتى يكون هذا الجانب ( الدلالي أو الصوري ) قد تغير لا لتغير الفاصلة ، لأن التغير كان له ومن أجله ، و كل هذه التشكيلات ذات الفواصل المتحدة تنصب في وحدة موضوعية واحدة تتجلى في أوضح صورها في اختيار المفردة ( صوتاً ودلالةً وبنيةً وحالاً ) في كل السور القرآنية ، وخير مثالٍ على ذلك سورة الضحى حيث يمكن أن تكتب الفاصلة- وحسب التشكيلات الأسلوبية - بالشكل الآتي :(1/1174)
( والضحى ، والليل إذا سجى ، ما ودّعكَ ربُّكَ وما قلى ، وللآخرة خيرٌ لكَ من الأولى ، ألم يجدكَ يتيماً فآوى ، ووجدكَ ضالاً فهدى ، ووجدكَ عائلاً فأغنى ،
فأما اليتيمَ فلا تقهر * وأما السائلَ فلا تنهر * وأما بنعمة ربِّكَ فحدِّث )( سورة الضحى ) .
فما أن انتقلت الفاصلة من صوت ( الألف ) إلى ( الراء ) ، إلا وقد انتقل قبلاً المعنى الدلالي ذو الجرس المدّي ( الألف ) المناسب لمقام تطمين الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بعد انقطاع الوحي وإخباره بعدم (التوديع ولا القلى) لذلك ما كان أنسب هنا من صوت المدِّ ( الألف ) ليكون فاصلة وجاء اختياره دون أصوات المدِّ الأُخر لعذوبته ورقته ( 2 ) ، والتي ناسبت الألفاظ الرقيقة المختارة ( الضحى ، سجى ، ودعك ... ) ذات الجرس الهادئ ، فالألف هو الصوت الذي يمثل الوضوح السمعي الأعلى في أصوات العربية لامتداده ( 3) ، وهو السرُّ في اختيار ( الضحى ) قسماً فدلالة الوضوح هي الملحوظة في كل الاستعمالات الحسية للمادة ( ضحى ) فالضاحية السماء ، وقيل لما ظهر وبدا ضاحية ... ( 4 ) .
أقول ما إن انتقلت الفاصلة حتى انتقل قبلها المعنى لذلك جاءت تبعاً له مناسبةً ما دلّ عليه من أمر وإلزام ، ولما لم يكن الصوت الممتد ملائماً له عُدِلَ عنه إلى صوت ( الراء ) المكرر الذي يشبه بصوته الإلزام والتأكيد خصوصاً بعد إن جاء بعد ( الهاء ) الصوت الحلقي ( ثاني أبعد مخرج صوتي في أصوات العربية ) ( 5 ) مما سيعني امتداداً في النفس لمسافة طويلة نسبياً إلى أن يقطع تماماً عند نطق ( الراء ) نتيجة انطباق اللسان على اللثة ( 6 ) .(1/1175)
وكما قلت أولاً فإن هذه التشكيلات الصوتية بحسب الفاصلة تنصب في وحدة موضوعية واحدة تتضح في كيفية اختيار المفردة ( صوتاً ودلالة وبنية وحالاً ) على طول السورة مما يحقق علاقات مترابطة داخل البنية الكلية ففي سورة الضحى قال تعالى : ( ولسوف يعطيك ربُّكَ فترضى ) ( الضحى : 11 ) حُذف المفعول الثاني لـ ( يعطيك ) وهو العطية والسبب في ذلك أن السياق هو سياق ترضيهٍ وتأميلٍ بالفضل العظيم فلو ذُكِرَ أي مفعولٍ يحدّدُ نوع العطية لخرجت بقية الأنواع منها فلو قيل يعطيك الرحمة أو الفضل أو الجنة … الخ لما جاء التعبير على ما هو عليه الآن إذ كلّ ما يمكن أن يُتَصوّر من نِعَمٍ وعطايا يمكن أن يدخل تحت هذا المحذوف , فلا وجه لتحديد المقصود بالعطاء كما تقول بنت الشاطئ بل المفضل إطلاقه مسايرةً للبيان القرآني الذي لم يشأ أن يحدده فحسبُ الرسولُ ( صلى الله عليه وسلم ) الإعطاءُ الذي يرضيه وليس وراء الرضى مطمح ولا بعده غاية … والأليق بجلال الموقف أن يُكتفى فيه بالرضى على ما أراد البيان القرآني وهو فوق كل تحديد ووراء كل وصفٍ ( 7 ) ، وفي التشكيل الأوّل قال تعالى : ( ما ودّعك ربُّك وما قلى ) (الضحى :3 ) حيث حُذِفَ الضمير العائد على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في ( قلى) إذ الأصل ( قلاك ) ، وقد أضافت بنت الشاطيء إلى مذهب الزمخشري والطبري وأبي حيان ، مِن أن الحذف للاختصار اكتفاءً بفهم السامع للمعنى إذ كان قد تقدم ذلك قوله : ما ودعك فَعُرِف أنّ المخاطب به النبي ( صلى الله عليه وسلم )( 8 ) سبباً ألطف وأدق وهو ( تحاشي خطابه تعالى لحبيبه المصطفى في مقام الإيناس : ( ما قلاك ) ؛ لما في ( القلى ) من الطرد والإبعاد وشدة البغض أمّا ( التوديع ) فلا شيء فيه من ذلك . بل لعل الحس اللغوي فيه يؤذن بالفراق (على كُرْهٍ ) مع رجاء العودة ) ( 9 ) وكان هذا الملحظ السبب في رفضها تعليل الحذف برعاية الفاصلة فقط إذ ليس من المقبول عندها أن(1/1176)
يقوم البيان القرآني على اعتبار لفظي محض وإنما الحذف لمقتضى معنوي بلاغي يقوّيه الأداء اللفظي دون أن يكون الملحظ الشكلي هو الأصل لأن البيان القرآني لو كان مما يتعلق بمثل هذا لما عَدَلَ عن رعاية الفاصلة في آخر سورة الضحى ( 10 ) ، ( التشكيل الثالث ) : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، ولأي باحثٍ الحق في أن يسأل عن سبب مجيء الثاء فاصلةً هنا ، علماً أن سورة ( الضحى ) لم يرد فيها كلها صوت الثاء إلا في هذا الموضع ، بل إنّ الثاء لم يأتِ فاصلةً في جميع القرآن غير هذا الموضع ، فلماذا عُدِلَ عن الراء في هذا الموضع وحده ، وفي السعة أن يقال ( وأمّا بنعمة ربِّك ) فخبّر ، ويمكن الإجابة عند ذلك بعدة أجوبة كلّها تؤكّد صحة هذا الاختيار وقصديته منها :(1/1177)
إنّ ( خَبِّر ) لو استبدلت - في غير القرآن - مكان ( فحدّث ) لكانت موافقةً من حيث كونها فاصلة لـ ( فلا تقهر ، وفلا تنهر ) بالحرف لا بالصفة الصوتية لأن ( فخبّر ) – ساكنة الراء لغير الوقف مكسورٌ ما قبلها – ستكون مرققة لأن الكسرة لازمة غير عارضة متصلة بالراء في كلمتها وليس بعد الراء حرف استعلاء وهذه شروط ترقيق الراء الساكنة لغير الوقف بعد كسرٍ ( 11 ) في حين أن الراء في ( تنهَرْ وتقهَر ) مفخمة لوقوعها بعد الفتحة وهذا شرطها ( 12 ) كما أن اختلاف حركة ما قبل الراء مختلفة والراء ساكنة وقد عيب هذا في قافية الشعر عند أغلب العروضيين وسمَوه بـ ( سناد التوجيه ) وهو اختلاف حركة ما قبل الروي في القافية المقيدة بالسكون ( 13 ) وبالمقابل فإن صوت الثاء مما يوافق حاجة ودلالة السياق تماماً فهو من حروف التفشي ( 14 ) على أن السبب الدلالي هنا مهمٌ في هذا العدول فلا يصح ما يقال من ترادف مثل ( حدِّث وخبَّر ) فبينهما عدّة فروق كلُّها تحتم اختيار ( فحدِّث ) في هذا السياق مثل ( 15 ) : إنّ الإخبار أو الخبر هو : القول الذي يصحُّ وصفه بالصدق والكذب ، ويكون الإخبار به عن نفسك وعن غيرك … والحديث في الأصل هو ما تخبر به عن نفسك من غير أن تسنده إلى غيرك ، والدليل على هذا أنه يُقال فلان يحدث عن نفسه … وهو حديث النفس ولا يقال يخبر عن نفسه ولا هو خبر النفس ، ويجوز أن يُقال : إن الحديث ما كان خبرين فصاعداً إذا كان كلّ واحدٍ منهما متعلقاً بالآخر فقولنا : رأيت زيداً خبرٌ ، ورأيت زيداً منطلقاً حديثٌ … وبهذا ندرك أنّ السر في تغير نظام الفواصل ناتج عن أن لهجة الحكم تقتضي أسلوباً موسيقياً غير أسلوب الاستعراض وتقتضي إيقاعاً رصيناً بدل إيقاع القصة الرخي المسترسل وكأنما لهذا السبب كان التغيير )(16) .
مغايرة الفاصلة للقياس اللغوي :(1/1178)
1 - بالحذف : قال تعالى : ( والليل إذا يسرِ )( الفجر : 4 ) ، وقال تعالى : ( وثمود الذين جابوا الصخر بالوادِ )( الفجر : 9 ) وقال تعالى : ( حكمة بالغة فما تغني النذر) ( القمر : 5 ) .
فيلاحظ حذف حرف من بنية المفردة وبما يجعلها موافقة للفواصل السابقة ، وقد استحسن الفراء هذا الحذف قائلاً : ( وحذفها أحب إليّ لمشاكلتها رؤوس الآيات ولأن العرب قد تحذف الباء وتكتفي بكسر ما قبلها منها ) ( 17 ) ، وقد اشتهر هذا الرأي فيما بعد ( لأن القاعدة عندهم إثبات ياء العلة في الفعل المضارع المرفوع وإثبات ياء الاسم المنقوص مجروراً ومرفوعاً إذا اقترن بـ: أل أو أضيف )( 18 ) .(1/1179)
وقد اعترضت بنت الشاطئ على هذا وردَّت هذا الرأي لأن القرآن الكريم لم يقتصر على حذفهما هنا في مقاطع الآيات ليسلَّم لهم القولُ بأنّ الحذف قُصِدَ به إلى رعاية الفواصل وإنما حُذِفت ياء المضارع المرفوع المعتل الأخر وواهُ أيضاً وياء المنقوص مضافاً ومعرفاً بأل في أواسط الجمل ودَرْج الكلام كالذي في الآيات الآتية ( 19 ) : ( ولَهُ الجوارِ المنشئاتُ في البحر كالأعلامِ )( الرحمن :24 ) و ( فلا أقسِمُ بالخنس . الجوارِ الكنسِ )( التكوير : 15 ) وقد ردَ الدكتور محمود أحمد نحلة كلام السيدة بنت الشاطيء مع تأكيده على أنه يتفق معها ابتداءً على أن الفواصل تابعة للمعاني ذاكراً أنّ الفراء بريءٌ مما نسبت إليه السيدة الفاضلة ذلك أنّ الفراء إنّما كان يتخذ من رعاية الفاصلة وسيلةَ ترجيحٍ لبعض القراءات القرآنية (20) ، وما ذكره صحيح فبنت الشاطيء عدّت القول السابق للفراء تصريحا بان ياء العلِة حذفت من ( يسري ) لمشاكلة رءوس الآيات ( 21 ) وإنّما قول الفّراء كاملاً ( وقد قرأ القرّاءُ ( يسري ) بإثبات الياء و( يسرِ ) بحذفها ) ثم قال ( وحذفها أحبُّ أليَّ لمشاكلتها رءوس الآيات .. )(22) فكلامه إنّما كان في سياق المفاضلة بين قراءتين وهكذا فعل بين قراءتي ( نخِرة ) و ( ناضِرة ) إذ قال : ( وناضرة أجود الوجهين في القراءة لأنّ الآيات بالألف … )(23) مع أنّ قراءة المصحف (قراءة حفص) (نخرة) الأمر الذي يعني أنّ الفراء كان يعتمد هذا في المفاضلة بين القراءتين لا توجيه قراءة المصحف ، ويبدو أنّ الدكتور لم يتضح له تماما قول بنت الشاطيء ( وقد يسبق إلى الظن أنّ الياء والواو حُذِفتا فيها للتخلص من التقائهما ساكنتين بساكنٍ بعدهما إلا أن نلتفت إلى آيات هود والبقرة والقمر والحرف فيها غير متلوٍ بحرفٍ ساكن )(24) فقد فهم الدكتور من هذا النصّ أنّ السيدة عائشة لا توافق على هذا التعليل ( أي الحذف للتخلص من التقاء الساكنين ) وعَدّ هذا الرأي(1/1180)
مرفوضاً لأنّ الحذف في درج الكلام في بعض المواضع لا يعني تعميم الحكم في كل موضعٍ وبخاصة إذا كانت له علة أخرى ظاهرة ومقبولة من الوجهة اللغوية (25) ، ولا أرى في كلام السيدة عائشة عدم موافقةٍ على الحذف للتخلص من التقاء الساكنين وإنما قالت ( حذفت فيها ) أي جميع الشواهد التي استقرتها بنت الشاطيء حسب منهجها فهي بقولها إنما رفضت أن يكون الحذف تخلصاً من التقاء الساكنين عِلةً لجميع ما حُذِف من شواهد .
وإذا كان أغلب الدارسين للتعبير القرآني قد توقفوا عند مثل قوله تعالى : ( والليلِ إذا يِسرِ ) دون ذكرِ علةٍ لهذا الحذفِ غير ما سبق من رعايةٍ للفواصل ، فقد قدَّم الدكتور إبراهيم السامرائي تعليلاً دقيقاً لهذا الحذف مداره العناية بطول الآية ومشاكلتها في الطولِ لبقية الآيات التي قبلها سّماه ( بديع القرآن ) فـ ( جملة هذه العناية بطول الآية واستبدال بعضِ الكلم ببعض مقصود لما يؤدي إليه من نظامٍ حسنٍ هو أسلوب ( بديع القرآن ) ) فالحذف عنده هنا لا يجوز إلا في مقامٍ يستدعيه ضربٌ من المشاكلة أو التناسب كما في ( يسرٍ ) فبالإضافة إلى رعاية الفواصلِ القائمة على الراء المكسور بكسرة طبيعية تأبى أن تطول الكسرة بعد الراء في الفعل فيكون منها المدّ الطويل بالياء ، وفي ذلك مُراعاة لطول الفِقَر التي تضمنتها الآيات ولما كانت الياء تخلُّ بهذا الطويل المقدّر المقيس حُذِفت مشاكلةً وتناسباً ومثل هذا حذف ياء الإضافة في قوله تعالى : ( فكيف كان عذابي ونُذُر )( القمر : 20 ) وحذف المفعول كما في قوله تعالى : ( ما ودعك ربُّك وما قلى )( الضحى : 3)(26) .(1/1181)
2 - بالزيادة : قال تعالى : ( وطور سينين )( التين : 2 ) فقد عَدَلَ في هذا السياق عن الصيغة الأخرى التي وردت في سورة ( المؤمنون ) وهي { طور سيناء } ( المؤمنون : 20 ) ومنه قوله تعالى : ( وتظنون بالله الظنونا )( الأحزاب : 10 ) فقد قال الدكتور إبراهيم السامرائي ( ولولا رعاية الفاصلة ... لكان من الصواب والصحة أن تكون الآية ( وتظنون بالله الظنونَ )(27) ، وهو يعود إلى فكرة التناسب والتشاكل في قوله تعالى : ( إنا اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً وسعيراً )( الإنسان : 4 ) وذلك ليتناسب قوله ( سلاسلاً ) مع قوله ( أغلالاً وسعيراً ) فالتناسب مقصود يقتضيه تجويد الأداء (28) ، وإذا كانت فكرة التناسب والتشاكل جديرة بالاهتمام من حيث طول الجملة وإيقاعها إلا أنَّ هذه الفكرة ليست إلا تكراراً لفكرة مراعاة الفاصلة عندما يقصد بالتشاكل مجرد تناغم بين الألفاظ وهذا عين ما رفضته بنت الشاطيء إلا بعد إيجاد سبب دلالي لهذا ، ذلك أن المشاكلة اللفظية عندما تدرس بمعزلٍ عن الأسباب الدلالية أو الاقتضاءات المعنوية التي تواشج دلالة السياق العامة ستؤدي إلى مثل ما وقع به الفراء في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربّه جنتان )( الرحمن : 46 ) حيث قال : ( ... وقد يكون في العربية : جنّة تثنيها العرب في أشعارها ؛ أنشدني بعضهم … وذلك أن الشعر له قوافٍ يقيمها الزيادة والنقصان فيحتمل ما لا يحتمله الكلام … )(29) وقد وصف الرازي هذا القول بالباطل (30) ، وقال ابن قتيبة : ( وهذا من أعجب ما حُمِلَ عليه كتاب الله ونحن نعوذ بالله أن نتعسف هذا التعسف ونُجيز على الله - جلَّ ثناؤه – الزيادة والنقص في الكلام ، لرأس آية … أما أن يكون الله عز وجلّ وَعَدَ جنتين فيجعلهما جنّةً واحدة من أجل رؤوس الآي - : فمعاذ الله )(31) ، والدليل على صحته ما قاله ابن قتيبة مجيء السياق بوصفهما بصفات الأثنين فقال : ( ذواتا أفنان ) ( الرحمن : 48 ) ثم قال : ((1/1182)
فيهما … فيهما )( الرحمن : 50 ، 52 )(32) .
وعوداً إلى موضوع الحذف والزيادة في الفاصلة يمكن أن يُعدَّ موقف ابن قتيبة الأكثر اعتدالاً إذ جوّز في رؤوس الآي أن يزيد هاء السكت كقوله تعالى : ( وما أدراك ماهيه )( القارعة : 10 ) وألفاً كقوله تعالى : ( وتظنون بالله الظنونا ) ( الأحزاب : 10 ) أو يحذف همزة من الحرف ... أو ياءً كقوله تعالى : ( والليل إذا يسرِ ) لتستوي رؤوس الآي على مذهب العرب في الكلام إذا تمَّ فآذنت بانقطاعه وابتداء غيره لأنه مما لا يزيل معنى عن جهته ولا يزيد ولا ينقص ... (33) .
وبهذا يمكن الوثوق بأن القرآن اعتنى بالجانب الصوتي من حيث المشاكلة والتناسق دون أن يُخلَّ ذلك بدلالة التعبير بل جاءت هذه العناية غالباً وبما يخدم ويضفي على التعبير قيماً دلالية جديدة كما سيأتي ، ومن هذا التأكيد أستطيع القول بغرابة ما ذهب إليه الدكتور إبراهيم السامرائي في قوله عن تقديم ( إيّاك ) في قوله تعالى : ( إيّاك نعبدُ وإياك نستعين )( الفاتحة : 4 ) : ( ... إن العناية بالشكل في نظام الفواصل هذا هي وحدها استدعت هذا التقديم وليس من أجل غرض آخر ) (34) لأن مقتضى الإعجاز كما تقول بنت الشاطيء : أنه ما من فاصلة قرآنية لا يقتضي لفظُها في سياقه دلالة معنوية لا يؤديها لفظ سواه قد نصل إلى تدبره فنهتدي إلى سرّه البياني وقد يغيب عنا فنقرُّ بالقصور عن إدراكه (35) ، والذي قالته السيدة بنت الشاطيء هو الصحيح لا من منطلق العقيدة الدينية وتقديس القرآن - وإن كان هذا كافياً - وإنما من عدة ملاحظات استطاع الباحثون المحدثون أن تسجيلها منها :(1/1183)
1. اختيار مفردة لمعناها مع وجود أخرى تحقق الفاصلة : قال تعالى : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )( الحج : 26 ) وقبلها ( ....... وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)( الحج 27 ) فقد عدل عن ( بعيد ) كفاصلة واستخدم ( عميق ) بدلاً منها مع إنها هي ما يُشاكل الفاصلة السابقة ( السِّجُود ) وذلك لأن السياق يُعبر عن مشقة السفر وبعده وفي العمق تصوير ( لما يشعر به المرء أمام طريقٍ حُصِرَ بين جبلين فصار كأنَّ له طولاً وعرضاً وعمقاً ) (36) ، وقال تعالى : ( قل أعوذُ بربِّ الفلقِ * من شرِ ما خلق * ومن شرِّ غاسقٍ إذا وقب * ومن شرِ النفاثاتِ في العقد * ومن شرِّ حاسدٍ إذا حَسَد ) ( سورة الفلق ) فلماذا عدلَ إلى ( وقبَ ) وفي السعة أن يقال إذا ( غسق ) فيكون التعبير( ومن شر غاسقٍ إذا غسق ) ولاسيما وأن مثل هذا التكرار قد استعمل في السورة نفسها ( ومن شر حاسدٍ إذا حسد ) وبذلك تنسجم صوتياً مع الفواصل السابقة . ( يقال : غسق الليل وأغسق ، إذا أظلم ) (37) ، وهم يفسرون ( إذا وقب ) بالليل ( إذا دخل في كل شيءٍ وأظلم ويقال : غسق وأغسق ) (38) أو دخل وهجم ... بظلامه (39) ، فإذا كانت اللفظتان متقاربتين إلى هذه الدرجة من الدلالة فما هو سبب العدول إلى ( وقب ) دون ( غسق ) مع أنّ الثانية هي التي تحقق الجرس الصوتي المتشاكل مع ما موجود من فواصل ولم أجد من استطاع أن يتنبه للمزية الإعجازية في الأسلوب القرآني في هذه الآية إلا الشعراوي فقد أفاد الشيخ من الإيحاء الدلالي لـ ( وقب ) اعتماداً على أصلها في المعنى ليشكل بهذا الفعل صورة قرآنية ما كانت لتحصل أبداً لو استخدم فعل ( غسق ) فالأصل في الغاسق الدافق والأصل في الوقب النقرة في الجبل (40) يجتمع فيها الماء ثم تسيل فإذا بلغ من شدة المطر أنه يعمل حفرة في الجبل فهو إذن مطرٌ غزيرٌ شديدٌ جداً وهذا المطر لا ينشأ بهذه الصورة إلا من غيم(1/1184)
وسحاب وهذا الغيم سيكون لذلك كاسياً للسماء ، والإنسان لا يستغرب أو يخاف الظلام في الليل ، لكنه يستغرب منه في النهار والشمس طالعة ثم يكسوها السحاب وبعد ذلك ينزل المطر ، الظلمة في النهار هي الملفتة وأما في الليل فلا وجه للاستغراب أو الخوف … فكأنهم أخذوا ( الغاسق ) الذي هو الليل المظلم حين يتدفق ويسيل ويشمل الكون من الماء الذي ينزل ( ينقر في الجبل ) وهو لا ينقر في الجبل بهذه القوة إلا إذا كان غزيراً ودائماً وطويلاً لأنه يحتاج لمدة طويلة ليفعل ذلك إذن فالغيم حجب الشمس ممّا أدى إلى الظلام ، الظلام الذي هو في غير موضعه (41) ، مما سيكون أدعى للخوف والرهبة ، وربما ظنّ ظآنٌّ بعد مثل هذا وليس ببعيد إذ إن مدار قول أغلب من فسّر الآية كان على مجيء الظلام بعد النور يقول ابن القيم : ( والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة ) (42) ، ولعله مما يؤيد قول الشعراوي قوله ( صلى الله عليه وسلم ) للسيدة عائشة ( رضي الله عنها ) عن القمر (استعيذي بالله من شرِّ هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب )(43) إذ هو اختفاء مصدر الضوء ولم يرتض ابن القيم تفسير الحديث بأنه الخسوف لأن أحداً من أهل اللغة لم يقل بذلك (44) ويؤكد كلام الشعراوي السابق ما فهمت السيدة الفاضلة بنت الشاطيء من دلالة ( الغساق ) - عند العرب - على ما ( يسيل من صديد والجرح المنتن منقولاً إليه من إغساق العين إذا دمعت من رَمَدٍ ومنظوراً في الغساق إلى غشية الرؤية وإظلامها في دمع العين يسيل من رَمَدٍ … )(45) .(1/1185)
2. اختيار فاصلة خاصة منفردة : كما في الفاصلة الأخيرة من سورة الانفطار قال تعالى : ( يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمرُ يومئذٍ لله )( الانفطار : 19 ) حيثُ يُلاحظ في هذه السورة عدة اختيارات على مستوى المفردة منها : أن السورة كانت تلتزم فاصلة واحدة لكل سياق داخلها وأنها التزمت منذ الآية الرابعة وإلى الأخيرة ( النون ) و ( الميم ) روياً للفاصلة ، ويُلاحظ أنّ لفظ الجلالة ( الله ) لم يرد إلا فاصلة في الآية الأخيرة (46) ، كما يُلاحظ أنه تمّ العدول عن لفظ الجلالة الله إلى ربك في السورة ( يا آيها الإنسان ما غرّكَ بربكَ الكريم )( الانفطار : 6 ) فما الذي جعل الفاصلة الأخيرة فيها تختار بهذا الشكل لو لم يكن هناك دلالة معنوية أهم في الاختيار من الجانب الصوتي - وإن كانت تحقق ملحظاً جمالياً بحد ذاتها على المستوى الصوتي أفلا يوحي تفردها في نهاية السورة واختتام السورة بها بتفرد المرجعية له سبحانه دونما مشارك واختتام الأمور إليه (47) ، واختيرت الهاء فاصلةً فأعطت صوتياً هذا المعنى حيث يتلاشى النفس عندها تماماً لكونها صوتاً مهموساً ( لا يتذبذب الوتران الصوتيان حال النطق به والوضع الذي يتخذه الوتران الصوتيان في حالة الصوت المهموس هو نفس الوضع الذي يتخذانه في حالة التنفس العادي )(48) ؛ لذلك فأن الصوت المهموس يحتاج في نطقه إلى قوة من إخراج النفس ( الزفير ) أعظم من التي يتطلبها نطق الصوت المجهور (49) ، وبمجرد قراءةٍ متأنيةٍ في هذه السورة يجد القارئ أنها بنيت بطريقةٍ خاصة ، فقد ابتدأت بالحديث عن خلق الإنسان ( … ما غرّكَ بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك )( الانفطار : 1 - 3 ) لتتناول بعد هذا الحديث عن أعمال الإنسان وكتابة الملكين لها ( كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين ... )( الانفطار : 4 - 7 ) لينتقل الحديث بعدها عن يوم القيامة ( إن الأبرار لفي نعيم وإنّ الفجار لفي جحيم يصلونها يومَ الدين ... )((1/1186)
الانفطار : 8 -13 ) لينهي السورة بتحديد منتهى الأمر ومرجعه ( يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ لله )( الانفطار : 14 ) حيث يتفرد الله سبحانه وهو المتفرد بالأمر في الدنيا والآخرة (50) .
3. الاختيار يلغي الزيادة : يقول أحد الباحثين ( إن العلاقة المعنوية بين الفاصلة والآية - كما هي في الأيغال (51) - تختلف عما هي عليه في التعقيب إذ ليس التعقيب بزائدٍ عن معنى الآية أو الآيات قبله... )(52) ، وكأن الفاصلة زائدة - كما هي في الأيغال - عن معنى الآية أو الآيات التي قبلها ، وفي هذا تعارض مع ما سبق الكلام عنه : من أنّ الاختيار على السعة منافٍ للزيادة في اللفظ ، وقد قال البلاغيون بالأيغال لما استشعروا من اضطرارٍ يُلجِأُ الشاعر للقافية لذلك قصروا الأيغال على القوافي أو طرف البيت دون الحشو يقول ابن رشيق : ( هو ضربٌ من المبالغة إلا أنه في القوافي خاصة لا يعدوها )(53) ، فإذا كان الاختيار في القرآن غير مشروطٍ فكيف نقول بكلمات الحاجة والاحتياج التي تعجُّ بها تعريفات ( الأيغال ) ، ثم أليس في التفرقة بين التتميم والأيغال أن الأيغال لا يَردُ إلا على معنى تام من كل وجه (54) ، وهذا إنما يقصد به تمام المعنى الإبلاغي ( الإخباري ) أما التعبير الفني فأنه لا تمام فيه إلا بعد استحضار كل ما يتطلبه المعنى من ألفاظ وتلك لطيفة تنبه لها ابن جني في كلامه عن قوله تعالى : ( فخرّ عليهم السقف من فوقهم )( النحل : 26 ) حيث قال : ( لو قيل : فخرّ عليهم السقف ولم يقل : من فوقهم لجاز أن يُظنَّ به أنه كقولك : قد خُرِّبت عليهم دارهم ، وقد أُهلكت عليهم مواشيهم وغلاّتهم وقد تلفت عليهم تجاراتهم ، فإذا قال : ( من فوقهم ) زال ذلك المعنى المحتمل ، وصار معناه أنه سقط وهم من تحته ، فهذا معنى غير الأول )(55) ، وفرقٌ كبير بين أن يكون اللفظ زائداً وبين أن يكون المعنى به غيره بدونه .(1/1187)
نعم إن البلاغيين يقولون إن في الإيغال مع زيادته نكتة بلاغية وإنه قد لا يخلو من إضافة في توضيح المعنى أو توكيده ، ولنأخذ قوله تعالى : ( وذللت قطوفها تذليلاً ) أو قوله تعالى : ( كلا إذا دُكّت الأرض دكاً دكا )(56) ... الخ .
ولو حذفت ( تذليلاً ) إذا كانت بعد ( تمام المعنى من كل وجه ) سيكون الكلام : وذللت قطوفها ، وبعيداً عن جمالية الإيقاع والمشاكلة التي جاء عليها ، ألا يمكن أن يحمل هذا القول على المجاز كما حُمل غيره ؟ إن وجود لفظة ( تذليلا ) غَيَّر معنى الجملة بل حتّم أن تكون على الحقيقة لأن المجاز لا يؤكد فـ ( العرب لا تؤكد بالمصدر إلا إذا كان الحقيقة )(57) ، فهل مثل هذا زيادة جاءت بعد تمام المعنى من كل وجهة لتشبيه أو تأكيد ؟ والمسلمون من أهل السنة إنما استدلوا على ثبوت كلام الله على الحقيقة بقوله تعالى : ( وكلم اللهُ موسى تكليماً )( النساء : 164 ) لذلك قال الصرصري في قصيدة مَدَحَ فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وتحدث عن عقيدته (58) :
وكلَمَ موسى والكلامُ حقيقة بتوكيده بالمصدر الخصم يُقطَعُ
الحواشي:
1) النكت 89 .
2) كثيراً ما ارتبط الواو وحركته ( الضمة ) بمعنى القوة والياء وحركته الكسرة بمعنى الضعف والرقة .
3) ينظر : علم الأصوات العام 96 .
4) ينظر : التفسير البياني 1 / 30 .
5) ينظر : الدراسات الصوتية 192 .
6) ينظر : علم الأصوات العام 128 .
7) ينظر : التفسير البياني 1 / 38 – 40 .
8) ينظر : الكشاف 4 / 263 – 264 ، والطبري 30 / 147 ، والبحر 8 / 485 .
9) التفسير البياني 1 / 35 .
01) ينظر : المصدر السابق 1 / 35 .
11) ينظر : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد 482 – 483 .
21) ينظر : المصدر السابق 482 .
31) ينظر : فن التقطيع الشعري 282 .(1/1188)
41) ينظر : الرعاية لتجويد القراءة 110 و 201 ، والدراسات الصوتية عند علماء التجويد 319 نقله الداني في التحديد 19 ، و التفشي كثرة خروج الريح وانبساطه عند خروج هذه الحروف ، ينظر : الرعاية 109 والدراسات الصوتية 319 .
51) ينظر : الفروق في اللغة 32 .
61) البيان في إعجاز القرآن 199 .
71) معاني القرآن 3 / 260 .
81) الإعجاز البياني 521 .
91) المصدر السابق 521 .
02) ينظر : لغة القرآن في جزء عمّ 374 – 376 .
12) ينظر : الإعجاز البياني 250 .
22) معاني القرآن 3 / 260 .
32) المصدر السابق 3 / 231 .
42) الإعجاز البياني 252 .
52) ينظر : لغة القرآن في جز عمَّ 378 .
62) ينظر : من وحي القرآن 132 .
72) من وحي القرآن 135 – 136 .
82) ينظر من بديع لغة التنزيل 302 .
92) معاني القرآن 3 / 118 .
03) تفسير الرازي 29 / 124 .
13) تفسير غريب القرآن 440 .
23) ينظر : تفسير غريب القرآن 440 .
33) ينظر : تفسير غريب القرآن 440 .
43) من وحي القرآن 131 .
53) ينظر : الإعجاز البياني 258 والتصوير الفني 90 .
63) من بلاغة القرآن 63 .
73) تفسير المعوذتين 23 .
83) معاني القرآن 3 / 301 ، وينظر : المفردات 830 ، وتفسير مفردات القرآن 935 .
93) ينظر : تفسير الطبري 12 / 226 .
04) الوقبُ كالنقرة في الشيء ينظر : المفردات 830 ، وتفسير مفردات القرآن 935 .
14) ينظر : المختار من تفسير القرآن 3 / 182 .
24) تفسير المعوذتين 24 ، وينظر : عدة المسلمين 263 .
34) تفسير الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 8 / 689 .
44) تفسير المعوذتين 26 .
54) الإعجاز البياني 490 .
64) وبهذا يُعلم خطأ الإشارة التي وردت في جدول مرات ورود لفظ ( الله ) في سور القرآن الذي قام به علي حلمي موسى حيث ذكر أنه لم يرد أي مرّة في سورة الانفطار ، ينظر : استخدام الآلات الحاسبة 1114 .
74) ينظر : الفاصلة في القرآن 208 .
84) الدراسات الصوتية عند علماء التجويد 131 .(1/1189)
94) ينظر : علم اللغة 164 وينظر الدراسات الصوتية 138 .
05) في ظلال القرآن 8 / 496 .
15) الأيغال هو ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بغيرها كزيادة المبالغة … ينظر شروح التلخيص 3 / 220 ومعجم المصطلحات 1 / 229 .
25) أسلوب التعقيب 24 .
35) العمدة 2 / 57 ، وينظر : الخزانة ( الحموي ) 111 .
45) ينظر : تحرير التحبير 241 .
55) الخصائص 3 / 271 .
65) مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية 94 .
75) مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية 94 .
85) ديوان الصرصري ( مخطوط وزارة الأوقاف ) ورقة 71
---
عبدالرحمن الشهري
10-24-2004, 09:40 PM
بارك الله فيكم يا دكتور عامر على هذا البحث الماتع.
---
إبراهيم الحميضي
12-08-2006, 07:59 PM
إحدى الأخوات عندها بحث ماجستير في الفاصلة القرآنية وترجو من أعضاء هذا الملتقى المبارك إفادتها بالكتب والأبحاث المؤلفة في هذا الموضوع ، وجزاكم الله خيرا.
---
مروان الظفيري
12-08-2006, 09:48 PM
ناقش الكاتب والشاعر والباحث الإسلامي الكبير محمد الحسناوي
هذا الموضوع في رسالة جامعية ، ونال بها درجة الماجستير
سنة 1973 م ، وكان يحاضر بها في المراكز الثقافية في سوريا
وأكيد قد قام بطبعها ونشرها
وهو الآن أحد مؤسسي رابطة أدباء الشام
http://www.odabasham.net/
---
جمال أبو حسان
12-10-2006, 03:54 PM
كتبت انا الفقير الى الله تعالى رسالة بعنوان الدلالات المعنوية لفواصل الايات القرانية عجل الله تعالى فرجها
---
مساعد الطيار
12-10-2006, 04:03 PM
كتب الدكتور عبد الفتاح لاشين كتاب بعنوان ( الفاصلة القرآنية ) ، نشر دار المريخ بالرياض 1402هـ الموافق 1982 .
---
(1/1190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير - مقدمة
---
علل أحاديث التفسير - مقدمة
---
يحيى الشهري
03-08-2004, 06:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله، وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فعلم علل الأحاديث من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، وعر المسالك ، ضيق المخارج ، تتقاصر عنه الهمم ، لصعوبته وتشعبه، لا يقوم به إلا من رزقه الله ـ تعالى ـ فهمًا ثاقبًا وحفظًا واسعًا ، ومعرفةً تامةً بمراتب الرواة ، وملكة قوية تحيط بتشعب الأسانيد واختلاف المتون، ولهذا لم يتكلم فيه إلا القليل من أهل هذا الشأن ، كعبدالرحمن بن مهدي، وعلي بن المديني ، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة، ومسلم، والنسائي، والدارقطني ، وغيرهم رحمهم الله.
فهم أهل النقد العارفين بالنقل، الذائقين كلام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالعقل، وهذا العلم مسلم لهم، ولهم فيه معارف وطرق يختصون بها، وقد تناولوا بالنقد كثيرًا من الرواة، وبينوا ما في بعض مروياتهم من العلل، وصنفوا في ذلك المصنفات النافعة.
وهم العارفون بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقاً، وهم النقاد الجهابذة صدقًا، "الذين ينتقدون انتقاد الصيرفي الحاذق للنقد البهرج من الخالص، وانتقاد الجوهري الحاذق للجوهر مما دلس به".
فلذا قصُرت همم كثير من الناس عن تتبع العلل في الأحاديث، والاكتفاء بالحكم المجمل على الأسانيد والمتون، لوعورة هذا المسلك، وعدم ظهور وجه العلة إلا بعد طول الفحص والنظر.
وهذا المنهج فيه من التجوز الشيء الكثير، فكم من حديث أعله الأئمة ، ولم يقبل هذا بعض الناس ؛ لقصورهم عن فهم وجه العلة في الحديث، فدعاهم هذا إلى رد كلام الأئمة المتقدمين، والتصحيح والتحسين لأحاديث كثيرة، هي عند التمحيص معلولة.(1/1191)
وكم كان هذا الأمر يشغلني كثيرًا عند اطلاعي على أحكام كثير من أخوتنا المعاصرين في هذا الباب ، فلما شرفت بدعوة من أخي الفاضل عبدالرحمن البكري المشرف العام على شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، للمشاركة فيما يطرح في هذه الشبكة من مقالات ومشاركات قيمة وأبحاث علمية محررة ، نشطت للكتابة في ما يخص أحاديث التفسير، وبيان عللها.. تمشيًا مع خاصية هذه الشبكة.
وإنما حفزني لذلك أني رأيت بعض الجهود القيمة التي فيها محاولة جمع أحاديث التفسير والكلام عليها، ظهر فيها إهمال جوانب مهمة متعلقة بهذا الباب، سيتضح الكثير منها عند منا قشتنا للأحاديث المعلة.
وحيث إنه كتب في باب العلة الشيء الكثير، فسأكتفي بلمحات حول طرفي العنوان، ثم أختم بمنهجي في عرض الأحاديث وبيان عللها.. ثم أشرع في المراد.
ولربما عرجت على هذا الجانب بدراسة مستفيضة بعد استكمالي الكلام على الأحاديث ـ بإذن الله تعالى ـ إذ إن التعرض لهذا الجانب الآن سيكون فيه جوانب قصور كثيرة.
لمحة عن أحاديث العلل
العلة في اللغة: ذكر ابن فارس في معجمه (مقاييس اللغة): أن لكلمة (أعل) أصولاً ثلاثة صحيحة:
أحدها: التكرر أو التكرير.
الثاني: العائق الذي يعوق.
الثالث: الضعف في الشيء.
ولعل أقربها لاصطلاح المحدثين الأصل الثالث .. فالمراد بالضعف المرض، يقال: علّ المريض، يعِلُّ، علَّة، فهو عليل، وأعله الله فهو مُعل.
ووجه المناسبة أن العلة إذا طرأت على الحديث ظاهر الصحة أعلته، ونزلت به من الصحة إلى الضعف.
والقياس عند أهل اللغة أن يسمى (المُعل) لأنه اسم مفعول من الفعل (أعل).
ويجوز فيه (المعلل) أخذ من الأصل الثاني عند ابن فارس.. يقال: أعله عن كذا أي أعاقه وشغله وألهاه.
وعلى هذا يكون المعنى: الحديث الذي أعاقته العلة ، وشغلته، فلم يعد صالحًا للعمل به.
قال الحافظ العراقي:
وسمّ ما بعلةٍ مشمولُ * مُعللاً ولا تقل معلولُ(1/1192)
وقد اشتهر عند المحدثين تسميته بالمعلول. وإن أنكرهذا ابن الصلاح والنووي والعراقي.
وممن حفظ عنه استخدام هذا البخاري، والترمذي، والدارقطني، وابن عدي، والحاكم، والخليلي، وابن عبدالبر، والبيهقي، والسخاوي.
وسمى ابن حجر كتابه (الزهر المطلول في الخبر المعلول).
وقد خرج لهم البعض وجهًا يصح به ما أطلقوه من جهة اللغة .. قال ابن سيده في (المحكم): " واستعمل أبو إسحاق لفظة (المعلول) في المتقارب من المعروض، والمتكلمون يستخدمون لفظة (المعلول) في مثل هذا كثيرًا ، فلست منها على ثقة ولا ثلَج، لأن المعروف إنما هو (أعله الله فهو معلّ)، اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه، من قولهم : (مجنون) ، و (مسلول) من أنهما جاءا على جننته وسللته ولم يستعملا في الكلام واستغنى عنهما بأفعلت، وإذا قالوا: جُنَّ وسُلَّ فإنما يقولون: جُعل فيه الجنون والسِّل، كما قالوا: حُزن وفُسل". اهـ.
والعلة في اصطلاحهم: تطلق على كل ما فيه علة سواء كانت خفية أو ظاهرة، قادحةً أو غير قادحة، فكل ما فيه علة يصح أن يقال: إن فيه علة، وهذا حديث معلول.
وكل اختلاف في الحديث يمكن أن يسمى علة، سواء كان هذا الاختلاف يؤدي إلى رد الحديث أو عدم رده.
فالمعنى العام إذًا: كل ما حصل فيه قدح في صحة الحديث ، سواءً ضعِّف به الحديث أم لا.
والعلماء النقاد يعبرون بذلك، فيطلقون العلة على العلة الخفية، والعلة الظاهرة، وعلى العلة القادحة، وعلى العلة غير القادحة.
فلذلك سنسلك هذا المسلك، وذلك ببيان أوجه الاختلاف سندًا ومتنًا، حتى وإن لم يكن للعلة أثر على صحة الحديث وضعفه.
فإذا أطلقنا العلة فالمراد المعنى الخاص فإنما نقصد بها العلة الخفية التي تقدح في صحة الحديث.
وعليه فالمعنى الخاص للعلة: ما لا يدخلها ضرب الجرح والتعديل والكلام عن الرواة بالقبول أو الرد من ناحية الضبط أو من ناحية العدالة.(1/1193)
قال الحاكم في (المعرفة) : " إنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل ، فإنَّ حديث المجروح ساقط واهٍ.
وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات، أن يحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولاً، والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير ". اهـ.
والمعنى العام هو كل ما كان فيه علة، وقلما نستخدمها بهذا المعنى.
وسنتناول في حديثنا النوعين، وإن كان مقصودنا الأسمى النوع الأول.
أجناس العلة:
العلة لها صور بحسب ورودها، وقد قسمها أبوعبدالله الحاكم في كتابه (معرفة علوم الحديث) إلى عشرة أقسام .. وذكرها البلقيني في (محاسن الاصطلاح)، والسيوطي في (تدريب الراوي)، وتتلخص فيما يلي:
أحدها : أن يكون السند ظاهره الصحة، وفيه من لا يعرف بالسماع.
الثاني: أن يكون الحديث مرسلاً من وجه رواه الثقات الحفاظ ، ويسند من وجه ظاهره الصحة.
الثالث: أن يكون الحديث محفوظاً عن صحابي، ويروى عن غيره لاختلاف بلاد رواته كرواية المدنيين عن الكوفيين.
الرابع : أن يكون محفوظاً عن صحابي فيروي عن تابعي، يقع الوهم بالتصريح بما يقتضي صحته، بل ولا يكون معروفا من جهته.
الخامس : أن يكون روى بالعنعنة وسقط منه رجل دل عليه طريق أخرى محفوظة.
السادس : أن يختلف على رجل بالإسناد وغيره، ويكون المحفوظ عنه ما قابل الإسناد.
السابع : الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو تجهيله.
الثامن : أن يكون الراوي عن شخص أدركه وسمع منه، لكنه لم يسمع منه أحاديث معينة، فإذا رواها عنه بلا واسطة فعلتها أنه لم يسمعها منه.
التاسع : أن تكون طريقه معروفة يروي أحد رجالها حديثاً من غير تلك الطريق، فيقع من رواه من تلك الطريق بناء على الجادة في الوهم.
العاشر : أن يروي الحديث مرفوعاً من وجه وموقوفاً من وجه.
قال الحاكم: وبقيت أجناس لم نذكرها، وإنما جعلنا هذه مثالا لأحاديث كثيرة .(1/1194)
وخلاصة هذا أن العلة ترد في الإسناد وقد ترد في المتن، فإذا وقعت في الإسناد فقد تقدح في المتن وقد لا تقدح ، وورودها في المتن كذلك.
أوجه الكشف عن العلل:
1 ـ جمع روايات الحديث الواحد، والموازنة بينها سندًا ومتنًا، فيظهر من الاتفاق والاختلاف مواطن العلل.
قال الخطيبُ البغداديُّ في (الجامع لأخلاق الراوي): "والسبيلُ إلى معرفةِ علة الحديث أنْ يجمع بين طرقه، وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط، كما أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال: سمعتُ أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعتُ عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: سمعتُ نعيم بن حماد، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: إذا أردتَ أن يصحَّ لكَ الحديث فاضرب بعضه ببعض".
وقال علي بنُ المديني ـ رحمة الله عليه ـ: "البابُ إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه".
2 ـ النظر في الأسانيد من حيث النقص والزيادة، والعلو والنزول.
3 ـ أن ينص أحد من الأئمة النقاد على علة في الحديث.
4 ـ كمال المعرفة والفهم، التي يعرف بواسطتها أحاديث الرواة، مما ينبه على علل خفية، لا يحتمله الرواة في حديثهم، وهذا ليس إلا للحذاق من الحفاظ، لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم، إذ يكثر في قولهم : "هذا الحديث يشبه حديث فلان" .. "وهذا الحديث لا يشبه حديث فلان".
وقال ابن رجب في (شرح علل الترمذي): "معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إمّا في الإسناد، وإمّا في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك، وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث".
مظان أحاديث العلل:
من مظان العلل الأحاديث المشهورة، كثيرة التداول، ولذا فلا عجب أن وجدنا العلل في الأحاديث الصحاح بالنظر لكثرة تداولها واختلاف رواتها.(1/1195)
قال الحاكم في (المعرفة) : " وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات، أن يحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولاً". اهـ.
وقد صنفت فيه مصنفات خاصة من أشهرها:
1 ـ العلل الكبير للترمذي.
2 ـ علل الحديث لابن أبي حاتم .
3 ـ المسند الكبير المعلل للبزار. طبع منه تسعة مجلدات بتحقيق محفوظ الرحمن السلفي ـ رحمه الله ـ وطبع من باقيه العاشر والحادي عشر بتحقيق عادل بن سعد.
4 ـ العلل الواردة في الأحاديث النبوية لأبي الحسن الدارقطني. طبع منه أحد عشر مجلدًا بتحقيق محفوظ الرحمن السلفي ـ رحمه الله ـ والباقي ما زال مخطوطًا.
5 ـ العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي.
ومن مظانها كذلك جامع الترمذي، والسنن الكبرى للنسائي، والضعاء للعقيلي والكامل لابن عدي، وتهذيب الآثار للطبري، والحلية لأبي نعيم، والسنن الكبرى للبيهقي.
ومما يجدر التنبيه إليه أن هناك العدد الكثير من الأحاديث التي لم تكشف عللها بعد، فلا عجب أن وجدنا أحاديث معلولة لم نسبق لتعليلها.
أما من ناحية التقعيد فهناك مصنفات ودراسات كثيرة، منها :
1 ـ شرح علل الترمذي لابن رجب .. وهو عمدة في هذا الباب .. مع مقدمته القيمة للدكتور همام سعيد.
2 ـ الحديث المعلول قواعد وضوابط للدكتور حمزة المليباري.
3 ـ الحديث المعل للدكتور خليل ملا خاطر.
وبعض الدراسات والمداخل القيمة بين يدي بعض الرسائل العلمية التي لها تعلق بعلم العلل، مثل علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام لإبراهيم بن الصديق ، ومرويات الزهري المعلة للدكتور عبدالله دمفو ، ويعقوب بن شيبة السدوسي آثاره ومنهجه في الجرح والتعديل لعلي لصياح ، الأحاديث التي أعلها الإمام يحيى بن معين من خلال سؤالات الدوري والدارمي وابن محرز وابن الجنيد والدقاق لهشام الحلاف ، وغير ذلك.
لمحة عن أحاديث التفسير:(1/1196)
نشأت أحاديث التفسير مع نشأة علم الرواية، إذ كان من أبرز مهام النبي (صلى الله عليه وسلم) بيان القرآن الكريم، قال تعالى:?وأنزلنا إليك الذكرلتُبين للناس ما نُزِّل إليهم?. [النحل: 44]. وقال: ?وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمةً لقومٍ يؤمنون? [النحل: 64]. فكانت حياته (صلى الله عليه وسلم)، وهديه وسيرته شارحةً للقرآن الكريم، تفسرمجمله، وتخصص عامه، وتقييد مطلقه. وكان الصحابة يتلقون منه القرآن الكريم تلاوة لألفاظه وبيانًا لمعانيه، فجمعوا بين العلم والعمل.
فعن أبي عبدالرحمن السلمي، قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر آيات، ولا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العمل والعلم، فإنا علمنا العمل والعلم.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم (29929)، وأحمد برقم (23529).
وهذا يدخل فيه تعليم الإسلام والقرآن والسنن والأحكام .. وهذا هو المعنى العام للتفسير النبوي، ويلتحق به تفسير غيره من كبار الصحابة.
أما المعنى الخاص: فهو يقتصر على ما ورد عنه (صلى الله عليه وسلم) من تفسير لآيات بأعيانها، أوأحاديث فيها تأكيد ما ورد في القرآن الكريم من قصص الأنبياء، وأخبار الأمم الماضية، وأحوال الآخرة، والبعث والنشور، والجنة والنار.
ويلتحق بذلك عندهم ما ورد في فضل بعض الآيات والسور، وأسباب النزول، وبيان الناسخ والمنسوخ، واختلاف القراءات.. وهذا المعنى أخذناه من تصرفات المحدثين في تبويبهم.
وقد اشتهر عن جماعة من الصحابة معرفتهم بالتفسير، وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، ابن عباس، وغيرهم.
وقد تصدر منهم ابن مسعود وابن عباس للإقراء والتفسير، خاصة ابن عباس، وبان فيه أثر دعوته (صلى الله عليه وسلم): "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". أخرجه ابن حبان.(1/1197)
واشتهر من تلاميذه مجاهد (101هـ)، وعكرمة (107هـ)، وعطاء (114هـ)، وطاوس (106هـ)، وجابر بن زيد (93هـ)، وسعيد بن جبير (95هـ).
واشتهر كذلك من التابعين أبو العالية الرياحي (90هـ)، وقتادة بن دعامة السدوسي (110هـ)، والحسن البصري (110هـ)، ومقاتل بن سليمان (105هـ)، والضحاك بن مزاحم (105هـ).
ويليهم طبقة السدي الكبير (127هـ)، والربيع بن أنس (140هـ).
وهؤلاء لهم نسخ منثورة عن غير واحدٍ من الصحابة، وقد اشتهر في هذه الفترة تصنيف بعضهم لذلك، كما ورد من تصنيف سعيد بن جبير استجابة لطلب عبدالملك بن مروان، ثم ظهر التصنيف في طبقة تلي هؤلاء بصورة أشمل، من هذه المصنفات:
1 ـ تفسير معمر بن راشد (154هـ).
2ـ تفسير سعيد بن أبي عروبة (156هـ).
3 ـ تفسير الحسين بن واقد المروزي (159هـ).
4 ـ تفسيرزائدة بن قدامة (160هـ).
5 ـ تفسير سفيان الثوري (161هـ).
6 ـ تفسير إبراهيم بن طهمان (168هـ).
7 ـ تفسير عبدالله بن المبارك (181هـ).
8 ـ تفسير هشيم بن بشير (183هـ).
9 ـ تفسير سفيان بن عيينة (198هـ).
10 ـ تفسير عبدالرزاق الصنعاني (211هـ).
11 ـ تفسير ابن أبي شيبة (235هـ).
وقد حوت هذه المصنفات التفسير النبوي، وتفسيرالصحابة والتابعين، وكانت عمدة من أتى بعدهم من مصنفي السنن والتفاسير، يبين هذا سياقهم لأسانيد مروياتهم، وهو ما يعرف في عصرنا هذا بالموارد.
وقد اعتنى المحدثون بأحاديث التفسير فضمنوها مصنفاتهم، لا فرق بين أصنافها ومسانيدها، وكانت من أهم مقاصد مصنفي الأبواب .. فهذا البخاري في (الجامع الصحيح) عقد كتابًا للتفسير أورد فيه (472) بابًا من أبواب التفسير مرتبةً على حسب سور القرآن الكريم وآيه.(1/1198)
قال الحافظ في الفتح (2/743): " اشتمل كتاب التفسيرعلى خمسمئة حديث وثمانية وأربعين حديثا من الأحاديث المرفوعة وما في حكمها، الموصول من ذلك أربعمئة حديث وخمسة وستون حديثا، والبقية معلقة وما في معناه، المكرر من ذلك فيه وفيما مضى أربعمئة وثمانية وأربعون حديثا، والخالص منها مئة حديث وحديث، وافقه مسلم على تخريج بعضها، ولم يخرج أكثرها لكونها ليست ظاهرة في الرفع، والكثير منها من تفاسير بن عباس رضي الله تعالى عنهما وهي ستة وستون".
ثم أردفه بكتاب (فضائل القرآن) وقد ضمنه (37) بابًا.
قال الحافظ في الفتح (9: 103): " اشتمل كتاب فضائل القرآن من الأحاديث المرفوعة على تسعة وتسعين حديثا، المعلق منها وما التحق به من المتابعات تسعة عشر حديثا، والباقي موصولة، المكرر منها فيه وفيما مضى ثلاثة وسبعون حديثا... وفيه من الآثار عن الصحابة فمن بعدهم سبعة آثار والله أعلم ".
ونجد الترمذي في (جامعه) عقد كتابًا في (فضائل القرآن) وأورد فيه (25) بابًا، وفيها قرابة (61) روايةً.
.. ثم تلاه بكتاب القراءات وأورد فيه (13) بابًا، وفيها (27) روايةً .. ثم أعقبهما بكتاب التفسير وأورد فيه (95) بابًا، وفيها قرابة (484) روايةً.
ومن أوسع ما ذكر ضمن كتب السنة الأصول كتاب تفسير النسائي، وهو أحد الكتب الجامعة ضمن سننه الكبرى، ذكر فيه ما يزيد على (420) بابًا، وفيها ما يقارب (735) رواية.
وذكر قبله بعدة أبواب كتاب فضائل القرآن ضمنه (61) بابًا، وفيها (93) رواية، وأبواب قراءة القرآن وفيه (55) رواية.
ضمن هذه الأبواب مجتمعة مئات الآثار، وقليل من الأحاديث المرفوعة الصحيحة وبعض الأحاديث الضعيفة والمعلولة، وستكون تعليلاته (رحمه الله) من مواردنا في هذه المقالات.(1/1199)
ثم برزت التفاسير الجامعة للتفسير بالمأثور كتفسير ابن جرير الطبري ، وتفسير ابن أبي حاتم، وحوى هذان التفسيران كثيرًا من تفاسير التابعين المنثورة، وكانا عمدة كل من أتى بعدهما من مصنفي التفسيربالمأثور، وطيلة القرون اللاحقة لم يخب نور هذين الكتابين وبقيا أهم مصدرين لجميع الدراسات في مجال التفسير وعلوم القرآن إلى يومنا هذا.
ومن التفاسير المشهورة ـ كذلك ـ تفسير البغوي، وتفسير ابن كثير، والدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي .
فأما تفسير البغوي فقد امتدحه ابن تيمية وقال: إنه أحسن التفاسير.. وقد حوى قدرًا لا بأس به من الأحاديث المرفوعة.. وهو في مجمله تحرير لتفسير الثعالبي.
وتميز تفسير ابن كثير بالجمع والاختصار والعزو للأصول مع التمحيص والحكم في بعض الأحيان.
أما تفسير السيوطي ففقد قيمته الصناعية لكونه ليس مسندًا، ولو ظهر أصله (ترجمان القرآن) لكان نافعًا.
أما ما سوى هذه الأصول فيكثر فيها الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة، ولعل السبب في ذلك ندرة الأحاديث الصحيحة والثابتة المرفوعة، حتى اشتهر عن الإمام أحمد قوله: ثلاثة كتب ليس لها أصول وهي: المغازي ، والتفسير، والملاحم. أخرجه الخطيب في (الجامع) من طريق الميموني.
قال ابن حجر: ينبغي أن يضاف إليها الفضائل فهذه أودية الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ إذ كانت العمدة في المغازي على مثل الواقدي، وفي التفسير على مثل مقاتل والكلبي، وفي الملاحم على الإسرائيليات، وأما الفضائل فلا يحصى كم وضع الرافضة في فضل أهل البيت، وعارضهم جهلة أهل السنة بفضائل معاوية بدأً، وبفضائل الشيخين وقد أغناهما الله وأعلى مرتبتهما عنها. اهـ.
وقد اختلف في مراد أحمد بهذا الحرف.. فحملها الخطيب والذهبي وغيرهما على أن مراده بذلك كتبًا مخصوصة.(1/1200)
قال الخطيب في (الجامع): "وهذا الكلام محمول على وجه، وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها، فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة اتصلت أسانيدها إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) من وجوه مرضية وطرق واضحة جلية.
وأما الكتب المصنفة في تفسير القرآن فمن أشهرها كتابا الكلبي ومقاتل بن سليمان... ولا أعلم في التفسير كتابًا مصنفًا سلم من علة فيه أو عري من مطعن عليه ". اهـ.
ويرى القاسمي: أن معنى ذلك أن الغالب عليها أنها مرسلة. وهو رأي وجيه.
وقد أنكر المحدثون على أهل الزهد والتصوف كثيراً مما ذكروه في كتبهم من الأحاديث الموضوعات، كحال الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين)، وأبي طالب المكي في (قوت القلوب)، وأبي الليث السمرقندي في (تنبيه الغافلين).
وكذلك أنكروا على أهل التفسير ما يوردونه في تفاسيرهم من أحاديث مكذوبة وإسرائيليات باطلة مستشنعة. كحال ما أورده الكلبي ومقاتل في تفسيريهما، وأبو بكر النقاش في (شفاء الصدور)، والثعالبي في (الكشف والبيان)... وفي مصنفاتهم من الكذب ما لا يخفى بطلانه، خاصةً ما كان في باب فضائل الآي والسور، فمن لم يميز يقع في غلط عظيم، وربما اغتر به البعض فنقله، وربما عمل به.
لمحة عن المنهج المتبع :
سيكون معولنا في ما نذهب إليه من كشف علل الأحاديث، على أئمة النقد المتقدمين، الذين مهروا في معرفة العلل، مع ما يفتح الله به من الفهم والمعرفة.. ولما كانت العلل لا توجد إلا في الأحاديث التي يظن بها الصحة، فإن من شرطنا:
عدم إيراد الأحاديث الضعاف البين ضعفها، فهي وإن كانت معلولة، إلا أنه لا يجري عليها مصطلح العلة ، من حيث الخفاء والغموض.(1/1201)
وألا نورد حديثًا صحيحًا من كل وجه لا علة فيه، فدخل معنا بهذا كل حديث صح من وجه وأعل من وجه آخر.
ومن شرطنا (كذلك): عدم إيراد الأحاديث الغرائب التي تفرد بها الثقات أو من دونهم إذ لا وجه للعلة فيها، إلا إذا صُححت وظهر لي في تصحيحها نظر، فأوردها من باب التنبيه على نكارتها.
وألا أتعرض للآثار إلا في أضيق الحدود.. إذ المقصود بأحاديث التفسير هنا الطراز الأول المنقول عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وسوف أتعرض لتراجم الرواة، وبيان أوجه التجريح والتعديل في البعض منهم، ممن يكون للكلام فيه أثر على الحديث، وأعرض عن بقية الرواة الذين لا يظهر لهم أثر في ضعف الرواية أو إعلالها، وسوف يكون ذلك بطريقة مجملة مختصرة.
وأتعرض كذلك لبيان بعض القواعد الحديثية الاصطلاحية.. التي يتم بواسطتها معرفة بعض وجوه العلل.
وربما نبهت على بعض اللطائف الإسنادية، المتعلقة بما أورده من أحاديث.
وربما فسرت الغريب، وذكرت بعض الفوائد إن اقتضى الحال.
على أني لن ألتزم منهجًا معينًا في عرض المادة العلمية، إذ أنه لم يسبق لي أن كتبت في هذا الموضوع، فسأقوم بالكلام على الحديث وفق ما يتفق لي، في كل حديث بحسبه، منتظرًا إفادة القراء ومشاركاتهم لزيادة التحرير.
وسوف أبتدئ (بعون الله تعالى) بآي كتاب الله الكريم آية فآية وسورة فسورة، مقدمًا ما له تعلق بالاستعاذة والبسملة ، مما هو داخل في شرطنا، على أن أفرد لكل حديث مشاركة خاصة، ليتسنى التعقيب لمن أراد ذلك، وليسهل عليَّ الإحالة إلى رقم المشاركة عند الضرورة كتكرار ترجمة أحد الرواة ، أو تكرار ورود الحديث في تفسير آية من الآيات، أو الحاجة للتذكير بقاعدة من قواعد الجرح والتعديل .. ونحو ذلك.(1/1202)
ونحن هنا إنما نطرح هذه العلل لأهل العلم وطلابه، الذين يقدرون هذا الفن ويجلون أصحابه، ونذكر علل الأحاديث نصيحة للدين وحفظًا لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وصيانة لها، وتمييزًا مما يدخل على رواتها من الغلط والسهو والوهم، ولا يوجب ذلك طعناً في غير الأحاديث المعلة بل تقوى بذلك الأحاديث السليمة لبراءتها من العلل وسلامتها من الآفات. ونستمد من الله ـ تعالى ـ السداد والتوفيق.
وسوف يكون محل الحلقات إن شاء الله ملتقى أهل التفسير في هذه الشبكة العلمية ؛ لإتاحة المجال للتعقيب والمناقشة.
---
عبدالرحمن الشهري
07-06-2006, 06:05 PM
هذه الحلقات التي نشرت من السلسلة ، جزى الله الدكتور يحيى الشهري خيراً على ما قدمه فيها من العلم ، وأعانه على مواصلة البحث والتخريج ودراسة العلل في هذه الأحاديث .
- علل أحاديث التفسير (1) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1478)
- علل أحاديث التفسير (2) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1553)
- علل أحاديث التفسير (3) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1668)
- علل أحاديث التفسير (4) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1824)
- علل أحاديث التفسير (5) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1895)
- علل أحاديث التفسير (6) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2076)
- علل أحاديث التفسير (7) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2350)
- علل أحاديث التفسير (8) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2714)
- علل أحاديث التفسير - علل أحاديث سورة الفاتحة (1) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3823)
---
(1/1203)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > سؤال عن كتاب ( أصول الضبط )
---
سؤال عن كتاب ( أصول الضبط )
---
مساعد الطيار
08-26-2006, 04:48 PM
رأيت الدكتور أحمد شرشال في تحقيقه لكتاب ( الطراز في شرح ضبط الخراز ) ؛ للتنسي ( ت : 899 ) يذكر في الحاشية كتاب ( أصول الضبط ) بالورقة ؛ مما يشعر بأنه مخطوط .
ثم رأيته في تحقيقه لكتاب ( مختصر التبيين لهجاء التنزيل ) ؛ لأبي داود سليمان بن نجاح ( ت : 496 ) يذكر في الحاشيه هذا الكتاب بالصفحة ، دون ذكركلمة الورقة ؛ مما يشير إلى أنه مطبوع ، فهل الكتاب مطبوع أم ما زال مخطوطًا .
---
الجكني
08-26-2006, 05:00 PM
الكتاب انتهى من تحقيقه قبل زمن طويل د/أحمد كما أخبرني هو شخصياً ،لكن لا أتذكر هل طبعه أم لا؟
---
أيمن صالح شعبان
08-26-2006, 05:44 PM
السلام عليكم كيف يمكن الحصول على كتاب أصول الضبط
---
(1/1204)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك :هل تلقى جبريل القرآن عن اللوح المحفوظ؟
---
فتوى للشيخ عبد الرحمن البراك :هل تلقى جبريل القرآن عن اللوح المحفوظ؟
---
ابن الجزيرة
08-26-2005, 09:20 AM
هل تلقى جبريل القرآن عن اللوح المحفوظ؟
أجاب عليه:عبد الرحمن بن ناصر البراك
السؤال:
هل هذه العبارة صحيحة: (تلقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن عن جبريل -عليه السلام- عن اللوح المحفوظ، عن رب العزة؟)
الجواب:
الحمد لله، وبعد:
مذهب أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله تكلَّم به وألقاه إلى جبريل الروح الأمين، فنزل به فأوحاه إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- فألقاه على سمعه وقلبه، فابتداء نزول القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- من ربه بواسطة الرسول الكريم جبريل، قال الله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) [الشعراء: 192-195]. وقال تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) [النحل: 102]. وقال تعالى: (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين) [التكوير: 19-20]، وقال تعالى: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) [الزمر: 1].
وهذه العبارة المذكورة في السؤال تقتضي أن جبرائيل -عليه السلام- لم يسمع القرآن من الله، وإنما أخذه من اللوح المحفوظ.
نعم القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ هو أم الكتاب، كما قال تعالى: (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) [الزخرف: 3-4]. وقال تعالى: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) [البروج: 21-22].(1/1205)
وبهذا يتبين أن العبارة غير صحيحة؛ لما تتضمنه من المعنى الفاسد، وهو أن جبريل لم يسمع القرآن من الله، وهذا مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة وغيرهم، يقولون: إن الله لا يتكلم وهذا القرآن مخلوق، بل كل كلام يضاف إلى الله فهو مخلوق، والأشاعرة يقولون: إن كلام الله معنىً نفسي قديم لا يُسمع منه ولا تتعلق به مشيئته، وهذا القرآن المكتوب في المصاحف، المتلو بالألسن، المحفوظ المسموع هو عبارة عن المعنى النفسي.
وحقيقة قولهم أن هذا القرآن مخلوق، فشابهوا بذلك المعتزلة، وهذه مذاهب مبتدعة باطلة مناقضة للعقل والشرع، ومناقضة لمذهب أهل السنة والجماعة من السلف الصالح من الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم- والله أعلم.
المصدر : http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=84592
---
ديم
09-07-2005, 04:21 AM
شكرا للأخ ابن الجزيرة على نقل هذه الفتوى المهمة00
وأود ان اشير الى مسألة قريبة منها00وهي نزول القران الى بيت العزة في السماء الدنيا والخطأهو ان يقال ان جبريل عليه السلام نزل بالقران من بيت العزة....
راجع في ذلك الاتقان في كيفية انزاله00
والذي ينبغي بيانه هو ألا يقال ان جبريل أخذ القران من اللوح المحفوظ او من بيت العزة، وأنه لم يسمعه من الله عزوجل0
لأن هذه المقالة باطلة مبنية على أصل فاسد وهو القول بخلق القران 0
والذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله تعالى لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء0
وأن جبريل عليه السلام سمع القران الكريم من الله عز وجل وبلغه محمداصلى الله عليه وسلم0
ينظر..الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية انزال القران الكريم من فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن ابراهيم
رحمه الله.
قال شيخ الاسلام :..فعلم أن القران العربي منزل من الله لامن الهواء ولامن اللوح ولامن جسم اخر ولامن جبريل
ولامن محمد ولاغيرهما..)(1/1206)
ثم قال...وهذا لاينافي ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف في تفسير قوله00انا أنزلناه في ليلة
القدر0
أنه أنزله الى بيت العزة في السماء الدنيا،ثم أنزله بعد ذلك منجما مفرقا بحسب الحوادث0
ولاينافي انه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله،كما قال تعالى :بل هو قران مجيد 0في لوح محفوظ0
وقال تعالى :انه لقران كريم 0في كتاب مكنون 0لايمسه الاالمطهرون00)
الى ان قال00
فان كونه مكتوبا في اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لاينافي أن يكون جبريل نزل به من الله سواء
كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل أو بعد ذلك0
واذا كان قد أنزله مكتوبا الى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله..)
الفتاوى 12/126-127
---
(1/1207)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أحوال المفردة القرآنية (2)
---
أحوال المفردة القرآنية (2)
---
د. أبو عائشة
08-22-2004, 06:16 PM
ثانياً : التعريف والتنكير :
ولهذه الظاهرة اللغوية أهمية كبيرة في تنوع التعريف على وفق مقتضيات الكلام وتوظيف كل منهما لدواعٍ معينة تثري التركيب بدلالاتٍ متنوعة مما يُعدُّ أحد وسائل إثراء الدلالة (1) ، ومرجع هذا التوظيف إلى حاجة السياق إذ للتعريف والتنكير دلالة عامة من حيث إرادة التعيين أو عدمه إلا أن لهما معانياً يخرجان إليها ، وهذه المعاني لا تفاد منهما إلا من خلال سياقهما ، فالسياق هو وحده المحدِّد لهذه المعاني التي تخرج إليها المعرفة والنكرة (2) ، فقد تكون النكرة أحياناً دالة على التحقير وأحياناً دالة على التعظيم ، أو تكون دالة على التقليل أحياناً وأحياناً على التكثير ، أما أن تتحقق المعاني كلها في توظيفٍ واحد داخل سياق واحد فهذا هو الإعجاز بحد ذاته قال تعالى : ( ألم يَكُ نطفةً من منيٍّ يمنى )( القيامة : 37 ) وقال تعالى : ( من أي شيءٍ خلقه من نطفةٍ خلقه فقدره )( عبس : 19 ) وقال تعالى : ( أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة )( الكهف : 37 ) … يقول أحمد بدوي : إنّ التنكير في هذه الآيات يوحي بالتحقير إلى النفس (3) ، وهذا ما رفضه الشيخ ابن عاشور بقوله : ( ولا التفات في ذكرها إلى معنى التحقير أو المهانة لأن المقام للاستدلال على أمرٍ عظيم لا لإهانة المتكبرين )(4) وقد رفض الدكتور نحلة رأي الشيخ ابن عاشور وعَدَّ المقام مقام تعجب من كفران الإنسان نعمة خالقه … مع أنه أنشأه من نطفةٍ أي من شيءٍ صغير حقير لا يعزى …(5) ، فنحن هنا أمام قراءات مختلفة لنصٍ واحدٍ ، غير أن ما يبدو هنا للوهلة الأولى تعارضاً لا يشكل عند الشعراوي إلا أسلوباً مقصوداً لأن عظمة الصنعة كما يذكر تأتي من أمرين .. إما(1/1208)
من أمرٍ لطيف جداً يدقّ عن الإدراك أو أمرٍ كبيرٍجداً لا يحيط به الإدراك وهذان الأمران موجودان لذلك عندما يقال بأن النكرة ضد المعرفة ، والمعرفة تحدد المعنى ، والنكرة تعطي شيوعاً ، يقال إن الشيء قد ينكر للتعظيم وقد ينكر للتحقير وكأن النكرة تسمح أن تكون مرّة للتعظيم ومرّة للتحقير ومرّة للتقليل ومرّة للتكثير (6) ، وهذه هي أهم سمة أسلوبية في التعبير القرآني إذ تكون نصوصه قابلة لأكثر من قراءةٍ مقصوداً إليها جميعاً لتحقيق اتساعٍ دلالي حيناً أو مراعاةٍ لاختلافاتٍ فكريةٍ بين العصور فليس الإعجاز الكامل في أن تخاطب العالم بما يعجزه ويبهره بل في أن تخاطبه بكلامٍ يفهمه ذلك دون تجاوزٍ لفهم الإنسان العادي ، وليس في جمع المعنيين ( التحقير والتعظيم أو التقليل والتكثير ) في مفردة واحدة للتنكير كما في الآيات السابقة شيء جديد فقد كان الزمخشري يشير إليه كما في كلامه عن تنكير لفظة ( نفس )(7) حيث قال : ( يجوز أن يكون المراد بها بعض الأنفس ... أو أن يراد التكثير )(8).(1/1209)
وقد يؤتى باللفظة منكرة كما في قوله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم )( الجمعة : 2 ) ، وقوله تعالى : ( إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم ) ( المزمل : 15 ) فتنكير المسند إليه هنا كان لغايةٍ بلاغية نفسية ذلك أن احتمال تحقق الحكم ، كما يقول السكاكي ، يزداد بُعداً كلما ازداد تخصصاً ويزداد قُرباً كلما ازداد عموماً (9) ، فالمسند إليه كلما كان عامّاً مطلقاً غير مقيد كان احتمال ثبوت الحكم له في الخارج وفي نفس المتلقي أقرب ، وإذا كان استعداد المتلقي لتقبل الحكم في هذه الظاهرة الأسلوبية البلاغية حسناً فأن الحاجة إلى تعريف المسند إليه تقل حينما يُراد توكيد الحكم وتقريره في نفس المتلقي ، وسيكون احتمال تحقق الحكم وثبوته بعيداً إذا كان المسند إليه معرفةً أو نكرةً مخصصة وتقبل المتلقي له وتصديقه به يكون أقل احتمالاً . وذلك لأننا لو قلنا ( سافر رجلٌ ) فإن احتمال ثبوت السفر لرجلٍ من الرجال لا على التعيين سيكون قريباً ولن يجد المتلقي صعوبةً في تقبله والتصديق به ، وسيكون العكس لو قلنا ( سافر الرجل ) فأن احتمال ثبوت السفر بحق هذا الرجل المعين بالذات من بين باقي أفراد الجنس وإن كان ممكناً إلا أن تقبل النفس له وتصديقها به ، مما يحتاج إلى إثبات وتوكيد (10) فمراعاة القرآن للمخاطبين كانت السبب في عدم ذكر اسم الرسول ) صلى الله عليه وسلم ) صريحاً في هذه السور بل لم يذكر في القرآن غير أربع مراتٍ في مواقف خاصة اقتضت ذلك الذكر ؛ لأن من المشركين من أنكر الإسلام لأنه لا يريد الاعتراف بالرسول ) صلى الله عليه وسلم ) حسداً وأنفة أو أن الاعتراف به سيعني إعلاءً لكلمة بني هاشم ... الخ ، فكان الإتيان باسم الرسول ) صلى الله عليه وسلم ) سيعني إنكاراً ونفوراً من البداية دون استماع لهذه الآيات التي تذكره والله أعلم . غير أن غاية بلاغية أخرى قصدت من التنكير والتعريف في قوله تعالى : ( كما أرسلنا إلى(1/1210)
فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول ) ( المزمل : 15 - 16 ) فلم يكن فرعون يعرف موسى رسولاً صاحب عقيدة فُنكّرَ اسم الرسول لعدم معرفة فرعون به لبداية دعوته غير أن التعريف دلّ على أن فرعون لم يعصه إلا بعد أن عرفه وجادله وناقشه فأصبح يعرف يقيناً أنه رسول ومع ذلك عصاه فاستحق أن يؤخذ أخذاً وبيلاً ( ... فأخذناه أخذاً وبيلاً ) ( المزمل : 16 ) ، وقد جعل الزمخشري التعريف عهدياً إشارة إلى المذكور بعينه (11) ، وقيل هي للجنس لأن من عصى رسولاً فقد عصى سائر الرسل (12) ، أمّا الرازي فجعل التقدير : أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصاه فأخذناه أخذاً وبيلاً ، فأرسلنا إليكم أيضاً رسولاً فعصيتم ذلك الرسول ، فلا بد وأن نأخذكم أخذاً وبيلاً ، فأرسلنا إليكم أيضاً رسولاً فعصيتم ذلك الرسول ، فلا بد وأن نأخذكم أخذاً وبيلاً (13) ، وقد يستخدم التعبير القرآني التعريف بالإضافة لتكريم المضاف إليه بالتخصيص مع أن المضاف غير خاصٍ للمضاف إليه كما في قوله تعالى : ( ما أنت بنعمة ربكَ بمجنون )( القلم : 3 ) وقوله تعالى : ( إنّ ربك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله ... )( القلم : 7 ) فكأن الخطاب هنا - كما يقول أحمد بدوي - لمحمد ) صلى الله عليه وسلم ) وحده وكأن الله في هذا الموقف ربّ محمدٍ قبل أن يكون ربّ سواه ولو ربطنا بين موقف محمد وقريش وهو الرجل الوحيد في المعركة أمام قوةٍ من الرجال كثيرة في عددها كبيرة في قوتها شديدة في أذاها .... لأدركنا يقيناً لِمَ أضيف الرب إلى كاف الخطاب ولِمَ لم تستعمل كلمة أخرى مكان كلمة ( ربك ) كـ ( الله ) مثلاً (14)، والأمر كذلك في قوله تعالى : ( سبّح اسم ربَّكَ الأعلى )( الأعلى : 1 ) فجاءت الإضافة إلى الرب دون ( الله ) لما يُشعر به وصف ( رب ) من أنه الخالق المدبر وأما إضافة ( رب ) إلى ضمير الرسول ) صلى الله عليه وسلم ) فلتشريفه بهذه الإضافة وأنّ له حظاً زائداً على التكليف بالتسبيح (15) ، ومن المفسرين من(1/1211)
جعل الإضافة دليلاً على عدم التكرار في قوله تعالى : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس آله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس … ) فـ ( الناس ) الأول بمعنى الأطفال المحتاجين للتربية بدليل إضافة ( رب ) إليهم فهو الخالق المربي المدبر ، والثاني الشباب لما في لفظ ( الملك ) من القوة (16) والثالث الشيوخ لأن ( الإله ) هو المعبود (17) ، والشيوخ هم المتعبدون المتوجهون لله (18) ، وهذه الملاحظة على ما قد يقال في بعدها تشير إلى نظرة المفسرين إلى المفردة لا من خلال قيمتها الدلالية وحدها وإنما هي ضمن إطارها الدلالي العام تدخل في مجموعة من العلاقات مع بقية المفردات سواء كانت في الجملة الواحدة أو السورة ككل فبين المفردات علائق خفية تجعل الواحدة منها مؤثرة ومتأثرة بالأخرى مما يشكل المعنى السياقي العام وسيتضح هذا في مبحث التضمين .(1/1212)
أما الضمير فقد وظف في القرآن توظيفاً جعل السورة القرآنية تتسم بترابط آياتها مع الإيجاز وعدم التكرار إلا ذاك التكرار الموظف لغايات تعبيرية ... والقرآن في كل هذا يستفيد من أساليب العرب كما في ضمير الشأن أو القصة وهو الضمير الذي لا مرجع له كما في قوله تعالى : ( قل هو الله أحد )( الإخلاص : 1 ) والأسلوب العربي - كما يقول أحمد بدوي - لا يأتي بهذا الضمير إلا في المواطن التي يكون للأمر فيها أهمية تراد العناية بها فيكون هذا الضمير أدعى للتنبيه يدفع المرء إلى الإصغاء فإذا وردت الجملة بعده استقرت في النفس واطمأن إليها الفوآد (19) وقد تبنى الضمائر في آيات معينة على صحة أن تكون عائدة على أكثر من مرجع كما في قوله تعالى : ( قُتلَ أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )( البروج : 4 - 8 ) إذ نحن حيال تفسيرين لـ ( قُتِلَ أصحاب الأخدود ) هل هم من حفر الأخدود وألقى المؤمنين به فيكون ( قُتِلَ أصحاب الأخدود ) دُعاءً عليهم بالهلاك واللعن كما فهمه بعض المفسرين (20) ، أم المقصود هنا الإخبار عن المؤمنين ( أصحاب الأخدود ) الذين ألقوا فيه كما فَهِمَ مفسرون آخرون (21) ، إنّ بناء الجمل كان بطريقةٍ تسمح بعود الضمير صحيحاً على كلا التفسيرين ، ومن جعل ( قُتِلَ أصحاب الأخدود ) ( جوابَ القسم جعل الكلام خبراً وقدّره لقد قُتِلَ أصحاب الأخدود فيكون المراد من أصحاب الأخدود الذين ألقوا فيه وعذّبوا به )(22) أي يكون قتل خبراً لا دعاءً ولا شتماً ، ولا يتعين أن يكون الخبر مستعملاً في لازم معناه من الإنذار للذين يفتنون المؤمنين بأن يحل بهم ما حَلَّ بفاتني أصحاب الأخدود ليعتبره الشيخ ابن عاشور ردّاً على الرأي الآخر بحجة أنّ الخبر عن أصحاب الأخدود لا يحتاج إلى التوكيد بالقسم إذ لا ينكره أحد فهو قصة معلومة للعرب كما يقول الشيخ ،(1/1213)
وهذه الحجة لا تلزِمُ إلا على رأي الفراء كما صرّح الشيخ بنفسه لأن الزجاج : يرى أن جواب القسم هو( إن بطش ربك لشديد ) ( البروج : 12 ) والكلام الذي بينهما اعتراض قُصدَ به التوطئة للمقسم عليه وتوكيد التحقيق الذي أفاده القسم بتحقيق ذكر النظير(23) ، وقد ( يكون الله قد ضرب قصة أصحاب الأخدود هنا مثلاً ودليلاً على جواب القسم المقدّر وهو ابتلاء المؤمنين )(24).
أما بالنسبة للموصول فقد استُخدم في القرآن لوظيفةٍ تصويرية - إن صحّ التعبير - فالموصول يقدّم انتقالاً وصفياً من السياق العام إلى تفريع يُقصد إليه لغاية تعبيرية يحتاجها السياق وكأنها أحياناً تعليلية كما في قوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )( العلق : 1 ) فقد جيء في وصف الربّ بطريق الموصول ( الذي خلق ) لأن في ذلك استدلالاً على انفراد الله تعالى بالإلهية لأن هذا القرآن سيُتلى على المشركين ، لما تفيده الموصولية من الإيماء إلى علة الخبر وإذا كانت علة الإقبال على ذكر اسم الرب هي أنه خالقٌ دلَّ ذلك على بطلان الإقبال على ذكر غيره الذي ليس بخالق (25) ؛ لأنهم معترفون بأن الله هو الخالق وحده ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) ( الزمر : 38 ) فهذه الظاهرة الأسلوبية تستخدم قصداً لما بعدها ( الصلة ) مما يخلق نوعاً من التفنن في الأداء ووضع وصف مناسب للاسم عند حاجة السياق إليه .(1/1214)
ومثلما وُظف الموصول وظفت الإشارة في الأسلوب القرآني حتى كأنها تعبير لوحدها له دلالته الخاصة التي تسبغ على السياق ومن خلاله المعنى الدلالي الذي يجرد المُتَحدَّثَ عنه وكأنه مُشاهدٌ مُبصر كما قال تعالى : ( ..... فذلك الذي يَدعُّ اليتيم ) ( الماعون : 2 ) فكأنه أصبح ظاهر الوصف بارزاً يُشار إليه ، ليس هذا فقط بل إنما تضع المخاطب على بعده عما تشير إليه قال تعالى : ( هذه جهنم التي يكذِّب بها المجرمون ) ( الرحمن : 43 ) و ( هذا ما توعدون لكل أوابٍ حفيظ ) ( ق : 32 ) لما كان الخطاب في يوم القيامة وأصبح كل شيءٍ مرئياً مُشاهداً ، في حين قال تعالى مُخبراً عن المؤمنين : ( لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير ) ( البروج : 11 ) وهم في الدنيا وخاطبهم فيها باسم الإشارة الدال على البعد لأنهم حصلوا على شيءٍ بعيد ( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظٍّ عظيم ) ( فصلت : 35 ) وقال تعالى :( إنّ ربك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) ( القلم : 7 ) فقد جاءت ( من ) الدالة على العاقل هنا وجيء بصلتها ( الفعل ضلّ ) مفرداً على الرغم من كثرة الضالين يومئذٍ لتحقير شأنهم فكأنهم فردٌ واحد لا غير في حين جاء لفظ الهداية جمعاً على قلة عددهم يومئذٍ وكأنهم جمع كبير يملأ الدنيا لذلك عُرّف اللفظ بلام العهد الذهني للتكثير والتعظيم (26) وقد يؤتى بالمعرفة والنكرة في تقابل دلالي كما سبق في قوله تعالى : ( إنا أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسولَ ) ، ومن هذا الباب إعادة المعرفة معرفة والنكرة نكرة لا كما في المثال السابق وإنما كقوله تعالى : ( إنَّ مع العسر يسراً ، إن مع العسر يسرا ) ( الانشراح : 4 - 5 ) والمفسرون يقولون إن المعرفة إذا كررت كان الثاني عين الأول وإذا كررت النكرة كان الثاني غير الأول ، فهم يقولون إن الآية تشير إلى يسرين مع العسر الواحد (27) ؛ ليكون ذلك أقوى للأمل وأبعث(1/1215)
على الصبر (28) . وقد كثر الحديث عن نقض هذه القاعدة وذكر السبكي (29) أنها منتقضة بعدة آيات كقوله تعالى : ( وهو الذي في السماء آله وفي الأرض آله ) ( الزخرف : 84 ) وقوله تعالى : ( يسئلونك عن الشهر الحرام قتالٌ فيه قل قتالٌ فيه كبير )( المائدة : 45 ) وعدّها الزركشي منقوضة بعدة آيات منها( إن النفس بالنفس )( الرحمن : 60 ) و ( هل جزاء الإحسانِ إلا الإحسان )( الرحمن : 60 ) وقوله تعالى : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) مع قوله ( قالت إحداهما ) ( القصص : 25، 26 ) .... الخ ، ولا يصح الاستشهاد بهذا الذي ذكروه فالآية الأولى النكرة فيها بمعنى معبود ، والاسم المشتق إنما يقصد به ما تضمنه من الصفة (30) ، وأجاب الطيبي بأن هذا من التكرار وإناطة أمرٍ زائدٍ وهذه القاعدة فيما إذا لم يقصد التكرير (31) ، أما قوله تعالى : ( ويسئلونك عن الشهر الحرام ... ) فقد أجيب عنه بأنّ أحدهما من كلام السائل والثاني من كلام النبي ) صلى الله عليه وسلم ) والقاعدة أن يكون الكلام من متكلمٍ واحد (32) ، كما أن الثاني ليس الأول لأن المراد بالأول المسؤول عنه القتال الذي وقع في إحدى السرايا سنة اثنين من الهجرة لأنه سبب نزول الآية والمراد بالثاني جيش القتال (33) أما ( إن النفس بالنفس ) و ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) فهذا من الكلام المتحد الذي يُعدُّ ثانيه مكمل لأوله جزاء عليه فلا يقاس على هذا ، والآية الأخيرة التي قال عنها الزركشي : ( وأما قوله تعالى : ( فجاءَتهُ إحداهما تمشي على استحياء ) بعد قوله ( قالت إحداهما ... ) فيحتمل أن تكون الأولى هي الثانية وألا تكون )(34) ، وهذا مما لا يصح إذا إن الآية ( فجاءته ) ليست بعد ( قالت إحداهما ) وإنما هي قبلها كما هو في الترتيب المصحفي غير أن كلام الزركشي ( بعد قوله ) يوهم أنها بعدها ، لذلك أجاز أن تكون الأولى هي الثانية وألا تكون ، وحين ترتب الآيات كما هي في المصحف سيتعين أن(1/1216)
تكون الثانية هي الأولى ليصح إخبارها عنه ، وهذا ما فهمه الزمخشري حين قال ( هي التي ذهبت به وطلبت إلى أبيها أن يستأجره .. )(35) ، ويبدو أنّ خطأ الزركشي في ترتيب الآيات هو ما أوهمه بهذا الحكم ، والله أعلم .
ويبدو أن هذه الأقوال السابقة جعلت الطاهر بن عاشور يخطأ هذه القاعدة محتجاً بما يلي (36) : إن القاعدة في إعادة النكرة معرفة لا في إعادة المعرفة معرفة ، وهذا مخالف لكل من ذكر القاعدة (37) ، وأنّ القاعدة خاصة بلام العهد لا بلام الجنس وهذا غير صحيح ( فأن المعرّف إذا أعيد يكون الثاني عين الأول سواء كان معهوداً أو جنساً )(38) ، وحتى لو صحّ ما قاله الشيخ فأن السيدة بنت الشاطئ قد رجحت أن ( أل ) في الصدر للعهد لا للاستغراق .... (39) ، وذكر أن القاعدة في إعادة اللفظ في جملة أخرى وهذا تكرير للجملة الأولى وليست إعادة في كلامٍ ثانٍ كيف هذا ومن المفسرين من ذهب إلى أن الجملة الثانية استئنافية (40) ويكفي للتدليل على صحة هذه القاعدة قوله ) صلى الله عليه وسلم ) ( لن يغلب عسرٌ يسرين )(41) .
الحواشي :
1) ينظر: في البنية والدلالة 153 .
2) ينظر في هذه المعاني : الاتقان 1 / 324 – 325 .
3) ينظر : من بلاغة القرآن 130 .
4) التحرير والتنوير 30 / 174 .
5) ينظر : لغة القرآن 396 .
6) ينظر : المختار 1 / 103 – 104 .
7) الزمر 56 .
8) الكشاف 3 / 404 .
9) مفتاح العلوم 85 .
10) ينظر : الأسس النفسية 118 – 119 .
11) ينظر : الكشاف 4 / 178 ، وهو قول الزركشي البرهان 4 / 87 .
12) ينظر : البرهان 4 / 87 ، وهو قول ابن الخشاب .
13) ينظر : تفسير الرازي 30 / 182 .
14) ينظر : التعبير الفني 268 .
15) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 274 .
16) ينظر : كلام ابن جني عن مادة ( ك ل م ) ودلالة مشتقاتها على القوة والشدة الخصائص 2 / 14 .
17) لسان العرب ( آله ) 13 / 469 .
18) ينظر : تفسير القاسمي 17 / 6313 ، ودّرة التنزيل 537 – 538 .(1/1217)
19) ينظر : من بلاغة القرآن 134 .
20) ينظر : التحرير 30 / 240 ، وتيسير الكريم الرحمن 7 / 600 .
21) فيما نقله الطاهر في التحرير 30 / 240 – 241 .
22) التحرير 30 / 241 .
23) ينظر : التحرير 30 / 241 .
24) التفسير الواضح 30 / 36 .
25) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 437 .
26) ينظر : التعبير الفني 268 .
27) ينظر : تفسير الماوردي 4 / 477 ، وتفسير أبي السعود 1 / 882 ، والإتقان 4 / 477 ، والتحرير والتنوير 30 / 415 ، والبرهان 4 / 94 ، 98 ، وغرائب القرآن 30 / 116 .
28) ينظر : تفسير الماوردي ، قاله : ثعلب 4 / 477 .
29) ينظر : عروس الأفراح ، والإتقان 1 / 328 .
30) البرهان 4 / 99 .
31) ينظر : البرهان 4 / 98 – 99 ، والإتقان 1 / 328 – 329 .
32) ينظر : البرهان 4 / 99 ، والإتقان 1 / .
33) ينظر : الإتقان 1 / 328 .
34) البرهان 4 / 97 .
35) الكشاف 3 / 172 .
36) ينظر : التحرير والتنوير 30 / 415 – 416 .
37) ينظر : تفسير أبي السعود 5 / 882 …
38) تفسير أبي السعود 5 / 882 .
39) ينظر : التفسير البياني 1 / 71 .
40) ينظر : تفسير أبي السعود 5 / 882 ، والأعمال الكاملة لمحمد عبده 5 / 118 .
41) ينظر : غرائب القرآن 30 / 116 ، والإتقان 1 / 327 .
د. عامر مهدي العلواني
مدرس البلاغة والنقد في قسم اللغة العربية
جامعة الأنبار
---
عبدالرحمن الشهري
08-31-2004, 07:51 AM
بارك الله فيك .
---
(1/1218)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير الشعراوي رحمه الله
---
سؤال عن تفسير الشعراوي رحمه الله
---
المتدبر
02-13-2006, 10:22 PM
ما رأي أهل الإختصاص في تفسير الشيخ محمد متولى الشعراوي -رحمه الله-المطبوع من حيث المزايا والعيوب ؟
أفتونا مأجورين................والله يحفظكم
---
روضة
02-14-2006, 01:18 AM
الأخ الفاضل المتدبر،
هذا مختصر لمزايا وسلبيات تفسير الشيخ الشعراوي حسب رؤيتي وتقييمي:
جاء في اثني عشر مجلداً، إلى الآية (47) من سورة الحجر ـ فيما أعلم ـ، وقد وافقت الإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة في مجمع البحوث الإسلامية على نشر هذا التفسير في عام 1991
وهو تفسير إجمالي وليس تحليلياً، وهو عبارة عن خواطر كما قال عنه صاحبه الشيخ الشعراوي في المقدمة وفي أكثر من موضع من التفسير (إن صحت التسمية)، قال:
"خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيراً للقرآن، وإنما هي هبات صفائية، تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات، ولو أن القرآن من الممكن أن يُفسر لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره، لأنه عليه نزل وبه انفعل، وله بُلِّغ، وبه علم وعمل، وله ظهرت معجزاته، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى أن بيّن للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبيّن لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي افعل ولا تفعل".
فيمكن للقراء على اختلاف مستوياتهم أن يفهموه وليس الأمر مقتصراً على المتخصصين في مجال التفسير، وذلك لأن أسلوبه سهل ميسر، وعباراته واضحة، ولغته قريبة إلى الأفهام، وهو يحاول تقريب المعاني إلى الأذهان بأكثر من وسيلة، منها: ضرب الأمثلة، والتمثيل بالأمثال الشعبية، وتكرار المعنى بأكثر من طريقة.(1/1219)
من أبرز حسنات هذا التفسير اهتمامه بكثير من القضايا اللغوية، كبيان معاني المفردات بإعادة الكلمات إلى أصولها اللغوية، والتنبيه على المعنى المشترك الذي يظهر في الكلمات ذات الأحرف المتشابهة، وشرحه لبعض القواعد النحوية، كما أنه يشير إلى لطائف بلاغية في ثنايا تفسيره.
ويُمدح الشيخ ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ باهتمامه بالمناسبات بين الآيات، ويؤخذ عليه إغفاله هذا الأمر بالنسبة للسور، وإغفاله الحديث عن الوحدة الموضوعية الذي تميزت به التفاسير المعاصرة.
يُسجَّل للشيخ ردّه القول بالزيادة في القرآن الكريم، والتصدي لمن يتبنى هذا الرأي.
لم يكن ينقل عن المفسرين إلا قليلاً، ولم يهتم باختلافاتهم إلا نادراً، وإن فعل فإنه يرجح ويذكر رأيه، ويحترم آراء الآخرين، ويقول بأن الاختلاف ناشئ عن أن كل عالم ينظر إلى الموضوع من جهةٍ غير التي ينظر منها العالم الآخر، والكل هدفه خدمة الدين.
ومن مصادره التي ينقل عنها أحياناً: الكشاف، الظلال، كلمات القرآن - لمخلوف، فلم يكن تفسيره تكراراً للتفاسير السابقة، وإنما كان له طابع شخصي وأسلوب خاص.
يلاحظ في تفسيره بكثرة، أنه يفترض أسئلة ويجيب عليها: (قد يتساءل إنسان ... ، نقول: .....).
كان الشيخ حريصاً على إظهار حكمة الله عز وجل في كل ما يأمر وينهى، فهو يلفت الانتباه دائماً إلى أن لله تعالى حكمة في كل ما يصدر عنه، قد نفهمها وقد نغفل عنها.
كان معتدلاً في تفسير الآيات تفسيراً علمياً، وحملها على الحقائق العلمية، فقد اتبع في ذلك منهجاً وسطاً، وكان كثيراً ما يشير إلى قدرة الله وعظمته من خلال الاكتشافات العلمية والآيات الكونية.
ظهرت عنايته بوضوح بتفسير القرآن بالقرآن، وربطه بين الآيات، ليس فقط لاشتراكها في لفظة، وإنما لاشتراكها في أمور قد تخفى على غير المتأمِّل.(1/1220)
لكنه لم يلتفت إلى تفسير القرآن بالحديث الشريف، وإذا ذكر حديثاً ـ وهو قليل ـ لم يعتن بها من حيث بيان درجتها من الصحة وتخريجها، وكذلك فعل بالنسبة لأسباب النزول، ولعل هذا لأنه جعل كتابه هذا خواطر لا تفسيراً.
برزت نزعة الشيخ الإصلاحية، فقد اهتم بمشكلات العصر الاجتماعية والفكرية والاقتصادية، وأظنه أغفل مشكلاته السياسية.
وقع في الإسرائيليات وفي ذكر ما لا فائدة منه في تفسيره للقصص القرآني، على الرغم من تنبيهه على هذا الأمر وتحذيره منه.
لم يلتزم بمذهب فقهي معين، ولم يتعصب لأيٍّ، وكان اهتمامه بجانب الفقه بالقدر الذي يوضّح مفهوم الآية التي يتناولها.
ردّ على اليهودية والنصرانية وعلى شبهات المستشرقين بما يقيم الحجة عليهم.
لم يعتنِ ببيان القراءات إلا قليلاً.
كثر التكرار في هذا التفسير، فلم يكن الشيخ يحيل على مواضع سابقة، كما كثرت الاستطرادات،
وكان كثيراً ما يبسط المعلومات إلى درجة كبيرة، حتى إن القارئ قد ينسى ما هي الآية التي هو بصددها.
كانت اللغة التي كتب بها التفسير قريبة إلى لغة العوام، خصوصاً مع تلك الأمثال الشعبية، والأمثلة التي كان يذكرها خلال حديثه.
رحم الله الشيخ الشعراوي وأسكنه فسيح جناته
---
د.أبو بكر خليل
02-14-2006, 03:03 AM
كانت أقواله تلك – رحمه الله – هي " خواطره " حول القرآن الكريم ، كما أسماها هو ، و كانت على شكل " حلقات "متتابعة مترابطة ، أقرب إلى حلق العلم و دروسه ، و كانت كلها أو جلها في المساجد ، عقب الصلوات و بين روادها المصلين ،(1/1221)
و منهجه فيها : قول الله عزّ و جلّ : { و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكرّ } ، و لذا كانت لغة الخطاب فيها قريبة من كلام و أفهام عامة الناس ، من غير ابتذال للغة - مع تمكنه من ناصية اللغة الفصحى و أساليب البلاغة و البيان ، إذ هو لغوي التخصص أصلا – و قد آثر تلك اللغة البسيطة مراعاة لأفهام عامة الناس ، مما كان لها من تأثير كبير في شدة الإقبال على سماع دروسه التفسيرية تلك ، سواء بالحضور أو السماع من خلال الإذاعات و محطات التلفاز ، و أشرطة التسجيل و نحوها ، و قد طاف بكثير من محافظات و مدن و قرى مصر
لإيصال فهم كلام الله لجمهرة الناس ، و كان بسيطا بشوشا محبوبا من الناس ، محبا للخير ، شجاعا في الحق ،
و كان رحمه الله نبعا للعلم القرآني في وقت كان الناس فيه عطشى لا يجدون ما يروي ظمأهم لعلوم الدين ، بعد تلك الحقبة المظلمة من تاريخ مصر ، التي ساد فيها تلامذة ماركس و لينين - من الشيوعيين المصريين و كهنة الاتحاد الاشتراكي و التنظيم الطليعي السري – و سيطروا على الإذاعة و التلفاز و الإعلام و الثقافة بوجه عام و عات ،
فكانت دروس الشيخ رحمه الله سببا في عودة الناس إلى معرفة دينهم و شعائره و شرائعه ، و الرجوع إلى القرآن الكريم و تفسيره فيما يعرض لهم من شئون حياتهم و سائر أحوالهم ،
فكان واحدا من أكبر جنود الصحوة الإسلامية الشعبية المعاصرة – في مصر و خارجها - مع إخوان له سبقوه و عاصروه و خلفوه ، جزاهم الله جميعا خير الجزاء .
و قد كانت بداية شهرته عندما استضافه الإذاعي اللامع الأستاذ أحمد فراج في برنامجه التلفازي " نور على نور " في العام 1973 م على ما أتذكر ، و كان الشيخ وقتها معارا للتدريس في المعاهد الدينية بالمملكة العربية السعودية ، و بعدها استقر في بلده مصر ، متفرغا للدعوة و الدرس .
• و بخصوص تفسيره أو " خواطره " حول القرآن الكريم : فقد قيل فيها إنها " تسمع و لا تقرأ " ،(1/1222)
• لأنها كانت في أصلها دروسا تخاطب كافة مدارك و أفهام المستمعين لها ، ثم أعيد " تفريغها " و صياغتها بلغة الكتابة
رحم الله الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة واسعة ، و جزاه خير الجزاء على ما قدم من تفسير و تقريب للقرآن لأفهام الناس ، عامتهم و خاصتهم .
---
عبدالرحمن الشهري
02-14-2006, 11:05 AM
شكر الله لكم جميعاً .
سبق الحديث حول الموضوع .
سؤال عن تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله. (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=290)
حتى لا يكرر الكلام والبحث ، وتجتمع حواشي الالكلام.
---
المتدبر
02-14-2006, 06:54 PM
من لا يشكر الناس لا يشكر الله.....
فالشكر موصول للباحثة... وللدكتور أبوبكر خليل فلقد أرويتم الغليل وأشفيتم العليل ........جزاكم الله خير الجزاء..
وتحياتي للمشرف العام ،د.عبد الرحمن الشهري
والله يحفظكم ويسدد على الحق خطاكم...
---
محمد الهيتمي
02-16-2006, 09:30 PM
كل التحية للشيخ الجليل محمد ( الامين ) الشعراوي فلقد حل بتفسيرة العديد من الغوامض والاشارت التي لم يكن احد يعرفها ، وكتابه وان سمي خواطر فهو تفسير كامل للقران ولكنه يعتمد على الاسلوب البسيط والقصصي في الكلام ويدخل بعض الامور الشخصية له في الكتا ب، والكتاب على قيمته الكبيرة ، يوجد به بعض المتكرر ولم تحذف المتكررات قبل الطباعة ..
---
(1/1223)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود
---
تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود
---
أبوأحمدعبدالمقصود
01-02-2007, 12:29 PM
تاريخ الخيانة الطائفية .. بين مشهدين ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود : بتاريخ 1 - 1 - 2007
إننا اليوم بين مشهدين متطابقين تمام الانطباق .. مشهدين مؤلمين في تاريخ الإسلام : الأول : قديم . والآخر : معاصر ، مازال حيًّا بيننا رأيناه بأم أعيننا قبل أمس .
أما المشهد الأول : فهو إعدام الخليفة العباسي ببغداد في واقعة التتار بمعاونة مراجع الشيعة الكبار .
وأما المشهد الثاني : فهو إعدام ميليشيات الشيعة الإرهابية للرئيس السني للعراق صدام حسين بمعاونة قوات الاحتلال على مرأى ومَسْمع من العالم أجمع .
* * * *
المشهد الأول : يرجع إلى " سنة ست وخمسين وستمائة " في وقعة التتار ببغداد على يد هولاكو بمباركة وزيره ومرجع الشيعة الكبير : نصير الدين الطوسي ، وبمعاونة ابن العلقمي الشيعي الوزير الأول للخليفة العباسي .
ولكي نطلع على تفاصيل هذا المشهد ، أترك الحديث لمؤرخ عظيم من مؤ رخي الإسلام هو الحافظ ابن كثير في كتابه " البداية والنهاية " في أحداث " سنة ست وخمسين وستمائة " ، ثم أتبعه بوقفات مهمة ، ثم أوجه نصيحتي لأهل السنة حكاما ومحكومين ، عَلّها تجد قلوبا واعية ، وآذانا صاغية :(1/1224)
هذا هو المؤرخ الكبير الحافظ ابن كثير ــ والقصة متواترة في جميع كتب التاريخ ــ يُصَوِّر لنا المأساة التي حلّت بالإسلام والمسلمين ببغداد دار الخلافة العباسية في ذلك الوقت أيام الخليفة المستعصم آخر خلفاء بني العباس فيقول : (( دخلت سنة ست وخمسين وستمائة ، فيها أَخَذت التتار بغداد .. سُتِرت بغداد ، ونصبت فيها المجانيق والعَرَّادَات وغيرها من آلات المُمَانعة التي لا تردُّ من قَدَر الله سبحانه وتعالى شيئا ، كما ورد في الأثر : " لن يغني حذر عن قدر " ، وكما قال تعالى : { إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر} ، وقال تعالى : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال } ، وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب .. ووصل هولاكو بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة ، لا يبلغون عشرة آلاف فارس ، وهم وبقية الجيش كلهم قد صُرِفُوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي ... )) اهـ(1/1225)
2ـ هذا الخائن الكبير ابن العلقمي الذي سرَّح جيش الخلافة بعد أن كان مائة ألف فجعله عشرة الآف، يقول عنه ابن كثير رحمه الله : (( كان أول من برز إلى التتارهو ، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه ، فاجتمع بالسلطان هولاكو خان ـ لعنه الله ـ ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه ، لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة ، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان ، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حُجِبُوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا ، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين ، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم )) اهـ .
3ـ تأملوا يا أهل الإسلام المشهد الآتي وقارنوا بما فعله رئيس وزراء المليشيات نوري المالكي : يقول ابن كثير رحمه الله : (( وأُحْضِرَ الخليفة بين يدي هولاكو ! .. وفي صحبته خوجة نصير الدين الطوسي ، والوزير ابن العلقمي وغيرهما ، والخليفة تحت الحوطة والمصادرة ، فَأُحْضِر من دار الخلافة شيئا كثيرا من الذهب والحلى والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة ، وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة .. وحَسَّنُوا له قتل الخليفة ، فأمر بقتله ، ويقال : إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي والمولى نصير الدين الطوسي .. )) اهـ(1/1226)
4ـ انظروا يا أهل الإسلام ماذا فعل مراجع الشيعة الخونة بخليفة المسلمين وقارنوا ذلك بمشهد الميليشيات الشيعية في إعدامهم للرئيس السني للعراق وبمباركة مُفْتي الاحتلال " علي السيستاني " وبقية مروجي التشيع الصفوي . يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله : (( فلما قدم هولاكو ، وتهيَّب من قتل الخليفة ، هَوَّن عليه الوزير ذلك فقتلوه رفسًا ، وهو في جوالق ــ أشولة ــ لئلا يقع على الأرض شيء من دمه ، خافوا أن يؤخذ بثأره فيما قيل لهم ، وقيل : بل خُنِق ،ويقال : بل أُغْرق ، فالله اعلم . فباءوا بإثمة وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده .. ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قَدَروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش ، وقنى ــ جمع قناة ــ الوَسخ وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون ، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب ، فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار ، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة ، فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وكذلك في المساجد والجوامع والربط ، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي ، وطائفة من التجار أَخَذُوا لهم أمانا بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم )) اهـ .(1/1227)
5ـ ويتابع الحافظ ابن كثير الحديث ـ وكأنه يصف حال بغداد اليوم مع ميليشيات الشيعة المجرمة مبينا عدد القتلى وما حلّ بأهل بغداد وكأن التاريخ يُعِيدُ نفسه مع قتلى المسلمين في العراق اليوم ـ فيقول : (( وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس ، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة .. وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة ؛ فقيل : ثمانمائة ألف . وقيل : ألف ألف وثمانمائة ألف وقيل : بلغت القتلى ألفي ألف نفس . فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم ، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوما .. وأراد الوزير ابن العلقمي ـ قبحه الله ولعنه ـ أن يُعَطِّل المساجد والمدارس والربط ببغداد ، ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض ، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون عِلْمهم وعَلَمَهم بها وعليها ، فلم يقدّره الله تعالى على ذلك بل أزال نعمته عنه ، وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة ، وأتبعه بولده ، فاجتمعا والله أعلم بالدرك الأسفل من النار ، ولما انقضى الأمر المقدر ، وانقضت الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس والقتلى في الطرقات كأنها التلول ، وقد سقط عليهم المطر ، فتغيَّرت صورهم ، وأنتنت من جيفهم البلد وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدَّى وسَرَى في الهواء إلى بلاد الشام ، فمات خلق كثير من تغيُّر الجو وفساد الريح ، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولما نُودى ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقني ـ جمع قناة ـ والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم ، وقد أنكر بعضهم بعضا ، فلا يعرف الوالد ولده ، ولا الأخ أخاه ، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من(1/1228)
القتلى ، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى ، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى )) اهـ
* * * * *
أما مراجع الخيانة والعار من الشيعة الصفويين ومن تلطخت أيديهم بدماء المسلمين فلنا معهم ست وقفات :
الوقفة الأولى : من المتواتر عند أهل السنة أن وراء هذه المجزرة الدموية رأسين من رؤوس الإجرام والخيانة وهما من مراجع الشيعة وعلمائهم الكبار ، بل من خلال تصريح أعلامهم ومؤرخيهم ومحققيهم سنثبت لكم تورط هذين المجرمين اللذين يستحقا أن يُحشرا مع عبد الله ابن أُبي بن سلول في الدرك الأسفل من النار ، وانطبق عليهما قول الله تعالى { هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون } .
الوقفة الثانية : فمع المجرم الأول : والرأس المدبّر المحرِّض على ارتكاب المجزرة : وزير السوء الرافضي ابن العلقمي قبحه الله . قال ابن كثير : (( وزير المستعصم ، وزير سوء على نفسه ، وعلى الخليفة ، وعلى المسلمين مع أنه من الفضلاء في الإنشاء والأدب وكان رافضيا خبيثا سيئ الطوية على الإسلام وأهله .. وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش ، وإسقاط اسمهم من الديوان ، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر ، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف ، ثم كَاتَبَ التتار ، وأطمعهم في أخذ البلاد ، وسَهَّل عليهم ذلك ، وحكى لهم حقيقة الحال ، وكشف لهم ضعف الرِّجال ، وذلك كله طمعا منه أن يُزيل السنة بالكلية ، وأن يظهر البدعة الرافضة ، وأن يُقِيم خليفة من الفاطميين ، وأن يبيد العلماء والمفتيين ، والله غالب على أمره ، وقد رد كيده في نحره ، وأذلَّهُ بعد العزة القعساء وجعله حوشكاشا للتتار بعد ما كان وزيرًا للخلفاء واكتسب إثم من قتل ببغداد من الرجال والنساء والأطفال ، فالحكم لله العلي الكبير رب الارض والسماء )) اهـ(1/1229)
ولكن الله لم يمهل هذا الخائن ــ كما ندعوه سبحانه ألا يمهل خونة اليوم منهم ــ يقول ابن كثيررحمه الله : (( لم يمهله الله ولا أهمله بل أخذه أخذ عزيز مقتدر .. حَصَلَ له بعد ذلك من الإهانة والذل على أيدي التتار الذين مالأهم وزال عنه ستر الله وذاق الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .. وانقطع في داره إلى أن مات كمدا في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة وله من العمر ثلاث وستون سنة ، ودفن في قبور الروافض ، وقد سمع بأذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين مالا يحسد ولا يوصف ، وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة ، ثم أخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة سريعا )) اهـ .
الوقفة الثالثة : مع المجرم الثاني والرأس المدبر على ارتكاب هذه المجزرة وهو عالم الشيعة المعروف ومرجعهم الكبير ، وصاحب المؤلفات الكثيرة عندهم : الرافضي نصير الدين الطوسي قبحه الله ، والذي استوزره هولاكو خان ، فقام بتحريضه على غزو العراق ، وقتل الخليفة المستعصم ، فجاء مع الغزو بنفسه ، وفي مقدمة الرَّكب ــ كما جاء الكثير من مراجع العار والخيانة في مقدمة قوات الاحتلال للعراق !!(1/1230)
يقول علامتهم وحجتهم إبراهيم الزنجاني في " عقائد الإمامية الاثني عشرية " ( 3 / 231 ) (( كان ابتداء دولة هولاكو خان في إيران عام 650هـ وانتهاء دولته وسلالته بموت سعيد خان سلطانية زنجان عام 736هـ ، وحمل على العراق بقيادة نصير الدين الطوسي فيلسوف الإسلام ، وبتأييد سديد الدين العلقمي وزير الخليفة العباسي بتاريخ 656هـ وقضى على خلفاء بني العباس )) اهـ . وقال مؤرخهم محمد باقر الخوانساري في ترجمة المجرم الطوسي من كتابه " روضات الجنات "( 6 / 279 ).: (( ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان ، من عظماء سلاطين التاتارية وأتراك المغول ، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد ، مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد ، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد ، وإخماد نائرة الجور والإلباس بإبداء دائرة ملك بني العباس ، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام ، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار ، فأنهار بها في ماء دجلة ، ومنها إلى نار جهنم دار البوار ، ومحل الأشقياء والأشرار)) اهـ .
انظرو لوصف هذ1ا المجرم لما فعلوه بأهل بغداد وقارنوا !
الوقفة الرابعة : لا تعجب أخي المسلم من هذين المجرمين اللذين قاما بالتحريض والإفتاء والتخطيط مع التتار للقضاء على الخلافة العباسية لإقامة الخلافة الشيعية . فهذا آيتهم العظمى الخميني ــ مرجع حزب إيران في لبنان ــ يقول ص ( 142 ) من كتابه الحكومة الإسلامية : (( ويشعر الناس بالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام )) اهـ . ونحن نسأل : ماذا يقصد الخميني بالخدمات الجليلة التي قدمها النصير الطوسي للإسلام ؟ أجيبوا يا دعاة التقريب ؟!(1/1231)
هذا النصير الطوسي يصفه الخميني في كتابه " الأربعين " ( 3 / 612 ) بأنه أفضل المتأخرين وأكمل المتقدمين ، وحين يناقش الخميني مسألة دخول الشيعي في ركب الحكام ــ من غير الشيعة ــ من حيث الجواز والتحريم نراه يرجح الجواز بشرط أن تكون فيه مصلحة واضحة ونصرًا ظاهرًا للشيعة ، ثم يستدل على صحة رأيه بحادثة دخول النصير الطوسي في ركب هولاكو الكافر ، حيث عدّه الخميني نصرا كبيرا للمذهب ، رغم ما كان قد ترتب عليه من ضرر فادح في حق الإسلام والمسلمين ، في إشارة واضحة إلى أن النصر الذي ينشده الخميني هو إمعان القتل بأهل السنة والتنكيل بهم . وإليك نص قوله ــ عليه من الله ما يستحقه ــ في كتابه الحكومة الإسلامية ص ( 142 ) قال : (( وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول في ركب السلاطين ، فهنا يجب الامتناع عن ذلك ، حتى لو أدى الامتناع إلى قتله ، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله )) اهـ . والخميني نفسه ورجال ثورته الشيعية قد طبقوا هذا الفكر الدموي عمليا أيضا حين استتب لهم أمر الحكم في إيران الفارسية إذ عملوا في أهل السنة وفي علمائهم تحديدا بالقتل والتشريد والملاحقة وإلى يومنا هذا .(1/1232)
وأما علي بن يقطين : هذا الذي يترحم عليه الخميني فهو مجرم آخر تلطخت يداه بدماء أهل السنة أيام هارون الرشيد ، كما يروي عالمهم ومحدثهم نعمة الله الجزائري في " الأنوار النعمانية " ( 1 / 292 ) فيقول : (( وفي الروايات أن علي بن يقطين ، وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين . وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه فهدموا سقف المحبس عليهم ، فماتوا جميعا ، وكانوا خمسمائة رجل تقريبا فأراد الخلاص من تبعات دمائهم، فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم عليه السلام فكتب عليه السلام إليه جواب كتابه : " بأنك لو كنت تقدمت إليَّ قبل قتلهم ، لما كان عليك شئ من دمائهم ، وحيث أنك لم تتقدم إليَّ , فكفِّر عن كل رجل قتلته منهم بتيس , والتيس خير منه . فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم الأصغر ، وهو كلب الصيد , فإن ديته عشرون درهماً ، ولا دية أخيهم الأكبر ، وهو اليهودي أو المجوسي , فإنها ثمانمائة درهم ، وحالهم في الآخرة أخسّ وأنجس)) اهـ . ولاشك أن الإمام الكاظم بريء من هذه الأكاذيب !!!(1/1233)
الوقفة الخامسة : الحديث عن الدور الخبيث الذي لعبه بعض مراجع الشيعة اليوم في إسقاط العراق واحتلاله لا يحتاج منا لوصف ، ولكن يكفي أن أشير هنا إلى أنه تم العثور في بعض مقرات الأحزاب الشيعية على أوراق وبيانات ــ وهي منشورة على الانترنت ـ تتضمن أوامر وتوجيهات موجهة من سلطات عليا ــ مرجعيات دينية وحزبية ــ إلى أتباعهم في مناطق العراق المختلفة وخصوصا بغداد بضرورة العمل على حرق وسلب وتدمير كل مؤسسات الدولة وتهيئة عموم الشيعة لذلك وعدم الالتفات إلى ما قد يصدر من الحوزة العلمية في النجف من نداءات وفتاوى ؛ لأنه تدخل من باب التقية وتحسين الصورة لا غير . وبالفعل تم لهم الأمر كما أرادوه وبالتنسيق مع قوات الاحتلال ، فلم تسلم مؤسسة ولا بناية ولا معلم من السرقة والحرق والتدمير ــ كما هو الحال في وقعة التتار ، فالأسلوب واحد ــ حتى بناية المكتبة الوطنية في بغداد طالها أذى الرعاع الخونة فتم حرق أغلب محتوياتها ولم ينج منها إلا النزر اليسير في مشابهة عجيبة لما حصل لبغداد إبان اجتياح التتار . هل أبالغ إن قلت إن ما نقلته من وصف ابن كثير لمجزرة بغداد في غزو هولاكو ، لا يقارن بما يحكيه أهل السنة وما يحدث لهم هذه الأيام في العراق بمباركة مراجع الشيعة وساستهم وعلمائهم .
أبو محمد أشرف
Bokhary63@yahoo.com
نقلا عن
http://www.almesryoon.com/ShowDetai...ID=28572&Page=7
---
أبو محمد الظاهرى
01-07-2007, 10:18 AM
جزاكم الله خيراً... اللهم مكننا من رقاب هؤلاء الزنادقة.
---
أبو داود الكناني
01-17-2007, 06:13 AM(1/1234)
لا يمكن أبدا أن يحسب علينا صدام و لا وجه للمقارنة بينه و بين الخليفة العباسي وقد قال الله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )فظلم الروافض لن نبيض به وجه البعثين و قد سمعت أحدهم حين حكم عليه بالإعدام يهلل و يقول بعد التهليل عاش البعث نعم هم مجرمون سفاكون قتلة لا نشهد عليهم بهذا لنقر عين رافضي زنديق لا و لكن حتى لا يحسب تاريخهم في الولاية على أنها ولاية السنيين و أما تلفظهم بالشهادة عند القصاص فهذا يثبت لهم عقد الإسلام وحقوق المسلمين ولكن إذا جاء إخواننا المسلمون الذين قتلوا في غزو الكويت وجرحهم يشجب دما و يقولون يارب سل هذا فيما قتلنا هل قتلهم لتكون العزة لله أم له
لن نسمح أبدا أن يحسب حكم البعث علينا بل يحسب علي الشيوعية الملحدة
---
(1/1235)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمحة بلاغية
---
لمحة بلاغية
---
موسى أحمد زغاري
03-16-2006, 11:40 PM
قال تعالى :
"وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن ماء البحر في حديث ، هل يجوز الوضوء به : إنا نركب البحر فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته .
ما هو الوجه البلاغي في هذين النصين ؟
حينما قال الله تعالى : ما تلك بيمينك يا موسى؟
كان الجواب : قال هي عصاي . وهنا تمت الفائدة .ولكن الزيادة
* أتوكأ عليها .
** وأهش بها على غنمي.
*** ولي فيها مآرب أخرى.
في أي باب بلاغي نصنفها ؟
وكذلك الحديث :
كان السؤال حول طهارة مائه.
وكان الجواب :
* هو الطهور ماؤه . وهنا تمت الفائدة .
** الحِل ميتته ، وهذا الجواب الثاني ، في أي باب بلاغي نصنفها ؟
ولكم جزيل الشكر .
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-17-2006, 01:40 AM
ذكر على التفصيل والإجمال المنافع المتعلقة بالعصا كأنه أحس بما يعقب هذا السؤال من أمر عظيم يحدثه الله تعالى فقال : ما هي إلا عصا لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان .
ليكون جوابه مطابقاً للغرض الذي فهمه من فحوى كلام ربه ويجوز أن يريد عز وجل أن يعقد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستكثرها ويستعظمها ثم يريه على عقب ذلك الآية العظيمة كأنه يقول له : أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسية عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتد بها وتحتفل بشأنها وقالوا : إنما سأله ليبسط منه ويقلل هيبته .
وقالوا : إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فيزيد في إكرامه وقالوا : انقطع لسانه بالهيبة فأجمل (تفسير الكشاف)(1/1236)
ومن لطائف معنى الآية ما أشار إليه بعض الأدباء من أن موسى أطنب في جوابه بزيادة على ما في السؤال لأن المقام مقام تشريف ينبغي فيه طول الحديث.
والظاهر أن قوله )مآرب أخرى( حكاية لقول موسى بمماثله، فيكون إيجازا بعد الإطناب، وكان يستطيع أن يزيد من ذكر فوائد العصا. ويجوز أن يكون حكاية لقول موسى بحاصل معناه، أي عد منافع أخرى، فالإيجاز من نظم القرآن لا من كلام موسى عليه السلام . (التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور)
اما الحديث فيسمى هذا باجابة الحكيم اي اجابة السائل بما ينفعه وليس بما سأل عنه فقط
---
موسى أحمد زغاري
03-17-2006, 11:24 PM
أخي أبو العزايم عبد الحميد
هل سمعت بـ ( التلفيف ) .
بإنتظارك
أخوكم
موسى
---
ابو العزايم عبد الحميد
03-19-2006, 02:02 AM
من كتاب تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر لابن ابي الاصبع التلفيف
وهو أن يقصد المتكلم التعبير عن معنى خطر له أو سئل عنه، فيلف معه معنى آخر يلازم كلمة المعنى الذي سئل عنه، كقول الله تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام وقد قال سبحانه له: "وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وكقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن البحر في حديث أوله: إنا نركب البحر، فحواه السؤال عن ماء البحر هلا تجوز به الطهارة؟ فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
وربما قصدت اخي موسى في سؤالك اسم هذا النوع من البلاغة لكنى قصدت ايراد الحكمة من هذا النوع في هذه الايات وهو التلفيف ايضا
---
موسى أحمد زغاري
03-19-2006, 06:44 AM
أصبت ورب الكعبة
بارك الله فيك
---
(1/1237)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الأحوبة المفيدة لمهمات العقيدة للشيخ عبدالرحمن الدوسري لأول مرة بالورد
---
كتاب الأحوبة المفيدة لمهمات العقيدة للشيخ عبدالرحمن الدوسري لأول مرة بالورد
---
مسك
04-07-2005, 07:21 AM
رسالة قيمة وعظيمة النفع سماها الشيخ رحمه الله "الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة"، وصاغها على شكل أسئلة وأجوبة مبسطة ليسهل فهمها ودراستها.
وقد كانت عبارة عن اسئلة تلقى عليه عقب كل درس من بعض الشباب فقام بجمعها رحمه الله ويجيب على بعضها ويجعلها مادة للحديث بها بعد ذلك .
وقد وضعها تقريباً لإفهام الطلاب واقتداء بتعليم جبريل عليه السلام لصحابة النبي الأحباب حيث تنزل بذلك من عند رب الأرباب .
وبالملف من الداخل ترجمة الشيخ رحمه الله .
الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة " أضغط للتحميل " (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1724)
---
إمداد
05-20-2005, 01:45 PM
جزاك الله خيرا
ونفع الله بك
ورحم الله الشيخ عبد الرحمن الدوسري
---
(1/1238)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > PC LockUp 2.186 يقوم بعمل رقم سري للحاسوب
---
PC LockUp 2.186 يقوم بعمل رقم سري للحاسوب
---
سامي عبدالعزيز
05-02-2006, 04:49 PM
بل وحتى لكل حساب مستخدم، ولا يمكن فكه إلا بإضافة الرقم السري – الباسوورد – الصحيح له، بل ويعطي إنذارا صوتياً قوياً إذا قام شخص غريب بإضافة رقم سري خاطئاً، وله في ذلك عدد من المزايا، إضافة إلى أنه سهل التعامل
الحجم 829 كيلو بايت
http://www.softheap.com/download/wlock.zip
الكراك
http://www.easy-sharing.com/373365/pclockupkeygen.zip.html
---
(1/1239)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني (( وسائل إبداعية في حفظ القرآن
---
حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني (( وسائل إبداعية في حفظ القرآن
---
د . يحيى الغوثاني
10-12-2006, 10:04 AM
حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني (( وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم ))
ولا تنسانا من الدعاء
http://www.mojama.net/navigator.php?pname=topic&tid=227
هذه المادة .. إشراقة تبدد سحباً من اليأس ، وتضعك في مصاف حفظة القرآن ،
من خلال وسائل وطرق إبداعية تقودك إلى إتقان حفظ كتاب الله
أعدها وقدمها الشيخ يحيى الغوثاني وهي خلاصة تجاربه وخبراته ودوراته
في تعليم حفظ القرآن ، يهديها لك لتكون معيناً ومرشدا في حفظ كتاب الله .
- اكتسب مقدرة حفظ الوجه الأول خلال 10 دقائق .
- تعرف على أيسر طرق الحفظ و المراجعة .
- استفد من التجارب و النماذج المعروضة .
- لأجل هذا السبب يخفق الكثير في ضبط الحفظ .
- عندما تصاب بفتور وقت الحفظ افعل الآتي ..
- تعلم طريقة التاءات العشر في الحفظ .
- هناك 25 طريقة للحفظ ، فأيها تستخدم ؟
- تعلم رسم الآيات و قراءتها من لوح خيالك .
هذا الإصدار بالتعاون مع دار الغوثاني للدراسات القرآنية
http://www.yah27.com/vb/showthread.p...9260#post59260
ولا تنسونا من الدعاء
---
عبدالرحمن الشهري
10-12-2006, 06:57 PM
جزاكم الله خيرا يا دكتور يحيى وبارك فيكم وفي علمكم .
---
أحمد البريدي
10-12-2006, 08:59 PM
شكر الله لك يا دكتور يحي , وبارك فيك .
---
أحمد الطعان
10-13-2006, 06:37 AM(1/1240)
الأستاذ الفاضل د. يحيي الغوثاني لقد تشرفت بحضور محاضرتكم في مدينة داريا جزاكم الله خيراً لقد كانت شيئاً رائعاً وممتعاً جداً ... أسأل الله أن يوفقكم دائماً لكل خير ... ولقد زرعت في نفسي فكرة حفظ القرآن الكريم وأرجو من الله عز وجل أن يثمر ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/1241)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الطبري يشير إلى خلاف تفسيري يصلح أن يكون من وقف التعانق
---
الطبري يشير إلى خلاف تفسيري يصلح أن يكون من وقف التعانق
---
مساعد الطيار
11-28-2006, 01:21 PM
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى :
وقوله : ( فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) يقول: فإن الله هو وليه وناصره، وصالح المؤمنين، وخيار المؤمنين أيضًا مولاه وناصره.
وقيل: عني بصالح المؤمنين في هذا الموضع: أَبو بكر، وعمر رضي الله عنهما.
* ذكر من قال ذلك .. . ( وذكر الرواية عن مجاهد ، والضحاك ، وفي عبارة عنه : خيار المؤمنين ) .
وقال آخرون: عُنِي بصالح المؤمنين: الأنبياء صلوات الله عليهم.
* ذكر من قال ذلك ... ( وذكر الرواية عن قتادة وسفيان الثوري ) ...
ثم قال :
وقوله : ( وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) يقول: والملائكة مع جبريل وصالح المؤمنين لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أعوان على من أذاه، وأراد مساءته. والظهير في هذا الموضع بلفظ واحد في معنى جمع. ولو أخرج بلفظ الجميع لقيل: والملائكة بعد ذلك ظهراء.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس، قال : أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله : ( وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) قال : وبدأ بصالح المؤمنين ها هنا قبل الملائكة، قال : ( وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) أ.هـ .
،،،،،،،،،،،،،،(1/1242)
فقوله ـ رحمه الله تعالى ـ : ( وكان ابن زيد ...) يدل على وجود خلاف في قوله : ( وصالح المؤمنين ) هل يدخلون في الولاية ، فيكون قوله : ( وصالح المؤمنين ) معطوفًا على قوله تعالى : فإن الله هو مولاه جبريل ) ، وهذا هو القول الذي ارتضاه الطبري . أو هو مبتدأ كلام على الاستئناف ، ويكون قوله : ( والملائكة) معطوفًا على ( صالح المؤمنين ) ، وعليه يكون المعنى : إن للرسول صلى الله عليه والسلام الولاية من الله ومن جبريل ، وله الظهارة من صالح المؤمنين ومن الملائكة .
وعلى هذا الاختلاف تكون جملة التعانق ( وصالح المؤمنين ) فإن وقفت قبلها جعلتها مبتدأ وخبرها ( ظهير ) .
وإن وقفت بعدها ، جعلتها معطوفة على ما سبق ، وجعلت الظهارة مختصة بالملائكة فقط .
---
(1/1243)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عاجل عن آيات قيل بنسخها
---
سؤال عاجل عن آيات قيل بنسخها
---
رجاء
11-22-2005, 05:14 PM
أعان الله من أعانني في ذكر آيات ادعي أنها منسوخة
---
عبدالرحيم
11-22-2005, 07:59 PM
أختي الفاضلة
تفضلي هنا
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=3000&postcount=1
وأسأل الله أن يجيب دعاءك
---
رجاء
11-23-2005, 06:45 PM
جزاك الله خيرا ولكني أريد التي أدعي الاجماع على نسخها وهل صح ومامستنده ياحبذا من كان عنده علم أن يستعجل في الرد
---
(1/1244)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الشجرة الملعونه فى القرآن
---
الشجرة الملعونه فى القرآن
---
hamed
02-16-2004, 01:42 PM
تفسير القرطبي ج: 10 ص:282 -283
وقال في رواية ثالثة إنه عليه السلام رأى في المنام بني مروان ينزون لى منبره نزو القردة فساءه ذلك فقيل إنما هي الدنيا أعطوها فسري عنه وماكان له بمكة منبر ولكنه يجوز أن يرى بمكة رؤيا المنبر بالمدينة وهذا التأويل الثالث قاله أيضا سهل ابن سعد رضي الله عنه قال سهل إنما هذه الرؤيا هي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فاغتم لذلك وما استجمع ضاحكا من يومئذ حتى مات صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية مخبرة أن ذلك من تملكهم وصعودهم يجعلها الله فتنة للناس وامتحانا وقرأ الحسن بن علي في خطبته في شأن بيعته لمعاوية وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين
تفسير القرطبي ج: 10 ص: 286
قال الحسن وأنزل الله تعالى فيمن ارتد عن الإسلام لذلك وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا فهذا حديث الحسن عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما دخل فيه من حديث قتادة وذكر باقي الإسراء عمن تقدم في السيرة وقال ابن عباس هذه الشجرة بنو أمية
تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 50
البصري وغير واحد وكل من قال إنها ليلة الإسراء فسره كذلك بشجرة الزقوم وقيل المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية وهو غريب ضعيف وقال ابن جرير حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعيد حدثني أبي عن جدي قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات
تفسير الطبري ج: 15 ص: 112(1/1245)
قال هي رؤيا منام إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه قوما يعلون منبره ذكر من قال ذلك حدثت عن محمد بن الحسن بن زبالة قال ثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد قال ثني أبي عن جدي قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة
فتح القدير ج: 3 ص: 239
وقيل إن الشجرة الملعونة هى الشجرة التى تلتوى على الشجر فتقتلها وهى شجرة الكشوث وقيل هى الشيطان وقيل اليهود وقيل بنو أمية ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا أى نخوفهم بالآيات فما يزيدهم التخويف إلا طغيانا متجاوزا للحد متماديا غاية التمادي فما يفيدهم إرسال الآيات إلا الزيادة فى الكفر فعند ذلك نفعل بهم ما فعلناه بمن قبلهم من الكفار وهو عذاب الاستئصال ولكنا قد قضينا بتأخير العقوبة
فتح القدير ج: 3 ص: 240(1/1246)
وأخرج ابن جرير عن سهل بن سعد قال رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات فأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس قال ابن كثير بعد أن ساق إسناده وهذا السند ضعيف جدا وذكر من جملة رجال السند محمد بن الحسن بن زبان وهو متروك وشيخه عبد المهيمن بن عباس ابن سهل بن سعد ضعيف جدا وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمرو أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال رأيت ولد الحكم بن أبى العاص على المنابر كأنهم القردة فأنزل الله وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة يعنى الحكم وولده وأخرج ابن أبى حاتم عن يعلي بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأيت بني أمية على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء واهتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك فأنزل الله الآية وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي نحوه مرفوعا وهو مرسل وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى وابن عساكر عن سعيد بن المسيب نحوه وهو مرسل وأخرج ابن مردويه عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم سعمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأبيك وجدك إنكم الشجرة الملعونة فى القرآن
فتح الباري ج: 8 ص: 398
فروى بن مردويه من حديث الحسين بن على رفعه إني أريت كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا فقيل هي دنيا تنالهم ونزلت هذه الآية وأخرجه بن أبي حاتم من حديث عمرو بن العاص ومن حديث يعلى بن مرة ومن مرسل بن المسيب نحوه
فتح الباري ج: 8 ص: 399
وذكره بن أبي حاتم عن بضعة عشر نفسا من التابعين ثم روى من حديث عبد الله بن عمرو أن الحكم بن أبي العاص وولده
---
(1/1247)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون "
---
سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون "
---
سلسبيل
02-28-2005, 02:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال عن قوله تعالي في سورة محمد " فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم "
والسؤال هو " أنتم الأعلون " هل هي سابقة على " فلا تهنوا " أم متأخرة عنها ونتيجة عليها ؟؟
بمعنى ....
1- هل المقصود بالآية بأنكم حال قوتكم وعلوكم في الأرض فلا تسالموا عدوكم ولا تهادنوهم ؟
2- أم إن الآية تنهاهم عن الهوان والدعوة إلى السلم وترتب على ذلك علوهم في الأرض وبذا يكون عدم الهوان والدعوة للسلم سبب للنصر والظفر والعلو في الأرض.
3- أو تكون لا في هذه الآية هي " لا النافية " فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو .
فأي المعاني السابقة وأي التفسيرات أرجح ؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
---
جمال حسني الشرباتي
03-02-2005, 06:29 PM
يمكن أن يكون هذا المعنى مقصودا أيضا وهو قول ذكره أبو السعود في كتابه "إرشاد العقل السليم"
((قال تعالى
(فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) 35 محمد
(وقولُه تعالى: { وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ } جملةٌ حاليةٌ مقررةٌ لمعنى النَّهي مؤكدةٌ لوجوبِ الانتهاءِ، وكذا قولُه تعالى:
{ وَاللَّهُ مَعَكُمْ }
فإنَّ كونَهمُ الأعلينَ وكونَهُ عزَّ وجلَّ ناصرَهُم من أَقْوى موجباتِ الاجتنابِ عمَّا يُوهم الذلَّ والضراعةَ ))تأملوا قول المفسر ؟(1/1248)
لقد وجدته قولا مختلفا عما قال الآخرون
---
عمار
03-03-2005, 02:18 AM
أخي الكريم ....
قولك : "أو تكون لا في هذه الآية هي " لا النافية " فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو "
هذا التفسير لا يصح....لأنّ "لا" الواردة في الآية لا يمكن أن تكون إلا "لا" الناهية...
والدليل أنها جزمتْ الفعل المضارع وعلامة الجزم هنا حذف النون لأنه
من الأفعال الخمسة.
ولي عودة - إن شاء الله - .
---
جمال أبو حسان
03-03-2005, 09:42 AM
للجواب عن هذه الاية يمكن الرجوع الى كتاب استاذنا العلامة فضل عباس في اعجاز القران ففيه والله تعالى اعلم الغنية للسائل الكريم
---
سلسبيل
03-04-2005, 12:00 AM
جزاكم الله خيرا جميعا وزادكم علما
ولكن كيف يمكن الحصول على الكتاب الذي ذكره د. جمال أبو حسان وهل له رابط في النت ؟
الأخ الكريم : عمار
شكرا على توضيحك لنوعية اللام ولكني لا حظت أنك عممت قولك ... " هذا التفسير لا يصح.... "
على جميع العبارة التي نقلتها ! مع أن القسم الثاني منها
وبالتحديد من القول " وتبشرهم بأنهم الأعلون الغالبون حيث أن الله معهم وهي بهذا تحثهم على الثبات على الحق وعدم الهزيمة النفسية أو الركون للعدو "
لا يتنافى مع كون أن هذه اللام هي لام الناهية لا النافية
بل أرى هذه العبارة مقاربة كثيرا لما ذكرة الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي بقوله " فإنَّ كونَهمُ الأعلينَ وكونَهُ عزَّ وجلَّ ناصرَهُم من أَقْوى موجباتِ الاجتنابِ عمَّا يُوهم الذلَّ والضراعةَ "
---
عمار
03-04-2005, 02:38 AM
بارك الله فيك أخي "سلسبيل".....ما قصدتُ إلا الشق الأول من العبارة ، وهو قولك - وفقك الله - : "فهي تنفي عنهم الهوان والضعف والدعوة إلى السلم ".
وشكرا لك.
---
عبدالرحمن الشهري
03-05-2005, 02:58 PM(1/1249)
الأخت الكريمة سلسبيل وفقها الله . أشكرك على حرصك على تدبر القرآن ، ومشاركة الأعضاء في الفائدة والتدبر ، ولا شك أن العلم يتغازر ويربو بالمذاكرة والمسائلة مع الآخرين ، ولا سيما مع أهل العناية بهذا اللون من العلم .
أما قوله تعالى :(فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم)[محمد 35 ] .
أولاً : لا التي في قوله :(لا تهنوا وتدعوا إلى السلم) هي الناهية . والفعلان بعدها مجزومان بها كما ذكر الأخ الكريم عمار الخطيب.
ثانياً : جملة (وأنتم الأعلون) جملة حالية ، تدل على أن المسلم هو الأعلى بدينه وعقيدته وقيمه. وأعجبني قول أحدهم : نحن الأعلون سنداً ومتناً لأننا مسلمون.
فيكون معنى الآية : النهي عن أن يهن المسلمون ، وقوله :(لا تهنوا) ليس مأخوذاً من الهوان ، وإنما من الوَهْن ، وهو الضعف والتخاذل عن مجاهدة أعداء الدين. يقال منه : وهن يهن فهو واهن ، أي ضعيف. أما الهوان ، فهو من هان يهون هواناً.
فالمعنى : لا تضعفوا عن ملاقاتهم وتجنحوا إلى المسالمة والمهادنة ، وأنتم أعلى منهم بعقيدتكم ودينكم ومبادئكم. وأعلم بالله ونصره للمؤمنين منهم ، وهذه هي مقومات النصر الحقيقي(1) وإن هزمتوا في ميدان المعركة في جولة أو جولات ، فإن العاقبة للمتقين. ولذلك يقول قتادة في تفسير هذه الاية : لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها. أي لا تبادروا إلى طلب المصالحة والمسالمة ، بل ضيقوا عليهم واصبروا ولو مسكم القرح والتعب ، حتى يكونوا هم من يطلب الصلح ، فإن رأيتم أنكم لا تصبرون أكثر بعد رغبتهم في الصلح فلا حرج من قبول الصلح كما قال تعالى :(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) ، فيكونوا هم الذين طلبوا السلم لا المسلمون. وقد فصل القرطبي في تفسيره ما قيل في أحكام هذه الاية من حيث شرعية الصلح في مثل هذه الحالات فيمكن مراجعته . وبقية ألفاظ الآية معلومة لكم إن شاء الله.
_________(1/1250)
(1) هناك محاضرة قيمة للأستاذ الدكتور ناصر العمر حفظه الله بعنوان (حقيقة الانتصار) وقد طبعت بعد ذلك في كتاب. أنصح بقراءتها للتوسع في أمر حقيقة النصر. وتجدها في موقع المسلم إن شاء الله نصاً. موقع المسلم (http://www.almoslim.net/documents/Haqeqat%20AlEntsaR.doc)
---
(1/1251)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كشاف الدراسات القرآنية(الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية حتى 1425هـ)للـ د.الجيوسي
---
كشاف الدراسات القرآنية(الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية حتى 1425هـ)للـ د.الجيوسي
---
د.محمد إبراهيم
04-02-2007, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أود إبلاغ الإخوة طلبة العلم عن صدور كتاب جديد في الدراسات القرآنية،وهو: (كشاف الدراسات القرآنية/الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنيّة حتى عام 1425هـ).
وهو من جمع وإعداد د.عبد الله محمد الجيوسي،وقد صدر بدار الغوثاني للدراسات القرآنية بدمشق.
وهو مهم جدا في بابه،إذ جمع في مؤلفه ما استطاع الوصول إليه من ذكر الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية.
والكتاب موجود في الإمارات بدبي في مكتبة البيروني،اقتنيته أنا من هناك.
وبارك الله فيكم أجمعين.
---
عبدالله العلي
04-02-2007, 10:21 PM
أحسن الله إليك
---
فهد الوهبي
04-02-2007, 10:37 PM
بارك الله فيك وهل من الممكن بعض المعلومات الإجمالية عن الكتاب كعدد الرسائل مثلاً ..
---
عبدالعزيز اليحيى
04-03-2007, 12:08 AM
جزيت خيرا
هل الكتاب متوفر في السعودية ؟
---
عبدالله كحيلان
04-03-2007, 11:37 AM
جزاك الله خيراً .
كيف نحصل على نسخة من هذا الكشاف ؟
---
د.محمد إبراهيم
04-03-2007, 09:46 PM
كتاب كشاف الدراسات القرآنية يزيد ذكر عدد الرسائل في علوم القرآن فيه على (5000) رسالة جمعها الباحث _جزاه الله خيرًا_ من (105) جامعة.
والكتاب يمكن تحصيله في دول الخليج عن طريق معارض الكتاب،وهو في الإمارات بدبي في مكتبة البيروني
رقم هاتفه:0097142988031
رقم الفاكس:0097142988256
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2007, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار الغوثاني للدراسات القرآنية الطبعة الأولى 1427هـ من كتاب :(1/1252)
كشاف الدراسات القرآنية
الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية حتى 1425هـ - 2005م
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64619bedd9d5c5.jpg
لأخينا الفاضل الدكتور عبدالله بن محمد الجيوسي حفظه الله
الأستاذ المساعد بكلية الشريعة بجامعة اليرموك بالأردن
وهذا الكشاف هو القسم الثاني من المشروع العلمي الذي اضطلع به الدكتور عبدالله الجيوسي بعد القسم الأول وهو كشاف الدراسات القرآنية - المقالات في الدراسات القرآنية . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3908)
http://www.tafsir.net/images/MagalatJeusy.jpg
وقد قدم للكتاب الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس بمقدمة موجزة قال فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل القرآن نوراً وشفاء ، والصلاة والسلام على خير المرسلين ، وبعد :
فهذا المعجم الذي وضعه الأخ الدكتور عبدالله الجيوسي هو جهد علمي دالٌ على دأب وتتبع وتجاوز لعقبات كثيرة لا بد أن يصادفها الباحث في جهد معجمي ضخم ، وبخاصة مع كثرة الدراسات القرآنية في العصر الحديث في أرجاء العالم الإسلامي.
لا شك أن هذا العمل المعجمي ، هو إضافة إلى المكتبة العربية وإلى مكتبة الدراسات القرآنية ، ومن أبرز فوائده وثماره العملية أنه نافع للباحثين في مجال الدراسات القرآنية ، إذ يعرفهم بما صدر من دراسات ، ليجتنبوا التكرار إن لم يكن لديهم جديد يضاف ، وينبههم على المواطن التي قل فيها جهد الباحثين ليسدوا الثغرة فيها.
وطلبة الدراسات العليا في الجامعات الإسلامية هم أحوج الباحثين إلى أمثال هذه الدراسة المعجمية كي يجتنبوا التكرار ويسدوا الثغرات ، في مجال الدراسات القرآنية.
أشكر للأخ الباحث هذا الجهد العلمي ، وأرجو الله أن يؤتي أكله لدى الباحثين في جامعاتنا الإسلامية .
أ.د. فضل حسن عباس
وهذه مقدمة المؤلف الدكتور عبدالله الجيوسي ، ذكر فيها منهجه في الكشاف .
مقدمة الكشاف(1/1253)
الحمد لله العزيز الوهاب مالك الملك ورب الأرباب الذي أنزل على عبده الكتاب هدى وذكرى لأولي الالباب يسر حفظه في الصدور وضمن حفظه من التبديل والتغيير فلم يتغير ولا يتغير على طول الدهور وتوالي الأحقاب وجعله قولا فصلا وحكما عدلا وآية بادية ومعجزة باقية يشاهدها من شهد الوحي ومن غاب وتقوم بها الحجة للمؤمن الأواب والحجة على الكافر المرتاب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين وأصحابه الأكرمين خير أهل وأصحاب، صلاة زاكية نامية لا يحصر مقدارها العد والحساب ولا يبلغ إلى أدنى وصفها ألسنة البلغاء ولا أقلام الكتاب، وأسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وممن اصطفاهم من عباده وأورثهم الجنة وحسن المآب
هذا هو الجزء الثاني من الكشاف يشق طريقه إلى النور وسط زحام من الصعاب كانت تحول دون ظهوره، نهض بهمة ثلة من طلبة العلم متلهفين منتظرين خروج العمل للنور ووسط هتافات المرتقبين لهذا المشروع( تمثل برسائل شخصية عبر البريد الآلي) بعد اطلاع الكثيرين منهم على بعض هذا الجهد إثر إتاحته لخدمة من أراد من طلبة العلم على موقع رابطة الجامعات العربية، حيث طلب إليّ الأخوة ذلك فبادرت رغم أني لم أكن فرغت من الجمع بعد، فكان ما يقارب ثلث هذا الجهد بين أيدي الباحثين بطريقة مكنتهم من الاستفادة الكاملة من العمل، منذ ما يزيد على السنتين، كان ذلك على موقع
www.islamicleague.org(1/1254)
كما نهض هذا الكشاف بتشجيع بعض المواقع العلمية على شبكة الانترنت وأخص بالذكر منها موقع ( ملتقى أهل التفسير) على الشبكة معربا عن شكري وتقديري لهم، حيث لم يألوا جهدا في التعريف بالمشروع، وشرفت بالحديث مع المشرف العام وشرفني بمقالة تعريفية أنا دونها، ولا أنس الدور المعنوي لبعض المراكز العلمية وأخص بالذكر منها (مركز الدراسات والمعلومات القرآنية التابع لمعهد الإمام الشاطبي بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة) فقد كان لنداءاتها المتكررة أبرز الأثر في دفع هذا العمل ليخطو الخطوة الأخيرة إلى المطبعة بعد أن كان يسير على استحياء، ومن قبل كان لدار الغوثاني للدراسات القرآنية أوفر الحظ من التشجيع على نشر هذا العمل، ونسأل الله تعالى أن يوفق لإتمام بقية أقسامه وأن ينفع به طلبة العلم في كل مكان.
يأتي هذا الكشاف ليقدم لطالب العلم في ميدان الدراسات القرآنية ما يحتاجه من معرفة حول الرسائل الجامعية التي لها صلة بالقرآن الكريم.
يأتي في وقت يغيب فيه التواصل العلمي بين الجامعات العربية والإسلامية على المستويين الفردي والجماعي.
أهمية الكشاف:
تبرز أهمية هذا العمل من جوانب عدة، يمكن إجمال بعضها في الآتي:
1- تعتبر الرسائل الجامعية على مستوى الماجستير والدكتوراه من مصادر المعلومات المهمة التي تقتنيها المكتبات ومراكز المعلومات، كما تشكل فئة مهمة من الوثائق التي تعني الباحثين في موضوعاتهم فهي تتناول عادة موضوعات أصيلة لم يسبق بحثها أو درستها ، وتمكن إضافة إلى الاستفادة من المعلومات المتخصصة في الموضوع الذي تطرحه إمكانية التعرف على طرق البحث ومناهجه، حيث يتوفر فيها عناصر مهمة للبحث العلمي المميز كالأصالة والإبداع والأمانة العلمية والالتزام بمناهج البحث العلمي والإشراف والمناقشة والتقييم وو..، كما لا يخفى دورها في الإشارة إلى مدى التقدم والتطور في أي قطر من أقطار العالم.(1/1255)
2- تعد الرسائل الجامعية من أهم وأرفع مستويات الإنتاج الفكري في أي بلد . ذلك أنها أعمال علمية جادة تضيف جديداً إلى رصيد المعرفة البشرية والرسائل الجامعية بتمثيلها قطاعا هاما لمصادر المعلومات تزداد أهميتها، ولا يمكن تجاهل الجهود العلمية التي تبذلها بعض الجامعات في جانب التحقيق، فقد يلحظ متصفح الكشاف كثرة الجهود المبذولة في هذا الميدان (تحقيق الكتب النادرة) فلا تخفى القيمة العلمية لذلك، وجهد طلبة ا لعلم في غير التحقيق لا يقل أهمية عن جهد التحقيق
3- لعل في هذا الجهد ما يشير إلى ضرورة إعادة النظر في برامج وموضوعات الدراسات العليا من خلال إنشاء مراكز متخصصة لرصد البحوث ومن ثم توجيه الباحثين والإشراف والتنسيق.
4- والرسائل الجامعية إنجاز ملموس لنوعية عمل ما بعد التخرج، ويتحمل مسؤولية هذه النوعية – في العادة - كل من الطالب والباحث الذي يعد البحث، والمشرفين عليه، وتعتمد قيمة أي رسالة على نوع الإضافة العلمية التي تقدمها، بجانب دقة والتزام كاتبها بمنهج علمي معين من مناهج البحث المعروفة.(1/1256)
5- لدى المقارنة بين المطبوع من الرسائل الجامعية وغير المطبوع منها نجد أن ما يمكن وصفه بالتجاهل –ربما غير المقصود – لهذا الجهد، وإن كانت هنالك عوامل أخرى تسهم في هذا التجاهل، فالتوجه التجاري لدى الغالبية العظمى لدور النشر تعزف عن طباعة الرسائل العلمية، وهذا العزوف تبرره دونية الجدوى التجارية، فالرسائل العلمية لا تشكل مصدر إغراء مادي لدور النشر، ولو تم النشر فإن عدد النسخ التي يتم طبعها قليل جدا. وقد تتولى بعض الكليات أحياناً نشر أطروحات جامعية أوصت لجنة مناقشتها بذلك، غير أن عدد الرسائل التي تصل مطبوعة إلى القارئ يبقى محدوداً، هذا من جهة، أضف إليه جهل طالب العلم بالطرق التجارية لنشر الكتاب يصحب ذلك كله خلو الساحة العلمية من المؤسسات التي تتبنى الجهود المتميزة وتسهم في نشرها، فلا أقل من وجود عمل يرصد هذا الجهد ويعرف به.
6- إن قيمة أي بحث أو نشاط فكري أكاديمي، تكمن في كيفية إيصاله إلى المختصين وغير المختصين، والمهتمين به مباشرة، وهذا الكشاف يمكن الباحثين من معرفة الرسائل العلمية التي كتبت في اختصاص معين، ثم هو وسيلة لتحفيز المكتبات الجامعية ومراكز المعلومات الجامعية ودور النشر والمراكز العلمية على الشروع في نشر الرسائل الجامعية الموجودة في أرصدتها إلكترونياً، فقد يكون في وضع العدد الهائل من العناوين بين أيدي الباحثين والمراكز العلمية ما يدفع إلى التفكير العلمي، كما لا يخفى دور هذا العمل في تجنيب الساحة العلمية تكرار الجهود أو هدر طاقات الأمة وإضاعة الأوقات الثمينة في أعمال أمتنا في غنى عنها، وما أحوجنا إلى تنظيم البحث العلمي وتوجيه الطاقات إلى ما هو نافع ومفيد، هذا فضلا عن الصعوبات التي تقف أمام الباحث تتمثل في صعوبة الحصول على رسالة علمية سمع بها ولم يهتد إلى طريقة الحصول على بعض محتوياتها فضلا عن الوصول إليها أو اقتناء نسخة منها.
صعوبات العمل وعقباته :(1/1257)
لم تكن طريق الوصول إلى المعلومة عن الرسائل الجامعية بالسهولة التي يتصورها بعض الناس، فقد كانت في بعض الأحيان أصعب علي من كتابة بحث، ويعلم الله –تعالى- وحده الجهد الذي قضي في سبيل الوصول إلى المعلومة التي تكتمل بها المعلومات التي أطلبها لدى كل رسالة، ولا أكتم سرا أن هذه الصعوبة هي التي كانت - أصلا - وراء التفكير في هذا المشروع فالحمد لله أولا وآخرا أن وفقنا لهذا العمل وشرفنا لنكون خدما لطلاب العلم.
أما هذه الصعوبات فلا أبغي بذكرها إلا أن يشاطرني في الهم من يملك الوسائل التي تذلل الصعاب أمام عمل مماثل في مجالات أخرى وحتى لا يتجرع مرارتها غيري، ولعلي أقتصر على ذكر واحدة منها وهي الأهم:
عدم توافر كامل المعلومات عن كل رسالة فقد جعلت المطلوب لكل رسالة جامعية المعلومات التالية:
عنوان البحث – اسم الباحث – الدرجة العلمية – لجنة الإشراف وأعضاء اللجنة المشرفة إن وجد- الجامعة المانحة – الكلية المانحة والقسم المانح أحيانا – البلد- التاريخ (سنة إجازة الرسالة) ملحوظات عامة وتشير في الغالب إلى عدد صفحات الرسالة.
وقد حرصت ما أمكن أن أقدم للقارئ هذه المعلومات، لكن لا يخفى على أحد صعوبة وجود هذه المعلومات مجتمعة في الرسائل التي ضمها العمل، وهذا ما يجعلني أطلب من القارئ التماس العذر في العناوين التي كانت ناقصة في بعض معلوماتها، وربما حصل خطأ في نقل اسم المؤلف أو العنوان، فإن وجد فلا تخفى الأسباب التي تفضي إلى ذلك مثل: الطباعة أو النقل أوغير ذلك، كما لا يخفى وجود بعض الصعوبات التي تتمثل في متابعة الرسائل التي تمت مناقشتها فكثرة الجامعات المانحة مع قلة في النشرات التعريفية بهذه الجامعات وما تنتجه، يفضي في الغالب إلى إغفال ذكر بعض الرسائل.(1/1258)
وقد حاولت ما أوصلني إليه جهدي أن أصل إلى كل رسالة دخلت التكشيف ولم يتسن ذلك لي رغم حرصي الشديد ورغبتي الأكيدة بذلك، وقد كان - بفضل الله تعالى وكرمه- لمركز إيداع الرسائل الجامعية الموجود في مكتبة الجامعة الأردنية أبرز الدور في إتاحة الفرصة للاطلاع مباشرة على الرسالة المطلوبة، لكن ليست كل الرسائل مودعة وهو ما نأمل أن يتم تطويره ليضم كل ما تمت مناقشته.
ولا شك أن التغذية الراجعة في صورة ملحوظات وتوجيهات وتصويبات أكتسبها من القراء الكرام- وكلهم أهل علم وقدر وأمانة في النصيحة – لا شك أنها سوف يؤخذ بها في قاعدة المعلومات التي نرجو صدروها في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.
وبعد كل هذا يجب التذكير بأنني إنسان ضعيف وفرد محدود الطاقة، ومثل هذا البحث يرهق بعض المؤسسات فضلا عن الأفراد وطلبي من الباحثين الكرام التماس العذر فيما حصل فيه من نقص أو خطأ في الإحصاء أو ما شابه، وأسأل الله تعالى أن يأجرنا على هذا العمل.
طريقة عمل الفهرسة:
1- تم الرجوع إلى مراكز الإيداع ومكتبات الجامعات ما أمكن بغرض الحصول على المعلومات الكاملة عن الرسالة العلمية، وقد كان ذلك بفضل الله تعالى إلا ما ندر أو تعذر، كما كانت الاستعانة بمصادر أخرى لتغطية ما هو ناقص لصعوبة الوصول إلى الرسالة العلمية أحيانا، من هذه المصادر: ما كانت تخرجه بعض الجامعات من نشرات تعريفية بالرسالة التي أجيزت فيها، وفي هذه الحالة كنت أحرص على أخذ المعلومة من جهات عدة مختلفة حتى يتم التأكد من صحة المعلومة كالكشافات التي تقوم بإصدارها الجامعات ما بين الحين والآخر، أو كالذي تصدره بعض الدوريات بين الحين والآخر كما هو الحال في مجلة الحكمة.(1/1259)
2- تبويب العناوين وفهرستها حسب الموضوعات التي تدخل ضمنها، حيث تم أولا وضع العناوين الرئيسة ثم وضعت عناوين فرعية مناسبة لها، لكن أود التنويه على أن هذه الفهرسة للعناوين الفرعية لم تكن مطابقة للعناوين التي اتبعتها في القسم الأول – أعني من حيث عدد العناوين التفصيلية- وإنما حاولت اختيار عناوين أكثر اتساعا لتضم أكبر قدر ممكن من الرسائل، إذ الذي لمسته صعوبة تقييد عنوان الرسالة ضمن عنوان فرعي، فهي بمجموعها تدخل ضمن أكثر من عنوان فآثرت عدم تقييد المطلع على مادة الكشاف بالعناوين المذكورة بخلاف الحال بالنسبة للمقالات، فقد واجهتني بعض الصعوبات في هذه العملية لتعدد الموضوعات التي يدخل تحتها العنوان، فكان البحث عن الصقها، ولم تكن عناوين تفصيلية .
3- اعتماد ترتيب الألف باء لعناوين الرسائل المدخلة ، وقد آثرت أن يكون ترتيبها أولا ضمن موضوعاتها وقد أعطيت أرقاما ثابتة لكل عنوان رسالة حيث كان يدل الرقم على ترتيبه في الأصل ضمن قاعدة البيانات التي شكلتها، وقد كان الهدف من إعطائها أرقاماً ثابتة بغرض سرعة الوصول إلى العنوان المعني عند الفهرسة، حيث يمكن الرجوع إليه من خلال العنوان تارة، ثم من خلال المؤلف تارة ، ثم من خلال الموضوع تارة.
نموذج :
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64619c44dc2e09.jpg
4- حرصا على أن تكون خدمة هذا الدليل شاملة وبغرض سهولة الرجوع إلى عنوان الرسالة المطلوبة فقد تم عمل كشافات عدة في نهاية هذا الكشاف تزود القارئ بالمعلومة بالسرعة الممكنة وحسب الأصول، وكان عددها خمسة، هي:
أولا: كشاف المؤلفين:
وأعني بهم الباحثون الذين وردت أسماؤهم في عنوان الرسالة وتم ترميزها، فقد تمت فهرستهم حسب الترتيب الألفبائي، وقد كان يوضع إزاء كل اسم الرقم أو الأرقام التي تعود إلى صاحب الرسالة، توضيح ذلك في المثال التالي:
- الخالد، محمد أحمد 458، 4041(1/1260)
الرقم 458، والرقم 4041، يشيران إلى الرقم الذي يدل على عنوان الرسائل التي تعود إلى الباحث المذكور كما هي مثبتة في الكشاف، ولأن الغالب أن الباحث له عنوان رسالة لدرجة الماجستير وآخر للدكتوراة فلم يكن له في الغالب أكثر من رقمين بخلاف المقالات فقد كان لبعضهم ما يزيد على الثلاثين رقما.
ثانيا: كشاف العناوين
حيث تم وضع عناوين المقالات التي تم تكشيفها في هذا الكشاف والتي كان عددها ( 4100) رسالة جامعية كاملة المعلومات
ثم وضعت الرقم الذي يخص كل رسالة، توضيح ذلك في المثال التالي:
الشهاب الخفاجي ومنهجه في التفسير 2128
فالرقم 2128 يشير إلى رقم الرسالة الواردة في الكشاف.
أما الرسائل التي لم تكتمل معلوماتها فلم أدخلها في كشاف العناوين حتى لا يعد تكرارا، علما أن هذه العناوين جعلتها في قائمتين: الأولى:
( تضم قرابة 40 رسالة فيها معلومات أكثر من القائمة الثانية).
وأما القائمة الثانية، فهي قائمة تضم رسائل جامعية كتبت باللغة الفارسية، حيث تحوي: (عنوان الرسالة واسم الباحث والبلد (إيران).
ثالثا: كشاف الموضوعات
حيث تم ذكر العناوين الرئيسة والفرعية التابعة لكل عنوان ثم ذكرت الأرقام التي تشمل كل موضوع من الموضوعات المذكورة، وذلك بذكر الرقم الذي يرمز إلى مكان بدء العناوين التي تضم الموضوع ثم الإشارة إلى الرقم الذي يشير إلى نهاية الموضوع المذكور، كما هو موضح في المثال التالي:
قرآن –إعجاز 1- 42
فالرقم 1 يشير إلى عنوان أول رسالة تحت هذا العنوان، والرقم 42 يشير إلى عنوان آخر رسالة تحت هذا العنوان، وهذا يعني أن عناوين الرسائل المعنية تأتي ما بين الرقمين المذكورين.
رابعا: كشاف الجامعات(1/1261)
وهي قائمة ذكر فيها أسماء الجامعات التي تتبع لها الرسائل الداخلة ضمن هذا التكشيف، وقد زاد بفضل الله عدد الجامعات التي تم الرجوع إليها عن ( 105 ) جامعة، في أكثر من25 دولة، وقد كان مع الإشارة إلى مكان وجودها، لكن أود التنويه إلى أنه لا يعني أن الكشاف ضم العناوين التي نوقشت في هذه الجامعات على سبيل الاستقصاء من أول رسالة نوقشت فيها وحتى هذا التاريخ، فبعض الجامعات كان كذلك على سبيل الاستقصاء وهو الغالب في الكشاف، لكن في بعضها كان بحسب ما توافر لدى الباحث إمكانية الإطلاع عليه، وهذا يعني احتمالية فوات بعض العناوين عن التكشيف رغم الحرص على تكشيفه، وهو ما نرجو الأخوة القراء تزويدنا به لنتمكن من تداركه مستقبلا.
ثمة أمر آخر أود التنويه عليه وهو أنه ليس كل الجامعات يمكن أن نجد فيها عناوين تدخل ضمن هذا الميدان، لكن الغالب أن هذه العناوين كانت إما ضمن كليات الشريعة أو ضمن كليات الآداب بأقسامهما المختلفة، وقد كان ما أمكن الإشارة إلى الكلية التي ينتسب إليها البحث، ومثال ذلك:
كلية القرآن الكريم/ قسم التفسير/ الجامعة الإسلامية
المدينة المنورة/ السعودية
فالملاحظ أنه أشير أولا إلى الكلية فالقسم الذي تنتمي إليه الرسالة فالجامعة فالمدينة فالدولة، ولم يكن هذا الترتيب مطردا فأحيانا كان يقدم ذكر القسم وتارة ذكر الجامعة وتارة ذكر البلد الذي توجد به الجامعة.
خامسا: عناوين رسائل جامعية لم تتوافر كامل المعلومات عنها(1/1262)
فقد آثرت وضعها بين أيدي القراء الكرام وأن لا تبقى حبيسة الأدراج لمدة ربما تطول، حتى يكون طالب الدراسات العليا على علم بهذه العناوين فيتجنب تكرار العناوين، أو ربما يجد في بعض العناوين ما يحتاجه لبحث يعدّه فيسهل لديه البحث عنه، وقد ترددت أولا في وضع هذه العناوين بين يدي الباحث ليس إلا لأنها غير كاملة المعلومات ثم أدركت أن إدراجها في الكشاف أنفع والله تعالى أعلم، كما تضم القائمة عناوين رسائل جامعية مسجلة ولم تكتمل بعد، حيث لم أتمكن من الحصول عليها إلا من جامعة اليرموك لسهولة الحصول عليها بحكم وجودي فيها، وأما القائمة الثانية من القوائم التي تضم اسماء الرسائل التي لم تكتمل المعلومات عنها: فهي التي ترجع في الأصل إلى الجامعات الإيرانية لكن لم تتح الفرصة لترجمة كامل المعلومات عن الرسالة من الفارسية وهو ما نقوم به حاليا، ونرجو الانتهاء منه قريبا، علما ان عدد الرسائل التي تمت ترجمة عناوينها من هذا الصنف زاد على (1000) رسالة علمية، وحرصا منا على عدم فوات المعرفة بهذه العناوين فقد الحقت بهذه الدراسة.
مجالات الكشاف:
أما المجالات التي يقوم بتغطيتها (يشملها) هذا الكشاف فيمكن تصنيفها على النحو الآتي:
حدود المجال الزماني:(1/1263)
الرسائل الجامعية التي ينال بها الباحث الشهادة العلمية العليا لم يكن لها وجود إلا في القرن المنصرم، وقد كان من أقدم الجامعات العربية جامعة الأزهر، وفد كان أقدم عنوان دخل هذا الكشاف عام (1930م)، أما بالنسبة لأحدث الرسائل الجامعية فهو العام الحالي (2005)م، لكن لم يكن الحال بالنسبة العامين الأخيرين على سبيل الاستقصاء لكل ما تمت مناقشته، وذلك أنني كنت أعتزم إخراج الكشاف محدودا بالعام 2003م كما في قسم المقالات، وقد كنت أرسلت العمل للنشر ، وشاء الله تعالى بحكمته أن يتأخر نشره فرأيت أن ألحق ما تم الحصول عليه، فلا يعني إذن أن الكشاف استوعب جميع العناوين التي تمت مناقشتها بين التاريخين المذكوربن، بل تحقق ذلك في حدود الإمكانات التي توافرت وأتيحت للباحث، وما يحصل عليه الباحث من عناوين بعد صدور هذا الكشاف سيخرجه بإذن الله تعالى لاحقا على شكل مستدرك ومتمم للعمل الحالي – شأن بقية الإصدارات التي تدخل ضمن التصنيف البيليوغرافي-.
المجال الجغرافي:
يكشف الفهرس الملحق بهذه الدراسة عن أسماء الجامعات التي يغطيها هذا الكشاف، وبنظرة بسيطة نلحظ أن الكشاف يكاد يغطي إضافة إلى أبرز الجامعات العربية بعض الجامعات في الدول الإسلامية كتركيا وباكستان وماليزيا وإيران، ويضم أيضا عناوين في جامعات أجنبية، فمن بين الجامعات ( جامعة السوربون وجامعة كاليفورنيا وجامعة باريس وجامعة هارفرد وجامعة إنديانا وغيرها)، وقد سبقت الإشارة إلى أن عدد الجامعات يقارب المائة موزعة على أكثر من25 دولة.
المجال اللغوي:(1/1264)
يشمل الكشاف عناوين الرسائل التي تمت كتابتها باللغة العربية ولو كانت في بلد غير عربي، كما يضم الكشاف عناوين الرسائل التي كتبت باللغة التركية لكن بعد ترجمة العناوين إلى العربية، وهناك بعض العناوين التي كتبت بالإنجليزية ونوقشت في الجامعة العالمية الإسلامية في ماليزيا وبعض الجامعات الأجنبية حيث كتبت ترجمتها بالعربية، لكن اكثر الرسائل التي كتبت باللغة الانجليزية سوف تخرج في عمل مستقل باللغة الانجليزية، وفيما يخص الرسائل الجامعية التي كتبت باللغة الفارسية في إيران فقد كتبت بالعربية كما تقدمت الاشارة.
المجال الموضوعي:
يحوي الكشاف عناوين الرسائل المتصلة بالدراسات القرآنية أي القرآن وعلومه ويشمل ذلك علوم القرآن والإعجاز واللغة والبلاغة والتفسير والقراءات والقصص وغير ذلك، وقد لمست خلال الجمع أن عددا كبيرا من العناوين كان تحت الدراسات اللغوية أي ضمن كليات أخرى غير كلية الشريعة، مثل كلية الآداب، وهذا يعني أن الرسائل المدخلة ليست كما يظهر من العنوان تضم فقط ما نوقش في قسم الدراسات القرآنية في كلية الشريعة، بل يوجد فيه أغلب ما كان في كليات الآداب، ومنها عناوين تابعة لكليات التربية، فحيثما كان للعنوان صلة بميدان الدراسات القرآنية دون نظر إلى الكلية المانحة كان التكشيف.
الحدود الوعائية:
يغطي الكشاف الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراة، وقد لاحظت اختلافا في المسميات أحيانا، ففي الجامعات المغربية مثلا يطلقون اسم: دبلوم الدراسات العليا ويعنون بذلك درجة الماجستير.
المجال النوعي:
لم يكن للباحث أن يستبعد من العناوين أو يختر منها ما كان جديرا بالذكر ، فكل رسالة علمية اجتازت اللجنة المناقشة دخلت التكشيف دون نظر إلى القيمة العلمية التي أضافتها الدراسة، ودون نظر إلى عدد صفحات الدراسة، لا يخفى تفاوت الرسائل العلمية من حيث قيمتها العلمية، ومن حيث عدد صفحاتها.
ترتيب الكشاف:(1/1265)
روعي في عرض مادة هذا الكشاف الترتيب الهجائي ( الألفبائي):
اولا: للموضوعات التي تمت فهرستها والتي تضم مجموعة من العناوين، فمثلا كان أولا الموضوعات : الإعجاز، وذلك أنه يبدا بحرف الألف، وتحت هذا العنوان الكبير عناوين فرعية، روعي فيها كذلك الترتيب الهجائي، ولعل النموذج التالي المقتطع من الفهرست يوضح الأمر:
أولا : الإعجاز
ثانيا: التفسير
ثالثا: التفسير وعلومه
وهكذا.. أما بالنسبة لترتيب العناوين الفرعية لأسماء الرسائل داخل كل موضوع من الموضوعات الفرعية فقد روعي فيه ما أمكن الترتيب الهجائي لأول كلمة من عنوان الرسالة،. وأما ( ال) التعريف فقد أهملت في الترتيب ما أمكن، ولم يتمكن من إهمال الكلمات: ( ابو ، ابن) بل عوملت كغيرها من الكلمات.
الجدير بالذكر أن الباحث كان قد أعطى كل عنوان من العناوين المذكورة رقما متسلسلا خاصا به من أجل أن يكون مرجع القارئ في حال استخدام كشاف الموضوعات أو كشاف المؤلفين أو غير ذلك من الكشافات المتاحة، وهذا الرقم يساعد الباحث في الوصول إلى مبتغاه في أسرع السبل، وخلاصة قواعد الترتيب الهجائي الذي تم اعتماده في هذا الدليل يمكن إجمالها في الآتي:
الترتيب الهجائي حسب ترتيب حروف المعجم.
الوحدة في الترتيب الهجائي هي الكلمة.
تم أهمال (أل التعريف) من الترتيب.
تم اعتبار (اب، ابن) جزءا من العنوان.
أهداف الكشاف:(1/1266)
لا يخفى على أحد ضخامة الإنتاج في ميدان الدراسات القرآنية على مستوى العام الواحد، فضلاً عن عشرات السنين، والمتتبع لحركة الإنتاج الفكري هذه يلمس تلك الضخامة والكثرة التي تنتج عن الجامعات، لكن ليس كل ما كتب أو يكتب في الدراسات القرآنية يمكن أن تكون توافرت فيها القيمة البحثية المطلوبة، كما تشير إليها بعض العناوين، فكم من عناوين رسائل تبهر الباحثين والمشتغلين في ميدان العلم لكن لدى التدقيق لا يجدها شيئاً ذا قيمة، فيأتي هذا الكشاف – على الأقل ليكشف للباحث عن مدى جدية العناوين التي تمت إجازتها وهل كانت في المستوى المطلوب أم دون ذلك؟- وبالتالي يدل على الكيفية التي بها يمكن أن يأخذ الموضوع حقه.
والتبويب الموضوعي الذي نجده في الكشاف يفسح المجال للمقارنة بحيث يسهل تقييم الأعمال من جهة، ويكشف عن اتجاهات الكتابة والتأليف في هذا الميدان من جهة ثانية – خاصة إذا ما أُخذ بعين الاعتبار الجانب الزماني والمكاني.
والكشاف يكشف عن تلك الجهود المستمرة لطلاب العلم والمؤسسات العلمية خاصة في مجال التحقيق فيدرك حجم الجهود المبذولة، خلافاً لما يدعيه المفترون والمستشرقون.
والباحث إذ يرجو أن يقدم هذا العمل في محاولة جدّية وخدمة حقيقية لطالب الدراسات الإسلامية، فهو يرجو منه في الوقت نفسه أن لا يبخل القارئ عليه بالنصيحة أو الاستدراك إن كان لديه ذلك، كما يرجو أن لا يبخل عليه بالدعاء.
الدراسات السابقة:(1/1267)
حظي ميدان الدراسات القرآنية بما لم يحظ به غيره من الميادين من حيث الخدمة والكتابة، وظهور المعاجم والموسوعات وغير ذلك، وقد لمسنا كثيرا من هذه الجهود، خاصة في الآونة الأخيرة، فمثلا نجد بعض المعاجم التي اختصت بفهرسة الكتب والمخطوطات في هذا الميدان، وهو ما نلمسه في عمل مؤسسة مآب ( مؤسسة آل البيت لمجمع البحوث والحضارة في الفهرس الشامل للتراث، وهو ما نلمسه أيضا في معجم مصنفات القرآن الكريم/ د . علي إسحاق شواخ، وهو معجم يقع في 4 مجلدات، بذل فيه المصنف مجهودا ضخما أودع فيه أسماء كتب كثيرة في هذا الميدان، وهو كذلك يختص في نطاق الكتب، والجدير بالذكر أنه يضم ما كان قد طبع قبل عام 1984م، وهو العام الذي طبع فيه هذا الكتاب، والملاحظ أنا لا نجد فيهما عنوانا واحدا يخص الرسائل الجامعية، وبهذا ندرك ما يختص به هذا الكشاف، فعمل هذا الكشاف يختص في ميدان الرسائل الجامعية.
وفي الآتي ذكر لبعض الجهود التي بذلت في هذا النطاق:
معجم الدراسات القرآنية/ الدكتورة ابتسام مرهون الصفار ( كتاب يقع في 638) صفحة من القطع المتوسط، حيث كان قد صدر على شكل مقالات في مجلة المورد الصادرة في بغداد ، ثم نشرته جامعة الموصل عام 1984م، استعرضت فيه الباحثة جهود كثير من العلماء الأقدمين في ميدان الدراسات القرآنية مشيرة إلى وجود كثير من المخطوطات والكتب المصنفة في هذا الفن قديما وحديثا، كما نجد فيه ذكرا لبعض الرسائل الجامعية وهو ما يعنيا في هذه الدراسة، فقد كان عدد الرسائل التي ضمها هذا المعجم قليلة نسبيا إذا ما قيست بغيرها من مواد المعجم، فقد قمت بإحصاء الرسائل التي حواها هذا المعجم فوجدتها قرابة ( 100) رسالة جامعية، فإذا علمنا أن هذا الكشاف الذي بين أيدينا (كشاف الدراسات القرآنية) قد وصل عدد الرسائل الجامعية فيه يزيد على ( 4100) رسالة استطعنا بسهولة الحكم على ما يضيفه هذا العمل، هذا عدا عن كون الكتاب طبع عام 1984م.(1/1268)
• الدراسات القرآنية بالمغرب( خلال القرن الرابع عشر الهجري) إبراهيم عبد الوافي: هو كتاب يخبر عنوانه عن محتواه، فقد قام مؤلفه بجهد طيب كشف عن تلك الجهود التي أنتجها أهل المغرب في ميدان الدراسات القرآنية، شمل مخطوطات وكتب وعدد من المقالات وبعضا من الرسائل الجامعية في هذا الإطار، ويهمنا من هذا الكتاب القسم المتعلق بالرسائل الجامعية وهو جزء قليل من هذا الكتاب فضلا عن أن الكتاب كان يحدثنا عن بعض ما يحويه العنوان، وهو – بلا شك – من تمام الفائدة، لكن هذا الصنيع أحد الأسباب التي كانت وراء قلة عدد المقالات المذكورة نسبيا.
• بعض ما تم نشره في المجلات وتفصيله على النحو التالي:
مجلة المسلم المعاصر، حيث كان لها اهتمامات بارزة وجهود مشكورة في ميدان ( الوراقيات)، كالتي قام بها الشيخ محي الدين عطية في ميادين مختلفة، وكان منها ما يخص الدراسات القرآنية، ومنها مجلة عالم الكتب ( السعودية) حيث كانت لها جهود مماثلة في ميدان ( الوراقيات)، فقد كانت تخصص جزءا لا بأس به من صفحاتها لهذا اللون.
مجلة رسالة القرآن( إيران)، حيث ضمت في بعض أعدادها بعض القوائم البليوغرافية في ميدان الدراسات القرآنية، منها: قائمة بيلوغرافية تضم عناوين بعض الرسائل الجامعية/ لعبد الجبار الرفاعي.
كما توجد بعض النشرات الصادرة عن بعض الجامعات، ولعل من أهمها دليل الرسائل العلمية بالجامعة الإسلامية ( المناقشة والمسجلة)1420هـ، ومنها دليل الرسائل الجامعية الذي تصدره الجامعة الأردنية كل عام حيث يضم عناوين الرسائل التي تم إيداعها في المكتبة كل عام، والرسائل الجامعية الصادر عن مركز الملك فيصل، حيث تم الاستفادة منها في جانب المقارنة وإتمام المعلومات غير المكتملة، وهناك بعض المجلات التي تعنى عموما بالفهرسة، وخصوصا فيما يخص الرسائل، مثل: مجلة الفهرست ( اللبنانية)، عالم الكتب ( السعودية)، المورد ( العراقية) وغيرها مما أمكن الوصول إليه.(1/1269)
إحصائيات
• كان عدد الرسائل الجامعية التي تم إدخالها في هذا الكشاف قرابة (4102) رسالة علمية، أما عدد الرسائل التي لم تكتمل المعلومات تزيد على (1000) رسالة علمية.
• أما عدد المؤلفين ومن في حكمهم فقد كان قرابة (2797) باحثا.
• عدد الجامعات التي تم الرجوع إليها قرابة ( 105) جامعة
• عدد الموضوعات الكلية التي تم إدخالها قرابة (40).
لم أكن أتصور أن يكون العدد الذي تم حصره في ميدان الرسائل الجامعية بهذا الحجم الهائل، فهو - حقا – مذهل، والأمل في أن يرسم صورة واضحة عن الوجهة التي تسلكها الجامعات، والمنهجية التي تتبعها بعض الجامعات في اختيار عناوين الدراسة.
وهو ما نعكف عليه بعد صدور الكشاف حيث نرجو تزويد القراء الكرام برؤى واضحة عن المحاور التي كانت تتركز حولها الدراسات ، ثم نقدم دراسات دقيقة عن الجوانب التي كانت الأقل حظا في الدراسة، فقد يكون فيها ما يرشد طلبة الدراسات العليا إلى الجوانب الأحرى بالدراسة.
وختاما يود الباحث أن يزف البشرى لطلاب الدراسات القرآنية خصوصا وطلاب العلم بشكل عام على أن القسم الثالث من الكشاف وهو القسم الذي يحوي الكتب تحت الطبع، وفيما يخص المقالات والرسائل العلمية التي صدرت وتصدر بعد هذا الكشاف فإن ملحقات ستتبعها بإذن الله تعالى، أما بالنسبة لقاعدة البيانات فالعزم قائم على أن نجعلها في خدمة طلبة العلم على شبكة الانترنت بإذن الله تعالى، ولا تبخل أخي القارئ الكريم بملحوظاتك ومقترحاتك على هذا العمل فنحن على يقين من أنها تزيد العمل دقة وهو ما ننشده جميعا، حيث يمكنك المراسلة على العنوان التالي:
aljayousi@hotmail.com
نسأل الله تعالى أن يتقبل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله شفيعا لنا يوم لقائه إنه نعم المولى ونعم المجيب.
والحمد لله رب العالمين
الفقير إلى عفو ربه في الثاني من رمضان1426هـ
د. عبد الله محمد الجيوسي عام1426هـ(1/1270)
قال عبدالرحمن : شكر الله لأخي العزيز أبي البراء هذا الجهد الموفق ، والجمع والفهرسة المضنية للرسائل العلمية في مجال الدراسات القرآنية وتقريبها للباحثين ، وجعل ذلك في موازين حسناته .
الرياض في 21/3/1428هـ
---
أيمن صالح شعبان
04-09-2007, 09:12 AM
السلام عليكم أشكر لمولانا الحبيب الدكتور عبد الرحمن حفظه الله هذه الهمة العالية والمجهود الطيب
---
أبو يزيد
04-09-2007, 12:54 PM
سلام عليكم، لقد سرني هذا الكتاب وهذا العمل، ولكني سألت عنه في المكتبة المشار إليها في دبي ولم أجده
أتمنى التأكد والتحقق عن مكان وجوده وشكرا لكم
---
(1/1271)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هذا صحيح يا أهل خميس مشيط ؟
---
هل هذا صحيح يا أهل خميس مشيط ؟
---
خالد الباتلي
11-04-2005, 07:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أولا: أهنئ الجميع بعيد الفطر المبارك، وأسأل الله تعالى أن يمن علينا ووالدينا جميعا بالقبول والعتق من النار.
وأما ثانيا: فقد حدثني أحد الإخوة بالأمس أن الشيخ الحواش وفقه الله – وهو إمام مسجد في خميس مشيط – قد ختم القرآن هذه السنة في الصلاة ثمان ختمات !!
فأردت التثبت من هذا الخبر ممن كان قريبا منه، وإن كان صحيحا فكيف كانت صلاته في التراويح والقيام؟.
وجزاكم الله خيرا
---
الباحث7
11-04-2005, 02:06 PM
في أول رمضان كان يختم كل خمس ليال أو ست مرة . وقد سمعته ليلة السادس من رمضان أو السابع يقرأ في سورة النساء - بعد أن ختم الختمة الأولى . وهو لا ينتهي من التراويح في العشرين الأولى إلا الساعة الثانية ليلاً ، وأما في العشر فيواصل إلى قبل الفجر بقليل ولا يتوقف إلا قريبا من نصف ساعة في منتصف الليل .
---
الظافر
11-06-2005, 02:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وتجاوز عن تقصيرنا برحمته فهو أرحم الراحمين. وبعد
فهذا الخبر صحيح فإن الشيخ ختم ثمان ختمات - ختم الله له بالحسنى والسعادة - وبدأ في الختمة التاسعة وبلغ فيها إلى سورة آل عمرآن ولم يكملها.
تقبل الله منا ومن الشيخ أحمد.
---
سلسبيل
11-06-2005, 07:47 AM(1/1272)
ما شاء الله ، لقد ذكرّنا الشيخ بهذه الهمة العالية في ختم كتاب الله السابقين من الأئمة والعلماء الذين كانوا يكثرون الختمات ويتسابقون بالخيرات في شهر الرحمات فهم في حل أو ارتحال من فاتحة الكتاب إلى آخر المعوذات .. لم تشغلهم الدنيا عن مصاحبة الآيات ولم تلههم الملهيات ،فجزى الله الشيخ خير الجزاء ، وكتب له القبول ومضاعفة الحسنات ، والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات .
---
أمين نورشريف
11-07-2005, 06:37 PM
الله أكبر والله إني لأغبطكم يا أهل خميس مشيط على إمام مسجدكم بارك الله لكم فيه ووفقكم لما يحبه ويرضاه
---
(1/1273)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مفاتح تدبر القرآن كتاب الكتروني رائع
---
مفاتح تدبر القرآن كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
09-11-2006, 05:04 PM
مفاتح تدبر القرآن كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
مَفاتح تدَبّر القرْآن
وَالنّجاح في الحَياة
د.خالد بن عبْد الكريم اللاحم
أستاذ القرآن وعلومه المساعد
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج428كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/8f369bb8bb.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/20b5c21dca.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/a960eee433.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Tadappor.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=285644
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
الطيب وشنان
09-11-2006, 05:19 PM
جزاك الله خيرا و بارك فيك أخي الكريم
---
بنت السنة الطاهرة
09-16-2006, 03:35 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
---
(1/1274)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إرشادات مهمة لعضو الملتقى الجديد .. تفضل بالدخول
---
إرشادات مهمة لعضو الملتقى الجديد .. تفضل بالدخول
---
عبدالرحمن الشهري
04-14-2006, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نرحب بالزملاء الجُدُدِ الذين يشرفوننا بالانضمام لأسرة ملتقى أهل التفسير ، ونسأل الله لهم التوفيق والسداد والفائدة .
هذه بعض الأمور المهمة التي نرجو الاستفادة منها ، ومراعاتها في الكتابة في الملتقى :
أولاً : لا يقبل التسجيل في الملتقى بحروف غير عربية ، ويفضل التسجيل بالاسم الصريح .
ثانياً : العناية بكتابة عنوان مناسب للموضوع ، يدل على مضمون المشاركة ، والبعد عن العناوين الموهمة .
ثالثاً : الحرص على التقيد بوضع الموضوع في القسم المناسب له في الملتقى ، فتوضع المشاركات والأسئلة العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية في الملتقى العلمي ، وإذا كان هناك بحث أو كتاب يراد نشره في الملتقى فيطرح في ملتقى الكتب والبحوث وهكذا بقية الأقسام.
رابعاً : البحث في الملتقى عن الموضوع قبل طرح السؤال عنه ، والحرص على عدم طرح الأسئلة السهلة التي يمكن مراجعة جوابها بسهولة ، دون الحاجة إلى طرحها في الملتقى العلمي الذي يقصده المتخصصون ، ويحرص فيه على الفوائد والأسئلة التي يستغلق جوابها على أحد الأعضاء .
خامساً : إذا كان الموضوع الذي ترغب في طرحه متعلقاً بموضوع سابق فاجعله رداً عليه حتى لا يتشتت القارئ ، وإذا كان موضوعاً جديداً فاجعله في موضوع جديد .
سادساً : الالتزام بأدب الحوار ، وعدم الدخول في نقاشات شخصية تبعد القارئ عن الجانب العلمي ، وسيجتهد المشرفون في متابعة هذا بقدر المستطاع ، واستبعاد ما يخرج عن حدود الحوار المقبول ، ويراجع موضوع النقاش الحسن في ملتقى أهل التفسير (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2920).(1/1275)
سابعاً : للتعامل مع الملتقى وكيفية إضافة الموضوعات ، وتنسيقها ، نرجو مراجعة الأسئلة الشائعة للتعرف على الملتقى وطريقة استخدامه (http://www.tafsir.org/vb/faq.php?).
ويسعدنا في هيئة الإشراف تلقي أي اقتراحات ، أو رغبات من الأعضاء الفضلاء فيما ينهض بهذا الملتقى العلمي ، ويحافظ على جوه العلمي المتخصص ، ويضمن استمراره في أداء رسالته ، وتحقيق أهدافه .
---
مرهف
04-17-2006, 01:05 PM
حبذا لو يضاف إلى ذلك لمن يكتب موضوعاً ويمكنه توثيق معلوماته من مصادرها أن يفعل ليتسنى للقارئ الطمأنينة والرجوع للنظر في المعلومة بوقت أقل وتدعيماً للمنهج العلمي ، وإن كانت المشاركة على طريقة القص واللصق أن يبين المشارك مصدر قصه من أي موقع
---
(1/1276)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الملعونون في القرآن والحديث الشريف
---
الملعونون في القرآن والحديث الشريف
---
الطيب وشنان
09-08-2006, 06:46 PM
الملعونون في القرآن والحديث الشريف
المؤلف د.عاطف الهندي
للتحميل :
http://www.saaid.net/book/8/1770.zip
---
(1/1277)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الزمر تفسير / وتقسيم موضوعي - 3 -
---
سورة الزمر تفسير / وتقسيم موضوعي - 3 -
---
ميادة بنت كامل الماضي
06-12-2006, 06:38 PM
الحزب الثاني/ الربع الرابع/ من الجزء (23)
الموضوعات الرئيسة:
أولاً: زمرة الكفار المتناقضين الذين لا يعلمون، وزمرة المؤمنين العالِمين العاملين
الآيات {8 , 9}
قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)}.
المفردات اللغوية:(1/1278)
ضرّ: مرض، أو فقر، أو وقوع في كربة، وغير ذلك من أنواع المكاره في جسم أو أهل أو مال. دعا ربَّه: استجار ربَّه وتضرَّع إليه. منيباً إليه: أي راجعاً إليه وحده في إزالة ذلك. خوَّله نعمة منه: أي أناله وأعطاه نعمة منه بأن كشف ما به من ضر، وخوَّله: من التَّخوُّل وهو التعهد، ويقال خولَّه الشيء أي ملَّكه إياه، ولا يستعمل في الجزاء، بل في ابتداء العطية. نسي ما كان يدعو إليه من قبل: أي ترك ما كان فيه من الضر الذي دعا الله لأجله. أنداداً: شركاء، جمع ندّ. ليضلّ عن سبيله: اللام للعاقبة، أي: ليُضلَّ بنفسه، ويُضِلَّ غيره عن دين الإسلام؛ لأنّ الإضلال فرع من الضلال. وقرأ ابن كثير: ليّضِلَّ: بالفتح. قل تمتَّع بكفرك قليلاً: أي قل تهديداً لذلك المصرّ على الضلال: تلذّّذ واصنع ما شئت بقيَّة أجلك. إنك من أصحاب النار: من سكانها المخلدين فيها. أمَّن هو قانت: وقرأ نافع: وابن كثير، وحمزة: أمَن، بتخفيف الميم: استفهام تقريري، ومقابله محذوف لفهم المعنى، والتقدير: أهذا القائم بطاعات الله في السراء والضراء، في ساعات الليل والنهار، خير أم ذلك الكافر المخاطب بقوله تعالى: {قل تمتَّع بكفرك}. والقانت: العابد، وقيل: الطائع الخاشع. آناء الليل: ساعاته وأوقاته. يحذر الآخرة: يخاف عذابها. ويرجو رحمة ربه: أي حصول رحمة الله له فينجو مما يحذره ويفوز بما يرجوه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون: استفهام إنكاري لنفي استواء الفريقين، أي لا يستويان، وكما لا يستوي العالمون والجاهلون لا يستوي القانتون والعاصون. إنما يتذكَّر أولو الألباب: أي: إنما يتَّعظ ويهتدي بهذه البيانات الواضحة أصحاب العقول الصافية الزكيّة.
وجه الربط:(1/1279)
بعد أن بيَّن الله تعالى في الآيات المتقدِّمة فساد مذهب المشركين في عبادة الأصنام، وأنّه لا دليل لهم على عبادتها، وبيّن تعالى أنّه هو الذي يجب أن يعبد وحده، وأنّه الغنيُّ عمَّا سواه من المخلوقات لا يفتقر إلى عبادتهم، ذكر تعالى هنا تناقض الإنسان وتقلُّبه وضعفه وقلَّة ثباته على نهج؛ إلا حين يتصل بربّه، ويتطلّع إليه، ويقنت له، فيعرف الطريق، وينتفع بما وهبه الله من عقل.
المعنى الإجمالي:
يخبر الله تعالى عن كرمه بعبده وإحسانه وبِرِّه، وقلّة شكر عبده، وأنّه حين يمسَّه الضُّرَّ من مرض، أو فقر، أو وقوع في كربة، أو غير ذلك من أنواع المكاره في جسم أو أهل أو مال، رجع إلى ربّه متضرِّعاً مستغيثاً به وحده في تفريج كربته، معرضاً عمَّا سواه من الشركاء؛ لأنه يعلم أنّه لا ينجيه في هذا الحال إلا الله، حتى إذا فرَّج الله كربه ونجَّاه، وكشف ما نزل به، وأعطاه وملَّكه نعمة من فضله ورحمته، وصار في حال رخاء ورفاهية نسي ربَّه الذي يدعوه، وترك دعاءه، أو نسي ذلك التضرّع والدعاء، فقال تعالى:{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ}، فهو في حال الشدّة يلجأ إلى الله ويستغيث به وحده وفي حال الرخاء ينسى ربّه ويغفل عن عبادته وطاعته، وهذا حال أكثر الناس، وقد قرَّره تعالى في آيات كثيرة منها قوله في سورة يونس:{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} (يونس:12)، ومنه أيضاً: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا}(الإسراء:67)، فإنّ هذا الإنسان ينسى تضرّعه وإنابته(1/1280)
وتوحيده لربّه، وتطلّعه إليه وحده حين لم يكن غيره يملك أن يدفع عنه محنته... ينسى هذا كلّه ويجعل لله شركاء يعبدها، من الأصنام أو غيرها، من هوى، أو جاه، أو أولاد ومطامع، فإنّ هذه كلها في حقيقتها شرك خفيّ لا يحسبه الناس شركاً؛ لأنّه لا يأخذ شكل الشرك المعروف وإنّما هو من الشرك في الصميم.
وتكون العاقبة والنتيجة هي الضلال والإضلال عن دين الله تعالى، فيُضِلّ بنفسه، ويُضلّ الناس بعمله هذا ويمنعهم من توحيد الله واتباع دينه وطريقه، وسبيل الله تعالى واحد لا يتعدَّد، وإفراده بالعبادة والتوجّه والحبّ هو وحده الطريق إليه.
ولهذا كلّه هدّد الله تعالى وأوعد ذلك الكافر المصرّ على الضلال فقال:{قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} أي: قل أيها الرسول لمن هذه حالته وطريقته ومسلكه: استمتع أيها الإنسان الكافر تمتّعاً قليلاً أو زماناً قليلاً هو مدّة أجلك، فمتاع الدنيا مهما طال فهو قليل، وأيام الفرد على هذه الأرض معدودة مهما عمَّر، بل الحياة كلّها لمتاع قليل حين تقاس إلى أيّام الله، كما قال تعالى:{نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ}.(1/1281)
وإلى جانب هذه الصورة المنفِّرة يذكر تعالى صورة أخرى... صورة القلب الخائف الوجل، الذي يذكر الله ولا ينساه في سرّاء ولا ضرّاء، صورة المؤمن المطيع الخاشع العابد، الخائف الراجي، يعيش حياته في خوف من الآخرة وحذرٍ منها، وفي تطلّعٍ إلى رحمة ربّه وفضله، دائم الاتصال بخالقه سبحانه، مما ينشأ عنه العلم الصحيح المدرك لحقيقة وجوده، قال تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} أي: أذلك الكافر أحسن مآلاً وحالاً، أم المؤمن بالله، الذي هو مطيع خاشع يصلّي في ساعات الليل، وخشوعه مستمرّ حال سجوده وحال قيامه. إنها صورةٌ مشرقةٌ مرهفةٌ، فالقنوت كما قيل: طول القيام، وطول القراءة، وهو السجود والخشوع، والذّلّ والخضوع لمن خضعت له النفوس، وذلّت له الرِّقاب، ورغمت له الأنوف.(1/1282)
فصاحب هذا القلب على بصيرة، وعلى علم، فهل يستوي هو والجاهل؟ قطعاً لا يستوي هؤلاء وهؤلاء؛ فالذين يعلمون محابّ الله ومكارهه، وهم يعملون على الإتيان بمحابّه، وترك مكارهه، ويدركون الحقّ، ويعرفون منهج الاستقامة، فيتَّبعونه ويعملون به، لا يستوون مع الذين لا يعلمون ما يحبّ الله وما يكره، فهم يتخبّطون في الضلال خبط عشواء، ويسيرون في متاهة وضلال، قال تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} نعم ، لا يستوي العالمون والجاهلون، ولا يستوي القانتون والعاصون، فالتسوية بينهم تصادم الحق والعدل كما سبق عند قوله تعالى:{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19)وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20)وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21)وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ(22) }. (فاطر:19-22)، وإنما يعلم الفرق بين هؤلاء وهؤلاء أهل العقول الزكية الذكية، فهم الذين يؤثرون الأعلى على الأدنى، والعلم على الجهل، وطاعة الله على مخالفته؛ لأنّ لهم عقولاً ترشدهم للنظر في العواقب، بخلاف من لا لُبَّ له، ولا عقل، فإنّه يتَّخذ إلهه هواه. سبحان الله ما أجلّ كلام الله!
وهنا وتساؤل ووقفة مع هذه الآية الكريمة، ما هو العلم الحقيقي المطلوب في هذه الآية؟ العلم هو المعرفة، والمعرفة هي إدراك الحق، ومن ثَمَّ العمل بهذا العلم، وهذا هو: القنوت لله؛ استشعار الحذر من الآخرة يوجب الخوف وترك المعاصي، والتطلّع إلى رحمة الله وفضله توجب مراقبة الله تعالى مراقبة مثمرة لفعل الأوامر، واجتناب النواهي، بل وإيثار محابّ الله، وذِكره، وتدبّر كلامه.
نعم هذا هو الطريق الصحيح للعلم الصحيح، حتى ينتفع صاحب هذا العلم بعلمه، فيعمل بما علم فيثمر علمه عن صلاة وهي أفضل العبادات، ثم عن قنوت، وهو سِرّ الصلاة، ثم عن أفضل الأوقات، وهو الليل.(1/1283)
قال ابن سعدي رحمه الله تعالى: إنّ متعلّق الخوف: عذاب الآخرة على ما سلف من الذنوب،، ومتعلّق الرجاء: رحمة الله، فوصفه بالعمل الظاهر والباطن.
من هداية الآيات:
1. بيان أنّ الله تعالى يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا؛ لقوله تعالى:{وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ}.
2. بيان رحمة الله تعالى بعباده إذ يقدِّر عليهم أحوالاً مختلفة من الرخاء والشدّة، والعسر واليسر؛ لعلّ العبد يهتدي ويعتبر وينتبه من غفلته؛ لقوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ }.
3. أنّ فطرة الإنسان تبرز واضحة جليّة نقيّة حين يمسّه الضرّ؛ حيث تنكشف عنها الأوهام وتتجه إلى ربّها وحده؛ لقوله تعالى: {دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ }.
4. بيان أن الكافر يلجأ إلى الله تعالى في حال الضرورة، وإلى غيره عند اندفاع المكروهات؛ لقوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ}.
5. الإشارة إلى أنّ الإنسان لا يرشد ولا يكمل إلا بالتوحيد والإيمان.
6. الإشارة إلى أنّ الدنيا ممرّ، والآخرة مقرّ؛ لقوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا}.
7. تهديد الله تعالى لمن أقبل عليه في الضراء، وأدبر عنه وعاد إلى ضلاله عند السرّاء، وأنّ من هذا حاله فهو من أهل النار الخالدين فيها؛ لقوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }.
8. المقارنة بين القانت المطيع، والعاصي المضلّ؛ لقوله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ....}.
9. تقرير أفضلية المؤمن المطيع على الكافر العاصي.
10. الثناء على القائم بطاعات الله المداوم على ذلك.
11. الإشارة إلى فضل قيام الليل، وبيان فضله، وفضيلة إطالة القيام والسجود فيه.(1/1284)
12. أنّه ينبغي على العبد أن يكون في سيره إلى الله ما بين الخوف والرجاء؛ لقوله تعالى: {يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}. وينبغي ألا يجاوز أحدهما حدّه، فالرجاء إذا جاوز حدّه يصير أمناً، وقد حذّر منه تعالى بقوله: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}. والخوف إذا جاوز حدّه أيضاً يصير يأساً، وهو مذموم؛ لقوله تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }.
ويلاحظ أنّ الله تعالى قال في مقام الخوف:{يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ } فلم يُضِف الحذر إليه تعالى، وقال في مقام الرجاء: {وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} وهذا يدلّ على أنّ جانب الرجاء أكمل وأولى أن يُنسب إلى الله تعالى.
قال ابن حجر في الفتح: وهذا كله متفق على استحبابه في حالة الصحة، وقيل: الأولى أن يكون الخوف في الصحة أكثر وفي المرض عكسه، وأما عند الإشراف على الموت فاستحبَّ قوم الاقتصار على الرجاء لما يتضمّن من الافتقار إلى الله تعالى، ولأن المحذور من ترك الخوف قد تعذّر فيتعيّن حسن الظنّ بالله برجاء عفوه ومغفرته. ا.هـ
13. الردّ على من ذمَّ العبادة خوفاً من النار، أو رجاء محبة الله ورحمته، كالصوفية وغيرهم، بل قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( حولها ندندن).
14. التنبيه إلى أنه بالإيمان بالله وحده، وبتوحيده، والعلم بأسمائه وصفاته، والعمل بمقتضى ذلك، هو الذي يخلّص الإنسان من التناقض والضلال؛ لقوله تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
15. بيان فضل العالم على الجاهل لعمله بعلمه، ولولا العمل بالعلم لاستوى العالم والجاهل.(1/1285)
16. أنّ المنتفع بخطاب الله هم المؤمنون أصحاب العقول الذين ينتفعون بعلمهم؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}. ويتفرّع على هذا: أن من كان عنده علم ولم يعمل به فهو بمنزلة من لم يعلم.
لطيفة:
قيل لبعض العلماء: إنكم تقولون العلم أفضل من المال، ثم نرى العلماء يجتمعون عند أبواب الملوك، ولا نرى الملوك يجتمعون عند أبواب العلماء؟ فأجاب العالم بأنّ هذا أيضاً يدلّ على فضيلة العلم؛ لأن العلماء علموا ما في المال من المنافع فطلبوه، والجهّال لم يعرفوا ما في العلم من المنافع فلا جرم تركوه.
ثانياً: الأمر بالتقوى، وبيان الثواب المنشِّط في الدنيا للمتقي، والحث على الهجرة، والصبر لما فيهما من الأجر العظيم: الآية {10}
قوله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
المفردات اللغوية:
اتقوا ربكم: أي: اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بالإيمان ولزوم الطاعة. للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة: أي للذين عملوا الأعمال الحسنة في حياتهم الدنيا على وجه الإخلاص والاتباع ، صحة وعافية ونفس مطمئنّة. وقيل: مثوبة حسنة في الآخرة. وأرض الله واسعة: أي فمن تعسَّر عليه الإحسان بالطاعة في وطنه، فليهاجر إلى مكان يتمكن فيه من الطاعة وترك المنكرات ومخالطة الكفار. إنما يوفّى: أي التوفية العظيمة، والتوفية: إعطاء الشيء وافياً، أي تامّاً. بغير حساب: أي بما لا يقدر على حصره حاصر، وبغير عدٍّ وحدّ.[/
وجه الربط:(1/1286)
لمَّا أثنى الله تعالى على المؤمنين بإقبالهم على عبادته في أشدِّ الآناء، وبشدَّة مراقبتهم إيَّاه بالخوف والرجاء، وبتمييزهم بالعلم والعقل والتَّذكُّر، ونفى المساواة بينهم وبين المشركين في ذلك كلِّه، أتبع ذلك بأمر رسول الله بأن ينصح المؤمنين بجملة نصائح تتضمَّن الأمر بالتقوى والاستمرار بالطاعة، وحثَّهم على ذلك ببيان الثواب المنشِّط لهم في الدنيا. وهو خطاب فيه تلطّف وتحبّب للمؤمنين.
وفي قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ} تشريف لهم بإضافتهم إلى ضمير الجلالة، ومزيد اعتناء بشأن المأمور به، ووجوب الامتثال له.
المعنى الإجمالي:
يأمر الله تعالى رسوله الكريم أن قل لعبادي المؤمنين قولي هذا بعينه، فإن تبليغ عين أمر الله أدعى إلى الامتثال له، فقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} أي قل: منادياً لأشرف الخلق، وهم المؤمنون، آمراً لهم بأفضل الأوامر، وهي: التقوى، ذاكراً لهم السبب الموجب للتقوى، وهو ربوبية الله تعالى لهم وإنعامه عليهم المقتضي ذلك منهم أن يتقوه، ومن ذلك ما منَّ الله عليهم به من الإيمان فإنّه موجب للتقوى، وتقواه جلَّ جلاله تكون بأن يتخذَّ العبد بينه وبين عذابه تعالى وقاية وذلك بطاعته وفعل أوامره، واجتناب نواهيه، وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .(1/1287)
ثم علَّل تعالى أمره هذا بذكر الثواب المنشط لهم على العمل، وتثبيتاً لهم على ما يلاقونه من الأذى، بأنَّ للذين أحسنوا إلى الخالق، وذلك بأداء الطاعة المطلوبة منهم على الوجه الحسن ومراقبة الله تعالى فيها. وأحسنوا إلى الخلق بالمعاملة الطيبة، وبكفِّ الأذى، وبذل الندى، وطلاقة المحيَّا. لهم في دنياهم حسنة، بالصحة والعافية، والغنى والجاه، والظفر والغنيمة، وانشراح الصدر، واطمئنان النفس، وحسنة في الآخرة بالثواب الجزيل والعطاء الكثير الدائم؛ فقال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} فما أجزل الجزاء! حسنة في الدنيا القصيرة الأيام الهزيلة المقام، تقابلها حسنة في الآخرة دار البقاء والدوام، ولكنه فضل الله على هذا الإنسان الذي يعرف منه ضعفه وعجزه وضآلة جهده، فيكرمه ويرعاه، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ثمّ رغَّبهم في الهجرة للتمكُّن من التقوى والطاعة، فقال تبارك وتعالى: {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ} أي إذا لم تتمكَّنوا من التقوى في بلد، فهاجروا إلى حيث تتمكّنوا من طاعة الله، والعمل بما أمر به، والترك لما نهى عنه، كما هو سنّة الأنبياء والصالحين؛ ونظير هذا قوله تعالى: {قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} (النساء:97).(1/1288)
ولمَّا يبَّن سبحانه ما للمحسنين إذا أحسنوا؛ وكان لا بُدَّ في ذلك من الصبر على فعل الطاعة؛ وعلى كفِّ النفس عن الشهوات، فالله خالق الناس يعلم أن الهجرة من الأرض عسيرة على النفس، وأن التجرد من تلك الوشائج أمر شاقّ، وأن ترك مألوف الحياة ووسائل الرزق واستقبال حياة جديدة في أرض جديدة صعب على بني الإنسان، لذلك أشار إلى فضيلة الصبر وعظيم مقداره؛ فقال: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي إنما يعطي الله أهل الصبر على ما لقوا فيه في الدنيا أجرهم في الآخرة بغير كيل ولا وزن، وبما لا يقدر على حصره وحسبانه حاصر ولا حاسب. وهذا الجزاء إنما هو نسمة القُرب والرحمة من الرحمن الرحيم العليم بهذه القلوب الضعيفة، المطَّلع على خفيِّ الدبيب منها، الخبير بأحوالها وأوضاعها، فيعالج ما يشقُّ عليها في موقف الشدّة العلاج الشافي، ويفتح لها أبواب العوض عن الوطن والأرض والأهل والإلف عطاء من عنده بغير حساب..
من هداية الآيات:
1ً. بيان عناية الله تعالى برسوله والمؤمنين إذ أرشدهم إلى ما يكملهم ويسعدهم.
2ً. أنّ على المؤمن تقوى الله بطاعة ربّه واجتناب معاصيه، وذلك مقتضى الإيمان؛ وجهه أنّ الله تعالى صدَّر نداءه لعباده بصفة الإيمان بقوله: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا}.
3ً. أنّ مجرَّد الإيمان بالقلب، أو إعلان الإسلام دون تقوى ولا عمل بأوامر الله واجتناب نواهيه لا يكفي إطلاقاً؛ لقوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ } .
4ً. أن الربَّ تبارك وتعالى هو أهل التقوى وحده؛ لقوله:{اتَّقُوا رَبَّكُمْ}. ونظير هذا قوله تعالى: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}(المدثر: 56).(1/1289)
5ً. بيان ما للتقوى من فوائد جُلَّى، فللمتقين في الدنيا حسنة من صحة وعافية ونصر وسلطان وغنى وجاه، وحسنة في الآخرة بالثواب الجزيل والعطاء الكثير الدائم، وآخرها وأكملها لذّة النظر إلى وجهه تعالى.
6ً. أن الإحسان في الدنيا يشمل الإحسان للخالق سبحانه، والإحسان في عبادة الله فسرها الرسول الكريم بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم كن تراه فنه يراك". ويشمل الإحسان للخلق، وهو كما عرَّفه بعض أهل العلم: كفُّ الأذى، وبذل الندى (المعروف) وطلاقة الوجه.
7ً. بيان فضل الله جلَّ جلاله وكرمه؛ حيث يعجِّل الثواب في الدنيا لمَن يستحقّ قبل الآخرة؛ لقوله تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ}.
8ً. دلَّ الآية على التلازم بين الإحسان والتقوى، كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}. (النحل: 128)
9ً. الإشارة إلى أنّ الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء؛ لقوله تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ}.
10ً. بيان أن لا عُذر للمقصِّرين في الإحسان والطاعة، فمن صُدَّ عن طاعة الله في بلد، فعليه المهاجرة إلى بلد آخر يتمكَّن فيه من الاشتغال بالطاعات والعبادات، اقتداءً بالأنبياء والصالحين في هجرتهم إلى غير بلادهم، ليزداوا إحساناً إلى إحسانهم، وطاعة إلى طاعتهم؛ لقوله تعالى:{وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ}.
والهجرة أنواع:
- الهجرة إلى المدينة من مكة المكرمة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت واجبة أول الإسلام، ثمّ نسخت بقوله صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية".
- هجرة من أسلم في دار الحرب، وهذه واجبة.
- هجرة أهل المعاصي حتى يرجعوا تأديباً لهم، فلا يُكلَّمون ولا يخاطبون، كما كان مع الصحابة الكرام كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع.
حكمها: من كبائر الذنوب إن كانت واجبة .
شروط وجوبها:(1/1290)
- أن يكون الإنسان غير قادر على إقامة شعائر دينه.
- أن يكون قادراً على الهجرة، فإن كان لا يستطيع الهجرة فإنه لا تجب عليه.
- أن يجد مكاناً خيراً من المكان الذي هو فيه.
11ً. بيان فضيلة الصبر؛ لأن قوله تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} يدلُّ على أنَّ ثواب الصابرين وأجرهم لا نهاية له، وهذه فضيلة عظيمة، ومثوبة جليلة، تقتضي من كلِّ راغب في ثواب الله، وطامع فيما عنده من الخير أن يتوفَّر على الصبر ويزُمَّ نفسه بزمامه، ويُقيِّدَها بقيده. والصبر: حبس النفس عن الجزع والتسخط، وهو على ثلاثة أنواع،
فأعلاه: الصبر على طاعة الله تعالى؛ لأن الألم فيه ألم نفسي، وألم بدني.
يليه: الصبر عن معاصي الله؛ وهذا النوع الألم فيه واحد، وهو الألم النفسي.
وأخيراً: الصبر على أقدار الله المؤلمة، وهذا لا يد للإنسان فيه فإن صبر فله الرضا، وإن سخط فعليه السخط، فإنّ الجزع لا يردّ قضاءً قد نزل، ولا يجلب خيراً قد سُلب، ولا يدفع مكروهاً قد وقع، وإذا تصوَّر العاقل هذا حقَّ تصوّر، وتعقَّله حقَّ تعقّله، علم أن الصابر على ما نزل به قد فاز بهذا الأجر العظيم، وظفر بهذا الخير الجليل، وغير الصابر قد نزل به القضاء شاء أم أبى، ومع ذلك فقد فاته من الأجر ما لا يقادر قدره، ولا يبلغ مداه، فضمَّ إلى مصيبته مصيبة أخرى ولم يظفر بغير الجزع! وما أحسن قول من قال:
أرى الصبر محموداً وعنه مذاهب فكيف إذا ما لم يكن عنه مذهب
هناك يحقّ الصبر والصبر واجب وما كان منه للضرورة أوجب
وقيل: كلّ مطيع يكال له كيلاً ويوزن له وزناً إلا الصابرين، فإنه يُحثى لهم حثياً.
فائدة أصولية مستنبطة من الآيات الكريمات:(1/1291)
في قوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} التفات للخطاب بالنداء، وهي التفاتة خاصّة، فهو في الأصل: قل لعبادي الذين آمنوا.. قل لهم: اتقوا ربكم، ولكنّه جلَّ وعلا جعل يناديهم؛ لأنّ في النداء إعلاناً وتنبيهاً، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول لهم: "يا عبادي" فهم عباد الله، فهناك هذه الالتفاتة في أثناء تكليفه بتبليغهم أن يناديهم باسم الله، فالنداء في حقيقته من الله، وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا مبلغ عنه للنداء.
ثالثاً: توجيهات وأوامر للنبي صلى الله عليه وسلم ، ووعظ للمشركين، وتبشير للمؤمنين: الآيات: {11 - 20 }(1/1292)
من قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ(11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) }.
المفردات اللغوية:(1/1293)
أعبد الله: العبادة تُطلق على معنيين: الأول: التذلُّل لله. والثاني: على المتعبَّد به؛ كما عرَّفها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: العبادة هي كل ما يحبّه الله تعالى يرضاه من الأقوال والأفعال. مخلصاً له: أي أعبده عبادة نقيَّة من الشوائب كالشرك والرياء وغيره. الدِّين: يُطلق على معنيين: على العمل الذي يعمله الإنسان لأجل أن يدان به، كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويُطلق على يوم الحساب والجزاء، كما في قوله تعالى:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. وأمرت لأن أكون: اللام في قوله: (لأن) يحتمل أن تكون بمعنى الباء، وعلى هذا يكون المعنى: بأن أكون. ويحتمل أن تكون للتعليل، وذلك بتضمين فعل (أمرت) فعل محذوف مقدَّر مناسب للام؛ فكان قوله تعالى:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} لبيان المأمور لأجله في قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} أي: أمرت أن أعبد الله لأكون أول المسلمين، والإسلام هو الانقياد لله تعالى ظاهراً وباطناً. أوَّل المسلمين: يحتمل أن يكون الأوليَّة هنا أوليَّة صفة؛ أي أنه صلى الله عليه وسلم أول من سبق إلى الإسلام وانقاد لله تعالى. ويحتمل أن تكون الأوليَّة من هذه الأمة، فهو صلى الله عليه وسلم أول مَن سبق إلى الإسلام؛ أي: أمرت بما أمرت، لأكون أول من أسلم، يعني من قومه؛ لأنه أول من خالف عبَّاد الأصنام. وقيل: أول من دعا نفسه إلى ما دعا إليه غيره، لأكون مقتدى بي قولاً وفعلاً. إن عصيت: المعصية المخالفة، وتكون بأمرين: إما بترك مأمور، أو بفعل محظور، هذا إن أُفردت عن الطاعة. فإن اقترنت بالطاعة صارت الطاعة: فعل المأمور، والمعصية: ارتكاب المحظور. والمراد هنا إن خالفت ربي بترك الإخلاص والميل إلى ما أنتم عليه من الشرك والرياء. عذاب يوم عظيم: هو يوم القيامة، ووصفه بالعظمة لعظمة ما فيه من الدواهي والأهوال.(1/1294)
قل الله أعبد: أي لا أعبد سواه سبحانه لا استقلالاً، ولا اشتراكاً. مخلصاً له ديني: منقِّياً عملي من الشرك والرياء. فاعبدوا ما شئتم من دونه: أي غيره أو سواه، وفي هذا التعبير تهديداً لمن يشرك بالله، أو تحدِّياً لهم، والآية تحتمل المعنيين فتُحمل عليهما. إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة: الخسارة ضد الربح، أي حقيقة الخسران هو خسران النفس؛ وذلك بتخليدها في نار جهنم، وعدم الاستفادة من الحياة الدنيا، وخسران الأهل بعدم الاجتماع بهم في الآخرة في الجنة إن كانوا مؤمنين، وكذلك لا يجتمعون بهم إن كانوا من أهل النار في النار. المبين: البيِّن الواضح. ظلل: طبقات من النار، جمع ظُلَّة. ذلك الذي يخوّف الله به عباده: أي ذلك العذاب الفظيع الذي ذكره تعالى هو الذي يخوِّف به عباده ليتَّقوه. الطاغوت: البالغ غاية الطغيان، مشتق من الطغيان، والتاء للمبالغة، والطاغوت كما عرَّفه ابن القيم رحمه الله تعالى: هو كل ما تجاوز به الإنسان حدَّه من معبود أو متبوع أو مطاع، ولكن هذا التعريف ليسس على إطلاقه، فالذي يرضى أن يعبد من دون الله فهو طاغوت. وأنابوا إلى الله: أقبلوا ورجعوا. لهم البشرى: أي ما تحصل به البَشارة، والأصل أنَّ البشارة الخبر السارّ؛ لظهور أثره على البشرة، وهي الجلد، والبشرى تكون في الدنيا بالثناء الحسن عليهم بصالح أعمالهم، والرؤيا الصالحة، وعند الوضع في القبر، وفي الآخرة عند الخروج من القبر، وعند الوقوف للحساب، وعند جواز الصراط، وعند دخول الجنة. فبشِّر عباد: أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بتبشير عباد الله المتقين الذين اجتنبوا عبادة الطاغوت، ووحّدوا الله. الذين يستمعون القول: أي ينصتون ويُصغون للقول الحقَّ من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم . فيتَّبعون أحسنه: ثناءً عليهم بنفوذ بصائرهم وتمييزهم الأحسن في كلِّ الأمور؛ أي لا يرضون إلا بالأكمل. أولئك الذين هداهم الله: أي هدوا(1/1295)
إلى الحقِّ علماً وعملاً، أي: هداية دلالة، وهداية توفيق. وأولاء: اسم إشارة، والكاف: للبعد، فالمشار إليه بعيد، والبعد على أربعة أقسام: إما معنوي، أو حسيّ، وهو إما للعلو، أو للسفول، وهنا البعد معنوي لعلوِ مكانتهم. وأولئك هم أولوا الألباب: هم: ضمير فصل يفيد التوكيد، والحصر، وللتمييز بين الصفة والخبر. أولوا الألباب: ذوي العقول الصحيحة الذين انتفعوا بعقولهم. أفمن حقَّ عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار: أفمن: الهمزة للاستفهام الإنكاري؛ أي للنفي، والفاء للعطف، فالهمزة داخلة على الجملة التي بعد حرف العطف، وموقعها التقديم على الهمزة، لكن لمَّا كان للهمزة موقع الصدارة قُدِّمت، والفاء عاطفة على ما سبق، أي: (فأمن حقَّ عليه..). وقيل: أن الهمزة داخلة على جملة مقدَّرة تناسب المقام، والفاء عاطفة على تلك الجملة المحذوفة. ومَن: شرطيه جوابها محذوف مقدَّر, وقيل: مَن موصولة، بمعنى الذي. وعلى هذا ففي تفسير هذه الآية وجهان: فمن اعتبرها آية متصلة: { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ}فتكون الهمزة في قوله: (أفمن)، والهمزة في قوله: (أفأنت) للاستفهام الإنكاري الذي يفيد النفي، والمعنى: أفمن وجب عليه العذاب وحق عليه فهو في النار أفأنت تنقذه منها؟. ومَن اعتبرها جملتان مستقلّتان؛ فمعنى الآية الأولى:{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ} أفتدفع عمَّن حقَّ عليه كلمة العذاب؛ أي تجعله مؤمناً لا يستحق العذاب. والثانية: {أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} مستأنفة بمعنى: أفأنت تنقذ مَن حقَّ عليه كلمة العذاب؛ أي تنقذه مِن النار إذا دخل فيها؟. ومؤدّى الجملتين في النهاية واحد؛ لأنه لا يمكن للرسول ولا غيره أن ينقذ مَن حقَّ عليه كلمة العذاب. ومعنى حقَّ: وجب. كلمة العذاب: قيل: هي قوله تعالى:{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ(1/1296)
الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}( هود: 119)، وقيل: هي قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} (يونس: 96) وهذا أقرب؛ أي أنَّ الله تعالى قضى أنَّ هؤلاء من أهل النار فلا يؤمنون. لكن الذين اتقوا ربهم: لكن: للاستدراك بين ما يشبه النقيضين أو الضدين، وهما المؤمنون والكافرون وأحوالهما. اتقوا: أي جعلوا بينهم وبين سخط الله تعالى وقاية؛ بطاعة أوامره واجتناب نواهيه. لهم غرف: جمع غرفة، تطلق على البناء العالي، والتي تكون في الأسفل يطلق عليها حجرة؛ أي منازل عالية في الجنة. من فوقها غرف مبنية: أي من فوقها منازل هي أرفع منها؛ أي هي طبقات بعضها فوق بعض، مبنية من الذهب والفضة. تجري من تحتها الأنهار: أي من تحت هذه الغرف العليا والتي أعلى منها تجري الأنهار، وهي جمع نهَر، ونهْر؛ وهي الأربع المذكورة في سورة محمد: أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذّة للشاربين، وأنهار من عسل مصفَّى. وعد الله: مصدر مؤكد، أي وعد الله وعداً لا يخلفه تعالى.
وجه الربط:
بعد أن أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بخطاب المسلمين بقوله:{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} أمره بعد ذلك أن يصدع الكفَّار بما أُمر به من عبادة الله؛ حيث إنَّ تحقيق العبودية لله تعالى وحده روح الرسالات الإلهية وزبدتها، كُلِّف بها المرسلون أولاً ليكونوا الأسوة الصالحة والقدوة الحسنة لمن أُرسلوا إليهم، ولهذا أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُعلن ذلك وهو يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى وحده.
المعنى الإجمالي:(1/1297)
يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يُخبر الناس ويُعلن لهم بما أمره به ربّه سبحانه وتعالى من التوحيد والإخلاص؛ فقال تعالى:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}أي إن ربي أمرني أن أعبده اعتقاداً وقولاً، وأن أفعل ما يأمرني به، وأترك ما ينهاني عنه، وأن أكون في ذلك كله مخلصاً له عبادتي وأعمالي عن كلّ ما ينافيها من شرك ورياء، كما أمرني أن أكون أوَّل المسلمين من هذه الأمة في مخالفة دين الآباء الوثنيين، وذلك بانقيادي له تبارك وتعالى، والاستسلام له ظاهراً وباطناً؛ فقال تعالى:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} أي لأني الداعي الهادي للخلق إلى ربِّهم؛ فيقتضي أن أكون أوَّل مَن يأتمر بما أُمر به، وأوَّل من يُسلم لله.
ثمَّ أمره تعالى أن يواجه المشركين الذين كانوا يحاولون ثنيه عن دعوته إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، وأن يتبع دينهم، بقوله:{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}. فأعلن عليه الصلاة والسلام خوفه من عذاب الله العظيم يوم القيامة إن هو وافقهم وترك التوحيد ومال إلى الشرك.
وفي هذا الإعلان من النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مأمور أن يعبد الله وحده، ويخلص له الدين وحده، وأن يكون بهذا أول المسلمين، وأنه يخاف عذاب يوم عظيم إن هو عصى ربّه، تجريد عقيدة التوحيد كما جاء بها الإسلام؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم عبد مأمور، وهذا هو مقامه لا يتعدَّاه، وفي مقام العبودية يقف العبيد كلهم صفّاً، وتتجرَّد صفة الوحدانية لله سبحانه بلا شريك ولا ند ولا شبيه. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم على جلالة قدره ورفعة مكانته، على هذه الدرجة العالية من خشية الله ومحاسبته لنفسه، فكيف ينبغي أن يكون حالنا مع الله تعالى!؟.(1/1298)
ومرَّة ثانية أُمر عليه الصلاة والسلام أن يُعلن إخلاص عبوديته لله، وتحقّقه بها عملاً واستسلاماً وانقياداً على أبلغ وجه وأكمله، ففي المرة الأولى أخبر عليه السلام بأنه مأمور بذلك، وفي هذه المرة أمر بالإخبار بمبادرته إلى تنفيذ الأمر وتحقيقه؛ فقال تعالى:{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} فلا أعبد سواه، وهذا مقامي الذي شرَّفني الله به.
ثمَّ توجَّه بتحدي أولئك المشركين وتوبيخهم وتهديدهم والبراءة من عملهم: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} أي اعبدوا ما أردتم أن تعبدوه من غير الله، من الأوثان والأصنام، فسوف تجازون بعملكم، وهذا كقوله تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ(1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ(4) وَلَا أَنْتُم عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(6)(سورة الكافرون) .
ثمَّ بيَّن تعالى ما يترتَّب على فعلهم، وحذَّرهم من عاقبة الخسران والحرمان يوم القيامة؛ فقال: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}أي قل لهم أيها الرسول: إنما الخاسرون كل الخسران هم الذين خسروا أنفسهم بعبادة غيره تعالى، وأوقعوا أنفسهم بالضلال والشرك والمعاصي، وخسروا أيضاً أهليهم حيث أضلوهم وأوقعوهم في العذاب الدائم يوم القيامة، فأبعدوهم عنهم وحرموا أنفسهم منهم، فالإنسان يستشعر ذاته ويدرك هويته وحقيقته عندما يوجِّه نفسه إلى عبادة ربّه ومالك أمره، بينما يستشعر الحيرة والقلق والضياع والاضطراب والضلال عندما يوجِّه نفسه إلى عبادة غيره جلَّ وعلا، وهذا هو الخسران البيّن الظاهر الواضح، فلا خسران أعظم منه؛ إذ لا مجال لتعويض الخسارة.(1/1299)
ثم وصف تعالى حالهم في النار، فلهم الخسران أيضاً العذاب الأليم في أطباق النار؛ فقال تعالى:{لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}أي أن النار محيطة بهم من كل جانب من فوقهم ومن تحتهم، كما قال تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} وقوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} وسمّى سبحانه ما تحتهم ظللاً؛ لأنها تظلِّل مَن تحتها من أهل النار؛ ففي كل طبقة من طبقات النار طائفة من طوائف الكفار.(1/1300)
ولمَّا كان ذلك العذاب أمراً مهولاً، وهم لا يرهبونه ولا يرجعون عن غيهم به ذكر تعالى فائدته مع الزيادة في تعظيمه؛ فقال: {ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ}أي ذلك العذاب الفظيع الذي أخبر به الله خبراً كائناً لا محالة ليُرهب به عباده؛ لينزجروا عن المعاصي والمآثم والمحارم، قائلاً لهم: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ}أي امتثلوا لأوامري، ولا تتعرضوا لما يوجب سخطي ونقمتي وعذابي، وهذا التحذير والتنبيه نعمة عظمى صادرة من فيض رحمة الله، وموعظة بليغة منه تعالى تنطوي على غاية اللطف والمرحمة، فمن اتعظ بهذه الموعظة وأقبل عليه مخلصاً في عبادته وطاعته معرضاً عما سواه له البشرى من الله عزَّ وجلَّ عظيمة:{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى} أي والذين أعرضوا وجانبوا عبادة الطاغوت، وهو الداعي إلى عبادة غير الله تعالى كالشيطان ورؤوس الضلال، ورجعوا إلى الله فعبدوه وحده، لهم البشرى في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فالثناء الحسن عليهم بصالح أعمالهم، وبالرؤيا الصالحة يرونها أو تُرى لهم، والعناية الربانية بهم، ولهم البشرى عند الموت، وفي القبر، ويوم القيامة، ففي كل موقف من هذه المواقف تحصل لهم البَشَارة بنوع من الخير والروح والريحان.(1/1301)
ولمَّا أخبر الله تعالى أن لهم البشرى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ببشارتهم، وذكر الوصف الذي استحقوا به البَشارة: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} أي احمل البشرى إلى عبادي الذين يميزون بين الهدى والضلال، وبين الحق والباطل، والذين يستمعون القول الحق من كتاب الله وسُنَّة رسوله، فيفهمونه، فيتبعون أحسن ما يُؤمرون به، فيعملون بما فيه، وهذا مدح لهم بأنهم نقَّاد في الدين يميزون بين الحسن والأحسن، والفاضل والأفضل، هؤلاء المتصفون بهذه الصفة هم الذين وفقهم سبحانه للصواب في الدنيا والآخرة، وهم ذوو العقول الصحيحة والفطر السليمة؛ قال تعالى:{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}أي أولئك الذين هداهم الله لدينه ووفقهم للتمسك بشريعته، وهداية الله لهم هي هداية الإرشاد والتوفيق.
ثم بيّن تعالى أضداد المذكورين قائلاً: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ} فالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، والمعنى أنك لست تملك أمر الناس ولا تقدر على إنقاذ من استحق العذاب في النار. وقيل المعنى: أأنت مالك أمر الناس، فمن وجب عليه العذاب لإعراضه وعناده وكفره، فأنت تخلصه من النار؟ أي لا تقدر على هداية أحد؛ لأن الهداية منوطة بالله تعالى وحده، لا يملكها سواه.(1/1302)
ثم ذكرت الآيات في مقابل ما لأهل العذاب من ظلل من النار، بعض ما أعد الله تعالى لأهل الجنة من النعيم الدائم بأسلوب الاستدراك:{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} أي لكن أولئك الذين اتقوا عذاب ربهم الذي رباهم بنعمه، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، لهم منازل عالية رفيعة محكمة البناء، وهي القصور الشاهقة ذات الطبقات المزخرفات العالية، وفوقها منازل أرفع منها تجري من تحتها الأنهار العذبة، وفي ذلك كمال بهجتها وزيادة رونقها.
ثم أكد تعالى حسن هذا الجزاء، فأخبر أنه وعد من الله تعالى وعده للمتقين المؤمنين، ووعد الله ثابت لا ينقض ولا يُخلف؛ لكمال صدقه سبحانه وقدرته فقال: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ}.
من هداية الآيات:
1ً. بيان أنَّ الله تعالى هو المستحقّ للعبادة الخالصة وحده؛ لقوله تعالى:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}. وأنَّ العبادة المأمور بها هي: توحيد الله تعالى، والإخلاص له في هذه العبادة.
2ً. بيان أنَّ الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم عبد مأمور، ليس له من أمر الربوبية والخلق شيء؛ لقوله تعالى:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ}. وفي هذا ردّ على الصوفية وغيرهم الذين غَلَوا في الرسول صلى الله عليه وسلم فاستغاثوا وتوسٍّلوا به.
3ً. أنّ نبيَّنا محمّداً صلى الله عليه وسلم أوَّل مَن خالف دين آبائه، ودعا إلى التوحيد؛ لقوله تعالى:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}. ويتفرَّع على هذه الفائدة: أنّ على الداعية إلى الله تعالى أن يوافق قوله فعله، وأن يدعو نفسه أولاً إلى ما يدعو إليه غيره حتى يكون قدوتهم قولاً وفعلاً، وعليه أن يُعلن ذلك بقصد حثِّهم وتشجيعهم.(1/1303)
4ً. أنّ كلَّ عاصٍ موعود بعذاب الله تعالى؛ لقوله:{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
5ً. تعظيم يوم القيامة، وأنه يوم عظيم؛ لقوله تعالى:{عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
ويتفرّع على هذا أنه ينبغي للعاقل أن يستعدَّ لهذا اليوم ويعمل له.
6. جواز وصف غير الله تعالى بالعِظم؛ لقوله:{عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، لكن العظم المطلق هو لله عزَّ وجلَّ وحده.
7ً. ينبغي للإنسان أن يُعلن بالحقِّ الذي هو عليه؛ لقوله تعالى:{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي(14)فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ}.
8ً. تحريم عبادة غير الله؛ وجهه أنَّ قوله عزَّ وجلَّ:{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} للتهديد، ولا تهديد إلا لمخالفة.
9ً. بيان أن الخسارة الفادحة خسارة النفس والأهل يوم القيامة؛ لقوله تعالى: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
10ً. كل خسران في الدنيا إذا قيس بخسران الآخرة لا يُعدّ خسراناً أبداً.
11. الإشارة إلى أن الشرك هو سبب خسارة النفس والأهل يوم القيامة.
12. بيان شدَّة عذاب أهل النار؛ لأنَّ العذاب يغشاهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم؛لقوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}.
13. أنه ينبغي للإنسان أن يخاف مما خوَّف الله منه، ليُحقَّق العبودية لله؛ لقوله تعالى:{ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ}.
14. أنَّ الغاية من التخويف هي الحثُّ على تقوى الله؛ فتذكُّر العذاب والخوف منه يوجب تقوى الله؛ لأنه تعالى بعد أن خوَّف عباده بقوله:{ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ}. قال: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ}.(1/1304)
15. الثناء على مجتنبي الطاغوت، وأنّ لهم ثواب من الله عظيم؛ لقوله عزَّ وجلَّ:{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى}.وينبني على هذا أنّ التوحيد لا يتمّ إلا باجتناب الطاغوت، والإخلاص لله عزَّ وجلَّ.
16. إثبات العبودية الخاصَّة؛ لقوله عزَّ وجلَّ:{فَبَشِّرْ عِبَادِ}. والعبودية نوعان: عبوديَّة كونية؛ وهي العامَّة؛ كقوله عزَّ وجلَّ: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}، وعبودية خاصَّة؛ وهي عبودية المؤمنين لله عزَّ وجلَّ، وقال بعض أهل العلم: وهناك عبودية أخصّ؛ وهي عبودية الأنبياء؛ كقوله عزَّ وجلَّ:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}.
17. أن المتَّبِع لكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم هم أهل التمييز والوعي والإدراك؛ لأنهم يميزون بين ما يسمعون فيتَّبعون الأحسن ويتركون ما دونه من الحسن والسيء؛ لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}. ويتفرَّع على هذا الترغيب بالأخذ بالأحسن وأفضليَّته مع جواز الأخذ بالحسن.
18. الإشارة إلى أن المؤمنين هم المنتفعون بعقولهم، وإلا فالكلّ لديه عقل؛ لقوله عزَّ وجلَّ:{وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
19. بيان أن مَن حقَّ عليه العذاب لا هادي له؛ لقوله:{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ}.
20. بلاغة القرآن، وشدّة زواجره؛ حيث يأتي بمثل هذا الأسلوب الشديد الذي يصرم القلب الواعي الحي.
21. أن التقوى سبب لدخول الجنة، وبيان علوّ منزلة المتقين؛ لقوله تعالى:{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ}. يؤخذ من استدراك الله تعالى لحال المتقين، بعد ذكر حال من حقت عليه كلمة العذاب.(1/1305)
22. بيان تمام نعيم أهل الجنة؛ لقوله تعالى: {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}.
23. أنَّ وعد الله تعالى لا يُخلف؛ وذلك لكمال صدقه، وقدرته؛ لقوله تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ}
فائدة:
قال أهل العلم: الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة:
1. إبليس لعنه الله.
2. من عُبِد وهو راض.
3. من دعا الناس إلى عبادة نفسه.
4. من ادَّعى شيئاً من علم الغيب.
5. من حكم بغير ما أنزل الله.
رابعاً: كمال قدرة الله في إحياء الخلق: آية {21}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ}.
المفردات اللغوية:
ألم تر: للاستفهام، والغالب أنَّ همزة الاستفهام إذا دخلت على نفي أن تكون للتقرير؛ فيكون قوله تعالى: (ألم تر) أي: قد رأيت، والرؤية هنا تحتمل أن تكون رؤية علم، ورؤية بصر. أنزل من السماء: السماء هنا بمعنى العلو؛ لأن السماء تأتي ويراد بها السقف المحفوظ، وتأتي ويراد بها العلو. فسلكه ينابيع: أدخله مسالك وعيوناً وأمكنة نبع، والينابيع: جمع ينبوع: وهو عين الماء. زرعاً مختلفاً ألوانه: أي من حيث التلوين، والأصناف، والأشكال. ثم يهيج: ييبس ويجف، يقال: هاج النبت يهيج هيجاً إذا تمَّ جفافه وحان له أن ينتشر عن منبته. وأرض هائجة: يبس بقلها، أو اصفر. فتراه مصفرا: أي ذهبت خضرته ونضارته. حطاماً: فتاتاً مكسَّراً. لذكرى لأولي الألباب: أي تذكيراً لأولي العقول الصحيحة.
وجه الربط:(1/1306)
بعد أن وصف الله تعالى الآخرة بصفات تقتضي الرغبة فيها والشوق إليها، أتبعه بوصف الدنيا بصفة تستوجب النفرة منها؛ حيث أنّ الاغترار بها من أقوى أسباب الضلال، فذكر تمثيلاً لها في سرعة زوالها وقُرب اضمحلالها. وإنما قدَّم وصف الآخرة؛ لأن الترغيب في الآخرة مقصود لذاته، والتنفير عن الدنيا مقصود غرضا.
المعنى الإجمالي:
يوجِّه الله تعالى خطابه للرسول صلى الله عليه وسلم ولكلَّ مخاطب حثّاً لهم على تأمُّل هذا المثَل الذي ضربه سبحانه للدنيا لبيان سرعة زوالها، وتحذيراً من الاغترار بها فقال جلَّ في علاه:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} أي: ألم تعلم وتبصر أيها الرسول وكلَّ مخاطب أنَّ من قدرة الله تبارك تعالى وآثار حكمته ورحمته إنزال المطر من السحاب، - وهذا دليل أول على عظيم قدرة الله تبارك وتعالى - فإذا نزل كمَنَ في الأرض، قال تعالى:{فَسَلَكَهُ} أي أدخله في الأرض، - وهذا دليل ثانٍ على عظيم قدرة الله تبارك وتعالى- ثمّ يصرِّفه الله تعالى{يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ} أي في أجزائها كما يشاء، ويخرجه عيوناً متدفِّقة بالماء. وهذا دليل ثالث على عظيم قدرة الله تبارك وتعالى.
ولمَّا كان إخراج النبات متراخياً عن نزول المطر، عبَّر سبحانه بـ (ثم) فقال عزَّ مِن قائل:{ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} أي في الأصناف، كبُرٍّ وشعير وأرز وخضار وغيرهما، والكيفيَّات والطعوم، من حلوٍ وحامض وغير ذلك، ومختلفاً ألوانه، من أحمر وأخضر وأصفر وأبيض وغيرهما من الألوان البديعة الأخاذة، مع اتِّحاد الماء الذي جمعه من أعماق الأرض بعد أن تفتَّت فيها وصار ترابا. وهذا الإخراج، واختلاف الألوان آيتان على عظيم القدرة والانفراد بالتصرف.(1/1307)
والحياة النباتية التي تعقب نزول الماء وتنشأ عنه؛ خارقة يقف أمامها جهد الإنسان حسيراً، ورؤية النبتة الصغيرة وهي تشق حجاب الأرض عنه؛ وتزيح أثقال الركام من فوقها؛ وتتطلع إلى الفضاء والنور؛ وهي تصعد إلى الفضاء رويداً رويداً.. هذه الرؤية كفيلة بأن تملأ القلب المفتوح ذكرى؛ وأن تثير فيه الإحساس بالله الخالق المبدع الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. والزرع المختلف الألوان في البقعة الواحدة، بل في النبتة الواحدة، بل في الزهرة الواحدة إن هو إلا دليل على إبداع القدير جلّ شأنه.
ولمَّا كان لكلّ شيء غاية مقدَّرة له في ناموس الوجود، وفي نظام الكون، وفي مراحل الحياة، قال تعالى: {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا} أي يجفّ وييبس، وتزول خضرته ونضارته، وهذا الطَّوْر آية سادسة على كمال القدرة والوحدانية. ثمّ وقد استوفى أجله، وأدّى دوره، وأنهى دورته كما قدّر له واهب الحياة صيَّره سبحانه حطاما، فقال: {ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} أي متفتِّتاً متكسراً كأن لم يغن بالأمس، وهذا الطَّوْر آية سابعة على قدرة الله.(1/1308)
ولمَّا تمَّ هذا على هذا المنوال البديع الدالّ بلا شك لكلِّ مَن رآه على أن فاعله قادر على الإعادة بعد الإبادة، كما قَدِر على الإيجاد من العدم، قال على سبيل التأكيد للتنبيه على أن إنكارهم غاية في الحمق والجمود:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} أي: إن فيما تقدَّم ذكره من إنزال المطر وإخراج الزرع به وتنقلاته إلى حالة الحطامية لموعظة ينتفع بها أهل العقول الصحيحة، فإنهم الذين يتعقلون الأشياء على حقيقتها، فيتفكرون ويعتبرون، ويعلمون بأن الحياة الدنيا حالها كحال هذا الزرع في سرعة الزوال والانقطاع، وذهاب بهجتها، وتلاشي رونقها ونضارتها، فإذا أنتج لهم التفكر والاعتبار العلم بذلك لم يحصل منهم الاغترار بها، والميل إليها، وإيثارها على دار النعيم الدائم والحياة المستمرة، واللذة الخالصة، ولم يبق معهم شك في أن الله قادر على البعث والحشر؛ لأن من قدِر على هذا قدِر على ذلك. ونظير هذه الآية قوله تعالى:{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا}(الكهف:45).
من هداية الآية الكريمة:
1. بيان قدرة الله تعالى في إنزال الماء من السماء؛ لقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}.
2ً. بيان حكمة الله تعالى ورحمته في إنزال هذا الماء؛ حيث جعل الماء ينزل من السماء ليعُمَّ المرتفع والمنخفض؛ ويشمل الأرض كلها؛ وهذا من حكمته، وحيث جعله ينزل على هيئة قطرات، ثم سلكه ينابيع في الأرض ولم يبق راكداً على ظهرها، وهذا من رحمته تعالى.
3ً. بيان قدرة الله تعالى في إخراج الزرع المختلف أصنافه وألوانه مع أنه يتغذى بماء واحد، وطينة واحدة.(1/1309)
4ً. بيان أن كمال الدنيا مؤذن بنقصانها، وفي هذا ترغيب في الآخرة لخلودها، وتنفير من الدنيا لتوقيتها وقصر مدتها وسرعة زوالها وانقضائها.
5ً. الآية مَثَل لحال الدنيا، يتعظ بها كل ذي عقل سليم، بعيد النظر، عميق الفكر والتأمل، ينظر إلى المستقبل الحتمي نظرة اليقِظ الحَذِر المستعدّ العامل.
6ً. ينبغي للإنسان أن يستعمل عقله في التفكر في مخلوقات الله تبارك وتعالى.
فائدة عقدية مستنبطة من الآيات الكريمات:
-- إثبات الأسباب؛ لقوله تعالى: {ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ}. والله عز وجل قرن المسببات بأسبابها، وهو مقتضى الحكمة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: والنّاس في الأسباب ثلاثة: طرفان ووسط
- فقسم أنكر الأسباب وقال لا تأثير لها، وما يحصل بالسبب فإنه حاصل عنده لا به والسبب أَمَارة فقط على حصول وقت الحادث. مثاله: انكسار الزجاجة بالحجر إذا أُرسل عليها أي: ليس هو الذي كسرها ولكنّ الله قدر انكسارها عند وجود الصدمة فقط وليس للحجر أيُّ تأثير، فالأشياء تحصل عند الأسباب بغير الأسباب لكنّ السبب علامة. ولهذا يقولون لو أنَّ أحداً أثبت تأثير الأسباب لكان مشركاً لأنه أثبت مع الله خالقاً.
- والقسم الثاني يقول: بل الأسباب ثابت تأثيرها وهي المؤثرة بنفسها لأنها هي القوة الفاعلة، ولا علاقة لله بها، وهذا يشبه مذهب القدرية، وهو قول الفلاسفة. فإنها طبائع؛ أي من طبيعة هذا الشيء أن يحدث هذا الشيء. وهذا لا شك أنّه نوع من الشرك. والرد على هؤلاء الطبائعيين؛ أنّ الله قال للنّار التي أعدت لإحراق إبراهيم عليه السلام أنّ الله جل جلاله قال لها: {كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[ الأنبياء : الآية / 69] فكانت برداً وسلاماً فخرجت عن طبيعتها. إذاً: ليست الطبائع قوىً مؤثرة بنفسها ولكن بما أودع الله فيها من القوى المؤثرة.(1/1310)
- والقسم الثالث: وسط، يقول: إنّ للأسباب تأثير؛ ولكن لا بنفسها بل بما أودع الله فيها من القوى المؤثرة. وهذا هو الذي دلَّ عليه المنقول والمعقول، وهو الحقَ. والدليل على تأثير الأسباب أكثر من تحصى؛ كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}[ الأعراف : الآية / 57 ]. وكما أنَّ الأعمال الصالحة سبب للفوز، والأعمال السيئة سبب للخسران، وهكذا...
خامساً: مقابلة بين المهتدين الذين شرح الله صدورهم للإسلام فاستناروا به، وقساة القلب المعرضون عن ذكر الله، الضالين ضلالاً بيِّناً: آية {22}
قوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
المفردات اللغوية:(1/1311)
أفمن: الهمزة للاستفهام الإنكاري، بمعنى النفي، يفيد التقرير، والفاء للعطف، فالهمزة داخلة على الجملة التي بعد حرف العطف، وموقعها التقديم على الهمزة، لكن لمَّا كان للهمزة موقع الصدارة قُدِّمت، والفاء عاطفة على ما سبق، أي: {فَأَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ}. وقيل: أن الهمزة داخلة على جملة مقدَّرة تناسب المقام، والفاء عاطفة على تلك الجملة المحذوفة، والتقدير: أغفلتم فلم تدركوا أنَّ من شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه كمن ليس كذلك. شرح: وسَّع ومنه شرْح الكتاب. صدره: قيل المراد بالصدر هنا: القلب؛ لأنه محله فعُبِّر به عنه. وقيل: أن المراد بالصدر حقيقة الصدر، حيث أن الإنسان إذا تردَّد وتحيَّر في أمر يجد في صدره ضيقاً فيظهر تأثره في انضغاط نفسه حتى يصير تنفسه عسيراً ويكثر تنهده، قال تعالى عن موسى عليه السلام:{وَيَضِيقُ صَدْرِي}، ويُقال: ضاق صدره، وقالوا في ضدّ ذلك: شرح الله صدره، ومنه قولهم: فلان في انشراح، أي: يحس كأن صدره وُسّع وشُرح، وجمع بينهما قوله تعالى:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} (الأنعام:125)، والمعنى: وسَّع صدره لقبول الإسلام وتقبُّل جميع شرائعه وأوامره ونواهيه، وفتحه للاهتداء إلى سبيل الخير. فهو على نور من ربه: الفاء عاطفة للتفريع، أي يمشي على هدى وبصيرة. فويل: كلمة عذاب ووعيد. للقاسية قلوبهم من ذكر الله: القسوة ضد اللين، وعن: قيل بمعنى عن، وقيل: للسببية، فهي على ظاهرها، أي: لا تلين لكتابه، ولا تطمئن لذكره. مبين: واضح بيِّن.
وجه الربط:
بعد أن بيّن الله تعالى ما يوجب الإقبال على الآخرة بطاعة الله تعالى، وما يوجب الإعراض عن الدنيا، أوضح أنَّ الانتفاع بهذه البيانات لا يكمل إلا إذا شرح الله الصدور ونوَّر القلوب.
المعنى الإجمالي:(1/1312)
ينبّه سبحانه وتعالى في هذه الآيات الكريمات إلى أنه لا يستوي المهتدي المهدي الموفق للإسلام والحق ومن هو قاسي القلب، البعيد عن الحق، فقال تعالى:{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} أي أفمن وسَّع الله صدره للإسلام، فقبله واهتدى بهديه، وتلقّى أحكام الله، وعمل بشرائعه فامتثل أوامره واجتنب نواهيه، منشرحاً قرير العين، {فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} أي فهو على بصيرة من أمره وهداية ويقين، كمن جعل صدره ضيِّقا حرجاً فلم يقبل الإسلام ولم يدخل فيه، وقسا قلبه لسوء اختياره وغفلته وجهالته، فطبع الله عليه، وعاش على الكفر والشرك والمعاصي فهو يعيش على ظلمة الكفر ودَخَن الذنوب وعَفَن الفساد والشر، ونظير هذا قوله تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}.
ثمّ توعَّد سبحانه وتعالى أصحاب القلوب القاسية ذاكراً عقابه لهم للدلالة على الكلام المحذوف الذي قُدِّر، فقال تبارك وتعالى: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} أي فالعذاب الشديد لمن لا تلين قلوبهم عند ذكر الله، وتلاوة كتابه، ولا تخشع ولا تعي ولا تفهم، وهذا أسوأ حال العبد إذا كان يهلك بالدواء ويضل بالهدى، فسماع القرآن الأصل فيه أن يلين القلوب الصالحة للحياة، فإذا كانت القلوب ميتة غير قابلة للحياة زادها سماع القرآن موتاً وقسوة، ويدلّ على هذا تذييل الآية الكريمة بقوله تعالى:{أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} أي أولئك قساة القلوب في ضلال واضح عن الحق، وغواية ظاهرة لكلّ الناس، فهدايتهم متعذّرة إذا كان الدواء يزيد في علتهم، وآيات الهداية تزيد في ضلالتهم.
من هداية الآية الكريمة:
1ً. بيان تفاضل الناس في قبول الحق، وأنّ منهم مَن يقبل الحق بانشراح، ومنهم ليس كذلك.(1/1313)
2ً. أنّ مَن شرح الله صدره للإسلام فقبل الحق فهو على نور من الله، وأنّ مَن قسا قلبه من ذكر الله فهو في ضلال واضح.
3ً. أنَّ مَن شرح الله صدره للإسلام فإنَّ له ربوبية وعناية خاصة من ربِّه؛ لقوله تعالى:{فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}، والربوبية نوعان: ربوبية عامة، كقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وربوبية خاصة، كهذه الآية الكريمة، وقد اجتمع النوعان في قوله تعالى حكاية عن سحرة آل فرعون: {قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ(48) }.
4ً. الوعيد الشديد لمن قسا قلبه من ذكر الله؛ لقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.
5ً. أنه ينبغي للإنسان إذا رأى قسوة من قلبه أن يُسرع بعلاجه؛ ليسلم من هذه الوعيد الشديد.
6ً. بيان أن القلوب قلبان: قلوب قابل للهداية، وآخر غير قابل لها – والعياذ بالله-، فإذا قال قائل: كيف يكون الشيء الواحد مؤثراً لنتيجتين متباينتين؟ والجواب: أنّ هذا ممكن وذلك لاختلاف المحلِّ الوارد عليه هذا الشيء، فمثلاً التمر يأكله رجلان، أحدهما يكون له دواءً، والآخر يكون له داءً عليه. وكذلك الماء يجري على الأرض، فأرض تقبله وتشربه وتنتفع به، وأخرى يَسحُّ عليها ولا تنتفع به، وهكذا ذكر الله يرد على القلب اللين فينتفع به، وعلى القلب القاسي فيزداد قسوة ، نسأل الله الهداية والنور.
7ً. أن مَن قست قلوبهم من ذكر الله قد انغمسوا انغماساً تامّاً في الضلال؛ لقوله تعالى: {أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} وجهه: أنّ حرف (في) للظرفية، والظرف محيط بالمظروف؛ فكأن هؤلاء انغمروا في الضلال وأحاط بهم إحاطة الظرف بمظروفه.
سادساً: الآيات {23- 31}(1/1314)
صفات القرآن الكريم:(*أحسن الحديث *كتاباً *متشابهاً *مثاني)، وأثره في قلوب المهتدين: آية {23}،وبيان أحوال الضالين في المآل، وتذكيرهم بمصير الأمم المكذبة من قبلهم: الآيات{24، 25، 26} وإقامة الحجة عليهم بضرب الأمثال لهم في القرآن المنَزَّل عليهم بلسانٍ عربيٍّ: الآيات{27، 28، 29}،وأنّ مصير الخلائق إلى الله يوم القيامة، وأنّه سبحانه يفصل بينهم بحكمه العادل: الآيات{30، 31}.
قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(23)أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ(24)كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ(25)فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(26)وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(28)ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(29)إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ(30)ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ(31) }.
المفردات اللغوية:(1/1315)
أحسن الحديث: أي: القرآن، وأحسن اسم تفضيل من الحُسن، والحُسن يتضمَّن: حُسن الأسلوب، و حُسن الموضوع، ويشمل قوله تعالى: "أحسن الحديث" هذا وهذا؛ أي أحسن في أسلوبه، وأحسن في موضوعه؛ فألفاظه أفصح الألفاظ، وأوضحها؛ ومعانيه أجلّ المعاني؛ وأخباره أصدق الأخبار، وأنفعها في العبرة؛ وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها، وأقومها بمصالح العباد. كتاباً: أي مكتوباً، والقرآن الكريم مكتوب في ثلاثة مواضع: في اللوح المحفوظ، وفي صحف الملائكة، وفي الصحف التي في أيدي الناس. متشابها: أي يشبه بعضه بعضاً في حُسن النظم، وصحة المعنى، والإحكام، والإعجاز، وفي حُسن الإئتلاف، وعدم الاختلاف بوجه من الوجوه. مثاني: جمع مُثنَّى، من التثنية، والقرآن تثنَّى فيه القصص، والوعد والوعيد، وصفات أهل الجنة، وأهل النار، وتثنَّى فيه أسماء الله الحسنى، فالمثاني أن يُقْرن المعنى وما يقابله. تقشعرُّ منه: أي ترتعد وتضطرب خوفاً عند ذكر الوعيد، أو عند ذكر النار، أو ما يوجب الخوف والفزع كذكر ما حلَّ بالأقوام السابقة من العذاب. يخشون ربهم: أي يخافونه مع العلم بعظمته وجلاله؛ لأن الخشية لا تكون إلا بعلم؛ قال تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر:28). وقد فرَّق العلماء بين الخشية والخوف من وجوه: 1_ أن الخشية تكون مقرونة بعلم، أما الخوف فقد يكون بوهم 2_ أن الخشية تكون من عظمة المخشيّ وإن كان الخاشي عظيماً، أما الخوف فيكون من ضعف الخائف وإن كان المَخوف منه غير عظيم. تلين: أي تطمئن وتهدأ وتسكن بعد القشعريرة. إلى ذكر الله: عند ذكْر الله، وعند تلاوة آياته المثاني. ذلك هدى الله: يحتمل أن يكون المشار إليه: ما حصل لهم من الخشية، وعلى هذا فالهداية هنا هداية التوفيق، ويحتمل أن يكون المشار إليه هو: الكتاب الذي هو أحسن الحديث، أي ذلك القرآن هدى الله، أي دليل هدى الله، فتكون الهداية هداية الدلالة. يهدي به من يشاء: أي اهتدى(1/1316)
به من شاء الله، وكفر به من شاء ضلاله. ومن يضلل الله: أي خذله ولم يشأ هديه. فما له من هاد: أي ليس له مَن يخلصه من الضلال، ويهديه إلى الحق. أفمن يتقي: الاستفهام للنفي الإنكاري، والجواب محذوف، والمعنى لا يستوي من يتقي بوجهه سوء العذاب مع مَن أمن من العذاب بدخول الجنة، والاتقاء: تكلّف الوقاية وهي الصون والدفع، والمراد أنه يجعل وجهه كالترس يقي به سوء العذاب. وقيل للظالمين: أي كفار مكة وأمثالهم. ذوقوا ما كنتم تكسبون: أي ذوقوا وبال وجزاء كسبكم الشرّ والفساد. كذَّب الذين من قبلهم: أي(1/1317)
كذَّبوا رسلهم في إتيان العذاب. فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون: من جهة لا تخطر ببالهم أن العذاب يأتيهم منها. فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا: أي مسَّهم الله الذُلَّ والهوان حتى كأنهم ذاقوه وطعموه بمذاقاتهم، كالقتل، والمسخ، والسبي، والصاعقة، والخسف، وغير ذلك. لو كانوا يعلمون: أي لو كان المكذبون يعلمون عذاب الآخرة ما كذَّبوا. ولقد ضربنا للناس: أي بيّنا للناس، والجملة مؤكدة بمؤكدات ثلاثة، وهي اللام، وقد، والقسم المقّدر؛ أي والله لقد ضربنا للناس. فإن قال قائل: لماذا يؤكِّد الله هذا وهو أمر معلوم، والغالب أن التأكيد إنما يُصار إليه للحاجة إليه: والجواب: أن التأكيد قد يكون للحاجة إليه عندما يكون المخاطَب شاكّاً أو منكراً، وقد يكون التأكيد لبيان أهمية المُؤَكَد وإن لم يكن ثّمَّ إنكار أو تردد، ومنه هذه الآية الكريمة. من كل مثل: أي من كل شَبَه ونظير. لعلَّهم يتذكرون: أي يتعظون، ولعل هنا للتعليل، وهو أحد معانيها، ومن معانيها: الترجي، مثل: لعل الحبيب قادم، ومن معانيها: الإشفاق، مثل: لعل الحبيب هالك، ومن معانيها التوقُع، كقوله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} (الطلاق:1). غير ذي عوج: أي لا اختلال فيه بوجه من الوجوه، ولا لبْس ولا اختلاف. ضرب الله مثلاً: للمشرك والموحّد. متشاكسون: متنازعون مختلفون لسوء أخلاقهم وطباعهم. سَلَماً: سالمِاً خالصاً لمالكه من الشركاء. هل يستويان مثلاً: الاستفهام للنفي، وإذا جاء الاستفهام في موضع النفي فإنه يكون مشرباً بمعنى التحدي؛ أي لا يستوي العبد المملوك لجماعة، والعبد الواحد، فإن الأول يحتار فيمن يخدم من أسياده إذا طلبوه، وهو مثل للمشرك، والثاني للموحّد. الحمد لله: أي كل المحامد له وحده سبحانه؛ لكمال صفاته، وكمال إنعامه. بل أكثرهم لا يعلمون: بل: للإضراب الانتقالي، والمراد بأكثرهم: أي أكثر الناس، وانتفاء العلم هنا(1/1318)
لانتفاء لازمه؛ وهو: العمل والامتثال، فأكثر الناس في جهل لا يعرفون الحق، وفي غيٍّ لا يقبلون الحق، ولا يعملون به. إنك ميّت وإنهم ميتون: الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم؛ أي إنك يا محمد ميت، وهم كذلك ميتون، والميِّت: (بتشديد الياء) تقال لمن سيقع به الموت، والميْت (بالتخفيف) مَن وقع به الموت، أي بعد فراقه الحياة. ثم إنكم: الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ومَن عانده، وكفر به. تختصمون: تحتكمون للقضاء فيما حدث بينكم.
وجه الربط:
لمَّا توعَّد الله تعالى أصحاب القلوب القاسية، وبيَّن أنهم في ضلال واضح، فكأنَّما أثار ذلك في نفوس السامعين تساؤلاً عن وجه قسوة قلوب أولئك المبعدين الضالين من ذكر الله، أخبر سبحانه وبحمده عن صفات كتابه الكريم الذي أنزله على أكرم المرسلين مبيِّناً أنَّ قساوة قلوب الضالين من سماع القرآن إنّما هي لِرَيْنٍ في قلوبهم وعقولهم لا لنقص في هدايته، وهذا كما قال تعالى في سورة البقرة: {هُدىً لِلْمُتَّقِين}(البقرة:2).
وهذه الآية عود على بداية السورة الكريمة للتنويه بهذا القرآن الكريم المنزَّل من لدُن حكيم عزيز، كما قال تعالى في افتتاحها: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(1)إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}؛ فلمَّا ذكر هنالك أنّه منزَّل من حكيم عزيز، وأنّه أنزله بالحق مشتملاً عليه، ناسب هنا أن يثني على هذا الكتاب ويذكر بعض صفاته، ويبيِّن أثره في قلوب أولي الألباب المهتدين.
وهناك وجه آخر ذكره ابن سعدي رحمه الله تعالى فقال: أنه لما أخبر تعالى عن الممدوحين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، كأنه قيل: هل من طريق إلى معرفة أحسنه حتى نتصف بصفات أولي الألباب، قيل: نعم، أحسنه ما نصَّ عليه تعالى بقوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ...}.
المعنى الإجمالي:(1/1319)
بعد أن توعَّد الله تبارك وتعالى أصحاب القلوب القاسية، بيَّن سبحانه أنّ القرآن الكريم يُلَيِّن قلوب الذين يخشون ربهم، ولذلك مدح جلَّ جلاله كتابه (القرآن العظيم) المُنزَل على رسوله الكريم؛ لأنَّ الله ذو الجلال والإكرام هو الذي أنزله؛ مما دلَّ على رفعة شأنه وفخامة منزلته، فقال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} فقد وصفه تعالى بصفات منها:
* الوصف الأول: أنَّه أحسن الحديث، فأحسن الحديث كلام الله، وأحسن الكتب المنزلة من كلام الله هذا القرآن، لما فيه من الخيرات والبركات والمنافع العامّة والخاصّة، وإذا كان هو الأحسن عُلم أن ألفاظه أفصح الألفاظ وأوضحها، وأن معانيه أجل المعاني، وأخباره أصدق الأخبار وأنفعها في العبرة؛ لمِا اشتملت عليه من المعاني النافعة والجامعة لأصول الإيمان، والتشريع، والتنبيه على عِظم العوالم والكائنات، وعجائب تكوين الإنسان، والعقل، وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها، وأقومها بمصالح العباد، ومن كونه بثَّ الآداب، واستدعى العقول للنظر والاستدلال الحقّ، ومن كونه مصدِّقاً لما تقدّمه من كتب الله ومهيمناً عليها، وفي إسناد إنزاله إلى الله استشهاد على حسنه حيث نزَّله العليم بنهاية محاسن الأخبار والذكر.
وقد سُميَّ القرآن حديثاً في مواضع كثيرة كقوله تعالى:{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}(الكهف:6)، وقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (الأعراف:185) .(1/1320)
*الوصف الثاني: أنه {كِتَابًا} أي مجموعُ كلامٍ مرادٌ تلاوته وتدبّره والاستفادة منه، وهو مكتوب في ثلاثة مواضع: في اللوح المحفوظ، وفي صحف الملائكة، وفي الصحف التي في أيدي الناس.
*الصفة الثالثة: أنّه {مُتَشَابِهًا} أي متشابهة أجزاؤه، متماثلة في الحسن والائتلاف وعدم الاختلاف بوجه من الوجوه، فآيات القرآن متشابهة في الحُسن والبلاغة بحيث تبلغ أقصى ما تحتمله أشرف لغة للبشر، وهي اللغة العربية، وبذلك كان معجزاً لكل بليغ عن أن يأتي بمثله، حتى إنه كلما تدبره المتدبر، وتفكر فيه المتفكر، رأى من اتفاقه حتى في معانيه الغامضة ما يبهر الناظرين، ويجزم بأنه لا يصدر إلا من حكيم عليم.
*الصفة الرابعة كونه: {مَثَانِيَ} أي تثنّى فيه القصص وتتردَّد، وتتكرر فيه المواعظ والأحكام من أوامر ونواهٍ، ووعد ووعيد، وصفات أهل الجنة وأهل النار، وتثنَّى فيه أسماء الله وصفاته، ويثنَّى في التلاوة فلا يمّلُّ سامعه، ولا يسأم قارئه.
قال ابن سعدي رحمه الله: "وهذا من جلالته وحُسنه، فإنه تعالى لما علم احتياج الخلق إلى معانيه المزكية للقلوب، المكملة للأخلاق، جعل تلك المعاني للقلوب بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فكما أن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت، بل ربما تلفت، وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة، فكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام الله تعالى عليه، وأنه لو تكرر عليه المعنى مرّة واحدة في جميع القرآن، لم يقع منه موقعا، ولم تحصل النتيجة منه". ا.هـ(1/1321)
*الصفة الخامسة: أنّه {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} قال ابن كثير رحمه الله: "هذه صفة الأبرار، عند سماع كلام الجبار، المهيمن العزيز الغفار، لما يفهمون منه من الوعد والوعيد، والتخويف والتهديد، تقشعر منه جلودهم من الخشية والخوف" ا.هـ . فإن القرآن الكريم يشتمل على معانٍ تثير في قلوب المؤمنين الذين يخافون ربهم؛ لعلمهم به وتعظيمهم له، روعة ورهبة وجلالة لما فيها من الموعظة التي تَوْجَل منها القلوب، فاقشعرار الجلود كناية عن وجل القلوب الذي تلزمه قشعريرة في الجلد غالباً. ثم إذا سمعوا آيات الرحمة سكنت واطمأنت قلوبهم {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
قال ابن كثير رحمه الله: لما يرجون ويؤملون من رحمته ولطفه، فهم مخالفون لغيرهم من الفجار من وجوه: (أحدها) أن سماع هؤلاء هو تلاوة الآيات، وسماع أولئك نغمات الأبيات من أصوات القينات. (الثاني) أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن {خروا سجداً وبكياً} بأدب وخشية، ورجاء ومحبة، وفهم وعلم، كما قال تبارك وتعالى: {والذين إذا ذكِّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً} أي لم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين عنها بل مصغين إليها، ويسجدون عندها عن بصيرة لا عن جهل ومتابعة لغيرهم.
(الثالث) أنهم يلزمون الأدب عند سماعها، كما كان الصحابة رضي اللّه عنهم عند سماعهم كلام اللّه تعالى تقشعر جلودهم، ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر اللّه، لم يكونوا يتصارخون، بل عندهم من الثبات والسكون والأدب والخشية ما لا يلحقهم أحد في ذلك.(1/1322)
وقال السدي: {إلى ذكر اللّه} أي إلى وعد اللّه. ولمَا تلا قتادة رحمه اللّه قوله تعالى: {تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه} قال: هذا نعت أولياء اللّه، نعتهم اللّه عزَّ وجلَّ بأن تقشعر جلودهم وتبكي أعينهم، وتطمئن قلوبهم إلى ذكر اللّه، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيان عليهم، إنما هذا في أهل البدع، وهذا من الشيطان.
وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون إذا قرئ عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله تبارك وتعالى تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم، قال فقلت لها: إن ناساً اليوم إذا قرئ عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ومرَّ ابن عمر برجل من أهل العراق ساقطاً فقال: ما بال هذا ؟ قالوا: إنه إذا قرئ عليه القرآن أو سمع ذكر الله سقط، قال ابن عمر: إنا لنخشى الله وما نسقط! وقال ابن عمر: إن الشيطان ليدخل في جوف أحدهم، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وذكر عن ابن سيرين: الذين يصرعون إذا قرئ عليهم القرآن؟ فقال: بيننا وبينهم أن يقعد أحدهم على ظهر بيت باسطاً رجليه ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره، فإن رمى بنفسه فهو صادق.
ثمّ أخبر الله تعالى أنّ هذا القرآن الذي هو أحسن الحديث هدى الله يهدي به من يشاء هدايته ويوفقه للإيمان، فقال تعالى: {ذلك هدى اللّه يهدي به من يشاء من عباده} ، ويحتمل أن يكون المعنى أنَّ ما حصل لهم من الصفات التي ذكرها الله تعالى من تأثير القرآن فيهم هداية منه سبحانه لعباده، وهو من جملة فضله وإحسانه عليهم، ومن كان على خلاف ذلك، فهو ممن أضله اللّه؛ فقال تعالى: {ومن يضلل اللّه فما له من هاد}؛ لأنه لا طريق يوصل إليه إلا توفيقه، والتوفيق بالإقبال على كتابه، فمن خذله الله عن الإيمان بالقرآن فلا مرشد له.(1/1323)
وكما أنَّ أحوال المهتدين تختلف عن أحوال الضالين في الحال، كذلك أحوالهم تختلف في المصير والمآل؛ فقال تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي أفمن يتقحَّم نار جهنم، فلا يجد ما يتقي به سوى وجهه، لتقي العذاب الشديد يوم القيامة، كمن هو آمن لا يعتريه شيء من المخاوف أو المكروه، ولا يحتاج إلى اتِّقاء المخاوف، بل هو سالم من كل سوء، مطمئن في جنة الله؟! وحُذف الجواب لدلالة ما بعده عليه، كما سبق معنا مثله، وهذا كقوله: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(تبارك:22).
حينئذ يقال للظالمين أنفسهم بالكفر أو الشرك والمعاصي في الدنيا توبيخاً وتقريعاً: ذوقوا وبال ما كنتم تكسبون في الحياة الدنيا من كفر وفجور؛ قال تعالى: {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}.(1/1324)
ولمَّاَ ذكر سبحانه وتعالى ما أعدّ لهؤلاء الظالمين من سوء العذاب في الآخرة، قال تبارك وتعالى محذِّراً مكذِّبي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحلَّ بهم ما حلَّ بمن قبلهم من الأقوام السابقة: {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} أي كذب الذين من قبل هؤلاء المشركين من قُريش أقوام من القرون الماضية المكذبة للرسل، كانوا أشد من هؤلاء بطشا وأكثر أموالا وأولادا وأوسع عيشا، كذّبوا رسلهم، فماذا كانت عاقبتهم؟ { فَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعَرُونَ} أي أهلكهم اللّه بذنوبهم فجاءهم عذابه من جهة لا يترقبون إتيان العذاب منها ليكون ذلك أوجع للمعذَّب، وذلك عند أمنهم وغفلتهم، فما كان لهم من اللّه من واق، فقوم أتاهم من جهة السماء بالصواعق، وقوم أتاهم من جهة الجو مثل ريح عاد، وقوم أتاهم من تحتهم بالزلازل والخسف مثل قوم لوط، وقوم أتاهم من نبع الماء من الأرض مثل قوم نوح، وقوم عمَّ عليهم البحر مثل قوم فرعون، قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} فعجل الله لهؤلاء الأمم الذين كذّبوا رسلهم الهوان في الدنيا, والعذاب قبل الآخرة, ولم ينظِرهم إذ عتوا عن أمر ربهم بما أنزل بهم من العذاب والنكال، قال تعالى:{فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي أذاقهم الله بهذا العذاب الدنيوي الذلَّ والهوان، وتشفي المؤمنين منهم، فليحذر المخاطبون من ذلك فإنهم قد كذبوا أشرف الرسل وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، والذي أعده اللّه جلَّ جلاله لهم في الآخرة من العذاب الشديد، أعظم مما أصابهم في الدنيا، ولهذا قال(1/1325)
تعالى:{وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ} أي ولعذاب الله إياهم في الآَخرة إذا أدخلهم النار, فعذّبهم بها, أشد وأنكى وأعظم من العذاب الذي عذّبهم به في الدنيا, كونه في غاية الشِّدَّة والدَّوام.
ولمَّا كان مَن عَلِم أنّ فعله يورث نكالاً كفَّ عنه، بيَّن الله حال هؤلاء المكذبين؛ فقال:{لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} أي لو كانوا يعلمون أنّ ما حلَّ بهم سببه تكذيبهم رسلهم لاتعظوا به وآمنوا.
ولمَّا ذكر الله سبحانه وتعالى صفات القرآن بقوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} ذكر هنا خواصَّ أخرى للقرآن: هي أنه يضرب فيه الأمثال للناس لهدايتهم؛ حيث جعل لهم في القرآن الكريم من أمثال الأمم السابقة في إيمانها وتكذيبها، وصلاحها وفسادها، ونجاتها وخسرانها، وتوطئة لمثلٍ سيضربه سبحانه وتعالى للمؤمن الموحّد والكافر المشرك، وكل ذلك بقرآن عربي لا لبس فيه ولا اختلاف؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(28) } أي لقد بيَّنا للناس في هذا القرآن من جميع الأمثال مما يحتاجون إليه في أمر دينهم، ومن أمثال القرون الخالية تخويفاً لهم وتحذيراً، والمثل يقرّب المعنى إلى الذهن، لعلهم يعلمون فيعملون، كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (العنكبوت:43) ، وأنزله تعالى قرآناً عربيّاً مستقيماً بريئاً من التناقض والاختلاف، لعلهم يتقون ربهم، ويرتدعون عن غيهم.(1/1326)
ووصف تبارك وتعالى القرآن بصفات ثلاث: هي كونه قرآناً أي متلوّاً في المحاريب إلى قيام الساعة، كما قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر:9)، وكونه عربيَّاً بلسانٍ عربيّ مبين، أعجز الفصحاء والبلغاء عن معارضته، كما قال سبحانه: { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(الإسراء:88)، وكونه غير ذي عوج، أي بريء من التناقض، كما قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} ( اننساء:82)، وفعل ذلك سبحانه لعلهم يتقون ما حذَّر الله من بأسه وسطوته.
ثمَّ ذكر تعالى مثلاً للمؤمن الموحد والكافر المشرك، فقال تبارك وتعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا} أي يضرب الله تعالى المثل للعبد الموحد والعبد المشرك بعبدٍ يملكه شركاء يخاصم بعضهم بعضاً فيه، وهو بينهم موزّع، ولكلٍّ منهم فيه توجيه، ولكل منهم عليه تكليف، وهو بينهم حائر لا يستقرّ على نهج ولا يستقيم على طريق، ولا يملك أن يرضي أهواءهم المتنازعة المتعارضة لسوء أخلاقهم وطباعهم، كل له رأي وحاجة، فإذا طلب كل واحد من السادة من هذا العبد شيئاً أو حاجة، فماذا يفعل، وكيف يرضي جميع الشركاء؟ كذلك المشرك في عبادته آله متعددة لا يتمكن من إرضاء جميع تلك الآلهة.(1/1327)
وضرب الله مثلاً آخر للمؤمن الموحد بحالة عبد يملكه سيّد واحد، لا يشاركه فيه غيره، فإذا طلب منه شيئاً لبَّاه دون ارتباك ولا حيرة، وهذا كالمسلم الذي لا يعبد إلا الله، ولا يسعى لإرضاء غير ربّه، فهل يكون في طمأنينة أم في حيرة؟ هذان المملوكان هل يستويان صفة وحالاً؟ لا يستوي هذا وهذا، فكذلك لا يستوي المشرك الذي يعبد آلهة مع الله، والمؤمن المخلص الذي لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له، فأين هذا من هذا؟
ولمَّا كان هذا المثل جليَّاً واضحاً، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فحمد نفسه عزَّ وجلَّ لكماله وجلاله، وكمال صفاته وإنعامه، ومن كمال إنعامه أنه يضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، مع أنه عزَّ وجلَّ غني عنهم، والحمد لله على ظهور الدلائل والبينات الدّالة على وحدانيته، بل أكثر الناس لا يعلمون أنه وحده المستحق للعبادة، فهم من فرط جهلهم يشركون به غيره.
وهذا المثل يصور حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك في جميع الأحوال، فالقلب المؤمن بحقيقة التوحيد هو القلب الذي يقطع الرحلة على هذه الأرض على هدى؛ لأن بصره أبداً معلّقٌ بنجم واحد على الأفق لا يلتوي به الطريق؛ ولأنه يعرف مصدراً واحداً للحياة والقوّة والرزق، ومصدراً واحداً للنفع والضرّ، ومصدراً واحداً للمنح والمنع، فتستقيم خطاه إلى هذا المصدر الواحد، يستمد منه وحده، ويعلق يديه بحبل واحد يشدُّ عروته، ويطمئن اتجاهه إلى هدف واحد لا يزوغ عنه بصره، ويعبد إلهاً واحداً يعرف ماذا يرضيه فيفعله، وماذا يغضبه فيتقيه.. وبذلك تتجمّع طاقته وتتوحد، فينتج بكل طاقته وجهده وهو ثابت القدمين على الأرض، متطلّع إلى إله واحد في السماء..(1/1328)
ونظراً لجهل أكثر الناس بالحق وعدم انتفاعهم بهذا المثل، أخبر تعالى تهديداً بالموت بأن مصير الخلائق كلهم إلى الله، وهناك يتقاضون بين يديه سبحانه وتعالى، فقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ(30)ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ(31) }أي إنك أيها الرسول (صلى الله عليه وسلم) ستموت، وهم سيموتون، فالموت نهاية كل حيّ، ولا يتفرّد بالبقاء إلا الله، ثم يحصل التقاضي عند الله فيما اختلفتم فيه من أمور الدنيا والدين معاً.
من هداية الآيات:
1ً. إثبات أن القرآن الكريم نزل من عند الله؛ لقوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}.
2ً. بيان أنَّ القرآن الكريم أحسن الحديث؛ لأنه كلام الله تعالى؛ لقوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}.
3ً. بيان أنَّ القرآن الكريم مكتوب؛ لقوله تعالى: {كِتَابًا}. والقرآن الكريم مكتوب في ثلاثة مواضع: في اللوح المحفوظ، وفي صحف الملائكة، وفي الصحف التي في أيدي الناس.(1/1329)
4ً. بيان أنَّ القرآن الكريم متشابه؛ لقوله تعالى: {مُتَشَابِهًا}. فإذا قيل كيف نجمع بين هذه الآية، وبين قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}(آل عمران:7) حيث جعل سبحانه وبحمده القرآن الكريم في هذه الآية نوعان: محكماً، ومتشابهاً، وفي آية الزمر نوعاً واحداً: متشابهاً، والجواب: أنّ التشابه المذكور في سورة الزمر غير المتشابه المذكور في آل عمران؛ فالتشابه المذكور في الزمر يعني به التشابه في الكمال وحسن النظم والجودة، فجعله هنا كله متشابهاً؛ لأنه قال: {أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} وهو سور وآيات، والجميع يشبه بعضه بعضاً كما ذكرنا، والتشابه المذكور في آل عمران هو اشتباه معناه على فهوم كثير من الناس وخفاؤه عليهم، ولا يزول هذا الاشتباه إلا بردّها إلى المحكم، فجعل التشابه لبعضه. وقد ذكر سبحانه وتعالى أيضاً أنَّ القرآن كله محكم؛ لقوله تعالى: {الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} فصار القرآن كله محكم، وكله متشابه، وبعضه محكم، وبعضه متشابه؛ فوصفه بالإحكام كله: أي كله محكم مُتقَن لا يتناقض، ووصفه كله متشابه: أي يشبه بعضه بعضاً في الكمال والجودة، ووصفه بأن بعضه محكم وبعضه متشابه: أي أن بعضه واضح المعنى، وبعضه خفيّ المعنى.
5ً. بيان أنّ القرآن الكريم قد بلغ في البلاغة غايتها وأكملها؛ لقوله تعالى: {مَثَانِيَ}. ويتفرَّع على هذه الفائدة أن على الداعي والواعظ أن يأتي بالترغيب والترهيب في خطابه للناس.(1/1330)
6ً. بيان أنَّ الذي يتأثر بالقرآن هو المؤمن؛ لقوله تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}. ويتفرَّع على هذه الفائدة أن الشخص إذا رأى من نفسه أنه على غير تلك الحال فليعلم أن إيمانه ضعيف؛ لأن هذا الخبر خبر الله عزَّ وجلَّ فلا يمكن أن يتخلّف مخبره، فكل مؤمن يقشعر جلده مما يسمع من القرآن الكريم في الوعيد وإذا لم يكن كذلك، فذلك دليل على ضعف الإيمان. 7ً. بيان أن ذكر الله عزَّ وجلَّ سبب للين القلوب وسكونها؛ لقوله تعالى: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}. ويشهد لهذا قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد:28).
8ً. بيان مِنَّة الله تعالى على هؤلاء الذين تقشعر جلودهم عند ذكر الله ثم تلين قلوبهم بالهداية؛ لقوله تعالى:{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ}.
9ً. بيان أنّ مَن يضلّه الله فلا هادي له؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}. فإن قال قائل: أفلا يوجب لنا هذا الحكم أن نقف عن دعوة الناس إلى الحق؟ والجواب: لا يوجب، ولكن إذا دعونا أحداً إلى الحق ولكنه لم يقبل، فلا ينبغي أن نهلك أنفسنا من أجله، ولكن علينا الاستمرار في دعوتهم.
10ً. انتفاء الاستواء بين مَن هو في العذاب، ومَن هو في النعيم؛ {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
11. أنَّ الله يعذِّب الكافرين بعدله سبحانه، وأنّ الجزاء من جنس العمل؛ لقوله تعالى:{ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ}.(1/1331)
12. أنَّ عذاب الدنيا قد يصيب الله به بعض الظلمة زيادة خزي لهم وذلّ، وأنَّ عذاب الآخرة هو الجزاء؛ لقوله تعالى: {فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ}.
13. أنَّ عذاب الآخرة أكبر؛ {وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ} فهو أشد كيفية من عذاب الدنيا، وأشد كمية؛ لأنه أبدي.
14. بيان أنَّ القرآن تبياناً لكل شيءٍ، ومن هذا البيان ضرب الأمثال؛ لأنها تقرِّب المعنى؛ وتضع المعقول بصورة المحسوس؛ لقوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ}.
15. بيان رحمة الله تبارك وتعالى بالعباد؛ حيث بيَّن لهم هذا البيان التامّ.
16. بيان عربية القرآن الخالصة، وأنه ليس فيه لفظ أعجمي؛ لقوله تعالى: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا}.
17. بيان كمال اعتدال القرآن واستقامته، وأنه ليس فيه خلل ولا نقص بوجه من الوجوه؛ {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}.
18. انتفاء استواء حال المشرك والموحّد، فالمشرك في حيرة وتعب، والموحّد في راحة وهدوء بال؛ لقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا}؛ وجهه: أن الاستفهام في الآية للنفي؛ أي لا يستويان.
19. أنَّ فهم المعنى معين على التقوى؛ لقوله تعالى أولاً: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا}، ثم قال: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
20. أنَّ الحكمة في ضرب الأمثال للناس هي أن تكون ذكرى وعِظة لهم ليتقوا ربهم، ويرتدعوا عن غيهم؛ لقوله: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(28) }. وقدَّم تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} على: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}؛ لأنّ التذكُر متقدِّم على الاتقاء؛ لأنه إذا اتَّعظ به وفهم معناه؛ حصل الاتقاء والاحتراز.(1/1332)
21. أنَّ الله تعالى مستحقٌّ للحمد؛ لكمال توحيده، وأن الحمد المطلق له وحده سبحانه؛ لقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}.
22. بيان أن أكثر بني آدم لا يعلمون الحقائق على ما هي عليها، وإن علموها لم ينتفعوا بها؛ {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}. ويتفرّع على هذا التحذير من الجهل، والغيّ، وأن على الإنسان أن يطلب العلم، ويعمل به.
23. تقرير أن كل نفس ذائقة الموت؛ لقوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}. وهذه الآية لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم.
24. إنذار المكذبين بأنّ لهم موعداً مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الاختصام يوم القيامة؛ لقوله تعالى: { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}.
25. بيان أنَّ الخلق يختصمون عند الله يوم القيامة، وأنَّ أهل الشرك والكفر خصوم لأهل التوحيد والإيمان في الآخرة كما هم خصوم لهم في الدنيا.
فوائد عقدية مستنبطة من الآيات الكريمات:
* بيان أن القرآن كلام الله؛ وجه ذلك أنه نازل من عند الله تعالى.(1/1333)
* إثبات علوّ الله تعالى؛ وجه ذلك: إذا كان القرآن كلام الله ووصفه، وأنه منزَّل من عنده؛ دلّ أنّ المتكلّم به عالٍ. وعلوّ الله تعالى على قسمين: علوّ صفة، وهذه اتفق عليها أهل السنة، وأهل البدعة. وعلوّ ذات، وهذه اختُلِف فيها؛ فأهل السنة يؤمنون أنّ الله تعالى عالٍ فوق خلقه بذاته، وأهل التعطيل أنكروا ذلك، ثم انقسموا إلى قسمين فالحرورية الجهمية قالوا: أنه تعالى بذاته في كل مكان، فوق السموات، وفي السموات، وفي الأرض، وفي البيوت، وفي المساجد، وفي الأسواق، وفي كل شيء، حتى توصلت الحال في بعضهم إلى أنهم قالوا: أنه حالٌُّ بذاته حتى في الأجسام. وهؤلاء هم الذين فتحوا الباب لحلول الاتحاد. والقسم الثاني قالوا: إن الله تعالى لا يوصف بعلوٍّ ولا نزول؛ فهو ليس فوق العالم ولا تحته، ولا متصل بالعلم ولا منفصل عنه، ولا داخل العالم ولا خارجه، وهذا تعطيل محضّ، حتى قال بعض العلماء: لو قيل لنا صفوا العدم، لما وجدنا أدقَّ من هذا الوصف!! ولهذا قال محمود بن سباكتكفين رحمه الله لابن فَوْرَك: بيِّن لنا ربك إن كنت تصفه بهذا الوصف! أين الرب الذي تعبده؟!! فسكت ولم يُجب.
* إثبات الأسباب؛ لقوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ}؛ فالباء للسببية.
* إثبات أن الهداية بمشيئة الله؛ لقوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ}، وهذا يدلّ على أنَّ فعل العبد واقع بمشيئة الله؛ كقوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ(28)وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(29) }(التكوير).(1/1334)
وهذا أيضاً وقع فيه خلاف بين ثلاث طوائف: طائفتان متطرفتان، وطائفة معتدلة؛ فالطائفتان المتطرفتان إحداهما قالت: إن الإنسان يشاء عمله ولا علاقة لله تعالى به، أي الإنسان حر يتصرف كيف يشاء ولا علاقة لله عزَّ وجلَّ به، فهو يُضلّ نفسه، أو يهدي نفسه، قالوا: ولولا ذلك لكان تعذيب الله عزَّ وجلَّ للعاصي ظُلماً! وثوابه للطائع عبثاً! وهؤلاء هم القدرية؛ لأنهم ينكرون قَدَر الله عزَّ وجلَّ فيما يتعلق بفعل العبد.
وأما المتطرفون الآخرون فقالوا: أن الإنسان لا مشيئة له، ولا قدرة له، ولا اختيار له في فعله، بل هو مُجبر عليه، عاجز عن المخالفة! وأن تعذيب الله عزَّ وجلَّ للظالم ليس ظلماً، وإن كان الظالم يفعل بغير اختياره؛ لأن تعذيب الله عزَّ وجلَّ له تصرف في ملكه، والله عزَّ وجلَّ يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه!وهؤلاء هم الجبرية؛ لأنهم يرون أن العبد مجبر على عمله.(1/1335)
وأما أهل السنة والجماعة فإنهم توسطوا في ذلك فقالوا: نحن نثبت أن الأدلة الدالة على أن كل شيء واقع بمشيئة الله تعالى، ونثبت الأدلة الدالة على أن للإنسان اختياراً، وإرادة، وبذلك جمعوا بين الأدلة: ففعل العبد واقع بمشيئته، لكن مشيئته واقعة تحت مشيئة الله تعالى، فإذا شئتُ أنا شيئاً فإنني أعلم أن الله شاءه، ولا أعلم أن الله شاءه إلا بعد أن يقع؛ إذ أنَّ قضاء الله مكتوم، وأنا في نفس الوقت لي حرية أن أشاء ما شئت، ومشيئتي هذه كانت بمشيئة الله عزَّ وجلَّ ، ويدل لهذا أن الإنسان أحياناً يعزم على فعل شيء وبينما هو متجه له إذ انتقضت عزيمته، وهذا مُدرك واقع. وقد قيل لأعرابي: بما عرفت ربك؟ قال: بنقض العزائم، وصرف الهمم. ولهذا لمَّا قال تعالى حكاية عن المشركين: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ}، أبطل الله سبحانه قولهم، فقال: {كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}(النحل: 35) ، وقال في آية أخرى: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ}(الأنعام: 148). وهي كما أنها باطلة شرعاً فهي أيضاً باطلة عقلاً؛ لأن هؤلاء لم يكونوا يعلموا أنّ الله قضى عليهم بعبادة الأصنام إلا بعد عبادتها، فلماذا لم يعدلوا عن عبادة الأصنام ويقدّروا أنّ الله قضى عليهم بترك عبادتها؟!
* إثبات العِلل والحِكم في أفعال الله تعالى وشرعه، وفي ذلك ردّ على الجهمية وأشباههم ممن أنكروا حكمة الله؛ لقوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}. وقوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.(1/1336)
فائدة مسلكية مستنبطة من الآيات الكريمات:
*ينبغي للإنسان أن يطلب الهداية من الله وحده؛ لقوله تعالى:{يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ}، وأنه لا ينبغي له أن يعتمد على نفسه فيهلِك، بل يتجه إلى ربه ويعتمد عليه في طلب الهداية منه سبحانه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو الهادي المهدي يستفتح فيقول: "اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اخْتُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم". هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا نحن؟!
*ينبغي للمعلِّم غيره أن يُكثر له من ضرب الأمثال التي تعينه على فهم المعنى؛ لأن هذا هو أسلوب القرآن. وهذا كقوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}.
وهكذا ينتهي الجزء الثالث والعشرون، ليبدأ الجزء الرابع والعشرون في حزبه الأول لسورة الزمر.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
---
أحمد البريدي
09-28-2006, 02:10 PM
شكر الله للأخت الفاضلة ميادة الماضي , هذا الجهد المتميز , ونأمل منها المواصلة .
---
ميادة بنت كامل الماضي
09-28-2006, 07:54 PM
د . أحمد حفظك الله وشكر لك .. ما كان من فضل فهو من الله وحده إليه أرفع حمدي وشكري .
وسأواصل تلبية لرغبتك، بوركت وبورك فيك.
---
(1/1337)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يفيدني في تفسير هذه الاية ؟؟؟
---
من يفيدني في تفسير هذه الاية ؟؟؟
---
عيسى القرشي
03-18-2005, 07:26 AM
اريد تفسير قول الله تعالى ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض او كلم به الموتي ) اريد تفسير شافي لهذه الاية فقد قرآت التفسير ولو افهم فهما كاملا ارجو الإفاداة وجزكم اله خير
---
أبومجاهدالعبيدي
03-18-2005, 03:11 PM
اقرأ تفسيرها من هذه التفاسير الميسرة ، فإن لم تتضح لك فلنا عودة إن شاء الله
المنتخب فى التفسير (http://www.elazhar.com/Quran/Default.asp?Lang=a&Action=View&Doc=Doc1&n=1764&StartFrom=1733&Total=1776)
وفي التفسير الميسر من موقع مجمع الملك فهد (http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=13&t=moyasar&l=arb&nAya=31)
: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد (31)
يرد الله -تعالى- على الكافرين الذين طلبوا إنزال معجزات محسوسة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لهم: ولو أن ثمة قرآنا يقرأ, فتزول به الجبال عن أماكنها, أو تتشقق به الأرض أنهارا, أو يحيا به الموتى وتكلم -كما طلبوا منك- لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره, ولما آمنوا به. بل لله وحده الأمر كله في المعجزات وغيرها. أفلم يعلم المؤمنون أن الله لو يشاء لآمن أهل الأرض كلهم من غير معجزة؟ ولا يزال الكفار تنزل بهم مصيبة بسبب كفرهم كالقتل والأسر في غزوات المسلمين, أو تنزل تلك المصيبة قريبا من دارهم, حتى يأتي وعد الله بالنصر عليهم, إن الله لا يخلف الميعاد.)(1/1338)
وفي تفسير القرآن من هنا (http://www.islampedia.com/MIE2/tafsir/Tafsirdx.html) :
( {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} أي لو كان كتابٌ من الكتب المنزّلة سُيرت بتلاوته الجبال وزعزعت عن أماكنها {أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ} أي شُققت به الأرض حتى تتصدَّع وتصير قطعاً {أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} أي خوطب به الموتى حتى أجابوا وتكلموا بعد أن أحياهم الله بتلاوته عليهم، وجواب {لو} محذوف تقديره: لكان هذا القرآن، لكونه غايةً في الهداية والتذكير، ونهايةً من الإِنذار والتخويف، وقال الزجاج: تقديره "لما آمنوا" لغلوهم في المكابرة والعناد، وتماديهم في الضلال والفساد {بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا} بلْ للإِضراب والمعنى: لو أن قرآناً فُعل به ما ذُكر لكان ذلك هذا القرآن، ولكنَّ الله لم يجبهم إلى ما اقترحوا من الآيات، لأنه هو المالك لجميع الأمور والفاعل لما يشاء منها من غير أن يكون لأحدٍ عليه تحكّمٌ أو اقتراح )
---
أخوكم
03-18-2005, 10:34 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل أبومجاهدالعبيدي
---
عيسى القرشي
03-19-2005, 09:05 AM
لأستاذ / ابو مجاهد العبيدي
السلام عليكم :
شكر الله لك اخي العزيز ونسال من الله ان يرفع قدرك في الدنيا والاخرة آمين اللهم آمين
فقد استفدت من النقولات التي ذكرتها بارك الله فيك
---
(1/1339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الطبري--والسعدي وتفسير آية
---
الطبري--والسعدي وتفسير آية
---
جمال حسني الشرباتي
02-07-2005, 04:54 PM
الطبري رحمه الله--من منا لا يعرفه ولا يعرف جودة ودقة كلامه--رأيت له تفسير آية(( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ)57 -58 الذاريات
قال((حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ } : إلا ليقرّوا بالعبودة طوعاً وكَرهاً.
وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس، وهو: ما خلقت الجنّ والإنس إلا لعبادتنا، والتذلل لأمرنا.
فإن قال قائل: فكيف كفروا وقد خلقهم للتذلل لأمره؟ قيل: إنهم قد تذللوا لقضائه الذي قضاه عليهم، لأن قضاءه جار عليهم، لا يقدرون من الامتناع منه إذا نزل بهم، وإنما خالفه من كفر به في العمل بما أمره به، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه.
وقوله: { ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْق } يقول تعالى ذكره: ما أريد ممن خلقت من الجنّ والإنس من رزق يرزقونه خلقي { وَما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ } يقول: وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم، ومن طعام أن يطعموهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنا أبي، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس { ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ } قال: يطعمون أنفسهم.
ما أعجبني في كلامه كثيرا هو قوله"يقول: وما أريد منهم من قوت أن يقوتوهم، ومن طعام أن يطعموهم" إذ جعل الكلام متعلقا بإطعام العباد وهذا كلام سليم جدا لأن الله كما قال هو (({ وَهُوَ يُطْعِمْ وَلاَ يُطْعَمُ }(1/1340)
{ الأنعام: 14].
ولقد أحببت أن أطلع على تفسير السعدي رحمه الله في هذه النقطة بالذات فوجدت قوله((فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه، تعالى الله الغني المغني عن الحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وإنما جميع الخلق، فقراء إليه، في جميع حوائجهم ومطالبهم، الضرورية وغيرها))ولم يعجبني قوله فما رأي الأخوة،
---
أحمد القصير
02-08-2005, 01:13 AM
الظاهر المتبادر من معنى الآية هو ما قاله السعدي.
وما قاله الطبري هو خلاف الظاهر المتبادر من الآية.
والأصل حمل نصوص الوحيين على الظاهر المتبادر منها ، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل.
فهل من دليل يدل على المعنى الذي نقلته عن الطبري.
وتذكر بأن أقوال الرجال ليست بحجة مالم يعضدها الدليل.
ولو كان المعنى على ما ذكر الطبري لصار لفظ الآية: (يُطْعَمون).
وتأمل آخر الكلمة فإنها مكسورة (يُطْعِمونِ)
---
جمال حسني الشرباتي
02-08-2005, 05:53 AM
الشيخ القصير
لا نخالف أن الأصل الحمل على المعنى الظاهر ما لم يكن عندنا دليل على استحالة هذا الظاهر
ومعروف عندي وعندك وعند كافة المسلمين أن الله لا يُطْعَمُ
قال تعالى(((({ وَهُوَ يُطْعِمْ وَلاَ يُطْعَمُ }
{ الأنعام: 14].
على هذا فأن تفسير الطبري وتفسير الغالبية للآية((وَما أُرِيدُ أنْ يُطْعِمُونَ )) هو يطعمون غيرهم أو أنفسهم دون أي نقاش
ولم يذكر أحد معنى "يطعمون الله"
وها هو الحبر الأعظم إبن عباس يفسرها"قال: يطعمون أنفسهم." ثم نترك قوله وقوله أحرى بالإتباع؟؟
ولو تحريت قليلا لوجدت أن زميلا للسعدي في التوجه يفسر الآية كما يجب أن تفسر---قال الشنقيطي
(قوله تعالى: { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ }.
يعني أنه تعالى هو الذي يرزق الخلائق، وهو الغني المطلق فليس بمحتاج إلى رزق. وقد بين تعالى هذا بقوله:(1/1341)
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
[الذاريات: 56-58]، وقراءة الجمهور على أن الفعلين من الإطعام، والأول مبني للفاعل، والثاني مبني للمفعول، كما بيناه، وأوضحته الآية الأخرى. وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد، والأعمش. الفعل الأول كقراءة الجمهور، والثاني بفتح الياء والعين مضارع طعم الثلاثي بكسر العين في الماضي، أن أنه يرزق عباده، ويطعمهم وهو جل وعلا، لا يأكل، لأنه لا يحتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوق من الغذاء، لأنه جل وعلا الغني لذاته، الغني المطلق، سبحانه وتعالى علواً كبيراً،))
ويجدر أن نذكر أنه أحالنا على تفسيره لآية الأنعام حينما طلبنا تفسيره لآية الذاريات
---
نصرمنصور
02-08-2005, 07:47 AM
ولماذا لا تحمل الآية على المعنيين ؟
ففي زاد المسير لابن الجوزي : ( قوله تعالى: { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ } أي: ما أريد أن يرزقوا أنفسهم { وَمَآ أُرِيدُ أَن } أي: أن يطعموا أحدا من خلقي، لأني أنا الرزاق. وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه. وقد جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم: استطعمتك فلم تطعمني» أي: لم تطعم عبدي. )
وقال الألوسي : ( والظاهر أن المعنى ما أريد منهم من رزق لي لمكان قوله سبحانه: {وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} )
وأكثر المفسرين المتقدمين على تفسير الطبري للآية ....
---
أحمد القصير
02-08-2005, 01:27 PM
حمل الآية على ظاهرها لا يلزم منه أن الله تعالى يَطْعَم تعالى عن ذلك سبحانه، وغاية ما في الآية أن الله تعالى يُخبر بأنه لا يريد من عباده أن يُطعموه، وكلنا متفق على تنزيهه سبحانه عن حاجته للطعام.(1/1342)
وتأمل هذا الحديث القدسي الذي رواه مسلم:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي).
---
جمال حسني الشرباتي
02-08-2005, 03:18 PM
الأخ نصر
حمل الآية على المعنى الذي قاله إبن الجوزي مقبول--فقوله ((وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله، ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه)) --وهذا منسجم مع الحديث النبوي الشريف والذي فيه ((أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي))--فهذا المعنى مستساغ---ولو قاله المرحوم السعدي ما اعترض احد--ولكنه رحمه الله تركها هكذا مبهمة دون توضيح المعتقد السليم
فقوله((فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه، )) مشكل وكان الأولى به أن لا يقوله
---
أبو عبد المعز
02-08-2005, 10:50 PM(1/1343)
ان يطعمون.......لا بد ان تكون النون مكسورة.......الفتح لا يجوز فى العربية......لان اصغر طالب يعلم ان الافعال الخمسة تنصب بحذف النون...
---
جمال حسني الشرباتي
02-09-2005, 03:37 AM
أخي أبا عبد المعز
لكم أحب أن أقرأ لك شيئا أخي فلا يكفي منك جملة هنا وجملة هناك
أخبرنا لو سمحت عن ترجيحك لتفسير الآية قيد البحث((وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} )
وقولك ((ان يطعمون.......لا بد ان تكون النون مكسورة.......الفتح لا يجوز فى العربية......لان اصغر طالب يعلم ان الافعال الخمسة تنصب بحذف النون...)) سليم جدا جدا عسى أن يتقبله المخطىء
---
أبي عبدالله
02-09-2005, 11:56 PM
ثم قال جلَّ جلاله: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ} أي إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم، وقال ابن عباس: {إلا ليعبدون} أي إلا ليقروا بعبادتي طوعاً أو كرهاً، وهذا اختيار ابن جرير، وقال ابن جريج: إلا ليعرفون، وقال الربيع بن أنَس إلا للعبادة. وقوله تعالى: {ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ إن اللّه هو الرزاق ذو القوة المتين}، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: أقرأني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إني أنا الرزاق ذو القوة المتين} ""أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح""، ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ورازقهم، وفي الحديث القدسي: (يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك) ""أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن غريب"".(1/1344)
وقد ورد في بعض الكتب الإلهية: يقول اللّه تعالى: (ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت برزقك فلا تتعب، فاطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء)
ابن كثير رحمه الله تعالى.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قوله تعالى (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ )الشعراء(79-81)
وكله بغير ياء {يهدين}{يشفين} لأن الحذف في رؤوس الآي حسن لتتفق كلها. وقرأ ابن أبي إسحاق على جلالته ومحله من العربية هذه كلها بالياء؛ لأن الياء اسم وإنما دخلت النون لعلة.اهـ
فتامل وقارن بارك الله فيك.
---
(1/1345)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > مآل الإسلام في القراءات العلمانية
---
مآل الإسلام في القراءات العلمانية
---
أحمد الطعان
02-23-2006, 09:32 PM
مآل الإسلام في القراءات العلمانية
د . أحمد إدريس الطعان
كلية الشريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني : Ahmad_altan@maktoob.com
تمهيد :
تتناول المشاريع العلمانية المختلفة الإسلام بحسب خلفياتها الفكرية والأيديولوجية تناولاً مختلفاً ولكنها تتفق جميعاً على أمرين : الأول : أنهم جميعاً يتكلمون وكأنهم مختصون بتفسير الإسلام ومتبحرون في دراسة نصوصه دون اعتبار لكونه ديناً له رؤيته ومصادره التي تحتاج إلى تخصص ودراية وهي غير متوفرة لدى أصحاب هذه المشاريع . والأمر الثاني : أن هذه القراءات جميعها تتفق على طمس الإسلام الحقيقي الذي يدين به المسلمون جميعا ، واعتباره ديناً طواه التاريخ ، وعفى عليه الزمن ، وأصبح مجرد ذكرى ، ومن ثم تسعى لابتكار إسلام جديد لا يمت إلى الأول بأي صلة حتى الاسم لا يراد له أن يستمر لكي لا يفهم الآخرون أننا دوغمائيون ومتخلفون .
وقد تتبعت المقولات المتصلة بالإسلام في هذه القراءات وحاولت أن أعرض نصوصها بشكل موجزٍ ثم أحلت القارئ الذي يرغب بالتوسع أو التوثق إلى مصادر هذه النصوص ليراجعها في سياقاتها وإطاراتها الكاملة . كما أنني لم أُعن في هذا البحث بمناقشة هذه الأطروحات لأسباب ثلاثة :
الأول : أنها دعاوى مجردة عن الاستدلال فهي مزاعم كبيرة جداً بدون أي محاولة للبرهنة .
والدعاوى إذا لم يقيموا ** عليها بينات أصحابها أدعياء
والثاني : أن أي مسلم بل أي عاقل لديه إلمام بالإسلام ومصادره وتاريخه يجد أن ما يطرحه هؤلاء العلمانيون لا يمت إلى الإسلام، وإنما هو تخرصات من وحي الفلسفة الغربية وحداثتها، تريد أن تتقمص شخصية الإسلام .(1/1346)
الثالث : الهدف من هذا البحث هو وضع القارئ أمام التصور العلماني للإسلام ، والمآل الحقيقي الذي ينتهي إليه ، وفضح هذه المشاريع العلمانية وكشف الأقنعة التي تتستر بها ، وتعريتها أمام الباحثين عن الحقيقة . ذلك أن الخطاب العلماني يدرس الإسلام وهو يستظهر الإيمان به كمقدس موحى به ، ولكن التنقيب والاستقصاء يكشف أن المستبطن المولِّد يناقض ما هو معلن عنه نظرياً ، وهكذا يكشف لنا البحث بالدرجة الأولى التناقض بين الظاهر والباطن في بنية المنظومة العلمانية ، وهو ما يتنكر له الخطاب العلماني إذا ما جوبه به ويعتبره اتهاماً وبحثاً عن النوايا وتفتيشاً عن الضمائر . باختصار : البحث يريد أن يقول للناس: انظروا ماذا يقول العلمانيون عن الإسلام ، وكيف يتعاملون معه علماً أنهم يزعمون الانتماء إليه ؟!
وقد اعتمدت في هذا البحث على المصادر الأساسية والمباشرة للخطاب العلماني – إلا في حالات نادرة – وحرصت على أن أترك النصوص هي التي تتكلم ، وأن يكون منهجي هو المنهج الوصفي الكشفي التركيبي حتى لا أُتَّهم بالتجني والتحامل .
وها هنا ملاحظة مهمة أود أن ألفت النظر إليها لعلها تجنبني الكثير من النقد وسوء الفهم وهي أنني في هذه الدراسة لم أتعامل مع الخطاب العلماني كأشخاص وأفراد متمايزين مختلفين ، وإنما تعاملت معه كمنظومة فلسفية تنتهي إلى جذور واحدة وتستند على أسس متقاربة ، ولذلك تجنبت ذكر الأسماء غالباً في متن الدراسة ، وأحلت إليها في الهوامش ، ولذلك أيضاً كنت أنتقل من نص إلى نص دون اعتبار لقائله ما دام يتكامل مع غيره في داخل السياج الأيديولوجي العلماني .(1/1347)
لقد أراد البحث إذن أن يكشف عن الوحدة المتخفية وراء التنوع والاختلاف في المنظومة العلمانية ، وأن يصل إلى الجذور الكامنة وراء الأغصان والفروع ، فالتيارات والمدارس العلمانية الليبرالية والماركسية والحداثية والعدمية على الرغم من اختلافها إلا أنها تتفق إلى حد كبير كلما حاولنا الحفر في الأعماق للوصول إلى الجذور المادية والدنيوية التي تغذيها ، ويكون الاتفاق أكثر وضوحاً حين يتعلق الأمر بالدراسات الإسلامية عموماً ، وذلك بسبب التضاد المطلق بين هدف الرسالة الإسلامية وهدف العلمانية الغربية في التعامل مع أسئلة الإنسان الكبرى وقضاياه المصيرية .
وقد جاء هذا البحث في ثلاثة مطالب ومطلب ختامي :
المطلب الأول : تكريس تاريخية الإسلام القرآني .
المطلب الثاني : ترويج الإسلام العلماني الجديد .
المطلب الثالث : المرجعية النقدية للمسخة النقدية العلمانية .
المطلب الختامي : النتائج .
[line]
المطلب الأول
تكريس تاريخية الإسلام القرآني
أولاً - التورخة من منظور حداثي :
إن الموقف العلماني من الإسلام عموماً ليس مستغرباً إلا لكونه يصدر من أناسٍ يقولون إنهم مسلمون، ولكن إسلامهم ليس استثناءً بين الأديان ، فهو ليس إلا مجموعة أساطير مخلوطة من أساطير الشعوب القديمة البابلية، والسومرية، والآشورية، والفرعونية ([1]) ، وما هو إلا امتداد للأساطير والوثنيات السابقة كعبادة الإله بعل إله القمر، لذلك جاءت العبادة العروبية عبادة قمرية، وتحتفظ إلى اليوم بقدسية القمر، فالشهور قمرية، والتاريخ قمري، والصيام قمري، والزمن العربي كله قمري ([2]) .
واحتفظ الإسلام ببعض الشعائر والطقوس من الجاهلية وأديان الشرق الأوسط القديم جداً مثل الحج، والاعتقاد بالجن، وتقديس الحجر الأسود، والختان وعذاب القبر وبعض التصورات الأسطورية الأخرى، واستخدمها من أجل إعادة توظيف نتف متبعثرة من خطاب اجتماعي قديم، بغية بناء قصر إيديولوجي جديد ([3]) .(1/1348)
وهكذا يقرر الخطاب العلماني بناءً على ذلك أن الرسالة المحمدية لم تكن أحسن حظاً من سابقاتها ([4])، و الإسلام "" بالرغم من ادعاء الإسلاميين والمراقبين الذين ينسخون خطاباتهم دون أن يفككوا بناءها لا يفلت من قواعد التحليل التاريخي والسوسيولوجي، والأنتربولوجي والفلسفي بكل تأكيد "" ( [5]) .
وهو أي الإسلام كظاهرة دينية لا يختلف عن بقية الأديان وهو ما يتعارض مع الموقف الإيماني العقائدي الموروث ([6])، ويعني أركون بأن الإسلام كبقية الأديان في الخضوع للتاريخية بعكس ما يُنظِّر الفكر الدوغمائي الإيماني ([7])، وهو سيخضع لمناهج التحليل التاريخي التي خضعت لها المسيحية إذ أن الإسلام لا يختلف عن المسيحية في كونه يقع ضمن الإطار المعرفي للقرون الوسطى ([8])، وسيصبح الإسلام بفعل تيار العولمة الذي لا يقاوم وبفعل الحداثة المكتسحة "" شيئاً بالياً لا معنى له "" وسوف يتبخر ويذهب مع الريح ( [9])، وسينهار الإسلام المثالي، ويبقى الإسلام التاريخي للذكرى والدراسة فقط كما حصل للمسيحية ([10])، ولكن يبقى منه أنه تجربة تاريخية علينا الاستفادة منها ([11]). لأنه ظاهرة تاريخية طرأت على المجتمعات البشرية، وهو مثل الظاهرة الاقتصادية، أو الظاهرة السياسية، أو كغيره من الظواهر الاجتماعية لا يجب أن ننظر إليه على أنه ظاهرة فريدة من الأديان ([12]). كما ينبغي أن نعلم - بنظر أركون - أن الإسلام كأي عقيدة دينية أو غير دينية ما هو إلا نتاج القوى المحسوسة التي تشكله عقائدياً وأيديولوجياً ( [13]). "" إنه نتاج الممارسة التاريخية للبشر، وبالتالي فهو يتطور ويتغير، إنه يخضع للتاريخية مثله مثل أي شيء على وجه الأرض، إنه ناتج عن الممارسة التاريخية لفاعلين اجتماعيين شديدي التنوع … كما أنه ناتج عن فعل الشروط التاريخية الشديدة التعقيد عبر الزمان والمكان "" ([14]) .(1/1349)
وعلى ذلك فمن الخطأ أن نؤقنم قيم الإسلام فننظر إليها على أنها حقائق مطلقة، ومن الخطأ أن ننتزعها من مشروطيتها التاريخية ([15])، لأن الإسلام رسالة موجهة إلى أناس بأعيانهم في القرن السابع الميلادي، ولذلك نجد فيها ظواهر ميثية تتناسب مع ثقافة ذلك العصر كالجنة وإبليس والشياطين والملائكة والطوفان وعمر نوح وغير ذلك، وهي اليوم بعيدة عن التصورات الحديثة، وليست لها الدلالات ذاتها التي كانت موجودة في ذلك العصر ([16])
وهو ما يعني أن الارتباط بالدين مشروط بالحالة التاريخية التي يعيشها المجتمع أو الفرد، فالمثقف المسيحي كان يؤدي كل طقوس دينه حتى القرن التاسع عشر، ثم تحرر منها بعد الثورة التنويرية والثورة الصناعية، وهذا ما يتعرض له المسلم اليوم ( [17]) .
وهنا يرى أركون ومترجمه هاشم صالح أن تحقيق الإسلام لمهمته الروحية قد يحصل دون أن تؤدى الطقوس والشعائر بالضرورة ([18])، ولذلك يجب تحرير الناس من العقلية الشعائرية ([19]) ، "" فليس من الضروري أن يحتشد الناس جماعات في مسجد لإقامة الصلاة، ذلك أن الصلاة مسألة شخصية في الإسلام كما في الديانات الأخرى "" ([20]) .
ولكي يتحقق ذلك لابد أن نخرج من الدائرة العقائدية والمعيارية للإسلام الأرثوذكسي ([21])، وإعادة تحديد الإسلام بصفته عملية اجتماعية وتاريخية من جملة عمليات وسيرورات أخرى، وبيان الأصل التاريخي للتصرفات والمعطيات والحوادث التي تُقدَّم وكأنها تتجاوز كل زمان ومكان وتستعصي على التاريخ ([22]) . وهذه مهمة التاريخية وهي أن تقوم بالكشف عن السياق الاجتماعي والثقافي الذي يتولد عنه التراث وأسباب ذلك وأبعاده ([23])، وإعادة تفسيره طبقاً لحاجات العصر ([24]) . وهذا الأمر يحتاج إلى جرأة في طرح الأسئلة على التراث، وجرأة في الإجابة عليها، مع الحذر من تأثير الإجابات الجاهزة ([25])، لأن ما حفظ لنا من التراث هو التراث الرجعي ([26]) .(1/1350)
وكل ما لدينا هو تقليدي الصورة مثل: تشكل المصحف، والشريعة، وشخصيات الصحابة والنبي [صلى الله عليه وسلم ]، ونريد الصورة التاريخية أي الحقيقية ، العقلانية "" كما فعل الغربيون بالنسبة للمسيحية الأولى "" ([27]) .
إن الإسلام الشائع اليوم بنظر أركون هو الإسلام السني الأرثوذكسي وهو ليس إلا تنظيراً دوغمائياً جاء نتيجة سلسلة من الأعمال المنجزة تاريخياً ([28])، ونفس الشيء يقال عن الإسلام الشيعي ([29])، فلا يوجد إذن إسلام حقيقي "" لقد خُرِّب تاريخ الإسلام الأولي وأُفسد إلى الأبد "" ([30])، وما قُدّم إلينا ما هو إلا الإسلام الرسمي السلطوي ([31]) .
و "" تغيرت معالم الإسلام الأساسية، وملامحه المحددة، وسماته الذاتية، وصفاته الخاصة، وحلت بدلاً منها معالم أخرى مخالفة تماماً، ومناقضة كلية، ومضادة على الإطلاق، واستُبدلت بالمعالم الأساسية للإسلام معالم أخرى خاطئة وفاسدة ودخيلة "" ([32]) "" وانزلق الإسلام إلى مهوىً خطير، وانحدرت الشريعة إلى مسقط عسير "" ([33]) .
ثانياً – التورخة من منظور ماركسي :
أما بنظر الاتجاه الماركسي العربي فقد كان الإسلام "" ثورة تعمل على تغيير المجتمع وتطويره اقتصادياً وطبقياً وسياسياً ودينياً طبقاً لأنظمة وعلاقات ومبادئ وعقائد جاءت بها حلاً للتناقضات الحادة التي كانت تعتمل في كيان المجتمع العربي بخاصة والإنسانية بعامة "" ([34]) .(1/1351)
والقرآن كتاب الثورة الإسلامية الكبرى والمعبر عنها ومصدر المعرفة الأول لنظرية هذه الثورة ([35])، والقراء المستنيرون أمثال مصعب بن عمير انضموا إلى الثورة، وتخلوا عن طبقاتهم المترفة، ولم يجد النبي r أكفأ من القراء يمثلونه وينوبون عنه في ممارسة ذلك العمل الخطير، الذي لم يكن شيئاً سوى إعادة بناء شخصية الفرد العربي وإعادة تخطيط المجتمع العربي في وقت واحد ([36]) . ولتأمين الثورة ضد المؤامرات الرجعية والوثنية انتقل مركز الثورة ومقر قيادتها من مكة إلى المدينة ([37])، ثم كان عمر القائد التالي للثورة ([38]) . وبذلك يكون الإسلام ثورة عربية خاصة بالعرب ومن الخطأ أن نعممه ([39])، وليس الإسلام إلا فرعاً للعروبة، وليس هو إلا طوراً من أطوار المسيرة العربية ( [40]) . والله عز وجل معبود عربي، وأول بيت بني له بأرض العرب من قبل أن يكون الإسلام، وهكذا نستطيع أن نذهب إلى عروبة المُرسِل للرسالة التي تعرف باسم الإسلام ( [41]). فا "" الإسلام ليس إلا النظام الديني للأمة العربية أولاً وقبل كل شيء، النظام الذي نزل من السماء ليكون البديل عن الأنظمة الأخرى التي كانت الأمة العربية تمارس حياتها على أساس منها "". "" والعرب في كل مكان يرون الإسلام ديناً قومياً لهم، قبل أن يكون ديناً عالمياً لكل الناس "" . "" والله حاضر في ذهن الإنسان العربي قبل أن يكون الإسلام، فالعروبة هي الأصل والإسلام هو الفرع "" ([42]) .
وهكذا وطبقاً للتحليل الماركسي يوصف الإسلام بأنه حركة محمدية ([43])أو ثورة ([44]) يقارن بينها وبين الثورة البلشفية والثورة الفرنسية ( [45]) وأن محمداً r تجسدت في داخله أحلام الجماعة البشرية التي ينتمي إليها، فهو إنسان لا يمثل ذاتاً مستقلة منفصلة عن حركة الواقع، بل إنسان تجسدت في أعماقه أشواق الواقع، وأحلام المستقبل ( [46]) .(1/1352)
وبما أن التوحيد نتيجة للتطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي فإن التوحيد اليهودي الذي ظهر في جزيرة العرب غير ممكن لأنهم متخلفون، أما توحيد أخناتون فقد كان بسبب وجود بنية تحتية متقدمة ([47]) .
ولكن أوضاع الجزيرة العربية الاقتصادية والاجتماعية وبخاصة مكة، دخلت مرحلة متسارعة من التغيرات الكيفية الناتجة عن تغيرات عديدة متراكمة، ومرتبطة بظروف أدت إليها، مما هيأ مكة للتحول من كونها مجرد استراحة ومنتدى وثني دنيوي على الطريق التجاري، للقيام بدور تاريخي حتَّمتْه مجموعة من الظروف التطورية في الواقع العربي والعالمي، وكان ذلك الدور هو توحيد عرب الجزيرة في وحدة سياسية مركزية كبرى ([48]) .
فكان الأحناف تجسيداً لنزوع ما لاتجاه جديد في رؤية العالم في هذه الثقافة، وكان محمد صلى الله عليه وسلم جزءاً من هذا الاتجاه ( [49]). ولم يكن متشدداً مثل زيد بن عمرو بن نفيل فكان يتقبل الأكل مما ذبح على النصب لأنه كان ينتمي إلى ثقافة وواقع ومجتمع ( [50]).
وتهيأت مكة لقبول فكرة الإله الواحد، ومن هنا يكون توحيد الأديان في إله واحد قد جاء عند الرواد الحنيفيين كناتج طبيعي لهدير الواقع، وقد حتمت الظروف، وتضافرت الأحداث بحيث صبت الأقدار في يد قريش، وفي البيت الهاشمي الذي أخذ على عاتقه تحقيق هذا الأمر العظيم ( [51]).
"" ولم يجد الآخرون [ يقصد أقارب النبي صلى الله عليه وسلم ] سوى الاهتداء إلى أنه لا حل سوى أن يكون منشئ الدولة المرتقبة نبياً مثل داوود"" ( [52])."" واتبع محمد صلى الله عليه وسلم خطا جده كما اتبع خطواته من قبل إلى غار حراء، وأعلن أنه نبي الفطرة "" ([53]) "" وعندما بلغ الأربعين حسم الأمر بإعلانه أنه نبي الأمة "" ([54]) .
وهكذا يبدو الإسلام في - المنظور العلماني – ليس إلا حلماً سياسياً راود عبد المطلب ثم حققه الحفيد محمد صلى الله عليه وسلم "" أي جدي ها أنذا أحقق حلمك "" وقد حققه ( [55]) .(1/1353)
وهكذا استبدل الإسلام بالآلهة إلهاً واحداً ، وانتسب إلى دين إبراهيم لاستيعاب اليهودية والنصرانية ([56])، وبحثاً عن الهوية القومية للعرب ([57]) لأنه "" … أصبح تعدد الأرباب عائقاً دائماً ومستمراً في سبيل المحاولات التي قامت من أجل خلق كيانات سياسية في جزيرة العرب "" ( [58]) .
وحتى القرآن ما هو إلا مجرد تراكيب لغوية اقتبسها النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية بن أبي الصلت وخصوصاً ما يتعلق بوصف القيامة والبعث والجنة والنار ( [59])، وحتى تسمية ديننا بالإسلام ما هي إلا من بقايا زيد بن عمر بن نفيل حيث كان هذا يسمي حنيفيته بالإسلام ( [60]).
ثالثاً - التورخة التشطيرية :
يحرص الخطاب العلماني على الحديث عن إسلامات متعددة ، وذلك ليمزق الإسلام تمزيقاً شديداً، لكي تسهل عملية تصفيته وتذريته في الرياح، ويُحمَّل الإسلام لتحقيق ذلك كل التجليات التاريخية للحياة الاجتماعية والسياسية التي مرت بها وتمر بها الأمة الإسلامية، فتُحُدِّث عن الإسلام الرسمي المرتكز على سلطة الدولة المركزية والذي مارس بنظر العلمانيين دوره في التحريف والتزييف ([61])، ويقصد أركون بالإسلام الرسمي أنه " نتاج الخيار السياسي الذي اتخذته الدولة أو النظام الحاكم الذي راح يصفي معارضيه جسدياً " ([62]) ،وهو مصطلح استعاره الخطاب العلماني من نيكلسون كما هو واضح ([63])(1/1354)
وهذا الإسلام السلطوي يسميه محمد أركون أحياناً الإسلام الأرثوذكسي ([64]) ، وأحياناً الإسلام الكلاسيكي التقليدي ([65])، وأحياناً الإسلام الأقنومي ويعني به أن المسلمين حولوا الإسلام إلى أقنوم ضخم ومضخم، قادر على كل شيء، ويؤثر في كل شيء، دون أن يتأثر بشيء، في حين أنه هو يريد الإسلام المعاصر الذي يخضع للتاريخية مثله مثل أي شيء على وجه الأرض ( [66]) . وأحياناً الإسلام الملاذ، أي إسلام الهروب من مواجهة المشاكل الملحة، إسلام التعذر والتعلل، إسلام الملاذ من الفشل، الإسلام الذي يبدو وحده كتعاليم إلهية قادراً على الحفاظ على التماسك الاجتماعي ([67]). وليس هو السلامة المعرفية والصحة الأبستمولوجية ( [68]). هذه الإسلامات المتعددة تقابل الإسلام المعاصر كما أشرنا أو الإسلام الدين ولكنه إسلام أركوني جديد ([69]) .
والخلاصة الأركونية أن "" الإسلام فرض نفسه كدين مدعوماً بواسطة نجاح سياسي ، إذن فهو حدث تاريخي بشكل كامل "" ([70]) ، وتشكل منه إسلام مثالي متعال وفوق تاريخي هو الدين الصحيح [ بنظر أصحابه طبعاً] يُبطل ويلغي كل الإسلامات الأخرى، ولا يمكن هو نفسه أن يُلغى أو يُبطَل ([71])، ولذا فإن "" إدخال البعد التاريخي في التحليل سوف يضطرنا إلى التفريق بين الإسلام المثالي هذا، وبين الإسلام التاريخي "" ( [72]).
وهكذا فإن أركون يعتبر الإسلام الذي فهمته الأمة عبر تاريخها وتقبله الناس، وآمن به السواد الأعظم من البشر إسلاماً مثالياً خيالياً يختلف عن الإسلام الحقيقي [ وليس هناك إسلام حقيقي في المنظور العلماني عموماً ] ولذا فإن أركون يأخذ على عاتقه أن يكشف عن الإسلام بمفهوميه : الإسلام المعاش ،وهو غير مطابق وغير صحيح، والإسلام غير المعاش وغير المفهوم وهو الخاضع للتحليل ([73]) [ الأركوني طبعاً ] .(1/1355)
ومن الإسلامات العلمانية الأخرى : الإسلام الشعبي([74]) الذي يقوم على الثقافة غير العالمة([75])، لأنه إسلام جمهور المسلمين وعامتهم ([76])، وهذا النوع من الإسلام لا يتفق مع الإسلام المحمدي – بنظر الخطاب العلماني - إلا في الاسم، لأن لكل شعب مسلم عاداته وتقاليده وإسلامه الخاص ([77])، وفيه مظاهر وثنية ([78]) .
والإسلام النظري وهو النسق الفكري المتشعب والمتشظي الذي أنجزه جمع من المفكرين، ويستمد إمكاناته من الوضعية الاجتماعية المشخصة " الواقع "، وتشخص في بعض المنظومات المهمة مثل الاجتهاد والتأويل والقياس والتفسير والإجماع ( [79]) .
والإسلام الشخصي الفردي، ويسميه أركون الإسلام الثالث أو الفردي ([80])، وهو قائم على الضمير الشخصي الحر، والممارسة الشخصية للإسلام ([81]) . وتجلى في الممارسات الصوفية التي أفصحت عن نفسها في الطموح إلى العيش في علاقة مع الله [عز وجل] على نحو يلبي الحاجات الروحية المطلقة، وقد حاول الإجماع الذي هو في حقيقة الأمر إجماع فقهي نخبوي أن يحد من هذه الحرية الفردية ([82]) .(1/1356)
والإسلام الإتني ([83]) وهو- كما يبدو لي - إسلام الشعوب المختلفة غير العربية الذي امتزج بعناصر من حضاراتها السابقة وعاداتها المختلفة ([84])، وهو ما يعبر عنه آخرون بإضافة الإسلام إلى بلدانه، أو مذاهبه المختلفة لتكريس التجزئة ، فيقال مثلاً: الإسلام الأندونيسي، والإسلام الباكستاني والإسلام العربي أو الإيراني والإسلام العراقي أو الشامي ([85]). والإسلام السني أو الشيعي ([86]). والإسلام الأشعري الرجعي المسيطر، بينما الإسلام الاعتزالي التقدمي مهمش ([87]) . والإسلام التقدمي بنظر جاك بيرك هو الغاية والمطلب لأنه إسلام الديمومة ( [88])، ومعيار ذلك أن يتخلى الإسلام عن مفاهيمه وتصوراته ومبادئه، ويعتنق الرؤية الغربية لكي يصبح إسلاماً تقدمياً ، فالشرط الجوهري للتقدم هو الإسلام أو الاستسلام ، ولكن ليس لله عز وجل وإنما للغرب المهمين، أو النظام العالمي - أقصد الأمريكي- الجديد ، للقطب الواحد ([89]) .
رابعاً - التورخة النسبية :
لقد قُطِّع الإسلام- كما رأينا- في دوامة المجزرة العلمانية إلى إسلامات كثيرة، ولا بد هنا من السؤال : هل يطرح العلمانيون مفهوماً جديداً للإسلام يضاف إلى الإسلامات التي رأيناها ؟ أم يرتضون مفهوماً من بين تلك المفاهيم ؟ أم أن هناك خياراً آخر ؟(1/1357)
إذا كان الإسلام بنظر أحد الباحثين فكرة مجردة ([90])، وإذا كان الإسلام جاء وذهب بنظر باحث آخر ([91])، ولا يمكن إعادته في بكارته النبوية الأولى عقيدة وتشريعاً وفقهاً ([92]). وكان في أساسه قاصراً على الأخلاق والقيم، ولم يكن فيه أي نظام سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي ( [93])، وكان رخواً مرناً جداً في التعامل مع الشعوب المفتوحة، فلم يطلب أكثر من إعلان الشهادة فقط، وليمارسوا عاداتهم ومعتقداتهم كما يريدون ([94]) فإن هذا يتيح لنا – أقصد للخطاب العلماني – أن نبحث عن إسلامٍ عصري مستنير مساير لروح العصر ([95]) فالإسلام لا يكون صحيحاً إلا إذا طرح بالمفهوم البرغسوني وذلك بجعله ديناً منفتحاً ([96])، والتخلص من الفهم الحرفي للدين ([97])، ولن يتم ذلك إلا إذا تمت إعادة النظر في الإسلام كلية من منظور تاريخي بحيث يصبح من الضروري أن نوفق بين الإسلام والفكر اللاديني ([98])، وبحيث يمكن أن يصبح الإلحاد إيماناً، والإيمان إلحاداً، "" فالإلحاد هو التجديد، وهو المعنى الأصلي للإيمان "" ([99]) .
وهذا يقتضي التخلص من المفاهيم السائدة عن الإسلام بأنه دين الحق، أو الحقيقة المطلقة، أو الدين القويم وأنه النسخة الأخيرة من الدين المقبول عند الله عز وجل ( [100]) .
كما أنه لم يعد يكفي لتعريف الإسلام أن نقول عنه : إنه ""الدين الذي أتى به محمد"" ( [101])صلى الله عليه وسلم ، لأن الإسلام ليس إلا "" أحد التجليات التاريخية للظاهرة الدينية "" ( [102]) و ""حقيقة الإسلام وهويته ليست شيئاً جاهزاً يُكتسب بصورة نهائية ، وإنما هي مُركب يجري تشكيله وإعادة إنتاجه باستمرار، وهي تتنوع أو تتغير بتغير الظروف والشروط والمعطيات "" ( [103]) .(1/1358)
فـ "" لا يوجد إذن إسلام " ما هوي " قائم في ذاته بصرف النظر عن أنماط تحققه في الـ " هنا و " الآن "، لا يوجد إسلام جوهري حقيقي نموذجي، وإنما الإسلام هو ما طُبِّق في التاريخ "" ( [104])، وهو ما يعني أنه "" لا يوجد إسلام في ذاته، وإنما لكل واحد تصوره المختلف للإسلام، وطريقته الخاصة في أدائه وممارسته "" ([105]) "" لا يوجد إسلام أصولي صحيح يمكن استعادته وتطبيقه التطبيق الأفضل "" ( [106]). "" ولأن التطبيق خيانة فإنه لا وجود لإسلام حقيقي أصولي يمكن العودة إليه، فالإسلام الحقيقي لم يوجد ولم يطبق لا في هذا الزمان ولا في صدر الإسلام، لأن حقيقة الإسلام هي محصلة تواريخه"" ( [107]).
ولأننا لا يمكننا اليوم أن نحدد ما هو الإسلام الصحيح ولا يوجد أي معيار لتحديد ذلك ( [108]) فإن مفهوم الإسلام يجب أن يبقى منفتحاً مستعصياً على الإغلاق لكي يقبل الخضوع للتغير المستمر الذي يفرضه التاريخ، فالإسلام لا يكتمل أبداً، بل ينبغي إعادة تحديده وتعريفه داخل كل سياق اجتماعي ثقافي، وفي كل مرحلة تاريخية معينة ([109]) .
وهذا هو معنى القراءة العلمانية للإسلام "" أن لا نسلم بالمسلم به "" ([110])، وأن نطرح مفهوماً موضوعياً للإسلام يتجاوز الأطروحات الأيديولوجية ([111])، ويخرج من الدائرة العقائدية المعيارية للإسلام الأرثوذكسي ([112]) .
ولكن هذا لا يعني بنظر أركون - متفضلاً !!- أن نحذف كل إشارة إلى الإسلام ( [113])، وإن كان حسن حنفي يبخل علينا بهذا الفضل !! فيرفض حتى كلمة إسلام ويستبدلها بكلمة التحرر، لأن هذا اللفظ الأخير ""يعبر عن مضمون الإسلام أكثر من اللفظ القديم ""( [114]) .
خامساً – التورخة الهدمية الاجتثاثية :
كيف يتم الوصول إلى هذا التجديد العلماني بشكل جذري وثوري ؟(1/1359)
النقد الإيديولوجي هو وسيلتنا للتخلص من فكر العصور الوسطى لكي "" نودع نهائياً المطلقات جميعاً، ونكف عن الاعتقاد أن النموذج الإنساني وراءنا لا أمامنا "" ([115]) . من أجل ذلك لا بد أولاً من انزياح هذه الأنظمة الكبرى المتمثلة في الأديان من دائرة التقديس والغيب، باتجاه الركائز والدعامات التي لا زال العلم الحديث يواصل اكتشافها ( [116]) .
وانزياح المقدس يعني أن نخترق المحرمات وننتهك الممنوعات السائدة أمس واليوم ونتمرد على الرقابة الاجتماعية ([117]) ونخترق أسوار اللامفكر فيه وندخل إلى المناطق المحرمة( [118])، ونسعى إلى خلخلة الاعتقادات، وزحزحة القناعات، وزعزعة اليقينيات، والخروج من الأصول العقائدية ( [119])، وإعادة النظر في جميع العقائد الدينية عن طريق إعادة القراءة لما قدمه الخطاب الديني عامة ([120])، ومراجعة كل المسلمات التراثية ([121])، وطرد التاريخ التقليدي من منظومتنا الثقافية لأنه بناء عتيق تهاوت منه جوانب كثيرة، فوجب كنس الأنقاض قبل الشروع في البناء ( [122]) .
وتكريس القطيعة مع الماضي - كما فعل الغربيون - هو الحل وليس الإصلاح "" لا أحد يتكلم أبداً عن التجديد بمعنى القطيعة والاستئناف، بل الجميع يدعو إلى الإصلاح والإحياء والعودة إلى حالة ماضية "" ([123]) في حين المطلوب هو "" اجتثاث الفكر السلفي من محيطنا الثقافي "" ( [124]) لأنه كان وسيبقى سبب التخلف ([125]) لأنه قائم على ثقافة ماضوية، لفظية، عقيمة اجترارية، انتهازية، نفعية، محافظة، رجعية، تقليدية ... الخ ( [126]) . ولا يمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تنهدم البنية التقليدية للذهن العربي، وتتغير كيفية النظر والفهم التي وجهت الذهن العربي وما تزال توجهه ( [127]) .(1/1360)
والوسيلة المجدية لذلك هي"" هدم الأصل بالأصل نفسه "" وإذا كان التغير يفترض هدماً للبنية التقليدية القديمة، فإن هذا الهدم لا يجوز أن يكون بآلة من خارج التراث العربي، وإنما يجب أن يكون بآلة من داخله، وإن هدم الأصل يجب أن يمارس بالأصل ذاته ( [128]). هذه الآلة ما هي إلا التأويل الباطني الغنوصي الذي ينفي النبوة الإسلامية ويقيم على أنقاضها دين العقل( [129]) 0
[line]
المطلب الثاني
ترويج الإسلام العلماني الجديد أولاً : الإسلام العلماني الجديد :
لا أعتقد أننا بحاجة إلى التذكير بأن ما يتحكم بالموقف العلماني الذي عرضناه آنفاً بشكل مكثف هو معيار مادي فلسفي غربي اعترف العلمانيون بذلك أم لم يعترفوا، وأن الخلفية الإلحادية أو الشكية أو اللاأدرية هي التي يستبطنها أغلب العلمانيين في تناولهم للإسلام ، وأنه حتى الذين لم يصرحوا برفض الإسلام، ولم يجاهروا بإلحادهم وتحدثوا عن إمكانية وجود ما للإسلام، فإن الإسلام الذي يتحدثون عنه، ليس هو الإسلام الذي أنزله الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم وقال عنه )إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ( ([130]) . )وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ( ([131]) .(1/1361)
وإنما إسلام جديد يخترعونه منفتح - كما رأينا - وغير مغلق، وغير مكتمل، بعكس ما أراده الباري عز وجل: ) اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا ( ([132]). إنه امتداد لما سمي بدين العقل أو الدين الطبيعي كما طرحه فلاسفة النهضة الأوربيين واستعاضوا به عن المسيحية، وهكذا يسلك العلمانيون العرب درب أساتذتهم فيما يخص علاقتهم بالإسلام، فالإسلام الجديد العصري المستنير ليس من الضروري أن يقوم على خمسة أركان هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً "
فالشهادتان في الدين العلماني الجديد ليس لهما مدلول إيماني لأنه "" في حقيقة الأمر وطبقاً لمقتضيات العصر لا تعني الشهادة التلفظ بهما أو كتابتهما، إنما تعني الشهادة على العصر ... ليست الشهادتان إذن إعلاناً لفظياً عن الألوهية والنبوة، بل الشهادة النظرية والشهادة العملية على قضايا العصر وحوادث التاريخ "" ([133]) .
أما الجزء الثاني من الشهادة فليس من الإسلام لأنه أضيف إلى الأذان فيما بعد إذ كان الإسلام في البداية دعوة إلى لقاء لكل الأديان ([134]) .
- والصلاة مسألة شخصية ([135])، وليست واجبة ([136])، وفرضت أصلاً لتليين عريكة العربي، وتعويده على الطاعة للقائد ([137])، وتغني عنها رياضة اليوغا وهو ما غفل عنه الفقهاء ([138]).(1/1362)
- والزكاة أيضاً ليست واجبة وإنما هي اختيارية ( [139])، كما أنها لا تؤدي الغرض لأنها تراعي معهود العرب في حياتهم التي كانوا عليها "" فهي تمس الثروات الصغيرة والمتوسطة أكثر مما تمس الثروات الضخمة ... ولم توضع للحد من الثروات الكبيرة القائمة على الربح المرتفع ، فهذه لم تكن معهود العرب زمن النبوة ... ولذلك فالزكاة وحدها لا يمكن أن تنال شيئاً من الفوارق الطبقية الكبيرة لأنها وضعت أصلاً لمجتمع ليس فيه مثل هذه الفوارق الطبقية الكبيرة "" ([140]). إن الزكاة مقدمة يحثنا فيها الإسلام على الوصول إلى الشيوعية المطلقة ([141]).
- والصوم كذلك ليس فرضاً وإنما هو للتخيير ([142])، وهو مفروض على العربي فقط، لأنه مشروط بالبيئة العربية ولذلك فالصوم بالنسبة للمسلم غير العربي مجرد دلالة وعبرة دينية ( ([143]. بل إن الصوم يحرم على المسلمين في العصر الحاضر لأنه يقلل الإنتاج ([144]).
- أما الحج كذلك فهو من الطقوس الوثنية الميثية العربية القديمة التي أقرها الإسلام مراعاة لحال العرب ([145])وما هو إلا تعبير عن الحنين إلى أسطورة العود الأبدي ([146])، وإعادة إحياء لتلك التجربة الجنسية الدينية المقدسة التي تمت بين آدم وحواء، والحج العربي العاري في الجاهلية يؤكد المشاركة في الجنس بين الألوهية والبشر ([147]). كما أن تحويل القبلة والحج تعبير عن الرغبة في تعريب الإسلام وتأكيد عروبيته ( [148]). وليس من الضروري أن يقام بطقوسه المعروفة إذ يغني عنه الحج العقلي أو الحج الروحي ([149]) .(1/1363)
وهكذا تُميَّع كل الشعائر الإسلامية وتعتبر طقوساً وثنية تحدرت إلى القرآن من البيئات والأمم السابقة والجاهلية ([150])، وقد مارس الفقهاء دورهم في تقنينها ([151]) بعكس الرسالة التي تميزت في هذا الشأن بمرونة ولكن الفقهاء ألغو هذه المرونة ([152]). إن تحقيق الإسلام لمهمته الروحية قد يحصل دون أن تؤدى الطقوس والشعائر بالضرورة ([153]) فقد أصبحت المساجد أوكار الإرهاب ([154])، وبرزت معالم التخلف ومظاهره في تنامي التدين الشخصي كما هو واضح في صفوف المصلين، والحجاب واللحى ([155]) .
إن علامات الاستسلام تتجلى في ممارسة الشخص للصلاة والزكاة وهما عملان يقدمهما القرآن على أساس أنهما محض دينيين، ولكن لا يغيب عن أنظارنا أن لهما وظيفة حاسمة من حيث الدمج الاجتماعي والسياسي للفرد، ولهما وظيفة في كسر العصبيات والتضامنات التقليدية([156])، ونحن اليوم مدعوون لإعادة النظر في الفرائض والعبادات وسؤال أهل الخبرة والاختصاص عن فوائد الصيام وأضراره اقتصادياً وصحياً ([157]) .
وهكذا يُطمس الإسلام الرباني الذي أُرسل به محمد صلى الله عليه وسلم، ويبرز الإسلام العلماني المخترع بأركانه الجديدة العصرية المفتوحة، والقابلة لكل الأفهام والتأويلات ، والتي لم تتوقف عند هذا الحد، لأنه لا حدود يمكن الوقوف عندها في الخطاب العلماني .
ثانياً : الإيمان العلماني الجديد :(1/1364)
والإيمان أيضاً ليس هو الإيمان المحمدي الذي يقوم على ستة أركان " الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " وإنما "" هناك تغيُّر جذري في المفهوم الإيماني نفسه، وفي وسائل تحققه اليقينية، ليست القضية الآن في السجود لصنم أو اتخاذ أرباب أو ممارسة علاقات فلكية أو أبراجية معينة … المشكلة الإيمانية الآن في توجه الإنسان كلياُ نحو الاتحاد بالطبيعة عبر منهجية العلم بديلاً عن التوجه إلى الله كونياً عبر منهجية الخلق … فالإيمان في عصرنا يعني الانتقال إلى إدراك عميق لمنهجية الخلق والتكوين كما يوضحها الله في القرآن، وهي مرحلة إيمانية لم يصلها من قبل إلا من الذين اصطفاهم الله "" ( [158]) .
وأصبحت الحداثة تفرق بين إيمان جديد وإيمان تقليدي فالإيمان الحديث "" يقبل إعادة النظر حتى في الأصول الأولى من أجل انتهاكها وإعادتها إلى المشروطيات المشتركة للجدلية الاجتماعية، وهو ما ندعوه بأرخنة الأصول الأولى للأديان التوحيدية، أي الكشف عن تاريخيتها المحجوبة أو المغطاة بستار كثيف من التقديس والتعالي "" ([159]) .
إن الإيمان بالمعنى الحديث يقبل حتى فكرة موت الله وغياب الله عن العالم، وإن كانت هذه الفكرة تصدم الشرائح الكبيرة المؤمنة بالمعنى التقليدي ([160]). وبناءً على هذا المفهوم الجديد للإيمان الأركوني فإن كل الذين اعتُبروا ملحدين في التاريخ الإسلامي أو الغربي يمكن اعتبارهم مؤمنين لأنهم لهم إيمانهم الخاص، وهم لا يمكن أن يخرجوا عن الإسلام وإنما عن فهم ضيق قسري له، وقد كانت لهم طقوسهم وشعائرهم الخاصة ([161]) .(1/1365)
ومن هنا يكفي أن يتحقق في الإيمان المعاصر عند طائفة من العلمانيين ركنان فقط هما الإيمان بالله واليوم الآخر ( [162])، وعند آخرين " الإيمان بالله والاستقامة ([163])، والقصد من ذلك هو إدخال النصارى واليهود في مفهوم الإيمان والإسلام، واعتبارهم ناجين يوم القيامة، ويُستدل لذلك بقوله تعالى: ) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( ([164]) ([165]) .
وعند طائفة ثالثة يُفتح المجال للكونفوشيوسية، والبوذية وكل الأديان الوضعية للدخول في سفينة النجاة العلمانية ( [166])، لأنه يعسر على المؤمن في عالم اليوم أن يهمل التحديات التي تمثلها الأديان الأخرى المخالفة لدينه الموروث، فليس من الحكمة الإلهية أن أحكم أنا المسلم على ثلاثة أرباع البشرية من معاصري غير المسلمين بالذهاب إلى الجحيم، وبالتالي أليست الحقيقة التي أؤمن بها نسبية ؟! ([167]) .(1/1366)
وهكذا بالتوازي مع تغير مفهوم الإيمان يتغير معه مفهوم الإلحاد أو الشرك فكما أصبح الإلحاد عند نيتشة وماركس وفيورباخ نظرية للتحرير ([168]) يصبح كذلك عند المفكرين العرب "" الإلحاد هو التجديد لأنه يطابق الواقع ووعي بالحاضر ودرء للأخطار ومرونة في الفكر … إن الإلحاد هو المعنى الأصلي للإيمان لا المعنى المضاد، والإيمان هو المعنى الذي توارده العرف حتى أصبح بعيداً للغاية عن المعنى الأصلي، إن لم يكن فقداً له … لأن الإيمان تغطية وتعمية عن شيءٍ آخر مخالف لمضمون الإيمان، والإلحاد هو كشف القناع وفضح النفاق "" ([169]) . والشرك بالله عز وجل لم يعد هو التوجه بالعبادة إلى غير الله عز وجل، وإنما أصبح يعني الثبات في هذا الكون المتحرك، وعدم التطور بما يتناسب مع الشروط الموضوعية المتطورة دائماً، فالتخلف شرك والتقدم توحيد ([170]) .
إن التوحيد هو توحيد الأمة والفكر وليس توحيد الآلهة } أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ { ([171]) ([172]) .
ولكن لا يجب أن نفهم أن الله عز وجل في الإيمان الجديد هو الله الذي يؤمن به المسلمون والموصوف في القرآن الكريم بكل صفات الكمال وإنما الله يعني الإنسان، وصفاته جميعها حتى صفة الوجود تعني الوجود الإنساني ([173]). الله الجديد [ سبحانه وتعالى ] هو: الدافع الحيوي، التقدم، الحرية، الطبيعة، الخبز، الحب ( [174]) أو هو الأمل بالعدالة والحرية والمساواة ([175]) .(1/1367)
كذلك لا يجب أن نفهم أن اليوم الآخر في الدين العلماني الجديد هو نفسه الذي تؤمن به الأمة فإن الغيبيات عموماً كالعرش والكرسي والملائكة والجن والشياطين والصراط والسجلات وغير ذلك ليست إلا تصورات أسطورية ([176]). وإن فكرة اليوم الآخر في أساسها نشأت في منظور بعض العلمانيين مع عبادة الشمس لدى المصريين، ونشأت فكرة الخلود مع الدين الرسمي أو دين الدولة ([177]) أي أن العالم الآخر أسطورة ولدها الكهنة ليسيطروا على الناس ويحكموهم ([178]) .
والكتب المقدسة بما فيها القرآن تنكر العالم الغيبي لأن الغيب في القرآن هو المستقبل فهو الوحيد الغائب، وأصبح من الممكن أن يُوصَل إليه بقليل من المنطق والحساب ( [179]) . إن عالم الغيب الجديد لم يعد رهناً بما يقوله الكهنة، ولم يعد خارجاً عن سنن الطبيعة، وصار قابلاً للتفسير العلمي ([180]) . إن البعث ليس في السماء، إنه في المستقبل على الأرض، ولا يحتاج إلى دليل مشاهد ملموس، إن الدين لا يتحدث عن الموتى ولا يُكلم الناس الحاضرين عن عالم غير حاضر ( [181]).
البعث الذي يريده القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ليس هو البعث بعد الموت، وإنما هو البعث من عالم الطفولة والتخلف إلى عالم التقدم والوعي، البعث من الحياة الغريزية الطفولية الغائبة في ظلام الوعي إلى عالم العقل الحاضر في ضوء الصحوة واليقين . إن العرب أساءوا الفهم فحولوا الجدال إلى عالم الأموات، وتحدوا الرسول لكي يحيي أمامهم رجلاً ميتاً، ولو كان الرسول r يريد من العرب أن يؤمنوا بالبعث بعد الموت فقط لقبل هذا التحدي وسكت، لكن الرسول كان يدعو العرب إلى الإيمان بالبعث في هذه الحياة، بإعادة الوعي إلى جيل غائب عن عالم الوعي ( [182]) .
إن المرء لكي يكون مسلماً لا يحتاج إلى الإيمان بالجن والملائكة، فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ([183]). ولا يحتاج للفرائض الشعائرية أو القبول الساذج للحياة الآخرة ([184]) .(1/1368)
"" قد لا يكون البعث واقعة مادية تتحرك فيها الجبال وتخرج لها الأجساد بل يكون البعث هو بعث الحزب وبعث الأمة وبعث الروح فهو واقعة شعورية تمثل لحظة اليقظة في الحياة في مقابل لحظة الموت والسكون "" ([185]) "" إن أمور المعاد في نهاية الأمر ما هي إلا عالم بالتمني عندما يعجز الإنسان عن عيشه بالفعل في عالم يحكمه القانون ويسوده العدل، لذلك تظهر باستمرار في فترات الاضطهاد وفي لحظات العجز وحين يسود الظلم ويعم القهر كتعويض عن عالم مثالي يأخذ فيه الإنسان حقه ... أمور المعاد في أحسن الأحوال تصوير فني يقوم به الخيال تعويضاً عن حرمان في الخبز أو الحرية، في القوت أو الكرامة.""([186])
إن "" الجنة والنار هما النعيم والعذاب في هذه الدنيا وليس في عالم آخر يحشر فيه الإنسان بعد الموت، الدنيا هي الأرض، والعالم الآخر هو الأرض، الجنة ما يصيب الإنسان من خير في الدنيا، والنار ما يصيب الإنسان من شر فيها ""([187])، "" أمور المعاد هي الدراسات المستقبلية بلغة العصر والكشف عن نتائج المستقبل ابتداء من حسابات الحاضر
"" ([188]). أما الحور العين والملذات فهي تعبير عن الفن والحياة بدون قلق ([189]) وأما الوطء فهو تعبير عن عقلية ذكورية جامحة إلى السيطرة ([190]) .
[line]
المطلب الثالث
المرجعية النقدية للمسخة العلمانية
إن ما قرأناه من نصوص للخطاب العلماني حول الإسلام ليست أكثر من محاولة لتمرير المشاريع النهضوية والتنويرية الغربية إلى الفضاء الإسلامي متجاهلين الفروق الحضارية والتاريخية والثقافية بين الأمتين الأوربية والإسلامية .
ولعل أبرز ما يمكننا رصده من هذه الاتجاهات التي حاول العلمانيون سحبها إلى فضائنا الإسلامي تتمثل بما يلي :(1/1369)
1 – فلسفة الرشديين الذين سيطروا على العقل الأوريي لمدة طويلة ، وكانت فكرة الحقيقة المزدوجة أو الحقيقة ذات الوجهين من أبرز الأفكار التي ذاعت وتداولها هؤلاء المفكرون ويعنون بها أن الشيء يمكن أن يكون صادقاً فلسفياً خاطئاً لاهوتياً أو العكس ، وبذلك يصبح الفيلسوف حراً في المجاهرة بآرائه ونتائجه في مجال الفلسفة بحجة أنه فيلسوف يعتبر موضوعات الإيمان تتجاوز الفهم البشري وإن كانت نتائجه الفلسفية تتعارض مع هذه الموضوعات . ( [191])
فهي فكرة –إذن - يراد منها استرضاء الكنيسة دون خسائر علمية أو فلسفية ، وعقد نوع من المهادنة بين الكنيسة والفلاسفة . ولقد عبر بترارك عن سخطه من هؤلاء الذين يفصلون بين الدين والفلسفة ولم يقبل هذه المهادنة ، لأنه يعلم أنها بداية النهاية بالنسبة لسلطان الكنيسة ، فالرشديون - كما يتحدث - إذا جاهروا بمجادلاتهم احتجوا بأنهم يتكلمون مع قطع النظر عن الدين ، إنهم يبحثون عن الحقيقة بنبذهم الحقيقة ، وإنهم يبحثون عن النور بإدارة ظهورهم نحو الشمس ، ولكنهم في السر لا يتركون مغالطة أو تجديفاً . ([192])
أليس هذا هو ما يردده أولئك الذين يتحدثون - في عصرنا – عن أنهم رجال علم لا علاقة لهم بالدين ، ولذلك فهم يبيحون لأنفسهم باسم العلم أن يقرروا ما يشاءون من القضايا التي يرفضها الدين، فالدين بنظرهم له مجاله والعقل له مجاله ولا يتدخل أحدهما في شؤون الآخر([193]) لأن العناصر الغيبية في الوحي ليست معقولة . ([194])
ويبدو أنه بقدر ما أصبح للرشديين من سلطان على العقول أخذت هذه الفكرة تتمدد في الأوساط الثقافية فظهر من هؤلاء يونبوناتزي 1462 – 1525م وهو من أشهر أساتذة بادوفا في ذلك العصر ، وكانت جامعتها رشدية خالصة وقد تبنى هذا فكرة الحقيقة المزدوجة فأصدر كتاباً أنكر فيه خلود النفس ، ثم أعلن خضوعه لتعاليم الدين في الخلود ، وكاد أن يُعدم حرقاً ولكنه نجا بحماية أحد الكرادلة له([195]) .(1/1370)
ويؤكد يونبوناتزي أن الجمهور الذي يفعل الخير طلباً للثواب الأخروي والنعيم ، ويتجنب الشر هرباً من الجحيم لا يزال في طور الطفولة ، وبذلك فهو بحاجة إلى الوعد والوعيد ، وأما الفيلسوف فيصدر عن المبادئ والبراهين فقط ، إن المشرعين بنظره هم الذين ابتكروا الخلود لا عناية منهم بالحقيقة ، بل حرصاً على الخير العام ، ومن هنا لا يمكن بنظره التوفيق بين العناية الإلهية والحرية الإنسانية ، فالأولى ثابتة بالإيمان ، والثانية ثابتة بالتجربة ( [196]) .
ظهر بعد ذلك فرنسيس بيكون 1561 – 1626 كمحام عن نظرية الحقيقة المزدوجة وهي تعني عنده أن ما يثبت بالعقل لا علاقة للإيمان به ، الإيمان طريق الوحي ، والعلم طريق العقل . ([197]) وعلى ذلك فالكتاب المقدس شيء ، وكتاب الطبيعة شيء آخر ([198]) ، والدراسة الفلسفية عنده لا تساند أي استدلال على وجود الله [عز وجل] أو العناية الإلهية ، وكل ما يمكن أن نصل إليه من دراسة كتاب الطبيعة هو إثبات وجود إله قادر وحكيم ([199]) .
ولذلك أوصى بيكون في تقرير رفعه إلى الملك جيمس الأول لإصلاح التعليم أن تتم المحافظة على هوة عميقة بين العلوم الطبيعية من ناحية ، وبين الدين واللاهوت المقدس من ناحية أخرى ، ذلك أن الانسجام الاجتماعي والتكامل العلمي يتطلبان بنظره فصلاً صارماً بين هذين الجانبين ، فالفيلسوف الذي ينغمس في اللاهوت يخلق مذهباً خرافياً جامحاً ، في حين أن اللاهوتي الذي يهتم اهتماماً بالغاً بالفروق الفلسفية والكشوف العلمية ينتهي إلى الزندقة ، والمسلك الوحيد المنقذ - بنظره - هو إقامة ثنائية حادة بين العلوم الطبيعية والوحي الإلهي( [200]) .(1/1371)
ولم يكن غاليلو 1564 – 1642م المعاصر لبيكون بعيداً عن هذه النظرية فقد كان يستشهد بالكاردينال بارونيوس عندما قال : "" غاية الروح القدس أن يعلمنا كيف نذهب إلى السماء ، لا كيف تسير السماوات "" .([201]) وكتب لصديق له : "" أعتقد أنه يجب أن لا نبتدئ في مناقشة المسائل الطبية بالاستشهاد بأقوال من الكتب المقدسة ، ولكن بالتجارب الحسية والبراهين الضرورية ""([202]).
أما سبينوزا 1632 – 1677 م فقد استمات في الدفاع عن الحقيقة المزدوجة ليجد لنفسه منفذاً يقول من خلاله ما يشاء دون أن يخشى بطش اليهود فهو يرفض أن يكون العقل خادماً للكتاب ، كما يرفض أن يكون بينهما أي تناقض لأن لكل ميدانه الخاص ويمكنهما أن يعيشا في وئام ([203]) "" فاللاهوت ليس خادماً للعقل ، والعقل ليس خادماً للاهوت ، بل لكلٍ مملكته الخاصة ، للعقل مملكة الحقيقة والحكمة ، وللاهوت مملكة التقوى والخضوع "" ([204]) فإذا وجد تناقض في الكتاب مع العقل فلا خوف لأنه ليس في مملكة العقل ، ويستطيع عندئذ كل فرد أن يفكر كما يشاء دون أي خوف ([205]) ويمكننا أن نبرر قبولنا للعقائد الموحى بها عن طريق اليقين الأخلاقي فقط ولا نملك أكثر من ذلك ([206]) .
2 – فلسفة التنوير :(1/1372)
ويعد القرن الثامن عشر لدى غالبية المؤرخين هو القرن الذي شاعت فيه هذه الفلسفة ومن أبرز هؤلاء التنويريين فولتير 1694 – 1778 م وجان جاك روسو 1712 – 1778م وكانط 1724 -1804 م ودينس ديدرو 1713 – 1784 م وهولباخ أو دولباك 1723 – 1789م ودي لامتري 1709 – 1751م ومونتسكيو 1689 – 1755 م وغيرهم وقد كان الاتجاه العام لفلسفة التنوير يقوم على اعتبار الأديان ظواهر تاريخية وضعية خضعت للتطوير والتحوير بحسب تنامي الوعي الإنساني وتطور العقل البشري ، ولم تكن فلسفة التنوير ناجمة عن فراغ أو طفرة بل كانت امتداداً للتيارات الرشدية والنهضوية التي بدأت تتفاقم في أوربا منذ القرن الخامس عشر فقد رأى توماس هوبز 1588 – 1679 م أن جوهر الدين لا يقوم على الحقائق ، وإنما على خوف الفرد من القوة المجهولة أو الخوف من الموت ، وما الصفات التي نخلعها على الإله إلا أسماء تعبر عن عجزنا عن معرفته ، وعن رغبتنا في وصفه بعبارات تمجيدية من شأنها إرضاء قوة مجهولة ([207]) . هذا الرأي الذي يزعمه هوبز لا يختلف عما نادى به قبله بأكثر من ألفي سنة الفيلسوف اليوناني ديمقريطس 470 – 361 ق . م كما أنه يتبنى رأيه في فناء كل شيء إلا الذوات والفراغ ([208]) .(1/1373)
ومن هؤلاء أيضاً جون لوك 1632 – 1704 م الذي لم يستطع أن يجاهر بعدائه للمسيحية ، ولم يخف على المقربين منه ازدراءه لها فقد كتب لصديقه " ليبنتز " أنت وأنا لدينا الكفاية من هذا العبث " يقصد الميتافيزيقا ( [209]) وقال أيضاً : " لم تبق حاجة أو نفع للوحي ، طالما أن الله أعطانا وسائل طبعية أكثر يقيناً لنتوصل بها إلى المعرفة "( [210]) . والخير والشر عنده كما هما عند هوبز وأبيقور مرتبطان باللذة والألم ، فالخير ما يجلب اللذة ، والشر ما يجلب الألم ( [211]) . ودعا إلى الفصل بين الدولة والكنيسة ، وأصدر كتابين أحدهما " لا ضرورة لمفسر معصوم للكتب المقدسة " والثاني " معقولية المسيحية " غلّب فيهما الجانب العقلي في المسيحية ، ودعا إلى عقلنتها لكي تقبل ( [212]) .
كذلك كان ديفيد هيوم 1711 – 1776 م يتبنى النزعة الطبيعية التي نادى بها بيكون وهوبز ولكن مع تطعيم هذه النزعة بمقولات الشُّكاك الأوائل مثل بيرون وشيشرون وكان ينعت نفسه بـ " الشاك " وغرضه أن يعزل الدين أو ما يسميه " الخرافة المستقرة " عن أي سيطرة فعالة في الحياة الأخلاقية للفرد والإنسان الاجتماعي ([213]) .
و لا محل في فلسفة هيوم للحديث عن وجود الله [عز وجل] أو النفس ( [214]) ، فهو يرفض أية براهين عن ذلك ([215]) ويقول : "" لو وجد لأمكن البرهنة على وجوده "" ([216]) وعلل الاعتقاد بوجود الله عز وجل بالحاجة النفسية ، فعواطفنا هي التي ترغمنا على ذلك ، وإن كان التحليل الفلسفي يفتقر إلى البرهان ( [217]) ولم يكن هذا رأيه في الميتافيزيقا فقط ، بل إنه يرفض جميع الجواهر ( [218]) وينكر الروح والمادة ، ولا يُبقي إلا على المدرَكات الذاتية نفسها ([219]) ، ولا يعترف بأية حقائق ضرورية ، والعلوم الطبيعية نسبية ترجع إلى تصديقات ذاتية يولدها تكرار التجربة ([220]) .
3 – الدين الطبيعي :(1/1374)
لقد تبنى عدد من فلاسفة التنوير ما سمي بدين العقل أو الدين الطبيعي ([221])وهي مسميات لفكرة قديمة ، تقوم على الإيمان بالله عز وجل ، ورفض النبوة والوحي والكنيسة ([222]) .
وكانت ديانة العقل هذه متضَمّنةً في المذهب الديكارتي ، وتقوم على الإقرار بوجود الله عز وجل ، ذلك أن ديكارت وإن كان يصرح باعترافه بالمسيحية إلا أنه لم يهتم كثيراً بأسرارها ([223]) ، بل هناك من يعتبر أن إيمانه كان مداهنة لرجال الدين ومهادنة للكنيسة ، ولأغراض السياسية ([224]) .
وقال جون لوك 1632 – 1704م معبراً عن هذا المذهب:" لم تبق حاجة أو نفع للوحي، طالما أن الله [ عز وجل ] أعطانا وسائل طبيعية أكثر يقيناً لنتوصل بها إلى المعرفة " ( [225]) .
وكانت جمعية لندن للمراسلات تحتضن المذهب التأليهي ، وتنشر كل ما يزري بالمسيحية وينصر التأليهيين ، فبالإضافة إلى نشرها لكتاب " عصر العقل " لتوماس بين نشرت كتابين آخرين لا يقلان زراية بالدين المسيحي هما " نظام الطبيعة " لـ ميربودو ، و " حطام الامبراطوريات " لـ فولني ، كما نشرت أبحاث فولتير التي تسخر بالدين المسيحي ، ونشرت كذلك من الكتب المعادية للمسيحية " جمال المذهب التأليهي " و " المعجم الأخلاقي " و " جوليان ضد المسيحية " و " الأفكار الطبيعية في مواجهة الأفكار الخارقة للطبيعة ". ومن الواضح هنا من خلال العناوين السابقة كيف كان الدين الطبيعي يكسب أنصاره بكثرة ( [226]) .(1/1375)
وفي ألمانيا كان لسنج 1729 – 1781م يقول : بأن الكتاب المقدس ليس ضرورياً للإيمان بالمسيحية ، لأن هذه – أي المسيحية - أسبق في وجودها من قبول الكنيسة للعهد الجديد بصورته الراهنة ، كما أن الدليل على صحة جوهر المسيحية يكمن في ملاءمتها لحاجات الطبيعة البشرية ومتطلباتها وليس في معجزاتها ، وأن روح الدين لا تتأثر بأية أفكار مهما بلغت من جرأة وجسارة ، وأعلن أنه لا يؤمن بسائر الأديان ، وأن كل دين يمثل كلمة الحق الأخيرة ، وأن أي هجوم عليه لا يضيره ، وأن كل الأديان لها فضل على الإنسانية باشتراكها في تطوير حياتها الروحية ، ولا يوجد دين يمتلك احتكار الحقيقة ( [227]) .
وفي أمريكا كان من أشهر التأليهيين بنيامين فرانكلين 1706 – 1790 أنكر ألوهية المسيح ، وتقبل الأخلاق الدينية بطريقة نفعية براجماتية ، وكان يسمي نفسه " التأليهي " واستحدث صلاة خاصة بمذهبه تخالف صلاة المسيحيين كان يتوجه بها إلى الله [عز وجل ] كل يوم ([228]) .
أما في فرنسا فقد كان دنيس ديدرو 1713 – 1784 م قد تأثر بالتأليهيين الإنجليز مثل شافتسبري وجون لوك وفرنسيس بيكون ، ورفض الأخلاق النابعة من الدين المنزل ، وآمن بالأخلاق النابعة من فيض القلب بعيداً عن المواضعات الاجتماعية ( [229]) ، وكان مثله مثل فولتير يريد أن يرى آخر ملك مشنوقاً بأمعاء آخر قسيس([230]) ، وأدلته على وجود الله عز وجل نفس أدلة المؤلهة الطبيعيين( [231]) ، وكان يقول "" أكاد أجن من كوني مقتنعاً بفلسفة شيطانية لا يملك عقلي إلا تصديقها ، ولا يملك قلبي إلا رفضها "" ([232]) .(1/1376)
وفي كتابه " إميل " يدافع روسو عن مبادئ الدين الطبيعي ، ويرفض الأخلاق القائمة على الوحي ، وقد أغضب بذلك الكاثوليك والبروتستانت معاً عندما قال : "" لست أخمن بوجود قواعد للسلوك ، ولكنني أجد هذه القواعد منحوتة في أعماق قلبي ، وقد سطرتها الطبيعة بحروف لا تمحى "" ([233])، وهذا يعني أن اعتقاده في الله عز وجل قائم على أساس شخصي ذاتي لا يمد أي شخص آخر بأسس لهذا الاعتقاد ( [234]) .
وأما فولتير فقد اعتُبر الممثل الرئيس لدين العقل في باريس وفي أوربا ، وهو وإن لم يعاصر الثورة الفرنسية إلا أن كتاباته الأدبية المؤثرة دفعت سكان باريس في عهد الثورة إلى تمجيد العقل إلى درجة دفعتهم إلى عبادة " إلهة العقل " المجسمة في شكل امرأة حسناء من نساء باريس ([235]) .
ويرى أن المؤمن الوحيد الذي يجب أن نعترف به هو المؤمن بالله [عز وجل ] ، والمنكر للوحي ، والإنجيل الوحيد الذي يجب أن نقرأه هو كتاب الطبيعة الكبير الذي كتبته يد الله [ عز وجل ] ، وختمته بخاتمها ، والديانة الوحيدة التي يجب التبشير بها هي عبادة الله والسعي للخير ( [236]) ، ويريد أن يرى آخر ملك مشنوقاً بأمعاء آخر قسيس وهو ما ردده بعده ديدرو كما أشرنا آنفاً ([237]) . ولم يتردد في إنكاره للأديان والوحي والتنزيل والمعجزات وعبر عن ذلك في كتابه " مبحث في الميتافيزيقا " ومقاله الذي نشره عام 1742م بعنوان " المذهب التأليهي " ([238]) .
2 – طوفان العلمانية / العلمانية الشاملة / :(1/1377)
كان من منجزات النهضة والتنوير هو " العلمانية الشاملة " أو " الترشيد " بحسب مصطلح ماكس فيبر وعلى أساس ذلك سادت النظرة المادية التي تدور في إطار المرجعية الكامنة والواحدية المادية التي ترى أن مركز العالم كامن فيه غير مفارق أو متجاوز له ، وأن العالم بأسره مكون من مادة واحدة خالية من القداسة ومجردة من الأسرار ، ويعني ذلك أن العالم المنظور يحوي بداخله ما يكفي لتفسيره والتعامل معه ، وعقل الإنسان قادر على استخلاص المنظومة المعرفية والأخلاقية اللازمة لإدارة حياته وكونه([239]) .
وتحاول هذه المنظومة بكل صرامة أن تحدد علاقة الدين والمطلقات والماورائيات بكل مجالات الحياة فإما أن تنكرها في أسوأ الأحوال أو تهمشها في أحسنه ، وكل ألأمور تؤول في النهاية إلى التاريخية الزمنية النسبية [240] .
3 – النقد العالي :
دفعت الصدمة العلمانية الشاملة العقل الأوربي إلى اقتحام كل المقدسات، وإعادة النظر في كل المعطيات الدينية السائدة وانعكس ذلك بشكل خاص على جانبين في الديانة المسيحية :
- الكتاب المقدس .
- الوظيفة الإنسانية للدين .
أما فيما يتعلق بالكتاب المقدس فقد كانت الدراسات النقدية تزيد يوماً بعد يوم في انهيار قداسة الكتاب، فالرشديون كانوا قد طعنوا في ذلك، ولكن ظلت طعناتهم على مستويات فردية لم تشكل تياراً جارفاً، ثم أظهر لوثر وزفنجلي وكالفن بأن تشكيل الكتابات المقدسة "العهد القديم" من عمل ابراهام بن عزرا، ونيقوليوس مليرا، وإليا هولوتيا ( [241]). ثم أعرب المثقفون اليسوعيون عن رأيهم بأن العهد القديم، قد أُقحمت فيه بعض الإضافات المتأخرة ووجدوا دعماً لهم في أقوال أندرياس مزيوس أحد المثقفين الهولنديين الذي تمكن من تحديد الزمن الذي رتبت فيه التوراة ( [242]).(1/1378)
وقبل ذلك تشكك الحبر الغرناطي إبراهيم بن عزرا ، وابن جرشون في صحة نسبة الأسفار الخمسة إلى موسى عليه السلام ، وفي صحة نسبة سفر يشوع إليه ( [243]) ، ثم جاء باروخ سبينوزا 1632 – 1677م فبنى على تشكيكات وألغاز بن عزرا بناءً نقدياً هائلاً ، وكشف أن ابن عزرا تيقن أن موسى لم يكتب الأسفار الخمسة ، ولكنه لم يجرؤ على الجهر بهذه الحقيقة خوفاً من بطش الفريسيين ، ولكنه عبر عنها بألغاز استطاع سبينوزا أن يحللها ، ويخلص إلى نتيجة أعلنها على الملأ وهي أن موسى لم يكتب الأسفار الخمسة ( [244]) لأن الأسفار تتحدث عن وقائع وحوادث وقعت بعد موسى بزمن طويل ، كما تروي نبأ وفاة موسى ودفنه ، وأن أحداً لا يعرف مكان قبره إلى اليوم ، وأنه أفضل من كل الأنبياء الذين جاءوا بعده إذا ما قورن بهم ([245]). لقد ضاعت مخطوطات موسى الأصلية، والأسفار التي بين أيدينا لقيت نفس المصير( [246]) .
وفي العهد الجديد فإن كتابات الحواريين حتى وإن افترضنا أنهم أنبياء فإنهم لم يكتبوا لنا باعتبارهم كذلك ، ولا كتبوا لنا كتاباتهم على أنها وحي أو بتفويض إلهي ، وإنما كتبوا لنا كتاباتهم على أنها مجرد أحكام شخصية وذاتية لمؤلفيها وروايات تحكي قصة السيد المسيح عليه السلام ([247]) .(1/1379)
ويعتبرتشارلز بلاونت 1654 – 1693م أول تأليهي إنكليزي ينتقد الكتاب المقدس، ويتشكك في كونه كتاباً منزلاً، نشر بلاونت أول عمل له سنة 1679م أشار فيه إلى أن الأنبياء والكهنة جماعة من المحتالين والجشعين اخترعوا الجنة والنار ليحكموا سيطرتهم على العباد ([248]) . ونشر سنة 1693م كتابه " عرافات العقل " رفض فيه معجزات الكتاب المقدس ، وأحاديثه عن الخليقة ، ونهاية العالم أو بداية الخلق ، وسخر فيه من قصة حواء ، وقصة متوشالح الذي يقول الكتاب المقدس عنه إنه عمّر أكثر من تسعمائة سنة وقصة إيقاف يوشع لحركة الشمس ، وفكرة الخطيئة الأولى ، كما اعتبر أنه من السخف أن نصدق أن كوكبنا الصغير في هذا الكون الفسيح العريض هو المركز ( [249]) .
وفي سنة 1753م ظهر في بروكسل كتاب بالفرنسية مجهول المؤلف يحمل العنوان التالي : " خواطر حول المذكرات الأصلية التي يبدو أن موسى استخدمها في تأليف سفر التكوين " ([250]) ، كان مؤلف هذا الكتاب هو الطبيب الفرنسي جان أستروك أراد أن يثبت أنه إذا كان موسى هو الكاتب للتوراة – وهو ما يخالفه فيه أكثر النقاد في عصره – فإنه لم يكن شاهد عيان لكل قصصه ورواياته طالما أن موسى عاش زمن الوجود العبري في مصر ولم يكن معاصراً لعصور الآباء وما قبلها ، وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف كتب موسى أقواله بشأن خلق العالم والطوفان وتاريخ الآباء حتى عصره ، أي كل ما ورد في سفر التكوين ، لذلك لا بد أنه كانت أمام موسى عليه السلام مصادر قديمة استمد منها آراءه وأقحمها داخل سفره ([251]) .(1/1380)
وبتحليله للنصوص استطاع أستروك أن يعزل في الكتاب المقدس بين روايتين إحداهما تتحدث عن الله [عز وجل ] باسم " ألوهيم " و أخرى تتحدث عنه باسم " يهوه " ([252]) ، وهاتان الروايتان مختلفتان ، وكل واحدة منهما تمثل رواية كاملة بذاتها ، فهي نتاج زمان ومكان مختلفين ([253]) ، ومن هنا قال ديورانت : "" إن العلماء مجمعون على أن أقدم ما كتب من أسفار التوراة هما القصتان المتشابهتان المنفصلة كلتاهما عن الأخرى في سفر التكوين فتتحدث إحداهما عن الخالق باسم " يهوا " على حين تتحدث الأخرى عنه باسم " إلوهيم " ولذلك يعتقد العلماء أن القصص الخاصة ب " يهوا " كتبت في يهوذا ، وأن القصص الخاصة بـ " إلوهيم " كتبت في أفرائيم " السامرة " وأن هذه وتلك قد امتزجتا في قصة واحدة بعد سقوط السامرة ، وفي هذه الشرائع عنصر ثالث يعرف بالتثنية أكبر الظن أن كاتبه أو كُتَّابه غير كتاب الأسفار السالفة الذكر ، وثمة عنصر رابع يتألف من فصول أضافها الكهنة فيما بعد ، والرأي الغالب أن هذه الأجزاء الأربعة قد اتخذت صورتها الحاضرة حوالي سنة 300 ق.م "" . ويضيف ديورانت : "" كيف كتبت هذه الأسفار ؟ ومتى كتبت ؟ ذلك سؤال بريء لا ضير منه ؟ ولكنه سؤال كُتب فيه خمسون ألف مجلد ، ويجب أن نفرغ منه هنا في فقرة واحدة ، نتركه بعدها من غير جواب "" ([254]) .
وترجع أهمية دراسة أستروك إلى أنه أول من اكتشف المنهج السليم لمعرفة مصادر السجلات القديمة عن طريق تحليل سماتها الأسلوبية ، ولهذا السبب وحده يطلق عليه الناقد الأول للكتاب المقدس ( [255]) .(1/1381)
بيد أن أبرز الاتجاهات النقدية للكتاب المقدس قد جاء عبر المدرسة التاريخية الألمانية متمثلاً بجهود كل من فلهاوزن وجراف وأتباعهم ([256]) فيما سمي بـ " النقد العالي " وقد اتجه هذا النقد إلى الحفر في داخل الكتاب المقدس، والمقارنة بين النصوص، والبحث عن المصادر التي تشكل منها ، والأزمنة والأمكنة التي كتبت فيها الأسفار، والتداخلات النصية التي يمكن الكشف عنها ([257]) .
وقد توصلت هذه الدراسات بعد بحوث مضنية ، وجهود شاقة ، وموازنات دقيقة إلى نتائج أجهضت قداسة الكتاب ، وأسقطت عنه الهالة الميتافيزيقة التي كانت حافة به إذ أصبحت الفكرة السائدة هي أن الكتاب المقدس رواية اختلطت فيها الحقائق بالأساطير المعبرة عن حياة الشعب الإسرائيلي وثقافته وتطوره ومعاناته ([258]).
4 – لاهوت التحرير :
وأما فيما يتعلق بالوظيفة الإنسانية للدين فقد بدأ من أمريكا اللاتينية تحت عنوان " لاهوت التحرير " وكان من العوامل الأساسية التي دفعت إلى انتشار هذا اللاهوت اهتمام العالم بقضايا الفقر والجوع فجاء هذا اللاهوت ليتحدث عن مسؤولية الدين تجاه هذه القضايا ، وموقفه من المحرومين والمقهورين من البشر .
لقد دفعت الحروب العالمية والمجاعات والكوارث الكونية، وتفاقم الفقر والمرض اللاهوتيين الكنسيين إلى التساؤل عن المهمة التي ينبغي أن يمارسها الدين بإزاء هذه القضايا وعُقد مؤتمران دفعا إلى ظهور علم اللاهوت التحرري :
الأول : مؤتمر أساقفة أمريكا اللاتينية الكاثوليك الذي اجتمع في ميدلين في كولومبيا عام 1974 م .
الثاني : مجلس أساقفة الكنيسة لأمريكا اللاتينية عام 1979 م(1/1382)
وقد ارتبط هذا اللاهوت منذ عام 1975 م بشكل أساسي بقضية تحرير السود ثم بقضية تحرير المرأة . وهو يعكس علم اللاهوت ففي حين يبدأ اللاهوت عادة من الوحي ويتجه إلى الواقع فإن لاهوت التحرير يبدأ من الواقع ويتجه إلى الوحي ، ولذلك فإننا نلاحظ أن الواقع الإفريقي المرير هو الذي أنتج لاهوت التحرير . وحيث أن لاهوت التحرير واقعي فهو يرتبط بالإنسان وبالإنسانية إنه " لاهوت الإنسانية " إنه لاهوت عمل في مواجهة الواقع الأليم للبشرية .
ويستند اللاهوت التحرري في ذلك على أقوال المسيح عليه السلام في محاربة الثراء الفاحش كقوله : "إن دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله " لوقا 18 : 25 . كذلك كانت حياة المسيح عليه السلام مشاركة أصيلة للإنسانية المتألمة فقد شفى المرضى وطهر البرص ، وفتح أعين العميان وأقام الموتى، وعاش للإنسانية ودافع عنها ولذلك فإن لاهوت التحرير ينقل مفهوم الكنيسة من كونها تعمل لأجل الناس إلى كونها كنيسة الناس فتصبح الكنيسة من تحت وليست من فوق .
وبذلك يكون لاهوت التحرير هو إحياء الجانب الثوري في المسيحية الذي دُفن أكثر من ألف وتسعمائة سنة لحساب الرهبانية ، إنه إعادة تثوير للكنيسة للوقوف في وجه الطغيان كما قال المسيح عليه السلام : " لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً " متى 10 : 34 .
تعقيب :(1/1383)
هذه الحركات التي قدمنا موجزاً عنها بالإضافة إلى الفلسفات البنيوية والتفكيكية هي أبرز المرجعيات التي يتغذى عليها الخطاب العلماني في قراءته للإسلام عموماً والقرآن الكريم خصوصاً، وعلى ضوء ما قرأناه آنفاً من نصوص غربية يمكننا أن نفهم النصوص العلمانية العربية التي مرت معنا كقولهم : " ولذلك لا مانع من انتهاك القيم السائدة والخروج عليها من أجل تقدم المعرفة ([259])، وذلك بهدم الأسوار والحصون التي شيدها الفكر المستقيل والمنغلق على ذاته بسياج دوغمائي مجمَّد( [260])ولن يتم ذلك إلا بتطبيق منهجية النقد التاريخي على التراث العربي والإسلامي، لا بد أن تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه أوربا، ولا بد أن تَهزَّ المسلمين، ولا بد أن يدفعوا الثمن ([261]). فلا بد لنا من إزالة كثير من العقبات الكأداء التي تصرفنا عن سبيل الرشاد سبيل الحداثة ([262])، ولن ينفعنا تحفظَّنا أو توهُّم مقاومة هذا التيار الحداثي انطلاقاً من مقولات مهترئة، وثوابت لا يصدقها العقل، وإن مالت إليها عاطفتنا الدينية ([263]).
وأحسب أنه قد آن لنا أن نقول : لقد قرأ الأوربيون كتابهم المقدس وواقعهم المُجهَض قراءة صحيحة واستطاعوا عبر مئات السنين أن يخلصوا إلى نتائج تتلاءم مع العالم المشهود المُعطَى للإنسان ، ودفعوا بعقولهم إلى أقصى ما يمكن لاكتناه حقيقة واستثمار منفعة هذا العالم . وأظن أن ما قاله كل من ديدرو وفولتير يلخص الحقيقة تلخيصاً كافياً ([264]).
والعلمانيون العرب يتطلعون إلى هذا المثال، ويحلمون بهذه الآمال، فهل سينعمون بالوصال ؟ !
في الحقيقة لم يوفق العلمانيون لإصابة الهدف لـ :
- اختلاف الزمان والمكان .
- اختلاف التاريخ والحضارة .
- اختلاف العنصر الديني والمرجعية القدسية .(1/1384)
فليست حضارتنا هي حضارة القرون الوسطى، وليس في ديننا كهنوت كالكهنوت الكنسي ، وليس قرآننا كالعهدين القديم والجديد في التأثر بالصدمات النقدية ، وليس في تاريخنا محاكم كمحاكم التفتيش، ولا إبادات عنصرية لشعوب وأمم بأكملها ، ولا نهب وامتصاص لخيرات القارات الضعيفة ورميها بين أنياب الجوع والفقر والمرض . ومهما حاول الخطاب العلماني أن يبحث عن روابط قروسطية في تاريخنا لتبرير مشروعاته فإن الحقائق تظل مشرقة لا يمكن حجبها أبداً .
إن أمتنا ليست بحاجة للنموذج الغربي للتنوير لأن القرآن الكريم همه الأول هو إخراج الناس من الظلمات إلى النور ] الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [ سورة إبراهيم : آية 1 .
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً . فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً [سورة النساء : آية 174 – 175 .
وأمتنا ليست بحاجة للنموذج الكنسي التحرري لأن ذلك جاء كردة فعل على نظام الرهبنة والمثالية المتطرفة والانفصام بين الإنسان والعالم الذي دعا إليه الكهنوت المسيحي ، وردة فعل على النظم القمعية والفاشية والرأسمالية التي عاثت في الكون فساداً وقمعاً وإبادة , وانتهكت إنسانية البشر .(1/1385)
ولذلك فإن ما يطرحه الخطاب العلماني ليس لاهوتاً للتحرير بل هو أقرب إلى كونه " ناسوتاً للتدمير " إنه محاولة يائسة لقلب الأخلاق ونسف القيم ، والتمرد على الفضيلة ، وتجفيف منابع الروح الملتاعة في كيان الإنسان ، لأنه إذا كان لاهوت التحرير الكنسي الذي يبدأ من الواقع ثم يعود إلى الوحي – إن كان هناك وحي بالمنظور الكنسي – يعد مخطئاً لأن الوحي لم يهمل الواقع أبداً ، فالوحي هدفه الأول إصلاح الإنسان ومن ثم الواقع، لأن الواقع لا يصلح إذا لم يصلح الإنسان ، فإن صيحة الخطاب العلماني التحريرية صيحة فاشلة لأنها إن صح أنها تبدأ من الواقع فهي لا تعود إلى الوحي أبداً . ولذلك فما يزعمه الخطاب العلماني من أن منهجه منهج صعودي بعكس الخطاب الديني الهبوطي([265]) غير صحيح لأن منهجه أيضاً منهج هابط ، وكذلك من الوحي إلى الواقع، ولكنه ليس الوحي الإلهي وإنما الوحي النفسي والعقلي وحي الثقافة الغربية . ]وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُون[ سورة الأنعام : آية 121 .
إن الدين لا يمكن فصله عن أساسه العقدي وتحويله إلى أيديولوجية ثورية فهذه مخاتلة للعقل الإنساني لأن الإيمان هو القاعدة المتينة للتثوير ، والعقيدة هي الجذوة الحية للتحرير ، و " تثوير القرآن " ([266]) لا يمكن أن يجدي مع حالة الانفصام بين العمق الإيماني الغيبي والممارسة الدينية الواقعية .
ومن هنا فإن أحلام العلمانيين العرب بأن يكونوا ممثلين لدور فلاسفة التنوير الأوربي في الفضاء الإسلامي من الصعب جداً أن تتحقق لأن الإسلام يملك الحصانة الكافية ضد هذا المشروع، ويحمل المناعة الذاتية التي تجعله يستعصي بشدة على العلمنة .
المطلب الختامي : النتائج(1/1386)
والآن بعد أن استعرضنا موقف المنظومة الفكرية العلمانية من الإسلام، واستنطقنا النصوص من مصادرها الأصلية، وتجنبنا التدخل فيها حتى لا نُتهم بالتجني والتحامل يمكننا أن نشير إلى الخلاصات الآتية التي آل إليها الإسلام في هذه المنظومة :
· الإسلام في المنظومة العلمانية لا يفلت من قواعد التحليل التاريخي والأنتربولوجي والفلسفي، ولذلك يمكن إحالة كثير من شعائره وطقوسه إلى كونها امتداداً للأساطير القديمة.
· كما يمكن بفعل تيار العولمة والحداثة أن ينهار الإسلام ويصبح شيئاً بالياً لا معنى له، ويتبخر مع الريح، ولكن يبقى أنه تجربة تاريخية علينا الاستفادة منها .
· والإسلام الشائع اليوم هو الإسلام السني الأرثوذكسي وهو ليس بالضرورة أن يكون الإسلام الحقيقي لأنه لا يوجد أصلاً إسلام حقيقي، وهو ليس إلا تنظيراً دوغمائياً جاء نتيجة سلسلة من الأعمال المنجزة تاريخياً، وليس لأن الله عز وجل تكفل بحفظه واستمراره واكتماله وظهوره .
· ولأن الإسلام لا يفلت من قواعد اللعبة التاريخية فقد جاء تلبية لحاجات الزمان والمكان والإنسان في الجزيرة العربية، وذلك حين تهيأت مكة لقبول فكرة التوحيد نتيجة لهدير الواقع، وحتمية الظروف .
· وهكذا لعبت الظروف فيما بعد بالإسلام، وجرفته التاريخية عبر حرتقاتها الاجتماعية والتطورية فمزقته شر ممزق إلى نتف عديدة فظهر الإسلام الرسمي الأرثوذكسي، والإسلام الكلاسيكي، والإسلام الأقنومي، والإسلام الشعبوي، والإسلام النظري، والإسلام الشخصي، والإسلام الإتني، والإسلام العراقي والمصري والشامي والباكستاني والشيعي والأشعري والمعتزلي وما إلى ذلك من إسلامات ضاع في ثناياها الإسلام الصافي الأول .(1/1387)
· وما دام قد حصل ما حصل من تمزق الإسلام فهذا يعني بالنسبة للخطاب العلماني قابلية الإسلام لأن يعني دون حواجز، وقابليته للانفتاح دون ضوابط، وبالتالي ضياع الحدود والمفاهيم واختلاطها، وعندئذ يصبح الإيمان والإلحاد والحق والباطل معاني فضفاضة تخرج من إطار التناقض والتضاد لتدخل في حيز التماهي، وبذلك لا يبقى معنى لوجود إسلام حقيقي جوهري نموذجي لأن الإسلام يصبح ما طُبِّق في التاريخ، وهو جوهر القراءة العلمانية الذي يتلخص في أن لا نسلم بالمسلَّم به .
· هذا الانفتاح العلماني في فهم الإسلام وتحريفه يتقبل حتى فكرة الاجتثاث المطلق للمنظومة السلفية، والوسيلة المجدية لذلك هي هدم الأصل بالأصل ذاته، واختراق المحرمات وانتهاك الممنوعات، وخلخلة المعتقدات، وطرد الماضي من ثقافتنا وكنسه من أدمغتنا لنبدأ الشروع في البناء من جديد .
· والبناء الجديد من الضروري أن يلبي حاجة كل الناس على اختلاف مشاربهم، المؤمنين منهم والملحدين، المستقيمين والمنحرفين، الأسوياء والشذاذ على حد سواء، وكل ذلك تحت مبدأ النسبية المطلقة، ومبدأ " كل شيء يجوز "، وإذا كان في الناس من يظل متطلعاً إلى التدين، ومتوهماً الحاجة إلى الروحانيات فليكن ذلك ولا بد من الاستجابة لمطالبه وذلك باختراع أسسس جديدة للإسلام والإيمان تكون أكثر انفتاحاً وتواؤماً مع العقلانيات الحداثية، وطرح مفاهيم عصرية للعبادة والطقوس والشعائر تكون مرنة بلا حدود، ومعقلنة بلا سدود غيبية أو ميتافيزيقية .
هكذا تكلم العلمانيون ... وهذه باختصار خلاصة القراءة العلمانية للإسلام فهل نحن بحاجة إلى نقد هذا الموقف العلماني ؟(1/1388)
أنا في الحقيقة أتبنى هنا موقف القاضي عبد الجبار ([267]) حين قرر أنه في كثير من الأحيان يغني عرض المذهب عن الرد عليه، وذلك لوضوح فساده وتناقضه إذا ما عُرض على الأسس والقواعد المعلومة من الدين بالضرورة . وخصوصاً إذا حاكمنا الموقف العلماني من خلال المآل الذي خلُص إليه في تزوير الصورة الجوهرية للإسلام، ومن خلال التركيبة المنهجية الملفقة والمناقضة في ذات الوقت لمقاصد الإسلام ومراميه .
إن الخطاب العلماني يدرك جيداً أن الأمة الإسلامية والعربية تنتمي إلى حضارة المقدس والإيمان بالمطلق، وأن أي محاولة للتجديد أو للنهوض محكوم عليها بالفشل إذا لم تنطلق من خلال هذين المحورين : الإيمان، والمقدس، إلا أن الصراع كان قد احتدم طوال القرنين الماضيين في بلادنا بين العلمانية الغازية التي تنتمي إلى حضارة المدنس والنسبية والمادية وبين حضارتنا وثقافتنا المتشبثة بمقدساتها ومرتكزاتها، ولأن الخطاب العلماني العربي قد تشبع بالحضارة المادية الغازية وشربها حتى الثمالة وهو في ذات الوقت يرغب أن يمسك بزمام المبادرة النهضوية أسوة بالنهضويين الغربيين ولكن هنا واجهته حضارة قدسية متقاطعة جداً مع المادية النسبية والعدمية، ولذلك فقد وقع في مأزق التصادم بين الانتماء الفكري والثقافي من جهة والانتماء الوطني والقومي من جهة أخرى، ولكي يتخلص الخطاب العلماني من هذا المأزق لجأ إلى محاولة التوفيق بين الثقافة التي استلبته، وبين الحضارة التي أنجبته، وكانت مقدسات هذه الحضارة وعلى رأسها الإسلام هي محور دراساته في العقود المنصرمة، إلا أن الخطاب العلماني العربي بسبب ضعفه في المواد التأسيسية الأصولية والتراثية اللازمة لقراءة الإسلام، وانبتات الصلة بينه وبين مكونات حضارته، وفي ذات الوقت ثراؤه بمكتسبات العلوم الحداثية والتفكيكية والألسنية فقد جاءت قراءاته للإسلام أقرب إلى التلفيق والتزوير منها إلى التوفيق والتنوير، والسبب هو أن(1/1389)
الخلفية المادية الكامنة وراء القراءات العلمانية المختلفة للإسلام كانت غير متوائمة مع المادة المقروءة، في حين ظلت الأصول القريبة والملائمة للمادة المقروءة متهمة في بنية الخطاب العلماني بتكريس التخلف واللاوعي، ويُنظر إليها بتوجس وحذر وربما بازدراء .
وأخيراً : إذا كان العلمانيون حريصين فعلاً على نهضة الأمة وتقدمها ورقيها كما يعلنون وليس على مصالحهم الشخصية من شهرة ومجد ونجومية، فهل يعتقدون حقاً أن أطروحاتهم العجيبة والغريبة بشأن الإسلام والقرآن - كما رأينا - ستحقق هذه النهضة وهذا التقدم والرقي ؟ !
وهل وقف الإسلام في تاريخه عائقاً أمام ازدهار الأمة، وازدهار حضارتها وثقافتها ومجتمعاتها ؟ حتى يحتاج الإسلام إلى مسخ أو طمس أو تشويه ؟ أم أن الإنسان هو الذي يحتاج إلى إصلاح وتمثل حقيقي لدين الله عز وجل، وتفاعل حقيقي مع كلمات الله جل وعلا ؟ ألا يشعر العلمانيون أنهم يتلاعبون بالعقول ويعبثون بالفكر، وأن هذا التلاعب والعبث إذا انطلى على فئة من الناس أو جيل من الأجيال، فإن الزيف لا بد أن يظهر، والخداع لا بد أن ينكشف ؟
أي مسلم يمكنه أن يقبل هذا المسخ والتشويه للإسلام باسم الإسلام ؟! ، بل أي عاقل حتى ولو لم يكن مسلما يمكنه أن يقتنع بأن هذه الأفهام التي تُطرح، والأفكار التي تُعرض موصولة بالإسلام، ومستندةً على نصوصه ؟! إن الإسلام بطبيعته وتكوينه لا يقبل العبث، وهذا ما لاحظه المستشرقون لأنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كمثل المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، إنه واضح ليس فيه غموض، ويسر ليس فيه عسر، ورحب ليس فيه حرج ، وهذا مكمن قوته، وسر خلوده، ومظهر عالميته وشموليته، وسبب انتشاره وإقبال الناس عليه .(1/1390)
إن تضييع الوقت في تأويل الإسلام وتحريفه لن يجدي شيئاً، وسوف يزيد من مآسي الأمة وتأخر نهضتها، وخيرٌ منه أن نتوجه إلى العمل الصالح والبناء المثمر، لأن أمتنا ليست بحاجة إلى هدم، فليس لدينا ما يهدم، إن لدينا قواعد متينة، وأعمدة راسخة، وحصون منيعة ، وتحتاج إلى بناء وبناءين، وأدوات وعاملين، أكثر من حاجتها إلى خطط ومشاريع ومهندسين .
إن مصيبة الأمة ومآسيها منذ قرون طويلة لا تتمثل في النصوص وإنما في اللصوص، إنهم الحكام الذين يحولون بينها وبين أي تقدم أو نهوض، لأن ذلك يُفوِّت عليهم كل ألوان الابتزاز والامتصاص والفرعنة التي يمارسونها، والاستبداد الذي يقارفونه .
لا يوجد من هؤلاء من يفكر بمستقبل الأمة أو بحاضرها، بل يوجد من يفكر بنفسه، وعرشه وولي عهده، لا يوجد من يفكر بتهيئة وسائل القوة والتمكن، ولا يوجد من يفكر بتهيئة وسائل العيش الكريم للناس، ولا يوجد من يفكر بالعلم والصناعة والاختراع والابتكار، ولا يوجد من يفكر بحراسة العدل والأمن والحق وتوفير ذلك لكل الناس، وحماية المجتمع من الفساد الخلقي والانحلال الاجتماعي والرشوة والظلم والفقر والمرض، ومن هنا فنحن لسنا بحاجة إلى المشاريع العلمانية التي تطمس الإسلام، لأنه لم يكن عقبة في وجه التقدم، بل إننا بحاجة إلى ثورة إسلامية تعيد الإسلام إلى مقر القيادة والفاعلية، وتزيح عن طريقة اللصوص والفراعنة والمنافقين، لي[1]مارس دوره في ازدهار الأمة وحضارتها كما فعل ذلك من قبل .
----الحواشي -----(1/1391)
([1]) حاول تركي علي الربيعو في كتابه " الإسلام وملحمة الخلق الأسطورة " أن يعقد مقارنات بين العقائد الإسلامية والأساطير القديمة زاعماً أن إسلامنا ما هو إلا امتداد لهذه الأساطير . وانظر : رشيد الخيون " جدل التنزيل " ص 74، 75 يقول الخيون : إن طه اسم إله عند الهنود الحمر، وعند السومريين اسم مسيح منتظر . قلت: إن طاهايو الذي ينتظره السومريين ما هو إلا بشارة بطه أي بمحمد صلى الله عليه وسلم .
([2]) انظر : سيد القمني " رب الزمان " ص 168 .
([3]) انظر لأركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 108 و " نافذة على الإسلام " ص 114 و " تاريخية الفكر العربي الإسلامي " ص 231 وانظر : طيب تيزيني " النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة " ص 113 وانظر " عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 26 .
([4]) انظر : محمد شحرور " نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي " ص 348 .
([5]) أركون " نافذة على الإسلام " ص 171 .
([6]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 326 .
([7]) انظر : أركون " أين هو الفكر الإسلامي المعاصر " ص 169 – دار الساقي لندن ط 1 / 1997 وانظر : إلياس قويسم " إشكالية قراءة النص القرآني في الفكر العربي المعاصر ، نصر حامد أبو زيد نموذجاً " بحث لنيل شهادة الدراسات المعمقة في الحضارة الإسلامية – جامعة الزيتونة – تونس 1420 هـ 1999 – 2000 م / ص 201 .
([8]) انظر : أركون " قضايا في تقد العقل الديني " ص 194 .
([9]) انظر : السابق ص 60 .
([10]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 60 و ص 328 ، 318 .
([11]) انظر : نصر حامد ابو زيد " الخطاب والتأويل " ص 227 .(1/1392)
([12]) انظر : أركون " مجلة رسالة الجهاد " عدد 40 ، ص 59 ، 60 نقلاً عن عبد الرازق هوماس " القراءة الجديدة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير " رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا – جامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية 1408 هـ 1987 – 1988 شعبة الدراسات الإسلامية .
([13]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 175 وانظر : أبو زيد " مفهوم النص " ص 16.
([14]) أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 174.
([15]) انظر : أركون " نافذة على الإسلام " ص 170 .
([16]) انظر : عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 45 .
([17]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 28 .
([18]) انظر : السابق ص 36 .
([19]) انظر : السابق ص 329 .
([20]) نقلاً عن عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة في ضوء ضوابط التفسير " " ص 169 ويحيل إلى مصدر لأركون باللغة الفرنسية .
([21]) انظر : أركون " تاريخية الفكر " ص 217 .
([22]) انظر : رمضان بن رمضان " خصائص التعامل مع التراث الإسلامي عند محمد أركون من خلال كتابه قراءات في القرآن " ص 15 ، 16 والباحث تلميذ لأركون ويحيل إلى كتابات لأركون باللغة الفرنسية – جامعة تونس الأولى بمنوبة – 1991 م تونس – شهادة الكفاءة في البحث – قسم اللغة العربية – إشراف د . عبد المجيد الشرفي .
([23]) انظر : رمضان بن رمضان " خصائص التعامل من التراث " ص 17 .
([24]) انظر : نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 16 .
([25]) انظر : نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 17 .
([26]) انظر : السابق ص 14 .
([27]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 293 .
([28]) انظر : أركون " تاريخية الفكر العربي الإسلامي " ص 52 .
([29]) انظر : السابق ص 53 .
([30]) السابق ص 84 .
([31]) انظر : طيب تيزيني " النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة ص 167.(1/1393)
([32]) انظر : محمد سعيد العشماوي " معالم الإسلام " ص 8 طبعة القاهرة 1989 وانظر للدكتور محمد عمارة " سقوط الغلو العلماني " ص 12 .
([33]) انظر : العشماوي " معالم الإسلام " 132 وانظر : د . عمارة " سقوط الغلو العلماني " ص 17 .
([34]) د . عبد الله خورشيد البري " القرآن وعلومه في مصر " ص 112 دار المعارف بمصر 1969 م .
([35]) انظر : البري السابق ص 5 ، 108 ، 116 ، 117 . وانظر د . عمارة " الإسلام بين التزوير والتنوير " ص 202 .
([36]) انظر : السابق ص 112 ، 113 . وانظر : د . محمد عمارة " الإسلام بين التزوير والتنوير " ص 203 .
([37]) انظر : السابق 117 .
([38]) انظر : السابق ص 121 .
([39]) انظر : د. محمد أحمد خلف مقال في جريدة الأهرام 16 / 9 / 1987 صفحة الحوار القومي نقلاً عن فهمي هويدي في " المفترون " ص 170 .
([40]) نقلاً عن فهمي هويدي " السابق " ص 174 ، 180 .
([41]) انظر : السابق ص 181 .
([42]) السابق ص 182 والنصوص لخلف الله ينقلها عنه فهمي هويدي .
([43]) انظر : د. طيب تيزيني " النص القرآني إما إشكالية البنية والقراءة " ص 113 .
([44]) انظر : د. محمد شحرور " الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة " ص 555 فما بعد دار الأهالي – دمشق .
([45]) انظر : جمال البنا " تثوير القرآن " ص 10 ، 11 – د ، ط / د ، ت دار الفكر الإسلامي – القاهرة .
([46]) انظر : د. نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 74 .
([47]) انظر : القمني " رب الزمان " : ص 187 .
([48]) انظر : السابق 206 .
([49]) انظر : نصر حامد " مفهوم النص " ص 72 .
([50]) انظر : " مفهوم النص " 71 .
([51]) انظر : القمني " رب الزمان " ص 206 .
([52]) القمني : " الحزب الهاشمي " ص 54 .
([53]) السابق ص 151 .
([54]) السابق ص 132 .
([55]) السابق ص 151 ، 153 .
([56]) انظر : د. نصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 135 .(1/1394)
([57]) انظر : د. نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 72 ، 74 وأنور خلوف " القرآن بين التفسير والتأويل والمنطق العقلي " ص 122 دار حوران – الطبعة الأولى – سوريا 1997 وانظر : القمني " الحزب الهاشمي ص 116 .
([58]) انظر : سيد القمني " الحزب الهاشمي " ص 66 .
([59]) انظر : " السابق " ص 122 ، 124 .
([60]) انظر : السابق ص 117 ، 118 .
([61]) انظر : د. طيب تيزيني " النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة " ص 163 ، 164 وانظر لأركون " تاريخية الفكر العربي الإسلامي " ص 146 ، 202 ، 206 و رمضان بن رمضان " خصائص التعامل مع التراث الإسلامي لدى محمد أركون من خلال كتابه " قراءات في القرآن " ص 17 .
([62]) انظر : د. أركون " الفكر الإسلامي نقد واجتهاد " ص 63 وانظر : " العواصم من قواصم العلمانية " ص 211 .
([63]) انظر : د. طيب تيزيني " النص القرآني " ص 344 .(1/1395)
([64]) : انظر : لأركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 12 و " قضايا في نقد العقل الديني " ص 101 ولا حاجة للإحالة أكثر لأن هذه اللفظة تعتبر مصطلحاً يتميز به أركون عن غيره في كل كتاباته ، وقد لاحظ ذلك عابد الجابري واعتبر مفردة الأرثوذكسية تميز أركون عنه أما هو الجابري فما يميزه مصطلحي " اللفظ والمعنى" أو " الأصل والفرع " انظر : الجابري " التراث والحداثة " ص 321 . والأرثوذكسية في الأصل تعني الرأي المستقيم ولكن أركون لا يقصد بها أن هذا النوع من الإسلام هو الإسلام الصحيح، إذ لا يوجد عنده إسلام صحيح، وإنما يعني بالإسلام الأرثوذكسي وفي كل مكان ترد فيه مضافة إلى الإسلام أو الفكر الإسلامي يعني أنه إسلام مستقيم من وجهة نظر أصحابه ، ولذلك يضعها بين قوسين ، وهذا ما يوضحه مترجم أركون هاشم صالح انظر : " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " هامش المترجم ص 44 ويوضح هذا المعنى أيضاً تلميذ أركوني آخر بقوله : " مفهوم الأرثوذكسية الذي يعني في الاصطلاح ، الرأي الدوغمائي أو العقائدي المتصلب والمتزمت الذي فرض نفسه بالقوة ، بصفته الرأي الصيحيح أو المستقيم ، أي لم يفرض نفسه عن طريق الإقناع والمحاجة والمناقشة المسبقة كما يحاول أن يوهمنا وينجح بسبب مرور الزمن المتطاول " انظر : خالد السعيداني " إشكالية القراءة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر " ص 231 . ويوضح أركون نفسه مراده بإطلاق الأرثوذكسية على الإسلام أو الفكر الإسلامي فهو يعني بها المبادئ والمسلمات والبديهيات المشكلة للاعتقاد الديني التي لا يمكن التمرد عليها دون عقوبة ، وبهذا المعنى فإن هناك أرثوذكسيات إسلامية تتفرع إلى أرثوذكسيات سنية أو شيعية فالسيادة الأرثوذكسية هي كل سلطة دينية تمنع كل محاولة نفاذ نقدية داخل الأطر المشكلة لمنظومتها الدينية ، نظراً لأن إعادة القراءة يهدد ثبات مكانتها ومصالحها . انظر "(1/1396)
لأركون " العلمنة والدين " دار الساقي ط 2 / 1993 ص 14 وانظر : إلياس قويسم " إشكالية قراءة النص القرآني في الفكر العربي المعاصر . نصر حامد أبو زيد نموذجاً " ص 104 . وانظر: رمضان بن رمضان " خصائص التعامل مع التراث العربي الإسلامي لدى محمد أركون من خلال كتابه قراءات في القرآن " ص 35 .
([65]) انظر : لأركون " نافذة على الإسلام " ص 24 ، 172 و لعلي حرب " نقد النص " ص 127 .
([66]) انظر : لأركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 174 ، 175 .
([67]) انظر : لأركون " تاريخية الفكر العربي الإسلامي " ص 115 ، 116 وانظر : عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير " ص 286 .
([68]) انظر : نصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 108 .
([69]) انظر : أركون " تاريخية الفكر " ص 115 ، 116 .
([70]) د. أركون " الفكر الإسلامي قراءة علمية " ص 115.
([71]) انظر : السابق ص 115 .
([72]) السابق : ص 115 .
([73]) انظر : السابق ص 116 .
([74]) انظر : د.طيب تيزيني " النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة " ص 147 وانظر : أركون " تاريخية الفكر " ص 180 ، 132، 202 وانظر : له " نافذة على الإسلام " ص 14 ، 106 وانظر : عبد المجيد الشرفي " لبنات " ص 77 .
([75]) انظر : د. طيب تيزيني " السابق " ص 162.
([76]) انظر : السابق ص 141 .
([77]) انظر : د. تيزيني " السابق " ص 158 ، 159 .
([78]) انظر :د. عبد المجيد الشرفي " لبنات " 77 .
([79]) انظر : د.طيب تيزيني " النص القرآني " ص 166 .
([80]) انظر : السابق ص 169
([81]) انظر : السابق ص 174 .
([82]) انظر : السابق ص 173 ، 174 .(1/1397)
([83]) انظر : د. تيزيني " السابق "ص 176 وانظر أركون " تاريخية الفكر " ص 180 حيث يستخدم مصطلح المجموعات الإتنية و الإثنية أو الإتنية : تأتي للدلالة على تصنيف عرقي ثقافي وهي مشتقة من الإثنولوجيا التي تعني علم الأجناس البشرية حيث يدرس هذا العلم القوانين العامة لتطور البشرية انظر : رابعة جلبي " ملحق من إعدادها تعرف فيه بعض المصطلحات " ملحق بكتاب " الإسلام والعصر " مشترك بين د . البوطي – تيزيني ص 239 .
([84]) انظر : د. تيزيني " السابق " 176 .
([85]) انظر : د. محمد أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 230 وتلميذه خالد السعيداني " إشكالية القراءة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر نتاج محمد أركون نموذجاً " ص 79 بحث لنيل شهادة الدراسات المعمقة في الحضارة الإسلامية – جامعة الزيتونة – تونس – المعهد العالى لأصول الدين 1428 هـ 1997 م إشراف د . محمد محجوب وانظر : حسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية " ص 27 ، 197 .
([86]) انظر :د.جورج طرابيشي " إشكاليات العقل العربي " ص 13 وأصحاب هذه التفرقة في الأصل هم المستشرقون كما يشير طرابيشي.
([87]) انظر : د. نصر حامد أبو زيد " النص السلطة الحقيقة " ص 14 .
([88]) انظر : جاك بيرك " القرآن وعلم القراءة " ص 131 ترجمة وتعليق منذر عياشي – دار التنوير – بيروت – مركز الإنماء الحضاري – حلب ط 1 / 1996 تقديم : د . محمود عكام .
([89]) انظر : المصدر السابق هوامش المترجم منذر عياشي ص 131 ، 132 .
([90]) انظر : د. زكي نجيب محمود " تجديد الفكر العربي " ص 68 يعني لا يمكن تحديد نموذج تطبيقي له في الواقع فيكون معياراً يرجع إليه.
([91]) انظر : " الصادق النيهوم " صوت الناس ، محنة ثقافة " ص 155 .
([92]) انظر : د. طيب تيزيني " الإسلام والعصر " ص 129 ، 130 .
([93]) انظر : د. طارق حجي " الثقافة أولاً وأخيراً " ص 20.(1/1398)
([94]) انظر : عبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 41 ، 42 .
([95]) انظر : حسين أحمد أمين " حول الدعوة إلى تطبيق الشريعة " ص 5 ونصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 195 ، 197.
([96]) انظر : د. عبد المجيد الشرفي " لبنات " ص 50 وانظر له أيضاً " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 47 يفرق برجسون بين الدين المغلق والدين المفتوح والأخلاق المغلقة والأخلاق المفتوحة انظر : مراد وهبة " المذهب في فلسفة برجسون " ص 92 ص 140 ، 142 .
([97]) والمقصود بالفهم الحرفي هو الفهم المستقر بين الأمة للإسلام والذي يدين به مليار مسلم ودانت به الأمة منذ أربعة عشر قرناً . والفهم الحرفي والحرفيين كلمة تتكرر كثيراً لدى العلمانيين .
([98]) قال د. أركون ذلك في حوار مع إحدى المجلات الفرنسية انظر : عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة للقرآن الكريم في ضوء ضوابط التفسير " ص 171 .
([99]) انظر : د. حسن حنفي " التراث والتجديد " ص 67 طبعة القاهرة 1980 وطبعة بيروت – دار التنوير 1980- ص 53 وانظر : د. محمد عمارة " الإسلام بين التنوير والتزوير ص 196 وانظر : جورج طرابيشي " المثقفون العرب والتراث " ص 212 وانظر " التأويل في مصر في الفكر المعاصر " ص 326 .
([100]) انظر : د. أركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 69 إن مثل هذه المفاهيم بنظر أركون جاءت في سياق تاريخي لتحقيق سيادة المؤمنين على غيرهم من الفئات الأخرى كاليهود والنصارى ، لتأسيس مشروعية سلطوية للنبي والمؤمنين متميزة عن الفئات الأخرى ، فهي إذن مفاهيم تاريخية مهمتها تحقيق مصالح مباشرة لفاعلين اجتماعيين " أي للمؤمنيين " انظر : " أركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 70 ، 71 .
([101]) انظر : د. أركون " الفكر الإسلامي قراءة علمية " ص 114 .
([102]) انظر : د. أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 39 .(1/1399)
([103]) انظر : علي حرب " نقد النص " ص 155 .
([104]) انظر : علي حرب " نقد النص " ص 153 .
([105]) انظر : السابق ص 158 .
([106]) انظر " علي حرب " الممنوع الممتنع في نقد الذات المفكرة " ص 28 .
([107]) انظر : السابق ص 28 .
([108]) انظر لأركون " تاريخية الفكر العربي الإسلامي " ص 146 وانظر عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة " ص 84 .
([109]) انظر : خالد السعيداني " إشكالية القراءة في الفكر العربي الإسلامي المعاصر ، نتاج محمد أركون نموذجاً " ص 56 ورمضان بن رمضان " خصائص التعامل مع التراث العربي الإسلامي لدى محمد أركون في كتابه قراءات في القرآن " ص 16 .
([110]) علي حرب " نقد الحقيقة " ص 58 .
([111]) انظر : د. نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 20 .
([112]) انظر : لأركون " تاريخية الفكر " ص 217 .
([113]) انظر : السابق ص 217 .
([114]) انظر : د. حسن حنفي " التراث والتجديد " ص 99 .
([115]) د. عبد الله العروي " الإيديولوجيا العربية المعاصرة " ص 16 وانظر : مبروكة الشريف جبريل " الخطاب النقدي في المشروع النهضوي العربي العروي والجابري نموذجاً " ص 41 .
([116]) انظر : أركون " تاريخية الفكر " ص 26 .
([117]) انظر : خالد السعيداني " إشكالية القراءة " 125 .
([118]) انظر : د. نصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 116 والحديث عند نصر حامد عن أركون وانظر ص 235 .
([119]) انظر : علي حرب " نقد النص " ص 72 ، 143 ، 144 .
([120]) انظر : د. أركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 6 .
([121]) انظر : د. نصر حامد أبو زيد " الخطاب والتأويل " ص 228 .
([122]) انظر : د. عبد الله العروي " مجمل تاريخ المغرب " ص 25 نقلاً عن مبروكة الشريف " الخطاب النقدي " ص 133 .
([123]) د. العروي " الإيديولوجيا العربية المعاصرة " ص 104 وانظر : مبروكة الشريف " الخطاب النقدي " ص 115 .(1/1400)
([124]) د. العروي " العرب والفكر التاريخي " ص 225 وانظر" مبروكة الشريف ص 101 .
([125]) انظر : السابق ص 223 .
([126]) انظر : د. " مبروكة الشريف " الخطاب النقدي " ص 53 وهي كلمات متفرقة في خطاب عبد الله العروي تحصيها الباحثة .
([127]) انظر : أدونيس " علي أحمد سعيد " الثابت والتحول " 1 / 32 ، 33 دار العودة – بيروت 1974 .
([128]) انظر : السابق 1 / 33 وانظر نصر حامد " إشكالية القراءة " آليات التأويل " ص 232 .
([129]) انظر : أدونيس " الثابت والتحول " 2 / 209 - ط 4 / 1986 – دار العودة – بيروت .
([130]) سورة آل عمران آية 19 .
([131]) سورة آل عمران آية 85 .
([132]) سورة المائدة آية 3 .
([133]) انظر : د .حسن حنفي " من العقيدة إلى الثورة " 1 / 17 وانظر : أبو طالب حسنين " التأويل في مصر " ص 339 .
([134]) انظر : الصادق النيهوم " صوت الناس ، محنة ثقافة مزورة " ص 25 .
([135]) انظر : عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة " ص 129 ، 169 ينقل عن أركون في مصدر أجنبي له .
([136]) انظر :د. عبد المجيد الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 63 .
([137]) انظر : د. عبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 110 ، 111 .
([138]) انظر : الصادق النيهوم " الإسلام في الأسر " ص 127 ، 134 .
([139]) انظر:د.عبد المجيد الشرفي "الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 63 وانظر : العشماوي "جوهر الإسلام " ص 7، 8،79،80.
([140]) د. الجابري " وجهة نظر " ص 150 – 151 .
([141]) انظر : محمد محمود طه " الرسالة الثانية " ص 155 ، 164 .
([142]) انظر : د. الشرفي " لبنات " ص 173 فما بعد وانظر للشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص63 ، 64 .
([143]) انظر : د. عبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 109 .(1/1401)
([144]) هذا ما أعلنه الرئيس التونسي الأسبق " بورقيبة " وألزم به الشعب التونسي انظر " تونس الإسلام الجريح " لمحمد الهادي مصطفى الزمزمي ص 48 ، 49 نقلاً عن الدكتور القرضاوي " التطرف العلماني في مواجهة الإسلام " ص 144 .
([145]) انظر : د. الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 65 وانظر : طيب تيزيني " النص القرآني " ص 154 ، 155 وانظر : تركي علي الربيعو " العنف والمقدس والجنس " ص 89 .
([146]) انظر : الربيعو " العنف والمقدس والجنس " ص 89 .
([147]) انظر: الربيعو " السابق " ص 89 وانظر : القمني " الأسطورة والتراث " ص 165 .
([148]) انظر : عبد الهادي عبد الرحمن " سلطة النص " ص 106 .
([149]) انظر : أركون " مجلة الكرمل " العدد 34 / 1989 جزء 1 ص 23 فصيلة تصدر عن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين مؤسسة بيسان للصحافة والنشر والتوزيع – قبرص – وانظر : خالد السعيداني " إشكالية القراءة " ص 37 و انظر : رمضان بن رمضان " خصائص التراث " ص 108 ، 109 ، 124 يعتبر أركون الحج العقلي ينتمي إلى القرآن الكريم أو على حد تعبيره إلى " الحدث القرآني " أما الحج الشرعي فينتمي إلى تأطيرات الفقهاء المغلقة الأرثوذكسية أو ما يسميه " الحدث الإسلامي " وهو يستعير المصطلح من التوحيدي الذي ألف كتاباً بعنوان " الحج العقلي إذ ضاق الفضاء عن الحج الشرعي كما يذكر أركون نفسه . راجع " المصادر السابقة " .
([150]) انظر : طيب تيزيني " النص القرآني " ص 154 ، 155 .
([151]) انظر : أركون " تاريخية الفكر " ص 81 .
([152]) انظر : الشرفي " الإسلام بين الرسالة والتاريخ " ص 121 .
([153]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " 36 .
([154]) انظر : " الفاشيون والوطن " ص 200 .
([155]) انظر : العظمة " العلمانية تحت المجهر " ص 181 .
([156]) انظر : أركون " القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني " ص 17 .(1/1402)
([157]) انظر : حسين أحمد أمين " الاجتهاد في الإسلام " ص 23 نقلاً عن د . عمارة " الإسلام بين التزوير والتنوير ص 218 .
([158]) انظر : أبو القاسم حاج حمد " العالمية الإسلامية الثانية 2 / 497 ، 498 وانظر : " البعد الزماني والمكاني وأثرهما في التعامل مع النص البشري 116
([159]) انظر : أركون " من القرآن إلى التفسير الموروث " ص 83 ، 84 .
([160]) أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 207 . يميز أركون أيضاً بين ثلاثة أنواع من الإيمان : الإيمان التقليدي البسيط والإيمان الواعي التاريخي ، والإيمان الأسطوري العاطفي ، أو الإيمان الحق والإيمان الباطل الزائف انظر : أركون " من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي " 50 – 51 .
([161]) انظر : أركون " مجلة الكرمل " ص 39 عدد 34 / 1989 م . . وانظر : " من فيصل التفرقة إلى فصل المقال " " ص 9 .
([162]) انظر : محمد شحرور " نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي " ص 31 والدكتور حامد طاهر يكرر ذلك كثيراً في كلية دار العلوم .
([163]) انظر : العشماوي " جوهر الإسلام " ص 109 ، 121 .
([164]) سورة البقرة آية 62 .
([165]) انظر : السابق ص 127 و وله : " أصول الشريعة " ص 100.
([166]) انظر: د. أركون " نافذة على الإسلام " ص 60 وله أيضاً " الفكر الإسلامي : نقد واجتهاد ص 84 .
([167]) انظر : د. عبد المجيد الشرفي " لبنات " ص 101 .
([168]) انظر : كوليز " الله في الفلسفة الحديثة " ص 333 ، 334 .
([169]) د . حسن حنفي " التراث التجديد " ص 54 .
([170]) انظر : د. شحرور " الكتاب والقرآن " ص 496 وانظر : الشيخ عبد الرحمن حنبكة الميداني و " التحريف المعاصر في الدين " ص 202 .
([171]) سورة ص آية 5 .
([172]) انظر : د . حسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 54 – 57 والاستشهاد بالآية منه طبعاً .(1/1403)
([173]) انظر : د . حسن حنفي " من العقيدة إلى الثورة " 2 / 92 – 93 ، 112 –113 . " الصفات في الإنسان على الحقيقة وفي الله على المجاز 2 / 602 وانظر 2 / 604 2 / 112 – 113 ، 114 ، 630 أما أن تكون الصفات في الله على الحقيقة وفي الإنسان على الحقيقة فهو مستحيل بنظر د . حنفي . انظر : السابق 2 / 601 وانظر : التأويل في مصر ص 347 فما بعد .
([174]) انظر : حسن حنفي " حوار المشرق والمغرب " ص 72 ،
([175]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 282 وانظر : نوال السعداوي " المرأة والدين والأخلاق " ص 50 .
([176]) انظر : نصر حامد أبو زيد " النص ، السلطة ، الحقيقة " ص 135 .
([177]) انظر : مراد وهبة " ملاك الحقيقة " ص 299 .
([178]) انظر : الصادق النيهوم " الإسلام في الأسر " ص 82 .
([179]) انظر : السابق ص 81 .
([180]) انظر : السابق ص 82 .
([181]) انظر : السابق نفسه .
([182]) انظر : النيهوم " السابق " ص 106 ، 107 .
([183]) انظر : حنفي " في فكرنا المعاصر " ص 93 .
([184]) انظر : أركون ص 81 .
([185]) د . حنفي " من العقيدة إلى الثورة " 4 / 508 .وانظر أبو طالب حسنين " التأويل في مصر ص 374 .
([186]) د . حنفي " من العقيدة إلى الثورة " 4 / 600 .
([187]) د . حنفي " من العقيدة إلى الثورة " 4 / 601 .
([188]) د. حنفي " من العقيدة إلى الثورة " 4 / 605 .
([189]) انظر : تركي علي الربيعو " العنف والمقدس والجنس " ص 140 – 141 .
([190]) انظر : السابق ص 132 ، 138 .
([191]) انظر : وليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة ص40 .
([192]) انظر : إرنست رينان ص 343 .
([193]) انظر : زكي نجيب محمود " تجديد الفكر العربي ص 135 ، 136 دار الشروق – الطبعة التاسعة 1993 م .
([194]) انظر : علي حرب " نقد النص " – المركز الثقافي العربي ص 97 الطبعة الأولى 1993 – بيروت .(1/1404)
([195]) انظر : يوسف كرم " تاريخ الفلسفة الحديثة ص 14 ورمسيس عوض " الإلحاد في الغرب ص 39 .
([196]) انظر : السابق ص 15 و " الإلحاد في الغرب ص 39 .
([197]) انظر : برتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية ص 81 .
([198]) انظر : جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديثة " ص 133 ترجمة : فؤاد كامل – مكتبة الغريب – القاهرة 1973 د .ط .
([199]) انظر : جيمس كوليز "السابق " ص 136 .
([200]) انظر : جيمس كوليز " السابق " ص 133 .
([201]) انظر : جون هرمان راندال " تكوين العقل الحديث " ص 368 .
([202]) انظر : ارندال " تكوين العقل الحديث " ص 368 .
([203]) انظر : سبينوزا " رسالة في اللاهوت والسياسة " ص 368 . ترجمة د. حسن حنفي .
([204]) السابق ص 370 – 371 .
([205]) انظر : السابق ص 371 .
([206]) انظر : السابق ص 372 .
([207]) انظر : جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديثة " ص 140 وانظر : روبرت أغروس " العلم في منطوره الجديد " ص 79 ، 80 ويوسف كرم " تاريخ الفلسفةالحديثة " ص 56 .
([208]) انظر : يوسف كرم " تاريخ الفلسفة اليونانية ص 40 وانظر : ول ديورانت " قصة الفلسفة " ص 317 وزكي نجيب وأحمد أمين " قصة الفلسفة اليونانية ص 76 .
([209]) انظر : برتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 177 .
([210]) انظر : راندال " تكوين العقل الحديث "ص 440 .
([211]) انظر : برتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 183 .
([212]) انظر : يوسف كرم " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 142 .
([213]) انظر : جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديثة " 164 ويوسف كرم " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 179 .
([214]) انظر : يوسف كرم " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 177 .
([215]) انظر : جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديثة "ص 167 ويوسف كرم " تاريخ الفلسفة الحديثة ص 178 ، 179 .
([216]) انظر : كوليز " السابق " ص 170 .
([217]) انظر : كوليز " السابق " ص 172 .(1/1405)
([218]) انظر : وليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 202
([219]) انظر : روبرت أغروس " العلم في منظوره الجديد " ص 104 .
([220]) انظر : يوسف كرم – تاريخ الفلسفة الحديثة ص 175
([221]) انظر جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديثة " ص 61 ورمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 121 .
وجون حرمان راندال " تكوين العقل الحديث " ص 435 ، 436 يمكن الاطلاع على فكرة الدين الطبيعي في جاكلين لاغريه " الدين الطبيعي " ترجمة منصور القاضي – المؤسسة الحامعية للدراسات والنشر والتوزيع ط 1 / 1431 هـ 1993 م .
([222]) : انظر : جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديث ص 61 نشير إلى أنه ظهر في التاريخ من ينكر النبوة والوحي ونسب ذلك إلى البراهمة وهم قبيلة آرية سيطرت على الهند منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد انظر : أبو زهرة : الديانات القديمة ص 19 وقد أشار إلى إنكار البراهمة للنبوات جل المؤرخين والمتكلمين المسلمين ومن هؤلاء : الباقلاني " انظر " التمهيد ص 96 والإنصاف له أيضاً ص 61 " والبغدادي " انظر له أصول الدين ص 154 " وابن حزم " انظر الفصل 1 / 137 " والاسفراييني " انظر التبصير في الدين ص 89 والجويني " انظر له الإرشاد ص 257 والنظامية ص 61 والغزالي " انظر له الاقتصاد ص 95 " والشهرستاني " نظر له الملل والنحل 250 / 2 ونهاية الإقدام له ص 495 ، وابن رشد " انظر له مناهج الأدلة ص 209 " والرازي انظر له المحصل ص 308 والآمدي انظر له غاية المرام ص 318 .وأهم من كل هؤلاء البيروني الذي قضى في الهند قرابة عشرين عاماً انظر له " تحقيق ماللهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة ص 75 " وفي تاريخنا الإسلامي تعلق ابن الراوندي وأبو بكر الرازي بشبهات البراهمة انظر " في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيق لإبراهيم مدكور 1 / 87082 .
([223]) انظر : جون هرمان راندال " تكوين العقل الحديث " ص 438 .(1/1406)
([224]) انظر : برتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 106 ، 107 وانظر " مقدمة حسن حنفي لرسالة سبينوزا " رسالة في اللاهوت والسياسة ص 11 .
([225]) انظر : راندال " تكوين العقل الحديث " ص 440 .
([226]) انظر : رمسيس عوض الإلحاد في الغرب " ص 161 – 162 . ومن أعلام الديانة العقلية في بريطانيا نجد : ماثيو تندال : 1653 – 1733م وهو من أشهر التأليهيين الإنجليز بعد اللورد هربرت تشربري ، كتب كتاباً تحت عنوان " مسيحية قديمة قدم الخليقة " أو " الكتاب المقدس إعادة لنشر دين الطبيعة " ، في لندن سنة 1730م وهو كتاب توالت طبعاته ، واعتبره التأليهيون كتابهم المقدس وأطلق تندال على نفسه " التأليهي المسيحي " اعتقاداً منه بعدم وجود تعارض بين المسيحية والمذهب التأليهي ، وبأن المسيحية تطابق دين الطبيعة الخالد . انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 143 – 144 ووليم كلي رايت ص 220 . جون تولاند : 1670 – 1733م كتب كتاباً بعنوان : " مسيحية بدون أسرار " نشره سنة 1696م وهو متأثر بكتاب جون لوك " معقولية الدين المسيحي " اتُهم الكتاب بالهرطقة ، مما دفع مؤلفه إلى الهرب من إيرلندا إلى انكلترة واتُهم بإنكار التثليث وألوهية المسيح . انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 145 – 146 ووليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة ص 220 . ويعتبر – هذا - أبرز من عبر عن الأفكار التأليهية في عصره ، فرفض العناية الإلهية والوحي ، والنفس ، والمعاد . انظر :رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 151 ويوسف كرم " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 155 . شافتسبري : 1671 – 1713م الرأي عنده أن الهدف وراء الأخلاق هو الدفاع عما يمكن تسميته اللاهوت الطبيعي أو الدين الطبيعي ، وليس عن الأخلاق المستمدة من أية قوى غيبية أو خارجية ، فالدين الطبيعي يختلف عن الدين المنزل في أنه مبادئ تستند إلى قوانين الطبيعة ونواميسها انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص(1/1407)
152 ووليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة "ص 218 . واعتبر شافتسبري أن ارتباط فعل الخير بالثواب في الآخرة فيه نظرة نفعية تتنافى مع المسيحية الحقة ، ويسخر من دعاة الفضيلة الذين يؤسسون دعوتهم على أساس من الإيمان بالتنزيل ، والحق بنظره أن الأساس هو أن نظرة الإنسان السليمة تدفعه إلى فعل الخير . انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 154 .ويرى أن الفكر الديني التقليدي من ألد أعداء الدين الحق ، والمقصود بالدين الحق في نظره هو الدين الطبيعي لأن الدين التقليدي يدعو إلى الإيمان بالمعجزات ، وانتهاك قوانين الطبيعة ، ونظام الكون في حين أن دين الطبيعة ينبني على أساس التجانس والتناغم والتوافق الموجود في الكون انظر : " السابق " ص 155 . ولعلنا هنا نتذكر سبينوزا . ومما يدل على نفوذ – هذا - في عصره أنه تأثر به فولتير ، ولسنج ، ومندلسون ، وهيردر ، إلى جانب كل من ليبنتز وديدرو . انظر : السابق ص 153 . توماس بين 1737 – 1809م : ارتبط اسمه بالمذهب التأليهي ، وتتضح زرايته بالدين المسيحي في كتابه " عصر العقل " الذي ظهر أول جزء منه عام 1793م ، والرأي عنده أن العهد القديم مليء بقصص الفحش والتهتك ، والعهد الجديد مليء بالمتناقضات ، وقد بلغت حماسة المؤمنين بأفكار " بين " مبلغاً دفعهم إلى إطلاق اسم الكتاب المقدس الجديد على كتابه " عصر العقل " ويرون أن مجرد اقتنائه دليل على التحضر . انظر : السابق ص 158 – 161 ووليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 240 . يقول " بين " في كتابه عصر العقل : "" في جميع الأديان التي تم اختراعها لا يوجد دين أشد إهانة لله القدير ، ومدعاة لجهل الإنسان ، وأكثر عداوة للعقل وتناقضاً مع ذاته من ذلك الشيء المسمى بالمسيحية "" رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 162 . ويلخص بين إيمانه بما يلي "" أؤمن بإله واحد ، وآمل في سعادة تتجاوز الحياة على الأرض ، وبالمساواة بين البشر ، كما أؤمن بأن(1/1408)
واجبات الدين تتلخص في تثبيت العدل والمحبة والرحمة والسعي إلى إسعاد جميع زملائنا في الخليقة "" انظر : رمسيس عوض " السابق " ص 163 . ويمكن مراجعة أفكار الفلاسفة السابقين حول الدين الطبيعي في : جاكلين لاغريه " الدين الطبيعي " ص 119 فما بعد ترجمة : منصور القاضي – المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ط1 / 1993 .
([227]) انظر : السابق ص 186 ووليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة "ص 235.
([228]) انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب "ص 187 .
([229]) انظر : السابق ص 178 ، 179 .
([230]) انظر : ول ديورانت " قصة الفلسفة " ص 289 .
([231]) انظر : وليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 233 .
([232]) انظر : جيمس كوليز " الله في الفلسفة الحديثة "ص 213 .
([233]) انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 182 وبرتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية ص 298 .
([234]) انظر : لبراتراند رسل " تاريخ الفلسفة الغربية " ص 297 وله أيضاً : حكمة الغرب 2 / 145 .تردجمة : فؤاد زكريا – سلسلة عالم المعرفة – العدد 72 مطابع الرسالة – الكويت وانظر : وليم كلي رايت " تاريخ الفلسفة الحديثة " ص 233 .
([235]) انظر : ول ديورانت " قصة الفلسفة " ص 317 ترجمة : د . فتح الله محمد المشعشع – منشورات مكتبة المعارف – بيروت الطبعة السادسة د . ت .
([236]) انظر : جون هرمان راندال – تكوين العقل الحديث ص 446 .
([237]) انظر : السابق ص 462 . إن هذه العبارة الأخيرة تؤكد لنا كم عانت أوربا من الاختناق بين فكي الكماشة : الملوك ، والكنيسة مما دفعها إلى ردة فعل قوية تجلت فيما نرى من مذاهب وتيارات فكرية تسير في طريق العلمانية على المستويين اللذين عانت منهما : السياسة والدين .
([238]) انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 176 ، 172 – 173 .
([239]) انظر : د. عبد الوهاب المسيري " موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية " 1 / 354 – 355 .(1/1409)
[240]) ( انظر : السابق 1 / 209 – 210 .
([241]) انظر : زالمان شازار " تاريخ نقد العهد القديم " ص 88 ترجمة : أحمد محمد هويدي ، تقديم ومراجعة : محمد خليفة حسن ، المجلس الأعلى للثقافة 2000 م القاهرة د.ط .
([242]) انظر : زالمان شازار " السابق " ص 88 .
([243]) انظر : سبينوزا " في اللاهوت والسياسة " ص 266 و د . محمد عبد الله الشرقاوي " في مقارنة الأديان " ص 65 . دار الجيل بيروت – مكتبة الزهراء بحرم جامعة القاهرة –ط 2 / 1410 هـ 1990 م .
([244]) انظر : سبينوزا " رسالة في اللاهوت والسياسة " ص266 ، .
([245]) انظر : سبينوزا " رسالة في اللاهوت والسياسة " ص 269 – 271 .
([246]) انظر : السابق ص 341 .
([247]) انظر : السابق ص 330 – 344 يقول لوقا في بداية إنجيله " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب إليك على التوالي أيها العزيز ثاوفيلس، ولتعرف صحة الكلام الذي علمت به" لوقا 1 –4 .
([248]) انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 117 .
([249]) انظر : رمسيس عوض " السابق " ص 117 ، 118 .
([250]) انظر : رمسيس عوض " السابق " ص 118 وانظر : د . محمد خليفة حسن " اتجاهات نقد العهد القديم ص 94 .
([251]) انظر : زالمان شازار " تاريخ نقد العهد القديم " ص 105 ود . محمد خليفة حسن ود . أحمد محمود هويدي " إتجاهات نقد العهد القديم " ص 94 .
([252]) انظر : زالمان شازار " تاريخ نقد العهد القديم " ص 105 و د . رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " ص 118 ود . محمد خليفة حسن ود . أحمد محمود هويدي " اتجاهات نقد العهد القديم " ص 94 .
([253]) انظر : زالمان شازار " السابق " ص 105 ود . محمدخليفة حسن و د . أحمد محمود هويدي " السابق " ص 94 .
([254]) ول ديورانت " قصة الحضارة " 2 / 367 .(1/1410)
([255]) انظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " 118 .
([256]) انظر : انظر : زالمان شازار " تاريخ نقد العهد القديم " ص 131 - 141 .
([257]) انظر : السابق ص 131 .
([258]) انظر : السابق ص 147 .
([259]) انظر : أركون " تاريخية الفكر " ص 218 .
([260]) انظر : السعيداني " إشكالية القراءة " ص 19.
([261]) انظر : أركون " قضايا في نقد العقل الديني " ص 182 .
([262]) انظر : فتحي القاسمي " العلمانية وانتشارها شرقاً وغرباً " ص 15 .
([263]) انظر : السابق ص 27 .
([264] ) أعني رغبتهم في أن يروا آخر ملك مشنوقاً بأمعاء آخر قسيس .
([265]). يقول أبو زيد : "" إن مثل هذا المنهج [ يقصد المنهج السلفي ] إن اكتملت له أدوات البحث المنهجي من الدقة والاستقصاء بمثابة ديالكتيك هابط ، في حين أن منهج هذه الدراسة [ يقصد دراسته هو ] بمثابة ديالكتيك صاعد "" انظر : نصر حامد أبو زيد " مفهوم النص " ص 29 .
([266]) عنوان كتاب لـ جمال البنا .
([267]) انظر : الهمداني . القاضي عبد الجبار / المغني 9 / 5 .
---
الكشاف
07-10-2006, 11:27 AM
بحث ممتاز بارك الله فيك يا دكتور أحمد .
وقد قرأته قبل أسبوع أيضاً في العدد الأخير من مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر من جامعة الكويت .
عدد رقم 65
ننتظر مثل هذه البحوث القيمة التي تزيدنا علماً بمثل هذه المناهج .
---
عبدالرحمن الشهري
07-11-2006, 10:55 PM
تعقيب :(1/1411)
هذه الحركات التي قدمنا موجزاً عنها بالإضافة إلى الفلسفات البنيوية والتفكيكية هي أبرز المرجعيات التي يتغذى عليها الخطاب العلماني في قراءته للإسلام عموماً والقرآن الكريم خصوصاً، وعلى ضوء ما قرأناه آنفاً من نصوص غربية يمكننا أن نفهم النصوص العلمانية العربية التي مرت معنا كقولهم : " ولذلك لا مانع من انتهاك القيم السائدة والخروج عليها من أجل تقدم المعرفة ([259])، وذلك بهدم الأسوار والحصون التي شيدها الفكر المستقيل والمنغلق على ذاته بسياج دوغمائي مجمَّد( [260])ولن يتم ذلك إلا بتطبيق منهجية النقد التاريخي على التراث العربي والإسلامي، لا بد أن تسير في نفس الطريق الذي سارت فيه أوربا، ولا بد أن تَهزَّ المسلمين، ولا بد أن يدفعوا الثمن ([261]). فلا بد لنا من إزالة كثير من العقبات الكأداء التي تصرفنا عن سبيل الرشاد سبيل الحداثة ([262])، ولن ينفعنا تحفظَّنا أو توهُّم مقاومة هذا التيار الحداثي انطلاقاً من مقولات مهترئة، وثوابت لا يصدقها العقل، وإن مالت إليها عاطفتنا الدينية ([263]).
وأحسب أنه قد آن لنا أن نقول : لقد قرأ الأوربيون كتابهم المقدس وواقعهم المُجهَض قراءة صحيحة واستطاعوا عبر مئات السنين أن يخلصوا إلى نتائج تتلاءم مع العالم المشهود المُعطَى للإنسان ، ودفعوا بعقولهم إلى أقصى ما يمكن لاكتناه حقيقة واستثمار منفعة هذا العالم . وأظن أن ما قاله كل من ديدرو وفولتير يلخص الحقيقة تلخيصاً كافياً ([264]).
والعلمانيون العرب يتطلعون إلى هذا المثال، ويحلمون بهذه الآمال، فهل سينعمون بالوصال ؟ !(1/1412)
جزى الله أبا أسيد خير الجزاء على هذا البحث القيم ، الذي يعري مثل هذه الأهواء والاتجاهات التي هدمت كل ما يعتقده أهل الأديان السماوية ، وسخرت منه . وأسأل الله أن يعين الدكتور أحمد الطعان وإخوانه من علماء الإسلام وباحثيه في أنحاء العالم الإسلامي للتصدي لهذا السيل الجارف من الإلحاد والردة عن الدين ، والهدم لثوابت الإسلام بحجج التقدم والتنوير والحداثة . وما أجدرنا بالاتحاد والتضامن فيما بيينا عبر مختلف الوسائل الممكنة لتدارس مثل هذه القضايا والتحذير من هؤلاء المرتدين عن دين الأمة ، ورد طعونهم في القرآن الكريم ، وكشف زيف ما يدعون إليه وما يكتبونه مخفين نواياهم تحت عبارات ومصطلحات غامضة يظهر للدارس من أمثال الدكتور أحمد جذورها الغربية والوثنية .
نسأل الله أن يعين أهل الحق والعلم على الانتصار للإسلام والقرآن ، ورد الشبهات والكيد عنه ، فمَنْ عرف الحقَّ عزَّ عليه أن يراه مظلوماً .
---
رضا التومي
08-12-2006, 06:05 PM
بارك الله فيك يا دكتور أحمد .
بحث عظيم و مهم جدا جدا , لقد استفدت منه كثيرا , لاهتمامي بمثل هذه الأبحاث التي تعرّي هؤلاء القوم , خاصة و أن الشبكة الالكترونية أصبحت مجالا أرحب لنشر أباطيلهم فيها .
أرى أنه من الواجب علينا نشر مثل هذه الأبحاث في الشبكة و في مجالسنا فالمرحلة التي نمر بها حساسة جدا .
غفر الله لك يا دكتور و لوالديك و زادك علما نافعا و عملا صالحا .
واصل بارك الله فيك .
---
صادق الرافعي
08-25-2006, 12:28 AM
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه، وأما بعد:
بارك الله فيك يا فضيلة الدكتور:أحمد إدريس الطعان فبمثل هذه الأبحاث يكشف عوار هؤلاء.
لا تدع قلمك يجف لحظة واحدة
---
ابو زيد
09-20-2006, 12:44 AM
أشكر الشيخ الطعان على هذه المشاركة ولي عدة ملاحظات تتلخص فيما يلي:(1/1413)
1-أظن أن الطريقة التي أنتهجها في ما كتبه غير مجدية حيث سيطر عليها العرض الطويل من غير نقد .
2-و أقول إن من الديانة أن يكون نسبة النقد البناء أعلى من العرض إذ يكفي عرض العلمانيين لهذه الأفكار في كتبهم فلماذا نأتي نعرضها لهم باسم الدفاع عن الدين من غير نقد؟
3-المشاريع الفكرية المطروحة في ساحتنا الثقافية كثيرة تتطلب نقدا علميا معمقا مع تجاوز الطريقة العرضية التي مع الأسف تشغل خطابنا الإسلامي المعاصر
4- نحن في حاجة إلى مشاريع فكرية مناقضة - لما يطرح في خضم تلك المشاريع من إشكاليات/شبهات - تتسم بتأصيل وحسن النقد تنتهج منهجية ابن تيمية في عرض الشبهة و نقدها نقدا علميا يأتي عليها من أصولها ثم يتم البناء لفكرة جديدة وضاءة يجد فيها قارئها علما جديدا ينتفع به لا بالطريقة الأكادمية المعاصرة التي تغرق في العرض فتكون محصلة البحث عرض للفكر المنحرف بلا نقد.
5- النقد أمر محتم يجب على من تصدا لهذه الأفكار(فإن جودة العلم لاتتكون إلا بجودة النقد.و لولا النقد لبطل كثير علم ، و لا ختلط الجهل بالعلم اختلاطا لا خلاص فيه... ) المتنبي ص/467 لمحمود محمد شاكر
---
أحمد الطعان
09-20-2006, 04:17 PM
الأخ الفاضل أبو زيد تحية طيبة وبعد :
لعلك قرأت شيئاً من البحث ولم تقرأه كله ولذلك لم تصل إلى النقد ...
كذلك ربما لم تقرأ المقدمة ...
أما أن يكون النقد حصراً بمنهجية ابن تيمية رحمه الله فهذا تحجير لواسع ...
جزاكم الله خيراً وشكراً على الاهتمام والمشاركة
---
ابو زيد
09-20-2006, 08:05 PM
الشيخ الطعان حفظكم الله لعلك استعجلت ولي هنا عدة نقاط: ( وهناك رد مفصل ينزل قريبا على هذا الموقع إن شاء الله)
1-لست أدري كيف علمت أني لم أقرأ البحث و الحقيقة أني فرأته كله من أوله إلى آخره غير القراءة المتكررة لبعض المقاطع منه كما أني قرأت كل الإحالات الواردة في آخر البحث.(1/1414)
2-أما المقدمة فقد قرأتها عدة مرات و لتي أبنت فيها المنهجية المتبعة في بحثك فأنت قلت: ( كما أنني لم أُعن في هذا البحث بمناقشة هذه الأطروحات لأسباب ثلاثة :
الأول : أنها دعاوى مجردة عن الاستدلال فهي مزاعم كبيرة جداً بدون أي محاولة للبرهنة .
والدعاوى إذا لم يقيموا ** عليها بينات أصحابها أدعياء ....)
ثم أردفت قائلا:( وأن يكون منهجي هو المنهج الوصفي الكشفي التركيبي حتى لا أُتَّهم بالتجني والتحامل . )
ثم قلت قريبا من نهاية بحثك: (أنا في الحقيقة أتبنى هنا موقف القاضي عبد الجبار ([267]) حين قرر أنه في كثير من الأحيان يغني عرض المذهب عن الرد عليه، وذلك لوضوح فساده وتناقضه إذا ما عُرض على الأسس والقواعد المعلومة من الدين بالضرورة . وخصوصاً إذا حاكمنا الموقف العلماني من خلال المآل الذي خلُص إليه في تزوير الصورة الجوهرية للإسلام، ومن خلال التركيبة المنهجية الملفقة والمناقضة في ذات الوقت لمقاصد الإسلام ومراميه.)
3- هذه المنهجية تتسم بالسلبية الفكرية و هي إعلان الإنسحاب مبكرا من المعركة الفكرية التي كان يجب أن تخاض بعد إكتمال العدة و الآليات المناسبة بدلا من حشر الشبهات و الإشكاليات حشرا لا يتوافق مع المنهجية التي رسها القرآن الكريم و السنة النبوية و هدي السلف الصالح.
3- أما منهجية ابن تيمية النقدية فلها حديث آخر.
و تقبلوا تحياتي.
---
أحمد الطعان
09-20-2006, 09:18 PM
الأخ الفاضل أبو زيد :
أشكر لك اهتمامك وقراءتكم للبحث بحد ذاتها تثلج صدري وتدل على الاهتمام ...
ولكن هناك نوعان من الر د : رد تفصيلي يتناول كل كلمة تفوه بها العلمانيون بخصوص الإسلام ، وهناك رد إجمالي(1/1415)
لا يعنى بالتفاصيل وإنما يركز على الجذور والأبعاد ... وفي هذا البحث ركزت على الرد الإجمالي المتمثل في كشف الأسس التي اعتمد عليها العلمانيون وكان ذلك في المبحث الثالث وعنوانه المرجعية النقدية للمسخة العلمانية وكذلك في التعقيب الأخير والخاتمة ... كذلك كان الهدف من البحث كما هو موضح في المقدمة هو بيان التناقض بين القول والفعل في الخطاب العلماني فما يقولونه لا يتفق مع ادعائهم أنهم مسلمون ، ثم يكشف البحث عن التلاعب والعبث الشديد بأصول الدين والتي لا يتوقع أحد أن العلمانيين يمكن أن يصلوا إلى هذا المستوى في العبث وقد صرح كثيرون ممن قرأوا البحث باندهاشهم لهذه الوقاحة التي يتحدث بها الخطاب العلماني وباسم الإسلام أيضاً ...
هذا فضلاً عن أن طريقة البحث هي طريقة تركيبية ولا أعني بذلك أنها تلفيقية بمعنى أن كل علماني هو جزء من صورة وبالتالي المشاهد لا يرى الصورة كاملة وإنما يرى جزءاً منها فقام البحث بوضع القطع مع بعضها واكتملت الصورة أمام القارئ ... فهو يشاهد المنظومة العلمانية كاملة أمامه ... بالإضافة إلى طريقة العرض التي تحتوي في تراكيبها على كلمات خاطفة لافتة للنظر وداعية إلى التأمل ...
أما بالنسبة لما قلته من أنني لم أعن بنقدها وكذلك استشهادي بقول القاضي عبد الجبار فهو جاء دفعاً للملام حول النقد التفصيلي الذي لا أرى أن المقولات العلمانية تستحقه لأنها مجرد ادعاءات بدون استدلال ...
وشكراً لكم وبارك فيكم وأنا بانتظار بحثكم بشوق وأرجو ان يقوم لي خطئي ويصوب لي زللي أو يكمل لي جهدي
والسلام عليكم ورحمة الله
---
(1/1416)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد- للدكتور أحمد خيري العمري
---
الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد- للدكتور أحمد خيري العمري
---
عزام عز الدين
11-11-2006, 04:42 PM
عرض الشيخ معاذ الخطيب الحلقة الاولى
أمام إلحاح أطفالي نقعت في الماء بعض بذور البطيخ الأصفر (الشمام) والذي له طعم مثل العسل! وقد أخذت البذور من (بطيخة) نادرة الطعم زكية الرائحة، ثم زرعناها في وعاء خاص ، وبعدها ظهرت وريقات صغيرة استحالت إلى نبات فتي يملأ العين خضرة وبهاء! وبقينا ننتظر الأزهار التي تعقبها الثمار الشهية ، ولكن عبثاً! ومنذ أيام ودعنا آخر عرق أخضر فقد ماتت نبتتنا! ومع ذلك الوداع أدركت جهلي! فذلك النبات أميركي! وصممت بذوره خصيصاً لتنبت مرة واحدة، وواحدة فقط ، وإلا فكيف سندفع (كأمة) كل سنة مئات ملايين الدولارات ثمناً لبذور جديدة !
أمتعني جداً (بقدر ما أقلقني) كتاب ممتاز ألفه الكاتب المفكر والطبيب أحمد خيري العمري ، وسماه (الفردوس المستعار والفردوس المستعاد) وقد تفضل مشكوراً بإهدائي نسخة منه، ومن ذلك الكتاب علمت لماذا لاتنبت البذور مرتين!
يذكر الأستاذ العمري أنه في عام 1915 حصل ماغير وجه العالم ، فقد حصل إفراط في الإنتاج ، وتكدست البضائع ، فقلت أرباح الرأسماليين الذين التجئوا إلى هنري فورد (1863-1947) فأحال الأمر إلى قسم الدراسات الاجتماعية ، وبعد مداولات عاصفة خرجت مؤسسة فورد باقتراحين مذهلين : الأول : تقليل ساعات العمل من 60 ساعة في الأسبوع إلى 48ساعة! وزيادة الأجور!! وبالتأكيد لم تكن مؤسسة فورد غبية بل في غاية المكر والدهاء!(1/1417)
كان الهدف هو إيجاد وقت للراحة والترف! وبالتأكيد فيجب أن تكون الجيوب ممتلئة! وإذا وجد الفراغ والمال فشيطان التسوق هو ثالثهما من دون جدال. [منذ فترة افتتح عندنا في الشام مركز تجاري ضخم لم يجد أصحابه إلا عبارة في غاية السماجة والعامية للدعاية له وهي: ( كتير كتير تسوق) مع صور غريبة تناسب سكان مونت كارلو ونيس (الأتقياء) في الستينات!].
كان فورد عدواً لدوداً للحركات العمالية، ولكنه كان أدهى منها بكثير ، فأوقع الكل في فخ الاستهلاك ، وببعض الدعاية المغرية كالتخفيضات الموسمية والتقسيط المريح استطاع فورد وخلفاؤه انتزاع بقية المدخرات التي وفرها العمال المساكين.
عدت لأنظر في كتاب الفردوس المستعار والفردوس المستعاد فوجدت أنه قائم على ثلاثة محاور أساسية: أولها يتحدث كيف أن المواجهة مع المنظومة الأميركية ليست مواجهة عسكرية بل إن هناك ديناً أميركاً لم يبدأ عمله عند سقوط بغداد بل هو سرطان متغلغل في كثيرين ، والصراع العسكري وجه واحد لصراع حضاري وقيمي يطرح نفسه كدين بالمعنى العميق وهذا كله في مواجه فرد مقموع ومهزوم ومكبوت في طاقته الإنسانية كلها [جزى الله الحكام ماهم أهله]، ولم يعد الدين (الأميركي) حكراً على أميركيين وطنيين حتى العظم! بل أصبح له ملايين الأتباع الذين يحملونه حتى وإن لم يدركوا ذلك! ومادام لكل دين إعجازه فقد كانت معجزة الدين الأميركي منبعثة من روحه (أي حسية صرفة) تقدم إبهاراً تقنياً يشل قدرات الفرد ويقضي على أي جدال أورفض .(1/1418)
يرسل إلينا الدين الأميركي كل يوم ملايين الرسائل عبر الإعلام والتحليلات والتربية والثقافة والأجهزة التقنية، والتقدم العلمي والمخترعات ووسائل الاتصال والتعبير والمؤسسات والخدمات والترفيه وحل المشاكل ... وهو دين لايصطدم مع أحد ولا يحارب العقائد مباشرة ولكنه يزحف ببطء مخيف مكتسباً مواقع ثابته يصعب جداً إعادة التمكن منها ، والأمكر أنه لايعارض العبادة ولا يمنع أحداً من مزاولة ما يعتقد ، بل يهنئ ويفتح الأبواب ويبارك ويصافح بينما يفرغ القيم الأساسية ليضع قيمه هو ومبادئه ونظرته وعقليته بل يسكب روحه سكبا في كل مفصل فيناً.
لب هذ الدين قائم على فكرة الحلم الأميركي من الرفاهية والترف والعيش في جنة السلع الأرضية.
وكما أفرغ فورد جيوب العمال المساكين ، فقد أفرغ الدين الأميركي الأرض من قيمها ، فأوحى لها أن التقدم إلى الفردوس (المستعار والوهمي والمزيف) رهن بخلاصها من الفردوس الآخر (وهو القديم والموروث والممل ).
[إن النزهة القصيرة التي قرر الدين الأميركي ومنظومته العسكرية أن يقوم بها لمدة أسبوعين في بغداد! لتحريرها من الطغيان البعثي كانت فردوساً مزيفاً ، ولم يدرك سدنة الدين الأميركي أن هناك فردوساً آخر استطاع الذين يريدون استعادته أن يبقوا القوات الأميركية تغرق في الوحل العراقي خمس سنوات عجاف ولا يعلم إلا الله عواقب ما ستأتي به الأيام].
فردوسنا الذي فقدناه (أخلاقاً وديناً وعادات وترابطاً اجتماعياً ومروءة وإنسانية) يضع الدين الأميركي بديلاً عنه فردوساً مستعاراً ، خلفه أعلى معدلات الاغتصاب في العالم وأكثر نسب الاعتداء على المحارم ،وأعلى نسبة طلاق وأكبر نسبة جريمة وإدمان مخدرات وكحول وسرقة وقتل وعيادات نفسية وتفكك عائلي ومآوي عجزة وتفكك اجتماعي وخواء روحي ...) .(1/1419)
بعد ذلك يتحدث الكاتب عن أن الخروج من الجنة (والذي تتفق عليه أدبيات الأديان الكبرى) قد اعتراه التشويش ، وقامت هوليود بتحويل الأمر إلى موضوع جنسي! بينما كان الأمر حداً يتأدب به البشر وتتدرب به النفس فلا تجمح نحو تدمير ذاتها، ومن آدم إلى إبراهيم إلى محمد صلى الله عليهم جميعاً كانت هناك دائماً ضوابط للتوازن وإخراج من الحضيض وإعادة توجيه نحو الفردوس الحقيقي الذي لا يجوز أن نتوه عنه.
وكما لكل دين ثوابته وأركانه فللدين الأميركي أركانه أيضاً! وهي : المادية والفردية والاقتصاد الحر والاستهلاك والعيش (الغرق) في الحاضر!
الركن الأول قديم قَوي في القرن الخامس الميلادي ثم خفت بانتشار المسيحية، وعيب الدين الأميركي أنه لا يجعل المادة مكوناً من المكونات الحضارية وفقط ، بل أنه يندر قيام حضارة ارتكزت على عنصر واحد مثلما فعلت الحضارة الأميركية [وهو ماسيجعلها تتآكل ذاتياً في المستقبل] وكل الأسئلة جوابها : المادة والطاقة، أوقل : الحواس الخمس! فهي الرؤية الأكثر تبسيطاً لأكثر الأمور تعقيداً! ، إنهم بالضبط كما يقول تعالى : (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) (الروم:30/7)، ويشير الكاتب إلى أمر خطير ، وهو أننا نقول أن هناك توازناً في الإسلام بين المادة والروح ، فنجعلهما قسيمين، والأمر ليس كذلك فعالم المادة جزء ظاهر من عالم غير مرئي وأرحب بكثير ، وهو عالم الغيب ، فلا تناقض ولا تصادم ولاتوازن ولا تعادل ولا تساوٍ ، إنما جزء صغير ظاهر من جزء أعظم غير ظاهر ، فهل نؤمن بالأول لأننا نراه وننكر الآخر لأننا لا نراه (مادياً).(1/1420)
مع أن ألأميركيين ليسوا هم الذين اخترعوا الفلسفة المادية لكنهم عاشوها ومضوا إلى أعمق غور فيها! وهنا برزت النفعية (البراجماتية) كفلسفة ميزت أميركة وهي أهم إضافة سلبية قدمها الأميركان إلى الحضارة عندما شطبوا كل الأديان والمذاهب والفلسفات ووضعوا معياراً جديداً ، فكل شيء ليست له قيمة مالم تكن له نتيجة عملية على أرض واقع مؤلف من بعدين وحواس خمس فقط! [انتبه : لعلك تحمل هذا الوهم طيلة حياتك وأنت لاتدري].
ليس المهم الصواب والخطأ ، الخير والشر ، الحرام والحلال ، الألم والشقاء ، المهم فقط المنفعة المادية الآنية! [ومن أجل ذلك فبدهي أن تباد حضارة الهنود الحمر ويقتل عشرات الملايين ، وأن يستعبد ملايين الأفارقة بعد خطفهم من أفريقية ، وأن تدمر هيروشسيما وناغازاكي بالقنابل النووية ، وأن يكذب بقصة الأسلحة النووية العراقية سنوات بعد حصار ظالم لشعب العراق استمر عشر سنوات وحصد مئات الألوف من الأطفال الأبرياء وسبب من الويلات والنكبات مالا يحصيه عد ، وبدهي أن تنزل القوات الأميركية في أفغانستان ثم العراق وغداً دارفور وربما بعده لبنان أو سورية (لاسمح الله) وإدارتهم تكذب وتكذب وتكذب وتتحدث عن الإرهاب وهي ترمق النفط وتتحدث عن الديمقراطية وهي تريد ضمان الاستقرار لحليفتها التوراتية (إسرائيل) ، وتتحدث عن الاستقرار ، وقد سفكت في شعوب الأرض كلها الملايين من الدم البرئ الحرام].
[دهشت جداً منذ أيام لطالب غربي أتى يسألني عن بعض الأمور في الإسلام ، فقلت له : هل أنت تبحث عن الأمر لأهداف أكاديمية أم شخصية؟ فأجابني ببراءة : سأخبرك عن تفكيري حول الدين : إنني لست أتبع أي دين فإذا قال الناس أن هناك خالقاً وجنة وناراً ويوماً آخر فأنا أقول بذلك ، وإذا هم أنكروا كل ذلك فأنا معهم!! وهو مثال سافر عن البراجماتية العجيبة].(1/1421)
وهناك من سيقول (متفلسفاً) : إن الله تعالى يقول أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وسيطرب أتباع الدين الأميركي لهذا الاكتشاف! غافلين عن الفرق الأساسي بين النفع الشرعي الذي هو للناس ، والنفع الأميركي الذي هو للذات (وهذا له علاقة وثيقة بموضوع أخطر إذ لايوجد متبع للدين الأميركي إلا ويحمل جراثيمه، وهو عبادة الذات! مما سنركز عليه لاحقاً)].
[من النتائج الطبيعية للدين الأميركي وبراجماتيته أن ينظر الأفراد على مصالحهم التجارية فيرفضون المقاومة ضد الاحتلال لأنها لا تعين على الاستقرار الاقتصادي ، ويقبلون الاحتلال لأن الخسائر – ضمن الحواس الخمس- أقل من خسائر المواجهة] .(1/1422)
أعان على الفلسفة النفعية رواد مثل سبنسر (منتصف القرن التاسع عشر) وخلاصة نظريته الماكرة جداً (وهي داروينية اجتماعية سابقة للداروينية البيئية التي أتى بها دارون) أن القوي يأكل الضعيف في البيولوجيا ، والغني يأكل الفقير في عالم الأفراد ، وتغيير ذلك سيؤخر تطور البشرية [ضمن رؤية سبنسر للبشرية] ، [من النتائج العملية أن إبادة شعوب بكاملها إنما هي عملية تنظيف ، لذلك لم يستطع الرئيس كلينتون إلا الاعتراف بتقصير الإدارة الأميركية الشديد في إيقاف مذابح التوتسي والهوتو والتي ذهب ضحيتها أكثر من مليون إنسان ذبحوا بالسيوف والفؤوس! فلا نفط عندهم ولا مصالح اقتصادية ، وموتهم سيخفف بعض الجهد عن كاهل البشرية-الأميركية- ، ونستطيع بسهولة أن نرى تلك المعاني في الأفلام الأميركية ، والتي عمادها القتل والجريمة ، فبعد انتهاء مهمة العميل يمحق ويقتل مثل حشرة فقد انتهت مهمته ، ولم يعد منه نفع حتى لولم يكن خائناً ، فقد أدى وظيفته ، ونفعه –ضمن الحواس الخمس- وليس له أي كرامة كإنسان ، ويمكن للإنسان أن يكون عطوفاً على والديه إلى حد معين ، وبعدها فدور العجزة هي المكان الطبيعي للوالدين ، إذ لا يوجد في الدين الأميركي أي شيء يمت إلى العمل لوجه الله أو الأجر الأخروي ، أو الحسنات والثواب ، والتوفيق في الحياة بسبب بر الوالدين].(1/1423)
[هناك أمر حيرني ، وهو أن كثيراً ممن يعيشون في تلك المجتمعات يحبون الخير ، وهناك من يدفع الملايين لتلك الأعمال ، وهذا حق لأن الفطرة البشرية لاتموت بهذه السهولة ، ولكن حاول أن ترى ذلك السخاء في حالة الضيق والقحط ، فهل ستجد أمة ممن قال الله فيهم : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة! أبداً فحالة البحبوحة والرغد هي التي تدفع لأعمال الخير إرضاء للنزعة الذاتية وفي أحيان أخرى بقصد المباهاة ، أما عند المحنة فتزول الطبقة البسيطة من الفطرة ، ويستيقظ وحش البراجماتية ، وليس أدل على ذلك ما حصل عندما انقطعت الكهرباء في نيويورك لبضعة ساعات فقط ، فقد حصل من السرقات والنهب والاعتداء على أملاك الناس مالم يسبق في تاريخ البشر (ومثله ماحصا في إعصار فلوريدا السنة الماضية الذي نهبت فيه بعض المدن بشكل غير مسبوق)، أما في بلادنا المتخلفة فمازلت أرى الناس في الأسواق القديمة يضعون غطاء بسيطاً على بضائعهم وأحياناً مجرد عصا صغيرة ، تعلن أن صاحب المحل ذهب إلى الصلاة والبيع متوقف الآن ، ولا أحد يسرق ولا أحد يمد يده رغم كثرة الفقر والحاجة، أما عندما تحصل نكبة أو مصيبة ، فمشاعر المؤازرة والمساندة والبذل في بلادنا تبدأ من الأقل مالاً فما زالت فيهم النخوة التي لا يوجد لها مرادف عند الاستهلاكيين ، وبالمناسبة فيوجد بيننا آلاف البراجماتيين –أتباع الديانة الأميركية- وهم لايحسون بما هم فيه ، ويذكرني حالهم بشكوى لأحدهم عن قسوة قلبه ، وبعدما سمعه أحد الحكماء قال له: سل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك!]
الركن أو الثابت الثاني في الدين الأميركي هو : الفردية :
مبدأ الفردية تشكل إطاره النظري عبر ثلاثة مفكرين : رالف والد إيمرسون (1803-1882) وهنري ديفيد ثورو (1817-1862) وألكس دي توكفل (1805-1859).(1/1424)
لقد هاجم الأولان كل النظم الدينية التي تدعو إلى غير الفردية ، وركزوا على أن الفرد هو القيمة الأولى والأهم في المجتمع ، وهو ينتمي لنفسه أولاً وأخيراً ، وليس من حق المجتمع أن يملي عليه تصرفاته وأفكاره ، ومن حق هذا الفرد أن يسلك أي سلوك يجلب له السعادة مهما كان مخالفا لتصور الآخرين في السعادة [ليست الانتحارات المشتركة والجنس والتحشيش الجماعي والاعتداء على المحارم واغتصاب الأطفال وتعذيبهم ، وإطلاق النار من المراهقين على أساتذتهم وزملائهم سوى مفردات بسيطة لهذا الفكر].
في كل إنسان نزعة فردية ولكن بالتربية والإيمان تصقل لتتحول إلى عامل إيجابي أو تبقى ضمن إطار لايؤدي إلى أضرار واسعة الطيف ، أما الفلسفة الفردية فهي منهج خطير ليس قائماً على إدراك دور الفرد بل يؤله الفرد ، فترى الفردية أن معيار الأخلاق والمبادئ يمر عبر الفرد ، وليس من واجبه أن يضحي من أجل غيره ، فالمجتمع صمم من أجل خدمتة ، والفردية لاتدعو للعزلة بل هي تنظيم جديد للعلاقة بين الناس قائمة على فرد مع فرد وليس علاقة فرد بمجتمع، [عند عقد الزواج الإسلامي يذكر العلماء أن العلاقة الزوجية ليست علاقة فرد بفرد ، بل مجتمع بآخر].
وماذا عن الفرد الضعيف؟ يقول إيمرسون: لايقل لي أحد أن لدي التزاماً تجاه الفقراء ، إنهم ليسوا فقرائي! [إن مايجري من أعمال الخير في المجتمعات الغربية قائم على الفردية أساساً ويبني عليها ، ولم يكن يوماً قائماً على العقد الاجتماعي ، أو الواجب الديني ، كما هو نظام الزكاة في الإسلام الذي يفرض على الأغنياء فرضاً إخراج الزكاة كي لايكون المال دولة في أيدي الأغنياء].(1/1425)
حققت الفردية دوراً إيجابياً في البناء الحضاري الأميركي بإطلاق طاقة الفرد [ولو على حساب أمور أخرى]. وانبثق منها مفهوم الحرية الشخصية التي كانت طعماً ساذجاً وقناعاً لممارسة الفردية ، وعندما يصبح الفرد مشرعاً لنفسه فمعنى هذا أن أكبر عدد من الأفراد إذا اتفقوا على شيء واحد فسيملكون حق التشريع للمجتمع بغض النظر عن أي شيء آخر! [أباحت إحدى الدول الأوربية للشاذين جنسياً تبني الأطفال!! لأن مجموع المصوتين في البرلمان مع القرار أكثر من المعارضين] وتهمس لك الفردية: أنت أهم شيء ، واقبل نفسك ، وباختصار كُن ذاتك ، فلا داعي لتعديل أي شيء في حياتك إلا مايوافقك [خرجت مظاهرة في نيويورك مرة تضم عشرات آلاف الشواذ وهي تنكر على الحكومة الأميركية تقصيرها في إيجاد الأدوية التي تسمح للشاذين باستمرار سلوكهم دونه أن يضطروا للوقوع تحت وطأة الإشكالات الصحية].
كرست الفردية نوعاً من افتتان المرء بذاته ، وبنت فيه نرجسية فائقة ، ومع الوقت نمت هذه الخصلة لتتحول إلى عبادة الذات، ويصبح الفرد هو مركز الكون! [وهذا الأمر في غاية الخطورة من الناحية الشرعية]: (أفرأيتَ من اتخذ إلههُ هواهُ وأضله الله على علم) (الجاثية45/23) ، وعندما تستقر تلك العبادة ستبدأ بإخراج الوثن الذي ستقود به جماهير السذج والمغفلين!
[نتوقف عند مثال واحد ، وهو هنا فني ولكن له نسخ تجارية وعلمية وسياسية] : تُسلط أضواء الأعلام ليلاً ونهاراً على بعض النجوم الذين هم دائماً في غاية الأناقة والوسامة والجاذبية والذين هم يمثلون النجاح الفردي الكاسح والعصامية في شق الطريق! والولع الموجه لهم هو ترميز لعبادة الذات [التي ينبغي للكل أن يتوجه إليها] ، وكل فرد في الجمهور يرى في النجم ذاته ، فهو يتقرب ويعبد ذاته من خلال الرمز النجومي الذي هو محض وثن يحرض عبادة الذات في النفس!(1/1426)
لابد من ربط الجمهور بأدق تفاصيل حياة ذلك النجم من نوع الصابون وكيف يحلق وكيف يحب وماذا يأكل [ليس لأنه قدوة صالحة ومعلم خير ، بل فقط لأنه فرد يوقظ في النفس وثنية الذات إلى أبعد حد] ، ثم تقام بعدها تصفيات للنجوم تهدر فيها حياة أولئك [الأفراد الخاسرين ، فهو مذبح وثني قديم تفترس السباع فيه العبيد ، ولا يحزن أحد على العبيد الضعفاء مادامت السادية والذات قد اشتفت بمنظر التوحش الكامن فيها ووحده المنتصر يحوز البطولة ، ويمكن لمن يهمه الموضوع أن يتابع مسيرة الحياة للنجوم الذين لا يستطيعون المتابعة كيف ينهار أكثرهم نفسياً بعد النجومية المتداعية أو ينتحرون أو يعيشون في وضع لا يحسدون عليه].
من آلاف المتقدمين يحصل انتقاء تدريجي يقوم به الجمهور مختاراً من يجسد نفسه [ أي ذاتيته و وثنه الداخلي] فلا منطق هنا ولا معيار ولا مُحدد إلا الذات والذات فقط وماتهوى ، ويزداد الحماس ويشارك في التصويت ملايين قد لا تشارك في انتخابات الرئاسة الأميركية نفسها، وكلما اشتد السباق تحول الأمر إلى هستيريا ليبقى اثنان في النهايةلابد أن يُصرع أحدهما [ضمن الطريقة المعاصرة لصراع الأسود والعبيد] ، وتقدم البرامج الأميركية ، والتي من أشهرها برنامج (الوثن الأميركي : American Idol) الذي يستقطب الملايين ، وسيصل الوثن الأخير الذي سيكون المعبود الحقيقي الذي يعبر عن حلم الملايين ومشاعرهم وآمالهم ، وسيكون حتى شكل حلاقته وثيابه وعطره بل وحتى مجونه المثل الأعلى لملايين الشباب في الأرض ، وستحلم بمثله ملايين المراهقات ، وسيكون مادة عبادة تتعبد لها الجماهير الغافلة وهي تقصد عبادة ذاتها!(1/1427)
هذا البرنامج الوثني لابد له من نسخة عربية ، [وربما عجب بعض أفاضل الدعاة والعلماء للشعبية الكاسحة لبرامج مثل (ستار ) وملايين المكالمات التي كانت تشارك في التصويت ] وربما بكى بعضهم واستنفر بسبب العري ، والوقت المهدور في أمة مذبوحة وللجيل المائع والتفاهة ، ولوعلموا الحقيقة الكامنة لعلموا أن الأمر أخطر بكثير فهو إقامة صرح ومعبد للوثنية التي تقوم على عبادة الذات والفردية التي هي ركن أساسي في قيم الفردوس الزائف المستعار.
[من نافلة القول أن كثيراً من البرامج التي انصبت فجأة مثل المطرعلى العالم العربي مثل البرمجة اللغوية العصبية وتطوير الذات وبقية تلك الكليشات البراقة ، إنماتحمل في أعماقها وبكل صراحة (الفكر الوثني الأميركي وعبادة الذات وفقط عبادة الذات) ورغم أننا ندعو إلى أخذ ماقد يكون فيها من بعض النقاط الإيجابية ، إلا أننا ندعو إلى الانتباه إلى الروح الكامنة فيها ، وخصوصاً في مجتمعات ممحوقة ثقافياً ونهمة وجائعة إلى كل جديد مهما كان فيه بسبب تعطيشها الطويل ، كما تعشعشع فيها النظم الشمولية التي يوافقها تماما نمو الذات لا لتتحد كقوة اجتماعية بل لتنمو بشكل فردي يزيد من تجذير الانفراد ، ويقضي على البقية الباقية من الجماعية التي تنحت النظم فيها ليلاً نهاراً لمصادرتها لصالحها وسحب أي تكتل جماعي ، ومنذ فترة قريبة جداً ذكر أحد كبار المشتغلين بحقوق الإنسان أنه تلقى تحذيراً من بعض الجهات الصديقة التي نصحته أن لايواصل النضال في وجه أحد الأنظمة الشمولية! لأن الولايات المتحدة ورغم العداء الظاهر مع حكومة ذلك البلد الديكتاتورية إلا أنها راضية في الأعماق عن ذلك النظام تماماً بسبب أنه لم يتوفر قط في المنطقة نظام استطاع أن يفكك البنية الجماعية لشعبه مثلما فعل ذلك النظام الشمولي! فتأمل يرحمك الله].(1/1428)
نعود إلى ماذكره مفكرنا النبيه الدكتور العمري ، لنرى التوجه القرآني حول الفردية والذاتية ، فنسمع نداء زكريا عليه السلام (رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) (الأنبياء21/89) ، إنه يريد كسر حاجز الفردية والانطلاق نحو الجماعة: (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رَغَباً ورَهَباً وكانوا لنا خاشعين) (الأنبياء 21/90) ، والقرآن لم يلغ الفرد بل أثبته ليكون الجزء الصالح من جماعة ، وليس وثناً مزيفاً ، كما نقف عند سؤال مؤثر في سورة البلد يخاطب الفرد (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) (90/5) لقد تصور المسكين ذلك فلم ير أبعد من ذلك ، وبقي في أسر حواسه (يقول أهلكت مالاً لبداً) (البلد90/6) ، [مازالت هناك طاقة جبارة في العالم الإسلامي يحتار الغرب في القضاء عليها وهي العمل لوجه الله والبذل والتعب لهذا الدين ، والعمل الطوعي الذي لا يبتغي الإنسان من وراءه جزاء ولا شكورا إلا رضا الله تعالى ، ويتحدث أستاذنا الدكتور عبد الكريم بكار عما تحييه ثقافة التطوع في النفس من أبعاد مهمة جدا، وضرورة استمرار تلك الثقافة بنيتنا الإسلامية -وهي بالتأكيد ليست ثقافة التطوع التي يركض إليها البعض ووراءها مؤسسات تنصيرية أو تغريبية تدعمها الأموال الهائلة من الخلف لتنشر فكراً تطوعياً غريباً غايته إرضاء( أي عبادة الذات) وليس العمل الخالص لوجه الله ] .(1/1429)
المال والمال وحده هو المحرك عند الفردي وعابد الذات ، الأرباح والخسائر ، ورغم أن الله قد جعل له عينين ولساناً وشفتين ، إلا أنه ظنها آخر المطاف ولم ينزع بها إلى ماوراء ظاهريتها المحدودة ولم يتجاوز العقبة التي كان يفترض بجوارحه أن تنهض إليها (فلا اقتحم العقبة) (البلد90/11) ، والذي هو (فكُّ رقبة* أو إطعام في يوم ذي مسغبة* يتيماً ذا مقربة* أو مسكيناً ذا متربة) (البلد 90/13-16) ، إنه العطاء والخروج من الذات والفردية القاتلة ، ليصبح جزءاً من الجماعة الصالحة ، ويكف عن فرديته التي ملأته فلم ير غيرها (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) (البلد90/17) ، لقد خرج من أسر الذات وانتمى إلى الجماعة عندما اقتحم العقبة.
لقد وصف القرآن الكريم الفرد بأنه ظلوم ، كفور ، وعجول ،وأكثر شيء جدلاً ، وهلوعاً ، و يطغى وهو كنود ، ويفجُر أمامه وهو في خسر ...
الإنسان ظلوم كفرد ولكن صلته مع الآخر ستوجهه نحو العدل
الإنسان عجول كفرد والجماعة تكبح عجلته
الإنسان كفور كفرد ولكن انتماءه للآخرين قد يجعله شكوراً
وهو جهول ينظر من زاوية ضيقة فإذا انتمى إلى الجماعة صار إدراكه أوسع
.... شيء واحد يجعله يخرج من أسر حواسه الخمسة ، ألا وهو البصيرة! قال تعالى : (بل الإنسان على نفسه بصيرة). (القيامة75/14) [يحضرني هنا عبارة للإمام سفيان الثوري رحمه الله يقول فيها : بصر العينين من الدنيا وبصر القلب من الآخرة وإن الرجل ليبصر بعينيه فلا ينتفع ببصره فإذا أبصر بالقلب انتفع].
البصيرة تخرج الفرد من أسر حواسه الخمسة التي لا ترى إلا الطعام والشراب والمال والنكاح والمصالح الضئيلة.
والمرهب في الأمر أن الله تعالى قد أحصى الناس (لقد أحصاهم وعدهم عداً) (مريم 19/94) ، وهم سيتابعون تلك الفردية (وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) (19/95).(1/1430)
وبينما تشكل الفردية جوهر الوثنية الحديثة ، تشكل الجماعة محور الحياة الصالحة ، [وواضح أن الضمير الجماعي هو معقد التوجه في تلك الحياة الصالحة ، وإذا أدركنا ذلك فهمنا لماذا يحرص الإسلام على عدم الوقوع في المعاصي لأن الأمر ليس خياراً فردياً ، والذي لا يكون فيه عقوق الوالدين سوء أدب وقلة اهتمام من ولد عاق بل بداية تفكك اجتماعي ، و لايكون الزنا حادثة إدخال عضلة متصلبة في تجويف عضلي آخر ، بل انهيار النظام الأسري وطغيان العلاقات الحسية بين البشر قفزاً فوق كل ماهو معنوي وإنساني وروحي وجمالي وجماعي! وليس شرب الخمر استدعاء لنشوة فردية ، بل أول طريق إهدار كرامة بن آدم وغيبوبة عقله [ومن يعلم آفات الكحول في المجتمعات الغربية يعلم عمق مانقول]..
ما أسكر قليله فكثيره حرام! ومايضر المجتمع كله –في البداية أو النهاية- فهو حرام.
وثقب السفينة الصغير يودي بها إلى أعمق قاع. لذلك يرفض المسلمين الفردية التي تمس الجماعة.
أما الصلاة فهي عالم أعظم من كل وصف حيث العروج إلى الملأ الأعلى و اندماج الأنا مع الجماعة ، بداية بالشهادة الفردية للحقيقة المطلقة الكبرى: أشهد ألا إله إلا الله .. يتلوها: الله أكبر ، وعندها تندغم الأنا في الكل : ( إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم) ، وسواء أصليت معها في الحرم الشريف أم في الربع الخالي فأنت جزء من جماعة المؤمنين المصلين ، وتجتمع في صلاتك مع النداء الإبراهيمي الأول : (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) ، فتسير وراء إبراهيم ويصبح الفرد أمة(إن إبراهيم كان أمة) (النحل 16/120). فهو منهج يعاكس عبادة الذات ولا يفتت الأمة إلى ذوات وأفراد بل يجعل الفرد أمة ، والكل يمشي في الصراط المستقيم.(1/1431)
ليست أميركا ملحدة أيها الإخوة والأخوات (وشعبها متدين وفيه فطرة عظيمة) ولكن عبادة الذات تفسدها وتفسد على العالم إيمانه لذا فلننتبه كي لا نصبح من أتباع ذلك الدين الفردي ، الذي لن يمنعك من صلاة المسلمين الظاهرة لكنه سيسلبك روحها ، وسيجعلك تصلي صلاة فردية ولوكنت في الحرم ليلة القدر.
وسنتابع في المقالة القادمة بإذن الله تتمة الحديث عن أركان الدين الأميركي الجديد .
---
دمعة الم
11-13-2006, 11:20 PM
http://www.al-rass.net/vb/images/short/bsmlah.gif
http://scnwd.com/screations/Floral/imgs/SVfl16bar.gif
حياك الله اخي الفاضل عزام عز الدين
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة
ما تنقله لنا من معلومات قيمة في جمعك لنا هذه القالات وطرحها لنا
بارك الله فيك ووفقك لما فيه الخير والصالح لا يحرمنا من جديدك القادم
وبانتظار المقالة
ودمت بحفظ الله ورعايته
http://scnwd.com/screations/Floral/imgs/SVfl16bar.gif
---
مصطفى علي
11-15-2006, 10:36 AM
أين ذاتية الأمريكي في إنفاق مبالغ طائلة لفرق التنصير التي يرجون ثمارها بعد مدة صاحب المال يكون ما فيها ؟
---
عزام عز الدين
11-15-2006, 01:39 PM
الاخ الكريم..
اذا كنت فهمت سؤالك بشكل صحيح - فالفرد الامريكي ليس من يتبرع هنا - بل المؤسسات الكنسية التي تاخذ الاموال من الفرد
و هي مؤسسات لها دور مهم و لكنها في الوقت نفسه لا تلعب دورا كالذي يلعبه الاعلام مثلا
الفرد الامريكي يذهب الى الكنسية- بنسب عالية مقارنة باوروبا- مثلا لكن ذلك لا يؤثر على نمط حياته
---
مصطفى علي
11-15-2006, 05:24 PM
نعم حضرتك فهمت سؤالي وإن كنت أنا لا أدري بالضبط النظام الحادث هناك .
والذي أقصده أنه مع الذاتية هو يَخْرج من جيبه مالاً ينفق لشيء لا يعود على ذاته وإنما لعقيدته .(1/1432)
وهي التي أظن أنه لا ينبغي أن تسقط من الاعتبار لعلو ذاته عند نفسه ، فهو أيضًا له عقيدة وينفق لها ولا يستعجل رؤية نتيجتها .
وسؤالي سؤال متعلم فقط جمع بين رؤية لأستاذ وشيء في صدره فسأل .
وجزاكم الله خيرًا على اتساع الصدر
والسلام عليكم
---
عزام عز الدين
11-17-2006, 08:00 AM
اشكرك لمتابعتك اخي الكريم و لست سوى شخص ينقل لكم بعض ما قرأ
ارجو ان اتمكن من نقل مقتبسات من كتاب"الفردوس المستعار" لتوضيح الفكرة اكثر
---
عزام عز الدين
11-17-2006, 08:08 AM
من كتاب "الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"للدكتورأحمد خيري العمري دار الفكر دمشق2006-
الثابت الثاني- الفردية
لكن الفردوس المستعار، ليس مجرد ثابت واحد وحجر واحد، إنه مجموعة ثوابت، وبناء ضخم، أقر أن كل أحجار بناءه وأركانه مرتبطة بالثابت الأول، وبحجر "الأساس".
لكن الأمر أعقد من مجرد "إيمان بالمادة".
*****************
فلنرجع الآن الى تلك السفينة التي عبرت المحيط بإتجاه ذلك الفردوس الجديد، الذي تصورت أنه سيكون بديلاً عن "الفردوس القديم".
لنرجع الى ذلك الآدم الجديد، الآدم الأمريكي، الذي خاض مغامرة عبور المحيط من أجل تشكيل العالم الجديد- لقد تشكل هذا العالم عبر هذا الآدم، وشكل هذا الآدم عبر هذا العالم، كل منهما شكل الآخر، وكل منهما كان إنعكاساً للآخر..
.. لقد عرفنا أن دوافع هذا الآدم كانت "مادية جداً"، وهو أمر مفهوم ولا أتصور أن أحداً سيجادل فيه. أن موجة البرد التي ضربت محصول البطاطا في إيرلندا هي التي دفعت أكبر موجة للمهاجرين منها عبر المحيط، إنه الحلم بمناجم الذهب، وبالأرض الخصبة الخام.. وبذلك المناخ المعتدل الذي يساعد على الإنتاج الزراعي الوفير.(1/1433)
نعم، كانت تلك الدوافع الأولى مادية جداً- وقد إنعكست هذه الدوافع، بشكل أو بآخر، فلسفياً وفكرياً، على الإيمان بالمادة كالثابت الأول أو بإعتبارها "الرقم واحد" في سلم الأولويات..، وإتضح ذلك أيضاً في أدلجة السلوك النفعي المرتبط بالمصلحة المادية المباشرة (كما حدث مع البرغماتية، الأمريكية 100%)،.. وإتضح أكثر في أدلجة مجتمع الغابة وإعطاء الشرعية لإلتهام القوي للضعيف عبر مفهوم "البقاء للأصلح" (كما حدث مع الدارونية الإجتماعية).
نعم، النزعة المادية، ستظل في المرتبة الأولى..
لكن ليس هذا كل شيء.
فالآدم الأمريكي، الذي خاض المحيط من أجل الوصول الى أرض أحلامه، كانت لديه شيء أكثر من مجرد "النزعة المادية"..، وليس كل من ضربه البرد أو الجفاف ركب البحر و هاجرالى امريكا..
لكن هذا الآدم كانت لديه صفة أخرى.. أعمق، وأكثر تعقيداً، ربما لم تكن ظاهرة في البداية، لكنها بالتدريج، صعدت على السطح، وأصبحت أكثر بروزاً وهيمنة.
كان لديه، إحساساً عميقاً بنفسه، إحساساً عميقاً بتميزه.
روح المغامرة التي جعلته يعبر المحيط – هي في حقيقتها- إحساساً عميقاً بفرديته.. إحساساً عميقاً بكونه "فرد" مختلف و متمايز ومنفصل عن المجتمع..
وهذا الشيء سهل عليه أمر تلك المغامرة. إنه لم يشعر بأن جذوره عميقة في المجتمع وراءه، ولذلك فهو "فرد"، وهو لم يهاجر من أجل مجتمعه، أو من أجل تحسين ظروف مجتمعه الأصلي، إنه فرد- وهجرته كانت من أجل تحسين ظروف هذا الفرد حصراً، حتى لو إصطحب عائلته معه، فالأمر هنا يتعلق بعائلة الفرد، إثنان أو ثلاثة أو عشرة "أفراد" ملتحقين.. لكن ليس المجتمع خلفه..(1/1434)
كان هذا الآدم الأمريكي ينظر الى نفسه "كفرد" –لا أكثر، ولكن ايضا لا أقل –يبدء العالم عنده من حدود حاجاته، وينتهي أيضاً عند حدود إشباعها.. لكنه يظل "فرداً"- -ليس جزءً من مجتمع- ولم يهاجر ويخوض المخاطر من أجل شعارات كبيرة وقيم من نوع تغيير العالم، أو إصلاحه، أو إعادة بنائه على اسس جديدة (رغم أن شيء من هذا حصل لاحقاً).. لكن هذا لم يكن في باله..
إنه "الفرد" – ولا شيء بعد ذلك!.. لم ينظر هذا الآدم الأمريكي الى نفسه الا على اساس أنه فرد، فرد وحيد في مواجهة الطبيعة وتحدياتها، فرد وحيد في مواجهة الأعداء المتوحشين،إنه مرة يكون ذلك الكاوبوي الذي يجوب الصحراء وحيداً ويخلص المدينة الصغيرة من عصابة الأوغاد ثم يعود أدراجه وحيداً من جديد..
ومرة يكون "السوبرمان" – وملابسه باللونين الأزرق والأحمر كرمز للعلم الأمريكي.. وقد ترك كوكب كريبتون و اختار حضارة الفردوس المستعار ليستقر فيها,كفرد ..
ومرة يكون "رامبو" وحيد ومنفرد ومفتول العضلات ويقتل الأشرار كما لو كان يهش ذباباً..، وأخرى يكون باتمان المتخفي وحقيقته هي خفاش فرد بعيد عن الآخرين.
وهكذا دواليك في عشرات الرموز السينمائية التي تعبر عن اسطورة الفرد تمد وتجزر عبر تكرار الصور، وتتغير التفاصيل، لكن كل ذلك لم يكن إلا رمزاً متكراً لمعنى واحد.. لذلك الآدم الأمريكي الفرد الذي صار ركناً من أركان الفردوس المستعار.
************************
إنها الفردية، ثاني ثوابت حضارة الفردوس المستعار..
*********************
الفردية في كل مكان..(1/1435)
عندما أبدأ بالدخول في هذا الموضوع، فإني مدرك تماماً أن فكرة الفردية دون إسمها وأيدلوجيتها وفلسفتها، منتشرة وسائدة عندنا كما في كل مكان آخر في العالم، مثلها البيبسي كولا والهامبركر ومنتجات الأديداس، لكن بينما تلك السلع تكون واضحة وجلية للعيان المادي.. فأن الفردية تسير بشكل خفي، تجري مجرى الدم، تصير بديهة، تصير أمراً واقعاً لم يشك فيه أحد... إنها، مع التكريس والتقادم، يكاد ينظر إليها على أنها جزء من الفطرة الإنسانية..
لكن سيؤسفني أن أخيب آمالكم وأقول شيئاً عكس التيار الى حد بعيد..
لم تكن الفردية في يوم ما جزء من الفطرة الإنسانية.
بل إنها لم تكن إصلاً جزءً من تاريخ الإنسانية.. الى أن حدث ذلك الخطأ الحسابي الذي قاد كولمبوس الىإكتشاف قارة أمريكا..
لم تكن الفردية يوماً ما سوى شيئاً ذميماً.. الى ان جاءت حضارة الفردوس المستعار.
ولست أنا يقول هذا!
*****************
عالم جديد يولد ، و "الفردية" مرت من هناك..
يحدد إلكس دي توكفيل Alexis de Tocqueville مبدأ "الفردية" بإنه الحد الفاصل بين العالم القديم، والعالم الجديد..
ويندر جداً أن يتفق المفكرين والمنظرين سواء كانوا مدافعين أو مهاجمين – كما إتفقوا على أن مبدأ "الفردية individualism" كان من اهم مميزات الحضارة الأمريكية، إن لم يكن أهمها على الإطلاق برأي البعض .(1/1436)
لم يكن المبدأ مهماً فقط لنشوء الحضارة الأمريكية، بل كان مميزاً لها عن غيرها من الحضارات. لقد كان مذهب الفردية غريباً وهجيناً على كل النظم الحضارية السابقة لولادة الفردوس المستعار، وكان ينظر للفردية على أنها خطر كامن على المجتمع وقيمه ودوام إستمراريته. وكثيراً ما كانت تقمع وبقوة مبالغ بها من قبل بعض النظم الحضارية... لكن هذا الأمر إختلف في أمريكا، فبدلاً من أن يصير "خطراً كامناً" على المجتمع، إذا به يصير "دعامة أساسية" من دعامات المجتمع، ودلاً من ان يكون قيمة سالبة إجتماعية ومنبوذة إذا به يصير من أهم القيم الإيجابية في المجتمع..
(ومن هناك، تم تسويق هذا المبدأ الى العالم كله، بحيث صار يبدو كما لو أنه ملاصق لإنسانية جمعاء، وحقيقة أصله ومنشأة هي أمريكية 100%).
ولنرَ ما هي هذه "الفردية"...
****************
ثلاثة في واحد
تشكل الإطار النظري والأيدلوجي لمذهب الفردية عبر ثلاثة مفكرين، تركوا أكثر من مجرد بصمة على الفكر الأمريكي وعلى الأفق المعرفي الذي إزدهرت من خلاله طريقة الحياة الأمريكية..
هؤلاء المفكرين هم رالف والدو إيمرسونRalph Waldo Emerson(1803-1882) وهنري ديفيد ثورو 1817-1862 Henry David Thoreau، وألكس دي توكفل- ( 1859Alexis de Tocqueville (1805- .
كان إيمرسون، وتلميذه ثورو، من أوائل المفكرين الذين روجوا للفردية، وهاجموا بشدة كل النظم الدينية الثقافية التي كرست مفاهيم الغير فردية- وكان هدف هذا الهجوم هو "جعل الناس يشعرون أنهم اهم من كل شيء".
عرّف إيمرسون المجتمع "غير الفردي" – بأنه الحاجز Barrier ضد فردية كل الأشخاص الذي فيه، وعرّفه أيضاً بأنه عبارة عن شركة احتكارية يتخلى فيه الأفراد عن حقوقهم الشخصية من أجل قوت يومهم هم لا أكثر.(1/1437)
الحل حسب المبدأ الفردي هو أن يعاد تأسيس المجتمع على أساس جديد. على اساس أن الفرد هو القيمة الأولى والأهم في المجتمع. وهذا الفرد ينتمي لنفسه أولاً وأخيراً. ليس من حق المجتمع أن يملي عليه أفكاره أو تصرفاته. بل من حق المجتمع عليه أن يحمي حقه في تفرد أرائه وسلوكه- من حق هذا الفرد أن يسلك –بأي سلوك يجلب له السعادة، مهما كانت مخالفة لتصور الأفراد الآخرين عن السعادة.
حسب إيمرسون، الناس يجب أن يكونوا "أفراداً أولاً- ومن ثم مواطنين".
والإلتزام الوحيد المعترف حسب مذهب الفردية، هو إلتزام الفرد تجاه فرديته، تجاه نفسه، ومن ثم عائلته (الصغيرة على الأغلب)، وحلقة صغيرة أخرى من أصدقاء يختارهم بحيث أن فرديتهم تتوافق وفرديته..
هذا هو إلتزام هذا الفرد. لا شيء تجاه مجتمع أكبر. تجاه قيم تتجاوز حدود الفرد نحو جماعة أكبر منه. الفرد هو النهاية هنا. هو الهدف، إنه ليس (عبداً) لأهداف المجتمع. ولا وسيلة لها. الفردية لا ترى معياراً للأخلاق أو المباديء إلا من خلال الفرد. إنها تضعه كمعيار نهائي ومقياس مطلق للصواب أو الخطأ. الفرد هو الحقيقة الوحيدة الواقعية. كل ما يخص حقائق عليا مثل مجتمع أو أنه هو حقائق غير واقعية، وتقع في أبعاد لا تؤمن بها الفردية.
وهي بهذا لا تلغي المجتمع، ولا تقصي الفرد عنه، لكنها لا تعتبر أن المجتمع هو (فوق) الفرد، إنما تعده الحاصل النهائي لمجموع أفراد يتكون منهم المجتمع. ليس من حكم مسبق يمارسه المجتمع على هؤلاء, وإنما الأفراد هم الذين يحددون قيم هذا المجتمع ونمط الحياة فيه.
بالنسبة لمذهب الفردية، الأفراد يخدمون أنفسهم فقط، وليس من واجبهم أن يضحوا من أجل غيرهم أو من أجل قيم عليا كالمجتمع أو الأخلاق إنما المجتمع هو الذي صمم من أجل خدمتهم.(1/1438)
والفردية، لا تدعو للعزلة والإقصاء عن الآخرين، إنما هي نمط جديد من العلاقة بين الأفراد، إنما هي تنظيم جديد للعلاقة بين الناس كعلاقة (فرد لفرد)، وليس كعلاقة فرد بمجتمع..
الفردية ترى الفرد كوحدة بناء إجتماعي متكاملة بحد ذاتها.
إنها تراه كهدف نهائي. ويتحقق هذا الهدف من خلال الإنجاز الفردي الذي يحقق الفرد. وبينما تقر هي أن هذا (الإنجاز) قد ينفع آخرين، إلا إنها تصر على الطابع الفردي للنجاح الشخصي المتحقق في هذا الإنجاز.. ..
نعم، إنها الفردية، تجعل من الفرد معياراً أعلى لكل شيء.
*********************
حسناً، ماذا عن الآخرين؟.
ماذا عنهم، إنهم أفراد أيضاً، يعيشون فرديتهم كما يريدون من خلال مجتمع مصمم ليحمي هذه الفردية.
ماذا عن الفقراء؟ ماذا عن التكافل الإجتماعي؟ ماذا عن مساعدة الآخرين الذين يحتاجون الى المساعدة؟
هنا لن نجد لفاً ولا دوراناً، ولا كذباً، ولا إدعاءً فارغاً بالمشاعر الرقيقة. لقد تأدلج الأمر ولا داعي الآن للكذب..
(.. وهذه نقطة إيجابية على الأقل).
يقول ايمرسون، مؤسس المذهب، في واحدة من أكثر مقولاته شهرةً وإنتشاراً "فلا يقل أحد لي أن لدي إلتزاماً تجاه الفقراء، إنهم ليسوا (فقرائي) For they are not my poor.
هكذا إذن؟. نعم، بلا مواربة ولا إدعاء. •
*****************
]ذروها ذميمة
هل هناك من يقول أن الأمر ليس جديداً، وأن الإنسانية طالما فعلت ذلك بشكل أو بآخر؟..
هذه حقيقة لا داعي لإنكارها. لقد حدث ذلك كنزعة سلوكية بشرية منذ أن عرف البشر السلوك. ولن أدعي هنا أن أمريكا إخترعت هذا..
لكني اقر في الوقت نفسه، أن أمريكا أدلجت الأمر، مرة أخرى، وشرعنته..(1/1439)
لقد كان ذلك السلوك ذميماً عبر العصور التي تشكلت فيها الحضارة الإنسانية بمختلف أطيافها.. رغم وجود إختلاف كبير في مقومات كل حضارة على حدة، إلا إن علاقة الفرد بالمجتمع كانت سمة مميزة مشتركة لمختلف الحضارات...، وكانت قيم الإيثار ونكران الذات ومساعدة الغير تحتل مكانة القيم الإجتماعية العليا، والتي ينظر إليها على أنها القيم الأكثر كسباً للإحترام، والتي يحوز الشخص الذي يحققها على مكانة أكبر إجتماعياً تتحق فيها (ذاته) من خلال منحه للآخرين..
نعم، كانت علاقة الفرد بالمجتمع تتحدد من خلال خدمته هو لهذا المجتمع- ولن أدعي أن تلك القيمة كانت تتحقق سلوكياً عند المجتمع كله، لكن الضد من هذا كان دوماً يذم ويحقر ويلصق به أبشع الملصقات: مثل الأنانية والبخل والجشع والذاتية..
وظل الأمر كذلك، الى أن جاءت أمريكا.. وصارت الصفة التي كانت مذمومة ومرفوضة، صارت قيمة إيجابية عليا..يرتكز عليها مجتمع بأكمله و تتسرب الى اعماق الشخصية الامريكية و جزءا من العادات المتأصة في عمق الشخصية الامريكية و ترتكز عليها مفاهيم حضارة بأكملها..
وتغير إسمها، من الأنانية، الى الفردية.
***************
]الفردية و دور الداينمو في مجتمع الغابة الداروينية]
على أني هنا، علي أن أعترف مرة أخرى، أن الفردية، بهذا المفهوم، لعبت دوراً (إيجابياً )-بمقاييس الفردوس المستعار -في البناء الحضاري الأمريكي..
لقد كانت الفردية، بمثابة الداينمو التي حركت الآدم الأمريكي، ملئته بالدوافع والحوافز، وصار الإنجاز وتحقيقه حلماً لكل فرد، لا يحقق ذاته إلا من خلال الإنجاز الفردي..و لا يكون "امريكيا" الا من خلاله..
لقد منحت (الفردية)، بهذا المفهوم للطموح أرضاً خصباً، ومنحت النظرية الفكرية الصلبة لما كان مجرد سلوكاً بشرياً ذميما..
***********************(1/1440)
وفي الوقت نفسه، أنبه الى أن الفردية، ثاني ثوابت الفردوس المستعار نشأت في حضن الثابت الأول-حجر الاساس-، المادة.
ولقد دمغ هذا الشيء كل ثوابت الفردوس المستعار المتتالية..
فالفرد، الذي تكون من خلال الفردية، هو فرد مادي، يؤمن بالمادة، كحل لمشاكله .. وهذا يطبع بالذات كل طموحاته وإنجازاته – التي سيحقق ذاته من خلال تحقيقها- بطابع مادي بحت.. لا شيء خلف المادة ذات الأبعاد المحددة والحواس الخمسة..
وينسجم ذلك، مع فكرة (الإيمان بالمادة) نفسها، فالفرد نفسه هو (المادة) هنا، له أبعاد محددة، وله طابع حسي متوافق مع فكرة المادة..، وسيحقق له هذا إطاراً يمكن له من خلاله أن يحقق فيه ومن داخله إيمانه بالمادة..
**********************
.. وينسجم ذلك مع ما فهمناه عن الطابع البرغماتي للقيم الأمريكية. فالنفع الذي تقدسه البرغماتية هو ذلك النفع المادي المباشر المرتبط بمصلحة الأفراد – كأفراد- وليس كفرد هو جزء من مجتمع..
ولقد رأينا كيف أن ما يراه الفرد هو الصواب يغض النظر عن النتائج الإجتماعية اللاحقة، فالفرد هو الهدف، وما يراه نافعاً له، هو الصواب بغض النظر عن النتائج النهائية للأمر، التي قد لا تلحق الفرد نفسه بضرر، بل قد تلحقه بأفراد آخرين- ربما تشكلوا وخلقوا أصلاً نتيجة لما تصور أنه منفعته الخاصة.. (كما الأمر في الأطفال خارج نطاق الزواج)..
نعم، إرتبطت المادية بالفردية إرتباطاً كاثوليكياً لا إنفصال فيه عبر مفهوم البرغماتية .. وصار الفرد، من خلال هذا المفهوم، رغم كونه عابر ومحدود العمر، هو المعيار الأول للقيم الإجتماعية..
******************
وينسجم هذا المفهوم أكثر، مع مفهوم "البقاء للأصلح" بالرؤية الداروينية. فالعلاقة الأساسية بين أفراد المجتمع حسب سبنسر هي "المنافسة" في الصراع من أجل البقاء حيث القوي يأكل الضعيف والضعيف يأكل الأضعف منه..(1/1441)
نعم، إن الفردية تستخدم المنافسة، والمنافسة ستتحفز بالفردية، وكونك فرد ولا تؤمن بشيء خارج حدود ذاتك سيجعلك تمضي في سباق البقاء للأصلح بشكل أيسر، وأكثر تخففاً من أعباء الضمير ومساعدة الآخرين.. وكل ما الى ذلك من أثقال..
مع الإيمان بالفردية، المنافسة في السباق أوضح، و"البقاء للأصلح" يصير هدفاً شخصياً، يصير طموحاً ينجز من خلال تحقيقه كينونة الفرد نفسه..
تتطور الفردية دوما بهذا الاتجاه،بأتجاه عزل "الفرد"اكثر فأكثر عن الاخرين من حوله..الى ان يصير حبيسا تماما داخل ذاته.
**************************
انت حر !!
وتنبثق من مفهوم الفردية، قيمة مهمة هي: الحرية الشخصية، بل لعلها نفسها، ولكنها غلفت وعلبت وأطلق عليها إسم الحرية الشخصية، تحولت لتصير قيمة سلوكية تشكل ربما السمة الأهم والأبرز للحياة الغربية..
بالتأكيد، الفردية هي مصدر هذه الحرية الشخصية. مبدأ أنك فرد وهذا هو الشيء أهم شيء يستوجب أن تكون حراً في تصرفاتك، وأن يكون الآخرون أحراراً أيضاً. ذلك جزء من تفردهم عنك ومن تفردك عنهم، وتلك الحرية الشخصية ستجعل منافستك لهم ومنافستهم لك أكثر سخونة، وستجعل من صراع البقاء أكثر حيوية وتدافعاً، وهذا كله سيسرع من عملية الإنتقاء الإجتماعي التي ستنتج مجتمعاً أفضل وأكثر كفاءة وأصلح (من الناحية البرغماتية..).
تشكل الحرية الشخصية بهذا المنظور ضمانة إستمرار مذهب الفردية متكرساً ومتجذراً وعميقاً في نفسه، الفرد الذي تطبع بحضارة الفردوس المستعار..
(أذكر الآن كم كنا سذجاً ونحن نبتلع طعم "الحرية الشخصية".. عبر وسائل الإعلام والأدب والأقلام. أنا حر، أنا حرة، أنا حر، أنا حرة. كررنا ذلك حتى صدقناه. ونظرنا إليهم بإعجاب خفي أو معلن وهم يمارسون حريتهم "الشخصية". ولم نعلم أنهم يمارسون "فرديتهم"! يمارسون مذهباً كان يعد بغيضاً وذميماً وظل يعتبر أنه وسيلة لهدم المجتمع لقرون طويلة.. إلى إن جاءت أمريكا..).(1/1442)
( و يرتبط مفهوم الفردية مباشرة بمفهوم الديمقراطية الذي ازدهر في عموم الغرب –و الربط واضح فأن يصبح الفرد مشرعا لنفسه يعني ان اكبر عدد من الافراد يتفقون على شئ واحد سيملكون حق التشريع للمجتمع بغض النظر عن اي شئ آخر )
(... وأتأمل في الفرق الكبير بين مفهوم "الحرية الشخصية" النابع من مذهب الفردية، وبين مفهوم "الحرية الإنسانية" في الحضارة الإسلامية النابع من الجدل حول مسؤولية الإنسان عن أعماله..).
**********************
انت اهم شخص في حياتك....!
تقول لك الفردية، دون أن تقول، تهمس في أذنيك، وأحياناً تصرخ فيهما، تقول لك" ليس لك إنتماء في هذا العالم، سوى لذاتك. ليس من إنتماء لمجتمع، أو لأمة، أو لقيم، ليس لك إلا ذاتك، تنتمي لها. وتحقق ذاتك من خلال تحقيقها، تنغمس فيها، إنها عالمك الحقيقي- عالمك الواقعي- الذي ليس هناك حيقيقة واقعة خارج حدوده."
"أنت أهم شخص في حياتك “You are the most important person in your life” يقول لك علماء النفس وأطباؤها ومعالجوها، يقنعونك بذلك.
فأنت أصلاً، كأنسان، لديك هذه النزعة،نزعة "الانا"، وهم سيتكفلون بتنميتها وتأصيلها وتكريسها أكثر فأكثر: كن نفسك Be yourself، حقق المزيد من إحترام لذاتك Improve your self esteem، إقبل بنفسك Accept yourself.
وسيكون كل ذلك معناه شيئاً واحداً، سواء تحقق عبر وسائل الإعلام، أو عبر جلسات العلاج النفسي.. شيئاً واحداً هو أن تقبل ذاتك دون أي تغيير. إقبل نفسك كما هي. لن يكون للعلاج هدفاً في التغيير أو التحوير. فأنت هو أنت. وكل ما يجب أن يحدثه العلاج هو أن يساعدك بقبول ذاتك كما هي. لا داعي للتغيير، لا داعي للعلاج، أن تكون شاذاً (مثلياً أو فيتشياً أو مازوشياً أو سادياً)، شيء لا يستوجب التغيير.. إنه أنت!.. وما عليك سوى أن تنظر الى نفسك كما هي، وتقبل حقيقة أنك أهم شخص في حياتك..(1/1443)
إنها مذهب الفردية، ذلك الثابت والركن الثاني في حضارة الفردوس المستعار، تلك النزعة الأساسية عند ذلك الآدم الأمريكي، الآدم الجديد،.. وتحولت مع الوقت لتصير جزءً من نمط الحياة اليومية ومن الوصايا العشر للحضارة الأمريكية!! Live and let live.
****************
النرجسية المغلفة..
تكرس هذه الفردية أيضاً سواء شعرنا بذلك أو لم نشعر، نوعاً من إفتتان المرء بذاته، نوعاً من الهوس المرضي يمارسه كل فرد تجاه تفاصيل تتعلق بمظهره وكل ما يتعلق بشخصه وحياته الخاصة..
يتحول الأمر الى نرجسية ينزلق إليها الفرد، نوع من الوله المبالغ به يوجهه الشخص الى ذاته, ومن خلال هذا الوله والإفتتان تنتظم كل علاقات هذا الفرد بالآخرين. العلاقة التي ستصب في إزدياد هذا الإفتتان بالذات، سيتقبلها الفرد ويحتويها، بالعكس من أي علاقة تعكر صفو هذا الإفتتان.
نعم،حضارة الفردية الامريكية ستتحول بالتدريج الى حضارة النرجسية و ستروج لأفتتان الفرد بذاته كنوع وحيد من علاقة الفرد الصحية بذاته.
****************
يتبع
...من كتاب"الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد"
---
عزام عز الدين
12-16-2006, 09:08 AM
الفردوس المستعار - الحلقة الثانية- عرض الشيخ معاذ الخطيب
فتش عن المال
[ربما لن يتصور أحدنا أن يكون وراء السلوك الذي يتصرفه عالم كامل من الأفكار والرؤى والسلوكيات ، بل دين يستولي عليه ويسكن روحه دون أن يحس ، وفي كلمة هذا الشهر نتابع الحديث عن كتاب الفردوس المستعار والفردوس المستعاد للطبيب المفكر الأستاذ أحمد خيري العمري ، وقد سبق في كلمة الشهر الماضي (انظرها في الأرشيف لطفاً) أن تحدثنا عن ركني المادية والفردية في الدين الأميركي ، واليوم نتحدث عن الركن الثالث وهو رأس المال].(1/1444)
من الطبيعي إذا التقت المادية مع الفردية أن يبرز الركن الثالث من الدين الأميركي وهو(رأس المال) وقد تعودنا على التعامل معه كمواجه للشيوعية المقبورة ، دون أن نفكر أننا سنواجه إعصاراً هائلاً لم نكن مستعدين له وكنا نبشر بأجزاء منه دون أن نعلم خطورته وقصة ولادته.
كان الفكر الاقتصادي مقيداً بكنز الذهب والفضة ، ولما كانت تلك الثروات محدودة مهما كبرت ، فقد نشبت النزاعات ، وكان سبب اكتشاف أميركا الأول البحث عن المزيد من الذهب ، وازداد مخزون اسبانية منه [كما برز رصيدها من التوحش والهمجية والتدمير للحضارات بشكل غير مسبوق وهو الشيء الذي ستتممه الحضارة الأميركية لاحقاً] وازداد التضخم فانتهت اسبانية كقوة اقتصادية ثم عسكرية.
وجاء آدم الاقتصادي الجديد الذي قلب كل المفاهيم الاقتصادية السائدة ، وهو آدم سميث الاسكوتلندي المولود عام 1703 صاحب كتاب (ثروة الأمم) ، وكان رأيه أنه يجب ترك السوق حرة وهي ستنظم نفسها تلقائياً لوسمح للأفراد أن يعملوا لمصلحتهم الخاصة دون عوائق ، كما أن وسائل الإنتاج سواء كانت أراض أو ثروات طبيعية أو مصانع يجب أن يمتلكها الأفراد! وبالتالي فإن مصلحتهم الخاصة هي المحرك لهم والربح ثم الربح هو عمود المسألة كلها.
الأرباح الخاصة ستعود على المجتمع بالنفع أيضاً ، وبدأ البساط يسحب من تحت أقدام الإقطاعيين ومُلاك الأراضي ليصبح السيد فيها أصحاب البنوك والمصانع والسياسيين البورجوازيين.
واجهت نظرية سميث تحديات كبيرة ولكنها صمدت ثم كانت لها الغلبة وأصبح الجميع (يسار ويمين ووسط) يتحدثون عن فضائل اقتصاد السوق.
تتحدث الرأسمالية [وبمكر] عن عدم التدخل في السوق عندما تربح ، وتتخلى عن عدم التدخل جزئياً إذا كان الأمر سيزيد من أرباحها في المرحلة التالية.(1/1445)
أعجب أمر في كتاب سميث [الاقتصادي الصرف] أن يتحدث عن عالم الغيب عندما قال أن هناك يداً خفية! (invisible hand) تقوم بتنظيم أحوال السوق ... وتلك اليد الخفية تقوم بتحويل عمل الأفراد الذين يهدفون إلى مصلحتهم الذاتية فحسب ، إلى مصلحة المجتمع! ولم تكن تلك الكلمة شطحة فقد كررها مرات ، وصار هناك من يكتبها بالأحرف الكبيرة أي (Invisible hand) ولم يكن مصادفة أن بعض الموسوعات العلمية تشير إلى آدم سميث على أنه نبي الرأسمالية!![ انظر على سبيل المثال: Adam Smith;capitalism\\\\\\\\\\\\\\\'s prophet by Robert L.Formanini (RePEc:fib:feddei:y:2002:n:v:7no1) ].
قد يُظن أن الدين في حضارة الفردوس المستعار ليس سوى أمر مادي ، ولكن لا بد من شيء ما غيبي المصدر فالعقيدة و(الإيديولوجيا) وحدها لاتصنع ديناً وإلا لصارت الشيوعية أو الديمقراطية ديناً!
ويبدو أن الحد الفاصل بين (الإيديولوجيا) والدين هو عالم الغيب ...شيء خفي ، تماما مثل اليد الخفية! وتلك اليد الخفية والغيبية جعلت من الرأسمالية ديناً ، وله مسميات أخرى [وكما نقول عن الإسلام أنه دين الفطرة ودين التوحيد] فإن للدين الرأسمالي مرادفات مثل : دين الاقتصاد ، ودين السوق!
رغم أن معتنق الرأسمالية ينظر إليها كما ينظر إلى قوانين الفيزياء أو [الرياضيات] أي أنها تفسر الوجود ولا تبتدعه من العدم ، وهي حيادية ، ولم تقدم نفسها كفكر إيديولوجي ، لذا فإن أهم مبدأ عند آدم شميث هو الحيادية ، أي ترك الباب مفتوحاً ، وباختصار: عدم التدخل! لتجري القوانين في سياقها الطبعي من دون تدخل [أي حماقة نرتكبها مثلاً إذا حاولنا إعاقة الطيف المغناطيسي الموجود والذي نقوم نحن فقط بالاستفادة من آثاره] فالتدخل أمر ضد الطبيعة ، وعواقب التدخل كارثية مهما كانت عواقب عدم التدخل مؤلمة!(1/1446)
إن العقيدة تقوم على التغيير وهو يتطلب التدخل لإعلاء ما يعتقد أصحابه أنه حق وأفضل وأطهر ، أما مبدأ عدم التدخل فيقوم على شيء آخر [في غاية الخطورة] وهو وجه [لدين ماكر جداً] نستطيع أن نقول عنه وبراحة للضمير أنه الخضوع والاستسلام والانصياع [بل والعبودية] لليد الخفية!! [هل أدركت خطورة الأمر أخي القارئ!].
إن قوانين الكهرباء لم تتحرك يوماً لتعطينا رؤانا وقيمنا ونمط حياتنا ومنظوماتنا الأخلاقية ، [وحلالنا وحرامنا] وأبعاد تفكيرنا وتصورنا للوجود ، ولكن الرأسمالية[الحيادية والقائمة على عدم التدخل!!!] تفعل ذلك !
الرأسمالية منظومة كاملة عقدية وأخلاقية وسلوكية [ بل ووجدانية أيضاً] شعرنا أم لم نشعر ، أقررنا أم أنكرنا! وهي تزودنا بمنظار ذو لون خاص نرى الوجود كله من خلاله! ونبحث في منظوماتنا الشرعية عن مؤيدات له ، [فالشيوعية كفر محض والرأسمالية تتقاطع مع إسلامنا في كثير بل الأكثر من جوانبه!] وباختصار فلنقم بالطقس الأساسي لذلك الدين الأميركي وهو الخضوع ، [ولنحمل عقيدة وفكر وسلوك ووجدان مبدأ عدم التدخل] ، ولنتأله لمعبود ما [وإن لم ندرك ونفهم ] ، [ولا يهم ماذا تسمي ذلك المعبود بعدها] : هل تسميه السوق! أم نقول لك أنها اليد الخفية الذي بشر بها [نبي الرأسمالية] سميث. [هل تتذكر ذلك المثل العامي البشع : سوق حسب السوق ... أو ضع رأسك بين الرؤوس وقل ياقطَّاع الرؤوس ... وهل تستطيع أن تفطن إلى كم ألف مرة ضاع فيها الحق وظهر الباطل من وراء مبدأ عدم التدخل والانصياع الذي استثمر إلى حد مرعب في تحويل مجتمعات كاملة إلى مجرد سوائم للعلف والتسمين لتذبح!! وبقية القطيع يتفرج ثم يعود إلى الاجترار والاستهلاك للعلف!].(1/1447)
كم يبدو الأمر رومانسياً عندما كانوا يقولون: فتش عن المرأة! ففي الرأسمالية فتش عن المال [وهي منظومة مغايرة لنا مهما بدا أن لها بعض تقاطعات ظاهرة لن نعدم من يفتي بتطابقها مع الإسلام]. وكل ماجرى ويجري وماسيأتي سببه المال ثم الزيادة من المال!
الرأسمالية تزعم أنها لم تبتدع الأمر بل وضحته ، فالمال هو الذي يجعل العالم يتحرك في طواف مذهل وضمن عالم شكلت أخلاقياته وقيمه الرأسمالية.
الأديان التقليدية وجدت نفسها في مواجهة خاسرة مع الوحش الكاسر فانسحبت مؤثرة أن تقوم بدور المواسي الروحي! للضحايا ، [لعل ذلك الوحش يبقي لها بعض الفتات أوالمواقع التجميلية و الاستثمارية في ساحته الطاحنة ، والتي تعيد الرأسمالية الاستفادة منها في إلقاء الوهم في النفوس أنها لا تمس القيم والأخلاق بشيء فهي قائمة على عدم التدخل!!!!!].
وانسحبت المفاهيم الدينية والأخلاقية ، فصارت الساحة خالية ، وكنتيجة طبيعية كانت الرأسمالية هي البديل الذي لا بديل غيره بحال بعد أن التفت على الجميع ومكرت بهم مذ زعمت أنها تفسر الموجود فقط ولا تبتدعه ، ومع الوقت استبدلت الرأسمالية [دينها وبكل منظوماته] بالأخلاق والقيم التقليدية ، ومع عجز [كثير من] المؤسسات الدينية وفسادها [وارتباطها التلاحمي مع السياسيين والظالمين] صارت الرأسمالية هي دين هذا العصر بلا منافسة ولا نزاع!!(1/1448)
وكما أن بعض المتدينين مثلاً يقولون وبصدق أن الإسلام هو الحل دون أن يكون عند كثيرين منهم تصور عميق لذلك ، فكذلك أتباع الدين الجديد يبشرون بأن الاقتصاد هو الحل [وهو الذي سيوفر كل الضمانات ويحل كل المشاكل ، وهناك دول عديدة انهمكت أنظمتها بعمليات تجميل (اقتصادية) ظانة أن ذلك سينسي شعوبها حرمانها من أبسط حقوق الإنسان ومن الضمانات القانونية وسيلغي من ذاكرتها الجماعية كل الاضطهاد والسجن والتعذيب والمذابح والنهب والسلب والظلم الذي قامت به تلك الأنظمة ، والتي توهم الشعوب أن الأمر كان مجرد خطأ فني يمكن تعويضه بسهولة عن طريق نثر بعض النقود (المنهوبة أصلاً) فوق رؤوس الخارجين (كمجتمع أو أفراد) للتو من حمامات الرعب والدم والاضطهاد ، ويمكن للشعب الذي ترك منظومته الأخلاقية لصالح الدين الاقتصادي الجديد أن يستسلم بسهولة مثل ..... تبيع نفسها وتنسى أنها بيعت في سوق النخاسة بمجرد التلويح لها بالنقود ، أما الشعوب ذات المنظومة الدينية والأخلاقية والقيمية المغايرة ، فهي رقم صعب ومتعب وتذليله يحتاج إلى جهد طويل وقد لا ينجح في النهاية].
[ليس الدين الرأسمالي شيئاً سهلاً وإن تظاهر بالليونة وعدم التدخل بل هو ماكر ويتدخل في كل شيء ، و يزرع فيروساته في كل جزء حي ، بحيث لا ترجى له العافية بعد ذلك ، منتهكاً بل ومغتصباً قيماً وأخلاقاً كثيرة في طريقه] ولعله أكثر الأديان أتباعاً وأوسعها انتشاراً ، فالمليارات من البشر يدينون به ، مع أنهم يظنون أنفسهم مسيحيين أو بوذيين أو حتى مسلمين .. أو لادينيين ..[ فالفيروس سكن في كل خلية منهم وإن لم يدركوا ذلك].
في الدين الرأسمالي وسائل الانتاج يجب أن تكون ملكاً لأفراد ، ودور الحكومات ينحصر في حماية الأفراد وهم يتنافسون على المزيد من الأرباح.(1/1449)
الربح و[قداسة] الفرد وعدم التدخل هي الأقانيم الأساسية لدين الرأسمالية! هل تشعر أن ذلك لايكفي ! وهل مازلت تحس أن الدين يحتاج إلى خضوع واستسلام لقوة عظمى ... وبحيث لايكون الأمر مقصوراً فقط على مصطلح اليد الخفية بل يضم عقيدة دينية مذهلة تابع تسللها معي إذا سمحت.
[هل أنت عالم ، مفكر ، مخترع ، طبيب ، داعية ، كنز مخفي ... كل ذلك لايهم] فالحقيقة أنه إذا كان معك قرش فأنت (بتسوى) قرش .... لاغير .
الخضوع ليس تابعاً لمجرد الفكرة [الغامضة] بل لآثارها! ومنها : ازدياد الهوة بين الفقراء والأغنياء ، ودمار البيئة ، واحتكار الأغنياء لمصادر الثروة ، والحروب الطاحنة والقلاقل الاجتماعية ، والأمراض القاتلة [لاحظ أن هناك من يعتقد أن مرض الإيدز ، وربما جنون البقر ، وحتى حمى الطيور إنما سببها تجارب جرثومية قامت بها الولايات المتحدة ثم أفلت الزمام من يدها ...] والتدخل لإيقاف نهب الشعوب ، ولمنع الحروب ، ولإسقاط الأنظمة الديكتاتورية كله وإيقاف جنون التسلح .. ومنع الدول التوسعية من العدوان ، والإصرار على اتفاقيات حماية البيئة ، وغير ذلك ... كله هرطقة وكفر بالدين الرأسمالي وهو ضد مبدأه الأساسي (عدم التدخل) اللهم إلا إذا قررت (اليد الخفية) التدخل فذلك ممكن ولو أدى إلى نهب ثروات الأرض ، أو ابتلاع الشركات الاحتكارية العالمية لآلاف الشركات الأصغر ، وازدياد معدلات الفقر والبطالة ، وإشعال الحرب بين العراق وإيران (لتأكل أكثر من مليون شاب إيراني وأقل منهم بقليل من العراقيين) ، أوذبح أكثر من مليون أفريقي من التوتسي والهوتو ، أو احتلال جزر الفوكلند ، أو أفغانستان بحجة وجود دولة إرهابية ، أو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل (والجارة (إسرائيل) تملك من أسلحة الدمار الشامل مايفني العالم العربي كله ، بل إنها قصفت المفاعل النووي العراقي وهددت بضرب الباكستاني - قبل أن يتاح لها حاكم شديد الإخلاص والانصياع فيفكك برنامج(1/1450)
بلاده النووي بالمجان - ولولا الخشية من انفجار المنطقة لما ترددت بضرب المفاعل الإيراني) ... وكذلك المجازر في فلسطين ولبنان فيجب فيها عدم التدخل التزاماً بمبادئ الدين الماكر الجديد] .
يجب عدم التدخل لأن مصالح الأفراد! [نعم ياسيدي الأفراد] مصونة ويجب على الجميع حمايتها ولو وصل العالم إلى الفناء الأكيد!
مليارات البشر يضعون نصب أعينهم الفردوس المستعار ، فردوس النمو والرفاهية ، ولابد لكل دين من إيمان وتضحية لذا لابد أولاً من الخضوع لليد الخفية التي تحرك السوق فهي الأدرى والأبعد نظراً ، وثانياً : لابد من الصبر والتحمل لمشاق الطريق [أعرف أخاً هاجر إلى الولايات المتحدة منذ ثلاثين عاماً وكان لديه نقود يمكن أن يبدأ بها مشروعاً متواضعاً يكفيه هنا ، ولكنه ذهب يبحث عن الفردوس، ولم تبق مهنة لم يزاولها ، وهو الآن شحاذ تماماً ، وطالما قلت له لايوجد ضرورة لسفرك ، وأن تعمل في كناسة القمامة في بلدك خير لك من أن تعيش شحاذاً في وطن غريب عنك فلم يلتفت إلى ذلك وسمعت أنه يفكر بالرجوع بعدما فنيت حياته هناك في غسل الصحون .... وهناك آخرون صاروا أصحاب ملايين وشهادات ، ولكنهم خسروا أولادهم ... وآخرون خسروا أنفسهم! وقال لي احدهم : هل تحرم السفر؟ فقلت له: إذا استجمعتَ ظروفه الشرعية فسافر! فقال: وماهي؟ فقلت له: أن يكون لك دين حقيقي تعيشه في كيانك وروحك ثم في حياتك ما استطعت ، فهو الضمان الوحيد لبقائك ، وإلا التهمك الدين الجديد حتى دون أن تدري!!).
وثالثاً : ينبغي القبول بما يجري لأن الرأسمالية قانون كوني [قدر] لا سبيل لتغييره ! ومن يعترض فهناك محاكم تفتيش جاهزة التهم ، بداية من الاعتداء على الحق الخاص وانتهاء بالأصولية والإرهاب!(1/1451)
مفهوم الحرية الشخصية انتهى منذ أصبحت بضعة شركات احتكارية هي المشرع الحقيقي للقوانين الأميركية ، ثم صارت مبادئ تلك الشركات هي مبادئ أميركة كلها ، وعبر محامين قديرين فإن حرية تلك الشركات الاحتكارية المرعبة هي بعينها الحرية الفردية التي يكفلها الدستور [ويقدسها كل مواطن أميركي صالح].
الملاحظ أنه كلما كان هناك تدخل اقتصادي أصيب النمو بالتراجع ، وكلما ازدهر عدم التدخل ازداد النمو الاقتصادي.
ولكن ما شأني أنا وما شأن مؤلفنا الفاضل الدكتور العمري ، فإن للقوم كامل الحرية في اعتقاد مايريدون و ((لا إكراه في الدين)) .. ما شأننا نحن؟ ولماذا التدخل؟
[سؤال مهم جداً! وتدخل سافر لولا أمر أساسي! وهو أن القوم لا يوجد عندهم ((لا إكراه في الدين)) كما عندنا (مهما كانت غلظة بعض دعاتنا وغلط تصورهم لبعض الأمور) ، وهم يعتبرون أن دينهم يجب أن يسود الأرض بالإكراه ، سواء في كورية الشمالية أو إيران أو أفغانستان أو العراق أو جورجية أو دارفور أو جنوب لبنان ، وهم لهذا مستعدون للتدخل حتى النهاية ، أما ما يحصل للشعوب من مآس ودمار وويلات فمبدأ عدم التدخل مبرر كاف للتفسير!].
[الفوضى الخلاقة مصطلح مرعب استخدمته الإدارة الأميركية ، لأنها حقاً تريد وبالإكراه نشر دينها (وهو ليس النصرانية بالتأكيد لا السهلة ولا الأصولية بل الرأسمالية) وهي تريد نشر الديمقراطية على طريقتها والحرية على طريقتها والعدالة على طريقتها ، وهي تقول وبفم ملآن أنها تريد الإكراه في الدين، وذلك بزرع الفوضى الخلاقة التي قالها البعض وعلى وجوههم إمارات نشوة سادية لا ترى إلا في أفلام مصاصي الدماء المرعبة] .(1/1452)
فلنكن عاقلين بل في منتهى الحكمة ونحن ندرس ذلك الدين الجديد لنرى نهاية (السيناريو) المرسوم لنا ، لعل فيه بعض الخير فنستفيد منه! أو أنه عين الهلاك فنرفضه رفضاً قائماً على دراية وبصيرة ، لأنه ينقض الإسلام عروة عروة من لم يعرف الجاهلية كما يقول الفاروق رضي الله عنه].
لن نركز على الاستغلال الموجود في العالم ، ولن نحمل الدين الأميركي تبعته ، سنذهب إلى الفردوس المستعار المليء بالشعارات والمطلي بألوان زاهية ، وسنزيل القشرة تلو القشرة عن تلك الجنة الأرضية لنرى حقيقتها [ سنقدم المعلومات والأرقام هنا باختصار ، ومن شاء فليرجع إلى الكتاب الأصلي للأستاذ العمري والذي وثق فيه كل المعلومات المذكورة من مراجعها الأميركية].
عندما ازداد معدل الدخل العائلي بين عامي 1979-1992 فإن 98% من هذه الزيادة ذهبت إلى 20% من العائلات الأميركية الأكثر ثراء ، وبقي فقط 2% لتتقاسمها ال 80% من العائلات الأفقر.
أغنى 20% من الأميركيين يسيطرون على 83% من مصادر الثروة .
من نسبة العشرين بالمائة الأغنياء هناك 1% فقط يمتلك 40 – 60% من كل مصادر الدخل (الأميركي الهائل).
لوركزنا فقط على وسائل الإنتاج وغدارة الأعمال فإن نخبة من 1% فقط ستحصل على 90-95% من كل مصادر الدخل!
العشرة بالمائة الأغنى سيحصلون على (ومنهم النخبة الأولى 1%) يحصلون على 99% من مصادر الدخل!!
كل من في الفردوس الأرضي الآخرون لهم فقط [وفقط] 1% واحد بالمائة من كل مصادر الدخل!
الزيادة في الدخل القومي الأميركي GNP بين عامي 1983-1998 ذهبت كلها لطبقة 1% حصرياً والتي تمتعت بزيادة صافية قدرها 17% بينما باقي ال99% جميعاً هبط دخلهم بنسب متفاوتة.
يبدو أنه ليست هناك يد خفية بل قبضة حديدية ، قبضة ال1% ، والتي تجعل 12.5% من الأميركيين يعيشون تحت خط الفقر الفيدرالي الرسمي (أي حوالي 36 مليون شخص).(1/1453)
الخط الرسمي ليس هو الحقيقي فكلفة النقل في مجتمع لايمتلك وسائل نقل عامة كافية والضمان الصحي وغير ذلك يجعل خط الفقر الحقيقي أعلى ، حيث تذكر بعض الدراسات أنه يشمل 30% من السكان جلهم من الأطفال والنساء والسود!
أليست هناك أرض الفردوس ومنابع الثروة وبلاد من جد وجد ....
نعم ذاك زعمهم ولكن الأرقام تشير إلى أن 70-80% من الثروة مركوز في يد 10-20% الأغنى طوال التاريخ الأميركي ، وظلت تلك النسبة تتقلص باستمرار إلى أن تركزت الثروة في يد طبقة الواحد بالمائة (ذوي اليد الخفية).
كانت الرأسمالية تروج إلى أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء هي مرحلة عابرة من التطور وسينتهي الأمر برخاء عميم ، أما اليوم فالأدبيات الرأسمالية تروج لإبقاء الفجوة لأن ذلك مفيد للاقتصاد ، ولكن كيف يسكت الناس والملايين عن ذلك الوضع؟
يجب أن نفهم الوضع الطبقي للمجتمع الأميركي! ففيه ثلاث طبقات :
الطبقة الأولى: هي الطبقة التي لا تعمل لأنها لا تستطيع أن تعمل ومكونة من المشردين والمعاقين الفقراء والمنبوذين والذين ليست لهم بيوت ، ويقدر عددهم بما يقارب ثلاثة ملايين إنسان ، هم ال1% الأفقر.
الطبقة الثانية : وفيها أربع فئات أولاها العمال اليدويون غير المهرة ولهم حد أدنى من الأجور بالكاد يبقيهم على الرمق ولهم أقل الضمانات ، والفئة الثانية هي العمال اليدويون المهرة (أصحاب الياقات الزرقاء) وأجورهم منخفضة ويكافحون لعدم السقوط إلى الفئة الأولى! أما الفئة الثالثة فهم الأشخاص الذين يستخدمون عقولهم وليس أيديهم (أصحاب الياقات البيضاء) ومنهم الصحفيون والأساتذة والأكاديميون ويحاولون الصعود إلى المرتبة الأعلى! والفئة الرابعة تستخدم أفواهها كالموظفين الكبار والسياسيين والمحامون والأطباء الكبار ورجال الأعمال المستقلون ... وعادة يتخيلون أنهم يقودون العالم ويقفون على قمته ، وفي الحقيقة فهم يعملون عند الطبقة التالية ، طبقة العاطلين عن العمل!(1/1454)
الطبقة الثالثة: هذه الطبقة لاتعمل لأنها لا تحتاج إلى العمل! ولكنها تحصل على أموال طائلة ، إنها طبقة الواحد بالمائة الأغنى ، صاحبة اليد الخفية، وهي التي تحوز على أرباح الطبقات كلها ، وقد يكون لبعضهم وظائف ولكنها مجرد طقس شكلي فالدخل الشخصي ليس من العمل نفسه بل من استثمارات رأسمالية ضخمة!
قد تتداخل بعض الطبقات ولكن بحدود ضيقة ، وكما في بعض الديانات الشرقية فالطبقة التي تلدك فيها أمك هي طبقتك النهائية بشكل عام ، ماعدا استثناء مدهش وأخاذ! وهو أن أصحاب المرتبة الثالثة (وهم أصحاب الشهادات العليا عموماً) يمكن لهم أن يتحولوا إلى المرتبة الرابعة [مع ملاحظة أن المرتبتين الثالثة والرابعة تقعان في الفئة الثانية].
هذه الإمكانية في الصعود تفسر كل السكوت على الاحتكار الذي تمارسه نخبة [اليد الخفية] والتي لاتتجاوز 1%.
إنه الوعد بالصعود والحلم بالثراء المدهش انتقالاً إلى المرتبة الأعلى ومع وجود عقيدة الفردية [أو عبادة الذات إن شئت] التي يستنشق الجميع وجودهم من خلالها يصبح قبول ذلك الظلم شرطاً من شروط اللعبة ، فلا بأس أن يحتكر الواحد بالمائة من الأفراد تسعين بالمائة من المقدرات مادام هناك احتمال [ولو وهمي] أن يصبح من نخبة [اليد الخفية].
اللعبة الذكية هو أن الواقفين عند المرتبتين الثالثة والرابعة هم الطبقة التي تصنع الرأي العام ، وستبقى تنقل قواعد اللعبة وتعممها على كل الطبقات
هناك استثناء آخر [واسع الطيف عمودياً شديد الضيق أفقياً] ، وهو الانتقال من الحضيض إلى القمة لبعض الفنانين أو الرياضيين ، ولكنه محدود جداً ولأصحاب مواهب خاصة [ويبقون مهما ارتفعوا غير ذي جذور مثل الطبقة العليا].(1/1455)
النجوم الذين يمكنهم الانطلاق بسرعة الصاروخ إلى القمة تسوقهم آلة الإعلام الجبارة كأيقونات وثنية ، ورموز تعين الوثنية الفردية على زيادة التجذر في النفس ، [فهم عملياً مجرد أدوات فنية لترسيخ الفكر الفردي أحد أركان الدين الجديد!].
تابع معي عزيزي القارئ هذه المعلومة المدهشة: إذا تأملنا قائمة فوربس Forbes list التي تشمل أغنى 400 شخص في أميركة لوجدنا أن 43.4 % من الأسماء ولدت أساساً في القائمة ، عبر إرث وثروات لم تبذل أي جهد للحصول عليها.
14% ولدوا قريبين جداً من القائمة ، و6% ورثوا ثروات ضخمة، ولكنها أقل من ثروات الأوائل .
7% بدؤوا من ثروة تفوق خمسين مليون دولار .
الباقون [الذين صنعوا أنفسهم] ولدوا غالباً في الشريحة التي تمثل أغنى 20% من الأشخاص ، وحصلوا على تعليم متميز مبكر جداً [أحد تلاميذي تباهى يوماً بأن مدرسته تخرج العباقرة ، وهي من أغلى المدارس رسوماً وقتها وهو منحدر من عائلة غنية ومحفوف بالعناية الدراسية والرفاهية في الحياة ، فقلت له ثق تماماً لو أننا أحضرنا من سوق الخضار صبياً عادياً ووضعنا له من الإمكانيات مثلما وضع لك لفاقك وكل رفاقك العباقرة ، ولو أننا جعلناك محله وحرمناك من زهرة الحياة الدنيا التي تنعم بها لكنت أكثر منه جهلاً وقد يصعب عليك أن تفرق الشمال من اليمين].
وهناك نسبة قليلة من الفنانين والرياضيين والذين لولا دعم المؤسسات الضخمة لهم لم يصلوا إلى ماهم فيه.(1/1456)
بيل غيتس غني العالم الأكبر العصامي المكافح الذي رُوج له [بل روج للدين الذي يستثمره] بأنه بدأ من مرآب منزله المتقدمين ، وأنه مثال عظيم للمكافحين العصاميين ، هذا العبقري لم يذكر للناس انتماؤه الطبقي! فوالده من أهم المحامين في ولاية سياتل ، ووالدته مديرة بنك مهم ، أما جد أبيه فكان حاكم الولاية! أما جد أمه فهو مؤسس أحد أهم البنوك الأميركية ، وغيتس نفسه الذي درس في أغلى الجامعات (جامعة هارفرد) كان قد درس في ثانوية كلفتها أكثر من كلفة الجامعة نفسها!! [ياللعصامي المسكين].
قد تحصل تغييرات طفيفة إلى الأعلى قليلاً أو إلى الأسفل ولكن (تداول الثروة) لايكون إلا بين الأغنياء والأغنياء فقط!
وهذا الأمر معاكس تماماً للتوجيه القرآني الذي يأمر بالإنفاق والبذل والجماعية ((كي لا يكون دُولةً بين الأغنياء منكم)) الحشر: 59/7.
هل نزلت هذه الآية للأميركان أم للمسلمين؟ إن الدين أساساً للعالمين ، ولكن فوق ذلك فنحن تحت خطر القصف الرأسمالي الذي ينشر جراثيمه أينما تحرك ، وهو أعلن صراحة (نظرياً وعملياً) أن الإكراه في الدين مبدأ رئيس يعمل من خلاله!
عندما وجدت زيادة كبيرة في الدخل حدد القرآن إلى أين يذهب المال ، إنه يذهب إلى الطبقات الأفقر ((كي لا يكون دُولةً بين الأغنياء منكم)) ، ومايلي تلك العبارة واضح تماماً ... تماماً ... بلا أي لبس : ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) الحشر 59/7.(1/1457)
تتمة الآية استثمرتها المؤسسة الدينية التقليدية في جوانب ضيقة ، وقد يكون الحرص على اللحية عند البعض وعدم نتف حواجب النساء عند آخرين أكثر خطورة من تصدع الأمة ، ويقول الأستاذ العمري أنه لم يحصل ولا حتى مرة واحدة أن تحدث أحد عن تداول الثروة واحتكار الأغنياء لها [تحدث عن الأمر بطرق مختلفة أشخاص (قد لايكونون من التقليديين) مثل سيد في العدالة الاجتماعية والإمام الغزالي –المعاصر- في كثير من كتبه، والأستاذ راشد الغنوشي في كتابه الحريات العامة في الدولة الإسلامية ، والدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه الإسلام والوعي الحضاري ، والعلامة القرضاوي في سفره العظيم عن فقه الزكاة ، وآخرون ... كما أعرف خطيباً كان يؤكد على تلك المعاني في كثير من خطبه يوم الجمعة قبل أن يعزله الظالمون ... ولكن ينبغي الإقرار أن كل ذلك الحديث شيء بسيط جداً أمام مرارة المأساة].
لماذا تنتصر الهوامش على المتون ، وهل ارتبطت المؤسسة التقليدية بالسلطة [السياسية أو المالية] فآثرت إغراق الناس في التفاصيل كي تلفت الأنظار عن احتكار السلطة أو المال [مقابل فتات وطموح الصعود إلى فئة أعلى وعدت به اليد الخفية!!] أم الأمر مجرد خطأ فني .... لايهم فالنتيجة واحدة!
إن الإسلام لا يترك مسألة توزيع الثروة والتوازن الاقتصادي والعدالة الاجتماعية من دون تدخل!
[إن الإسلام أيها الناس يتدخل ، نعم يتدخل في توزيع المال] ، ((كي لايكون دولة بين الأغنياء منكم)).(1/1458)
الإسلام يتدخل لإيجاد توازن اجتماعي ويقلص الفجوة بين الأغنياء والفقراء ...شاء آدم سميث أم أبى ... فالتدخل من أركان الإسلام وليست الزكاة التي يطلبها الإسلام من الغني ويعطيها الفقير هي 2.5% أو العشر أو نصف العشر .. الزكاة هي نقطة التوازن وهي حق معلوم وشعيرة عبادة ويد ظاهرة في إقامة الحق ، وعندما تتخلف الزكاة لسبب ما ، فإن في المال حقاً سوى الزكاة ، والتي تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم كما جاء عن النبي الهادي صلى الله عليه وآله وسلم.
لايمنع الإسلام الملكية الفردية بل يصونها [وإلى حد الأمر بقطع يد من يعتدي عليها] ، ولكنه لا يجعلها وحشاً كاسراً يلتهم كل مافي طريقه ، ولا يضع الإسلام حداً أعلى للملكية الفردية ولكنه لايسمح أبداً بالهبوط في الحاجات الأساسية حتى لأفقر العباد [...(فما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جواره وهو يعلم) وهي ليست فلسفة خيالية بل بعدٌ تنفيذي صارم حريص على حقوق المستضعفين : (فمن أعطى الزكاة مؤتجراً فله أجره ومن منعها فإنا آخذوها وشطر مال ، عزمة من عزمات ربنا لايحل منها لآل محمد شيء) ..كما ورد عن النبي الهادي].
ليست الزكاة فضلاً من الغني بل واجباً شرعياً ، وليس لأحد مال فالمال مال الله ونحن مستخلفون فيه ، والزكاة صمام أمام ، وتسديد لدين المجتمع على كل فرد منا ، والأنا في الإسلام تبرز بقوة لتندغم في الجماعة لا لتلتهمها ، فالفرد للجماعة والجماعة للفرد والكل للإسلام!
نمو الرأسمالية يتجه نحو المال ، ونماء الإسلام يتجه لما هو أكرم ، يتجه إلى الإنسان ، ولن يكون في مجتمع الإسلام طبقة 1% تلتهم كل شيء ، لأن الكل يتدخل: الغني والفقير فيحصل التوازن في الأرض قبل أن تحويه جنة السماء.(1/1459)
فردوسنا أيها المسلمون مضمون على الله ((إن لك ألا تجوع فيها ولاتعرى * وأنك لاتظمأ فيها ولا تضحى)) طه:20/118-119. وليس ذلك فقط في الفردوس الأخير بل بدايته الفر دوس الأرضي الذي تظلله التقوى ويحفه الإيمان.
---
(1/1460)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > موعظة يا أهل التفسير !
---
موعظة يا أهل التفسير !
---
عمر المقبل
11-18-2006, 11:21 PM
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم (الوابل الصيب ، ص / 36)
الالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان :
أحدهما :
التفات القلب عن الله عز وجل الى غير الله تعالى .
الثاني :
التفات البصر .
وكلاهما منهي عنه !
ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته ، فإدا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه .
وقد سئل رسول الله عن التفات الرجل في صلاته ؟ فقال : "اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
وفي أثر يقول الله تعالى : إلى خير مني ؟ إلى خير مني ؟!
ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه مثل :
رجل قد استدعاه السلطان ، فأوقفه بين يديه !!
وأقبل يناديه ، و يخاطبه ..
وهو في خلال ذلك ـ يلتفت عن السلطان يميناً و شمالاً !!!
وقد انصرف قلبه عن السلطان ، فلا يفهم ما يخاطبه به ؛ لأن قلبه ليس حاضراً معه ، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان ؟!
أفليس أقل المراتب ـ فى حقه ـ أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه ؟!
فهذا المصلي لا يستوى ، والحاضر القلب ، المقبل على الله تعالى فى صلاته ..
الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه !
فامتلا قلبه من هيبته ، وذلت عنقه له ..
واستحى من ربه تعالى أن يقبل على غيره ، أو يلتفت عنه ، وبين صلاتيهما
ـ كما قال حسان بن عطية ـ :
"إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة ، وإن مابينهما ـ في الفضل ـ
كما بين السماء والأرض !!
وذلك : أن احدهما مقبل على الله عز وجل ، والآخر ساه غافل !!
فإدا أقبل العبد على مخلوق مثله ، وبينه حجاب ، لم يكن إقبالا ولا تقريباً !
فما الظن بالخالق عز وجل ؟!
وإذا اقبل على الخالق عز وجل ، وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس ..(1/1461)
والنفس مشغوفة بها ، ملأى منها !!
فكيف يكون ذلك إقبالاً وقد ألهته الوساوس والأفكار ؟
وذهبت به كل مذهب ؟!
والعبد اذا قام في الصلاة غار الشيطان منه !!
فإنه قدم قام في أعظم مقام ..
وأقربه ..
وأغيظه للشيطان ..
وأشده عليه ..
فهو يحرص ، ويجتهد أن لا يقيمه فيه ..
بل لايزال به يعده ، ويمنيه ، وينسيه ..
و يجلب عليه بخيله ورجله ..
حتى يهون عليه شان الصلاة ..
فيتهاون بها فيتركها !!
فإن عجز عن ذلك منه ، و عصاه العبد ، وقام في ذلك المقام ..
أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه ..
ويحول بينه وبين قلبه ..
فيذكره في الصلاة مالم يذكر قبل دخوله فيها ..
حتى ربما كان قد نسي الشيئ والحاجة ، وأيس منها !!
فيذكره إياها في الصلاة ؛ ليشغل قلبه بها ، ويأخذه عن الله عز وجل ..
قيقوم فيها بلا قلب !!
فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل ، الحاضر بقلبه في صلاته !!
فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها ...
بخطاياه ..
وذنوبه ..
وأثقاله ..
لم تخف عنه بالصلاة !!!
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها ..
وأكمل خشوعها ..
ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقابله ..
فهذا إذا انصرف منها :
وجد خفة من نفسه ..
وأحسسَّ باثقال قد وضعت عنه ..
فوجد نشاطا وراحة وروحاً ...
حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها ..
لأنها قرة عينه ..
ونعيم روحه ..
وجنة قلبه ..
ومستراحه في الدنيا ..
فلا يزال كأنه في سجن ،وضيق ، حتى يدخل فيها ...
فيستريح بها لا منها ..
فالمحبون يقولون :
نصلي فنستريح بصلاتنا ـ كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم :
"يا بلال أرحنا بالصلاة ، ولم يقل : أرحنا منها" ...
وقال : "جعلت قرة عيني في الصلاة" ...
فمن جعلت قرة عينه في الصلاة ، كيف تقر عينه بدونها ؟!
وكيف يطيق الصبر عنها ؟!
فصلاة هذا الحاضر بقلبه ـ الذي قرة عينه في الصلاة ـ هي التي تصعد ، ولها نور وبرهان ..(1/1462)
حتى يستقل بها الرحمن عز وجل ، فتقول :
حفظك الله تعالى كما حفظتني
وأما صلاة المفرط ، المضيع لحقوقها ، وحدودها ، وخشوعها ...
فإنها تلف كما يلف الثوب الخلق ، ويضرب بها وجه صاحبها ، وتقول :
ضيعك الله كما ضيعتني
انتهى كلامه رحمه الله ..
والسؤال :
هل أنت تلتفت ـ بعد هذا ـ في صلاتك ؟!
والله .. إننا لمحرومون ـ إلا من رحم الله ـ من أعظم نعيم في الدنيا ..
وهو الأنس بالله ،والتلذذ بحلاوة مناجاته ..
ولا طريق أعظم من طريقين :
الصلاة ..
و
قراءة القرآن بتعقل وتفهم وتدبر ـ قدر الإمكان ..
فمن جمع الله له الثنتين ـ التدبر في الصلاة ـ
فأجزم ـ وأسأل الله أن يذيقني وإياكم لذتها ـ
أن من وجدها فقد تعجل شيئاً من نعيم الجنة قبل دخولها ...
نسأل الله ألا يحرمنا فضله ..
---
أحمد الفالح
11-19-2006, 01:11 AM
بارك الله فيك يا دكتور ، لفتة جميلة ،
---
أبو حذيفة
11-20-2006, 01:00 AM
رحم الله ابن القيم ورحمك يا دكتور عمر ورحمني وأحمد الفالح معكم ، ولا شك يا أخي الكريم أن في مناجاة الله لذة لا يعرفها إلا من ذاقها ، وأذكر كلاما لشيخ الإسلام قرأته قديما ولا يحظرني مكانه ملخصه : أن العبد قد يصاب بمصيبة فيبدأ بسؤال الله ويكثر من مناجاته رجاء دفع تلك المصيبه فيرزق من لذة المناجاة ما يجعله ينسى معه مصيبته ويصبح يناجي الله لحصول تلك اللذة .
---
(1/1463)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > تقريب النفع في القراءات السبع تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر الشيخ علي محمد الضباع
---
تقريب النفع في القراءات السبع تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر الشيخ علي محمد الضباع
---
د. أنمار
04-20-2004, 08:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
هذا الكتاب في نظري يعد من أهم المختصرات فيما يتعلق بالسبع القراءات. وهو مكتوب بأسلوب يسير مع قوة المباني، وهو المعادل النثري لحرز الأماني. مع وضوح العبارة وعدم الترميز، والاكتفاء بالمعتمد المقروء به بشكل وجيز. وهو يسير جنبا إلى جنب مع الشاطبية حتى كأنه ملخصه الذي لا يقدر عليه إلا أصحاب الهمم العلية. وناهيك بمؤلفه الحجة الذي عن كثير من الدرر والخبايا أزاح الغطاء، ولا غرو فهو البحر المعطاء. وهو غني عن تعريف أمثالي فهو أحد أعلام القراء بل درتهم في القرن الخالي. وكل من جاء بعده فإنما على كتبه اعتمد، ومن فيضه وإشاراته استمد، وسترى كم من مبحث أو مقال سطره هنا أوفي غيره من كتبه، لمن جاء بعده فتح عليهم بسببه، فسبحان من أكرم هذه الأمة بأمثال الإمام الضباع وهذا فضل المولى يؤتيه لمن وعى القرآن وتدبر وأطاع،
وسأكتب من هذا الكتاب ما يسمح به وقتي المحدود، بمعونة الكريم الودود.
================
تقريب النفع في القراءات السبع
تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر
الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما ألهم، والشكر له على ما أنعم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(1/1464)
وبعد، فيقول راجي عفو ربه الغني الكريم، علي الضباع بن محمد بن حسن بن إبراهيم، قد خطر لي أن ألخص ما صح وتواتر من القراءات السبع حسبما تضمنه حرز الأماني، ثم وقع الإعراض عن ذلك فحثني عليه شديدا كثير من إخواني، فاستخرت الله تعالى وشرعت في هذا الكتاب، راجيا منه سبحانه وتعالى التوفيق فيه للصواب، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وسببا للفوز لديه بجنات النعيم، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم، وسميته:
تقريب النفع في القراءات السبع
ومشيت فيه على ترتيب الشاطبية في أكثر الأبواب، ليكون أقضى للوطر وأجمع لنظر الطلاب، وإني أستعين في ذلك بالله القريب المجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
مقدمة
اعلم أنه ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيما هو شارع فيه،
فحد هذا الفن: أنه علم يعرف منه اتفاق ناقلي كتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع،
وموضوعه: كلمات القرآن من حيث يبحث فيه عن أحوال النطق بها،
وثمرته: العصمة من الخطأ في نقل القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل من أئمة القراءة،
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بأشرف الكلام،
ونسبته إلى غيره من العلوم: التباين،
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري،
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به،
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وحكم الشرع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما،
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحرميان وأبو عمرو.
باب أسماء القراء السبعة ورواتهم وطرقهم.
أما القراء السبعة ورواتهم فهم: قارئ المدينة المنورة: أبو رويم نافع بن عبد الرحمن الليثي المتوفى سنة 167 هـ
وقارئ مكة المكرمة: أبو معبد عبد الله بن كثير الداري المتوفى 120 هـ
وقارئ البصرة : أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني المتوفى سنة 155 هـ(1/1465)
وقارئ الشام: أبو عمر عبد الله بن عامر بن يزيد بن ربيعة اليحصبي المتوفى سنة 118هـ
وقراء الكوفة الثلاثة:
أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي المتوفى سنة 128 هـ
وأبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي المتوفى سنة 156 هـ
وأبو الحسن علي بن حمزة النحوي الكسائي المتوفى سنة 189 هـ
ولكل منهم راويان
فراويا نافع:
أبو موسى عيسى الملقب بقالون بن مينا المتوفى سنة 205 هـ
وأبو سعيد عثمان الملقب بورش بن سعيد المصري المتوفى سنة 187 هـ
قرأ كل منهما عليه بدون واسطة.
وراويا ابن كثير:
أبو الحسن أحمد بن محمد البزي المتوفى سنة 255 هـ،
وأبو عمر محمد الملقب بقنبل بن عبد الرحمن المخزومي المتوفى سنة 291 هـ قرأ البزي على عكرمة على القسط على ابن كثير،
وقرأ قنبل على القواس
على وهب
على القسط
على شبل ومعروف
وهما على ابن كثير، فبين كل منهما وبينه سند.
وراويا أبي عمرو:
أبو عمر حفص بن عمر الدوري البغدادي المتوفى سنة 246 هـ،
وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي الأهوازي المتوفى سنة 261 هـ أخذا قراءته بواسطة أبي محمد يحيى بن المبارك العدوي المعروف باليزيدي المتوفى سنة 202 هـ
وروايا ابن عامر:
أبو الوليد هشام بن عامر بن نصير السلمي المتوفى سنة 246 هـ
وأبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي المتوفى سنة 242 هـ قرأ هشام على عراك
وابن ذكوان على أيوب التميمي
وقرأ عراك وأيوب على يحيى الذماري
وقرأ يحيى على ابن عامر فبينهما وبينه سند.
وروايا عاصم:
أبو بكر شعبة بن عياش المتوفى سنة 194 هـ
وأبو عمر حفص بن سليمان البزاز الكوفي المتوفى سنة 180 هـ
قرأ كل منهما عليه بلا واسطة.
وروايا حمزة:
أبو محمد خلف بن هشام البزار المتوفى سنة 229 هـ
وأبو عيسى خلاد بن خالد الأحول الصيرفي المتوفى سنة 220 هـ
قرأ كل منهما على أبي عيسى سليم بن عيسى الحنفي الكوفي سنة 189 هـ وقرأ سليم على حمزة.
وروايا الكسائي:(1/1466)
أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي المتوفى سنة 240 هـ
وأبو عمر حفص بن عمر الدوري المتقدم ذكره
قرأ كل منهما عليه بلا واسطة.
وأما الطرق المختارة عن هؤلاء الرواة الأربعة عشر
فهي طريق أبي جعفر محمد بن هارون الربعي البغدادي المعروف بأبي نشيط المتوفى سنة 258 هـ عن قالون
وطريق أبي يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري المعروف بالأزرق المتوفى سنة 240 هـ عن ورش
وطريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن وهب الربعي المكي المتوفى سنة 294 هـ عن البزي
وطريق أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي المتوفى سنة 324 هـ عن قنبل
وطريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس الهمداني الدقاق المتوفى سنة 284 هـ عن الدوري
وطريق أبي عمران موسى بن جرير الرقي الضرير المتوفى سنة 316 هـ عن السوسي
وطريق أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني المتوفى سنة 250 هـ عن هشام
وطريق أبي عبد الله هارون بن موسى المعروف بالأخفش الدمشقي المتوفى سنة 292 هـ عن ابن ذكوان
وطريق أبي زكريا يحيى بن آدم بن سليمان الصلحي المتوفى سنة 203 هـ عن شعبة
وطريق أبي محمد عبيد بن الصباح بن صبيح النهشلي الكوفي ثم البغدادي المتوفى سنة 230 هـ عن حفص
وطريق أبي الحسين أحمد بن عثمان بن بويان البغدادي المتوفى سنة 344 هـ عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المتوفى سنة 292 هـ عن خلف
وطريق أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري البغدادي المتوفى سنة 286 هـ عن خلاد
وطريق أبي عبد الله محمد بن يحيى البغدادي المعروف بالكسائي الصغير المتوفى سنة 288 هـ عن أبي الحارث
وطريق أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد النصيبيني المتوفى سنة 307 هـ عن دوري علي
وهذه الطرق هي التي اقتصر عليها أبو عمرو الداني في تيسيره وهي التي جرى عمل المحررين على ملاحظتها في تحرير الشاطبية.
وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الأوجه المروية عن أصحابها.(1/1467)
باب معرفة الفرق بين القراءات والروايات والطرق ومعرفة الخلاف الواجب والجائز.
الفرق بين القراءات والروايات والطرق أن كل خلاف نسب لإمام من السبعة مما أجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة وما نسب للآخذ عن الإمام ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق.
فتقول مثلا: إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير ورواية قالون عن نافع وطريق أبي عدي عن سيف عن الأزرق عن ورش، وهذا هو الخلاف الواجب فلابد أن يأتي القارئ بجميعه ولو أخل بشيء منه كان نقصا في روايته،
وأما الخلاف الجائز فهو خلاف الأوجه على سبيل التخيير والإباحة كأوجه البسملة وأوجه الوقف بالسكون والروم والإشمام وبالمد والتوسط والقصر في نحو مآب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون نقصا في روايته ولا يلزم استيعابها في موضع ما إلا لحاجة كالتعليم، لا سيما في وقف حمزة لصعوبته على المبتدئ.
باب إفراد القراءات وجمعها.
تابع
=========
ومن أراد المشاركة في الثواب فليختر بابا مما سيأتي ويسميه فيُترك له ليتبرع بطباعته حتى يتم الكتاب إن شاء الله فيكون في متناول أحباب القرآن في شتى بقاع الأرض.
---
د. أنمار
04-21-2004, 11:19 PM
باب إفراد القراءات وجمعها.(1/1468)
من أراد علم القراءات عن تحقيق فلابد له من حفظ كتاب كامل يستحضر به اختلاف القراء ثم يفرد القراءات التي يريدها رواية رواية ويجمعها قراءة قراءة حتى يتمكن من كل قراءة على حدتها. وكان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يقرؤون ويقرئون رواية رواية لا يجمعون رواية إلى أخرى قصد استيعاب الروايات والتثبت منها، وإحسان تلقيها واستمر عملهم على ذلك إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني والأهوازي والهذلي ومن بعدهم. فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا، وكان بعض الإئمة ينكره من حيث أنه لم يكن عادة للسلف، على القول به مع ما فيه، فقال في النشر: ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح به إلا لمن أفرد القراءات وأتقن معرفة الطرق والروايات وقرأ لكل راو ختمة على حدة، ولم يسمح به أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة أو العشرة في ختمة واحدة إلا في هذه الأعصار المتأخرة وكان الذين يتساهلون في الأخذ يسمحون أن يجمع كل قارئ في ختمة سوى نافع وحمزة فإنهم كانوا يفردون كل راو بختمة ولا يسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك. نعم كانوا إذا رأوا شخصا قد أفرد وجمع على شيخ معتبر وأجيز وتأهل وأراد أن يقرأ على أحدهم لا يكلفونه بعد ذلك إلى الإفراد لعلمهم بأنه وصل إلى حد المعرفة والإتقان. اهـ
وإذا تقرر ذلك فليعلم أنه يشترط على جامع القراءات شروط أربعة:
رعاية الوقف والابتداء وحسن الأداء وعدم التركيب
وأما رعاية الترتيب والتزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط وكثير من الناس يرى تقديم قالون أولا ثم ورش فإذا وقف على وجه لقارئ يبتدئ لذلك القارئ بعينه ثم يعطف الوجه الأقرب إلى ما ابتدأ به عليه وهكذا إلى آخر الأوجه
واختلفوا في كيفية هذا الجمع على ثلاثة مذاهب:
الأول: الجمع بالوقف(1/1469)
وكيفيته، أن يبدأ القارئ بقراءة من قدمه من الرواة ولا يزال يقرأ حتى يقف على ما يحسن الابتداء بتاليه ثم يعود إلى الراوي التالي إن لم يكن داخلا في سابقه، ثم يفعل ذلك براو بعد راو حتى يمر على جميعهم وفي كل ذلك يقف حيث وقف أولا ثم يبتدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا النمط، وهذا مذهب الشاميين.
الثاني: الجمع بالحروف.
وكيفيته، أنه إذا شرع القارئ في القراءة ومر بكلمة فيها خلف أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوعب جميع ما فيها من الخلاف فإن كانت مما يسوغ الوقف واستأنف وإلا وصلها بما بعدها مع آخر وجه انتهى إليه موقف فيقف. وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل والسكت على ذي كلمتين وقف على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على هذا الحكم، وهذا مذهب المصريين، وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل في الأخذ، والأول أشد في الاستحضار.
الثالث: مركب من هذين.
وهو الذي اختاره الشمس ابن الجزري حيث قال:
(ولكني ركبت المذهبين مذهباً، فجاء في محاسن الجمع طرازاً مذهباً. فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من الراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمتين بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت حتى انتهى إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف).
ولو أمكن لأحد الجمع على غير هذه الثلاثة مع مراعاة شروط الجمع السابقة لما منع، ومنهم من يرى كيفية التناسب فإذا ابتدأ بالقصر مثلا أتى بالمرتبة التي فوقه ثم كذلك، حتى ينتهي لآخر مراتب المد، وكذا في عكسه، وإن ابتدأ بالفتح أتى بعده بالصغرى ثم بالكبرى وإن ابتدأ بالنقل أتى بعده بالتحقيق ثم بالسكت الخاص ثم بالسك العام وهذا لا يقدر عليه إلا قوي الاستحضار.
وليحذر القارئ حال الجمع من خلط القراءات والطرق بعضها ببعض، فقد قال العلامة السخاوي في كتابه (جمال القراء) :
(خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ)(1/1470)
وقال الجعبري: (هو ممتنع في كلمة وفي كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى وإلا كره).
وقال النويري في شرح الدرة:
(والقراءة بخلط الطرق وتركيبها حرام أو مكروه أو معيب)
وقال المحقق ابن الجزري:
(والصواب عندي في ذلك التفصيل وهو إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) بالرفع فيهما أو النصب آخذا رفع آدم من قراءة غير المكي ورفع كلمات من قراءته وأما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها ، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية ، وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام).[قلت هو بحروفه في النشر مع تصرف يسير]
وجزم في موضع آخر بالكراهة من غير تفصيل. والله أعلم
باب بيان ما التزمته في هذا الكتاب قصد الاختصار.
إذا اتفق نافع وابن كثير على قراءة أقول : الحرميان
وإذا اتفق ابن كثير وابن عامر أقول : الابنان
وإذا اتفق أبو عمرو والكسائي أقول: النحويان
وإذا اتفق عاصم وحمزة والكسائي أقول : الكوفيون
وإذا اتفق حمزة والكسائي أقول : الأخوان.
باب الاستعاذة
المختار لجميع القراء في كيفيتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم على الصيغة الواردة في سورة النحل.
ويجوز غيرها مما صح عن أئمة القراءة مما فيه زيادة نحو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
أو نقص كـ : أعوذ بالله من الشيطان.
ويستحب الجهر بها عن جميعهم إذا قرأ خارج الصلاة بحضرة من يسمع وإلا أسر.
وإذا قرأ في الدَوْرِ ولم يكن في قراءته مبتدئا فإنه يسر بالاستعاذة لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي، إذ الاجماع منعقد على أن الاستعاذة ليست من القرآن وإنما هي دعاء.(1/1471)
وما ذكره إمامنا الشاطبي من إخفاء التعوذ عن نافع وحمزة فأمر لا يلتفت إليه، كما يشعر بذلك قوله: (أباه وعاتنا) إذ معناه أن من ترجع قراءته إليهم أبوه ولم يأخذوا به، بل أخذوا بالجهر ولذلك أمر به أول الباب مطلقا.
ويجوز الوقف على الاستعاذة ووصلها بما بعدها بسملة كان أو غيرها من القرآن.
وإذا التقى مع الميم مثلها نحو: (الرحيم ما ننسخ) أدغم لمن مذهبه الإدغام حالة الوصل.
والاستعاذة مستحبة عند أكثر العلماء. وقال بعضهم بوجوبها.
وإذا قطع القارئ القراءة لعارض ضروري كسعال أو لكلام يتعلق بالقراءة لم يعد الاستعاذة بخلاف ما إذا قطعها لكلام أجنبي. ولو رد السلام أو إعراضا منه فإنه يعيدها.
باب البسملة
اختلفوا في الفصل بين السورتين بالبسملة وتركه، ففصل بها بينهما قالون وابن كثير وعاصم والكسائي إلا بين الأنفال وبراءة لما سيأتي.
وقرأ حمزة بوصل السورة بالسورة من غير بسملة.
واختلف عن ورش وأبي عمرو وابن عامر بين السكت والوصل والبسملة.
وقد اختار كثير من أهل الأداء عمن وصل لورش وأبي عمرو وابن عامر وحمزة:
السكت بين المدثر والقيامة
وبين الإنفطار والتطفيف
وبين الفجر والبلد
وبين العصر والهمزة
من أجل بشاعة اللفظ بـ : لا ، و ويل،
وكذلك اختاروا عمن سكت لورش وأبي عمرو وابن عامر الفصل بالبسملة عن طرفيها للمبسملين.
والصحيح المختار وهو مذهب المحققين: عدم التفرقة بين هذه الأربعة وغيرها، وما ذكره الأولون من البشاعة منقوض بوقوع كثير من ذلك في القرآن كقوله:
القيوم لا
العظيم لا
المحسنين ويل
وليس في ذلك بشاعة إذا استوفى القارئ الكلام الثاني، ويكفي في ضعف هذه التفرقة أنها استحسان وليست بمنصوصة عن أحد من أئمة القراء ولا رواتهم.
فصل
وأجمعوا على البسملة أول سورة ابتدئ بها سوى براءة فإنها لا تجوز البسملة أولها مطلقا، بل يجوز عن كل القراء بين الأنفال وبراءة الوقف والسكت والوصل.(1/1472)
ولا خلاف بينهم في إثبات البسملة أول الفاتحة مطلقا.
وتجوز البسملة وتركها عن كل منهم إذا ابتدأ بأوساط السور، واستثني بعضهم وسط براءة، وأجازه بعضهم، وكلاهما محتمل، وذهب بعضهم إلا أن البسملة في أوساط السور تكون عمن فصل بين السورتين دون من لم يفصل.
فصل
المراد بالسكت المذكور أن يفصل القارئ بين السورتين بسكتة يسيرة دون تنفس قد سكت حمزة لأجل الهمز على المختار.
واعلم أنه إذا فصل بين السورتين بالبسملة جاز لكل من رويت عنه ثلاثة أوجه:
وصلها بالماضية مع الآتية
وفصلها عنهما
وفصلها عن الماضية مع وصلها بالآتية، ويمتنع عكسه
وما تقدم من الخلاف بين السورتين هو عام بين كل سورتين سواء كانتا مرتبتين أو غير مرتبتين لكن بشرط أن تكون الثانية أنزل من الأولى، أما لو وصل آخر السورة بأول أعلى منها، فالذي أخذنا به البسملة فقط، ولا سكت، ولا وصل، كما لو وصل آخر سورة ما بأولها، كأن كررت مثلا.
---
عبدالرحمن الشهري
04-21-2004, 11:24 PM
أخي الكريم د.أنمار وفقه الله وبارك فيه.
جزاك الله خيراً على هذه المشروعات العلمية الرائدة التي تضطلع بها وننتفع بها كثيراً.
---
د. دخيل العوّاد
05-05-2004, 04:29 PM
أخي الكريم، جزاك الله خيراً، لو جعلت هذا الكتاب القيم على ملف (وورد) ينزله على جهازه منسقاً لكان أفضل من تفريقه، بارك الله فيك، وزادك علماً وهدى..
---
د. أنمار
05-05-2004, 11:33 PM
أخي د. عواد
اقتراحكم في محله، وهو الذي سيكون بإذن المولي بمجرد الانتهاء من صفه، لكن قبل ذلك سأنزل تباعا حسب ما ينتهي أولا بأول.
لكني الآن اتجهت لكتاب الإضاءة للضباع وقدمته لأهميته، وبعد الانتهاء من الإضاءة سأتفرغ لتقريب النفع إن شاء الله.
---
أيمن صالح شعبان
03-24-2005, 08:52 PM
أرجوا استكمال الموضوع ووفقكم الله تعالى
---
إبراهيم الجوريشي
04-13-2007, 02:18 PM
إن شاء الله تعالى سأنزل الكتاب كاملا صيغة pdf
انتظروني قريبا بعون الله
---(1/1473)
أيمن صالح شعبان
04-13-2007, 03:52 PM
السلام عليكم حبيبنا الشيخ إبراهيم الجوريشي حفظه الله تعالى في انتظار الكتاب لو تفضلتَ علينا وكان بصيغة الوورد كان أفضل وتفضل بقبول وافر الاحترام
---
(1/1474)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمذا نحن دائما مسبوقون ؟
---
لمذا نحن دائما مسبوقون ؟
---
يزيد بن هارون
06-19-2003, 04:57 PM
كثير من برامج الحاسب الآلي الإسلامية أول من يقوم بوضعها كثير من غير المسلمين وبخاصة نصارى العرب ، فبعض برامج القرآن الكريم القائمون على الشركة تجار مسلمون جزاهم الله خيرا لكن الأفكار والرؤى من غيرهم ، ونحن دائما عالة عليهم ، فماذا لا يكون لنا قصب السبق في إنتاج البرامج الإسلامية ، فأقسم بالله أنه لن يكون في أحد الغيرة على ديننا مثل ما يكون لدينا .
وأنا أطرح بعض المشاريع التي تهم أهل القرآن ومنها على سبيل المثال :
إنشاء برامج تعنى بالقراءات القرآنية من حيث ضبطها و و و . . . الخ مما لإخواني أعلم به مني فيه .
إنشاء برنامج فيه جميع القراءات يمكن نسخه على الوورد ، فبعض طلبة العلم يواجهه عند تحقيق المخطوطات ان المؤلف يذكر القراءة القرآنية بقراءة غير قراءة حفص ، فلا يستطيع الباحث تابتها بالرسم العثماني .
جمع التفاسير في إسطوانة واحدة أو موقع واحد ويكون فيه التكشيف قويا ، يجتمع عليه طلاب علم أفاضل عرفوا بالقوة العلمية وهم من ذوي الاختصاص ثم يقومون يتكشبف هذه التفاسير ، ووضعها على شكل موضوعات بحيث يتسنى لكل قاربء الإفادة من هذه التقنيات الحديثة .
التعريف بالمفسرين والقراء ومعربي القرآن تعريفا كاملا مع الإحالة إلى أكبر قدر ممكن من المصادر .
إلى غير ذلك من المشاريع .
نعم أنا أعرف أن هذا العمل شاق وشاق ، لكنه يسهل ما هو أشق منه { فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة } إنه طريق إلى الجنة .
إن أهل الدنيا ما استصعبوا مثل هذه الأمور ، فلم يستصعبها مريد الله والدار الآخرة .
---
(1/1475)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل السجع هو السر في تقديم ذكر هارون على موسى عليهما السلام
---
هل السجع هو السر في تقديم ذكر هارون على موسى عليهما السلام
---
نضال دويكات
10-23-2006, 10:48 PM
في قوله تعالى (فألقى السحرة سجدا قالوا امنا برب هارون وموسى)طه67-70
قدم هارون على موسى عليهما السلام
مع أن الآيات الأخرى قدمت موسى على هارون عليهما السلام فهل السر في التقديم في الاية الاولى هو السجع كما قال الباقلاني رحمه الله ام الاشارة التي اشار لها الدكتور فضل عباس بان السبب هو ان موسى عندما اوجس خيفة في نفسه عند ما خيل له ان العصي تحولت الى افاعي فأخر الله ذكره من باب العتاب
ملاحظة كلامي منقول من الذاكرة بتصرف فارجو تصحيحي عند الخطأ
---
منصور مهران
10-24-2006, 01:34 AM
من الأصول المعتبرة في علم العربية أن ( الواو ) تفيد مطلق الجمع في حكم المعطوف فيه ؛ ولا تفيد ترتيبا ولا تفضيلا فقول السحرة في سورة الأعراف : ( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) يتساوى في المعنى مع قولهم في سورة طه : ( آمنا برب هارون وموسى ) ؛ لأن حكم المعطوف فيه في الموضعين واحد وهو إيمانهم ب( رب ) هذين الرجلين فلا فكاك من تقديم أحدهما ليتسنى عطف الثاني عليه بالواو ، فإن قلت : رب موسى وهارون صح قولك ، وإن قلت رب هارون وموسى صح قولك بلا تفضيل للمقدم على المؤخر ؛ لأن القصد هو الرب وجاءت الإضافة إليهما لأنهما الداعيان إلى رب واحد هو خالق كل شيء والمستحق لأن يُعْبَد .(1/1476)
هذا من حيث الصنعة النحوية ، ولكن أصحاب المعاني رأوا أن فائدة التقديم تتحدد بحسب الحاجة فعندما قدم السحرة ذِكْر موسى كان المقام مقام اعتراف بقدر الكليم فهذه مما يتمايز به موسى على هارون ، وعندما قدموا هارون في الذكر فلأنه صاحب بيان وهو الذي كان يدير الحوار غالبا مع الناس وهذه بشهادة موسى القائل : ( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا ) ، فيجوز أن يكون السحرة نطقوا بهذا ونطقوا بذاك .
هذا ، بالإضافة إلى مسألة مراعاة الفاصلة مما تفضل بإيراده الأستاذ نضال دويكات ، ونأمل مزيد المشاركة من أهل العلم لإثراء المناقشة وبالله التوفيق .
---
همام بن همام
10-25-2006, 03:42 AM
عندي جواب كنت أحتفظ به في نفسي ولعله من المناسب الآن طرحه بين يدي مشايخنا الكرام حتى يقومه بارك الله فيهم.
ورد ذكر قول السحرة التائبين في القرآن في ثلاثة مواضع وهي:
سورة الأعراف:
( وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) (122)
وفي سورة طه:
( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ) (70)
وسورة الشعراء:
( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) (48).
من المعلوم أن موسى عليه الصلاة والسلام هو من أجرى الله على يديه تلك المعجزة التي ظهر بها على السحرة والتي بسببها ألقي السحرة سجداً وقالوا آمنوا برب العالمين وليس أخوه هارون.
فلو قالوا مباشرة بعد سجودهم "آمنا برب موسى وهارون" قد يفهم منه أن إيمانهم ليس لأن الرب مستحق لذلك وإنما لأنه رب موسى، فكأن السر في موسى الذي غلبهم وظهر عليهم، فأبعد هذا الفهم الذي قد يتبادر إلى بعض العقول بأحد شيئين:(1/1477)
الأول: بذكر ربوبية الله للعالمين أولاً والتي بها ينتفي ذاك الفهم، ثم عطف على ذلك ربوبية موسى وهارون فقدم موسى لأنه أشرف من أخيه، كما في الأعراف والشعراء.
الثاني: بتقديم هارون على موسى؛ لأن ذكر الربوبية العامة للعالمين لم تذكر كما في سورة طه، فبدأ بهارون ليدل على أنها ربوبية تشريف لهما، لا أن سر استحقاقه للعبادة والإيمان به هو ربوبيته لموسى عليه الصلاة والسلام الذي غلب السحرة.
ولعل مما يشير إلى هذا المعنى أن الله تعالى أخبر أن السحرة ذكروا لفرعون ربوبية موسى وهارون ولما توعدهم فرعون ذكر لهم أنهم آمنوا بموسى وله ولم يذكر هارون عليه الصلاة والسلام. والله أعلم
أرجو أن أستفيد من ملاحظاتكم مشايخنا الكرام.
---
عادل الكلباني
10-28-2006, 12:51 PM
الحمد لله وبعد ،،،
لقد كررت هذه الآية بلفظها في سورة الأعراف ، وفي سورة الشعراء ، وأما في سورة طه فقد قدم هارون على موسى فقالوا (رب هارون وموسى) ، ويقول العلماء : إن ذلك من مراعاة الفاصلة ؛ ولأن الواو لا توجب ترتيبا ، وهو قول كل من الإمام النسفي ، والشنقيطي ، والشوكاني ، أبو السعود ، وابن المظفر السمعاني ، وابن عطية ، وقول ابن عاشور في التحرير والتنوير .
وقال الخفاجي في حاشيته على البيضاوي ( حاشية ابن شهاب ) : لما قدم موسى في الأعراف وهو الظاهر ؛ لأنه أشرف من هارون ، والدعوة والرسالة إنما هي له ، فتقديمه على الأصل ، لا يحتاج إلى نكتة ، وإنما المحتاج إليه تأخيره كما هنا ، فلذا أشار إليه بما ذكره ، …. وتقديمه ثمة يدل على أن ليس في الترتيب نكتة ، لا سيما والواو لا تقتضي ترتيبا ......... ، وكون الواو لا تفيد الترتيب لا يستلزم أنه ليس لتقديمه نكتة ، إذ مثل الكلام المعجز لا يعدل فيه عن الأصل لغير داع .(1/1478)
وقد رد البقاعي هذا القول ، كلية ، أعني قول من قال إن تقديم هارون هنا جاء مراعاة للفاصلة ، بكلام نفيس ، ذكرت قريبا منه قول الخفاجي في آخر ما نقلت عنه .
والذي يظهر لي – والله أعلم – أن مراعاة الفاصلة ليست مهمة لدرجة التغيير هذه ، وفي السورة ما يثبت ذلك ، وإن كانت مرادة أيضا . إلا أن السبب فيما يبدو ، أن هذه السورة هي السورة الوحيدة التي واجه فيها هارون قومه بشيء من الرسالة ، فإنك تقرأ القرآن وترى كفاح موسى ، ودعوة موسى ، وعناية موسى بقومه ، وطلبه لنبوة هارون ، ووصيته لهارون ، فإذا ما قرأت سورة طه رأيت فيها قوله لقومه (يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري) ومن هذا تلحظ أن تقديم هارون على موسى في الآيات هنا أبلغ في إقامة الحجة على بني إسرائيل ، إذ زعموا إيمانهم به ، فلما أمرهم ونهاهم قالوا (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) فما قيمة إيمانكم بهارون إذا ؟ يظل اليهود يهودا إلى قيام الساعة .
وأيضا : فإن السياق في سورتي الأعراف والشعراء مؤذن بتقديم موسى عليه السلام ؛ لأنه قال في الأعراف { وقال موسى يا فرعون إني رسول رب العالمين } كما قال في الشعراء { فقولا إنا رسول ربك } بخلاف سورة طه ففيها إثبات رسالة هارون لا مجرد النبوة ، كما قال {فقولا إنا رسولا ربك } وفي السورتين قال فيهما { قالوا أرجه وأخاه } فقدموا موسى عليه السلام على نفس السياق . والله تعالى أعلم .
---
عمر المقبل
11-01-2006, 12:36 AM
سمعت شيخنا العثيمين ـ رحمه الله ـ يذكر أن السبب هو مراعاة فواصل الآي .
---
مساعد الطيار
11-01-2006, 08:14 AM
ما أحسن ما انتضم في هذا المقام من كلام الإخوة الكرام ، ولعلي أدلي بسَجْلي ( دلوي ) معكم ، فأقول :(1/1479)
1 ـ إن المصطلحات لا تغير حقائق المعاني ، وقد رفض قوم مصطلح السجع بدعاوى لا تقوم عند الاحتجاج ، والقول به هو الصحيح ؛ إذ هذه التسمية لا منقصة فيها ، وإنما يتوجه النقص إلى السجع المتكلف كسجع الكهان الذي يُدخل في الكلام ما لا فائدة فيه من أجل إتمام السجع لا غير ، والقرآن منزه عن مثل هذا قطعًا .
2 ـ إن رعاية الفاصلة ( السجع ) في القرآن تابعة للمعنى ، ولها مقامان :
الأول : أن يكون إيثار الكلمة وعدمها في المعنى سواء ، فيكون اختيار السجع أولى ، وذلك في مثل قوله تعالى : ( ما ودعك ربك وما قلى ) ، فلو قيل : وما قلاك ، لكان له المعنى نفسه في ( قلى ) ، فكان في اختيار ( قلى ) مزية توافق الفواصل .
الثاني : أن يكون المقام يقتضي تلك الفاصلة ، كما هو الحال في السؤال المطروح ، وله جانبان :
الجانب الأول : سبب اختيار هذه الفاصلة في سورتي الأعراف والشعراء ، ومخالفتها في سورة طه ، وقد مرت إجابة هذا في بعض المشاركات السابقة .
الجانب الثاني : كون الحدث واحدًا ، والتعبير عنه مختلفًا ، وهذا يرد في بعض القصص القرآنية ، وهو محل بحث لطيف جدًا ، وأما ما يتعلق بالمقام في مثل هذا الموضع ، فظهر لي جواب ، وهو أن عدد السحرة كثير ، ولا يُتوقع في مثل هذا المقام أن يتحد تعبيرهم عن إيمانهم ـ بلا مواطأة مسبقة ـ فيقولون قولاً واحدًا ، وهذا ظاهر من فعل البشر ، فأنت تسمع عبارات الاندهاش والانفعال من موقف واحد يحضره جمع ، فلو حكيت ما قالوه ، فحكيت مرة ما قاله بعضهم ، وحكيت مرة ما قاله أخرون غيرهم لما كنت كاذبًا ، وإن نسبته إليهم على جهة العموم .
والذي يظهر لي أن السحرة بمجموعهم قالوا هذه الجمل : ( آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون ) ( آمنا برب هارون وموسى ) ، فحكى الله في كل مقام ما يناسب المعنى والفاصلة ، والله أعلم .
---
جمال أبو حسان
11-01-2006, 10:22 AM(1/1480)
لكن يا ابا عبد الملك لا يزال السؤال قائما وهو لم اختيرت تلك العبارة في سورة طه دون غيرها
واما ما ذكرتموه حول (ما ودعك ربك وما قلى ) فالوجه فيه ما ذكرته بنت الشاطيء في كتابها التفسير البياني ولعله ذكر ايضا في كتابها الاعجاز البياني
لا حرمنا الله من فضائلكم
---
همام بن همام
11-05-2006, 02:25 AM
رجعت إلى عدة تفاسير فوجدت الألوسي رحمه الله قد جمع أقوالهم كلها – أي التفاسير التي وقفت عليها – فقال ما نصه:
"{ قَالُواْ } استئناف كما مر غير مرة { ءامَنَّا بِرَبّ * هارون وموسى } تأخير موسى عليه السلام عند حكاية كلامهم المذكورة في سورة الأعراف المقدم فيه موسى عليه السلام لأنه أشرف من هارون والدعوة والرسالة إنما هي له أولاً وبالذات وظهور المعجزة على يده عليه السلام لرعاية الفواصل ، وجوز أن يكون كلامهم بهذا الترتيب وقدموا هارون عليه السلام لأنه أكبر سناً ، وقول السيد في «شرح المفتاح» : إن موسى أكبر من هارون عليهما السلام سهو . وأما للمبالغة في الاحتراز عن التوهم الباطل من جهة فرعون وقومه حيث كان فرعون ربى موسى عليه السلام فلو قدموا موسى لربما توهم اللعين وقومه من أول الأمر أن مرادهم فرعون وتقديمه في سورة الأعراف تقديم في الحكاية لتلك النكتة .
(قال همام بن همام: ولعله يزاد على ذلك أنهم لما قدموا موسى عليه السلام ذكروا قبله إيمانهم برب العالمين فأمن توهم اللعين وقومه)
وجوز أبو حيان أن يكون ما هنا قول طائفة منهم وما هناك قول أخرى وراعى كل نكتة فيما فعل لكنه لما اشترك القول في المعنى صح نسبة كل منهما إلى الجميع . واختيار هذا القول هنا لأنه أوفق بآيات هذه السورة." انتهى.
وجزى الله خيراً المشايخ على فوائدهم.
---
نضال دويكات
11-05-2006, 02:17 PM(1/1481)
بارك الله فيكم على الردود الطيبة لكن ليس هناك تعليق على كلام الشيخ فضل عباس عندما قال بان السبب هو ان موسى عندما اوجس خيفة في نفسه عند ما خيل له ان العصي تحولت الى افاعي فأخر الله ذكره من باب العتاب
---
(1/1482)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل جامع الأحاديث القدسية ( الضعيفة )
---
حمل جامع الأحاديث القدسية ( الضعيفة )
---
مسك
07-15-2005, 12:45 PM
اسم الكتاب : جامع الأحاديث القدسية ( الضعيفة )
المؤلف : عصام الدين الصابطي
نبذة عن الكتاب :
مجموعة أحاديث قدسية جمعها الشيخ أبو عبدالرحمن عصام الدين الصابطي في ثلاث مجلدات وذكر الحديث الصحيح من الضعيف من الحسن وبعض الأحاديث توقف فيها.
كذلك فصّل في بعض الأحاديث من شرحها والتعليق عليها، وهنا فقط نطرح ملخص الأحاديث الضعيفة والموضوعة "جامع الأحاديث القدسية" موسوعة جامعة..
أضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=29&book=1910)
---
محمد التلباني
03-17-2006, 09:21 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم
---
(1/1483)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التنكيت على مراحل التفسير وتدوينه في كتاب التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي
---
التنكيت على مراحل التفسير وتدوينه في كتاب التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي
---
مساعد الطيار
01-30-2006, 09:40 AM
إن الشيخ محمد حسين الذهبي قد ألف كتابه النافع المفيد ( التفسير والمفسرون ) ، ولطول خطة البحث التي انتهجها ـ رحمه الله ـ وقع عنده بعض الأخطاء لذلك السبب ، فتميز بحثه بالجمع والترتيب ، لكن نقصه تحرير بعض المواطن ، ولما كان هذا الكتاب من الكتب المعتمدة في الدراسات القرآنية المعاصرة أحببت أن أسدد بعض ما رأيته من الخلل في بعض فصول هذا الكتاب ، ومن ذلك ما وقع له من تصور وتنظير لمراحل التفسير ، وقد رأيت من ينقل عنه هذه الأفكار دون النظر إلى ما فيها من أخطاء مجانبة لواقع تاريخ التفسير ، فأحببت أن ألقي في هذا المقال تعليقات على بعض النقاط التي ذكرها في كتابه فيما يتعلق بمراحل التفسير وتدوينه ، ولن اخرج إلى غيرها مما طرحه في هذه المراحل ، لكي تكون الفائدة المرجوة محددةً ، فيصل المراد من التعليق .
هذا وقد سبق الحديث عن كتاب ( التفسير والمفسرون ) على هذا الرابط ، لمن شاء أن يرجع إليه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=300 )
وآتي الآن إلى ذكر كلام الشيخ محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى :
أولاً : تقسيم الذهبي لمراحل التفسير :
المرحلة الأولى : التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه (1 : 35 ـ 98 ) .
وقد ذكر من مميزات هذه المرحلة :(1/1484)
أنه اتخذ شكل الحديث ، بل كان جزءًا منه ، وفرعًا من فروعه ، ولم يتخذ التفسير له شكلاً منظمًا ، بل كانت هذه التفسيرات تُروى منثورةً لآيات متفرقة ، كما كان الشأن في رواية الحديث ، فحديث صلاة بجانب حديث جهاد ، بجانب حديث ميراث ، وبجانب حديث في تفسير آية ( 1 : 98 ) .
أقول :
لا يظهر مراد الشيخ محمد حسين الذهبي ـ رحمه الله ـ في هذا الكلام ، فهو يحتمل أنه يريد الرواية الشفهية ، فالصحابي يروي على هذه الصورة ، وهذا لا يدل عليه الدليل من آثارهم ، فليس لهم مجالس إملاء للحديث كي تتم هذه الصورة ، وإنما كانوا يذكرون من الأحاديث حسب الحاجة ، وليس فيها هذه التقسيمات التي يذكرها ( حديث . فرائض . تفسير ) بل كانت روايتهم لحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنها أقواله التي تُتلقَّى بالقبول فحسب .
والتصنيف إنما جاء متاخِّرًا ، وقد ورد في ترجمة ابن عباس ما يشير إلى اختلاف اهتمامات المتلقين عنه ، ومن ذلك ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ( 2 : 368 ) بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : كان ابن عباس قد فات الناس بخصال : بعلم ما سبقه ، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه ، وحلم ، وسيب ، ونائل ، وما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، ولا أعلم بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه ، ولا أفقه في رأي منه ، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن ولا بحساب ولا بفريضة منه ، ولا أعلم بما مضى ، ولا أثقف رأيا فيما احتيج إليه منه.
ولقد كان يجلس يوما ما يذكر فيه إلا الفقه ، ويوما التأويل ، ويوما المغازي ، ويوما الشعر ، ويوما أيام العرب ، وما رأيت عالما قط جلس إليه إلا خضع له ، وما رأيت سائلا قط سأله إلا وجد عنده علما )) .(1/1485)
وإن كان يريد التدوين ، فقد سبق عبارته هذه قوله : (( لم يدوَّن شيء في التفسير في هذا العصر ؛ لأن التدوين لم يكن إلا في القرن الثاني . نعم أثبت بعض الصحابة بعض التفسير في مصاحفهم ، فظنها بعض المتاخرين من وجوه القرآن التي نزل بها من عند الله تعالى )) ( 1 : 98 ) .
فإذا كان لم يُدوَّن ، ولا يُعرف لهم مجالس خاصة لإلقاء الحديث النبوي ، فالقول بأنه التفسير فرع من فروع الحديث لا يصلح ؛ لأن الحديث كعلم مستقل لم يبرز بَعْدُ .
فائدة :
يلاحظ أنَّه ذكر ما يسميه بعض العلماء بالقراءة التفسيرية ، وهذه القضية تحتاج إلى تجلية ، من جهة صحة هذا الاطلاق ، فمن ذا يستطيع الجزم بأن ما أدخلوه إنما هو تفسير وليس بقراءة ؟ إن موضوع القراءت التفسيرية يحتاج إلىإعادة نظر ، ألفت إليه هنا ، فهي تروى عن الصحابي قراءةً لا تفسيرًا .
ولا يبعد القول أنَّ قَصْدَ تَعَلُّم التفسير وتدوينه كان في عصر الصحابة ، وشواهد هذا كثيرة ، أذكر منها ـ على سبيل المثال ـ :
1 ـ روى الطبري في تفسيره (ط : الحلبي 1 : 65 / 2 : 404 ) بسنده عن مجاهد قال : (( عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها )) .
فلو لم يكن التفسير متميِّزًا ، لما كان مثل هذا الموقف من مجاهد .
2 ـ وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى ( 7 : 224 ) بسنده عن أبي الجوزاء ، قال : (( جاورت بن عباس في داره اثنتي عشرة سنة ما في القرآن آية الا وقد سألته عنها )) .
انظر كيف خصَّ مجاورته هذه للاستفادة من ابن عباس ، وخصوصًا في التفسير .
وقد يقول قائل : لم ابن عباس ؟
فالجواب : لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه له بعلم الكتاب ، ومنه التفسير ، قال ابن عباس : (( ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : اللهم علمه الكتاب )) رواه البخاري ( رقم : 75 ، 143 ، 3546 ، 6842 ) .(1/1486)
وشهرة ابن عباس في التفسير لا تحتاج إلى تدليل ، لذا يمكن أن يقلب السؤال فيقال : هل كان علم الحديث علمًا قائمًا بذاته في هذه الفترة ؟
المرحلة الثانية :للتفسير ( التفسير في عهد التابعين ) .
مما ذكر من مميزات هذه المرحلة ما يأتي :
ظل التفسير محتفظًا بطابع التلقي والرواية ، إلا إنه لم يكن تلقيًا ورواية بالمعنى الشامل ، كما هو الشأن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، بل كان تلقيًّا ورواية يغلب عليهما طابع الاختصاص ، فأهل كل مصر يُعنون بوجه خاص بالتلقي والرواية عن إمام مصرهم ، فالمكيون عن ابن عباس ، والمدنيون عن أبي ، والعراقيون عن ابن مسعود ، وهكذا . ( 1 : 131 ـ 132 ) .
وقد علق في الحاشية على قوله : ( التلقي والرواية ) ، فقال : (( وما سبق من أن مجاهد بن جبر كتب التفسير كله عن ابن عباس ، وما يأتي بعد من ان سعيد بن جبير كتب تفسير القرآن لا يخرج بالتفسير في هذه المرحلة عن طابع التلقي والرواية ؛ لأن هذا عمل فردي لا يؤثر على الطابع العام )) . ( 1 : 131 )
في هذا المقطع عدد من الأمور ، لكن أكتفي بأمر واحد ، وهو أن التحديد الزمني بطبقة التابعين لا يصلح في مناقشة التدوين في التفسير ، والسبب أنَّ بعض أتباع التابعين كتب التفسير عن التابعين ، والتابعون متوافرون ، فهل ستُعدُّ كتابتهم في عهد التابعين ، أو في عهد اتباع التابعين ؟
وهذه القضية تجعل الباحث يتريث في تقسيم الفترة بين التابعين وأتباعهم ، ولو دُمجت الفترتان لكان أولى ، وهي تعطي تصورًا واضحًا لحجم الكتابة في التفسير ، بل إنها كثيرة جدًّا .
وإذا اعتبرت التدوين في عهد التابعين ـ ولو كان الكاتب من أتباع التابعين ـ فإنه مما سيظهر لك من كتبهم ـ غير ما استدرك به الذهبي ـ ما يأتي :(1/1487)
1 ـ التفسير عن سعيد بن جبير ( ت : 94 ) كتبه عنه عزرة بن عبد الرحمن ، قال وقاء بن إياس : (( رأيت عزرة يختلف إلى سعيد بن جبير ، ومعه التفسير في كتاب ، ومعه الدواء يغيِّر )) ( المعرفة والتاريخ للفسوي 3 : 212 ـ 213 / طبقات ابن سعد 6 : 266 ) .
وما دام يكتبه أمام سعيد بن جبير ، فالكتابة في عهد التابعين .
2 ـ أملى مجاهد التفسير على القاسم بن أبي بزَّة . ( المعرفة والتاريخ للفسوي 2 : 154 ) .
3 ـ أملى الحسن البصري التفسير على تلاميذه ( جامع بيان العلم وفضله 1 : 89 ) .
4 ـ قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل 3 : 319 ) : (( حم بن نوح البلخي روى عن أبي معاذ خالد بن سليمان الحراني عن أبي مصلح عن الضحاك تفسير القرآن سورة سورة )) .
وقال ماكولا في ( الإكمال 6 : 241 ـ 242 ) : (( وحسين بن عقيل يروي عن الضحاك بن مزاحم كتاب التفسير )) .
5 ـ قال ابن حجر في ( العجاب في بيان الأسباب 1 : 217 ) : ((تفسير زيد بن أسلم من رواية ابنه عبد الرحمن عنه وهي نسخة كبيرة يرويها ابن وهب وغيره عن عبد الرحمن عن أبيه و عن غير أبيه وفيها أشياء كثيرة لا يسندها لأحد وعبد الرحمن من الضعفاء و أبوه من الثقات )) ، وهو من مرويات الثعلبي في مقدمة تفسيره .
وإذا أدخل جيل أتباع التابعين ، فإنه سيظهر لك أكثر من ذلك ، ومن الكتب التي تنسب إلى هذا الجيل :
1 ـ قال ابن سعد في الطبقات ( 7 : 273 ) : ((قال قريش بن أنس حلف لي سعيد بن أبي عروبة أنه ما كتب عن قتادة شيئا قط إلا أن أبا معشر كتب إلي أن أكتب له تفسير قتادة قال فقال تريد أن تكتب عني قال فلم أزل به أخبرنا عفان بن مسلم قال قال لي همام جاءني سعيد بن أبي عروبة فطلب مني عواشر القرآن عن قتادة فقلت له أنا أنسخه لك وأرفعه إليك فقال لا إلا كتابك فأبيت عليه واختلف إلي فلم أعره )) .(1/1488)
وقال المزي في ( تهذيب الكمال 11 : 8 ) : ((قال أبو حاتم سمعت أحمد بن حنبل يقول لم يكن لسعيد بن أبي عروبة كتاب إنما كان يحفظ ذلك كله وزعموا أن سعيدا قال لم أكتب إلا تفسير قتادة وذلك أن أبا معشر كتب إلي أن أكتبه ))
2 ـ وقال المزي في ( تهذيب الكمال 30 : 435 ) (( قال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد قال معاذ قال ورقاء كتاب التفسير قرأت نصفه على بن أبي نجيح وقرأ علي نصفه وقال بن أبي نجيح هذا تفسير مجاهد )) .
3 ـ قال الخطيب البغداي في تاريخ بغداد ( 11 : 135 ) : (( عبدان بن محمد بن عيسى أبو محمد المروزي سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وعمار بن الحسن الرازي وأبا كريب محمد بن العلاء وحوثرة بن محمد المنقري وعبد الجبار بن العلاء وعبد الله بن محمد الزهري المكيين ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى روى عنه أبو العباس الدغولي وغير واحد من الخراسانيين وقدم بغداد وروى بها كتاب التفسير لمقاتل بن حيان وغيره )) .
4 ـ تفسير مقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) ، وهو مطبوع بتحقيق عبد الله شحاته ، وحققه مؤخرًا أحمد فريد .
5 ـ تفسير يحيى بن سلام البصري ( ت : 200 ) ، وقد طبع جزء منه بتحقيق هند شلبي .
6 ـ تفسير سفيان الثوري ( ت : 161 ) ، وهو مطبوع بتحقيق امتياز عرشي .
7 ـ تفسير عبد الرزاق الصنعاني ( ت : 211 ) ، وهو من طبقة صغار أتباع التابعين ، وقد روى أكثر تفسيره عن شيخه معمر عن قتادة .
8 ـ ألف ابن جريج ( ت : 150 ) كتبًا في التفسير . ( تاريخ بغداد 8 : 237 ) .
9 ـ وكيع بن الجراح ( ت : 197 ) ألف كتابًا في التفسير ، قال إبراهيم الحربي : (( لما قرأ وكيع التفسير ، قال للناس : خذوه ، فليس فيه عن الكلبي ولا ورقاء شيء )) . تهذيب التهذيب ( 11 : 114 ) .
10 ـ كتب علي بن أبي طلحة الوالبي ( ت : 143 ) كتاب التفسير عن ابن عباس ، وهي صحيفة مشهورة .(1/1489)
11 ـ تفسير الكلبي ( ت : 149 ) ، وكان مشهورًا بين العلماء ، وقد اتهموه بالكذب ، وبأنه لا تحل روايته ، لكن المقصود هنا انه كان مما دوِّن في هذه الفترة ، قال إبراهيم الحربي : (( لم أدخل في تفسيري منه شيئا قال إبراهيم تفسير الكلبي مثل تفسير مقاتل )) تاريخ بغداد ( 13 : 163 ).
وفي تاريخ الإسلام للذهبي ( ص : 1089 ) : ((قال ابن عدي : ليس لأحد تفسير أطول من تفسير الكلبي . قلت : يعني من الذين فسروا القرآن في المائة الثانية ومن الذين ليس في تفسيرهم سوى قولهم )) .
وقد ذكر ابن النديم في الفهرست جمعًا من كتب أهل هذا العصر ، منها : تفسير أبي روق ، وتفسير الحسن بن واقد ، وتفسير سفيان بن عيينة ، وتفسير مالك بن أنس ، وتفسير مقاتل بن حيان ، وغيرها من التفاسير .
والبحث في كتب الطبقات والتراجم والتواريخ كفيل بإظهار أكثر من هذه القائمة من كتب التفسير التي كُتِبت في عصر أتباع التابعين .
المرحلة الثالثة : تبدأ من مبدأ ظهور التدوين في اواخر عهد بني أمية وأول عهد العباسيين .
وقد قسم هذا المبحث إلى خطوات :
الخطوة الأولى : كان يتناقل بالرواية من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهد التابعين .
قلت قد سبق التنبيه على هذه النقطة .(1/1490)
الخطوة الثانية : بعد عهد الصحابة والتابعين خطا خطوة ثانية ، وذلك حيث ابتداء التدوين ، فكان التفسير بابًا من الأبواب التي اشتمل عليها الحديث ، فلم يفرد تأليف خاص يفسر القرآن سورة سورة وآية آية من مبدئه إلى منتهاه ، بل وجد من العلماء من طوف في الأمصار المختلقة ليجمع الحديث ، فجمع بجوار الحديث ما روي في الأمصار من تفسير منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الصحابة والتابعين , من هؤلاء : يزيد بن هارون السلمي ( ت : 117 ) ، وشعبة بن الحجاج ( ت : 160 ) ، ووكيع بن الجراح ( ت : 197 ) ، وسفيان بن عيينة ( ت : 198 ) ، وروح بن عبادة البصري ( ت : 205 ) ، وعبد الرزاق الصنعاني ( ت : 211 ) ، وآدم بن أبي إياس ( ت : 220 ) ، وعبد بن حميد ( ت : 249 ) ، فكان جمعهم للتفسير جمعا لباب من أبواب الحديث ، ولم يكن جمعًا للتفسير على استقلال وانفراد .... الخ .
أقول : رحم الله الشيخ محمد حسين الذهبي ، لقد غفل في هذه الجزئية أيما غفلة ، فلو كان نظر في كتب التراجم وفهارس الكتب لوجد ما يجعله يعدِّل ما قال في هذه الفكرة ، لكن هكذا قدَّر الله سبحانه .
فهو يذكر هذه الفرضية ، وان التفسير كان بابًا من أبواب الحديث ، واواقع تاريخ التفسير يشهد بخلاف ذلك تمامًا ، لقد كان منفصلاً بذاته منذ زمن مبكر ، وكون بعض المحدثين يدخلونه في مجاميعهم وكتبهم لا يعني انه كان جزءً ـ فقط ـ من ابواب الحديث !(1/1491)
بل قد لا يبعد القائل لو قال : إن الاهتمام بالتفسير كان موازيًا للاهتمام بسنة المصطفى ، فقد كان هناك رجال من الصحابة والتابعين وأتباعهم قد عُرِفوا بالتفسير ، فكيف يكون جزءًا من ابواب الحديث ، ولولا خشية الإطالة لسردت لك أمثلة من ذلك ، ولك ان تنظر في تراجم ابن مسعود وتلاميذه ، وابن عباس وتلاميذه ، وأهل المدينة ، واهل البصرة ، وأهل الشام ، وانظر بم تميز الضحاك والحسن وقتادة وأبو العالية ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم من جيل التابعين ، ثم انظر في جيل أتباع التابعين ، في عطية بن سعيد العوفي وأبي مالك غزوان الغفاري وابن زيد ومقاتل بن حيان ومقاتل بن سليمان والكلبي وأربدة التميمي ، والربيع بن انس ، والسدي وغيرهم كثير ، ثم انزل إى الطبقة التي تلتهم وهم في الزمن الذي وقف عنده ( 249 ) وبعيده بقليل ، وانظر كم من الكتب التي كتبت في التفسير ، اطلع على ثبتهم في كتب التراجم تجد كثيرين جدَّا .
ثم لاحظ ان بعض من ذكرهم كانت لهم كتب مستقلة في التفسير ، فبين يديك تفسير عبد الرزاق مطبوع ، وليس جزءًا من كتاب من كتب الحديث ، ووكيع سبقت الإشارة إلى تفسيره ، وآدم ابن أبي إياس له تفسير مشهور ، وعبد بن حميد له تفسير موجود في الدر المنثور وفي تفسيرابن كثير ، وكتبهم هذه مستقلة في التفسير ، وليست ضمن كتاب لهم من كتب الحديث .
وفي أهل هذه الفترة مقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) وتفسيره مطبوع ، ويحيى بن سلام ( ت : 200 ) وتفسيره قد طبع جزء منه ، وسفيان الثوري ، وقد طبع تفسيره برواية النهدي عنه .
الخطوة الثالثة : انفصل بها التفسير عن الحديث ، وصار علمًا قائمًا بنفسه ، ووضع تفسير لكل آية من القرآن ، وصدر هذه المرحلة بابن ماجة ( ت : 273 ) ثم ابن جرير ( ت : 310 ) ، وابن المنذر ( ت : 318 ) ، وابن أبي حاتم ( ت : 327 ) ، وأبي الشيخ ( ت : 369 ) ، والحاكم ( ت : 405 ) ، وابن مردوية ( ت : 410 ) .(1/1492)
وهذه الخطوت التي ذكرها منتقضة بما ذكرت لك سابقًا ، فالتفسير كان علما قائمًا بنفسه منذ عهد الصحابة ، وهل اشتهر ابن عباس بغير التفسير ، وكذا من عددت عليك في الفقرة السابقة ، ثم إن التدوينات في التفسير كثيرة جدًّا ، وقد ابتدأت في عهد التابعين وتنامت في عهد أتباع التابعين ، وأتباع الاتباع قبل أن يصل الأمر إلى ابن ماجه .
---
الميموني
02-11-2006, 03:05 AM
جزاكم الله خيرا
كتاب الدكتور محمد حسين الذهبي فيه نقص كبير في الجانب الذي ذكرتموه و في جوانب أخرى و من أسباب ذلك - كما لا يخفاكم- أنه لم يكن له باع كبير في تراجم العلماء فضلا عن الإمعان في تمييز طبقات الرواة و المعرفة الجيدة بتراجمهم
و لتقدّم تصنيفه للكتاب بعض الشيء فقد صدرت بعده كتب مهمة في موضوعات الكتاب الكثيرة
و من أكبر عيوب الكتاب عندي نقصه الكبير فيما يتعلّق بوصف كتب التفسير الكثيرة على الأقل الكتب التي و صلتنا مخطوطةً كاملة كما أن تعميمه في الأحكام أضر كثيراً من ليس له دربة في معرفة تلك الكتب و سبرها و الحكم عليها بإنصاف كما حصل له مع تفسير الثعلبي فصغره و هوجليل وحقّره لاشتغاله بوصف نقله للإسرائليات
و في كتابه مع ذلك فوائد حسنة لكنّ فيه قصوراً في جوانب لا يصلح أن تترك بل لا بدّ أن تستدرك بذيلٍ أو تحقيق جديد يضاعف من قيمته و يكمل جوانب نقصه أو بعضها
وفيما ذكرتم ما يفيد في هذا الجانب مع أنه يحتاج أيضا لتتميم فيما يتعلق بـ طبقات المفسرين و ابتداء التصنيف في التفسير .
تقبلوا دعائي و محبتي و شكري
---
(1/1493)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل طبع هذا المخطوط؟ متى وأين؟
---
هل طبع هذا المخطوط؟ متى وأين؟
---
حارث الهمام
09-06-2005, 05:22 PM
المشايخ الكرام..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد فأرجو منكم التكرم بالإفادة حول المخطوط المرفقة صورة أوله.
وهو على الرابط التالي كاملاً.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36522
هو حقاً عدد سور وآي القرآن لابن عبدالكافي؟
وهل سبق وأن طبع؟
إذا نعم فأين ومتى؟
وجزاكم الله خيراً.
---
مساعد الطيار
09-07-2005, 01:11 AM
أخي الكريم
قد سمعت أن مجمع الملك فهد يعدون هذا الكتاب للطباعة ، ولعلي أتأكد من ذلك .
---
مساعد الطيار
09-08-2005, 11:46 AM
تبرز أهمية هذا الكتاب أنه من الكتب التي اعتمدتها لجنة المصاحف ، فاللجنة التي كانت برئاسة على بن خلف الحسيني التي تولت الإشراف على طباعة المصحف المصري اعتمدته ، وكذا اللجنة الأولى والثاني التي تولت الإشراف على طباعة مصحف المدينة النبوية بمجمع الملك فهد ، وغيرها ممن اعتمد على المصحف المصري .
وللمؤلف ترجمة قليلة جدًا في معجم المؤلفين لكحالة ( 7 : 312 ) .
---
حارث الهمام
09-14-2005, 06:08 PM
شكر الله لشيخنا الكريم فوائده، وهذه النسخة المحال عليها نسخة واضحة لو وجدت أخرى فما أسهل إخراجها، إخراجاً متقنا، وفيه ورقة ساقطة لخلل من مصدرها.
---
(1/1494)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استشارة
---
استشارة
---
ابوعزام1399
01-10-2006, 09:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأيكم في كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير
وهل تنصحون من يحفظ كتاب الله عزوجل ان يرجع اليه
وجزاكم الله خير
---
عبدالله الحضرمي
01-12-2006, 08:07 AM
نعم أخي الكريم انصحك باقتناء الكتاب فهو نفيس وابن كثير امام رحمه الله
---
(1/1495)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرية جديدة في التفسير
---
نظرية جديدة في التفسير
---
د.عبدالرحمن الصالح
01-21-2007, 01:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على أفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا رسوله محمد وآله وبعد: يشرفني أن أُحَيّي الإخوة الأعضاء والمشاركين والزوار والمتصفحين لملتقى أهل التفسير والدراسات القرآنية بتحية الإسلام ، وأن أضع بتواضع بين يديهم نظرية جديدة في التفسير خرجتُ بها من قراءات في علم الدلالة الحديث والقديم، وأن أطلب منهم باعتزاز نقدها نقدا عِلميا (يسمى النقد الذي يسعى الى الكشف عن المزايا والعيواب على السواء بالنقد الكانطي نسبة الى صاحب كتابي نقد العقل العملي ونقد العقل الخالص أو المحض- وهو النقد العلمي الموضوعي المحايد، أما النقد المُركز فقط على كشف العيوب فهو غير موضوعي وغير علمي أربأ بإخوتي وأحبائي عنه. إذ القصد هو الوصول إلى فهم أمثل وطريقة أقوم لدراسة علم التفسير والمساهمة في تطويره، بتوفيق الله تعالى) .
وتصلح هذه النظرية من وجهة نظر كاتب هذه السطور أن تكون أساسًا لكلية للتفسير تقوم بتدريسه في خمس سنوات بعدد الوحدات التفسيرية التي تضعُها، على أن تؤسس قبل قبول الطلبة مركزا للمعلومات التفسيرية يقوم بجمع مصادر الوحدات التفسيرية وترتيبها زمانيّا لتكون مرجعا للطلبة،
كما يمكن لهذه النظرية أن تُفيد الطالب المتطلع الى تعلم علم التفسير والتعمق فيه.(1/1496)
وتصلح أن تكون أساسا لمركز دراسات يختص بالتفسير ويحاول(الترتيب الرقمي الإلكتروني) لكل وحدة تفسيرية *[سيأتي عما قليل توضيح لهذا المفهوم] ، ويقوم بتصنيف وجمع جميع ما قيل في هذه الوحدات وترتيبها زمانياً في مكانها من عنوان الوحدة. وهي تقوم على تقسيم علم التفسير الى خمس وحدات تفسيرية ، تقابل وحدات علم الدلالة العام إذ التفسير هو علم دلالة القرآن. فلما كانت الأصوات هي وحدات لغوية قبل دلالية لأنها بمفردها الصوتي قبل حملها للمعنى لا تعد وحدة دلالية بل وحدة لغوية فقط. وهكذا يكون علم التجويد هو (علم ما قبل التفسير) لأنه علم أداء الصوت القرآني.(1/1497)
والنظرية قد اكتملت بحمد الله لديَّ وسأعرضها هنا أمام إخوتي الباحثين والقرّاء، مع بقاء شيء واحد افتقرت اليه النظرية وهي وضع علم القراءات في مكانه الحق من علم الدلالة القرآني ، وأعد أن أفكر في وضعه في مكانه المناسب منها. وأتشرف بكل من يساهم . أصغر وحدة دلالية هي الكلمة ، لأنها أصغر وحدة لغوية تحمل معنى ، أما الوحدات اللغوية غير الحاملة للمعنى كالأصوات المجردة فهي ليست وحدات دلالية. (ومن ثم ليست وحدة تفسيرية)وتتفاوت الوحدات الدلالية من حيث السعة والضيق، والصغر والكبر، والأهمية فأصغرها الكلمة وهذه تنقسم إلى قسمين رئيسيين (الكلمات القواعدية) وهي الكلمات التي تدل على معنى ولها وظيفة وعمل. والكلمات ذات المعنى وهي التي تدل على مسمياتها ولكنها لا تحمل وظيفة. ولكل من هذين الصنفين تقسيمات أخرى صغرى. فالكلمات القواعدية تشمل : كلمات معينة محصورة ، لا تتجاوز الـ300 في أي لغة من لغات العالم، وهي في العربية بحدود 250. وأحسن من درسها في التراث العربي هو ابن هشام النحوي في كتابه (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) وأسماها الأدوات ، ولخصها عنه السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ، كما تشمل الكلمات القواعدية نوعا آخر عبارة عن صِيغ ، وليس كلمات محصورة معدودة تدخل فيها صيغ الأفعال. وهذه الصيغ محصورة معدودة في كل لغات العالم أيضاً . ولولا ذلكم ما كانت اللغة نظاماً.(1/1498)
والوحدة الدلالية الثانية هي العبارة أو شبه الجملة ، والثالثة هي الجملة: وكانت عند كثير من القدماء أكبر وحدة دلالية ، وقد أدى ذلكم إلى كثير من الأخطاء في فهم المعنى. والوحدة الدلالية الرابعة هي السياق ، وقد تسميه الكتابة بالفقرة، وإذا كان تحديد السياق صعباً ومختلفاً فيه فإن السياق في نص معين مكتوب محفوظ كالقرآن العظيم أقل صعوبة بحكم طبيعة تحديد النص. ولكن تحديده يحتاج قراءة كلية شمولية للنص القرآني في ضوء أسباب نزوله وتاريخ تدوينه،[ من أحسن من ألقى الضوء على السياق القرآني كتاب صفوة التفاسير للصابوني ]مع قاعدة ذهبية وهي أن ترابط أجزاء السياق فيما بينها أعني الكلمات والجمل وأشباه الجمل أولى وآكد في الأخذ بالاعتبار من النصوص المروية في ضوئه، فلا يجوز اقتطاع جملة من سياقها وحرف معناها لتؤيد نصاً ثانويا مروي في ضوئها.. إلى معنى يناقض المعنى المستحصل من ترابط السياق أو حتى يخالفه. وهذه المعاني المخالفة للسياق لا يمكن حصرها من الناحية النظرية ، لكن لما كان الماضي قد أنتج نصوصاً وانتهى زمن إنتاجها أمكن حصر نصوص الماضي على سعتها وامتدادها ومن ثم أمكن حصر المعاني المغايرة للسياق القرآني الأول[كان هذا الأمر غير ممكن قبل العصر الرقمي]. وهذا الحصر أوالجمع أحد أهم وظائف المفسر المعاصر إذا ما أراد أن يثبت لنفسه مكاناً في التفسير المعاصر المتميّز. وتترتب هذه المعاني من حيث الأهمية بحسب اقترابها من المعنى المتحصل من ترابط السياق، فمنها ما يمكن أن يَُّّعد معنى مقبولاً ومنها ما يعد محتملا بعيدا ومنها ما يجب حذفه ونبذه ورفضه. وقد لاحظتُ من خلال اطلاعي علىكتب التفسير ولا سيما مسائل الخلافات العقدية انتصار المفسر للمعنى المغاير للسياق أحياناً إذا كان هذا المعنى المذهوب إليه ينصر معتقده. وقد بالغ بعض الناس في اتهام بعض في هذا الباب كما فعل ابن المنير مع صاحب الكشاف. وهذا الذي نأخذه على بعض الناس(1/1499)
ممن ينصرون أيديولوجياتهم وعقائدهم هو حالة فطرية في الإنسان، أشار إليهاأحدهم بقوله [والحكمة ضالة المؤمن]: (لقد اكتشفنا أن رغباتنا وأهواءنا تتقنع بقناع العقل ، وتخدع فهومنا) ولما كان عقل أي إنسان لا يستغني عن المثال إذ المثال صورة محسوسة توضح أي شرح أو تنظير . ونكاد في كثير من أوقاتنا لا نفهم دون مثال ولا سيما في عالم مكتظ بالأحداث والأشياء ترهق أقوى الذاكرات- نورد هذا المثال، وسيتضح من المثال الذي أورده شيئان أحدهما أن السياق يختلف سعة وعمقا ولا يوجد نص بمفرده يشمل الدلالة، ولذلك سوف نحذِّر من أن نعد السياق أكبر وحدة دلالية ، فهو أكبر وحدة داخل النص أما الواقع التاريخي الاجتماعي لعصر انبثاق النص فهو جزء لا يتجزء من الدلالة وقد يطلق عليه السياق التاريخي الاجتماعي تمييزا له عن السياق اللغوي.(وفي علم التفسير يكون إحاطة المفسر بالأحداث التاريخية والسيرة النبوية ضرورية عند الوصول إلى هذه الوحدة التفسيرية) والمقارنة بين السياقين في خصوص النص القرآني هي نوع من العلم جميل وجديد ولذيذ. والشيء الثاني الذي سيتضح من المثال الجائي عما قليل هو أن السياق أهم وحدة دلالية لغوية لا العكس. فخط الفهم في العقل البشري يسير من العموم نحو الخصوص وليس العكس. ولذلك تكون الوحدات الكبرى أهم من الوحدات الصغرى، وهذا قد أثبتته مدرسة الجشطالت تجريبيا على البنى الصغرى بقاعدتها (الكل يختلف عن مجموع أجزائه) ولكي لا يتشعب بنا الموضوع نحصر أنفسنا ضمن السياق القرآني ونورد مثالايوضح ما تقدم من كلام: فالله تعالى يخاطب نساء النبي بقوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ولما كانت النظرية النحوية القديمة تجيز اعتبار الجملة أكبر وحدة دلالية فقد اقتطعت فرق هذه الآية من سياقها مع الجمل الأخرةى وقوانين الخطاب، وعدت هذه الآية دليلا على عصمة أناس خارج السياق ولا علاقة لهم به. وهذا ما أغضب أحد(1/1500)
أساطين التفسير من تلاميذ ابن عباس (عكرمة ) فجعله يقول : من شاء باهلته أنها لنساء النبي خاصة. وقد روى المحدثون ومنهم مسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية أمام علي وفاطمة وحسنا وحسينا، وهذا الحديث يعدّ في علم الدلالة نصًّا ثانويا مرويا في ضوء النص، فلا تقبل قوانين علم الدلالة اليوم بحال أن يخضع ترابط السياق لأي نص مروي في ضوئه، ولذلك يعد هذا المعنى الذي رواه المحدثون كمسلم موسِّعا للسياق ومضيفا معنى آخر. لا يرضاه عكرمة ولا الذين لديهم استقلال عن أيديولوجيا علماء الحديث في الثقة بمروياتهم. وهذه الثقة نفسها تشكل ثقافي لا يكتسب حجة بذاته، وهذا موضوع آخر[ليس القصد أنهم يردون الحديث بل أن يجعلونه أساس فهم الآية ويقدمونه على السياق اللغوي، فهذا غير ممكن إطلاقا من هذه الزاوية] لكن مفهوم السياق يمكن أن ينقذ الأمة من كثير من الأخطاء التي وقع فيها المؤلفون على التاريخ. فثقافة الأمة العالمة (مفسرو السلف والمعتزلة ومن تأثر بهم وأهل السنة والزيدية) كانوا أكثر احتراما للسياق ومن ثم أقرب الى قوانين علم الدلالة المعاصر من الفرق الأخرى. فقد قام مفسرون ينتسبون إلى الإسلام باقتطاع جمل من سياقها وأحالوا القارئ الى نصوص ثانوية مروية في ضوئه. وأحيانا حولوا اسم علم معين وتجاهلوا السياق كلية. مثلما فعلوا مع اسم عمران. حيث افترضوا أن اسم أبي طالب عمران، خلافا للمشهور عند الأمة من كونه عبدمناف لتكون الآية إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين بأنها الأئمة من بني فاطمة-أبي طالب والقائل بهذا لا يهمه أن تكون الآية التي تليها إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني ... فهذا عمران آخر!!!! وإنه والحق يقال لما لم تستطع الثقافة المعارضة لثقافة الأمة أن تغير النص القرآني الذي حفظه الله رغم أنها حاولت وما تزال تحاول ذلك فقد اضطرت للتنفيس عن أيديولجياها الغول إلى (تحريف(1/1501)
السياق). وقد أثبت علم الدلالة المعاصر أن تحريف السياق أكثر تغييرا للمعنى من تحريف النص نفسه. فالسياق وحدة دلالية ولا ريب . وهذا (التحريف)أمر كان سهلاًحين عدت الجملة أكبر وحدة دلالية، لكنه اليوم مستحيل مع القفزة التي وصلها علم الدلالة المعاصر. لكن مع ذلك فقد رفض العلماء الأجلاء تحريف السياق منذ القدم وصدرت عنهم لفتات رائعة هنا وهناك، وخير دليل على إدراكهم الضمني لمعنى السياق اقتراب ما أنتجوه من تفاسير من المعنى المتحصل من ترابط السياق الى اليوم. وقد كان لاختلاف مواقف العلماء من قبول الأخبار الثانوية أو من درجة قبولها فضل على الدراسات التفسيرية، فالزمخشري أتانا بعبقرية في التفسير وهو (علم ترابط الجمل) وهذا العلم هو أهم عمل وقعت عليه عيني في أهمية السياق. والخلاصة في ضوء كون التفسير هو علم فهم معاني القرآن على مراد الله أو كما فهمه النبي وصحبه فهو بهذا المعنى (علم دلالة القرآن)، ولما كان السياق اللغوي هو وحدة دلالية عند جميع علماء اللسانيات المعاصرين كان علم السياق القرآني أهم وحدة (تفسيرية) إذ يمكن أن ننقل الترتيب التصاعدي للوحدات الدلالية (كلمة -عبارة-جملة-سياق) إلى علم التفسير فنقول : الوحدة التفسيرية الصغرى هي الكلمة القرآنية: ولضبط هذه الوحدة نحصر مراجعها في علم المعاجم ومعاني الكلمات ومفردات القرآن ، وكتب التصريف والصرف لأنه علم الصيغ، وكتب علم معاني الأدوات فهو جزء من علم النحو. والوحدةالتفسيرية الثانية (العبارة أو شبه الجم في القرآن ) فكانت تدرس في كتب النحو وفي حقل الإضافة أيضا من تلك الكتب والوحدة التفسيرية الثالثة هي الجملة القرآنية ، وهذه مراجع دراستها جميع كتب النحو والتفاسير خصوصا تلك التي تركز على النحو في منهجها. أما الوحدة التفسيرية الرابعة فهي السياق والمرجع في فهم السياق القرآني هو علم ترابط الجمل ومرجعه تفسير الزمخشري ، وعلم النظم والبلاغة بكتبها المعروفة.(1/1502)
ولا يضير السياق القرآني ما روي ووضع من نصوص سعت الى حرفه عن ترابطه وبذلك تحويل معناه عن ظاهره، ولكنها بحاجة اليوم إلى إعادة تقويمها على حسب اقترابها من المعنى المتحصل من ترابط الجمل داخل السياق وبعدها عنه. وربط السياق اللغوي بواقعه التاريخي يحوج المفسر لهذه الوحدة التفسيرية العودة إلى كتب التاريخ بمعناه العام بما فيها كتب الحديث والسير والمغازي، لكنه عند هذه المرحلة يكون قد دخل الوحدة التفسيرية الكبرى (الخامسة)وهي (السياق الحضاري -التاريخي-الاجتماعي) للنص القرآني ، وهذه الوحدة مرجعها الدراسات الفكرية والفلسفية التي تتخذ النص القرآني مرجعا في تفسير الحضارة والتاريخ وتقوم بتوظيف قراءات ومصادر فهم الطبيعة والتاريخ وبيانات تستمدها من التجربة السيرية لصاحب الرسالة ، وهي بهذا المفهوم جميع ما يكتبه المسلمون في الدفاع عن الإسلام. وبشأن تحديد مدى علمية هذه المراجع الأخيرة، على أي أساس؟ بالتأكيد على أساسين أولهما ترابط مقاصد الشريعة وقيم الإسلام في ضوء تصحيحه للمسيرة الدينية لأهل الكتاب ، وفي ضوء بيان حقيقة التوحيد في كونه عقيدة شمولية تملأ فجوات فكر الإنسان وتحترم إنسانيته وتحققها بعبادته لله الواحد الأحد. وعلى ذلك يكون العالم بمفردات القرآن والمعاجم : مرجعنا في فهم الوحدة التفسيرية الأولى يششاركه في ذلك العالم بوظائف الكلمات القواعدية ومعانيها ، وتحولات صيغ الأفعال ومعاني الزيادات. ويكون العالم بالنحو المُغني لفهمه لكتب النحو في التراث بقراءات لسانية معاصرة مرجعنا في الوحدة التفسيرية الثانية والثالثة ويكون عالم البلاغة وعِلم ترابط الجمل والمحيط بأسباب النزول الناقد لها في ضوء منهج المحدثين مرجعنا في الوحدة التفسيرية الرابعة. وفي أقصى حدودها يكون المؤرخ المختص بتاريخ جزيرة العرب في القرن السابع للميلاد ، المركز على السيرة النبوية مرجعا ضروريا . وأما المرجع للوحدة التفسيرية الخامسة(1/1503)
فهو كل ما يكتب في الدفاع عن العقيدة الإسلامية. لأنها هي السياق الحضاري العام لورود القرآن. وأما الأساس الثاني فهو ضرورة اعتبار السيرة النبوية بنية موحدة مع تجربة الخليفتين تقاس في ضوئها البنى التاريخية وتعد القيم السائدة في السيرة النبوية، والتجربة الإنسانية هي المهيمنة في الحكم على التاريخ ومسيرة الحضارت. هذه الضوابط لكي ترتب المعاني والأفكار بحسب اقترابها من المعنى المتحصل من ربط القرآن بسيرة النبي وبما ثبت من طريقة فهم الصحابة له. وهيهات أن يحيط بالوحدات التفسيرية الخمس رجل واحد ولكن يمكن رسم المخطط العام للمقاربة العلمية في التفسير والله من وراء القصد.
---
الإسلام ديني
01-21-2007, 03:08 PM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا فض فوك يا أخي الحبيب على هذا المقال او البحث الرائع
/////////////////////////////////////////////////
---
جمال حسني الشرباتي
01-21-2007, 03:59 PM
السلام عليكم
الدكتور الفاضل عبد الرحمن الصالح--
أرجو من حضرتك تطبيق نظريتك على نموذج من القرآن---
ودمت لأخيك
---
د.عبدالرحمن الصالح
01-26-2007, 10:43 PM
الأخ (الإسلام ديني) ولا فض فوك وجزاك الله خيرا
الأخ جمال الشرباتي بكل سرور وعما قريب إن شاء الله تعالى
---
(1/1504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اكتب أبحاثك العلمية بالخط العثماني مجانا لمدة شهر من الآن
---
اكتب أبحاثك العلمية بالخط العثماني مجانا لمدة شهر من الآن
---
أيمن صالح شعبان
07-29-2005, 06:20 AM
السلام عليكم إخواني الكرام
يطيب لي أن أتشرف بالإنابة عنكم في كتابة أبحاثكم العلمية من خلال برنامج خاص يعطي كافة أنواع الأشكال التركيبية لخط الخطاط عثمان طه ويستخدم هذا الخط في الإخراج الفني للأبحاث والمطبوعات وهو ليس للبيع يمكنكم تجربته فقط دع هنا بحثك الذي تريد تحويله لخط الخطاط عثمان طه هنا وسوف أقوم برده في شكل مستند وورد winword يمكن لك طباعته بنفس خط الخطاط عثمان طه كأنه كتبه لك خصيصا ...
والله من وراء القصد هذا العرض لمدة شهر فقط من تاريخه
محبكم في الله تعالى
أيمن صالح شعبان
---
عبدالرحمن الشهري
07-29-2005, 11:13 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الجهد العلمي الموفق ، والخلق الكريم.
الجمعة 23/6/1426هـ
---
مساعد الطيار
07-29-2005, 10:47 PM
الأخ أيمن
وفقك الله وبارك في جهودك ، وأثابك على ما تُقدِّم .
إن هذا العمل يسرُّ الباحثين ، وسيكون زينة لبحوثهم ، فأسال الله لي ولك التوفيق والسداد .
---
أبو صلاح الدين
07-30-2005, 07:47 PM
بارك الله في مجهودكم الطيب الفائق الرائع.
جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.
وزادكم الله بسطة في العلم والجسم.
---
أيمن صالح شعبان
07-31-2005, 07:07 AM
أسأل الله تعالى التوفيق تفضلوا شكل صورة من شكل الخط
---
(1/1505)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ثلاثون حلقة من برنامج كرتون احكام القران الذي يذاع على قناة المجد
---
ثلاثون حلقة من برنامج كرتون احكام القران الذي يذاع على قناة المجد
---
أبو محمد الظاهرى
11-10-2006, 04:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه ثلاثون حلقة من برنامج كرتون احكام القران الذي يذاع على قناة المجد
وصف البرنامج:
شرح جميع ايات الاحكام القرانية من خلال افلام الكرتون بطريقة ممتعه وجذابه
من اهداف البرنامج:
تقريب الفقة والعلم الشرعى
لاذهان الكبار والصغار على حد السواء
باسلوب مبسط غير مسبوق
انصحكم بالتحميل
ولا تنسونا من صالح دعواتكم
.....********** للتحميل ... اضغط الزر الأيمن للماوس واختر حفظ الهدف باسم أو save target as.......
آداب الزيارة
http://www.archive.org/download/AHKAM./adab.wmv
أكل مال اليتيم
http://www.archive.org/download/AHKAM./yatem.wmv
الأضحية
http://www.archive.org/download/AHKAM./odhia.wmv
التجسس
http://www.archive.org/download/AHKAM./tagsos.wmv
التكبر
http://www.archive.org/download/AHKAM./takbr.wmv
التيمم
http://www.archive.org/download/AHKAM./taymom.wmv
الحج
http://www.archive.org/download/AHKAM./haj.wmv
الخمر
http://www.archive.org/download/AHKAM./khamr.wmv
الدين
http://www.archive.org/download/AHKAM./dayn.wmv
الربا
http://www.archive.org/download/AHKAM./reba.wmv
الصدق
http://www.archive.org/download/AHKAM./sedk.wmv
فاسألوا أهل الذكر
http://www.archive.org/download/AHKAM./salah.wmv
الصيام
http://www.archive.org/download/AHKAM./syam.wmv
الغيبة
http://www.archive.org/download/AHKAM./ghyba.wmv
الكذب
http://www.archive.org/download/AHKAM./kazeb.wmv
المسح على الخفين(1/1506)
http://www.archive.org/download/AHKAM./khofayen.wmv
الميسر
http://www.archive.org/download/AHKAM./mayser.wmv
النميمة
http://www.archive.org/download/habil./namema.wmv
النهى عن الاسراف
http://www.archive.org/download/AHKAM./esraf.wmv
النهى عن النجوى
http://www.archive.org/download/AHKAM./alnagwa.wmv.
اليتيم
http://www.archive.org/download/AHKAM./yatem.wmv.
اليمين
http://www.archive.org/download/AHKAM./yamen.wmv.
إيذاء الجار
http://www.archive.org/download/AHKAM./algar.wmv.
رد الأمانة
http://www.archive.org/download/AHKAM./amana.wmv.
صلاة الجمعة
http://www.archive.org/download/AHKAM./gom3a.wmv.
صلاة الخوف
http://www.archive.org/download/videoaam/salahkhawf.wmv.
صلاة القصر
http://www.archive.org/download/videoaam/salakasr.avi.
عقوق الوالدين
http://www.archive.org/download/AHKAM./waldyen.wmv.
ما حرم الله أكله
http://www.archive.org/download/AHKAM./mohramat.wmv.
ويل للمطففين
http://www.archive.org/download/AHKAM./motafefen.wmv.
وأخيرا
نسألكم الدعاء الصالح
دمتم في حفظ الله و رعايته
---
ابن الجزيرة
11-10-2006, 11:54 PM
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المشاركة، علماً أنني حاولت تحميل أحدها لكنني تراجعت عندما تذكرت سرعة الشبكة عندنا وهي سرعة متهورة لا بد أن تحتاط لها (حيث قال لي: أنه يلزمك 5ساعات لتحميل المقطع)، فأجلت الموضوع لحين تخفيف هذه السرعة التي لا تطاق !!
---
محمد سعيد الأبرش
11-11-2006, 12:13 PM
جزاك الله خيراً أخانا أبا محمد
---
أبو محمد الظاهرى
11-17-2006, 06:44 PM
وجزاكم وبارك فيكم أخوتى الكرام
---
(1/1507)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من ليس عليها عدة هل يستطيع زوجها أرجاعها
---
من ليس عليها عدة هل يستطيع زوجها أرجاعها
---
مصطفى علي
02-28-2006, 07:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل السلام عليكم
وبعد رجل عقد على فتاة ولم يدخل بها ثم طلقها ، فليس له عليها عدة وتستطيع أن تتزوج بعد إصدار طلاقها .
هل هنا له موضوع الطلاق مرتان . أم أنه مع إصدار طلاقها ليس له أن يراجعها
أرجو الرد سريعاً لتعلق الفتوى بفتاة يتيمة تزوجها شاب خبيث .
والسلام عليكم
---
روضة
02-28-2006, 08:49 PM
{ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو?اْ إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً }
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري:
فهذا في الرجل يتزوّج المرأة، ثم يطلقها من قبل أن يمسها، فإذا طلقها واحدة بانت منه، ولا عدّة عليها، تتزوّج من شاءت.
---
أبو صفوت
02-28-2006, 08:59 PM
أخي الكريم :
إن كان الرجل طلق المرأة قبل أن يمسها فقد بانت منه بينونة صغرى بمعنى أنه أراد أن يتزوجها فإنها لا تحل له إلا بمهر جديد وعقد جديد ويبقى له طلقتان ،
والمرأة في مثل هذا مخيرة بين أن ترضى به أو لا
أما إن كان قد دخل بها فعدتها كعدة المدخول بها ، وظاهر سؤالك أنه لم يدخل بها
---
مصطفى علي
03-01-2006, 12:07 PM
جزاكم الله خيراً
ما حدث أن هذا الشاب الخبيث كتب لبعض أهله بالهاتف النقال أنه طلقها ، ثم مع حديث أخو الفتاة قال له أنت نويت إيه وسجله الحديث معه بالهاتف فقال له الطلاق .(1/1508)
وعند الاجتماع مع والد الشاب والشاب حاولوا إتمام الزواج لأجل عدم دفع نصف الصداق ، وطبعاً أهل الفتاة مع الفتاة رفضوا ذلك فالشاب لا يصوم رمضان وتبين أنه له علاقة بالمخدرات .
فساوموهم على ترك معظم نصف الصداق حتى ينهوا الموضوع الآن بدلاً من المحاكم ، فطبعاً اضطروا إلى الموافقة .
وأنا أرى أنه بما حدث فقد وقع الطلاق فيكون لها بذلك نصف الصداق ، وأن العلاقة انتهت بذلك ، وليست العلاقة منتظرة مراسم المأذون حتى يحكم بأنه بذلط طلقها .
يعني أنه لو كانت طلقت عن طريق اللهاتف فقد وجب حقها .
أما الطرف الثاني فريه أن يجب حقها عندما يصرح المأذون بطلاقها . ولن يرضوا هم بططلاقها الرسمي إلا إذا رضي الطرف الثاني بقبول التنازل عن معظم حقها ليصدروا لفظ الطلاق عن طريق المأذون .
فأرجو المساعد بالتدقيقات التي ذكرتها .
علماً بأن الفتاة والدها كبير في السن وهي يتيمة الأم بعد ولادتها بفترة قليلة ، كما أن إخوتها الذكور فقراء جداً
وجزاكم الله تعالى خيراً
---
(1/1509)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤالان أرجو الإجابة عليهما؟
---
سؤالان أرجو الإجابة عليهما؟
---
أبوعبيدة
03-11-2006, 10:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة عندي سؤال في موضوع ربط التفسير بالواقع، وهو هل هناك ضابط يضبط هذا الأمر، وبمعنى آخر فإنني أسمع بعض المفسرين يفسرون بعض اللآيات القرآنية بطريقة غريبة حتى يجعلوا تفسير الآية ملائماً لحادثة أو أمر مهم وقع في بلدهم، فهل الآية القرآنية تتسع لتشمل أي أمر يحدث في أي مكان في العالم؟ أم هناك ضابط يضبط هذا الأمر؟ وإذا كان هناك ضابط لذلك فما هو؟
وأما السؤال الآخر: ما معنى إسقاط الواقع على النص؟
وجزاكم الله خيراً
---
أبومجاهدالعبيدي
03-11-2006, 10:46 PM
أخي الكريم
أخونا الشيخ عبدالعزيز الضامر له رسالة ماجستير عن الموضوع الذي سألت عنه ، وبإمكانك معرفة المزيد من هنا :المنتقى من أقوال المفسرين في ربط تفسير الآيات بالواقع المعاش (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1283&highlight=%D1%C8%D8+%C7%E1%C2%ED%C7%CA+%C8%C7%E1%E 6%C7%DE%DA+%C7%E1%E3%DA%C7%D4)
---
البحر الرائق
03-12-2006, 02:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، والصلاة و السلام على من أرسله الله شاهدا و مبشرا و نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا .
أخى أبو عبيدة : سلام الله عليكم ورحمته و بركاته , بارك الله فيك يا أخى ، فهذا السؤال من الاهمية و الخطورة بمكان ، فمسألة ربط الواقع بتفسير القرآن أمر مهم ،(1/1510)
و مما لا يستطيع أحد من الماس فضلا عن العلماء أن يجادل فيه هو أن ربط القرآن ذاته بالواقع أمر مفروض على الامة الإسلامية ، و ما ذلت أمتنا و هانت و خضعت لأخس و أحقر أمم الأرض إلا بعدما فصلت الدين عن واقع حياتها و سلوكياتها ، فهذا الفصل بين القرآن و أمة القرآن قد أوقعها تحت طائلة قول الله تعالى ( أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض )فبدأت الأمة تنتقى من آيات القرآن ما تشاء فتحكمه ، و تنتقى ما لا يوافق هواها فتنحيه و صدق فينا قول الله تعالى ( و قال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا )فنحن مطالبون بأن نربط واقعنا بكتاب الله تعالى حتى يصبح واقعنا كواقع سلفنا الصالح .
و لكن مسألة ربط التفسير بالواقع أمر يختلف ، إذ أن التفسير و هو عبارة عن أقوال السادة الأئمة المفسرين - رحمة الله عليهم أجمعين - لا تثبت له العصمة التى أثبتها الله تعالى للقرآن ، ناهيك عن أن يكون الذى يتكلم بالقرآن و تفسيره ليس من ذوى الاختصاص ، و خير مثال على كلامنا هذا التفسير العجيب الذى روج له بعض الناس ابان احاث الحادى عشر من سبتمبر التى تم الربط بينها و بين الآية رقم 109 من سورة التوبة قائلين بأن عدد الطوابق للمبنى 109و هو رقم الآية و اليوم 11 وهو الجزء الذى وردت فيه الآية و الشهر 9 هو رقم السورة فى المصحف الى اخر هذا الكلام ، وو الله إن الانسان ليعجب كيف لهم أن يقولوا فى كتاب الله بغير علم و لا هدى ، و هذا ناتج عن سوء فهم لمعنى التفسير و طرقه ومناهجه و اسس الترجيح بين الأدلة و أقوال أهل العلم ، و السادة العلماء لم يفتحوا المجال هكذا لمن شاء أن يتكلم , و لكن حددوا شروطا لمن شاء أن يفسر القرآن برأيه و ألزموا أن يكون ملما ببعض العلوم منها :
1- علم اللغة : قال مجاهد :(لا يحل لأحد يؤمن بالله و اليوم الآخرأن يتكلم فى كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب )(1/1511)
2-علم النحو :لأن المعنى يتغير بتغير الاعراب و سئل الحسن عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق و يقيم بها قراءته فقال حسن فتعلمها فإن الرجل يقرأ الاية فيعيى بوجهها فيهلك فيها .
3- علم الصرف :لأنه به تعرف الصيغ و الأبنية ، وكم من كلمة ابهمت علينا فلما صرفناها اتضحت بمصادرها .
4- الاشتقاق : لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما ، كالمسيح مثلا هل هو من السياحة او المسح .
5- علوم البلاغة الثلاثة : البيان و البديع و المعانى و هى من أعظم أركان المفسر لأنه لا بد له من مراعاة ما يقتضيه الاعجاز .
6- علم القراءات :إذ بمعرفة القراءة يمكن ترجيح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
7-علم أصول الدين :و هو علم الكلام و لولاه لوقع المفسر فى ورطات بسبب ما يجب فى حق الله تعالى و ما يجوز ....الخ .
8-علم أصول الفقه : و به يعرف كيف يستنبط الأحكام و كيف يستدل عليها و به يعرف العام و الخاص و المقيد و المطلق و دلالة الامر و النهى .
9- علم أسباب النزول : إذ أن معرفة سبب النزول يعين على فهم مراد الآية .
10-علم القصص : لأن معرفة القصة تفصيلا يعين على توضيح ما أجمل منها فى القرآن .
11-علم الناسخ و المنسوخ : و به يعرف المحكم من الآيات من غيره و عليه تترتب الأحكام التى يصدرها .
12- علم الحديث : إذ أن الحديث من مصادر تفسير القرآن ، ومعرفة درجة الحديث و صحته مما يفيد المفسر .
13- علم الموهبة :و هو علم يورثه الله لمن عمل بما علم و فيه قال الله ( و اتقوا الله و يعلمكم الله ) وقال النبى عليه السلام (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم )و ينزع الله هذا العلم عن المنافقين و المتكبرين و متبعى الهوى ، قال الله (سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق ) قال ابن عيينة : أنزع عنهم فهم القرآن .(1/1512)
و إذا كنا بذلك قد ذكرنا العلوم التى من الواجب إلمام المفسر بها فإننا ينبغى أن نذكر المنهج الذى يجب أن يتبعه المفسر و الضوابط التى لا بد أن يلتزمها عند التفسير و هى :1- مطابقة التفسير للمفسر من غير نقص و لا زيادة .
2-مراعاة المعنى الحقيقى و المجازى فلعل أحدهما هو المراد دون الأخر .
3-مراعاة التأليف و الغرض الذى سيق له الكلام و المؤاخاة بين المفردات .
4-مراعاة التناسب بين الآيات و توضيحه وذكر علاقة السابق باللاحق من الآيات.
5-ملاحظة أسباب النزول ، فبالرغم من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب إلا أن سبب النزول يساعد فى فهم الآيات .
6-بعد الفراغ من المناسبة وسبب النزول يتكلم عن اللفظة المفردة ثم التركيب ثم الاعراب ثم المعانى ثم البديع ثم البيان ثم الاحكام الفقهية او العقدية من الاية .
7- على المفسر ان يتجنب ادعاء التكرار فى القرآن .
8- على المفسر أن يتجنب الحشو فى التفسير كالخوض فى علل النحو و دلائل أصول الدين و الفقه ، فكل هذا مبسوط فى تآليف علومه .
9- على المفسر أن يكون فطنا يقظا عليما بقوانين و اسس الترجيح بين الآراء
بقى لنا أن نذكر الأمور التى ينبغى على المفسر أن يتجنبها حتى لا يقع فى الخطأ و لا يكون ممن قال فى القرآن برأيه ، وهى :
1- ألا يتهجم على بيان مراد الله مع الجهالة بقوانين اللغة و أصول الشريعة .
2- عدم الخوض فيما استأثر الله بعلمه كالمتشابه .
3- عدم السير مع الهوى و الاستحسان ، فلا يفسر بهواه و لا يرجح باستحسانه.
4- ألا يفسر تبعا لمذهب فاسد ، فيجعل المذهب هو الاصل و التفسير تابع .
5-عدم القطع بأن تفسيره هو مراد الله تعالى فى كلامه و لكن ينسب العلم إلى الله.(1/1513)
هذا من الضوابط التى وضعها العلماء للتفسير بالرأى و لا أزعم أنى قد حصرت الضوابط كلها و لكن هذا على سبيل المثال و ما يسره الله تعالى لى ،هذه الضوابط و غيرها تجدها مبسوطة فى كتب علوم القرآن و التفسير ، وما استعنت به فى مقالتى هو كتاب لأستاذنا الدكتور أحمد النقيب حفظه الله تعالى درسه لنا فى السنة النهائية فى الكلية وهو بعنوان (قراءات فى علوم القرآن والحديث).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــ
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا = تقل خلوت ولكن قل على رقيب
و لا تحسبن الله يغفل ساعة = و لا أن ما تخفى عليه يغيب
---
أبوعبيدة
03-13-2006, 04:21 PM
جزاكم الله خيراً، ونفع الله بكم
ولكن بقي الجواب على السؤال الثاني، وأظن أن هذه العبارة وردت في كتاب السيد/ محمد باقر الصدر، ولكني لم أفهم معناها، فأنا أعرف استنطاق النص القرآني، ولعل العبارة هي: إسقاط المعنى على النص.
أفيدونا جزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
03-13-2006, 05:40 PM
إسقاط الواقع على النص ، هو جعل الواقع الذي يعيشه المفسر موجهاً له إلى اختيار معنى من المعاني التي قد لا يحتملها النص المُفسَّر ، ومع الدعوة إلى تنزيل آيات القرآن على واقع الناس ، ومعالجة قضايا الناس انطلاقاً من فهم آيات القرآن الكريم فهماً صحيحاً ، إلا أنه ينبغي التحرز من أن يكون هذا الواقع مهيمناً على الفهم حتى ينحرف به عن مساره الصحيح . وأظن الأخ العزيز عبدالعزيز الضامر قد نبه إلى هذا الأمر في رسالته المشار إليها في مشاركة أخي الكريم أبي مجاهد العبيدي .
---
(1/1514)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال إلى موراني...
---
سؤال إلى موراني...
---
عبدالرحيم
08-15-2005, 12:29 PM
سمعت أن أقدم دراسة استشراقية كانت بعنوان: " ماذا اقتبس محمد عن اليهودية " وكان ذلك عام 1134م على يد المستشرق اليهودي الألماني أبراهام جايجر، وقد نال عن دراسته تلك جائزة الدولة البروسية.
1. هل فعلاً تلك أقدم دراسة ؟ وهل طبعت ؟
2. لماذا برأيك استحقت تلك الدراسة جائزة الدولة البروسية ؟
---
موراني
08-15-2005, 01:07 PM
في هذا السؤال بعض الأخطاء :
نشرت هذه الدراسة عام 1833 م ولا 1134 م ولذلك ليست * أقدم* دراسة استشراقية .
أنا شخصيا لم أقرأ هذه الدراسة ولم أسمع بنالها جائزة ما في وقتها . كما أنها لم تكن مادة الدراسة عندنا .
---
عبدالرحيم
08-16-2005, 02:45 PM
أشكرك د. موراني على ردك.
ما هي أقدم الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم تحديداً ؟
وما سبب اهتمام بروسيا قديماً وألمانيا حديثاً بالدراسات الشرقية ؟
---
موراني
08-16-2005, 06:07 PM
الاهتمام بالقرآن يرجع الى القرون الوسطى لعدة أسباب , منها سيطرة الدولة العثمانية على جزء كبير من وسط أوروبا وجنولها .
أما الدراسات الشرقية عامة فقد جرى الحديث حولها في لقائي مع هذا الملتقى قبل مدة .
أشكر لك على اهتمامك
---
(1/1515)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير ابن أبي زمنين للشاملة 2( نسخة مرتبة ومفهرسة)
---
تفسير ابن أبي زمنين للشاملة 2( نسخة مرتبة ومفهرسة)
---
مسك
03-28-2006, 09:23 AM
اسم التفسير : تفسير ابن أبي زمنين ( تفسير القرآن العزيز )
اسم المؤلف : ابن أبي زمنين
نبذة عن الكتاب :
تفسير مهم مختصر، اختصر فيه مؤلفه كتاب يحيى بن سلام في تفسير القرآن فحذف منه التكرار وبعض الزوائد التي يقوم علم التفسير بدونها، مما يسهل فهم الكتاب على الدارسين. كذلك أضاف المؤلف بعض الزيادات الضرورية من غير "كتاب يحيى" واتبع ذلك كثيراً من الاعراب واللغة.
الملف المرفق موجود في هذا الرابط :
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=257653#post257653
---
عبدالرحمن الشهري
03-28-2006, 10:31 AM
أسأل الله أن يوفقك لكل خير ، ويبارك في جهودك الموفقة .
كتاب ثمين ، وقد أضفته للمكتبة الشاملة بنجاح !
---
مسك
03-28-2006, 11:49 AM
اللهم آمين .. ولك بمثل يا شيخ عبدالرحمن..
---
(1/1516)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة
---
الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة
---
محمد البكري
02-03-2006, 08:03 PM
نظم: علي بن محمد الضباع المصري 1.
يقول راجي رحمة القدير
علي الضباع ذو التقصير
2.الحمد لله وصلى الله
على النبي ثم من والاه
3.وبعد هذي نبذة لطيفة
ضمنتها فوائداً شريفة
4.تحوي خلافاً قد حوته الطيبة
عن حفص الكوفي كن مصاحبه
5.سميتها الفوائد المهذبة
في خلف حفص من طريق الطيبة
*حكم التكبير*6.
من أول انشراحها أو من فحد
دث خلف تكبير لحفص قد ورد
7.وبعضهم كبر في غير برا
ءة وتركه لجمهور جرى
8.واختص أولٌ بست المتصل
وترك غنة وخمس المنفصل
9.والثان بالتوسيط فيما اتصلا
ومده مع غنة فحصلا
10.وثالث بست ذي اتصال
وغن إن خمست ذا انفصال
*حكم المد المنفصل والمد المتصل*11.
بالقصر والثلاث والتوسط
والخمس خذ في ذي انفصال وابسط
12.وبعض قاصريه للتعظيم مد
وسطاً بلا إله إلا واعتمد
13.بشرط غنة وفيما اتصلا
وسط وبالخمس أو الست اجعلا
14.وخمسه اختصت بخمس المنفصل
وإن توسط وسط اقصر يابطل
15.وإن تمد فالوجوه كلها
تأتي وفي العكس الوجوه عينها
*حكم الساكن قبل الهمز*16.
واسكت لهمز عن سكون غير مد
أو أل وشي مفصول او دع يامجد
17.والمد وسط إن تخصص سكتك
وإن تعمم مد مع توسيطك
*حكم النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء*
18.في نحو إن لم غن مع من ربهم
رزقا لكم رب رحيم يا ملم
19.أو اتركن والغن دع إن تسكتا
أو إن توسط ذا انفصال يا فتى
*حكم (يبسط) و (في الخلق بصطة)*20.
20.اقرأهما بالصاد لكن لا على
قصر بلا غن مكبراً فلا
21.ولا على الثلاث عند ترك غن
ولا على الخمس بست إن تغن
22.واقرأ بسين لا على قصر بتو
سيط ولا غن بلا خمس رأوا
23.وامنع على صاد بيبصط أتت
الخمس في النوعين هكذا ثبت
*حكم( المصيطرون)*(1/1517)
24.بالصاد والسين المصيطرون عن
وسينه امنع عند خمس إن تغن
25.وصاده اختصت بترك الغن
والسكت والتكبير يا ذا الفن
26.لدى توسط وخمس فيهما
القصر والتوسيط مع مد سما
*حكم (بمصيطر)*
27.مصيطر بالصاد والسين ومع
غن لدى الخمسين صاده امتنع
28.وسينه امنع مع ثلاث المنفصل
أو أن توسط عند تكبير حصل
29.والسكت مخصوصاً ومع قصر ورد
من غير تكبير ولا غن وجد
*حكم باب (ءالذكرين)*
30.أطلقه مبدلاً وفي التسهيل دع
سكتاً وتوسيطاً بقصر تتبع
*حكم (يلهث ذلك)*
31.أدغمه مطلقاً وأظهر إن تغن
بالخمس مع مد وإن توسطن
*حكم (اركب معنا)*
32.أظهره لا مع خمس مد إن تغن
ففيه وجهان كخمس لا بغن
33.وقصر مد وسط مد لا بتك
بير ولا غن ولا سكت سلك
*حكم (يس والقرآن) و (ن والقلم) *
34.أظهر على غن وسكت خص أو
تثليث او قصر بتوسيط حكوا
35.أو قصر مد إن تكبر يا فلا
وباق الاحوال بوجهين اعملا
*حكم (تأمنا) بيوسف*
36.أشممه مطلقاً ورم بالأربع
والخمس ثم السكت والغن امنع
*حكم (عوجاً قيماً)*
37.مع سكته وسط بقصر واقصرا
من دون غن مشبعاً مكبرا
38.وهكذا ثلث ووسط ثم مع
وجهيه فالخمس بلا غن سمع
39.والقصر مع مد بلا غن ولا
تكبيرة ومعهما وسط بلا
40.سكت ولا غن بوجهي ما اتصل
وما عدا هذي بإدراج جمل
*حكم (مرقدنا هذا)*
41.عين على قصر بمد سكتها
والغير بالإدراج فيها قد زها
42.لكن خمساً ولا بغن أطلقا
كذا توسط بلا سكت ثقا
*حكم( من راق) و (بل ران)*
43.قد خصصوا الإدراج فيهما بسك
ت عم والمد بغن يا ملك
44.كذا بخمس المد واسكت في السوى
لكن بقصر المد الاطلاق انطوى
45.من غير تكبير وغن يا فتى
ومع ثلاث هكذا قد أثبتا
46.كذا بتوسيط بلا سكت ومع
مد بلا غن وتكبير وقع
*حكم ياء (عين) بمريم والشورى *
47.أشبع بغن لا بخمس المتصل
عين ومع وسط بلا سكت حصل
48.وعند خمس لا بغن وامنعن
توسيطه مكبراً من دون غن
49.وعند سكت خص أو غن بخم
س وامنع القصر بلا سكت يعم
50.وعند قصر مع توسط وعن(1/1518)
د الغن لا مع خمس ذي وصل زكن
*حكم راء( فرق)*
51.رققه مع وسط وخمس لا بغن
ومع سوى سكت يخص فخمن
*حكم( فما ءاتن الله) في الوقف*
52.بالياء قف إن تسكنن مخصوصا
والحذف مع قصر أتى منصوصا
53.ومع توسط وتثليث بلا
غن ولا تكبيرة فحصلا
54.والخمس إلا إن تركت الغن والت
تكبير والإطلاق بالباقي ثبت
*حكم ضاد( ضعف )و (ضعفا) بالروم*
55.اضممه مع غن بإشباع ومع
تثليث او قصر بتوسيط لمع
56.وعند سكت خص أو تكبيره
وأطلقن مع غير هذا يا بهي
*حكم (سلسلا) بالأبرار وقفا*
57.قف بالألف فيه لدى غن بمد
واقصر فقط إن لم تغن يامجد
58.لا عند توسيط وخمس يا فتى
ففيهما أطلق إذا لم تسكنا
*خاتمة*
59.تمت بحمد الله بارئ النسم
مع الصلاة والسلام المنتظم
60.على النبي المصطفى المختار
وآله وصحبه الأخيار
---
(1/1519)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بعض العلوم المستنبطة من القرآن.
---
بعض العلوم المستنبطة من القرآن.
---
أبو عبيدة الهاني
04-01-2007, 08:09 PM
جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علمًا حقيقة إلا المتكلم بها، ثم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلا ما استأثر به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربع وابن مسعود وابن عباس، حتى قال: "لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله". ثم ورث عنهم التابعون بإحسان، ثم تقاصرت الهِمم وفترت العزائم وتضاءل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه وسائر فنونه، فنوّعوا علومه وقامت كل طائفة بفنٍّ من فنونه، فاعتنى قوم بضبط لغاته وتحرير كلماته ومعرفة مخارجه وحروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه وأنصافه وأرباعه وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة والآيات المتماثلة من غير تعرّض لمعانيه ولا تدبر لما أودع فيه، فسُمُّوا القرّاء.
واعتنى النحاة بالمبني منه والمعرب من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها وظروف الأفعال واللازم والمتعدي ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى إن بعضهم أعرب مشكله وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المفسرون بألفاظه، فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد، ولفظا يدل على معنيين، ولفظا يدل على أكثر، فأجروا الأول على حكمه، وأوضحوا معنى الخفي منه، وخاضوا في ترجيح أحد محتملات أحد المعنيين والمعاني، واعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره.(1/1520)
واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة العقلية والشواهد الأصلية والنظرية، مثل قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) [الأنبياء:22] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة، فاستنبطوا منه أدلة على وَحدانية الله ووجوده وبقائه وقِدمه وقدرته وعلمه وتنزيهه عما لا يليق به، وسمّوا هذا العلم بأصول الدين.
وتأملت طائفة منهم معاني خطابه، فرأت منها ما يقتضي العموم ومنها ما يقتضي الخصوص إلى غير ذلك، فاستنبطوا منه أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز، وتكلموا في التخصيص والأخبار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والأمر والنهي والنسخ إلى غير ذلك من أنواع الأقيسة واستصحاب الحال والاستقراء، وسمّوا هذا الفن أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر في ما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام فاستثبتوا أصوله وفرّعوا فروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسمّوه بعلم الفروع وبالفقه أيضا.
وتلمّحت طائفة ما فيه من قصص القرون السالفة والأمم الخالية ونقلوا أخبارهم ودوّنوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدأ الدنيا وأوّل الأشياء وسمّوا ذلك بالتاريخ والقصص.
وتنبّه آخرون لما فيه من الحِكَم والأمثال والمواعظ التي تقلقل قلوب الرجال وتكاد تدكدك الجبال، فاستنبطوا ما فيه من الوعد والوعيد والتحذير والتبشير وذكر الموت والمعاد والحشر والنشر والحساب والعقاب والجنة والنار فصولاً من المواعظ وأصولاً من الزواجر، فسُمُّوا بذلك الخطباء والوعاظ.(1/1521)
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير مثل ما ورد في قصة يوسف في البقرات السمان وفي منامي صاحبي السجن وفي رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة وسموه تعبير الرؤيا، واستنبطوا تفسير كل رؤيا من الكتاب، فإن عزّ عليهم استخراجها منه فمن السنّة التي هي شارحة للكتاب، فإن عسر فمن الحكم والأمثال، ثم نظروا إلى اصطلاح العوام في مخاطباتهم وعرف عاداتهم التي أشار إليه القرآن بقوله: (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) [الأعراف:199].
وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأرباعها وغير ذلك علمَ الفرائض، واستنبطوا من ذكر النصف والثلث والربع والسدس والثمن حساب الفرائض واستخرجوا منه أحكام الوصايا.
ونظر قوم إلى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر ومنازله والنجم والبروج وغير ذلك، فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر الكُتَّاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والإطناب والإيجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع.
ونظروا فيه أرباب الإشارة وأصحاب الحقيقة، فلاح لهم من ألفاظه معان ودقائق جعلوا لها أعلاما واصطلحوا عليها مثل الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأُنس والوحشة والقبض والبسط وما أشبه ذلك كهذه الفنون التي أخذتها الملة الإسلامية.
وقد احتوى على علوم أخر من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك؛(1/1522)
أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة واستحكام القوة، وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة وهي قوله تعالى: (وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. وعرّفنا فيه بما يفيد نظام الصحة بعد اختلاله وجدة الشفاء للبدن بعد اعتلاله في قوله: (شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ) [النحل:69]. ثم زاد على طب الأجساد بطب القلوب وشفاء الصدور.
وأما الهيئة، ففي تضاعيف سوره من الآيات التي ذكر فيها ملكوت السموات والأرض وما بثّ في العالم العلوي والسفلي من المخلوقات.
وأما الهندسة ففي قوله تعالى: (انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ) [المرسلات:30] الآية.
وأما الجدل، فقد حوت آياته من البراهين والمقدمات والنتائج والقول بالموجب والمعارضة وغير ذلك شيئا كثيرا، ومناظرة إبراهيم لنمرود ومحاجته قومه أصل في ذلك عظيم.
وأما الجبر فقد قيل: إن أوائل السور فيها ذكر مُدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سابقة، وأن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ مدة الدنيا وما مضى وما بقى مضروب بعضها في بعض.
وأما النجامة ففي قوله تعالى: (أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ) [الأحقاف:4] فقد فسّره بذلك ابن عباس رضي الله عنهما.
وفيه أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها؛
كالخياطة في قوله تعالى: (وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ) [الأعراف:22]
والحدادة في قوله: (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) [الكهف:96] (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) [سبأ:10]
والبناء في آيات، والنجارة في قوله: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ) [هود:37]
والغَزِِْل في قوله: (نَقَضَتْ غَزْلَهَا) [النحل:92]
والنسيج في قوله: (كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) [العنكبوت:41]
والفلاحة في قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ) [الواقعة:63](1/1523)
والغوص في قوله تعالى: (كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ) [ص:37] (وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً) [النحل:14]
والصياغة في قوله تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً) [الأعراف:148]،
والزجاجة (صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ) [النمل:44] (الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) [النور:35] ،
والفخار في قوله: (فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ) [القصص:38].
والملاحة (أَمَّا السَّفِينَةُ) [الكهف:79] الآية،
والكتابة (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) [العلق:4] .
والخبز (أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) [يوسف:36]،
والطبخ (بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [هود:69]
والغسل والقصارة (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) [المدثر:4] (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ) [آل عمران:52] وهم القصارون.
والجزارة (إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ) [المائدة:3]
والبيع والشراء في آيات.
والصبغ (صِبْغَةَ اللّهِ) [البقرة:138] (جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ) [فاطر:27] .
والحجارة (وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً) [الأعراف:74]
والكيالة والوزن في آيات.
وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله تعالى: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) [الأنعام:38].
(مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد أبي السعود. للشيخ محمد زيتونة).
---
أبو مالك العوضي
04-01-2007, 08:17 PM
جزاكم الله خيرا
ويبدو أن أصل الكلام مأخوذ من الإتقان للسيوطي
---
فهد الوهبي
04-02-2007, 10:36 PM
جزاك الله خيراً أخي أبا عبيدة .. وهذا الكلام موجود في الإتقان وفي الإكليل كلاهما للسيوطي ، وهو محل بحث وقد سبق بحثه في الملتقى على هذا الرابط :
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1122&highlight=%E3%DA%E4%EC+%C7%E1%DA%E3%E6%E3
---
(1/1524)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدورة الشاملة لتعليم التجويد بطريقة الفلاش
---
الدورة الشاملة لتعليم التجويد بطريقة الفلاش
---
خالد البكري
12-21-2006, 09:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ستجدون الدرس الاول على هذا الرابط بارك الله فيكم
http://www.what-is-islam.org/arabic/1.swf
سبحان الله و الحمد لله و الله اكبر و لا اله الا الله و لا حول و لا قوة الا بالله
---
(1/1525)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أسئلة عن فهارس المخطوطات في بعض المكتبات ؟
---
أسئلة عن فهارس المخطوطات في بعض المكتبات ؟
---
طالب المعالي
07-01-2005, 12:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اخوتي في الله ،
لدي بحث علمي يتعلق بالمؤلفات في علوم القرآن ، والتفسير ،،لذلك ،،،،،،،،،،،،،
ارجو من الاخوة الافاضل في هذا الملتقى إفادتي بما يلي :
1- هل هناك موقع خاص يدلني على مكتبة الظاهرية ، وان لم يكن كذلك فأين أجد محتويات هذه المكتبة المطبوع منها والمخطوط ؟؟؟
2- هل هناك موقع للأزهرية بمصر ، وأين أجد محتوياتها المطبوعة والمخطوطة ؟؟؟؟؟
3- هل من الإخوة في المغرب الشقيق أن يدلني على أهم المكتبات لديهم وطريقة الحصول على محتوياتها ؟؟؟
4- كيف يتسنى لي الحصول على قوائم مؤلفات دور النشر ، وما أهمها في هذا المجال ؟؟؟ في داخل المملكة وخارجها ؟؟
5- ارجو إفادتي بعناوين المكتبات السالفة الذكر ( البريد العادي للمراسلة ) وكذلك أرقامها ؟؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-01-2005, 01:18 AM
http://www.alazharonline.org/Manuscripts/index.jsp
هذا موقع المخطوطات الأزهرية
أما المكتبة الظاهرية ، فحسب علمي أنها تحولت إلى مكتبة الأسد الوطنية ، وتجدها على هنا :
http://www.alassad-library.gov.sy/index.html
وأما المغرب فمعنا في هذا الملتقى بعض الإخوة من المغرب ، ومنهم أبوعبدالمعز ـ والعرباض ؛ فبإمكانك مراسلتهم عبر الموقع عن طريق خدمة الرسائل الخاصة .
وأعرف في المغرب الدكتور : محمد عبدالحق حنشي من جامعة المولى اسماعيل - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - شعبة الدراسات الإسلامية .
ورقم هاتفه : 0021261702728 ؛ فيمكنك الاتصال به
---
عبدالرحيم
07-02-2005, 09:46 AM
الأخ الفاضل:(1/1526)
بالنسبة للمكتبة الظاهرية فقد انتقلت كل مخطوطاتها لا كتبها إلى مكتبة الأسد لوجود ظروف أفضل لحفظ المخطوطات كالتكييف وأجهزة مكافحة الحرائق ومسببات إتلاف الورق من حشرات وكائنات دقيقة آكلة للورق.
وكنت قد حزنت على ذلك النقل ( بخاصة حين وقفت على جزء منه) في البداية، وبلغ الأسى مني مبلغاً....
ولكن الله تعالى شرح صدري ففي ذلك خير كبير.
الموجود حالياً في المكتبة الظاهرية كتب مطبوعة قديمة ( أوائل الطبعات )
والتسجيل فيها مفتوح لكل المسلمين بمبلغ رمزي جدا ( أقل من 5 دولارات)
ولكنها في هذا الوقت من كل سنة تجري عملية جرد ويتوقف فيها التسجيل.
ولابن الظاهرية البار الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى كتاب بعنوان: " فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية ".
ولكتابه هذا قصة طريفة
http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?threadid=311926&goto=nextnewest
مع محبتي
---
عبدالرحيم
07-02-2005, 01:06 PM
وإن كنت مهتماً كثيراً بالمخطوطات راجع هذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=140884&postcount=19
---
طالب المعالي
07-02-2005, 06:29 PM
جزاكم الله خيرا ، ولو أخبرتنا اخي عبدالرحيم كيفية التسجيل في هذه المكتبة
---
عبدالرحيم
07-03-2005, 01:53 AM
بالنسبة للمكتبة الظاهرية فقط جواز السفر و200 ليرة سورية وصورة
ومكتبة الأسد الشروط أصعب..
فيجب أن تكون مدرساً أو طالباً في إحدى الجامعات السورية وصورتين شخصيتين وثلاثمائة ليرة سورية
وجامعة الأسد لا تسمح بإعارة الكتب، بل يجب أن تقرأ الكتب داخل مبنى الجامعة.
والاطلاع على المخطوطات يحتاج إذناً خاصاً من مدير المكتبة.
وفي كل منهما تنتظر على الأقل أسبوعاً واحداً لأخذ هوية الجامعة أو المكتبة الظاهرية.
وتجدد الهوية كل سنة.
المكان:
مكتبة الأسد في ساحة الأموين والمكتبة الظاهرية قرب المسجد الأموي.(1/1527)
ملاحظة: هذه المعلومات قبل ثلاث سنين.. ولعلي آتيك بالخبر اليقين في شهر 8 عندما أذهب إلى هناك.
فأنا مقيم بالأردن.
---
(1/1528)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المفردة القرآنية .. المراحل التي تمرُّ بها حال تفسيرها (1) (2) (3) (4) (5)
---
المفردة القرآنية .. المراحل التي تمرُّ بها حال تفسيرها (1) (2) (3) (4) (5)
---
مساعد الطيار
10-01-2003, 07:30 AM
المفردة القرآنية .. المراحل التي تمرُّ بها حال تفسيرها
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله الطيبين ، وعلى صحبه الكرام ، وعلى من تابعهم إلى يوم القيام ، أما بعد :
فقد أدرتُ الفِكْرَ في المفردة القرآنية ، فظهر لي في دراستي لها عدد من الموضوعات التي قد تكون مطروقة لكنها تحتاج إلى جمع في مكان واحدٍ يتعلق بالمفردة القرآنية ، التي قد تختصُّ ببعض المعاني التي لا تجدها في دراسة الدارسين للغة العرب .
ومما طرأ لي في هذا الموضوع أنَّ ألفاظ القرآن لا تخرج عن خمس مراحل ، وهي :
الأول : أن تأتي اللفظة على الأصل الاشتقاقي .
الثاني : أن تأتي اللفظة على الاستعمال الغالب عند العرب ، وفي هذه الحال يكون فيها معنى الأصل الاشتقاقي .
الثالث : أن يكون للفظة استعمال سياقيٌّ ، وهو ما استفاد منه أصحاب ( الوجوه والنظائر ) فركَّبوا كتبهم منه .
والاستعمال السياقي قد يرجع إلى أصل اللفظة الاشتقاقي ، وقد يرجع إلى المعنى الغالب في استعمال اللفظة عند العرب ، وهو على كلِّ الأحوال لا يخلو من الأصل الاشتقاقي .
الرابع : المصطلح الشرعي ، وهذا كثير في القرآن ، والمقصود به أن يكون استخدام اللفظ في القرآن والسنة على معنى خاصٍّ ؛ كالصلاة والزكاة والحج والجهاد ، وغيرها .
والمصطلح الشرعي لا بدَّ أن يكون راجعًا من جهة المعنى إلى الأصل الاشتقاقي ، وقد يكون راجعًا إلى أحد المعاني التي غلب استعمال اللفظ فيها عند العرب .(1/1529)
الخامس : المصطلح القرآني ، وهو أخصُّ من المصطلح الشرعي ومن الاستعمال السياقي ؛ لأنَّ المراد به أن يكون اللفظ في القرآن جائيًا على معنى معيِّنٍ من معاني اللفظِ ، فيكون معنى اللفظ الأعم قد خُصَّ في القرآن بجزء من هذا المعنى العامٍّ ، أو يكون له أكثر من دلالة لغوية فتكون أحد الدلالات هي المستعملة لهذا اللفظ في القرآن .
وسأتحدَّث عن كل نوع من هذه الأنواع المذكورة ، وأضرب له أمثلة ، وأسأل الله المعونة والتوفيق والسداد .
أولاً : الأصل الاشتقاقي للَّفظة .
يعتبر الاعتناء بالأصل الاشتقاقي للفظة من المسائل المهمة لمن يدرس التفسير ، لحاجته الماسَّة لدقة توجيه التفسيرات التي تُفسِّر بها اللفظة القرآنية .
ولا تكاد تخلو لفظة قرآنية من وجود أصل اشتقاقي ، ومعرفته تزيد المفسِّر عمقًا في معرفة دلالة الألفاظ ومعرفة مناسبة تفسيرات المفسرين لأصل هذا اللفظ .
ولم تخل تفسيرات السلف من الإشارة إلى مسألة الاشتقاق ، فتجد في تفسيراتهم التنبيه على هذه المسألة اللغوية المهمة ، ومن ذلك ما رواه الطبري ( ت : 310 ) وغيره في تفسير قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) (البقرة: من الآية31) ، فقد أورد عن ابن عباس ( ت : 68 ) أنه قال : (( بعث رب العزة ملك الموت فأخذ من أديم الأرض ؛ من عذبِها ومالحها ، فخلق منه آدم ، ومن ثَمَّ سُمِّي آدم ؛ لأنه خلق من الأرض )) .
وفي تفسير غريب لأبي العالية ( ت : 93 ) في تفسيره لقوله تعالى : (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ)(البقرة: من الآية51) قال : (( إنما سُمِّي العجل ؛ لأنهم عَجِلُوا فاتخذوه قبل أن يأتيهم موسى )) .(1/1530)
وممن له في تفسيره شيء من العناية بهذا الباب مقاتل بن سليمان ( ت : 150 ) ، ومن غريب ما ورد عنه في الاشتقاق قوله : (( تفسير آدم عليه السلام ؛ لأنه خُلِق من أديم الأرض ، وتفسير حواء ؛ لأنها خُلِقت من حيٍّ ، وتفسير نوح ؛ لأنه ناح على قومه ، وتفسير إبراهيم : أبو الأمم ، ويقال : أبٌ رحيم ، وتفسير إسحاق ؛ لضحِك سارَّة ، ويعقوب ؛ لأنه خرج من بطن أمه قابض على عقب العيص ، وتفسير يوسف : زيادة في الحسن ، وتفسير يحيى : أحيي من بين ميتين ؛ لأنه خرج من بين شيخ كبير وعجوز عاقر ، صلى الله عليهم أجمعين )) . تفسير مقاتل بتحقيق د / عبد الله شحاته ( 3 : 53 ) .
وممن عُنيَ بأصل الاشتقاق من اللغويين ابن قتيبة ( ت : 276 ) ، في كتابيه ( تأويل مشكل القرآن ) ، و ( تفسير غريب القرآن ) .
ومن ذلك قوله : (( أصل قضى : حَتَمَ ، كقول الله عز وجل : (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت)(الزمر: من الآية42) ؛ أي : حَتَمَه عليها .
ثُمَّ يصير الحتم بمعانٍ ؛ كقوله : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)(الاسراء: من الآية23) ؛ أي : أمر ؛ لأنه لما أمر حتم بالأمر .
وكقوله (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ )(الإسراء: من الآية4) ؛ أي : أعلمناهم ؛ لأنه لما اخبرهم أنهم سيفسدون في الأرض ، حتم بوقوع الخبر .
وقوله : (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات)(فصلت: من الآية12) ؛ أي : فصنعهن .
وقوله : (فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاض)(طه: من الآية72) ؛ أي : فاصنع ما أنت صانع .
ومثله قوله : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيّ)(يونس: من الآية71) ؛ أي : اعملوا ما أنتم عاملون ولا تُنظِرون .
قال أبو ذؤيب :
وعليهما مسرودتان قضاهما** داود أو صَنَعُ السوابغ تبَّع
أي : صنعهما داود وتُبَّع .
وقال الآخر في عمر بن الخطاب رضي الله عنه :(1/1531)
قضيت أموًا ثم غادرت بعدها** بوائج في أكمامها لم تُفَتَّقِ .
أي : عملت أعمالاً ؛ لأنَّ كل من عمل عملاً وفرغ منه فقد حتمه وقطعه .
ومنه قيل للحاكم : قاض ؛ لأنه يقطع على الناس الأمور ويحتِم .
وقيل : قُضِيَ قضاءك ؛ أي : فُرِغ منه أمرك .
وقالوا للميت : قد قضى ؛ أي : فرغ .
وهذه كلها فروع ترجع إلى أصل واحدٍ )) . تأويل مشكل القرآن ( ص : 442 ) .
ويظهر أنَّ ابن فارس ( ت : 395 ) قد استفاد منه هذه الفكرة ، فصنَّف كتابه العظيم ( مقاييس اللغة ) منتهجًا بذلك ما كان قد طرحه ابن قتيبه ( ت : 276 ) في كتابيه السابقين . ينظر : مقدمة السيد أحمد صقر لكتاب تأويل مشكل القرآن ( ص : 83 ) .
كما عُنيَ الراغب الأصفهاني ( ت : 400 ) بأصل الاشتقاق في كتابه ( مفردات ألفاظ القرآن ) .
ثمَّ إنك تجد لأصل الاشتقاق منثورات في كتب اللغويين ، ككتاب الاشتقاق للأصمعي ( ت : 215 ) ، وابن دريد ( ت : 321 ) ، وغيرها من كتب أهل اللغة .
وممن كان لهم بذلك عناية واضحة أبو علي الفارسي( ت : 377 ) ، وتلميذه ابن جني ( ت : 392 )
وليس المقصد التأريخ لهذه المسألة العلمية ، وإنما ذكرت إشارات منه .
وقد يكون للفظة أصل واحد تدور عليه تصريفات الكلمة في لغة العرب ، وقد يكون لها أكثر من أصل .
ومن أمثلة الألفاظ القرآنية التي يكون لها أصل واحدٌ لفظ ( الأليم ) ، قال ابن فارس ( ت : 395 ) : (( الألف واللام والميم أصل واحدٌ ، وهو الوجع )) ، وعلى هذا فإنَّ تَصَرُّفَات مادة ( أَلَمَ ) ترجع إلى هذا المعنى الكلي ، فكل تقلُّباته في القرآن وفي استعمال العرب يعود إلى معنى الوجع ؛ كقوله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة:10)(1/1532)
وقوله تعالى : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:104) .
أهمية معرفة أصل الاشتقاق :
معرفة أصل اشتقاق اللفظ يفيد في جمع جملة من المفردات القرآنية المتناثرة بتصريفات متعددة تحت معنى كليِّ واحد ، وهذه المعرفة تسوق إلى تفسير اللفظ في سياقه ، بحيث يُعبَّر عنه بما يناسبه في هذا السياق ، ويعبر عنه بما يناسبه في السياق الآخر ، وكلها ترجع إلى هذا المعنى الاشتقاقي الكليِّ .
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ 0 وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) (الانشقاق: 17 ـ 18) ، فمادة ( وسق ) تدلُّ على جمع وضمِّ واحتواء ، ولفظت وسق واتسق مشتقة منها ، فمعنى الآية الأولى : والليل وما جمع وحوى وضمَّ من نجوم وغيرها .
ومعنى الآية الأخرى : والقمر إذا اجتمع واكتمل فصار بدرًا .
وبهذا تكون مادة اللفظتين من أصل واحد ، وهو الجمع والضمُّ .
ومنها لفظ ( أيد ) بمعنى قوَّى ، وقد ورد لهذا الأصل عدة تصريفات ، منها :
قوله تعالى : (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (المائدة:110) .(1/1533)
وقوله تعالى : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22) .
وقوله تعالى : (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (ص:17) .
وقوله تعالى : (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذريات:47) .
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (البقرة:87) .
فالمعنى الذي ترجع إليه الألفاظ ( أيدتك / أيَّدهم / أيدناه / ذا الأيد / بأيد ) كلها ترجع إلى معنى القوة . ( قويتك / قواهم / قويناه / ذا القوة / بقوة ) .
ومنها قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا) (البقرة: من الآية255) ، وقوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ) (التكوير:8) .
فلفظ : لا يؤوده بمعنى : لا يُثقِله .(1/1534)
والموؤودة هي البنت التي تُدفنُ وهي حيَّة ، وإذا أرجعت اللفظ إلى أصل اشتقاقه ، وجدت أنها إنما سُمِّت موؤودة ؛ لأنها أُثقِلت بالتراب حتَّى ماتت ، فرجعت اللفظة إلى أصل الثِّقَلِ ، فصارت لفظتي ( يؤوده ، والموؤودة ) ترجعان إلى أصل واحد ، وهو الثِّقَلُ .
وللحديث بقية ….
---
مساعد الطيار
10-06-2003, 08:48 AM
ثانيًا : أن تأتي اللفظة على الاستعمال الغالب عند العرب .
إنَّ اللغة كائن حيٌّ متولد ، ومن أبرز ما في لغة العرب كثرة تصرفات الألفاظ المنبثقة من الأصل اللغوي الكلي للفظة ، والمراد هنا أنه يغلب استعمال أحد هذه التصريفات اللفظية على معنى مشهور متبادرٍ بين المخاطبين ، فإذا وقع في الكلام فإنَّ الذهن ينصرف إليه ، لكن قد يأتي تفسيرٌ آخر للكلامِ بناءًا ، على أنَّ هذا التصريف في اللفظة يرد بمعنى آخر ، فيُحمل الكلام عليه .
ولأضرب لك مثلاً يوضح مرادي من ذلك :
مادة ( ثَوَبَ ) أصل صحيح واحد ، وهو العود والرجوع ، قاله ابن فارس في مقاييس اللغة . وزاد الراغب الأصفهاني في مفرداته قيدًا في معنى العود والرجوع ، فقال : (( أصل الثوب : رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها ، أو إلى الحالة المقدَّرة المقصودة بالفكرة … فمن الرجوع إلى الحالة الأولى قولهم : ثاب فلان إلى داره … ومن الرجوع إلى الحالة المقدَّرة المقصودة بالفكرة : الثوبُ ، سُمِّي بذلك لرجوع الغزل إلى الحالة التي قُدِّرت له (1)، وكذا ثواب العمل … )) .
وقد ورد استعمال العرب للفظة (أثاب) ولفظة (الثواب) في الجزاء على العمل ، وقد ورد في القرآن من هذين عدد من الآيات ؛ منها :
قوله تعالى : (فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:85) .(1/1535)
وقوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18) .
وقوله تعالى : (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:148) .
وقوله تعالى : (أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:31) .
وقوله تعالى : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً) (مريم:76) .
وغلب استعمال لفظة (الثياب) على الملبوسات ، وقد ورد في القرآن في عدة آيات ؛ منها :
قوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (هود:5) .
وقوله تعالى : (أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:31) .(1/1536)
وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النور:58) .
ويُستفاد من معرفة غلبة استعمال الهرب للفظة ما بمعنى من المعاني أن تُحمَل على هذا المعنى حال اختلاف التفسير ، ومن ذلك ما ورد في تفسير قوله تعالى : (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4) ، فقد ورد في معنى الثياب في هذه الآية أقوال ، منها :
1 ـ أنها الثياب الملبوسة ، ويشهد لهذا غلبة استعمال هذا اللفظ بهذا التصريف عن العرب على ما يُلبس .
2 ـ وقد فسَّر بعضهم الثياب بالفعل والعمل ، والمراد : أصلح عملك ، واجعله خالصًا لله ، وقد ورد هذا الإطلاق عن العرب ، فكان الرجل إذا كان خبيث العمل ، قالوا : فلان خبيث الثياب ، وإذا كان حسن العمل ، قالوا : فلان طاهر الثياب ، قاله أبو رُزين ( تفسير الطبري ) .
وهذا المعنى مركبٌ من تصوُّرِ مادتين لغويتين ، وهما : الثوب ، واللبس ، فلما كان العمل يتلبس به الإنسان كما يتلبس بثوبه الذي يلبسه ، عبَّروا عن الثوب بالعمل من أجل هذا المعنى ، والله أعلم .
وكأنَّ في العمل معنى العود ؛ وكأنه تُصِّورَ أنَّ الإنسان يعمل العمل ، ثمَّ يعود إليه ، ففيه أصل معنى مادة الثوب ، وهي العَودُ ، والله أعلم .
3 ـ وفسَّر آخرون بأن المراد بالثياب : النفس ، والمعنى : طهر نفسك من المعاصي والدَّنس .
ومنه ما نُسِب إلى ليلى الأخيلية ، قالت :
رموها بأثواب خفاف فلا ترى لها شبهًا إلا النعام المًنَفَّرا(1/1537)
والمراد رموا الركاب بأبدانهم ؛ أي : ركبوا الإبل .
ولا يبعد أنهم سمَّوا الأبدان أثوابًا لكثرة ملابستها للأثواب ، وهذا من طرائق تسميات الأشياء عند العرب ، فكثرة الملابسة تنقل الاسم من المعنى المتبادر المعروف إلى معنى آخر ، حتى يصير اسمًا له ، وبهذا يكون من معاني اللفظة .
وهذا من دقيق تاريخ الألفاظ ، وهو علمٌ عزيزٌ ، ونيله صعبٌ ، وأغلبه من الظَّنٍ أو غلبته على حسب ما يتحرَّر في دراسة كل لفظ من الألفاظ .
ومن تسميته للشيء بما يلابسه أو ينتج عنه ما ورد من تسميته النوم بردًا ، وعليه حُملَ قوله تعالى : (لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً) (النبأ:24) ؛ : لا يذوقون نومًا ولا شرابًا ، وإنما سمَّوا النوم بردًا ؛ لأنَّ النائم يبرد جسمه ، والله أعلم .
ومن ذهب إلى هذا التفسير فإنَّ قوله ـ من جهة التفسير ـ يتضمَّنُ قول من قال : أصلح عملك ؛ لأنَّ إصلاح العمل جزءٌ من تطهير النفس ، والله أعلم .
لكن لو ذهب مرجِّح إلى ترجيح معنى الثياب الملبوسة في هذه الآية لغلبة هذا الاستعمال على معنى اللفظة عند العرب ، وكونه هو الظاهر المتبادر في تفسيرها لجاز ، وهو مذهبٌ صحيح في ترجيح هذا المعنى .
مثالٌ آخر :
مادة (لبس) أصل صحيح واحد يدل على مخالطة ومداخلة ، قاله ابن فارس في مقاييس اللغة . وجعل الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن أصل اللبس : السَّتر (2) ، والذي يظهر من هذه المادة أن أصلها ما ذهب إليه ابن فارس ، وما قاله الراغب إنما هو أثر من آثار أصل هذه المادة ، وليس هو أصلها ، فلاختلاط والمداخلة مظِنَّةُ السَّتر ، ويمكن أن بقال : كل مخالطة يقع فيها سَتْرٌ ، ولا يلزم أنَّ كل سترٍ يكون فيه مخالطة .
ومما ورد من تصريفات الألفاظ من هذه المادة في القرآن : ( لباس / لبسنا / يلبسون / تلبسون / يلبسكم / لبس / لبوس )
ومما جاء على أصل معنى المادة في القرآن :(1/1538)
قوله تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:42) .
وقوله تعالى : (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) (الأنعام:9) .
وقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82) .
وأشهر المعاني والإطلاقات في هذه المادة يعود إلى الثياب الملبوسة ، ومنها :
قوله تعالى : (يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ) (الدخان:53) .
وقوله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:26) .
وقوله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:27) .
وقوله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) (فاطر:33) .
وقد غلب هذه الاستعمال ـ وهو الثياب الملبوسة ـ على هذه المادة ، حتى كاد أن يكون أصلاً لها ، لذا ترى أنَّ التشبيه يقع بها في بعض موارد لفظ اللبس ، ومن ذلك قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) (البقرة:187) .
وقوله تعالى : (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) (لأعراف:26) .(1/1539)
وقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً) (الفرقان:47) .
وقوله تعالى : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً) (النبأ:10) .
وقوله تعالى : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112) .
وكلُّ هذه السياق نُظِرَ فيها إلى معنى الثياب الملبوسة ، ووقع تنظير هذه المعاني في هذه السياقات بها ، وعلى سبيل المثال : جُعِلَ الليل بمخالطته للناس وتغطيته لهم كاللباس الذي يخالطهم ويغطيهم ، وقس على ذلك غيرها من الآيات الأخرى .
والمعنى الأصلي لهذه اللفظة ، وهو المخالطة والمداخلة لم يتأخر في أي استعمال من هذه الاستعمالات ، وإن كان قد يغيب ؛ لأنَّ النظر في السياقات إلى الاستعمال ، وليس إلى أصل الاشتقاق .
وللحديث بقية
ـــــــــــــــــــ
(1) يمكن أن يكون تسمية الثوب من معنى آخر ذكره ابن فارس ، قال : (( والثوب الملبوس محتمل أن يكون من هذا القياس ؛ لأنه يلبس ثم يلبس ويثاب إليه )) .
(2) مسألة اختلاف العلماء في أصل المادة مما أرجأت الحديث عنه لأنظر هل له أثر في بيان المعاني واختلافها في السياقات القرآنية ، أو أنَّ الاختلاف ليس له أثر من هذه الجهة ، وإن ظهر لي فيها شيءٌ فإني سأطرحه لاحقًا إن شاء الله .
---
مساعد الطيار
10-17-2003, 02:28 PM
المفردة القرآنية .. المراحل التي تمرُّ بها حال تفسيرها (3)
ثالثًا : الاستعمال السياقي
هذه هي المرحلة الثالثة التي تقع للمفردة القرآنية ، فأي كلمة لها في سياقها معنى مراد ، قد يكون خارج المعنى اللغوي المطابق ، وهذا المعنى المراد للكلمة في هذا السياق قد يكون في أكثر من سياق قرآني ، وقد لا يكون له إلا سياق واحد .(1/1540)
ومن الاستعمال السياقي انطلقت كتب الوجوه والنظائر(1) في تعيين الوجوه للألفاظ القرآنية ، لذا تعدَّدت الوجوه للفظ الواحد الذي يعود إلى معنى لغوي واحدٍ ؛ لأنه لا اعتبار لأصل اللفظ ولا لاستعمال العرب في تحديد الوجوه إلا إذا كان هو المعنى المراد في السياق .
ومن أمثلة ذلك في كتب الوجوه والنظائر :
ـ قال الدامغاني ( ت : 478 ) : (( تفسير إفك على سبعة أوجه : الكذب . عبادة الأصنام . ادعاء الولد لله تعالى . قذف المحصنات . الصرف . التقليب . السحر .
فوجه منها : الإفك ؛ يعني : الكذب ، قوله تعالى في سورة الأحقاف : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا) إلى قوله : (فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ) (الأحقاف: من الآية11) ؛ يقولون : كَذِبٌ تَقَادَم ، ونظيره فيها : (وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ) (الأحقاف: من الآية28) ، ونحوه كثير .
والوجه الثاني : إفك : عبادة الأصنام ، قوله تعالى في سورة والصافات : (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ) (الصافات: 85 ـ 86) ؛ يعني : عبادة آلهةٍ دون الله .
والوجه الثالث : الإفك : ادعاء الولد لله تعالى ، قوله تعالى في سورة الصافات : (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (الصافات: 151 ـ 152) .
والوجه الرابع : الإفك : قذف المحصنات ، قوله تعالى في سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) (النور: من الآية11) ؛ يعني : بهتان عائشة رضي الله عنها .
والوجه الخامس : الإفك : الصرف ، قوله تعالى في سورة والذاريات : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) (الذريات:9) ، كقوله تعالى في سورة الأحقاف : ( لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا)(الاحقاف: من الآية22) ؛ أي : لتصرفنا ، ونحوه كثير .(1/1541)
والوجه السادس : الإفك : التقليب ، قوله تعالى في سورة والنجم : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى) (النجم:53) ، كقوله تعالى في سورة الحاقة : (وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ)(الحاقة: من الآية9) .
والوجه السابع : الإفك : السحر ، قوله تعالى في سورة الشعراء : ( تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)(الشعراء: من الآية45) . )) ( الوجوه والنظائر للدامغاني / تحقيق : فاطمة يوسف / ص : 72 ـ 74 ) .
وإذا رجعت إلى تحليل هذه اللفظة من جهة الاشتقاق والاستعمال العربي ظهر لك ما يأتي :
1 ـ قال ابن فارس : ( الهمزة والفاء والكاف أصل واحد يدلُّ على قلب الشيء وصرفه عن وجهه ) ( مقاييس اللغة / مادة : أفك ) .
وزاد الراغب قيدًا في أصل المادة ، فقال: ( كل مصروف عن وجهه الذي يحقُّ أن يكون عليه ، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهابِّ : مؤتفكة … ) . ( المفردات : ص : 79 ) .
وهذا يعني أنَّ هذه الدلالة الأصلية ستكون موجودة في جميع الوجوه المذكورة ، وهي كذلك :
فالكذب فيه معنى القلب والصرف ، فهو قلب للحق باطلاً ، وللباطل حقًّا .
وعبادة الأصنام قلب لعبادة الحقيقة إلى العبادة الباطلة .
وادعاء الولد لله تعالى قلب للحقيقة التي هي الوحدانية إلى الإشراك .
وقذف المحصنات قلب للحقيقة ، حيث يجعل العفيفات زانيات .
وأما الصرف والتقليب فهو المعنى الأصلي للفظة .
والسحر : فيه قلب للحقائق ، وجعل الباطل حقًّا والحقَّ باطلاً .
2 ـ وإذا رجعت إلى استعمال العرب للإفك ، فإنه يغلب إطلاقه على أشدِّ الكذبِ ، ويرجع إلى هذا المعنى الوجه الأول والثاني والثالث والرابع .(1/1542)
فالرابع مثلاً ، وهو قذف المحصنات ، إنما ذُكِر وجهًا مستقلاً نظرًا لأن المراد بالإفك في هذا الموضع الافتراء الذي افتراه المنافقون في حقِّ بيت النبوة ، حيث قذفوا عائشة رضي الله عنها ، وهو في النهاية عائد إلى الكذب ، وإنما جاء التعبير عنه يقذف المحصنات ؛ لأنَّ مراد المؤلف هنا بيان المراد بالإفك من جهة الاستعمال السياقي وليس بيان معناه من جهة اللغة .
كما يرجع إلى هذا المعنى الوجه السابع ، وهو السحر ؛ لأنَّ الآية التي استدل بها لهذا الوجه تدلُّ على هذا ، وهي قوله تعالى : (فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)(الشعراء:45) ، أي : ما يكذبونه من العصي والحبال التي يسحرون بها أعين الناس فيخيل للناس أنها ثعابين ، وهي ليست كذلك .
وأما الألفاظ : ( يؤفك / تأفكنا / المؤتفكات ) ، فإنها تأتي بمعنى الصرف والقلب الذي هو أصل معنى اللفظ ، ولذا فالوجه الخامس والسادس معناهما واحدٌ ، ولا داعي لجعلهما وجهين متغايرين .
ولو تُتُبِّعت أقوال المفسرين في تفسير الألفاظ لوجدتهم كثيرًا ما يبينون المراد باللفظ في سياقه دون ردِّه إلى معناه اللغوي ، وعلى هذا الأسلوب جمهور تفسير السلف ، وهو ما يُعبَّر عنه (بالتفسير على المعنى ) .
وعلى سبيل المثال ، لو رجعت إلى تفسير قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) (لأعراف:117) ، فإنك ستجد في تفسير السلف ليأفكون :
1 ـ يكذبون ، وذلك قول مجاهد ، وهو بيان لمعنى الإفك من جهة الاستعمال اللغوي ، وهو مراد في الآية .
2 ـ حبالهم وعصيهم ، وهذا قول الحسن ، وهذا بيان للمراد من جهة السياق ، فالذي يأفكونه ؛ أي يكذبون به هو حبالهم وعصيُّهم .
ولا تنافي بين القولين ، فالأول بين المعنى المراد من جهة اللغة ، والثاني بين المعنى المراد من جهة السياق ، والله أعلم .(1/1543)
والنظر إلى الاستعمال السياقي للفظة جعل بعض المفسرين يحكمون بالخطأ على بعض التفاسير ، وليست تلك التخطئة بسديدة ؛ لأنَّ المفسر غير ملزم دائمًا ببيان المعنى من جهة اللغة ، بل قد يكون بيان اللفظة من جهة اللغة في مثل هذا الحال من الاستطراد الذي لا يحتاجه المقام .
والنظر إلى الاستعمال السياقي لا ينفك عنه اللغوي الذي يقصد بيان الألفاظ القرآن وعربيته ، بله مفسرو السلف الذين يكثر في تفسيرهم الاعتناء ببيان المعاني دون تحرير الألفاظ من جهة اللغة ، ومن أمثلة ذلك تفسير أبي عبيدة كمعمر بن المثنى البصري ( ت : 210 ) لقوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْل)(البقرة: من الآية191) ، قال : (( أي : الكفر أشدُّ من القتل في أشهر الحُرُمِ ؛ يقال : رجلٌ مفتونٌ في دينه ؛ أي : كافر )) . ( مجاز القرآن / 1 : 68 ) .
ولو ذهب أبو عبيدة إلى التفسير اللغوي ، لقال : الفتنة : الامتحان والاختبار ، لكنه ذهب إلى تفسير المراد بالفتنة في هذا السياق ، وهو الكفر ، والله أعلم .
وقد يجمع بين التفسير على اللفظ والتفسير على المعنى ، وذلك في مثل قوله تعالى : (وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ)(الأعراف: من الآية24) ، قال : (( إلى وقت يوم القيامة ، وقال :
وما مِزَاحُكَ بَعْدَ الحِلْمِ والدِّينِ وقد علاكَ مَشِيبٌ حين لا حين
أي : وقت لا وقت )) . ( مجاز القرآن / 1 : 212 ) .
فقوله : (( إلى وقت )) هذا بيان لغوي لمعنى الحين .
وقوله : (( يوم القيامة )) هذا بيان للمراد بالحين على التعيين في هذا السياق ، وهذا تفسير معنى .
وهناك فرع لمسألة التفسير على المعنى اللغوي والتفسير على المعنى السياقي لعلي أطرحه لاحقًا إن شاء الله .
وللحديث بقية .
ـــــــــــــــ
(1) قد يسمى هذا العلم بالأشباه والنظائر ، وهذه التسمية فيها نظر ، وقد بيَّنته في كتابي ( التفسير اللغوي للقرآن الكريم : ص : 89 ـ 90 )
---
أبومجاهدالعبيدي
10-18-2003, 01:51 PM(1/1544)
بسم الله
أشكر الشيخ الكريم أبا عبد الملك على هذا الموضوع القيم ، فقد قرأته كاملاً فأفدت منه كثيراً ، وهو موضوع يتعلق بصلب التفسير .
وتعليقاً على ما ذكره الشيخ حول المرحلة الأولى - وهي المتعلقة بالأصل الاشتقاقي - أقول : إن معرفة أصل الكلمة الاشتقاقي له أهمية كبيرة في معرفة المعنى الصحيح للفظ ، لأن كثراً من الكلمات متقاربة في أصلها فلا بد من التفريق بين المتقاربات حتى يزول اللبس ، ويعرف المعنى الصحيح .
وأضرب لذلك مثالاً - وانتظر تعليق الشيخ مساعد عليه إذا رغب في ذلك - ، وهو نص نفيس لابن القيم رحمه الله وهو يتكلم عن خلاف السلف في معنى( القرء) قال ما نصه :
( وقولكم : إن القرء مشتق من الجمع ، وإنما يجمع الحيض في زمن الطهر . عنه ثلاثة أجوبة .
أحدها : أن هذا ممنوع ، والذي هو مشتق من الجمع إنما هو من باب الياء من المعتل ، من قرى يقري ، كقضى يقضي ، والقرء من المهموز بنات الهمز ، من قرأ يقرأ ، كنحر ينحر ،
وهما أصلان مختلفان فإنهم يقولون : قريت الماء في الحوض أقريه ، أي : جمعته ، ومنه سميت القرية ، ومنه قرية النمل : للبيت الذي تجتمع فيه ، لأنه يقريها ، أي : يضمها ويجمعها .
وأما المهموز ، فإنه من الظهور والخروج على وجه التوقيت والتحديد ، ومنه قراءة القرآن ، لأن قارئه يظهره ويخرجه مقداراً محدوداً لا يزيد ولا ينقص ، ويدل عليه قوله : " إن علينا جمعه وقرآنه " [ القيامة : 17 ]، ففرق بين الجمع والقرآن . ولو كانا واحداً ، لكان تكريراً محضاً ، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " [ القيامة : 18 ] ، فإذا بيناه ، فجعل قراءته نفس إظهاره وبيانه ، لا كما زعم أبو عبيدة أن القرآن مشتق من الجمع .(1/1545)
ومنه قولهم : ما قرأت هذه الناقة سلى قط ، وما قرأت جنيناً هو من هذا الباب ، أي ما ولدته وأخرجته وأظهرته ، ومنه : فلان يقرؤك السلام ، ويقرأ عليك السلام ، هو من الظهور والبيان ، ومنه قولهم : قرأت المرأة حيضة أو حيضتين ، أي : حاضتهما ، لأن الحيض ظهور ما كان كامناً ، كظهور الجنين ، ومنه : قروء الثريا ، وقروء الريح : وهو الوقت الذي يظهر المطر والريح ، فإنهما يظهران في وقت مخصوص ، وقد ذكر هذا الإشتقاق المصنفون في كتب الإشتقاق ، وذكره أبو عمرو وغيره ، ولا ريب أن هذا المعنى فى الحيض أظهر منه في الطهر .
---
مساعد الطيار
11-04-2003, 01:34 PM
المفردة القرآنية .. المراحل التي تمرُّ بها حال تفسيرها (4)
رابعَا : المصطلح الشرعي :
يراد بالمصطلح الشرعي ما جاء بيان معناه في لغة الشارع سواءً أكان ذلك في القرآن أم كان في السنة النبوية .
وكلام الشارع مبني على بيان الشرعيات لا على بيان اللغات ، لذا استخدم ما تعرفه العرب من كلامها وزاد عليه معاني أو خصَّص ألفاظًا على معنى معيَّن ، وهذا يُعرف من جهة الشرع ، وهو ما يسمى بالتعريف الشرعي ، فنقول مثلاً :
تعريف الصلاة لغة ، ونبين فيه أصل معنى اللفظ واستعمالات العرب لهذا اللفظ في لغتها .
تعريف الصلاة شرعًا ، ونبين استعمال الشارع للصلاة ، وهو أنه نقلها من المعنى اللغوي المعروف إلى معنى زائد أو مخصوص بأعمال وأفعال مخصوصة سمَّاه صلاةً .
والمعنى الشرعي لا ينفكُّ عن أصل اللفظ في لغة العرب ، وهو موجودٌ فيه غير أنه يزيد عليه بتحديدات شرعية لم تعرفها العرب من قبل .
ولقد برز عند العلماء بسبب هذا قاعدة تقديم المعنى الشرعي على المعنى اللغوي عند وجود احتمال التعارض بين المعنيين في سياق واحد ، وسبب ذلك أنَّ الشارع معنيٌّ ببيان الشرع لا بيان اللغات .(1/1546)
ومن أوضح أمثلة احتمال التعارض بين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي ما ورد في قوله تعالى : (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) (التوبة: من الآية84) ، إذ السياق يحتمل المعنيين ، فقد يكون المراد : لا تدع لهم ، وهو معنى الصلاة في أصل اللغة .
وقد يكون المراد لا تصلِّ عليهم صلاة الجنازة ، وهو المعنى الشرعي المخصوص ، وهو المقدَّم هنا .
لكن الصلاة على المؤمنين قد وردت في سياق آخر ، ولا يُراد بها الصلاة الشرعية ، بل الصلاة بمعناها اللغوي ، وهو الدعاء ، وذلك في قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (التوبة: من الآية103) .
فالصلاة المأمور بها هنا هي الدعاء ، بدلالة قول عبد الله بن أبي أوفى كما في صحيح البخاري ( ج: 4 ص: 1529) : قال : (( … ثم كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أتاه قوم بصدقة قال : اللهم صلِّ عليهم . فأتاه أبي بصدقته ، فقال : اللهم صَلِّ على آل أبي أوفى )) .
فدلَّ هذا الحديث أنَّ صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمن جاء بصدقته ليست صلاة مخصوصة ، بل هي مجرد الدعاء لهم ، ولو كانت صلاة مخصوصة كصلاة الجنائز أو غيرها لبيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم بفعله .
وفِعْلُه هنا ـ وهو نوع من التفسير النبوي ، وهو ما يسمَّى بتأوُّل القرآن ـ دلَّ على أنَّ المراد المعنى اللغوي .(1/1547)
وهذا الموضوع ـ وهو المصطلح الشرعي ـ من الموضوعات المهمة ، وقد تطرَّق إليه علماء العقائد وعلماء أصول الفقه ، لكن الملاحظ أنَّ كثيرًا منهم قد يحيد عن المعنى الشرعي في بعض الأبواب ، ويدَّعي بقاءها على المعنى اللغوي ؛ لشبهة وقعت له في ذلك الباب ، ومن أوضح الأمثلة في ذلك قصر المرجئة مسمَّى الإيمان في الشرع على التصديق دون دخول الأعمال في مسمَّاه ، وهذا مخالف للشرع الذي بين دخول الأعمال في مسمى الإيمان ، وكذا فهم السلف ذلك .
ولهذا لو قال قائلٌ : إنَّ المراد بالصلاة : الدعاء فقط ، بناءً على المعنى اللغوي ، كما جعل ذلك مسمى الإيمان على المعنى اللغوي عند الشارع ؛ لأنَكَر عليه ذلك ، واحتجَّ عليه بورود الشرع بمعنى الصلاة ، فإذا كان ذلك كذلك عنده ، فإنه يُحتجُّ عليه بورود مسمى الإيمان على العمل ، والنصِّ على دخولها فيه .
وهذا الموضوع يطول الحديث عنه ، وهو يؤخذ من كتب الاعتقاد ، ولعل الإشارة هنا كافية في الدلالة على المقصود .
هذا ، وقد كُتِبَ في المعنى الشرعي كتابات كثيرة ، وأشير هنا إلى دراسة معاصرة جيدة في هذا الباب ، وهي ( التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن ) تأليف الأستاذ عودة خليل أبو عودة .
ولعلك تلاحظ من خلال الحديث السابق أن مستوى تفسير اللفظ بالمصطلح الشرعي أخصُّ من المستويات السابقة ، فكلُّ لفظة لها مصطلح شرعي متميز لها أصل واستعمال في لغة العرب ، ولا يلزم من كل لفظٍ في لغة العرب أن يكون له مصطلح شرعي خاصٌّ .
ومن باب الفائدة ، فإنَّ بعض الباحثين يخلط بين المعنى الاصطلاحي في العلوم والمعنى الشرعي ، فيقول مثلاً : تعريف المعجزة شرعًا .
وهذا خطأ ؛ لأنَّ هذا اللفظ ليس من مصطلحات الشارع ولا استخدمها ، والصواب أن يقال : تعريف المعجزة اصطلاحًا ؛ أي : فيما اصطلح عليه العلماء الذين بحثوا المعجزة .(1/1548)
والمراد أنه لا يُنسب إلى اصطلاح الشرع إلا ما نصَّ عليه أو كان موجودًا فيه على معنى مستقلٍّ عن المعنى اللغوي .
أما اصطلاحات العلماء في العلوم ـ وإن كانت في بعض العلوم الشرعية التي لها مساس بالأصلين : الكتاب والسنة ـ فإنها لا يصلح أن يُطلق عليه مسمى المصطلح الشرعي ؛ لأنَّ ذلك من مصطلح العالم وليس من مصطلح الشارع .
---
عبدالرحمن الشهري
11-27-2003, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً أخي أبا عبدالملك على هذا الموضوع النفيس ، وأرجو مواصلة طرقه حتى يثبت في أذهان القراء والدارسين من أمثالي ، فهو من الأصول المحررة التي لا يستغني عنها طالب العلم ، ولي مع ما تفضلت به وقفات متممة :
الوقفة الأولى : ما ذكرتموه حول القسم الأول وهو (أن تأتي اللفظة على أصلها الاشتقاقي) قد كتب فيه الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل كتاباً بعنوان (أصول معاني ألفاظ القرآن الكريم) وهي رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية بالقاهرة – جامعة الأزهر ، وقد اطلعت عليها ولا أدري هل طبعت أم لا.
وعرضتم لذكر كتاب العلامة أحمد بن فارس الرازي (مقاييس اللغة) وأنه الكتاب الوحيد الذي لم يسبق ولم يلحق في بابه ، وهو يعتني بإرجاع المفردات إلى أصولها الاشتقاقية ، وهذ الكتاب مظلوم بين طلاب العلم ، فمع كثرة رجوع طلاب العلم إليه في بحوثهم ، إلا أنه لم يلق في كليات اللغة العربية العناية التي يستحق مثل هذا الكتاب النفيس ، وحقه أن يحفظ ويتدارس بين طلاب العلم ، وهو أولى عندي بالحفظ من القاموس مع جلالة القاموس ، وقد كنت درست التفسير عند ابن فارس رحمه الله ، وكان هذا الكتاب عمدتي في البحث فلعلي أعود إليه إن شاء الله.(1/1549)
الوقفة الثانية : كتبت دراسات كثيرة معاصرة في فقه اللغة العربية ، وفي التطور الدلالي للمفردات ، لا يستغني عنها المتخصص في الدراسات القرآنية. بل أصبح في اللغة علم قائم برأسه هو (علم المفردات) وهو العلم الذي يبحث في جزئيات الكلمة المفردة فيستقصي أصواتها ، ويتعرف على أصولها الأولى ، ويوضح ما غمض من تركيبها ويؤصل بنيتها ، ويبين صيغتها ، ويقابلها بمدلولها ، مشيراً إلى كنه التغيرات التي تطرأ على المدلول بتغير الصيغة ، زيادةً ، أو إبدالاً في صوت منها ، أو حذفاً لواحد أو أكثر من هذه الأصوات.
وهذا النوع من العناية بالمفردة اللغوية قديم ، وقد نقلت لنا كتب النقد الأدبي وغيرها نظرات النابغة الذبياني لأبيات حسان بن ثابت التي يقول فيها :
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى*** وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
وفيها - إن صحت - دليل على العناية بالمفردة اللغوية بذاتها ، وفي سياقها. وقد اهتم العلماء من بعدُ بتأليف المعاجم التحليلية في البنية ، وقد تقدمت الإشارة إلى مقاييس اللغة لابن فارس رحمه الله (395هـ) الذي يعد أعظم مؤلف في تحليل بنية الكلم ، فقد أشار إلى الأصل الثنائي ، وما يثلثه عاقداً مقارنة تعليلية للمعنى الزائد مع زيادة التثليث ، موضحاً ما يعود منه إلى أصل واحد ، أو أصلين أو أكثر . موضحاً الأصول التي نُحِتَ منها ما فوق الثلاثئي ، مع ذكر المعاني الخاصة بكل منها.
ومن قبل كان الأصمعي رحمه الله ، وأبو زيد الأنصاري وابن دريد رحمهم الله وغيرهم كان لهم فضل كبير في التصنيف في معجمات الدلالة والتركيب على السواء. فقد كتبوا في المفردات الدالة على خلق الإنسان ، والأجناس ، والأنواء ، والميسر والقداح ، والمطر ، والنبات ، والشجر ، والأصوات ، ومياه العرب وغيرها.
وكتب ابن دريد في أصول اشتقاق أسماء القبائل والأعلام ، والدلالات في صفة السحاب ، والغيث والرذاذ ، والأنواء والسلاح... الخ.(1/1550)
ولا يزال علم المفردات حديث الظهور في الدراسات اللغوية الغربية ، قلق التقسيم والتفريع ، لم يستقر حتى عهد قريب ، وقد كتب في ذلك جرجي زيدان كتابه (الفلسفة اللغوية).
ومن فضل الله علينا معشر المسلمين أن حفظ الله لنا بهذا الوحي (القرآن الكريم) ثروةً لغوية تحيط بكل ما تحتاج إليه اللغات من مقومات علمية وفنية ، أصوات اللغة بدرجاتها المختلفة وبقيمها التعبيرية الصحيحة وعوارض هذه الأصوات ، وتأثرها ببعضها ، وقوانين هذا التأثر ، بالتجويد الصوتي الذي حفظها بشكل علمي في تناقل القراءات وتعلمها عبر الأجيال والقرون. وقد فصل كثيراً من هذا الوجه الدكتور غانم الحمد في دراسته (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد).
وعلم الأساليب في النظم المعجز الذي لا يصل إلى شأو دقته بيان ، وعلم المفردات في الفروق بالمدلول الصحيح السليم المتسق مع سياق العبارات في المعنى البليغ والنظم المعجز.
وعلوم البلاغة بفروعها ، وغير ذلك من جوانب علوم اللغة العربية.
وبهذا يكون القرآن الكريم سنداً أمثل لحفظ كل ما تفتقر إليه لغة جليلة من مقومات ، فضلاً عما أتى به من شرائع ومبادئ وقيم هي أس بناء الأمم والحضارات.
ولعل سبق القراءات في حفظ الأصوات اللغوية المختبرات الصوتية اللغوية في العصر الحاضر بأربعة عشر قرناً يدل دليلاً قاطعاً على ما للغة العربية من فضل في التقدم والارتقاء. وإنك لتعجب أنه بعد اختبار أصوات اللغة العربية على أجهزة الصوتيات الحديثة ، وجد أن ما ذكره علماء اللغة والتجويد من وصف للمخارج والأصوات منطبق تماماً مع ما أسفرت عنه التجارب الحديثة ، ولك أن تراجع ما ذكره محقق كتاب الموضح في التجويد للقرطبي لتجد مصداق ذلك.(1/1551)
وسيبقى القرآن الكريم مرجعاً قويماً نفزع إليه حين ترمى لغتنا بالعقم من شانئيها ، لنشير بثقة بالغة ألى هذا المنتجع الكريم في الفكر والعقيدة ، وقد حفظ لنا كل قواعد اللغة إلى جانب قوانين علومها الأخرى ، بالإضافة إلى ما أتى به من تشريع معجز لا يناله الخطأ ولا يقاربه الخلل.
ولذلك فإن دراسة المفردة القرآنية يعني دراسة اللغة العربية التي هي وعاء الوحي ، والدراسات حولها قد كثرت وبسطت واختصرت. ومن المختصرات الجيدة في علم المفردات ما كتبته الدكتورة نشأة محمد رضا ظبيان بعنوان (علم المفردات في إرثنا اللغوي).
الوقفة الثالثة : سمعت أحدهم يسأل أحد الشيوخ الكبار عن مدى الحاجة إلى تفسير جديد للقرآن الكريم ، فأجابه الشيخ بأن الحاجة مستمرة لتفسير القرآن الكريم لكل جيل ، لما يستجد من المعاني في حياة الناس. وقلت في حينها : إذا كانت المفردات التي في القرآن الكريم لا تخرج عن البعد الحقيقي أو المجازي فقد تكفلت كتب المعاجم والتفسير ببيان هذه المعاني ، فما الداعي لمثل هذه التفاسير؟
ثم وجدت مقالة طويلة للدكتور العلامة عبدالصبور شاهين وفقه الله بعنوان :(نظرية جديدة في دلالة الكلمة القرآنية) . منشورة في كتاب (بحوث في اللغة والأدب) الذي أعدته الدكتورة سهام الفريح من جامعة الكويت عام 1408هـ.
فوجدت في هذا البحث جانباً شارحاً لما لم أفهمه من جواب الشيخ ذاك.
فقد وضح في مقالته أن ألفاظ القرآن الكريم تتجاوز هذين البعدين الذين ظننتهما ، فلو كان القرآن الكريم دار في دلالته بين هذين البعدين : الحقيقة والمجاز – لما كان هنالك مشكلة في فهمه ، ولاستطاعت مجموعة التفاسير التي أنجزت أن تفي ببيان معانيه ، دون أن يشعر كل جيل أنه بحاجة إلى تفسير جديد يوائم حاجاته إلى فهم القرآن في ضوء المتغيرات العصرية.(1/1552)
إن تفسير النصوص الأدبية كالشعر الجاهلي مثلاً يتم عبر الأجيال بطريقة واحدة ، عن طريق دراسة دلالات الألفاظ ، ومتابعة المعنى التركيبي ، الذي يتألف من معاني المفردات في سياقاتها ، وتعتبر المعاجم القديمة مصادر لمعرفة المعاني القديمة وليس من المنطق أن يفسر بيت قديم من الشعر بحمل ألفاظه على معانٍ محدثة ، والعكس صحيح.
أما شأن القرآن الكريم فعجيب ، إذ هو يخرج تماماً عن حدود هذه القاعدة ، بحيث تتسع ألفاظه للمعاني المحدثة في حالات كثيرة ، ولا سيما الألفاظ الأصول التي تتصل بمعاني الصفات الإلهية ، والغيب ، والعلم الإلهي ، والموجودات الكونية التي أثبت القرآن وجودها وغير ذلك.
ومن الأمثلة على هذه الألفاظ صفات الله كالرحمن والرحيم واللك والقدوس والسلام إلى آخر صفاته الحسنى سبحانه وتعالى ، ومنها كذلك ألفاظ الجن والسماء والعرش والكرسي واللوح والقلم ، والجنة والنار ، والحساب ، والكتاب ، والصراط ، والبعث ، والقيامة ...الخ.
فكل هذه الألفاظ العربية ذات مدلول لغوي محدد ، ولكن مدلولها القرآني غير محدد ، أي أننا نعرف مبتداها ، ولكنا لا نعرف منتهاها.
وقد ضرب لذلك أمثلة من المفردات أقتصر منها على مثال واحد
* لفظة التراب ، وردت في قوله تعالى :(هو الذي خلقكم من تراب).
والتراب إذا أضيف إليه الماء صار طيناً ، وقد عبر القرآن عن هذه الحالات الثلاث في قوله :(وهو الذي خلق من الماء بشراً) ،(وجعلنا من الماء كل شيء حي)،(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين).
والتراب هو مادة الأرض ، وقد اعتبر في نظر مؤلفي المعاجم معروفاً ، فلم يعرِّفوه. ولكن القرآن اهتم بالربط بينه وبين الإنسان ، منشأً ومصيراً ، فما حقيقة هذا المنشأ ؟(1/1553)
يقرر التحليل العلمي أن عناصر التراب تبلغ اثنين وعشرين عنصراً ، هي : الأكسجين ، والهيدروجين ، والكربون ، ومنها تتشكل المركبات العضوية من سكريات ودهنيات وبروتينات وفيتامينات وهرمونات. كذلك نجد من مكوناته الكلور والكبريت ... والكروم ، والبور.
هذه هي حقيقة التراب في ذاته ، ودلالته العلمية التي نذكرها عندما نريد تحديداً لماهيته ، ولكن التراب المذكور في القرآن على أ،ه مادة خلق الإنسان يزيد عن ذلك عنصراً إلهياً لا يدخل في اختصاص المعامل والمختبرات ، ولولا هذا العنصر الذي يعتبر أساس الإبداع ما تحول التراب إلى مادة حية.
وبين أيدينا تراب الأرض ، وفي أيدينا وسائل العلم المتقدمة ، ومع ذلك لا يمكن أن نصل إلى شيء من سر هذا التراب المتخلق ، وبعبارة أخرى : إن للتراب القرآني مدلولاً أوسع من مدولو التراب الأرضي ، وللغة سلوك متميز حين تخص العناصر المختلفة بأسماء تعين اختلافها ، أما لغة القرآن فقد أبقت على الكلمة كما هي ، مع ما طرأ على معناها من اتساع.
كذلك لفظة الماء فإن مدلول الماء العادي يختلف عن مدلول الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي ، وكلاهما ماء ، وكذلك الطين ، والصلصال ، والحمأ المسنون ، كانت قبل القرآن تعني شيئاً عادياً أو ضئيلاً ، فصارت بالقرآن تعني الشيء الكثير اللا متناهي.
فإذا قيست دلالة هذه المفردات كما كانت في لسان العرب قديماً ، بما صارت إليه في لغة القرآن الكريم أدركنا ما طرأ عليها في الاستعمال من رحابة واتساع ، وأدركنا أيضاً أن المدلول يزداد اتساعاً مع تقدم البحث العلمي.
ولعله يتسير أن توضع هذه المقالة النفيسة بكاملها في الملتقى إن شاء الله.
هذه بعض الخطرات أخي أبا عبدالملك التي سنحت تعليقاً على بحثكم النفيس حول المفردة القرآنية وفقكم الله ونفع بعلمكم.
---
الإداوة
12-02-2003, 08:03 AM
يرفع رفع الله محرره .. في الدارين
---
مساعد الطيار
03-28-2004, 02:39 PM(1/1554)
المفردة القرآنية (5) المصطلح القرآني
قد يكون اللفظ القرآني له وجه واحدٌ في الاستعمال العربي ، ولا يرد في الشرع زيادة على هذا المعنى ، كما هو الحال في المصطلح الشرعي ، بل ترى أن اللفظ باقٍ على استعماله العربي ، وهذا كثيرٌ جدًا في القرآن الكريم ، ومن أمثلة ذلك لفظ ( مَزَجَ ) ، فقد ورد في القرآن في مواضع ، وهي :
قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً) (الانسان:5) ، وقوله تعالى : (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً) (الانسان:17) ، وقوله تعالى : (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) (المطففين:27) .
ولفظة ( مزج ) لا تخرج عن معناها الذي يدلُّ على خلط الشيء بغيره ، وهذا لا يدخل في المصطلح القرآني ؛ لأنَّ المراد بالمصطلح القرآني أن يكون له تخيُّرٌ دلالي للفظة تتعدَّد فيها الدلالة اللغوية ، أو أن يكون للفظة مدلول واسع فيستخدمها القرآن في مدلول خاصٍّ بعينه دون ما سواه .
وإذا كان استعمال اللفظة القرآنية على وجه واحد ، ولها في اللغة معنى واسع أو أن لها أكثر من مدلول ، فإنه يمكن إطلاق ( المصطلح القرآني ) أو ( عادة القرآن ) ، أو ( طريقة القرآن ) على استعمال هذه اللفظة .
ومن هنا يمكن أن يقسم الموضوع إلى قسمين :
القسم الأول : أن يكون للفظة في اللغة مدلول واسع ، فيخصُّ القرآن من هذا المدلول استعمالاً خاصًّا لهذه اللفظة ، كلفظ ( وصف ) فهو لفظ يشمل كل موصوف ، وإنما يدرك كون المادة في الصدق أو الكذب من السياق ، فلا يُخصُّ إلا به .
ومن أمثلة ذلك مادة ( وصف ) ، فمدلول لفظة ( وصف ) تعمُّ مطلق الوصف للأشياء سواءً أكان الوصف كاذبًا ، أم كان الوصف صادقًا ، وإذا نظرت في موارد هذه اللفظة في القرآن ، فإنك تجدتها تجيء فيما يكون من باب الكذب ، وليس لمطلق الوصف أو لصادقه .(1/1555)
قال تعالى : (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف:18) .
وقال تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) (النحل:62)
وقال تعالى : ( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:139) .
وتنظر الآيات الآتية ( الأنعام : 100 / يوسف : 77 / النحل : 116 / الأنبياء : 18 ، 22 ، 112 / المؤمنون : 19 ، 96 / الصافات : 159 ، 180 / الزخرف : 82 ) .
قال شيخ الإسلام (( ... فان الصفة عندهم قائمة بالموصوف ليست مجرد قول الواصف إن قاله من يقول : إن الصفة هي الوصف ، وهى مجرد قول الواصف ، فالواصف إن لم يكن قوله مطابقا كان كاذبا ، ولهذا إنما يجيء الوصف في القرآن مستعملا في الكذب بأنه وصف يقوم بالواصف من غير أن يقوم بالموصوف شيء كقوله سبحانه : (سيجزيهم وصفهم ) ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ) ( ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ) ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) .
وقد جاء مستعملا في الصدق فيما أخرجاه في الصحيحين عن عائشة : أن رجلا كان يُكثِر قراءة ( قل هو الله أحد ) ، فقال النبي : سلوه لم يفعل ذلك ؟
فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحبُّها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أخبروه أن الله يحبه ... )) .مجموع الفتاوى ج: 6 ص: 118 ـ 319 .(1/1556)
ومن الأمثلة كذلك مادة ( فرى ) ، قال الراغب : (( الفريُ: قطع الجلد للخرز والإصلاح ، والإفراء للإفساد ، والافتراء فيهما ، وفي الإفساد أكثر ، وكذلك استعمل في القرآن في الكذب والشرك والظلم ، نحو : ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيما) (النساء : 48 ) ، ( انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ) (النساء : 50 ) ، ( افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا) (الأنعام : 140 )، ( وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ) (المائدة : 103 ) ، ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) (يونس : 38 ) ، ( وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِب) (يونس : 60 ) ، ( إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) (هود: 50 ) ، ( لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً) (مريم: 27 ) )) . مفردات ألفظ القرآن ( ص : 634 )
ينظر أيضًا في مفردات الراغب الأصفهاني لفظ ( زعم : 380 ، الذوق 332 ) .
الثاني : أن يكون للفظة أكثر من مدلول على سبيل الاشتراك اللفظي اللغوي ، لكن الوارد من هذا الاشتراك أحد المعاني .
ومن ذلك لفظة ( شَطْرَ ) ، فلها في اللغة ثلاثة أصول :
الأول : يدل على نصف الشيءِ .
الثاني : يدل على المواجهة ، أو الاتجاه للشيء .
الثالث : يدل على البعد
( ينظر : مقاييس اللغة ، مادة شطر ، وقد جعلها على أصلين ، حيث جعل الثاني والثالث أصلاً واحدًا ) .
والذي ورد في القرآن من هذه المعاني الثلاثة المعنى الثاني ، وهو الاتجاه ، وقد ورد في قوله تعالى : (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة:144) ) .(1/1557)
وقوله تعالى : ( وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:149) .
وقوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (البقرة:150)
ومن اللطائف في هذه المادة أنها لم ترد في القرآن إلا في التوجه إلى الكعبة ، كما ترى في هذه الآيات الكريمات .
أما أن يكون للفظة أكثر من مدلول في لغة العرب ، ويرد التفسير بها ، فهذا كثير جدًّا ، وقد يرد التفسير بها في موطن دون موطن ، كما هو الحال في الوجوه ، وقد يُختلف في تفسير اللفظ في ذاته ، فيَحملُه مفسر على معنى ، ويحمله آخر على معنى آخر ، مثل تفسير لفظ ( سجرت ، عسعس ، كورت ) وغيرها ، وهذا النوع خارج عن المراد بهذا الموضوع .
وهاهنا تنبيهات :
الأول : أنَّ ألفاظ المصطلح القرآني للفظة أقل بكثير من ( المصطلح الشرعي ) أو ( الوجوه والنظائر ) .
الثاني : أن السبيل إلى معرفة (المصطلح القرآني ) الاستقراء التامُّ للفظة في مواردها ، والتأكدُّ من أنها جاءت على وجه واحدٍ لا غير ، أما إذا كان لها أكثر من وجه ، فإنها تخرج من هذا ، وتكون من باب ( الوجوه والنظائر ) كلفظ البعل ـ مثلاً ـ فالبعل في القرآن الزوج إلا قوله تعالى : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ) (الصافات:125) ، فإنه أراد صنمًا .(1/1558)
والآيات التي ورد فيها البعل بمعنى الزوج هي : ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ) (النور: من الآية31) .
(وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً ) (النساء: من الآية128) .
( قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) (هود:72) .
وبهذا ينتهي الحديث الأول عن المفردة القرآنية ، وسيتبعه إن شاء الله حديث آخر عن علاقة اللفظ بالمعنى المفسِّر لها عند المفسرين ، أسأل الله أن يبارك في الوقت والعلم ، حتى يخرج هذا البحث ، والله الموفق .
وقبل أن أنهي الحديث : أشكر الإخوة الذين تابعوا هذا الموضوع ، وأخصُّ منهم من كان له تعليق عليه ، فلكم جميعًا من الله الجزاء الأوفى ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
---
عبدالرحمن الشهري
03-30-2004, 06:09 PM
جزاكم الله خيراً أبا عبدالملك على هذه الحلقات القيمة ، ولا غرابة ، فالشيء من معدنه لا يُستغرب !
وفقكم الله وزادكم هدى وبصيرة وعلماً بكتابه الكريم .
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2004, 07:47 PM
- صدر ضمن بحوث مجلة الحكمة - العدد رقم (29) بحث بعنوان :
مع الكلمة القرآنية
للدكتور توفيق أسعد حمارشة ، الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين بجامعة البلقاء التطبيقية بالأردن - عمان.
وقد تناول فيها المفردة القرآنية بالحديث من جوانب صلة الحروف والألفاظ بالمعاني ، ونحو ذلك من المباحث المتعلقة بالمفردة القرآنية. فأحببت الإشارة إلى ذلك للفائدة. وهذا البحث يقع في الصفحات 165 - 234
- للدكتور عامر مهدي العلواني (أبو عاشة) وفقه الله ، عناية ظاهرة بالمفردة القرآنية من جوانبها البلاغية ، من خلال المشاركات التي تكرم بها في ملتقى أهل التفسير وهي :(1/1559)
- الأسباب الدلالية لاختيار المفردة القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2351).
- العدول في التعبير القرآني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2352).
- الأسباب الصوتية لاختيار المفردة القرآنية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2361).
- دراسة اختلاف بنية المفردة القرآنية ( 1 ) : (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2386).
- اختلاف بنية المفردة القرأنية (2): (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2392).
فيا حبذا لو تكرم الدكتور عامر بإثراء موضوع المفردة القرآنية الذي كتبه الدكتور مساعد الطيار ، لتعم الفائدة . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
---
أبو العالية
12-07-2006, 01:52 PM
الحمد لله ، وبعد ..
للدكتور جمال جمَّله الله بما أحب
رسالته الدكتوراه في المفردة القرآنية .
أرجو نزوله و يتكرم بما فيه فائدة في الموضوع .
وليته يسارع في طبع رسالته .
---
(1/1560)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إنما يخشى الله من عباده العلماء
---
إنما يخشى الله من عباده العلماء
---
محب
03-01-2004, 05:29 AM
بسم الله .. والحمد لله ..
قال الآلوسى فى تفسيره :
" ورُوى عن عمر بن عبد العزيز ، وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما أنهما قرءا {إِنَّمَا يَخْشَى اللهُ } بالرفع ، {الْعُلَمَاءَ } بالنصب ..
"وطعن صاحب النشر في هذه القراءة ..
" وقال أبو حيان : لعلها لا تصح عنهما ، وقد رأينا كتباً في الشواذ ، ولم يذكروا هذه القراءة ، وإنما ذكرها الزمخشري ، وذكرها عن أبي حيوة أبو القاسم يوسف بن علي بن جنادة في كتابه الكامل ..
" وخرجت على أن الخشية مجاز عن التعظيم بعلاقة اللزوم ، فإن المعظم يكون مهيباً ، وقيل الخشية ترد بمعنى الاختيار كقوله : خشيت بني عمي فلم أر مثلهم " ا.هـ .
( 1 ) .. هل تأتى " الخشية " بمثل هذا المعنى فى لغة القرآن ؟
( 2 ) .. هل يجوز هذا المجاز فى الخشية بالنسبة إلى الله عز وجل ؟
( 3 ) .. لماذا لم يجزم أبو حيان بعدم صحة هذه القراءة ؟
( 4 ) .. لماذا يحاول الزمخشرى تخريج وجه لمثل هذه القراءة ؟
( 5 ) .. لماذا سكت الآلوسى فلم يبين موقفه من هذه القراءة ؟
( 6 ) .. لماذا يتناقل كثير من المفسرين هذه القراءة عن الزمخشرى ساكتين عن الجزم بعدم صحتها ؟
أفيدونا أثابكم الله .
---
محب
03-03-2004, 09:04 PM
لا تنسونا من فضل علمكم رعاكم الله وأحسن أجركم .
---
راجي رحمة ربه
03-04-2004, 02:34 PM
وبمناسبة سؤال الأخ محب كنت قد توقفت قبل مدة عند قوله تعالى:
فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا.
فكيف للخضر عليه السلام أن يستعمل ( نا) الدالة على الفاعلين كما فعل في قوله فأردنا أن يبدلهما.
فنسب الإرادة له ولله.
طبعا هذا مقابل قوله: فأراد ربك
وقوله فأردت أن أعيبها.(1/1561)
وكلام العلماء معروف ومشهور عن الإرادات الثلاثة، لكن لم أقف على معنى خشينا هنا.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-27-2004, 01:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر في مجلة الحكمة – العدد الخامس والعشرين – جمادى الثانية 1423هـ - بحث قيم نفيس ملئ بالدرر والفوائد بعنوان : تعظيم قدر العلم وشرفه وبيان أحكامه ووصفه في كتاب الله للباحث : بلال فيصل البحر .من صفحة 61 إلى صفحة 146 .
وقد تطرق الباحث لآية فاطر : ( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28) ، وعرج على القراءة الشاذة التي هي محل السؤال ؛ فقال ما نصه :
( وقد ذكر الزمخشري في كشافه ، وتبعه القرطبي في الجامع ، وأبو حيان في البحر قراءة شاذة نسبوها إلى عمر بن عبدالعزيز وأبي حنيفة النعمان رحمهما الله تعالى ، وهي : رفع لفظ الجلالة ونصب العلماء : " إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ " ، فيكون ظاهر الآية أن الله جل شأنه يخشى العلماء ، ولكن أبا حيان رحمه الله استبعد صحة نسبتها إليهما ، وطعن فيه فقال : " ولعل ذلك لا يصح عنهما وقد رأينا كتباً في الشواذ ولم يذكروا هذه القراءة " .اهـ )(1/1562)
ثم يقول الباحث : ( وقد بحثت في مصنفات أهل العلم - ممن يسندون الآثار والأخبار عن السلف ، وممن لا يسندون من الأقدمين فمن بعدهم - كثيراً عن هذه القراءة فلم أجد أحداً منهم ذكرها لا بإسناد ولا بغير إسناد ، سواء في ذلك الكتب التي صنفت في القراءات المتواترة والشاذة ، غير أني وجدت العلامة أبا البقاء العكبري – وهو متقدم على أبي حيان بنحو قرن أو يزيد – قد ذكر هذه القراءة في كتابيه : إعراب القراءات الشواذ ، وإملاء ما منّ به الرحمن ، ولم ينسبها لأحد ، على أنه ذكرها بلا إسناد ، ولم يذكر عمن نقلها ولا أدري من أنبأه بها ، ولم أجد غيره إلى الآن ذكر شيئاً من ذلك فيما بين يدي من المراجع التي لو سردتها لطال بنا المقام ؛ فالله أعلم بصحتها .
وقد وجه العلماء هذه القراءة الشاذة وتأولوها على افتراض صحة مخرجها وثبوت نسبتها إلى من نسبت إليه ، فقالوا : إن معنى خشية الله للعلماء تعظيمهم وتوقيرهم ، وإنما عبر بالخشية لبيان مبلغ تعظيمه لهم . ذكر ذلك الزمخشري وأبوحيان وغيرهما . وإذا صح هذا فهو يدل على شرف عالٍ للعلم ورتبة سامية للعلماء . )
ثم قال الباحث : ( وقد بحثت في كتب اللغة والغريب عن أصل معنى لفظ الخشية ، فما وجدت فيما تتبعت واطلعت عليه من المصادر أحداً ذكر عن العرب أنها تستعمل الخشية بمعنى التعظيم المجرد ، مما يدل على بعد وضعف هذه القراءة ؛ فإن القرآن إنما نزل بلغة العرب ، وليس في اصطلاح الشارع الخاص وعرفه استعمال لفظ الخشية بمعنى التعظيم المجرد ، ويقوي هذا أن القراءة لم ترو بإسناد ضعيف ولا صحيح ....) إلخ كلامه
وقد بين معاني الخشية في كتاب الله ، وبين معنى " خشينا" في قوله تعالى : ( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) (الكهف:80) من خلال سرده لأقوال المفسرين ، وأنها بمعنى الكراهة أو بمعنى العلم ، وقد ورد المعنى الأخير في كلام العرب .(1/1563)
ثم ختم الباحث الكلام عن هذه المسألة بقوله : ( والحاصل : فهذه أقوال أهل العلم باللسان العربي ومعاني القرآن ، وليس فيها كما ترى أن العرب تستعمل الخشية بمعنى التعظيم كما زعمه الزمخشري ومن تبعه ، وتمسكوا بهذه الآية في توجيه ما نسب إلى عمر بن عبدالعزيز وأبي حنيفة النعمان رحمهما الله تعالى في قراءة : " إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ " ؛ فهي قراءة شاذة لا تصح كما سبق ، وردها أولى من تكلف توجيهها بما لا يصح التوجيه به .)
---
محب
03-27-2004, 08:45 PM
جزاك الله عنا خير الجزاء أستاذنا الكريم ..
على أنى أنتهز الفرصة فأتعلم منكم أكثر ..
ما زالت بقية الأسئلة بلا إجابة ..
لماذا لم يجزم أبو حيان بعدم صحة هذه القراءة ؟
لماذا يحاول الزمخشرى تخريج وجه لمثل هذه القراءة ؟
لماذا سكت الآلوسى فلم يبين موقفه من هذه القراءة ؟
لماذا يتناقل كثير من المفسرين هذه القراءة عن الزمخشرى ساكتين عن الجزم بعدم صحتها ؟
وحتى أكون واضحاً ، فإن الإجابة عن هذه الأسئلة لن تنفع فى مسألتنا هذه فقط ، وإنما هى نافعة فى مجال التفسير عموماً ، فإنها ستحل كثيراً من الإشكالات التى تواجهنا عند قراءة كتب التفسير .
فإننا عندما نقرأ ما أتى به الباحث الذى نقلت عنه ، لا نجده قد ابتدع جديداً ، لقد راعى أولاً سند الرواية ، فلما وجده غير موجود أصلاً ، جزم بعدم صحتها ..
وهنا تتوارد الأسئلة : لماذا لم يجزم أبو حيان رحمه الله بمثل ما جزم باحثنا ؟ .. هل كان أبو حيان غير منتبه إلى انعدام السند ؟ .. وهل كان الزمخشرى مثله ، لدرجة أنه يتعب نفسه فى محاولة اختراع معنى للخشية ليس موجوداً فى العربية أصلاً ؟ .. ثم ما هو موقف الآلوسى وغيره من المفسرين الذين يتناقلون القراءة فى كتبهم دون تعليق ـ منهم ـ على السند ، ناهيك أن " يجزموا " برفضه ؟(1/1564)
ثم إن باحثنا قد راعى ثانياً معانى الخشية فى اللغة ، فلما لم يجد من ضمنها التعظيم الذى زعمه الزمخشرى ، جزم بفساد ذلك التوجيه ..
وهنا تتوارد أسئلة أخرى : أفغابت هذه الحقيقة عن مفسرينا القدامى ؟! .. أفغابت عن أبى حيان ، وتفسيره يقصد دائماً للتوسع فى الناحية اللغوية ؟! .. أفغابت عن الزمخشرى وقد اعتمد أهل السنة تفسيره " بلاغياً " رغم اعتزاله ؟! .. أفغابت هذه الحقيقة عن الآلوسى وغيره من مفسرينا القدامى ؟ .. أما كان بمقدور أى واحد منهم أن يكلف نفسه مشقة الرجوع إلى معاجم اللغة ، ليتيقن من صحة ما زعم الزمخشرى ، مع غرابة ما زعمه ؟
أخى الكريم ..
لعن الله الرجيم إن أدخل فى روعك أنى أنتقص من شأن مفسرينا العظام .. فأنا لا أتهمهم ، لكنى أتهم نفسى وفهمى .. أقول : لا بد أنى أقرأ كلامهم على غير مرادهم ، وأن لتفاسيرهم " منهجاً " فى القراءة لا أعرفه .. كما أننا نقرأ للتابعين تفسيرات مختلفة ، لكن بصرنا ابن تيمية أنها ليست مختلفة ، وإنما كان أحدهم ربما فسر بالمثال ، وأحدهم ربما نبه على أحد الأفراد .. وهكذا .. فمن لم يخبر طريقتهم لم يفهم مرادهم .
فالرجاء تعليمنا الوجه الصحيح لقراءة كتب التفسير المشهورة ، وظنى أن الإجابة على بقية الأسئلة فى مسألتنا هذه ، ستبين كثيراً من معالم الطريق .
وفقكم الله ورعاكم وسدد ألسنتكم .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-03-2004, 11:46 PM
تتمة : جاء في كتاب الاتقان للسيوطي :
( وقال مكي : مما روى في القرآن على ثلاثة أقسام : قسم يقرأ به ويكفر جاحده وهوما نقله الثقات ووافق العربية وخط المصحف .
وقسم صح نقله عن الآحاد وصح في العربية وخالف لفظه الخط فيقبل ولا يقرأ به لأمرين : مخالفته لما أجمع عليه وأنه لم يؤخذ بإجماع بل بخبر الآحاد ولا يثبت به قرآن ولا يكفر جاحده ولبئس ما صنع إذا جحده .
وقسم نقله ثقة ولا حجة له في العربية أونقله غير ثقة فلا يقبل وإن وافق الخط .(1/1565)
وقال ابن الجزري : مثال الأول كثير كمالك وملك ويخدعون ويخادعون ومثال الثاني : قراءة ابن مسعود وغيره والذكر والأنثى وقراءة ابن عباس وكان أمامهم ملك بأخذ كل سفينة صالحة ونحوذلك .
قال : واختلف العلماء في القراءة بذلك والأكثر على المنع لأنها لم تتواتر وإن ثبتت بالنقل فهي منسوخة بالعرضة الأخيرة أوبإجماع الصحابة على المصحف العثماني .
ومثال ما نقله غير ثقة كثير مما في كتب الشواذ مما غالب إسناده ضعيف وكالقراءة المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة التي جمعها أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ونقلها عنه أبو القاسم الهذلي ومنها : إنما يخشى الله من عباده العلماء برفع الله ونصب العلماء .
وقد كتب الدارقطني وجماعة بأن هذا الكتاب موضوع لا أصل له . )
تذييل : تعليقاً على ما ذكره الأخ الكريم محب حول تلمس العذر لأئمتنا المتقدمين أقول :
هذا هو الأصل ، ولكن لا يلزم كل إمام أن يكون له رأي في كل مسألة ، فكون الزمخشري وأبي حيان لم يتعقبا هذه القراءة بنقد أو رد صريح لا يعني أنهما يصححان هذه القراءة .
ورأيي أن محاولة تلمس العذر للمتقدمين تختلف من مسألة إلى أخرى ، فما ظهر ضعفه من المسائل ، وكان ظاهر الشذوذ والمخالفة فينبغي عدم الوقوف عنده كثيراً .
وما كان له وجه قوي ، أو حجة ظاهرة فهنا نقف ولا نستعجل في رده وإن خالف ما هو أقوى منه في نظر البعض .
والمسألة تحتاج إلى تأمل أكثر ، وقد كتبت هذا التذييل على عجل .
---
نت نجد
05-04-2004, 01:30 PM
اخي العزيز اني شاكره لك معروفك وارجو ان يستفيد كل من يقراء هذا
ولكني سأطمع في الاكثر حيث اريد معنى واعراب الايه الكريمه
( وإذا ابتلى إبراهيم ربه)
وجزاك الله خيرا
---
مساعد الطيار
05-04-2004, 05:25 PM(1/1566)
1 ـ ما ذكره أبو مجاهد عن السيوطي من أن القراءة مروية في كتاب الهذلي ( الكامل في القراءات الخمسين ) موجود في نسخة دار الكتب المصرية لوحة 231ب ) ، قال الهذلي : (( .. (يخشى الله من عباده العلماء ) نصب أبو حنيفة زالباقون بخلافه ، وهو الإحسان ؛ لأن الخشية من العبد تصحُّ ) .
وقوله : ( نصب ) يريد العلماء ، ولا يكون إلا برفع المكتوبة .
وتوجيه القراءة فيه قلق ، ولعل في التوجيه سقط .
2 ـ ما ذكره أبو مجاهد عن الباحث بلال البحر في مجلة الحكمة من ذكر القراءة في كتب أبي البقاء ، لإني أنبه إلى أن أبا البقاء قد اشترط في كتابه الشواذ ألا يذكر من عُزِيت إلأيه ، قال : (( واقتصرت على حكاية ألفاظها دون من عُزِيت إليه )) إعراب القراءات الشواذ ( 1 : 85 ) ، ولذا لم يذكر نسبت هذه القراءة في موضعها ( 2 : 349 ) .
2 ـ أنه ليس من شرط المفسرين أن يتعرضوا بالتضعيف والنقد كل ما يروونه سواءٌ أكان من الأخبار أو من القراءات أو من غير ذلك ، وهذا منهج سار عليه كثير منهم ، وهو بحاجة إلى بحث تحليلي نقدي .
ومن هنا فإنه لا يلزم لأن يكون هذا الأسلوب خطأ ، كما لا يلزم أن يقبل كل ما ذكروه مما ظهرت عليه علامات الضعف والشذوذ .
---
(1/1567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم الغنّة في النون المخفاة من حيث التفخيم والترقيق
---
حكم الغنّة في النون المخفاة من حيث التفخيم والترقيق
---
محمد يحيى شريف
05-16-2005, 06:23 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وبعد
موضوع تفخيم الغنّة وترقيقها في النون المخفاة موضوع لا بدّ من التحقيق والبحث فيه لأنّه موضوع ظاهره السهوله ولكنّ الحقيقة تبيّن عكس ذلك بما يلي :
أوّلاً : أنّ تفخيم الغنّة وترقيقها لم تذكر في الكتب المعتمدة لا سيما القديمة كالنشر وشروح الشاطبية وغيث النفع والتمهيد لابن الجزري والرعاية لمكي القيسي والموضح للقرطبي وشروح الجزرية وغيرها ، ولا أظنّ أنه يفوتهم أمر كهذا خاصّة أنهم كانوا في أشدّ الدّقة في مسائل المخارج والصفات كما هو معلوم.
ثانياً : أنّ الغنّة هي في ذاتها صفة لازمة فكيف توصف بصفة أخرى عارضة كالتفخيم والترقيق ومن المعلوم أنّ الحروف هي التي توصف كما قال بن الجزري " وهو إعطاء الحروف حقّها من صفة لها ومستحقها " ولا شكّ أن الضمير في كلمتي حقّها ومستحقّها يعود على الحروف لا على الصفات وهذا نص صريح أنّ الصفات لاتوصف لأنّها هي بذاتها صفة الحرف وإنّما الحروف هي التي توصف.
ثالثاً : أن النون المخفاة ولو صارت مخفاة فلا يجوز تفخيم صوتها بأي حال كما قال بن الجزري " ورققن مستفلاً من أحرف " إلاّ الراء واللام والألف التي لا توصف بتفخيم ولا بترقيق بل هي تابعة لما قبلها. ولو كانت النون المخفاة تُفخّم لسبقنا إلى هذا القول جهابذة أهل هذا الفنّ الذين ما تركوا صغيرة ولا كبيرة في هذا العلم إلاّ أحصوها.(1/1568)
رابعاً : التفخيم معناه النطق بالحرف مفخّماً بحيث يمتلأ الفم بصدى الحرف وعلى هذا التعريف إذا فخّمنا الغنّة تفخيماً كما نفخّم حروف الاستعلاء فصوتها يخرج مفخّم مبالَغاً إذ يستوي مع تفخيم حروف الاستعلاء وهذا يحتاج إلى دليل ولا يكون بمجرّد رأي.
خامساً : إن كان دليل من قال بتفخيم الغنّة وترقيقها هو التلقّي فنقول كم من مسألة اجتهادية صارت فيما بعد من المُتلقّى بالسند كمسألة الفرجة في الميم المخفاة والإقلاب وغيرها فالعبرة بالنص والدليل لأنّ النصّ لا يتغيّر مهما طال الأمد بخلاف التلقّي الذي قد يعتريه شيءمن التغيير مع مرّ الزمان وما نسمعه اليوم من المخالفات للنصوص والكتب القديمة دلالة على ذلك، فالتلقّى الصحيح المعتبر لا بدّ أن يكون موافقاً للنصوص المعتبرة في هذا الفنّ. والحمد لله أنّه تعالى يسخّر في كلّ زمان علماء يحققون في المسائل ويرجعون إلى المصادر والينابيع الأصلية ليبيّنوا للناس الحق.
ولا بدّ من التوضيح أنّ النون المخفاة المفخّمة هل تفخيمها يكون كتفخيم حروف الاستعلاء فإذا أجيب بنعم فلا بدّ حيئذ من نص صريح في ذلك ، وإذا قيل أنّه دون حروف الاستعلاء فلا يصحّ حينئذ أن نسمّي ذلك تفخيماً ولنجد اسماً آخراً بحيث لا يخالف النصوص وأقوال القدامى. وما تلقيناه عن مشايخنا في المدينة النبوية وفي دمشق أنّ الغنّة تفخّم تفخيماً بسيطاً يتلائم مع التلقّي الصحيح بخلاف من يبالغ في ذلك حتى نخرج عن ما كان عليه أسلافنا شيئاً بعد شيء بمجردّ اجتهادات.
فلاّ بدّ من تصحيح المتلقى عن المشايخ بالنص المعتمد ولا أن نجتهد في المسائل ثمّ نلزم الطلبة أن يقرؤا بما اجتهدنا ويصير ذلك فيما بعد من المتلقّى بالسند كمسئلة الفرجة والقول بأنّ الحرف المفخّم الساكن بعد الكسر في مرتبة المكسور إلى غير ذلك من الاجتهادات التي صارت فيما بعد من المتلقى بالسند والله المستعان.
وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(1/1569)
محمد يحي شريف الجزائري
---
عمار
05-16-2005, 07:45 PM
الأخ الفاضل / محمد يحيى شريف...تحية طيبة وبعد :
مسألة تفخيم الغنة وترقيقها لم يتعرض لها العلماء المتقدمين - كما ذكرتَ - ولذا
يكون الفاصل في هذا الأمر هو التلقي والتواتر. وأنا أتفق معك -أخي الكريم- في أن اتباع المتقدمين هو الأساس... لكن كيف لنا أن نعرف كيف نطق الغنة "ابن الجزري" مثلا طالما
أنه لم يذكرها في كتبه؟!!
لا سبيل إلى معرفة الكيفية إلا بالأخذ من المشايخ المحققين من أهل التواتر. ولا أعلم أن
أحدا من العلماء المتأخرين قد عارض قاعدة "تفخيم الغنة وترقيقها"...وكلنا يعلم أن هؤلاء
قد أخذوا عن الأوائل بالسند المتصل. وأذكر منهم على سبيل المثال : "السمندوي -
والضباع - وعثمان مراد وغيرهم"....وقد نظم فضيلة الشيخ عثمان مراد -رحمه الله -
هذه القاعدة في سلسبيله الشافي :
وفَخِّمِ الغُنَّةَ إن تلاها ***** حُرُوفُ الاسْتِعْلاءِ لا سِوَاهَا
فالأمر فيه سَعَة....وأظنك -أخي الفاضل- لا ترفض هذه القاعدة بل تدعو إلى مزيد
بحث وتقصي ومناقشة ما يمكن أن يكون مشكلا مثل..."إذا كانت الغنة توصف بترقيق وتفخيم فهل هي حرف أم صفة؟!!"
وأنا بدوري أدعو مشايخنا العلماء في هذا الملتقى المبارك ليتحفونا بما عندهم.
وجزاكم الله خيرا.
---
محمد يحيى شريف
05-17-2005, 11:14 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد(1/1570)
بارك الله فيكم على هذه الكلمات المفيدة. والهدف من تعليقي لهذه المسألة ليس مجرّد ردّ وإنكار بل الهدف هو الاستفادة من الردود التي تعرض لنا حتى يزيل الإشكال. وأحيكم علماً أنّ هناك من العلماء من ينكر القول بتفخيم الغنّة كمشايخ الهند وباكستان والأفغان كالشيخ عبيد الله الأفغاني مدرّس في المسجد النبوي والشيخ محمد طاهر الرحيمي الباكستاني وكان مدرّساً في المسجد النبوي وغيرهما. وأعتقد والله أعلم أنّ الخلاف في مسألة تفخيم الغنّة خلاف لفظي أي هل يطلق على الغنّة صفة الترقيق والتفخيم والذي ننكرُهُ اليوم هو المبالغة في تفخيمها كما تفخّم حروف الاستعلاء وسبب هذه المبالغة راجع إلى ما أصّله العلماء المتأخرون في إطلاق التفخيم على الغنّة فلذلك لا بدّ أن تُؤخذَ هذه المسألة بحذر وأن تُضبط جيّداً حتى لا يكون ذلك سبباً للخروف على ما كان عليه الأوائل والعلم عند الله.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
---
عمار
05-17-2005, 07:31 PM
الأستاذ الفاضل : محمد يحيى شريف :
بارك الله فيك وجزاك خيرا....وشكرا لك على الإفادة.
من خلال الاستقراء والتتبع تجد أن القارئ عندما يهيء نفسه للنطق بحرف التفخيم أو
الترقيق تتأثر الغنة بهذا تلقائيا - والله أعلم-، ولذا يكون من الصعب جدا رفض قاعدة "تفخيم الغنة وترقيقها"....لكن ربما يكون الخلاف خلافا لفظيا فقط كما أشرت أنت إليه مشكورا.
وللأسف "المبالغة" مرضٌ منتشرٌ بكثرة بين المعلمين والمتعلمين.....خاصة في باب "التفخيم والترقيق"....نسأل الله تعالى أن يخلصنا منه.
أخي الكريم...ما رأيك بالرأي الذي يقول بأن تفخيم الغنة خاضع لمراتب التفخيم الخمس (مفتوح بعده ألف - مفتوح - مضموم - ساكن - مكسور)؟
يعني مثلا الغنة في قوله تعالى: "وإن قيل" (النور :2) لا تفخم كما تفخم في قوله تعالى :"من صلصال" (الرحمن :14)
وتقبل تحياتي.....
---
محمد يحيى شريف
05-18-2005, 11:15 AM(1/1571)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد
بارك الله فيكم أخي عمار على هذا الكلام المفيد، وفيما يخصّ خضوع تفخيم الغنّة للمراتب الخمسة على مذهب من يرى أنّ الغنّة تابعة لما بعدها تفخيماً وترقيقاً فيمكن أن نقول بأنّها خاضعة للمراتب لأنها تفخّم والتفخيم لا يخرج عن هذه المراتب والله أعلم. أمّا من يرى أنّ الخلاف لفظي فلا شكّ أنّ الغنّة لا تخضع والعلم عند الله. وأرجوا أن يكون هناك تداخلات في هذه المسألة من طرف العلماء وطلبة العلم لتعمّ الفائدة.
وبالمناسبة أريد أن أثير نقاشاً آخر وهو لماذا يكون الحرف المفخّم الذي بعده ألف أقوى من الحرف المفخّم الذي ليس بعده ألف ، وهل هذا يدل أنّ المدّ يزيد قوّةً في الحرف ؟ فإن أُجيب بنعم هل يعني هذا أنّه كلّما زيد في المدّ زاد الحرف قوّةً فتكون حينئذ القاف في { قآئم } أقوى من { قال } وهو أقوى من { القمر }. وقد ورد في رواية ورش ما يدلّ على عكس ذلك في نحو { فصالا } و{ طال } و{ أفطال } و{ يصّالحا } حيث جاز الترقيق لأجل الفاصل وهو الألف. فلو كان الألف يزيد الحرف قوّةً لما جاز الترقيق في هذه الكلمات والعلم عند الله.
وأنا في اتظار المريد من التوضيح في هذه المسألة.
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم محمد يحي شريف
---
أبو عمار المليباري
06-25-2005, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم .
أشكر أخويَّ محمد وعمار على مشاركتهما . وما أريد أن أقول هو ما يتعلق بقضيتين :
الأولى : بخصوص القول : بأن الخلاف لفظي في مسألة تفخيم وترقيق الغنة المخفاة . فأقول : إن الخلاف حقيقي ، وسمعت الشيخ العلامة الدكتور/ عبدالقيوم السندي – الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى بقسم القراءات يقول : بأن مشائخ الهند وباكستان لا ينكرون على من ترك التفخيم في الغنة المخفاة عند ملاقاة حروف الاستعلاء ، بينما نجد أن مشائخ مصر والشام يعتبرون ذلك خطأ وعيباً في الأداء .(1/1572)
الثانية : استشكال الأخ محمد : لماذا يكون الحرف المفخّم الذي بعده ألف أقوى من الحرف المفخّم الذي ليس بعده ألف ، وهل هذا يدل أنّ المدّ يزيد قوّةً في الحرف ؟ فأقول : إن الألف لا يوصف بقوة ولا ضعف ولا يزيد قوة ولا ضعفاً إلا أنه يُعين على بقاء صفة الحرف الذي قبله ترقيقاً وتفخيماً – ويمكن أن نعتبر من هذه الحيثية أن الألف حرف يزيد في قوة الحرف الذي قبله أو ضعفه - فإذا كان ما قبله مفخماً فإن الألف يساعد على بقاء الصوت المفخم بقدر ما يمد من الحركات . وبذلك يكون الحرف المفخم الذي بعده ألف أقوى من الحرف الذي ليس بعده ألف . لأن الذي ليس بعده ألف ينقطع صوته المخفم بمجرد ما يتخلص من النطق به .
أما استشكالك الثاني عن رواية ورش في مثل (فصالاً) ، كيف يكون له وجهان مع أنه كان من المفترض حسب ما تقرر لدينا أن الألف يزيد في قوة الحرف الذي قبله وبالتالي لا يكون له إلا وجه واحد وهو التفخيم . فنقول : صحيح إن الألف حافظ على بقاء الصوت المفخم ولكن ينقطع بمجرد ما ننتهي من النطق به كأن الألف أخذ تفخيم الصاد ورمى به إلى الأعلى حتى تلاشى الصوت شيئاً فشيئاً وما استطاعت اللام أن تلحق به . ولعلك فهمت الصورة التي أقصد . بخلاف مثل (صلاة) فإن اللام اتصلت بالصاد وباشرته حتى اكتسبت منه التفخيم على قاعدة المجاورة .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
(1/1573)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > من يعرف شيئا عن كتاب الإشارة فى القراءات العشر لأبي نصر العراقي
---
من يعرف شيئا عن كتاب الإشارة فى القراءات العشر لأبي نصر العراقي
---
أمين الشنقيطي
05-18-2004, 10:12 PM
السلام عليكم إخوتى أهل الملتقى جميعا:
لقد أعلنت من قبل فى هذا الملتقى عن كتاب الإشارة فى القراءات العشر لأبي نصر العراقي ت 469هـ ولم أجد جوابا ،
ولذا أقدمت بعد هذه الفترة الطويلة على عمل خطة لتحقيقه ،وبلغني قريبا وجود طلبة من جامعة أم القرى ، يقومون بتحقيقه،فهل من معلومة عن ذلك ،وهل استكمل الكتاب ،أم بقي منه مايمكن لباحث أن يستكمله،
أرجوا سرعة التوضيح لمن عنده معلومة حول هذا الأمر،وشكر الله سعيه.
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2004, 02:04 AM
وفقكم الله أخي الكريم الدكتور أمين على هذه الخطوة . ولعل الشيخ الفاضل عبدالله الميموني يفيدكم حول ما أشرتم إليه من أن هناك من يقوم على تحقيقه في جامعة أم القرى .
---
(1/1574)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال : هل يقال بأن القرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بالأمور البديهية ؟
---
إشكال : هل يقال بأن القرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بالأمور البديهية ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
08-19-2004, 02:56 PM
"فالقرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بهذه الأمور البديهية"
هذه العبارة ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله في سياق هذا الكلام :
( وقول من قال : إن قوله : { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } [ البقرة : 179 ] ، معناه : أن القاتل إذا عرف أنه يقتل كف فكان فى ذلك حياة له وللمقتول، يقال له : هذا معنى صحيح، ولكن هذا مما يعرفه جميع الناس، وهو مغروز فى جِبِلَّتِهم، وليس فى الآدميين من يبيح قتل أحد من غير أن يقتل قاتله، بل كلهم مع التساوى يجوزون قتل القاتل ولا يتصور أن الناس . . . [ بياض بالأصل ] إذا كان كل من قَدَر على غيره قتله وهو لا يقتل يرضى بمال، وإذا كان هذا المعنى من أوائل ما يعرفه الآدميون ويعلمون أنهم لا يعيشون بدونه صار هذا مثل حاجتهم إلى الطعام والشراب والسكنى، فالقرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بهذه الأمور البديهية، بل هذا مما يدخل فى معناه ...) هنا (http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=282)
فما تعليقكم معاشر الإخوة الكرام ؟؟
---
مؤمل
08-21-2004, 07:46 PM
أخي الشيخ أبا مجاهد السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك على الموضوع الشيق والمفيد .
وهذا كلام وقع بين بعض الشيوخ وطلبة العلم :(1/1575)
قال أحدهم : ((ومعلوم أن القرآن كتاب هداية بالدرجة الأولى ، وما جاء فيه عرضا من علوم أخرى فهي بالقصد الثاني لا الأول .. ومن ذلك ما يمكن أن يكون إشارات إلى مسائل وجودية أو تاريخية معينة ، فغرض القرآن هو أخذ العبرة وهي الهداية والدلالة على الخير الذي يحبه الله من أعمال المكلفين وما استدعاه ذلك من الإشارة إلى مسائل جانبية وجودية فهو إنما يذكره لضرورة التوطئة وسياق القصة ونحو ذلك ، لكن ليس من مقاصد القرآن أن يذكر تفاصيل أين المكان الفلاني والشيء الفلاني ونحو ذلك .. ومن هنا فإن القول مثلا بأن القرآن احتوى على الدلالة القطعية على مكان سفينة نوح أو أنه لا بد أن يحتوي عليها ليس بسديد، والله أعلم)) اهـ
ورد الآخر : ((وأما قول أخينا: "ليس من مقاصد القرآن أن يذكر تفاصيل أين المكان الفلاني وأين الشيء الفلاني..."... فأنا أعجب لهذه (الجرأة) على الله.... فما أدرى أخانا بمقاصد الله؟؟ وقد برئ منها من هو خير منه وأعظم, ذلك عيسى بن مريم حين قال" تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك".... فليس لأحد أن يقول هذا أبدا, إلا أن يكون نبيا مكلّم!!.... ثم أين أنت من آخر آية يوسف {وتفصيل كل شيء} فهذا إطلاق من الله... فادخل أنت فيه وخصصه إن استطعت!!... فالاصل يا أخي أن تقول: أنا أرى, وأنا أظن.... ولا تقطع بمقاصد الله, فلست في نفسه, ما دام النص يحتمل هذه وتلك!!)) اهـ
نرجو منكم ومن العلماء التعليق والتوجيه ، وجزى الله الجميع خيرا .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-25-2005, 10:59 PM
يرفع لطلب المزيد من التعليقات على هذه المسألة ...
---
أخوكم
03-26-2005, 07:37 AM
ليس المقصود من معرفة مراد الله الدخول في نفسه سبحانه ونحو تلك المعاني التي تبادرت إلى ذهن الأخ الآخر
لأن معرفة مراد الله ممكنة وذلك من خلال معرفة الحكمة من أحكام الله ، فالله حكم على كذا لأجل كذا من المقاصد ...
وباستقراء تلك الحِكم يعرف مراد الله(1/1576)
أما إيراد الأخ لقول عيسى عليه السلام ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) فإيراد في غير مكانه
لأن هذا يتعلق بعلم الغيب فعيسى لا يعلم هل كفر القوم بعده أم لا ، ولكن الله يعلم ذلك
وعيسى إنما قال ذلك لأن الله سأله أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله فأجاب عيسى أنت الأعلم بل أنت أعلم بما نفسي ولا أعلم ما في نفسك
فبالجملة تلك المقولة قيلت لمناسبة لا علاقة لها بموضوع معرفة مراد الله
فمراد الله عندما يبينه للناس كيف نقول لم نعرف مراده سبحانه ؟!
وأما عندما لا يبين الله مراده فعندئذ نقول لا نعرف مراد الله
فليست هذه المسألة من تلك .
أما استدلاله بعموم قوله سبحانه (تفصيل كل شيء ) فليس في مكانه أيضا فهذا التفصيل إنما جاء خاتمة لقصة يوسف عليه السلام ، تلك القصة التي وردت لحكم بينها الله في سياق السورة ولم يرد في السورة معادلات رياضية وكيميائية وفيزيائية !
فالتفصيل المذكور في الآية (تفصيل كل شيء ) إنما هو من العام المخصوص فالله فصل لنا كل شيء أي مما نحتاجه ومما لا تنتهي صلاحيته بفناء الدنيا
ولذا ذكر غير واحد من أهل العلم أن الاستدلال بالعمومات هو مدخل يلزم الحذر منه فقد استخدمه أهل البدع فتاهوا كثيرا كالقائلين بعموم قوله سبحانه ( الله خالق كل شيء ) فسحبوا هذا التعميم حتى أوصلوه للقرآن فقالوا القرآن مخلوق بينما مثل هذا من العام المخصوص كقوله ( تدمر "كل" شيء )
فليس كل شيء على عمومه وإنما هذا عام مخصوص بدليل ( فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم )
والامثلة على هذا كثيرة لا تحصى ..
---
الخطيب
03-26-2005, 06:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخانا الكريم الدكتور أبا مجاهد العبيدي(1/1577)
أنا في تصوري أخي الكريم أن القرآن الكريم قد اهتم بتقرير البدهيات في بعض آياته التي تخاطب فكريا منحرفي الفطرة الذين غيبوا عقولهم ورضوا بأن يكون هواهم فوق كل شيء اقرأ مثلا هذه الآية التي ترد على المشتبهين بما هو مقرر بداهة (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ) إذ كيف يستساغ في عقل من له عقل أن يتعلم العربي أبلغ كلام في لغته من أعجمي لا يحسن مبادئ العربية ؟
وفي مجال الأحكام نستطيع أن نجد كثيرا من الآيات التي تقرر للفطرة السوية أحكام الله التي هي فطرته التي فطر الناس عليها وهي كثيرا ما تبدو بدهيات لا يملك العقل أمامها سوى التسليم ومع ذلك فلم يكن ثمت بد من ذكرها لأن طريق المعرفة بالنسبة لنا هو الشرع ، لا مسلمات العقل وبدهياته ، ويحمل على هذا آيات منها قوله تعالى: { وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً } لاحظ قوله تعالى: { وَمَقْتاً } إنه تصريح بالبغض البدهي لهذا العمل غير المستساغ ولأجل هذا كان يسمى هذا النوع من النكاح نكاح المقت حتى قبل تحريم القرآن له { وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِل } فهل يستسيغ عقل إباحة أكل أموال الناس بالباطل وقوله تعالى: { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ } وهو خبر في معنى الطلب وقوله تعالى:{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْت } فهل يستساغ مع الفطرة السليمة نكاح الأم أو البنت أو …….
وقوله تعالى: { وكُلُواْ وَاشْرَبُوا } ومَنْ مِن الناس يستطيع التخلي عن الطعام والشراب ؟(1/1578)
وكيف ننسى تحريم الخمر وأن الصحابة رضي الله عنهم هم من لم يستسيغوها حتى راح عمر يطلب أن يبين الله فيها بيانا شافيا حتى انتهى الأمر إلى تحريمها في منهجية تربوية عالية نعلم جميعا مراحلها حتى قبل الإسلام كان عقلاء القوم لا يشربونها وفيها قال قائلهم:
رأيت الخمر صالحة وفيها خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحا ولا أشفى بها أبدا سقيما
ولا أعطي بها ثمنا حياتي ولا أدعو لها أبدا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها وتجنيهم بها الأمر العظيما
ورغم هذا فقد اهتم بالتذكير بذلك والأمر به لأن الناس جميعا ليسوا على مستوى واحد من التفكير كما أن فيهم من يغلب هواه على عقله وفطرته
ولأن الشرع وحده هو مناط التكليف
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2005, 07:08 PM
الدكتور : أحمد سعد الخطيب شكرا جزيلاً لك
منذ أن قرأت هذه المقولة وجدت في نفسي شيئاً منها ، وبدا لي أن فيها نظراً
ولعل الإمام ابن تيمية يقصد تقرير شيء معين ، وإلا فإن القرآن الكريم يذكر الأمور البدهية ليقرر بها أموراً أخرى وقع فيها نزاع ، أو أنكرها طوائف من الناس .
والله أعلم
---
جمال حسني الشرباتي
03-26-2005, 08:10 PM
السلام عليكم
لقد قلبت النص في مصدره فوجدت أن المرحوم إبن تيمية قد شرح موضوع الآية شرحا وافيا شافيا---وفي قوله(( فالقرآن أجل من أن يكون مقصوده التعريف بهذه الأمور البديهية، )) يفهم منه تنزيه النص من أن يقصرمعناه على الأمور البديهية فيه--ففي النص أمور أخرى غير تلك البديهية---وقد يكون للفظة "التعريف" معنى لديه يجعلنا نربأ بأنفسنا عن نقد عبارته
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2005, 09:10 PM
جزاك الله خيراً أخي جمال
والإمام ابن تيمية جدير بأن نحمل كلامه على أحسن الوجوه ، ولا شك أن له مقصداً يريد تقريره ....
---
أبومجاهدالعبيدي
06-13-2006, 06:20 PM
قد يقال : بأن الأمور البدهية التي لا نزاع فيها تذكر للتوصل بها إلى تقرير أمر مختلف فيه.(1/1579)
كتقرير ربوبية الله تعالى ، وأنه الخالق المدبر ؛ يقصد بذلك إثبات استحقاق الرب الخالق الدبر للعبودية والألوهية التي ينازع فيه المشركون.
والله أعلم
ولعل الأستاذ الدكتور فهد الرومي يدلي برأيه في هذه المسألة ؛ فله اهتمام بهذا الموضوع فيما أذكر.
---
فهد الرومي
06-14-2006, 01:55 AM
لعل ما ذكره الدكتور جمال هو المراد من عبارة ابن تيمية رحمه الله ؛ إذ لايصح أن نقصر المعنى في (فخرَّ عليهمُ السقفُ مِن فوقهم) أو ( ولا طائرٍ يطيرُ بجناحيه ) على المعنى البديهي ، أن السقف فوقهم ، وأن الطائريطير بجناحيه ، والقرآن أبلغُ من أن تقصر مثل هذه النصوص على المعنى الذي لايختلف فيه اثنان ، وإنما يَتحرَّى فيها المفسرُ المعنى المناسبَ لبلاغة القرآن وإعجازه .
وقد فصَّلتُ هذا كما أشارأخي أبو مجاهد في بحثين مختصرين منشورين هما (البدهيات في القرآن الكريم : دراسة نظرية ) و (البدهيات في الحزب الأول : دراسة اسثقرائية).
---
سيف الدين
06-14-2006, 11:19 PM
الامور البديهية تكون احيانا من اعقد الامور واجلّها واكثرها عمقا وتبصّرا وحكمة ... وكم يقضي من العلماء اوقاتا وسنين حتى يصلوا في النهاية الى امر كان من البداهة بمكان قبل ان يبدؤوا ثم غاصوا رحلة المعرفة والتجربة حتى وصلوا بيقين اليه .. وكم هناك من الحكم تكون البداهة فيها هي الملفت غير ان البشر تمرّ عليها بدون اعتبار ولا امعان نظر ... في كتاب لمي زيادة قرأت فيه الحكمة التالية: ان تقديرك للجوهرة الثمينة هو احترام لعقلك ومعرفتك اكثر من كونه تقدير لنفاسة الجوهرة ذاتها ... كم هناك من بداهة في هذا القول, لكنه لا يرد في اذهان الكثيرين ممّن ينظرون الى جوهرة ثمينة ...
غير ان القضية ليست في بداهة الامور او المواضيع, وانما هي في صفاء الناظر اليها .. ولمن يقرأ لبعض المتصوّفة سيجد ان جلّ ما يجمّل كلامهم وحكمهم هو لفت النظر الى البديهيات من الامور:(1/1580)
- جاء رجل الى الزاهد أبي علي الدقاق مشتاقا الى مواعظه، فقال:" قد قطعت اليك مسافة." فقال له أبو علي:" ليس هذا الامر بقطع المسافات. فارق نفسك بخطوة، يحصل لك مقصودك."
ملاحظة اخيرة: حتى ولو كان مقصود القرآن الكريم يتجاوز البديهيات, علينا ان نتنبّه الا نقع فيما وقع به اهل الكتاب من محاولة للجم التطوّر المعرفي في المجتمع بدعوى تفاسير قد لا تعدو ان تكون اضغاث احلام ...
---
(1/1581)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أناشدكم أين أجد هذه الكتب لمحمود محمد شاكر
---
أناشدكم أين أجد هذه الكتب لمحمود محمد شاكر
---
مصطفى المصرى
11-20-2003, 09:44 PM
أيها الأخوة الكرام إنى أبحث منذ فترة عن كتب العلامة محمود محمد شاكر علم العربية فى هذا الزمان رحمه الله وأريد أن أعرف أين يباع أو أين على الإنترنت كتاب التاريخ الأسلامى ذلك الكتاب العظيم والنادر وكتبه أيضا أمثال المتنبى وأباطيل وأسمار وغيرها من كتبه التى لم أجدها أبدا وحبذا لو كان موقعا على الإنترنت بههذه الكتب
---
عبدالرحمن الشهري
11-21-2003, 02:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم مصطفى المصري وفقه الله
أبو فهر محمود محمد شاكر رحمه الله قمة من قمم العربية ، وعلم من أعلامها ، والحديث عنه إنما هو حديث عن تاريخ هذه الأمة العربية : عقيدة ولغة وفكراً ورجالاً . أسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجزيه خير جزاء
المجاهدين في سبيله.
ولد الشيخ رحمه الله ليلة العاشر من المحرم عام 1327هـ في مدينة الاسكندرية.
وتوفي يوم الخميس الثالث من ربيع الآخر عام 1418هـ .
وأما كتبه فهي كلها ثمينة نفيسة ، وقد طبعتها دار الخانجي ويحضرني من كتبه المؤلفة وتحقيقاته ما يلي :
1- المتنبي . ومعه رسالة في الطريق إلى ثقافتنا. وصدر عن دار الخانجي عام 1407هـ .
2- أباطيل وأسمار.
3- نمط صعب ونمط مخيف.
4- برنامج طبقات فحول الشعراء .
5- مداخل إعجاز القرآن. وهو آخر كتبه صدوراً.
6- قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام.
7- ديوان شعر (اعصفي يا رياح).
8- (دلائل الإعجاز) لعبدالقاهر الجرجاني رحمه الله ، حققه وكتب على طرته (قرأه وعلق عليه أبو فهر محمود شاكر).
9- أسرار البلاغة لعبدالقاهر الجرجاني. قرأه وعلق عليه كذلك.
10- فضل العطاء على العسر للعسكري ، ضبطه وعلق عليه محمود شاكر.(1/1582)
11- إمتاع الأسماع للمقريزي ، الجزء الأول. تحقيق.
12- طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي. حققه وهو من أفضل تحقيقاته وشروحه.
13- تحقيق تفسير الطبري بالتعاون مع أخيه أحمد محمد شاكر رحمه الله. وبلغ في تحقيقه إلى منتصف سورة إبراهيم .
14- تهذيب الآثار للطبري حقق منه 6 أجزاء.
15- الوحشيات لأبي تمام ، زاد في تعليقات الميمني عليه.
16- جمهرة نسب قريش وأخبارها حققه كذلك.
وأما مقالاته الثمينة فقد جمعت ولله الحمد قريباً بعنوان (جمهرة مقالات محمود محمد شاكر) جمعها تلميذه عادل جمال في مجلدين كبيرين وطبعتها دار الخانجي.
وقد كتبت عنه دراسات كثيرة ، طبع منها :
- شيخ العربية وحامل لوائها أبو فهر محمود محمد شاكر بين الدرس الأدبي والتحقيق لمحمود إبراهيم الرضواني.
وقد طبعته دار الخانجي في حياة الشيخ رحمه الله عام 1415هـ .
- محمود محمد شاكر الرجل والمنهج لحسن القيام .
- وهناك رسائل أخرى رأيت بعضها في جامعة اليرموك في الأردن بعنوان (محمود محمد شاكر والشعر الجاهلي) وغيرها كثير.
- وهناك كتاب طبعته دار الخانجي بعنوان (دراسات عربية وإسلامية ) مهداة للعلامة محمود شاكر بمناسبة بلوغه السبعين شارك في كتابة هذه البحوث والمقالات عدد من طلابه الشيخ ومحبيه وهو كتاب نفيس أنصحك بقراءته وفقك الله.
أرجو أن يكون في هذا بيان لمؤلفات محمود محمد شاكر.
وأما كتاب التاريخ الإسلامي الذي أشرت إليه -وفقك الله - فهو ليس له ، وإنما هو للأستاذ الكبير محمود شاكر سعيد وفقه الله ، وهو أحد أبرز المؤرخين في العصر الحديث ، وهو عالم من علماء الشام وليس من أهل مصر. ولا يزال على قيد الحياة وفقه الله ، وله سلسلة التاريخ الإسلامي ، وقد استوعبت تاريخ الإسلام من بداية نشأته حتى العصر الحديث ، وكتب عن تاريخ الأقليات الإسلامية في العالم ما لم يكتبه غيره في الجزء 22 من كتابه وفقه الله.
روابط ذات صلة :(1/1583)
- محمود محمد شاكر وتفسير الإمام الطبري (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70) .
-تحقيق تفسير الطبري لمحمود محمد شاكر على الانترنت (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=35) .
هذا ما تيسر بيانه وفقك الله.
---
مصطفى المصرى
11-23-2003, 11:40 PM
بارك الله فيك أخى الكريم على هذه الإجابة ولى إستفسار آخر هو أين مكتبة الخانجى هذه تقع وهل لا يوجد كت للتحميل للشيخ رحمه الله وشكرا
---
عبدالرحمن الشهري
11-24-2003, 06:24 PM
حياكم الله أخي الكريم .
مكتبة الخانجي مكتبة عريقة جداً وهي في القاهرة 11 شارع عبدالعزيز .
ويمكنك الاتصال هاتفياً بهم على الرقم 3906148 أو 3915148
وكل كتب الشيخ محمود شاكر طبعت عندهم أو عند المؤسسة السعودية بمصر ( مطبعة المدني) .
ومطبعة المدني تقع في القاهرة أيضاً 68 شارع العباسية - وهاتفهم هو 8278515
وفقك الله لما يحب ويرضى.
ولا أعرف كتاباً للشيخ محمود شاكر يوجد على الشبكة العنكبوتية سوى مجموع مقالاته فقد رأيت إشارة إلى الكتاب الذي جمع مقالاته رحمه الله وعنوانه (جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر) للدكتور عادل جمال في مكتبة الدرر السنية ، ولكن حاولت الدخول عليه فلم أفلح فلا أدري أهو الكتاب كاملاً ، أم ملخص له أم عرض. ويمكنك التحقق من ذلك عن طرق موقع الدرر السنية (http://www.dorar.net) .
---
سيد قطب الصغير
12-18-2003, 11:40 AM
الأخ الكريم
بإمكانك أن تسأل في المكتبات الواقعة بشارع الجمهورية في القاهرة حرسها الله من كل أصناف الشر وأهله وخصيصاً مكتبة وهبة .
---
ابن عبد الوهاب السالمى
03-12-2004, 09:12 PM
هذة رائعة الشيخ محمود شاكر رحمة الله
القوس العذراء
والتي حكاها لقصيدة احد اصحاب الرسول صلي الله علية وسلم
---
ابو معاذ العراقي
03-31-2004, 09:07 AM
السلام عليكم
اخي الفاضل من النادر ان تجد مثل هذه الكتب محملة على الانترنت(1/1584)
ونصيحتي ان تشتريها وما اظنك ستجدها في موقع ما
والله اعلم
---
الراية
06-25-2004, 04:34 PM
للفائدة مؤلف تاريخ الاسلام هذا ، ليس هو الشيخ محمود شاكر شقيق المحدث أحمد شاكر.
انما هذا شخص آخر ، من الشام.
---
حرف
07-27-2004, 02:52 AM
كنت قد جمعت بعضاً مما كتب عن شاكر رحمه الله
---
عبدالرحمن الشهري
07-29-2004, 11:25 PM
شكر الله لك أخي الكريم حرف هذا الملف المرفق عن العلامة محمود شاكر ، الذي نشهد الله تعالى على حبه فيه. فقد عاش حياته منافحاً عن الإسلام والعربية ، فكان فارسها المجهول في حين أخذ غيره الشهرة والبريق. ولكن بحسبه أن يتنبه لفضله أهل الفضل من أمثالكم وفقكم الله. وقد شعرت بوشيجة تربطكم بهذا العَلَم مذ قرأت توقيعكم :
من الناس من لفظه لؤلؤُ = يبادره اللقط إذ يلفظُ
وبعضهم قولهم كالحصا= يقول فيلغى ولايحفظُ
حيث إنه قد وضع هذين البيتين على طرة أحد كتبه ، وأظنه كتابه (نمط صعب). وهما لأبي العلاء المعري ، فقلت في نفسي : هذا متأثر فيما يبدو بالشيخ محمود شاكر ، ثم كان الملف المرفق مصدقاً لما بين يديه من الظن ، وفقك الله أخي حرف ، ورحم الله أبا فهر رحمة الأبرار الخالدين.
---
حرف
07-30-2004, 03:42 AM
أولاً : أحييك أيها المفضال تحية المؤمنين ...
محمود محمد شاكر وعلِمَ الله يعني لي الشئ العظيم , فهو منهج قائمٌ بنفسه لايحتاج إلى شئ ... والقراءة لأمثاله من الكبار مسلك قلائلِ الموفَّقين في زمن الصغارِ هذا !
وكان للشيخ الكريم / يوسف حسن خلاوي . الفضل السابغُ عليَّ , إذ سمعتُ منه أول ماسمعت ثناء عطراً , وكلاماً لا يقول مثله الشيخُ عن أحدٍ من المعاصرين - فيما علمت - أبداً , وكان أن قال لي إذا أردت أن تفهم شاكراً فاقرأ لخاصَّة طلابه وهو محمود الطناحي رحمه الله وماكتبه عنه لتعلم من الذي أتحدث عنه ...وبعدها بدأت رحلتي الحقيقية مع شاكرٍ رحمه الله ...(1/1585)
ولكن الذي أحبُّ أن أضيفه هنا أنَّ للشيخ من المؤلفات الأخرى وخصوصاً التحقيق مالم تذكره أخي عبدالرحمن , ولعلك لم ترد الاستقصاء , وإلا لهان عليك أمره .
وأنصح كل الإخوة الذين يحبون أن يعرف ماهو العملاقُ الذي ندندن حوله أن يقرؤ له , أو عنه وخصوصاً :
1- أي شلال توقف ! (الطناحي-مقال)
2- الشيخ محمود شاكر ... وتاريخ ضخم (الطناحي مقال)
3- محمود محمد شاكر .. ومنهجه في تحقيق التراث (الطناحي مقال)
4- محمود محمد شاكر .. والسهام الطائشة (الطناحي مقال)
5- محمود محمد شاكر (الطناحي مقال)
6- محمود محمد شاكر , والتكريم المستحق (الطناحي مقال)
7- محمود محمد شاكر ,مفكراً مسلماً (الدكتور محمد حسن عواد)
8- القوس العذراء رؤية في الإبداع الفني (الدكتور محمد مصطفى هدّارة)
9- القوس العذراء (إحسان عباس)
10- الحرية والثورة الحضارية (عبدالرحمن شاكر ,وهو ابن أخ الشيخ محمود )
11- أبو فهر والحضارة الإسلامية (أحمد حمدي إمام)
12- الرجل والأسلوب (الاستاذ فتحي رضوان )
13- الأستاذ محمود محمد شاكر .. كيف عرفته (الشيخ محمد عبدالخالق عضيمة )
14- الوس العذراء وقراءة التراث (محمد أبوموسى , وهو جيد ولكنه نادر )
* وقد ذكر الشيخ عبدالرحمن الكتابين الذين أُلفا عن الشيخ للقيام ,و الرضواني .
15 - هناك الموجود في الملف المرفق مما كتبه أبوقتادة بعنوان أيها الأحبة لقد رحل أبو فهرٍ غريباً.
16- محمود شاكر شيخ العربية وأديبها الكبير عبدالقدوس أبو صالح .
17- الحوار مع نجم عبدالكريم وهو مرفق في الملف .
18 - وإذا أردت رأي المخالفين فيه فانظر *من هو محمود شاكر في نظر حسين أحمد أمين ؟ وهو مرفق , وكذلك ماهو موجود في مقالات العلامة الطناحي أعلاه , وكذلك مارد به عليه سيد رحمهما الله .(1/1586)
وكنت قد جمعت كل ماسبق , وماهو موجود في الملف المرفق في مذكرة عندي , وهي والله تستحق النشر مجموعة , وهذا فيه قضاء لبعض حق الشيخ ولإن هذا مما يشقُّ على الإنسان أن يجمعه إلا بشق الأنفس , ولكن إلى الله المشتكى , وتحية طيبة وشكراً لاهتمامكم ياشيخ عبدالرحمن, والسلام .
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 07:23 PM
حياك الله أخي حرف .
رجعت لكتب محمود شاكر بعد أن كتبت المشاركة السابقة ، فوجدت البيتين على طرة كتاب عبدالقاهر الجرجاني (دلائل الإعجاز) الذي قرأه الشيخ محمود شاكر وعلَّق عليه. وقد بحثت عن هذين البيتين في ديواني أبي العلاء : سقط الزند ، واللزوميات ولم أجده فيهما ، فربما يكونان في رسالة الغفران أو الفصول والغايات ! فلعلك تفيدنا أخي حرف بارك الله فيك في هذا.
وأما البحوث التي أشرتم إليها مشكورين فأكثرها في الكتاب الذي صدر بمناسبة بلوغه السبعين (دراسات عربية وإسلامية). وقد ذكرته أعلاه.
وفي ظني أن محبة محمود شاكر حقاً هي السير على طريقه في قراءة التراث والمنافحة عنه.
وأما محمود الطناحي فهو من ألصق الناس به ، وأعرفهم بمنهجه ، وقد مات بعد شيخه بوقت قصير ، ففات علم كثير من علم محمود شاكر بموت الطناحي.
ملحوظة أخي حرف !
صواب البيت الثاني :
وبعضهم قوله كالحصا * يُقال ، فيلغى ولا يحفظُ
أرجو تصويبه في توقيعكم الكريم.
---
حرف
07-31-2004, 02:03 AM
الجانب الإنساني في حياة "شاكر" يرويه ابنه "فهر"
بقلم : محمود صالح
لا أحد – بالطبع – يستطيع أن يتحدث عن العلامة محمود محمد شاكر في جوانبه الإنسانية وحياته الخاصة وما لا يعرفه عنه أحد مثل ابنه "فهر" أستاذ الأدب العربي.(1/1587)
والعلاقة بين العلامة الراحل وبين ابنه فهر لم تكن فقط علاقة أب له مكانته بابنه وإنما امتدت لتصبح علاقة شيخ بتلميذه شارك خلالها فهر أباه في بعض تحقيقاته ونفذ إلى كثير من أسرار نفسه وسأله واستفسر منه، لكنه لم يشاكسه حيث ظل في نفسه وفي نفس كل من عرفوه مقام "الإمام الذي لا ينازع في علمه وأدبه وفضائله"! وفي هذا الحوار يتحدث د. فهر عن الجانب الخفي في حياة شاكر وعن أسرار في حياته تنشر لأول مرة.
** اختار لك والدك العلامة الكبير اسما يبدو غريبا على -أسماع الناس هذه الأيام.. هل تحدثنا عن اسم "فهر"؟
- فهر تعني في اللغة "الحجر الصلب في حجم قبضة الكف" وهو اسم جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اختار والدي الاسم لهذا السبب وكان الأقرب إلى قلبه أن يناديه من يعرفونه بلقب "أبي فهر" فانتماء والدي للعرب كان واضحا حادا وهو كان شديد الاعتزاز به حيث كان يذكر دائما أن "فهر" هو جد العرب لمن كان يستفسر عن اسمي أمامه.
أكثر ما عرف عن محمود شاكر إنسانيا: الحدة. فهل كان -حادا لدرجة أن يترك انطباعا عاما عند كل من قابلوه بهذا؟
كانت الحدة شيئا أساسيا في طباعه رحمه الله لكنها كانت تظهر في مواقف معينة حينما يقرأ أو يسمع ما يمس أيا مما يؤمن به وما وهب حياته له كأن يقرأ تطاولات على الإسلام أو العربية أو يقرأ خوضا في حياة وسير الصحابة ورجال التاريخ الإسلامي، خاصة أن كثيرا مما كتب - ولا يزال - يفتقر للعلم أو للجهد في المعرفة. وقد كان "يغيظه" جدا الاستهلال الصحفي في عرض موضوعات يرى أنها قوام حياة هذه الأمة، ومع هذه الحدة فقد كان على الجانب الآخر وفي حياته الخاصة شديد الرقة والعطف، جياش المشاعر هادر الأحاسيس لدرجة أننا كثيرا ما رأيناه يبكي.
هل كانت له عادات يومية ثابتة أم أنه كان مزاجيا -يتصرف كما يتفق له؟(1/1588)
كانت له عادات يومية ثابتة صارمة للغاية، فهو يصحو مبكرا جدا وأول ما يفعله بعد الصلاة وبعد إفطار خفيف أن يقرأ كل الجرائد بلا استثناء وكان يقسم يومه بين القراءة والعمل سواء كان يكتب أو يعمل في تحقيق كتاب، وكان شرها للغاية في القراءة فلا يمسك كتابا -مهما كان حجمه- إلا وينتهي منه في نفس اليوم، وكان إذا بدأ العمل لا يسمع أحدا مطلقا.
كان الأستاذ شاكر أقرب لأن يكون "معتزلا".. هل كانت له صداقات أدبية أوسع من المعروف عن علاقته بالأديب يحيى -حقي والشاعر محمود حسن إسماعيل؟
كانت له صداقات كثيرة بالطبع في الحياة الأدبية والفكرية لكنها امتدت خارج مصر حيث كان يحضر ندوته التي كان يقيمها كل يوم جمعة كثير من الأدباء وطلاب العلم من العالم العربي والإسلامي، ولم يكن يفضل أن يجعلها ندوة بالمعنى المتعارف عليه إنما كان الحديث يسير بشكل طبيعي وعن أي موضوع يعن للحاضرين وإن كانوا جميعا يفضلون الاستماع لآرائه في أي قضية تعرض لهم. ورغم أن والدي رحمه الله كان شديد العنف في هجومه الذي لم يتوقف حتى وفاته على الاستشراق والمستشرقين فإنه كانت تربطه علاقات ببعضهم مثل كارلونللينو الذي كان يحضر كثيرا لبيت جدي في الغورية حيث مجالس العلم والسياسة ومجتمع مشاهير الحركة الوطنية والفكرية. وفي هذا المنزل نشأت صداقة بين والدي وبينه.
أما بالنسبة لنجيب محفوظ فكانت تربطه بوالدي علاقة جيدة لكنها ليست في مستوى علاقته بيحيى حقي الذي ربطته بوالدي صداقة عمر لدرجة أنه كان لا بد من اتصال يومي بينهما، ورغم أن يحيى حقي رحمه الله كان دائم الثناء على والدي في كتبه وفي جلساته الخاصة فإن والدي كان يشاكسه كثيرا وكان يقول له إن كتابته ليست عربية بل هي هجين؛ لأن أصله تركي!.
وبقية صداقاته؟(1/1589)
-كما قلت كانت كثيرة جدا، من سوريا مثلا كان الناقد والأديب شاكر الفحام من أكثر المترددين على ندوة الجمعة، ومن السياسيين كانت علاقة والدي بعلال الفاسي علاقة وثيقة لدرجة أنه بمجرد اعتقال والدي وقّع عدد من السياسيين المغاربة وثيقة بالدم للمطالبة بالإفراج عنه وكان هو على رأس الموقعين.
أما محمود حسن إسماعيل فكانت علاقته به هي أوثق علاقة ربطته بشاعر في عصره، وكان يقول: "تركت الشعر لمحمود حسن إسماعيل"، وكانت بداية علاقتهما في مكتب أحمد حسن الزيات صاحب "الرسالة" وكان إسماعيل يقرأ لوالدي مقالاته فيها كما كان والدي يقرأ أيضا أشعار إسماعيل ويعجب بها. وتصادف في هذا اليوم أن كان والدي يعطي قصيدة للزيات لنشرها في الرسالة وقرأها الزيات بصوته بإعجاب شديد، لكنه استفسر عن ترك القصيدة بلا عنوان، وساعتها أمسك محمود حسن إسماعيل القصيدة وأخرج قلما وكتب عليها بخط يده: "رماد" وبالفعل نشرت القصيدة في الرسالة بهذا العنوان، وبعد هذا توطدت لقاءاتهما وعلاقتهما حتى أصبحت صداقة من نوع فريد.
وعلاقته بك أنت وبابنته الوحيدة "زلفى"؟
-ولدت أنا وبعد شهرين بالضبط من ولادتي دخل أبي المعتقل وحينما خرج كان عمري أربع سنوات، ومنذ الطفولة كان أبي متدفق المشاعر جدا تجاهنا، وكان إذا غضب يفعل ما يعبر به عن غضبه وبحدة لا حدود لها، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمضايقات نتعرض لها. وأذكر أنه خنق بواب العمارة وخلصه الناس من بين يديه؛ لأنه منعنا من اللعب في مدخل العمارة بدون أسباب. وكان حريصا جدا على أن نتم حفظ القرآن الكريم كاملا في الطفولة وقد كان هذا بعون الله.
كان العلامة محمود شاكر أكثر علماء وأدباء عصره دراية بالأدب واللغة وعلوم العربية كلها.. من كان يفضل هو شخصيا من الأدباء؟(1/1590)
في النثر كان يجل الجاحظ ويرى أنه قمة الأدب العربي ولم يكن يحب كتب ابن المقفع ويراه فارسيا حتى وإن تربى وعاش بين العرب. وفي الشعر كان يحب الشعر الجاهلي الذي أحاط به إحاطة كاملة غير مسبوقة، لكن المتنبي كان بالطبع حبه الأول والأخير، كان يحفظ ديوانه كله، وكان يعرف كل ما اختلف فيه القدماء حول شعر المتنبي ويدافع عنه دفاعا حارا ينقل لنفس محدثه فورا الإعجاب بهذا الشاعر العربي الأعظم، وكان دائم الترنم بأشعاره وروايتها في كل المناسبات بإلقاء لم أسمع له نظيرا.
ومن الأدباء المحدثين الذين ارتبط بهم بعلاقة خاصة جدا من المودة والإكبار الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، بل إن أبي رحمه الله كان يعتبره أستاذه الأول وكان يعتبره أكبر وأخلص من دافع عن الأدب العربي عن علم وموهبة وحرارة، وقد دخل في معركة ضخمة مع سيد قطب رحمه الله حينما هاجم الرافعي لصالح العقاد، وقد رد أبي ودافع عن الرافعي بحرارة وحسم.
اختلف الشيخ شاكر مع الإخوان المسلمين.. هل تقابل مع حسن البنا، وماذا كان رأيه فيه؟
- كان يتضايق ويغضب من منطق أن السياسة قد تجوز لبعض أهلها التحدث في الدين ثم يتحولون إلى رموز دينية، وهو لم يكن يرى حسن البنا كذلك بالطبع، لكنه كان يراه رجل سياسة أكثر منه عالم دين، لكن كان تربطه علاقة وثيقة جدا مع الصداقة المستمرة بالشيخ أحمد حسن الباقوري عليه رحمة الله.
لم يأخذ الشيخ شاكر حظه من الشهرة وذيوع الصيت.. هل كان ذلك بسبب عزلته أم بسبب مصادمة أفكاره لقيم عصره كلها؟
- لم تكن قضية الشهرة تعنيه كثيرا، ودائما ما كان يردد: "كتبت ما يرضيني ولست رجل شهرة" وكان يقول: إن وظيفته الأولى والأخيرة أن يقرأ. وبمناسبة عزلته هو لم يكن معتزلا للمجتمع بالمعنى السلبي، فقد كان متابعا دقيقا للحياة الأدبية والفكرية في مصر والعالم العربي لكنه كان لا يحب أن يتحدث مع الصحافة ولا التليفزيون وكان رأيه فيهما سيئا.(1/1591)
كان رحمه الله شديد التعصب للعربية حادا في الدفاع عنها.. هل كان يقرأ شعر العامية الذي نما وانتشر بعد الخمسينيات حتى طغى في بعض المراحل على شعر الفصحى من حيث الانتشار؟
- كان يسميه زجلا وكان يقرؤه بالطبع وكان معجبا بفؤاد حداد ويقول إن لغته حلوة وتنم عن ثقافة عميقة وقراءات واسعة في الشعر العربي، كما كان يحب أشعار صلاح جاهين، وربما انتبه له بفضل حديث يحيى حقي رحمه الله الدائم عنه كلما جلس مع أبي.
والغناء .. ماذا كان رأيه فيه؟
كان يطرب للغناء طربا شديدا، لكن الغناء كله تلخص عنده في صوت أم كلثوم التي كان معجبا جدا بحلاوة وقوة صوتها وعمق ارتباطها بالشعر العربي ودقة مخارجها للحروف، وقد كان ينوي كتابة مقال مطول عنها، لكنه توفي قبل إتمامه.
كيف كان رأيه حينما اشتدت أزمة الدكتور نصر أبو زيد، وما رأيه في كتبه؟
- د. نصر كان معنا في قسم اللغة العربية وكان دائم الاتصال بوالدي، وأذكر أنه في إحدى المحاضرات كان د. نصر يشرح لنا في "دلائل الإعجاز" وقمت لأستوضح منه أحد نصوص الكتاب التي بدت لي غامضة، لكن د. نصر قال: إن النص واضح جدا. وحينما عرضت الموضوع على والدي قرأ النص وقال إنه غير واضح، وابتدأ تحقيق "دلائل الإعجاز" من هذا اليوم.(1/1592)
وحين بدأت أزمة نصر أبو زيد في الجامعة حدثت أشياء غريبة ولم يعترض والدي على رأي أبو زيد في الإمام الشافعي؛ لكنه اعترض على الأخطاء الفادحة في الكتاب من الناحية العلمية، وحينما نبه د. نصر لأخطاء في التواريخ والوقائع لا تليق بطالب مبتدئ رد عليه بأنه وقع في "لخبطة" ولن يعيد طباعة الكتاب، لكن -وهذا هو الغريب- لم يمر أسبوع إلا وكان قد طبعه طبعة جديدة بنفس الأخطاء، وحينما حدث جدل حول الكتاب اتصل والدي بالدكتور أحمد مرسي الذي كان رئيسا لقسم اللغة العربية بآداب القاهرة وطلب منه ألا يصل الموضوع للصحافة حفاظا على ما تبقى من سمعة الجامعة وقسم اللغة العربية، لكن د. نصر ود. أحمد مرسي وصلا بالموضوع للضجة التي أثيرت ويعرفها الجميع.
غير الأدب العربي.. كيف كانت علاقة محمود شاكر بالآداب الأخرى؟
-كان يجيد الإنجليزية بشكل مطلق وأعتقد أنه كان قادرا على أن يحاضر في الأدب الإنجليزي أكثر من كل المتخصصين، وقد ترجم بالفعل قصائد لأوسكار وايلد.
هل صحيح أنه لم يكن يصلي في جامع الحسين أبدا؟
-هذا صحيح، فلم يصل مرة واحدة في مسجد الحسين رضي الله عنه؛ لأن قبر الحسين أمام القبلة وهذا مما يبطل الصلاة، لكنه كان يصلي في الأزهر ويحب أن يتجول وحيدا في القاهرة الإسلامية.
هل تشعر أن محمود شاكر ظلم في حياتنا الثقافية أم أخذ ما يستحق؟
-بلا شك ظلم، وأقصد بهذا أنه شخصيا لم تكن تعنيه الشهرة والأضواء لكن كتبه وأفكاره لا تصل للناس بشكل يمثل ربع أهميتها وخطورتها.
---
حرف
07-31-2004, 02:06 AM
الشيخ محمود شاكر.. بين التحدي والاستجابة
بقلم : أحمد تمام(1/1593)
محمود شاكر ظاهرة فريدة في الأدب والثقافة العربية الحديثة، فهو كاتب له طريقته الخاصة لا تبارى أو تحاكى، وشاعر مبدع حقق في الإبداع الشعري ما بلغ ذروته في قصيدته "القوس العذراء"، ومحقق بارع لكتب التراث، قادر على فك رموزها وقراءة طلاسمها، ومفكر متوهج العقل ينقض أعتى المسلمات، ومثقف واسع الاطلاع في صدره أطراف الثقافة العربية كلها فكانت عنده كتابا واحدا.
غير أن العلامة الشيخ محمود محمد شاكر ظل سنوات طويلة في عزلة اختارها لنفسه، يقرأ ويدرس ويصدح في واحته الظليلة، لا يسمع غناءه إلا المقربون منه من تلامذته ومحبيه تاركا الدنيا ببريقها وأضوائها وراء ظهره، ولم يخرج من واحته إلا شاكي السلاح مستجيبا لدعوة الحق حين يشعر بأن ثقافة أمته يتهددها الخطر، فيقصم بقلمه الباتر زيف الباطل، ويكشف عورات الجهلاء المستترين وراء الألقاب الخادعة؛ ولذلك جاءت معظم مؤلفاته استجابة لتحديات شكلت خطرا على الثقافة العربية.
البداية والتكوين
ينتمي محمود شاكر إلى أسرة أبي علياء من أشراف جرجا بصعيد مصر، وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، وقد نشأ في بيت علم، فأبوه كان شيخا لعلماء الإسكندرية وتولى منصب وكيل الأزهر لمدة خمس سنوات (1909-1913م)، واشتغل بالعمل الوطني وكان من خطباء ثورة 1919م، وأخوه العلامة أحمد شاكر واحد من كبار محدثي العصر، وله مؤلفات وتحقيقات مشهورة ومتداولة.
انصرف محمود شاكر -وهو أصغر إخوته- إلى التعليم المدني، فالتحق بالمدارس الابتدائية والثانوية، وكان شغوفا بتعلم الإنجليزية والرياضيات، ثم تعلق بدراسة الأدب وقراءة عيونه، وحفظ وهو فتى صغير ديوان المتنبي كاملا، وحضر دروس الأدب التي كان يلقيها الشيخ المرصفي في جامع السلطان برقوق، وقرأ عليه في بيته: الكامل للمبرد، والحماسة لأبي تمام.
المواجهة الخافتة(1/1594)
وربما كان في وسع شاكر أن يكون أحد علماء الرياضيات أو فروع الطبيعة بعد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) من القسم العلمي سنة 1925 لكنه فضل أن يدرس العربية في كلية الآداب، وكاد قانون الجامعة أن يحول بينه وبين الالتحاق بقسم اللغة العربية، لولا تدخل طه حسين لدى أحمد لطفي السيد مدير الجامعة وإقناعه بأن يلتحق شاكر بكلية الآداب فأصدر قرارا بذلك.
وفي الجامعة استمع شاكر لمحاضرات طه حسين عن الشعر الجاهلي وهى التي عرفت بكتاب "في الشعر الجاهلي"، وكم كانت صدمته حين ادعى طه حسين أن الشعر الجاهلي منتحل وأنه كذب ملفق لم يقله أمثال امرئ القيس وزهير، وإنما ابتدعه الرواة في العصر الإسلامي، وضاعف من شدة هذه الصدمة أن ما سمعه من المحاضر الكبير سبق له أن قرأه بحذافيره في مجلة استشراقية بقلم المستشرق الإنجليزي مرجليوث.
وتتابعت المحاضرات حول هذا الموضوع، ومحمود شاكر عاجز عن مواجهة طه حسين بما في صدره، وتمنعه الهيبة والأدب أن يقف مناقشا أستاذه، وظل على ذلك زمنا لا يستطيع أن يتكلم حتى إذا لم يعد في الصبر والتحمل بقية، وقف يرد على طه حسين في صراحة وبغير مداراة، لكنه لم يستطع أن يواجهه بأن ما يقوله إنما هو سطو على أفكار مرجليوث بلا حياء أو اكتراث.
وتولد عن شعوره بالعجز عن مواجهة التحدي خيبة أمل كبيرة فترك الجامعة غير آسف عليها وهو في السنة الثانية، ولم تفلح المحاولات التي بذلها أساتذته وأهله في إقناعه بالرجوع، وسافر إلى الحجاز سنة 1928 مهاجرا، وأنشأ هناك مدرسة ابتدائية عمل مديرا لها، حتى استدعاه والده الشيخ فعاد إلى القاهرة.
اكتشاف المتنبي(1/1595)
وبعد عودته سنة 1929 انصرف إلى قراءة الأدب ومطالعة دواوين شعراء العربية على اختلاف عصورهم حتى صارت له ملكة في تذوق الشعر والتفرقة بين نظمه وأساليبه، وبدأ ينشر بعض قصائده الرومانسية في مجلتي "الفتح" و"الزهراء" لمحب الدين الخطيب، واتصل بأعلام عصره من أمثال أحمد تيمور وأحمد زكي باشا والخضر حسين ومصطفى صادق الرافعي الذي ارتبط بصداقة خاصة معه. ولم يكن شاكر معروفا بين الناس قبل تأليفه كتابه "المتنبي" الذي أثار ضجة كبيرة بمنهجه المبتكر وأسلوبه الجديد في البحث، وهو يعد علامة فارقة في الدرس الأدبي نقلته من الثرثرة المسترخية إلى البحث الجاد.
والعجيب أن شاكر الذي ألف هذا الكتاب سنة 1936 ولم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره لم يكن يقصد تأليف كتاب عن المتنبي، إنما كان مكلفا من قبل فؤاد صروف رئيس تحرير مجلة المقتطف بأن يكتب دراسة عن المتنبي مسهبة بعض الإسهاب ما بين عشرين إلى ثلاثين صفحة، ولكن هذا التكليف تحول على يد شاكر كتابا مستقلا عن المتنبي أنجزه في فترة زمنية قصيرة على نحو غير مسبوق ونشرته مجلة المقتطف في عددها الصادر في السادس من شوال 1354هـ الأول من يناير 1936م، وصدر فؤاد صروف مجلته بقوله: هذا العدد من المقتطف يختلف عن كل عدد صادر منذ سنتين إلى يومنا هذا، فهو في موضوع واحد ولكاتب واحد.
وقد اهتدى شاكر في كتابه إلى أشياء كثيرة لم يكتبها أحد من قبله استنتجها من خلال تذوقه لشعر المتنبي، فقال بعلوية المتنبي وأنه ليس ولد أحد السقائين بالكوفة كما قيل، بل كان علويا نشأ بالكوفة وتعلم مع الأشراف في مكاتب العلم، وقال بأن المتنبي كان يحب خولة أخت سيف الدين الحمداني واستشهد على ذلك من شعر المتنبي نفسه، وتم استقبال الكتاب بترحاب شديد وكتب عنه الرافعي مقالة رائعة أثنى عليه وعلى مؤلفه.(1/1596)
وكان هذا الكتاب فتحا جديدا في الدرس الأدبي وتحديا لأدباء العصر، فكتب بعده عبد الوهاب عزام كتابه "المتنبي في ألف عام"، وطه حسين "مع المتنبي"، واتهمهما شاكر بأنهما احتذيا منهجه، وسطوا على بعض آرائه، وهاجم شاكر ما كتبه طه حسين في سلسلة مقالات بلغت 12 مقالا في جريدة البلاغ تحت عنوان "بيني وبين طه حسين".
مع سيد قطب والإخوان
وبعد وفاة مصطفي صادق الرافعي بعام أشعل سيد قطب معركة أدبية على صفحات الرسالة سنة 1938م، اندفع إليها بحماس الشباب دون روية، ومتأثرا بحبه الشديد وإعجابه الجامح بالعقاد، فهاجم أدب الرافعي وجرده من الإنسانية، والشاعرية واتهمه بالجمود والانغلاق، فثار محبو الرافعي على هذا الهجوم الصارخ، وقاد شاكر الدفاع عن شيخه وفند ما يزعمه سيد قطب، ودخل معه في معركة حامية لم يستطع الشهيد سيد قطب أن يصمد فيها.
ثم تجددت المعركة بينهما بعد سنوات طويلة حين كتب سيد قطب مؤلفه "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وكان سيد قطب قد بدأ مرحلة التحول إلى الفكر الإسلامي، وحمل الكتاب ما اعتبر نقدا وتجريحا لبعض الصحابة، فانتفض شاكر وكتب مقالة شهيرة في مجلة "المسلمون" تحت عنوان " لا تسبوا أصحابي" سنة 1952م.(1/1597)
وهذا يجرنا إلى محاولة معرفة الموقف السلبي الذي اتخذه شاكر من جماعة الإخوان المسلمين، وكان شديد الهجوم عليهم، ولا يعرف حتى الآن الأسباب التي دعته إلى اتخاذ هذا الموقف، فهل كانت المعركة بينه وبين سيد قطب من أسباب ذلك؟! وهل الذين اتصلوا به من جماعة الإخوان كان لهم دور في توسيع الخلاف بينه وبينهم؟! ويجدر بالذكر أنه حين أنشئت داخل جماعة الإخوان المسلمين لجنة الشباب المسلم للتفرغ للدرس والبحث وبعيدا عن الانشغال بالنشاط الحركي، اتصلت بمحمود شاكر، وكان في برنامجها أن يقوم بتدريس السيرة النبوية لها بناء على اقتراح من المرشد العام حسن البنا، وعقدت عدة لقاءات، وعلى الرغم من هجوم شاكر على حسن البنا، فإن الأخير كان يصر على إتمام هذه اللقاءات للاستفادة من علم الأديب الكبير دون أن يتأثر بما يقوله عنه.
العالم الإسلامي في بيت شاكر
كانت فترة الخمسينيات فترة مشهودة في حياة شاكر، فقد ترسخت مكانته العلمية وعرف الناس قدره، وبدأت أجيال من الدارسين للأدب من أماكن مختلفة من العالم الإسلامي يفدون إلى بيته، يأخذون عنه ويفيدون من علمه ومكتبته الحافلة، من أمثال: ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، وشاكر الفحام، وإبراهيم شبوح، فضلا عن كثير من أعلام الفكر الذي كانوا يحرصون على حضور ندوته الأسبوعية كل يوم جمعة عقب صلاة المغرب، مثل فتحي رضوان ويحيى حقي، ومحمود حسن إسماعيل، ومالك بن نبي، وأحمد حسن الباقوري، وعلال الفاسي، وعبد الرحمن بدوي، وعبد الله الطيب.(1/1598)
وشهدت هذه الندوة الدروس الأسبوعية التي كان يلقيها شاكر على الحاضرين في شرح القصائد الشعرية التي تضمنها كتاب الأصمعيات، وقد انتفع بهذه الدروس كثيرون، وكان الأديب الكبير يحيى حقي يعلن في كل مناسبة أن شاكر هو أستاذه الذي علمه العربية وأوقفه على بلاغتها، وأن ترجمات كتب مالك بن نبي خرجت من بيت شاكر، فقد قام أحد أفراد ندوته وترجمها إلى العربية وهو الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين، وكان آنذاك شابا صغيرا في بداية مشواره العلمي.
وفي ندواته الفكرية في بيته كان يعارض عبد الناصر علانية ويسخر من رجالات الثورة، ويستنكر ما يحدث للأبرياء في السجون من تعذيب وإيذاء وكان يفعل ذلك أمام زواره ومن بينهم من يشغل منصب الوزارة، كالشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف آنذاك، ونتيجة لذلك لم يسلم شاكر من بطش السلطة، فألقت القبض عليه سنة 1959م، وبقي رهن السجن 9 أشهر حتى تدخلت شخصيات عربية، فأفرج عنه وعاد لمواصلة نشاطه في تحقيق كتاب تفسير الطبري الذي بدأ في نشره من قبل، وانتظمت ندوته مرة أخرى.
أباطيل وأسمار
وظل شاكر في عزلته الاختيارية بين كتبه وتلاميذه ومحبيه، لا يشارك في الساحة الفكرية بمقالاته وآرائه حتى بدأ لويس عوض في نشر سلسلة مقالات له في جريدة الأهرام سنة 1964م، تحت عنوان "على هامش الغفران" وكان الكاتب قد لمع نجمه بعد تعيينه مستشارا ثقافيا لجريدة الأهرام، وأصبح مهيمنا على أمور الثقافة في مصر وصار له حواريون وسدنة يبشرون بآرائه.(1/1599)
وقد أثارت مقالات لويس عوض موجة من الشغب بين أوساط كثير من المثقفين لما فيها من تحامل على الشيخ المعري، ولم يجرؤ أحد على الرد سوى محمود شاكر الذي خرج من عزلته، وانبرى للويس عوض في سلسلة من المقالات المبهرة في مجلة الرسالة، كشفت عما في مقالات لويس عوض من الوهم والخلط التاريخي والتحريف في الاستشهاد بشعر أبي العلاء المعري، وعدم تمحيص الروايات التاريخية، والادعاء بتلقي المعري علوم اليونان على يد أحد الرهبان. وكانت مقالات شاكر التي ظهرت تباعا حدثا ثقافيا مدويا كشفت عن علم غزير ومعرفة واسعة بالشعر وغيره من الثقافة العربية، وقدرة باهرة على المحاجاة والبرهان، ولم تقف هذه المقالات التي بلغت ثلاثا وعشرين مقالة عند حدود الرد على كلام لويس عوض، بل انتقلت إلى الحديث عن الثقافة والفكر في العالم العربي والإسلامي، وما طرأ عليها من غزو فكري ولا سيما حركة التبشير التي غزت العالم الإسلامي.
وتدخل الناقد الكبير محمد مندور عند شاكر ليوقف مقالاته دون جدوى، وأصاب لويس عوض الذعر والهلع من مقالات شاكر التي فضحته بين أوساط المثقفين، وكشفت عن ضعف ثقافته حتى في تخصصه في الأدب الإنجليزي حين كشف شاكر عن فساد ترجمته العربية لمسرحية الضفادع لأرسطوفان، وراح لويس عوض يطوف على المجلات والصحف يستنصرهم ضد شاكر ويزعم أن المعركة بينهما معركة دينية، ولم يتوقف شاكر عند كتابة مقالاته حتى أغلقت مجلة الرسالة نفسها، وألقي به في غياهب السجن سنتين وأربعة أشهر من آخر شهر أغسطس سنة 1965م، حتى آخر شهر ديسمبر سنة 1967م، وقد جمعت هذه المقالات في كتابه "أباطيل وأسمار" الذي يعد من أهم الكتب التي ظهرت في المكتبة العربية في النصف الأخير من القرن العشرين.
معارك فكرية أخرى(1/1600)
وبعد خروجه من السجن هذه المرة عاد إلى ما كان عليه من قبل، فكتب في مجلة "المجلة" 7 مقالات إضافية تحت عنوان "نمط صعب، نمط مخيف" استجابة لصديقه الأديب يحيى حقي، حين أشاد بترجمة الشاعر الألماني "جوته" لقصيدة من قصائد الشاعر الجاهلي "تأبط شرا" وتساءل حول الترتيب الذي اقترحه الشاعر الألماني حين ترجم القصيدة إلى الألمانية، وحول الشعر القديم وروايته وافتقاد القصيدة العربية إلى الوحدة، وقد اقتضت الإجابة حول هذه الأسئلة تشعبا في الكلام، وامتدادا في أطرافه بلغ 400 صفحة حين جمع المقالات في كتاب، وقد تخلل ذلك نقد محكم للدكتور عبد الغفار مكاوي حين أعاد ترجمة قصيدة جوته إلى العربية، ودارت بينهما معركة قصيرة حول هذه الترجمة التي اتهمها شاكر بالركاكة والسقم.
ثم دارت معركة أخرى بينه وبين الباحث العراقي الدكتور علي جواد الطاهر حول تحقيقه كتاب "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام الجمحي، وتولد عن ذلك كتابه "برنامج طبقات فحول الشعراء".
تحقيق كتب التراث(1/1601)
يعد شاكر على رأس قائمة محققي التراث العربي، وأطلق عليه العقاد المحقق الفنان، وإنجازاته في هذا المجال كثيرة، وهي عنوان على الدقة والإتقان، ومن أشهر الكتب التي حققها: تفسير الطبري (16 جزءا)، طبقات فحول الشعراء (مجلدان)، تهذيب الآثار للطبري (6 مجلدات).. وشاكر لا يحب أن يوصف بأنه محقق لنصوص التراث العربي، وإنما يحب أن يوصف بأنه قارئ وشارح لها، وهو يكتب على أغلفة الكتب التي يقوم بتحقيقها عبارة: "قرأه وشرحه" وهذه العبارة كما يقول الدكتور محمود الربيعي "هي الحد الفاصل بين طبيعة عمله وطبيعة عمل غيره من شيوخ المحققين، إنه يوجه النص ويبين معناه بنوع من التوجيه أو القراءة التي تجعله محررا؛ لأنها قراءة ترفدها خبرة نوعية عميقة بطريقة الكتابة العربية، وهو إذا مال بالقراءة ناحية معينة أتى شرحه مقاربا، وضبطه مقنعا، وأفق فهمه واسعا، فخلع على النص بعض نفسه وأصبح كأنه صاحبه ومبدعه".
صاحب رسالة
لم يكن شاكر في يوم من الأيام موظفا يمد يده نهاية كل شهر إلى مرتب ينتظره فتكون للحكومة كلمة نافذة في رزقه ومكانته، بل انقطع لعلمه وفكره ومكتبته وبحثه ودرسه وزملائه وتلاميذه كالراهب الذي انقطع للعبادة في صومعته.
وعاش على أقل القليل يكفيه ويسد حاجته، ومرت عليه سنوات عجاف لكنه لم ينحن أو يميل على الرغم من أن بيته كان مفتوحا لتلاميذه وأصدقائه وعارفي فضله.
ولم يكن له من مورد سوى عائده من كتبه التي كان يقوم بتحقيقها، وكان اسمه على صدرها يضمن لها النجاح والرواج، ولم يكن يأخذ شيئا على مقالاته التي يكتبها، فأعاد لمجلة العربي الكويتية سنة 1982م مائة وخمسين دولارا نظير مقالة كتبها ردا على الكاتب اليمني عبد العزيز المقالح حول طه حسين، ورفض أن يتسلم من دار الهلال مكافأته عن تأليفه كتابه المهم "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا".(1/1602)
ولأنه كان يشعر أنه صاحب رسالة فإنه كان ينتفض حين يرى انتهاك حرمة من حرمات اللغة العربية فيقف مدافعا عنها بكل ما يملك من أدوات علمية وفكرية، تجعل الخصم يسلم بما يقول أو يلوي هاربا. ومعاركه كلها جمعت في كتب وصارت وثائق في تاريخنا الفكري الحديث، كتبها هو من موقع المدافع والحارس لثقافة الأمة، ولولا خصومه لما ظهرت معظم مؤلفاته؛ لأنها كانت استجابة لتحديات عظيمة، وهي تظهر عظمة شاكر؛ لأنه لم يحتشد لها مثلما يحتشد المؤلفون عند تأليف كتبهم وإنما دخلها كارها مستندا إلى ثقافة واسعة وعلم غزير، وفكر ثاقب وروح وثابة، فأتى بالعجب العجاب.
وفي أخريات عمره رد له بعض الاعتبار، فنال جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1981م، ثم جائزة الملك فيصل في الأدب العربي عام 1984م، وفي أثناء ذلك اختير عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ثم بالقاهرة.
وبعد رحلة حياة عريضة رحل أبو فهر شيخ العربية وإمام المحققين في الساعة الخامسة من عصر الخميس الموافق 3 من ربيع الآخر 1418هـ= 6 من أغسطس 1997م) ولبى نداء ربه.. فسلام عليك أبا فهر.
---
حرف
07-31-2004, 02:27 AM
أخي الحبيب الشيخ عبدالرحمن تحية طيبة ...
أشكرك شكراً جزيلاً على ماتكرمت به عليَّ من التنبيه بشأن الغلط الذي وقعتُ فيه لضعف الذاكرة , وسؤ الحفظ ... وأمَّا ماسئلت عنه يارعاك الله , من شأن البيتين التي طرَّز بهما شاكرٌ رحمه الله طرَّة شرحه على كتاب الجرجاني فقد وجدتُه في اللزوميَّات ولعلَّك أن عُدت إليه وجدته في طبعة دار الكتاب العربي بعناية (د.وحيد كبابة , حسن حمد ) تجده في المجلد الثاني الصفحة 20 , وقبلها
(من البسيط )
1- هل تحفظ الأرض موتاها ,وأهلهمُ لمَّا بدا اليأس ألغوهم فما حفظوا
2- إن شاء ربُّك جازاهم بلفظهِمُ والفِعلِ , حين تثار الأقبر اللُفُظُ(1/1603)
ثم بعد هذين البيتين أتت بيتانا على رسلهما (من المتقارب) ... , وأما عن المقالات التي ذكرتها فصدقت رعاك الله فأغبها موجودٌ في الكتابِ الذي ذكرتَه فجزيت خيراً .
وفقني الله وإياك لما يحبُّه ويرضاه ... والسلام.
---
أبو عبدالرحمن الدارعمي
08-09-2005, 04:29 PM
كنت قد جمعت بعضاً مما كتب عن شاكر رحمه الله
جزاك الله خيرا
لكن لا يظهر لى هذا المرفق ولا غيره -في الملتقى- فقط .... ؟!
---
أبو المعتز القرشي
08-16-2005, 08:36 AM
وأنا أضم صوتي لأبي عبد الرحمن
أين الملف المرفق
--------------
وسؤال آخر :
أين نجد المقالات الذي ذكرها حرف ولم ترد في دراسات عربية ؟
---
(1/1604)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم(1/4)
---
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم(1/4)
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-17-2007, 05:45 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد:
فإن مسألة غايات أفعال الله عز وجل من المسائل المهمة النافعة, ومعرفة العبد لها من العلوم الجامعة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (مسألة غايات أفعال الله ونهاية حكمته مسألة عظيمة لعلها أجل المسائل الإلهية) [منهاج السنة النبوية 3/39]
فحين يكون العبد على علم بهذه الغايات تنكشف للعبد أسرار الربوبية ومعانيها، فلا يحب إلا الله ولا يرجو سواه ولا يخاف إلا منه, ولا يتوكل إلا عليه, ولا يوقن إلا بوعده، ولا يدعو إلا إياه, ولا يراقب سواه, وهذا هو التأله الحق والتعبد لله سبحانه وتعالى, فيجب أن يكون المكلف على علم بها إذ هي من أسنى المقاصد و هي قطب رحى التوحيد ونظامه ومبدأ الدين المبين وختامه [من كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/89), وابن القيم في شفاء العليل (1/2)].
لأجل هذا حاولت أن أتلمس وأقتطف بعض هذه الغايات التي وردت في كتاب الله.
والغاية في اللغة: ما لأجله وجود الشيء [ التعريفات 1/51].
وقبل الحديث حول هذه الغايات أنبه لأمرين:
1. أن مثل هذا الموضوع ليس فيه نص محكم بل هو تلمس واجتهاد واستنباط من آيات كتاب الله.
2. لا يلزم أن تكون الغاية التي أذكرها من الفعل هي الغاية الوحيدة, ولكني أحسب أن تكون هي الغاية العظمى من كل فعل حسب نظري, وأسأل الله أن يجنبني الخطأ والزلل.
وحتى لا يطول الموضوع رأيت من المستحسن تقسيمه إلى أربع حلقات... فمع الحلقة الأولى:
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم
1. غاية الله من خلق الخلق ... عبادته وحده لا شريك له.(1/1605)
والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذريات:56] ومن ذلك قول الله عز وجل: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الروم-30] فهي الشريعة التي وضع الله تعالى في قلوب الخلق الميل إليها والتوجه لإقامتها وهذه هي الفطرة [تيسير الكريم الرحمن. ص: 590].
ويقول تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [سورة المؤمنون-115] أي: مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا وإنما خلقناكم للعبادة وإقامة أوامر الله عز وجل. [تفسير ابن كثير ( 3/346).]
ويقول الترمذي الحكيم أبو عبد الله محمد بن علي: ( إن الله تعالى خلق الخلق عبيدا ليعبدوه فيثيبهم على العبادة ويعاقبهم على تركها فإن عبدوه فهم اليوم له عبيد أحرار كرام من رق الدنيا ملوك في دار الإسلام وإن رفضوا العبودية فهم اليوم عبيد أباق سقاط لئام وغدا أعداء في السجون بين أطباق النيران).[ الجامع لأحكام القرآن ( 12/140).]
ويقول تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الأعراف:172 , 173].
ويقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في معارج القبول:
أخرج فيما قد مضى من ظهر #####آدم ذريته كالذر
وأخذ العهد عليهم أنه ######لارب معبود بحق غيره(1/1606)
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا من عباده المتقين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
---
أبو لبابة
02-19-2007, 04:01 PM
تقول أخي الكريم : بأن غاية الله من خلق الخلق هو عبادته وحده لا شريك له.
والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
وكأنك تجعل اللام في قوله تعالى ( إلا ليعبدون ) هي موضع الدليل في الآية على الغاية من الخلق.
فكيف يستقيم المعنى أخي الكريم في قوله تعالى عن آل فرعون في سورة القصص : (فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)
هل يعقل أن تكون غاية آل فرعون من الالتقاط هي أن يكون لهم عدوا وحزنا؟!
هذا فضلا عن أن القول بأن أفعال الله سبحانه وتعالى كانت لغاية أو لغرض من أجلها فعلها الله سبحانه مخالف لما ذهب إليه جمهور أهل السنة من تنزيه أفعال الله سبحانه عن الغاية والغرض.
وأكرر سؤالي هل في القرآن الكريم مايدل على أن لأفعال الله سبحانه غاية أو غرضا؟
---
أبو العالية
02-19-2007, 04:51 PM
الحمد لله ، وبعد ..
قولك غفر الله لنا ولك : ( هذا فضلا عن أن القول بأن أفعال الله سبحانه وتعالى كانت لغاية أو لغرض من أجلها فعلها الله سبحانه مخالف لما ذهب إليه جمهور أهل السنة من تنزيه أفعال الله سبحانه عن الغاية والغرض )
من أين هذا ؟ هات برهان قولك عليه ؟
وأنا اطالبك أولاً : بالنظر في التفاسير كابن جرير ، وابن كثير والقرطبي وبن عاشور .
وسؤالك الثاني أجبنا عليه هناك .
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-19-2007, 07:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي أبو لبابة: بالنسبة لمسألة (الغاية ) فإن المقصود من ذكرها في هذا الموضوع هو ما عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أنها : ( نهاية حكمة الله ) والله جلا وعلا متصف بالحكمة وله الحكمة البالغة جل وعلا.(1/1607)
وأنت تعلم حفظك الله أن مسألة الصفات المجملة, إذا ذكرت يُستَفصَل عنها فإن كان المقصود بها معنى صحيحا أقر المعنى الصحيح, وإن أُريد بها معنى باطلا رد هذا المعنى الباطل.
ولقد عبر العلماء في القديم والحديث بلفظ (الغاية ) في كلامهم, ولا أعلم من انتقدهم أو ردّ عليهم في إطلاق هذا اللفظ.
ومن هؤلاء ابن تيمية وابن القيم, والشيخ عبد الرحمن السعدي _ رحمهم الله-
يقول ابن القيم رحمه الله:
((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فالعبادة هي الغاية التي خلق لها الجن والإنس والخلائق كلها قال الله تعالى { أيحسب الإنسان أن يترك سدى} أي مهملا)) مدارج السالكين [ جزء 1 - صفحة 98 ]
ويقول رحمه الله:
((وقال وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فأخبر سبحانه أن الغاية المطلوبة من خلقه هي عبادته)) طريق الهجرتين [ جزء 1 - صفحة 364 ]
ويقول ابن تيمية رحمه الله:
وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة لله والمرضية له التي خلق الخلق لها كما قال تعالى [ 56 الذاريات ] : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وبها أرسل جميع الرسل كما قال نوح لقومه [ 59 الأعراف ] : { اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }))) العبودية [ جزء 1 - صفحة 3 ]
ويقول الشيخ السعدي رحمه الله:
((هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها وبعث جميع الرسل يدعون إليها وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته والإنابة إليه والإقبال عليه والإعراض عمن سواه وذلك يتضمن معرفته تعالى، فإن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله كلما ازداد العبد معرفة لربه كانت عبادته أكمل فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجلهفما خلقهم لحاجة منه إليهم)) [ تيسير الكريم الرحمن ص 813].
أما قولك: وكأنك تجعل اللام في قوله تعالى ( إلا ليعبدون ) هي موضع الدليل في الآية على الغاية من الخلق)(1/1608)
فالدليل على ذلك هذه الآية وغيرها مما ذكرته من الآيات, وما نقلته من كلام العلماء أعلاه في الاستدلال بالآيات على هذه الغاية, وقد أسهب الشنقيطي رحمه الله في الأضواء في ذكر الآيات التي تدل على أن الغاية من الخلق هي العبودية عند آية الذاريات.
و بالنسبة لـ (اللام) في (ليعبدون) فأحيلك إلى كلام الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان في كلامه على هذه الآية كذلك , والطاهر ابن عاشور في تفسيره عند هذه الآية أيضا.
أسأل الله تعالى أن يبصرنا ويحفظنا ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
كما أشكر لأخي أبي العالية مداخلته
---
محب القراءات
02-20-2007, 01:20 AM
جزاك الله خيرا أخي أبو بكر ونفع الله بعلمك
---
(1/1609)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > التسجيل الكامل للمنظومة الخاقانية أول مصنف فى التجويد
---
التسجيل الكامل للمنظومة الخاقانية أول مصنف فى التجويد
---
طه محمد عبدالرحمن
03-27-2007, 03:04 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم اليوم التسجيل الكامل للمنظومة الخاقانية لأبى مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان رحمه الله و التى تعتبر من أول ما صنف فى التجويد .
هذا رابط التحميل :www.khayma.com/tajweed/taha/mozahem.mp3
و لا تنسونا من دعائكم الصالح
و السلام عليكم و رحمة الله .
أخوكم /طه الفهد
---
عبدالرحمن الشهري
03-27-2007, 03:20 PM
جزاكم الله خيراً على هذه المبادرات وأسأل الله لكم الأجر والثواب .
الرابط لا يعمل عندي فليتكم تتحققون من صحته .
---
طه محمد عبدالرحمن
03-27-2007, 04:32 PM
جزاكم الله خيرا مثله شيخنا الفاضل و بارك الله لنا فى علمكم و نفع بكم .
الرابط سليم عندى و لقد حملت الملف مرة أخرى على هذا الرابط :
http://r5g.org/up//download.php?filename=896ac8497f.rar
و أخبرونى بما يجرى معكم بارك الله فيكم .
---
(1/1610)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طرح تساؤل ( هل من جوانب يمكن بحثها في تفسير ابن كثير ؟)
---
طرح تساؤل ( هل من جوانب يمكن بحثها في تفسير ابن كثير ؟)
---
شعلة
10-13-2005, 05:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أخفيكم سراً بأنه قد بهرني بل أعجبني موقعكم الرائع وطرحكم العلمي الذي يدل على سعة أفق القائمين عليه فلهم منا خالص الدعوات في ظهر الغيب.
وأستأذنكم بطرح تسائلي التالي : هل تفسير ابن كثير خدم خدمة عظيمة بحيث لايمكنني أن أسجل أي رسالة علمية فيه ، لأني كلما حاولت البحث في إحدى جوانبه وجدت من أنبرى وتصدى لهذا المجال ؟ وما هي مراحل طباعة هذا التفسير ؟ وهل يوجد له أختصارات أخرى غير أختصار أحمد شاكر، والرفاعي ،والصابوني .
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء
ولا عدمنا تواصلكم وفكركم النيّر
---
أبو بيان
10-13-2005, 06:51 AM
حياك الله أخي الكريم: شعلة,
وأسأل الله تعالى أن تكون شعلة في هذا الملتقى بين إخوانك وأصحابك.
أما تفسير ابن كثير فعلى كثرة ما كُتِبَ فيه إلا أنه لا تزال هناك جوانب متميزة في أنحاءه تنتظر من يكشفها ويجليها, ولا يخفى على مثلك أن بعض ما كُتِبَ عن تفسير ابن كثير ضعيف وغير مُجدٍ, ويحتاج إلى إعادة الكتابة فيه.
ومختصرات ابن كثير كثيرة, وأذكر أن أوَّل من اختصره أحد تلامذته وهو: أبو المحامد الكازروني. ومن مختصراته الجيدة تهذيب كنعان له, وقد زادت مختصراته المطبوعة عن عشرة.
وبخصوص طبعاته فقد ذُكرت في موضوع وافٍ في الملتقى لعلك تبحث عنه, وفي نظري طبعة البنا, في دار ابن حزم, وقد لا يقل غيرها عنها في الجودة.
---
جمال حسني الشرباتي
10-13-2005, 12:59 PM
السلام عليكم
دعني أقترح عليك موضوعا هو (العلاقة بين فكر ابن كثير وفكر ابن تيمية من خلال التفسير)
---(1/1611)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > موسوعة مؤلفات تراجم وفضائل الصحابة رضوان الله عليهم
---
موسوعة مؤلفات تراجم وفضائل الصحابة رضوان الله عليهم
---
مسك
06-02-2005, 09:21 AM
http://www.almeshkat.com/vb/images/bism.gif
لا يرتاب مسلم صادق في إسلامة في سمو منزلة الصحابة وفضلهم ورفعة شأنهم قوم اختصهم الله تبارك وتعالى لصحبة أفضل رسله محمد صلى الله عليه وسلم فصدقوه وآزروه ونصروه واتبعوا النور الذي جاء به فتلقوه عذبا زلالا وسائغا فراتا من مشكاة النبوة وأخلصوا دينهم لله وبذلوا فيه سبيله المهج والأرواح والغالي والنفيس والأموال والأولاد فشادوا بنيانه وأكملوا صرحه وفتحوا البلاد وهدوا العباد فكانوا بذلك أهلا لرضوان الله ومحبته ورحمته وجنته فكانوا خير أمة أخرجت للناس وخير القرون .
أخي الحبيب أردت بهذا الموضوع وهذه المقدمة جمع المؤلفات الخاصة بتراحم وسير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والوقوف على أهم ما صنف في هذا الباب .
خصوصاً في الوقت الذي أنشغل الكثير إلا من رحم الله بأخبار الفنانين والفنانات واللآهين واللآهيات واللآعبين واللآعبات والمغنيين والمغنيات ,, وجهلوا الكثير من أسماء وسير الصحابة رضوان الله عليهم .
ولو استوقفت بعض هؤلاء وطلبت منه ان يسرد لك العشرة المبشرين بالجنة لما استطاع أن يفعل .
اسأل الله أن يوفقنا لهذا العمل ويحسن نياتنا هو ولي ذلك والقادر عليه
أضغط هنا لتحميل موسوعة مؤلفات الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=36358)
---
(1/1612)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الرجاء بمساعدتي من فضلكم
---
الرجاء بمساعدتي من فضلكم
---
موراني
05-18-2004, 07:19 PM
منذ مدة أبحث عن القرآن لتحميل النص على
Microsoft 2000NT
بامكانية استنساخ النص ونقله الى موضع آخر بالسهولة
هل من المساعدة والاحالة على صفحة معنية على انترنيت ؟
ولكم شكري الجزيل
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2004, 09:41 PM
الذي أعرفه أن Microsoft 2000 NT هو نظام من شركة Microsoft خاص للشبكات . ويمكن أن يحمل عليه برنامج Microsoft Word بمختلف نسخه .
ويمكن الحصول على القرآن بهذه الصيغة عن طريق
مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية - القرآن الكريم (http://tafsir.org/books/list.php?cat=99)
أرجو أن تكون هذه بغيتك.
---
موراني
05-18-2004, 10:02 PM
أشكر لكم على هذه المعلومة والمساعدة
لقد وجدت نص القرآن على هذه الصفحة الا أنه بغير اعراب .
حملته الى الحاسوب عندي لكي استنسخ النص عند حاجة .
وفقكم الله
موراني
---
(1/1613)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تنبية :: بخصوص مواضيع سب الرسول وما شابهها التي انتشرت
---
تنبية :: بخصوص مواضيع سب الرسول وما شابهها التي انتشرت
---
الجندى
05-01-2005, 05:22 PM
المصدر (http://www.alsakher.com/vb2/showthread.php?p=923330#post923330)
أخي المسلم .. هذا الموقع :
www.------.com
يشوه صورة الإسلام على الإنترنت .. نرجو من الجميع التحذير منه وأن يرسلوه لكل قائمتهم البريدية وساحات الحوار
هذه الرسالة وصلتني مئات المرات وفي كل مرة أشعر بغصّة في الحلق بسبب ما أراه من تصرفات المسلمين الحماسية الخالية من الحكمة والعقل.
لذلك أنا أكتب هذه الكلمات ناصحا إخواني في الله المستخدمين للإنترنت أن يقرأوها ثم أن يوزعوها لكل من يعرفون خاصة إذا كانوا قد وقعوا من قبل ضحية في نشر المواقع المعادية للإسلام بين المسلمين.
أولا : كيف نوقف المواقع المعادية للإسلام :
إن شبكة الإنترنت بعد إنشائها أصبحت بيئة لجميع الأفكار والاتجاهات وكل يعرض رأيه بالطريقة التي يراها ..
ولا يمكن لأي شخص بأي حال من الأحوال إيقاف فكر أو علم سواء كان معاديا للإسلام أو غير معاد عن طريق إغلاق المواقع أو الدعوة لإغلاقها.
فإذا أغلق لأحدهم موقعا يستطيع أن يفتح مئات المواقع الأخرى التي تحتوي نفس المواد وتنتشر.
فلا سبيل أبدا لإيقاف هذه المواقع إلا بطريق واحد وهو : نشر الحق ليكون واضحا وجليا للناس ..
وكما قالوا الهجوم خير وسيلة للدفاع ..
كم من المؤلم أن نرى شبابا وفتيات يرسلون رسائل تعد بالملايين ( بدون أي مبالغة ) ناشرين فيها موقعا معاديا للإسلام ..
بينما لا نجد منهم من هو حريص على أن يخبر زميلا له عن موقع إذاعة طريق الإسلام مثلا.
ثانيا : الترويج للمواقع على الإنترنت :(1/1614)
إن سبب فشل الكثير من المواقع العالمية والتي قد تصرف فيها آلاف الدولارات هو عملية التسويق والترويج لهذه المواقع ..
فالموقع يظل مغمورا غير معروف طالما لم يتم الترويج له باستخدام قنوات الإعلان الصحيحة عبر الشبكة ( Advertising Banners Campaigns ) والملاحظ أغلب القائمين على تلك المواقع المعادية هم أفراد يحملون حقدا للإسلام دفعهم ذلك لإنشاء هذه المواقع .. ولو -وآه من لو- كان المسلمون على قدر المسؤولية وتجاهلوا هذه المواقع لما علم بها أحد بل وضعف عزيمة أصحابها عن متابعتها ..
وما زلت أكرر .. لو كنت من المشرفين على تلك المواقع لقمت بتصميم الموقع ثم حصلت على عناوين البريد الإلكتروني لخمسة أو ستة مسلمين فقط وأرسلت لهم رسالة قائلا فيها :
(موقع يسب الإسلام .. احذروا منه أشد الحذر .. والعنوان هو : www.------.com .. أرسلوه لكل من تعرفون حتى يتنبهوا ) ..
وطبعا سيقوم الإخوة بنشر الموقع لكل من يعرفون ..
فبدلا من 6 أشخاص صاروا 12 ثم 24 ثم 200 ثم ...
حتى يصل العدد لأرقام مليونية خيالية بدأت عن طريق 6 مسلمين ..
ثالثا : ما هي جدوى الترويج لهذه المواقع ؟
المشكلة أننا كثيرا ما نتصرف دون إعمال العقل .. فلماذا لا نتوقف قليلا ونسأل أنفسنا .. ما هي الجدوى من نشر هذه المواقع بين المسلمين ؟ قد يقول قائل : لتحذير المسلمين منها حتى لا يظنوا أنها مواقع إسلامية وينخدعوا بها !
فأقول رادّا عليك أخي الكريم : لا أحد يظن أن تلك المواقع إسلامية .. لأنهم ببساطة يعادون الإسلام ويضعون في نفس موقعهم مثلا تعريفا بعقيدتهم وأهدافهم .. ولولا المسلمين أنفسهم لما انتشرت هذه المواقع حتى يعرفها المسلم وغير المسلم.
بل وأستغرب من ذلك المنطق العجيب .. وهو أن يقوم الإنسان بالترويج لشيء بغرض التحذير منه !!!
فمثلا إذا وجدت مجلة تحارب الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وتحوي صورا خليعة وألفاظا قبيحة..(1/1615)
هل نذهب للبائع ونشتري منه ألف نسخة ثم نقف على قارعة الطريق ..
نعطي نسخة لكل مار بالطريق ونقول له : هذه مجلة تحارب الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم أرجو أن تحذر منها .. تفضل نسختك مجانا !!! أظن لا يقول عاقل أن هذا تحذير !
بل هذا ترويج وخداع !
وهذا ما يحدث بالضبط .. فأنت تطالب الناس بالحذر من موقع ثم تعطيهم عنوانه ..
والنفس البشرية تميل لما هو ممنوع عنها .. فأؤكد لك أن كل الناس سيدخلون على هذه المواقع بسببك أنت !
رابعا : خطر ترويج هذه المواقع :
كما قلت بداية إنك تساهم أخي الكريم بشكل فعّال في نشر هذه المواقع عالميا .. وذلك من خلال :
1- دعوة الآخرين لزيارتها وذلك بطريقة غير مباشرة
2- نشر العنوان بشكل غير طبيعي في رسائل البريد الإلكتروني مما يتيح تقنيا لهذه المواقع أن تتقدم في عرضها في محركات البحث بسبب اشتهارها .. فلو كتب شخص كلمة : islam في محرك للبحث يظهر له عنوان ذلك الموقع من أوائل المواقع .. وبذلك تكون أنت أيضا مساهما في ذلك.
إنني أضرب مثالا صغيرا لأوضح لكم خطورة الموقف : تصلني بعد الرسائل أحيانا من أشخاص يشكون في وجود الله .. ويشعرون بعدم مصداقية الإسلام وهؤلاء قد ولدوا مسلمين ولكن لديهم بعض الشبه والتي والحمد لله نحاول أن نزيلها منهم ..
إن شخصا مثل هذا الشخص الذي أذكره لو دخل موقعا معاديا للإسلام يروج الأكاذيب والشبه قد يقتنع بآرائهم الخبيثة ..
وقد يترك الإسلام .. وذلك بسبب مسلم أرسل له هذه الرسالة ليحذره من موقع يعادي الإسلام !
خامسا : أخي في الله .. اتق الله !(1/1616)
إنني هنا أؤكد لكم أن كل من يقوم بتوزيع هذه المواقع بعد قراءته لهذه المقالة لهو آثم آثم آثم .. وسوف يحاسبه الله تعالى ليس فقط على ما قام هو بإرساله .. بل أيضا على الآخرين الذين أرسلوها عن طريقه .. فيا له من أمر خطير ! ويالها من متوالية حسابية في الإثم مخيفة .. فلو قمت بإرساله لشخصين .. كل منهما أرسله لخمسة كان الناتج 12 شخصا في ميزان سيئاتك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سادسا : ولكن كيف أكفّر عن ذنبي ؟!
التوبة من الذنب هي من أهم الأمور .. وترك الذنب بغير توبة يعني أنك ستحاسب عليه يوم القيامة .. فكيف تتوب ؟
أولا : تتوقف نهائيا عن نشر هذه المواقع وتستغفر الله على ما كان منك.
ثانيا : تدعو كل من تعرفه من الإخوة أن يقرأوا هذه المقالة وذلك حتى يعرفوا جيدا خطورة المسألة.
ثالثا : تحفظ نسخة من هذه المقالة عندك وترسلها لكل من يرسل لك مثل هذه المواقع.
رابعا : تقوم بنشر المواقع الإسلامية الصحيحة بين المسلمين حتى يتعرفوا عليها .. على الأقل على نفس العدد الذي أرسلت له تلك المواقع المعادية للإسلام ..
واذكر بعضها هنا:
http://www.islamway.com
http://www.islamtoday.net
http://www.3mha.com
http:/www.saaid.net
وختاما اسال الله لكم التوفيق لكل خير
ولا تنسونا من خالص دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
عبدالرحمن الشهري
05-01-2005, 06:08 PM
جزاك الله خيراً . تنبيه مهم جداً ، وينبغي نشره بقدر المستطاع .
---
(1/1617)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > (كتاب التذكرة في النحو لإبن هشام الأنصاري)
---
(كتاب التذكرة في النحو لإبن هشام الأنصاري)
---
مروان الحسني
11-12-2005, 07:24 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته , و بعد :
هنالك كتاب في النحو أحاول البحث عنه لأنني أرغب فيه بشدة , و أخشى أن يكون مفقودا إلى الأبد , فأحببت أن أسألكم إن كنتم تعلمون عنه شيئا و في أي حال هل يجب أن أفقد الأمل في أن يتم العثور على هذا الكتاب ؟
كتاب التذكرة في النحو لإبن هشام الأنصاري صاحب كتاب ( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ) و هذا الكتاب ( أي التذكرة ) ينقل عنه الشيخ ياسين العليمي في حواشيه على كتب النحو كثيرا كما نقل عنه الشهاب الخفاجي في كتابه نسيم الرياض , و كذلك نقل عنه السيوطي في كتابه الأشباه و النظائر و كتابه عقود الزبرجد , و من نقوله أستطيع أن أقول أنه أحد أعظم كتب النحو قاطبة ,
و العليمي المتوفى سنة 1651 م ( أي قبل 354 عاما ) يصرح في حواشيه أن الكتاب عنده بخط مؤلفه , و الكتاب يقع في 15 مجلدا ...
أحد أمنياتي أن يتم العثور على هذا الكتاب , و ما ذلك على الله تعالى بعزيز ...
---
خالد الشبل
11-13-2005, 08:55 PM
الأخ مروان:
ذكر بعض من ترجموا لابن هشام هذا الكتاب، ومنهم: ابن حجر في الدرر الكامنة 2/309 ، والسيوطي في البغية 2/69 ، والشوكاني في البدر الطالع 1/401 . وذكرها حاجي خليفة في الكشف ص 384 .
ولعل هذا الكتاب من مفقود التراث، أو لمّا يُعثر عليه بعدُ.
والعليمي توفي سنة 1061 هـ ( أي قبل 365 سنة ) :)
---
مروان الحسني
11-18-2005, 03:53 PM(1/1618)
كم يحزنني هذا الكلام , فهذا الكتاب فيه من الفوائد ما لا يحصى , و لو طبع لأغنى عن كثير من الكتب , و قد وقفت على عدة نقول نفيسة منه , و لعلي أنسخها قريبا لتتبينوا عظمة هذا الكتاب , و لا أبالغ إذا قلت , إنه أحد أعظم الكتب التي تم تأليفها في علم النحو ...
---
خالد الشبل
11-18-2005, 04:38 PM
ما أكثر المفقودَ الذي فيه غنية عن بعض المطبوع!
---
مروان الحسني
11-19-2005, 12:59 AM
التذكرة
في علم النحو .
إبن هشام الأنصاري .
أنقل لكم هنا النقول و المعلومات التي وجدتها عن هذا الكتاب , عسى أن يتم العثور عليه قريبا بإذن الله تعالى ...
المصدر الأول : الأشباه و النظائر في النحو , الإمام جلال الدين السيوطي .
تحقيق : محمد عبد القادر الفاضلي , المكتبة العصرية .
1 - ( 1 ? 29 ) : و من ذلك ( أي الإتباع ) قال إبن هشام في ( تذكرته ) : الأصل في يا بني يا بنييي بثلاث ياءات , الأولى ياء التصغير و التانية لام الكلمة و الثالثة ياء الإضافة , فأدغمت ياء التصغير فيما بعدها لأن ما أول المثلين فيه مسكن فلا بد من إدغامه , و بقيت الثانية غير مدغم فيها , لأن المشدد لا يدغم لأنه واجب السكون فحذفت الثالثة . ( إنتهى )
2 - ( 1 ? 35 ) : و في ( تذكرة ) الشيخ جمال الدين بن هشام : قال ابن هشام الخضراوي : أجرت العرب حركات الإعراب للزومها على البدل مجرى الحركة اللازمة لكون حروفها لا تعرى من حركة , فلذلك قالوا : عصا و رحى , كما قالوا : قال و باع , و كذلك قالوا : يخشى و يرضى , كما قالوا : رمى و غزا . ( إنتهى )
3 - ( 1 ? 40 ) : و قال الشيخ جمال الدين بن هشام في ( تذكرته ) : باب التصغير معدول به عن الوصف , و قال إنهم استغنوا بياء و تغيير كلمة عن وصف المسمى بالصغر بعد ذكر إسمه , ألا ترى أن ما لا يوصف لا يجوز تصغيره , فدل ذلك على أن التصغير معدول به عن الوصف . ( إنتهى )(1/1619)
4 - ( 1 ? 53 ) : إذا إجتمع مثلان و حذف أحدهما فالمحذوف الأول أو الثاني ؟ فيف فروع :
الحادي و الثلاثون : ذات أصلها ذوية , تحركت الواو و الياء فقلب كل منهما ألفا فالتقى ألفان فحذف أحدهما , قال إبن هشام في
( تذكرته ) : و ينبغي أن ينظر هل المحذوف فيها الألف الأولى أو الثانية ؟ فقياس قول سيبويه و الخليل في إقامة و إستقامة أن يكون المحذوف الأولى , و قياس قولهما في مثل مصون أن يكون المحذوف الثانية . ( إنتهى )
5 - ( 1 ? 79 ) : قال إبن هشام في ( تذكرته ) : هذا باب ما فعلوه بمجرد إصلاح اللفظ في مسائل :
أحدها : قولهم ( لهنك قائم ) لأنهم لو قالوا لأنك لكان رجوعا إلى ما فروا منه , لكنهم لما أرادوا الرجوع إلى الأصل أبدلوا الهمزة هاء لإصلاح اللفظ , هذا قول المحققين , و قال أبو عبيد فيما حكى عنه صاحب الصحاح : أن الأصل ( لله أنك ) فحذفت إحدى اللامين و ألف الله و همزة أنك .
الثانية : زيادة الباء في فاعل أحسن و نحوه لئلا يكون نظير فاعل فعل أمر بغير اللام .
الثالثة : تأخير الفاء في ( أما زيد فمنطلق ) , مع أن حقها أن تكون في أول الجواب , إلا أنهم كرهوا صورة معطوف بلا معطوف عليه .
الرابعة : اتصال الضمير المؤكد للجار و المجرور بكان الزائدة في قوله :
و جيران لنا كانوا كرام
على تقرير ابن جني .
الخامسة : تقديم المعمول في ( زيدا فاضرب ) على ما قيل إن الفاء عاطفة جملة على جملة و إن الأصل : تنبه فاضرب زيدا .
السادسة : زيادة اللام في ( لا أبا لك ) على الصحيح لئلا تدخل لا على معرفة .
السابعة : تأكيد الضمير المرفوع المستتر إذا عطف عليه نحو ( اسكن أنت و زوجك ) [ البقرة 35 ] .
الثامنة : تأكيد المجرور في ( مررت بك أنت و زيد ) على ما حكاه ابن إياز في شرح الفصول .
التاسعة : إدخالهم الفصل في نحو ( زيد هو العالم ) .
العاشرة : الفصل بين أن و الفعل في نحو ( علم أن سيكون ) [ المزمل 20 ] لئلا يليها الفعل في اللفظ .(1/1620)
( إنتهى )
6 - ( 1 ? 114 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : زعم قوم من المتأخرين منهم خطاب الماردي أنه يجوز تضمين الفعل المتعدي لواحد معنى صير و يكون من باب ظن , فأجاز ( حفرت وسط الدار بئرا ) , أي صيرت , قال : و ليس بئرا تمييزا إذ لا يصلح لمن , و كذا أجاز ( بنيت الدار مسجدا ) و ( قطعت الثوب قميصا ) و ( قطعت الجلد نعلا ) و ( صبغت الثوب أبيضا ) , و جعل من ذلك قول أبي الطيب ( المتنبي ) :
فمضت و قد صبغ الحياء بياضها لوني كما صبغ اللجين العسجدا
لأن المعنى : صير الحياء بياضها لوني أي مثل لوني , قال ( أي إبن هشام ) : و الحق أن التضمين لا ينقاس .
( إنتهى )
7 - ( 1 ? 162 ) : و قال الشيخ جمال الدين بن هشام في ( تذكرته ) : بنى إبن عصفور على أن إضافة أفعل لا تفيد تعريفا : أنه لا بد من حذف في قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا )
[ آل عمران 96 ] و التقدير لهو الذي ببكة , فالخبر جملة إسمية لا مفرد معرفة , و الجمل نكرات كما قال الزجاج في ( إن هذان لساحران ) [ طه 63 ] إن التقدير لهما ساحران . ( إنتهى )
8 - ( 1 ? 215 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : هذا باب ما حملوا فيه الشيء على نقيضه , و ذلك في مسائل :
الأولى : لا النافية , حملوها على أن في العمل في نحو ( لا طالعا جبلا حسن ) .
الثانية : رضي عدوها بعلى حملا على سخط , قاله الكسائي .
الثانية : فضل عدوه بعن حملا على نقص , و دليله قوله :
لاه إبن عمك لا أفضلت في حسب عني و لا أنت دياني فتخزوني
قال إبن هشام : و هذا مما خطر لي .
الرابعة : نسي علقوها على علم , قال :
و من أنتم إنا نسينل من أنتم و ريحكم من أي ريح الأعاصر
الخامسة : خلاصة حملوها على ضدها من باب فعالة لأنه وزن نقيض المرمي و المبقي ,(1/1621)
قال ( أي إبن هشام ) : و هذا لمل خطر لي عرضته على الشيخ فاعترضه بأن الدال هنا على خلاف باب زبالة و فضالة , لا نسلم أنه الوزن بل الحروف , قال : و هو محل نظر .
السادسة : جيان و عطشان حملوها على شبعان و ريان و ملآن لأن باب فعلان للإمتلاء .
السابعة : دخل حملوها على خرج فجاؤوا بمصدرها كمصدره فقالوا : دخولا كخروجا , هذا إن قلنا إن دخل متعدية , و إن قلنا إنها قاصرة فلا حمل .
الثامنة : شكر عدوها بالياء حملا على كفر فقالوا : شكرته و له و به , قاله إبن خالويه في الطارقيات .
التاسعة : قالوا بطل بطالة , حملا على ضده من باب الصنائع كنجر نجارة .
العاشرة : قالوا مات موتانا , حملا على حيي حيوانا , لأن باب فعلان للتقلب و التحرك .
الحادية عشرة : كم الخبرية حملوها على رب في لزوم الصدرية لأنها نقيضتها .
الثانية عشرة : معمول ما بعد لم و لما , قدم عليهما حملا على نقيضه و هو الإيجاب , قاله الشلوبين , و إعترضه إبن عصفور بأنه يلزمه تقديم المعمول على ما ضرب زيدا لأنه أيضا نقيضه الإيجاب , و ليس بشيء لأنه لا يلزم اعتبار النقيض .
الثالثة عشرة : قالوا : ( كثر ما تقولن ذلك ) , حملا على ( قلما تقولن ذلك ) , و إنما قالوا
( قلما تقولن ذلك ) , لأن قلما تكون للنفي . ( إنتهى )(1/1622)
9 - ( 1 ? 217 ) : و قال في موضع آخر من ( تذكرته ) : كما يحملون النظير على النظير غالبا , كذا يحملون النقيض على النقيض قليلا , مثل لا النافية للجنس حملوها على إن , و كم للتكثير أجروها مجرى رب التي للتقليل فصدروها و خصوها بالنكرات , و قالوا : امرأة عدوة فألحقوا فيها تاء التأنيث , و حكم فعول إذا كانت صفة للمؤنث و كان في معنى فاعل أن لا تدخله تاء التأنيث , و قالوا : امرأة صبور و ناقة رغوث ( أي مرضع ) لأنهم أجروا عدوة مجرى صديقة و هي ضدها , فكما أدخلوا التاء في صديقة أدخلوها في عدوة , و قالوا : الغدايا و العشايا فجمع غدوة و غداة على فعالى , و حكمه أن يقال فيه : غداة و غدواة و غدوة و غدوات , لأنهم حملوها على تاعشليا و هي في مقابلها , لأن الغداة أول النهار كما أن العشية آخره . ( إنتهى )
10 - ( 1 ? 250 ) : قال إبن هشام في ( تذكرته ) : زعم بدر الدين بن مالك أن اللام لا تدخل على خبر إن إذا تقدم معموله عليه , فلا تقول ( إن زيدا طعامك لآكل ) , كأنه رأى أن اللام لا يتقدم معمول ما بعدها عليها لأن لها الصدر , و الحكم فاسد و التقدير كذلك على تقدير أن يكون رآه , أما فساد الحكم فلأن السماع جاء بخلافه , و قال تعالى ( و إن كثيرا من الناس بلقآىء ربهم لكافرون ) [ الروم 8 ] ,
و قال الشاعر :
فإني إلى قوم سواكم لأميل
و أما فساد التعليل فلأن هذه اللام مقدمة من تأخير فهي إنما تحمي ما هو في حيزها الأصلي أن يتقدم عليها لا ما هو في حيزها الآن , و إلا لم يصح ( إن زيدا لقائم ) و لا ( إن في الدار لزيدا ) , ألا ترى أن العامل في الخبر ( أن ) هو إن عند البصريين و العمل في إسمها هي بإجماع النحاة , فلو كانت تمنع العمل لمنعت إن . ( إنتهى )
11 - ( 1 ? 294 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : نص العبدي على أن ( ما ) لا تستعمل في الإباحة لأنها دخيلة على(1/1623)
( أو ) و فرع لها , و الفرع ينقص عن درجة الأصل , قال إبن هشام : كأن العبدي لما لم يسمعه لم يجز قياسه و هو متجه .
( إنتهى )
12 - ( 1 ? 328 ) : قال إبن هشام في ( تذكرته ) : هذا باب ما فعلوه مراعاة للصور .
من ذلك ( الذين ) , خصوه بالعاقل لأنه على صورة ما يختص بالعاقل و هو الزيدون و العمرون و إلا فمرده الذي و هو غير مختص بالعاقل , قاله ابن عصفور في شرح المقرب .
و من ذلك ( ذو ) الموصولة , أعربها بعضهم تشبيها بذي التي بمعنى صاحب لتعاقبهما في اللفظ , و إن كان الموصول فيها مقتضيل للبناء و هو الإفتقار للتأصل . ( إنتهى )
13 - ( 1 ? 360 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : لا يجوز ( كسرت لزيد رباعيتين علياتين و سفلاتين ) , لأن فيهما الجمع بين الألف و التاء , و اجتماع علامتي تأنيث لا يجوز . ( إنتهى )
14 - ( 1 ? 366 ) : و قال في ( تذكرته ) : إن قيل : لأي شيء فتحت لام المستغاث ؟
فالجواب : فرقا بينها و بين لام المستغاث له .
فإن قيل : لأي شيء كان المفتوح لام المستغاث و كان حقه التغيير في الثانية , لأن عندها تتحقق الحاجة فهو أجرى على قياسهم , كما أنهم لا يحذفون في نحو سفرجل إلا ما ارتدعوا عنده ؟
فالجواب : أن الأول حال محل المضمر و اللام تفتح إذا دخلت عليه .
فإن قيل : فلأي شيء كررت في المعطوف عليه ؟
فالجواب : أنه بعطفه على ما حصل فيه اكتفى بذلك و ساعد عليه أن المعطوف يجوز فيه ما لا يجوز في المعطوف عليه , تقول يا زيد و الرجل , و إن لم يجز : يا الرجل .
فإن قيل : فلأي شيء يفتح في يا لزيد و يا لعمرو مع أنه معطوف ؟
فالجواب : أنه نداء ثان مستقل و المعطوف الجملة , قال ( أي إن هشام ) : فهذا تحرير لا تجد لأحد مثله إن شاء الله تعالى .
( إنتهى )
15 - ( 1 ? 367 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : سئلت عن لولاي إذا عطف عليها إسم ظاهر .(1/1624)
فقلت : يجب الرفع نحو : لولاي و زيد لكان كذا و كذا , كما تقول : ما في الدلر من رجل و لا امرأة , و ذلك لأن الاسم المضمر بعد لولا و إن كان في موضع خفض بها إلا أنه أيضا في موضع رفع بالإبتداء , و نظيره في ذلك الاسم المجرور بلعل على لغة عقيل إذا قيل : لعل زيد قائم , ألا ترى أن ( قائم ) خبر مرفوع و ليس معمولا للعمل , لأنها هنا حرف جر كالياء و اللام فلا تعمل غير الجر , و إن عطف على محله من الخفض فإن التزمت اعادة الخافض لم يتأت هنا , لأنا إذا قلنا : لولاك و لولا زيد , لزم جر لولا للظاهر و هو ممتنع بإجماع , و إن لم تلتزمه فقد يمتنع العطف بما ذكرناه لأن العامل حينئذٍ هو لولا الثانية , و قد يصحح بأن يدعى انهم اغتفروا كثيرا في الثواني ما لم يغتفروا في الأوائل .
( إنتهى )
يتبع ...
---
مروان الحسني
11-19-2005, 12:59 AM
التذكرة
في علم النحو .
إبن هشام الأنصاري .
أنقل لكم هنا النقول و المعلومات التي وجدتها عن هذا الكتاب , عسى أن يتم العثور عليه قريبا بإذن الله تعالى ...
المصدر الأول : الأشباه و النظائر في النحو , الإمام جلال الدين السيوطي .
تحقيق : محمد عبد القادر الفاضلي , المكتبة العصرية .
1 - ( 1 ? 29 ) : و من ذلك ( أي الإتباع ) قال إبن هشام في ( تذكرته ) : الأصل في يا بني يا بنييي بثلاث ياءات , الأولى ياء التصغير و التانية لام الكلمة و الثالثة ياء الإضافة , فأدغمت ياء التصغير فيما بعدها لأن ما أول المثلين فيه مسكن فلا بد من إدغامه , و بقيت الثانية غير مدغم فيها , لأن المشدد لا يدغم لأنه واجب السكون فحذفت الثالثة . ( إنتهى )(1/1625)
2 - ( 1 ? 35 ) : و في ( تذكرة ) الشيخ جمال الدين بن هشام : قال ابن هشام الخضراوي : أجرت العرب حركات الإعراب للزومها على البدل مجرى الحركة اللازمة لكون حروفها لا تعرى من حركة , فلذلك قالوا : عصا و رحى , كما قالوا : قال و باع , و كذلك قالوا : يخشى و يرضى , كما قالوا : رمى و غزا . ( إنتهى )
3 - ( 1 ? 40 ) : و قال الشيخ جمال الدين بن هشام في ( تذكرته ) : باب التصغير معدول به عن الوصف , و قال إنهم استغنوا بياء و تغيير كلمة عن وصف المسمى بالصغر بعد ذكر إسمه , ألا ترى أن ما لا يوصف لا يجوز تصغيره , فدل ذلك على أن التصغير معدول به عن الوصف . ( إنتهى )
4 - ( 1 ? 53 ) : إذا إجتمع مثلان و حذف أحدهما فالمحذوف الأول أو الثاني ؟ فيف فروع :
الحادي و الثلاثون : ذات أصلها ذوية , تحركت الواو و الياء فقلب كل منهما ألفا فالتقى ألفان فحذف أحدهما , قال إبن هشام في
( تذكرته ) : و ينبغي أن ينظر هل المحذوف فيها الألف الأولى أو الثانية ؟ فقياس قول سيبويه و الخليل في إقامة و إستقامة أن يكون المحذوف الأولى , و قياس قولهما في مثل مصون أن يكون المحذوف الثانية . ( إنتهى )
5 - ( 1 ? 79 ) : قال إبن هشام في ( تذكرته ) : هذا باب ما فعلوه بمجرد إصلاح اللفظ في مسائل :
أحدها : قولهم ( لهنك قائم ) لأنهم لو قالوا لأنك لكان رجوعا إلى ما فروا منه , لكنهم لما أرادوا الرجوع إلى الأصل أبدلوا الهمزة هاء لإصلاح اللفظ , هذا قول المحققين , و قال أبو عبيد فيما حكى عنه صاحب الصحاح : أن الأصل ( لله أنك ) فحذفت إحدى اللامين و ألف الله و همزة أنك .
الثانية : زيادة الباء في فاعل أحسن و نحوه لئلا يكون نظير فاعل فعل أمر بغير اللام .
الثالثة : تأخير الفاء في ( أما زيد فمنطلق ) , مع أن حقها أن تكون في أول الجواب , إلا أنهم كرهوا صورة معطوف بلا معطوف عليه .
الرابعة : اتصال الضمير المؤكد للجار و المجرور بكان الزائدة في قوله :(1/1626)
و جيران لنا كانوا كرام
على تقرير ابن جني .
الخامسة : تقديم المعمول في ( زيدا فاضرب ) على ما قيل إن الفاء عاطفة جملة على جملة و إن الأصل : تنبه فاضرب زيدا .
السادسة : زيادة اللام في ( لا أبا لك ) على الصحيح لئلا تدخل لا على معرفة .
السابعة : تأكيد الضمير المرفوع المستتر إذا عطف عليه نحو ( اسكن أنت و زوجك ) [ البقرة 35 ] .
الثامنة : تأكيد المجرور في ( مررت بك أنت و زيد ) على ما حكاه ابن إياز في شرح الفصول .
التاسعة : إدخالهم الفصل في نحو ( زيد هو العالم ) .
العاشرة : الفصل بين أن و الفعل في نحو ( علم أن سيكون ) [ المزمل 20 ] لئلا يليها الفعل في اللفظ .
( إنتهى )
6 - ( 1 ? 114 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : زعم قوم من المتأخرين منهم خطاب الماردي أنه يجوز تضمين الفعل المتعدي لواحد معنى صير و يكون من باب ظن , فأجاز ( حفرت وسط الدار بئرا ) , أي صيرت , قال : و ليس بئرا تمييزا إذ لا يصلح لمن , و كذا أجاز ( بنيت الدار مسجدا ) و ( قطعت الثوب قميصا ) و ( قطعت الجلد نعلا ) و ( صبغت الثوب أبيضا ) , و جعل من ذلك قول أبي الطيب ( المتنبي ) :
فمضت و قد صبغ الحياء بياضها لوني كما صبغ اللجين العسجدا
لأن المعنى : صير الحياء بياضها لوني أي مثل لوني , قال ( أي إبن هشام ) : و الحق أن التضمين لا ينقاس .
( إنتهى )
7 - ( 1 ? 162 ) : و قال الشيخ جمال الدين بن هشام في ( تذكرته ) : بنى إبن عصفور على أن إضافة أفعل لا تفيد تعريفا : أنه لا بد من حذف في قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا )
[ آل عمران 96 ] و التقدير لهو الذي ببكة , فالخبر جملة إسمية لا مفرد معرفة , و الجمل نكرات كما قال الزجاج في ( إن هذان لساحران ) [ طه 63 ] إن التقدير لهما ساحران . ( إنتهى )
8 - ( 1 ? 215 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : هذا باب ما حملوا فيه الشيء على نقيضه , و ذلك في مسائل :(1/1627)
الأولى : لا النافية , حملوها على أن في العمل في نحو ( لا طالعا جبلا حسن ) .
الثانية : رضي عدوها بعلى حملا على سخط , قاله الكسائي .
الثانية : فضل عدوه بعن حملا على نقص , و دليله قوله :
لاه إبن عمك لا أفضلت في حسب عني و لا أنت دياني فتخزوني
قال إبن هشام : و هذا مما خطر لي .
الرابعة : نسي علقوها على علم , قال :
و من أنتم إنا نسينل من أنتم و ريحكم من أي ريح الأعاصر
الخامسة : خلاصة حملوها على ضدها من باب فعالة لأنه وزن نقيض المرمي و المبقي ,
قال ( أي إبن هشام ) : و هذا لمل خطر لي عرضته على الشيخ فاعترضه بأن الدال هنا على خلاف باب زبالة و فضالة , لا نسلم أنه الوزن بل الحروف , قال : و هو محل نظر .
السادسة : جيان و عطشان حملوها على شبعان و ريان و ملآن لأن باب فعلان للإمتلاء .
السابعة : دخل حملوها على خرج فجاؤوا بمصدرها كمصدره فقالوا : دخولا كخروجا , هذا إن قلنا إن دخل متعدية , و إن قلنا إنها قاصرة فلا حمل .
الثامنة : شكر عدوها بالياء حملا على كفر فقالوا : شكرته و له و به , قاله إبن خالويه في الطارقيات .
التاسعة : قالوا بطل بطالة , حملا على ضده من باب الصنائع كنجر نجارة .
العاشرة : قالوا مات موتانا , حملا على حيي حيوانا , لأن باب فعلان للتقلب و التحرك .
الحادية عشرة : كم الخبرية حملوها على رب في لزوم الصدرية لأنها نقيضتها .
الثانية عشرة : معمول ما بعد لم و لما , قدم عليهما حملا على نقيضه و هو الإيجاب , قاله الشلوبين , و إعترضه إبن عصفور بأنه يلزمه تقديم المعمول على ما ضرب زيدا لأنه أيضا نقيضه الإيجاب , و ليس بشيء لأنه لا يلزم اعتبار النقيض .
الثالثة عشرة : قالوا : ( كثر ما تقولن ذلك ) , حملا على ( قلما تقولن ذلك ) , و إنما قالوا
( قلما تقولن ذلك ) , لأن قلما تكون للنفي . ( إنتهى )(1/1628)
9 - ( 1 ? 217 ) : و قال في موضع آخر من ( تذكرته ) : كما يحملون النظير على النظير غالبا , كذا يحملون النقيض على النقيض قليلا , مثل لا النافية للجنس حملوها على إن , و كم للتكثير أجروها مجرى رب التي للتقليل فصدروها و خصوها بالنكرات , و قالوا : امرأة عدوة فألحقوا فيها تاء التأنيث , و حكم فعول إذا كانت صفة للمؤنث و كان في معنى فاعل أن لا تدخله تاء التأنيث , و قالوا : امرأة صبور و ناقة رغوث ( أي مرضع ) لأنهم أجروا عدوة مجرى صديقة و هي ضدها , فكما أدخلوا التاء في صديقة أدخلوها في عدوة , و قالوا : الغدايا و العشايا فجمع غدوة و غداة على فعالى , و حكمه أن يقال فيه : غداة و غدواة و غدوة و غدوات , لأنهم حملوها على تاعشليا و هي في مقابلها , لأن الغداة أول النهار كما أن العشية آخره . ( إنتهى )
10 - ( 1 ? 250 ) : قال إبن هشام في ( تذكرته ) : زعم بدر الدين بن مالك أن اللام لا تدخل على خبر إن إذا تقدم معموله عليه , فلا تقول ( إن زيدا طعامك لآكل ) , كأنه رأى أن اللام لا يتقدم معمول ما بعدها عليها لأن لها الصدر , و الحكم فاسد و التقدير كذلك على تقدير أن يكون رآه , أما فساد الحكم فلأن السماع جاء بخلافه , و قال تعالى ( و إن كثيرا من الناس بلقآىء ربهم لكافرون ) [ الروم 8 ] ,
و قال الشاعر :
فإني إلى قوم سواكم لأميل
و أما فساد التعليل فلأن هذه اللام مقدمة من تأخير فهي إنما تحمي ما هو في حيزها الأصلي أن يتقدم عليها لا ما هو في حيزها الآن , و إلا لم يصح ( إن زيدا لقائم ) و لا ( إن في الدار لزيدا ) , ألا ترى أن العامل في الخبر ( أن ) هو إن عند البصريين و العمل في إسمها هي بإجماع النحاة , فلو كانت تمنع العمل لمنعت إن . ( إنتهى )
11 - ( 1 ? 294 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : نص العبدي على أن ( ما ) لا تستعمل في الإباحة لأنها دخيلة على(1/1629)
( أو ) و فرع لها , و الفرع ينقص عن درجة الأصل , قال إبن هشام : كأن العبدي لما لم يسمعه لم يجز قياسه و هو متجه .
( إنتهى )
12 - ( 1 ? 328 ) : قال إبن هشام في ( تذكرته ) : هذا باب ما فعلوه مراعاة للصور .
من ذلك ( الذين ) , خصوه بالعاقل لأنه على صورة ما يختص بالعاقل و هو الزيدون و العمرون و إلا فمرده الذي و هو غير مختص بالعاقل , قاله ابن عصفور في شرح المقرب .
و من ذلك ( ذو ) الموصولة , أعربها بعضهم تشبيها بذي التي بمعنى صاحب لتعاقبهما في اللفظ , و إن كان الموصول فيها مقتضيل للبناء و هو الإفتقار للتأصل . ( إنتهى )
13 - ( 1 ? 360 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : لا يجوز ( كسرت لزيد رباعيتين علياتين و سفلاتين ) , لأن فيهما الجمع بين الألف و التاء , و اجتماع علامتي تأنيث لا يجوز . ( إنتهى )
14 - ( 1 ? 366 ) : و قال في ( تذكرته ) : إن قيل : لأي شيء فتحت لام المستغاث ؟
فالجواب : فرقا بينها و بين لام المستغاث له .
فإن قيل : لأي شيء كان المفتوح لام المستغاث و كان حقه التغيير في الثانية , لأن عندها تتحقق الحاجة فهو أجرى على قياسهم , كما أنهم لا يحذفون في نحو سفرجل إلا ما ارتدعوا عنده ؟
فالجواب : أن الأول حال محل المضمر و اللام تفتح إذا دخلت عليه .
فإن قيل : فلأي شيء كررت في المعطوف عليه ؟
فالجواب : أنه بعطفه على ما حصل فيه اكتفى بذلك و ساعد عليه أن المعطوف يجوز فيه ما لا يجوز في المعطوف عليه , تقول يا زيد و الرجل , و إن لم يجز : يا الرجل .
فإن قيل : فلأي شيء يفتح في يا لزيد و يا لعمرو مع أنه معطوف ؟
فالجواب : أنه نداء ثان مستقل و المعطوف الجملة , قال ( أي إبن هشام ) : فهذا تحرير لا تجد لأحد مثله إن شاء الله تعالى .
( إنتهى )
15 - ( 1 ? 367 ) : و قال إبن هشام في ( تذكرته ) : سئلت عن لولاي إذا عطف عليها إسم ظاهر .(1/1630)
فقلت : يجب الرفع نحو : لولاي و زيد لكان كذا و كذا , كما تقول : ما في الدلر من رجل و لا امرأة , و ذلك لأن الاسم المضمر بعد لولا و إن كان في موضع خفض بها إلا أنه أيضا في موضع رفع بالإبتداء , و نظيره في ذلك الاسم المجرور بلعل على لغة عقيل إذا قيل : لعل زيد قائم , ألا ترى أن ( قائم ) خبر مرفوع و ليس معمولا للعمل , لأنها هنا حرف جر كالياء و اللام فلا تعمل غير الجر , و إن عطف على محله من الخفض فإن التزمت اعادة الخافض لم يتأت هنا , لأنا إذا قلنا : لولاك و لولا زيد , لزم جر لولا للظاهر و هو ممتنع بإجماع , و إن لم تلتزمه فقد يمتنع العطف بما ذكرناه لأن العامل حينئذٍ هو لولا الثانية , و قد يصحح بأن يدعى انهم اغتفروا كثيرا في الثواني ما لم يغتفروا في الأوائل .
( إنتهى )
يتبع ...
---
مروان الحسني
04-08-2006, 08:38 AM
إخواني هل من جديد بشأن هذا الكتاب !
---
(1/1631)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (شبكة التفسير والدراسات القرآنية) في ثوبها الجديد قريباً..
---
(شبكة التفسير والدراسات القرآنية) في ثوبها الجديد قريباً..
---
عبدالرحمن الشهري
09-02-2006, 02:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ بداية العام الهجري الجاري 1427هـ اتفقنا مع إحدى الشركات لإعادة تصميم وبرمجة الموقع ، وأخذنا في الاعتبار معظم اقتراحاتكم وتوجيهاتكم الكريمة بارك الله فيكم جميعاً .
وقد أوشك الموقع على الانطلاق ، وقد أعطي المبرمج الضوء الأخضر للتركيب هذه الأيام ، فلعلكم ترون ما يسركم إن شاء الله . وربما يقوم المبرمج بإغلاق الملتقى وتركيب النسخة الحديثة قريباً فلا تستغربوا حفظكم الله وقد أخبرني أن هذا لن يستغرق إلا ساعات معدودات .
الرياض في 9/8/1427هـ
---
يوسف العليوي
09-02-2006, 05:01 PM
سهل الله أمركم ياشيخ عبد الرحمن، وجزاكم خيرًا على ما تبذلونه خدمة لكتاب الله عزوجل.
---
خالد الباتلي
09-03-2006, 06:11 PM
نبارك لكم هذه النقلة والتطوير، وجزاكم الله خير الجزاء على ما بذلتموه في هذا السبيل
---
أحمد بزوي الضاوي
09-05-2006, 12:14 AM
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، لقد سرني هذا الخبر السعيد ، وأملنا أن يوفقكم الله تعالى لما فيه الخير و النفع ، مما يجعل الموقع إضافة علمية لمجال التخصص ، و قبلة المتخصصين في الدراسات القرآنية .
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---
الطبيب
09-06-2006, 09:51 AM
أبارك لكم هذه الخطوة، وأسأل الله للجميع التوفيق.
ودمتم ،،،
---
ناصر
09-07-2006, 06:27 AM(1/1632)
إذا كان المقصود بشبكة التفسير والدراسات القرآنية: http://www.tafsir.net فلا بأس ( أقول هذا على مضض صراحة), أما إذا كان المقصود ملتقى أهل التفسير,فلا أرى الصواب ما فعلتم, لأن إحتمال تحسينه ضعيف جدا, لأن تصميمه الذى هو عليه الآن من أحسن ما رأيت إن لم يكن أحسنها على الإطلاق.
ليتكم قبل الإقدام على مثل هذه الخطوات المكلفة أن تطلبوا نصيحة الأعضاء. (اللهم إلا إذا كان عمل تلك الشركة من باب الصدقة ).
و الله أعلم.
---
أيمن صالح شعبان
09-07-2006, 11:07 AM
اللهم تقبل منا ومنكم صالح العمل ووقفنا وإياكم لكل خير
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2006, 04:40 PM
جزاكم الله خيراً جميعاً على دعواتكم وحرصكم على الموقع .
الأخ الكريم ناصر وفقه الله : التطوير سيشمل الموقع كاملاً بحيث يظهر التكامل بين صفحة الشبكة ، وصفحات الملتقى بشكل أكبر وأظهر ، لأننا نعاني في الإشراف من تشتت منافذ الدخول لإدارة الموقع بأقسامها . ولن يكون هناك تغيير في المظهر للملتقى فمظهره الحالي كما تفضلتم بارك الله فيكم ، ورأيكم يهمنا دوماً . غير أن النسخ الحديثة من المنتدى أقوى من حيث الحماية ، وهي نقطة مهمة في المنتديات لا بد من السير فيها . ونحن لم نقدم على أي تطوير ولن نفعل إلا بعد أخذ المشورة والآراء منكم جميعاً وفقكم الله فالموقع لنا جميعاً وليس خاصاً بالمشرفين عليه ، وهذا أمرٌ يسعدنا ويشعرنا بالثقة بارك الله فيكم .
---
الراية
09-07-2006, 09:17 PM
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم
---
فهد الوهبي
09-08-2006, 03:16 AM
أعانكم الله وبارك فيكم
---
نصرمنصور
09-08-2006, 08:00 AM
أتمنى أن يبقى المظهر والشكل الحالي بألوانه كما هو من غير تغيير ؛ لأن ألوانه في رأيي في غاية الروعة والتناسب. وشكرا لكم على جهودكم
---
ناصر
09-08-2006, 08:03 AM
أحسن الله إليكم فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري وبارك في جهودكم.
---
فؤاد الشيبري(1/1633)
09-08-2006, 02:16 PM
بارك الله فيكم وفي جهودكم وأعانكم على خدمة أهل العلم وعامة المسلمين في هذا الموقع المتميز
---
عبدالرحمن الشهري
09-09-2006, 07:32 PM
سيتم توقف الملتقى - بحسب الجهة القائمة بتطوير الموقع - هذين اليومين لتطويره إن شاء الله . ولعله يعود للعمل بإذن الله في أقرب وقت ، بعد استكمال التعديلات والترقية للنسخة الجديدة . وشكر الله لكم جميعاً متابعتكم وحرصكم على شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، التي أرجو أن تنتقل للأفضل لنا جميعاً كمشرفين وأعضاء .
---
ناصر
09-10-2006, 12:20 AM
أحببت فقط أن أذكركم بعمل نسخة احتياطية لقاعدة بيانات و ملفات الملتقى (إعملوها بأنفسكم ولا تعتمدوا كليا على تلكم الشركة).
طبعا إعملوها الآن قبل بداية عملية التطوير هذه.
هذا لتفادي ما وقع مثلا لمنتدى الحديث مؤخرا, نسأل الله العافية.
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2006, 03:30 AM
جزاكم الله خيراً جميعاً .
ها هو الملتقى قد تم ترقيته ، وما زال فيه ملحوظات كثيرة جداً من حيث الألوان ، وأنواع الخطوط ، وكثير من العبارات المعربة التي تحتاج إلى تصحيح أو استبدال . فليت كل واحد منكم يبدي رأيه في هذا مع مراعاة أن التصويبات والتعديلات سهلة وممكنة ولله الحمد .
وفق الله الجميع لكل خير.
صباح الثلاثاء 19/8/1427هـ
---
نورة
09-12-2006, 06:51 AM
جزاكم الله خيراً
---
ابن الجزيرة
09-12-2006, 08:08 AM
بارك الله في جهودكم جميعاً والحقيقة لمسات مباركة نسأل الله أن ينفع بها .
---
د.خضر
09-12-2006, 09:46 AM
نبارك هذا التحديث وإلى الأمام دائما يا سعادة الدكتور المشرف ومن معك في أسرة الملتقى وبارك الله في جمعكم وحفظكم
---
الطبيب
09-12-2006, 10:00 AM
جزاكم الله خيراً على هذا التطوير ...(1/1634)
ولا شك أن المرحلة المقبلة هي (صيانة برنامج الملتقى) حتى يصل إلى أفضل مستوى، والأخطاء والملاحظات الحالية محتملة، طالما أن هدف الرقي بمستوى الملتقى سيظل موجوداً.
وإبداء الملاحظات والاقتراحات مسئولية الجميع.
ودمتم ،،،
---
الطبيب
09-12-2006, 10:18 AM
هل نبدي الاقتراحات هنا أم سيخصص لها مكان آخر ؟!
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2006, 11:33 AM
حفظكم الله جميعاً.
لتكن الملحوظات في هذه المشاركة ..
رجاء من الجميع : ضع ملاحظاتك على تصميم الملتقى الجديد هنا وفقك الله ... (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6410)
---
(1/1635)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الماسونية للشيخ عبدالرحمن الدوسري
---
الماسونية للشيخ عبدالرحمن الدوسري
---
مسك
04-07-2005, 07:18 AM
هنا تجد : " الماسونية " للتحميل للشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله
الماسونية للتحميل للشسخ الدوسري (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=34690)
الماسونية جمعية سرية يهودية يسمونها بالقوة الخفية أسسوها بادئ الأمر ضد النصارى لتعمل على تحريف إنجيلهم أو أناجيلهم وإفساد عقائدهم وأفكارهم وتشتت أمرهم بأنواع الخلاف والشقاق وقد سلكوا شتى الأساليب الدقيقة لتحقيق ذلك. فلما جاء الإسلام وسعوا دائرتها ليحيطوه بأشراكها.
---
(1/1636)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المفسرات لكتاب الله (تتبع للاتي اشتغلن بالتفسير)
---
المفسرات لكتاب الله (تتبع للاتي اشتغلن بالتفسير)
---
عمر المقبل
04-12-2007, 09:13 PM
الحمد لله ،وبعد :
فإن العلماء والمشتغلين بالتفسير من الرجال لا يكاد يأتي عليهم الحصر .
ولما كانت طبيعة المرأة ووظيفتها التي خلقت لأجلها تحول ـ في غالب الأحيان ـ دون المشاركة في العلم ، إلا أن ذلك لم يَحُلْ دون مشاركة بعضهن في بعض الفنون ،ولعل علم الحديث أكثر هذه العلوم حظوةً ،والسبب لا يخفى .
ولما كنا في هذا الملتقى العلمي المبارك سنح بالبال فكرة جمع المشتغلات بهذا الفن ـ فن التفسير ـ لتبقى معجماً مختصراً للباحثين ،وسبباً في شحذ همم أخواتنا الباحثات في هذا المجال .
وأول من تأتي على الذكر في هذا الفن :
1 ـ أم المؤمنين ـ الصديقة بنت الصديق ـ : عائشة رضي الله عنها .
2 ـ الشيخة الصالحة ـ والدة زين الدين علي بن إبراهيم بن نجا ،المعروف بـ"ابن نُجَيّة" ـ .
جاء في ذيل طبقات الحنابلة 2/536 ـ ت.العثيمين ـ في ترجمة زين الدين المشار إليه آنفاً ـ أنه سَعُدَ بدعاءِ والدته، كانت صالحة حافظة تعرف التفسير..
قال زين الدين ـ ابنها المذكور ـ :
كنا نسمع من خالي التفسير، ثم أجيء إليها، فتقول: أيشٍ فسر أخي اليوم ؟!
فأقول : سورة كذا وكذا .
فتقول : ذكر قول فلان، وذكر الشيء الفلاني ؟
فأقول : لا !
فتقول : ترك هذا.
وسمعت والدي يقول : كانت تحفظ كتاب " الجواهر " وهو ثلاثون مجلد، تأليف والدها الشيخ أبي الفرج، وأقعدت أربعين سنة في محرابها ) انتهى .
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 07:17 PM
المفسرة الهندية (بيكم)..هل هي اول من فسر القرآن من النساء (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6056)
---
(1/1637)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أرجوا الدخول والمشاركة؟
---
أرجوا الدخول والمشاركة؟
---
القسطاس
01-27-2006, 10:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (خيركم من تعلم القران وعلمه ).
الإخوة الكرام لدي مشروع وأنوي أن أقوم به إن شاء الله.
هذا المشروع هو لحفظ كتاب الله الكريم من خلال خطه قمت بوضعها.
أرجوا منكم التكرم والنظر في هذه الخطة وإعطائي نصحكم وإرشادكم من خلال تجاربكم والله المستعان.
مشروع لحفظ القران الكريم خلال خمس سنوات تقريبًا
1- حفظ ربع حزب خلا ل الأسبوع (( ويتكون من صفحتين ونصف تقريبًا ))
2- قراءة في تفاسير القران الكريم للطبري تحقيق أحمد محمد شاكر
تفسير البغوي
تفسير ابن كثير تحقيق محمد نسيب الرفاعي
تفسير سيد قطب في ظلال القران مع الاطلاع على ((تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن لعلوي بن عبدالقادر السقاف
تفسير السعدي
التفسير الميسر أبو بكر الجزائري.
3- دراسة أحكام التجويد مع قراءة في أسباب النزول, غريب القران, مشكل أعراب القران.
4- قراءة علوم القران لمناع القطان مثلا أو بعض الدراسات في المكي والمدني والناسخ والمنسوخ, علوم القران للرومي, البرهان في علوم القران للإمام الزركشي, الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي.
الخطة اليومية المقررة وبالله التوفيق:
تكون البداية من الجزء الأخير((30)) لسهولته, إلى أن أتم ختم القرآن.
سوف أضع جدول يناسب أيام الأسبوع عندي وتتوافق مع طريقة عملي وتناسبني في طريقة الحفظ, وهذا الجدول يستطيع أي شخص أن يقوم بتغيره حسب طبيعة عمله أو قدرته على الحفظ.(1/1638)
الاثنين: قراءة ربع الحزب (( وحفظ الصفحة الأولى فقط )), مع قراءة في غريب القران, أسباب نزول القران إن وجد, مشكل أعراب القران, وجميع القراءات تكون خاصة بربع الحزب الذي أنوي حفظه خلال الأسبوع.
الثلاثاء: قراءة ربع الحزب (( وحفظ الصفحة الثانية فقط )), مع قراءة في تفسير القران للسعدي والتفسير الميسر لربع الحزب فقط.
الأربعاء: قراءة ربع الحزب (( وحفظ ما تبقى ويكون تقريبًا نصف صفحة تقل وتزيد قليلاً )), مع قراءة في التفسير أبن كثير لربع الحزب فقط.
الخميس: مراجعة ما تم حفظه, مع قراءة في تفسير الطبري لربع الحزب فقط.
الجمعة: مراجعة ما تم حفظه, مع قراءة في تفسير البغوي لربع الحزب فقط.
السبت: مراجعة ما تم حفظه, مع قراءة في تفسير سيد قطب لربع الحزب فقط.
الأحد: مراجعة ما تم حفظه مع قراءة في أي بحث من بحوث علوم القرآن.
وبهذا يتم الجدول, وأرجوا ألا تحرموني مشاركاتكم وأرائكم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
---
سيف الدين
02-02-2006, 09:10 PM
الاخ الكريم
اعتقد ان قرن التفسير بالحفظ هو شيء فعّال
---
حليمة ساسوي
02-03-2006, 03:36 PM
السلام عليكم و حمة الله و بركاته
أعانك الله أخي الكريم ووفقك لنيل هذا الشرف العظيم، و هو حفظ الكتاب العزيز، لكن عندي ملاحظة:
قد يشق عليك تطبيق هذا البرنامج بالطريقة التي ذكرت، لذلك أرى أن الحفظ بقراءة واحدة و تكون القراءة الرسمية لبلدكم كاف مع الاطلاع على تفسير واحد و أفضل أن يكون تفسير الطبري، ثم بعد الانتهاء من الحفظ يكون الاطلاع على القراءات المتعددة و التفاسير المختلفة.
أما أسباب النزول فستجدها في كتب التفسير المعتمدة و لست بحاجة للاطلاع على كتب متخصصة زمن الحفظ.
و الله المستعان.
---
القسطاس
02-06-2006, 10:51 AM
سيف الدين(1/1639)
شكرًا على مرورك أخي الكريم, وكما ذكرت أخي سيف الدين حفظ القرآن الكريم مع القراءة شي فعال وجميل وأنا في الأسبوع الثالث من هذه التجربة الآن واستفدت الكثير بصراحة من هذي الطريقة وعازم بعد توفيق من الله ومنه علي أن أتمها, فلا تحرموني من دعائكم.
حليمة ساسوي
جزآك الله خير على الإرشاد والتوجيه.
بخصوص الحفظ والقراءة فأنا أحفظ بقراءة واحدة فقط , أما قراءة التفاسير بصراحة بعد ألتجربة وعلى حسب وقت فراغي فالحمد الله لا أجد صعوبة في قراءة التفاسير التي أشرت عليها, وبخصوص أسباب النزول فشكرًا على التوجيه لقد وجدت في كتب التفسير أسباب النزول كما أشرتي وسوف اتبعك في هذا. ولا تنسونا من دعاكم بالتوفيق والثبات.
---
(1/1640)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أبيات عن شهر الصيام
---
أبيات عن شهر الصيام
---
سلسبيل
10-13-2004, 11:47 AM
شهر رمضان ... شهر القرآن والطاعات ... والمغفرة والبركات .... يحل علينا ضيفا عزيزا كل عام .... ثم سرعان ما يرتحل عنا .... وقد ربح فيه من ربح وخسر من خسر
، وبإذن الله سوف نجمع الأبيات التي تتعلق بشهر رمضان الكريم ...( الترحيب به ، فضله ، الحث على الطاعات به واستغلاله ، ووصف أجوائه وأكلاته وأخيرا وداعه )
ويسعدنا مشاركتكم ومتابعتكم
مضى رجب وما أحسنت فيه ....وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلاً .....بحرمتها، أفق، واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قهراً .....ويخلي الموت كرهاً منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا .....بتوبة مخلص، واجعل مدارك
على طلب السلام من الجحيم ....فخير ذوي الجرائم من تدارك
يتبع إن شاء الله تعالى
---
سلسبيل
10-13-2004, 12:52 PM
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب .....حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما ......فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القرءان وسبح فيه مجتهدا ......فإنه شهر تسبيح وقرءان
فاحمل على جسد ترجو النجاة له .........فسوف تضرَم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف...... من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ......حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها ....فأصبحت في غد أثواب أكفان
*******************
أتى رمضان مزرعة العباد=لتطهير القلوب من الفساد
فأدي حقوقه قولا وفعلا =وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها=تأوه نادما يوم الحصاد
---
سلسبيل
10-13-2004, 12:58 PM
مرحبا أهلا وسهلا بالصيام=يا حبيبا زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم =كل حب في سوى المولى حرام
فاغفر اللهم منا ذنبنا=ثم زدنا من عطاياك الجسام(1/1641)
لا تعاقبنا فقد عاقبنا=قلق أسهرنا جنح الظلام
*************
وصل بشهر الصوم عشرين ركعة .......... تراويح جمع وبالوتر شيد
وقم بعدها واشفع هديت بركعة ............... لتوتر إما شئت بعد التهجد
وأفضل نفل المرء ليلا ببيته ................. فقم تلو نصف مثل داود فاسجد
وإن شئت فاجهر به ما لم تخف أذى .............. لإبعاد شيطان وإيقاظ رقد
وخذ قدر طوق النفس لا تسأمنه .................. وقل تستعن بالنوم عند التهجد
فإن لم تصل فاذكر الله جاهدا .................... وتب واستقل مما جنيت وسدد
فلا خير في عبد نؤوم إلى الضحى ............... أما يستحي مولا رقيبا بمرصد
يناديه هل من سائل يعط سؤله ................. ومستغفر يغفر له ويؤيد
---
(1/1642)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أنصف يا أخي وكفى تكفيراً لأخيك
---
أنصف يا أخي وكفى تكفيراً لأخيك
---
محمدفاضل
04-21-2006, 12:03 AM
مناقشات أخوية مع من يقبل الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا واصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه................... أما بعد:
فهذه مسائل ترددت مدة في كتابتها لأسباب كثيرة ومثبطات جسيمة ومن أبرزها:
1ـ إقتناعي بعض الشيء بقلة من يطلب الحق للحق لا للتعصب .
2ـ كثرة من كتب في هذه المسائل قديماً وحديثاً .
ولكن طلباً للثواب من الكريم التواب وطلب لنصرة الحق وإعلاء كلمته وتفاؤل بأناس من طلبة العلم همهم طلب الحق وسعيهم في الانقياد إليه كتبت هذه السلسة عسى أن يكون فيها فائدة لمستفيد وإيقاظ لمن كان للحق مريد ولاحول ولا قوة لي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب :
المسألة الأولى :الخطأ في تقرير توحيد الربوبية .
لأن التوحيد هو أعظم مطلوب فأبدأ به
وأول أقسامه على الاصطلاح الدراسي في المناهج التعليمية توحيد الربوبية :
توحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بأفعاله ومنها الخلق والرزق والتدبير .
طبعاً ليس المراد التوسع في ذلك ولكن المقصود بيان المسألة بحدها ( تعريفها) وتطبيقها ومايرد عليها ووجه الانتقاد هنا:
فالمتأمل في الحد المذكور بعاليه يجد أن توحيد الربوبية منصب على اعتقاد العبد انفراد الله بأفعاله سبحانه وتعالى ثم ضٌرب أمثلة على أفعال الرب سبحانه وتعالى بذكر الخلق والرزق والتدبير وليست أفعال الرب سبحانه وتعالى محصورة في ذلك بل إنما هي أمثلة لبعض أفعاله.
إذا كان الأمر كذلك فهل كفار قريش وحدوا الله في الربوبية ( أي إفراده بأفعاله ) أم أنهم كفار في هذه المسألة ؟!(1/1643)
تتابع أهل التدريس على مختلف المستويات على قولهم إن كفار قريش موحدون في الربوبية !بدليل قوله تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله))
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}
، وَقَوْلَهُ تَعَالَى{قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}
فأفادت الآيات الكريمة أن كفار قريش قد وحدوا الله في الربوبية . هكذا يقال .!!
وهذا الكلام غير صحيح لأسباب :
---
محمدفاضل
04-21-2006, 12:09 AM
وهنا كامل تمام الرسالة من اولها إلى نهايتها واسأل الله لنا ولجميع طلبة العلم الهداية
قال ابن قتيبة: وسيوافق قولي هذا من الناس ثلاثة:
رجلا منقاداً سمع قوما يقولون، فقال كما قالوا، لا يرعوي ولا يرجع، لأنه لم يعتقد الأمر بنظر فيرجع عنه بنظر.
ورجلاً تطمحُ به عزةُ الرياسة وطاعةُ الإخوان وحبُ الشهرةِ فليس يردُّ عزتَه ولا يثني عنَانه إلا الذي خلق، إن شاء، لأن في رجوعه إقرارُه بالغلط واعترافُه بالجهل، وتأبى عليه الأنفة، وفي ذلك أيضاً تشتتُ جمعٍ وانقطاعُ نظامٍ واختلافُ إخوانٍ عقدتهم له النحلة والنفوس لا تطيب بذلك إلا من عصمه الله ونجاه.(1/1644)
ورجلاً مسترشداً يريد الله بعمله لا تأخذه فيه لومة لائم ولا تدخُلُهُ مِنْ مُفارقٍ وحشة ولا تلفِتُه عن الحق أنفةٌ، فإلى هذا بالقول قصدنا وإياه أردنا
واسألكم بالله يا أخوتي أن ننصف من أنفسنا ونتقي الله فإن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة
---
وائل حجلاوي
04-21-2006, 06:34 PM
الحمد لله الحق المبين, مرسل رسوله بالنور والصراط المستقيم لمن شاء له النجاة يوم الدين, وصلي اللهم وسلم على من جعلته حجة للعالمين أجمعين أما بعد
فهذه نصيحةٌ ومحاورةٌ لصاحب الملف المرفق بمقال الأخ محمد فاضل _أنصف يا أخي وكفى تكفيراً لأخيك _
الموسوم بـ "مسائل في التوحيد والشرك" :
ـــــــــــــــ
الأخ محمد فاضل تكلم بصيغة النصح للمُبَدِّع والمُكَفِّر, وأرفق ملفاً للمدعو: أبو عبدالله : غيث بن عبدالله الغالبي الذي تكلم بصيغة المدافع عن نفسه ضد تهمة التبديع والتكفير
وكلاهما خاطب القارئ بأسلوب الوعظ والنصح والتوجيه السديد
سأتكلم معكما بدون اتهام أو إصدار حكم, سأرد على المكتوب لا على من كتبه, لا بملف مرفق على استحياء أو خوف, بل بصراحة وصدق ورحابة صدر:
وما سكتُّ عنهُ لا أقره ولا أرده وإنما خشيتَ الإطالة اختصرتُ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال
{ وأما كون دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ينفع كسبب فقد ثبت ذلك بالتجربة كما ثبت نفع الدواء في إزالة المرض بالتجربة} .
أقول
وهل الدين والشرائع من العلوم التجريبية المخبرية كعلم الطب والصيدلة
أم من العلوم الغيبية التي نقتفي فيها الأثر الصحيح.
قال:
{ ثم لو سلَّموا لنا بأن الميت ليس بسبب ينفع أو يضر فغاية ما نقول: إنه كمن يأخذ الدواء في غير ما صنع له كما في المثال السابق.فهل نقول أنه مشرك شركاً أصغر أو أكبر لأنه أخذ بسبب لا نفع فيه.فلم يقل أحد من سلف العلماء ومن اتبعهم أن من تعاطى سبب لا ينفع فهو مشرك شركاً اصغر ولم نسمع به إلا في غربة العلم .}
أقول:(1/1645)
يا علماء الأصول _ بالله عليكم _ هل هذا قياس صحيح؟
الأصل: [ الدواء إن لم ينفع لا يضر ]
القياس على الأصل: [ العبادة إن لم تنفع لا تضر ]
العلة الجامعة بينهما: عدم الضرر, أو الخطأ في تناول الوسيلة
قولك
{ أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها :ولنضرب مثال على ذلك : بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به}.
أقول:
التوسل بالعمل الصالح يندرج تحت أصول عامة صحيحة منها:
- احفظ الله يحفظك
- تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
ويجمعها : ((الجزاء من جنس العمل))
وقولك بجواز التوسل بالغير الميت يندرج تحت أصول باطلة هي:
- من يعرف اللهَ في الرخاء ينفعُكَ في شِدَّتِك
- مَنْ حَفِظَ اللهَ تعالى يحفظكَ اللهُ به
وتجمعها القاعدة الباطلة: (( جزائي من جنس عمل غيري))
والله تعال يقول: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
وأنتَ تقول: أريد أن أجني ثمار حسنات غيري؛ لأن غيري صالح وذو حسنات!
قولك
{4ـ أن الأخذ بالسبب على أنه سبب وليس مستقل بالتأثير عن الله ولا شريك لله جائز}.
أقول:
بل ليس بجائز حتى يدل عليه دليل صحيح
قلتَ:
{ لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم }
أقولُ:
هل هذا الدليل صحيح:
[ما دام السبب ليس شركاً بالله ولا مستقلاً عن الله فهو جائز]
بمعنى آخر: ما دون الشرك والكفر جائز مباح
قال:
[لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.]
أقولُ:
سبق الرد على أن هذا القياس فيه نظر
الرسول في الدين الإسلامي ليس كالرسول من منظور النصارى اليوم, ليس الرسولُ مُخَلِّصَنَا من الذنوب والنار بشخصه وعمله وعظمته بل هو مخلِّصُنَا بعملنا نحنُ, على نور من الله واتباع صحيح مِنَّا له صلى الله عليه وسلم.
---
محمدفاضل
04-21-2006, 08:37 PM(1/1646)
أخي الحبيب بالنسبة للشيخ الغالبي وفقه الله فلا يهمه أن يشتهر اسمه ويلمع في سماء المواجهات وأما الضرر المحسب فهو محتمل بل هو ظاهر
وهو كلمة بسيطة ترمى بلا ورع ممن لا يهمه عواقبها احذروا من فلان فيه كيت وكيت لا لشيء إلا لأنه أنصف من نفسه وإخوانه ولذا فأرجو من أخي الغيور وائل أن نناقش القضية بصرف النظر عن القائل
والشكر لك على نقاشك الطيب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال:
{ ثم لو سلَّموا لنا بأن الميت ليس بسبب ينفع أو يضر فغاية ما نقول: إنه كمن يأخذ الدواء في غير ما صنع له كما في المثال السابق.فهل نقول أنه مشرك شركاً أصغر أو أكبر لأنه أخذ بسبب لا نفع فيه.فلم يقل أحد من سلف العلماء ومن اتبعهم أن من تعاطى سبب لا ينفع فهو مشرك شركاً اصغر ولم نسمع به إلا في غربة العلم .}
أقول:
يا علماء الأصول _ بالله عليكم _ هل هذا قياس صحيح؟
الأصل: [ الدواء إن لم ينفع لا يضر ]
القياس على الأصل: [ العبادة إن لم تنفع لا تضر ]
العلة الجامعة بينهما: عدم الضرر, أو الخطأ في تناول الوسيلة
الجواب : يا أخي أن الأمر ليس كما فهمت سددكم الله بل الأمر أن دعاء الميت ليس بعبادة أصلاً بل هو سبب فقط وراجع الموضوع مرة أخرى
فالجامع بينهما السببية فإذا لم يكن تعاطي الدواء الذي لا ضرر فيه شرك
فكذا التوسل بميت لا نفع فيه ليس بشرك
قولك
{ أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها :ولنضرب مثال على ذلك : بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به}.
أقول:
التوسل بالعمل الصالح يندرج تحت أصول عامة صحيحة منها:
- احفظ الله يحفظك
- تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة
ويجمعها : ((الجزاء من جنس العمل))
وقولك بجواز التوسل بالغير الميت يندرج تحت أصول باطلة هي:
- من يعرف اللهَ في الرخاء ينفعُكَ في شِدَّتِك
- مَنْ حَفِظَ اللهَ تعالى يحفظكَ اللهُ به
وتجمعها القاعدة الباطلة: (( جزائي من جنس عمل غيري))(1/1647)
والله تعال يقول: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
وأنتَ تقول: أريد أن أجني ثمار حسنات غيري؛ لأن غيري صالح وذو حسنات!
الجواب: أخي الحبيب : لا ادري ما أقول لك هنا ولكن غفر الله لك فهذا هو نص ماورد في الملف:
أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها :ولنضرب مثال على ذلك :بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به.
العمل الصالح مخلوق من مخلوقات الله ثبت كونه نافع كسبب من الأسباب النافعة فلو توسلت بهذا العمل المخلوق على أنه مستقل بالنفع أو شريك لله فهو شرك أكبر .
والعمل مخلوق و الرسول صلى الله عليه وسلم مخلوق فهل الرسول أفضل وأعظم أم عملك أخي الحبيب أجب ولا تستحي ؟
إن قلت أن الرسول بل و علماءالأمة أفضل مني ومن عملي فقلي بربك ما الفرق بين التوسل بعملنا الأقل شأناً وبين جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم [color=#FA0309]؟مع أن كلاهما سبب ولكن سبب أقوى من سبب ولو كان عبادة أو شبه عبادة لم يجز بالحي ولا بالميت .ص10 من الملف
قولك
{4ـ أن الأخذ بالسبب على أنه سبب وليس مستقل بالتأثير عن الله ولا شريك لله جائز}.
أقول:
بل ليس بجائز حتى يدل عليه دليل صحيح
الجواب: الدليل هو أخذك بالأسباب ومنها الآلة التي كتبت بها هذا في شأن الأسباب بوجه عام .
وأما التوسل تحديداً فهو كسائر الأسباب النافعة المباحة فكيف وقد ورد فيه احاديث كثيرة .
مع أنه ليس بعبادة في ذاته حتى يلزم قيام الدليل عليه وقد اوضح المؤلف من بداية الكلام كونها اسباب لا عبادات في ذاتها .
قلتَ:
{ لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم }
أقولُ:
هل هذا الدليل صحيح:
[ما دام السبب ليس شركاً بالله ولا مستقلاً عن الله فهو جائز]
بمعنى آخر: ما دون الشرك والكفر جائز مباح(1/1648)
الجواب: أن المؤلف يشير إلى مذكور ذكره وموضوع يتكلم فيه وهو الفرق بين السبب والعبادة ألا ترى يا أخي الكريم إلى قوله :
{ لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم }
قال:
[لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.]
أقولُ:
سبق الرد على أن هذا القياس فيه نظر
الرسول في الدين الإسلامي ليس كالرسول من منظور النصارى اليوم, ليس الرسولُ مُخَلِّصَنَا من الذنوب والنار بشخصه وعمله وعظمته بل هو مخلِّصُنَا بعملنا نحنُ, على نور من الله واتباع صحيح مِنَّا له صلى الله عليه وسلم.
الجواب: أخي الحبيب : النصارى يعتقدون أنه إله مع الله لا كونه سبب فقط وأما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو عبد لله مخلوق أعطاه الله الشفاعة يوم القيامة كسبب وليس أنه إله مع الله فتخليصه للناس هو شفاعته لهم كسبب فقط .
ففرق بين من يقول محمد عبد لله ورسوله ويقول : [لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.]وأخر يقول إن عيسى ثالث ثلاثة أو انه الله
قال تعالى (( لقد كفر اللذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ))
وقال (( لقد كفر اللذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ))
ولعلك يا أخي الكريم تلاحظ أن النقاش منصب على ادعاء كون هؤلاء القوم كفار أو وقعوا في الشرك الأكبر أو حتى في الشرك الأصغر فإذا أنتفى كل ذلك فلا وجه للفرقة والتناحرأتمنى فقط من الأحبة الفضلاء قراءة الملف بقصد العدل والإنصاف والسلام عليكم .
---
أبو عبد المعز
04-21-2006, 11:10 PM
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر
---(1/1649)
محمدفاضل
04-22-2006, 12:41 AM
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر
إذن فقد عبدوهم فنووا التقرب لهم على أنهم الهة أخرى شركاء لله وفي الملف إيضاح أكثر
والآيات يفسر بعضها بعضاً وإلا لقلنا بخلود صاحب الكبيرة في النار وغيرها مما لا يخفاكم كما فعلت الخوارج لما أخذوا بالآيات الداة على الخلود في النار وتركوا ما يبينها (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء))بارك الله بسعيكم وكتبه لكم ووفاكم إياه عند لقاه .
فكانوا يعبدونهم من دون الله أو شركاء لله مصداق ذلك
( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين )
( وما نرى معكم من شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ) ،
فذكر أنهم يعتقدون أنهم شركاء فيهم ، ومن ذلك قول أبي سفيان يوم أحد : ( أعل هبل ) ،
يارسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال: ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك))
ولذا قال تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله))
قال تعالى (( أجعل الألهة إلهاً واحدا)).
? ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون? يونس 18 ففي الآية عدة أشياء متلازمة :
[أنهم يعبدونهم من دون الله ]،[ويكذبون على الله فيدعون أنهم شفعاء لهم عنده،] [ثم بين أنهم مشركون بالله ]فقال ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) فهذه ثلاثة أشياء.(1/1650)
قال أهل التفسير ومنهم الإمام القرطبي ((قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض)) أي أتخبرون الله أن له شريك في ملكه أو شفيع بغير إذنه والله لا يعلم لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه. أ ـ هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزوجل: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) بارك الله بسعيكم وعلمكم ورفع قدركم
---
وائل حجلاوي
04-22-2006, 07:54 AM
السلام عليكم:
أما كاتب الملف المرفق فلا أعرفه ولم يكن لي أي قصد سيئ من ذكره, و اسمه مكتوب آخر الملف المرفق, فلستُ من شهرتُهُ. وغفر الله لي ولك وله.
{ولعلك يا أخي الكريم تلاحظ أن النقاش منصب على ادعاء كون هؤلاء القوم كفار أو وقعوا في الشرك الأكبر أو حتى في الشرك الأصغر}
لا أختلف معك, ولكن من حق القارئ أن يقف على ما كُتِب ليستوضح من الكاتب أو يناقش أو يبدي رأيه...
أولاً:
جواباً عن سؤالك:
{فهل الرسول أفضل وأعظم أم عملك أخي الحبيب أجب ولا تستحي ؟}
الجواب:
الرسول بلا شك
وما أزال لا أفهم (أو لم أقتنع) بقولك , ولم أقتنع بما جعلته من لازم جوابي. وأعتذر عن مخالفتك.
ــــــــــ
وهذه إن شاء الله آخر ملاحظاتي على الملف المرفق:
ومن شاء التطويل فأنا مستعد أن أرسل له رسالة خاصة _على بريده الالكتروني_ تتضمن الأدلة النقلية الصحيحة على كل كلمة كتبتها إن شاء الله تعالى
ثانياً:
ثم هذه مسائل تتعلق ببحث النية طرحها الكاتب:
هل العمل الصالح بدون نية يكون مباحاً لا يؤجر عليه صاحبه ولا يأثم؟
قال الكاتب: نعم, وضرب مثلاً, هو أنَّ مَن يكرم ضيفه بدون استحضار نية العبادة فلا أجر له
نص كلامه: {1ـ أتاك ضيوف من العلماء الصالحين فذبحت لهم مجاملة وجري على عادات وعرف الناس لا بنية التعبد بإكرام هؤلاء الضيوف من علماء الأمة.= فلا أجر لك ولا أثم عليك لأن ذلك مباح.}
وأقول:(1/1651)
- العمل الصالح يؤجر عليه صاحبه وإن كان قلبُه حين أدائه لذلك العمل الصالح غافلاً عن استحضار النية _نية العبادة والقربى_ ما دام مؤمناً بالله تعالى وبالجزاء والحساب يوم القيامة بالجملة
- أما الذي لا ينفعه عمله الصالح ولا يؤجر عليه في الآخرة هو مَن قال عنه النبيُ صلى الله عليه وسلم: ((إنه لم يقل يوماً من الدهر: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) وإن كانت له حسنات أمثال الجبال, فإنها تكون يوم القيامة هباءاً منثوراً نسأل الله تعالى العافية.
أما من آمن بالحساب والجزاء فإن عمله الصالح ينفعه ويؤجر عليه ولو لم يستحضر النية لكل عمل صالح يعمله.
بل من أهل العلم من قال: حتى الأطفال الذين لم يكلفوا تُكتب لهم حسناتهم ولا تكتب عليهم سيئاتهم.
فإكرام الضيف مأجور عليه صاحبه وإن لم يستحضر النية أو لم تخطر على باله مادام في الأصل مؤمناً
وتأمل حديث البغي من بني إسرائيل التي غفر اللهُ لها بسبب سقيها الكلب, وكذلك حديث الذي أماط شجرةً عن الطريق كانت تؤذي الناس فشكر اللهُ له فغفر له فأدخله الجنة, والرجل يتكلم بالكلمة من رضا الله تعالى لا يلقي لها بالاً يُدخله اللهُ تعالى بها الجنة,
وبالمقابل: فِعْلُ المعصية _عمداً لا خطئاً_ بدون نية ارتكاب المعصية, هل ينفي الإثم عن صاحبه؟
الجواب: لا ينفي الإثم عن صاحبه,
كمن زنا والعياذ بالله ولم يعلم بأن الزنا من الكبائر والفواحش ولم يدر ما عقوبة الزنا في الآخرة
فهل يقول قائل أنَّ هذا فَعَلَ مباحاً لأنَّ نيته لم تكن "مجاهرة الله بالمعصية" بل كانت نيتُه: إمتاع نفسه والترويح عنها؟!
ــــــــــــــ
والله تعالى أعلم
هذا وشكر الله للأخ محمد فاضل الفاضل وجزاه كل خير على صراحته في طرح مسائل جالت في خاطره قصد من ورائها الحق والنصح, وأستغفر الله العظيم لي وله ولجميع المسلمين والحمد لله رب العالمين.
---
محمدفاضل
04-22-2006, 11:28 AM(1/1652)
جزاكم الله خيراً أخي الكريم بالنسبة لموضوع هل الرسول أفضل أم عملك فلم أقصد توجيه السؤال لكم بارك الله بكم وأعتذر عن الإيهام وإنما اردت نقل كلام المؤلف كاملاً فكان من ضمنه تلك العبارة فعذراً مرة أخرى أما وجه علاقتها بالموضوع فهو أن الرسول سبب
والعمل سبب وكلاهما مخلوق فقول القائل لا يجوز التوسل بالرسول لأنه مخلوق منقوض من جهتين:
الجهة الأولى : الأحاديث الواردة في التوسل به .
الجهة الثانية : أن العمل مخلوق وجاز التوسل به فلا وجه لمنع التوسل بالرسول بقياس الأولى فكلاهما مخلوق والرسول أعظم .
وفي الملف المرفق تفصيل أفضل .
بالنسبة لمسألة النية : فقولكم ـ سددكم الله وبارك بعلمكم ـ :[كمن زنا والعياذ بالله ولم يعلم بأن الزنا من الكبائر والفواحش ولم يدر ما عقوبة الزنا في الآخرة
فهل يقول قائل أنَّ هذا فَعَلَ مباحاً لأنَّ نيته لم تكن "مجاهرة الله بالمعصية" بل كانت نيتُه: إمتاع نفسه والترويح عنها؟! ]
جواب ذلك : أنه من باب التروك وهي لا تفتقر إلى نية وهذا معلوم عند الأصوليين والفقهاء وجزاكم الله الفردوس الأعلى ودمتم طيبين سيدي الكريم .
---
(1/1653)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منهج أهل السنة في التفسير (2):
---
منهج أهل السنة في التفسير (2):
---
أحمد بزوي الضاوي
08-03-2006, 03:33 AM
سطر أهل السنة منهجهم في التفسير ـ ونحن هنا نقصد بالمنهج الطريقة العلمية المحددة والمرسومة مسبقا، وفقا لقواعد علمية مستمدة من الخبرة في معالجة النصوص والقضايا ـ والهدف منه وقاية المفسر من الوقوع في الخطأ، وقد أولى الزركشي هذا الجانب المنهجي أهمية خاصة، بحيث أفاض فيه القول وبين الطريقة العلمية التي ينبغي على المفسر التزامها، وذلك حتى لا يقع في المحظور. والغريب في تناول الزركشي لهذه القضية المنهجية هو الدقة والإحاطة والشمول، بحث تناول القضية من جميع أطرافها، فبين أن التفسير قسمان، قسم ورد تفسيره بالنقل، والآخر لم لم يرد فيه شيء. فالأول يتعين على المفسر أن لا يبادر إلى قبوله من الوهلة الأولى، بل عليه أن يقوم بدراسته دراسة نقدية من حيث المتن والسند حتى إذا ثبت لديه صحته أخذ به، ولا يجوز له تجاوزه إلى غيره، وهذا فيما يخص السنة . أما فيما يخص قول الصحابي أو التابعي فإنه يسطر فيه المبادئ التي قررها أهل السنة في التعامل معها. وهي التي سنتحدث عنها في الفصل الخاص بمصادر التفسير.(1/1654)
وفي ذلك يقول الزركشي : "واعلم أن القرآن قسمان : أحدهما ورد تفسيره بالنقل عمن يعتبر تفسيره، وقسم لم يرد . والأول ثلاثة أنواع : إما أن يرد التفسير عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو عن الصحابة أو عن رؤوس التابعين، فالأول يبحث فيه عن صحة السند . والثاني ينظر في تفسير الصحابي، فإن فسره من حيث اللغة فهم أهل اللسان فلا شك في اعتماده، وإن فسره بما شاهده من الأسباب والقرائن لا شك فيه، وحينئذ إن تعارضت أقوال جماعة من الصحابة، فإن أمكن الجمع فذاك، وإن تعذر قدم ابن عباس، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشره بذلك حيث قال :( اللهم علمه التأويل ) ، وقد رجح الشافعي قول زيد في الفرائض، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أفرضكم زيد ). فإن تعذر الجمع جاز للمقلد أن يأخذ بأيها شاء . وأما الثالث وهم رؤوس التابعين إذا لم يرفعوه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا إلى أحد من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فحيث جاز التقليد فيما سبق فكذا هنا، وإلا وجب الاجتهاد".
وأما ما لم يرد في شأنه أي شيء مأثور ، فإنه يتعين الإجتهاد فيه، وأول طرق الإجتهاد هو تحقيق معاني مفرداته، وذلك بدراستها دراسة معجمية مستوفية، لأن ذلك هو الأساس الذي يمكنه من الاجتهاد الصحيح. كما أن الشرح المعجمي للألفاظ يزوده بأساس المعنى، ومن ثم وجدنا الزركشي ينص على أن أول ما " يجب على المفسر البداءة به العلوم اللفظية، وأول ما يجب البداءة به منها تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني المفردات من ألفاظ القرآن من أول المعادن لمن يريد أن يدرك معانيه، وهو كتحصيل اللبن من أوائل المعادن في بناء ما يريد أن يبنيه "(1/1655)
والزركشي لا يقرر هذا المبدأ المنهجي نظريا فقط، بل هو يقوم بمحاولة تطبيقية لنظريته، وذلك حتى يتسنى للباحثين من بعده الإستفادة منها، فيبين أن هناك ألفاظا مشكلة، وذلك لاحتمالها لمعنيين اصطلح عليهما بالظاهر والمؤول . والظاهر هو اللفظ الذي يحمل على المعنى المعجمي الصرف. أما المؤول فهو الذي لا يسعفنا المعجم في تحديد معناه، مما يضطرنا إلى الإستفادة من أداة منهجية تسعفنا في تحديد المعنى القرآني للكلمة، وهي دلالة السياق التي سيأتي الحديث عنها .
"وقد يكون اللفظ محتملا لمعنيين، وهو في أحدهما أظهر فيسمى الراجع ظاهرا، والمرجوح مؤولا.
مثال المؤول قوله تعالى :{ وهو معكم أينما كنتم } فإنه يستحيل حمل المعية على القرب بالذات، فتعين صرفه عن ذلك، وحمله إما على الحفظ والرعاية، أو على القدرة والعلم والرؤية، كما قال تعالى: { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } ...
ومثال الظاهر قوله تعالى : (فمن اضطر غير باغ ولا عاد} فإن الباغي يطلق على الجاهل، وعلى الظالم وهم فيه أظهر وأغلب، كقوله : {ثم بغى عليه لينصرنه الله} ...
وقد يكون الكلام ظاهرا في شيء فيعدل به عن الظاهر بدليل آخر كقوله تعالى :{الحج أشهر معلوما} والأشهر اسم لثلاثة ، لأنه أقل الجمع .
وكقوله تعالى :{ فإن كان له إخوة فلأمه السدس }، فالظاهر اشتراط ثلاثة من الإخوة، لكن قام الدليل من خارج على أن المراد اثنان، لأنهما يحجبانها عن الثلث إلى السدس".(1/1656)
وفي هذه الدراسة اللغوية المعجمية، يحذر الزركشي من أن يفلت زمام الأمر من يد المفسر، فيبتدع منهجا لا يوحى به النص، مما يؤدي إلى مفارقات في النتائج والاستنباطات، ومن ثم يتعين عليه مراعاة مطابقة التفسير للنص المفسر، بحيث يقع الحافر على الحافر من غير زيادة أو نقصان في المبنى والمعنى، لأن ذلك قمين بالإزراء بكلام الله والبعد به عن مقصده وهدفه، بل قد يأتي بعكس النتائج والأهداف التي يتوخاها النص القرآني . يقول الزركشي : " ويجب أن يتحرى في التفسير مطابقة المفسر، وأن يتحرز في ذلك من نقص المفسر عما يحتاج إليه من إيضاح المعنى المفسر، أو أن يكون في ذلك المعنى زيادة لا تليق بالغرض، أو أن يكون في المفسر زيغ عن المعنى المفسر وعدول عن طريقته، حتى يكون غير مناسب له ولو من بعض أنحائه، بل يجتهد في أن يكون وفقه من جميع الأنحاء، وعليه بمراعاة الوضع الحقيقي والمجازي، ومراعاة التأليف، وأن يوافي بين المفردات وتلميح الوقائع، فعند ذلك تتفجر له ينابيع الفوائد".
ثم ينتقل الزركشي إلى الحديث عن دلالة السياق وإبراز أهميتها في فهم وإدراك معنى آي الذكر الحكيم، بل يعتبرها من أعظم الأدوات المنهجية التي يتعين على المفسر أن يتسلح بها وهو يخوض غمار عملية من أصعب وأخطر العمليات التفسيرية، ذلك أنها تتعلق بتفسير كلام رب العالمين. وهذا التفسير الخطأ فيه ليس سهلا أو هينا، وذلك لما قد تترتب عنه من أحكام وأمور وقضايا تتعلق بحياة المسلم الاجتماعية والسياسية، والاقتصادية الدينية . فدلالة السياق إذن هي التي "ترشد إلى تبين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظيره، وغالط في مناظراته. وانظر إلى قوله تعالى : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } ، كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير".(1/1657)
ويطلب الزركشي من مفسر القرآن الكريم أن يكون حاضر البديهة، شديد الملاحظة متوقد الإحساس، وذلك حتى يتمكن من التفاعل معه تفاعلا حقيقيا، وإيجابيا يفضي إلى رفع الحجاب عن كل الحقيقة أو بعضها. ومن مظاهر حضور البديهة "ملاحظة النقل عن المعنى الأصلي، وذلك أنه قد يستعار الشيء لمشابهة، ثم يستعار من المشابة لمشابه المشابة، ويتباعد عن المسمى الحقيقي بدرجات، فيذهب عن الذهن الجهة المسوغة لنقله من الأول إلى الآخر، وطريق معرفة ذلك بالتدريج، كقوله تعالى : { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين }. وذلك أن أصل "دون" للمكان الذي هو أنزل من مكان غيره، ومنه الشيء الدون للحقير، ثم استعير للتفاوت في الأحوال والرتب، فقيل زيد دون عمرو في العلم والشرف، ثم اتسع فيه فاستعير في كل ما يتجاوز حدا إلى حد، وتخطى حكما إلى حكم آخر، كما في الآية المذكورة، والتقدير لا تتجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين".(1/1658)
ويختم الزركشي حديثه عن المنهج السني المقترح لتفسير الذكر الحكيم بالنص على أن معرفة أسباب النزول أداة منهجية عظيمة، تمكن الباحث من الوقوف على الظروف والملابسات المواكبة لنزول القرآن الكريم، مما يجعله يعيش في بيئة القرآن ساعة نزوله، وكل ذلك يساهم في إذكاء التفاعل مع الخطاب القرآني، بحيث تتفجر معانيه، وتتفتق غرره، وتتكف درره . وفي ذلك يقول :" معرفة النزول، وهو من أعظم المعين على فهم المعنى، وسبق منه في أول الكتاب جملة، وكانت الصحابة والسلف يعتمدونه، وكان عروة بن الزبير قد فهم من قوله تعالى: { فلا جناح عليه أن يطوف بهما } أن السعي ليس بركن، فردت عليه عائشة ذلك وقالت : لو كان كما قلت، لقال : " فلا جناح عليه ألا يطوف بهما " وثبت أنه إنما أتى بهذه الصيغة، لأنه كان وقع فزع في قلوب طائفة من الناس كانوا يطوفون قبل ذلك بين الصفا والمروة للأصنام . فلما جاء الإسلام كرهوا الفعل الذي كانوا يشركون به، فرفع الله ذلك الجناح من قلوبهم، وأمرهم بالطواف. رواه البخاري في صحيحه، فثبت أنها نزلت ردا على ما كان يمتنع من السعي".(1/1659)
والملاحظ أن تناول الإمام الزركشي لقضية المنهج السني المقترح في تفسير القرآن الكريم يتسم بالإحاطة والشمول، بحيث يلم بدراسة القضايا من كل أطرافها. فيبدأ بالطرح النظري، ثم يعقبه بضرب الأمثال، فيكتمل بناء النموذج المقترح نظريا وتطبيقيا. وأما الراغب الأصفهاني فيضع أيدينا على منهج في التأويل يمكن أن يجنبنا الاختلاف والفرقة في تأويل النصوص المشكلة، وذلك حيث يقول : " والوجوه التي يعتبر فيها تحقيق أمثالها أن ينظر فإن كان ما ورد فيه ذلك أمرا أو نهيا عقليا فزع في كشفه إلى الأدلة المعقلية، فقد حث تعالى على ذلك في قوله تعالى: { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب }. وإن كان أمرا شرعيا فزع في كشفه إلى آية محكمة أو سنة مبينة. وإن كان من الأخبار الاعتقادية فزع إلى الحجج العقلية. وإن كان من الاعتبارية فزع إلى الأخبار الصحيحة المشروحة في القصص".
ومن هنا نستخلص أن من أول مهمات المفسر ـ خاصة فيما يتعلق بالنصوص المشكلة ـ دراسة النصوص دراسة داخلية نصية تمكنه من تحديد طبيعتها، لأن ذلك كفيل بإرشادنا إلى المنهج الذي يتعين علينا أن ندرسها به، وبذلك يكون تفسيرنا منهجيا وعلميا وموضوعيا في الوقت نفسه.
---
(1/1660)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أركان القراءة المقبولة (2)
---
أركان القراءة المقبولة (2)
---
أحمد البريدي
05-16-2003, 04:41 PM
تقدمت الحلقة الأولى من هذا البحث وتجدها على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=186
الحلقة الثانية :
المبحث الأول : صحة السند
المطلب الأول :المراد بهذا الركن .
قال ابن الجزري :أن يروي القراءة العدل الضابط عن مثله كذا حتى تنتهي ، وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن الضابطين له غير معدودة عندهم من الغلط أ و مما شذ به بعضهم .(!)
نفهم من هذا التعريف :أنه يضاف إلى صحة السند ما يلي :
1-الشهرة
2-أن لا تكون شاذه أو معدودة في الغلط
وقد قدمته على بقية الأركان لأنه ينبغي للبا حث أو القارئ أن ينظر إلى صحة السند فإن كان صحيحاً وإلا لا حاجة إلى النظر إلى بقية الأركان .
المطلب الثاني :هل يشترط التواتر في هذا الركن أم يكتفى فيه بصحة السند :
اختلف فيه على قولين :
القول الأول :يشترطون التواتر حيث نصوا على أن التواتر شرط في ثبوت القرآن ، وممن اشترط ذلك الغزالي وابن قدامة وابن الحاجب وصدر الشريعة والنويري ,وقالو :عدم اشتراط التواتر في ثبوت القرآن ، قول حادث لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم ولم يخالف من المتأخرين إلا مكي وتبعه بعض المتأخرين ،وقالوا لا يقدح في ثبوت التواتر اختلاف القراءة فقد تتواتر القراءة
عند قوم دون قوم .(2)
القول الثاني :أنه لايشترط التواتر وإنما يكتفي بصحة السند .(1/1661)
وإليه ذهب ابن الجزري وأشار إلى أنه مذهب أئمة السلف والخلف وقال راداً على القول الأول : أنه إذا أثبت التواتر لايحتاج فيه إلى الركنين ا لسابقين من الرسم وغيره إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا أشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف أنتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم .(3)
وقال الطاهر بن عاشور :وهذه الشروط الثلاثة هي شروط قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كانت صحيحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تبلغ حد التواتر فهي بمنزلة الحديث الصحيح واما القراءة المتواترة فهي غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في
العربية ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف عليه (1).
قلت : وعند تأمل هذين القولين فإننا لانجد بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر وإنما اشترط صحة السند لم يكتف به وإنما اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر ولذا قال مكي بن أبي طالب : فإذا اجتمعت هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته و صدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لخط المصحف وكفر من جحده(2).(1/1662)
وقال الزرقاني :إن هذه الأركان الثلاثة تكاد تكون مساوية للتواتر في إفادة العلم القاطع بالقراءات المقبولة بيان هذه المساواة أن ما بين دفتي المصحف متواتر ومجمع عليه من هذه الأمة في أفضل عهودها وهو عهد الصحابة فإذا صح سند القراءة ووافقت عليه قواعد اللغة ثم جاء ت موافقة لخط المصحف المتواتر كانت هذه الموافقة قرينة على إفادة هذه الرواية للعلم القاطع وإن كانت آحاداً.....فكأن التواتر كان يطلب تحصيله في الإسناد قبل أن يقوم المصحف وثيقة متواترة بالقرآن أما بعد وجودهذا المصحف المجمع عليه فيكفي في الرواية صحتها وشهرتها متى ماوافقت رسم هذا المصحف ولسان العرب ........وهذا التوجيه الذي وجهنا به الضابط السالف يجعل الخلاف كأنه لفظي ويسير بجماعات القراء جدد الطريق في تواترالقرآن (3) .
المطلب الثالث :تنبيهات تتعلق بهذا الضابط :
1- هل من رد شيئا ًمن القراءات المتواترة يعد كافراً
الجواب :أن ذلك لايقتضي التكفير لأن التكفير إنما يكون بإنكار ما علم من الدين بالضرورة ، والقراءات ليست كذلك ولذا وقع شئ من ذلك لبعض العلماء الأعلام
قاله الجزائري (4) .
2- قال بعض العلماء : إن القراءات السبع متواترة عن الأئمة السبعة أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه نظر فإن إسناد الأئمة السبعة بهذه القراءات
السبعة موجود في كتب القراءات وهي نقل الواحد عن الواحد .
والجواب : أن عدد التواتر موجود في كل طبقة إلا أنهم اقتصروا على ذكر بعضهم لتصديهم للاشتغال بالقراءة واشتهارهم بذلك (5) .
4-اشتراط التواتر في ثبوت القران إنما هو بالنظر لمجموع القران الكريم وإلا فلو اشترطنا التواتر في كل فرد من أحرف الخلاف انتفى كثير من القراءات الثابتة عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم (6) .(1/1663)
5-نقل عن محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقرئ النحوي وكان بعد الثلاثمائه :أن ماوافق العربية ورسم المصحف ولم ينقل البتة أن القراءة به جائزة وقد ردّ عليه من جاء بعده قال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان ..وقد نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل ما صح عنده وجه في العربية بحرف من القران يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها فابتدع بدعة ضل بها قصد السبيل قلت : وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقراء وأجمعوا على منعه وأوقف للضرب ورجع وكتب عليه محضر بذلك كما ذكره الحافظ أبوبكر الخطيب في تاريخ بغداد وأشرنا إليه في الطبقات (1) .
---
إبراهيم الدوسري
05-16-2003, 08:45 PM(1/1664)
والمقصود بالسند: ثبوت الوجه من القراءة بالنقل الصحيح عن الثقات([43])، وهو غير معدود عندهم من الغلط أو مما شذ به بعضهم([44])، وقد اختلفت تعبيرات العلماء في ذلك اختلافا يوهم التناقض ، فمنهم من نص على الآحاد([45])، ومنهم من قيده بالشهرة والاستفاضة([46])، ومنهم من صرح بالتواتر وهم الأكثرون([47]) ، وقد استبان بعد النظر في أقوالهم أن الخلاف صوري ، فمن نظر إلى أسانيد القراء من جهة نظرية على ما هو مذكور في أسانيد مصنفاتهم وجد كثيرا من أوجه الاختلاف تشتمل على أسانيد آحادية أو مشهورة ، ومن نظر إليها من جهة الوقوع عدها متواترة وأجاب بأن انحصار الأسانيد ـ ولو كانت آحادية ـ في طائفة معينة لا يمنع مجيء القراءات عن غيرهم إذ مع كل واحد منهم في طبقته ما يبلغها حد التواتر ، لأن القرآن قد تلقاه من أهل كل بلد الجم الغفير طبقة بعد طبقة وجيلا بعد جيل ، ولو انفرد أحد بوجه دون أهل تلك البلد لم يوافقه على ذلك أحد([48]) " ، ومما يدل على هذا ما قاله ابن مجاهد : قال لي قُنبل : قال لي القوّاس : ـ في سنة سبع وثلاثين ومائتين ـ الق هذا الرجل ـ يعني البَزِّي ـ فقل له : هذا الحرف ليس من قراءتنا ،يعني ) وما هو بميت (([49]) مخففاً ، وإنما يخفف من الميت من قد مات ، ومن لم يمت فهو مشدد ، فلقيت البَزِّي فأخبرته فقال : قد رجعت عنه "([50]) .
وحيث إن القراءات العشر المقروء بها في هذا العصر على هذا النحو فإنها هي المتواترة ، وما عداها فهو الشاذّ ، إذ انقطاع الإسناد من جهة المشافهة لأي وجه من القراء مسقط له ، ولو تواتر الإسناد نظريا في الكتب ، وذلك أن في القراءات وجوها لا تحكمها إلا المشافهة، بله إذا صح إسناده ولم يتصل مشافهة.(1/1665)
والتواتر المذكور يختص بأوجه القراءات بصفة عامة ، وليس كل ما كان من قبيل الأداء متواتر ، بل منه الصحيح المستفاض المتلقى بالقبول ، كمقادير المد الزائدة على القدر المشترك بين أهل الأداء ، غير أنه ملحق بالمتواترة حكما لأنه من القرآن المقطوع به ، قال الحافظ ابن الجزري( ت833 هـ ) : " ونحن ما ندعي التواتر في كل فرْدٍ مما انفرد به بعض الرواة أو اختص ببعض الطرق ، لا يدّعي ذلك إلا جاهل لا يعرف ما التواتر ؟ وإنما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين : متواتر ، وصحيح مستفاض متلقى بالقبول ، والقطع حاصل بهما "([51]) .
وقال أيضا : " فإنه إذا ثبت أن شيئا من القراءات من قبيل الأداء لم يكن متواترا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كتقسيم وقف حمزة وهشام وأنواع تسهيله ، فإنه وإن تواتر تخفيف الهمز في الوقف عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يتواتر أنه وقف على موضع بخمسين وجها ولا بعشرين وجها ، ولا بنحو ذلك ، وإنما إن صح شيء منها فوجه ، والباقي لاشك أنه من قبيل الأداء "([52]).
ولعل هذا النوع من الأوجه المختلف فيها بين القراء هو الذي جعل بعض العلماء لا يشترط التواتر .
---
أحمد البريدي
05-18-2003, 02:05 PM
شكر الله لك يا شيخ إبراهيم هذه الدرر وأسأل الله ان يجعلها في موازين حسناتك
وهنا استفسار : هل مفهوم التواتر عند القراء هو مفهوم التواتر عند المحدثين وهل قال أحد بالفرق بينهما
---
خالد الباتلي
05-18-2003, 10:27 PM
الحمد لله وبعد
فأشكر أخي الشيخ / أحمد البريدي على هذا الاختيار لمثل هذه المسائل الدقيقة ، وهنا تظهر فائدة مثل هذه المنتديات في مذاكرة العلم ، في حسن تصور المسائل المشكلة التي يكون استشكالها أحيانا ناجما عن خلل في تصور المسألة ، ومن ثم تجاذب الآراء في إزاحة الإشكال بأقوم سبيل وأوضح دليل .
ولقد ترددت في الكتابة على هذه المقالة – بعد الشيخين الفاضلين - متمثلا بقول العرب : لاعطر بعد عروس .(1/1666)
ولكن من باب المشاركة وإحياء الموضوع أقول :
يجب أن نستحضر في هذه المسألة مايلي :
1-أن القراءن والقراءات حقيقتان متغايرتان ، فالقرآن هو الوحي النازل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والقراءات : هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور .
2-لاإشكال ولانزاع بين المسلمين في تواتر القرآن أما القراءات فوقع فيها النزاع والمشهور أنها متواترة .
3-أن بعض من يقرر تواتر القراءات يستدل بما يفيد تواتر القرآن وهو أن القرآن قد انتشر في كل بلد وتلقاه من كل طبقة العدد الكثير عمن فوقهم وهكذا مما يتحقق به شرط التواتر ، وفي هذا نظر لايخفى .
4-أن تواتر القراءات عن الائمة السبعة مسلم ، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء السبعة فمحل نظر لأن أسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم نقل آحاد كما هو موثق مدون في كتب القراءات ، ولقد كان هذا مما تتوافر الدواعي على نقله وإثباته ، فإذا كان النقلة يدونون الطرق الكثيرة في حديث أو أثر في مسألة ليست من أصول العلم وكباره ، فما الظن في نقل كلام الله تعالى؟!
ومما يشكل على القول بتواتر جميع مافي القراءات السبع مانقله الشيخ أحمد عن ابن الجزري بقوله : وإذا أشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم .أ.هـ
فمواضع الاختلاف بين القراء السبعة يعد من المشهور لاالمتواتر .
5-من الأدلة على عدم تواتر القراءات في زمنه صلى الله عليه وسلم القصة المشهورة في مخاصمة عمر مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما ، ووجه الاستدلال واضح منها .(1/1667)
فهذه بعض المعالم حول هذه المسألة ، ووراء ذلك أمر أحق بالتحقيق وهو – فيما يظهر لي – سبب الإشكال ومنبعه وهو : تنزيل المصطلحات الحادثة وتحكيمها في العلوم الشرعية ، وأعني بذلك هنا مصطلح ( التواتر ) فإنه مصطلح كلامي لم يستعمله السلف المتقدمون لكنه صار أصلا لايكاد يخلو منه كتاب في مصطلح الحديث ، ومايتبع ذلك من إفادة المتواتر والآحاد والتفريق بين العلم النظري والضروري ..إلخ .
وهذه مسألة طويلة لعل بعض إخواننا هنا يطرقها بالعرض والنقد .
والله أعلم
انظر : الإتقان – شرح مختصر الروضة – شرح الكوكب المنير – إرشاد الفحول
---
إبراهيم الدوسري
05-19-2003, 10:16 PM
شكر ياشيخ أحمد على هذه الموضوعات القيمة .
القراءات المتواترة :
ما اجتمعت فيها أركان صحة القراءة ، وهي موافقة اللغة العربية ولو بوجه ، وموافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا ، وثبوت سندها .
ويلحق بالقراءات المتواترة ( القراءات المشهورة ) و ( القراءات الصحيحة ) ، وهي ما صح سندها بنقل العدل الضابط كذا إلى منتهاه ، ولا يقرأ إلا بما استفاض نقله وتلقته الأئمة بالقبول ، كمقادير المد الزائدة على القدر المشترك بين أهل الأداء ، غير أنه ملحق بالمتواتر حكما لأنه من القرآن المقطوع
به .
والقراءات التي توفّر لها التواتر هي القراءات العشر التي عليها عمل القراء إلى وقتنا الحاضر .
---
عبدالرحمن الشهري
05-17-2004, 06:30 PM
شكر الله للجميع هذه المناقشة العلمية الهادئة .
وأقترح على أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي جمع هذه الحلقة مع بقية الحلقات في ملف واحد لوضع الموضوع كاملاً في مكتبة الشبكة للاستفادة منه بشكل أوسع.
---
أحمد البريدي
05-20-2004, 10:10 AM
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن على حسن ظنك : وسأفعل ما طلبت ان شاء الله .
---
(1/1668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > قرأت لك : من هنا وهناك ، ..
---
قرأت لك : من هنا وهناك ، ..
---
أبو محمد نائل
08-25-2006, 09:53 PM
http://www.islamqa.com/index.php?ref=23487&ln=ara
مصدر النقل :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعوى تحريف القرآن
سؤال:
أرجو أن تجيب على هذا السؤال فهو مهم بالنسبة لي ، فقد كنت أقرأ في صفحة معادية للإسلام على الإنترنت حيث قال أحد النصارى بأن الشيخ السجستاني قال في كتابه " المصاحف " بأن الحجاج قد غيَّر في حروف المصحف وغيَّر على الأقل عشر كلمات ، يدَّعي بأن السجستاني قد ألَّف كتاب اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " وقد ادَّعى هذا النصراني بأنَّه جمع الكلمات العشر التي تم تغييرها باللغة العربية .
حاولتُ الحصول على نسخةٍ من هذا الكتاب دون جدوى فأرجو التوضيح ، فأنا لا أتخيَّل أنَّ جميع العلماء والحفَّاظ يسمحون لشخصٍ بأن يغيِّر القرآن ولا يقولوا شيئاً ، حتى ولو أن السجستاني روى هذا .
هذا الأمر لا يُعقل أبداً لأننا لسنا كاليهود والنصارى لا نحفظ كتابنا ونتركه لرجال الدين ، فالمسلمون يحفظ كثير منهم القرآن وكلهم يتلوه فلا يعقل أن لا يلاحظ أحد الفروق والاختلافات .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :(1/1669)
لا يمكن أن يتطرق الشك بالنسبة للمسلم في ثبوت القرآن ، فقد تكفَّل الله تعالى بحفظ القرآن فقال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر / 9 ، وقد كان القرآن محفوظاً في صدور الحفاظ من الصحابة وعلى جذوع الأشجار واللخاف ( الخزف ) إلى زمان الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفي حروب الردة قتل كثير من حفاظ الصحابة فخشي أبو بكر- رضي الله عنه -أن يذهب القرآن ويضيع في صدور الصحابة ، فاستشار كبار الصحابة لجمع القرآن كاملا في كتابٍ واحدٍ حتى يبقى محفوظاً من الضياع ، وأوكل المهمة إلى جبل الحفظ زيد بن ثابت وغيره من كتاب الوحي فأخرج البخاري في " صحيحه " ( 4986 ) عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال : " أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر : كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال عمر : هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد : قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم } حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر(1/1670)
حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله تعالى عنهما ".
ثانياً :
وأما الحجاج فلم يباشر بنفسه كتابة المصحف ، بل أمره بعض الحاذقين بذلك ، وإليك القصة كاملة :
قال الزرقاني :
والمعروف أن المصحف العثماني لم يكن منقوطاً … وسواء أكان هذا أم ذاك فإن إعجام – أي : تنقيط - المصاحف لم يحدث على المشهور إلا في عهد عبد الملك بن مروان ، إذ رأى أن رقعة الإسلام قد اتسعت واختلط العرب بالعجم وكادت العجمة تمس سلامة اللغة وبدأ اللبس والإشكال في قراءة المصاحف يلح بالناس حتى ليشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة ، هنالك رأى بثاقب نظره أن يتقدم للإنقاذ فأمر الحجاج أن يُعنى بهذا الأمر الجلل ، وندب " الحجاج " طاعة لأمير المؤمنين رجلين يعالجان هذا المشكل هما : نصر بن عاصم الليثي ، ويحيى بن يعمر العدواني ، وكلاهما كفء قدير على ما ندب له ، إذ جمعا بين العلم والعمل والصلاح والورع والخبرة بأصول اللغة ووجوه قراءة القرآن ، وقد اشتركا أيضاً في التلمذة والأخذ عن أبي الأسود الدؤلي ، ويرحم الله هذين الشيخين فقد نجحا في هذه المحاولة وأعجما المصحف الشريف لأول مرة ونقطا جميع حروفه المتشابهة ، والتزما ألا تزيد النقط في أي حرف على ثلاث ، وشاع ذلك في الناس بعدُ فكان له أثره العظيم في إزالة الإشكال واللبس عن المصحف الشريف .
وقيل : إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ، وإن ابن سيرين كان له مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر ، ويمكن التوفيق بين هذه الأقوال بأن أبا الأسود أول من نقط المصحف ولكن بصفة فردية ، ثم تبعه ابن سيرين ، وأن عبد الملك أول من نقط المصحف ، ولكن بصفة رسميَّة عامَّة ذاعت وشاعت بين الناس دفعاً للبس ، والإشكال عنهم في قراءة القرآن .
" مناهل العرفان " ( 1 / 280 ، 281 ) .
ثالثاً :(1/1671)
وأما ما جاء في السؤال نقلاً عن كتاب " المصاحف " لابن أبي داود : فإليك الرواية فيه والحكم عليها :
عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال : كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " .
وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".
وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " .
وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " .
وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " .
وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ }… الخ ..
كتاب " المصاحف " للسجستاني ( ص 49 ) .
وهذه الرواية ضعيفة جدّاً أو موضوعة ؛ إذ فيها " عبَّاد بن صهيب " وهو متروك الحديث .
قال علي بن المديني : ذهب حديثه ، وقال البخاري والنسائي وغيرهما : متروك ، وقال ابن حبان : كان قدريّاً داعيةً ، ومع ذلك يروي أشياء إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع ، وقال الذهبي : أحد المتروكين .
انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي ( 4 / 28 ) .
ومتن الرواية منكر باطل ، إذ لا يعقل أن يغيِّر شيئاً من القرآن فيمشي هذا التغيير على نسخ العالم كله ، بل إن بعض من يرى أن القرآن ناقص غير كامل من غير المسلمين كالرافضة - الشيعة – أنكرها ونقد متنها :(1/1672)
قال الخوئي – وهو من الرافضة - : هذه الدعوى تشبه هذيان المحمومين وخرافات المجانين والأطفال ، فإنّ الحجّاج واحدٌ من ولاة بني أُمية ، وهو أقصر باعاً وأصغر قدراً من أن ينال القرآن بشيءٍ ، بل هو أعجز من أن يغيّر شيئاً من الفروع الإسلامية ، فكيف يغير ما هو أساس الدين وقوام الشريعة ؟! ومن أين له القدرة والنفوذ في جميع ممالك الإسلام وغيرها مع انتشار القرآن فيها ؟ وكيف لم يذكر هذا الخطب العظيم مؤرخ في تاريخه ، ولا ناقد في نقده مع ما فيه من الأهمية ، وكثرة الدواعي إلى نقله ؟ وكيف لم يتعرض لنقله واحد من المسلمين في وقته ؟ وكيف أغضى المسلمون عن هذا العمل بعد انقضاء عهد الحجاج وانتهاء سلطته ؟ وهب أنّه تمكّن من جمع نسخ المصاحف جميعها ، ولم تشذّ عن قدرته نسخةٌ واحدةٌ من أقطار المسلمين المتباعدة ، فهل تمكّن من إزالته عن صدور المسلمين وقلوب حفظة القرآن وعددهم في ذلك الوقت لا يحصيه إلاّ الله .
" البيان في تفسير القرآن " ( ص 219 ) .
وما نقله السائل عن الإمام السجستاني من أنه ألَّف كتاباً اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " : غير صحيح بل كذب ظاهر ، وكل ما هنالك أن الإمام السجستاني ترجم للرواية سالفة الذكر عن الحجاج بقوله : ( باب ما كتب الحجَّاج بن يوسف في المصحف ) .
وعلى هذا فإنه لا يمكن أن يعتمد على هذا الرواية بحال من الأحوال ، ويكفي في تكذيبها أنه لم يثبت حتى الآن أن أحداً نجح في محاولة لتغيير حرف واحد ، فلو كان ما روي صحيحاً لأمكن تكراره خاصة في عصور ضعف المسلمين وشدة الكيد من أعدائهم ، بل مثل هذه الشبهات التي تثار هي أحد الأدلة على بطلان هذه الدعاوى ، وأن الأعداء قد عجزوا عن مقارعة حجج القرآن وبيانه فلجؤوا للطعن فيه .
والله أعلم
---
أبو محمد نائل
11-27-2006, 01:39 AM
ترفع للفائدة والمراجعة .
---
أبو محمد نائل
03-04-2007, 11:45 PM(1/1673)
المسجد الأقصى : http://www.alaqsa-online.com/pic/27207/pages/DSCF0110.htm
http://www.alaqsa-online.com > 27207
صور للوضع في المسجد الاقصى يوم الاثنين 27\2\2007 و يظهر فيه :
صورة احد الحراس المفصولين من عملهم تعسفيا في المسجد الاقصى
اليهود و هم يتجولون في المسجد
الاقصى المبارك رغم رفض دائرة الاوقاف الاسلامية لهذه الاعمال ،الا انها لم تحرك ساكنا لمواجهة هذا الامر
صور باب مصلى البراق الغربي الذي يزمع الصهاينة جعله مدخلا ً للهيكل المزعوم
---
أبو محمد نائل
03-12-2007, 05:54 PM
الى متى سنبقى نردد القول ، من للأقصى ؟
http://www.alaqsa-online.com/vB/showthread.php?t=490
---
(1/1674)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وجاء ربك والملائكة صفا
---
وجاء ربك والملائكة صفا
---
عبد الله عبد الفتاح
08-01-2003, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
اللهم صلى على سيدنا محمد ، وعلى آل سيدنا محمد ، وعلى أصحاب سيدنا محمد ، وعلى التابعين ، وعلى تابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين
وبعد، ، ،
لن أطيل. . .
ما المقصود بكلمة وجاء ربك " تبارك وتعالى "في هذه السورة الكريمة ، وهو " عز وجل "في كل مكان وكل زمان .
مع بالغ الشكر للجميع ، ، ،
وأثابكم الله خير ثواب
---
أحمد البريدي
08-01-2003, 06:37 PM
المقصود بكلمة " وجاء ربك " :
هذه الجملة فيها إثبات صفة المجيئ لله تبارك وتعالى وهي من الصفات الفعلية الثابتة لله عز وجل على ما يليق بجلال الله وعظمته من غير تمثيل , ولا تكييف .
وأما قولك : وهو " عز وجل "في كل مكان وكل زمان .
فلعل هذا الكلام منك سبق قلم وإلا :
فهذه الكلمة إنما يقولها أهل الحلول والاتحاد من المبتدعة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا . والله عزوجل مستو على عرشه ثبت ذلك في سبعة مواضع من القرآن .
وعلو الله عز وجل دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والفطرة .
وليس هذا موضع بسطه وإن أردت ذلك فعلت , وفقك الله لكل خير.
---
حسين الخالدي
08-01-2003, 08:03 PM
قال الشيخ العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- : (( اعلموا أنَّ هذه
الصفة التي هي الاستواء صفةُ كمال وجلال تمدّح بها ربُّ السموات والأرض، والقرينة على أنّها صفة كمال وجلال أنَّ الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلاَّ مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها، وسنضرب مثلاً بذكر الآيات:(1/1675)
فأوّل سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف قال: ) إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ (( )، فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
الموضع الثاني في سورة يونس قال: ) إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقاًّ إِنَّهُ يَبْدَؤُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إِنَّ فِي اخْتِلافِ الَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (( ).
فهل لأحد أن ينفيَ شيئاً من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.(1/1676)
الموضع الثالث في سورة الرعد في قوله جلّ وعلا: ) اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمَّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(( )، وفي القراءة الأخرى: ) وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ تُسْقِى بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (.
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
الموضع الرابع في سورة طه: ) طَهَ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَن يَخْشَى تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ العُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى (( ).
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.(1/1677)
الموضع الخامس في سورة الفرقان في قوله: ) وَتَوَكَّلْ عَلَى الحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّاٍم ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً (( ).
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.
الموضع السادس في سورة السجدة في قوله تعالى: ) أَمْ يَقولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِن نَذِيرٍ مِن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ مَا لَكُمْ مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ذَلِكَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ العَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِن مَآءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ
وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكْمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (( ).
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على هذا من الجلال والكمال.(1/1678)
الموضع السابع في سورة الحديد في قوله تعالى: ) هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ).
والاستواء معناه معلوم في لغة العرب ، لا يجهله أحد منهم، والله قد خاطب عباده في القرآن الكريم بكلام عربيٍّ مبين، والاستواء معناه في اللغة العلوّ والارتفاع( ).
ولهذا فإنَّ مذهب السلف في الاستواء هو إثباته لله U كما أثبته لنفسه، وكما أثبته له رسوله r من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأنَّ الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله، ولا يشبه استواء أحد من خلقه -تعالى الله عن ذلك-، ومعنى الاستواء عندهم العلوّ والارتفاع، ولا خلاف بينهم في ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (( وكلام السلف والأئمة ومن نقل مذهبهم في هذا الأصل كثير يوجد في كتب التفسير والأصول.
قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا بشر بن عمر: سمعت غير واحد من المفسّرين يقولون: (( ) الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى (: أي ارتفع ))( ).
وقال البخاري في صحيحه: قال أبو العالية: (( استوى إلى السماء: ارتفع))، قال: وقال مجاهد: (( استوى: علا على العرش ))( ).
وقال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المشهور: (( وقال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: استوى إلى السماء: ارتفع إلى السماء، وكذلك قال الخليل بن أحمد ))( ).
وروى البيهقي في كتاب الصفات قال: قال الفرّاء: (( ثم استوى، أي صعد، قاله ابن عباس، وهو كقولك للرجل: كان قاعداً فاستوى قائماً ))( ).(1/1679)
وروى الشافعي في مسنده عن أنس t أنَّ النبي r قال عن يوم الجمعة: (( وهو اليوم الذي استوى فيه ربّكم على العرش ))( ).
والتفاسير المأثورة عن النبي r والصحابة والتابعين مثل تفسير محمد بن جرير الطبري، وتفسير عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدُحيم، وتفسير عبدالرحمن بن أبي حاتم ، وتفسير أبي بكر بن المنذر، وتفسير أبي بكر عبد العزيز، وتفسير أبي الشيخ الأصبهاني، وتفسير أبي بكر بن مردويه، وما قبل هؤلاء من التفاسير مثل تفسير أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم، وبقي بن مخلد وغيرهم، ومن قبلهم مثل تفسير عبد بن حميد، وتفسير سُنيد، وتفسير عبد الرزاق، ووكيع بن الجراح فيها من هذا الباب الموافق لقول المثبتين ما لا يكاد يُحصى، وكذلك الكتب المصنّفة في السنة التي فيها آثار النبي r والصحابة والتابعين ))( ).
وجاء عن الخليل بن أحمد قال: (( أتيت أبا ربيعة الأعرابي وكان من أعلم من رأيت وكان على سطح فلما رأيناه أشرنا إليه بالسلام، فقال: استووا، فلم ندر ما قال ، فقال لنا شيخ عنده: يقول لكم: ارتفعوا، قال الخليل: هذا من قوله تعالى: ) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ ( ))( )، أي: ارتفع وعلا( ).
والاستواء سواء عُدّيَ بـ"إلى" أو بـ"على" فمعناه العلو والارتفاع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (( ومن قال: استوى بمعنى عَمَدَ، ذكره في قوله: ) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ (؛ لأنَّه عُدي بحرف الغاية، كما يقال: عمدت إلى كذا، وقصدت إلى كذا، ولا يقال: عمدت على كذا ولا قصدت عليه ، مع أنَّ ما ذُكر في تلك الآية لا يُعرف في اللغة أيضاً، ولا هو قول أحد من مفسريّ السلف ؛ بل المفسِّرون من السلف قولهم بخلاف ذلك -كما قدّمناه عن بعضهم -))( )، وقد حكى ابن القيم -رحمه الله- إجماع السلف على ذلك( ).(1/1680)
فهذا ملخَّص معتقد أهل السنة والجماعة في هذه الصفة، ومن أراد الاطّلاع على كلام أهل العلم في هذه الصفة موسّعاً فليطالع الكتب التي أُفرِدت في ذلك وهي كثيرة جداًّ، وكما قال السفاريني -رحمه الله-: (( وقد أكثر العلماء من التصنيف، وأجلبوا بخيلهم ورَجِلِهم من التأليف، في ثبوت العلوّ والاستواء ونبّهوا على ذلك بالآيات والحديث وما حوى، فمنهم الراوي الأخبارَ بالأسانيد، ومنهم الحاذفُ لها وأتى بكلِّ لفظٍ مفيدٍ، ومنهم المُطَوِّل المُسهِب، ومنهم المُختصِر والمتوسِّط والمهذِّب، فمن ذلك (( مسألة العلوّ )) لشيخ الإسلام ابن تيمية، و(( العلوّ )) للإمام الموفق صاحب التصانيف السنيّة، و(( الجيوش الإسلاميّة )) للإمام المحقق ابن قيِّم الجوزية، و(( كتاب العرش )) للحافظ شمس الدين الذهبي صاحب الأنفاس العليّة، وما لا أُحصي عدّهم إلاّ بكُلْفة، والله تعالى الموفِّق ))(
الأثر المشهور عن الإمام مالك
رحمه الله
في صفة الاستواء
دراسة تحليلية
بقلم
عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
---
حسين الخالدي
08-01-2003, 09:16 PM
قال سماحة الشيخ ابن باز :(1/1681)
ومن الإيمان بالله أيضا: الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف، مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال عز وجل: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، وهي التي نقلها الإمام: أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه: (المقالات) عن أصحاب الحديث وأهل السنة، ونقله غيره من أهل العلم والإيمان.(1/1682)
قال الأوزاعي رحمه الله: سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات، فقالا: أمروها كما جاءت ، وقال الوليد بن مسلم رحمه الله : سئل مالك والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات، فقالوا جميعا: أمروها كما جاءت بلا كيف ، وقال الأوزاعي رحمه الله: كنا- والتابعون متوافرون- نقول إن الله سبحانه على عرشه، ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات ، ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمة الله عليهما عن الاستواء قال: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق) ، ولما سئل الإمام مالك رحمه الله عن ذلك، قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)، ثم قال للسائل: ما أراك إلا رجل سوء، وأمر به فأخرج، وروي هذا المعنى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه: (نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه) ، وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جدا لا يمكن نقله في هذه المحاضرة، ومن أراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب (السنة) لعبد الله بن الإمام أحمد ، و(التوحيد) للإمام الجليل محمد ابن خزيمة ، وكتاب (السنة) لأبي القاسم اللالكائي الطبري ، وكتاب (السنة) لأبي بكر بن أبي عاصم ، وجواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماة، وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد أوضح فيه رحمه الله عقيدة أهل السنة، ونقل فيه الكثير من كلامهم والأدلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله أهل السنة، وبطلان ما قاله خصومهم، وهكذا رسالته الموسومة بـ (التدمرية) قد بسط فيها المقام وبين فيها عقيدة أهل السنة بأدلتها النقلية والعقلية، والرد على المخالفين بما يظهر الحق، ويدفع الباطل لكل من نظر في ذلك من أهل العلم، بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق،(1/1683)
وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات فإنه يقع ولا بد في مخالفة الأدلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه.
أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه في كتابه الكريم، أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته، إثباتا بلا تمثيل، ونزهوه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بريئا من التعطيل ففازوا بالسلامة من التناقض، وعملوا بالأدلة كلها، وهذه سنة الله سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله، وبذل وسعه في ذلك وأخلص لله في طلبه، أن يوفقه للحق ويظهر حجته، كما قال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وقال تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا(1/1684)
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره المشهور عند كلامه على قول الله عز وجل: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الآية، كلاما حسنا في هذا الباب يحسن نقله ها هنا لعظم فائدته، قال رحمه الله ما نصه: (للناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى) انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
---
حسين الخالدي
08-02-2003, 08:13 PM
قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (الفجر:22) .
قال أهل السنة و الجماعة : جاء ربك أي هو نفسه يجيء - سبحانه و تعالى - ، لكنه مجيء يليق بجلاله و عظمته لا يشبه مجيء المخلوقين ، و لا يمكن أن نكيفه ، و علينا أن نضيف الفعل إلى الله كما أضافه الله إلى نفسه . فنقول : إن الله تعالى يجيء يوم القيامة مجيئاً حقيقياً يجيء هو نفسه ، و قال أهل التحريف معناه : و جاء أمر ربك .و هذا جناية على النص من وجهين :(1/1685)
الوجه الأول : نفي ظاهره فأين لهم العلم من أن الله تعالى لم يرد ظاهره هل عندهم علم من أن الله لم يرد ظاهره ما أضافه لنفسه ؟! والله تعالى يقول عن القرآن إنه نزله بلسان عربي مبين فعلينا أن نأخذ بدلالة هذا اللفظ حسب مقتضى هذا اللسان العربي المبين . فمن أين لنا أن يكون الله تعالى لم يرد ظاهر اللفظ ؟! فالقول بنفي ظاهر النص قول على الله بغير علم .
الوجه الثاني : إثبات معنى لم يدل إلى ظاهر اللفظ ، فهل عنده علم أن الله تعالى أراد المعنى الذي صرف ظاهر اللفظ إليه ؟! هل عنده علم أن الله أراد مجيء أمره ؟! قد يكون المراد جاء شيء آخر ينسب إلى الله غير الأمر . فإذا كل محرف أي كل من صرف الكلام عن ظاهره بدون دليل من الشرع فإنه قائل على الله بغير علم من وجهين :
الأول : نفيه ظاهر الكلام .
الثاني : إثباته خلاف ذلك الظاهر .
لهذا كان أهل السنة والجماعة يتبرأون من التحريف ، ويرون أنه جناية على النصوص ، وأنه لايمكن أن يخاطبنا الله تعالى بشيء ويريد خلاف ظاهره بدون أن يبين لنا ، وقد أنزل الله الكتاب تبياناً لكل شيء والنبي ، صلى الله عليه و سلم ، بين للناس ما أنزل إليهم من ربهم بإذن ربهم . أما التمثيل فمن الواضح أن القول به تكذيب للقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11) . ولهذا كان عقيدة أهل السنة والجماعة ، بل طريقة أهل السنة والجماعة في نصوص الصفات من الآيات ، والأحاديث ، وهو إثباتها على حقيقتها وظاهرها اللائق بالله ، بدون تحريف وبدون تعطيل ، وقد حكى إجماع أهل السنة على ذلك ابن عبد البر في كتابه ( التمهيد ) و نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – و كذلك نقل عن القاضي أبي يعلى أنه قال : ( أجمع أهل السنة على تحريم التشاغل بتأويل آيات النصوص و أحاديثها ، و أن الواجب إبقاؤها على ظاهرها ) .
---(1/1686)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أخوكم هشيم الواسطي يسأل عن أحسن طبعات تفسير ابن ابي حاتم
---
أخوكم هشيم الواسطي يسأل عن أحسن طبعات تفسير ابن ابي حاتم
---
هشيم الواسطي
09-23-2004, 07:33 PM
السلام عليكم
الاخوة الاكارم في هذا الملتقى المبارك أرجو أفادتي عن أحسن طبعات تفسير ابن ابي حاتم
---
أبو بيان
09-23-2004, 09:25 PM
حقق الكتاب في قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى في عدد كثير من الرسائل العلمية,
وخرج مطبوعاً في (14) مجلداً, عن مكتبة مصطفى الباز, بمكة المكرمة,
بتحقيق أحد منسوبي مكتبة الجامعة العامة!!,
والموجود منه إلى سورة العنكبوت, والباقي مجموع من الدر المنثور للسيوطي, وقليل من غيره,
والأربعة الأجزاء الأخيرة فهارس زائدة.
ولا أعرف له طبعة أخرى, وأخبرني أحد من باشر تحقيقه في رسالته للدكتوراه أنه في مراحله الطباعية الأخيرة من دار ابن الجوزي في الدمام, وكان هذا قبل سنة أو أكثر, فالله أعلم.
---
(1/1687)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد نبيها 18
---
صفوة الأمة بعد نبيها 18
---
د. محمد مشرح
06-13-2005, 06:18 PM
الحلقة الثامنة عشرة
إنه في النار ومدلولها
[الصحابة والعلماء الربانيون هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا وقد أفضى من مات إلى ما قدم والله يتولى أمره ]
في هذه الحلقة إشارة إلى فضل الصحابة جميعا وعلى رأسهم الصديق والفاروق وذوالنورين وأبو السبطين رضي الله عنهم أجمعين ؛ حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى وهو عنهم راض ولو كان فيهم شيئ لبينه كما بين حال هذا الذي ظهر للناس شدته وتفانيه في ميدان المعركة وأعجبوا به فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل النار .
وهذا الحديث الذي بنيت الحلقة عليه رواه الإمام البخاري فقال :(1/1688)
(حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)[1]
قال في الفتح مبينا اسم الرجل وهل هو الذي ذكر في أحد أم غيره أم أن القصة متحدة والرجل مختلف يرجى من القاري أن يصبر على قراءة كلام بن حجر وإن طال فإنه مفيد وبخاصة لطالب العلم :(1/1689)
(قوله التقى هو والمشركون في رواية بن أبي حازم الآتية بعد قليل في بعض مغازيه ولم أقف على تعيين كونها خيبر لكنه مبني على أن القصة التي في حديث سهل متحدة مع القصة التي في حديث أبي هريرة وقد صرح في حديث أبي هريرة أن ذلك كان بخيبر وفيه نظر فإن في سياق سهل أن الرجل الذي قتل نفسه إتكأ على حد سيفه حتى خرج من ظهره وفي سياق أبي هريرة أنه استخرج أسهما من كنانته فنحر بها نفسه وأيضا ففي حديث سهل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم لما أخبروه بقصته إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة الحديث وفي حديث أبي هريرة أنه قال لهم لما أخبروه بقصته قم يا بلال فأذن إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ولهذا جنح بن التين إلى التعدد ويمكن الجمع بأنه لا منافاة في المغايرة الأخيرة وأما الأولى فيحتمل أن يكون نحر نفسه بأسهمه فلم تزهق روحه وان كان قد أشرف على القتل فاتكأ حينئذ على سيفه استعجالا للموت لكن جزم بن الجوزي في مشكله بأن القصة التي حكاها سهل بن سعد وقعت بأحد قال واسم الرجل قزمان الظفري وكان قد تخلف عن المسلمين يوم أحد فعيره النساء فخرج حتى صار في الصف الأول فكان أول من رمى بسهم ثم صار إلى السيف ففعل العجائب فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه وجعل يقول الموت أحسن من الفرار فمر به قتادة بن النعمان فقال له هنيئا لك بالشهادة قال والله إني ما قاتلت على دين وإنما قاتلت على حسب قومي ثم أقلقته الجراحة فقتل نفسه قلت وهذا الذي نقله أخذه من مغازي الواقدي وهو لا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف نعم أخرج أبو يعلى من طريق سعيد بن عبد الرحمن القاضي عن أبي حازم حديث الباب وأوله أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ما رأينا مثل ما أبلى فلان لقد فر الناس وما فر وما ترك للمشركين شاذة ولا فاذة الحديث بطوله على نحو ما في الصحيح وليس فيه تسميته وسعيد مختلف فيه وما أظن روايته خفيت على البخاري وأظنه لم يلتفت إليها لأن في بعض(1/1690)
طرقه عن أبي حازم غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وظاهره يقتضي أنها غير أحد لأن سهلا ما كان حينئذ ممن يطلق على نفسه ذلك لصغره لأن الصحيح أن مولده قبل الهجرة بخمس سنين فيكون في أحد بن عشرة أو إحدى عشرة على أنه قد حفظ أشياء من أمر أحد مثل غسل فاطمة جراحة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من ذلك أن يقول غزونا إلا أن يحمل على المجاز كما سيأتي لأبي هريرة لكن يدفعه ما سيأتي من رواية الكشميهني قريبا قوله فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره أي رجع بعد فراغ القتال في ذلك اليوم قوله وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل وقع في كلام جماعة ممن تكلم على هذاالكتاب أن اسمه قزمان بضم القاف وسكون الزاي الظفري بضم المعجمة والفاء نسبة إلى بني ظفر بطن من الأنصار وكان يكنى أبا الغيداق بمعجمة مفتوحة وتحتانية ساكنة وآخره قاف ويعكر عليه ما تقدم قوله شاذة ولا فاذة الشاذة بتشديد المعجمة ما انفرد عن الجماعة وبالفاء مثله ما لم يختلط بهم ثم هما صفة لمحذوف أي نسمة والهاء فيهما للمبالغة والمعنى أنه لا يلقى شيئا إلا قتله وقيل المراد بالشاذ والفاذ ما كبر وصغر وقيل الشاذ الخارج والفاذ المنفرد وقيل هما بمعنى وقيل الثاني اتباع قوله فقال أي قائل وتقدم في الجهاد بلفظ فقالوا ويأتي بعد قليل من طريق أخرى بلفظ فقيل ووقع هنا للكشميهني فقلت فإن كانت محفوظة عرف اسم قائل ذلك قوله ما أجزأ بالهمزة أي ما أغنى قوله فقال إنه من أهل النار في رواية بن أبي حازم المذكورة فقالوا أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار وفي حديث أكثم بن أبي الجون الخزاعي عند الطبراني قال قلنا يا رسول الله فلان بجزيء في القتال قال هو في النار قلنا يا رسول الله إذا كان فلان في عبادته واجتهاده ولين جانبه في النار فأين نحن قال ذلك أخباث النفاق قال فكنا نتحفظ عليه في القتال قوله فقال رجل من القوم أنا صاحبه في رواية بن أبي حازم(1/1691)
لأتبعنه وهذا الرجل هو أكثم بن أبي الجون كما سيظهر من سياق حديثه قوله فجرح جرحا شديدا زاد في حديث أكثم فقلنا يا رسول الله قد استشهد فلان قال هو في النار قوله فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه في رواية بن أبي حازم فوضع نصاب سيفه في الأرض وفي حديث أكثم أخذ سيفه فوضعه بين ثدييه ثم اتكأ عليه حتى خرج من ظهره فأتيت النبي e فقلت اشهد أنك رسول الله قوله وهو من أهل الجنة زاد في حديث أكثم تدركه الشقاوة والسعادة عند خروج نفسه فيختم له بها وسيأتي شرح الكلام الأخير في كتاب القدر إن شاء الله تعالى الحديث السابع حديث أبي هريرة قوله شهدنا خيبر أراد جيشها من المسلمين لأن الثابت أنه إنما جاء بعد أن فتحت خيبر ووقع عند الواقدي أنه قدم بعد فتح معظم خيبر فحضر فتح آخرها لكن مضى في الجهاد من طريق عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة قال أتيت رسول الله e وهو بخيبر بعد ما افتتحها فقلت يا رسول الله اسهم لي وسيأتي البحث في ذلك في حديث آخر لأبي هريرة آخر هذا الباب قوله فلما حضر القتال بالرفع والنصب قوله فقال لرجل ممن معه أي عن رجل واللام قد تأتي بمعنى عن مثل قوله تعالى وقال الذين كفروا للذين آمنوا ويحتمل أن يكون بمعنى في أي في شانه أي سببه ومنه قوله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة قوله فكاد بعض الناس يرتاب في رواية معمر في الجهاد فكاد بعض الناس أن يرتاب ففيه دخول أن على خبر كاد وهو جائز مع قلته قوله قم يا فلان هو بلال كما وقع مفسرا في كتاب القدر قوله ان الله يؤيد في رواية الكشميهني ليؤيد قال النووي يجوز في أن فتح الهمزة وكسرها قوله بالرجل الفاجر يحتمل أن تكون اللام للعهد والمراد به قزمان المذكور ويحتمل أن تكون للجنس قوله تابعه معمر أي تابع شعيبا عن الزهري أي بهذا الإسناد وهو موصول عند المصنف في آخر الجهاد مقرونا برواية شعيب عن الزهري قوله وقال شبيب أي بن سعيد عن يونس أي بن يزيد عن بن شهاب أي الزهري بهذا(1/1692)
الإسناد قوله شهدنا حنينا يريد أن يونس خالف معمرا وشعيبا فذكر بدل خيبر لفظة حنين ورواية شبيب هذه وصلها النسائي مقتصرا على طرف من الحديث وأوردها الذهلي في الزهريات ويعقوب بن سفيان في تاريخه كلاهما عن أحمد بن شبيب عن أبيه بتمامه وأحمد من شيوخ البخاري وقد أخرج عنه غير هذا وقد وافق يونس معمرا وشعيبا في الإسناد لكن زاد فيه مع سعيد بن المسيب عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك وساق الحديث عنهما عن أبي هريرة قوله وقال بن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد عن النبي e يعني وافق شبيبا في لفظ حنين وخالفه في الإسناد فأرسل الحديث وطريق بن المبارك هذه وصلها في الجهاد ولم أر فيها تعيين الغزوة قوله وتابعه صالح يعني بن كيسان عن الزهري وهذه المتابعة ذكرها البخاري في تاريخه قال قال لي عبد العزيز الأويسي عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان بعض من شهد مع النبي e قال إن النبي e قال لرجل معه هذا من أهل النار الحديث فظهر أن المراد بالمتابعة أن صالحا تابع رواية بن المبارك عن يونس في ترك ذكر اسم الغزوة لا في بقية المتن ولا في الإسناد وقد رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد [2]
وعلى أي حال فإن سياق كلام ابن حجر حول الحديث للتدليل على جهد العلماء الربانيين في خدمة السنة سندا ومتنا ، وإلا فإن سياق الحديث في دروسنا وحلقاتنا لبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم أبان اللثام عمن هلك ويهلك على غير النهج ممن صاحبه ، إما بعينه أو وصفه . والذين سكت عنهم ناجون حتى ولو لم يرد في حقهم مدح ولا ثناء فكيف بمن أثنى عليهم ومدحهم ولحق بالرفيق الأعلى وهو عنهم راض وعلى رأسهم الصديق وكبار الصحابة والذين حفظ الله بهم الإسلام فبلغوا به مشارق الأرض ومغاربها .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 3/ 1061رقم 2970(1/1693)
[2] - الفتح 7/ 472
---
(1/1694)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الحرية والمبادئ
---
الحرية والمبادئ
---
د. محمد مشرح
04-12-2006, 06:15 PM
الحرية والمبادئ
الحرية التي تمارس بعيدا عن المبادئ ضررها يكمن في التقلب حسب المصالح وهذا جلي في الحرية الغربية ؛ فحيث تميل عن الرغبات ، وتحيد عن الأهداف ترفض ، ويسلك في إفشالها شتى الأساليب .
وعنصر الدين مهم في تأسيس مبادئ لها تحرسها ، وتوجهها الوجهة الصائبة غني عن تقريره لدى العقلاء ذوي النظرة الثاقبة ...
ولهذا فإن تفسير التناقض فيها عند الممارسة الميدانية كما يرى البعض بأنه ردة فعل للاستبداد الكنسي غير دقيق ... 1
"و شبيه بذلك مقولة تعميمية أخرى مؤدّاها أن انطلاقة مسيرة الحريات في عصر التنوير الأوربي قد تجاوزت الحقبة الكنسية، فأخذت جذور "الديمقراطية" من عصر الإغريق والرومان، وهي مقولة تنطوي ضمنًا على تبرئة ذلك العصر مقابل إدانة الكنيسة وعصر استبدادها، ومن العسير القبول بذلك وما يراد أن ينبني عليه. " فأرسطوا أوّل من استخدم كلمة "الديمقراطية" في الغرب استخدمها من منظور الازدراء ببعض معاصريه ممّن دعا إلى تمكين "الدهماء" من العامّة من قول ما يريدون، فأولئك لا يفقهون -وفق نظرته- في السياسة ولا سواها، ولا ينبغي الاستماع إليهم في نطاق ما سمّاه الغربيّون المحدَثون "ديمقراطية أثينا".2(1/1695)
"وديمقراطية أثينا تلك لم تتجاوز احتكارَ صناعة القرار في نطاق "علية القوم، أي زهاء 2 إلى 3% من "الشعب"، ولم تعرف انتخاباتٍ ولا فصلَ سلطات ولا أي علامة أخرى واضحة أو حتى في حدود بذور أولية من علامات الديمقراطية الغربية الحديثة. إنما قال بعض معاصريها بجواز السماح للعامّة أن "يقولوا" ما يريدون، فكان ذلك على غرار ما تعرفه الأنظمة الاستبدادية حديثا؛ إذ تسمح بالتعبير عن الرأي بأسلوب "قل ما تشاء.. ونقرّر نحن ما نشاء"، ويسري شبيه ذلك بدرجات متفاوتة على غالبية الدول الديمقراطية الغربية المعاصرة، حيث حرية التعبير مكفولة دستوريا، لكنّ غالبية الأفراد من عامّة المواطنين لا يمتلكون قوّة فاعلة تسمح بتأثير "حرية تعبيرهم" على صناعة القرار، فلا مبالغة في القول إنّها تبقى في الحصيلة حبرا على ورق. 3
أليس في هذا التركيز استهداف المسيحية عبر استهداف الكنيسة، باعتبارها من أديان الوحي الإلهي، لتشمل مقولة التناقض المزعوم بين الحرية -لا سيّما حرية الرأي والتعبير- وبين الدين، سائر أديانِ الوحي دون تمييز.. بل لتشمل الإسلام تخصيصا، فهو الذي يتناول سائر ميادين الحياة، ولا يفصل بين مجال شخصي ما وبين السياسة التي لا تترك مجالا من المجالات دون توجيهه، بما في ذلك المجالات الشخصية للإنسان.4
فيعد تحري الانطلاق من المبادئ الإيمانية والأخلاقية في الإفادة من الحرية حصنا منيعا يقي من الأضرار الناتجة عن تنحيتها ، وتحكم أهواء ومصالح ضيقة الأفق فيها ؛ تفسد أكثر مما تصلح ، وتوصل إلى انسداد خطير أمام التواصل الخير بين الشعوب ؛ وهو جهل –لا شك – بالأهداف النافعة بين الأمم على اختلافها ؛ والتي أكد عليها الإسلام بشموليته مكانا وزمانا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؛ فلا ينبغي –أبدا- التعويل فيها على جهلة يفسدون بجهلهم تحقيق الهدف الإنساني بدعوى حرية التعبير ...(1/1696)
وتبقى الجهود التي تبذل بعيدة عن مبادئ تحفظها غير مأمونة العواقب ؛ ولو على المدى البعيد ؛ فمع أن الحرية في الغرب أعطت فوئد لا بأس بها إلا أن انفلاتها من المبادئ المحصنة لها قد أثبت تخلفها عن وظيفتها في خضم الاحتكاكات المتعددة وهي تقترب الآن من الاحتضار لأنها أُخضعت لأهواء ومصالح قاصرة تحكمت فيها ، وخلعت عنها الحيادية التي هي بمثابة العنصر المهم فيها لتعميمها ... وأضحى فرضها بالقوة غير مجدٍ فقد فقد صاحب القوة المصداقية عند توظيفه إياها ضد الآخر ... إن امتهان الدين وحملته وعلى رأسهم الأنبياء عليهم السلام باسم الحرية عرّى القيمة الحقيقية للحرية لفقدها عنصر المبادئ ، والتحاكم إلى المنهجية السليمة المنبثقة من دين الله الذي لا يخضع لأي من انحرافات الإنسان ؛ إن المنهج الرباني يصبغ الحياة كل الحياة هدفا ووسيلة وأسلوبا بما يحقق للإنسان سعادة لا تبيد ؛ وهذا الشمول والاستغراق حددته النصوص الربانية منها على سبيل المثال قوله تعالى { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) 5
ولهذا فإن الآيات التي قبل هذه الآية :(1/1697)
تنعى على من سعى للإضرار بالوحدة المبنية على الدين الحق.و تثني على تحيق الحسنة ومقاطعة السيئة ، وتدعو إلى الالتزام بمنهج الله كونه الصراط المستقيم والدين القيم ؛ فذلك ملة الأنبياء وعلى رأسهم إبراهيم عليه السلام ... قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) } 6
وتقرر الآيات بعدها انفراد الله بالربوبية ؛ بالإنكار على المنحرف عن ذلك ، وتقرير الجزاء المبني على كلي الاتجاهين ، وتحمل تبعة ذلك ثوابا وعقابا على المخالف دون سواه ؛ وهذا كله يعين على اختيار الوجهة التي يئول إليها عاجلا وآجلا بنفسه ... وكل ذلك يعين على تماسك الناس حول الوحدة على دين الله ... قال تعالى : {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)} .7
_______________________________________________
1- أنظر : نبيل شبيب ، الحرية الغربية الجذور والمنطلقات (إسلام أون لين .. 2006/02/22)
2- المرجع السابق
3- المرجع السابق
4-المرجع نفسه(1/1698)
5- سورة الأنعام .
6- سورة الأنعام
7- سورة الأنعام
---
(1/1699)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إثبات هوية ..
---
إثبات هوية ..
---
علي جاسم
03-21-2005, 05:52 PM
نحن اليوم أحوج ما نكون لإثبات الهوية الإسلامية على صعيد أنفسنا أولا ثم المحيط الذي نعيش فيه ثانيا ثم العالم أخيرا ، وإثبات الهوية طبعا يكون من حيث السلوك وهذا بدوره نابع من فيض الإيمان القائم على العقيدة السليمة ، ومن حيث المنهجية الحياتية ومن حيث الرؤية ، بل حتى من حيث المظهر العام..وما هذه الحاجة الملحة لإثبات الهوية إلا لأن معالم المسلم قد تعرضت – ولازالت تتعرض- لعوامل تعرية إثر انفتاح الأمم والحضارات بعضها على بعض بقضها وقضيضها وغثها وسمينها فأثرت في جسم المجتمع المسلم باعتبار التناقض بين الرؤى والمنطلقات والغايات المحركة للمجتمع لكل حضارة ( الإسلامية والغربية ) فاضطربت حياة المسلم لهذا المدّ على حين فتور وهزال في المسلمين فأخذت المفاهيم الإنسانية والأسس الاجتماعية بل حركة حياة المجتمع المسلم ، أخذت منحى آخر قد لا يختلف عن منهجية الإسلام في ظاهره ، من حيث أنه لا يتفق مع المضمون الإنساني في الإسلام ولا يتفق مع رسالة الإنسان باعتباره حامل الأمانة وخليفة الله في الأرض ، فضلا عن اعتبار الأمة المحمدية خير أمة أخرجت للناس لماذا..ألأنها تخترع..لا..ألأنها تكتشف..لا..ألأنها تصنّع..لا..هي خير أمة للخير المكنون في ضميرها النابض ..وللنور المشع من وجدانها المشرق..للرسالة الإنسانية التي تحركها{تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}ثم عقب تعالى بذكر تلك الأمم وبنفس الآية{ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم}وهذه هي الغاية التي يريد الله من المسلم أن ينطلق بها وإليها وهذه هي هوية المسلم التي بها عزته{ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}وبها علوه{وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} فصار إثبات الهوية هو إثبات للنفس أولا أنها ثبتت على(1/1700)
مبدأ وإثبات للعالم أيضا أن الإسلام جوهرة مكنونة لا تؤثر بها عوامل التعرية مهما طال عليها الأمد ..
---
(1/1701)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ممكن تدلوني على رابط يفتح لي قاعدة الرسائل الجامعية
---
ممكن تدلوني على رابط يفتح لي قاعدة الرسائل الجامعية
---
دمعة الأقصى
11-11-2006, 03:16 AM
ممكن تدلوني على رابط يفتح لي قاعدة الرسائل الجامعية
لأنه الرابط الموجود هنا ما يفتح معي
وجزاكم الله خيراً
---
(1/1702)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > حكم قول : موسيقى القرآن
---
حكم قول : موسيقى القرآن
---
المنصور
10-12-2005, 12:50 PM
ما حكم قول : موسيقى القرآن ؟
وقد وجدت الكلام عليها في موضعين :
المورد الزلال / للدويش
معجم المناهي / بكر أبو زيد
فهل هناك مواطن غيرها ؟
وشكراً
---
جمال حسني الشرباتي
10-13-2005, 01:59 PM
الموسيقى اسم لما يصدر عن الآلات ذات النغمات المتعددة والتي يهتز لها الماجنون
الأولى إستخدام تعبير الجرس----فهو تعبير مستخدم لدى أفذاذنا الأوائل
قال السيوطي(وكذلك الطاء والتاء هما أقوى من الدال؛ وذاك لأن جَرْس الصوت بالتاء والطاء عند الوقوف عليهما أقْوَى منه وأظهر عند الوقوف على الدال)
---
المنصور
10-14-2005, 12:53 PM
جزاك الله تعالى خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
10-29-2005, 11:31 PM
تحرج العلماء من بعض الإطلاقات التي تختص بالشعر والغناء أن يطلقوها على القرآن الكريم ، حماية لجنابه ، وإجلالاً له ، فمنعوا من إطلاق لفظة السجع على خواتم آياته ، لا رتباط السجع بغير القرآن من ألوان النثر. قال الخفاجي :(وأظن أن الذي دعاهم إلى تسمية كل ما في القرآن فواصل ولم يسموا ما تماثلت حروفه سجعاً رغبتهم في تنزيه القرآن عن الوصف اللاحق بغيره من الكلام المروي عن الكهنة وغيرهم ، وهذا غرض في التسمية قريب).
ومثله لفظة الجرس والموسيقى ، فقد تركها العلماء مع دقتها ولا سيما لفظة الجرس لارتباطها بالغناء ، وذهاب جمهور العلماء إلى تحريمه ، ونفور فضلاء الناس ونبلائهم منه ، فلم يستخدمها العلماء في وصف ألفاظ القرآن ، واستخدموا بدلاً منها في البلاغة لفظة الفصاحة ، وهي مشتملة على معنى جرس اللفظة .(1/1703)
وقد كان للنصارى وغيرهم عناية بالبحث في موسيقى الألفاظ لدخول الموسيقى في شعائرهم ، وأماكن عبادتهم ، فلا تكاد تجد لهم عبادة إلا على أنغام الموسيقى ، ومن هنا عنوا بدراسة موسيقى الألفاظ وجرسها ، وكتبوا في ذلك كتباً ، وأما المسلمون فقد تناولوا هذه المسألة تحت مصطلحات أخرى كالفصاحة والانسجام.
غير أن بعض الباحثين المتأخرين لم يروا بأساً من استخدام هذه العبارات في وصف ألفاظ وتراكيب القرآن الكريم ، لشيوع هذه الألفاظ ومعرفة دلالاتها عند المعاصرين . وقد استخدمها سيد قطب في كتاباته ، وانتقدت عليه ، والأمر في التسمية قريب - كما قال ابن سنان الخفاجي ، والعبرة بالمعاني التي يقصدها الكُتَّابُ من هذه العبارات ، وغالبُ مَن استعمل هذه الأوصاف من أهل النقد الأدبي والدراسات البلاغية.
ولا بد من ملاحظة التطور الدلالي للمفردات ، فقد تكون المفردة تحمل من ضمن معانيها معنى سيئاً ، فينهى عن استعمالها في بعض المواقف حتى لا يذهب ذهن السامع إلى ذلك المعنى دون غيره. كما في قوله تعالى :(لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا..) .
وربما يتجوز في بعض الألفاظ لفهم السامع للمقصود ، كما في تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم إحدى صور إتيان الوحي بصلصلة الجرس .(1/1704)
فالذي يظهر أن الأمر في استخدام مثل هذه العبارات إذا فهمت على وجهها لا حرج فيه إن شاء الله ، طالما أن الأمر يحمل على وجهه الحسن في التعبير والفهم معاً ، ولو تتبعت مطاعن العبارات والألفاظ التي يتكلم بها الناس لما سلم لك إلا القليل ، وإنني لأعجب ممن يؤاخذ المؤلفين بلوازم ألفاظهم وعباراتهم ، وهم بشر يكتبون ما يكتبون في أحيان كثيرة ، وهم غافلون عما يلزمهم من بعض العبارات مع حسن النية ، وطيب السيرة ، ولم يقصدوا بهذه العبارة أو تلك ما حملها عليه منتقدوهم ، فيطول الحديث حول هذا الأمر ، والأمر فيه سعة ويسر لمن أراد الوصول للحق ، والتماس الأعذار للمؤمنين من صفات المؤمنين. وفي ظني أن المصنفين في (المناهي اللفظية) قد توسعوا في النهي عن ألفاظ كثيرة في استخدامها سعة ، ولم يستدلوا على منعها بدليل يمنع منها ، وفي هذا تضييق على الناس في حديثهم وكلامهم.
---
جمال أبو حسان
10-30-2005, 11:39 AM
ما اجمل هذه المشاركة
---
القعقاع محمد
01-02-2007, 12:17 PM
جزى الله الجميع خير الجزاء
---
يراع العربية
01-03-2007, 05:19 AM
أذكر بأني قرأت مرةً في كتاب( النظم القرآني في آيات الجهاد ) للدكتور ناصر الخنين, كلاماً يبدي فيه وجة نظره عن
تلك الموسيقى, وقد كانت نظرته مقبولة - في نظري - ؛ ففي أثناء حديثه عن جرس الكلم وإيقاعها, أثنى الدكتور على
رأي متقدمٍ سابق- وأظنه للدكتور فهد الرومي , في كتابه خصائص القرآن الكريم , - على رفضه إطلاق " الموسيقى "
على الصوت المنبعث من ألفاظ القرآن في أثناء التلاوة , وقد علل رفضه هذا بتعليلين مقنعين :
الأول / أن كلمة( موسيقى) لفظة يونانية , وفي لغة العرب متسع لصفات القرآن الكريم .
الثاني / أن الموسيقى عَلَم على اللهو والطرب , والخفَّة والسَّفه , ونحن نربأ بكتاب الله عز وجل أن نهبط به إلى ما
ينهى عنه , والعلة الأخيرة هي التي عليها مناط الحكم , والله تعالى أعلم .
---
الجكني(1/1705)
01-03-2007, 05:40 AM
ما أجمل هذه العبارة الأخيرة وأكثر دقتها :"
"والعلة الأخيرة هي التي عليها مناط الحكم " 0
وعندي سؤال وهو :
من يقول بهذا المصطلح ما موقفه لو اضطر إلى استخدامه مع غير العرب أو أراد ترجمته للإنجليزية ،ما ذا سيقول ؟
هل سيقول :
؟music of the holy quran
مع اعتذاري لأهل اللغات والترجمات 0
---
يراع العربية
01-04-2007, 08:31 PM
هل سيقول :
؟music of the holy quran
مع اعتذاري لأهل اللغات والترجمات 0
وهذا ما يجعلنا نعيب عليهم استخدام تلك اللفظة , لئلا نضطر لاستخدامها أثنا الترجمة , فيكون المأخذ علينا مأخذين :
الأول / أن عجزنا أن نرى لها مثيلاً في لغتنا الثرية .
والثاني / أن أعطينا القرآن لفظة كانت - وما زالت - تُعطى للفنون الخبيثة , وحاشا للقرآن أن يماثل غيره , ناهيك عن
الخبيث منها .
---
(1/1706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يدلنا على دراسة أو بحث عن (تفاسير الفلاسفة) جزاه الله خيراً
---
من يدلنا على دراسة أو بحث عن (تفاسير الفلاسفة) جزاه الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
12-18-2003, 10:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مما نسعد به في ملتقى أهل التفسير حضور عدد كبير من المشايخ الكرام ، وأصحاب الفضيلة المتخصصين ، وطلاب العلم الفضلاء ، أسأل الله أن يبارك في جهودهم ، وأن ينفع بهم وبعلمهم ، منهم من هو مشارك معنا يكتب ويعلق ، ومنهم من يكتفي بالقراءة والدعم المعنوي ، ولمَّا يتكرم علينا بالمشاركة ، وقد أخبرني أحد كبار أساتذتنا المتخصصين وفقه الله بأنه من المتابعين لما يكتب في الملتقى ، فرجوته المشاركة فوعدنا خيراً ، وأرجو أن أرى مشاركاته بين محبيه وعارفي فضله إن شاء الله قريباً.
فأرجو ممن يقرأ كتابي هذا ، أن يتكرم مشكوراً بدلالتي على الكتب والدراسات والبحوث والمقالات التي دارت حول (تفاسير الفلاسفة) وتعرضت لها بتأريخ أو نقد أو تحقيق.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
---
عبد الله
12-19-2003, 11:42 PM
للشيخ الرئيس ابن سينا تفسير سورة الإخلاص ، وقد نشرها - مع الدراسة والتحقيق - الأخ الفاضل الدكتور عبد الله الخطيب - أستاذ التفسير وعلوم القرآن - جامعة الشارقة ، وقد نشرتها مجلة كلية الشريعة والقانون الكويتية في أحد أعدادها الأخيرة .
عبد الله إبراهيم
---
(1/1707)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من الطبري الوارد في كلام القرطبي في هذا الموضع؟
---
من الطبري الوارد في كلام القرطبي في هذا الموضع؟
---
أبو عبدالرحمن
10-22-2005, 06:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي وعلمائي الكرام في ملتقى أهل التفسير
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى وأرجو ألا أثقل عليكم
بينما أنا أطالع في تفسير قوله تعالى: (النجم والشجر يسجدان) في فتح القدير وجدته قال ما يلي: ( وقال الحسن ومجاهد: المراد بالنجم نجم السماء، وسجوده طلوعه، ورجح هذا ابن جرير) ، وعندما رجعت إلى تفسير ابن جرير رحمه الله وجدته رجح أن المراد بالنجم مالاساق له من النبات.
وأذكر أني سمعت شيخنا الشيخ ناصر الحميد لما درسنا في جامعة الإمام سابقا(جامعة القصيم حاليا) ذكر أن تفسير الشوكاني قسم الدراية فيه مختصر في الجملة من تفسير القرطبي ، وأن قسم الرواية فيه قريب من الدر المنثور.
فلذلك رجعت إلى تفسير القرطبي فوجدته عزا قول الحسن ومجاهد أن المراد بالنجم نجم السماء إلى الطبري قال: (وهو اختيار الطبري حكاه المهدوي)
فهل المراد بالطبري هنا هو ابن جرير كما ذكره الشوكاني رحمه الله ، أو المراد به شخص آخر بدليل أن القرطبي رحمه الله أخذه عن المهدوي والظاهر أن تفسير ابن جرير متوفر عنده ، بدليل أنه أكثر من النقل منه بدون عزو
أرجو الإفادة ياإخواني ومشايخي.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-22-2005, 07:18 AM
الذي يظهر أن القرطبي وهم في ذكر اختيار الطبري ، وتبعه على ذلك الشوكاني .
فالطبري أوابن جرير عند الإطلاق إنما يراد به في التفسير : محمد بن جرير شيخ المفسرين .
ومرحباً بك أخي عبدالله بين إخوانك
---
أبو عبدالرحمن
10-22-2005, 07:22 AM
جزاك الله خيرا ياشيخنا أبا مجاهد(1/1708)
جعلك الله غصة في حلوق الأعداء، من المهدوي الوارد في كلام القرطبي الذي نقل عنه اختيار الطبري
---
أبومجاهدالعبيدي
10-22-2005, 07:28 AM
هو : أحمد بن عمّار بن أبي العباس المهدوي التميمي ، أبو العباس ، مقرئ أندلسي ، له مصنفات في التفسير والقراءات ، منها : شرح الهداية في توجيه القراءات ، والتحصيل لما في التفصيل الجامع لعلوم التنزيل . مات سنة 440 هـ . انظر : طبقات المفسرين للداوودي 1/56-57 ، والأعلام للزركلي 1/184 .
---
مساعد الطيار
10-22-2005, 07:41 AM
المهدوي : أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي ( ت : 440 ) ، له كتب نفيسه ، منها : التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل ، وهو يحقق في رسائل علمية ، يسر الله خروجه.
ومن باب تداعي المعاني فيما ذكر أخي ابو مجاهد من وهم القرطبي ـ رحمه الله ـ فإني كنت أقف على بعض اوهامه في العزو فاتهم نفسي ، حتى تذاكرت مع بعض طلبة العلم في ذلك ، فذكر لي ما ما وقع في نفسي من وهم القرطبي في بعض النقول ، وتمنيت لو أني جمعت ذلك .
لذا أهيب بمن سيعمل على القرطبي أن يفيدنا في هذه المسألة نفيًا أو إثباتًا ، وليس ذلك من باب التهمة له ، حاشاه ـ لكن المرء لا يسلم من الغفلة والشرود والنسيان . أسأل الله لنا وله المغفرة والرضوان على ما قدم من خدمة لكتابه في مؤلفه العظيم
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2005, 11:28 AM
ومن أكثر أوهام الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره ما ينسبه للنحويين كسيبويه والفارسي وابن السراج ، وأحيانا إلى البصريين أو الكوفيين . فهو غير دقيق في نسبة الأقوال إليهم ، وكم مرة نسب قولاً إلى سيبويه وعندما تراجع كتاب سيبويه تجد القول بخلاف ما نقل القرطبي رحمه الله وجزاه خيراً.
---
جمال حسني الشرباتي
10-22-2005, 04:54 PM
السلام عليكم(1/1709)
معذرة فقد وجدت نص الإمام القرطبي كما يلي (وقال الحسن ومجاهد: النجم نجم السماء، وسجوده في قول مجاهد دوران ظله، وهو اختيار الطبري، حكاه المهدوي)
وهذا يعني أنّ عزوه القول للطبري ليس عزوا مباشرا إنّما بواسطة المهدوي--فلا يمكن بناء على هذا الكلام أن يقال عنه أنّه قد وهم في النقل أو العزو للأمام الطبري---ومن المحتمل أنّ كتاب الطبري لم يكن متوفرا في الأندلس فيطلّع عليه مباشرة
معذرة فأنا أخشى أن يؤدي كلامكم هذا إلى عزوف طلبة العلم عن جواهر تفسيره
تلميذكم جمال
---
أبومجاهدالعبيدي
10-22-2005, 05:03 PM
البعض يتحرجون من نسبة الأوهام إلى إمام ما ... ولا محل لذلك ؛ فقد قال الله تعالى : ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ? (النساء:82)
---
مساعد الطيار
10-22-2005, 06:24 PM
الأستاذ جمال
لا تخش ذلك ، فالإمام القرطبي في محل رفيع في هذا الشان ، وإثبات خطئه في العزو لا يلزم منه الزهد فيه .
واحب ان تلاحظ أن بعض المفسرين يكون عنده قضية تُنتقد عليه ، ولا ينجر نقده في قضية معينة على عموم كتابه أو علمه ، فالواحدي في بسيطه قد اعتمد منهج النقل ، وأفاض فيه ، فتراه ـ كما أشار الدكتور محمد الفوزان في تحقيقه للجزء الأول منه ـ ينقل الصفحة والصفحتين من كتاب تهذيب اللغة للأزهري ، ومن كتاب الحجة لأبي علي الفارسي ، ومن غيرهما ، ومع ذلك لا يمكن انتقاصه ، ولا نسيان فضله في كتابه البسيط .
---
جمال حسني الشرباتي
10-22-2005, 07:40 PM
بارك الله بكم جميعا من أساتذة كرام منصفين
معذرة ما زلت لا أرى أنّه أخطأ في العزو لأنه ناقل عمن نقل عن الطبري
ودمتم بخير
---
مساعد الطيار
10-22-2005, 08:43 PM
صدقت ، فقد نسب نقله للمهدوي ، وما قلته صحيح ، ولعل من عنده كتاب المهدوي أن يذكر نص المهدوي .(1/1710)
لكن ـ بارك الله في عمرك ـ ما قيل في القرطبي لا يخالف ما لاحظته .
---
جمال حسني الشرباتي
10-22-2005, 10:42 PM
لا عدمناك أيها الطيّار
---
مرهف
10-23-2005, 04:08 PM
لي نظرة أخرى في بعض الأوهام التي في القرطبي فإني أرى والله أعلم أن القرطبي يحتاج إلى تحقيق على جميع المخطوطات الموجودة ، إضافة لمقارنة نصوصه بالكتب التي أكثرت من النقل عنه،لأني أرى أن تفسير القرطبي فيه تقص ببعض نصوصه وربما هذا الوهم الموجود منه والله أعلم
---
أحمد البريدي
10-23-2005, 05:13 PM
أرى أن لا نستعجل بنسبة الوهم إلى الائمة مع أنه وارد في كتب لم تحقق تحقيقاً علمياً , بل تحقيقاً تجارياً ومن جرب تحقيق مخطوط ورأى التفاوت في النسخ تبين له ذلك بجلاء , فكم من معلومة موهمة تتضح وتتبين عند الاطلاع على نسخة أخرى .
---
مساعد الطيار
10-23-2005, 06:13 PM
أخي مرهف ، واخي احمد ، احسنتما ، فما أحسن الاعتذار للأئمة الكرام ، أسأل الله أن يغفر لهم ، وأن يُلحقنا بهم في دار كرامته .
ونحن بانتظار تحقيق معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، ولعه يجلِّي ما استشكلته مع بعض الإخوة الكرام الذين ذهبوا إلى وقوع الوهم ، ومع كل ذلك ، فإني أعلم أنني وإياكم لا ندعي له العصمة من الخطأ ، وإني لأرجو أن نكون من أهل هذه الآية ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )
---
المنصور
10-24-2005, 11:24 AM
الإخوة الفضلاء :
هذا ماحصل لي ويحصل باستمرار:(1/1711)
لقد تكررت الإشارة إلى ترجيحات ابن جرير عند عدد من المفسرين ، ومع ذلك لم أجدها في المطبوع ، وفي تفسير ابن كثير شئ من ذلك ، وقد كنت أشرت إشارة عابرة لأخي الفاضل الدكتور : عبد الرحمن الشهري ، إلى هذا الموضوع عند زيارتي له ، وإني أدعو لدراسة هذه الظاهرة باهتمام ، والاحتمالات كثيرة .
والله من وراء القصد ،،،
---
أبو عبدالرحمن
10-24-2005, 01:38 PM
إلى الشيخ مساعد الطيار:
هل الشيخ عبدالله التركي وفقه الله يعمل على تحقيق تفسير القرطبي كما هو ظاهر كلامك ، أو هي مجرد أمنية؟
أرجو إخبارنا بما يسر وجزاك الله خيرا
---
مساعد الطيار
10-24-2005, 01:56 PM
أخي عبد الله الميمان ، سبق أن طرح أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري أمر هذا التحقيق ، فانظره تكرمًا في الرابط الآتي :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2565&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED
---
أبو عبدالرحمن
10-25-2005, 12:08 AM
جزاك الله خيرا على ما أفرحتني به من هذا الخبر السار ، وإن غدا لناظريه قريب
---
(1/1712)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (ان شانئك هو الابتر ) تأمل فيها من خلال الواقع-كلام نفيس لشيخ الاسلام -
---
(ان شانئك هو الابتر ) تأمل فيها من خلال الواقع-كلام نفيس لشيخ الاسلام -
---
أريام
06-20-2006, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى (إن شانئك هو الأبتر)
من تأمل هذه الآية وطابق بينها وبين الواقع يرى أن هذه قاعدة ثابتة وهي : ( من شنأ أبتر )
هذه الآية في شأن من أبغض رسول - الله صلى الله عليه وسلم - أو شيأ مما جاء به ، فكل من أبغض رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ،أو بعض ما جاء به من الأوامر والنواهي فهو أبتر أي : مقطوع لايتولد عنه خير البتة
وعلى قدر بغضه لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - على قدر انقطاع الخير عنه
وذلك كمن يبغض تطبيق شرع الله أو يرده بسبب هواه أو مذهبه
وإذا قلبت النظر في أحوال الناس تجد ذلك واضحا إما بانقطاع الذكر الحسن أو انقطاع بر الأولاد أو قطع قلبه من أن يعي الخير أو قطع جوارحه عن الأعمال الصالحة أو عن تذوق حلاوتها إذا عملها ، وذلك بسبب كرهه لتعاليم الإسلام ،كمن يكره الصلاة ، أو يكره الصيام ،أو غيرها من الأركان ،أو يكره حجاب المرأة الذي أمر الله به ،أو يكره الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وغيرها مما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – في العقائد، والعبادات.(1/1713)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " فانه سبحانه وتعالى بتر شانئ رسوله من كل خير فبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة وبتر حياته فلا ينتفع بها ، ولا يتزود فيها صالحا لمعاده ، ويبتر قلبه فلا يعي الخير ولايؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله ، ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة ، ويبتره من الأنصار فلا يجد ناصرا ولاعونا، ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعما ولا يجد لها حلاوة وان باشرها بظاهره فقلبه شارد عنها
وهذا جزاء من شنا بعض ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورده لأجل هواه ، أو متبوعه ، أو شيخه ، أو أميره ،أو كبيره "
وقال في موضع آخر :
" فالحذر الحذر أيها الرجل من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ترده لأجل هواك ، أو انتصارا لمذهبك ، أو لشيخك ، أو لأجل اشتغالك بالشهوات ، أو بالدنيا ، فان الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله ، والأخذ بما جاء به ، بحيث لو خالف العبد جميع الخلق واتبع الرسول ماسأله الله عن مخالفة أحد فان من يطيع أو يطاع إنما يطاع تبعا للرسول وإلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول ما أطيع فاعلم ذلك واسمع، وأطع واتبع ، ولا تبتدع، تكن ابتر مردودا عليك عملك،بل لا خير في عمل ابتر من الإتباع ولا خير في عامله والله اعلم"
---
فهد الرومي
06-21-2006, 12:14 PM
ومن دلالات إن شانئك هوالأبتر إنقطاع ذكر من وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك لإعتقاده شماتة أن ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم سينقطع لعدم وجود ابناء ذكور يخلدون ذكره فكان الوعد أن بقي ذكر الرسول صلى الله عليو وسلم لم ينقطع منذ وفاته ثانية واحدة بل يردده في آن واحد ملايين البشر فلاينقطع ذكره من المنابر والمنارات والساجد والبيوت والطرقات وكل مكان أما شانئة فانقطع ذكره حتى القران أبهمه
---
فهد الوهبي
06-21-2006, 02:53 PM
جزيت خيراً ...
---(1/1714)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > السعادة ، والتمكين ، والنصر، والعلم ، والأمن ، والفلاح ، والفوز في القرآن وأقوال العل
---
السعادة ، والتمكين ، والنصر، والعلم ، والأمن ، والفلاح ، والفوز في القرآن وأقوال العل
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
06-11-2006, 02:02 PM
السعادة ، والتمكين ، والنصر ، والعلم ، والأمن ، والفلاح ، والفوز في القرآن وأقوال العلماء في ذلك
---
(1/1715)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اثر ( من أراد خير الأولين والآخرين فليثور القرآن فإن فيه خير الأولين ..)
---
اثر ( من أراد خير الأولين والآخرين فليثور القرآن فإن فيه خير الأولين ..)
---
أبو تيمية
08-01-2003, 11:36 PM
هذا الأثر أخرجه الإمام أحمد في الزهد ( ص : 157) و ابن أبي شيبة ( 35839) و الطبراني في الكبير ( 8664و8665و8666) و البيهقي في الشعب ( 1960) من طرق عن إبي إسحاق عن مرة عن ابن مسعود قال : ( من أراد خير الأولين والآخرين فليثور القرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين ) و في لفظ ( من أراد علما فليقرأ القرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين )
و في لفظ آخر ( من أراد علما فليثور القرآن فإنه خير الأولين وخير الآخرين )
و سنده صحيح .
---
(1/1716)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ملف عاجل : شعب مسلم يموت جوعا ويأكل أوراق الشجر ! شاهد بالصور مآسيهم!!
---
ملف عاجل : شعب مسلم يموت جوعا ويأكل أوراق الشجر ! شاهد بالصور مآسيهم!!
---
ابن الجزيرة
09-01-2005, 05:07 PM
هذا رابط موضوع الأخ أبولجين علينا جميعاً واجب الإطلاع على أحوالهم , والدعاء لهم وهذا أقل الواجب . اللهم اكشف الكربة عنهم :
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@114.xWQfscj5Dyv.0@.1dd8224d
---
(1/1717)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استفسار مهم عن عنوان د.أحمد شرشال وفقه الله ؟
---
استفسار مهم عن عنوان د.أحمد شرشال وفقه الله ؟
---
الحميري
05-25-2004, 09:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات الأخوة الأكارم، أنا أقوم بالإقراء في مركز الإمام الشاطبي في اليمن صنعاء،
أرجو منكم إعطائي عنوان د.أحمد شرشال لرغبتي في مراسلته، ولم أستطع الاهتداء إلى عنوانه
وتقبلوا فائق التحية
أرجو منكم الاهتمام بالأمر،
والسلام عليكم .
أخوكم :
بشير بن حسن الحميري
---
عبدالرحمن الشهري
05-25-2004, 10:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بكم أخي الكريم بشير الحميري بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير .
وأما الدكتور أحمد شرشال الجزائري فهو يعمل حالياً - حسب علمي - في كلية الشريعة بجامعة الكويت . وقد سبق أن طرح الشيخ الكريم إبراهيم الميلي (أبو تيمية) موضوعاً أشار فيه إلى مؤلفات الشيخ في الملتقى تحت عنوان :
الشيخ المحقق أحمد شرشال و بحوثه القيمة في القرآن و علومه (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=423).
ولعله يتكرم بإجابتك على هذا السؤال لقربه من الشيخ أحمد شرشال في الكويت ومعرفته به.
ومرحباً بكم معنا مرة أخرى .
---
(1/1718)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المختارات الثانيه في الولاء والبراء
---
المختارات الثانيه في الولاء والبراء
---
المنهوم
04-03-2004, 11:02 PM
قال الشيخ عبدالله بن عبداللطيف ال الشيخ رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين
والمقصود بهذا : ما قد شاع وذاع ،من إعراض المنتسبين إلى الإسلام وأمة الإجابة عن دينهم وما خلقوا له ـوقامت عليه الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية ـمن لزوم الإسلام ومعرفته ،والبراءة من ضده ، والقيام بحقوقه ،حتى آل الأمر بأكثر الخلق ، إلى عدم النفرة من أهل ملل الكفر ،وعدم جهادهم وأنتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم ,
و اطمأنوا إليهم و طلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم وتركوا أوامر القرآن ونواهيه , و هم يدرسونه آناء الليل
و النهار .
و هذا لا شك أنه من أعظم أنواع الردة و الإنحياز إلى الملة غير ملة اإسلام , والد خول في ملة النصرانية عياذاً بالله من ذلك كأنكم في أزمان الفترات أو أناس نشؤوا في محلة لم يبلغهم شيء من نور الرسالة , أنسيتم قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} وقوله تعالى { ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله و النبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء و لكن كثيراً منهم فاسقون } وقال تعالى { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتيعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}(1/1719)
و الدخول في طاعتهم , اتباع لملتهم و انحياز عن ملة الإسلام وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوواً و لعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و الكفار أولياء و اتقوا الله إن كنتم مؤمنين وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لايعقلون }
وقال تعالى { بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم
العزة فإن العزة لله جميعا وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تعتقدوا معهم
حتى يخوصوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين في جهنم جميعاً }
وقال تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من
أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ))
والآ يات القرانية في تحريم موالاة الكفار والدخول في طاعتهم أكثر من أن
تحصر ومن تدبر القران واعتقد انه كلام الله منزل غير مخلوق وأقتبس الهدى والنور منه وتمسك به في امر دينه
عرف ذلك إجمالا وتفصيلا
المرجع كتاب(( الدرر السنية ))
---
أحمد البريدي
04-03-2004, 11:32 PM
شكر الله لك وارجو وضع إحالة متكاملة بذكر الجزء والصفحة .
---
المنهوم
04-04-2004, 05:10 PM
شكر الله لك على هذا التنبيه
وهذه الإحالة الدرر السنية مجلد 8 // 24
---
(1/1720)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن أشرطة الشيخ الأمين الشنقيطي وكتبه
---
سؤال عن أشرطة الشيخ الأمين الشنقيطي وكتبه
---
العبيدي
08-17-2003, 11:25 AM
في النية يا أخوان
اقتناء أشرطة الشيخ الشنقيطي من مسجد المدينة خلال الأسبوعين القادمين إنشاء الله
فهل تنصحون بذلك من جهة وضوح الصوت و غيره و هل كل أشرطة الشيخ موجود هناك ؟
و بالنسبة لكتب الشيخ
ما هي كتبه المطبوعة عدا أضواء البيان و دفع ايهام الإضطراب و آداب الجدل و مذكرة في أصول الفقه
وهل قصيدته في المنطق مطبوعة وجزاكم الله خيرا
و أين يمكن أن أجد كتابه آداب الجدل و المناظرة وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
08-17-2003, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أسأل الله أن يوفقك في مقصدك ، وأن ييسر لك أمر الحصول على ما تريده من الأشرطة والكتب.
أخي الكريم : فيما أعلمه أن مكتبة الصوتيات في المسجد النبوي هي أوسع المصادر المعروفة لأشرطة دروس الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى. وصفاء الصوت فيها ليس بالدرجة التي عليها الإصدارات الصوتية في الوقت الراهن ، وإنما هي تسجيلات قديمة ، وتقنيات التسجيل في ذلك الوقت لم تكن بتلك الجودة. ولكن مع كثرة الاستماع إليها يمكنك فهم كلام الشيخ رحمه الله.
وأما كتب الشيخ المطبوعة فهي التي ذكرت فقط وهناك له كتيب في الأسماء والصفات. ويمكنك الحصول على كتابه في آداب البحث والمناظرة لدى مكتبة دار العلوم والحكم في المدينة المنورة فهي التي قامت بطباعته. وهاتفهم هو 048452273 ، و048251942
وأما تأليفه في المنطق فلا أعلم عنه شيئاً ، ولعل الشيخ الكريم فهد الوهبي وفقه الله يطرح هذا السؤال على ابنه الدكتور عبدالله الشنقيطي في اللقاء المرتقب بمشيئة الله.
أسأل الله لك العون والتوفيق.
---
أبو سليمان اليامي
08-18-2003, 03:07 PM(1/1721)
أعانك الله أخي ( العبيدي ) فيما تريد ، ولي طلب بسيط : أود الحصول على نسخة من هذه الأشرطة والكتب عند حصولك عليها ...
---
العبيدي
08-23-2003, 10:46 AM
جزاكم الله خيرا يا أخوة
---
فهد الوهبي
08-24-2003, 04:24 AM
الأخ الكريم العبيدي ..
سوف نعرض ما سألت عنه من منظومة الشيخ في المنطق في اللقاء الذي سيتم بحول الله تعالى مع الدكتور عبد الله بن الشيخ الأمين رحمه الله ..
وشكراً للشيخ الكريم عبد الرحمن الشهري المشرف العام على الموقع على الإشارة للموضوع ..
---
Abu Omar dk
08-28-2003, 06:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ممكن أن يقوم مجموعة من الشباب بتنزيل أشرطة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله على الإنترنت لتعم الفائدة بها لمن هم يصعب عليهم الحصول عليها حيث إن أبعث هذه الرسالة من الدنمرك وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
---
فهد الوهبي
08-28-2003, 06:41 PM
الأخ الكريم : Abu Omar dk
يوجد بعض أشرطة الشيخ على هذا الرابط :
http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=83
---
محب الدين
09-01-2003, 07:33 PM
قبل اثني عشر عاما زرت الشيخ/ علي المري ببلدة المزاحمية قرب الرياض من اجل الحصول على أشرطة العلامة محمد الأمين الشنقيطي بعد علمي أنه يقتني عدداً كبيرا ولكن لم ألتق به منذ ذلك الحين ومع ظهور الانترنت آمل من الاخوة المقربين من الشيخ علي المري أن يتحصلوا عليها ويتحفونا بها
---
(1/1722)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المصطلحات القرآنية
---
المصطلحات القرآنية
---
عصمت الله
04-29-2004, 09:47 AM
السلام عليكم و رحمة الله
يا إخواني رحبوا بي فأنا الجديد في الملتقى
و أرجو من لديه علم بما كتب حول المصطلحات القرآنية من كتاب أو مقال أو بحث أن يزودني به أو يدلني عليه
و له الشكر والدعاء مسبقا
---
أبومجاهدالعبيدي
04-29-2004, 01:53 PM
هذا عرض كتاب تناول ما سألت عنه :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1141&highlight=%E3%D5%D8%E1%CD%C7%CA+%DA%E1%E6%E3+%C7%E 1%DE%D1%C2%E4
---
عبدالرحمن الشهري
04-29-2004, 07:29 PM
هناك أيضاً كتاب :(مصطلحات علوم القرآن) عرض وتحليل واستدراك
للأستاذ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي
وقد طبع عام 1423هـ .
وهناك كتاب :(أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم )
للدكتور مساعد بن سليمان الطيار
وقد طبع الطبعة الثانية بدار ابن الجوزي عام 1423هـ ويحتوي على تعريفات كثيرة لمصطلحات علوم القرآن .
وقبل ذلك هناك كتاب (البرهان في علوم القرآن) للزركشي ، وكتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي وهما من المصنفات المتقدمة في هذا العلم ، وعليهما دارت كثير من المصنفات بعد ذلك .
---
أحمد القصير
04-29-2004, 10:24 PM
أخي الكريم عصمت الله : ارجو تحديد مرادك بالمصطلحات القرآنية ، وذلك بذكر بعض الأمثلة التي تقصدها لعلنا نفيدك .
---
عصمت الله
05-04-2004, 09:25 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
أريد كتب على غرار ما كتب السيد الإمام أبو الأعلى المودودي في " المصطلحات الأربعة في القرآن"
أو بتعبير آخر:
كلمة وردت في القرآن الكريم -طبعا- لها معنى لغوي باللغة العربية و لكن لم يرد القرآن هذا المعنى اللغوي فقط و إنما أضاف إليه شيئا آخر زائد على اللغة مثل: التقوى ، الظلم، الصلاة(1/1723)
و أشكر الإخوة الذين تجاوبوا على تجاوبهم بالسرعة
---
مساعد الطيار
05-05-2004, 01:07 PM
أخي الكريم :
لعلك تجد بغيتك في كتاب ( التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن )
تأليف : عودة خليل أبو عودة
نشر مكتبة المنار بالأردن
هاتف المكتبة : 983659
---
عصمت الله
05-08-2004, 08:14 AM
السلام عليكم و رحمة الله
شكرا للأخ الكريم مساعد الطيار على دلالته و لكن الكتاب صعب الوصول إليه هل أرجو منه أن يدلني على شيئ موجود على النت؟
---
خلود
03-07-2005, 07:44 PM
السلام عليكم.
الفاضل:د.عبد الرحمن الشهري -جزاه الله خيرا -تفضلتم بالإشارة إلى كتاب (مصطلحات علوم القرآن) عرض وتحليل واستدراك
للأستاذ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي
وسؤالي عن دار طباعة ونشر هذا الكتاب ؛لأني بحثت عنه في عدد من المكتبات العامة والخاصة فلم أجده .
وبورك فيكم
---
عبدالرحمن الشهري
03-07-2005, 09:05 PM
الأخت الكريمة خلود
الكتاب ليس عليه إشارة لدار نشر ، فيبدو لي أن المؤلف قد نشره على نفقته الخاصة . وقد صدر الإذن بطباعته عام 1423هـ وهو متوفر في المكتبات كالرشد والعبيكان . ولونه أخضر فاتح مع برواز زخرفي في الجهة اليمنى ، غلاف.
---
(1/1724)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي
---
من أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي
---
موراني
06-06-2004, 12:45 PM
قال الله تبارك وتعالى :
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
الى
( فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ) .
حدثنا محمد بن المنهال قال : حدثنا يزيد بن زريع قال :
حدثنا يونس عن الحسن أن رجلا لطم امرأته أو جرحها فأتوا النبي صلى الله عليه فقال النبي صلى الله عليه :
القصاص , فأنزل الله جل وعز :
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ )
حتى بلغ :
( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ) .
قال النبي صلى الله عليه . أردنا أمرا وأراد الله غيره .
حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة قال :
صك رجل امرأته فأتت النبي عليه السلام فأراد أن يقيدها منه , فأنزل الله جل وعز :
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ) .
وحدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا ابن ثور عن معمر : وقال الزهري : لو أن رجلا جرح امرأته أو شجها لم يكن عليه في ذلك قود , وكان فيه العقل الا أن يعدو عليها فيقتلها فيقتل بها .
قال القاضي :أحسب الزهري ذهب في الشجة وما أشبهها اذا كانت على طريق الأدب من الرجل لامرأته فيحظر فيتجاوز ما ينبغي أنه يكون فيه العقل , ولا يقاد منه اذا ظهر انه لم يرد التعدي عليها وانما أراد التأديب .
وقد قال الله تبارك وتعالى :
(وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً )(1/1725)
حدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الحسن وقتادة قوله :
( فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ )
قال : اذا خاف نشوزها وعظها فان قبلت والا هجر مضجعها , فان قبلت والا ضربها ضربا غير مبرح , ثم قال :
( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً )
حدثنا ابن أبي أويس عن ابن أبي الزناد عن أبيه في كتاب السبعة أنهم كانوا يقولون : كل رجل جرح امرأته جرحا في غير وجه التأديب فعليه القود .
حدثنا حجاج بن المنهال وعارم بن الفضل واللفظ لحجاج قال :
حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه فقالت :
ان زوجي لطم وجهي , قال : بينكما القصاص .
فأنزل الله جل وعز : ( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ) .
زاد حجاج في الحديث :
فأمسك النبي صلى الله عليه حتى أنزل الله جل وعز : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ) الآية .
قال جرير : سمعت الحسن قرأها :من قبل أن نقضي اليك وحيه .
حدثنا اسماعيل بن أبي أويس قال : حدثنا أبي عن عبد الله بن أبي عبد الله النضري وعن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه : أما بعد أيها الناس , فانّ لكم على نسائكم حقا ولهم عليكم حقا ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه . وعليهن ألا يأتين بفاحشة فان فعلن فانّ الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح . فان انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف . واستصوا بالنساء فانهن عندكم عوام لا يملكن من أنفسهن شيئا وانما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله .
قال القاضي :
وظاهر الحديث يدل على أن الذي قيل فيه : ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه : الزناء , والله أعلم .(1/1726)
وقوله : وعليهن ألا يأتين بفاحشة فان فعلن فانّ الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع , يدل على انها خلة أخرى , وعلى أنّ الفاحشة في هذا الموضع النشوز لأنّ الذي أمر به فيهن مثل ما ذكر في كتاب الله عز وجل :
(وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) .
مما يدل على هذا المعنى أيضا أن الحديث روي عن ابن عباس , وقد روي عن ابن عباس من غير وجه تفسير قول الله تبارك وتعالى : ( وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ) ,
فقال بعضهم عنه : انّ الفاحشة النشوز وسوء الخلق .
فقال بعضهم : أن يفحشن عليهم , ومعنى ذلك قريب بعضه من بعض .
حدثنا سليمان بن حرب قال : حدثنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة :
( إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ) , قال : لو كان كما يقولون : الزناء , اخرجت ورجمت . وكان ابن عباس يقول . الا أ، يفحشن , وهو النشوز .
حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا زياد بن الربيع قال : حدثنا صالح وهو الدهان أنّ جابر بن زيد قال : كان ابن عباس يقول :
( لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ )
قال : الفاحشة المبينة النشوز وسوء الخلق .
حدثنا نصر بن علي قال : حدثنا المعتمر بن سليمان عن عاصم الأحول عن عكرمة قال : كان ابن عباس يقرأ بقراءة أبيّ وكان في مصحف أبيّ :
ألا أن يفحشن عليكم .
.................................................. ..........................
ان اقدم نسخة من هذا الكتاب في رصيد مكتبة القيروان وفيه سماع مؤرخ على جمادى الآخرة 282 .
وقد ذكر ابن أبي زيد القيروان هذا الكتاب في رسالته في طلب العلم ( مخطوط Chester Beatty ) كما يلي :(1/1727)
وان كانت لك رغبة في الرد على المخالفين من أهل العراق والشافعي فكتاب ابن الجهم ان وجدته والا اكتفيت بكتاب الأبهري ان كسبته وكتاب الأحكام لاسماعيل القاضي وألا اكتفيت باختصارها للقاضي ابن العلاء .....................
موراني
---
مساعد الطيار
06-06-2004, 01:43 PM
الأستاذ موراني
شكرًا لك على هذه المشاركة القيِّمة ، وأسأل الله لي ولك التوفيق لما يحب ويرضى .
---
أحمد البريدي
06-06-2004, 01:50 PM
الأستاذ موراني :
اشكر لك استجابتك , وقد تعرضت في مشاركة لي سابقة عن آية في سورة النساء وهي قوله تعالى "واللذان يأتيانها منكم " على هذا الرابط : هنا (http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1864)
فهل تتفضل بقرائته وإفادتي
هل يوجد في كتاب القاضي ما يؤيد نزولها قبل الآية التي قبلها , ارجو إفادتي وشكراً .
---
موراني
06-06-2004, 03:02 PM
الاستاذ أحمد البريدي
بعد ما راجعت جميع القطع التي لدي من أحكام القرآن على القرص لا استطيع افادتكم بشيء يذكر لأن الجزء المبتور الذي فيه تفسير سورة النساء يحتوي على الآيات التالية فقط :
سورة النساء 29 و31 و32 و34 و35 و43 .
أما الأوراق المتبقية الأخرى فيحتوي التفسير على سور أخرى من الكتاب
ولكم أطيب تحياتي وأعطرها
موراني
---
موراني
06-06-2004, 08:59 PM
لقد سعدت كثيرا بما تلقيت من القراء الأعزاء , مشرفا وعضوا , من كلمات التقدير
لما قدمت لكم من كتاب أحكام القرآن .
لكي لا أقصر شيئا من أهمية الكتاب ومن جهود مؤلفه ومنهجيته أود الاشارة الى أن تفسير هذه الآية من سورة النساء لا ينتهي في الأصل بالفقرة الأخيرة المذكورة أعلاه , بل يزيد علي ما جاء ذكره أعلاه صفحة ونصف الصفحة في المخطوط بنفس الأسلوب وعلى نفس الصيغة المنهجية .
ودمتم بالخير جميعا
موراني
---
المقرئ
06-09-2004, 09:32 PM
الأستاذ أهل القيروان(1/1728)
بالنسبة لأحكام القرآن للقاضي : هل يوجد من جمع أحاديثه المسندة في كتاب واحد ؟
حيث أني رأيت بعض المفسرين ينقل عنه ، فإن كان كذلك فأرجو إرشاد أخيكم به
ودمتم موفقين
المقرئ
---
موراني
06-09-2004, 11:15 PM
نعم هناك مفسرون يروون عن القاضي غير انني لم أسمع بجمع أحاديثه المسندة في كتاب ما لمؤلف ما .
وشكرا على ملاحظتكم وتنبيهكم
موراني
---
الميموني
06-15-2004, 01:39 AM
جزاكم الله خيرا فكتاب أحكام القرآن لإسماعيل القاضي من أجل الكتب
و صاحبه إمام فقيه قاضي عارف بمذهب مالك وغيره و عناية الأئمة بكتابه كثيرة كبيرة و قد كان يشدني كثرة ما ينقله حافظ المغرب ابن عبد البر من كلامه
و سؤالي :
كم عدد ما بقي من أوراقه حبذا لو وصفتم لنا النسخة و بعض ما تشتمل عليه
بشكل أكبر
---
موراني
06-15-2004, 03:03 PM
كل ما لدينا في رصيد المكتبة العتيقة بالقيروان أوراق متفرقة من ثلالث كراريس مستقلة على الأقل (حسب اختلاف الخط فيها) . وهذه الأجزاء كلها مبتورة في أولها وفي آخرها معا .
هناك 24 صفحة وهي ربما من مقدمة الكتاب . أما باقي الكراريس فيحتوي على ما يقرب 75 صفحة أخرى فيها تفسير بعض الآيات التي فيها أحكام . ويتم التفسير عادة بالمأثور وباحالة على فقهاء المذهب , منهم مالك وابن القاسم العتقي . وكما وجدت فيشير المؤلف مرة واحدة الى الشافعي أيضا .
أظن أن الصديق العزيز عامر حسن صبري الذي سلمت اليه جميع ما عندي من هذا الكتاب قد رتب الأوراق المتبقية ترتيبا حسنا وحققها . وسيصدر الكتاب قريبا حسب علمي .
نعم , كان القاضي رئيسا للمالكيين في بغداد وألف كتبا كثيرة للمذهب المالكي غير أنه ليس لدينا كثير منها ما عدا أحكام القرآن هذا والجزء الخامس من مسند حديث مالك بن أنس برواية قيروانية يعتمد فيه المؤلف على عدة روايات للموطأ . (قد صدر الكتاب عن دار الغرب الاسلامي كما تعلمون) .(1/1729)
والكل مكتوب على الرق كما كان هذا هو العادة بالقيروان فذلك العصر , لم يستعمل أهل القيروان الورق في تلك أيام على الاطلاق أو في القليل النادر فقط . أعلم بمخطوط على ورق , وهو انتاج قيرواني مصنوع من بقايا القماش والخرق , وهو ورق غليظ وقوي ما يسمى أيضا بكاغذ . وهذا الجزء الكامل (!) يحتوي على كتاب الدعوى والبينات من كتب أشهب بن عبد العزيز , وقوبلت هذه النسخة بنسخة يحيى بن عمر الكناني عام 273(!)
تقديرا
موراني
---
(1/1730)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > رِفَقًا أهْلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة
---
رِفَقًا أهْلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة
---
إمداد
08-15-2005, 01:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله بيته الطاهرين الكرام وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإني أقدم لكم كتاب الشيخ:/ عبدالمحسن بن حمد العابد البدر
اسم الكتاب( رِفَقًا أهْلَ السُّنَّة بأهلِ السُّنَّة)
كتاب كتب بماء الذهب قرأته وأحببت أن يشاركني به إخوة لي في الله هنا وأتمنى أن ينشر لتعم الفائدة أرجاء المعمورة
ـــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة
الحمد لله الذي ألَّف بين قلوب المؤمنين, ورغَّبهم في الاجتماع والائتلاف، وحذَّرهم من التفرُّق والاختلاف، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، خلق فقدَّر, وشرع فيسَّر, وكان بالمؤمنين رحيماً، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، الذي أمر بالتيسير والتبشير، فقال: (( يسِّروا ولا تعسِّروا, وبشِّروا ولا تنفِّروا ))، اللِّهمَّ صلَّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله المطهَّرين, وأصحابه الذين وصفهم الله بأنَّهم أشداء على الكفار رُحماء بينهم، وعلى مَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، اللَّهم اهدني واهد لي واهد بي، اللَّهم طهِّر من الغلِّ جناني، وسدِّد لإصابة الحق لساني، اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضِلِّ وأُضِلَّ، أو أزِلَّ أو أزَلَّ، أو أظلم أو أُظلَم، أو أجهلَ أو يُجهل عليَّ.
أما بعد:(1/1731)
فأهل السنَّة والجماعة هم المتَّبعون لِما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونسبتهم إلى سنِّة الرسول صلى الله عليه وسلم التي حثَّ على التمسُّك بها بقوله: (( فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تَمسكوا بها وعضُّوا عليه بالنواجذ))، وحذَّر من مخالفتها بقوله: (( وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإنَّ كلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة))، وقوله: (( فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي)) وهذا بخلاف غيرهم من أهل الأهواء والبدع, الذين سلكوا مسالكَ لم يكن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأهل السنَّة ظهرت عقيدتهم بظهور بعثته صلى الله عليه وسلم، وأهلُ الأهواء وُلدت عقائدهم بعد زمنه صلى الله عليه وسلم، منها ما كان في آخر عهد الصحابة، ومنها ما كان بعد ذلك، والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّ مَن عاش من أصحابه سيُدرك هذا التفرُّق والاختلاف، فقال: (( إنَّه مَن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً))، ثم أرشد إلى سلوك الصراط المستقيم، وهو اتِّباعُ سنَّته، وسنَّة خلفائه الراشدين، وحذَّر من محدثات الأمور، وأخبر أنَّها ضلال، وليس من المعقول ولا المقبول أن يحجب حقٌ وهدى عن الصحابة رضي الله عنهم ويُدَّخر لأناس يجيئون بعدهم، فإنَّ تلك البدع المحدَثة كلّلها شر، ولو كان في شيء منها خير لسبق إليه الصحابة، لكنَّها شرٌ اُبتلي به كثير مِمِّن جاء بعدهم مِمَّن انحرفوا عمَّا كان عليه الصحابةُ رضي الله عنهم، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: (( لن يصلح آخر هذه الأمَّة إلاَّ بما صلح به أوَّلها))، ولذا فإنَّ أهل السنَّة ينتسبون إلى السنَّة, وغيرهم ينتسبون إلى نحلهم الباطلة كالجبرية والقدرية والمرجئة والإمامية الاثنى عشرية، أو إلى أسماء أشخاص معيَّنين، كالجهمية والزيدية والأشعرية والإباضية, ولا يُقال إنَّ من هذا القبيل (الوهابية)، نسبة إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فإنَّ أهلَ السنَّة(1/1732)
في زمن الشيخ محمد – رحمه الله – وبعده لا ينتسبون هذه النسبة، لأنَّه – رحمه الله – لم يأت بشيء جديد فُينتسب إليه، بل هو متَّعٌ لِما كان عليه السلف الصالح، ومظهرٌ للسنَّة وناشرٌ لها وداع إليها، وإنَّما يُطِلق هذه النِّسبة الحاقدون على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – الإصلاحية للتشويش على الناس، وصرفهم عن اتِّباع الحقِّ والهدى، وأن يبقوا على ما هم عليه من البدع المحدثة والمخالفة لِما كان عليه أهل السنِّة والجماعة.
قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (1/79): (( وقال عبدالرحمن بن مهدي: قد سئل مالك بن أنس عن السنة؟ قال: هي ما لا اسم له غير السنَّة، وتلا (( وِ أَن هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعوه وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّق بِكُمْ عَن سَبِيِلِهِ )).
وقال ابن القيم في مدارج السالكين (3/179): (( وقد سئل بعض الأئمة عن السنَّة؟ قال: ما لا اسم له سوى السنَّة. يعني أنَّ أهل السنَّة ليس لهم اسم يُنسبون إليه سواها))
وفي كتاب الانتقاء لابن عبد البر (ص:35) أنَّ رجلاً سأل مالكاً فقال: مَن أهل السنَّة؟ قال: (( أهل السنَّة الذين ليس لهم لقبٌ يُعرفون به، لا جهمي ولا قدَري ولا رافضي))
ولا شكَّ أنَّ الواجبِ على أهل السنَّة في كل ِّ زمان ومكان التآلف والتراحم فيما بينهم، والتعاون على البرِّ والتقوى.
وإنَّ مِمَّا يؤسف له في هذا الزمان ما حصل من بعض أهل السنّة من وحشة واختلاف مِمَّا ترتَّب عليه انشغال بعضهم ببعض تجريحاً وتحذيراً وهجراً، وكان الواجب أن تكون جهودُهم جميعاً موجَّةٌ إلى غيرهم من الكفَّار وأهل البدع المناوئين لأهل السنَّة، وأن يكونوا فيما بينهم متآلفين متراحمين، يذكِّرُ بعضهم بعضاً برفق ولين.(1/1733)
وقد رأيت كتابة كلمات، نصيحةً لهؤلاء جميعاً, سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن ينفع بهذه الكلمات، إن أريد إلاَّ الإصلاحَ ما استطعت، وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وقد سمَّيت هذه النصيحة (( رفقاً أهل السنَّة بأهل السنَّة)).
وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وان يصلح ذات بينهم وأن يؤلَّف بين قلوبهم وان يهديهم سُبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور، إنَّه سميع مجيب.
نعمة النطق والبيان
نعمُ الله على عباده لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومن أعظم هذه النِّعم نعمة النطق التي يُبين بها الإنسانُ عن مراده، ويقول القول السديد، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومَن فَقَدها لم تحصل له هذه الأمور، ولا يُمكنه التفاهم مع غيره إلاَّ بالإشارة أو الكتابة إن كان كاتباً، قال عزَّ وجلَّ: { وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَىٍْء وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِى هُوَ وَمَنَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم } وقد قبل في تفسيره: إنَّه مثل ضربه الله لنفسه وللوثن، وقيل: إنَّه مثل مثل للكافر والمؤمن، وقال القرطبي(9/149): (( روي عن ابن عباس وهو حسن،لأنَّه يعمُّ ))، وهو واضحٌ في نقصان الرقيق والأبكم الذي لا يُفيد غيرَه ولا يستفيد منه مولاه أينما وجَّهه.
وقال الله عزَّ وجلَّ: { فَوَرَبِّ السَّمآءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مِآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}, فقد أقسم الله بنفسه على تحقق البعث والجزاء على الأعمال، كما أنَّ النطقَ حاصلٌ واقعٌ من المخاطَبين، وفي ذلك تنويه بنعمة النطق.
وقال سبحانه: { خَلَقَ الإِنَسانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، وفسر الحسن البيانَ بالنطق، وفي ذلك تنويهٌ بنعمة النطق التي يحصل بها إبانة الإنسان عمَّا يريده.(1/1734)
وقال تعالى: { أَلَم نَجْعَل لَّه عَيْنَينِ، وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ } قال ابن كثير في تفسيره: (( قوله تعلى: { أَلَم نَجْعَل لَّه عَيْنَينِ } أي يُبصر بهما, { وَلِسَانًا } أي ينط به فيعبَّر عمَّما في ضميره, { وَشَفَتَيْنِ } يستعين بهما على الكلام وأكل الطعام، وجمالًا لوجهه وفهم)).
ومن المعلوم أنَّ هذه النعمة إنَّما تكون إذا استُعمل بشرِّ فهم وبالٌ على صاحبه، ويكون مَن فقد هذه النعمة أحسن حالًا منه.
حفظ اللسان من الكلام إلاَّ في خير
قال الله عزَّ وجلَّ:{ يَأَيُهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُولُواْ قَوْلًا سَدِيدًا , يُصِلحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وِمِن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
وقال عزَّ وجلَّ:{ يَأَيُّهَا الُّذِينَ ءِامَنُواْ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}
وقال تعالى:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنَسانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إَلْيهِ مِنْ حِبْلِ الْوَرِيدِ, إِذْ يَتَلَّى الْمُتَلَقِيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِمَالِ قَعِيدٌ، مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
وقال تعالى: { وَالَّذينَ يُؤذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وِالمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَد احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وإِثْمًا مُّبِينًا}(1/1735)
وفي صحيح مسلم (2589) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أتدرون ما الغيبةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: ذِكرُكَ أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لَم يكن فيه فقد بهتَّه))
وقال اللهُ عزَّ وجلَّ:{ وِلاَ تَقْفُ مِا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولًا}
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تتفرقوا ، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)) أخرجه مسلم (1715)، وجاءت هذه الثلاثة المكروهة في حديث المغيرة عند البخاري (2408) ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ قال: (( كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة, فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، والرِّجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنَّى’ ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه البخاري (6612), ومسلم (2657)، واللفظ لمسلم.
وروى البخاري في صحيحه (10) عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( المسلمُ مَن سلم المسلمون من لسانه ويده))
ورواه مسلم في صحيحه (64) ولفظه: أنَّ رجلاً سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أيُّ المسلمين خير؟ قال : (( من سلم المسلمون من لسانه ويده))
وروى مسلمٌ أيضًا من حديث جابر(65) بلفظ حديث عبدالله بن عمرو عند البخاري.(1/1736)
قال الحافظ في شرح الحديث: (( والحديث عامٌّ بالنسبة إلى اللسان دون اليد، لأنَّ اللسانَ يمكنه القول في الماضين والموجودين والحادثين بعد، بخلاف اليد، نعم! يمكن أن تشارك اللسان في ذلك بالكتابة، وإن أَثرها في ذلك لعظيم)).
وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابِتي ......................... بأنَّ يدي تفنى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيرًا ستُجزى بمثله ....................... وإن عملت شرًّا علي حسابُها
وروى بخاري في صحيحه (6474) عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن يضمن لي ما بين لْحَييْه وما بين رجليه أضمن له الجنَّة)) المراد بما بين اللّحْيَيْن والرِّجْلَين اللسانُ والفرْجُ.
وروى البخاري في صحيحه (6475) ومسلم في صحيحه (74) عن أبي هريرة رضي اله عنه قال: قال رسول اله صلى اله عليه وسلم (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) الحديث.
قال النووي في شرح الأربعين في شرح هذا الحديث: (( قال الشافعي: معنى الحديث إذا أراد أن يتكلَّم فليُفكّر، فإن ظهر أنَّه لا ضرر عليه تكلَّم، وإن ظهر أنَّ فيه ضرراً وشكَّ فيه أمسك))، ونقل عن بعضهم أنَّه قال: (( لو كنتم تشترون الكاغَد للحفظة لسكتُّم عن كثير من الكلام)).
قال الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه روضةُ العقلاء ونزهة الفضلاء (ص:45): (( الواجبُ على العاقل أن يلزم الصمتَ إلى أنت يلزمه التكلُّمُ فما أكثرَ مَن ندم إذا نطق، وأقلَّ من يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاءً وأعظمهم بلاءً من ابتُلي بلسان مطلقٍ، وفؤادٍ مطبقٍ)).(1/1737)
وقال أيضاً (ص:47): (( الواجبُ على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه، ويعلم أنَّه إنَّما جُعلت له أذنان وفم واحدٌ ليسمع كثير أكثر ممَّا يقول، لأنَّه إذا قال ربَّما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على ردَّ ما لَم يقل أقدر منه على ردَّ ما قال، والكلمةُ إذا تكلَّم بها ملكَتْه، وإن لَم يتكلَّم بها ملكها)).
وقال أيضاً في (ص:49): (( لسانُ العاقل يكون وراء قلبه، فإذا أراد القولَ رجع إلى القلب، فإن كان له قال، وإلاَّ فلا، والجاهلُ قلبُه في طرف لسانه، ما أتى على لسانه تكلَّم به، وعقل دينَه من لَم يحفظ لسانه)).
وروى البخاري في صحيحه (6477) ومسلم في صحيحه (2988)، واللفظُ لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إنّّ العبد ليتكلَّم بالكلمة ما يتبيَّن ما فيها، يهوي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب)).
وفي آخر حديث وصيّة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لمعاذ أخرجه الترمذي (2616) وقال: صلى الله عليه وسلم: (( وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجههم أو على مناخِرهم إلاَّ حصائدُ ألسنتهم))، قاله جواباً لقول معاذ رضي الله عنه: (( يانبيَّ الله! وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلَّلم به؟)).
قال الحافظ ابن رجب في شرحه من كتابه جامع العلوم والحكم(2/147): (( والمرادُ بحصائد الألسنة: جزاءُ الكلام المحرَّم وعقوباته، فإنَّ الإنسانَّ يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيَّئات، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً مِن قول أو عملٍ حَصَد الكرامة، ومن زرع شراً من قولٍ أو عملٍ حصد غداً الندامة)).
وقال (2/146): (( هذا يدلُّ على أنَّ كفُّ اللسان وضبطَه وحبسَه هو أصل الخير كلَّه، وأنَّ مَن ملك لسانه فقد ملك أمره وأحكمه وضبطه)).(1/1738)
ونقل(2/149) عن يونس بن عُبيد أنَّه قال: (( ما رأيت أحداً لسانه منه على بال إلاَّ رأيت ذلك صلاحاً في سائر عمله)) ، وعن يحي بن أبي كثير أنَّه قال: (( ما صلح منطقُ رجل إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله، ولا فسد منطقُ رجل قطُّ إلاَّ عرفت ذلك في سائر عمله)).
وروى مسلم في صحيحه (2581) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أتدرون مَن المُفِلس؟ قالوا: المُفِلس فينا مَن لا دِرهم له ولا متاع، فقال: إنَّ المُفلسَ من امتي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وزكاةٍ، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعُطى هذا من حسناته، فإن فنَيتْ حسناتُه قَبْل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثمَّ طُرح في النار))
وروى مسلم في صحيحه (2564) عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثاً طويلاً جاء آخره: (( بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرامٌ، دمُه ومالُه وعرضُه)).
وروى البخاري في صحيحه (1739) ومسلم في صحيحه – لفظ البخاري- عن ابن عباس رضي الله عنهما (( أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناسَ يوم النحر، فقال: يا أيُّها الناس! أيُّ يوم هذا؟ قالوا: يومٌ حراٌ، وقال: أيُّ بلدٍ هذا؟ قالوا: بلدٌ حرامٌ، قال: فأيُّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرامٌ ، قال: فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومِكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا,فأعادها مراراً، ثم رفع رأسَه فقال: اللهمَّ هل بلَّغتُ؟ قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: فوالذَّي نفسي بيده! غنها لوصيَّتُه إلى أمَّته، فليبلِّغ الشاهدُ الغائبَ، لا تراجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضُكم رقابَ بعض)).(1/1739)
وروى مسلم في صحيحه (2674) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن دعا إلى هُدى كان له مِن الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً, ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)).
قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (1/65) تعليقاً على حديث (( إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلاَّ من إحدى ثلاث.....)) الحديث،قال: (( وناسخ العلم النافع أجره أجر من قرأه أو نَسَخَه أو عمل به من بعد ما بقي خطُّه والعملُ به، لهذا الحديث وأمثاله، وناسخ غير النافع مِمَّا يوجب الإثمَ، عليه وزره ووزر مَن قَرَأَه أو نَسَخَه أو عمل به من بعد ما بقي خطُّه والعملُ به، لِما تقدم من الأحاديث ( مَن سنَّ سُنَّةً حسنة أو سيِّئة )، والله أعلم.
وروى البخاري في صحيحه(6502) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ الله قال: مَن عادَى لِي وَلياًّ فقد آذنتُه بالحرب)) الحديث.
الظنُّ والتجسُّس
قال تعلى :{ يَأَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُواْ اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواْ}. ففي هذه الآية الكريمة الأمر باجتناب كثير من الظنَّ, وأنَّ منه إثماً، والنهي عن التجسُّسُ هو التنقيب عن عيوب الناس, وهو إنَّما يحصل تَبَعاً لإساءة الظنَّ.
وقال صلى الله عليه وسلم: (( إيَّاكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا, ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عبادَ الله إخواناً)).رواه البخاري (6064)، ومسلم( 2563).
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( ولا تظنَّنَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلاَّ خيراً، وأنت تجد لها في الخير مَحملاً)). ذكره ابن كثير في تفسير آية سورة الحجرات.(1/1740)
وقال بكر بن عبدالله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: (( إيَّاك من الكلام ما إن أصيتَ فيه لَم تُؤجَر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظنَّ بأخيك)).
وقال أبو قلابة عبدالله بن زيد الجرمي كما في الحلية لأبي نعيم (2/285): إذا بلغك عن أخيك شيء تكره فالتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عذراً لا أعلمه)).
وقال سفيان بن حسين : (( ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجعي، وقال أغزوتَ الرومَ؟ قلت:لا, قال: فالسنِّد والهند والترك؟ قلت: لا, قال: أفَتسلَم منك الروم والسنِّد والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟!! قال:فلَم أعُد بعدها)). البداية والنهاية لابن كثير (13/121).
أقول: ما أحسن هذا الجواب من إياس بن معاوية الذي كان مشهوراً بالذكاء، وهذا الجواب نموذجٌ من ذكائه.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء (ص:131): (( الواجبُ على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإنَّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنَه ولم يُتعب قلبَه، فكلَّما اطلَّع على عيب نفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإنَّ من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذَّر عليه ترك عيوب نفسه)).
وقال (ص:133): (( التجسُّس من شعب النفاق، كما أنَّ حسنَ الظنِّ من شعب الإيمان ، والعاقل يحسن الظنَّ بإخوانه، وينفرد بغمومه وأحزانه كما أنَّ الجاهلَ يسيء الظنَّ بإخوانه, ولا يُفكر في جناياته وأشجانه)),
الرِّفق واللِّين(1/1741)
وصف الله نبَّيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأنَّه على خُلق عظيم، فقال:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، ووصفه بالرِّفق واللِّين، فقال:{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلبِ لاَ نفَضُّواْ مِّن حَوْلِكَ}، ووصفه بالرحمة والرأفة بالمؤمنين، فقال:{لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُلٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَريصٌّ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحيِمٌ}.
وأمر الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالرِّفق ورغَّب فيه، فقال: (( يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا)). أخرجه البخاري (69) ومسلم (1734) من حديث أنس وأخرجه مسلم (1732) عن أبي موسى، ولفظه.بشِّروا ولا تنفِّروا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا)), وروى البخاري في صحيحه (220) عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في قصة الإعرابي الذي بال في المسجد: (( دَعوه، وهريقوا على بوله سَجْلًا من ماء أو ذنوباً من ماء،فإنَّما بُعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسِّرين)).
وروى البخاري (6972) عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلى قال: (( يا عائشة! إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ في الأمر كلِّه))، ورواه مسلم (2593) بلفظ: (( ياعائشة! إنَّ الله رفيقٌ يحبُّ الرِّفق، ويُعطي على الرِّفق ما لا يُعطى على العنف، وما لا مالا يُعطى على ما سواه))، وروى مسلم في صحيحه (2594) عن عائشة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلاَّ زانه، ولا يُنزع عن شيء إلاَّ شانه)), وروى مسلم أيضاً (2592) عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن يُحرم الرِّفق يُحرم الخير)).(1/1742)
وقد أمر الله النَّبيَّيْن الكريمين موسى وهارون – عليهما الصلاة والسلام – أن يدعوا فرعون بالرِّفق واللِّين، فقال: { اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.
ووصف الله الصحابةَ الكرام بالتراحم فيما بينهم, فقال:{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ والَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ}.
موقف أهل السنَّة من العالم إذا أخطأ أنَّه يُعذر فلا يُبدَّع ولا يُهجَر
ليست العصمةُ لأحد بعد رسول الله،فلا يسلم عالِمٌ من خطأ ومن أخطأ لا يُتابَع على خطئه، ولا يُتخذ ذلك الخطأ ذريعة إلى عيبه والتحذير منه، بل يُغتفر خطؤه القليل في صوابه الكثير، ومن كان من هؤلاء العلماء قد مضى فُيستفادُ من علمه مع الحذر من متابعته على الخطأ، ويُدعى له ويُترحَّم عليه، ومَن كان حيًّا سواء كان عالماً أو طالب علم يُنَّبه على خطئه برفق ولين ومحبَّة لسلامته من الخطأ ورجوعه إلى الصواب.
ومن العلماء الذين مَضوا وعندهم خلل في مسائل من العقيدة، ولا يستغنى العلماء وطلبة العلم عن علمهم، بل إنَّ مؤلَّفاتهم من المراجع المهمَّة للمشتغلين في العلم،الأئمة: البيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني.(1/1743)
فأمَّا الإمام أحمد بن حسين أبو بكر البيهقي، فقد قال فيه الذهبي في السير (18/163) وما بعدها: (( هو الحافظ العلامة الثبت الفقيه شيخ الإسلام))، وقال: (( وبورك له في عمله، وصنَّف التصانيف النافعة))، وقال: (( وانقطع بقرابته مُقبلاً على الجمع والتأليف، فعمل السنن الكبير في عشر مجلدات، ليس لأحد مثله))، وذكر كتباً أخرى كثيرة ، وكتابه ( السنن الكبرى) مطبوع في عشر مجلدات كبار, ونقل عن الحافظ عبدالغافر بن إسماعيل كلاماً قال فيه: (( وتواليفه تقارب ألف جزء مِمَّا لم يسبقه إليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث))، وقال الذهبي أيضاً (( فتصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قلَّ مَن وجوَّد تواليفه مثل الإمام أبي يكر، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء، سيما سننه الكبرى)).
وامَّا الإمام يحي بن شرف النووي، فقد قال فيه الذهبي في تذكرة الحافظ (4/259): (( الإمام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلم علم الأولياء ......صاحب التصانيف النافعة))، وقال: (( مع ما هو عليه من المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب ومحقها من أغراضها، كان حافظاً للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله، رأساً في معرفة المذهب )).(1/1744)
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (17/540) (( ثم اعتنى بالتصنيف، فجمع شيئاً كثيراً، منها ما أكمله، فمِمَّا كمَّل شرح مسلم والروضة والمناهج والرياض والأذكار والتبيان وتحرير التنبيه وتصحيحه وتهذيب الأسماء واللغات وطبقات الفقهاء وغير ذلك، ومِمَّا لم يتممه – ولو كمل لم يكن له نظير في بابه- شرح المهذب الذي سمَّماه المجموع، وصل فيه إلى كتاب الرِّبا، فأبدع فيه وأجاد وأفاد وأحسن الانتقاد، وحرر الفقه فيه في المذهب وغيره، وحرَّر فيه الحديث على ما ينبغي، والغريب واللغة وأشياء مهمَّة لا توجد إلاَّ فيه....ولا أعرف في كتب الفقه أحسن منه، على أنَّه محتاجٌ إلى أشياء كثيرة تُزاد فيه وتضاف إليه)).
ومع هذه السعة في المؤلفات والإجادة فيها لم يكن من المعمَّرين فمدَّة عمره خمس وأربعون سنة ولد سنة(631هـ) ، وتوفي سنة (676هـ).
وأمَّا الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فهو الإمام المشهور بتآليفه الكثيرة، وأهمُّها فتح الباري شرح صحيح البخاري، الذي هو مرجع عظيم للعلماء، ومنها الإصابة وتهذيب التهذيب وتقريبه ولسان الميزان وتعجيل المنفعة وبلوغ المرام وغيرها.(1/1745)
ومن المعاصرين الشيخ العلاَّمة المحدَّث محمد ناصر الدين الألباني، لا اعلم له نظيراً في هذا العصر في العناية في الحديث وسعة الاطِّلاع فيه، لَم يسلم من الوقوع في أموره يعتبرها الكثيرون أخطأء منه، مثل اهتمامه بمسألة الحجاب وتقرير أنَّ ستر وجه المرأة ليس واجب، بل مستحب، ولو كان ما قاله حقَّا فإنَّه يُعتبر من الحقِّ الذي ينبغي إخفاؤه، لِماَ ترتَّب عليه من اعتماد بعض النساء اللَّاتي يوهين السفور عليه، وكذا قوله في كتاب صفة صلاة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ وضع اليدين عل الصدر بعد الركوع بدعةٌ ضلالة)) وهي مسألة خلافية, ويُحدِّث من حفظه أن يهم، وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثْبتٍ صحَّت عدالتُه بأوهام يهم في روايته, ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة، لأنَّهم أهل حفظ وإتقان، وكانوا يحدِّثون من حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول ما يروي الثبت من الروايات، وترك ما صح أنَّه وهم فيها ما لم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإنه كان كذلك استحق الترك حينئذ)). الثقات(7/97_98).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) " ومِمَّا ينبغي أن يُعرف أن الطوائفَ المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدَّين والكلام على درجات، منهم مَن يكون قد خالف السنَّة في أصول عظيمة، ومنهم مَن يكون إنَّما خالف السنَّة في أمور دقيقة.
وَمن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم ابعدُ عن السنَّة منه، فيكون محموداً فيما ردَّه من الباطل وقاله من الحقِّ، لكن يكون قد جاوز العدل في ردِّه بحيث جحد بعضَ الحقَّ وقال بعضَ الباطل، فيكون قد ردَّ بدعةً كبيرة ببدعة أخفَّ منها، ورد باطلاً بباطل أخفَّ منه، وهذه حالُ أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنَّة والجماعة.(1/1746)
مثل هؤلاء إذا لَم يَجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعةَ المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأَهم في مثل ذلك.
ولهذا وقع في مثل هذا كثيرٌ من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنَّة، بخلاف مَن والى موافقَه وعادى مخالفَه, وفرَّق بين جماعة المسلمين، وكفَّر وفسَّق مخالفَه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحلَّ قتال مخالفه دون موافقه،فهؤلاء من اهل التفرق والاختلافات". مجموع الفتاوى(3/348_349).
وقال (19/191_192): (( وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنَّه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنُّوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لَم يُرد منها، وإمَّا لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتَّقى الرَّجل ربَّه ما استطاع دخل في قوله:{ رَبَّنَا لَا تُؤَخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا}، وفي الصحيح أنَّ الله قال: ( قد فعلتُ)..
وقال الإمام الذهبي (748هـ): (( ثم إن الكبير من أئمَّة العلم إذا كثر صوابُه، و عُلم تحرِّيه للحقِّ،واتَّسع علمه, وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحُه وورعه واتَّباعه، يُغفر له زَلله، ولا نضلِّله ونطرحه، وننسى محاسنه،نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك)). سير أعلام النبلاء (51/271).
وقال أيضًا: (( ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه ، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة)). السير ( 14/39_40).(1/1747)
وقال أيضاً: (( ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده _ مع صحَّة إيمانه وتوخَّه لاتباع الحقِّ – أهدرناه وبدَّعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه)). السير (14/376).
وقال أيضاً: (( ونحبُّ السنَّة وأهلها، ونحبُّ العالم على ما فيه من الاتِّباع والصفات الحميدة، ولا نحبُّ ما ابتدع فيه بتأويل سائغ, وإنَّما العبرة بكثرة المحاسن )). السير (20/46).
وقال ابن القيم (751هـ): (( معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأنَّ فضلَهم وعلمَهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كلِّ ما قلوه, وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،فقالوا بمبلغ علمهم والحقُّ في خلافها، لا يوجب اطَّراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم)) إلى أنَّ قال: (( ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أنَّ الرَّجل الجليل الذي له في الإسلام قدَم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزَّلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين)). إعلام الموقعين (3/295).
وقال ابن رجب الحنبلي(795هـ): (( ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه)). القواعد (ص:3).
فتنة التجريح والهجر من بعض أهل السنَّة
في هذا العصر, وطريق السلامة منها
حصل في هذا الزمن انشغال بعض أهل السنَّة ببعض تجريحاً وتحذيرًا، وترتَّب على ذلك التفرُّق والاختلاف والتهاجر، وكان اللائقُ بل المتعَّين التواد والتراحم بينهم، ووقوفهم صفًّا واحداً في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنَّة والجماعة، ويرجع ذلك إلى سببين:(1/1748)
أحدهما: أنَّ من أهل السنَّة في هذا العصر من يكون دَيْدَنُه وشغلُه الشاغل تتبُّع الأخطاء والبحث عنها، سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة, ثم التحذير مِمَّن حصل من شيٌ من هذه الخطاء، ومن هذه الأخطاء التي يُجرَّح بها الشخص ويُحذَّر منه بسببها تعاونه مع إحدى الجمعيات بإلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات، وهذه الجمعية قد كان الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يُلقيان عليها المحاضرات عن طريق الهاتف, ويُعاب عليها دخولها في أمر قد أفتاها به هذان العالمان الجليلان، واتِّهام المرء رأيه أولى من اتِّهامه رأي غيره، ولا سيما إذا كان رأيًا أفتى به كبار العلماء، وكان بعضُ أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعد ما جرى في صلح الحديبية يقول: يا أيُها الناس اتِّهموا الرأي في الدِّين.
ومن المجروحين مَن يكون نفعه عظيماً, سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب، ويُحذَّر منه لكونه لا يُعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلاً، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقيَّة في بعض الدول العربية، مِمَّن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنَّة ونشرها والدعوة إليها، ولا شكَّ أنَّ التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومَن يُمكنهم الاستفادة منهم علماً وخلقاً.(1/1749)
والثاني: أنَّ من أهل السنَّة مَن إذا رأى أخطاء لأحد من أهل السنَّة كتب في الردِّ عليه، ثم إنَّ المردودَ عليه يُقابل الردَّ بردَّ عليه، ثم يشتغل كلٌّ منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لِمَا كان له من أِشرطة كذلك، لالتقاط الأخطاء وتصيُّد المثالب، وقد يكون بعضُها من قبيل سبق اللسان، يتولَّى ذلك بنفسه، أو يقوم له غيرُه به، ثم يسعى كلُّ منهما إلى الاستكثار من المؤيِّدين له الُمدينين للآخر, ثم يجتهد المؤيِّدون لكلِّ واحد منهما بالإشادة بقول من يؤيِّده وذم غيره، وإلزام من يلقاه بأن يكون له موقف مِمَّن لا يؤيِّده، فإن لم يفعل بدَّعه تَبعاً لتبديع الطرف الآخر, وأتبع ذلك بهجره، وعَمَلُ هؤلاء المؤيِّدين لأحد الطرفين الذامِّين للطرف الآخر من أعظم الأسباب في إظهار الفتنة ونشرها على نطاق واسع، ويزداد الأمر سوءاً إذا قام كلٌّ من الطرفين والمؤيِّدين لهما بنشر ما يُذمُّ به الآخر في شبكة المعلومات ( الانترنت)، ثم ينشغل الشباب من أهل السنَّة في مختلف البلاد بل القارات بمتابعة الاطلاع على ما يُنشر بالموقع التي تنشر لهؤلاء وهؤلاء من القيل والقال الذي لا يأتي بخير، وإنَّما يأتي بالضرر والتفرُّق، مِمَّا جعل هؤلاء وهؤلاء المؤيِّدين لكلِّ من الطرفين يشبهون المتردِّدين على لوحات الإعلانات للوقوف على ما يجدُّ نشره فيها، ويُشبهون أيضًا المفتونين بالأندية الرياضية الذين يشجِّع كلٌّ منهم فريقًا، فيحصل بينهم الخصام والوحشة والتنازع نتيجة لذلك.
وطريق السلامة من هذه الفتن تكون بما يأتي:
أولاَ:/ فيما يتعلَّق بالتجريح والتحذير ينبغي مراعاة ما يلي:(1/1750)
1- أن يتقي الله مَن أشغل نفسَه بتجريح العلماء وطلبة العلم والتحذير منهم، فينشغل بالبحث عن عيوبه للتخلُّص منها بدلاً من الاشتغال بعيوب الآخرين، ويحافظ على الإبقاء على حسناته فلا يضيق بها ذرعاً، فيوزعها على من ابتلي بتجريحهم والنَّيل منهم، وهو أحوجُ من غيره إلى تلك الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلاَّ مَن أتى الله بقلب سليم.
2- أن يشغل نفسه بدلاً من التجريح والتحذير بتحصيل العلم النافع، والجدِّ والاجتهاد فيه ليستفيد ويُفيد، وينتفع وينفع، فمن الخير للإنسان أن يشتغلَ بالعلم تعلُّماً وتعليماً وعودة وتأليفاً، وإذا تَمكن من ذلك ليكون من اهل البناء, والاَّ يشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم من أهل السنَّة، وقطع الطريق الموصلة إلى الاستفادة منهم، فيكون من اهل الهدم، ومثل هذا المشتغل بالتجريح لا يخلِّف بعده إذا مات علماً يُنتفع به، ولا يفقدُ الناس بموته عالماً ينفعهم، بل بموته يسلمون من شره.
3- أن ينصرف الطلبة من أهل السنَّة في كلِّ مكان إلى الاشتغال بالعلم، بقراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة لعلماء أهل السنّة مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ، بداً من انشغاهم بالاتصال بفلان أو فلان ، سائلين: ( ما رأيك في فلان أو فلان؟)، ( وماذا تقول في قول فلان في فلان، وقول فلان في فلان؟).(1/1751)
4- عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المشتغلين بالعلم، ينبغي رجوعهم إلى رئاسة الإفتاء بالرياض للسؤال عنهم، وهل يُرجع إليهم في الفتوى وأخذ العلم عنهم أولا لا؟ ومَن كان عنده علم بأحوال أشخاص معيَّنين يُمكنه أن يكتب إلى رئاسة الإفتاء ببيان ما يعلمه عنهم للنظر في ذلك، وليكون صدور التجريح و التحذير إذا صدر يكون من جهة يُعتمد عليها في الفتوى وفي بيان مَن يؤخذ عنه العلم ويُرجع إليها في الفتوى، ولا شكَّ أنَّ الجهة التي يُرجع إليها للإفتاء في المسائل هي التي ينبغي الرجوع إليها في معرفة مَن يُستفتى ويُؤخذ عنه العلم، وألا يجعل أحدٌ نفسه مرجعاً في مثل هذه المهمَّات, فإنَّ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
ثانيا: فيما يتعلَّق بالردِّ على مَن أخطأ، ينبغي مراعاة ما يلي:
1- أن يكون الردُّ برفق ولين ورغبة شديدة في سلامة المخطئ من الخطأ، حيث يكون الخطأ واضحاً جليًّا، وينبغي الرجوع إلى ردود الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – للاستفادة منها في الطريقة التي ينبغي أن يكون الردُّ عليها.
2- إذا كان الخطأ الذي رد عليه فيه غير واضح، بل هو من الأمور التي يحتمل أن يكون الرادُّ فيها مصيباً أو مخطئاً، فينبغي الرجوع إلى رئاسة الإفتاء للفصل في ذلك، وأمَّا إذا كان الخطأ واضحاً، فعلى المردود عليه أن يرجع عنه، فإنَّ الرجوع إلى الحقِّ خيرٌ من التمادي في الباطل.
3- إذا حصل الردُّ من إنسان على آخر يكون قد أدَّى ما عليه، فلا يشغل نفسه بمتابعة المردود عليه بل يشتغل بالعلم الذي يعود عليه وعلى غيره بالنفع العظيم، وهذه هي طريقة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.(1/1752)
4- لا يجوز أن يَمتحن أيُّ طالب علم غيرَه بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الرَّاد، فإن وافق سلم، وإن لم يُوافق بُدِّع وهُجر, وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنَّة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضًا أن يصف من لا يسلك هذا المسلمك الفوضوي بأنَّه مُميِّع لمنهج السلفن والهجرُ المفيد بين أهل السنَّة ما كان نافعاً للمهجور، كهجر الوالد ولده، والشيخ تلميذه، وكذا صدور الهجر مِمَّن يكون له منزلة رفيعة ومكانة عالية، فإنَّ هجرَ مثل هؤلاء يكون مفيداً للمهجور، وأمَّا إذا صدر الهجر من بعض الطلبة لغيرهم، لا سيما إذا كان في أمور لا يسوغ الهجر بسببها، فذلك لا يُفيد المهجور شيئاً، بل يترتَّب عليه وجود الوحشة والتدابر والتقاطع، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(3/413_414) في كلام له عن يزيد بن معاوية: (( والصواب هو ما عليه الأئمة ، من أنَّه لا يُخَصُّ بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقًا أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( أوَّل جيش يغزو القسطنطينَّية مغفورٌ له) واول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه ...
فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإنَّه هذا من البدع المخالفة لأهل السنَّة والجماعة).
وقال (3/415): (( وكذلك التفريق بين الأمَّة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم).(1/1753)
وقال (20/164): (( وليس لأحد أن ينصب للأمَّة شخصًا يدعو إلى طريقته، ويُوالي ويُعادي عليها غير النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويُعادي غير كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمَّة, بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون بهم شخصًا أو كلامًا يفرِّقون به بين الأمَّة، ويوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويُعادون )).
وقال (28/15_16): (( فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبًا شرعيًا لم يجز أن يُعاقب بشيء لأجل غرض المعلم او غيره.
وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العدواة والبغضاء, بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البِّر والتقوى، وكما قال الله تعالى:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِ ة وَ التَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَنِ}، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث: (( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)) من كتابه جامع العلوم والحكم (1/288): (( وهذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الأدب، والأدب، وقد حكى الإمام أبو عَمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد – إمام المالكية في زمانه- أنَّه قال: جماعُ آداب الخير وأزمته تتفرَّع من أربعة أحاديث: قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت))، وقوله صلى الله عليه وسلم: (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه), وقوله للذي اختصر له في الوصية: (( لا تغضب))، وقوله صلى الله عليه وسلم: (( المؤمن يُحبُّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه)).
أقوله: ما أحوج طلبة العلم إلى التأدُّب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البُعد عن الجفاء والفظاظة التي لا تُثمر إلَّا الوحشة والفُرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.(1/1754)
5_ على كلِّّ طالب علم ناصح لنفسه أن يُعرضَ عن متابعة ما يُنشر في شبكة المعلومات الانترنت، عمَّا يقوله هؤلاء في هؤلاء, وهؤلاء في هؤلاء، والإقبال عند استعمال شبكة الانترنت على النظر في مثل مواقع الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – ومطالعة بحوثه وفتاواه التي بلغت حتى الآن واحدًا وعشرين مجلداً، وفتاوى اللجنة الدائمة التي بلغت حتى الآن عشرين مجلداً، وكذا موقع الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – ومطالعة كتبه وفتاواه الكثيرة الواسعة.
وفي الختام أوصي طلبة العلم أن يشكروا الله عزَّ وجلَّ على توفيقه لهم، إذ جعلهم من طلاَّبه، وأن يُعنوا بالإخلاص في طلبه، ويبذلوا النَّفس والنفيس لتحصيله، وأن يحفظوا الأوقات في الاشتغال به،فإن العلم لا يُنال بالأماني والإخلاد إلى الكسل والخمول، وقد قال يحي بن أبي كثير اليمامي: (( لا يُستطاع العلم براحة الجسم) رواه مسلم في صحيحه بإسناده إليه في أثناء إيراده أحاديث أوقات الصلاة، وقد جاء في كتاب الله آيات، وفي سنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم أحاديث تدلّ على شرف العلم وفضل أهله، كقوله تعالى:{شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَآئِكةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ}.، وقوله: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقوله: انقطع عنه عملُه إلاَّ من ثلاثة: إلاَّ من صدقةِ جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له)) رواه مسلم (1631)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (( مَن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً، ومن دعاء إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) أخرجه مسلم ( 2674).(1/1755)
وأيضاً أوصي الجميع بحفظ الوقت وعمارته فيما يعود على الإنسان بالخير، لقوله صلى الله عليه وسلم: (( نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحَّةُ والفراغ)) رواه البخاري في صحيحه (6412)، في هذا الكتاب (11/235 مع الفتح) أثراً عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (( ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكلَّ واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عملٌ ولا حسابٌ، وغداً حسابٌ ولا عمل).
وأوصي بالاشتغال بما يغني عمَّا لا يعني، لقوله صلى الله عليه وسلم: (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))حديث حسن، رواه الترمذي (2317) وغيره، وهو الحديث الثاني عشر من الأربعين للنووي.
وأوصي بالاعتدال والتوسُّط بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط، لقوله صلى الله عليه وسلم: (( إيّاكم والغلوّ في الدِّين، فإنّما هلك من كان قبلكم بالغلوِّ في الدِّين))
وهو حديث صحيح، أخرجه النّسائي وغيره، وهو من أحاديث حجّة الوداع، انظر تخريجة في السلسة الصحيحة للألباني(1283).
وأوصي بالحذر من الظلم، للحديث القدسي: (( يا عبادي! إنِّي حرّمت الظلم على نفسي, وجعلتُه بينكن محرَّماً فلا تظالَموا)) رواه مسلم (2577)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا الظلمَ، فإنَّ الظلم ظلماتٌ يوم القيامة)) رواه مسلم (2578).
وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفَّق الجميع لِمَا فيه تحصيل العلم النافع والعمل به والدعوة غليه على بصيرة، وأن يجمعهم على الحقِ والهدى, ويسلمهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
---
أبو عمار المليباري
08-21-2005, 05:30 PM(1/1756)
والحقيقة إن الكتاب هو إيضاح للصورة المشرقة للمنهج السلفي في الرد على المخالفين . والشيخ يرد على من شوه صورة السلفية بالسب والشتم واللمز والغمز في غضون الرد على المخالفين . أيضاً يقرأ للاستزادة كتاب (الردود) للشيخ العلامة بكر أبو زيد .
---
إمداد
08-27-2005, 03:38 AM
جزاك الله خيرا أخي أبو عمار
ونسأل الله أن يهدي المسلمين ويوحد كلمتهم
ويذهب غيظ قلوبهم
وشكرا لدلالتك على كتاب الشيخ بكرأبو زيد ( الردود)
وأنصح كذلك بكتابه الاخر (تصنيف الناس بين الظن واليقين)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=8756
وكتاب (لحوم العلماء مسمومة)للدكتور ناصر العمر
http://www.almoslim.net/admin_prod/chapters_list_main.cfm?id=23
---
(1/1757)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استدلالات ولطائف من التفسير
---
استدلالات ولطائف من التفسير
---
سلسبيل
02-06-2005, 09:49 PM
هذه بعض الإستدلالات واللطائف التي جمعتها وسأجمعها بإذن الله تعالى من كتب التفسير المختلفة ومن غيرها من المصادر
وسأكون مجرد ناقله لهذه المقتطفات الجميلة وجزى الله عنا علماء التفسير كل خير
*· قال تعالى في سورة الكهف ( حتى إذا أتيا أهل قرية ... ) ثم قال تعالى بعد ذلك ( فكان لغلامين يتيمين في المدينة ..) وهذا فيه دليل على اطلاق اسم القرية على المدينة
· قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام ( سأنبئك بتأويل ما تستطع عليه صبرا ) 78 ثم قال بعد ذلك ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ) فلماذا أتى أولا بـ تستطيع ثم ثانيا بـ تسطع والجواب على ذلك أنه قال أولا تستطيع لأن الإشكال كان قويا وثقيلا فقابل الأثقل بالأثقل ... ثم لما فسره وبينه له قال تسطع فقابل الأخف بالأخف كما قال تعالى ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) وهو الصعود إلى أعلاه .... ثم قال تعالى وما استطاعوا له نقبا وهو أشق من الأول فقابل كلا بما يناسبه لفظا ومعنى والله أعلم نفسير ابن كثير
*قال تعالى " واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا "
فيه دلاله على شرف اسماعيل على أخيه اسحاق لأنه وصف بالنبوة فقط وإسماعيل وصف بالنبوة والرسالة قال صلى الله عليه وسلم " إن الله اصطفى من ولد ابراهيم اسماعيل " ابن كثير
* * كثيرا ما يورد سبحانه وتعالى قصة مريم عليها السلام بعد ذكر قصة سيدنا زكريا عليه السلام لم بين القصتين من مناسبة ومشابهه ليدل عباده على قدرته وعظيم سلطانه
*" قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنه وقد وردت في السنة أحاديث تدل على النهي عن تمني الموت إلا في الفتنة(1/1758)
كما قال تعالى " توفني مسلما وألحقني بالصالحين "
* ولم يجعلني جبارا شقيا "
قال بعض السلف لا تجد أحدا عاقا لوالديه إلا وجدته مختالا فخورا
قال تعالى " وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا "
.............يتبع بإذن المولى
---
جمال حسني الشرباتي
02-06-2005, 11:33 PM
سلسبيل
تقبل مني إعتراضين على قولك
(( قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنه وقد وردت في السنة أحاديث تدل على النهي عن تمني الموت إلا في الفتنة
كما قال تعالى " توفني مسلما وألحقني بالصالحين " ))وهما
# ((قال أنس رضي الله تعالى عنه : لولا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تتمنوا الموت). لتمنيت.---البخاري وليس فيه استثناء الفتنة----كما أن قصة مريم ليست من قبيل الفتنة
# شرع من قبلنا ليس شرعا لنا
---
سلسبيل
02-07-2005, 06:22 PM
كما ذكرت عند بدء هذه الإستدلالات أني مجرد ناقلة وقد نقلت هذه الفقرات السابقة من تفسير ابن كثير
وقد يكون قولك في محله وأنا كنت أعتقد بذلك بأنه لا يجوز تمنى الموت ولكن ما قرأته في تفسير ابن كثير استوقفني كثيرا لذا عددته من الإستدلالات التي تخالف ما عليه الكثير .
----------------
قال تعالى "
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات "
ابتدأ بذكر اضاعتهم للصلاة حيث أنهم إذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع لأنها عماد الدين وخير أعمال العباد كما في قوله تعالى " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " .
- " إذ رءا نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى "
كلمة بقبس : دلت على وجود الظلام
أو أجد على النار هدى : دلت على أنه تاه عن الطريق
وفي الآية الأخرى " أو جذوة من النار لعلكم تصطلون "
تصطلون : دلت على وجود البرد .
- " قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي " ( 94 ) طه(1/1759)
ترقق هارون لموسى بذكر الأم مع أنه شقيقه من أبويه لأن ذكر الأم ههنا أرق وأبلغ في الحنو والعطف بعدما غضب موسى على قومه في عبادتهم العجل وأخذ برأس أخيه يجره إليه 0
- " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخناف ظلما ولا هضما "
الفرق بين الظلم والهضم أن الظلم : ألا يزاد في سيئاتهم
أما الهضم : ألا ينقص في حسناتهم 0
- " وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا "
يتقون : تخلية ( يتركون المآثم )
يحدث لهم ذكرا : تحلية ( يفعلون الطاعات )
- " إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى " قرن سبحانه بين الجوع والعري في هذه الآية لأن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر 0
- " وأنك لا تظمأ فيها ولا تعرى "
في هذه الآية متقابلات أيضا حيث الظمأ حر الباطن وهو العطش والضحى حر الظاهر 0
- قال تعالى " يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت " قال سبحانه مرضعة ولم يقل مرضع وذلك أبلغ في التعبير حيث أنها تشتغل لهول ما ترى عن أحب الناس إليها وتدهش عنه حال إرضاعها له 0
- قال تعالى في سورة الحج " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد " وهذا حال الجهال المقلدين
أما في قوله تعالى " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير "
فهذا حال رؤوس الضلال ودعاة البدع والكفر 0
- " ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده "
قال تعالى " وعده " ولم يقل وعيده لأن الوعد لا يخلف أبدا فالعرب تعد الرجوع عن الوعد لؤما وعن الإيعاد كرما
قال الشاعر :
ليرهبن ابن العم والجار سطوتي .... ولا انثني عن سطوة المتهدد
فإني وإني أوعدته أو وعدته ...... لمخلف ايعادي ومنجز موعدي
ووعده سبحانه في هذه الآية هو إقامة الساعة والانتقام من أعدائه وإكرام أوليائه 0
- قال تعالى " ياأيها كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم "
فيه دليل على أن الحلال عون على العمل الصالح 0(1/1760)
- قال تعالى " وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ " سورة النور
استدل بهذه الآية من ذهب إلى أن مال الولد بمنزلة مال أبيه حيث أنه سبحانه لم ينص على بيوت الأبناء ولم يخصصهم كغيرهم 0
- من قوله تعالى في سورة القصص " على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك "
استدل الإمام أحمد على صحة استئجار الأجير بالطعمة والكسرة ( استئجار الأجير على طعام بطنه وكسوته )
- "وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) "
استدل بهذه الآية والقصة جماعة من أهل العلم على صحة النسخ قبل التمكن من الفعل 0
- " يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن "
دلت هذه الآية على إطلاق النكاح على العقد وحده وفيها أيضا دلاله على إباحة طلاق المرأة قبل الدخول بها 0
- " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما "
استدل بها من ذهب إلى أن القنوت هو الخشوع في الصلاة وليس هو القيام وحده كما ذهب إليه آخرون 0
- " قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر "
" وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا "
دلت هاتان الآيتان أن فرعون كاذب وغاش لرعيته بقوله " ما أريكم إلا ما أرى "
وكذا بقوله " وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " حيث أنه كان يتحقق صدق موسى ( ابن كثير )
- " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "
تعتبر هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبر 0
" ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "
دلت هذه الآية على عذاب دون عذاب وأن العذاب في النار يتفاوت 0
- قال تعالى في سورة الصافات " وويل للمشركين ، الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون "(1/1761)
قال ابن عباس أي الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله وهو قوله تعالى " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " وكذا قوله تعالى " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى " فالمراد بالزكاة ههنا طهارة النفس من الأخلاق الرذيلة ومن أهمها طهارة النفس من الشرك ( ابن كثير )
- قال تعالى " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات "
فيه دليل على أن الله خلق الأرض قبل السماء ، فخلق الأرض أولا لأنها كالأساس ، والأصل أن يبدأ بالأساس ثم بعده بالسقف
أما في الآية الأخرى " والأرض بعد ذلك دحاها " أن دحي الأرض كان بعد خلق السماء 0
- " يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن "
إسناد الحل إلى الله جل جلاله دال على أن التحليل والتحريم خاص به سبحانه والتشريع لله وحده والرسول عليه الصلاة والسلام مبلغ عن الله ولا يملك أحد سلطة التشريع " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " ( روائع البيان ) 0
- " يا أيها النبي إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن "
(1) " نكحتم المؤمنات " فيه إشارة إلى أن المؤمن ينبغي أن يتخير لنطفته وأن ينكح المؤمنة الطاهرة قال تعالى " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم "
(2) التعبير بـ ثم دون الفاء أو الواو والعطف بها ( التراخي ) فيه إشارة إلى أن الطلاق ينبغي أن يكون بعد تريث وتفكير طويل وضرورة ملحة وقال بعض الفقهاء إن الآية ترشد إلى أن الأصل في الطلاق الحظر(1/1762)
- " فما لكم عليهن من عدة " في إسناد العدة إلى الرجال إشارة إلى أنها حق للمطلق ، فوجوب العدة على المرأة من أجل الحفاظ على نسب الإنسان فإن الرجل يغار على ولده ويهمه ألا يسقى زرعه بماء غيره ، ولكنها على المشهور ليست حقا خالصا للعبد بل تعلق بها حق الشارع أيضا فإن منع الفساد باختلاط الأنساب من حق الشارع ، والصحيح أن وجوب العدة فيها حق الله وحق العبد ولهذا قال الفقهاء العدة تجب لحكم عديدة : لمعرفة براءة الرحم ، وللتعبد أو التفجع ..... فتدبره ( روائع البيان )
- قال تعالى " ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير "
في الآية إشارة إلى أن الجن الذين كانوا مسخرين لسليمان عليه السلام لم يكونوا من المؤمنين وإنما كانوا من المردة الكافرين لأن سليمان لا يعذب المؤمنين ودل على هذا المعنى أيضا قوله تعالى " ما لبثوا في العذاب المهين "
لأن المؤمن لا يكون في زمان النبي في العذاب المهين 0
- من قوله تعالى " إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون "
ومن قوله تعالى " كلا إنها تذكره فمن شاء ذكره في صحف مكرمة ، مرفوعة مطهرة ، بأيدي سفرة ، كرام بررة "
استنبط العلماء من هاتين الآيتين أن المحدث لا يمس المصحف 0
- قال تعالى في سورة فصلت " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ( 34) وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ( 35) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ( 36 ) أمرنا الله تعالى أن نقابل العدو الإنسي بالإحسان لندفع عنا إساءته وأما شيطان الجن فإنا نستعيذ بالله منه ، وهذا المقام لا نظير له القرآن الكريم إلا في سورتين هما
( 1) في سورة الأعراف " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم "(1/1763)
( 2) في سورة المؤمنين " ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون " - " وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ " (49) الزخرف قال ابن جرير : وكان علماء زمانهم هم السحرة ولم يكن السحر في زمانهم مذموما فليس هذا منهم علي سبيل الانتقاص لأن الحال حال ضرورة منهم إليه لا تناسب ذلك وإنما هو تعظيم في زعمهم 0
e][/size][/size]
---
سلسبيل
02-07-2005, 10:49 PM
بعد مداخلة الأخ جمال حسني شرباتي عن جواز تمني الموت في حال الفتن وجدت أنه لزاما علىّ أن أذكر ما قاله الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى " توفني مسلما وألحقني بالصالحين"
فقال رحمة الله : وأما إذا كان فتنة في الدين فيجوز سؤال الموت كما قال تعالى إخبارا عن السحرة لما أرادهم فرعون عن دينهم وتهددهم بالقتل " قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين " وقالت مريم لما جاءها المخاض " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " لما علمت من أن الناس يقذفونها بالفاحشة وفي حديث معاذ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي في قصة المنام والدعاء الذي فيه " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون "
وقال النبي صلي الله عليه وسلم " اثنتان يكرههما ابن آدم : يكره الموت والموت خير للمؤمن من الفتن ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب "
فعند حلول الفتن في الدين يجوز سؤال الموت ، ولهذا قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في آخر خلافته لما رأي الأمور لا تجتمع له ولا يزداد الأمر إلا شدة فقال : " اللهم خذني إليك فقد سئمتهم وسئموني "وقال البخاري رحمة الله لما وقعت له تلك الفتنة " اللهم توفني إليك وفي الحديث " إن الرجل ليمر بالقبر - أي في زمان الدجال فيقول ياليتني مكانك " لما يرى من الفتن .
---
سلسبيل
03-22-2005, 12:03 PM(1/1764)
- " والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين (17) أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين (18) الأحقاف
قوله تعالى أولئك بعد قوله " والذي قال " دليل على أن الآية التي قبلها تعم كل من كان كذلك .
- " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين "
من " ولّوا إلى قومهم منذرين " استدل بهذه الآية أنه في الجن نذر وليس فيهم رسل ولا شك أن الجن لم يبعث الله منهم رسلا لقوله تعالى " وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى " وقال عز وجل " وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق "
وقال عن ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام " وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب "
وأما قوله تعالى " يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم " فالمراد هنا مجموع الجنسين فيصدق على أحدهما وهو الإنس كقوله تعالى " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " أي أحدهما .
- " قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى "
لم يذكروا عيسى لأن عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل فيه مواعظ وترقيقات وقليل من التحليل والتحريم وهو في الحقيقة كالمتمم لشريعة التوراة فالعمدة هو التوراة .
- " يا قومنا أجيبوا داعي الله "
فيه دلالة على أنه تعالى أرسل محمد صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الإنس والجن .
- " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد "
عطف عام على خاص وهو دليل على أنه شرط في صحة الإيمان بعد بعثته صلى الله عليه وسلم .
- " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " سورة الفتح
استدل بها البخاري وغيره من الأئمة على تفاضل الإيمان في قلوب المؤمنين .
- من قوله تعالى " ليغيظ بهم الكفار " سورة الفتح(1/1765)
استدل الإمام مالك بهذه الآية على تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية .
- " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "
بهذه الآية استدل البخاري وغيره على أنه لا يخرج عن الإيمان بالمعصية وإن عظمت لا كما يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحوهم .
- " إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
استدل بهذه الآية وبغيرها من الأحاديث الشريفة من ذهب من العلماء إلى أن الكفاءة في النكاح لا تشترط ولا يشترط سوى الدين – وذهب الآخرون إلى أدلة مذكورة في كتب الفقه .
- " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم "
استفيد من هذه الآية أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ويدل عليه حديث جبريل عليه السلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه .
- " فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون "
قال ابن كثير ( في ) هذه الآية انتظمت آداب الضيافة فإنه جاء بطعام من حيث لا يشعرون بسرعة ولم يمتن عليهم أولا فقال نأتيكم بطعام بل جاء به بسرعة وخفاء وأتي بأفضل ما وجد من ماله وهو عجل سمين مشوي فقربه إليهم ، لم يضعه إليهم وقال : اقتربوا بل وضعه بين أيديهم ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعة بصيغة الجزم بل قال : " ألا تأكلون " على سبيل العرض والتلطف .
- من قوله تعالى " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين "
احتج بهذه الآية من ذهب إلى رأي المعتزلة ممن لا يفرق بين مسمى الإيمان والإسلام
قال ابن كثير وهذا الإستدلال ضعيف لأن هؤلاء كانوا قوما مؤمنين وعندنا أن كل مؤمن مسلم ولا ينعكس فاتفق الأسمان ههنا لخصوصية الحال ولا يلزم ذلك في كل حال .
- " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " " لنريك من آياتنا الكبرى "(1/1766)
بهاتين الآيتين استدل من ذهب من أهل السنة أن الرؤية ( رؤية الرسول لله عز وجل ) تلك الليلة ( ليلة الإسراء ) لم تقع لأنه قال " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " ولو كان رأى ربه لأخبر بذلك ولقال ذلك للناس .
- " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
من هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمة الله ومن اتبعه أن القرآءة لا يصل ثوابها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه .
- " إنا كل شئ خلقناه بقدر "
يستدل بهذه الآية الكريمة أئمة السنة على اثبات قدر الله السابق لخلقة وردوا بهذه الآية وبما شاكلها من الآيات وما ورد في معناها من الأحاديث الثابتات على الفرقة القدرية .
---
(1/1767)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السلسلة الذهبية في المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثاني]
---
السلسلة الذهبية في المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة العنكبوتية [المقال الثاني]
---
أبومجاهدالعبيدي
02-02-2005, 08:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو المقال الثاني من المقالات القرآنية المنتقاة من الشبكة المعلوماتية
وهذا رابط المقال الأول : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1559
الفواصل القرآنية – دراسة بلاغية
د . السيد خضر، قسم اللغة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
نزل القرآن بلسان عربي مبين ، ونزل على قوم شغلهم البيان حتى كان أعظم بضاعتهم ، وتفعل الكلمة فيهم ما لا تفعل السيوف ،وقد كانوا مجبولين بحكم البيئة والنشأة وأمية الكتابة على حب البيان الرفيع المليء بالصور الإيقاعية المساعدة على تذكر المادة اللفظية كالقوافي والأسجاع وكل ما يعطي نغماً موسيقياً لفظياً ، وكان على القرآن لكي يؤثر فيهم أن يعلو على بيانهم ، وهكذا جاء القرآن ممثلاً أرقى استعمال للغة من لغات البشر ، وتشرفت العربية بهذا الشرف الرفيع .
وصور الإعجاز في القرآن لا تحصى ، ومنها إعجازه اللغوي ، ومن مظاهر الإعجاز اللغوي استعماله للفواصل التي أغنى الله بها العرب عن ولعهم بالقوافي والأسجاع وعشقهم لموسيقى الألفاظ ، فوجدوا خيراً من ذلك في القرآن الكريم ، فآمنوا به .(1/1768)
وقد درستُ الفواصل وسط أخواتها من الظواهر الإيقاعية المشابهة لها في نهايات الجمل العربية كالقافية والسجع والجناس - حين يكون آخر الجملة – والإتباع ، وذلك ليظهر لنا فضل القرآن على غيره من الكلام ، مع أنه استعمل اللغة نفسها التي استعملها العرب بكل صورها ومظاهرها تقريباً ، ولن ندخل هنا في تفاصيل الخلاف الذي ثار بين البلاغيين حول استعمال مصطلح السجع في القرآن الكريم ، وإنما نذكر أن الشائع استعمال مصطلح الفاصلة في القرآن والسجع في غيره ، مع التنبيه على أنه ليست كل الفواصل مسجوعة ، بل منها المسجوع ومنها المرسل .
وتحليل الفواصل ودراستها يستدعي الإلمام بعلوم الأصوات والصرف والنحو والمعجم والدلالة ، وذلك كله يمدّ الدراسة الأسلوبية بعناصرها الأولى ، وهو ما فعلناه في دراستنا هذه .
تعريف الفاصلة : هي لفظ آخر الآية ينتهي بصوت قد يتكرر محدثاً إيقاعاً مؤثراً في صورة السجع وقد لا يتكرر ، ولكن الفاصلة تحتفظ دائماً بإحدى صور التوافق الصوتي مع الفواصل السابقة واللاحقة ، أما تفصيل الموضوع فعلى النحو الآتي :
1- الدراسة الصوتية : استعمل القرآن في الفواصل حروفاً ذات وقع نغمي ووضوح سمعي لتظهر للسمع حين الوقف عليها ، والوقف على أواخر الآيات من سنن القراءة كما هو معلوم ، ولذلك استعمل النون فاصلة في حوالي 51% من آياته ، تلتها الميم بحوالي 12,5% وهما أهم حروف الترنم في العربية ، في حين لم يستعمل الخاء فاصلة قط لصعوبتها وصعوبة الوقف عليها .
وهذا إحصاء بالحروف المستعملة في الفواصل ونسب استعمال كل منها ،مع العلم بأن عدد آيات القرآن الكريم (6247) آية .
الحرف / عدد مرات استعماله فاصلة / النسبة المئوية لاستعماله فاصلة
النون / 3182 / 50,93 %
الميم / 775 / 12,40%
الراء / 690 / 11,04%
الدال / 286 / 4,62%
الألف المقصورة / 245 / 3,92%
الباء / 239 / 3,82%
اللام
212
3.39%
الهاء
173
2,76%
الياء
87
1,39%
القاف
66(1/1769)
1,05%
ألف المد
42
67%,
التاء
42
67%,
العين
33
52, %
الفاء
22
35, %
الجيم
20
32, %
الطاء
19
30, %
الزاي
18
28, %
الهمزة
17
27, %
الظاء
17
27, %
السين
14
22, %
الصاد
12
19, %
الكاف
9
14, %
الواو
6
096, %
الثاء
6
096, %
الحاء
5
080, %
الضاد
4
064, %
الشين
3
048, %
الذال
2
032, %
الغين
1
016, %
الخاء
×
×
ملاحظات حول العد والإحصاء :
- عددت تاء التأنيث التي يوقف عليها بالسكون هاء كما في " الحاقة والقارعة" لأن مبنى الفواصل على الوقف ، وهي تصير بالوقف هاء لا تاء .
-لم أعد حرف المد الناشئ عن الوقف على التنوين فاصلة لأنه ليس من بنية الكلمة،ولا يظهر إلا في حالة النصب ، واحتسبت بدلاً منه الحرف السابق عليه ، واعتضدت في ذلك بموقف العروضيين حين فعلوا ذلك في القوافي ، فالقافية في قول شوقي :
سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابا
قافية بائية كما هو معلوم .
بعض النتائج المستخلصة من الجدول السابق :
أ- نلاحظ أن حرف النون يمثل أكثر من نصف فواصل القرآن ، حيث جاء فاصلة بنسبة 51% تقريباً،وهذه النتيجة تصديق لكلام سيبويه وغيره ممن لاحظوا ذلك ، وإذا علمنا أن مجمل استعمال حرف النون في القرآن الكريم كله هو 27265، فإن نسبة استعماله فاصلة إلى نسبة استعماله الكلية تكون 11,67 % وهي نسبة عالية إذا قورن بحروف أخرى ، أضف إلى ذلك أن التنوين الذي يلحق فواصل بعض السور كالإسراء والكهف ومريم … هذا التنوين هو نون ساكنة أيضاً وإن كان يتحول بالوقف إلى الألف الممدودة ، وبذا فإن النون والتنوين يفوزان بأكبر نصيب في الفواصل لما فيهما من الغنة الجميلة في السمع ، ويحق لنا بعد ذلك أن نقول إن عنصر الإيقاع والتنغيم والتطريب يقصد إليه في القرآن قصداً ، وليس مجرد محسنات زخرفية.(1/1770)
ب- جاء حرف الميم تالياً للنون بنسبة 12,38% ،يليه الراء بنسبة 11,04%والدال بنسبة 4,62% والملاحظ أن الميم حرف شفوي ، والراء والدال من الحروف التي تنطق باعتماد اللسان مع الأسنان ، وكل هذه الحروف تنطق من الجزء الأمامي لجهاز النطق ، وهذا أمر ملاحظ في الفواصل ، حيث نلاحظ أن حروف الحنجرة والحلق أقل استعمالاً من الحروف الشفوية والأسنانية ، ولهذا كله علاقة بسهولة النطق والوضوح السمعي .
والمراد بالوضوح السمعي وصول صوت الحرف واضحاً إلى السمع ، حيث إن لكل مجموعة حروف متقاربة المخارج نسبة وضوح سمعي،كما يقول الدكتور رمضان عبد التواب : "وليست كل الأصوات الإنسانية على السواء في نسبة الوضوح السمعي ، فبعضها أوضح من بعض "(1)
ولحرص القرآن على الإيقاع اللفظي وتناسق الفواصل تُحذف بعض الحروف في الفاصلة مثل )والليل إذا يسر ( (الفجر:4) وأصلها يسري ، ولكن حذف الياء يساويها صوتياً بما سبقها وتلاها من الفواصل ، وكثيراً ما تحذف ياء المتكلم في الفاصلة للغرض نفسه مثل)فاتقوا الله وأطيعونِ( (آل عمران :51) وأصلها أطيعوني .(1/1771)
وعلى العكس من ذلك قد يزيد القرآن حرفاً للغرض نفسه مثل) وتظنون بالله الظنونَا( (الأحزاب :10) وأصلها الظنون بدون ألف لأنها معرفة بالألف واللام ، ولكن فواصل السورة أكثرها بحرف مد ، فوافقتها ، ومثل ذلك زيادة هاء السكت في) ياليتني لم أوت كتابيه.ولم أدر ما حسابيه.ياليتها كانت القاضية.ما أغنى عني ماليه.هلك عني سلطانيه((الحاقة:25 –29) وذلك لتتوافق الهاء إيقاعياً مع التاء المربوطة التي تصير هاءً بالوقف ، بل إن القرآن قد يغير من بنية الكلمة لأجل الإيقاع كما في ) وطور سينين ( (التين:2) وهو نفسه طور سيناء المذكور في سورة المؤمنون ، لكن فواصل السورة كلها نونية فغير بنية الكلمة لتتوافق الفواصل ، ومثله ) وقد خاب من دسّاها ( (الشمس:10) وأصله دسّسها ، ولكنه لا يتوافق مع فواصل السورة إلا بالصيغة المذكورة ، وكل ذلك يؤكد حرص القرآن على إيقاع الألفاظ الذي جُبل الناس على حبه ، هذا مع الحرص على جانب الدلالة أيضاً .
2- التقديم والتأخير : وهو يحدث كثيراً في الفواصل القرآنية ، وله بلاغته الخاصة وجماله وإيقاعه المؤثر،وهو في كلامنا عملية فنية معقدة تحتاج إلى خبرة عليا بفن القول ، وترتبط بالمستويات العليا للغة ، ويقول فيه العلامة عبد القاهر الجرجاني : هو باب كثير الفوائد ، جمّ المحاسن ، واسع التصرف ، بعيد الغاية…" (2) ويدرسه المحدثون في نظرية النحو التحويلي تحت مصطلح " PERMUTATION"(1/1772)
والتقديم والتأخير عند العرب مرتبطان بفن القول ، أي بالكلام ذي الطبيعة الفنية كالشعر والنثر الفني في ألوانه المتعددة ، والضابط للتقديم والتأخير عندهم هو الإعراب الذي يحفظ لكل لفظ موقعه في بناء الجملة سواء ورد مقدماً أم مؤخراً،وفي جملة" ضرب عبد الله زيداً"يقول سيبويه: "فإن قدمت المفعول وأخرت الفاعل جرى اللفظ كما جرى في الأول ، وذلك قولك : ضرب زيداً عبد الله ، لأنك إنما أردت به مقدماً ما أردت به مؤخراً ، ولم ترد أن تشغل الفعل بأول منه،وإن كان مؤخراً في اللفظ ، فمن ثم كان حدّ اللفظ أن يكون مقدماً،وهو عربي جيد كثير ، كأنهم يقدمون الذي بيانه لهم أهم ، وهم ببيانه أعنى ، وإن كانا جميعاً يهمانهم ويعنيانهم "(3)
ونستطيع أن نضيف مطمئنين إلى هذه الأهمية التي صارت من بعد مبرراً لكل تقديم وتأخير ، نضيف إليها الاهتمام ببناء الجملة من حيث الإيقاع الذي يحدثه التقديم والتأخير أيضاً ، كما تفصّله دراستنا هذه .
ومن صوره في الفواصل تقديم المفعول على الفاعل مثل) ولقد جاء آلَ فرعون النذرُ( (القمر: 41) وذلك لأن فواصل السورة كلها رائية فيتحقق الإيقاع الجميل بذلك ، ومنه تقديم المفعول للاختصاص مثل) وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسَهم يظلمون ( (البقرة: 57) فقد حقق تقديم المفعول (أنفسَ ) غرضين ، الأول: إيقاعي وهو إجراء الفاصلة بالنون لتتوافق إيقاعياً مع غيرها، والثاني بلاغي وهو اختصاصهم بظلم أنفسهم ، ومنه تقديم الضمير على ما يفسره في) فأوجس في نفسه خيفةً موسى ( (طه :67) حيث قدّم الضمير العائد على موسى وأخّر الفاعل لرعاية الإيقاع في الفاصلة ، وصور التقديم والتأخير في الفواصل كثيرة .
وقد أحصيت مواضع التقديم والتأخير في الفواصل فكانت في حوالي(990 ) موضعاً أي بنسبة 15,84% من مجموع الفواصل .(1/1773)
3- الإحلال اللفظي : وهو إحلال لفظ محل آخر لدلالة بلاغية وحاجة السياق بعناصره المتنوعة ، ويدرسه المحدثون تحت مصطلح “REPLACEMENT” وصوره كثيرة في الفواصل نذكر منها إحلال صيغة فاعل محل مفعول مثل) خُلق من ماء دافق( (الطارق :6) أي مدفوق كما ذكر البلاغيون ، ولكن صيغة فاعل تُوافق الفواصل المنتهية بحرف مسبوق بألف المد ، ولا توافقها كلمة مدفوق لأن حرف المد فيها الواو وهو لا يتجانس مع الألف بل مع الياء ، وهنا نكتة بلاغية في استعمال لفظ فاعل وهي أن ذلك الماء لا يخرج إلا دفقاً أي سريعاً ، ولذا يناسبه لفظ فاعل لا مفعول ، وعكس ذلك إحلال مفعول محل فاعل في) إنه كان وعده مأتياً( (مريم :60) أي آتياً كما ذكروا ، ولكنه بذلك يحقق الإيقاع في الفواصل المنتهية بحرف مد مسبوق بياء مشددة ، وفيه نكتة أخرى وهي جعل الوعد نفسه عَلَماً منصوباً يتوافد إليه الناس ، وذلك أبلغ في الدلالة ، ومن صور الإحلال كذلك لدواع سياقية وإيقاعية إحلال المفرد محل المثنى ، والعكس ، والجمع محل المثنى والعكس ، والعاقل محل غير العاقل ، والمؤنث محل المذكر والعكس.. وكل ذلك في بلاغة عالية وأسلوب بديع يمتع العقل والروح معاً لمن يتدبر ويتذوق .
4-الاستغناء بلفظ عن آخر: وهناك ظاهرة مشابهة لها هي الاستغناء بلفظ عن آخر، لدواع سياقية، والقرآن يختار اللفظ بدقة متناهية ، ومن ذلك أن القرآن يستعمل كثيراً صيغة غفور في الفواصل ، ولكن يستغني عنها بغفّار لتتوافق الفواصل في) فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّاراً( (نوح: 10) والفواصل هنا هي" إسراراً وغفاراً ومدراراً "أما غفور وغفّار في حق الله تعالى فهما صيغتا مبالغة ولا تفاضل بينهما دلالياً ، ولكن حاجة السياق تحدد المختار منهما ، ومثله) ومكروا مكراً كُبّاراً ( (نوح :22) حيث أوثرت صيغة كبّار على كبير لإبداء المبالغة وتحقيق الإيقاع ،ومثله استعمال عسِر مكان عسير المعتادة في ) هذا يوم عسر((القمر:8)
***(1/1774)
الهوامش
1-المدخل إلى علم اللغة : 101، مكتبة الخانجي ، القاهرة 1400هـ –1980م.
2- دلائل الإعجاز : 185 ، مكتبة القاهرة ،1400هـ-1980م.
3-كتاب سيبويه :1/34 ، تحقيق : عبد السلام هارون ، مكتبة الخانجي 1408هـ-1988م .
****
القسم الثاني :
5- الحذف في الفواصل : ومن مظاهر البلاغة في الفواصل كذلك حذف بعض الألفاظ في الفواصل ، والحذف ظاهرة لغوية عامة ، والعربية لغة إيجاز يكثر فيها الحذف ، ولا غرو أن سماه ابن جني "شجاعة العربية" وقال:" قد حذفت العرب الجملة والمفرد والحرف والحركة، وليس شيء من ذلك إلا عن دليل عليه ، وإلا كان فيه ضرب من تكليف علم الغيب في معرفته "(1) ويُرجع في معرفة المحذوف إلى السياق بقرائنه المتنوعة، وفي بلاغة الحذف وجماله يقول عبد القاهر :" هو باب دقيق المسلك ، لطيف المأخذ ، عجيب الأمر ، شبيه بالسحر ، فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر ، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة …"(2)
وأشهر صوره حذف المفعول به والأفعال يعلمون ويفعلون ويعملون.. يحذف معها المفعول كثيراً في الفاصلة لدواع سياقية كالتهديد في)كلا سوف تعلمون( ويُحذف للمواساة والتخفيف في) ما ودعك ربك وما قلى( أي وما قلاك فحذف الكاف للفاصلة ولعدم ذكر الضمير العائد على النبي r مع لفظ القلى الدال على البغض ،وحقق مع ذلك إيقاعاً جميلاً بتوافق الفواصل ، ومنه إطلاق النوع كما في ) فأما من أعطى واتقى ( أي أعطى أي خير واتقى الله واتقى المحرمات والشبهات… إلخ ،ولو ذكر المفعول صريحاً لصرف الذهن إلى شيء واحد فقط.(1/1775)
6- ائتلاف الفاصلة مع مضمون آيتها : اتفق نقاد الشعر والنثر على وجوب أن تكون القافية وآخر السجعة مطابقة لمضمون البيت أو الجملة المسجعة ، فإذا جاءت مجتلبة للتوافق الصوتي دون حاجة السياق إليها عُد ذلك عيباً فيها ، ذلك أن الفاصلة والسجعة تأتيان آخر الجملة،وآخر الجملة لا بد أن يحمل مضموناً مطابقاً لمضمون ما قبله ، ليكون الكلام متناسقاً غير متنافر ولا شاذ ، وقد جاءت الفواصل القرآنية متآلفة تمام التآلف مع آياتها ، مؤدية دورها في إتمام المعنى وإيصاله على نحو بديع معجز ،حتى لو تكلف متكلف أن يستبدل الفاصلة بغيرها ما استطاع وما وجد غيرها يؤدي المعنى والإيقاع معاً ، فالفاصلة إذن إحدى صور الإعجاز في بيان القرآن الخالد، قال الزركشي: " اعلم أن من المواضع التي يتأكد فيها إيقاع المناسبة مقاطع الكلام وأواخره ، وإيقاع الشيء فيها بما يشاكله ، فلا بد أن تكون مناسبة للمعنى المذكور أولاً ، وإلا خرج بعض الكلام عن بعض ، وفواصل القرآن العظيم لا تخرج عن ذلك،لكن منه ما يظهر ، ومنه ما يسخرج بالتأمل للبيب "(3)
والقرآن يختار الفاصلة بدقة عجيبة تدل على إعجاز بياني ، فهي من جهة الدلالة تتوافق مع مضمون الآية ، ومن جهة الصوت تتوافق مع الإيقاع العام للآيات السابقة واللاحقة ، حتى إن السامع إذا كان ذا نظر ثاقب بفن الكلام وسمع الفاصلة أدرك موقعها من الكلام كما رووا أن أعرابياً سمع قارئاً يقرأ ) فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم ( ( البقرة:209) فقرأ ) أن الله غفور رحيم( ولم يكن يقرأ القرآن ، فقال: إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا ، الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه "(5)
ومن ذلك :(1/1776)
-)أولم يهدِ لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون . أو لم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منهم أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ( (السجدة :26-27) ختمت الآية الأولى بالاستفهام الإنكاري "أفلا يسمعون " لمناسبة ذلك لمضمون الآية ، ذلك أن أخبار القرون من قبلنا أخبار تتناقلها الألسن والأسماع على مدار التاريخ، وتسجيلها كتابة إنما هو لحفظها من الضياع ، وختمت الآية الثانية بقوله "أفلا يبصرون " موافقة لمضمون الآية كذلك، إذ إنهم يرون الماء ينزل من السماء فيساق إلى الأرض الجرداء فيخرج الله به الزرع منها ثم إنهم يذهبون ليأكلوا هم وأنعامهم …أفلا يبصرون إذن نعمة الله تعالى تتحقق أمام أعينهم يوماً بيوم ؟
7- الإعراب والفاصلة : علاقة النحو بالبلاغة قديمة قدم العلمين معاً، فالبلاغة كما أسموها هي النحو العالي ، إنها قمة الخبرة بالتراكيب ودلالاتها معاً ، والإعراب بلا شك صلب النحو العربي ونشاط من أنشطته البارزة، ولسنا ننظر إلى الإعراب هنا بوصفه أثراً جالباً للحركة الإعرابية في أواخر الكلمات فحسب ، بل بوصفه خبرة بالنظم والتراكيب واستعمالاتها ، وهو ما أسماه عبد القاهر بالنظم وبنى عليه نظريته في البلاغة العربية .(1/1777)
والمعنى دائماً تبع للحالة الإعرابية ، وقديماً قالوا : إن الإعراب فرع المعنى وربما أدى تغيير الحركة الإعرابية إلى فساد المعنى،كما في المسألة المشهورة عند النحاة في قوله تعالى ) وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن اللهَ برئ من المشركين ورسولُه ( (التوبة : 3) فمن قرأ بجر "رسول " متعمداً كفر لأنه يعطفه على المشركين، والصواب فيه الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، ولا شك أن الفاصلة القرآنية بإعرابها وأصواتها تأتي نتيجة التركيب اللغوي للجملة ، وأنه لجعلها على صورة ما توافق الإيقاع لا بدّ من مراعاة دورها في التركيب ، والقرآن الكريم يطوع العربية لاستعمالاته فيأتي بالمعجز البديع من البيان ، ومنه الفواصل .
وسوف نكتفي هنا بشواهد على علاقة الإعراب بالفاصلة وأثره في صياغتها ودلالتها ، ومن ذلك :
أ- التوطئة للفاصلة بما يمنع الفعل من النصب : قلنا إن كثيراً من الفواصل القرآنية جاءت بصورة الفعل المضارع المرفوع المسند إلى واو الجماعة بصيغتي" تفعلون ويفعلون " ولكي يتحقق الإيقاع بالمدّ والترنّم ينبغي أن يبقى الفعل مرفوعاً بثبوت النون، وحين يأتي الفعل في سياق كان حقه فيه النصب كما اعتاد العرب استعماله تأتي في التركيب توطئة تمنع الفعل من النصب ، ومن ذلك :
-)كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ((البقرة :187)
- )انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون (( الأنعام :128)
-) فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ((الأعراف :176)
ولو قيل في الأولى ليتقوا لانتصب الفعل وذهب الإيقاع ، ولذا وطّئ لرفعه بلعل التي تفيد الرجاء عادة وتمنع الفعل من النصب بجعله مع فاعله في محل رفع خبراً لها، وهذه الصورة تتكرر في الفواصل كثيراً، وقد راجعت مواضع استعمال "لعل" بهذه الصورة المذكورة فوجدتها كثيرة ، بل إن استعمال " لعل " بهذه الصورة هو الشائع في استعمالها في القرآن الكريم (6)(1/1778)
وقد تكرر لعل في الفاصلة لهذا السبب نفسه ، ومن ذلك :
-)لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون( ( يوسف :46)
-) لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون( (يوسف :62) قال الكرماني :" كرر لعل رعاية لفواصل الآي ، إذ لو جاء بمقتضى الكلام لقال :"لعلي أرجع فيعلموا ، بحذف النون على الجواب "(7)
وقد يُخالَف الاطراد الإعرابي في فاصلة ما لتحقيق الإيقاع وزيادة فائدة دلالية في سياقها، ومنه قوله تعالى في أهل الكتاب )لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ( (آل عمران :111) حيث جاء الفعل " ينصرون" مرفوعاً محققاً الإيقاع مع ما سبقه وماتلاه من الفواصل ، ولكنه معطوف على فعل مجزوم هو جواب الشرط "يولوا " وكان حقه الجزم مثله بقياس النحاة، ولكنه ورد مرفوعاً ، وفي علة ذلك يقول الزمخشري:"فإن قلت:هلاّ جُزم المعطوف في قوله"ثم لا ينصرون"؟ قلت : عدل به عن حكم الجزاء إلى حكم الإخبار ابتداء ، كأنه قيل :ثم أخبركم أنهم لا ينصرون ، فإن قلت: فأي فرق بين رفعه وجزمه في المعنى ؟ قلت : لو جزم لكان نفي النصر مقيداً بمقاتلتهم كتولية الأدبار ، وحين رفع كان نفي النصر وعداً مطلقاً " (8) فالفعل بهذه الصورة حقق إيقاعاً في فاصلته، وأعطى دلالة جليلة القدر ، وهذا من كمال بلاغة القرآن الكريم لمن يتذوق أسرار البيان الرفيع .
ب-التوطئة للفاصلة بما يعمل الرفع أو النصب : إذا كانت الفواصل مرفوعة مُهّد للفاصلة بما يعمل الرفع ، وإذا كانت منصوبة مهّد لها بما يعمل النصب ، هذا مع أن التركيب اللغوي قد يكون واحداً في الفاصلة كأن تكون "غفور رحيم " بالرفع أو "غفوراً رحيماً " بالنصب ، فالمعنى فيهما واحد ، ولكن الإيقاع مختلف ، فالرفع حالة سكون ، والنصب فيه التنوين ثم الوقف عليه فيصير حرف مدّ ، وحين تكون فواصل السورة ساكنة كالنون والميم يأتي الرفع مثل :
-) إن الله غفور رحيم ( (البقرة :192) .(1/1779)
-)والله غفور رحيم ( ( الأنفال :70)
وحين تكون فواصل السورة منصوبة يستعمل القرآن إمكانات النصب المتعددة في العربية لتحقيق النصب في الفاصلة ، ومنه :
-)إن الله كان غفوراً رحيماً ( (النساء :43)
-)وكان الله غفوراً رحيماً ( ( الأحزاب :59)
والفعل كان من الأفعال المساعدة في العربية ، وهو يفيد في هذا السياق الاستمرار، ولكنه أُدخل في التركيب لمراعاة الفاصلة حيث يعمل النصب في الخبر الواقع فاصلة حين تكون الفواصل منصوبة
وفواصل سورة النساء أكثرها منصوب ، وللنصب عوامل متعددة ، منها النصب على أنه خبر كان أو مفعول به أو مفعول لأجله أو مصدر أو تمييز …إلخ ، وتستأثر كان بالنصيب الأكبر في نصب الفاصلة في القرآن الكريم، وفي سورة النساء نصبت الفاصلة بكان في (56) موضعاً من مجموع فواصل السورة وهو (176) أي بنسبة 39% تقريباً من فواصل السورة ، وسنجد ذلك كثيراً أيضاً في فواصل سور الكهف ومريم والأحزاب والفرقان والفتح مما ورد منصوباً منوناً .
8- الفاصلة وتصوير اللوحة القرآنية : إن في القرآن لوحات جمالية ناطقة معبرة ، هذا بعض ما توصلت إليه بعد تدبّر لهذا الكتاب الخالد ، واللوحة القرآنية تحديداً مجموعة آيات متتابعات في موضوع واحد ، وهي لوحة تتسم بالحياة والخلود ، وتعرف طريقها إلى الفطرة، فالفطرة من خلق الله ، والقرآن كلام الله ، وهما إذن يتلاقيان عندما تسلم الفطرة من الآفات الكثيرة التي تفسدها ، وعندما تصفو النفس والعقل والقلب لتلقي القرآن ، هنالك يُرجى لبذور العلم النافع أن تنبت وتزهر ، وللثمرات أن تكون ناضجات طيبات .(1/1780)
إن اللوحة القرآنية لوحة بديعة حية متحركة نابضة ، ترضي العقل وتشبع الذوق السليم والوجدان المرهف ، وتمتزج فيها العناصر المكونة امتزاجاً بديعاً ، حيث يؤدي كل عنصر دوره في السياق في انسجام تام يجعل جمال اللوحة يتسرب إلى المتلقي، فتؤدي اللوحة - حسب استعداد المتلقي - الغرض المراد منها ، وهو أولاً وآخراً الهداية إلى طريق الحق ، ومن صور الهداية هذه التمتع بجمال القرآن وإعجازه…)أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ( (محمد :24)
والقرآن يعتمد التصوير أساساً من أسس التعبير فيه ، وبعد تدبر لآي القرآن وجدت أن الفاصلة عنصر أساسي من عناصر التصوير باللوحة القرآنية ، حيث إن اللوحة القرآنية بتعريفها الذي قدمت تتبع كل آياتها تقريباً فاصلة واحدة أو فواصل متقاربة الإيقاع،حتى إذا تمت اللوحة وبدأت لوحة جديدة أو موضوع جديد من موضوعات السورة تغيرت الفاصلة، وهي بذلك تدخل عنصراً أساسياً من عناصر تكوين اللوحة القرآنية.
وهذه اللوحات تعتمد الدلالة واللفظ بما يحمله من أصوات وإيقاع عناصر مكونة للوحة ، ويتضح هذا كثيراً في السور المكية القصار على وجه الخصوص ، وسنجد أن للوحة القسم- على سبيل المثال - في بدايات هذه السور إيقاعاً خاصاً وفواصل خاصة ، وفي الاستشهاد بذلك لن نكثر من نقل الآيات ، إذ يستدعي ذلك نقل سور كاملة ، ولكنا سنوجز ذلك إيجازاً ، ونشير إلى بعض كلمات الفواصل فحسب ، رغبة في الإيجاز ودفعاً إلى مراجعة ذلك في المصحف لزيادة الفائدة والثواب إن شاء الله.
ومن اللوحات التي ساعدت الفواصل على تصويرها:(1/1781)
1- تبدأ سورة نوح بإخبار الله عز وجل أنه أرسل نوحاً إلى قومه ، ثم يقصّ طرفاً من خطاب نوح إليهم في الآيات(1-4)وفواصل هذه الآيات" أليم ، مبين ، أطيعون ، تعلمون" وفيها كان الخطاب مباشراً من نوح إلى قومه ، ولكنهم كذبوه ولم يجد منهم إجابة لدعوته ، ولذا اتجه إلى ربه بالخطاب شاكياً مناجياً، وهنا تتغير الفاصلة ) قال ربِّ إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ( (5) ويستمر ذلك الخطاب إلى نهاية السورة ويتبع فاصلة واحدة هي الألف المنصوبة المنونة التي تتحول إلى حرف مد بالوقف على التنوين ، فيناسب حرف المد هذا جوّ الشكوى والمناجاة والحزن !! وتساعد الفاصلة في رسم اللوحة ونقل الصورة كاملة ، وهذا بلا شك لون من ألوان الإعجاز في هذا الكتاب الخالد .
2- وسورة المدثر تبدأ بنداء الله تعالى رسولَهr وإسداء بعض الأوامر والنواهي إليه في الآيات(1-7) ونجد الفواصل في هذه اللوحة تنتهي براء قبلها حرف متحرك مع تقارب في الوزن، ومنها " المدثر ، أنذر ، كبّر ، طهّر…"فإذا تغيّر الموضوع ، وبدأت لوحة جديدة بانتقال الحديث إلى تصوير بعض أحوال الآخرة تغير إيقاع الفاصلة فصارت راءً قبلها حرف مدّ)فإذا نُقر في الناقور.فذلك يومئذِ يوم عسير.على الكافرين غير يسير ( (8-10) فإذا انتهت اللوحة الأخروية وبدأت لوحة تهديد ووعيد للمكذبين تغيرت الفاصلة أيضاً في ) ذرني ومن خلقت وحيداً ( (12) وما تلاها من آيات، وهكذا تشارك الفاصلة في رسم هذه اللوحات البديعة .(1/1782)
3-وسورة القيامة تبدأ بلوحة القسم وما يتصل به، ويستغرق ذلك ست آيات بفاصلة واحدة هي الهاء المسبوقة بالميم أو النون المسبوقين بالمدّ في " القيامة ، اللوامة ، عظامه،بنانه،أمامه ،القيامة" وحين يتغير الموضوع وتأتي لوحة أخروية جواباً على سؤال من مكذب عن يوم القيامة تتغير الفاصلة فتكون راء قبلها حرف متحرك في ) فإذا برق البصر. وخسف القمر.وجمع الشمس والقمر( (7-9) ويتوالى الإيقاع بالفاصلة نفسها حتى الآية الثالثة عشرة حيث تنتهي اللوحة القرآنية وتبدأ لوحة جديدة بموضوع جديد فيتغير إيقاع الفاصلة كذلك في)بل الإنسان على نفسه بصيرة( (14) وما بعدها من الآيات حتى الآية التاسعة عشرة ، ثم تبدأ لوحة أخرى(20-25) بفاصلة واحدة هي الهاء وزنة واحدة هي وزن (فاعلة) في" العاجلة ،الآخرة ، ناضرة ، ناظرة ، باسرة ، فاقرة "حتى إذا بدأت لوحة جديدة تصور حالة الموت تغيرت الفاصلة كذلك في) كلا إذا بلغت التراقي ( (26) وتستمر فاصلة القاف حتى انتهاء اللوحة في الآية الثلاثين، ثم تبدأ فاصلة جديدة بموضوع جديد إلى آخر السورة هي فاصلة الألف المقصورة، وهكذا نجد السورة مجموعة موضوعات أو لوحات متتالية، وأكثر ما يحدد معالمها ويصور حدودها الفاصلةُ المتبعة فيها !
وهذا كله بلا شك من صور الإعجاز والجمال في هذا الكتاب الخالد ، وهناك مباحث أخرى لم نعرض لها هنا لضيق المقام ، والله الموفق .
***
الهوامش
1-الخصائص : 2/362 ، ط الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1406هـ-1986م .
2- دلائل الإعجاز : 106.
3- البرهان في علوم القرآن : 1/107 ، دار الفكر ، بيروت 1408هـ-1988م.
4- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي : 2/129 ،ط4 ، الحلبي ، القاهرة 1389هـ-1978م.
5- انظر : معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم ، 501وما بعده ، ط مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1408هـ- 1988م.(1/1783)
6- البرهان في توجيه متشابه القرآن ، منشور باسم " أسرار التكرارفي القرآن " ص :112، دار الاعتصام ، القاهرة 1398هـ- 1978م.
7- الكشاف : 1: 401 ، ط3 ، دار الريان للتراث 1407هـ-1987م.
[1] - نشر في مجلة منار الإسلام الإماراتية .
---
(1/1784)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لأول مرة على الشبكة..مراتب الإجماع موافقة للمطبوع ونسخة للشاملة
---
لأول مرة على الشبكة..مراتب الإجماع موافقة للمطبوع ونسخة للشاملة
---
أبو محمد الظاهرى
02-23-2007, 10:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل لأول مرة على الشبكة..كتاب مراتب الإجماع موافق للمطبوع على هيئة html
ونسخة للمكتبة الشاملة موافقة للمطبوع في ترتيب الصفحات ومفهرسة بدقة.
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=1882
---
(1/1785)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من من القبائل يقصرون الممدود دائما
---
من من القبائل يقصرون الممدود دائما
---
عابر سبيل
06-02-2005, 01:14 PM
قرأت كتابا خطيا غير منسوب لصاحبه وأحتاج إلى هذه النسبة ومن ملاحظاتي عليه أنه دائما يقصر الممدود في كلامه العادي وليس لضرورة الشعر.
أشك أن كاتبه يمني أو سعودي فهل يستطيع الإخوة مساعدتي في الإجابة عن السؤال المطروح وهو عن القبائل التي تقصر الممدود مطلقا فتقول
السما ، العلما ، الحكما
---
عبدالرحمن الشهري
06-02-2005, 02:34 PM
الأخ العزيز عابر سبيل وفقه الله
كثير من المخطوطات تكتب فيها الكلمات التي تنتهي بالهمزة مثل السماء ونحوها مما ذكرت بدون همزة ، وليس في هذا دليل على أن كاتبها ينطقها هكذا ، وإنما هو طلباً للاختصار ولعدم اللبس في مثل هذه الكلمات فيما يبدو لي والله أعلم.
وقد وجدت مثل هذا في مخطوطات كتبت في العراق وفي مصر وفي اليمن أيضاً ، ولذلك فإن المحققين ساروا على عدم الوقوف عند مثل هذه العبارات لبيان رسم الأصل ويكتبونها بالهمزة في المتن دون إشارة ، ويكتفون بالإشارة إلى ذلك في مقدمة التحقيق.
---
عابر سبيل
06-02-2005, 04:18 PM
الأخ عبد الرحمن الشهري وفقك الله
أعجز عن شكرك لاهتمامك لكن هل ما تفضلت به ا أمر مستقر لدى الدارسين والباحثين أم هو مجرد تصور تراه حضرتك ؟
---
إبراهيم الدوسري
06-12-2005, 05:33 PM
قرأ بعض القراء بترك الهمز حالة الوقف على الكلمة التي فيها همزة ، حيث نقل ذلك عن أئمة القراءات ، مع أنه لغة العرب ،كما أن الوقف مظنة استراحة القارئ ، إذ لا يقف إلا وقد وهنت قوة لفظه وصوته ونَفَسِهِ فيما قرأ قبل الوقف ، والهمز صعبٌ اللفظ به ، فخفف الهمز في الوقف للحاجة إلى التسهيل والتخفيف على القارئ .ينظر الكشف لمكي رحمه الله.(1/1786)
وفي ذلك يقول أبو شامة رحمه الله: عند قول الشاطبي (أجذم العلا): (والعلاء بفتح العين يلزمه المد وهو الرفعة والشرف وأتى به في قافية البيت على لفظ المقصور وليس هو من باب قصر الممدود الذي لا يجوز إلا في ضرورة الشعر بل يمكن حمله على وجه آخر سائغ في كل كلام نثرا كان أو نظما وذلك أنه لما وقف أسكن الهمزة ثم إنه قلبها ألفا فاجتمع ألفان فحذف أحدهما كما يأتي في باب وقف حمزة وهشام على نحو السماء والدعاء وهكذا نقول في كل ما ورد في هذه القصيدة من هذا الباب في قوافيها كقوله فتى العلا أحاط به الولا فتنجو من البلا وإن افتحوا الجلا بعد على الولا عن جلا أماما يأتي في حشو الأبيات كقوله وحق لوى باعد ومالي سما لوى ويا خمس أجرى فلا وجه لذلك إلا أنه من باب قصر الممدود )وقال في موضع آخر (قال وقال بعضهم لغة أكثر العرب الذين هم أهل الجزالة والفصاحة ترك الهمزة الساكنة في الدرج والمتحركة عند السكت ).
فالحاصل أنه لغة فصيحة لكن حالة الوقف.
وللفائدة فإنه ما من همزة في القرآن الكريم إلا ورد تخفيفها إما من قراءة متواترة وأو شاذة وقفا ووصلا أو وقفا دون الوصل، وذلك كله في لغات العرب.والله أعلم
---
(1/1787)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سبب نزول سورة التوبة
---
سبب نزول سورة التوبة
---
خالد فايز
08-17-2004, 10:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
سوف أتكلم عن سبب نزول سورة التوبة وإليكم الآيات :
قوله تعالى { وَإِن نَكَثوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَطَعَنوا في دينِكُم فَقاتِلوا أَئَّمَةَ الكُفرِ } قال ابن عباس : نزلت في أبي سفيان بن حرب والحرث بن هشام وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وسائر رؤساء قريش الذين نقضوا العهد وهم الذين هموا بإخراج الرسول .
قوله تعالى { ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللهِ } قال المفسرون لما أسر العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره وقطيعة الرحم وأغلظ علي له القول فقال العباس : ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي : ألكم محاسن قال : نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل رداً على العباس { ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا } الآية .
قوله تعالى { أَجَعَلتُم سِقايَةِ الحاجِّ } الآية .(1/1788)
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي رحمه الله قال : أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله المنادي قال : أخبرنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي قال : حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال : حدثنا معمر بن بشير قال : كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أسقي الحاج وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد أن أعمر المسجد الحرام وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة ولكني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفتم فيه ففعل فأنزل الله تعالى { أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةِ المَسجِدِ الحَرامِ } إلى قوله تعالى { وَاللهُ لا يَهدي القَومَ الظالِمينَ } .
رواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة .
وقال ابن عباس في رواية الوالبي : قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر : لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله تعالى { أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ } الآية .
وقال الحسن والشعبي والقرظي : نزلت الآية في علي والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا فقال طلحة : أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلي ثياب بيته وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها وقال علي ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى هذه الآية .
وقال ابن سيرين ومرة الهمذاني : قال علي للعباس : ألا تهاجر ألا تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ألست في أفضل من الهجرة ألست أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام فنزلت هذه الآية .(1/1789)
قوله تعالى { يا أُيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا آَباءَكُم وَإِخوانَكُم } الآية قال الكلبي : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة جعل الرجل يقول لأبيه وأخيه وامرأته : إنا قد أمرنا بالهجرة فمنهم من يسرع إلى ذلك ويعجبه ومنهم من يتعلق به زوجته وعياله وولده فيقولون : نشدناك الله أن تدعنا إلى غير شيء فنضيع فيرق فيجلس معهم ويدع الهجرة فنزلت يعاتبهم { يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا آَباءَكُم وَإِخوانَكُم } الآية .
ونزلت في الذين تخلفوا بمكة ولم يهاجروا قوله تعالى { قُل إِن كانَ آَباؤُكُم وَأَبناؤُكُم } إلى قوله { فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأَتِيَ اللهُ بِأَمرِهِ } يعني القتال وفتح مكة .
قوله تعالى { يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِن كَثيراً مِنَ الأَحبارِ وَالرُهبانِ لَيَأَكُلونَ أَموالَ الناسِ بِالباطِلِ } نزلت في العلماء والقراء من أهل الكتاب كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم وهي المأكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم .
قوله تعالى { وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّة وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ } الآية .(1/1790)
أخبرنا أبو إسحاق المقري قال : أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال : حدثنا محمد بن نصير قال : حدثنا عمرو بن زرارة قال : حدثنا هشيم قال : حدثنا حصين عن زيد بن وهب قال : مررت بالزبدة فإذا أنا بأبي ذر فقلت له : ما أنزلك هذا قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية { وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللهِ } فقال معاوية : نزلت في أهل الكتاب فقلت : نزلت فينا وفيهم وكان بيني وبينه كلام في ذلك وكتب إلى عثمان يشكو مني وكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمتها وكثر الناس علي حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان فقال إن شئت تنحيت وكنت قريباً فذلك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشياً لسمعت وأطعت رواه البخاري عن قيس عن جرير عن حصين .
ورواه أيضاً عن علي عن هشيم .
والمفسرون أيضاً مختلفون فعند بعضهم أنها في أهل الكتاب خاصة .
وقال السدي : هي في أهل القبلة .
وقال الضحاك : هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين .
قال وقال عطاء ابن عباس في قوله تعالى { وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ } قال : يريد من المؤمنين .
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم النجار قال : حدثنا سليمان بن أيوب الطبراني قال : حدثنا محمد بن داود بن صدقة قال : حدثنا عبد الله بن معافى قال : حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي جعدة عن ثوبان قال : لما نزلت { وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَهَبَ وَالفِضَّةَ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تباً للذهب والفضة قالوا : يا رسول الله فأي المال نكنز قال : قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة .
قوله تعالى { يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُم اِنفِروا } الآية .(1/1791)
نزلت في الحث على غزوة تبوك وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف وغزوة حنين أمر بالجهاد لغزو الروم وذلك في زمان عسرة من البأس وجدب من البلاد وشدة من الحر حين أخرقت النخل وطابت الثمار فعظم على الناس غزو الروم وأحبوا الظلال والمقام في المساكن والمال وشق عليهم الخروج إلى القتال فلما علم الله تثاقل الناس أنزل هذه الآية .
قوله تعالى { اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً } نزلت في الذين اعتذروا بالضيعة والشغل وانتشار الأمر فأبى الله أن يعذرهم دون أن ينفروا على ما كان منهم .
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال : أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال : حدثنا إبراهيم بن علي قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان عن أنس قال : قرأ أبو طلحة { اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً } فقال : ما أسمع الله عذر أحداً فخرج مجاهداً إلى الشام حتى مات .
وقال السدي : جاء المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عظيماً ثميناً فشكا إليه وسأله أن يأذن له فنزلت فيه { اِنفِروا خِفافاً وَثِقالاً } فلما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله تعالى وأنزل { لَّيسَ عَلى الضُعفاءِ وَلا عَلى المَرضى } الآية ثم أنزل في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين قوله تعالى { لَو كانَ عَرَضاً قَريباً } الآية .
وقوله تعالى { لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلا خَبالاً } وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج عسكره على ثنية الوداع وضرب عبد الله بن أبي عسكره على ذي حده أسفل من ثنية الوداع ولم يكن بأقل العسكرين فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عنه عبد الله بن أبي بمن تخلف من المنافقين وأهل الريب فأنزل الله تعالى يعزي نبيه { لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم إِلّا خَبالاً } الآية .
قوله تعالى { وَمِنهُم مَّن يَقُولُ اِئذَن لّي } الآية .(1/1792)
نزلت في جد بن قيس المنافق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز لغزوة تبوك قال له : يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء فقال : يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء وأني خشيت إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهن فلا تفتني بهن وائذن لي في القعود عنك وأعينك بمالي فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : قد أذنت لك فأنزل الله هذه الآية فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة وكان الجد منهم : من سيدكم يا بني سلمة قالوا : الجد بن قيس غير أنه بخيل جبان فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الأبيض الفتى الجعد بشر بن البراء بن معرور فقال وَقالَ رَسولُ اللهِ وَالحَقُّ لاحِقٌ بِمَّن قالَ مِنا مَن تَعُدّونَ سَيّدا فَقُلنا لَهُ جَدُّ ِبنُ قَيسٍ عَلى الَّذي نُبَخِّلُهُ فينا وَإِن كانَ أَنكَدا فَقالَ وَأَيُّ الداءِ أَدوى مِنَ الَّذي رَمَيتُم بِهِ جَدّاً وَعالى بِها يَدا وَسُوِّدَ بِشرُ ِبنُ البَراءِ بِجُودِهِ وُحُقَّ لِبِشرٍ ذِى النَدا أَن يُسَوَّدا إِذا ما أَتاهُ الوَفدُ أَنهَبَ مالَهُ وَقالَ خُذوهُ إِنَّهُ عائِدٌ غَدا وما بعد هذه الآية كلها للمنافقين إلى قوله تعالى { إِنَّما الصَدَقاتُ لِلفُقراءِ } الآية .
قوله تعالى { وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ } الآية .(1/1793)
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال : حدثنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال أعدل فينا يا رسول الله فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل فنزلت { وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ } الآية .
رواه البخاري عن عبيد بن محمد عن هشام عن معمر .
وقال الكلبي : نزلت في المؤلفة قلوبهم وهم المنافقون قال رجل يقال له أبو الخواصر للنبي عليه قوله تعالى { وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ وَيَقولونَ هُوَ أُذُنٌ } الآية .
نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون الرسول ويقولون ما لا ينبغي قال بعضهم : لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا فقال الجلاس بن سويد نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإنما محمد أذن سامعة فأنزل الله تعالى هذه الآية .
وقال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره نزلت في رجل من المنافقين يقال نبتل بن الحارث وكان رجلاً أذلم أحمر العينين أسفع الخدين مشوه الخلقة وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث وكان ينم حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين فقيل له : لا تفعل فقال : إنما محمد أذن من حدثه شيئاً صدقه نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا فأنزل الله تعالى هذه الآية .(1/1794)
وقال السدي : اجتمع ناس من المنافقين فيهم جلاس بن سويد بن الصامت ووديعة بن ثابت فأرادوا أن يقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس فحقروه فتكلموا وقالوا : لئن كان ما يقوله محمداً حقاً لنحن أشر من الحمير ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامراً كاذب وحلف عامر أنهم كذبة وقال : اللهم لا تفرق بيننا حتى تبين صدق الصادق من كذب الكاذب فنزلت فيهم { وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ } ونزل قوله { يَحلِفونَ بِاللهِ لَكُم لِيُرضوكُم } .
قوله تعالى { يَحذَرُ المُنافِقونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سُورةً تُنَبِّئُهُم } الآية .
قال السدي : قال بعض المنافقين : والله لوددت أني قدمت فجلدت مائة جلدة ولا ينزل فينا شيء يفضحنا فأنزل الله هذه الآية .
وقال مجاهد : كانوا يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى الله أن لا يفشي علينا سرنا .
قوله تعالى { وَلَئِن سأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ } قال قتادة : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا : يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات له ذلك فأطلع الله نبيه على ذلك فقال نبي الله : اجلسوا على الركب فأتاهم فقال : قلتم كذا وكذا فقالوا : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب فأنزل الله تعالى هذه الآية .(1/1795)
وقال زيد بن أسلم ومحمد بن وهب : قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال عوف بن مالك : كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق .
أخبرنا أبو نصير محمد بن عبد الله الجوزقي أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا إسماعيل بن داود المهرجاني حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : رأيت عبد الله بن أبي يسر قدام النبي صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكته وهو يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون .
قوله تعالى { يَحلِفونَ بِاللهِ ما قالُوا } الآية .
قال الضحاك : خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وطعنوا في الدين فنقل ما قالوا حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم فحلفوا ما قالوا شيئاً من ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية كذاباً لهم .(1/1796)
وقال قتادة ذكر لنا أن رجلين اقتتلا رجلاً من جهينة ورجلاً من غفار فظهر الغفاري على الجهيني فنادى عبد الله بن أبي يا بني الأوس انصروا أخاكم فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك فوالله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسمع بها رجل من المسلمين فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إليه فجعل قوله تعالى { وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا } قال الضحاك : هموا أن يدفعوا ليلة العقبة وكانوا قوماً قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معه يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة فتقدم بعضهم وتأخر بعضهم وذلك كان ليلاً قالوا : إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي وكان قائده في تلك الليلة عمار بن ياسر وسائقه حذيفة فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين فقال : إليكم يا أعداء الله فأمسكوا ومضى النبي عليه الصلاة والسلام حتى نزل منزله الذي أراد فأنزل الله تعالى قوله { وَهَمُّوا بِما لَم يَنالوا } .
قوله تعالى { وَمِنهُم مَّن عاهَدَ اللهَ } الآية .(1/1797)
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال : حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الحوني قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا محمد بن شعيب قال : حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي عن أبي عبد الملك علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم قال مرة أخرى : أما ترضى أن تكون مثل نبي الله فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهباً لسالت فقال : والذي بعثك بالحق لئن دعوت الله أن يرزقني مالاً لأوتين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم ارزق ثعلبة مالاً فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها فنزل وادياً من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ثم نميت وكثرت حتى ترك الصلاة إلى الجمعة وهي تنمو كما ينمو الدود حتى ترك الجمعة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما فعل ثعلبة فقالوا : اتخذ غنماً وضاقت عليه المدينة وأخبروه بخبره فقال : يا ويح ثعلبة ثلاثاً وأنزل الله عز وجل { خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةٌ تُطَهِرَهُم وَتُزكيهِم بِها } وأنزل فرائض الصدقة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين على الصدقة رجلاً من جهينة ورجلاً من بني سليم وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة وقال لهما : مرا بثعلبة وبفلان رجل من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال : ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية ما أدري ما هذا انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي فانطلقا وأخبرا السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهم بها فلما رأوها قالوا : ما(1/1798)
يجب هذا عليك وما نريد أن نأخذه منك قال : بلى خذوه فإن نفسي بذلك طيبة وإنما هي إبلي فأخذوها منه فلما فرغا من صدقتهما رجعا حتى مرا بثعلبة فقال أروني كتابكما أنظر فيه فقال : ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى أتيا النبي عليه الصلاة والسلام فلما رآهما قال : يا ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبركة وأخبروه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي فأنزل الله عز وجل { وَمِنهُم مَن عاهَدَ اللهَ لَئِن آَتانا مِن فَضلِهِ لَنَصَّدَقَنَّ } إلى قوله تعالى { وَبِما كانوا يَكذِبونَ } وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتى ثعلبة فقال : ويحك يا ثعلبة قد أنزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام فسأله أن يقبل منه صدقته فقال : إن الله قد منعني أن أقبل صدقتك فجعل يحثو التراب على رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبى أن يقبل منه شيئاً رجع إلى منزله وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقبل منه شيئاً ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال : لم يقبلها رسول الله وأنا أقبلها فقبض أبو بكر وأبى أن يقبلها فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتاه فقال : يا أمير المؤمنين اقبل صدقتي فقال : لم يقبلها رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا أبو بكر أنا أقبلها منك فلم يقبضها وقبض عمر رضي الله عنه ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبلها ولا أبو بكر ولا عمر وأنا أقبلها فلم يقبلها عثمان فهلك ثعلبة قوله تعالى { الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ في الصَدَقاتِ } الآية .(1/1799)
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر أخبرنا أبو علي الفقيه أخبرنا أبو علي محمد بن سليمان المالكي قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : لما نزلت آية الصدقة جاء رجل فتصدق بصاع فقالوا : إن الله لغني عن صاع هذا فنزلت { الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ في الصَدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم } رواه البخاري عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد عن أبي النعمان .
وقال قتادة وغيره : حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم وقال : يا رسول الله مالي ثمانية آلاف جئتك بنصفها فاجعلها في سبيل الله وأمسكت نصفها لعيالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت فبارك الله في مال عبد الرحمن حتى أنه خلف امرأتين يوم مات فبلغ ثمن ماله لهما مائة وستين ألف درهم وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بن العجلان بمائة وسق من تمر وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع من تمر وقال : يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير أحبلاً حتى نلت صاعين من تمر فأمسكت أحدهما لأهلي وأتيتك بالآخر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقات فلمزهم المنافقون وقالوا : ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء وإن كان الله ورسوله غنيين عن صاع أبي عقيل ولكنه أحب أن يزكي نفسه فأنزل الله تعالى هذه الآية .
قوله تعالى { وَلا تُصَلِّ عَلى أَحدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً } .(1/1800)
حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ إملاء أخبرنا يوسف بن عاصم الرازي حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلوات الله عليه وقال : أعطني قميصك حتى أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه ثم قال : آذني حتى أصلي عليه فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب وقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال : أنا بين خيرتين أستغفر لهم أو لا أستغفر ثم نزلت عليه هذه الآية { وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّات أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ } فترك الصلاة عليهم رواه البخاري عن مسدد ورواه مسلم عن أبي قدامة عبيد الله بن أبي سعيد كلاهما عن يحيى بن سعيد .
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا وكذا كذا أعدد أيامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى إذا كثرت عليه قال : أخر عني يا عمر إني خيرت فاخترت قد قيل لي { اِستَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِرَ اللهُ لَهُم } لو علمت أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت قال : صلى صلى الله عليه وسلم ومشى معه فقام على قبره حتى فرغ منه قال : فعجبت لي وجراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم .(1/1801)
قال : فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزل { وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِّنهُم مّاتَ أَبَداً وَلا تُقِم عَلى قَبرِهِ } الآية .
فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله تعالى .
قال المفسرون : وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعل بعبد الله بن أبي فقال : وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه .
قوله تعالى { وَلا عَلى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم } نزلت في البكائين وكانوا سبعة معقل بن يسار وصخر بن خنيس وعبد الله بن كعب الأنصاري وسالم بن عمير وثعلبة بن غنمة وعبد الله بن مغفل أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا نبي الله إن الله عز وجل قد ندبنا للخروج معك فاحملنا على الخفاف المرفوعة والنعال المخصوفة نغزو معك فقال : لا أجد ما أحملكم عليه فتولوا وهم يبكون .
وقال مجاهد : نزلت في بني مقرن معقل وسويد والنعمان .
قوله تعالى { الأَعرابُ أَشَدُّ كُفراً وَنِفاقاً } نزلت في أعاريب من أسد وغطفان وأعاريب من أعاريب حاضري المدينة .
قوله تعالى { وَمِمَّن حَولَكُم مِّنَ الأَعرابِ مُنافِقونَ } قال الكلبي : نزلت في جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار من أهل المدينة يعني عبد الله بن أبي وجد بن قيس ومعتب بن بشير والجلاس بن سويد وأبي عامر الراهب .(1/1802)
قوله تعالى { وَآَخَرونَ اِعتَرَفوا بِذُنوبِهِم } قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : نزلت في قوم كانوا قد تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ثم ندموا على ذلك وقالوا : نكون في الكن والظلال مع النساء ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الجهاد والله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بهم فرآهم فقال : من هؤلاء قالوا : هؤلاء تخلفوا عنك فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى أؤمر بإطلاقهم رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أرسل إليهم النبي صلوات الله عليه وأطلقهم وعذرهم فلما أطلقهم قالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها عنا وطهرنا واستغفر لنا فقال : ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً فأنزل الله عز وجل { خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم } الآية .
وقال ابن عباس : كانوا عشرة رهط .
قوله تعالى { وَآَخَرونَ مُرجونَ لأَمرِ اللهِ } الآية .
نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا في قوله تعالى { وَعَلى الثَلاثَةِ الَّذينَ خُلِّفوا } الآية .(1/1803)
قوله تعالى { وَالَّذينَ اِتَّخَذوا مَسجِداً ضِراراً وَكُفراً } قال المفسرون : إن بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه فحسدهم إخوتهم بنو عمرو بن عوف وقالوا : نبني مسجداً ونرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فيه كما يصلي في مسجد إخواننا وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصر ولبس المسوح وأنكر دين الحنيفية لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعاداه وسماه النبي عليه الصلاة والسلام أبا عامر الفاسق وخرج إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح وابنوا لي مسجداً فإني ذاهب إلى قيصر فآتي بجند الروم فأخرج محمداً وأصحابه فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء وكان الذي بنوه اثني عشر رجلاً حزام بن خالد ومن داره أخرج إلى المسجد وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشير وأبو حبيبة بن الأرعد وعباد بن حنيف وحارثة وجارية وابناه مجمع وزيد ونبتل بن حارث ولحاد بن عثمان ووديعة بن ثابت فلما فرغوا منه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فدعا بقميصه ليلبسه فيأتيهم فنزل عليه القرآن وأخبر الله عز وجل خبر مسجد الضرار وما هموا به فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن يشكر والوحشي قاتل حمزة وقال لهم : انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه فخرجوا وانطلق مالك وأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ثم دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وتفرق عنه أهله وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ذلك كناسة تلقى فيها الجيف والنتن والقمامة ومات أبو عامر بالشام وحيداً غريباً .(1/1804)
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا العباس بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي أخبرنا إسماعيل بن زكريا حدثنا داود بن الزبرقان عن صخر بن جويرية عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال : إن المنافقين عرضوا بمسجد يبنونه يضاهون به مسجد قباء وهو قريب منه لأبي عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إنا بنينا مسجداً فصل فيه حتى نتخذه مصلى فأخذ ثوبه ليقوم معهم فنزلت هذه الآية { لا تَقُم فيهِ أَبَداً } .
قوله تعالى { إِنَّ اللهَ اِشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم } الآية .
قال محمد بن كعب القرظي : لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون نفساً قال عبد الله بن رواحة : يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم قالوا : فإذا فعلنا ذلك فماذا لنا قال : الجنة قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت هذه الآية .(1/1805)
قوله تعالى { ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ } أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن حميرويه الهروي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخزاعي حدثنا أبو اليمان قال : أخبرني شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال : أي عم قل معي لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وابن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت { ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُم أَصحابُ الجَحيمِ } رواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري .
ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب عن يونس كلاهما عن الزهري .
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أخبرنا الحسن بن علي بن مؤمل أخبرنا عمرو بن عبد الله البصري أخبرنا موسى بن عبيدة قال : أخبرنا محمد بن كعب القرظي حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون قال : بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها قالت له قريش : يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكرها تكون لك شفاء فخرج الرسول حتى وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر جالساً معه فقال : يا محمد إن عمك يقول إني كبير ضعيف سقيم فأرسل إلي من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيئاً يكون لي فيه شفاء فقال أبو بكر إن الله حرمها على الكافرين فرجع إليهم الرسول فقال : بلغت محمداً الذي أرسلتموني به فلم يحر إلى شيئاً .(1/1806)
وقال أبو بكر : إن الله حرمها على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولاً من عنده فوجد الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله حرم على الكافرين طعامها وشرابها ثم قام في إثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءاً رجالاً فقال : خلوا بيني وبين عمي فقالوا : ما نحن بفاعلين ما أنت أحق به منا إن كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال : يا عم جزيت عني خيراً يا عم أعني على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة قال : وما هي يا ابن أخي قال : قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال : إنك لي ناصح والله لولا أن تعير بها فيقال : جزع عمك من الموت لأقررت بها عينك قال : فصاح القوم : يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة الأشياخ فقال : لا تحدث نساء قريش أن عمك جزع عند الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني فاستغفر له بعد ما مات فقال المسلمون ما يمنعنا أن نستغفر لآبائنا ولذوي قراباتنا قد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يستغفر لعمه فاستغفروا للمشركين حتى نزل { ما كانَ لِلنَّبيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ وَلَو كانوا أُولِى قُربى } .(1/1807)
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الحراني حدثنا محمد بن عبد الله بن نعيم حدثنا محمد بن يعقوب الأموي حدثنا الحر بن نصير حدثنا ابن وهب أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هانيء عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في المقابر وخرجنا معه فأخذنا مجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم ارتفع وجئنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم باك فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا فجاء فجلس إلينا فقال : أفزعكم بكائي فقلنا : نعم فقال : إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي فيها واستأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه ونزل { ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذينَ آَمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكينَ } حتى ختم الآية .
{ وَما كانَ اِستِغفارُ إِبراهيمَ لأَِبيهِ إِلّا عَن مَّوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ } - فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكاني .
قوله تعالى { وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفُروا كافَّةً } قال ابن عباس في رواية الكلبي : لما أنزل الله تعالى عيوب المنافقين لتخلفهم عن الجهاد قال المؤمنون : والله لا نتخلف عن غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سرية أبداً فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسرايا إلى العدو نفر المسلمون جميعاً وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده بالمدينة فأنزل الله تعالى هذه الآية .
منقول من كتاب (أسباب النزول) للإمام أبي الحسن علي الواحدي النيسابوري
---
(1/1808)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > تستطيع البحث في أفضل المصادر الإسلامية في الإنترنت
---
تستطيع البحث في أفضل المصادر الإسلامية في الإنترنت
---
سامي عبدالعزيز
05-01-2006, 04:32 AM
http://sultan.org/b/
---
(1/1809)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من روائع العلامة ابن حزم في الحكمة
---
من روائع العلامة ابن حزم في الحكمة
---
عبدالرحمن السديس
04-09-2004, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن العلامة أبا محمد علي بن حزم الأندلسي علم من أشهر أعلام هذه الأمة له مكانة عظمى ومنزلة رفيعة في العلم .. لا تخفى
وقد برع العلامة أبو محمد ابن حزم في علوم شتى : كالفقه ، والحديث ، والأصول ، والأدب والبلاغة والشعر ، والتأريخ والأخبار ، والنسب ، والمنطق ، والطب ....
وقد أوتي جدلا و حجة ، وبلاغة ، يأسر من اطلع على كلامه ، ويملك قبله ، وتقنعه ، أو تفحمه حججه ...
وهو مع ذلك أديب شاعر ... من مهرة الشعراء له قصائد سارت بها الركبان ...
وهو أيضا حكيم مجرب له نظر ثاقب ، وذهن يتوقد ، وقوة ملاحظة ..وسبر ، وتقسيم عجيب لأخلاق الناس ...وآدابهم .
وقد حصلت له خطوب ، وحروب مع مخالفيه من العلماء جرت عليه محن ، وفتن ، وابتلاءات ... كان لها أثر في نفسه ، وخلقه ، وطبعه ، وكشفت له من أمور الناس ، وما تنطوي عليه أخلاقهم وصفاتهم شيئا كثيرا...
فكان نتاج ذلك أن دون ، وكتب كل ما تحصل له من ذلك في كتاب .. محاولة منه في معالجة أخلاق الناس ، وحثهم على الجميل ، وردهم عن القبيح ....
وهذا الكتاب اسمه : الأخلاق والسير في مداواة النفوس.. أو مداواة النفوس ...
يقول في مقدمة كتابه :(1/1810)
... جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة، أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام وتعاقب الأحوال، بما منحني عز وجل من التهمم بتصاريف الزمان، والإشراف على أحواله، حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري، وآثرت تقييد ذلك بالمطالعة له، والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس، وعلى الازدياد من فضول المال، وزممت كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب، لينفع الله تعالى به من يشاء من عباده ممن يصل إليه بما أتعبت فيه نفسي، وأجهدتها فيه، وأطلت فيه فكري، فيأخذه عفواً، وأهديته إليه هنيئاً، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال، وعقد الأملاك، إذا تدبره ويسره الله تعالى لاستعماله، وأنا راج في ذلك من الله تعالى أعظم الأجر لنيتي في نفع عباده، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم، ومداواة علل نفوسهم، وبالله أستعين .
ولعلي أنتقي لإخواني في هذا المنتدى الطيب المبارك ما استحسنته في هذا الكتاب مع نصيحتي للكل بقراءته كاملا ، فهو بحر طافح بالدرر ، وممتلئ باليواقيت .. لا غنى لطالب العلم عنها ...
والآن وقت الشروع في المقصود :
قال رحمه الله ص 2 :
لذة العاقل بتمييزه، ولذة العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده، أعظم من لذة الآكل بأكله، والشارب بشربه، والواطيء بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره، وبرهان ذلك، أن الحكيم العاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا، كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها، وقد تركوها وأعرضوا عنها، وآثروا طلب الفضائل عليها، وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر.
ثم قال :
إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك، وانتهيت في آخر فكرتك باضمحلال جميع أحوال الدنيا، إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط، لأن كل أمل ظفرت به فعقباه حزن ،
إما بذهابه عنك ،
وإما بذهابك عنه ،
ولا بد من أحد هذين الشيئين،(1/1811)
إلا العمل لله عز وجل ؛ فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل،
أما العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس، وإنك به معظم من الصديق والعدو،
وأما في الآجل فالجنة.
و قال :
لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم. وباذل نفسه في عرض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.
لا مروءة لمن لا دين له.
العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة.
لإبليس في ذم الرياء حبالة، وذلك أنه رب ممتنع من فعل خير خوف أن يظن به الرياء.
العقل والراحة هو اطراح المبالاة بكلام الناس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل بل هذا باب العقل، والراحة كلها. من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون.(1/1812)
* من حقق النظر، وراض نفسه على السكون إلى الحقائق وإن آلمتها في أول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه، لأن مدحهم إياه، إن كان بحق وبلغه مدحهم له، أسرى ذلك فيه العجب، فأفسد بذلك فضائله، وإن كان بباطل فبلغه فسره، فقد صار مسروراً بالكذب، وهذا نقص شديد. وأما ذم الناس إياه، فإن كان بحق فبلغه، فربما كان ذلك سبباً إلى تجنبه ما يعاب عليه، وهذا حظ عظيم، لا يزهد فيه إلا ناقص، وإن كان بباطل وبلغه فصبر، اكتسب فضلاً زائداً بالحلم والصبر، وكان مع ذلك غانماً، لأنه يأخذ حسنات من ذمه بالباطل، فيحظى بها في دار الجزاء، أحوج ما يكون إلى النجاة بأعمال لم يتعب فيها، ولا تكلفها، وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا مجنون. وأما إن لم يبلغه مدح الناس إياه، فكلامهم وسكوتهم سواء، وليس كذلك ذمهم إياه، لأنه غانم للأجر على كل حال، بلغه ذمهم أو لم يبلغه. ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثناء الحسن ذلك عاجل بشرى المؤمن لوجب أن يرغب العاقل في الذم بالباطل، أكثر من رغبته في المدح بالحق، ولكن إذا جاء هذا القول، فإنما تكون البشرى بالحق لا بالباطل، فإنما تجب البشرى بما في الممدوح لا بنفس المدح.
* ليس بين الفضائل والرذائل، ولا بين الطاعات والمعاصي إلا نفار النفس وأنسها فقط. فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات، ونفرد من الرذائل والمعاصي، والشقي من أنست نفسه بالرذائل والمعاصي، ونفرت من الفضائل والطاعات، وليس هاهنا إلا صنع الله تعالى وحفظه.
طالب الآخرة ليفوز في الآخرة متشبه بالملائكة،
وطالب الشر متشبه بالشياطين،
وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع،
وطالب اللذات متشبه بالبهائم،
وطالب المال لعين المال لا لينفقه في الواجبات والنوافل المحمودة أسقط وأرذل من أن يكون له في شيء من الحيوان شبه !
ولكنه يشبه الغدران التي في الكهوف، في المواضع الوعرة، لا ينتفع بها شيء من الحيوان.(1/1813)
فالعاقل لا يغتبط بصفه يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد،
وإنما يغتبط بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله تعالى بها عن السباع والبهائم والجمادات، وهي: التمييز الذي يشارك فيه الملائكة.
فمن سر بشجاعته التي يضعها في غير موضعها لله عز وجل فليعلم أن النمر أجرأ منهن وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه،
ومن سر بقوة جسمه، فليعلم أن البغل والثور والفيل أقوى منه جسماً،
ومن سر بحمله الأثقال، فليعلم أن الحمار أحمل منه،
ومن سر بسرعة عدوه، فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه،
ومن سر بحسن صوته، فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن صوتاً منه، وأن أصوات المزامير ألذ وأطرب من صوته، فأي فخر وأي سرور في ما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه.
رأيت أكثر الناس إلا من عصم الله تعالى ـ وقليل ما هم ـ يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم في الدنيا، ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بما لا يحظون معه بنفع أصلاً ! :
من نيات خبيثة يضبون عليها من تمني الغلاء المهلك للناس وللصغار، ومن لا ذنب له،
وتمني أشد البلاء لمن يكرهونه، وقد علموا يقيناً أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئاً مما يتمنونه أو يوجب كونه.
وإنهم لو صفوا نياتهم وحسنوها، لتعجلوا الراحة لأنفسهم، وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم، ولا قتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد، من غير أن يؤخر ذلك شيئاً مما يريدونه، أو يمنع كونه. فأي غبن أعظم من هذه الحال التي نبهنا عليها، وأي سعد أعظم من التي دعونا إليها ؟
العلم
لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك، لكان ذلك سبباً إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة!
ولو لم يكن من نقص الجهل، إلا أن صاحبه يحسد العلماء ويغبط نظراءه من الجهال، لكان ذلك سبباً إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة!(1/1814)
لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به، إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس، لكان ذلك أعظم داع إليه، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره! ومن أقلها ما ذكرنا مما يحصل عليه طالب العلم،
وفي مثله أتعب ضعفاء الملوك أنفسهم، فتشاغلوا عما ذكرنا بالشطرنج، والنرد، والخمر، والأغاني، وركض الدواب في طلب الصيد، وسائر الفضول التي تعود بالمضرة في الدنيا والآخرة، وأما فائدة، فلا فائدة.
من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها وهو قادر عليه، كان كزارع الذرة في الأرض التي يجود فيها البر، وكغارس الشعراء حيث يزكو النخل والزيتون.
نشر العلم عند من ليس من أهله مفسد لهم، كإطعامك العسل والحلواء من به احتراق وحمى، أو كتشميمك المسك والعنبر لمن به صداع من احتدام الصفراء.
الباخل بالعلم، ألأم من الباخل بالمال، لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده، والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة، ولا يفارقه مع البذل.
من مال بطبعه إلى علم ما وإن كان أدنى من غيره فلا يشغلها بسواه، فيكون كغارس النارجيل بالأندلس، وكغارس الزيتون بالهند، وكل ذلك لا ينجب.
أجل العلوم ما قربك من خالقك تعالى، وما أعانك على الوصول إلى رضاه.
أنظر في المال والحال والصحة إلى من دونك، وانظر في الدين والعلم والفضائل إلى من فوقك.
العلوم الغامضة كالدواء القوي، يصلح الأجساد القوية، ويهلك الأجساد الضعيفة. وكذلك العلوم الغامضة. تزيد العقل القوي جودة وتصفية من كل آفة، وتهلك ذا العقل الضعيف.
لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون، ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون، ويقدرون أنهم يصلحون.(1/1815)
من أراد خير الآخرة، وحكمة الدنيا، وعدل السيرة، والاحتواء على محاسن الأخلاق كلها، واستحقاق الفضائل بأسرها، فليقتد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليستعمل أخلاقه وسيره ما أمكنه، أعاننا الله على الإتساء به، بمنّه آمين.
غاظني أهل الجهل مرتين من عمري:
أحدهما: بكلامهم فيما لا يحسنونه أيام جهلي،
والثاني: بسكوتهم عن الكلام بحضرتي، فهم أبداً ساكتون عما ينفعهم، ناطقون فيما يضرهم.
وسرني أهل العلم مرتين من عمري:
أحدهما: بتعليمي أيام جهلي،
والثاني بمذاكرتي أيام عملي.
من فضل العلم والزهد في الدنيا، أنهما لا يؤتيهما الله عز وجل إلا أهلهما ومستحقهما،
ومن نقص علو أحوال الدنيا من المال والصوت، أن أكثر ما يقعان في غير أهلهما وفيمن لا يستحقهما.
من طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها، ولم يرافق في تلك الطريق إلا أكرم صديق من أهل المواساة، والبر، والصدق، وكرم العشيرة، والصبر، والوفاء، والأمانة، والحلم، وصفاء الضمائر، وصحة المودة.
ومن طلب الجاه والمال واللذات، لم يساير إلا أمثال الكلاب الكلبة، والثعالب الخلبة، ولم يرافق في تلك الطريق إلا كل عدو المعتقد، خبيث الطبيعة.
منفعة العلم في استعمال الفضائل عظيمة، وهو أنه يعلم حسن الفضائل فيأتيها ولو في الندرة، ويعلم قبح الرذائل فيجتنبها ولو في الندرة، ويسمع الثناء الحسن فيرغب في مثله، والثناء الرديء فينفر منه، فعلى هذه المقدمات يجب أن يكون للعلم حصة في كل فضيلة، وللجهل حصة في كل رذيلة،
ولا يأتي الفضائل ممن لم يتعلم العلم إلا صافي الطبع جداً، فاضل التركيب، وهذه منزلة خص بها النبيون عليهم الصلاة والسلام لأن الله تعالى علمهم الخير كله، دون أن يتعلموه من الناس.
وقد رأيت من غمار العامة من يجري من الاعتدال ، وحميد الأخلاق إلى ما لا يتقدمه فيه حكيم عالم رائض لنفسه، ولكنه قليل جداً.(1/1816)
ورأيت ممن طالع العلوم ، وعرف عهود الأنبياء عليهم السلام ، ووصايا الحكماء ، وهو لا يتقدمه في خبث السيرة ،وفساد العلانية والسريرة شرار الخلق، وهذا كثير جداً، فعلمت أنهما مواهب ، وحرمان من الله تعالى.
احرص على أن توصف بسلامة الجانب، وتحفظ من أن توصف بالدهاء فيكثر المتحفظون منك، حتى ربما أضر ذلك بك، وربما قتلك.
وطّن نفسك على ما تكره، يقل همك إذا أتاك ، ويعظم سرورك ،ويتضاعف إذا أتاك ما تحب مما لم تكن قدّرته.
إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها.
الغادر يفي للمجدود (المحظوظ)، والوفي يغدر بالمحدود (عديم الحظ)، والسعيد كل السعيد في دنياه من لم يضطره الزمان إلى اختبار الإخوان.
طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها.
الصبر على الجفاء ينقسم ثلاثة أقسام:
فصبر عمن يقدر عليك ولا تقدر عليه،
وصبر عمن تقدر عليه ولا يقدر عليك،
وصبر عمن لا تقدر عليه ولا يقدر عليك.
فالأول ذل ومهانة وليس من الفضائل.
والرأي لمن خشي ما هو أشد مما يصبر عليه: المتاركة والمباعدة.
والثاني فضل وبر: وهو الحلم على الحقيقة، وهو الذي يوصف به الفضلاء.
والثالث ينقسم قسمين: إما أن يكون الجفاء ممن لم يقع منه إلا على سبيل الغلط ويعلم قبح ما أتى به ويندم عليه، فالصبر عليه فضل وفرض، وهو حلم على الحقيقة.
وأما من كان لا يدري مقدار نفسه ويظن أن لها حقاً يستطيل به، فلا يندم على ما سلف منه، فالصبر عليه ذل للصابر، وإفساد للمصبور عليه، لأنه يزيد استشراء، والمقارضة له سخف، والصواب إعلامه بأنه كان ممكناً أن ينتصر منه، وإنه إنما ترك ذلك استرذالاً له فقط، وصيانة عن مراجعته ولا يزاد على ذلك.
وأما جفاء السفلة فليس جزاؤه إلا النكال وحده.
من جالس الناس لم يعدم هماً يؤلم نفسه، وإنما يندم عليه في معاده، وغيظاً ينضج كبده، وذلاً ينكس همته، فما الظن بعد بمن خالطهم وداخلهم ؟(1/1817)
والعز والراحة والسرور والسلامة في الانفراد عنهم، ولكن أجعلهم كالنار تدفأ بها، ولا تخالطها.
لو لم يكن في مجالسة الناس إلا عيبان لكفيا، أحدهما الاسترسال عند الأنس ، وبالأسرار المهلكة القاتلة، التي لولا المجالسة لم يبح بها البائح، والثاني: مواقعة الغلبة المهلكة في الآخرة، فلا سبيل إلى السلامة من هاتين البليتين إلا بالإنفراد عن المجالسة جملة.
لا تحقر شيئاً من عمل غد أن تحققه بأن تعجله اليوم وإن قل، فإن من قليل الأعمال يجتمع كثيرها، وربما أعجز أمرها عند ذلك فيبطل الكل.
لا تحقر شيئاً مما ترجو به تثقيل ميزانك يوم البعث إن تعجله الآن وإن قل، فإنه يحط عنك كثيراً، لو اجتمع لقذف بك في النار.
الوجع والفقر والنكبة والخوف، لا يحسن أذاها إلا من كان فيها، ولا يعلمه من كان خارجاً عنها.
وفساد الرأي ، والعار ، والإثم لا يعلم قبحها إلا من كان خارجاً عنها، وليس يراه من كان داخلاً فيها.
الأمن والصحة والغنى، لا يعرف حقها إلا من كان خارجاً عنها، وليس يعرف حقها من كان فيها.
وجودة الرأي والفضائل وعمل الآخرة، لا يعرف فضلها إلا من كان من أهلها، ولا يعرفه من لم يكن من أهلها.
أول من يزهد في الغادر، من غدر له الغادر، وأول من يمقت شاهد الزور من شهد له به، وأول من تهون الزانية في عينه، الذي يزني بها.
كثرة المال ترغب، وقلته تقنع.
كثرة وقوع العين على الشخص يسهل أمره ويهونه.
لا يغتر العاقل بصداقة حادثة له أيام دولته ؛ فكل أحد صديقه يومئذ.
لا تجب عن كلام نقل إليك عن قائل حتى توقن أنه قاله ، فإن من نقل إليك كذباً رجع من عندك بحق.
ثق بالمتدين وإن كان على غير دينك، ولا تثق بالمستخف وإن أظهر أنه على دينك.
من استخف بحرمات الله تعالى فلا تأمنه على شيء مما تشفق عليه.
من قبيح الظلم الإنكار على من أكثر الإساءة إذا أحسن في الندرة.(1/1818)
لم أر لإبليس أصيد ، ولا أقبح ولا أحمق من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته: إحداهما: اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله، والثانية، استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس، أو أن يسيء في وجه ما، لأنه قد أساء في غيره، فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً مسهلتين للشر ومدخلتين له .
استعمل سوء الظن حيث تقدر على توفيته حقه في التحفظ والتأهب، واستعمل حسن الظن حيث لا طاقة بك على التحفظ، فتربح راحة النفس.
حد الجود وغايته أن يبذل الفضل كله في وجوه البر، وأفضل ذلك في الجار المحتاج، وذي الرحم الفقير، وذي النعمة الذاهبة، والأحضر فاقة.
ومنع الفضل من هذه الوجوه داخل في البخل، وعلى قدر التقصير والتوسع في ذلك يكون المدح والذم، وما وضع في غير هذه الوجوه فهو تبذير، وهو مذموم.
وما بذلت من قوتك لمن هو أمس حاجة منك فهو فضل وإيثار، وهو خير من الجود، وما منع من هذا فهو لا حمد ولا ذم، وهو انتصاف.
بذل الواجبات فرض، وبذل ما فضل عن القوت جود، والإيثار على النفس من القوت بما لا تهلك على عدمه فضل، ومنع الواجبات حرام ، ومنع ما فضل عن القوت بخل وشح، والمنع من الإيثار ببعض القوت عذر، ومنع النفس أو الأهل القوت أو بعضه نتن ورذالة ومعصية.
والسخاء بما ظلمت فيه ، أو أخذته بغير حقه ظلم مكرر، والذم جزاء ذلك لا الحمد، لأنك إنما تبذل مال غيرك على الحقيقة لا مالك.
حد الشجاعة بذل النفس للموت عن الدين، والحريم، وعن الجار المضطهد، وعن المستجير المظلوم، وعن الهضيمة ظلماً في المال والعرض، وفي سائر سبل الحق، سواء قل من يعارض أو أكثر.
والتقصير عما ذكرنا جبن وخور، وبذلها في عرض الدنيا تهور وحمق.
حد العفة أن تغض بصرك ، وجميع جوارحك عن الأجسام التي لا تحل لك، فما عدا هذا فهو عهر.
حد العدل أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه. وحد الجور أن تأخذه ولا تعطيه.(1/1819)
وحد الكرم أن تعطي من نفسك الحق طائعاً، وتتجافى عن حقك لغيرك قادراً، وهو فضل أيضاً، وكل جود كرم ، وفضل وليس كل كرم ، وفضل جوداً. فالفضل أعم، والجود أخص، إذ الحلم فضل وليس جوداً، والفضل فرض زدت عليه نافلة.
كانت في عيوب، فلم أزال بالرياضة، وإطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم والأفاضل من الحكماء المتأخرين ، والمتقدمين في الأخلاق ، وفي آداب النفس، أعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه، وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق، هو الإقرار بها ليتعظ بذلك متعظ يوماً، إن شاء الله.
فمنها: كلف في الرضاء، وإفراط في الغضب، فلم أزل أداوي ذلك حتى وقفت عند ترك إظهار الغضب جملة، بالكلام والفعل والتخبط، وامتنعت مما لا يحل من الانتصار، وتحملت من ذلك ثقلاً شديداً، وصبرت على مضض مؤلم، كان ربما أمرضني وأعجزني ذلك في الرضا، وكأني سامحت نفسي في ذلك لأنها تمثلت أن ترك ذلك لؤم.
ومنها دعابة غالية، فالذي قدرت عليه فيها إمساكي عما يغضب الممازح، وسامحت نفسي فيها، إذ رأيت تركها من الانغلاق ومضاهياً للكبر.
ومنها عجب شديد، فناظر عقلي نفسي بما يعرفه من عيوبها، حتى ذهب كله، ولم يبق له والحمد لله أثر، بل كلفت نفسي احتقار قدرها جملة، واستعمال التواضع.
ومنها محبة في بعد الصيت والغلبة، فالذي وقفت عليه من معاناة هذا الداء الإمساك فيه عما لا يحل في الديانة، والله المستعان على الباقي.
ومنها إفراط في الأنفة بغضت إلي إنكاح الحرم جملة بكل وجه، وصعبت ذلك في طبيعتي، وكأني توقفت عن مغالبة هذا الإفراط الذي أعرف قبحه لعوارض اعترضت علي، والله المستعان.
ومنها حقد مفرط، قدرت بعون الله تعالى على طيه وستره، وغلبته على إظهار جميع نتائجه، وأما قطعه ألبتة فلم أقدر عليه، وأعجزني معه أن أصادق من عاداني عداوة صحيحة أبداً.(1/1820)
وأما سوء الظن فيعده قوم عيباً على الإطلاق وليس كذلك، إلا إذا أدى صاحبه إلى ما لا يحل في الديانة، أو إلى ما يقبح في المعاملة، وإلا فهو حزم، والحزم فضيلة.
... النائل مني لا يخلو من أحد وجهين لا ثالث لهما، إما أن يكون كاذباً، وإما أن يكون صادقاً. فإن كان كاذباً فلقد عجل الله لي الانتصار منه على لسان نفسه، بأن حصل في جملة أهل الكذب،
وبأن نبه على فضلي بأن نسب إلي ما أنا منه بريء العرض، وما يعلم أكثر السامعين له كذبه، إما في وقته ذلك، وإما بعد بحثهم عما قال.
وإن كان صادقاً فإنه لا يخلو من أحد ثلاثة أوجه:
إما أن أكون شاركته في أمر استرحت إليه استراحة المرء إلى من يقدر فيه ثقة ، وأمانة، فهذا أسوأ الناس حالة، وكفى به سقوطاً وضعة.
وإما أن يكون عابني بما يظن أنه عيب وليس عيباً، فقد كفاني جهله شأنه، وهو المعيب لا من عاب،
وأما أن يكون عابني بعيب هو فيّ على الحقيقة وعلم مني نقصاً أطلق به لسانه، فإن كان صادقاً: فنفسي أحق بأن ألوم منه، وأنا حينئذ أجدر بالغضب على نفسي مني على من عابني بالحق.
وأما أمر إخواني (من نال منهم بحضرته) فإني لست أمسك عن الامتعاض لهم، لكني أمتعض امتعاضا رقيقاً لا أزيد فيه أن أندم القائل منهم بحضرتي، وأجعله يتذمم ويعتذر ويخجل ويتنصل، وذلك بأن أسلك به طريق ذم من نال من الناس، وأن نظر المرء في أمر نفسه والتهمم بإصلاحها أولى به من تتبع عثرات الناس، وبأن أذكر فضل صديقي فأبكته على اقتصاره على ذكر العيب دون ذكر الفضيلة، وأن أقول: إنه لا يرضى بذلك فيك، فهو أولى بالكرم منك، فلا ترض لنفسك بهذا، أو نحو هذا من القول.(1/1821)
وأما أن أهارش القائل فأحميه وأهيج طباعه وأستثير غضبه، فينبعث منه في صديقي أضعاف ما أكره، فأنا الجاني حينئذ على صديقي، والمعرض له بقبيح السب ، وتكراره فيه، وإسماعه من لم يسمعه، والإغراء به، وربما كنت أيضاً في ذلك جانياً على نفسي ما لا ينبغي لصديقي أن يرضاه لي، من إسماعي الجفاء والمكروه، وأنا لا أريد من صديقي أن يذب عني بأكثر من الوجه الذي حددت، فإن تعدى ذلك إلى أن يساب النائل مني حتى يولد بذلك أن يتضاعف النيل، وأن يتعدى أيضاً إليه بقبيح المواجهة وربما إلى أبويّ وأبويه على قدر سفه النائل ، ومنزلته من البذاءة وربما كانت منازعة بالأيدي، فأنا مستنقص لفعله في ذلك زارٍ عليه، متظلم منه، غير شاكر له.
لكني ألومه على ذلك أشد اللوم وبالله تعالى التوفيق.
وجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء ، أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره .
وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه، فلييأس من أن يصلح نفسه أو يُقَوِّم طباعه أبداً ، وليعلم أنه لا يفلح في دين ، ولا في خلق محمود.
وأما الزهو ، والحسد ، والكذب ، والخيانة، فلم أعرفها بطبعي قط ، وكأنني لا حمد لي في تركها، لمنافرة جبلتي إياها، والحمد لله رب العالمين.
من عَيْبِ حبِ الذكر، أنه يحبط الأعمال إذا أحب عاملها أن يذكر بها، فكاد يكون شركاً، لأنه يعمل لغير الله تعالى، وهو يطمس الفضائل، لأن صاحبه لا يكاد يفعل الخير حباً للخير، لكن ليذكر به.
أبلغ في ذمك من مدحك بما ليس فيك، لأنه نبه على نقصك،
وأبلغ في مدحك من ذمك بما ليس فيك، لأنه نبه على فضلك،
ولقد انتصر لك من نفسه بذلك، وباستهدافه إلى الإنكار واللائمة.
لو علم الناقص نقصه لكان كاملاً.
لا يخلو مخلوق من عيب، فالسعيد من قلت عيوبه ودقت.
الإخوان والنصيحة والصداقة
إستبقاك من عاتبك، وزهد فيك من استهان بسيئاتك.
العتاب للصديق كالسبك للسبيكة، فأما تصفو وإما تطير.(1/1822)
من طوى من إخوانك سره الذي يعنيك دونك، أخون لك ممن أفشى سرك، لأن من أفشى سرك فإنما خانك فقط، ومن طوى سره دونك منهم، فقد خانك واستخونك.
لا ترغب فيمن يزهد فيك، فتحصل على الخيبة والخزي.
لا تزهد فيمن يرغب فيك، فإنه باب من أبواب الظلم، وترك مقارضة الإحسان، وهذا قبيح.
أكتم سر كل من وثق بك، ولا تفشي إلى أحد من إخوانك ولا من غيرهم، من سرك ما يمكنك طيه بوجه ما من الوجوه، وإن كان أخص الناس بك.
وابذل فضل مالك وجاهك لمن سألك أو لم يسألك، ولكل من احتاج إليك وأمكنك نفعه، وإن لم يعتمدك بالرغبة، ولا تشعر نفسك انتظار مقارضة على ذلك من غير ربك عز وجل، ولا تبن إلا على أن من أحسنت إليه أول مضر بك ، وساع عليك ، فإن ذوي التراكيب الخبيثة ، يبغضون لشدة الحسد كل من أحسن إليهم إذا رأوه في أعلى من أحوالهم.
لا تنصح على شرط القبول،
ولا تشفع على شرط الإجابة،
ولا تهب على شرط الإثابة،
لكن على سبيل استعمال الفضل، وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة، وبذل المعروف.
حد الصداقة الذي يدور على طرفي محدوده هو: أن يكون المرء يسوءه ما يسوء الآخر، ويسره ما يسره، فما سفل عن هذا فليس صديقاً، ومن حمل هذه الصفة فهو صديق، وقد يكون المرء صديقاً لمن ليس صديقه.
وليس كل صديق ناصحاً، لكن كل ناصح صديق فيما نصح فيه.
وحد النصيحة هو أن يسوء المرء ما ضر الآخر، ساء ذلك الآخر أو لم يسؤه، وإن يسره ما نفعه، سر الآخر أو ساءه، فهذا شرط في النصيحة زائد على شروط الصداقة.
وأقصى غايات الصداقة التي لا مزيد عليها من شاركك بنفسه ، وبماله لغير علة توجب ذلك ، وآثرك على من سواك.
ليس شيء من الفضائل أشبه بالرذائل من الاستكثار من الإخوان والأصدقاء، فإن ذلك فضيلة تامة متركبة ، لأنهم لا يكتسبون إلا بالحلم ، والجود ، والصبر ، والوفاء .. والعفة ... وتعليم العلم، وبكل حالة محمودة.(1/1823)
ولسنا نعني الشاكرية والأتباع أيام الحرمة، فأولئك لصوص الإخوان وخبث الأصدقاء، والذين يظن أنهم أولياء وليسوا كذلك. ودليل ذلك انحرافهم عند انحراف الدنيا. ولا نعني أيضاً المصادقين لبعض الأطماع، .... ، والمتآلفين على النيل من أعراض الناس، والأخذ في الفضول ، وما لا فائدة فيه، فليس هؤلاء أصدقاء. ودليل ذلك أن بعضهم ينال من بعض ، وينحرف عنه عند فقد تلك الرذائل التي جمعتهم، وإنما نعني إخوان الصفاء لغير معنى إلا لله عز وجل، إما للتناصر على بعض الفضائل الجدية، وإما لنفس المحبة المجردة فقط.
ولكن إذا أحصيت عيوب الاستكثار منهم، وصعوبة الحال في إرضائهم، والغرر في مشاركتهم، وما يلزمك من الحق لهم عند نكبة تعرض لهم، فإن غدرت بهم أو أسلمتهم، لؤمت وذممت، وإن وفيت، أضررت بنفسك، وربما هلكت، وهذا لا يرضى الفاضل بسواه، إذا تنشب في الصداقة، وإذا تفكرت في الهم بما يعرض لهم وفيهم من موت أو فراق أو غدر من يغدر منهم، كاد السرور بهم لا يفي بالحزن الممض من أجلهم.
وليس في الرذائل أشبه بالفضائل من محبة المدح، ودليل ذلك أنه في الوجه سخف ممن يرضى به، وقد جاء في الأثر في المداحين ما جاء، إلا أنه قد ينتفع به في الإقصار عن الشر والتزيد من الخير، وفي أن يرغب في ذلك الخلق الممدوح من سمعه.(1/1824)
بعض أنواع النصيحة يشكل تمييزه من النميمة، لأن من سمع إنساناً يذم آخر ظالماً له، أو يكيده ظالماً له، فكتم ذلك عن المقول فيه والمكيد، كان الكاتم لذلك ظالماً مذموماً ، ثم إن أعلمه بذلك على وجهه كان ربما قد ولد على الذام والكائد ما لم يبلغه استحقاقه بعد من الأذى، فيكون ظالماً له، وليس من الحق أن يقتص من الظالم بأكثر من قدر ظلمه، فالتخلص من هذا الباب صعب إلا على ذوي العقول. والرأي للعاقل في مثل هذا، إن يحفظ المقول فيه من القائل فقط، دون أن يبلغه ما قال، لئلا يقع في الاسترسال زائد فيهلك. وأما في الكيد فالواجب أن يحفظه من الوجه الذي يكاد منه بألطف ما يقدر في الكتمان على الكائد، وأبلغ ما يقدر في تحفيظ المكيد، ولا يزد على هذا شيئاً.
وأما النميمة فهي التبليغ لما سمع مما لا ضرر فيه على المبلغ إليه ، وبالله التوفيق.
النصيحة مرتان: فالأولى: فرض وديانة، والثانية: تنبيه وتذكير، وأما الثالثة: فتوبيخ وتقريع، وليس وراء ذلك إلا التركل واللطام، اللهم إلا في معاني الديانة، فواجب على المرء تزداد النصح فيها رضي المنصوح أو سخط، تأذى الناصح بذلك أو لم يتأذ.
وإذا نصحت فانصح سراً لا جهراً، وبتعريض لا تصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك، فلا بد من التصريح. ولا تنصح على شرط القبول منك، فإذا تعديت هذه الوجوه فأنت ظالم لا ناصح، وطالب طاعة ،وملك لا مؤدي حق أمانة وأخوة.
وليس هذا حكم العقل، ولا حكم الصداقة، لكن حكم الأمير مع رعيته، والسيد مع عبيده.
لا تكلف صديقك إلا مثل ما تبذل له من نفسك، فإن طلبت أكثر، فأنت ظالم.
ولا تكسب إلا على شرط الفقد. ولا تتول إلا على شرط العزل، وإلا فأنت مضر بنفسك خبيث السيرة.(1/1825)
من أردت قضاء حاجته بعد أن سألك إياها، أو أردت ابتداءه بقضائها، فلا تعمل له إلا ما يريد هو لا ما تريد أنت، و إلا فأمسك، فإن تعديت هذا كنت مسيئاً لا محسناً، ومستحقاً للوم منه ومن غيره لا للشكر، ومقتضياً للعداوة لا للصداقة.
لا تنقل إلى صديقك ما يؤلم نفسه، ولا ينتفع بمعرفته، فهذا فعل الأرذال.
ولا تكتمه ما يستضر بجهله، فهذا فعل أهل الشر، ولا يسرك أن تمدح بما ليس فيك، بل ليعظم غمك بذلك، لأنه نقصك ينبه الناس عليه، ويسمعهم إياه، وسخرية منك وهزؤ بك، ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل.
ولا تأس إن ذممت بما ليس فيك، بل افرح به، فإنه فضلك ينبه الناس عليه، ولكن افرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح، وسواء مدحت به أو لم تمدح، واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم، وسواء ذممت به أو لم تذم.
من سمع قائلاً يقول في امرأة صديقه قول سوء، فلا يخبره بذلك أصلاً، لا سيما إذا كان القائل عيابة، وقاعاً في الناس، سليط اللسان، أو دافع معرة عن نفسه، يريد أن يكثر أمثاله في الناس، وهذا كثير موجود. وبالجملة فلا يحدث الإنسان إلا بالحق، وقول هذا القائل لا يدري أحق هو أم باطل، إلا أنه في الديانة عظيم.
فإن سمع القول مستفيضاً من جماعة، وعلم أن أصل ذلك القول شائع وليس راجعاً إلى قول إنسان واحد، أو اطلع على حقيقته إلا أنه لا يقدر أن يوقف صديقه على ما وقف هو عليه، فليخبره بذلك بينه وبينه في رفق، وليقل له: النساء كثير، أو حصن منزلك، وثقف أهلك، أو اجتنب أمراً كذا، وتحفظ من وجه كذا. فإن قبل المنصوح وتحرز فحظ نفسه أصاب، وإن رآه لا يتحفظ ولا يبالي أمسك ولم يعاوده بكلمة، وتمادى على صداقته إياه، فليس في أن لا يصدقه في قوله ما يوجب قطيعته، فإن اطلع على حقيقة وقدر أن يوقف صديقه على مثل ما وقف عليه هو من الحقيقة، ففرض عليه أن يخبره بذلك، وأن يوقفه على الجلية. فإن غير فذلك، وإن رآه لا يغير اجتنب صحبته؛ فإنه رذل لا خير فيه ولا نقية.(1/1826)
ودخول رجل متستر في منزل المرء، دليل سوء لا يحتاج إلى غيره. ودخول المرأة في منزل رجل على سبيل التستر مثل ذلك أيضاً. وطلب دليل أكثر من هذين سخف.
وواجب أن يجتنب مثل هذه المرأة وفراقها على كل حال، وممسكها لا يبعد عن الدياثة .
الناس في أخلاقهم على سبع مراتب، فطائفة تمدح في الوجه وتذم في المغيب، وهذه صفة أهل النفاق من العيابين، وهذا خلق فاش في الناس غالب عليهم، وطائفة تذم في المشهد والمغيب، وهذه صفة أهل السلاطة والوقاحة من العيابين، وطائفة تمدح في الوجه والمغيب، وهذه صفة أهل الملق والطمع، وطائفة تذم في المشهد وتمدح في المغيب، وهذه صفة أهل السخف والنواكة. وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذم في المشاهدة، ويثنون بالخير في المغيب، أو يمسكون عن الذم. وأما العيابون البرآء من النفاق والقحة، فيمسكون في المشهد، ويذمون في المغيب، وأما أهل السلامة فيمسكون عن المدح وعن الذم في المشهد والمغيب ومن كل من أهل هذه الصفات قد شاهدنا وبلونا.
إذا نصحت ففي الخلاء وبكلام لين، ولا تسند سب من تحدثه إلى غيرك فتكون نماماً، فإن خشنت كلامك في النصيحة فذلك إغراء وتنفير، وقد قال الله تعالى "فقولا له قولاً ليناً" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تنفروا" ، وإن نصحت بشرط القبول منك فأنت ظالم، ولعلك مخطئ في وجه نصحك، فتكون مطالباً بقبول خطئك وبترك الصواب.
لكل شيء فائدة، ولقد انتفعت بمحك أهل الجهل منفعة عظيمة، وهي أنه توقد طبعي، واحتدم خاطري، وحمي فكري، وتهيج نشاطي، فكان ذلك سبباً إلى تواليف لي عظيمة المنفعة، ولولا استثارتهم ساكني، واقتداحهم كامني، ما انبعثت لتلك التواليف.(1/1827)
لا تصاهر إلى صديق ولا تبايعه، فما رأينا هذين العملين إلا سبباً للقطيعة، وإن ظن أهل الجهل أن فيهما تأكيداً للصلة فليس كذلك، لأن هذين العقدين داعيان كل واحد إلى طلب حظ نفسه. والمؤثرون على أنفسهم قليل جداً، فإذا اجتمع طلب كل امريء حظ نفسه، وقعت المنازعة، ومع وقوعها فساد المروءة،
الطمع أصل لكل ذل، ولكل هم، وهو خلق سوء ذميم. وضده نزاهة النفس، وهذه صفة فاضلة مركبة من النجدة والجود والعدل والفهم، لأنه رأى قلة الفائدة في استعمال ضدها فاستعملها، وكانت فيه نجدة انتجت له عزة نفسه فتنزه، وكانت فيه طبيعة سخاوة نفس فلم يهتم لما فاته، وكانت فيه طبيعة عدل حببت إليه القناعة وقلة الطمع.
فإذن، نزاهة النفس متركبة من هذه الصفات. فالطمع الذي هو ضدها متركب من الصفات المضادة لهذه الصفات الأربع، وهي الجبن والشح والجور والجهل. والرغبة طمع مستوفى متزايد مستعمل، ولولا الطمع ما ذل أحد لأحد. وأخبرني أبو بكر بن أبي الفياض قال: كتب عثمان بن محامس على باب داره بأستجة يا عثمان لا تطمع.
من امتحن بقرب من يكره، كمن امتحن ببعد من يحب ولا فرق.
اقنع بمن عندك، يقنع بك من عندك.
السعيد في المحبة هو من ابتلي بمن يقدر أن يلقي عليه قفله، ولا تلحقه في مواصلته تبعة من الله عز وجل ولا ملامة من الناس.
إذا ارتفعت الغيرة فأيقن بارتفاع المحبة .
الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل، لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره، وإن يتعدى غيره إلى حرمته ؛ ومن كانت النجدة طبعاً له، حدثت فيه عزة، ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام.
أخبرني بعض من صحبناه في الدهر عن نفسه، أنه ما عرف الغيرة قط، حتى ابتُلي بالمحبة فغار. وكان هذا المخبر فاسد الطبع، خبيث التركيب، إلا أنه كان من أهل الفهم والجود.
كنا نظن أن العشق في ذوات الحركة والحدة من النساء أكثر، فوجدنا الأمر بخلاف ذلك ، وهو في الساكنة الحركات أكثر، ما لم يكن ذلك السكون بلهاً.
---(1/1828)
عبدالرحمن السديس
05-14-2004, 05:17 PM
الأخلاق والعادات
التلون المذموم هو التنقل من زي متكلف لا معنى له إلى زي آخر مثله في التكلف وفي أنه لا معنى له ...
وأما من استعمل من الزي ما أمكنه مما به إليه حاجة وترك التزيد مما لا يحتاج إليه فهذا عين من عيون العقل والحكمة كبير. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القدوة في كل خير والذي أثنى الله تعالى على خلقُه والذي جمع الله تعالى فيه أشتات الفضائل بتمامها وأبعده عن كل نقص يعود المريض مع أصحابه راجلاً في أقصى المدينة بلا خُفٍ ولا نعل ولا قلنسوة ولا عمامة ويلبس الشعر إذا حضره وقد يلبس الوشي من الحبرات إذا حضره ولا يتكلف ما لا يحتاج إليه ولا يترك ما يحتاج إليه ويستغني بما وجد عما لا يجد. ومرة يمشي راجلاً حافياً ومرة يلبس الخف ويركب البغلة الرائعة الشهباء ومرة يركب الفرس عرياً ومرة يركب الناقة ومرة يركب حماراً ويردف عليه بعض أصحابه ومرة يأكل التمر دون خبز والخبز يابساً ومرة يأكل العناق المشوية والبطيخ بالرطب والحلواء يأخذ القوت ويبذل الفضل ويترك ما لا يحتاج إليه ولا يتكلف فوق مقدار الحاجة ولا يغضب لنفسه ولا يدع الغضب لربه عز وجل.
الثبات الذي هو صحة العقد والثبات الذي هو اللجاج مشتبهان اشتباهاً لا يفرق بينهما إلا عارف بكيفية الأخلاق. والفرق بينهما أن اللجاج هو ما كان على الباطل أو ما فعله الفاعل نصراً لما نشب فيه وقد لاح له فساده أو لم يلح له صوابه ولا فساده وهذا مذموم وضده الإنصاف.
وأما الثبات الذي هو صحة العقد فإنما يكون على الحق أو على ما اعتقده المرء حقاً ما لم يلح له باطله وهذا محمود وضده الاضطراب.
وإنما يلام بعض هذين لأنه ضيع تدبر ما ثبت عليه وترك البحث عما التزم أحق هو أم باطل ؟(1/1829)
حد العقل استعمال الطاعات والفضائل ، وهذا الحد ينطوي فيه اجتناب المعاصي والرذائل. وقد نص الله تعالى في غير موضع من كتابه على أن من عصاه لا يعقل. قال الله تعالى حاكياً عن قوم " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " ثم قال تعالى مصدقاً لهم " فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير ".
وحد الحمق استعمال المعاصي والرذائل ... ولا واسطة بين العقل والحمق إلا السخف.
وحد السخف هو العمل والقول بما لا يحتاج إليه في دين ولا دنيا ولا حميد خلق مما ليس معصية ولا طاعة ولا عوناً عليهما ولا فضيلة ولا رذيلة مؤذية ولكنه من هذر القول وفضول العمل. فعلى قدر الاستكثار من هذين الأمرين أو التقلل منهما يستحق المرء اسم السخف ، وقد يسخف المرء في قصة ويعقل في أخرى ويحمق في ثالثة.
وأما إحكام أمر الدنيا والتودد إلى الناس بما وافقهم وصلحت عليه حال المتودد من باطل أو غيره أو عيب أو ما عداه والتحيل في إنماء المال وبعد الصوت وتسبيت الجاه بكل ما أمكن من معصية ورذيلة فليس عقلاً ، ولقد كان الذين [وصفهم] الله بأنهم لا يعقلون سائسين لدنياهم مثمرين لأموالهم مدارين لملوكهم حافظين لرياستهم ، لكن هذا الخلق يسمى الدهاء ، وضده العقل والسلامة.
وما إذا كان السعي فيما ذكرنا بما فيه تصاون ، وأنفة = فهو يسمى: الحزم ، وضده المنافي له التضييع.
وأما الوقار ووضع الكلام موضعه والتوسط في تدبير المعيشة ومسايرة الناس بالمسالمة فهذه الأخلاق تسمى الرزانة وهي ضد السخف.
أصول الفضائل كلها أربعة عنها تتركب كل فضيلة وهي: العدل ، والفهم ، والنجدة ، والجود.
أصول الرذائل كلها أربعة عنها تتركب كل رذيلة وهي : الجور ، والجهل ، والجبن ، والشح. وهذه أضداد الذي ذكرنا.
الأمانة والعفة نوعان من أنواع العدل والجود.
النزاهة في النفس فضيلة تركبت من النجدة والجود وكذلك الصبر. الحلم نوع مفرد من أنواع النجدة. القناعة فضيلة مركبة من الجود والعدل.(1/1830)
والحرص متولد عن الطمع والطمع متولد عن الحسد ويتولد من الحرص رذائل عظيمة منها الذل والسرقة والغصب والزنا والقتل والعشق والهم بالفقر.
والمداراة فضيلة متركبة من الحلم والصبر.
الصدق مركب من العدل والنجدة من جاء إليك بباطل رجع من عندك بحق وذلك أن من نقل إليك كذباً عن إنسان حرك طبعك فأجبته فرجع عنك بحق فتحفظ من هذا ولا تجب إلا عن كلام صح عندك عن قائله .
لا شيء أقبح من الكذب ، وما ظنك بعيب يكون الكفر نوعاً من أنواعه فكل كفر كذب فالكذب جنس والكفر نوع تحته. والكذب متولد من الجور والجبن والجهل لأن الجبن يولد مهانة النفس والكذاب مهين النفس بعيد عن عزتها المحمودة.
رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقساماً ثلاثة:
أحدها: من لا يبالي فيما أنفق كلامه فيتكلم بكل ما سبق إلى لسانه غير محقق نصر حق ولا إنكار باطل وهذا هو الأغلب في الناس.
والثاني: أن يتكلم ناصراً لما وقع في نفسه أنه حق ودافعاً لما توهم أنه باطل غير محقق لطلب الحقيقة لكن لجاجاً فيما التزم وهذا كثير وهو الأول.
والثالث: واضع الكلام في موضعه ، وهذا أعز من الكبريت الأحمر .
لقد طال هم من أغاظه الحق .
اثنان عظمت راحتهما:
أحدهما في غاية المدح ، والآخر في غاية الذم ، وهما : مطرح الدنيا ومطرح الحياء.
من عجيب تدبير الله عز وجل للعالم أن كل شيء اشتدت الحاجة إليه كان ذلك أهون له وتأمل ذلك في الماء فما فوقه. وكل شيء اشتد الغنى عنه كان ذلك أعز له وتأمل في الياقوت الأحمر فما دونه.
الناس فيما يعانونه كالماشي في الفلاة كلما قطع أرضاً بدت له أرضون وكلما قضى المرء سبباً حدثت له أسباب .
صدق من قال: إن العاقل معذب في الدنيا. وصدق من قال إنه فيها مستريح ! فأما تعذيبه ففيما يرى من انتشار الباطل وغلبة دولته وبما يحال بينه وبينه من إظهار الحق ، وأما راحته فمن كل ما يهتم به سائر الناس من فضول الدنيا.(1/1831)
إياك وموافقة الجليس السيء ومساعدة أهل زمانك فيما يضرك في أخراك أو في دنياك وإن قل ، فإنك لا تستفيد بذلك إلا الندامة حيث لا ينفعك الندم ولن يحمدك من ساعدته بل يشمت بك. وأقل ما في ذلك وهو المضمون أنه لا يبالي بسوء عاقبتك وفساد مغبتك.
---
عبدالرحمن السديس
05-18-2004, 10:37 PM
وإياك ومخالفة الجليس ومعارضة أهل زمانك فيما لا يضرك في دنياك ولا في أخراك. وإن قل فإنك تستفيد بذلك الأذى والمنافرة والعداوة وربما أدى ذلك إلى المطالبة والضرر العظيم دون منفعة أصلاً. إن لم يكن بد من إغضاب الناس أو إغضاب الله عز وجل ولم يكن لك مندوحة عن منافرة الخلق أو منافرة الحق فاغضب الناس ونافرهم ولا تغضب ربك ولا تنافر الحق.
الاتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم في وعظ أهل الجهل والمعاصي والرذائل واجب فمن وعظ بالجفاء والاكفهرار فقد أخطأ وتعدى طريقته صلى الله عليه وسلم وصار في أكثر الأمر مغرياً للموعوظ بالتمادي على أمره لجاجاً وحرداً ومغايظة للواعظ الجافي فيكون في وعظه مسيئاً لا محسناً.
ومن وعظ ببشر وتبسم ولين وكأنه مشير برأي ومخبر عن غير الموعوظ بما يستفتح من الموعوظ فذلك أبلغ وأنجع في الموعظة. فإن لم يتقبل فلينتقل إلى الموعظة بالتحشيم وفي الخلاء فإن لم يقبل ففي حضرة من يستحي منه الموعوظ فهذا أدب الله في أمره بالقول واللين.
ومما ينجع في الوعظ أيضاً الثناء بحضرة المسيء على من فعل خلاف فعله فهذا داعية إلى عمل الخير. وما أعلم لحب المدح فضلاً هذا وحده وهو أن يقتدي به من يسمع الثناء. ولهذا يجب أن تؤرخ الفضائل والرذائل لينفر سامعها عن القبيح المأثور عن غيره ويرغب في الحسن المنقول عمن تقدمه ويتعظ بما سلف.
فصل في مداواة أدواء الأخلاق الفاسدة(1/1832)
من امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه فإن أعجب بفضائله فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنيئة فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنه لا عيب فيه فليعلم أن مصيبته إلى الأبد وأنه لأتم الناس نقصاً وأعظمهم عيوباً. وأضعفهم تمييزاً. وأول ذلك أنه ضعيف العقل جاهل ، ولا عيب أشد من هذين لأن العاقل هو من ميز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته ، وإما لأنه يقدر أن عيوبه خصال ، وهذا أشد عيب في الأرض.
وفي الناس كثير يفخرون بالزنا واللياطة والسرقة والظلم فيعجب بتأتي هذه النحوس له وبقوته على هذه المخازي.
واعلم يقيناً أنه لا يسلم إنسي من نقص حاشا الأنبياء صلوات الله عليهم فمن خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط وصار من السخف والضعة والرذالة والخسة وضعف التمييز والعقل وقلة الفهم بحيث لا يتخلف عنه مختلف من الأرذال وبحيث ليس تحته منزلة من الدناءة فليتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها وعن عيوب غيره التي لا تضره في الدنيا ولا في الآخرة.
وما أدري لسماع عيوب الناس خصلة إلا الاتعاظ بما يسمع المرء منها فيجتنبها ويسعى في إزالة ما فيه منها بحول الله تعالى وقوته.(1/1833)
وأما النطق بعيوب الناس فعيب كبير لا يسوغ أصلاً. والواجب اجتنابه إلا في نصيحة من يتوقع عليه الأذى بمداخلة المعيب أو على سبيل تبكيت المعجب فقط في وجهه لا خلف ظهره ثم يقول للمعجب ارجع إلى نفسك فإذا ميزت عيوبها فقد داويت عجبك ولا تمثل بين نفسك وبين من هو أكثر عيوباً منها فتستسهل الرذائل وتكون مقلداً لأهل الشر وقد ذم تقليد أهل الخير فكيف تقليد أهل الشر! لكن مثل بين نفسك وبين من هو أفضل منك فحينئذ يتلف عجبك وتفيق من هذا الداء القبيح الذي يولد عليك الاستخفاف بالناس وفيهم بلا شك من هو خير منك. فإذا استخففت بهم بغير حق استخفوا بك بحق لأن الله تعالى يقول " وجزاء سيئة سيئة مثلها " فتولد على نفسك أن تكون أهلاً للاستخفاف بك بل على الحقيقة مع مقت الله عز وجل وطمس ما فيك من فضيلة.
وإن أعجبت بآرائك فتفكر في سقطاتك واحفظها ولا تنسها وفي كل رأي قدرته صواباً فخرج بخلاف تقديرك وأصاب غيرك وأخطأت أنت. فإنك إن فعلت ذلك فأقل أحوالك أن يوازن سقوط رأيك بصوابه فتخرج لا لك ولا عليك والأغلب أن خطأك أكثر من صوابك وهكذا كل أحد من الناس بعد النبيين صلوات الله عليهم.
وإن أعجبت بعملك فتفكر في معاصيك وفي تقصيرك وفي معاشك ووجوهه فو الله لتجدن من ذلك ما يغلب على خيرك ويعفي على حسناتك فليطل همك حينئذ وأبدل من العجب تنقصاً لنفسك.
وإن أعجبت بعلمك فاعلم أنه لا خصلة لك فيه وأنه موهبة من الله مجردة وهبك إياها ربك تعالى فلا تقابلها بما يسخطه فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت. ولقد أخبرني عبد الملك بن طريف وهو من أهل العلم والذكاء واعتدال الأحوال وصحة البحث أنه كان ذا حظ من الحفظ عظيم لا يكاد يمر على سمعه شيء يحتاج إلى استعادته وأنه ركب البحر فمر به فيه هول شديد أنساه أكثر ما كان يحفظ وأخل بقوة حفظه إخلالاً شديداً لم يعاوده ذلك الذكاء بعد.(1/1834)
واعلم أن كثيراً من أهل الحرص على العلم يجدون في القراءة والإكباب على الدروس والطلب تم لا يرزقون منه حظاً. فليعلم ذو العلم أنه لو كان بالإكباب وحده لكان غيره فوقه فصح أنه موهبة من الله تعالى فأي مكان للعجب ها هنا! ما هذا إلا موضع تواضع وشكر لله تعالى واستزادة من نعمه واستعاذة من سلبها.
ثم تفكر أيضاً في أن ما خفي عليك وجهلته من أنواع العلم ثم من أصناف علمك الذي تختص به. فالذي أعجبت بنفاذك فيه أكثر مما تعلم من ذلك فاجعل مكان العجب استنقاصاً لنفسك واستقصاراً لها فهو أولى وتفكر فيمن كان أعلم منك تجدهم كثيراً فلتهن نفسك عندك حينئذ وتفكر في إخلالك بعلمك وأنك لا تعمل بما علمت منه فلعلمك عليك حجة حينئذ ولقد كان أسلم لك لو لم تكن عالماً. واعلم أن الجاهل حينئذ أعقل منك وأحسن حالاً وأعذر فليسقط عجبك بالكلية. ثم لعل علمك الذي تعجب بنفاذك فيه من العلوم المتأخرة التي لا كبير خصلة فيها كالشعر وما جرى مجراه فانظر حينئذ إلى من علمه أجل من علمك في مراتب الدنيا والآخرة فتهون نفسك عليك .
ما رأيت العجب في طائفة أقل منه في أهل الشجاعة فاستدللت بذلك على نزاهة أنفسهم ورفعتها وعلوها.
وإن أعجبت بجاهك في دنياك فتفكر في مخالفيك وأندادك ونظرائك ولعلهم أخساء وضعفاء سقاط فاعلم أنهم أمثالك فيما أنت فيه ولعلهم ممن يستحيا من التشبه بهم لفرط رذالتهم وخساستهم في أنفسهم وأخلاقهم ومنابتهم فاستهن بكل منزلة شاركك فيها من ذكرت لك .
وإن أعجبت بمالك فهذه أسوأ مراتب العجب فانظر في كل ساقط خسيس هو أغنى منك في تغتبط بحالة يفوقك فيها من ذكرت.
وإن أعجبت بمدح إخوانك لك ففكر في ذم أعدائك إياك فحينئذ ينجلي عنك العجب. فإن لم يكن لك عدو فلا خير فيك ولا منزلة أسقط من منزلة من لا عدو له فليست إلا منزلة من ليس لله تعالى عنده نعمة يحسد عليها عافانا الله.(1/1835)
فإن استحقرت عيوبك ففكر فيها لو ظهرت إلى الناس وتمثل إطلاعهم عليها فحينئذ تخجل وتعرف قدر نقصك إن كانت لك مسكة من تمييز.
وإن أعجبت بنسبك فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا لأن هذا الذي أعجبت به لا فائدة له أصلاً في دنيا ولا آخرة. وانظر هل يدفع عنك جوعة. أو يستر لك عورة أو ينفعك في آخرتك ثم انظر إلى من يساهمك في نسبك وربما فيما أعلى منه ممن نالته ولادة الأنبياء عليهم السلام ثم ولادة الخلفاء ثم ولادة الفضلاء من الصحابة والعلماء ثم ولادة ملوك العجم من الأكاسرة والقياصرة ثم ولادة التبابعة وسائر ملوك الإسلام. فتأمل غبراتهم وبقاياهم ومن يدلي بمثل ما تدلي به من ذلك تجد أكثرهم أمثال الكلاب خساسة وتلفهم في غاية السقوط والرذالة والتبدل والتحلي بالصفات المذمومة فلا تغتبط بمنزلة هم فيها نظراؤك أو فوقك. ثم لعل الآباء الذين تفخر بهم كانوا فساقاً وشربة خمور ولاطة ومتعبثين ونوكى أطلقت الأيام أيديهم بالظلم والجور فأنتجوا ظلماً وآثاراً قبيحة تبقي عارهم بذلك الأيام ويعظم إثمهم والندم عليها يوم الحساب. فإن كان كذلك فاعلم أن الذي أعجبت به من ذلك داخل في العيب والخزي والعار والشنار لا في الإعجاب.
واعلم أن التعسف وسوء الملكة لمن خولك الله تعالى أمره من رقيق أو رعية يدلان على خساسة النفس ودناءة الهمة وضعف العقل لأن العاقل الرفيع النفس العالي الهمة إنما يغلب أكفاءه في القوة ونظراءه في المنعة.
وأما الاستطالة على من لا يمكنه المعارضة فسقوط في الطبع ورذالة في النفس والخلق وعجز ومهانة. ومن فعل ذلك فهو بمنزلة من يتبجح بقتل جرذ ، أو بقتل برغوث ، أو بفرك قملة وحسبك بهذا ضعة وخساسة.(1/1836)
وقد يكون العجب لغير معنى ولغير فضيلة في المعجب وهذا من عجيب ما يقع في هذا الباب وهو شيء يسميه عامتنا "التمترك" وكثيراً ما نراه في النساء وفيمن عقله قريب من عقولهن من الرجال ، وهو عجب من ليس فيه خصلة أصلاً لا علم ولا شجاعة ولا علو حال ولا نسب رفيع ولا مال يطغيه وهو يعلم مع ذلك أنه صفر من ذلك كله لأن هذه الأمور لا يغلط فيها من يقذف بالحجارة وإنما يغلط فيها من له أدنى حظ منها .
ولقد تسببت إلى سؤال بعضهم في رفق ولين عن سبب علو نفسه واحتقاره الناس ؟
فما وجدت عنده مزيداً على أن قال لي: أنا حر لست عبد أحد.
فقلت له: أكثر من تراه يشاركك في هذه الفضيلة فهم أحرار مثلك إلا قوماً من العبيد هم أطول منك يداً وأمرهم نافذ عليك وعلى كثير من الأحرار. فلم أجد عنده زيادة.
ودواء من ذكرنا الفقر والخمول فلا دواء لهم أنجع منه وإلا فداؤهم وضررهم على الناس عظيم جداً فلا تجدهم إلا عيابين للناس وقاعين في الأعراض مستهزئين بالجميع مجانبين للحقائق مكبين على الفضول. وربما كانوا مع ذلك متعرضين للمشاتمة والمهارشة وربما قصدوا الملاطمة والمضاربة عند أدنى سبب يعرض لهم.
إياك والامتداح فإن كل من يسمعك لا يصدقك وإن كنت صادقاً بل يجعل ما سمع منك من ذلك في أول معايبك. وإياك ومدح أحد في وجهه فإنه فعل أهل الملق وضعة النفوس وإياك وذم أحد لا بحضرته ولا في مغيبه فلك في إصلاح نفسك شغل.
من بديع ما يقع في الحسد قول الحاسد إذا سمع إنساناً يغرب في علم ما : هذا شيء بارد لم يتقدم إليه ولا قاله قبله أحد. فإن سمع من يبين ما قد قاله غيره قال: هذا بارد وقد قيل قبله. وهذه طائفة سوء قد نصبت أنفسها للقعود على طريق العلم يصدون الناس عنها ليكثر نظراؤهم من الجهال.(1/1837)
لا عيب على من مال بطبعه إلى بعض القبائح ولو أنه أشد العيوب وأعظم الرذائل ما لم يظهره بقول أو فعل بل يكاد يكون أحمد ممن أعانه طبعه على الفضائل ولا تكون مغالبة الطبع الفاسد إلا عن قوة عقل فاضل.
الخطأ في الحزم خير من الخطأ في التضييع.
من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه فإنه يلوح له وجه تعسفه.
قلما رأيت أمراً أمكن فضيع إلا فات فلم يمكن بعد.
الغالب على الناس النفاق ومن العجب أنه لا يجوز مع ذلك عندهم إلا من نافقهم.
أشد الناس استسهالا للعيوب بلسانه هو أشدهم استسهالاً لها بفعله.
اللقاء يذهب بالسخائم فكأن نظر العين للعين يصلح القلوب.
الذل عند النفوس الكريمة أشد من المرض والخوف والهم والفقر ، وهو أسهل المخوفات عند ذوي النفوس اللئيمة .
---
عبدالرحمن السديس
05-19-2004, 05:55 PM
من عجائب الأخلاق أن الغفلة مذمومة وأن استعمالها محمود وإنما ذلك لأن من هو مطبوع على الغفلة يستعملها في غير موضعها ، وفي حيث يجب التحفظ ، وهو مغيب عن فهم الحقيقة فدخلت تحت الجهل فذمت لذلك.
وأما المتيقظ الطبع فإنه لا يضع الغفلة إلا في موضعها الذي يذم فيه البحث والتقصي .
حضور مجالس العلم
إذا حضرت مجلس علم فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيد علم وأجر ، لا حضور مستغن بما عندك طالباً عثرة تشنعها ، أو غريبة تشيعها فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العلم أبداً.
فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصلت خيراً على كل حال وإن لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك أروح لبدنك ، وأكرم لخلقك ، وأسلم لدينك.
فإذا حضرتها كما ذكرنا فالتزم أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها وهي:
إما أن تسكت سكوت الجهال فتحصل على أجر النية في المشاهدة ، وعلى الثناء عليك بقلة الفضول ، وعلى كرم المجالسة ومودة من تجالس.
فإن لم تفعل ذلك فاسأل سؤال المتعلم فتحصل على هذه الأربع محاسن ، وعلى خامسة وهي استزادة العلم.(1/1838)
وصفة سؤال المتعلم أن تسأل عما لا تدري لا عما تدري فإن السؤال عما تدريه سخف ، وقلة عقل وشغل لكلامك ، وقطع لزمانك بما لا فائدة فيه لا لك ولا لغيرك ، وربما أدى إلى اكتساب العداوات وهو بعد عين الفضول.
فيجب عليك أن لا تكون فضولياً فإنها صفة سوء ، فإن أجابك الذي سألت بما فيه كفاية لك فاقطع الكلام ، وإن لم يجبك بما فيه كفاية ، أو أجابك بما لم تفهم ، فقل له: لم أفهم ، واستزده فإن لم يزدك بياناً ، وسكت ، أو أعاد عليك الكلام الأول ، ولا مزيد فأمسك عنه. و إلا حصلت على الشر والعداوة ولم تحصل على ما تريد من الزيادة.
والوجه الثالث: إياك من أن تراجع مراجعة العالم ، وصفة ذلك أن تعارض جوابه بما ينقصه نقصاً بيناً ، فإن لم يكن ذلك عندك ولم يكن عندك إلا تكرار قولك أو المعارضة بما لا يراه خصمك معارضة فأمسك فإنك لا تحصل بتكرار ذلك على أجر ، ولا على تعليم ، ولا على تعلم بل على الغيظ لك ، ولخصمك والعداوة التي ربما أدت إلى المضرات.
وإياك وسؤال المعنت ومراجعة المكابر الذي يطلب الغلبة بغير علم فهما خلقا سوء دليلان على قلة الدين ، وكثرة الفضول ، وضعف العقل ، وقوة السخف وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وإذا ورد عليك خطاب بلسان أو هجمت على كلام في كتاب فإياك أن تقابله مقابلة المغاضبة الباعثة على المغالبة قبل أن تتبين بطلانه ببرهان قاطع. وأيضاً فلا تقبل عليه إقبال المصدق به المستحسن إياه قبل علمك بصحته ببرهان قاطع فتظلم في كلا الوجهين نفسك ، وتبعد عن إدراك الحقيقة. ولكن أقبل عليه إقبال سالم القلب عن النزاع عنه ، والنزوع إليه .
من اكتفى بقليله عن كثير ما عندك فقد = ساواك في الغنى ، ولو أنك قارون ، حتى إذا تصاون في الكسب عما تشره أنت إليه فقد حصل أغنى منك بكثير .
ومن ترفع عما تخضع إليه من أمور الدنيا فهو = أعز منك بكثير.(1/1839)
فرض على الناس تعلم الخير والعمل به فمن جمع الأمرين فقد استوفى الفضيلتين معاً ، ومن علمه ولم يعمل به فقد أحسن في التعليم ، وأساء في ترك العمل به فخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، وهو خير من آخر لم يعلمه ، ولم يعمل به ، وهذا الذي لا خير فيه أمثل حالاً وأقل ذماً من آخر ينهى عن تعلم الخير ويصد عنه.
ولو لم ينه عن الشر إلا من ليس فيه منه شيء ولا أمر بالخير إلا من استوعبه لما نهى أحد عن شر ، ولا أمر بخير بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وحسبك بمن أدى رأيه إلى هذا فساداً ، وسوء طبع ، وذم حال ، وقد صح عن الحسن أنه سمع إنساناً يقول: لا يجب أن ينهى عن الشر إلا من لا يفعله ، فقال الحسن: ود إبليس لو ظفر منا بهذه حتى لا ينهى أحد عن منكر ، ولا يأمر بمعروف.
وصدق الحسن جعلنا الله ممن يوفق لفعل الخير والعمل به ، وممن يبصر رشد نفسه فما أحد إلا له عيوب إذا نظرها شغلته عن غيره ، نسأل الله أن يحيينا ، ويتوفانا على سنة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال أبو عبد الله : انتهى المقصود اختياره من هذا الكتاب العظيم ، نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا.
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله ، وسلم.
30/3/1425هـ .
---
(1/1840)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل غفل شيوخ السلفية عن شيئ من جانب مقاصد الشريعة?
---
هل غفل شيوخ السلفية عن شيئ من جانب مقاصد الشريعة?
---
ناصر
04-29-2006, 11:22 AM
سؤال دار في خلجي وأنا أقرأ هذا (http://www.qaradawi.net/site/topics/printArticle.asp?cu_no=2&item_no=3960&version=1&template_id=105&parent_id=16#) الحوار الشيق مع فضيلة الشيخ القرضاوي حفظه الله.
خاصة عند حديث فضيلته عن موضوع اللحية و الإسبال و غيرهما.
و الشيخ مقنع جدا و كلامه جاء لمعنى.
فهل من يسلط لي بعض الضوء على تساؤلي و جزاه الله خيرا.
ملاحظة:
جزى الله خيرا من أجابني عن علم ولم يتطرق لسيرة الشيخ الفاضل بشيئ نكرهه.
---
محمد الأمين
04-30-2006, 07:31 AM
كلا لم يغفل أئمة الدعوة السلفية عن شيء من جانب مقاصد الشريعة. وكتب شيخ الإسلام وكتب تلامذته طافحة بهذا. ولولا ذلك ما أفتى شيخ الإسلام الذي يقيم في أرض الكفر بحلق لحيته، ولما أفتى أن الحكمة من الإسبال هي الكبر. ومثل ذلك كثير.
---
البتول
04-30-2006, 10:22 PM
ان السؤال الذي يطرح مامكانة علماء السلفية من علم المقاصد تأصيلا وتقعيدا .
ولعلي اجيب عن شطر من السؤال بأن أحد الباحثين قد أمتعنا ببحث حول مقاصد الشريعة عند ابن تيمية لعلي مستقبلا أقدم تلخيصا لتك الرسالة وحول منهج ابن تيمية في بيان المقاصد ومكانتها في كتبه .
---
محمد سفر العتيبي
04-30-2006, 11:12 PM
القرضاوي لو يسلم من التخبط والتناقض والتردد لكان جيداً
اسمع له هذا العام فتوى, العام القادم اسمع نقيضها
لكل شيئ سبب, فأتمنى معرفة سبب هذا, عموماً هو بشر كأي أحد من الناس يأتي منه المقبول والمردود.(1/1841)
نأتي لمقصاد الشريعة, فالأخ الكريم سأل عن السلف متوهما انهم يجهلونها, الاخ الكريم رأى القمر بازغاً فقال هذا ربي, رأى القرضاوي, فليته رأى الآخرين قبل الفهم الضمني أن السلف ضد مقاصد الشريعة. هم اهل الشريعة ومقاصدها, وأسوتهم نبي الهدى وليس ضغط الظروف وقلة البضاعة العلمية كما في حالة فضيلته هنا. اقرأ كتب أحمد بن حنبل, وتيسيره على الناس في أمور كثيرة. إبدأ بقراءة الورع لصغر حجمه, لكي تستقبل النصيحة الأخرى حوله.
إقرأ التعليقات المصاحبة لموطأ مالك بروية وفهم وتمعن.
إقرأ في سيرة علماء السلف اصلالح وليس الخلف الصالح.
إقرأ ثم أقرأ ثم إقرأ, فهي أول أمر أنزله رب السماوات والأرض من السماء الى الأرض.
---
أبو الحسن الأثري
04-30-2006, 11:18 PM
السلفية هي الدين
وهو مبني على التيسير وعليه فالحرام لا يدخل ضمن التسامح الذي يدعو له البعض
وأرجوا أن ننتهي من هذه الحزبية الضيقة أخي الكريم وإذا كان القرضاوي عندك معظما فليكن الله ورسوله أعظم عندك
أسأل الله جل وعلا أن يهدينا وإياك لأقرب من هذا رشدا
أما موضوعك فالذي يظهر أنك في أبجديات طلب العلم
فأت البيت من بابه لا من شباكه
---
ناصر
05-01-2006, 08:28 AM
أعتذر للأستاذة البتول و للأخوين محمد العتيبي ومحمدالأمين لأن سؤالي لم يكن بالدقة اللازمة فما عنيت هو "هل غفل شيوخ السلفية المعاصرين عن شيئ من جانب مقاصد الشريعة?" .
و لو تمهل الإخوة والأخت و قرؤوا حوار فضيلة الشيخ القرضاوي كاملا لما احتجت إلي التوضيح السابق ولكن يبدوا أن غيرتهم على سلفنا الصالح كانت وراء تسرعهم و هم معذورون وجزاهم الله خيرا.
و نعم يا أخي أبا الحسن فأنا في أبجديات طلب العلم كما قلت, أسأل الباري عز وجل أن يفتح لي ولك بابه وشباكه.
و السلام عليكم.
---
محمد سفر العتيبي
05-01-2006, 06:52 PM
لاداعي للاعتذار ولايلزمك أخي ناصر(1/1842)
ولكن حتى بالنسبة لشيوخ الإسلام الموقرين في العصر الحاضر, فهل رأيتهم او سمعت عنهم انهم يخنقون الناس ويطاردونهم في الشوارع, أم أنهم صابرون على أذى الناس؟؟
قبل أن أوضح, لأن الأمر يحتاج إلى توضيح, هل سمعت القصة الساحرة التي تأخذ بمجامع اللب, وتعصف بالفكر, قصة ((العصافير والصياد)) أم لم تسمعها, رواها ابن حبان في روضة العقلاء عن الفضل بن موسى السيناني رحمه الله, من رجال الكتب الستة؟؟
---
علال بوربيق
05-01-2006, 11:02 PM
إخواني في الله أذكركم بكلمتين طيبتين لفظا بهما ابن تيمية وتلميذه النجيب ابن القيم
قال ابن تيمية :" قول الله ورسوله يحتج بهما، وقول العالم يحتج له "
وقال ابن القيم :" واللبيب الصادق هو الذي يضرب في كل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على ما معها من الحق "
والمذاكرة إخوتي الكرام تحتاج إلى صبروأناة، ونية صادقة في طلب الحق ، وقد علمنا منهج القرآن أن نسأل عما فيه فائدة أنظرهذا الرابط عادات القرآن
ولذلك سأتجاوز هذا بسؤال في المقاصد عند ابن تيمية.
قرأت مرة في كتاب " تفعيل المقاصد " للدكتورجمال عطية :أن ابن تيمية يعتبر أن الكليات الخمس قسما من دفع المضار، وفي رأيه أن المصالح :جلب منافع ودفع مضار" فاستغربت هذا ورجعت إلى مجموع الفتاوى، فلم أجد هذه العبارة ، فهل صاحب رسالة "المقاصد عند ابن تيمية " ذكر شيئا من هذا ؟
أيها الإخوة ليكن شعارنا- والشعارسنة الأولين ولي فيه بحث في وريقات إن تيسرلي الوقت نشرتها في هذا الملتقى الطيب المبارك-
" أبد ع في مواضيعك، وأحسن في ردودك، وقدم كل ما لديك، ولا يغرك فهمك، ولا يهينك جهلك، ولا تنتظر شكر أحد، بل اشكر الله على هذه النعمة ، ولله الف حمد والف شكر" . ودمتم في رعاية الله. محبكم في الله علال
---
علال بوربيق
05-02-2006, 11:56 AM
هذا هو رابط عادات القرآن
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5313
---
ابوادم
05-22-2006, 07:44 PM(1/1843)
وقال ابن القيم :" واللبيب الصادق هو الذي يضرب في كل غنيمة بسهم ويعاشر كل طائفة على ما معها من الحق "........أتمنى من الاخوه السلفيه ان ياخذوا بكلام ابن القيم
---
ابو عبد الله السلفي
05-26-2006, 10:35 AM
انت انقل كلام ابن القيم كاملا جزاك الله خيرا لا تتصرف فيه والمراد ان اهل السنة يدورون مع الحق حيث دار.
---
أبو ياسر
05-27-2006, 02:53 AM
أخي الحبيب ... الكلام في العلماء يحسن فيه التوقف ...
خذ العلم ممن تثق في دينه وعلمه ، وإن وجدت كلامه موافق كتاب الله وسنة رسوله فافتح لها الآفاق ، وإن كان غير ذلك فاضرب بهذه الجملة عرض الحائط .
وإن وجدت خطأ فانصح وتأكد وشاور طلبة العلم وأخبر عالم ينصحه بارك الله فيك .
اليوم العلماء كثير ... والقليل منهم على الصحيح ...
زادني الله وإياك غيرة وفقها وعلما في الدين .
---
(1/1844)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد تفسيراً من تفاسير الإباضية ؟
---
أريد تفسيراً من تفاسير الإباضية ؟
---
القحطاني
12-01-2006, 05:09 PM
الإخوة والمشايخ الفضلاء
بحثت عن تفاسير الإباضية كثيراً على الشبكة فلم أحصل على شيء منها
فهل من دليل إلى أحدها
خصوصاً كتب ابن طفيش
ومن يدلني على تفسير (هيمان الزاد ) ليوسف بن طفيش الإباضي مطبوعاً
وبالله التوفيق
---
روضة
12-01-2006, 08:02 PM
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=6&tTafsirNo=49&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=yes&UserProfile=0
هذا الموقع فيه عدة كتب للإباضية، ولكنها غير قابلة للتحميل، ولكن ينظر في كل آية على حدة.
---
مساعد الطيار
12-01-2006, 09:26 PM
أخي القحطاني
إذا كانت عندك المكتبة الشاملة ، فهو موجود فيها .
---
موراني
12-02-2006, 06:39 PM
القحطاني المحترم
أنظر :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3343&highlight=%E5%E6%CF+%C7%E1%E3%CD%DF%E3
أما التفسير لهود بن المحكم الاباضي في طبعته المشهورة بتحقيق بالحاج بن سعيد شريفي
دار الغرب الاسلامي 1990
---
القحطاني
12-02-2006, 06:50 PM
جزاك الله خيراً ياروضة
وجزى الله الشيخ مساعداً
عندي الشاملة الأولى ولعلي أنزل الثانية بإذن الله
ولكني أريد تفاسير الإباضية مطبوعة
وأظن الحصول عليها سهل في عُمان أو الجزائر أما في المملكة فلم أجد شيئاً في المكتبات
---
فهد الرومي
12-05-2006, 12:15 AM
ان كنت تريد استعارة فتفسيره هميان الزاد في 15 مجلد وكذا تفسيره تيسير التفسير ايضا 15 مجلد يمكنك استعارتهما وانتظر اتصالك ان شئت اما تفسير هود فهو تلخيص لتفسير ابن سلام ولااظن ان فيه رائحة الاباضية وان كان هود اباضيا وهو في 4 مجلدات مطبوع ومنتشر
---
موراني
12-05-2006, 01:02 AM
فهد الرومي المحترم(1/1845)
نعم , كما ذكرت ذلك في الرابط المشار اليه أدناه في هذا الملتقى
أما قولكم في أن تفسير هود هو تلخيص لتفسير يحيى بن سلام فانه يحتاج الى بحث أكثر
فلا يجوز أن يقال انه تلخيص فحسب .... بهذه البساطة
ودمت بخير وعافية
---
فهد الرومي
12-05-2006, 09:35 AM
د موراني بارك الله فيك ووفقك إلى كل خير
ماقلته عن تفسير هود هو مافهمته وعاينته من عبارة الاستاذ بلحاج بن سعيد شريفي محقق الكتاب حيث قال ص 24 ج1 مانصه (( واليوم وبعدأكثر من عشر سنوات من التحقيق والمقارنة والاستقراء أستطيع أن أقول بلا تردد إن الشيخ هودا الهواري اعتمد اعتمادا كثيرا إن لم أقل اعتمادا كليا على تفسير ابن سلام البصري ولو جاز لي أن أضع للكتاب عنوانا غيرالذي وجدته في المخطوطات لكان العنوان هكذا : تفسير الشيخ هود الهواري (مختصرتفسير ابن سلام البصري ) لأن تفسير ابن سلام أصل لتفسير الشيخ هود الهواري مافي ذلك شك وهذ هو عين الحقيقة والصواب ا)) نتهى كلامه وأضاف ص25 أنه يميل إلى أن الهواري قد يكون أشار إلى أنه اعتمد تفسير ابن سلام واختصره وأن الورقات الأولى قد ضاعت وقد بين المحقق ذلك وفصله ولعل فيما نقلت مايكفي واستغرب أن يخفى مثل هذا عليك وأنت الخبير بالقيروان وتاريخها الماضي والحاضر عندما التقينا في بعض الندوات التي نظمها مركز الدراسات الاسلامية في القيروان
---
موراني
12-05-2006, 11:32 AM
فهد الرومي المحترم
اليك أيضا بهذا الرابط :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1924
لقد سبق لي أن قمت بمقارنة عدد لا يحصى من الأوراق المتفرقة الكثيرة من التفسير ليحيى بن سلام بالقيروان بالنص لدى هود بن المحكم واعيا بما قاله الشيخ بالحاج .....
لا شك في أن لهود اضافات على نص يحيى بن سلام لا بد من متابعتها فقرة فقرة قبل حكمنا على الكتاب أنه مجرد تلخيص لتفسير ابن سلام .
وإن كنا التقينا بالقيروان فلا تكتم عليّ اسمك الحقيقي
بتحياتي
موراني(1/1846)
(عفوا وجدت الآن الاسم في التوقيع أعلاه)
---
فهد الرومي
12-05-2006, 01:36 PM
افادني أخي الدكتور مساعد الطيار جزاه الله خيرا بأن المحقق أشار إلى بعض المواضع التي تظهر عقيدة الهواري وأباضيته ولعلها المواضع التي أشار إليها د موراني إلا أن عقيدته تلك تبدو بحذف مايخالف مذهبه أو تغيير العبارة بلفظ موافق لها ولم يتسن لي الرجوع لذلك الان لاستعدادي للسفر لزيارة معرض الكتاب بالشارقة وهو افضل معارض الكتب في العالم العربي كما أراه وإن كان معرض القاهرة أكبر منه حجما وعذرا لهذا لخروج عن النص
---
مساعد الطيار
12-05-2006, 03:08 PM
شكر الله مسعاكم أستاذنا الفاضل الدكتور فهد الرومي ، ولقد راجعت المشاركات السابقة المتعلقة بتفسير يحيى بن سلام ، وفيها ما ذكرت لكم من عقيدة هود الإباضية ، وهو على هذا الرابط
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3358&highlight=%E5%E6%CF+%E3%CD%DF%E3
ونشكرك على الخروج على النص ، فهو مفيد ، ولعلنا نثبت التذكير بمعرض الشارقة ، وكم أتمنى من مثلكم ان يبن عن الفرق بين المعارض لما لكم من الخبرة والبصر وكثرة الزيارة لهذه المعارض ، أسأل الله لي ولكم التوفيق .
---
(1/1847)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح بتغيير حجم الحرف المتاح في كتابة المشاركات ، و لون الخلفية
---
اقتراح بتغيير حجم الحرف المتاح في كتابة المشاركات ، و لون الخلفية
---
د.أبو بكر خليل
09-23-2005, 08:46 PM
نلحظ صغر الحروف التي نستعملها في الكتابة ، عند كتابة أي مشاركة ، و ذلك في المربع الذي يفتح ل " إضافة موضوع جديد " ، وفي ذلك إرهاق للعين ، و زيادة في احتمال الخطأ في تمييز الحروف المتجاورة المتشابهة ، مثل : الباء و التاء ، و السين و الشين ، و الصاد و الضاد
0 و كذلك نلحظ تشابه أو تقارب لون خلفية " أرضية " مربع الكتابة من اللون الذي يكتب به الكلام ، مما يصعب المراجعة و ملاحظة الأخطاء الإملائية و غيرها ،
و لذا أقترح تكبير حجم الحروف المتاحة للكتابة في ذلك المربع المذكور من قبل ، و كذا تغيير لون تلك الأرضية بلون مغاير للون حروف الكتابة .
فما رأي الإخوة الكتاب و المشرفين ؟
أتمنى الاهتمام ، و جزى الله الجميع كل خير
---
عبدالرحمن الشهري
09-24-2005, 11:31 AM
جزاك الله خيراً يا دكتور ، وسننفذ طلبك الآن بإذن الله . وفقك الله وشكر الله لك عنايتك واهتمامك.
---
د.أبو بكر خليل
09-28-2005, 12:23 AM
أكرمكم الله ، و نود مزيد تكبير ، و كذا مغايرة خلفية المربع الخاص بالكتابة للون الحروف ، و لن أثقل على الإخوة بمطلب آخر في هذا الشأن ،
و أشكركم على سرعة و حسن استجابتكم ، وفقكم الله للمعالي من الأمور
---
عبدالرحمن الشهري
10-12-2005, 01:27 AM
تم تكبير الخط ولون الخلفية ، وأرجو أن يكونا مناسبين لكم يا دكتور .
---
د.أبو بكر خليل
10-13-2005, 09:59 AM
أشكركم على حسن استجابتكم أكرمكم الله
---
(1/1848)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحلقة الثانية من المهمات في علوم القرآن ـ للشيخ خالد السبت ـ وعذراً على التأخر .
---
الحلقة الثانية من المهمات في علوم القرآن ـ للشيخ خالد السبت ـ وعذراً على التأخر .
---
أبو معاذ البخيت
03-19-2004, 05:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فالأمر الأول الذي نتحدث عنه في هذه المهمات هو { موضوع الوحي }
تعريف الوحي:
أولاً : معناه في اللغة:
أصحاب المعاجم اللغوية يذكرون للوحي معاني كثيرة منها :
1/ الكتابة ومنه قول رؤبة بن العجاج :
وحى لها القرار فاستقرت وشدها بالراسيات الثُّبَّتِ
يعني أن الله عز وجل وحى لها ـ أي الأرض ـ ومعنى وحى لها أي: ألهمها أو أمرها أو كتب لها القرار فاستقرت كما قال الله عز وجل: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) (الزلزلة:4، 5)
2/ و من معانيه أيضاً: الإشارة، والرمز، وهو معنىً صحيح من معاني الوحي كما قال الشاعر:
فأوحى إليها الطرف أني أحبها فأثر ذاك الوحي في وجناتها
يعني أنه أشار إليها بعينه إشارة معينة فهمت منها رسالة معينة فظهرت الحمرة على وجناتها من الحياء .
3/ ومن معانيه التي يذكرونها في كتب اللغة أيضاً: الإلهام، وهو أحد التفسيرات لقول رؤبة السابق:
وحى لها القرار فاستقرت ...................
أي: ألهمها ذلك .
4/ ومن معانيه أيضاً: الإعلام في سرعة وخفاء.
ومن معانيه الأخرى: المكتوب، والبعث، و الأمر ، وبه فسر بعضهم قول رؤبة أيضا :
وحى لها القرار فاستقرت ........................(1/1849)
أي: أمرها بالقرار. وكذلك الإيماء والتصويت شيئاً بعد شيء ، وقيل: أصل الوحي التفهيم .وكل ما دللت به من كلام أو كتابة أو رسالة أو إشارة فهو وحي. إلى غير ذلك من المعاني التي لربما بلغت اثني عشر معنىً في كتب اللغة وغيرها كفتح الباري لابن حجر ـ رحمه الله ـ ، لكنها كلها ترجع إلى أصل واحد تدور عليه هذه المعاني الكثيرة وهو ما ذكره ( ابن فارس ) في كتابه المقاييس في اللغة بقوله: " الواو والحاء والحرف المعتل ـ الألف المقصورة ـ ، أصل يدل على إلقاء علم في إخفاء أو غيره، يعني الإلقاء بخفية أو الإلقاء من غير خفية إلى غيرك ... إلى أن قال: وكل ما ألقيته إلى غيرك حتى علمه فهو وحي كيف كان ـ يعني بخفية أو بغير خفية ـ وكل ما في باب الوحي فراجع إلى هذا الأصل الذي ذكرناه."
والخلاصة: أن معنى الوحي في كلام العرب: يدل على إلقاء علم بخفية أو غيرها، وأكثر ما يستعمل في كلام العرب في الإلقاء السريع الخفي.
ثانياً:اطلاقات واستعمالات ( الوحي )في القرآن:
وردت هذه اللفظة ـ الوحي ـ في كتاب الله عز وجل بمختلف الاستعمالات؛ في اثنين وتسعين موضعاً، ولو أردنا أن نصنف هذه المواضع ونجمع المتماثلات مع بعضها، وننظر في المعنى الذي دلت عليه في كل موضع، فإننا نجد أنها تدور على معانٍ متعددة في كتاب الله عز وجل، ومن هذه المعاني ما يلي:(1/1850)
أولاً: أنها ترد في كتاب الله عز وجل ويراد بها: الوحي بالمعنى الخاص ، والمقصود بالمعنى الخاص للوحي : الوحي إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد ورد ذلك في مواضع كثيرة من كتاب الله تبارك وتعالى؛ كما قال الله عز وجل:(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (النساء:163) وكما قال سبحانه (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ)(الشورى: من الآية13)، وكقوله سبحانه (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65) ، وكقوله جل شأنه: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ )(يوسف: من الآية3)وكقوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا )(الشورى: من الآية52)،وكقوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)(الشورى: من الآية7). فهذه الآيات وغيرها كثير، منها ما يصرح الله عز وجل فيه بالوحي إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ومنها ما يصرح فيها بأنه أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك من الوحي بالمعنى الخاص .
ثانياً: الاستعمال الثاني الذي ورد في القرآن: وهو الوحي بالمعنى العام فمن ذلك:
أ- الوحي إلى بعض الآدميين ، ويدخل فيه :
1- الوحي إلى بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل النبوة، وهذا ليس من الوحي بالمعنى الخاص؛ لأنه قبل النبوة فهو كالإيحاء لغيرهم ، وإنما هو وحي ببعض المسائل، وليس من جنس وحي البلاغ.(1/1851)
مثاله: قول الله عز وجل عن يوسف صلى الله عليه وسلم:(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15) فقد أوحى الله عز وجل إليه ذلك وهو غلام صغير، ولم يكن نبيا في ذلك الوقت، لأن الله عز وجل آتاه النبوة بعد ذلك كما قال الله عز وجل: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً )(يوسف: 22)فهذا الوحي الذي حصل ليوسف صلى الله عليه وسلم في ذلك الحين، يمكن أن يقال في معناه: بأن الله عز وجل أنزل إليه مَلًكاً يُثَبِّتُه في وقت الشدة ، ويمكن أن يقال: بأن الله عز وجل ألهمه بأن هذه المحنة ستنجلي، وأن الله عز وجل سيرفعه بعد ذلك على إخوته ، كما قال الله عز وجل بعد ذلك ( كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ )(يوسف: 76) فهذا ليس من الوحي بالمعنى الخاص .ويمكن أن يلحق بذلك ما ذكر الله عز وجل عن يحي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حقه (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) (مريم:12) ومعلوم أن يحيى - صلى الله عليه وسلم - لم يتول ملكاً؛ بل قتل عليه الصلاة والسلام واستضعف، فإذاً يمكن أن يفسر الحكم الذي أعطيه يحيى عليه الصلاة والسلام وهو صبي: بأنه الحكمة . ويمكن أن يلحق بذلك أيضا قول الله عز وجل عن عيسى عليه الصلاة والسلام: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ) (آل عمران:46) يعني في كهولته . وعيسى صلى الله عليه وسلم أخبر الله عنه أنه تكلم فعلاً في المهد (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً*وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً) (مريم:31.30) مع أن عيسى عليه الصلاة والسلام لم ينبأ إلا بعد ذلك حينما بلغ الثلاثين، وقوله : ((1/1852)
وَجَعَلَنِي نَبِيّاً)(مريم: 30) هذا من قبيل الإخبار عن الأمر الذي يكون في المستقبل بالماضي لأنه متحقق الوقوع. كما قال الله عز وجل: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ)(النحل: من الآية1) مع أن الساعة لم تأت بعد لكن لما كانت متحققة الوقوع عُبر عنها بذلك. ثم قال عيسى عليه السلام ( وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)(مريم: 31) ومعلوم أن عيسى ويوسف عليهم الصلاة والسلام لم ينبؤوا في ذلك الحين وإنما نُبِّؤوا بعد ذلك فهذا وحي إلى بعض الأنبياء في بعض الأمور الخاصة قبل النبوة.
2- الوحي إلى بعض أمهات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذا الوحي ليس بكتاب، ولا رسالة، فليس هو من الوحي بالمعنى الخاص. مثال ذلك : أن الله عز وجل أوحى إلى أم موسى فقال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ)(القصص: من الآية7)وهي ليست نبية، وكذلك مريم رحمها الله؛ قال الله عز وجل عنها ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً*قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً) *قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً) (مريم:19.18.17) فأرسل لها جبريل عليه الصلاة والسلام وكلمها وهي ليست نبية.(1/1853)
3- الوحي إلى الحواريين ـ وهم خلاصة أصحاب عيسى عليه السلام، وقد اختلف في عددهم؛ فقال بعضهم: هم اثنا عشر رجلاً، وبعضهم يوصلهم إلى السبعين، ولا يثبت في ذلك شيء، ويمكن أن يجمع بين هذا وهذا، فيقال: لربما بلغوا السبعين وصفوتهم وخلاصتهم ورؤسهم هم هؤلاء الاثنا عشر ـ فقال الله عز وجل: (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) (المائدة:111)فهذا الوحي إلى الحواريين؛ يمكن أن يقال: إنه أوحى إليهم عن طريق عيسى - صلى الله عليه وسلم -، أي: أمر الله عيسى أن يبلغهم أن الله يأمرهم بذلك، ويمكن أن يقال: أن الله ألهمهم ذلك بأن قذف في قلوبهم صدق عيسى عليه السلام فآمنوا به.
ب - أنه يأتي بمعنى الإشارة والرمز وذلك كما في قوله تبارك وتعالى عن زكريا عليه الصلاة والسلام حينما قال: (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً) (مريم:10) بمعنى أنك لا تستطيع الكلام ثلاث ليال من غير علة ولا عاهة ولا مرض ؛ فهذه علامة أنه سيرزق بالولد . ثم قال الله عز وجل ـ وهذا موضع الشاهد ـ (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:11) ومعنى أوحى إليهم: أي رمز إليهم ، ويفسر ذلك الآية الأخرى وهي قوله: ( قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً )(آل عمران: من الآية41) فخرج عليهم فرمز إليهم بهذا الرمز، أي: أشار إليهم بهذه الإشارة .(1/1854)
ج - الوحي إلى الملائكة عليهم الصلاة والسلام، وهو نوعان : وحي تبليغي: أي أن الله عز و جل يأمرهم فيه بالبلاغ . والثاني: وحي تكليفي: أي أن الله عز وجل يوحي إليهم ليكلفهم ببعض التكاليف. فمن الأول – وهو الوحي التبليغي ـ قوله تبارك وتعالى(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ)(الحج: 75)أي يصطفى رسلاً فيرسلهم إلى الرسل والأنبياء من البشر، يبلغون رسالات الله عز وجل . ومن الوحي التبليغي أيضاً قوله تبارك وتعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء:194.193) والروح الأمين هو : جبريل عليه الصلاة والسلام. ومنه أيضاً قوله تبارك وتعالى عن جبريل عليه السلام: (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)(النجم:10) أي: أوحى جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - . وكذلك قوله تبارك وتعالى (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ )(النحل: من الآية2) أي: ينزلهم بالوحي، وسمى الله عز وجل الوحي روحاً؛ لأنه به حياة القلوب. وأما الوحي التكليفي: فكما في قوله تبارك وتعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (لأنفال:12) فهذا وحي تكليفي، كلف الله عز وجل الملائكة بتثبيت قلوب المؤمنين، وبضرب أعناق الكافرين وتقطيع أطرافهم؛ فلا يستطيعون حمل السلاح. وكذلك كما في قوله تبارك وتعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)(البقرة: من الآية34) فهذا وحي تكليفي ،وكذلك كما في قوله: ( عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ )(التحريم: من الآية6)أي: ما كلفهم به .(1/1855)
د - وهو الوحي الإلهامي التسخيري لبعض الكائنات: وهو خاص وعام ، فالعام هو: كل ما في الوجود فهو مسخر بأمر الله عز وجل ، والخاص هو: ما ورد فيه أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى بعض المخلوقات فيما أخبرنا؛ كما قال الله عز وجل عن النحل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) (النحل:68) فمعنى ذلك ـ والله تعالى أعلم ـ :أنه ألهمها وغرس في فطرها هذا الأمر.(1/1856)
هـ - الوحي التسخيري لبعض الجمادات كقوله تبارك وتعالى : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ*فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) (فصلت: 12.11) فهنا كلمها مباشرة ـ كما هو ظاهر هذه الآية ـ ( فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً)(فصلت: من الآية11) وهذا من أنواع الوحي ، ثم أيضاً قال الله عز وجل في تمام هذه الآية : ( وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا )(فصلت: من الآية12)وهذا يحتمل معنيين : فيحتمل أن يكون أوحى إليها ما يقوم به أمرها ونظامها، ويحتمل أنه أوحى إلى ملائكة كل سماء بأوامره إليهم، فيكون على تقدير والأصل عدمه، ويمكن أن يجمع بين المعنيين فيقال: إن الله عز وجل أوحى إلى كل سماء ما يقوم به نظامها وما يقوم به أمرها، وأوحى أيضاً إلى ملائكة كل سماء بما شاء سبحانه وتعالى، مما كلفهم به من التكاليف . وقال الله عز وجل عن الأرض: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا*بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) (الزلزلة:5.4) تحدث أخبارها بسبب أن ربك أوحى لها فتكون الباء هنا سببيه ، أوأنها تنطق بما أوحى الله إليها، أي: بما أوحى الله إليها، فعلى الثاني: تكون محدِّثة بالموحى إليها، وعلى الأول: تتحدث بسبب أن الله أوحى إليها أن تتحدث فتخبر بما عمل عليها. وهذا هو الأقرب والله تعالى أعلم.(1/1857)
و - وحي الشياطين إلى أوليائهم: وجاء ذلك في قوله تبارك وتعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) فهؤلاء يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، فشياطين الجن توسوس لشياطين الإنس، وتوحي لهم وتقذف في قلوبهم الشبهات التي يبرزونها ويظهرونها؛ فيشككون بما جاء به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويوحون إليهم بالأمور التي يحصل بها الإفساد للخلق .وقد جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه وكان زوجاً لأخت المختار الثقفي الذي ادعى النبوة في آخر أمره ثم قتله مصعب بن الزبير ـ رضي الله تعالى عنه ـ فقيل لابن عمر: إن المختار يزعم أنه يوحي إليه. فقال: صدق، ثم قرأ هذه الآية ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ )(الأنعام: من الآية121)،فهو يوحى إليه؛ لكن الذي يوحي إليه الشيطان، فالشياطين توحي إلى الآدميين . وآية الأنعام الأخرى تدل على ذلك (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورا)(الأنعام: من الآية112) فمما كانوا يوحونه إليهم أنهم كانوا يقولون لهم: ما ذبحتموه بأيديكم تقولون حلال، وما ذبحه الله بيده الكريمة تقولون حرام ـ يعنون الميتة ـ إذاً أنتم أحسن من الله! ألقوا إليهم هذه الشبهة فقال الله عز وجل: (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(الأنعام: من الآية121)
وهذا النوع من الأنواع التي وردت في كتاب الله عز وجل وهي من الوحي بالمعنى العام .(1/1858)
و الوحي بالمعنى الخاص هو الذي يعيننا هنا وهو المهم ؛ لأن إثبات الرسالات يتوقف عليه ، ولما قال بعض اليهود على سبيل المكابرة رداً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم : ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ )(الأنعام: من الآية91)فعمُّوا؛ لأن لفظة( شيء ) نكرة جاءت في سياق النفي فتعم. فاحتج الله عز وجل عليهم بحجة ألقمتهم حجراً فقال: ( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى )(الأنعام: من الآية91) فمعنى ذلك أنكم تنكرون نبوة موسى عليه السلام لكونه داخلاً في هذا العموم .
تعريف الوحي بالمعنى الخاص:
فالوحي بالمعنى الخاص : هو إعلام الله لأنبيائه ورسله بما يريد إبلاغه لهم من شرع أو كتاب بالكيفية التي يريدها .
وعرفه بعضهم كالحافظ ابن حجر رحمه الله : بأنه الإعلام بالشرع .
شرح التعريف:
فقولنا: (بالكيفية التي يريدها ) هذا يتعلق ببيان أنواع الوحي إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .والمقصود هنا؛ الوحي بمعناه ومفهومه الخاص، وأجمع آية وردت في هذا النوع هي قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى:51) فهذه الآية جمعت ثلاثة أنواع: أولها: قوله: (إلا وحياً ) ،ثانيها: قوله: ( مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )، ثالثها: قوله: ( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)فجمعت هذه الآية عامة أنواع الوحي.(1/1859)
فقوله تبارك وتعالى: (إلا وحياً ) يدخل تحته أمور متعددة من أنواع الوحي؛ أولها: الرؤيا الصادقة وهي من أنواع الوحي، كما قالت عائشة رضي الله عنها: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة ـ أو الصالحة ـ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح) أخرجاه في الصحيحين ( خ/ 3، م / 231 ) فأول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الرؤيا الصالحة . وقد بقي ستة أشهر قبل نزول الملك يرى هذه الرؤى التي تأتي مثل فلق الصبح، وقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ " ( خ/ 6474) ويتبين معنى هذا الحديث من خلال الحديث الذي ذكرته قبل قليل، فمدة بقاء النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة ، وفي المدينة على الأرجح عشر سنوات، فالمجموع ثلاث وعشرون سنة ، فلو قسمت هذه الثلاث وعشرين على ستة أشهر فيكون ستا وأربعين ، والرؤيا الصالحة استمرت ستة أشهر فهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة؛ هذا يمكن أن يفسر به الحديث والعلم عند الله عز وجل، ولا يقطع به، ولكنه احتمال.(1/1860)
ومما ورد في كتاب الله عز وجل من هذا النوع من الوحي ـ وهو الرؤيا الصادقة ـ قول الله عزوجل عن إبراهيم عليه السلام (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات:102) فهنا قال (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) فاحتج بالرؤيا، و بنى عليها العمل ( وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)(الصافات: من الآية103) وكذلك استجابة إسماعيل صلى الله عليه وسلم له بقوله: ( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ )(الصافات: من الآية102)، ثم قوله: (افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ) يدل على أنه أمر من الله عز وجل، و لهذا قال الله عز وجل: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (الصافات:105.104) . و كذلك قال في حق النبي صلى الله عليه وسلم: ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)(الاسراء: من الآية60) و هذه الرؤيا بعض العلماء يقولون: هي ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء و المعراج فهي رؤيا عين؛ وليست رؤيا في المنام، والقول الآخر وهو الأقرب، وهو أنها تفسر بقوله تبارك وتعالى في سورة الفتح: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:27) وهو فتح خيبر. فهذه الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم حيث رأى نفسه يطوف آمنا مع أصحابه بالبيت، وتعلقت قلوب الصحابة رضي الله تعالى عنهم بمقتضى هذه الرؤيا ومضمونها. ولا شك أن رؤيا الأنبياء حق. وحينما(1/1861)
نقول بأن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة . فيتنبه هنا إلى أنه لا يجوز أن يبنى على الرؤى حكم من الأحكام لا في الأمور الشرعية ولا في غيرها من القضايا العلمية أو العملية، بمعنى أنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد بعبادة بناء على رؤيا رآها، إذا كانت هذه العبادة لم يشرعها الله عز وجل، ولا يجوز للإنسان أن يبني على ذلك قضية علمية أو عملية؛ بمعنى أنه مثلا رأى في المنام أن تركيب الدواء الفلاني يفيد من المرض الفلاني، فهذا لا يُبنى عليه حكم، ولا يصح أن يعتمد عليه، وهكذا أيضا بما يتعلق بالقضايا العلمية من الحب والبغض و اعتقاد ولاية إنسان أو فساده أو نحو ذلك.
تنبيه: إذا علم أن رؤيا الأنبياء حق و أن الرؤى الصالحة من أنواع الوحي إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فلا يعني ذلك أن شيئاً من القرآن قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حال النوم . نعم أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأشياء وهو في حال النوم ليس منها القرآن. وقد يشكل على البعض ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ( 607 ) من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ :" بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ فقال أنزل علي آنفا سورة، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (الكوثر:1)... إلى آخرها"(1/1862)
فالجواب : أن هذه ( إغفاءة ) كما عبر أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ ولم تكن نومة ، ومعلوم أن الإغفاءة نومة يسيرة فالنبي صلى الله عليه وسلم جالس بين أصحابه يحدثهم، ولا يتصور أنه عليه الصلاة والسلام ينام بينهم في مجلسه ، و إنما هذه هي الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي، والتي يقال لها برحاء الوحي، فقد كانت تعتري النبي صلى الله عليه وسلم حالة يتربد لها وجهه، و يسيل منه العرق، ويلاحظ ذلك أصحابه، فهذه الحالة التي اعترته فعبر عنها أنس بن مالك بذلك.
فإذاً ينبغي أن نفرق بين ثلاثة أشياء:
بين دعوى ما نزل من القرآن مناماً، وبين أن الرؤيا نوع من أنواع الوحي، وبين أن بعض القرآن نزل عليه وهو في فراشه، فيمكن أن نقول: إن بعض القرآن نزل والنبي صلى الله عليه وسلم في فراشه، ولكن وجود الإنسان في فراشه لا يعني أنه نائم، وهذا ما يسميه السيوطي فيما سبق من العناوين التي سردتها قبل بالفراشي والنومي ، فنقول: نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات وهو في فراشه، كما في قوله تعالى: ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )(المائدة: من الآية67) لأن النبي صلى الله عليه وسلم بات ليله قلقاً وتمنى أن يُحرس، فسمع قعقعة السلاح فقال من هذا ؟ فقال : سعد بن مالك ـ سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه ـ فهيأ الله له ما تمناه، فأنزل الله عز وجل عليه ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )(المائدة: من الآية67) فقال: انصرفوا" ( خ/ 2672، م/ 4427 )
هذا ما يتعلق بالرؤيا الصالحة، وهي النوع الأول الذي يدخل تحت قوله: ( إِلَّا وَحْياً )(الشورى: من الآية51)(1/1863)
النوع الثاني: الذي يدخل تحت قوله: : ( إِلَّا وَحْياً )وهو: النفث في الرُّوع كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن روح القدس – يعني جبريل صلى الله عليه وسلم – نفث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها و أجلها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب) فالنفث في الرُّوع داخل تحت قوله : ( إِلَّا وَحْياً )
ويشبهه النوع الثالث: الداخل تحت قوله : ( إِلَّا وَحْياً )وهو: الإلهام. وحقيقته: إلقاء المعاني في القلب، ولو من غير نزول الملك.
إذاً هذه ثلاثة أنواع تدخل تحت قوله تبارك وتعالى: : ( إِلَّا وَحْياً ).(1/1864)
ثم قال الله عز وجل ( أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب)(الشورى: من الآية51)كما كلم الله عز وجل موسى صلى الله عليه وسلم، وكما كلم محمداً عليه الصلاة والسلام قال تعالى: ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)(النساء: من الآية164)وقال: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ )(لأعراف: من الآية143) وقال: ( إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي )(لأعراف: من الآية144)و أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد وقع له الكلام الإلهي المباشر في ليلة المعراج، ويفهم ذلك من آية النجم، ومن حديث المعراج، ففي آية النجم؛ قال الله عز وجل: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى*فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى*فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) (لنجم:10.9.8) فالتفسير المشهور لهذه الآية: أن جبريل ـ عليه السلام ـ دنا فتدلى، فكان قربه من النبي صلى الله عليه وسلم قاب قوسين أو أدنى، فأوحى جبريل إلى عبد الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحى، يعني ما أمره الله تعالى أن يوحيه إليه ، هذا هو المعنى المشهور، وهو الأرجح في تفسير الآية ولا شاهد فيه، و إنما ذكرت هذه الآية بناء على التفسير الآخر، وهو أن قوله تبارك وتعالى (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) الدنو هو دنو النبي صلى الله عليه وسلم من الجبار تبارك وتعالى، فكان فيه بالقرب القريب، وهذا يوضحه رواية عند البخاري( 6963 ) في النسخة اليونينية ( ثم دنا للجبار، فأوحى الله إلى عبده ما أوحى)، وفي بعض النسخ (ثم دنا الجبار).(1/1865)
لكن الأقرب أن الذي دنا فتدلى هو جبريل عليه الصلاة والسلام،فإن هذه اللفظة ( ثم دنا الجبار ) مما انفرد به شريك في حديث الإسراء المشهور، وقد عدها بعض أهل العلم من جملة أوهامه في هذا الحديث، ثم هو خلاف المشهور عن الصحابة رضوان الله عليهم في تفسير هذه الآية كما سبق، ويرجحه القرينة التي في الآية؛ وهي قوله تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) (لنجم:13) أي: رأى جبريل مرة أخرى على هيئته الحقيقية الملائكية.
و أما من السنة: فحديث مالك بن صعصعة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في صحيحه ( 3598 )، في قصة فرض الصلاة، وفيه: ـ ثم فرضت علي خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى فقال: ما صنعت قلت: فرضت علي خمسون صلاة ، فقال: أنا أعلم بالناس منك، عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ... إلى أن قال: فرجعت ـ يعني إلى الله ـ فسألته فجعلها أربعين ـ ثم تكرر ذلك مع موسى ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه تبارك وتعالى ثم بعد ذلك ـ "نودي أني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي و أجزي الحسنة عشراً) وفي رواية:" فراجعت ربي قال: هي خمس ، وهي خمسون لا يبدل القول لدي" يعني خمس فرائض والحسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في الميزان. فظاهره أنه كلام مباشر من الله عز وجل.
فالله كلم موسى صلى الله عليه وسلم وهو في الطور بتكليم مباشر، وكلم النبي صلى الله عليه وسلم وهو في السماء.(1/1866)
ومن النصوص المتعلقة بالكلام الإلهي المباشر؛ وهي داخله تحت الكلام من وراء حجاب؛ ما ورد في كتاب الله عز وجل في ثلاث سور، وهي أربع آيات لا خامس لها؛ ففي سورة البقرة (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ)(البقرة: من الآية253)، وفي النساء (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) إلى قوله ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيم)(النساء: 163، 164)، و في الأعراف آيتان (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ )(لأعراف: من الآية143). وقوله: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (لأعراف:144) و أما قوله ( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)(الشورى: من الآية51) فيحتمل معنيين:
المعنى الأول: أنه يرسل رسولاً ملائكياً إلى رسولٍ بشري، و هذا هو الغالب مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
المعنى الثاني: أنه يرسل رسولاً من البشر إلى نظرائه من الآدميين، لأن الله لا يخاطب أولا يوحي إلى كل واحد من بني آدم، و إنما يرسل منهم رسولاً إليهم لينذرهم و يبشرهم. فهذان المعنيان تحتملهما الآية، و لا تعارض بينهما، فكلاهما صحيح.
الأحوال والصور التي يأتي عليها الملك للرسول البشري:
والملك حينما يأتي للرسول البشري، أو لنبينا صلى الله عليه وسلم يأتيه بصور متعددة:
الصورة الأولى منها: أن يأتيه على صورته الحقيقية، وقد حصل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم مرتين:(1/1867)
المرة الأولى: أنه رآه النبي صلى الله عليه وسلم على كرسي أو على عرش بين السماء والأرض؛ كما في حديث جابر عند البخاري( 4541، م/ 233): ( فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء و الأرض) وفي رواية ( ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو قاعد على العرش في الهواء ـ يعني جبريل صلى الله عليه وسلم ـ فأخذتني رجفة شديدة".
المرة الثانية: حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى ؛ كما في قول الله عز وجل (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) (النجم:14.13)(1/1868)
الصورة الثانية: أن يأتيه ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن تُرى بعض الآثار على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تُسمع بعض الأصوات، ولكن جبريل لا يُرى، فالصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا يسمعون عند وجه النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل صوتاً كدوي النحل عند وجهه ـ عليه الصلاة والسلام ـ، ويتفصد العرق من جبينه في اليوم الشاتي، ويدل على ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها عند البخاري(2) ومسلم (4304): أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال" وذكر النبي صلى الله عليه وسلم للحارث بن هشام الحالة الثانية ؛ وهو ( أن يأتيه على هيئة رجل فيكلمه فيعي ما يقول) فالحالة الأولى المذكورة في حديث الحارث بن هشام: "أن يأتيه على مثل صلصلة الجرس" ؛ يعني: أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع صوتا كصلصلة الجرس، والصلصلة: هو صوت متدارك وهو معروف والجرس معروف وهو: الجلجل. و بعض أهل العلم يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع هذا الصوت، والصحابة يسمعون كدوي النحل عند وجهه عليه الصلاة والسلام، فبالنسبة إليهم يسمعون كدوي النحل وبالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم يسمع صوتا كصلصلة الجرس.(1/1869)
ومما يدل على ذلك أيضاً ما أخرجه الترمذي ( 3097 ) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يُسمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة ثم سُرِّي عنه فقرأ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون:1) وكذلك ما أخرجه مسلم ( 4305 ) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه كَرِب لذلك وتربد له وجهه"،و قالت عائشة رضي الله عنها: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا" وهذا هو الغالب من الحالات التي كان يأتي بها جبريل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام.
الحالة الثالثة: أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم على هيئة (صورة) رجل، ويدل على ذلك: حديث الحارث بن هشام الذي روته عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفيه: "و أحيانا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول"
وكذا حديث ابن عمر عند أحمد( 5592) :"كان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحيه الكلبي" وهو رجل من الصحابة.
وكذلك: حديث عمر وهو ما يعرف بحديث جبريل المشهور في مسلم ( 8 ) (لما جاء جبريل في هيئة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يعرفه منهم أحد ولا يرى عليه أثر السفر).
ومن ذلك أيضاً: ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم في طفولته (حيث جاءه رجلان فشقا صدر النبي صلى الله عليه وسلم ...الحديث) في مسلم ( 236) فهذا كله مما يستدل به على هذه الحالة.
تنبيه :(1/1870)
قد يرد هنا سؤال وهو: أن الحارث بن هشام عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية مجيء الوحي إليه؛ أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بصورتين فقط ؛ مع أن هناك بعض الصور الأخرى من صفات الوحي وحالاته، كدوي النحل، والنفث في الروع، والإلهام، والرؤيا، والتكليم بلا واسطة، وكذلك مجيء جبريل صلى الله عليه وسلم بصورته الحقيقية، فهذه خمس صور لم ترد في حديث الحارث بن هشام لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم .
فيقال:إن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له حالتين فقط ؛لأنها هي الغالب.
وقيل:إن ما ذكر وقع بعد سؤال الحارث بن هشام؛ وهذا فيه بعد، بل هو غلط وإن قاله بعض أهل العلم؛ لأن جبريل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم بصورته الحقيقية في أول النزول في مكة، وكذا الرؤيا الصالحة، وقصه الحارث بن هشام كانت في أواخر العهد المدني، لأن الحارث بن هشام رضي الله عنه أسلم عام الفتح, لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا. فهذا الجواب لا يصلح.
ويمكن أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر صورة الملك حينما يأتي بصورته الحقيقية لأن ذلك نادر، وأيضاً: لم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الإلهام والرؤيا، لأن هذه أمور قد تقع لغير الأنبياء ولا غرابة فيها، وإنما سأله كيف يأتي إليه الملك فيوحي إليه بالوحي الذي تظهر آثاره على النبي صلى الله عليه وسلم، أو كيف يأتيه بصورة لا يأتي بها الناس سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الإلهام والرؤيا الصالحة فيقعان للناس ،فهو لم يسأل عن ذلك.
ويمكن أن يقال أيضاً: بأن دوي النحل لا يتعارض مع صلصلة الجرس الذي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم للاعتبار التي ذكرته فيما سبق. والعلم عند الله تبارك وتعالى.(1/1871)
وكذلك النفث في الرُّوع؛ يمكن أن يعاد إلى أحدى الحالتين: فيأتيه الملك فينفث في رُوعه بصورة صلصلة الجرس الذي يسمعه النبي صلى الله عليه وسلم، أو يأتي على هيئة رجل ثم ينفث في رُوع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا مانع من ذلك و الأحاديث تحتمله. والعلم عند الله تبارك وتعالى.
ويمكن أن يقال أيضاً: إن السؤال كان عن صفة الوحي الذي يأتي بحامل لا مجرد الرؤيا ولا مجرد الإلهام، وهكذا التكليم الإلهي المباشر كالتكليم ليلة المعراج فإنه لم يسأل عن ذلك.
فهذه احتمالات يذكرها العلماء رحمهم الله في الجواب عن هذا الإشكال.
وقد يرد هنا سؤال آخر وهو: أن آية الشورى تضمنت الأنواع الخمسة التي ذكرناها، و قلنا هي أجمع آية في أنواع الوحي، لكن من أنواع الوحي أن يكتب الله عز وجل لنبي من الأنبياء كتابا، أو ينزل عليه كتاباً وهذا لم يرد في آية الشورى فيما يتبادر لمن نظر فيها؛ فما الجواب عن ذلك ؟!
فيقال : إن مسألة الكتابة و إنزال الكتب مسألة ثابتة لاشك فيها؛ والله عز وجل أخبر أنه أنزل التوراة على موسى عليه السلام وكتب له في الألواح، كما في سورة الأعراف حين قال: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا) (لأعراف:145) وكذلك في قوله تبارك وتعالى عن موسى صلى الله عليه وسلم: (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ )(لأعراف: من الآية154)، وفي الصحيحين (خ/ 3157، م / 4793) في قصة محاجة آدم وموسى عليهم الصلاة والسلام :" فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ " وفي رواية:" كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ "
فيمكن أن يجاب عن الإشكال السابق بعدة أجوبة:(1/1872)
الأول : أن يقال بأن الآية تكلمت عن طرق تكليم الله عز وجل لأنبيائه صلى الله عليهم وسلم، وما تكلمت عن الكتابة فالله تعالى يقول: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً)(الشورى: من الآية51).ويمكن أن يناقش أيضاً هذا الجواب.
الثاني:أن يقال: إن الكتابة هي أحد اللسانيين فهي لون من الكلام، فقوله تعالى:( أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً)...إلخ فالكلام يكون عن طريق الوحي، ويمكن أن يكون منه الكتابة.
الثالث:أن يقال إنها يمكن أن تدخل تحت قوله : ( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)(الشورى: من الآية51) فيكون الملك قد جاء بهذه الألواح أو بالتوراة . وعلى هذا فالكتابة إما أن تدخل تحت قوله ( إِلَّا وَحْياً)(الشورى: من الآية51) أو تدخل تحت قوله ( أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)والله تعالى أعلم.
فائدة:
الأقرب في معنى هذه الألواح؛ أنها هي التوراة، بدليل الحديث السابق: " ...وكتب لك التوراة بيده "، وكذلك في قوله تبارك وتعالى ( مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ)(لأعراف: من الآية145).وأما قول بعض أهل العلم بأن الألواح هي الوصايا العشر؛ فهذا فيه نظر. والله تعالى أعلم.
---
أحمد البريدي
03-20-2004, 01:31 PM
جزاك الله خيراً ونأمل المواصلة في نقل الموضوعات القيمة .
---
أبو معاذ البخيت
03-23-2004, 02:06 PM
أبشر يا شيخ أحمد ، سأسعى إلى ذلك جاهدا، شاكرا لك دعاءك ودعمك ، والله يحفظك
---
أبو معاذ البخيت
04-19-2004, 09:14 AM
للرفع
---
أبو معاذ البخيت
06-07-2004, 07:37 AM
للرفع
---
أبومجاهدالعبيدي
09-14-2006, 06:59 AM
وهذا موضوع فصلت فيه القول في أهم مسائل هذا الموضوع
مسائل في الوحي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=392#post392)
---
(1/1873)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مساعدة لبحث عن الرافضة وجذورهم التاريخية ..
---
مساعدة لبحث عن الرافضة وجذورهم التاريخية ..
---
طالبة العلم ..
03-03-2007, 04:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله ..
كما هو موضح في العنوان ..
أريد المراجع التي يمكن أن تفيدني لمعرفة جذور الروافض التاريخية و منهجهم العقدي ..
غير مجموع الفتاوى ..
جزاكم الله خير ..
---
الكشاف
03-03-2007, 06:19 AM
هذا الرابط فيه كتب كثيرة مهمة يمكن الاستفادة منها .
http://www.fnoor.com/books.htm
وهذه مواقع أخرى فيها مراجع أخرى
http://www.fnoor.com/links.htm
---
طالبة العلم ..
03-04-2007, 02:21 AM
أفكر أن يخاطب البحث عامة أهل السنة ..
لا أن يكون بلغة علمية محضه ..
ما رأي طلبة العلم والمشايخ ؟
وماهي بعض الفصول التي يمكن أن أكتب عنها ؟
---
طالبة العلم ..
03-07-2007, 05:49 AM
........ ?
---
(1/1874)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الكفاية والإرشاد للقلانسي ؟
---
الكفاية والإرشاد للقلانسي ؟
---
العويدي
03-30-2006, 01:48 PM
هل هدان الكتابان محققان ؟
---
الجنيدالله
03-31-2006, 02:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم اخي الكريم هما محققان
---
(1/1875)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أهم المؤلفات التي تعنى بتوجيه القراءات
---
ما أهم المؤلفات التي تعنى بتوجيه القراءات
---
طالب المعالي
11-06-2005, 11:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي في الله
ارجو افادتي بأهم المؤلفات التي لها عناية تامة بالتوجيه السديد للقراءات السبع او العشر
وجزاكم الله خيرا
---
رجاء
11-07-2005, 12:59 AM
راجع كتاب اختيارات مكي بن أبي طالب فيكتابه الكشف عن اوجه القرآت السبع لمحمد بن ناصر جده ففيه ذكر لعددكبير منها عموما هو موجود في مكتبة الملك فيصل
---
عبدالرحمن الشهري
11-07-2005, 01:33 AM
من أهمها :
- (الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم ابن مجاهد) لأبي علي الفارسي ، طبعة دار المأمون ، تحقيق بدر الدين القهوجي ، وبشير جويجاتي ، وهو أفضل كتب الاحتجاج للقراءات حسب علمي.
- المحتسب لابن جني في توجيه القراءات الشاذة.
- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها ، لمكي بن أبي طالب القيسي ، تحقيق محي الدين رمضان ، طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق.
- الموضح لابن أبي مريم .
وقد ذكر محققو كتاب (البرهان في علوم القرآن للزركشي) المؤلفات فيه ، تحقيق يوسف المرعشلي وزميليه 1/488-489
---
د.عبدالرحمن اليوسف
11-07-2005, 03:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أضيف لما ذكره أخي الشيخ د.عبدالرحمن الشهري من كتب توجيه القراءات:
- القراءات وعلل النحويين فيها،لأبي منصور الأزهري.
- الحجة في القراءات السبع،لابن خالويه.
- حجة القراءات ،لابن زنجلة.
- إتحاف فضلاءالبشر بالقراءات الأربعة عشر،للشيخ أحمد البنا.
- ويستفاد كذلك من كتاب:
- إعراب القرآن للنحاس.
- تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن،لأبي جعفر الرعيني.
والله الموفق.
---
جمال أبو حسان
11-07-2005, 09:58 AM(1/1876)
من الكتب المهمة في هذا الجانب كتاب ابراز المعاني من حرز الاماني لابي شامة
---
مساعد الطيار
11-07-2005, 01:21 PM
يمكن تقسيم الكتب التي عُنيت بتوجيه القراءات إلى أقسام :
الأول : مدونات التفسير ، وكثيرٌ منها لا يُغفل توجيه القراءات المرتبطة بالمعنى ؛ لأنها من صلب التفسير ، ومن أمثلتها دون حصرها .
1 ـ تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري .
2 ـ المحرر الوجيز ، لابن عطية الأندلسي .
3 ـ الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي .
4 ـ البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي .
5 ـ التحرير والتنوير ، للطاهر بن عاشور .
الثاني : كتب أعاريب القرآن ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر .
1 ـ إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس .
2 ـ الفريد في إعراب القرآن المجيد ، للمنتجب الهمداني .
3 ـ الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ، للسمين الحلبي .
الثالث : كتب القرآءات ـ مع العلم أن الأصل فيها ذكر كيفية القراءة دون التوجيه ، لكن بعضها قد يُعنى بالتوجيه مع ذكر القراءة ، خصوصًا شروح الشاطبية ؛ كشرح أبي شامة المقدسي .
الرابع : كتب إعراب القراءت ، ومنها :
1 ـ الحجة في إعراب القراءات السبع ، لابن خالويه .
2 ـ إعراب لقراءات الشواذ ، للعكبري .
الخامس : كتب توجيه القراءات ، وقد ذكر الإخوة مجموعة منها .
---
صالح صواب
11-07-2005, 04:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
قد لا أضيف كثيرا في هذا الباب، ولكن نظرا لأن بعض المعلومات السابقة غير مكتملة، أو لأن بعض أسماء الكتب ليست بدقيقة، أود أن أضيف هذه الكتب، منها ما هو مذكور سابقا، ومنها ما لم يذكر، والله ولي التوفيق والهداية
- إعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه، الحسين بن أحمد بن خالويه، المتوفى سنة 370هـ.
- معاني القراءات ، لأبي منصور، محمد بن أحمد الأزهري، المتوفى سنة 370هـ.
- الحجة في علل القراءات السبع، لأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي، المتوفى سنة 377هـ.(1/1877)
- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها، لابن جني، أبي الفتح عثمان بن جني، المتوفى سنة 392هـ
- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، لأبي محمد مكي بن أبي طالب، المتوفى سنة 437هـ.
- كشف المشكلات، وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات، لنور الدين أبي الحسن علي بن الحسين الباقولي، المتوفى سنة 543هـ..
- إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن، لأبي البقاء عبدالله بن الحسين العُكبري، المتوفى سنة 616هـ.
- حجة القراءات، للإمام لابن زنجله، أبي زرعة، عبدالرحمن بن محمد بن زنجله..
---
طالب المعالي
11-07-2005, 08:49 PM
وفقكم الله جميعا
---
أبو بيان
11-08-2005, 03:26 AM
- من أسهلها عبارةً وأخصرها: حجة القراءات, لابن زنجلة, بتحقيق: سعيد الأفغاني.
- ومن أحسنها وأشملها:شرح الهداية, للمهدوي, بتحقيق: حازم حيدر.
---
(1/1878)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > فوائد من مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول لأبي شامة المقدسي
---
فوائد من مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول لأبي شامة المقدسي
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مختارات وفوائد من مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول لأبي شامة المقدسي...
* كان من مضى من الأئمة المجتهدين قائمين بنشر علوم الاجتهاد في جميع الآفاق ..وهم في ذلك متفاضلون
فمنهم المحكم لأمر الكتاب
ومنهم القائم بأمر السنة
ومنهم الممعن في استنباط الأحكام
وقل من اجتمع فيه القيام بجميع ذلك
حالة السلف الصالح في تدافع الفتوى عند حدوث الحادثة
-والعلم بالأحكام واستنباطها كان أولا حاصلا للصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم فكانوا إذا نزلت بهم النازلة بحثوا عن حكم الله تعالى فيها من كتاب الله وسنة نبيه وكانوا يتدافعون الفتوى ويود كل منهم لو كفاه إياها غيرهفصل في السؤال عن الحادثة والكلام فيها قبل وقوعها
-وكان جماعة منهم يكرهون الكلام في مسألة لم تقع ويقولون للسائل عنها أكان ذلك فإن قال لا قالوا دعه حتى يقع ثم نجتهد فيه
-كل ذلك يفعلونه خوفا من الهجوم على ما لا علم لهم به واشتغالا بما هو الأهم من العبادة والجهاد فإذا وقعت المسألة لم يكن بد من النظر فيها
- وقال الحافظ البيهقي وقد كره بعض السلف للعوام المسألة عما لم يكن ولم يمض كتاب ولا سنة
وكرهوا للمسئول الاجتهاد فيه قبل أن يقع لأن الاجتهاد إنما أبيح للضرورة ولا ضرورة قبل الواقعة فلا يغنيهم ما مضى من الاجتهاد
واحتج في ذلك بما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
-وعن طاووس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر أحرج الله على كل امرئ مسلم سأل عن شيء لم يكن فإنه قد بين ما هو كائن(1/1879)
-وفي رواية لا يحل لكم أن تسألوا عما لم يكن فإن الله تبارك وتعالى قد قضى فيما هو كائن
-قلت هذا معنى قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
-وعن عبد الرحمن بن شريح أن عمر بن الخطاب كان يقول إياكم وهذه العضل فإنها إذا نزلت بعث الله لها من يقيمها ويفسرها
-فالاجتهاد بمنزلة الميتة قال الثعلبي والشافعي ولا يحل تناولهما إلا عند المخمصة
والذي ليس بحاكم ويجتهد برأيه فمثله كمثل رجل قعد في بيته ويقول إنما جاز أكل الميتة لفلان ويجوز أكلها لي أيضا
-فكذلك لا يجوز لأحد أن يحتج بقول المجتهد لأن المجتهد يخطئ ويصيب فإذا كان شيء يحتمل أن يكون صوابا وخطأ فتركه أولى مثل الشبهات من الطعام تركه لها أولى من تناوله
-وعن الصلت بن رشد قال سألت طاوسا عن شيء فانتهرني فقال أكان هذا قلت نعم قال الله الذي لا إله إلا هو قلت الله الذي لا إله إلا هو قال إن أصحابنا حدثونا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال يا أيها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله فيذهب بكم ههنا وههنا وإن لم تعجلوا قبل نزوله لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سدد
-وعن النبي صلى الله عليه وسلم لا تستعجلوا بالبلية قبل نزولها فإنكم إذا فعلتم ذلك لا يزال منكم من يوفق ويسدد وإنكم إن استعجلتم بها قبل نزولها تفرقتم
-قلت بهذا السبب أخذوا سنن اليهود والنصارى وزادوا عليهم حتى صاروا اثنتين وسبعين فرقة وحكم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم من أصحاب النار كما شهد للعشرة أنهم من أصحاب الجنة
-وقال مسروق سألت أبي بن كعب عن شيء قال أكان بعد قلت لا قال فاصبر حتى يكون فإن كان اجتهدنا لك رأينا(1/1880)
-وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما منهم أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه إياه وفي رواية يسأل أحدهم المسألة فيردها هذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:35 PM
فصل في التنفير من القول بالرأي
-ثم بعد الصحابة أراد الله أن يصدق نبيه في قوله تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فرقة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحللون الحرام ويحرمون الحلال ورواه البزار في مسنده عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك عنه صلى الله عليه وسلم
-فكثرت الوقائع والنوازل في التابعين ومن بعدهم واجتهدوا بآرائهم لمن اضطر ومن لم يضطر ووصلت إلى من بعدهم من الفقهاء ففرعوا عليها وقاسوا واجتهدوا في إلحاق غيرها بها فتضاعفت مسائل الفقه وشككهم إبليس ووسوس في صدورهم
-واختلفوا اختلافا كثيرا من غير تقليد فقد نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره كما سنذكره في فصل
-وكانت تلك الأزمنة مملوءة بالمجتهدين فكل صنف على ما رأى وتعقب بعضهم بعضا مستمدين من الأصلين الكتاب والسنة وترجيح الراجح من أقوال السلف المختلفة بغير هوى
ولم يزل الأمر على ما وصفت إلى أن استقرت المذاهب المدونة
-ثم اشتهرت المذاهب الأربعة وهجر غيرها فقصرت همم أتباعهم إلا قليلا منهم فقلدوا بعدما كان التقليد لغير الرسل حراما بل صارت أقوال أئمتهم عندهم بمنزلة الأصلين وذلك معنى قوله تعالى اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله
-فعدم المجتهدون وغلب المقلدون وكثر التعصب وكفر بالرسول حيث قال يبعث الله في كل مائة سنة من ينفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين(1/1881)
-وحجروا على رب العالمين مثل اليهود أن لا يبعث بعد أئمتهم وليا مجتهدا حتى آل بهم التعصب إلى أن أحدهم إذا أورد عليه شيء من الكتاب والسنة الثابتة على خلافه يجتهد في دفعه بكل سبيل من التآويل البعيدة نصرة لمذهبه ولقوله ولو وصل ذلك إلى إمامه الذي يقلده لقابله ذلك الإمام بالتعظيم وصار إليه وتبرأ من رأيه مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم وحمد الله على ذلك
-ثم تفاقم الأمر حتى صار كثير منهم لا يرون الاشتغال بعلوم القرآن والحديث ويرون أن ما هم عليه هو الذي ينبغي المواظبة عليه فبدلوا بالطيب خبيثا وبالحق باطلا اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:36 PM
فصل في كلام العلماء في الرأي والقياس
-ثم نبغ قوم آخرون صارت عقيدتهم في الاشتغال بعلوم الأصلين يرون أن الأولى منه الاقتصار على نكت خلافية وضعوها وأشكال منطقية ألفوها
-وقد قال عمر بن الخطاب اتهموا الرأي على الدين
-وقال سهل بن حنيف اتقوا الرأي في دينكم
-وقال عبد الله بن مسعود يحدث قوم يقيسون الأمر برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم
-ما عبدت الشمس والقمر إلا بالرأي ولا قالت النصارى ولا أن الله هو المسيح بن مريم ولا اتخذ الله ولدا ألا بالرأي وكذلك كل من عبد شيئا من دون الله إنما عبده برأيه فانظر إلى قول السامري وكذلك سولت لي نفسي
-وقال عبد الله بن عمر لا يزال الناس على الطريق ما اتبعوا الأثر
-روى الشعبي عن عبد الله بن عمر إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا
-وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه لك بالقول
-وقال أيضا إذا بلغك عن رسول الله حديثا فإياك أن تقول بغيره فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبلغا عن الله تبارك وتعالى
-وقال أيضا العلم ما جاء عن أصحاب محمد وما لم يجيء عن أصحاب محمد فليس بعلم(1/1882)
يعني ما لم يجيء أصله منهم
-قال الشعبي إذا جاءك الخبر عن أصحاب محمد فضعه على رأسك وإذا جاءك عن التابعين فاضرب به أقفيتهم
-وقال سفيان الثوري العلم كله بالآثار
-قلت ما احسن قول القائل ...
تجنب ركوب الرأي فالرأي ريبة ... عليك بآثار النبي محمد
فمن يركب الآراء يعم عن الهدى ... ومن يتبع الآثار يهدي ويحمد ...
- وقال بعض المغاربة ...
لا ترغبن عن الحديث وأهله ... فالرأي ليل والحديث نهار ...
-وقول القائل ...
انظر بعين الهدى إن كنت ذا نظر ... فإنما العلم مبني على الأثر ...
لاترضى غير رسول الله متبعا ... ما دمت تقدر في حكم على خبر ...
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:36 PM
فصل في وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة
-ولم يختلف المفسرون فيما وقفت عليه من كتبهم في أن قوله تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول تقديره إلى قول الله وقول الرسول
-فيجب رد جميع ما اختلف فيه إلى ذلك فما كان أقرب إليه اعتمد صحته وأخذ به
-ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ردوا الجهالات إلى السنة وفي رواية يرد الناس من الجهالات إلى الناس
-وهذه كانت طريقة العلماء الأعلام أئمة الدين وهي طريقة إمامنا أبي عبد الله الشافعي
-ولهذا قال أحمد بن حنبل
ما من أحد وضع الكتاب حتى ظهر خطأه أتبع للسنة من الشافعي
-ثم ان الشافعي رحمه الله احتاط لنفسه وعلم أن البشر لا يخلو من السهو والغفلة
وعدم الاحتياط فصح عنه من غير وجه أنه أمر إذا وجد قوله على مخالفة الحديث الصحيح الذي يصح الاحتجاج به أن يترك قوله ويؤخذ بالحديث
-أنبأنا الفاضل أبو القاسم عمن أخبره الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول
إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنته ودعوا ما قلت(1/1883)
-وقال صاحب الشافعي المزني في أول مختصره اختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله ومن معنى قوله لأقربه على من أراده مع اعلاميه نهيه عن تقليده وتقليد غيره لينظر فيه لدينه ويحتاط فيه لنفسه وبالله التوفيق
أي مع إعلامي من أراد علم الشافعي نهى الشافعي عن تقليده وتقليد غيره
-قال الماوردي صاحب الحاوي قوله ويحتاط لنفسه أي كطلب السلف الصالح يتبعون الصواب حيث كان ويجتهدون في طلبه وينهون عن التقليد
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:36 PM
فصل في الرجوع إلى كتب السنة وتمييز الطيب من الخبيث من الأحاديث
-ثم إن المصنفين من أصحابنا المتصفين بالصفات المتقدمة من الاتكال على نصوص إمامهم معتمدون عليها اعتماد الأئمة قبلهم على الأصلين الكتاب والسنة قد وقع في مصنفاتهم خلل كثير من وجهين عظيمين
الأول إنهم يختلفون كثيرا فيما يلقونه من نصوص الشافعي وفيما يصححونه منها
وصارت لهم طرق مختلفة خراسانية وعراقية
فترى هؤلاء ينقلون عن إمامهم خلاف ما ينقله هؤلاء والمرجع في هذا كله إلى إمام واحد
وكتبه مدونة مروية موجودة أفلا كانوا يرجعون إليها وينقون تصانيفهم من كثرة اختلافهم عليها
وأجود تصانيف أصحابنا من الكتب فيما يتعلق بنصوص الشافعي كتاب التقريب أثنى عليه
أخبر المتأخرين بنصوص الشافعي وهو الإمام الحافظ ابو بكر البيهقي
( الوجه الثاني ) ما يفعلونه في الأحاديث النبوية والآثار المروية من كثرة استدلالهم بالأحاديث الضعيفة على ما يذهبون إليه نصرة لقولهم وينقصون من ألفاظ الحديث وتارة يزيدون فيه وما أكثره في كتب أبي المعالي و صاحبه أبي حامد نحو اذا اختلف المتبايعان وترادا
ومن العجيب ما ذكره صاحب المهذب في أول باب إزالة النجاسة قال وأما الغائط فهو نجس لقوله صلى الله عليه وسلم لعمار إنما تغسل ثوبك من الغائط والبول والمني والدم والقيء(1/1884)
ثم ذكر طهارة مني الآدمي ولم يتعرض للجواب عن هذا الحديث الذي هو حجة خصمه ولم يكن له حاجة إلى ذكره أصلا فإن الغائط لا ضرورة إلى الاستدلال على نجاسته بهذا الحديث الضعيف المنتهض حجة عليه في أمر آخر
ومن قبيح ما يأتي به بعضهم أن يحتج بخبر ضعيف وهو دليل خصمه عليه فيوردونه معرضين عما كانوا ضعفوه
وفي كتاب الحاوي والشامل وغيرهما شيء كثير من هذا وهم مقلدون لامامهم الشافعي فهلا اتبعوا طريقته في ترك الاحتجاج بالضعيف وعقبه على من احتج به وتبيين ضعفه
-ثم إن مذهبه ترك الاحتجاج بالمراسيل إلا بشروط
ولو ذكر سند الحديث وعرفت عدالة رجاله إلى التابعي وسقط من السند ذكر الصحابي كان مرسلا
ويوردون هؤلاء المصنفون هذه الأحاديث محتجين بها بلا إسناد أصلا فيقولون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظنون أن ذلك حجة وإمامهم يرى أنه لو سقط من السند الصحابي وحده لم يكن حجة وكذا لو سقط غير الصحابي من السند
-فليتهم إذا عجزوا عن أسانيد الأحاديث ومعرفة رجالها عزوها إلى الكتب التي أخذوها منها
ولكنهم لم يأخذوا تلك الأحاديث إلا من كتب من سبقهم من مشايخهم ممن هو على مثل حالهم فبعضهم يأخذه من بعض فيقع التغيير والزيادة والنقصان فيما صح أصله ويختلط الصحيح بالسقيم وهذا كله غير مستقيم
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:36 PM
فصل في بيان أن الأحكام تثبت بالأدلة من دواوين السنة المعتبرة
- الواجب في الاستدلال على الأحكام وبيان الحلال والحرام أن من يستدل بحديث يذكر مستنده ويتكلم عليه بما يجوز الاستدلال به أو يعزوه إلى كتاب مشهور من كتب أهل الحديث المعتبرة فيرجع من يطلب صحة الحديث وسقمه إلى ذلك الكتاب وينظر في سنده
وما قال ذلك المصنف أو غيره فيه
-وقد يسر الله تعالى وله الحمد الوقوف على ما يثبت من الأحاديث وتجنب ما ضعف منها بما جمعه علماء الحديث في كتبهم من الجوامع و المسانيد(1/1885)
-فالجوامع هي المرتبة على الأبواب من الفقه والرقاق والمناقب وغير ذلك
-فمنها ما اشترط فيه الصحة إذ لا يذكر فيه إلا حديث صحيح على ما اشترطه مصنفه ككتابي البخاري ومسلم وما الحق بهما واستدرك عليهما
-وكصحيح إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة وكتاب أبي عيسى الترميذي وهو كتاب جليل مبين فيه الحديث الصحيح والحسن والغريب والضعيف وفيه عن الأئمة فقه كثير
-ثم سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه ومن بعدهم سنن أبي الحسن الدارقطني والتقاسيم لأبي حاتم بن حبان وغيرهما
-ثم ما رتبه وجمعه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه الكبرى من الأوسط والصغير التي اتى بها على ترتيب مختصر المزني وقربها إلى الفقهاء بجهده
-فلا عذر لهم ولا سيما الشافعية منهم في تجنب الاشتغال بهذه الكتب النفيسة المصنفة في شروحها وغريبها بل أفنوا زمانهم وعمرهم بالنظر في أقوال من سبقهم من المتأخرين وتركوا النظر في نصوص نبيهم المعصوم وآثار أصحابه الذين شهدوا الوحي وعاينوا المصطفى صلى الله عليه وسلم وفهموا مراد النبي فيما خاطبهم بقرائن الأحوال إذ الخبر
ليس كالمعاينة
فلا جرم لو حرم هؤلاء رتبة الاجتهاد وبقوا مقلدين !
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:37 PM
عذر العلماء في الصدر الأول لا يوجد الآن لتوفر كتب الحديث
-وقد كان العلماء في الصدر الأول معذورين في ترك ما لم يقفوا عليه من الحديث لأن الأحاديث لم تكن حينئذ بينهم مدونة إنما كانت تتلقى من أفواه الرجال وهم متفرقون في البلاد
-ولو كان الشافعي وجد في زمانه كتابا في أحكام السنن أكبر من الموطأ لحفظه مضافا إلى ما تلقاه من أفواه مشايخه
فلهذا كان الشافعي بالعراق يقول لأحمد بن حنبل أعلموني بالحديث الصحيح أصر عليه
وفي رواية إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا لي حتى أذهب إليه(1/1886)
-ثم جمع الحفاظ الأحاديث المحتج بها في الكتب ونوعوها وقسموها وسهلوا الطريق إليها فبوبوها وترجموها وبينوا ضعف كثير منها وصحته وتكلموا في عدالة الرجال وجرح المجروح منهم وفي علل الأحاديث ولم يدعوا للمشتغل شيئا يتعلل به
وفسروا القرآن والحديث وتكلموا على غريبها وفقهها وكل ما يتعلق بها في مصنفات عديدة جليلة فالآلات متهيئة لطالب صادق ولذي همة وذكاء وفطنة
-وأئمة الحديث هم المعتبرون القدوة في فنهم فوجب الرجوع إليهم في ذلك وعرض آراء الفقهاء على السنن والآثار الصحيحة فما ساعده الأثر فهو المعتبر وإلا فلا نبطل الخبر بالرأي ولا نضعفه إن كان على خلاف وجوه الضعف من علل الحديث المعروفة عند أهله أو بإجماع الكافة على خلافه
-فقد يظهر ضعف الحديث وقد يخفى وأقرب ما يؤمر به في ذلك أنك إذا رأيت حديثا خارجا عن دواوين الإسلام كالموطأ ومسند أحمد والصحيحين وسنن أبي داود والترمذي والنسائي ونحوها مما تقدم ذكره ومما لم نذكره فانظر فيه فإن كان له نظير في الصحاح والحسان قرب أمره وإن رأيته يباين الأصول وارتبت به فتأمل رجال إسناده واعتبر أحوالهم من الكتب المصنفة في ذلك
-وأصعب الأحوال أن يكون رجال الإسناد كلهم ثقات ويكون متن الحديث موضوعا عليهم أو مقلوبا أو قد جرى فيه تدليس ولا يعرف هذا إلا النقاد من علماء الحديث فإن كنت من أهله فبه وإلا فاسأل عنه أهله
- قال الأوزاعي كنا نسمع الحديث فنعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم الزيف فما عرفوا منه أخذناه وما أنكروا تركناه
-فالتوصل إلى الاجتهاد بعد جمع السنن في الكتب المعتمدة إذا رزق الإنسان الحفظ والفهم ومعرفة اللسان أسهل منه قبل ذلك لولا قلة همم المتأخرين وعدم المعتبرين
ومن أكبر أسباب تعصبهم تقيدهم برفق الوقوف وجمود أكثر المتصدرين منهم على ما هو المعروف الذي هو منكر مألوف في نصوص الأئمة في الرجوع إلى الكتاب والسنة والنهى عن تقليدهم(1/1887)
-فإذا ظهر هذا وتقرر تبين أن التعصب لمذهب الإمام المقلد ليس هو باتباع أقواله كلها كيفما كانت بل الجمع بينها وبين ما ثبت من الأخبار والآثار والأمر عند المقلدين أو أكثرهم بخلاف هذا إنما هم يؤولونه تنزيلا على نص إمامهم
-ثم الشافعيون كانوا أولى بما ذكرناه لنص إمامهم على ترك قوله إذا ظفر بحديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلافه
فالتعصب له على الحقيقة إنما هو امتثال أمره في ذلك وسلوك طريقته في قبول الأخبار والبحث عنها والتفقه فيها
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:37 PM
كلام نفيس في ترك التقليد الأعمى واتباع من شهدت له الشريعة بالعصمة
- ثم اشتهر في آخر الزمان على مذهب الشافعي تصانيف الشيخين أبي إسحاق الشيرازي وأبي حامد الغزالي فأكب الناس على الاشتغال بها وكثر المتعصبون لهما حتى صار المتبحر المرتفع عند نفسه يرى أن نصوصهما كنصوص الكتاب والسنة لا يرى الخروج عنها وإن أخبر بنصوص غيرهما من أئمة مذهبه بخلاف ذلك لم يلتفت إليها
- وقد يقع في بعض مصنفاتهما ما قد خالف المؤلف فيه صريح حديث صحيح أو ساق حديثا على خلاف لفظه أو نقل إجماعا أو حكما عن مذهب بعض الأئمة وليس كذلك
فإن ذكر لذلك المتعصب الصواب في مثل ذلك نادى وصاح وزمجر وأخفى العداوة وكان سبيله أن يفرح بوصوله إلى ما لم يكن يعرفه ولكن أعماه التقليد أصمه عن سماع العلم المفيد
بعض شبهات المقلدين والرد عليها
- ويقول المتحذلق منهم المتصدر في منصب لا يستحقه أما كان هؤلاء الأئمة يعرفون هذا الحديث الصحيح الوارد على خلاف نصهم فيرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الهذيان الذي لو فكر فيه أسكته عنه لأن خصمه في مثل هذا هو الله ورسوله لأن الله تعالى افترض علينا طاعة رسوله فقد وصلنا إلى حديثه فلا نرده إلى قول أحد
ثم إن في ذلك إبطالا لمذهبه وهدما لأصله الذي مهده إمامه وأسسه(1/1888)
وذلك أن الشافعي إنما تعصب على من كان قبله من الأئمة بمثل ذلك من دلالات الكتاب والسنة مما ظنه خفي على من سبقه
-وكان من الممكن أن يقال له أما كان أولئك يعرفونهذا وأولئك المتقدمون أولى بذلك من المتأخرين فلو سمع مثل هذا الهذيان لبطلت المذاهب
-بل ينبغي للطالب أن يكون ابدا في طلب ازدياد علم ما لم يعلمه من أي شخص كان فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها
وعليه الانصاف وترك التقليد واتباع الدليل فكل أحد يخطئ ويصيب إلا من شهدت له الشريعة بالعصمة وهو النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر رجوع الصحابة عن آرائهم إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
-قال الشافعي في كتاب اختلاف الحديث حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله بن عمر وربما قال عن أبيه وربما لم يقله أن عمر بن الخطاب نهى عن التطيب قبل زيارة البيت وبعد الجمرة
قال سالم فقالت عائشة طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت
قال سالم وسنة رسول الله أحق أن تتبع
قال الشافعي فترك سالم قول جده عمر في إمامته وقبل قول عائشة وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق وذلك الذي يجب عليه
-وما زال أكابر الصحابة مثل أبي بكر الصديق ومن بعده يخفى عليهم شيء من السنة كميراث الجدة وتوريث المرأة من دية زوجها ووضع اليدين على الركبتين في الصلاة
خفي الأول على أبي بكر
والثاني على عمر
والثالث على ابن مسعود
حتى نبههم على ذلك غيرهم ولذلك أمثلة كثيرة
---
أبو محمد الظاهرى
03-14-2007, 08:39 PM
ذكر معرفة المقلدين بمراتب أئمتهم وجهلهم بمراتب السلف الصالح
ومن العجب أن كثيرا منهم إذا ورد على مذهبهم أثر عن بعض أكابر الصحابة يقول مبادرا بلا حياء ولا حشمة مذهب الشافعي الجديد أن قول الصحابي ليس بحجة ويرد قول أبي بكر وعمر ولا يرد قول أبي إسحاق والغزالي(1/1889)
ومع هذا يرون مصنفات أبي إسحاق وغيره مشحونة بتخطئة المزني وغيره من الأكابر في ما خالفوا فيه مذهبهم فلا تراهم ينكرون شيئا من هذا
فإن اتفق أنهم سمعوا أحدا يقول أخطأ الشيخ أبو إسحاق في كذا بدليل كذا وكذا انزعجوا وغضبوا ويرون أنه ارتكب كبيرا من الإثم فإن كان الأمر كما ذكروا فالأمر الذي ارتكبه أبو إسحاق أعظم فما بالهم لا ينكرون ذلك ولا يغضبون منه لولا قلة معرفتهم وكثرة جهلهم بمراتب السلف
---
أبو محمد الظاهرى
03-17-2007, 06:20 PM
لتحميل الكتاب كاملاً نسخة وورد وأخرى للمكتبة الشاملة 2
http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?goto=newpost&t=1958
---
(1/1890)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح بسيط
---
اقتراح بسيط
---
أبو حسن
09-14-2005, 08:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقترح على الإخوة في المنتدى جمع محاظرات الدكتور محمد الخضيري في علوم القرآن التى ألقاها في قناة المجد
وترتيبها وعرضها على الشيخ لكي يتم نشرها في مكتبة الشبكة وجزاكم الله خيرا
---
أبو حسن
09-18-2005, 08:42 PM
من يقول أنا لها
---
(1/1891)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان
---
اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان
---
ابو يزيد
01-07-2006, 03:04 AM
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، فأوضح به السبيل ، وأنار به الطريق ، وأحيا به قلوبا غلفا ، وأنار به أعينا عميا ، وفتح به آذانا صما ، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة الذي بين مجملاته وأوضح آياته ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد :
فإن كتاب ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) مرجع ضخم يعدّ مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها ، وهو أدل آثار العلامة القرآني الفذ : محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي - رحمه الله – على استيعابه الموسوعي الذي لا يكاد يعرف له مثيل في غير القمم الشامخة من أساطير العلم الذين نقرأ عنهم ونطالع آثارهم.
ولم يقتصر هذا الكتاب على التفسير فحسب ، بل ضم بحوثا عديدة وتحقيقات سديدة في شتى أنواع العلوم الشرعية ، واللغوية والبلاغية .
فترى الشيخ – رحمه الله – قد تطرق إلى العقيدة ، والحديث وعلومه ، والفقه وأصوله ، واللغة العربية والآداب الشرعية ، والأخلاق ، والبحوث الجامعة ، فكان بحق (( أضواء البيان )) .
وقد أجاد وأفاد – رحمه الله – في بيان أحكام القرآن ، ففتح كنوز الكتاب العزيز ، وأطلع نفائسه ونشر درره ، فخرج كتابه مرجعا نفيسا في تفسير آيات الأحكام .
وعند قراءتك لأضواء البيان تلاحظ الشيخ – رحمه الله – يستنبط الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ثم يبين اختلاف العلماء – رحمهم الله – ويوضح أدلتهم ويناقشها نقاشا دقيقا مسهبا ثم يرجح الأقوى دليلا دون تعصب لمذهب معين .(1/1892)
وقد بين ذلك - رحمه الله - عند بيانه للمقصود من تأليف الأضواء ، حيث قال في المقدمة : " ... والثاني : بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب ، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك ، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا قول قائل معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله ، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرا .... " انظر مقدمة الأضواء ج1/3-4
ولا يكاد الشيخ – رحمه الله – يمر بسورة من سور القرآن الكريم إلا ويذكر من آياتها جملة من الأحكام الفقهية المتفرقة ، فعند قوله تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) يذكر الإمامة وأحكامها ، وهند قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) يذكر جملة من أحكام الطلاق ، وعند قوله تعالى : ( وأذن في الناس بالحج ) يذكر الحج وأحكامه في تفصيل منقطع النظير ، وهكذا في بقية آيات الأحكام .
وعند مناقشة الشيخ – رحمه الله – للمسائل الفقهية تجده يضمنها رأيه أو يوضح اختياره لما ترجح عنده من أقوال الفقهاء بقوله : " والأظهر عندنا ، أو : وهذا هو الظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه ، أو التحقيق في هذه المسألة ، أو الذي يظهر عندنا ، أو أظهر أقوال أهل العلم عندي ، أو الذي يظهر لنا أنه الصواب ، أو أظهر القولين عندي ، أو الظاهر ، أو الذي يقتضي الدليل رجحانه ، أو الحق .... إلى غير ذلك من المصطلحات التي تبين اختيار الشيخ – رحمه الله .
وقد رأيت أن أجمع اختيارات الشيخ رحمه الله وأفرد لها كتابا مستقلا فيسر الله ذلك ، فله الحمد والمنة ، حيث قمت بقراءة الأحكام الفقهية التي تطرق لها الشيخ في أضواء البيان واستخلصت آراءه وما ترجح لديه من أقوال العلماء ثم نظمتها ورتبتها على أبواب الفقه ، ووسمتها بـ ( اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان ) .(1/1893)
وقد أشار علي كثير من طلبة العلم الفضلاء بطباعتها وإخراجها في كتاب إلا أنني أحجمت عن ذلك لحاجة في نفسي .
وإنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن يسر الله تعالى لنا موقعا على الشبكة العنكبوتية يقوم عليها إخوة فضلاء يهتمون بكتاب الله تعالى وتفسيره ويستخرجون أسراره ومكنوناته ، ولما أكنه من حب للشيخ العلامة : محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - ومساهمة مني في خدمة كتابه : أضواء البيان فسأختص بنشر هذه الإختيارات في هذا الموقع المبارك على حلقات ، وأسأله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات الشيخ العالم الحبر الإمام : محمد الأمين المختار الشنقيطي .وإن كان من شكر فهو لله تعالى أولا ثم للشيخ الفاضل والزميل الحبيب الأستاذ الدكتور:عبد الرحمن بن معاضه الشهري ، الذي أكن له كل تقدير واحترام ، وإن لم أره أو أسمع صوته منذ عشر سنوات ، لانشغالي بالدنيا ، وانشغاله - وفقه الله - بطلب العلم واستخراج مكنونات الكتاب العزيز ، كما لايفوتني أن أشكر الإخوة الفضلاء أعضاء هذا المنتدى الذين شجعوني على نشر هذا الموضوع بعد أن نشرت هذه المقدمة قبل عام ووعدت بالمواصلة ، فما وفيت بالوعد الذي قطعته على نفسي ولعلكم تعذرون أخاكم وتدعون له في جوف الليل .. والله أسأل أن يوفقني للإتمام
وبسم الله نبدأ ، وعليه نتوكل :
كتاب الطهارة
حكم المني:
قال الشيخ رحمه الله تعالى : أظهر الأقوال دليلا عندي - والله أعلم - أن المني طاهر.انظر أضواء البيان ج3/277
حكم الخمر:
ويرى الشيخ - رحمه الله - أن المسكر الذي عمت البلوى اليوم التطيب به المعروف بـ(الكولونيا ) نجس لاتجوز الصلاة به ج2/116 ويرى : أنه لا ينبغي للمسلم التطيب به والتلذذ برائحته لقوله تعالى : ( إنه رجس ) ج/116(1/1894)
وقال - رحمه الله - يفهم من قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس .. ) أن الخمر نجسة العين ، لأن الله تعالى قال: ( إنها رجس ) والرجس في كلام العرب كل مستقذر تعافه النفس . ج2/114
...... يتبع بمشيئة الله
---
ابو يزيد
01-07-2006, 02:59 PM
اللباس والآنية
يرى الشيخ - رحمه الله - أنه لا يجوز للرجل أن يلبس الثوب المكلل باللؤلؤ والمرجان لما فيهما من التشبه بالنساء ج3/215-216
وقال - رحمه الله - بعد أن ساق الأدلة : فتحصل أنه لا شك في تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال وإباحته للنساء . ج3/219
وقال - رحمه الله - : أما لبس الرجال خواتم الفضة فهو جائز بلا شك وأدلته معروفة في السنة ج3/219
وقال - رحمه الله - : اعلم أن الرجل إذا لبس الفضة مثل ما يلبسه النساء من الحلي كالخلخال والسوار والقرط والقلادة ونحو ذلك فهذا لا ينبغي أن يختلف في منعه لأنه تشبه بالنساء ومن تشبه بهن من الرجال فهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ..ج3/220
وقال - رحمه الله - :الذي يظهر لي من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم : أن لبس الفضة حرام على الرجال وأن من لبسها منهم في الدنيا لم يلبسها في الآخرة ج3/224
قال - رحمه الله - : لا يخفى أن الفضة والذهب يمنع الشرب في آنيتهما مطلقا ، ولا يخفى أيضا أنه يجوز لبس الذهب والحرير للنساء ويمنع للرجال وهذا مما لا شك فيه ج3/216
---
ابو يزيد
01-07-2006, 03:05 PM
الوضوء
يرى الشيخ - رحمه الله - اشتراط النية في الوضوء ...ج2/32
ويرى أن أن المرافق داخلة في الغسل وأنه يجب غسلها ج2/32
ويرى في المسح على الرأس وجوب تعميمه وأنه الأحوط في الخروج من عهدة التكليف ج2/32(1/1895)
ثبت في مسح الرأس ثلاث حالات: المسح على الرأس ، والمسح على العمامة ، والجمع بينهما بالمسح على الناصية والعمامة ، قال- رحمه الله -:والظاهر من الدليل جواز الحالات الثلاث المذكورة ج2/32
---
أبو مهند النجدي
01-08-2006, 11:58 AM
جزاك الله خير واصل
---
ابو يزيد
01-09-2006, 01:42 AM
المسح على الخفين
قال الشيخ - رحمه الله - : أجمع العلماء على جواز المسح على الخف في الحضر والسفر .. ثم قال : وهذا هو الحق الذي لا شك فيه ج2/16
اختلف العلماء في غسل الرِجلِ والمسح على الخف أيهما أفضل ؟
قال الشيخ - رحمه الله - : وأظهر ما قيل في هذه المسألة عندي هو ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - وعزاه لشيخه تقي الدين - رحمه الله - وهو : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتكلف ضد حاله التي كانت عليها قدماه ، بل إن كانتا في الخف مسح عليها ولم ينزعها ، وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين ولم يلبس الخف ليمسح عليه ، وهذا أعدل الأقوال في هذه المسألة . ج2/18
قال - رحمه الله - :ويشترط في الخف أن يكون قويا يمكن تتابع المشي فيه في مواضع النزول وعند الحط والترحال وفي الحوائج التي يتردد فيها في المنزل وفي المقيم نحو ذلك كما جرت عادة لابسي الخفاف ج2/18
إذا كان الخف مخرقا ففي جواز المسح عليه خلاف بين العلماء:
وأقرب الأقوال عندي المسح على الخف المخرق ما لم يتفاحش خرقه حتى يمنع تتابع المشي فيه لإطلاق النصوص مع أن الغالب على خفاف المسافرين والغزاة عدم السلامة من التخريق والله تعالى أعلم ج2/19
اختلف العلماء في جواز المسح على النعلين :(1/1896)
قال الشيخ - رحمه الله - :إن كان المراد بالمسح على النعلين والجوربين أن الجوربين ملصقان بالنعلين بحيث يكون المجموع ساترا لمحل الفرض مع إمكان تتابع المشي فيه والجوربان صفيقان فلا إشكال وإن كان المراد المسح على النعلين بانفرادهما ففي النفس منه شيء لأنه حينئذ لم يغسل رجله ولم يمسح على ساتر لها فلم يأت بالأصل ولا بالبدل والمسح على نفس الرجل ترده الأحاديث الصحيحة المصرحة بمنع ذلك بكثرة كقوله صلى الله عليه وسلم : " ويل للأعقاب من النار " والله تعالى أعلم ج2/24
قال - رحمه الله - : اختلف العلماء في توقيت المسح على الخفين :
فذهب جمهور العلماء إلى توقيت المسح بيوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليهن للمسافر ، وذهب جماعة من أهل العلم إلى عدم توقيت المسح ... قال الشيخ : والنفس إلى ترجيح التوقيت أميل ، لأن الخروج من الخلاف أحوط . ج2/28
يرى الشيخ - رحمه الله - : أن ابتداء مدة المسح من حين يمسح بعد الحدث ، قال - رحمه الله - : وهذا هو أظهر الأقوال دليلا فيا يظهر لي . ج2/29
قال - رحمه الله - : أجمع العلماء على اشتراط الطهارة المائية للمسح على الخف قبل أن يغسل رجله اليسرى ثم غسل رجله اليسرى فأدخلها أيضا في الخف هل يجوز له المسح على الخفين إذا أحدث بعد ذلك ؟
..... منشأ الخلاف في هذه المسألة هو قاعدة مختلف فيها وهي هل يرتفع الحدث عن كل عضو من أعضاء الوضوء بمجرد غسله أو لا يرتفع الحدث عن شئ منها إلا بتمام الوضوء وأظهرهما عندي أن الحدث معنى من المعاني لا ينقسم ولا يتجزأ فلا يرتفع منه جزء وأنه قبل تمام الوضوء محدث والخف يشترط في المسح عليه أن يكون وقت لبسه غير محدث والله تعالى أعلم ج2/31
---
عبدالله الحضرمي
01-12-2006, 08:16 AM
استمر ياأخانا وفقك الباري
---
ابن رشد
01-12-2006, 01:14 PM
اقتباس مما نقل في أعلاه عن " أضواء البيان " :(1/1897)
( وقال - رحمه الله - :الذي يظهر لي من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم : أن لبس الفضة حرام على الرجال وأن من لبسها منهم في الدنيا لم يلبسها في الآخرة ج3/224 )
---------------------------------------------------------------------------------------------
يستدرك على هذا و يتعقب بجواز اتخاذ الخاتم من الفضة للرجال ، لما جاء في الحديث الصحيح الذى أخرجه الشيخان البخارى و مسلم ، و غيرهما :
صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ >> كِتَابُ اللِّبَاسِ >> بَابُ خَاتَمِ الفِضَّةِ >>
5552 حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب أو فضة ، وجعل فصه مما يلي كفه ، ونقش فيه : محمد رسول الله ، فاتخذ الناس مثله ، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به وقال : " لا ألبسه أبدا " . ثم اتخذ خاتما من فضة ، فاتخذ الناس خواتيم الفضة . قال ابن عمر : فلبس الخاتم بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، حتى وقع من عثمان في بئر أريس *
---
ابو يزيد
01-13-2006, 02:10 AM
الأخ الفاضل : ابن رشد ... شكر الله لك استدراكك ، مع العلم أنني ذكرت ذلك في أول الباب نقلا عن الشيخ - رحمه الله - ما نصه :
وقال - رحمه الله - : أما لبس الرجال خواتم الفضة فهو جائز بلا شك وأدلته معروفة في السنة ج3/219
والشكر موصول للأخوين : ابو مهند النجدي و عبد الله الحضرمي ، على متابعتهما
---
ابن رشد
01-13-2006, 03:17 PM
الأخ الفاضل ( أبو يزيد )
أكرمكم الله
هل يفهم من هذا و ذاك أن خاتم الفضة للرجال مخصص لتحريم الفضة عليهم ؟
بمعنى أن لبسها محرم عليهم - فيما سوى الخاتم - على وجه العموم ، ك " الميدالايات " و زراير القمصان مثلا و ما شابه ذلك ؟
فهل هناك دليل على عموم ذلك التحريم في اللبس ؟(1/1898)
و أحسب أن تخصيص الفضة بالتحريم في قوله الآتى إنما صوابه العموم ، قال : ( اعلم أن الرجل إذا لبس الفضة مثل ما يلبسه النساء من الحلي كالخلخال والسوار والقرط والقلادة ونحو ذلك فهذا لا ينبغي أن يختلف في منعه لأنه تشبه بالنساء ومن تشبه بهن من الرجال فهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ..ج3/220 )
* فتشبه الرجال بلبس النساء في الحلى محرم على سبيل العموم ، و ليس خاصا بكونها من الفضة .
- ( وقال - رحمه الله - :الذي يظهر لي من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم : أن لبس الفضة حرام على الرجال وأن من لبسها منهم في الدنيا لم يلبسها في الآخرة ج3/224 ) .
- و الذى يظهر لى : أن هذا الوعيد - و قد جاء فى حديث شريف - إنما هو خاص بالأكل و الشرب في آنية الذهب و كذا الفضة ، و ليس في سائر استعمال الفضة ،
و الله أعلم
و هذا للمذاكرة و المدارسة ، و اهتماما بما تطرحونه من كتابات ،
و بيانا للإحكام قبل ذلك كله
---
ابو يزيد
01-14-2006, 01:37 AM
جواب على سؤال
الأخ الفاضل : ( ابن رشد ) بالنسبة لما ذكرته فلعلي أحيلك إلى ما ذكره الشيخ في أضواء البيان حيث قال بعد أن ذكر المسألة التي ذكرناها آنفا وهي : " أن الرجل إذا لبس من الفضة مثل ما يلبسه النساء من الحلي كالخلخال والسوار والقرط والقلادة ونحو ذلك فهذا لا ينبغي أن يختلف في منعه لأنه تشبه بالنساء ومن تشبه بهن من الرجال فهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .... حيث قال -رحمه الله - :
وأما غير ذلك كجعل الرجل الفضة في الثوب واستعمال الرجل شيئا محلى بأحد النقدين فجماهير العلماء منهم الأئمة الأربعة على أن ذلك ممنوع مع الإجماع على جواز تختم الرجل بخاتم الفضة والاختلاف في أشياء كالمنطقة وآلة الحرب ونحوه والمصحف والاتفاق على جعل الأنف من الذهب وربط الأسنان بالذهب والفضة وسنذكر بعض النصوص من فروع المذاهب الأربعة في ذلك(1/1899)
قال خليل بن إسحاق المالكي في مختصره الذي قال في ترجمته مبينا لما به الفتوى ما نصه وحرم استعمال ذكر محلى ولو منطقة وآلة حرب إلا السيف والأنف وربط سن مطلقا وخاتم فضة لا ما بعضه ذهب ولو قل وإناء نقد واقتناؤه وإن لامرأة وفي المغشي والمموه والمضبب وذي الحلقة وإناء الجوهر قولان وجاز للمرأة الملبوس مطلقا ولو نعلا لا كسرير انتهى الغرض من كلام خليل مع اختلاف في بعض المسائل التي ذكرها عند المالكية وقال صاحب تبيين الحقائق في مذهب الإمام أبي حنيفة ما نصه ولا يتحلى الرجل بالذهب والفضة إلا بالخاتم والمنطقة وحلية السيف من الفضة اه
وقال النووي في شرح المهذب في مذهب الشافعي ( فصل فيما يحل ويحرم من الحلي ) فالذهب أصله على التحريم في حق الرجال وعلى الإباحة للنساء إلى أن قال وأما الفضة فيجوز للرجل التختم بها وهل له ما سوى الخاتم من حلي الفضة كالدملج والسوار والطوق والتاج فيه وجهان قطع الجمهور بالتحريم انتهى محل الغرض من كلام النووي وقال ابن قدامة في المقنع في مذهب الإمام أحمد ويباح للرجال من الفضة الخاتم وفي حلية المنطقة روايتان وعلى قياسها الجوشن والخوذة والخف والران والحمائل ومن الذهب قبيعة السيف ويباح للنساء من الذهب والفضة كل ما جرت عادتهن بلبسه قل أو كثر انتهى محل الغرض من المقنع(1/1900)
فقد ظهر من هذه النقول أن الأئمة الأربعة في الجملة متفقون على منع استعمال المحلي بالذهب أو الفضة من ثوب أو آلة أو غير ذلك إلا في أشياء استثنوها على اختلاف بينهم في بعضها وقال بعض العلماء لا يمنع لبس شيء من الفضة واستدل من قال بهذا بأمرين أحدهما أنها لم يثبت فيها تحريم قال صاحب الإنصاف في شرح قول صاحب المقنع وعلى قياسها الجوشن والخوذة الخ ما نصه وقال صاحب الفروع فيه ولا أعرف على تحريم الفضة نصا عن أحمد وكلام شيخنا يدل على إباحة لبسها للرجال إلا ما دل الشرع على تحريمه انتهى وقال الشيخ تقي الدين أيضا لبس الفضة إذا لم يكن فيه لفظ عام لم يكن لأحد أن يحرم منه إلا ما قام الدليل الشرعي على تحريمه فإذا أباحت السنة خاتم الفضة دل على إباحة ما في معناه وما هو أولى منه بالإباحة وما لم يكن كذلك فيحتاج إلى نظر في تحليله وتحريمه والتحريم يفتقر إلى دليل والأصل عدمه ونصره صاحب الفروع ورد جميع ما استدل به الأصحاب انتهى كلام صاحب الإنصاف
الأمر الثاني حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ذلك قال أبو داود في سننه حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن نافع بن عياش عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من أحب أن يحلق حبيبه حلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب ومن أحب أن يطوق حبيبه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب ومن أحب أن يسور حبيبه سوارا من نار فليسوره سوارا من ذهب ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها ) هذا لفظ أبي داود(1/1901)
قال مقيده عفا الله عنه الذي يظهر لي والله أعلم أن هذا الحديث لا دليل فيه على إباحة لبس الفضة للرجال ومن استدل بهذا الحديث على جواز لبس الرجال للفضة فقد غلط بل معنى الحديث أن الذهب كان حراما على النساء وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن تحلية نسائهم بالذهب وقال لهم ( العبوا بالفضة ) أي حلوا نساءكم منها بما شئتم ثم بعد ذلك نسخ تحريم الذهب على النساء والدليل على هذا الذي ذكرنا أمور :
الأول : أن الحديث ليس فيه خطاب الرجال بما يلبسونه بأنفسهم بل بما يحلون به أحبابهم والمراد نساؤهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه ( من أحب أن يحلق حبيبه ) ( أن يطوق حبيبه ) ( أن يسور حبيبه ) ولم يقل من أحب أن يحلق نفسه ولا أن يطوق نفسه ولا أن يسور نفسه فدل ذلك دلالة واضحة لا لبس فيها على أن المراد بقوله ( فالعبوا بها ) أي حلوا بها أحبابكم كيف شئتم لارتباط آخر الكلام بأوله
الأمر الثاني : أنه ليس من عادة الرجال أن يلبسوا حلق الذهب ولا أن يطوقوا بالذهب ولا يتسوروا به في الغالب فدل ذلك على أن المراد بذلك من شأنه لبس الحلقة والطوق والسوار من الذهب وهن النساء بلا شك
الأمر الثالث : أن أبا داود رحمه الله قال بعد الحديث المذكور متصلا به حدثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن منصور عن ربعي بن خراش عن امرأته عن أخت لحذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يا معشر النساء أما لكن في الفضة ما تحلين به أما إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهبا تظهره إلا عذبت به )
حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن زيد يزيد العطار ثنا يحيى أن محمد بن عمرو الأنصاري حدثه أن أسماء بنت يزيد حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب قلدت في عنقها مثله من النار يوم القيامة وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصا من ذهب جعل في أذنها مثله من النار يوم القيامة )(1/1902)
فهذان الحديثان يدلان على أن المراد بالحديث الأول منع الذهب للنساء وأن قوله ( فالعبوا بها ) معناه فخلوا نساءكم من الفضة بما شئتم كما هو صريح في الحديثين الأخيرين وهذا واضح جدا كما ترى
ويدل له أن الحافظ البيهقي رحمه الله ذكر الأحاديث الثلاثة المذكورة التي من جملتها ( وعليكم بالفضة فالعبوا بها ) في سياق الأحاديث الدالة على تحريم الذهب على النساء أولا دون الفضة ثم بعد ذلك ذكر الأحاديث الدالة على النسخ ثم قال واستدللنا بحصول الإجماع على إباحته لهن على نسخ الأخبار الدالة على تحريمه فيهن خاصة والله أعلم انتهى
ومن جملة تلك الأحاديث المذكورة حديث ( فالعبوا بها ) وهو واضح جدا فيما ذكرنا فإن قيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور ( يحلق حبيبه ) ( أن يطوق حبيبه ) ( أن يسور حبيبه ) يدل على أن المراد ذكر لأنه لو أراد الأنثى لقال حبيبته بتاء الفرق بين الذكر والأنثى
فالجواب أن إطلاق الحبيب على الأنثى باعتبار إرادة الشخص الحبيب مستفيض في كلام العرب لا إشكال فيه ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه فالجواب أن إطلاق الحبيب على الأنثى باعتبار إرادة الشخص الحبيب مستفيض في كلام العرب لا إشكال فيه ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
منع النوم بالعشاء الهموم ... وخيال إذا تغار النجوم
من حبيب أصاب قلبك منه... سقم فهو داخل مكتوم
ومراده بالحبيب أنثى بدليل قوله بعده
بدليل قوله بعده :
لم تفتها شمس النهار بشيء ... غير أن الشباب ليس يدوم
ومثل هذا كثير في كلام العرب فلا نطيل به الكلام(1/1903)
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له : الذي يظهر لي من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أن لبس الفضة حرام على الرجال وأن من لبسها منهم في الدنيا لم يلبسها في الآخرة وإيضاح ذلك أن البخاري قال في صحيحه في باب ( لبس الحرير للرجال وقدر ما يجوز منه ) حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال كان حذيفة بالمدائن فاستسقى فأتاه دهقان بماء في إناء من فضة فرماه به وقال إني لم أرمه إلا أني نهيته فلم ينته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الذهب والفضة والحرير والديباج هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ) فقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح ( الذهب والفضة والحرير والديباج هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ) يدخل في عمومه تحريم لبس الفضة لأن الثلاث المذكورات معها يحرم لبسها بلا خلاف وما شمله عموم نص ظاهر من الكتاب والسنة لا يجوز تخصيصه إلا بنص صالح للتخصيص كما تقرر في علم الأصول
فإن قيل الحديث وارد في الشرب في إناء الفضة لا في لبس الفضة
فالجواب أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب لاسيما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث ما لا يحتمل غير اللبس كالحرير والديباج(1/1904)
فإن قيل جاء في بعض الروايات الصحيحة ما يفسر هذا ويبين أن المراد بالفضة الشرب في آنيتها لا لبسها قال البخاري في صحيحه ( باب الشرب في آنية الذهب ) حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال كان حذيفة بالمدائن فاستسقي فأتاه دهقان بقدح فضة فرماه به فقال إني لم أرمه إلا أني نهيته فلم ينته وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة وقال ( هن لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ) ( باب آنية الفضة ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال خرجنا مع حذيفة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تلبسوا الحرير والديباج فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ) انتهى
فدل هذا التفصيل الذي هو النهي عن الشرب في آنية الذهب والفضة والنهي عن لبس الحرير والديباج على أن ذلك هو المراد بما في الرواية الأولى وإذن فلا حجة في الحديث على منع لبس الفضة لأنه تعين بهاتين الروايتين أن المراد الشرب في آنيتها لا لبسها لأن الحديث حديث واحد
فالجواب من ثلاثة أوجه :
الأول : أن الرواية المتقدمة عامة بظاهرها في الشرب واللبس معا والروايات المقتصرة على الشرب في آنيتها دون اللبس ذاكرة بعض أفراد العام ساكتة عن بعضها وقد تقرر في الأصول ( أن ذكر بعض أفراد العام بحكم العام لا يخصصه ) وهو الحق كما بيناه في غير هذا الموضع وإليه أشار في مراقي السعود بقوله عاطفا على ما لا يخصص به العموم على الصحيح الأول أن الرواية المتقدمة عامة بظاهرها في الشرب واللبس معا والروايات المقتصرة على الشرب في آنيتها دون اللبس ذاكرة بعض أفراد العام ساكتة عن بعضها وقد تقرر في الأصول ( أن ذكر بعض أفراد العام بحكم العام لا يخصصه ) وهو الحق كما بيناه في غير هذا الموضع ...(1/1905)
الوجه الثاني : أن التفصيل المذكور لو كان هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم لكان الذهب لا يحرم لبسه وإنما يحرم الشرب في آنيته فقط كما زعم مدعي ذلك التفصيل في الفضة لأن الروايات التي فيها التفصيل المذكور ( لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ) فظاهرها عدم الفرق بين الذهب والفضة ولبس الذهب حرام إجماعا على الرجال
الوجه الثالث : وهو أقواها ولا ينبغي لمن فهمه حق الفهم أن يعدل عنه لظهور وجهه هو أن هذه الأربعة المذكورة في هذا الحديث التي هي الذهب والفضة والحرير والديباج صرح النبي صلى الله عليه وسلم أنها للكفار في الدنيا وللمسلمين في الآخرة فدل ذلك على أن من استمتع بها من الدنيا لم يستمع بها في الآخرة وقد صرح جل وعلا في كتابه العزيز بأن أهل الجنة يتمتعون بالذهب والفضة من جهتين :
إحداهما: الشراب في آنيتهما
والثانية: التحلي بهما وبين أن أهل الجنة يتنعمون بالحرير والديباج من جهة واحدة وهي لبسها وحكم الاتكاء عليهما داخل في حكم لبسهما فتعين تحريم الذهب والفضة من الجهتين المذكورتين وتحريم الحرير والديباج من الجهة الواحدة لقوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الروايات الصيحة في الأربعة المذكورة ( هي لهم في الدنيا ولكم في
الفضة في ( سورة الإنسان ) أيضا في قوله ) عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا (
فمن لبس الديباج أو الفضة في الدنيا منع من التنعم بلبسهما المذكور في ( سورة الإنسان ) لقوله صلى الله عليه وسلم :( هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ) فلو أبيح لبس الفضة في الدنيا مع قوله في نعيم أهل الجنة ) وحلوا أساور من فضة ( لكان ذلك مناقضا لقوله صلى الله عليه وسلم : ( هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة )(1/1906)
وذكر تنعم أهل الجنة بالشرب في آنية الذهب في ( سورة الزخرف ) في قوله تعالى : ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ) فمن شرب في الدنيا في أواني الذهب منع من هذا التنعم بها المذكور في ( الزخرف )
وذكر جل وعلا تنعم أهل الجنة بالشرب في آنية الفضة في ( سورة الإنسان ) في قوله : ( ويطاف عليهم بأانية من فضة وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ) فمن شرب في آنية الفضة في الدنيا منع هذا التنعم بها المذكور في ( سورة الإنسان ) فقد ظهر بهذا للمنصف دلالة القرآن والسنة الصحيحة على منع لبس الفضة والعلم عند الله تعالى
تنبيه
فإن قيل عموم حديث حذيفة المذكور الذي استدللتم به وببيان القرآن أنه شامل للبس الفضة والشرب فيها وقلتم إن كونه واردا في الشرب في آنية الفضة لا يجعله خاصا بذلك فما الدليل في ذلك على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فالجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عما معناه هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب فأجاب بما معناه أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ... الخ ما ذكره – رحمه الله
أرجو أن يكون حصل المراد
---
ابن رشد
01-14-2006, 05:47 AM
النهى عن اللبس خاص بالرجال دون النساء ، إذ جواز لبسهن كل ما ورد بذلك الحديث ثابت بالنص و بالإجماع ،
أما النهى عن الشرب في آنية الذهب و الفضة ، و كذا الأكل فهو عام في الرجال و النساء ،
و أما إلحاق استعمال الفضة بالشرب في آنيتها فغير صحيح على التحقيق ،
قال الشيخ سيد سابق - رحمه الله - في كتابه " فقه السنة " : ( و ألحق جماعة من الفقهاء أنواع الاستعمال الأخرى كالتطيب و التكحل من أوانى الذهب و الفضة بالأكل و الشرب .
* و لم يسلم بذلك المحققون .
و فى حديث أحمد و أبي داود : " عليكم بالفضة فالعبوا بها لعبا " ما يؤكد ما ذهب إليه المحققون .
و في " فتح العلام " :(1/1907)
( الحق عدم تحريم غير الأكل و الشرب [ يعنى : في آنيتهما ] ، و دعوى الإجماع غير صحيحة ،
و هذا من شؤم تبديل اللفظ النبوى بغيره ، لأنه ورد بتحريم الأكل و الشرب ، فعدلوا عنه إلى الاستعمال ، و هجروا العبارة النبوية ، و جاءوا بلفظ عام من تلقاء أنفسهم ) - انتهى
( فقه السنة ، سيد سابق ، مجلد 3 ، ص 490 ، دار الكتاب العربي ، بيروت ط 15 ، 1403 / 1983 م )
---
ابو يزيد
01-14-2006, 09:26 PM
باب ( التيمم و الحيض )التيمم
قال - رحمه الله - التيمم في اللغة: القصد تيممت الشيء قصدته وتيممت الصعيد تعمدته ج2/36
وفي الشرع : القصد إلى الصعيد الطيب لمسح الوجه واليدين منه بنية استباحة الصلاة عند عدم الماء أو العجز عن استعماله ج2/37
قال – رحمه الله - : وكون التيمم بمعنى القصد يدل على اشتراط النية في التيمم وهو الحق ج2/37
وقال – رحمه الله - : لم يخالف أحد من جميع المسلمين في التيمم عن الحدث الأصغر وكذلك عن الحدث الأكبر إلا ما روي عن عمر وابن مسعود وإبراهيم النخعي من التابعين أنهم منعوه عن الحدث الأكبر ج2/37
قال - رحمه الله -: المسألة الثانية اختلف العلماء هل تكفي للتيمم ضربة واحدة أو لا ؟ :
قال – رحمه الله - بعد أن ذكر الخلاف : الظاهر من جهة الدليل الاكتفاء بضربة واحدة لأنه لم يصح من أحاديث الباب شيء مرفوعا إلا حديث عمار المتقدم وحديث أبي جهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام أخرجه البخاري موصولا ومسلم تعليقا وليس في واحد منهما ما يدل على أنهما ضربتان كما رأيت وقد دل حديث عمار أنها واحدة ج2/38-39
*هل يلزم في التيمم مسح غير الكفين؟:
قال عفا الله عنه الذي يظهر من الأدلة والله تعالى أعلم أن الواجب في التيمم هو مسح الكفين فقط ج2/39-42(1/1908)
* قال – رحمه الله - هل يرفع التيمم الحدث أو لا وهذه المسألة من صعاب المسائل لإجماع المسلمين على صحة الصلاة بالتيمم عند فقد الماء أو العجز عن استعماله وإجماعهم على أن الحدث مبطل للصلاة فإن قلنا لم يرتفع حدثه فكيف صحت صلاته وهو محدث وإن قلنا صحت صلاته فكيف نقول لم يرتفع حدثه
اعلم أولا أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة إلى ثلاثة مذاهب
الأول أن التيمم لا يرفع الحدث
الثاني أنه يرفعه رفعا كليا
الثالث أنه يرفعه رفعا مؤقتا ج2/43
يرى رحمه الله : أن التيمم يرفع الحدث رفعا مؤقتا لا كليا وهذا لا مانع منه عقلا ولا شرعا وقد دلت عليه الأدلة لأن صحة الصلاة به المجمع عليها يلزمها أن المصلي غير محدث ولا جنب لزوما شرعيا لا شك فيه
ووجوب الاغتسال أو الوضوء بعد ذلك عند إمكانه المجمع عليه أيضا يلزمه لزوما شرعيا لا شك فيه وأن الحدث مطلقا لم يرتفع بالكلية فيتعين الارتفاع المؤقت هذا هو الظاهر .. ج2/47
* قال – رحمه الله - : ومن المسائل التي تبنى على الاختلاف في التيمم هل يرفع الحدث أو لا جواز وطء الحائض إذا طهرت وصلت بالتيمم للعذر الذي يبيحه فعلى أنه يرفع الحدث يجوز وطؤها قبل الاغتسال والعكس بالعكس ، وكذلك إذا تيمم ولبس الخفين فعلى أن التيمم يرفع الحدث يجوز المسح عليهما في الوضوء بعد ذلك والعكس بالعكس ج2/48
الحيض
• قال – رحمه الله - : اعلم أن العلماء أجمعوا على أن أقل أمد الحمل ستة أشهر وسيأتي بيان أن القرآن دل على ذلك لأن قوله تعالى ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) إن ضممت إليه قوله تعالى ( وفصاله في عامين ) بقي عن مدة الفصال من الثلاثين شهرا لمدة الحمل ستة أشهر فدل ذلك على أنها أمد للحمل يولد فيه الجنين كاملا ج3/73(1/1909)
• قال - عفا الله عنه - أظهر الأقوال دليلا أنه لا حد لأكثر أمد الحمل وهو الرواية الثالثة عن مالك كما نقله عنه القرطبي لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه والعلم عند الله تعالى ج3/75
• قال – رحمه الله - : أما أكثر أمد الحمل فلم يرد في تحديده شيء من كتاب ولا سنة والعلماء مختلفون فيه وكلهم يقول بحسب ما ظهر له من أحوال النساء ج3/74
• قال – رحمه الله - : أما أكثر الطهر فلا حد له ، ولا خلاف في ذلك بين العلماء ج3/76
• وقال : وقد قدمنا مرارا أن أكثر الطهر لا حد له إجماعا ج3/77
انتهى كتاب الطهارة ويليه بمشيئة الله ( كتاب الصلاة )
---
ابو يزيد
02-07-2006, 05:32 AM
كتاب الصلاة
قال رحمه الله : هذه الآية الكريمة - يعني قوله تعالى : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "- تدل على أن الإنسان ما دام حيا وله عقل ثابت يميز به فالعبادة واجبة عليه بحسب طاقته فإن لم يستطع الصلاة قائما فليصلّ قاعدا ، فإن لم يستطع فعلى جنبه ... ج 3/187
المواضع التي نهي عن الصلاة فيها
يرى الشيخ - رحمه الله - أنه لو نزل شخص بأحد المواضع التي وقع بها خسف أو عذاب وصلى فالظاهر صحة صلاته إذ لم يقم دليل صحيح بدلالة واضحة على بطلانها ، والحكم ببطلان العبادة يحتاج إلى نص قوي المتن والدلالة - والعلم عند الله - ج3/151
النهي عن الصلاة في المقابر
قال -رحمه الله - : أظهر الأقوال دليلا في هذه المسألة - أي الصلاة في المقابر - قول الإمام احمد لأن النصوص صريحة في النهي عن الصلاة في المقابر ولعن من اتخذ المساجد عليها وهي ظاهرة جدا في التحريم أما البطلان فمحتمل لأن النهي يقتضي الفساد ... والصلاة في المقابر منهي عنها . ج3/154(1/1910)
قال - رحمه الله - أما الصلاة إلى القبور فإنها لا تجوز أيضا بدليل ما أخرجه مسلم والإمام احمد وابو داود والترمذي والنسائي عن ابي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ، والقاعدة المقررة في الأصول : أن النهي يقتضي التحريم ، فأظهر الأقوال دليلا منع الصلاة في المقبرة وإلى المقبرة . . ج3 / 155
قال - رحمه الله - بعد أن ساق أدلة القائلين بصحة الصلاة في القبور والقائلين بعدم صحتها : هذه الأدلة يظهر للناظر أنها متعارضة ومعلوم أن الجمع واجب إذا أمكن وإن لم يمكن وجب الترجيح ، وفي هذه المسألة يجب الجمع والترجيح معا ... والخلاصة.. قال رحمه الله : فأظهر الأقوال بحسب الصناعة الأصولية: منع الصلاة ذات الركوع والسجود عند القبر وإليه مطلقا ، للعنه صلى الله عليه وسلم لمتخذي القبور مساجد .. وأن الصلاة على قبر الميت التي هي الدعاء له الخالية من الركوع والسجود تصح لفعله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح .. ويؤمي لهذا الجمع حديث: ( لعن متخذي القبور مساجد ) لأنها أماكن السجود وصلاة الجنازة لا سجود فيها ، فموضعها ليس بسجد لغة لأنه ليس موضع سجود ج3/158
قال - رحمه الله - : التحقيق الذي لاشك فيه أنه لايجوز البناء على القبور ولا تجصيصها ج3/160
النهي عن الصلاة في أعطان الإبل
اختلف العلماء في علة النهي عن الصلاة في أعطان الإبل .. قال الشيخ - رحمه الله -:والصحيح التعليل المنصوص عنه صلى الله عليه وسلم بأنه خلقت من الشياطين والعلم عند الله تعالى ج3/164
................ انتهى ويليه حكم الصلاة في الكنيسة والبيعة
---
(1/1911)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حكم شحن الجوال من كهرباء المسجد
---
حكم شحن الجوال من كهرباء المسجد
---
عبدالرحمن السديس
03-16-2007, 07:45 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جرى نقاش بين الإخوة في هذا الفرع (هنا) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93379) (1)وهذا خلاصة ما عندي في الموضوع .
قد دلت جملة من الأدلة من الكتاب والسنة على التسامح في اليسير، كما
في الصحيحين عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرَةٍ فِي الطَّرِيقِ قَالَ: « لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا».
وكون النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن التمرة؛ لخشيته أنها من تمر الصدقة، ولو لم يحرم عليه تمر الصدقة = لأكلها = أن لغيره أكلها ولو كانت من تمر الصدقة.
وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَصَبْتُ جِرَابًا مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ قَالَ فَالْتَزَمْتُهُ فَقُلْتُ لَا أُعْطِي الْيَوْمَ أَحَدًا مِنْ هَذَا شَيْئًا قَالَ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَبَسِّمًا. لفظ مسلم.
وفي البخاري عن ابن عمر عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا نُصِيبُ فِي مَغَازِينَا الْعَسَلَ وَالْعِنَبَ فَنَأْكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ.
وقد بوب البخاري: ( ما يصيب من الطعام في أرض الحرب )
قال العيني في عمدة القاري : أي هذا باب في بيان حكم ما يصيب المجاهد من الطعام في دار الحرب هل يؤخذ منه الخمس أو هل يباح أكله للغزاة؟(1/1912)
وفيه خلاف فعند الجمهور لا بأس بأكل الطعام في دار الحرب بغير إذن الإمام ما داموا فيها فيأكلون منه قدر حاجتهم، ولا بأس بذبح البقر والغنم قبل أن يقع في المقاسم هذا قول الليث والأربعة والأوزاعي وإسحاق، واتفقوا أيضا على جواز ركوب دوابهم ولبس ثيابهم واستعمال سلاحهم حال الحرب ورده بعد انقضاء الحرب.
وقال الزهري: لا يأخذ شيئا من الطعام وغيره إلا بإذن الإمام.
وقال سليمان بن موسى: يأخذ إلا أن ينهى الإمام.انتهى.
وفي معنى ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن أبي شيبة في المصنف .وغيره من أهل العلم .
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الثَّمَرِ الْمُعَلَّقِ ؟ فَقَالَ : « مَنْ أَصَابَ بِفِيهِ مِنْ ذِي حَاجَةٍ غَيْرِ مُتَّخِذٍ خُبْنَةً فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ... » وحسنه الترمذي.
وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم عن أبي سعيد الخدري : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا أتى أحدكم على راعي إبل فلينادي : يا راعي الإبل ثلاثا فإن أجابه وإلا فليحلب وليشرب ولا يحملن، وإذا أتى أحدكم على حائط فليناد ثلاثا : يا أصحاب الحائط فإن أجابه وإلا فليأكل ولا يحملن ».
ومخالط مال اليتيم كما قال الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(1/1913)
قال الطبري: ننزلت في الذين عزلوا أموال اليتامى الذين كانوا عندهم، وكرهوا أن يخالطوهم في مأكل أو في غيره، وذلك حين نزلت ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )، وقوله:( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ) ثم ذكر عن ابن عباس رضي الله عنه: لما نزلت: ( وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) عزلوا أموال اليتامى، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت:" وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلمَ المفسدَ من المصْلح، ولو شاء الله لأعنتكم"، فخالطوهم. اهـ
ويرجع لكلام المفسيرن عندها .
كما أن الأصول المطردة في الشريعة في: يسرها، ورفع الحرج، وعموم البلوى = تقتضي العفو والمسامحة في شحن الجوال لقلة تكلفته ذلك وحاجة المسلم له وموافقته في المعنى لشرط الواقف .
أعود الآن للتكييف الفقهي للمسؤلين عن المسجد الحرام، وإدارة الشؤون الإسلامية ونحوها في هذه المسألة .
فالذي يظهر هو أن هذه الجهات تعتبر في حكم «ناظر الوقف» والواقف إما أن يكون متبرعا ببنائه ثم سلمه للوزارة لتراعاه وتتولى الصرف عليه، أو يكون الوقف بني على حساب بيت مال المسلمين، وتكون هي الناظر عليه، والمصاريف على جميع الأحوال راجعة إلى بيت المال حتى وإن كانت الجهة المباشرة لذلك وزارة الشؤون الإسلامية أو شؤون الحرمين؛ فميزانيتها من بيت مال المسلمين .
وعلى هذا فهذا الجهات الإشرافية هي في حكم: «ناظر الوقف» فقط، ويكون تصرفه بحدود «شرط الواقف» إن لم يخالف شرطه الشرع .
وقد قرر العلماء أن ناظر الوقف ونحوه من القائمين بهذه المهام الجليلة موكلون في التصرف فيما تحت أيديهم بما تقتضيه المصلحة، ولا يحل لهم التصرف بخلاف ذلك.
وذكرها العلماء في كتب الفقه والقواعد الفقهية تقعيد هذه المسألة؛ فمن ذلك قولهم: :
• (كل متصرف عن الغير عليه أن يتصرف بالمصلحة)
• (تصرف الإمام منوط بالمصلحة)(1/1914)
• (تصرف الإمام للرعية * أنيط بالمصلحة المرعية)
• (التصرف على الرعية منوط بالمصلحة)
وينظر هذا الرابط :
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=43
ولا يخفى الآن حاجة كثير من الناس للجوال؛ فكثير من مصالحهم لا يمكنهم متابعتها إلا به، والمعتكف محتاج له في كثير من أموره؛ كطعامه، وتواصله مع أولاده، وغيرها من الأمور الهامة.
إذا تقرر هذا فإن منع المسؤول من هذه المصلحة المتحققة للناس مع قلة تكلفتها بما لا يستحق أن يذكر =
تصرف بخلاف المصلحة للوقف، وهو مخالف لروح الشريعة وسماحتها من جهة.
ومخالف في المعنى لشرط الواقف الذي أنفق نفقات طائلة من أجل توفير كل ما يحتاجه المصلي والمعكتف في هذا المسجد من جهة أخرى. والله أعلم .
---------------
(1)
* ومما نقل في الموضوع أحد المسؤلين برئاسة الحرمين قال: بمنع شحن الجولات من الحرم.
* وأن الجوال من نوع نوكيا العادي يحتاج إلى 175 ساعة تقريبا شحن حتى يصرف 1 كيلو، وسعر الكيلو في الشريحة الأولى 5 هللات في بلادنا.
* وأن المشايخ البراك واللحيدين وسعد الخثلان وعبد المحسن القاسم قالوا بجواز ذلك .
والشيخ ابن عثمين رحمه الله منع من ذلك إلا بإذن الرئاسة .وكذا الشيخ وعبد الله التويجري منع من ذلك .
---
د.خضر
03-18-2007, 10:02 AM
قلت: الضرورات تقدر بقدرها ، وللفقهاء أن يمتعونا بما لديهم لنفيد من علمهم.
---
ناصر الغامدي
03-26-2007, 11:03 AM
بارك الله فيك شيخ عبدالرحمن
حصل هذا النقاش كذلك بين المعلمين في المدرسة
وبعض الأخوة رعاهم الله شكك في الجواز لحرصه جزاه الله خيراً
فقلت أنا : ألا يكون مثل ماكان فيه الناس شركاء كالماء والكلأ والنار
فكان قياساً غير مقبول وأنا لست إلا باحثاً عن مخرج فنفسي لم تميل إلى المنع
ثم ها أنت قد جمعت ما يكفى فلعل حكمه حكم اليسير الذي به يرفع الحرج
فلا حاجة لقياسي فالقياس هنا لم يستوف شروط صحته ولا أساساته(1/1915)
ومن تورع فهذا من الزهد وهو دأب الصالحين
جزاك الله خيراً
---
(1/1916)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْوَاتِ مِنَ الأعْضَاءِ)
---
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْوَاتِ مِنَ الأعْضَاءِ)
---
فرغلي عرباوي
05-30-2004, 03:37 PM
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْوَاتِ مِنَ الأعْضَاءِ)
الشَّخِيرُ مِنَ الفَم
ِ
النَّخِيرُ مِنَ المِنْخَرَين
ِ
النَّخْفُ مِنْهُمَا عِنْدَ الامْتِخَاط
ِ
القَفْقَفَةُ مِنَ الحَنكَيْنِ عِنْدَ اضْطِرَابِهِمَا واصْطِكَاكِ الأسْنَان
ِ
التَّفْقِيعُ والفَرْقَعَةُ مِنَ الأصَابِعِ عِنْدَ غَمْزِ المَفَاصِل
ِ
الكَرِيرُ مِنَ الصَّدْرِ (وُيقَالُ هو صَوْتُ المجهُودِ والمختَنِقِ)
الزَّمْجَرَةُ مِنَ الجَوْف
ِ
القَرْقَرَةُ مِنَ الأَمْعاء
ِ
الإخْفَاقُ والخَقْخَقَةُ مِنَ الفرْجِ عِنْدَ النِّكَاح
ِ
الإفَاخَةُ مِنَ الدُّبُر عِنْدَ خُرُوجِ الرِّيحِ ، وفي الحَدِيثِ: (كُلُّ بَائِلَةٍ تَفيخُ).
المرجع : كتاب فقه اللغة للثعالبي
---
(1/1917)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ادخل لتتعرف على إعجاز القران الكريم ورأى علماء الغرب فيه واسلام بعضهم صوت وصورة
---
ادخل لتتعرف على إعجاز القران الكريم ورأى علماء الغرب فيه واسلام بعضهم صوت وصورة
---
heshamzn
02-09-2005, 11:22 AM
http://212.37.222.34/islam/multimedia.htm
هنا رابط لفلم يتحدث عن اعجاز القران فى وصف خلق الكون ونظرية الانفجار العظيم المذكورة فى القران الكريم
http://www.harunyahya.com/arabic/m_video_creation_universe.php
موقع شامل لايات الاعجاز العلمى واقوال العلماء وهو موقع رائع جدا فى الحقيقة
http://www.55a.net/index.htm
---
(1/1918)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دار المعرفة تعبث بـ(الكشاف)!!
---
دار المعرفة تعبث بـ(الكشاف)!!
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-01-2006, 03:35 PM
http://www.tafsir.net/images/alkashhaf.jpg
اشتريت قبل سنة تفسير الزمخشري المعروف بـ(الكشاف)، وقد طبع في مجلد واحد ، وأنا من المعجبين بطريقة التكثيف التي سارت عليها دور النشر في العقد الأخير لأنّ جمع الكتاب الكبير المتعدد الأجزاء في جُزءٍ واحد يقوّي الهمّة عليه واتخاذ القرار على قراءته كاملاً . لكنني فوجئت بكثرة الأخطاء الطباعية من البداية. مما حدا بي أن أقوم بترقيم الأخطاء وتصحيحها بقلم أخضر فإذا بالكتاب ينقلب أخضر لكثرة ما أجده في كل صفحة من أخطاء.
لكن ما زادني حنقاً أزال متعة قصع القمل التي كنت أمارسها مع الطباعة السقيمة هو تغيير موضع الآيات. فالآية 133 من الأنعام قد وضعت محل نظيرتها من (سورة الأعراف)!!!
وحين وصلتُ إلى سورة الدخان وجدتني أصل الرقم 3000 من الأخطاء المطبعية!!(1/1919)
ثمّ لما ذهبت إلى معرض (أبو ظبي) للكتاب، وجدت موقع (دار المعرفة ) تبيع كتبها للناس، ونسخة الكشاف تتلألأ من بعيد في وسط الدكان. فسألت الرجل لمن هذه الدار ومن أنت؟ فأجابني أنها لرجل سوريّ وأنه مجرد مندوب. كأنه خاف !! فاشتريت منه نسخة الكشاف لأشكوه الى مدير المعرض. فدفعت 12$ وأخذت النسخة إلى مدير المعرض فقلت له (لقد عبثت هذه الدار بهذا الكتاب العظيم عبثاً عظيما، ذاك أني قد أحصيت لها 3000 خطأ طباعياً حتى سورة الدخان، فكيف لو أكملت قراءته؟ والطامة تغيير بعض الآيات عن مواضعها من السور مثل الآية 133 من سورة الأنعام!!) فقام معي وأخبر مندوب الدار أن لا يبيع هذه النسخة بعد اليوم . ثم سألني هل رضيت؟ فقلت كلا بل أطالب بإغلاق هذه الدكان ومنع هذه الدار من البيع وإعلان طردها من المعرض. فقد أخبرتك بحال الكشاف فقط. وأنا لا أعلم ماذا فعلت بالطبري وبما تراه من مجلدات ذهّبت عناوينها وشوهت مضامينها. فقال: نحتاج قرارا من القاضي . والوقت ما يمدينا(يكفينا)!
ترى إلى كم نتساهل مع مثل هؤلاء العابثين؟
والله إن ما حصل للكشاف على يد (دار المعرفة) السورية لا أظنه يجري لأي كتاب في العالم.ولو تعمّد لصٌّ تشويهه ما زاد على ما فعلت هذه الدار.
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2006, 04:18 PM
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه ، وقد وجدت من قبل بعض الأخطاء في هذه الطبعة المضغوطة في مجلد واحد ، لكن لم أتتبعها ، ولم أتوقع أن تكون بهذه الكثرة . وهذه صورة ما تفضلتم بالإشارة إليه .
http://www.tafsir.net/images/kashafrong.jpg
حيث كتبوا الآية رقم (133) من سورة الأنعام ، بدل الآية رقم (133) من سورة الأعراف وهي قوله تعالى :{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} .
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-01-2006, 06:32 PM(1/1920)
شكراً جزيلاً أخي الدكتور عبدالرحمن على وضع صورة الكتاب وتوثيقكم بالصورة للآية المذكورة، وجزاكم الله خيراً
---
أبو طلال العنزي
06-02-2006, 01:16 AM
هذه معلومات مهمة عن هذه الدار .
والرجاء أن يكثف الحديث عن هذه الطوام في هذا المنتدى حتى يستطيع طالب العلم معرفة الدور التي تعتني بالكتب ، والدور التي تمتطيها وتهينها .
الرجاء النظر في هذا الموضوع ، وتأمله من نواح عدة حتى لا يقع المنتدى في شيء لا يحمد عند الصباح .
---
مساعد الطيار
06-02-2006, 01:49 AM
مع الأسف ، لقد صار الربح التجاري هو الأصل عند بعض الدور ، والله المستعان .
وكما قال الدكتور عبد الرحمن الصالح من الفرح بضغط الكتب الكبيرة ، لكن مع الأسف قلَّ من الدور من يعتني بمراجعة وتدقيق الطبعة ، فضلاً على مراجعتها على نسخ خطية ، لذا لا يحرص المرء على هذه المطبوعات إلا بعد سبر غورها ، وكما قيل : قديمك نديمك .
---
عبدالله العلي
06-02-2006, 10:12 AM
إحدى الدور الجيدة - حسب وجهة نظري- ضغطت كتاب أضواء البيان في مجلد واحد ، لكن حذفت بعض الأشياء في الكتاب كالاستطرادات الخلافية ، فهل هذا العمل مقبول ؟
---
(1/1921)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نوارة للكتب النادرة والمخطوطات تدعوكم لزيارتنا
---
نوارة للكتب النادرة والمخطوطات تدعوكم لزيارتنا
---
نوارة للكتب النادرة
02-21-2006, 09:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تم بعون الله وتوفيقه افتتاح مركز نوارة للكتب النادرة والمخطوطات :......
من خلال زيارتكم لنا سيجد طلبة العلم ما يشرح نفوسهم من الكتب القيمة سواء المطبوع منها طبعات قديمة أو حتى المخطوطات، ولعلنا نقوم مرة أخرى بوضع بعض عنوانين الكتب التي تهم طلبة العلم في وقت قريب - إن شاء الله - .
موقع المركز: الرياض، مخرج (9) طريق الإمام سعود بن عبد العزيز، قبل إشارة شارع عثمان بن عفان.
هاتف ثابت: 2071256
المسؤول الأول: تميم الحسن
جوال : 0555134948
---
نياف
02-22-2006, 05:54 AM
بارك لله فيكم
ولقد مررت على المكتبة ورأيت بعض الكتب النادرة .
ولكن يلاحظ عليكم أن أسعار بعض الكتب غالية جدا !!!
والسلام عليكم
---
طالب المعالي
03-03-2006, 12:58 AM
لو وضعت أخي الكريم جميع عناوين المخطوطات التي تحويها مكتبتكم وجزاك الله خيرا
---
مروان الحسني
03-03-2006, 10:17 AM
هلا أعطيتنا مثالا لأسعار الكتب يا أخ نياف ؟
---
نياف
03-03-2006, 03:20 PM
هلا أعطيتنا مثالا لأسعار الكتب يا أخ نياف ؟فتح الباري طبعة بولاق الأصلية وليست المصورة 3500 دولار تقريبا !!!
---
نوارة للكتب النادرة
04-23-2006, 09:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في ملتقى أهل التفسير يوجد لدى نوارة للكتب والنوادر والمقتنيات الثمينة مكتبة للبيع فيها 4000 كتاب من نوارد الكتب وعيون الكتب في جميع المواد العلمية .
بالاضافة ألى 1200 مخطوط .
للاستفسار ابو صالح 0505134948
تميم 0555134948
---
عدنان البحيصي
05-01-2006, 10:14 AM
لكن إن كانت غالية هكذا
فأعان الله طلاب العلم
---(1/1922)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > رأي شيخ الإسلام وابن القيم في تفنيد التجويد بمفهومه الحالي
---
رأي شيخ الإسلام وابن القيم في تفنيد التجويد بمفهومه الحالي
---
عبدالله الميمان
07-11-2004, 04:41 AM
شدد شيخ الإسلام النكير على التجويد بمفهومه الذي يدرّس به الآن ، وأخص بالذكر منه التفاصيل الدقيقة التي ذكره الشيخ وتلميذه مما سيأتي ، ولكن أطمح من الإخوة إذا كان ثمة رأي للفقهاء في هذه المسألة أن يذكروه حتى تعم الفائدة في عرض جميع أقوال العلماء .
نقل هذا الرأي عن شيخ الإسلام وابن القيم ابنُ قاسم في الحاشية (2\209 ) ؛ وأحببت أن أنقله من المصدر لتعم الفائدة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
(( ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق ب أأنذرتهم وضم الميم من عليهم ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت مجموع الفتاوى )) (16\50) .(1/1923)
وقال ابن القيم : (( فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم قال أبو الفرج بن الجوزي قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس وقال محمد بن قتيبة في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه عند(1/1924)
قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة )) إغاثة اللهفان (1\160) .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-12-2004, 02:10 PM
انظر هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=279
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=840&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
---
عبدالله الميمان
07-12-2004, 10:12 PM
جزاك الله خيراً ، ولكن فهمت أن الجميع هناك مؤيد ، ولي عودة إن أذن لي الدكتور مساعد الطيار في التعليق على ماكتبه .
---
مساعد الطيار
07-13-2004, 12:42 AM(1/1925)
على الرحب والسعة يا أخ عبد الله ، والملتقى وُضِع للنقاش العلمي الهادف ، والمسألة ليست محسومة بقول فلان أو علان ، مادام للاجتهاد والرأي مدخل ، والله يوفقني وإياك .
---
عبدالله الميمان
07-14-2004, 10:33 PM
جزاك الله خيراً د.مساعد على لطفك ، وأعود فأقول :
تعريف فضيلتك للتجويد أنه : التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة ، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق ، أجود من التعريف الآخر الذي ذكرته وهو (إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم )لأن هذا غير مسلم به
إذ لو سلم نطق القراء بالمد تقديراً وبالإشمام ، والقلقلة والإرجاع والروم لما اختلف العلماء في وجوب التجويد على هيئته الاصطلاحية المدونة في كتب المجودة ، ولاستدل القائلون بوجوب التجويد
بأن النبي صلى الله عليه وسلم مد خمساً قبل الهمز ، و ثنتان مداً طبيعياً ونطق الغنة مقدار حركتين وغير ذلك ، لكن لما لم يوجد دليل يدل على مقدار الحركات عدنا لتعريف التجويد بأنه علم يراد به تحسين القراءة لا غير ، وأنه من علوم الآلة لا من علوم الشرع ، فهو كالنحو وغيرها
يصلح به اللسان ولايلزم تعلمه للمجيد ، والتكلف فيه كثير جداً ، ولهذا لايصح مقارنة التجويد بالنحو - في نظري - كما قرر الدكتور الفاضل مساعد في قوله : ( ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد ، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية ، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو ، وأنهم عرب ، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم ) لأمور :
الأول : أن النطق العربي السليم للحروف لم يفسد كما فسد إعراب الناس ، ولو قلت للمتعلم انطق حرف الباء والهاء والميم لنطقها كلمة (بهم )عربية سوية ليس في نطقها إخلال .(1/1926)
الثاني : أن الناس تتفاوت في المخارج ولا يعاب عليهم التفاوت بخلاف إبدال الحروف ولهذا ورد في سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال اقرؤوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه )والحديث صححه الألباني (1\220) .
قلت : وترى الناس الآن يتفاوتون في نطق الحرف ولا يعاب عليهم في قرائتهم ، انظر مثلاً إلى تفاوت الثبيتي وعلي جابر في نطق الجيم ، بإشباعها للأول وعكسه للآخر ، كما يتفاوتون في الصفير ولا يعاب عليهم
انظر إلى قراءة الشريم مثلاً للسين والصاد وعكسها للسديس وغير ذلك من التفاوت الذي لا يضير القاريء ولا يقلب الحرف إلى الآخر .
الثالث : أنه لو لزم الناس النطق بالقرآن مجوداً للزمهم النطق بالعربية مجوداً في خطاباتهم وكلامهم العربي وهذا لم يقله أحد ، وهذه القاعدة تخرج التجويد من كونه قاعدةً للنق إلى كونه علماً لتحسين الصوت وهذا مفاد كلام شيخنا ابن عثيمين حيث قال : (( لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد ، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة ، وباب التحسين غير باب الإلزام ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مداً قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم .(1/1927)
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي ، ولو قيل : بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى : طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث ، وكتب أهل العلم ، وتعليمك ، ومواعظك ، وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب ))
ولتكن دائرة الحوار مبسوطة حول التجويد بمعناه الاصطلاحي الشامل للإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب وإخراج الحروف من مواضعها والمد والروم والقلب والإشمام وغيرها
من الأحكام المبسوطة ،وأعني بذلك إخراج مفهوم التجويد اللغوي الذي هو بمعنى تحسين القراءة فهذا لا إشكال في الاتفاق عليه للأمر به في أحاديث كثيرة ، ولهذا عنونت للموضوع ب ( بمفهومه المعاصر ) .
فالخلاف يدور حول مدد المد ، ومقدار الغنة والإقلاب ، والقلقلة ، ومايحصل به الإظهار من الحلق لحروفه ، والإشمام ، فهل دل عليها من السنة النبوية دليل واحد ؟
واختم بفائدةٍ ذكرها القرطبي فقال : (( قال رسول الله صلى عليه وسلم تعلموا القرآن وغنوا به واكتبوه فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من المخاض من العقل قال علماؤنا وهذا الحديث وإن صح سنده فيرده ما يعلم على القطع والبتات من أن قراءة القرآن بلغتنا متواترة عن كافة المشايخ جيلا فجيلاإلى العصر الكريم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فيها تلحين(1/1928)
ولا تطريب مع كثرة المتعمقين في مخارج الحروف وفي المد والإدغام والإظهار وغير ذلك من كيفية القراءات ثم إن في الترجيع والتطريب همز ما ليس بمهموز ومد ما ليس بمدود فترجع الالف الواحدة ألفات والواو الواحدة واوات والشبهة الواحدة شبهات فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن وذلك ممنوع وإن وافق ذلك موضع نبر وهمز صيروها نبرات وهمزات والنبرة حيثما وقعت من الحروف فإنما هي همزة واحدة لاغير إما ممدودة وإما مقصورة فإن قيل فقد روى عبدالله بن مغفل قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته وذكره البخاري وقال في صفة الترجيع آء آء آء ثلاث مرات قلنا ذلك محمول على إشباع المد في موضعه ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه وقد خرج أبو محمد عبدالغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة عن عبدالرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم المد ليس فيها ترجيع وروى ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأذان سهل سمح فإذا كان أذانك سمحاسهلاوإلا فلا تؤذن أخرجه الدارقطني في سننه )) ، قلت : وقد سمتُ جماعات من القراء يقرأون ما يسمونه بالقلقلة فينطقون حرفاً آخر زيادةً في كتاب الله ، وفتش تجد .(1/1929)
أعود للقرطبي رحمه الله : ((إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد منع ذلك في الأذان فأحرى ألا يجوزه في القرآن الذي حفظه الرحمن فقال وقوله الحق إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وقال تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد قلت وهذا الخلاف إنما هو ما لم يفهم معنى القرآن بترديد الأصوات وكثرة الترجيعات فإن زاد الأمر على ذلك حتى لا يفهم معناه فذلك حرام باتفاق كما يفعل القرآء بالديار المصرية الذين يقرءون أمام الملوك والجنائز ويأخذون على ذلك الأجور والجوائز ضل سعيهم وخاب
عملهم فيستحلون بذلك تغيير كتاب الله ويهونون على أنفسهم الاجتراء على الله بأن يزيدوا في تنزيله ما ليس فيه جهلا بدينهم ومروقا عن سنة نبيهم ورفضا لسير الصالحين)) قال الشيخ محمد بن ابراهيم : (( التجويد معلوم معروف؛ لكن أدخل فيه ما ليس منه، فإن أناساً من أهل التجويد أخذوها صناعة، إما أن يزيدوا في القلقلة، أو نحو ذلك)).
وقال بعد أن بين أنه ينبغي تعلم التجويد : ( مع أن العلماء رحمهم الله سهلوا في أمر ابدال الضاد ظاء لا سيما من يعجزه النطق بالضاد ، قال في " الاقناع وشرحه " : وحكم من أبدل منها ـ أي الفاتحة ـ حرفاً بحرف لا يبدل كالألثغ الذي يجعل الراء غيناً ونحوه حكم من لحن فيها لحناً يحيل المعنى ، فلا يصح أن يؤم من لا يبدله لما تقدم . إلا ضاد (المغضوب) و(الضالين) إذا أبدلها بظاء فتصح إمامته بمن لا يبدلها ظاء ، لأنه لا يصير أمياً بهذا الإبدال وظاهره واو علم الفرق بينهما لفظاً ومعنى كما تصح أمامته بمثله ، لأن كلاً منهما ـ أي الضاد والظاء ـ من طرف اللسان ومن الأسنان )).
هناك فرق بين تعلم التجويد والنحو ، فالناس قد فسد إعرابهم ولكن لم يفسد نطقهم السليم للحروف العربية .(1/1930)
المبالغات العظيمة في الماضي وفي زمننا هذا على وجوب التنطع بالنطق ومن تلك المبالغات ما كتبته إحدى جرائد مصر عن الشيخ محمد غفر الله حينما صلى في الحرم فخرجت من الغد على الناس بعنوان ( إمام الحرم يلحن في الفاتحة )
وهذا غير غريب إذا اعتبروا اللحن هو النطق السوي من غير مراعاة التشدق في إخراج الحروف .
ومن المبالغات قول صاحب غاية المريد : (اجمعت الأمة المعصومة على وجوب التجويد و ذلك من زمن النبي إلى زماننا و لم يختلف فيه منهم أحد ) وهذا إلباس على الناس ؛ إذ مفهوم التجويد غير متفق عليه ، ولم يتفق على تعريف دقيق له ، فكيف تجتمع الأمة على وجوب الأخذ به ؟
ومنها قول بعضهم أن آخر من نطق بالضاد بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو عمر ، وهذا يفضي إلى اجتماع الأمة على اللحن الخفي .
والله أعلم ، وأشكر القا ريء الكريم على مروره ...
---
مساعد الطيار
07-15-2004, 05:28 PM
أخي الكريم عبد الله
أشكرك على ما سطرت يداك ، وإني لمسرور بمثل هذا النقاش الهادف ، وسأضع لك في هذا التعقيب بعض النظرات التي أرجو أن تكون صوابًا خالصة لوجه الله .
وإني لأعتذر مُسبقًا عن ما يقع لي من بعض العبارات بسبب الحماس في إبراز الفكرة ، لكني أتبرأ من كل لفظ يُفهم منه أن فيه تنقُّصًا للعلماء ، أو لمن يناقشني ، فأرجو ممن يقرأ لي أن ينبهني عما يقع من بعض العبارات التي قد تُفهم خطأ .
وهذا أوان التعليق على مقالكم الماتع حفظني الله وإياكم ، وسدد خطانا .
************
قولك : (إذ لو سلم نطق القراء بالمد تقديراً وبالإشمام ، والقلقلة ( والإرجاع ؟) والروم لما اختلف العلماء في وجوب التجويد على هيئته الاصطلاحية المدونة في كتب المجودة .)
أولاً : من أين جاء القراء بهذه الأمور ؟
أمن عند أنفسهم ؟
أم تلقوها ؟
إن كانت من عند أنفسهم ، فأين إثبات ذلك ؟
وإن كانوا تلقوها ، وهذا هو الحاصل ، فالأولى اتباعهم في ذلك ، فهم قد نقلوا حروفه وأداءه .(1/1931)
فإن ثبت في شيء من الأداء اجتهاد مجتهدٍ فهنا يقع الجدل ، ويكون الأمر غير مسلم للمجودين .
ثانيًا : أنا لم أوجب التجويد في كلامي ، وكلامك منصبٌّ على هذا ، لكني أقول إنه في أقلِّ أحواله سنة مشروعة منقولة عن أئمة القراءة الذين رضينا عنهم نقل حروف القرآن ، وتلقينا من طريقهم كيفية نطقها ، فالتفريق بين هذين الأمرين المتلازمين أمر عسير ، فكيف نقبل عنهم القراءة : (بضنين ) والأخرى ( بظنين ) ، ولا نقبل منهم كيف يكون أداؤهما وأداء غيرهما من الأحرف ؟
فمن سلَّم للقراء بنقل الحروف ، لزمه أن يسلِّم بنقل الأداء ، إذ لم يثبت في الأداء نقل عن غير القراء ، وهم المرجع في معرفة ذلك ، والحكَم الذي يفصل في هذه الأمور .
************
قولك : (ولاستدل القائلون بوجوب التجويد بأن النبي صلى الله عليه وسلم مد خمساً قبل الهمز ، و ثنتان مداً طبيعياً ونطق الغنة مقدار حركتين وغير ذلك ، لكن لما لم يوجد دليل يدل على مقدار الحركات عدنا لتعريف التجويد بأنه علم يراد به تحسين القراءة لا غير ، وأنه من علوم الآلة لا من علوم الشرع ، فهو كالنحو وغيرها يصلح به اللسان ولايلزم تعلمه للمجيد )
أولاً : لنبتعد عن قضية الوجوب ، فليس عليها ما يدلُّ من جهة الأدلة .
ثانيًا : حديثك هنا عن المقادير ، وقد بيَّنت في كلامي الذي رجعت إليه أمرين :
الأول : أنَّ وجود المد والغنة له أصل ، وهو عربي قرائي بلا ريب .
ثانيًا : أن المقادير بالحركات قد دخلها الاجتهاد ، وإنما وقع الخلاف في تقدير المدِّ ـ مثلاً ـ لكونه مما لا يمكن ضبطه ضبطًا دقيقًا ، وهذا مما لا ينكره أحدٌ فيما أعلم .
وإذا كان تقدير الحركات راجع إلى الاجتهاد ، فإن هذا لا يعني أنَّ الأصل الذي قُدِّرت له الحركات لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .(1/1932)
ثالثًا : علم التجويد علم مشافهة وتلقي ، وهو مأخوذ بالسند الآخر عن الأول ، وله أعلامه الذين ضبطوا أصوله ، وكون الكتابة فيه متأخرة لا تعني عدم أصليَّته ، ولا أنه علم مبتدع نشأ من فراغ ، أو من اجتهاد مجتهدين .
أما علم النحو فالحال فيه معروف ، ولا يمكن أن يكون شأنه من جهة اتصاله برسول الله صلى الله عليه وسلم كاتصال التجويد .
وكونك تطلق على التجويد أنه من علوم الآلة أو من غيرها ، فهذا لا يغيِّر حقيقة هذا العلم ، ولا يقدح في تأصيله وارتباطه بالإسناد المتصل مطلقًا .
رابعًا : ما الدليل الذي تريد أن تعتمد عليه في أصل الحركات أو تقديرها ؟
أليس أهل كل فنِّ يُرجع إليهم في فنِّهم ، فما بال هؤلاء القراء المساكين لا يؤبه لما عندهم من العلم ؟
إنَّ مقام الاستدلال هنا مقام فقهي بحت عند من يريد الدليل ، وليس الأمر كذلك ، فالفقهاء بمعزل عن هذا العلم ، وحقُّهم أن يسلِّموا لأهل الأداء بما عندهم إلا ما ثبت بالدليل بطلانه .
وكيف يثبت بطلان ما يروونه بالأسانيد المتصلة ، ويتفق عليه قراء المشرق والمغرب ، وتتصل أسانيدهم كلهم بالصحابة الكرام ، أفستطاع هؤلاء على تباعد أقطارهم أن يتوافقوا على وضع هذا العلم ، وينشئون له أُسُسًا ، ويُؤخذ عنهم بالتلقي من أجيالٍ متقادمة متصلة بجيل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
فإذا كان الأمر كذلك ، فلم لا نسلِّم لهذا ، ونقول : كل علمٍ أهله أدرى به ؟
خامسًا : الذي ألاحظه على من لم يعتبر علم التجويد لا يخلو من حالين :
الأولى : أن لا يكون له به معرفة أصلاً ، ولم يكن من علوم بلده ، كما هو الحال في بلاد نجدٍ ، بخلاف الحال في الحجاز الذي لا يزال فيه علم التجويد قائمًا يدرَّس في الحرمين الشريفين منذ عقود متطاولة .(1/1933)
الثاني : أن يكون له ملحوظة على من يتشدَّدون في هذا العلم ، أو من يقرئون الناس ويتكلفون في تعليم التجويد ، فينصبُّ كلامه على مثل هؤلاء ، وقد ينجرُّ حديثه من حيث لا يشعر إلى أصل هذا العلم الذي تلقته الأجيال ، وهو مرتبط بقراءة كتاب ربها ،و مثل هذا لا يكون كلامه حجة على إطلاقه .
*************
قولك :(والتكلف فيه كثير جداً ، ولهذا لايصح مقارنة التجويد بالنحو - في نظري - كما قرر الدكتور الفاضل مساعد في قوله : ( ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد ، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية ، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو ، وأنهم عرب ، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم ) لأمور :
الأول : أن النطق العربي السليم للحروف لم يفسد كما فسد إعراب الناس ، ولو قلت للمتعلم انطق حرف الباء والهاء والميم لنطقها كلمة (بهم )عربية سوية ليس في نطقها إخلال )
أخي الكريم :
لا يُسلَّم لك أن الناس اليوم ينطقون نطقًا عربيًّا صحيحًا ، وأنت على خُبْرٍ بتغاير لهجات الناس ، وتباين منطقهم ، فكيف يقال هذا ؟
وما مثَّلْتَ به من الأحرف لا يقع فيه خطأ ، لكن يقع الخطأ في نطق الكاف والقاف والجيم والعين واللم والراء والتاء وغيرها ، كما يقع الخطأ في الأحرف المشدَّدة ، ويقع في غيرها ، ومن أقرأ عرف أن النطق العربي ليس سليمًا عند كثيرين ممن تأثرت ألسنتهم بلهجاتهم .
ولو كان النطق العربي هو المعوَّل عليه ، فكيف تخرِّج قول الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة : ( اقرءوا القرآن على أربعة ، وذكر منهم ابن مسعود ) ، وقوله ( من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أمِّ عبد ) ، ألا ترى أن السليقة العربية لو كانت كافية لما كان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من معنى ، حاشاه من ذلك .(1/1934)
إنَّ مثل هذه الأحاديث تدعوك من قريب إلا أنَّ الأداء يُتلقَّى حتى في جيل العرب الأقحاح الذين نزل عليهم القرآن .
************
قولك :(الثاني : أن الناس تتفاوت في المخارج ولا يعاب عليهم التفاوت بخلاف إبدال الحروف ولهذا ورد في سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي فقال اقرؤوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه )والحديث صححه الألباني (1\220) .
قلت : وترى الناس الآن يتفاوتون في نطق الحرف ولا يعاب عليهم في قرائتهم ، انظر مثلاً إلى تفاوت الثبيتي وعلي جابر في نطق الجيم ، بإشباعها للأول وعكسه للآخر ، كما يتفاوتون في الصفير ولا يعاب عليهم
انظر إلى قراءة الشريم مثلاً للسين والصاد وعكسها للسديس وغير ذلك من التفاوت الذي لا يضير القاريء ولا يقلب الحرف إلى الآخر )
أقول : من الذي له حقُّ أن يعيب ، الناس أم العارفون بالقراءة ؟
وهل سألت أهل القراءة فذكروا لك صحة قراءة من ذكرت ، حتى تقول إنه لا يعاب عليهم ؟
فالجيم التي ينطق بها الثبيتي ـ مثلاً ـ جيمٌ عربية معروفة ، وهي موجودة في بعض قبائل العرب إلى اليوم من قبائل الطائف والجنوب ، وهي قريبة مما ينطق به بعض أهل الشام ، وهذه الجيم لا تقلب مبنى الحرف ، بخلاف ما لو قرأها بلهجة أهل اليمن ( قِيم ) ، وهذه أيضًا عربية مذكورة في كتب اللهجات ، لكن هل تجيز القراءة بها بناءً على رأيك ؟
وأما استدلالك بالحديث فإن له وجهًا يُخرَّج على الحديث الآخر ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأه وهو عليه شاق فله أجران ... ) ، فالأعجمي ، وكذا العربي الذي لا يستطيع تحسين تلاوته لا يؤاخذ بهذا ، ولا يعاب عليه ، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ، فيكون ممن شقَّ عليه القرآن .
************(1/1935)
قولك :(الثالث : أنه لو لزم الناس النطق بالقرآن مجوداً للزمهم النطق بالعربية مجوداً في خطاباتهم وكلامهم العربي وهذا لم يقله أحد ، وهذه القاعدة تخرج التجويد من كونه قاعدةً للنق إلى كونه علماً لتحسين الصوت وهذا مفاد كلام شيخنا ابن عثيمين حيث قال : (( لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد ، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة ، وباب التحسين غير باب الإلزام ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مداً قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم .
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي ، ولو قيل : بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى : طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث ، وكتب أهل العلم ، وتعليمك ، ومواعظك ، وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب )
في هذا الكلام أمور :
الأول : إنك ما زلت تدندن على وجوب التجويد ، وأنا لا أرى وجوبه ، فأخرج عن هذا إلى :
الثاني : وهو أن من قال بالتجويد لم يقل بأن كلام العرب كان موجوَّدًا كتجويد القرآن ، ومن زعم هذا فقد أخطأ ، وليس عنده في هذا دليل ، فهذه الكتب التي حكت لغة العرب ونحوها ليس فيها ما يدلُّ على هذا القدر الزائد عند القراء .
والمقصود أنه ليس هناك تلازم بين القول بالتجويد في القراءة والقول بالتجويد في الكلام المعتاد أبدًا .(1/1936)
وما دمت ذكرت التلازم بين الكلام العربي والتجويد ، فأرجو أن تستقرئ أول كتاب في النحو ( الكتاب ) لسيبويه ، وسطِّر ما يمرُّ عليك مما له علاقة بالقراءة ، فالكتاب كتاب نحو يبيِّن منطق العرب وأدائها في لغتها ، وإنك ستجد كثيرًا من المباحث التجويدية من جهة العربية فحسب :
ستجد المدَّ والإدغام ( يشمل أحكام النون وغيرها ) والمخارج ، والصفات ، والروم والإشمام والسكون المحض ، وغيرها .
وإذا قرأتها فليس لك في فهما سوى التصوُّر ، ولا يمكنك أن تطبِّق شيئًا منها ، وتقول هكذا تنطق العرب إلا في بعضها .
ولو قلت لك : ذكر سيبويه في باب الروم والإشمام أن الروم يقع في المفتوح ، كيف يُنطق هذا ؟
فالجواب : لا أنا ولا أنت نعرف كيفية النطق ، إذ ليس عندنا إسناد متصل إلى العرب بالمشافهة في هذه الحيثية .
لكن لو قلت لمقرئٍ : كيف نقرأ بالروم في لفظ ( تأمنَّا ) لقرأ لك به ، ولما أعياه ذلك ؛ لأنه أخذه مشافهة عن شيخه ، عن شيوخه ، يوصلون ذلك إلى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم .
والذي أريده هنا :
ـ أنَّ كثيرًا من أمور التجويد عربية الأصل ، قد ذكرها النحاة واللغويون في كتبهم ، وعنهم نقل متأخرو المجودين كمكي بن أبي طالب في كتابه الرعاية ، والداني في كتابه التحديد في الإتقان والتجويد ومن جاء بعدهم ممن أصل هذا العلم بالتدوين .
ـ وأن القراء فَاقُوا أهل العربية فيها بالتلقي والمشافهة ، فما تراهم توافقوا فيه ـ وذلك أمر لابدَّ منه لأن القرآن عربي ـ فإنه لا يمكنك تلقيه منطقًا وقراءة إلا من طريق القراء الذي اعتمدوا المشافهة .
************
(ولتكن دائرة الحوار مبسوطة حول التجويد بمعناه الاصطلاحي الشامل للإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب وإخراج الحروف من مواضعها والمد والروم والقلب والإشمام وغيرها(1/1937)
من الأحكام المبسوطة ،وأعني بذلك إخراج مفهوم التجويد اللغوي الذي هو بمعنى تحسين القراءة فهذا لا إشكال في الاتفاق عليه للأمر به في أحاديث كثيرة ، ولهذا عنونت للموضوع ب ( بمفهومه المعاصر ) .
فالخلاف يدور حول مدد المد ، ومقدار الغنة والإقلاب ، والقلقلة ، ومايحصل به الإظهار من الحلق لحروفه ، والإشمام ، فهل دل عليها من السنة النبوية دليل واحد ؟)
أقول : سبق أن طرحت ذلك ، وبيَّنت أن أصول هذه المسائل عربية ، وأنَّ المقدار الزائد الذي ذكره علماء التجويد مأخوذ بالتلقي ، لكن اختلافهم في عدد الحركات ذلك ما يقع فيه الاجتهاد .
وإذا كانت قراءة هؤلاء ليست من سنن النبي ، فمن أين جاءوا بها يا تُرى ؟!
وكيف استطاعوا أن يُلبسوها الشرعية طوال هذه القرون ، وتستمرَّ القراءة بها جيلاً بعد جيل ؟!
أرجو أن تفرِّق بين الأصل وتقدير القدر الزائد ، فأنا أرى أن الأصل لا يصلح الخلاف فيه ، وإنما الخلاف في تقدير القدر الزائد ، وأرجو منك أن تقرأ كلام ابن الجزري في كتابه النشر عند حديثه عن المد المتصل ، فقد أبان عن أن الاتفاق على المد كائن ، وأن الاختلاف في مقادير المدِّ ، فالمد المتصل من حيث العموم يبدأ بثلاث حركات ، وينتهي عند ست حركات ، ولم يُذكر عن أحد من القراء انه مدَّ أكثر من ست حركات .
فهذه الحركات الثلاث أصلٌ لم يقع فيه اختلاف بين جميع القراء ، وإنما وقع الخلاف في الزيادة عليه ، فمن مد أربعًا أو خمسًا أو ستًّا ، فقد مرَّ بالحركات الثلاث لا محالة .
وأخيرًا أقول :
1 ـ إن تنطع بعض المتنطعين في التجويد ، وتشديدهم في تعليمه ليس حجة في عدم العمل به .
2 ـ إن من حكم بإجماع الأمة على الوجوب يحتجُّ له ولا يُحتجُّ به ، وليس كل من قال بقول كان حجة على غيره .
3 ـ إن النقل الذي ذكرته عن القرطبي قد ذكر آفات في القراءة يستنكرها المحققون من المجودين ، وقد ألَّفوا في ذلك في كتبهم .(1/1938)
4 ـ إن اتخاذ بعض القراء قراءة القرآن في المحافل والمآتم ، وتصنع التطريب والقراءة بالألحان ليس حجة في ردَّ التجويد ، وهم ممن قام بعمل منكر عند المجودين ، ولا يُحسب عمله عليهم .
5 ـ من قال بأنه لم ينطق الضاد صحيحة إلا النبي صلى الله عليه وسلم وعمر ، فهذا من الأقوال الغريبة التي لا يقبلها العقل ، ولا يدل عليها النقل ، فمن ذا الذي يزعم انه سمعهما أو سمع من سمعهما ثم تواصل سنده بهذا .
6 ـ الخلاف في إبدال ضاد الضالين بالظاء فيه كلام مفصَّل لأهل المذاهب الفقهية ، ولهم اختلاف بإبطال الصلاة بهذا اللحن ومثله ، وذلك مبسوط في كتب الخلافات الفقهية ، وارجع إلى مثل كتب الأحناف تجدهم من أوسع من تعرض لهذه المسائل ، وفي الأمر سعة في ذلك .
لكن يُعذر من حكم باللحن على من قرأ الضالين بالظاء بأنه غيَّر مبنى الكلمة ، فصارت من الظِّل لا من الضلال ، وهذا الوجه الذي ذهب إليه معتبر عند بعض فقهاء المذاهب ، فلا تستغرب أن يلاحظ على بعض أئمتنا مثل ذلك عند هؤلاء ، إذ إنهم قد يقرءون الضاد ظاءً .
7 ـ ما ذكره القرطبي من تخريج حديث عبد الله بن مغفل في قراءة سورة الفتح فيه نظر ، قال القرطبي : ((فإن قيل فقد روى عبد الله بن مغفل قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته وذكره البخاري وقال في صفة الترجيع آء آء آء ثلاث مرات قلنا ذلك محمول على إشباع المد في موضعه ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه )) .
وأصوب منه في نظري ما قاله ابن القيم في زاد المعاد ( 1 : 384 ـ 385 ): (( ... وكان يتغنى به ويرجع صوته به أحيانا ، كما رجع يوم الفتح في قراءته (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) .
وحكى عبد الله بن مغفل ترجيعه آآآثلاث مرات ذكره البخاري .(1/1939)
وإذا جمعت هذه الأحاديث إلى قوله : (زينوا القرآن بأصواتكم ) ، وقوله : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) ، وقوله : ( ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ) عَلِمْتَ أن هذا الترجيع منه كان اختيارا لا اضطرارا لِهَزِّ الناقة له ، فإن هذا لو كان لأجل هَزِّ الناقة لما كان داخلا تحت الاختيار ، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارًا ليؤتسى به ، وهو يرى هَزَّ الراحلة له حتى ينقطع صوته ، ثم يقول : كان يُرَجِّع في قراءته ، فنسب الترجيع إلى فعله ، ولو كان من هَزِّ الراحلة لم يكن منه فِعْلٌ يُسمى ترجيعا )) .
وبعد هذا أرجو أن يكون في ذلك مقنع لمن تأمله ، وأسأل الله أن يوفقني وإياك للصواب والسداد ، والله الموفق .
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2004, 06:04 PM
أولاً : أحب أن أرحب بالأخ الكريم عبدالله الميمان مع إخوانه في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله له التوفيق على مشاركاته التي تنادي على ما ورائها من العلم والأدب ، زاده الله من فضله.
ثانياً : أشكر جميع من شارك في هذا النقاش العلمي الهادئ ، الذي نحرص عليه في هذا الملتقى العلمي الوقور. سواء حول هذه المسألة أو غيرها من مسائل الدراسات القرآنية ، التي لا يزال الكثير منها في حاجة إلى وقفات علمية عميقة ، يتبادل فيها الرأي من طلاب العلم من أمثالكم ، ممن له عناية بالدراسات القرآنية.
ثالثاً: هناك كتاب للشيخ أسامة ياسين كيلاني الحسني رحمه الله ، وهو أحد المقرئين المعاصرين (1382-1419هـ) وعنوانه :(هل التجويد واجب ؟)
وقد خلص فيه إلى وجوب التجويد ، وذكر ص121 -122 خلاصة أدلة وجوب التجويد ، وهي 25 دليلاً منها :
1- قوله تعالى :(ورتل القرآن ترتيلا).
2- قوله تعالى :(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به).
3- قوله تعالى :(فاقرأوا ما تيسر من القرآن).
4- قوله تعالى :(إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه).(1/1940)
5- قوله تعالى :(وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم).
6- قوله تعالى :(ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي).
7- قوله تعالى :(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
8- قوله تعالى :(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً).
9- قوله تعالى :(من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه).
10- قوله تعالى :(وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ).
وغيرها من الأدلة .
ولا بد من مراجعة الكتاب لمعرفة وجه الاستدلال بهذه الأدلة التي ذكرت . فأرجو من الإخوة وفقهم الله ، مناقشة هذه الأدلة إن كان ثمة سعة من الوقت رغبة في الفائدة للجميع. وفقكم الله جميعاً لكل خير.
---
عبدالله الميمان
07-21-2004, 03:39 AM
جزاكما الله خيراً ومن مر ، ولاشك أن النقاش الهاديء الهادف يثري الموضوع بالأدلة وبأقوال أهل العلم وأنا كذلك د.مساعد سررت بما سطره بنانك متعك الله به وجعله طريقاً إلى جنته ، كما أشكر فضيلة المشرف على ترحيبه الجم بأخيه وفقه الله ، وقبل أن أعيد النظر بما سبق لعلي ألخص ما أرى أن الحوار يدور حوله ، وحتى لا يخرج الموضوع إلى الدوران في الحلقة المفرغة ، ملخص ما عرضه الدكتور مساعد :
1- أن القراء لم يأتوا بالتجويد من أنفسهم بل بالنقل المتواتر عن النبي ثلى الله عليه وسلم .
2- أن التجويد مشروع في الجملة ، ولا يعني ذلك وجوبه ، وليس فس الأدلة ما يدل على الوجوب .
3- أن القراء هم أهل الاختصاص في فن التجويد ولا طول للفهاء في هذا الباب .
4- من قدح في التجويد فلايخلو من كونه ممن يجهلون التجويد ، أو ممن صار عندهم ردة فعل ممن يتشددون في التجويد فيقدح في أصله .
5- أن الأحاديث ( اقرأوا القرآن على اربعة ، وعلى قراءة ابن أم عبد ) تدل على أن الأداء يُتلقَّى حتى في جيل العرب الأقحاح الذين نزل عليهم القرآن .(1/1941)
ود.مساعد بسبقٍ حائزٌ تفضيلاً مستوجباً ثنائي الجميلا ، وأما ما سطره الكاتب غفر الله له يتمثل فيما يلي :
1-أن التجويد في الجملة هو تحسين القراءة وعدم الخروج بالقراءة عن اللفظ العربي الفصيح .
2- أن عددأ من أحكام التجويد التفصيلية ليس عليها دليل من النقل كالقلقلة والغنة والإشمام ومقاديرها مع مقادير المدود .
3- النقل عن عدد من العلماء كالإمام محمد بن ابراهيم وابن سعدي وابن عثيمين عدم وجوب التجويد على هيئته الاصطلاحية المفصلة في كتب المجودة وأن التجويد أدخل فيه ما ليس منه .
4- نقل عدد من المبالغات مما ينقله بعض القراء غفر الله لهم من التشديد في تطبيق التجويد .
وقبل أن أعود إلى أصل المسألة أريد أن أبين للإخوة القراء أنني لم أتجرأ في الكتابة في هذه المسألة لعظم كتاب الله - خاصةً وأن عدداً من القراء نقل الإجماع على وجوب التجويد كابن الجزري والحداد - إلا لما وجدت كلام شيخ الإسلام وابن القيم حول المسألة والذي نقلته أعلاه ونقلت مثله قول الإمام محمد بن إبراهيم وقول شيخنا ابن عثيمين غفر الله له .
وأعود للحوار ..منبهاً أن دائرة الخلاف ليست حول مشروعية تحسين القراءة ، ولا وجوب النطق بالحرف العربي السليم ، كذلك لم نختلف في أن القراء منهم من تشدد وغلا في تطبيق التجويد ، بل أرى - ولا أدري هل يوافقني الدكتور مساعد أم لا - أنني اتفق معه في نقاط كثيرة بل في الأصول والتي من أهمها أن التجويد مشروع بمعناه الذي هو تحسين القراءة ، وأن المبالغات من عدد من الغلاة من القراء جعلت التجويد مجلاً للنقد ، وأرى أن النقاش السابق يدور حول مآخذ الاستدلال ونوع تطبيقاتها لدى القراء خاصة في فروع التجويد الدقيقة .
ولي وقفات مع الموضوع :(1/1942)
الأولى : قولك أخي الكريم د.مساعد ((أولاً : لنبتعد عن قضية الوجوب ، فليس عليها ما يدلُّ من جهة الأدلة )) ، و((الأول : إنك ما زلت تدندن على وجوب التجويد ، وأنا لا أرى وجوبه ))فأقول : الكلام يدور حول ما سطره علماء التجويد عن وجوبه ، وهو أيضاً ما استفدته مما كتبت أخي الفاضل بقولك : ((ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد ، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية ، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو ، وأنهم عرب ، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم ))وفي الجملة مما فهمته من كتب أهل الفن أن الأغلب يرى الوجوب .
ثم في نظري لو سلمنا تواتر نقل التجويد - بفروعه - بالنقل المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم لما صح إلا القول بوجوب التجويد ، فالذي تواتر نقله عن القراء هو الأصول والاختلاف بين القراءات وطريقة نطق الحروف ؛ وليس كافة فروع التجويد ، وهذا بالطبع ذكره الدكتور مساعد وفقه الله ضمناً حين ذكره
الثانية : قولك أخي الكريم : (( من أين جاء القراء بهذه الأمور ؟
أمن عند أنفسهم ؟
أم تلقوها ؟
إن كانت من عند أنفسهم ، فأين إثبات ذلك ؟
وإن كانوا تلقوها ، وهذا هو الحاصل ، فالأولى اتباعهم في ذلك ، فهم قد نقلوا حروفه وأداءه .
فإن ثبت في شيء من الأداء اجتهاد مجتهدٍ فهنا يقع الجدل ، ويكون الأمر غير مسلم للمجودين)) قد ينقلب فيصير إذا كانوا أتوا بها تلقياً فأين إثبات ذلك ؟ فالمثبت هو المطالب بالدليل لا النافي ، وهل هناك نقل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قلقل الحروف وأشم النطق في (محيط ) ورامه في ( نستعين )
أو أنها أدخلت على التجويد وأخذ صناعةً كما قاله الشيخ محمد بن إبراهيم ؟(1/1943)
الثالثة : هي قول الدكتور أبا سليمان : ((( اقرءوا القرآن على أربعة ، وذكر منهم ابن مسعود ) ، وقوله ( من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أمِّ عبد ) ، ألا ترى أن السليقة العربية لو كانت كافية لما كان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من معنى ، حاشاه من ذلك .
إنَّ مثل هذه الأحاديث تدعوك من قريب إلا أنَّ الأداء يُتلقَّى حتى في جيل العرب الأقحاح الذين نزل عليهم القرآن)) أخي الكريم لم ولا أشك طرفة عين أن القرآن يتلقى أداءً لا صحافةً ، والحوار يدور حول المؤدي هل هو سليم الأداء أم لا ؟
وأما الاستدلال بقول النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما نزل .. الحديث فيه أمور : أولها أن الغضاضة هي قراءة ابن مسعود للقرآن حرفاً حرفاً مبينة كما قال البخاري وهذا يدل أن ابن مسعود كان يقيم حروف القرآن وينطقه نطقاً عربياً صحيحاً وهذا يشمل أداءه كما نزل ولا يشمل فقط تحسين القراءة فهو أعم من مفهوم تجويد ابن مسعود للقرآن على المعنى الاصطلاحي للقراء .
الرابعة : مع قوله صلى الله عليه وسلم : ((اقرأوا فكل حسن )) والتعليق عليه بقولك أخي الكريم : (( وأما استدلالك بالحديث فإن له وجهًا يُخرَّج على الحديث الآخر ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأه وهو عليه شاق فله أجران ... ) ، فالأعجمي ، وكذا العربي الذي لا يستطيع تحسين تلاوته لا يؤاخذ بهذا ، ولا يعاب عليه ، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ، فيكون ممن شقَّ عليه القرآن ))وفي نظري أن حمل قوله صلى الله عليه وسلم على حديث الماهر بالقرآن يترق إليه احتمال آخر وهو أن الحسن في اللغة يشمل كل ما هو جيد وغير قبيح ، بخلاف المعنى الذي تدل عليه المشقة والتعتعة ، ولاشك أن من الأعاجم من يقرؤه حاذقاً لقرائته ومع ذلك ليست مخارجه كمخارج العربي القح ومع ذلك أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الجميع وقال كل حسن.(1/1944)
وفي الختام أحمد الله تعالى ، ثم أثني بالشكر على الدكتور الفاضل مساعد بن سليمان الطيار الذي أثرى بحواره هذا الموضوع وفقه الله وسدد خطاه .
---
أخوكم
02-08-2005, 07:09 AM
جزاكم ربي خير الجزاء فأكملوا الموضوع بنفس النهج العلمي والكلمات المهذبة
فما زلنا نستفيد ونتمتع ...
---
أبومحمد
02-09-2005, 12:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : أيها الإخوة الفضلاء أرى أنه يجب على طالب العلم أن يأخذ كل علم من أهله الذين عرفوا به وقضوا الأعمار في تحرير مسائله وحل إشكالاته والتصنيف فيه وتعليمه ، ولقد حصل لغط كبير في فترة مضت ولايزال الإشكال قائماً لدى بعض الناس مع اتضاح الأمر لدى التحقيق وأخذ العلم من مظانه وأهله وهذا من الأهمية بمكان مكين.......
أولاً : قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة : ((مُكَمَّلاً من غير ما تكلفِ * باللطف في النطق بلا تعسف)) ينظر كلام الملا القاري في شرحه على الجزرية (المِنَح الفكرية) ص : 21 ومابعدها ، فهو نفيس جداً ، وعليه فلا يخفى أن علماء التجويد قد قرروا هذا الأصل الأصيل في كتبهم وإقرائهم وأما تجاوزات بعض من ينتسبون إليهم فلا تنسب إلى التجويد وعلماء القراءات بل إلى أصحابه كما لايخفى .....
ثانياً :أن مصدر القراءة الرواية قال تعالى : (فإذا قرأناه فاتبع قرءانه) وعلم التجويد هو وصف للرواية فحسب كما نص عليه غير واحد ممن صنف في التجويد والقراءات شأنه شأن سائر العلوم التي تعتمد السماع والرواية كالنحو والصرف والبلاغة بعلومها الثلاثة والعروض والقافية ونحو ذلك فليست بعلوم مخترعة بل هي تقعيد وتأصيل لعلوم كانت تنطق بها العرب بمقتضى سليقتها العربية وفطرتها السوية.......(1/1945)
ثالثاً : يقرأ في ذلك كتاب (سنن القراء ومناهج المجودين) للشيخ الدكتور/ عبدالعزيز القارئ حفظه الله فإن سبب تصنيف هذا الكتاب ماتردد على لسان وقلم بعض المعاصرين من هجوم على علم التجويد والطعن فيه من رجل أكاديمي لكنه غير مشتغل بهذا الفن لا من قريب ولا من بعيد فكان لزاماً على الشيخ وأمثاله أن يخرسوا مثل هؤلاء الأدعياء الذين يتكلمون فيما لا يحسنون ويقولون ما لا يعلمون (ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب)!!
رابعاً : حدثني الشيخ الدكتور القارئ بنفسه شفاهاً أنه جمعه بالشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة مجلس بالمدينة النبوية حيث كان الشيخ في أواخر عمره يتردد إليها بين الفينة والأخرى وفيه جمع من طلبة العلم والمشايخ.....قال فسئل الشيخ رحمه الله عن فتوى نسبت إليه في شأن التجويد وطار بها الناس كل مطار فأحال الجواب علي - الكلام للشيخ القارئ - قال فاهتبلت الفرصة وبينت المسألة وفصلتها على خلاف ماأفتى به الشيخ وبعد أن أنهيت الكلام فيها قال الشيخ محمد رحمه الله : خذوا من الشيخ فهو أعرف مني بهذا....
ولكم أن تسألوا الشيخ القارئ عن هذا ، وفي هذا مالايخفى على ذي لب ولايحتاج معه إلى كثير كلام !!
والله ولي التوفيق والسداد وللجميع مني خير تحية وسلام،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
---
أبومجاهدالعبيدي
01-28-2007, 06:56 AM(1/1946)
حدثني الشيخ الدكتور القارئ بنفسه شفاهاً أنه جمعه بالشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة مجلس بالمدينة النبوية حيث كان الشيخ في أواخر عمره يتردد إليها بين الفينة والأخرى وفيه جمع من طلبة العلم والمشايخ.....قال فسئل الشيخ رحمه الله عن فتوى نسبت إليه في شأن التجويد وطار بها الناس كل مطار فأحال الجواب علي - الكلام للشيخ القارئ - قال فاهتبلت الفرصة وبينت المسألة وفصلتها على خلاف ماأفتى به الشيخ وبعد أن أنهيت الكلام فيها قال الشيخ محمد رحمه الله : خذوا من الشيخ فهو أعرف مني بهذا....
رحم الله لشيخ ابن عثيمين ...
هكذا هي أخلاق لعلماء
---
(1/1947)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفضل كتب التفسير للقراءة ( ابن عثيمين - رحمه الله )
---
أفضل كتب التفسير للقراءة ( ابن عثيمين - رحمه الله )
---
أبوخطاب العوضي
08-22-2004, 08:00 AM
السؤال: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ بماذا توجهون المستمعين من كتب التفسير في قراءتها يا شيخ؟
الشيخ: كتب التفسير في الواقع كثيرة ومتشعبة والعلماء رحمهم الله كل يأخذ بجهة من جهات القرآن الكريم فمنهم من يغلب عليه تفسير المعاني بقطع النظر عن الأعراب والبلاغة . . .
وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه مسائل الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه استنباطات من الآيات العلمية والعملية فهم يختلفون لكن من خير ما يكون من التفاسير فيما أعلم تفسير ابن كثير رحمه الله فإنه تفسير جيد سلفي لكن يؤخذ عليه أنه يسوق بعض الإسرائيليات في بعض الأحيان ولا يتعقبها وهذا قليل عنده ومن التفاسير الجياد تفسير الشيخ عبد الرحمن بن الناصر بن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سلفي سهل المأخذ ينتفع به حتى العامي ومن التفاسير الجياد تفسير القرطبي رحمه الله ومنها تفسير محمد الأمين الشنقيطي الجكني لا سيما في آخر القرآن الذي أدركه ومن التفسير الجياد في البلاغة والعربية تفسير الزمخشري لكن أحذره في العقيدة فإنه ليس بشيء ومن التفاسير الجياد تفسير ابن جرير الطبري لكنه لا ينتفع به إلا الراقي في العلم هناك تفاسير أخري لا نعرفها إلا بالنقل عنها لكن الإنسان يجب عليه أنه إذا لم يفهم الآية من التفاسير أن يسأل عنها أهل العلم حتى لا يفسر القرآن بغير مراد الله تعالى به.
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=4886
---
(1/1948)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو المساعدة في الحصول على نسخ من هذه المخطوطات لغرض البحث العلمي
---
أرجو المساعدة في الحصول على نسخ من هذه المخطوطات لغرض البحث العلمي
---
إبراهيم الجوريشي
11-26-2005, 12:26 PM
أرجو المساعدة في الحصول على نسخ من هذه المخطوطات لغرض البحث العلمي
إلى الاخوة الأكارم في الملتقى الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو المساعدة في الحصول على نسخ من هذه المخطوطات لغرض البحث العلمي
وجزاكم الله خيرا
1- التفسير المنثور
مجموعة منجانا/برمنجهام الرقم 33(1374) الأوراق ( ج1) تاريخ الكتابة قبل 1016هـ
(269)
الى الآية 32 من سورة المائدة
ملاحظة: توجد نسخة مصورة من هذا المخطوط في الجامعة الإسلامية_ ماليزيا
2- تيسير التبيان في تفسير القرآن ( ورد في مرجع آخر أن اسمه " التفسير المنظوم الكبير" )
وهذا التفسير له ثلاث مخطوطات:
1- الظاهرية/ دمشق ( علوم القرآن) الرقم (4698) الأوراق: قطعة منه تاريخ النسخ: قبل 984
(20) بخط المؤلف
2- الظاهرية/ دمشق ( علوم القرآن) الرقم (6942) الأوراق: قطعة منه
(49)
3- الظاهرية/ دمشق ( علوم القرآن) الرقم (9018) الأوراق: (ج 9،8)
(210)
من سورة النار إلى سورة فاطر
2- التيسير في التفسير ، أو البسيط في التفسير ( ورد في مرجع آخر باسم " التفسير المنظوم الصغير")
وهذا التفسير له تسع مخطوطات
1- جاريت (يهودا)/برنستون الرقم 410(567) الأوراق (مج2) تاريخ الكتابة: 980
(250) بخط المؤلف
من سورة الأعراف إلى سورة الإسراء
2- أوقاف الموصل(الخياط) الرقم 8/3 الأوراق(305) تاريخ الكتابة 981 وفي مصدر آخر"أوقاف الموصل- المدرسة الأحمدية"
يبدأ بسورة يس
3- الظاهرية/ دمشق ( علوم القرآن) الرقم (4699) الاوراق(218) تاريخ الكتابة: قبل 984
بخط المؤلف(1/1949)
4 الظاهرية/ دمشق ( علوم القرآن) الرقم ( 4915) الأوراق(49) تاريخ الكتابة: القرن 11
من أول القرآن إلى الآية 195 من سورة البقرة
5- الإسلامية/ يافا الرقم (67) الأوراق: (ج1)
(279)
6- ايا صوفيا/ السليمانية/استانبول الرقم (98) الأوراق (مج 2)
7- ايا صوفيا/ السليمانية/استانبول الرقم (99) الأوراق (مج 2) تاريخ الكتابة ـــــــ
8-جامعة استانبول الرقم (606a 2102) الأوراق (301) تاريخ الكتابة ـــــــ
9 فاتح / السليمانية / استانبول الرقم (632) الاوراق ـــــــــــــ تاريخ الكتابة ـــــــ
ملاحظة : هذه المعلومات اخذت من " الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط_ علوم القرآن_ مخطوطات التفسير" الجزء الثامن ص2302-2304
---
(1/1950)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بشرى : فتح باب التسجيل في مواد الإنتساب للفصل الثالث بالأكاديمية الاسلامية!
---
بشرى : فتح باب التسجيل في مواد الإنتساب للفصل الثالث بالأكاديمية الاسلامية!
---
ناصر
03-01-2007, 03:10 AM
بشرى : فتح باب التسجيل في مواد الإنتساب للفصل الثالث !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الأفاضل ، نبشركم بفتح باب التسجيل في مواد الانتساب الآتية :
الفقه - المستوى الثاني
استكمال شرح كتاب الصلاة والزكاة والصيام
اللغة عربية - المستوى الثاني
استكمال شرح متن الآجرومية في النحو لأبي عبد الله محمد الصنهاجي
العقيدة - المستوى الأول
شرح كتاب مجل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة للشيخ ناصر بن عبد الكريم العقل
القواعد الفقهية - المستوى الثاني
شرح القواعد الفقهية للشيخ عزت عبيد الدعاس
علوم الحديث - المستوى الأول
شرح كتاب نخبة الفكر للامام بن حجر العسقلاني
التفسير - المستوى الأول
شرح من كتاب تفسير بن كثير للامام أبي الفداء بن كثير
علوم القرآن - المستوى الأول
شرح علوم القرآن
التوحيد - المستوى الثاني
استكمال شرح التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب
الآداب الشرعية - المستوى الأول
شرح الآداب الشرعية
هذا بالإضافة لمواد الانتظام لهذا الفصل و التي هي كالأتي:
العقيدة - المستوى الرابع
شرح العقيدة الطحاوية للإمام أبي جعفر الطحاوي – رحمه الله-
الفقه - المستوى السادس
شرح كتاب الجهاد والبيوع من عمدة الأحكام للإمام عبد الغني المقدسي- رحمه الله-
التفسير - المستوى الرابع
شرح تفسير ابن كثير للإمام إسماعيل بن كثير- رحمه الله-
الحديث - المستوى الخامس
عمدة الفقه للإمام ابن قدامه المقدسي- رحمه الله- (كتاب النكاح)
الفرائض- المستوى الأول
شرح منظومة القلائد البرهانية
اللغة العربية - المستوى الثالث(1/1951)
شرح كتاب البلاغة الواضحة
للمزيد يرجى النظر هنا (http://www.islamacademy.net/arabic/index.asp).
مع دعائنا للجميع بالعلم النافع والعمل الصالح.
---
(1/1952)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هدية لأحبابنا أطفال المسلمين ( ركن الطفل بالشبكة الإسلامية )
---
هدية لأحبابنا أطفال المسلمين ( ركن الطفل بالشبكة الإسلامية )
---
حذيفة المصري
07-21-2006, 04:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هدية أقدمها لأحبابنا أطفال المسلمين ( ركن الطفل بالشبكة الإسلامية )
فبالصوت وفي صورة القصة يعرض هذا الركن قصص الأنبياء والعديد من قصص القرآن الكريم بطريقة مشوقة للأطفال وكوسيلة تعليمية محببة للطفل ، بالإضافة للعديد من الفقرات الجميلة
لن أطيل في الشرح ، بل سأترككم تحكموا بأنفسكم
تفضلوا
http://kids.islamweb.net/kids/browser.php?catid=1
---
الجعفري
08-03-2006, 06:42 AM
جزاك الله خيراً
---
(1/1953)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أين يذهب الماء؟
---
أين يذهب الماء؟
---
مجدي ابو عيشة
01-16-2006, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين , وعلى صحبه وآله الطاهرين الطيبين وبعد :
فان الله عز وجل قد بين في كتابه الكريم وعده باظهار حقيقة هذا الدين للمكذبين فقال عز وجل :" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" فاني قد احببت هنا ان ابين كيف ان القران تكلم عن مصير ماء المطر الذي لا يعرف الانسان العادي اين يذهب بعد نزوله من السماء الا على نحوا السيل ومثل قوله تعالى :"أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
" فبين عز وجل ان الزبد يذهب هباء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض . بالطبع الزبد هو الفورة او الرغوة التي تعلوا الماء والتي لا يستفاد منها . اما الماء فمكثه في الارض هو ما سينفع الناس .
هذا ما يعرفه بنوا ادم من خلال مشاهدتهم وانما هو مثل ضربه الله عز وجل للحق والباطل . ولكن ما مصير ما يمكث في الارض ؟(1/1954)
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ"
"وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ"
اما الأولى فهي بيان لان ماء المطر انما يسلك بالارض طريقه لينابيع .
اما الثانية فهي تشير الى المياه الجوفية .
ومن الماء ما يخزنه بنوا آدم في الابار :"أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا" وقال تعالى :" قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين " والماء يغور في الارض اذا تصدع حابسه عن النزول
الى اسفل وقد يتشقق الصخر فيغور الماء الى ان يجد من يمنعه من الغور أكثر .
فقال تعالى مخبرا هؤلاء الذين يعتمدوا على الماء الذي في الابار مماصنعه بنوا آدم او كان سطحيا يمكن ان يحفر قليلا ليصل اليه طالبه : ارأيت ان غار هذا الماء العذب الى الارض فمن سيأتيك بماء تشرب منه عذبا من غير مشقة ؟
*************************************
والماء هو سر الحياة وليس اجمل من ان يخرج الماء الزلال من الصخر القاسي :
"وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ "(1/1955)
"وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ "
والماء يتفجر من الصخر ان كان الماء محجوزا خلفه وأعلى منه مستوى . فاذا تصدع شيء من الحاجز خرج منه الماء بتتابع . اي تفجر .
وهو معنى قوله تعالى :
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
فما تفجرت منه الانهار وتتفجر الانهار يعني تكون منابعها من بين تلك الحجارة وتسري هذه المياه سلسة الحركة من بين تلك الصخور على عكس قلوبهم التي لا تقبل حتى مرور الهداية منها . اما التي تششقق فهي ما كانت حابستا لماء ومع تصدع الارض انشق طرف منها فسال الماء الذي كانت تحبسه .
ومن الاية كلام عن الصخر والماء:فانسياب الماء لولا الصخر القاسي لما انحبس منه شيء ولغار في الارض ولولا تشققه وتصدعه لبقي محبوسا يحبس الماء فلا تخرج حتى تفيض عنه . والصخر له علاقة بالماء والحياة في نواح اخرى . اذ ان التربة لو تشبعت بالماء ولم يمنعها الصخر من الانزلاق لانهارت والانزلاقات الطينية مدمرة للحياة . فلولا الصخر لاصبحت الارض مستوية السطح ولولا الصخر لما بقيت انهار ولا ينابيع ولذلك قال الله تعالى :
"وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "(1/1956)
فلو مدت الارض وبسطت من غير جبال لما كان انهارا في الارض .
فمن هنا عرفنا ان الماء الذي ينزل من السماء هو اساس كل ماء عذب , وعلمنا ان الماء منه ما يحجز في الارض ويسكن فيها كالماء الارتوازي ومنها ما يخزنه الناس في آبارهم السطحية وبالسدود . ومنه يكون في الارض الى ان يجد مانعا (حجارة متماسكة) لنزوله الى اسفلها فتكون العيون والينابيع . وتتفجر منه الانهار .
هل يقال ان محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم هذا الامر ؟
اهل الالحاد يسخروا من ان الله قال ان الجبال رواسي للارض ولن الصخر يشقق فيخرج منع الماء ويسخروا من قول الله عن المطر لانهم يروا المطر يزل كل سنة مرات عديدة ويروا الغمام والرياح . ولكن هل تفكروا يما في ايات الله عز وجل في خلقه :
"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ?16? لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ?17? بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ?18? وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ?19? يسبحون الليل والنهار لا يفترون ?20? أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون ?21? لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ?22? "
فاي عبثية في هذه الارض . لولا ان الله خالقها لفسدت هي والسماء فما يمسكهما من الزوال الا ما اودعه فيهما بعلمه وحكمته , اذا فالماء حكمة الله في الخلق فمن يستطيع ان يحجزه غيره :
"وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ "
وخزن الشيء حبسه ومنعه .
فلن يستطيع احد حجز الماء من السماء ولا منعه عن العباد احد وان منع ما يمر عنده او حوضه او بئره فلن يمنع ماء السماء .
السؤال لكل من يعرف كيف تكون المياه في الارض سواء الجوفية او الفوارة من ينابيع كيف عرف النبي ذلك ؟(1/1957)
"وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى***إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"
---
(1/1958)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علوم القرآن في كتب القراءات / كتاب الروضة أنموذجًا
---
علوم القرآن في كتب القراءات / كتاب الروضة أنموذجًا
---
مساعد الطيار
03-20-2005, 01:28 PM
الروضة في القراءات الإحدى عشرة ، لأبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي المالكي ( ت : 438 ) ، تحقيق الدكتور مصطفى عدنان محمد سلمان ، نشر مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة .
......................
إن مما يدعو للابتهاج أن تقف على كتاب لا تظنُّه مظنَّة معلومات تعتني بها ، فإذا بك تقف على كنز دفين في هذا الكتاب ، ومثل ذلك ما وقع في كتاب الروضة في القراءات الإحدى عشر ، وسأسرد لكم بعض ما في هذا الكتاب :
1 ـ قال في سورة البقرة : (( مدنية إلا آية منها نزلت يوم النحر بمنى ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) ... )) ، ثم ذكر بعدها الخلاف في عدِّ الآي .
2 ـ قال في سورة المائدة (( مدنية إلا آية منها نزلت في عرفة ( اليوم اكملت لكم دينكم) ... )) ، ثم ذكر عدَّ الآي .
3 ـ وقال في سورة النحل : (( مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بين المدينة وبين أحد في قصة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وهنَّ قوله تعالى : (وإن عاقبتم ) إلى آخر السورة )) .
4 ـ وقال في سورة الحج : (( وهي من أعاجيب القرآن ؛ لأن فيها مكيًّا ومدنيًّا وحضريًّا وسفريًّا ، وليليًّا ونهاريًّا ... )) ثم شرع في ذكر هذه الأنواع وآياتها من السورة .
ومن هذه الأمثلة يظهر الآتي :
1 ـ أن المؤلف سار على مكان النزول ، ولم يعتمد زمن النزول .
2 ـ أنه ذكر جملة من انواع علوم القرآن وهي الحضري والسفري والليلي والنهاري ، وهو متقدم على نقل السيوطي لهذه الأنواع عن ابن العربي ( ت : 543 ) ، وهذا يفيد في معرفة أول من نصَّ على هذه الأنواع من علوم القرآن .(1/1959)
3 ـ عنايتة بالاختلاف في عدِّ الآية ، وهو بهذا يُعدُّ مرجعًا من مراجع هذا العلم .
4 ـ مما تميز به الكتاب في فنِّه ذكر اختيار الأعمش ، وهو القارئ الحادي عشر الذي أضافه المؤلف .
والمقصود من هذا النقل أن الباحث قد يقع في مثل هذه الكتب على معلومات مهمة في علوم القرآن ، فلو تصدَّى لها باحث وجمعها من هذه الكتب لظفر بأنواع علوم القرآن عند هؤلاء الأعلام المتقدمين ، ولأضاف هذا البحث إلى علوم القرآن خدمة جليلة .
---
جمال أبو حسان
03-20-2005, 02:31 PM
بارك الله في الاخ الدكتور الطيار على اسهاماته النافعة
---
المنصور
03-23-2005, 11:10 AM
ذكرني ماكتبه شيخنا الفاضل : د . مساعد الطيار بالفوائد العلمية المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن في مؤلفات الداني ، وهي تحتاج ‘لى دراسة مستقلة كذلك .
---
(1/1960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > البحر الزخار – مسند البزار(مسند الصحابة) كتاب الكتروني رائع
---
البحر الزخار – مسند البزار(مسند الصحابة) كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
07-28-2006, 09:48 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
البَحْرُ الزّخّارُ
مُسْندُ البَزار
(مُسْنَدُ الصَّحابَة)
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 1.2 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/f153bac208.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/593f6cbd02.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/c888b464e1.jpg
روابط التنزيل
http://www.badongo.com/file/1127581
أو
ملفان في المرفقات يتم تنزيلهما في مجلد واحد ثم فك الضغط
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=277301
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=277307
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/1961)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صورة من أقدم مصحف محفوظ في المكتبة البريطانية
---
صورة من أقدم مصحف محفوظ في المكتبة البريطانية
---
عبدالرحمن الشهري
05-23-2005, 11:02 PM
بعث لي الدكتور موراني - مشكوراً - بالبريد هذه الصورة من إحدى صفحات أقدم مصحف مخطوط في المكتبة البريطانية .
http://www.tafsirnet.com/Quran.jpg
الكلمة الأولى : (ولا يضربن) سورة النور , الآية 31
الكلمة الأخيرة (والأصال) الآية 36
المخطوط : رق عتيق
الخط : حجازي , مائل ( هذا نادر )
تاريخ الكتابة : أواخر القرن الأول الى بداية القرن الثاني هـ . حسب التقدير
---
عبدالرحيم
05-24-2005, 06:20 PM
أخي الفاضل:
هل المصحف كامل ؟
فقد كنت في زيارة لمعرض مركز سعود البابطين وأكدوا عدم وجود مخطوطة كاملة للمصحف الشريف
قبل القرن الثالث الهجري وهذا له دلالات مهمة في قضية تواتر القرآن الكريم وتأكيد حفظه من التحريف
وجزاك الله خيرا
---
موراني
05-24-2005, 07:24 PM
للأسف , طبعا , ليس المصحف كاملا . لدي هذه الصورة فحسب وهي الورقة 67 ب من جزء لا أعلم حجمه .
ورقمه في المكتبة البريطانية : Or.2165
---
أيمن صالح شعبان
05-24-2005, 07:46 PM
السلام عليكم ما شاء الله
الملاحظ كتابة لفظ الجلالة بنفس درجة المداد كما أقرته لجنة مراجعة المصحف بالأزهر الشريف قبل بدعة تصغير لفظ الجلالة (كما هو منشور في إحدى مشورات لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر ).
---
(1/1962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين ) [ 2]
---
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين ) [ 2]
---
أبومجاهدالعبيدي
03-21-2004, 02:12 AM
سبق ذكر جمل من هذا الباب تحت هذا الرابط
سلسلة : التفسير من غير كتب التفسير (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=94#post94)
ومما يذكر في هذا الموضوع :
أقوال كثيرة لأبي بكر ابن الأنباري في كتابه الممتع : الزاهر في معاني كلمات الناس ؛ ففيه من أقوال التفسير جمع كثير يستحق العناية .
ومن ذلك قوله - شارحاً لقول الناس : قد حسّ فلانٌ - : ( قال أبو بكر : العامة تخطئ في هذا ، فتظن أن معنى حسّ : سمع ووجد . وليس كذلك ؛ العرب تقول : أحس فلان الشيء يحسه إحساساً : إذا وجده .
قال الله تعالى: ? هل تحس منهم من أحد ? فمعناه : هل تجد . ....
وقال الله تعالى وهو أصدق قيلاً : ? إذ تحسونهم بإذنه ? معناه : تقتلونهم بإذنه . ) انتهى باختصار 2/131-132 .
وقال - في معنى قولهم : هو من الصابئين - : ( الصابئون قوم من النصارى ، قولهم ألين من قول النصارى ؛ سموا صابئين لخروجهم من دين إلى دين . وكانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم صابئاً ، ويسمون أصحابه كذلك لخروجهم من دين إلى دين ...
قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ )(البقرة: من الآية62) فيقال : الذين آمنوا هم المنافقون ، أظهروا الإيمان وأضمروا الكفر ، والذين هادوا : هم اليهود المغيرون المبدلون ، والنصارى : المقيمون على الكفر بما يصفون به عيسى من المحال ، والصابئون : الكفار أيضاً ، المفارقون للحق .(1/1963)
ويقال : الذين آمنوا : المؤمنون حقاً ، والذين هادوا : الذين تابوا ولم يغيروا ولم يبدلوا ، والنصارى : نصار عيسى ، والصابئون : الخارجون عن الباطل إلى الحق . من آمن بالله : معناه : من دام منهم على الإيمان بالله ؛ فله أجره عند ربه . ) انتهى 2/215 .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-06-2004, 07:27 AM
في كتب الإمام محمد بن نصر المروزي كنوز تفسيرية تحتاج إلى باحث يقوم بجمعها ودراستها ، وهو إمام محدث متقدم توفي سنة 294 هـ .
وهذا مثال واحد يدل على ما ذكرت من كتابه قيام الليل ،- وقد سبق ذكر شيء من التفسير من كتابه : السنة -(1/1964)
( وَقَالَ قَتَادَةُ : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ هُوَ الَّذِي يُزَمِّلُ ثِيَابَهُ " وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : " زَمَّلْتُ هَذَا الْأَمْرَ فَقُمْ بِهِ : وَ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ دَثَّرْتُ هَذِهِ الْأَمْرَ فَقُمْ بِهِ " وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ الْمُزَّمِّلُ وَالْمُدَّثِّرُ بِالتَّشْدِيدِ وَالْإِدْغَامِ وَكَذَلِكَ نَقْرَأُهُمَا وَعَلَيْهِمَا الْأُمَّةُ وَالْمُزَّمِّلُ الْمُلْتَفُّ بِثَوْبِهِ . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : سَمِعْتُ مَنْ أَثِقُ بِخَبَرِهِ وَعِلْمِهِ يَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فَرْضًا فِي الصَّلَاةِ ثُمَّ نَسْخَهُ بِفَرْضٍ غَيْرِهِ ، ثُمَّ نَسَخَ الثَّانِي بِالْفَرْضِ فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ . قَالَ : كَأَنَّهُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ ثُمَّ نَسْخَهُ فِي السُّورَةِ مَعَهُ بِقَوْلِهِ : إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ إِلَى قَوْلِهِ : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ فَنَسَخَ قِيَامَ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفَهُ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ بِمَا تَيَسَّرَ . قَالَ : وَيُقَالُ نَسَخَ مَا وَصَفَ فِي الْمُزَّمِّلِ بِقَوْلِ اللَّهِ : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ زَوَالُهَا إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ الْعَتَمَةُ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ فَأَعْلَمَهُ أَنَّ صَلَاةَ اللَّيْلِ نَافِلَةٌ لَا فَرِيضَةٌ ، وَالْفَرَائِضُ فِيمَا ذَكَرَ مِنْ لَيْلٍ وَنِهَارٍ . قَالَ : فَفَرَائِضُ الصَّلَوَاتِ خَمْسٌ وَمَا سِوَاهَا تَطَوُّعٌ . وَعَنْ(1/1965)
أَبِي عُبَيْدٍ قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو : نِصْفَهُ وَثُلُثَهُ بِالْخَفْضِ وَكَانَ ابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ وَالْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ يَقْرَأُونَهَا نَصَبًا نِصْفَهُ وَثُلُثَهُ غَيْرَ أَنَّ ابْنَ كَثِيرٍ كَانَ يُخَفِّفُ ثُلُثَهُ . وَقَالَ وَقِرَاءَتُنَا الَّتِي نَخْتَارُهَا الْخَفْضُ لِقَوْلِهِ : عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَكَيْفَ تَقْدُرُونَ عَلَى أَنْ تَعْرِفُوا نِصْفَهُ مِنْ ثُلُثِهِ وَهُمْ لَا يَحْصُونَهُ . قَالَ الشَّافِعِيُّ : فَتَأَوَّلَ أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ قَوْلَهُ : عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ : لَنْ تَعْرِفُوهُ ذَهَبَ إِلَى الْإِحْصَاءِ فِي الْعَدَدِ . وَقَالَ غَيْرُ أَبِي عُبَيْدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعَرَبِيَّةِ ، إِنَّمَا قَوْلُهُ : لَنْ تُحْصُوهُ : لَنْ تُطِيقُوهُ . وَقَالَ تَقُولُ الْعَرَبُ مَا أَحْصَى كَذَا ، أَيْ مَا أُطِيقُهُ . وَقَالَ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا " ، أَيْ لَنْ تُطِيقُوا أَنْ تَسْتَقِيمُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ يَقُولُ : " سَدِّدُوا وَقَارِبُوا " عَنْ أَبِي صَالِحٍ لَمَّا نَزَلَتْ : " إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيْ إِلَى قَوْلِهِ : عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ قَالَ : قَالَ جِبْرِيلُ : أَشُقَّ عَلَيْكُمْ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " . قَالَ : وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ " ، وَعَنْ قَتَادَةَ : " إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَمِنْ نِصْفِهِ وَأَدْنَى مِنْ ثُلُثِهِ " وَقَالَ مُجَاهِدٌ : " تَقُومُ أُدْنِيَ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَتَقُومُ نِصْفَهُ أَوْ ثُلُثَهُ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ(1/1966)
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ " وَعَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ : عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ، لَنْ تُطِيقُوهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي قَوْلِهِ : قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا أَيْ صَلِّ اللَّيْلَ إِلَّا شَيْئًا يَسِيرًا مِنْهُ تَنَامُ فِيهِ وَهُوَ الثُّلُثُ . ثُمَّ قَالَ : نِصْفَهُ أَيْ قُمْ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنَ النِّصْفِ قَلِيلًا أَيِ الثُّلُثَ أَوْ زِدْ عَلَى النِّصْفِ إِلَى الثُّلُثَيْنِ . فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ وَأَحَدَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْفُسِهِمْ بِالْقِيَامِ عَلَى الْمَقَادِيرِ حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ أَيْ وَتَقُومُ نِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَسَائِرَ أَجْزَائِهِ . عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ أَيْ لَنْ تُطِيقُوا مَعْرِفَةَ حَقَائِقِ ذَلِكَ ، وَالْقِيَامَ فِيهِ عَلَى هَذِهِ الْمَقَادِيرِ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ رَخَّصَ لَهُمْ فِي أَنْ يَقُومُوا مَا أَمْكَنَ وَخَفَّ بِغَيْرِ مُدَّةٍ مَعْلُومَةٍ وَلَا مِقْدَارٍ . قَالَ : ثُمَّ نَسَخَ هَذِهِ بِالصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ . قَالَ : وَلَوْ قَرَأْنَا : أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفِهِ وَثُلُثِهِ بِالْخَفْضِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا قَامَ أَقَلَّ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَفِي هَذِهِ مُخَالَفَةٌ لِمَا أُمِرَ بِهِ لَأَنَّ اللَّهَ قَالَ لَهُ : قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا إِلَى الثُّلُثِ وَلَمْ يَأْمُرْهُ أَنْ يَنْقُصَ مِنَ الثُّلُثِ شَيْئًا . قَالَ :(1/1967)
فَذَهَبَ الشَّافِعِيُّ فِي الْحِكَايَةِ الَّتِي حَكَاهَا وَغَيْرُهُ إِلَى أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ عَلَى الْمَقَادِيرِ الَّتِي ذَكَرَهَا ، ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ فِي آخِرِ السُّورَةِ وَأَوْجَبَ قِرَاءَةَ مَا تَيَسَّرَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ فَرْضًا ، ثُمَّ نَسَخَ فَرْضَ قِرَاءَةِ مَا تَيَسَّرَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ . وَأَمَّا سَائِرُ الْأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا فَإِنَّهَا دَلَّتْ عَلَى أَنَّ آخِرَ السُّورَةِ نَسَخَتْ أَوَّلَهَا ، فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ بِنُزُولِ آخِرِ السُّورَةِ ، فَذَهَبُوا إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ اخْتِيَارٌ لَا إِيجَابُ فَرْضٍ . وَقَالَ : وَهَذَا أَوْلَى الْقَوْلَيْنِ عِنْدِي بِالصَّوَابِ ، وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ نَسَخَتْ قِيَامَ اللَّيْلِ ، وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ مَفْرُوضَاتٌ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، فُرِضَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ ، وَالْأَخْبَارُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ إِنَّمَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ وَنَفْسُ الْآيَةِ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ ، قَوْلُهُ : عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ الزَّكَاةُ إِنَّمَا فُرِضَتْ بِالْمَدِينَةِ وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ(1/1968)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُمْ فِي الْجَيْشِ وَقَدْ كَانَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ قِيَامُ اللَّيْلِ ، وَبَعْثُهُ الْجُيُوشَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بَعْدَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ : وَيُقَالُ لِمَنْ أَوْجَبَ الْقِيَامَ بِاللَّيْلِ فَرْضًا بِمَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ احْتِجَاجًا بِقَوْلِهِ : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ، خَبِّرْنَا عَنْهُ إِذَا لَمْ يُخَفِّفْ عَلَيْهِ وَلَمْ يَتَيَسَّرْ أَنْ يَقْرَأَ بِشَيْءٍ هَلْ تُوجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّفَ ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يُخَفِّفْ وَلَمْ يَتَيَسَّرْ . فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ ، خَالَفَ ظَاهِرَ الْكِتَابِ وَأَوْجَبَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُوجِبْهُ اللَّهُ . وَإِنْ قَالَ : لَا يَجِبُ عَلَيْهِ تَكَلُّفُهُ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَتَيَسَّرْ ، وَيُخَفِّفُ ، فَقَدْ أَسْقَطَ فَرْضَهُ ، وَلَوْ كَانَ فَرْضًا لَوَجَبَ عَلَيْهِ خَفَّ أَوْ لَمْ يَخِفَّ كَمَا قَالَ : انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَقَوْلُهُ : مَا تَيَسَّرَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ نَدْبٌ وَاخْتِيَارٌ وَلَيْسَ بِفَرْضٍ . قَالَ : وَقَدِ احْتَجَّ بَعْضُ أَصْحَابِ الرَّأْيِ فِي إِيجَابِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ بِقَوْلِهِ : فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ فَأَسْقَطُوا فَرْضَ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ مُتَأَوِّلِينَ لِهَذِهِ الْآيَاتِ فَقَالُوا : إِنَّمَا عَلَيْهِ أَنْ يَقْرَأَ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَلَا عَلَيْهِ أَنْ لَا يَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ . ثُمَّ نَاقَضُوا فَقَالُوا : لَابُدَّ أَنْ يَقْرَأَ بِثَلَاثِ آيَاتٍ فَصَاعِدًا أَوْ بِآيَةٍ طَوِيلَةٍ نَحْوَ آيَةِ الدِّينِ أَوْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ . فَإِنْ قَرَأَ بِآيَةٍ قَصِيرَةٍ نَحْوَ قَوْلِهِ مُدْهَامَّتَانِ وَ لَمْ يَلِدْ ، لَمْ يَجُزْ وَلَيْسَتْ هَذِهِ(1/1969)
الْآيَةُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ فِي شَيْءٍ . إِنَّمَا نَزَلَتِ الْآيَةُ عَلَى مَا أَعْلَمْتُكَ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، وَإِنَّمَا أُخِذَتِ الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أُخِذَ عَدَدُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَسَائِرُ مَا فِي الصَّلَاةِ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَلِذِكْرِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ كِتَابٌ غَيْرُ هَذَا سَنَحْكِي اخْتِلَافَ النَّاسِ وَاحْتِجَاجَاتِهِمْ فِيهَا هُنَالِكَ . وَمَا أَدْخَلْنَا عَلَى الطَّائِفَةِ الْأُولَى فِي إِيجَابِهِمْ قِرَاءَةَ مَا تَيَسَّرَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ دَاخِلٌ عَلَى أَصْحَابِ الرَّأْيِ بِأَنْ يُقَالَ لَهُمْ : خَبِّرُونَا عَمَّنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ وَلَمْ يُخَفِّفْ ، هَلْ تُوجِبُونَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّفَ مِقْدَارَ مَا حَدَّدْتُمْ مِنْ قِرَاءَةِ ثَلَاثِ آيَاتٍ أَوْ آيَةٍ طَوِيلَةٍ . وَإِنْ ثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَتَيَسَّرْ ؟ فَإِنْ قَالُوا : نَعَمْ . قِيلَ : فَمِنْ أَيْنَ أَوْجَبْتُمْ عَلَيْهِ قِرَاءَةَ مَا لَمْ يَتَيَسَّرْ عَلَيْهِ ؟ وَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ بِقِرَاءَةِ مَا تَيَسَّرَ فِي زَعْمِكُمْ ، وَيُلْزِمُكُمْ أَنْ تُجِيزُوا لِلْمُصَلِّي إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ أَنْ يَقُولَ أَلْفًا وَيَرْكَعَ وَيَقُولُ : لَمْ يَتَيَسَّرْ عَلَيَّ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ . فَإِنْ أَجَازُوا ذَلِكَ خَالَفُوا السُّنَّةَ وَخَرَجُوا مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْعِلْمِ . قَوْلُهُ : وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : بَيِّنْهُ تَبْيِينًا وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنِّي سَرِيعُ الْقِرَاءَةِ أَقْرَأُ الْبَقَرَةَ فِي مَقَامٍ . فَقَالَ : لَأَنْ(1/1970)
أَقْرَأَ الْبَقَرَةَ فَأُرَتِّلُهَا وَأَقْدِرُهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ كَمَا تَقُولُ وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ . فَقَالَ : رَتِّلْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي . فَإِنَّهُ زَيْنُ الْقُرْآنِ . قَالَ عَلْقَمَةُ : صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى انْصِرَافِهِ مِنَ الْفَجْرِ فَكَانَ يُرَتِّلُ وَلَا يَرْجِعُ وَيُسْمِعُ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ وَعَنْ قَتَادَةَ : بَلَغَنَا أَنَّ عَامَّةَ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتِ الْمَدَّ وَعَنْ مُجَاهِدٍ : وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا . قَالَ : تُرْسِلُ فِيهِ تَرْسِيلًا ، وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ : بَعْضُهُ عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ وَعَنْ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا . كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلِ مِنْهَا ) انتهى المراد نقله
---
فهد الناصر
05-11-2004, 07:01 PM
بارك الله فيك يا أبا مجاهد على جهادك هذا وموضوعاتك الطريفة والنافعة . وخاصة مثل هذا الموضوع الجميل فقد انتفعت به كثيراً.
وكما ذكرت أن كتب اللغة مليئة بالتفاسير البديعة كما نقلت لنا كثيراً منها بارك الله فيك .
وعندي اقتراح :
هو أن تقوم بجمعها بعد أن تصل لحلقات وتنسقها في ملف أو في كتاب تطبعه وينتفع به طلاب العلم.
أرجو لك التوفيق
أخوك
فهد
---
أبومجاهدالعبيدي
05-22-2004, 01:56 AM
وللإمام ابن قيبة أقوال في التفسير تستحق الجمع والدراسة .
ومن أقواله ما أورده في كتابه تأويل مختلف الحديث حول قول الله تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة:3 ، حيث قال :(1/1971)
( فإن هذه الآية نزلت عليه عليه الصلاة والسلام يوم حجة الوداع ، حين أعز الله تعالى الإسلام ، وأذل الشرك ، وأخرج المشركين عن مكة ، فلم يحج في تلك السنة إلا مؤمن ، وبهذا أكمل الله تعالى الدين ، وأتم النعمة على المسلمين .
فصار كمال الدين - ههنا - عزه وظهوره ، وذل الشرك [ودروسه ].
لا تكامل الفرائض والسنن ؛ لأنها لم تزل تنزل إلى أن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهكذا قال الشعبي في هذه الآية .
ويجوز أن يكون الإكمال للدين [ برفع ] النسخ عنه بعد هذا الوقت . ) انتهى المقصود نقله .ص442
---
أبومجاهدالعبيدي
05-29-2004, 01:38 AM
وهذه مختارات تفسيرية متنوعة وتحتاج إلى تأمل ودراسة من كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير
(واعلم أن الأصل في المعنى أن يحمل على ظاهر لفظه ومن يذهب إلى التأويل يفتقر إلى دليل كقوله تعالى : { وثيابك فطهر } فالظاهر من لفظ الثياب هو ما يلبس ومن تأول ذهب إلى أن المراد هو القلب لا الملبوس وهذا لا بد له من دليل لأنه عدول عن ظاهر اللفظ )
(وذهب بعضهم في الفرق بين التفسير والتأويل إلى شيء غير مرضي فقال : التفسير : بيان وضع اللفظ حقيقة كتفسير الصراط بالطريق والتأويل : إظهار باطن اللفظ كقوله تعالى " إن ربك لبالمرصاد " فتفسيره من الرصد يقال : رصدته , إذا رقبته وتأويله تحذير العابد من تعدي حدود الله ومخالفة أوامره والذي عندي في ذلك أنه أصاب في الآخر ولم يصب في الأول لأن قوله " التفسير بيان وضع اللفظ حقيقة " لا مستند لجوازه بل التفسير يطلق على بيان وضع اللفظ حقيقة ومجازاً لأنه من الفسر وهو الكشف كتفسير الرصد في الآية المشار إليها بالرقبة وتفسيره بالتحذير من تعدي حدود الله ومخالفة أوامره .(1/1972)
وأما التأويل فإنه أحد قسمي التفسير وذاك أنه رجوع عن ظاهر اللفظ وهو مشتق من الأول وهو الرجوع يقال : آل يؤل إذا رجع وعلى هذا فإن التأويل خاص والتفسير عام فكل تأويل تفسير وليس كل تفسير تأويلاً . )
(فمثال الحقيقة والمجاز قوله تعالى " ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون . حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون " فالجلود ههنا تفسر حقيقة ومجازاً : أما الحقيقة فيراد بها الجلود مطلقاً وأما المجاز فيراد بها الفروج خاصة وهذا هو الجانب البلاغي الذي يرجح جانب المجاز على الحقيقة لما فيه من لطف الكناية عن المكنى عنه وقد يسأل ههنا في الترجيح بين الحقيقة والمجاز من غير الجانب البلاغي ويقال : ما بيان هذا الترجيح فيقال : طريقه لفظ الجلود عام فلا يخلو إما أن يراد به الجلود مطلقاً أو يراد به الجوارح التي هي أدوات الأعمال الخاصة ولا يجوز أن يراد به الجلود على الإطلاق لأن شهادة غير الجوارح التي هي الفاعلة شهادة باطلة إذ هي شهادة غير شاهد والشهادة غير شاهد والشهادة هنا يراد بها الإقرار فتقول اليد : أنا فعلت كذا وكذا وتقول الرجل : أنا مشيت إلى كذا وكذا وكذلك الجوارح الباقية تنطق مقرةً بأعمالها فترجح بهذا أن يكون المراد به شهادة الجوارح وإذا أريد به الجوارح فلا يخلو إما أن يراد به الكل أو البعض فإن أريد به الكل دخل تحته السمع والبصر ولم يكن لتخصيصهما بالذكر فائدة وإن أريد به البعض فهو بالفرج أخص منه بغيره من الجوارح لأمرين أحدهما : أن الجوارح كلها قد ذكرت في القرآن الكريم شاهدة على صاحبها بالمعصية ما عدا الفرج فكان حمل الجلد عليه أولى ليستكمل ذكر الجميع الآخر : أنه ليس في الجوارح ما يكره التصريح بذكره إلا الفرج فكني عنه بالجلد لأنه موضع يكره التصريح فيه بالمسمى على حقيقته . فإن قيل : إن تخصيص السمع والبصر بالذكر من باب التفصيل كقوله تعالى " فاكهةٌ ونخلٌ ورمانٌ "(1/1973)
والنخل والرمان من الفاكهة .
قلت في الجواب هذا القول عليك لا لك لأن النخل والرمان إنما ذكر التفضيل لهما في الشكل أو في الطعم والفضيلة ههنا في ذكر الشهادة إنما هي تعظيم لأمر المعصية وغير السمع والبصر أعظم في المعصية لأن معصية السمع إنما تكون في سماع غيبة أو في سماع صوت مزمار أو وتر أو ما جرى هذا المجرى ومعصية البصر إنما تكون في النظر إلى محرم وكلتا المعصيتين لا حد فيهما وأما المعاصي التي توجد من غير السمع البصر فأعظم لأن معصية اليد توجب القطع ومعصية الفرج توجب جلد مائة أو الرجم وهذا أعظم فكان ينبغي أن تخص بالذكر دون السمع والبصر وإذا ثبت فساد ما ذهبت إليه فلم يكن المراد بالجلود إلا الفروج خاصة . )*
( وأما مثال المعنيين إذا كان أحدهما مناسباً لمعنى تقدمه أو لمعنى تأخر عنه والآخر غير مناسب : فالأول هو ما كان مناسباً لمعنى تقدمه كقوله تعالى : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً } فالدعاء ههنا يدل على معنيين : أحدهما : النهي أن يدعى الرسول باسمه فيقال يا محمد كما يدعو بعضهم بعضاً بأسمائهم وإنما يقال له : يا رسول الله أو يا نبي الله الآخر : النهي أن يجعلوا حضورهم عنده إذا دعاهم لأمر من الأمور كحضور بعضهم عند بعض بل يتأدبون معه بأن لا يفارقوا مجلسه إلا بإذنه وهذا الوجه هو المراد لمناسبة معنى الآية التي قبله وهو قوله تعالى " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا حتى يستأذنوه "
أما الثاني : وهو ما كان مناسباً لمعنى تأخر عنه فكقوله تعالى : { والتين والزيتون وطور سينين } فالتين والزيتون هما هذا الشجر المعروف وهما اسما جبلين أيضاً وتأويلهما بالجبلين أولى للمناسبة بينهما وبين ما أتى بعدهما من ذكر الجبل الذي هو الطور . )
هذه بعض المقتطفات ، ولها بقية ، أرجو أن ييسر الله تعالى إضافتها .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-25-2004, 01:33 AM(1/1974)
ولابن قدامة المقدسي أقوال كثيرة في التفسير ، وقد سجلت عدة رسائل في تفسير آيات الأحكام من كتابه المغني .
ومن أقواله في التفسير ما جاء في كتابه ذم التأويل :
(فقوله تعالى :(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ) [آل عمران:7] . فذم مبتغي تأويل المتشابه ، وقرنه بمبتغي الفتنة في الذم ثم أخبر أنه لا يعلم تأويله غير الله تعالى ، فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله :(إلا الله ) ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله لوجوه :
أحدها : أن الله ذم مبتغي التأويل ، ولو كان معلوما للراسخين لكان مبتغيه ممدوحا غير مذموم .
الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فهم الذين عنى الله فاحذروهم ) . يعني كل من اتبع المتشابه فهو من الذين في قلوبهم زيغ ، فلو علمه الراسخون لكانوا باتباعه مذمومين زائغين ، والآية تدل على مدحهم ، والتفريق بينهم وبين الذين في قلوبهم زيغ ، وهذا تناقض .
الثالث : أن الآية تدل على أن الناس قسمان ، لأنه قال : { فأما الذين في قلوبهم زيغ } ، وأما لتفصيل الجمل ، فهي دالة على تفصيل فصلين أحدهما : الزائغون المتبعون للمتشابه ، والثاني : الراسخون في العلم . ويجب أن يكون كل قسم مخالفا للآخر فيما وصف به ، فيلزم حينئذ أن يكون الراسخون مخالفين للزائغين في ترك اتباع المتشابه مفوضين إلى الله تعالى بقولهم : آمنا به كل من عند ربنا ، تاركين لابتغاء تأويله . وعلى قولنا يستقيم هذا المعنى ، ومن عطف الراسخين في العلم أخل بهذا المعنى ، ولم يجعل الراسخين قسما آخر ، ولا مخالفين للقسم المذموم فيما وصفوا به فلا يصح .(1/1975)
الرابع : أنه لو أراد العطف لقال : ويقولون ( بالواو ) لأن التقدير : والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون .
الخامس : أن قولهم { آمنا به كل من عند ربنا } كلام يشعر بالتفويض والتسليم لما لم يعلموه لعلمهم بأنه من عند ربهم ، كما أن المحكم المعلوم معناه من عنده .
السادس : أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا رأوا من يتبع المتشابه ، ويسأل عنه ، استدلوا على أنه من أهل الزيغ . ولذلك عد عمر صبيغا من الزائغين ، حتى استحل ضربه وحبسه ، وأمر الناس بمجانبته ، ثم أقرأ صبيغ بعد بصدق عمر في فراسته فتاب وأقلع وانتفع ، وعصم بذلك من الخروج مع الخوارج ، ولو كان معلوما للراسخين لم يجز ذلك .
السابع : أنه لو كان معلوما للراسخين لوجب أن لا يعلمه غيرهم ، لأن الله تعالى نفى علمه عن غيرهم ، فلا يجوز حينئذ أن يتناول إلا من ثبت أنه من الراسخين ، ويحرم التأويل على العامة كلهم والمتعلمين الذين لم ينتهوا إلى درجة الرسوخ ، والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد ، فقد خالف النص على كل تقدير .
فثبت بما ذكرناه من الوجوه : أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى ، وأن متبعه من أهل الزيغ ، وأنه محرم على كل أحد .) انتهى
---
أبومجاهدالعبيدي
03-21-2006, 10:38 AM
وهذا نص من كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائرتأليفأحمد بن محمد بن حجر المكي الهيتمي
فيه تعليق على بعض الآيات ، وتصحيح لبعض الفهوم الخاطئة ؛ قال رحمه الله :(1/1976)
( وَمِنْ الْعَجَبِ أَنَّ قَوْله تَعَالَى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } رُبَّمَا فَهِمَ مِنْهُ بَعْضُ مَنْ لَا تَأَمُّلَ لَهُ أَنَّ فِيهِ رَجَاءً عَظِيمًا ، وَأَيُّ رَجَاءٍ عَظِيمٍ فِيهِ مَعَ كَوْنِهِ تَعَالَى شَرَطَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي مَغْفِرَتِهِ أَرْبَعَةَ شُرُوطٍ : التَّوْبَةَ وَالْإِيمَانَ الْكَامِلَ الْمُرَادَ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ } ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ ، ثُمَّ سُلُوكَ سَبِيلِ الْمُهْتَدِينَ مِنْ مُرَاقَبَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَشُهُودِهِ ، وَإِدَامَةِ الذِّكْرِ وَالْفِكْرِ وَالْإِقْبَالِ بِالْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِقَالِهِ وَحَالِهِ وَدُعَائِهِ وَإِخْلَاصِهِ .(1/1977)
وَنَظِيرُ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : { فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ } ، وَلَا تَغْتَرَّ بِمَا قِيلَ : ( عَسَى ) : مِنْ اللَّهِ وَاجِبَةُ الْوُقُوعِ فَإِنَّ ذَلِكَ أَكْثَرِيٌّ لَا كُلِّيٌّ . قَالَ تَعَالَى : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } ، وَفِرْعَوْنُ لَعَنَهُ اللَّهُ لَمْ يَتَذَكَّرْ وَلَمْ يَخْشَ تَذَكُّرًا وَخَشْيَةً نَافِعَيْنِ لَهُ ، بَلْ نَبَّهَك اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أَنَّك إذَا تُبْت تَوْبَةً نَصُوحًا وَآمَنْت إيمَانًا كَامِلًا وَعَمِلْت صَالِحًا كُنْت عَلَى رَجَاءِ حُصُولِ الْفَلَاحِ لَك وَالْهِدَايَةِ وَالْقُرْبِ مِنْ حَضْرَةِ الْحَقِّ ؛ فَإِيَّاكَ وَأَنْ تَأْمَنَ مَكْرَ اللَّهِ وَإِنْ وَصَلْتَ إلَى مَا وَصَلْتَ . { فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } وَاسْتَحْضِرْ قَوْله تَعَالَى : { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ } وَقَوْلَهُ : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّك إذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } الْآيَةَ ، وقَوْله تَعَالَى : { وَإِنْ مِنْكُمْ إلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّك حَتْمًا مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } وَقَوْلَهُ : { وَقَدِمْنَا إلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } وَقَوْلَهُ : { وَلَقَدْ صَدَّقَ(1/1978)
عَلَيْهِمْ إبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إلَّا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } وَقَوْلَهُ : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } وَقَوْلَهُ : { وَالْعَصْرِ إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } . فَانْظُرْ بِعَيْنِ بَصِيرَتِك وَنُورِ سَرِيرَتِك إلَى أَنَّهُ تَعَالَى قَدْ حَكَمَ عَلَى كُلِّ إنْسَانٍ إذْ أَلْ فِيهِ لِلْعُمُومِ وَالِاسْتِغْرَاقِ بِدَلِيلِ الِاسْتِثْنَاءِ بِأَنَّهُ خَاسِرٌ إلَّا مَنْ جَمَعَ أَرْبَعَةَ أُمُورٍ فَإِنَّهُ الَّذِي يَنْجُو مِنْ الْخُسْرَانِ الْمُؤَدِّي إلَى الْهَلَاكِ : الْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ ، وَالتَّوَاصِي بِالْحَقِّ بِأَنْ يَتَلَبَّسُوا بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مِنْ الْأَخْلَاقِ وَالْآدَابِ وَالْأَحْكَامِ وَالشُّرُوطِ فِي سَائِرِ أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ فَلَا يُوجَدُ مِنْهَا شَيْءٌ إلَّا وَقَدْ أَخْلَصُوا فِيهِ وَابْتَغَوْا بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَحْدَهُ ، وَالتَّوَاصِي بِالصَّبْرِ بِأَنْ يَصْبِرُوا عَلَى الطَّاعَاتِ وَمَا يَلْقَوْنَهُ مِنْ الْمَكَارِهِ وَالْبَلِيَّاتِ ، وَعَنْ الْمَعَاصِي وَمَا لَهَا مِنْ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ ، فَمَنْ تَحَقَّقَ بِهَذِهِ الشُّرُوطِ الْأَرْبَعَةِ كَمَا ذَكَرْنَا كَانَ عَلَى رَجَاءٍ عَظِيمٍ مِنْ السَّلَامَةِ مِنْ الْخَسَارِ وَالْعَارِ وَالشَّنَارِ وَالْبَوَارِ ، وَمِنْ الْوُصُولِ إلَى شُهُودِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ ، وَالْفَوْزِ بِرِضَاهُ فِي الْحَالِ وَالْمَآلِ ، حَقَّقَ اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ .) انتهى المراد نقله
---
أبومجاهدالعبيدي
03-21-2006, 10:44 AM(1/1979)
ومن أقوال ابن حجر الهيتمي في كتابه السابق :
( قَالَ تَعَالَى : { إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ } . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٌ : نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَقِيلَ فِي الْيَهُودِ لِكَتْمِهِمْ صِفَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي فِي التَّوْرَاةِ ، وَقِيلَ : إنَّهَا عَامَّةٌ ، وَهُوَ الصَّوَابُ لِأَنَّ الْعِبْرَةَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ ، وَلِأَنَّ تَرْتِيبَ الْحُكْمِ عَلَى الْوَصْفِ الْمُنَاسِبِ مُشْعِرٌ بِالْعِلِّيَّةِ ، وَكِتْمَانُ الدِّينِ يُنَاسِبُ اسْتِحْقَاقَ اللَّعْنِ ؛ فَوَجَبَ عُمُومُ الْحُكْمِ عِنْدَ عُمُومِ الْوَصْفِ ، وَقَدْ صَرَّحَ جَمْعٌ مِنْ الصَّحَابَةِ بِالْعُمُومِ كَعَائِشَةَ فَإِنَّهَا اسْتَدَلَّتْ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكْتُمْ شَيْئًا مِمَّا أُوحِيَ إلَيْهِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّهُ احْتَجَّ بِأَنَّهُ لَوْلَا هَذِهِ الْآيَةُ وَنَحْوُهَا مَا كَثُرَ الْحَدِيثُ ، وَالْكَتْمُ تَرْكُ إظْهَارِ الشَّيْءِ الْمُحْتَاجِ إلَى إظْهَارِهِ ، وَنَظِيرُهَا { إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ } وَنَظِيرُهَا أَيْضًا : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ(1/1980)
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } فَهَاتَانِ ، وَإِنْ كَانَتَا فِي الْيَهُودِ أَيْضًا لِكَتْمِهِمْ صِفَتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرَهَا إلَّا أَنَّ الْعِبْرَةَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ كَمَا تَقَرَّرَ : وَالْبَيِّنَاتِ : مَا أُنْزِلَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الْكُتُبِ وَالْوَحْيِ . وَالْهُدَى : الْأَدِلَّةُ النَّقْلِيَّةُ وَالْعَقْلِيَّةُ ، وَمِنْ بَعْدِ : ظَرْفٌ لَيَكْتُمُونَ ، لَا لَأَنْزَلْنَا لِفَسَادِ الْمَعْنَى .(1/1981)
قِيلَ : وَفِي الْآيَةِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ مَنْ أَمْكَنَهُ بَيَانُ أُصُولِ الدِّينِ بِالدَّلَائِلِ الْعَقْلِيَّةِ لِمَنْ كَانَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا ثُمَّ تَرَكَهَا أَوْ كَتَمَ شَيْئًا مِنْ أَحْكَامِ الشَّرْعِ مَعَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ فَقَدْ لَحِقَهُ هَذَا الْوَعِيدُ انْتَهَى ؛ وَاللَّعْنَةُ لُغَةً الْإِبْعَادُ ، وَشَرْعًا الْإِبْعَادُ مِنْ الرَّحْمَةِ ، اللَّاعِنُونَ : دَوَابُّ الْأَرْضِ وَهَوَامُّهَا تَقُولُ : مُنِعْنَا الْقَطْرَ لِمَعَاصِي بَنِي آدَمَ ، وَلِإِدْرَاكِهَا ذَلِكَ جُمِعَتْ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ جَمْعَ مَنْ يَعْقِلُ نَحْوُ { رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } { فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } { أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } كُلُّ شَيْءٍ إلَّا الْجِنَّ ، وَالْإِنْسَ الْمُؤْمِنِينَ كُلَّهُمْ ، الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالْأَوْلِيَاءَ ، أَقْوَالٌ . وَصَوَّبَ الزَّجَّاجُ أَنَّهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ . وَرُدَّ الْأَوَّلُ بِأَنَّهُ يَتَوَقَّفُ عَلَى نَصٍّ وَلَمْ يُوجَدْ ، وَرَدَّهُ الْقُرْطُبِيُّ بِأَنَّهُ جَاءَ بِهِ خَبَرٌ فِي ابْنِ مَاجَهْ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَّرَ اللَّاعِنُونَ بِدَوَابِّ الْأَرْضِ ، وَقَالَ الْحَسَنُ : هُمْ جَمِيعُ عِبَادِ اللَّهِ . قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : دَلَّتْ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ هَذَا الْكِتْمَانَ مِنْ الْكَبَائِرِ لِأَنَّهُ - تَعَالَى - أَوْجَبَ فِيهِ اللَّعْنَ ، وَالنَّبْذَ وَرَاءَ الظَّهْرِ كِنَايَةً عَنْ الْإِعْرَاضِ الشَّدِيدِ ، وَالثَّمَنُ الْقَلِيلُ مَا كَانُوا يَأْخُذُونَهُ مِنْ سَفَلَتِهِمْ بِرِئَاسَتِهِمْ فِي الْعِلْمِ ، { فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } مَعْنَاهُ قَبُحَ شِرَاؤُهُمْ وَخَسِرُوا فِيهِ .)
---
البحر الرائق
03-25-2006, 01:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/1982)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ، و الصلاة والسلام على خير البريات ، وبعد
الشيخ الفاضل أبو مجاهد العبيدى :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وجزاك الله خير الجزاء على هذه الدراسات القيمة ، و اعتذر على مداخلتى فما ينبغى لمثلى ان يقطع عليكم هذه السلسلة المباركة ، و لكن احببت أن أشير إلى أنه من الكتب المهمة فى هذا الشأن كتب البلاغة العربية و منها على سبيل المثال كتاب (أسرار البلاغة)للإمام عبدالقاهر الجرجانى المتوفى سنة 471هجريةفعلى طول الكتاب احسن الإمام عبدالقاهر التعرض لآيات القرآن الكريم بالإستشهاد على القضايا البلاغية ولم يخل هذا من التعرض لتفسير الآيات خاصة عند التحدث عن المجاز و الحقيقة ، فتراه يتكلم عن معنى اليد فى الحقيقة والمجاز ويتعرض لآيات :(يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله ) ، ( و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ).
وكذلك حديثه عن التشبيه العقلى مستشهدا عليه بقول الله (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ). و قد أحسنت إذ نبهت إلى ان فى غير كتب التفسير أقوالا فى التفسير جديرة بالدراسة و النظر ،
وفقنى الله و إياك إلى ما يحب ويرضى .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس لغة عربية
---
أبومجاهدالعبيدي
04-02-2006, 10:29 AM
ومن أقوال ابن حجر الهيتمي في كتابه السابق :(1/1983)
( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا } . وَقَالَ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : بِالْعُهُودِ ، وَهِيَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ ، وَحَرَّمَ ، وَمَا فَرَضَ ، وَمَا حَدَّ فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ ، وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الضَّحَّاكُ هِيَ الَّتِي أَخَذَ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنْ يُوَافُوا بِهَا مِمَّا أَحَلَّ وَحَرَّمَ وَمِمَّا فَرَضَ مِنْ الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا ، وَهَذَا أَوْلَى مِنْ قَوْلِ ابْنِ جُرَيْجٍ إنَّهُ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ . أَيْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بِالْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ أَوْفُوا بِالْعُقُودِ الَّتِي أُخِذَتْ عَلَيْكُمْ فِي شَأْنِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ } ، وَمِنْ قَوْلِ قَتَادَةَ : أَرَادَ بِهَا الْحِلْفَ الَّذِي تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ).
---
أبومجاهدالعبيدي
11-15-2006, 09:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن الأئمة الذين لهم أقوال تفسيرية تستحق الدراسة : عبدالرحيم العراقي ؛ فله أقوال كثيرة في التفسير في كتابه طرح التثريب.
ولو جمعها باحث وقام بدراستها لكان ذلك نافعاً صالحاً لرسالة ماجستير.
ومن أقواله في الكتاب المشار إليه على سبيل المثال:(1/1984)
1- ( فَإِنْ قُلْت دَعَا السَّيِّدُ يُوسُفُ الصِّدِّيقُ بِالْمَوْتِ فِي قَوْلِهِ { تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } قَالَ قَتَادَةُ لَمْ يَتَمَنَّ الْمَوْتَ أَحَدٌ إلَّا يُوسُفَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ تَكَامَلَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ ، وَجُمِعَ لَهُ الشَّمْلُ اشْتَاقَ إلَى لِقَاءِ رَبِّهِ قُلْت الْمُخْتَارُ فِي تَفْسِيرِ تِلْكَ الْآيَةِ أَنَّ مُرَادَهُ تَوَفَّنِي عِنْدَ حُضُورِ أَجَلِي مُسْلِمًا ، وَلَيْسَ مُرَادُهُ اسْتِعْجَالَ الْمَوْتِ ...)
2- ( الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَعَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ وَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ , أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا
( فِيهِ ) فَوَائِدُ : ......(1/1985)
( الثَّانِيَةُ ) تَبَيَّنَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْآيَةَ الْمَذْكُورَةَ فِي يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّك لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ , أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا هِيَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَهَذَا يَتَعَيَّنُ الْقَوْلُ بِهِ لِصِحَّةِ الْحَدِيثِ وَحَكَاهُ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَطِيَّةَ الْمُفَسِّرُ عَنْ جُمْهُورِ أَهْلِ التَّأْوِيلَ , ثُمَّ قَالَ وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهَا إحْدَى ثَلَاثٍ إمَّا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَإِمَّا خُرُوجُ الدَّابَّةِ وَإِمَّا خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ قَالَ وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الْأَحَادِيثَ تَرُدُّهُ وَتُخَصِّصُ الشَّمْسَ ( قُلْت ) وَقَدْ عَرَفْت رِوَايَةَ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَهِيَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَهِيَ مُشْبِهَةٌ لِهَذَا الْمَحَلِّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ إلَّا أَنَّ فِيهَا بَدَلَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ; خُرُوجَ الدَّجَّالِ وَزَمَنُهُمَا مُتَقَارِبٌ لَكِنْ فِي كَلَامِ ابْنِ مَسْعُودٍ اسْتِقْلَالُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ بِذَلِكَ وَظَاهِرُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ تَرَتُّبُ ذَلِكَ عَلَى مَجْمُوعِهَا , وَفِي ثُبُوتِ ذَلِكَ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ إشْكَالٌ فَإِنَّ نُزُولَ عِيسَى بَعْدَ ذَلِكَ , وَهُوَ زَمَنُ خَيْرٍ كَثِيرٍ دُنْيَوِيٍّ وَأُخْرَوِيٍّ , وَالظَّاهِرُ قَبُولُ التَّوْبَةِ قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ وَيُقَوِّي النَّظَرَ أَيْضًا أَنَّ الْغَرْغَرَةَ هِيَ الْآيَةُ الَّتِي تُرْفَعُ مَعَهَا التَّوْبَةُ ( قُلْت ) حَالَةُ الْغَرْغَرَةِ تُشَارِكُ حَالَةَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا فِي عَدَمِ قَبُولِ التَّوْبَةِ لَكِنَّ الشَّأْنَ فِي الْمُرَادِ بِالْآيَةِ وَإِذَا فَسَّرَهُ النَّبِيُّ(1/1986)
بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا لَمْ يَجُزْ الْعُدُولُ عَنْهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .......
( الثَّالِثَةُ ) بَيَّنَ النَّبِيُّ كَيْفِيَّةَ طُلُوعِهَا مِنْ مَغْرِبِهَا , وَهُوَ فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ , وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ فَقَالَ أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ إنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا ارْتَفِعِي وَارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْت فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مُطْلِعِهَا , ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَالِك تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهَا ارْتَفِعِي اصْبَحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِك فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا , تَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا .
وَقَدْ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذَا , فَقَالَ جَمَاعَةٌ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ . قَالَ الْوَاحِدِيُّ وَعَلَى هَذَا الْقَوْلُ إذَا غَرَبَتْ كُلَّ يَوْمٍ اسْتَقَرَّتْ تَحْتَ الْعَرْشِ إلَى أَنْ تَطْلُعَ وَقَالَ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ مَعْنَاهُ تَجْرِي إلَى وَقْتٍ لَهَا وَأَجَلٍ لَا تَتَعَدَّاهُ قَالَ الْوَاحِدِيُّ وَعَلَى هَذَا مُسْتَقَرُّهَا انْتِهَاءُ سَيْرِهَا عَنْ انْقِضَاءِ الدُّنْيَا وَهَذَا اخْتِيَارُ الزَّجَّاجِ وَقَالَ الْكَلْبِيُّ تَسِيرُ فِي مَنَازِلِهَا حَتَّى تَنْتَهِيَ إلَى مُسْتَقَرِّهَا الَّتِي لَا تُجَاوِزُهُ , ثُمَّ تَرْجِعُ إلَى أَوَّلِ مَنَازِلِهَا وَاخْتَارَ ابْنُ قُتَيْبَةَ هَذَا الْقَوْلَ.(1/1987)
وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ لَمُسْتَقَرَّ لَهَا أَيْ إنَّهَا جَارِيَةٌ أَبَدًا لَا تَثْبُتُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ ( قُلْت ) كَيْفَ يَجُوزُ الْعُدُولُ عَنْ صَرِيحِ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي لَا شَكَّ فِي صِحَّتِهِ وَمَا مُسْتَنَدُ الْعَادِلِينَ عَنْهُ إلَّا كَلَامُ أَهْلِ الْهَيْئَةِ وَلَا يَجُوزُ اعْتِمَادُ قَوْلِ غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ فِي الْأَخْبَارِ عَنْ الْمَغِيبَاتِ فَكَيْفَ , وَقَدْ عَارَضَهُ كَلَامُ أَصْدَقِ الْخَلْقِ وَأَعْرَفِهِمْ بِرَبِّهِ وَبِأَحْوَالِ الْغَيْبِ , وَالْقِرَاءَةُ الشَّاذَّةُ لَيْسَتْ حُجَّةً عَلَى الْمَشْهُورِ فَكَيْفَ وَهِيَ مُخَالِفَةٌ فِي الْمَعْنَى لِلْقِرَاءَةِ الْمُتَوَاتِرَةِ , وَفِي بَعْضِ طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ فِي الصَّحِيحَيْنِ سَأَلْت رَسُولَ اللَّهِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قَالَ مُسْتَقَرُّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ فَكَيْفَ يَجُوزُ مَعَ هَذَا التَّفْسِيرِ الْبَيِّنِ الْعُدُولُ عَنْهُ
.......
( الْخَامِسَةُ ) مَعْنَى الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ الْكَافِرَ لَا يَنْفَعُهُ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا الْإِيمَانُ وَأَنَّ الْعَاصِيَ لَا يَنْفَعُهُ بَعْدَ ذَلِكَ التَّوْبَةُ وَاكْتِسَابُ الْخَيْرِ بَلْ يُخْتَمُ عَلَى أَحَدٍ بِالْحَالَةِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ قَوْلُهُ , أَوْ كَسَبْتِ فِي إيمَانِهَا خَيْرًا يُرِيدُ جَمِيعَ أَعْمَالِ الْبِرِّ فَرْضَهَا وَنَفْلَهَا . )
---
أحمد البريدي
11-18-2006, 02:43 PM
جزاك الله خيراً أبا مجاهد , وليتك تتكرم بوضع ما اقترحته من موضوعات صالحة للبحث , في المشاركة المخصصة لذلك , فأخشى أن يذهب هذا المقترح مع الوقت , فلا يستفاد منه .
---
أبومجاهدالعبيدي
03-08-2007, 12:23 PM
المنتقى - شرح الموطأ - (ج 1 / ص 25)(1/1988)
حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ أَسْرَى حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ عَرَّسَ وَقَالَ لِبِلَالٍ اكْلَأْ لَنَا الصُّبْحَ وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَكَلَأَ بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ مُقَابِلُ الْفَجْرِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا بِلَالٌ وَلَا أَحَدٌ مِنْ الرَّكْبِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمْ الشَّمْسُ فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بِلَالٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتَادُوا فَبَعَثُوا رَوَاحِلَهُمْ وَاقْتَادُوا شَيْئًا ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ثُمَّ قَالَ حِينَ قَضَى الصَّلَاةَ مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ { أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي }.(1/1989)
جاء في الشرح : ( وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي تَنْبِيهٌ عَلَى هَذَا الْحُكْمِ وَأَخَذَهُ مِنْ الْآيَةِ الَّتِي تَضَمَّنَتْ الْأَمْرَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَلِكَ وَأَنَّ هَذَا مِمَّا يَلْزَمُنَا اتِّبَاعُهُ فِيهِ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي فَقَالَ مُجَاهِدٌ مَعْنَاهُ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي فِيهَا وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِأَنْ أَذْكُرَك بِالْمَدْحِ وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَقِمْ الصَّلَاةَ إِذَا ذَكَرْتنِي وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَقِمْ حِينَ تَذْكُرُهَا قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهَذَا أَبْيَنُ الْأَقْوَالِ عِنْدِي لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى قَوْلِهِ مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ لِذِكْرِي غَيْرَ الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ إِذَا ذَكَرَهَا لَمَا صَحَّ احْتِجَاجُهُ عَلَيْهِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ.)
تنبيه : الأقوال التفسيرية من هذا الكتاب كثيرة ؛ فهي جديرة بالجمع الدراسة.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-14-2007, 10:57 PM
تنبيه مهم للباحثين : كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي كتاب ملئ بالأقوال التفسيرية، كما أن لمؤلفه ترجيحات وتنبيهات مفيدة؛ فهو جدير بالبحث والدراسة، وهو يصلح بحثاً للماجستير أو للدكتوراه.
وهذا نقل مهم من كتابه المشار إليه ، وهو من أفضل ما قرأت في تفسير آية السحر :(1/1990)
( قَالَ - تَعَالَى - : { وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } .
فِي هَذِهِ الْآيَاتِ دَلَالَاتٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى قُبْحِ السِّحْرِ وَأَنَّهُ إمَّا كُفْرٌ أَوْ كَبِيرَةٌ كَمَا يَأْتِي فِي الْأَحَادِيثِ .
وَقَدْ وَسَّعَ الْمُفَسِّرُونَ الْكَلَامَ عَلَى هَذِهِ الْآيَاتِ وَأَرَدْت تَلْخِيصَهُ لِكَثْرَةِ فَوَائِدِهِ وَعَظِيمِ جَدْوَاهُ .
قَوْله تَعَالَى : { وَاتَّبَعُوا } مَعْطُوفٌ عَلَى جُمْلَةِ " وَلَمَّا جَاءَهُمْ " إلَخْ ،وَزَعْمُ خِلَافِهِ فَاسِدٌ.
و"َمَا " مَوْصُولَةٌ وَزَعْمُ أَنَّهَا نَافِيَةٌ غَلَطٌ.(1/1991)
و"َتَتْلُوا " بِمَعْنَى تَلَتْ، وَ " عَلَى " بِمَعْنَى فِي : أَيْ فِي زَمَنِ مُلْكِهِ : أَيْ شَرْعِهِ ، أَوْ تَتْلُوا مُضَمَّنٌ تَتَقَوَّلُ : أَيْ مَا تَتَقَوَّلُهُ وَتَكْذِبُ بِهِ عَلَى شَرْعِهِ ، وَهَذَا أَوْلَى إذْ التَّجَوُّزُ فِي الْأَفْعَالِ أَوْلَى مِنْهُ فِي الْحُرُوفِ ، وَأَحْوَجَ إلَى ذَلِكَ أَنَّ " تَلَا " إذَا تَعَدَّى بِعَلَى يَكُونُ الْمَجْرُورُ بِهَا مَتْلُوًّا عَلَيْهِ وَالْمُلْكُ لَيْسَ كَذَلِكَ ، وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ : يُقَالُ تَلَا عَلَيْهِ إذَا كَذَبَ ، وَعَنْهُ إذَا صَدَقَ فَإِنْ أُطْلِقَ جَازَ الْأَمْرَانِ .
قَالَ الْفَخْرُ الرَّازِيّ : وَلَا يَمْتَنِعُ أَنَّ الَّذِي كَانُوا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ مَا يُتْلَى وَيُقْرَأُ ، فَتَجْتَمِعُ كُلُّ الْأَوْصَافِ وَالتِّلَاوَةُ الِاتِّبَاعُ أَوْ الْقِرَاءَةُ وَهَذَا فِي الْيَهُودِ ، قِيلَ الَّذِينَ كَانُوا فِي زَمَنِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقِيلَ : الَّذِي كَانُوا فِي زَمَنِ سُلَيْمَانَ مِنْ السَّحَرَةِ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ الْيَهُودِ يُنْكِرُونَ نُبُوَّتَهُ وَيَعُدُّونَهُ مِنْ جُمْلَةِ مُلُوكِ الدُّنْيَا وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ مُلْكَهُ نَشَأَ عَنْ السِّحْرِ ، وَالْأَوْلَى أَنَّهُ يَتَنَاوَلُ الْفِرْقَتَيْنِ .
قَالَ السُّدِّيُّ : عَارَضُوا نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّوْرَاةِ فَوَافَقَتْ الْقُرْآنَ فَفَرُّوا إلَى السِّحْرِ الْمَنْقُولِ عَنْ آصَفَ وَهَارُوتَ وَمَارُوتَ فَهَذَا هُوَ قَوْله تَعَالَى : { وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ } إلَخْ .(1/1992)
وَالشَّيَاطِينُ هُنَا مَرَدَةُ الْجِنِّ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَرِقُونَ السَّمْعَ مِنْ السَّمَاءِ وَيَضُمُّونَ إلَيْهِ أَكَاذِيبَ يُلْقُونَهَا إلَى الْكَهَنَةِ فَدَوَّنُوهَا فِي كُتُبٍ ، وَعَلَّمُوهَا النَّاسَ ، وَفَشَا ذَلِكَ فِي زَمَنِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالُوا إنَّ الْجِنَّ تَعْلَمُ الْغَيْبَ وَكَانُوا يَقُولُونَ هَذَا عِلْمُ سُلَيْمَانَ وَمَا تَمَّ مُلْكُهُ إلَّا بِهِ وَسَحَرَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَالطَّيْرَ وَالرِّيحَ الَّتِي تَجْرِي بِأَمْرِهِ وَمَرَدَةَ الْجِنِّ ؛ لِمَا رُوِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ كَانَ قَدْ دَفَنَ كَثِيرًا مِنْ الْعُلُومِ الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ - تَعَالَى - بِهَا تَحْتَ سَرِيرِ مُلْكِهِ خَوْفًا عَلَى أَنَّهُ إنْ هَلَكَ الظَّاهِرُ مِنْ تِلْكَ الْعُلُومِ يَبْقَى هَذَا الْمَدْفُونُ مِنْهَا فَبَعْدَ مُدَّةٍ تَوَصَّلَ مُنَافِقُونَ إلَى أَنْ كَتَبُوا فِي خِلَالِهَا أَشْيَاءَ مِنْ السِّحْرِ تُنَاسِبُ تِلْكَ الْأَشْيَاءَ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ ثُمَّ بَعْدَ مَوْتِهِ وَاطِّلَاعِ النَّاسِ عَلَى تِلْكَ الْكُتُبِ أَوْهَمُوا النَّاسَ أَنَّهُ مِنْ عَمَلِ سُلَيْمَانَ وَأَنَّهُ مَا وَصَلَ إلَى مَا وَصَلَ إلَّا بِهِ .(1/1993)
ثُمَّ إضَافَتُهُمْ السِّحْرَ لِسُلَيْمَانَ إمَّا لِتَفْخِيمِ شَأْنِ السِّحْرِ لِتَقْبَلَهُ النَّاسُ ، وَإِمَّا لِقَوْلِ الْيَهُودِ إنَّهُ مَا وُجِدَ ذَلِكَ الْمُلْكُ إلَّا بِالسِّحْرِ ، وَإِمَّا لِأَنَّهُ لَمَّا سُخِّرَ لَهُ مَا مَرَّ كَالْجِنِّ وَكَانَ يُخَالِطُهُمْ وَيَسْتَفِيدُ مِنْهُمْ أَسْرَارًا عَجِيبَةً غَلَبَ عَلَى الظُّنُونِ الْفَاسِدَةِ أَنَّهُ - حَاشَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ - اسْتَفَادَ السِّحْرَ مِنْهُمْ وَذَلِكَ السِّحْرُ كُفْرٌ فَلِذَلِكَ بَرَّأَهُ اللَّهُ - تَعَالَى - بِقَوْلِهِ : { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ } الدَّالِّ عَلَى أَنَّهُمْ نَسَبُوهُ لِلْكُفْرِ كَمَا رُوِيَ عَنْ بَعْضِ أَحْبَارِ الْيَهُودِ أَنَّهُمْ قَالُوا أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ مُحَمَّدٍ يَزْعُمُ أَنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ نَبِيًّا وَمَا كَانَ سَاحِرًا .
وَرُوِيَ أَنَّ سَحَرَةَ الْيَهُودِ زَعَمُوا أَنَّهُمْ أَخَذُوا السِّحْرَ عَنْ سُلَيْمَانَ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَبَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ الْكُفْرَ الْقَبِيحَ إنَّمَا هُوَ لَاحِقٌ بِهِمْ بِقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا }.
وَالسِّحْرُ : لُغَةً كُلُّ مَا لَطَفَ وَدَقَّ ، مِنْ سَحَرَهُ إذَا أَبْدَى لَهُ أَمْرًا فَدَقَّ عَلَيْهِ وَخَفِيَ ، وَمِنْهُ : { فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ } وَهُوَ مَصْدَرٌ شَاذٌّ إذْ لَمْ يَأْتِ مَصْدَرٌ لِفِعْلِ يَفْعَلُ بِفَتْحِ عَيْنِهِ فِيهِمَا عَلَى فِعْلٍ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ إلَّا هَذَا وَفَعَلَ .(1/1994)
وَالسَّحْرُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ الْغِذَاءُ لِخَفَائِهِ وَالرِّئَةُ وَمَا تَعَلَّقَ بِالْحُلْقُومِ وَهُوَ يَرْجِعُ لِمَعْنَى الْخَفَاءِ أَيْضًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : { تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي } ، وقَوْله تَعَالَى : { إنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ } مَعْنَاهُ مِنْ الْمَخْلُوقِينَ الَّذِي يُطْعَمُونَ وَيَشْرَبُونَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ : { مَا أَنْتَ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا } أَيْ وَمَا أَنْتَ إلَّا ذُو سِحْرٍ مِثْلُنَا .
وَشَرْعًا : يَخْتَصُّ بِكُلِّ أَمْرٍ يَخْفَى سَبَبُهُ وَعُمِلَ عَلَى غَيْرِ حَقِيقَتِهِ ، وَيَجْرِي مَجْرَى التَّمْوِيهِ وَالْخِدَاعِ ، وَحَيْثُ أُطْلِقَ فَهُوَ مَذْمُومٌ ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ مُقَيَّدًا فِيمَا يَنْفَعُ وَيُمْدَحُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا } .....
قَوْله تَعَالَى : { وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ } فِيهَا أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ : أَظْهَرُهَا أَنَّهَا مَوْصُولَةٌ عَطْفًا عَلَى السِّحْرِ : أَيْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَالْمُنَزَّلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ .
وَقِيلَ: نَافِيَةٌ ، أَيْ : وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ إبَاحَةُ السِّحْرِ .(1/1995)
وَقِيلَ مَوْصُولَةٌ مَحَلُّهَا جُرَّ عَطْفًا عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ؛ لِأَنَّ عَطْفَهَا عَلَى السِّحْرِ يَقْتَضِي أَنَّ السِّحْرَ نَازِلٌ عَلَيْهِمَا ، فَيَكُونُ مُنْزِلُهُ هُوَ اللَّهُ ، وَذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ ، وَكَمَا لَا يَجُوزُ فِي الْأَنْبِيَاءِ أَنْ يُبْعَثُوا لِتَعْلِيمِ السِّحْرِ فَالْمَلَائِكَةُ أَوْلَى ، وَكَيْفَ يُضَافُ إلَى اللَّهِ مَا هُوَ كُفْرٌ ؟ وَإِنَّمَا يُضَافُ لِلْمَرَدَةِ وَالْكَفَرَةِ ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّ الشَّيَاطِينَ نَسَبُوا السِّحْرَ إلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَالْمُنَزَّلِ عَلَى الْمَلَكَيْنِ مَعَ أَنَّ مُلْكَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِمَا بَرِيئَانِ مِنْ السِّحْرِ بَلْ الْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمَا هُوَ الشَّرْعُ وَالدِّينُ .
وَكَانَا يُعَلِّمَانِ النَّاسَ قَبُولَهُ وَالتَّمَسُّكَ بِهِ ، فَكَانَتْ طَائِفَةٌ تَتَمَسَّكُ وَأُخْرَى تُخَالِفُ .
انْتَهَى .
وَاعْتَرَضَهُ الْفَخْرُ بِأَنَّ عَطْفَهُ عَلَى " مُلْكٍ " بَعِيدٌ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ دَلِيلٍ .
وَزَعَمَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ نَازِلًا عَلَيْهِمَا لَكَانَ مُنْزِلُهُ هُوَ اللَّهُ لَا يَضُرُّ ؛ لِأَنَّ تَعْرِيفَ صِفَةِ الشَّيْءِ قَدْ يَكُونُ لِأَجْلِ التَّرْغِيبِ فِيهِ حَتَّى يُوجِدَهُ الْمُكَلِّفُ ، وَقَدْ يَكُونُ لِأَجْلِ التَّنْفِيرِ عَنْهُ حَتَّى يُحْتَرَزُ عَنْهُ كَمَا قِيلَ : عَرَفْت الشَّرَّ لَا لِلشَّرِّ بَلْ لِتَوَقِّيهِ .(1/1996)
وَزَعَمَ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ بَعْثَةُ الْأَنْبِيَاءِ لِتَعْلِيمِهِ لَا يُؤَثِّرُ أَيْضًا ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ هُنَا تَعْلِيمُ فَسَادِهِ وَإِبْطَالِهِ ، وَزَعْمُ أَنَّ تَعْلِيمَهُ كُفْرٌ مَمْنُوعٌ ، وَبِتَسْلِيمِهِ هِيَ وَاقِعَةُ حَالٍ يَكْفِي فِي صِدْقِهَا صُورَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَزَعْمُ أَنَّهُ إنَّمَا يُضَافُ لِلْمَرَدَةِ وَالْكَفَرَةِ إنَّمَا يَصِحُّ إنْ أُرِيدَ بِهِ الْعَمَلُ لَا التَّعْلِيمُ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ مَنْهِيًّا عَنْهُ وَتَعْلِيمُهُ لِغَرَضِ التَّنْبِيهِ عَلَى فَسَادِهِ مَأْمُورٌ بِهِ. وَمَا تَقَرَّرَ أَنَّهُمَا مَلَكَانِ هُوَ الْأَصَحُّ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ .
وَقُرِئَ شَاذًّا بِكَسْرِ اللَّامِ فَيَكُونَانِ إنْسِيَّيْنِ وَسَيَأْتِي مَا فِيهِ .
وَالْبَاءُ فِي بِبَابِلَ مَعْنًى فِي ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ قِيلَ لِتَبَلْبُلِ أَلْسِنَةِ الْخَلْقِ بِهَا ؛ لِأَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - أَمَرَ رِيحًا فَحَشَرَتْهُمْ بِهَذِهِ الْأَرْضِ فَلَمْ يَدْرِ أَحَدُهُمْ مَا يَقُولُ الْآخَرُ ، ثُمَّ فَرَّقَهُمْ الرِّيحُ فِي الْبِلَادِ فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ بِلُغَةٍ ، وَالْبَلْبَلَةُ : التَّفْرِقَةُ ، وَقِيلَ لَمَّا أَرْسَتْ سَفِينَةُ نُوحٍ بِالْجُودِيِّ نَزَلَ فَبَنَى قَرْيَةً وَسَمَّاهَا ثَمَانِينَ بِاسْمِ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ فَأَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ تَبَلْبَلَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَلَى ثَمَانِينَ لُغَةً ، وَقِيلَ لِتَبَلْبُلِ أَلْسِنَةِ الْخَلْقِ بِهَا عِنْدَ سُقُوطِ صَرْحِ نُمْرُوذَ ، وَهِيَ بَابِلُ الْعِرَاقِ .
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : بَابِلُ أَرْضُ الْكُوفَةِ .
وَالْجُمْهُورُ عَلَى فَتْحِ تَاءِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَهُمَا بِنَاءً عَلَى فَتْحِ لَامِ الْمَلَكَيْنِ بَدَلٌ مِنْهُمَا ، وَقِيلَ مِنْ النَّاسِ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ .(1/1997)
وَقِيلَ بَلْ هُمَا بَدَلٌ مِنْ الشَّيَاطِينِ ، وَقِيلَ نَصْبًا عَلَى الذَّمِّ : أَيْ أَذُمُّ هَارُوتَ وَمَارُوتَ مِنْ بَيْنِ الشَّيَاطِينِ كُلِّهَا ، وَمَنْ كَسَرَ لَامَهُمَا أَجْرَى فِيهِمَا مَا ذُكِرَ ، نَعَمْ إنْ فُسِّرَ الْمَلَكَانِ بِدَاوُد وَسُلَيْمَانَ كَمَا ذَكَرَهُ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ وَجَبَ فِي هَارُوتَ وَمَارُوتَ أَنْ يَكُونَا بَدَلًا مِنْ الشَّيَاطِينِ أَوْ النَّاسِ وَعَلَى فَتْحِ اللَّامِ قِيلَ هُمَا مَلَكَانِ مِنْ السَّمَاءِ اسْمُهُمَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ وَهُوَ الصَّحِيحُ لِلتَّصْرِيحِ بِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ...
وَقِيلَ هُمَا جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ ، وَعَلَى كَسْرِهَا قِيلَ هُمَا قَبِيلَتَانِ مِنْ الْجِنِّ ، وَقِيلَ دَاوُد وَسُلَيْمَانُ ، وَقِيلَ رَجُلَانِ صَالِحَانِ ؛ وَقِيلَ رَجُلَانِ سَاحِرَانِ ، وَقِيلَ عِلْجَانِ أَقْلَفَانِ بِبَابِلَ يُعَلِّمَانِ النَّاسَ السِّحْرَ.
وَيُعَلِّمَانِ عَلَى بَابِهِ مِنْ التَّعْلِيمِ ، وَقِيلَ يُعَلِّمَانِ مِنْ أَعْلَمَ إذْ الْهَمْزَةُ وَالتَّضْعِيفُ يَتَعَاقَبَانِ إذْ الْمَلَكَانِ لَا يُعَلِّمَانِ السِّحْرَ إنَّمَا يُعْلِمَانِ بِقُبْحِهِ .(1/1998)
وَمِمَّنْ حَكَى أَنْ يُعَلِّمُ بِمَعْنَى أَعْلَمَ ابْنَا الْأَعْرَابِيِّ وَالْأَنْبَارِيِّ ، ثُمَّ الْقَائِلُونَ بِأَنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ الْمَلَائِكَةِ احْتَجُّوا بِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا يَلِيقُ بِهِمْ تَعْلِيمُ السِّحْرِ ، وَبِقَوْلِهِ - تَعَالَى - : { وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ } وَبِأَنَّهُمَا لَوْ نَزَلَا فِي صُورَتَيْ رَجُلَيْنِ كَانَ تَلْبِيسًا وَهُوَ لَا يَجُوزُ ، وَإِلَّا لَجَازَ فِي كُلِّ مَنْ شُوهِدَ مِنْ آحَادِ النَّاسِ أَنَّهُ لَا يَكُونُ رَجُلًا حَقِيقَةً لِاحْتِمَالِ أَنَّهُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ أَوَّلًا فِي صُورَتَيْ رَجُلَيْنِ نَافَى قَوْله تَعَالَى : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا } .
وَيُجَابُ عَنْ الْأَوَّلِ بِمَا مَرَّ أَنَّ الْمَحْذُورَ تَعْلِيمُهُ لِلْعَمَلِ بِهِ لَا لِبَيَانِ فَسَادِهِ .
وَعَنْ الثَّانِي بِأَنَّ الْمُرَادَ لَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا رَسُولًا دَاعِيًا إلَى النَّاسِ لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا حَتَّى يُمْكِنَهُمْ الْأَخْذُ عَنْهُ وَالتَّلَقِّي مِنْهُ ، وَمَا هُنَا لَيْسَ كَذَلِكَ فَلَا مَحْذُورَ فِي كَوْنِ الْمَلَكِ عَلَى غَيْرِ صُورَةِ الرَّجُلِ .(1/1999)
وَعَنْ الثَّالِثِ بِأَنَّا نَخْتَارُ أَنَّهُمَا لَيْسَا فِي صُورَتَيْ رَجُلَيْنِ وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ ذَلِكَ وَتِلْكَ الْآيَةِ كَمَا بَيَّنَّاهُ ، وَعَلَى أَنَّهُمَا فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَإِنَّمَا يَجُوزُ الْحُكْمُ عَلَى كُلِّ ذَاتٍ بِأَنَّهُمَا مَلَكٌ فِي زَمَنٍ يَجُوزُ فِيهِ إنْزَالُ الْمَلَائِكَةِ ، كَمَا أَنَّ صُورَةَ دِحْيَةَ مَنْ كَانَ يَرَاهَا بَعْدَ عِلْمِهِ أَنَّ جِبْرِيلَ يَنْزِلُ فِيهَا لَا يَقْطَعُ بِأَنَّهَا صُورَةُ دِحْيَةَ لِاحْتِمَالِ أَنَّهَا جِبْرِيلُ ، وَقَدْ أَجَابَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ عَنْ تِلْكَ الْحُجَجِ بِمَا لَا يُجْدِي بَلْ بِمَا فِيهِ نَظَرٌ ظَاهِرٌ .
وَاعْلَمْ أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ ذَكَرُوا لِهَذَيْنِ الْمَلَكَيْنِ قِصَّةً عَظِيمَةً طَوِيلَةً ، حَاصِلُهَا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمَّا اعْتَرَضُوا بِقَوْلِهِمْ { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ } وَمَدَحُوا أَنْفُسَهُمْ بِقَوْلِهِمْ : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِك وَنُقَدِّسُ لَك } أَرَاهُمْ اللَّهُ - تَعَالَى - مَا يَدْفَعُ دَعْوَاهُمْ ، فَرَكَّبَ فِي هَارُوتَ وَمَارُوتَ مِنْهُمْ شَهْوَةً ، وَأَنْزَلَهُمَا حَاكِمَيْنِ فِي الْأَرْضِ فَافْتُتِنَا بِالزَّهْرَةِ مُثِّلَتْ لَهُمَا مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ فَلَمَّا وَقَعَا بِهَا خُيِّرَا بَيْنَ عَذَابَيْ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا فَهُمَا يُعَذَّبَانِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَنَازَعَ جَمَاعَةٌ فِي أَصْلِ ثُبُوتِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمُوا لِوُرُودِ الْحَدِيثِ بَلْ صِحَّتُهُ بِهَا ......(1/2000)
قَالَ بَعْضُهُمْ : وَالْحِكْمَةُ فِي إنْزَالِهِمَا أُمُورٌ : أَحَدُهَا : أَنَّ السَّحَرَةَ كَثُرَتْ فِي ذَلِكَ الزَّمَنِ وَاسْتَنْبَطَتْ أَنْوَاعًا عَجِيبَةً غَرِيبَةً فِي النُّبُوَّةِ ، وَكَانُوا يَدْعُونَهَا وَيَتَّحِدُونَ النَّاسَ بِهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْمَلَكَيْنِ ؛ لِيُعَلِّمَا النَّاسَ السِّحْرَ حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِنْ مُعَارَضَةِ أُولَئِكَ السَّحَرَةِ الْمُدَّعِينَ لِلنُّبُوَّةِ كَذِبًا وَهَذَا غَرَضٌ ظَاهِرٌ .
ثَانِيهَا : أَنَّ الْعِلْمَ بِأَنَّ الْمُعْجِزَ مُخَالِفٌ لِلسِّحْرِ يَتَوَقَّفُ عَلَى عِلْمِ مَاهِيَّتِهِمَا وَالنَّاسُ كَانُوا جَاهِلِينَ مَاهِيَّةَ السِّحْرِ فَتَعَذَّرَتْ عَلَيْهِمْ مَعْرِفَةُ حَقِيقَةِ السِّحْرِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ هَذَيْنِ الْمَلَكَيْنِ لِتَعْرِيفِ مَاهِيَّةِ السِّحْرِ لِأَجْلِ هَذَا الْغَرَضِ .
ثَالِثُهَا : لَا يَمْتَنِعُ أَنَّ السِّحْرَ الَّذِي يُوقِعُ الْفُرْقَةَ بَيْنَ أَعْدَاءِ اللَّهِ ، وَالْأُلْفَةَ بَيْنَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ كَانَ مُبَاحًا عِنْدَهُمْ أَوْ مَنْدُوبًا فَبَعَثَهُمَا اللَّهُ لِتَعْلِيمِهِ لِهَذَا الْغَرَضِ ، فَتَعَلَّمَ الْقَوْمُ ذَلِكَ مِنْهُمَا وَاسْتَعْمَلُوهُ فِي الشَّرِّ وَإِيقَاعِ الْفُرْقَةِ بَيْنَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَالْأُلْفَةِ بَيْنَ أَعْدَاءِ اللَّهِ .
رَابِعُهَا : تَحْصِيلُ الْعِلْمِ بِكُلِّ شَيْءٍ حَسَنٍ ، وَلَمَّا كَانَ السِّحْرُ مَنْهِيًّا عَنْهُ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَعْلُومًا مُتَصَوَّرًا وَإِلَّا لَمْ يُنْهَ عَنْهُ .
خَامِسُهَا : لَعَلَّ الْجِنَّ كَانَ عِنْدَهُمْ أَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ لَمْ يَقْدِرْ الْبَشَرُ عَلَى الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهَا فَبَعَثَهُمَا اللَّهُ - تَعَالَى - لِيُعَلِّمَا الْبَشَرَ أُمُورًا يَقْدِرُونَ بِهَا عَلَى مُعَارَضَةِ الْجِنِّ .(1/2001)
سَادِسُهَا : أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَشْدِيدًا فِي التَّكَالِيفِ مِنْ حَيْثُ إنَّهُ إذَا عُلِّمَ مَا يُمَكِّنُهُ أَنْ يَتَوَصَّلَ بِهِ إلَى اللَّذَّاتِ الْعَاجِلَةِ ثُمَّ مَنَعَهُ مِنْ اسْتِعْمَالِهَا كَانَ ذَلِكَ فِي نِهَايَةِ الْمَشَقَّةِ يَسْتَوْجِبُ بِهِ الثَّوَابَ الزَّائِدَ ؛ فَثَبَتَ بِهَذِهِ الْوُجُوهِ أَنَّهُ لَا يَبْعُدُ مِنْ اللَّهِ - تَعَالَى - إنْزَالُ الْمَلَكَيْنِ لِتَعْلِيمِ السِّحْرِ .
قَالَ بَعْضُهُمْ : وَهَذِهِ الْوَاقِعَةُ كَانَتْ زَمَنَ إدْرِيسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَعَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَسَلَّمَ.
وَالْمُرَادُ بِالْفِتْنَةِ فِي الْآيَةِ الْمَحَبَّةُ الَّتِي يَتَمَيَّزُ بِهَا الْحَقُّ مِنْ الْبَاطِلِ وَالْمُطِيعُ مِنْ الْعَاصِي ، وَإِنَّمَا قَالَا : { إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ } إلَخْ بَذْلًا لِلنَّصِيحَةِ قَبْلَ التَّعْلِيمِ ، أَيْ هَذَا الَّذِي نِصْفُهُ لَك وَإِنْ كَانَ الْغَرَضُ مِنْهُ تَمْيِيزَ السِّحْرِ مِنْ الْمُعْجِزِ وَلَكِنَّهُ يُمْكِنُك أَنْ تَتَوَصَّلَ بِهِ إلَى الْمَفَاسِدِ وَالْمَعَاصِي ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَهُ فِيمَا نُهِيت عَنْهُ .
وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ فِي قَوْله تَعَالَى : { فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } فَقِيلَ : الْمُرَادُ أَنَّ هَذَا التَّفْرِيقَ إنَّمَا يَكُونُ إنْ اعْتَقَدَ أَنَّ السِّحْرَ مُؤَثِّرٌ فِيهِ ، وَهَذَا كُفْرٌ وَإِذَا كَفَرَ بَانَتْ زَوْجَتُهُ مِنْهُ .(1/2002)
وَقِيلَ : الْمُرَادُ أَنَّهُ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا بِالتَّمْوِيهِ وَالْحِيَلِ ، وَذَكَرَ التَّفْرِيقَ دُونَ سَائِرِ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ تَنْبِيهًا عَلَى الْبَاقِي ، فَإِنَّ رُكُونَ الْإِنْسَانِ إلَى زَوْجَتِهِ زَائِدٌ عَلَى مَوَدَّةِ قَرِيبِهِ ، فَإِذَا وَصَلَ بِالسِّحْرِ إلَى هَذَا الْأَمْرِ مَعَ شِدَّتِهِ فَغَيْرُهُ أَوْلَى ، وَيَدُلُّ لَهُ قَوْله تَعَالَى : { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ } فَإِنَّهُ أَطْلَقَ الضَّرَرَ ، وَلَمْ يَقْصُرْهُ عَلَى التَّفْرِيقِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ إنَّمَا خُصَّ بِالذِّكْرِ لِكَوْنِهِ أَعْلَى مَرَاتِبِ الضَّرَرِ .
قَالَ الْفَخْرُ : وَالْإِذْنُ حَقِيقَةً فِي الْأَمْرِ وَاَللَّهُ لَا يَأْمُرُ بِالسِّحْرِ ؛ لِأَنَّهُ ذَمَّهُمْ عَلَيْهِ ، وَلَوْ أَمَرَهُمْ بِهِ لَمَا ذَمَّهُمْ عَلَيْهِ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّأْوِيلِ فِي قَوْله : { إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } وَفِيهِ وُجُوهٌ : أَحَدُهَا : قَالَ الْحَسَنُ : الْمُرَادُ مِنْهُ التَّخْلِيَةُ ، يَعْنِي إذَا سُحِرَ الْإِنْسَانُ فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ مَنَعَهُ مِنْهُ ، وَإِنْ شَاءَ خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ ضَرَرِ السِّحْرِ .
ثَانِيهَا : قَالَ الْأَصَمُّ : إلَّا بِعِلْمِ اللَّهِ إذْ الْأَذَانُ وَالْإِذْنُ الْإِعْلَامُ .
ثَالِثُهَا : بِخَلْقِهِ إذْ الضَّرَرُ الْحَاصِلُ عِنْدَ فِعْلِ السِّحْرِ لَا يَكُونُ إلَّا بِخَلْقِهِ - تَعَالَى - .
رَابِعُهَا : بِأَمْرِهِ بِنَاءً عَلَى تَفْسِيرِ التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ بِالْكُفْرِ ، لِأَنَّ هَذَا حُكْمٌ شَرْعِيٌّ وَهُوَ لَا يَكُونُ إلَّا بِأَمْرِهِ - تَعَالَى - .(1/2003)
وَالْخَلَاقُ : النَّصِيبُ ، فِي هَذَا آكَدُ ذَمٍّ وَأَقْبَحُ عَذَابٍ لِلسَّحَرَةِ إذْ لَا أَخْسَرَ وَلَا أَفْحَشَ ، وَلَا أَحْقَرَ وَلَا أَذَلَّ مِمَّنْ لَيْسَ لَهُ نَصِيبٌ فِي نَعِيمِ الْآخِرَةِ ، وَمِنْ ثَمَّ عَقَّبَ - تَعَالَى - ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ قَائِلًا : { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا } أَيْ بَاعَ الْيَهُودُ ( بِهِ ) أَيْ بِالسِّحْرِ : { أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } أَيْ لَوْ عَلِمُوا ذَمَّ ذَلِكَ هَذَا الذَّمَّ الْعَظِيمَ لَمَا بَاعُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ، وَأَثْبَتَ لَهُمْ الْعِلْمَ أَوَّلًا بِقَوْلِهِ - تَعَالَى - : { وَلَقَدْ عَلِمُوا } وَنَفَاهُ عَنْهُمْ بِقَوْلِهِ ثَانِيًا : { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } لِأَنَّ مَعْنَى الثَّانِي لَوْ كَانُوا يَعْملونَ بِعِلْمِهِمْ ، جَعَلَهُمْ حِينَ لَمْ يَعْمَلُوا بِهِ كَأَنَّهُمْ مُنْسَلِخُونَ عَنْهُ ، أَوْ الْمُرَادُ بِعِلْمِ الثَّانِي الْعَقْلُ ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ مِنْ ثَمَرَتِهِ ، فَلَمَّا انْتَفَى الْأَصْلُ انْتَفَتْ ثَمَرَتُهُ فَصَارَ وُجُودُ الْعِلْمِ كَالْعَدَمِ حَيْثُ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِهِ ، كَمَا سَمَّى اللَّهُ - تَعَالَى - الْكُفَّارَ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا إذْ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِحَوَاسِّهِمْ ، أَوْ تَغَايَرَ بَيْنَ مُتَعَلِّقِ الْعِلْمَيْنِ : أَيْ عَلِمُوا ضَرَرَهُ فِي الْآخِرَةِ وَلَمْ يَعْلَمُوا نَفْعَهُ فِي الدُّنْيَا ، هَذَا كُلُّهُ إنْ كَانَ فَاعِلُ عَلِمُوا وَيَعْلَمُونَ وَاحِدًا كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ ، فَإِنْ قُدِّرَ مُخْتَلِفًا كَأَنْ يُجْعَلَ الضَّمِيرُ " عَلِمُوا " لِلْمَلَكَيْنِ أَوْ الشَّيَاطِينِ ، وَضَمِيرُ " شَرَوْا " وَمَا بَعْدَهُ لِلْيَهُودِ فَلَا إشْكَالَ . )
---
(1/2004)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وفاة الشيخ الدكتور إدريس حامد محمد رحمه الله والصلاة عليه غدا الاثنين 11/8
---
وفاة الشيخ الدكتور إدريس حامد محمد رحمه الله والصلاة عليه غدا الاثنين 11/8
---
عبدالرحمن الشهري
09-03-2006, 09:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أبلغني أخي الكريم د.عادل بن علي الشدي .. وفقه الله
أن فضيلة الشيخ الدكتور إدريس بن حامد محمد ، الأستاذ المشارك في الدراسات القرآنية بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض
قد توفي هذا اليوم الأحد 10/8/1427 هـ
إثر مرضِ ألمَّ به وسوف يصلى عليه
بعد صلاة العصر يوم الاثنين 11/8/1427 هـ بجامع الملك خالد بأم الحمام (إمامه الشيخ عادل الكلباني) .
نسأل الله أن يتغمد فضيلته برحمة منه و رضوان و أن لا يحرمنا أجره ولا يفتنا بعده ..
و الفقيد كان أستاذا مشاركا في الدراسات القرآنية و عضوا في الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم و علومه
و له عدد من البحوث والكتب المنشورة في الدراسات القرآنية لعلنا نشير إليها لاحقا إن شاء الله .
إنا لله و إنا إليه راجعون
---
محمود الشنقيطي
09-03-2006, 10:08 PM
الللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وجازه بالإحسان إحساناً وبالسئات عفوا منك وغفراناً وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صار إليه....آمين.
فضيلة الشيخ د/ عبد الرحمن, عظم الله لي ولك وللجميع الأجر ولعل التأريخ الصحيح
هو:11/8/1427هـ
---
فهد الوهبي
09-03-2006, 11:44 PM
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
---
عبدالله الشهري
09-04-2006, 12:46 AM
رحمه الله وغفر له وجميع موتى المسلمين ، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره.
---
نورة
09-04-2006, 04:09 AM
رحمه الله وغفر له وجميع موتى المسلمين ، اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره.
---(1/2005)
د.عبدالرحمن اليوسف
09-04-2006, 11:03 AM
تغمده الله بواسع لطفه ورحمته وأعلى درجته.
---
عادل الكلباني
09-04-2006, 02:03 PM
الحمد لله وبعد ،،،
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة ، ولقد كان أحد أبرز المشاركين في الدورة الرمضانية كل عام في جامع الملك خالد ،،، وكنا على موعد على العادة لمناقشة أمور الدورة ، ولا ندري ما يقدر الله ، وإني أشهد بالله لقد كان ذا خلق عظيم ، ولكن كما قرر الله وقدر : كل نفس ذائقة الموت ، فاللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه ، وشفع فيه ما حمله في صدره من كلامك ، وارفعه به في عليين ، وأجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها ، واجمعنا به ، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .
---
صادق الرافعي
09-04-2006, 07:59 PM
إنا لله و إنا إليه راجعون .
اللهم اغفر له وارحمه ، واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وجازه بالإحسان إحساناً وبالسئات عفوا منك وغفراناً .
آ مين
---
أبو يعقوب
09-05-2006, 12:49 AM
الللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وجازه بالإحسان إحساناً وبالسئات عفوا منك وغفراناً وارحمنا اللهم إذا صرنا إلى ما صار إليه....آمين.
فضيلة الشيخ د/ عبد الرحمن, عظم الله لي ولك وللجميع الأجر ولعل التأريخ الصحيح
هو:11/8/1427هـ
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته
---
أحمد البريدي
09-05-2006, 12:57 AM
رحمه الله وغفر له , وأسكنه فسيح جناته .
---
(1/2006)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كم عدد كلمات القرآن الكريم من غير المكرر ؟
---
كم عدد كلمات القرآن الكريم من غير المكرر ؟
---
عبدالرحيم
11-02-2005, 12:05 PM
إخي الفاضل ...
هل تعلم كم عدد كلمات القرآن الكريم من غير المكرر ؟
وحتى الكلمات مع المكرر، فالأرقام تتضارب من مرجع إلى آخر ..
وهذا له أهمية كبرى في دراستي
وجزاكم الله خيراً
---
أيمن صالح شعبان
11-02-2005, 11:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي عبد الرحيم حفظه الله
الدراسة التقريبية التي قمت بها وانتهيت منها أمس تثبت أن عدد الكلمات قريبا من 17458 كلمة تمثل هذه القيمة الكلمات الموحدة متغيرة الإعراب ففيها مثلا:
اللهً بالرفع - الله بالنصب - الله بالجر- فلله- تالله - والله (متغير الإعراب) -
كذا : كنتم - فكنتم - وكنتم
كذا كل كلمة دخل عليها حرف العطف . وإن إردت الحصر دون هذه المدخلات على الكلمات فسوف أقوم بها ثاني يوم العيد إن شاء الله تعالى .
وعدد الكلمات بالمكررات فهي قريبا من 77685 كلمة بالرسم العثماني دون الإملائي حيث تعرف سيادتكم مسألة الوصل الفصل في بعد الكلمات كما في بئس ما وغيرها .
إن أردت قاعدة بيانات حصرية فسوف أقوم بوضعها لسيادتكم في القريب العاجل إن شاء الله
---
محمد علام
11-04-2005, 01:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتم وبارك بحثكم الرجا تحرى الدقه لعلها تكون معلومه جيده للجميع
اخيكم فى الله ...... ابونشـ محمدعلام ــــــات......بحبكم فى الله
---
أيمن صالح شعبان
03-04-2006, 05:44 AM
السلام عليكم أخي عبد الرحيم يمكنك مراجعة هذا الرابط
لفضيلة الدكتور محمد زكي خضير
http://www.al-mishkat.com/words/part1/01.htm
---
أيمن صالح شعبان
03-04-2006, 06:01 AM
من وضع الدكتور محمد زكي خضير
---
أيمن صالح شعبان
03-04-2006, 07:03 AM(1/2007)
أرجوا من الله تعالى أن ينفعك بهذا المبحث وتفضل وافر احترامي
---
روضة
03-04-2006, 05:23 PM
السلام عليكم،
أود الاستفسار عن فائدة معرفة عدد كلمات القرآن الكريم.
وجزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحيم
03-04-2006, 08:32 PM
الأخت المكرمة
بارك الله فيك
أنا أحضر حالياً لأطروحة دكتوراة حول القرآن الكريم في مواقع الإنترنت التنصيرية / عرضاً ونقداً.
ومن الشبهات التي عرضتها ونقدتها: زعم وجود المعرب في القرآن الكريم، وعده دليلاً على:
1. تعدد مصادر القرآن الكريم البشرية: الفرس، الروم، الهنود، القبط...
2. معرفة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم باللغات العالمية، حيث قرأ كتب الشعوب بلغاتها الأصلية.
3. تناقض ذلك مع كون القرآن نزل بلسان عربي مبين...
الخ من تلك الشبهات.
وقد قام المنصرون بحصر الكلمات المزعوم أنها معربة..
وكان من جملة نقدي لها، [ النقد الخامس على ما أظن فهذا المبحث كتبته قبل سنة ونصف، شغلت بشبهات ومناظرات أخرى بعده ]
المهم: النقد الخامس كان بعمل نسبة وتناسب بين كلمات القرآن الكريم العربية الأصيلة، والكلمات المعربة..
ولعلي أعرض ما كتبته في هذا الموضوع في ملتقى الانتصار قريباً..
ولكن الصورة لن تكتمل فيه إن لم أنقل الشبهات حرفياً، فهل يأذن المشرفون بنقل الشبهات حول المعرب في القرآن الكريم حرفيا، ثم نقدها ؟!
---
روضة
03-04-2006, 08:55 PM
أسأل الله تعالى أن يوفقكم في بحثكم أخي عبد الرحيم.
أذكر أن الدكتور أحمد فريد قد كتب بحثاً عن المعرب في القرآن .. شيء يتعلق بهذا الموضوع، لم أطلع عليه، ولكن ما أعرفه هو أنه قدمه من ضمن الأبحاث التي تُقدم للترفيع.
إذا لم يكن باستطاعتك الاطلاع عليه، وترغب بقراءته سأبحث لك عنه.
وشكراً على ردكم الكريم.
---
عبدالرحيم
03-04-2006, 10:23 PM
أكرمك الله..
بفضل الله تعالى أنهيت موضوع " المعرب " منذ زمن..
وهو لم يشكل 5 % من الشبهات المثارة.
---
عبدالرحيم(1/2008)
03-06-2006, 06:33 PM
انظر
مطالب حول شبهة " اللفظ المعرب في القرآن الكريم " (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=19307#post19307)
---
عبدالرحيم
03-08-2006, 05:57 PM
أخي الحبيب أيمن صالح شعبان...
اعذرني لتأخري بشكرك على هديتك،،
فقد كنت أبحث عن الهدية المناسبة فلم أجد أنسب من هذه
http://www.arabspc.net/vb/showthread.php?t=19280
---
أيمن صالح شعبان
03-10-2006, 10:57 AM
السلام عليكم جزاك الله خيرا عن هذه الهدية الثمينة
---
عبدالرحيم
03-10-2006, 11:15 AM
أخي الحبيب..
نحن بحاجة لتقريب موضوع: " علل القراءات ".
بالنسبة لبرنامج القراءات، ما رأيك أن ترفقه بلمحة يسيرة عن وجه القراءة..
مثلاً:
قراءة ...
تلونها بلون ما ، وحين تضع المؤشر قربها يُكتب: " لغة لـ " قبيلة كذا.
أو : بمعنى كذا..
دون توسع، وبحسب منهج الجلالين في تفسيرهما.
وإن كان في الأمر صعوبة حالياً، أرجو النظر إليه في الإصدارات التالية.
ووفقكم الله.
---
أيمن صالح شعبان
03-13-2006, 02:50 AM
السلام عليكم أستاذنا المفضال عبد الرحيم حفظه الله تعالى
الاقتراح سديد فعلا فإن كان لسيادتكم توجيهات عن المادة العلمية الخاصة بهذا فالرجاء وضعها في المنتدى على إن سوف أقدم البرنامج بالرسم وإمكانية عقد المقارنة بين الروايات أولا ثم اتبعه بفروع هذا الفن إن شاء الله تعالى فالرجاء الدعاء وتفضل بقبول وافر الاحترام
---
(1/2009)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاستفادة من قراءة ابن مسعودلقول مجاهد : لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعود
---
الاستفادة من قراءة ابن مسعودلقول مجاهد : لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعود
---
مساعد الطيار
12-11-2006, 02:58 PM
قَالَ الترمذي : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عيينة عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: (( لَوْ كُنْت قَرَأْت قِرَاءَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ أَحْتَجْ أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ الْقُرْآنِ مِمَّا سَأَلْت)) .
إن في هذا الأثر العزيز الوارد عن مجاهد مسائل علمية تحتاج إلى تفكيك :
الأولى : أنَّ قراءة ابن مسعود بقي شيء منها مرويًا بعد اتفاق الصحابة على ما في مصحف عثمان رضي الله عن الجميع .
الثانية : أن مجاهدًا يرى أن ما نُسِب إلى ابن مسعود قراءة ، وليس تفسيرًا ؛ لذا قال : ( ... قرأت قراءة ابن مسعود ) .
الثالثة : أن قراءة ابن مسعود وما في حكمها يستفاد منها في بيان معاني القراءات المعتبرة المتفق عليها ، وهكذا فعل إمام التابعين كما سيأتي في الأمثلة عنه .
، ولما كنت قد وقفت على هذ النص عن مجاهد ؛ اجتهدت في تتبع تفسير مجاهد لعلي أظفر بمصداق قوله هذا ، فوقفت على بعض أمثلة تدل استفادته في تفسيره للقرآن من قراءة ابن مسعود ، وإليك هذه الأمثلة :
المثال الأول : قال الطبري : حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوريّ، عن رجل، عن الحكم قال: قال مجاهد: كنا لا ندري ما الزخرف حتى رأيناه في قراءة ابن مسعود: "أوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ".(1/2010)
المثال الثاني : قال الطبري : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: في قراءة ابن مسعود:(لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) ، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.
المثال الثالث : قال الطبري : حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مجاهد، قال: كنا نرى أن قوله:( فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) شيء هين، حتى سمعت قراءة ابن مسعود( إن تَتُوبَا إِلى اللهِ فَقَدْ زَاغَتْ قُلُوبُكُمُا ).
تذييل رقم (1)
لقد استفاد قتادة من قراءة ابن مسعود أيضًا ، وهو من المكثرين في نقل قراءته ، ومن أمثلة استفاداته :
1 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( ولبثوا في كهفهم ) قال : (( في حرف ابن مسعود وقالوا ولبثوا يعني أنه قاله الناس ثلاث مائة سنة وازداوا تسعا ألا ترى أنه يقول : ( قل الله أعلم بما لبثوا ) )) .
2 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( ونرثه ما يقول ) قال : ما عنده ، وهو قوله : ( لأوتين مالا وولدا ) وفي حرف ابن مسعود : ( ونرثه ما عنده ) )) .
3 ـ قال عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى : ( بحور عين ) قال : بيض عين ، وفي حرف ابن مسعود : ( بعيس عين ) )) .
تذييل رقم ( 2 ) :
ومن تتبع وجوه الاستفادة من قراءة ابن مسعود ، وجد أمثلة في ذلك : من ترجيح قراءة ، أو توجيهها ، أو توجيه معنى تفسيري ، أو ترجيحه أو غير ذلك من وجوه الاستفادات ، ومن أمثلة ذلك من خلال تفسير الطبري :
1 ـ قال الطبري : حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدًا يقول: (( في قراءة ابن مسعود:(لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلَى الهُدَى بَيِّنًا) ، قال:"الهدى" الطريق، أنه بين.(1/2011)
وإذا قرئ ذلك كذلك، كان"البين" من صفة"الهدى"، ويكون نصب"البين" على القطع من"الهدى"، كأنه قيل: يدعونه إلى الهدى البين، ثم نصب"البين" لما حذفت"الألف واللام" ، وصار نكرة من صفة المعرفة.
وهذه القراءة التي ذكرناها عن ابن مسعود تؤيد قول من قال:"الهدى" في هذا الموضع، هو الهدى على الحقيقة )) .
2 ـ قال الطبري : (( واختلفت القراء في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ ) على وجه الخبر من موسى عن الذي جاءت به سحرة فرعون ، أنه سحرٌ. كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة ، هو السحر.
وقرأ ذلك مجاهد وبعض المدنيين البصريين:(مَا جِئْتُمْ بِهِ آلسِّحْرُ) على وجه الاستفهام من موسى إلى السحرة عما جاؤوا به، أسحر هو أم غيره؟
قال أبو جعفر: وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب ، قراءة من قرأه على وجه الخبر لا على الاستفهام، لأن موسى صلوات الله وسلامه عليه ، لم يكن شاكا فيما جاءت به السحرة أنه سحر لا حقيقة له ، فيحتاج إلى استخبار السحرة عنه ، أي شيء هو؟
وأخرى أنه صلوات الله عليه قد كان على علم من السحرة، إنما جاء بهم فرعون ليغالبوه على ما كان جاءهم به من الحق الذي كان الله آتاه، فلم يكن يذهب عليه أنهم لم يكونوا يصدِّقونه في الخبر عمّا جاءوه به من الباطل، فيستخبرهم أو يستجيز استخبارهم عنه، ولكنه صلوات الله عليه أعلمهم أنه عالم ببطول ما جاؤوا به من ذلك بالحق الذي أتاه ، ومبطلٌ كيدهم بحَدِّه . وهذه أولى بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأخرى...
وقد ذكر أن ذلك في قراءة أبي بن كعب:(مَا أَتَيْتُمْ بِهِ سِحْرٌ).
وفي قراءة ابن مسعود:(مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ) ، وذلك مما يؤيد قراءة من قرأ بنحو الذي اخترنا من القراءة فيه )) .(1/2012)
3 ـ قال الطبري : (( وعني بقوله:(أعصر خمرًا) ، أي: إني أرى في نومي أني أعصر عنبًا . وكذلك ذلك في قراءة ابن مسعود فيما ذكر عنه .
حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبي ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن
إبراهيم بن بشير الأنصاري ، عن محمد بن الحنفية قال في قراءة ابن مسعود:"إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ عِنَبًا.
وذكر أن ذلك من لغة أهل عمان ، وأنهم يسمون العنب خمرًا . ذكر من قال ذلك:
حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ ، يقول: حدثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:(إني أراني أعصر خمرًا) ، يقول: أعصر عنبًا ، وهو بلغة أهل عمان، يسمون العنب خمرًا.
حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا وكيع ; وثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا أبي = عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك:(إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا ، أرضُ كذا وكذا يدعُون العنب"خمرًا".
حدثنا القاسم ، قال: حدثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال: قال ابن عباس:(إني أراني أعصر خمرًا) ، قال: عنبًا.
حدثت عن المسيب بن شريك ، عن أبي حمزة ، عن عكرمة ، قال: أتاه فقال: رأيت فيما يرى النائم أني غرست حَبَلة من عنب، (2) فنبتت ، فخرج فيه عناقيد فعصرتهنّ ، ثم سقيتهن الملك، فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام ، ثم تخرج فتسقيه خمرًا )) .
---
موراني
12-11-2006, 11:43 PM
الدكتور الفاضل مساعد الطيار
لقد ذكرتم ما يلي :
الثانية : أن مجاهدًا يرى أن ما نُسِب إلى ابن مسعود قراءة ، وليس تفسيرًا ؛ لذا قال : ( ... قرأت قراءة ابن مسعود ) .
فيما يتعلق بالآية : إنّ الدين عند الله الحنيفية , كما جاء في مصحف ابن مسعود كما يقال
فانه ليس قراءة بل هو تفسير منه في النص .
هكذا سمعته من بعض الزملاء العرب .(1/2013)
وهنا و بعد قراءة مشاركتكم أتساءل : هل هذه الآية المشار اليها قراءة لابن مسعود أم تفسير له؟ هل يجوز أن يكون له تفسير في النص بتبديل العبارات أم له قراءة أخرى أصلا مخالفا لما جاء في النص المسمى المصحف العثماني ؟
ولكم الخير والعافية
موراني
---
مساعد الطيار
12-12-2006, 07:53 AM
الدكتور موراني وفقه الله
تكرمًا راجع هذه الروابط ذات الصلة بالموضوع :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6912
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6919
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3296
---
(1/2014)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > أحكام سجود التلاوة ... سؤال وجواب
---
أحكام سجود التلاوة ... سؤال وجواب
---
سيف بن علي العصري
10-09-2006, 12:48 PM
أحببت بيان بعض أحكام سجود التلاوة ... ولكن هذه المرة في شكل سؤال وجواب تسهيلا وتبسيطاً ، نرجو الله أن يفقهنا في الدين ، وأن يعلمنا تأويل كتابه العظيم .
س/ ما حكم سجود التلاوة ؟
ج/ ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه سنة، وذهب الحنفية إلى وجوب سجود التلاوة.
س/ ما حجة أبو حنيفة على الوجوب؟
ج/ قال الإمام ابن العربي : عول فيها أبو حنيفة على أن مطلق الأمر بالسجود على الوجوب . ولقوله صلى الله عليه وسلم : (أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة) والأمر على الوجوب، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها إذا قرأها .
س/ وما حجة الجمهور على السنية ؟
ج/ قال الإمام ابن العربي المالكي : وعول علماؤنا على حديث عمر الثابت أن عمر قرأ سجدة وهو على المنبر، فنزل فسجد فسجد الناس معه . ثم قرأ بها في الجمعة الأخرى، فتهيأ الناس للسجود، فقال: على رسلكم، إن الله لم يكتبها علينا، إلا أن نشاء .
وذلك بحضرة الصحابة أجمعين من المهاجرين والأنصار، فلم ينكر ذلك عليه أحد، فثبت الإجماع به في ذلك، ولهذا حملنا جميع قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله على الندب والترغيب . وقوله صلى الله عليه وسلم : (أمر ابن آدم بالسجود، فسجد فله الجنة). إخبار عن السجود الواجب، ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم تدل على الاستحباب.اهـ
كيفية سجود التلاوة :
س/ ما هي شروط سجود التلاوة ؟
ج/ يشترط لسجود التلاوة شروط الصلاة من الوضوء والطهارة من النجس واستقبال القبلة وهذا باتفاق المذاهب الأربعة.
س/ هل في هذا خلاف ؟(1/2015)
ج/ خالف ابن تيمية رحمه الله المذاهب الأربعة كلها ، وقال بأنه لا يشترط الطهارة لسجود التلاوة .
س/ ما حجة الجمهور ؟
ج/ قال الجمهور إن سجود التّلاوة صلاةٌ أو جزءٌ من الصّلاة أو في معنى الصّلاة ، فيشترط لصحّته الطّهارة الّتي شرطت لصحّة الصّلاة ، والّتي لا تقبل الصّلاة إلاّ بها ، لما روى عبد اللّه بن عمر رضي الله تعالى عنهما « أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : لا تقبل صلاة بغير طهور » فيدخل في عمومه سجود التّلاوة.
قال ابن قدامة : يشترط لسجود التّلاوة ما يشترط لصلاة النّافلة من الطّهارتين من الحدث والنّجس، ولا نعلم فيه خلافاً إلاّ ما روي عن عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه في الحائض تسمع السّجدة : تومئ برأسها ، وبه قال سعيد بن المسيّب.
وقال القرطبيّ : لا خلاف في أنّ سجود القرآن يحتاج إلى ما تحتاج إليه الصّلاة من طهارة حدث ونجس، إلاّ ما ذكر البخاريّ عن عبد اللّه بن عمر رضي الله تعالى عنهما أنّه كان يسجد على غير طهارة.
وقال العراقي في طرح التثريب: وحكى النووي وغيره الإجماع على اشتراط الطهارة فيهما وروى ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد فيه جهالة أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان ينزل عن راحلته فيهريق الماء ثم يركب فيقرأ السجدة ويسجد وما توضأ.
س/ هل لسجود التلاوة تكبيرة إحرام ؟
ج/ نعم عند الشافعية، فتكبيرة الإحرام في سجود التلاوة ركن، فلو تركها بطل السجود.
وذهب الجمهور إلى أنه لا تحريم لسجود التلاوة .
س/ هل يكبر القارئ لسجود التلاوة عند السجود وعند الرفع منه ؟
ج/ نعم يكبر عند جمهور العلماء، وعلى ذلك المذاهب الأربعة، فيكبر عند الهوي إلى السجود، ويكبر عند الرفع من السجود.
س/ هل هذا التكبير سنة أم واجب ؟
ج/ سنة عند الجمهور، واجب عند الحنابلة .
س/ بعد أن يسجد سجود التلاوة هل ينصرف بتسليم أم بدون تسليم ؟(1/2016)
ج/ ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن السلام بعد سجود التلاوة ركن من أركان سجود التلاوة، فلو تركه بطل سجوده.
وذهب الحنفية والمالكية إلى أنه لا يسلم بل ينصرف بعد تكبيرة الرفع .
س/ هل يتشهد قبل السلام أم لا ؟
ج/ لا يتشهد كما نص على ذلك الشافعية والحنابلة .
س/ إذا قرأ آية السجدة وهو جالس، فهل يقوم ويكبر ويهوي للسجود ؟
ج/ إذا مر بآية السجدة وهو جالس سجد من جلوس، أو وهو قائم سجد من قيام.
س/ ماذا يقول في سجوده ؟
ج/ يأتي بالذكر المندوب في الصلاة وغيرها ، ويقول : سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين.
ويقول: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود.
---
أبومجاهدالعبيدي
10-09-2006, 02:03 PM
قارن بما في هذا الموضوع :
إرشاد القارئ الكريم إلى أحكام سجدات القرآن العظيم
(http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4148)
---
(1/2017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عرض لكتاب (المعجم الفريد لمعاني لآيات القرآن المجيد) .
---
عرض لكتاب (المعجم الفريد لمعاني لآيات القرآن المجيد) .
---
أبو العالية
12-05-2006, 11:02 AM
الحمد لله ، وبعد
رأيت قبل أيام كتاب بعنوان : ( المعجم الفريد في معاني القرآن المجيد ) في مجلدين
كتبه أحد علماء الآزهر وهو كامل محمد الجزار رحمه الله .
وكأنه يعني بالمفردة القرآنية وتصريفاتها ومعانيها ومدلولاتها .
فهل أحد اطلع عليه ؟
ودمتم على الخير اعواناً
---
أبو العالية
12-05-2006, 01:34 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
لم أجد نفسي إلا وأنا في المكتبة لأشتري الكتاب !
نعم ، رأيته قبل يومين ، وبقي يمر في خاطري صباح مساء !
شدَّني الشوق لاقتنائه ، سارعتُ ، واجتهدتُ ، حتى وصلت .
فانشرح صدري لرؤيته ، وحمدت ربي لحوزته ، وسُرَّ البال لقراءته .
أما وصفه ، فخذ بيانه :
اسم الكتاب : المعجم الفريد لمعاني كلمات القرآن المجيد ( 1764 ) مادة معجمية : تحليل وبيان .
المؤلِّف : الشيخ كامل محمد الجزار رحمه الله ، أحد علماء الأزهر .
الناشر : دار التوزيع والنشر الإسلامية ـ القاهرة .
الطبعة : 1427هـ الأولى
عدد الأجزاء : مجلدان .في ( 799 ) صفحة
نوع الطباعة : شمواه ، ملون بحمرة مشكول .
مصادره :
لغوية ، ونحوية ، وصرفية ، ومعجمية ، وتفسيرية .
فنصحي لمن رآه أن يقتنيه ، ويدعو لأخيه .
---
أبو العالية
12-06-2006, 01:30 PM
الحمد لله ، وبعد..
إضافة إلى ما سبق :
صنع المؤلف رحمه الله فهارس فنية غاية في الروعة مع جملة من الأبحاث ،هذه منها :
_ دليل التصريف مع فهرسه
_ الحروف المقطعة في القرآن الكريم مع فهرسه
_ النحويون والقراءات المتواترة
_ مشكل القراءات المتواترة(1/2018)
_ دراسة مقارنة بين المعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله ومعجمنا هذا . وبيان الاستدراكات عليه .
_ فهرس كلمات المعجم الفريد .
_ فهرس الكلمات المفردة في القرآن الكريم
_ فهرس الحديث
_ فهرس شواهد النثر
_ فهرس الشواهد الشعرية
_ فهرس من لغات القبائل في القرآن
_ فهرس الأدوات
_ فهرس الظواهر
_ فهرس الأسماء الحسنى
.
ودمتم على الخير أعواناً
---
(1/2019)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دراسة لأقوال المفسرين في المراد بـ:(أمرنا مترفيها) مع التعقيب على رأي ابن القيم
---
دراسة لأقوال المفسرين في المراد بـ:(أمرنا مترفيها) مع التعقيب على رأي ابن القيم
---
أبومجاهدالعبيدي
08-25-2006, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : ? وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ? (الاسراء:16)
قرر ابن القيم أن الأمر في قول الله تعالى هنا : ? أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ? هو الأمر الكوني القدري، لا الأمر الشرعي ، وبيّن أن هذا التفسير أرجح من تفسير من فسّر الآية بقوله : "أمرنا مترفيها بالطاعة ، ففسقوا" من وجوه كثيرة .
قال رحمه الله وهو يذكر الأمثلة من القرآن على الأمر الكوني :
( وقوله: ? وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ? ، فهذا أمر تقدير كوني لا أمر ديني شرعي ؛ فإن الله لا يأمر بالفحشاء . والمعنى : قضينا ذلك وقدرناه .
وقالت طائفة : بل هو أمر ديني . والمعنى : أمرناهم بالطاعة فخالفونا وفسقوا .
والقول الأول أرجح لوجوه :
أحدها : أن الإضمار على خلاف الأصل ؛ فلا يصار إليه إلا إذا لم يمكن تصحيح الكلام بدونه .
الثاني : أن ذلك يستلزم إضمارين ، أحدهما : أمرناهم بطاعتنا ، والثاني : فخالفونا أو عصونا ، ونحو ذلك .
الثالث : أن ما بعد الفاء في مثل هذا التركيب هو المأمور به نفسه ، كقولك : أمرته ففعل ، وأمرته فقام ، وأمرته فركب ؛ لا يفهم المخاطب غير هذا .
الرابع : أنه سبحانه جعل سبب هلاك القرية أمره المذكور . ومن المعلوم أن أمره بالطاعة والتوحيد لا يصلح أن يكون سبب الهلاك ، بل هو سبب للنجاة والفوز.(1/2020)
فإن قيل : أمره بالطاعة مع الفسق هو سبب الهلاك .
قيل : هذا يبطل بالوجه الخامس : وهو أن هذا الأمر لا يختص بالمترفين ، بل هو سبحانه يأمر بطاعته واتباع رسله المترفين وغيرهم ؛ فلا يصح تخصيص الأمر بالطاعة للمترفين .
يوضحه الوجه السادس : أن الأمر لو كان بالطاعة لكان هو نفس إرسال رسله إليهم . ومعلوم أنه لا يحسن أن يقال : أرسلنا رسلنا إلى مترفيها ففسقوا فيها ؛ فإن الإرسال لو كان إلى المترفين لقال من عداهم : نحن لم يرسل إلينا .
السابع : أن إرادة الله سبحانه لإهلاك القرية إنما يكون بعد إرسال الرسل إليهم وتكذيبهم ، وإلا فقبل ذلك هو لا يريد إهلاكهم ، لأنهم معذورون بغفلتهم وعدم بلوغ الرسالة إليهم ، قال تعالى : ? ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ? (الأنعام:131) ، فإذا أرسل الرسل فكذبوهم أراد إهلاكها ، فأمر رؤساءها ومترفيها أمراً كونياً قدرياً – لا شرعياً دينياً - بالفسق في القرية ، فاجتمع على أهلها تكذيبُهم وفسقُ رؤسائهم ؛ فحينئذ جاءها أمر الله ، وحق عليها قوله بالإهلاك. )([1])
وقال في موضع آخر : ( ونظير هذا لفظ الأمر ؛ فإنه نوعان : أمر تكوين ، وأمر تشريع . والثاني قد يعصى ويخالف ، بخلاف الأول ، فقوله تعالى : ? وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ? لا يناقض قوله : ? إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ? (لأعراف : من الآية28) ، ولا حاجة إلى تكلف تقدير : أمرنا مترفيها بالطاعة فعصونا وفسقوا فيها ، بل الأمر ههنا أمر تكوين وتقدير ، لا أمر تشريع ، لوجوه :(1/2021)
أحدها : أن المستعمل في مثل هذا التركيب أن يكون ما بعد الفاء هو المأمور به ، كما تقول : أمرته فقام ، وأمرته فأكل ، كما لو صرح بلفظه : » أفعل « ، كقوله تعالى : ? وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ?(البقرة: من الآية34) ، وهذا كما تقول : دعوته فأقبل . وقال تعالى: ? يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ? (الإسراء : من الآية52).
الثاني : أن الأمر بالطاعة لا يختص بالمترفين ؛ فلا يصح حمل الآية عليه ، بل تسقط فائدة ذكر المترفين ؛ فإن جميع المبعوث إليهم مأمورون بالطاعة فلا يصح أن يكون أمر المترفين علة إهلاك جميعهم .
الثالث : أن هذا النسق العجيب ، والتركيب البديع مقتضٍ ترتب ما بعد الفاء على ما قبلها ترتب المسبب على سببه ، والمعلول على علته ؛ ألا ترى أن الفسق علة » حق القول عليهم « ، و» حق القول عليهم « علة لتدميرهم ؛ فهكذا الأمر سبب لفسقهم ومقتض له ، وذلك هو أمر التكوين ، لا التشريع .
الرابع : أن إرادته سبحانه لإهلاكهم إنما كانت بعد معصيتهم ، ومخالفتهم لرسله ؛ فمعصيتهم ومخالفتهم قد تقدمت ، فأراد الله هلاكهم ، فعاقبهم بأن قدر عليهم الأعمال التي يتحتم معها هلاكهم ....)([2])
الدراسة :
تضمن كلام ابن القيم السابق قولين في المراد بقول الله U : ? وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ? ، وهما :
القول الأول : أمرنا المترفين أمراً كونياً قدرياً بالفسق ، أي : قضينا ذلك ، وقدرناه عليهم.
القول الثاني : أمرنا مترفيهم بالطاعة ، فعصونا وفسقوا ، فحق عليهم القول ، فدمرناهم تدميراً .
وقد رجح القول الأول من عدة وجوه – كما سبق - .
والأقوال المشهورة في المراد بـ » أَمَرنا « هنا ثلاثة أقوال ([3]):(1/2022)
القول الأول منها : أنه من الأمر ، وفي الكلام إضمار ، تقديره : أمرنا مترفيها بالطاعة ، ففسقوا . وهذا القول مروي عن ابن عباس ([4])، وسعيد بن جبير ([5]). قال الزجاج : ( ومثله في الكلام : أمرتك فعصيتني ؛ فقد علم أن المعصية مخالفة الأمر .)([6])
القول الثاني : كثَّرنا يقال : أمرت الشيء وآمرته ، أي: كثَّرته . وهو قول أبي عبيدة([7])، وابن قتيبة ([8]). ويؤيد هذا القول قراءة : ? آمَرنا ?([9]). وبهذا المعنى رويت الأقوال في تفسير الآية عن ابن عباس ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، وابن زيد .([10])
القول الثالث : أنَّ معنى أَمرنا : أمّرنا ، يقال : أَمَرْت الرجل ، بمعنى : أمّرته . والمعنى : سلّطنا مترفيها بالإمارة . ويؤيد هذا القول قراءة : » أَمَّرنا «([11]) ، وعلى هذه القراءة جاء تفسير ابن عباس ، حيث قال : » أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا « سلطنا أشرارها فعصوا فيها ، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بالعذاب ، وهو قوله : ? وكذلكَ جَعَلنا فِي كُلّ قَرْيَةٍ أكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها ?( الأنعام :123) .([12])
ومثله قول مجاهد : بعثنا ([13]) ، وقول الربيع بن أنس : سلّطنا .([14])
وأما موقف أئمة التفسير من هذه الأقول ؛ فيتضح من خلال هذا العرض :
بدأ ابن جرير في تفسيره لهذه الآية بذكر القراءات التي قرئ بها قول الله U : ? أَمَرْنَا ?، ثم ذكر معنى الآية على كل قراءة . وقد ذكر الأقوال الثلاثة السابقة ، ووجه كل قول منها ، وذكر من قال بكل قول من أهل التأويل ، وأهل اللغة .(1/2023)
وقد ختم ذلك ببيان موقفه من تلك القراءات ، وتلك الأقوال ، فرجح قراءة جمهور القراء المشهورة ، وبيّن أنها أولى القراءات بالصواب ، ورجّح القول الأول من الأقوال الثلاثة السابقة في معنى الآية قائلاً : ( وإذا كان ذلك هو الأولى بالصواب بالقراءة ، فأولى التأويلات به تأويل من تأوّله : أمرنا أهلها بالطاعة فعصوا وفسقوا فيها ، فحقّ عليهم القول ؛ لأن الأغلب من معنى »أمرنا« : الأمر الذي هو خلاف النهي دون غيره ، وتوجيه معاني كلام الله جلّ ثناؤه إلى الأشهر الأعرف من معانيه ، أولى ما وجد إليه سبيل من غيره . )([15])
وكذلك ابن عطية ، والقرطبي ؛ ذكرا الأقوال الثلاثة السابقة ، ونقلا القراءات التي قرئ بها هنا ، وذكرا التوجيه المناسب لكل قراءة ، ومعنى الآية على كل قول ، إلا أنهما لم يذكرا ترجيحاً أو اختياراً ، واكتفيا بعرض تلك الأقوال كاحتمالات لا مانع من قبولها كلها .([16])
وذكر الرازي قولين في معنى : ? أَمَرْنَا ? :
الأول : أنه المراد به الأمر بالفعل . ثم في المأمور به قولان : أشهرهما أنه أمرٌ بالطاعة - كما في القول الأول من الأقوال الثلاثة السابقة - . والقول الثاني : أن المأمور به الفسق – كما هو قول الزمخشري ([17])- . وقد بيّن الرازي بطلان هذا القول ، واستغرب اختيار الزمخشري له ، ثم قال : ( فثبت أن الحق ما ذكره الكل ، وهو أن المعنى : أمرناهم بالأعمال الصالحة - وهي الإيمان والطاعة - ، والقوم خالفوا ذلك الأمر عناداً ، وأقدموا على الفسق .)
والقول الثاني في معنى ? أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ? : أكثرنا فساقها . ثم بيّن وجه هذا القول ، ولم يبين موقفه منه .([18])
وتوسع أبو حيان في ذكر القراءات ، والأقوال التي قيلت في توجيهها ، ونقل الكثير من أقوال من سبقه في ذلك ، مع تعليقات واستدراكات ، أكثرها على كلام الزمخشري فيما ذكره في تفسيره للآية .
ومما ذكره أبو حيان من أحكام ، وتعليقات :(1/2024)
· الظاهر على القراءة المشهورة أن » أمرنا « من الأمر الذي هو ضد النهي .
· علّق على ما ذكره الزمخشري من كون القول الذي اختاره لا يحتاج إلى تقدير محذوف ، بخلاف القول المشهور الذي يحتاج الكلام فيه إلى تقدير محذوف لا دليل عليه ، ثم قوله : ( لأن حذف ما لا دليل عليه غير جائز ) ؛ علق عليه بقوله : ( وقوله "لأن حذف ما لا دليل عليه غير جائز" تعليلٌ لا يصح فيما نحن بسبيله بل ثَمَّ ما يدل على حذفه .
· في هذه الآية يستدل على المحذوف بنقيضه ، ودلالة النقيض على النقيض كدلالة النظير على النظير .
وبقية ما ذكره وافق فيه ابنَ عطية ، والقرطبي من حيث عدم بيان موقفه منه ، واقتصاره على النقل ، والتعليق .([19])
وتميّز ابن كثير بذكر القول الذي رجحه ابن القيم ، مع الأقوال الثلاثة الأخرى التي نقلها المفسرون ، إلا أنه لم يذكر ترجيحاً ولا اختياراً . وقد يؤخذ من طريقته في عرضه للأقوال ميلُه إلى القول الذي رجحه ابن القيم ؛ لأنه بدأ به ، وذكر الأقوال الأخرى بصيغ تدل التضعيف ، مثل : » قيل « ، » وقد يحتمل « .([20])
وأما ابن عاشور فلم يذكر أقوالاً في معنى الآية ، واقتصر في تفسيره لها على القول الأول من الأقوال الثلاثة المشهورة ، فقال : ( ومتعلق ? أَمْرُنَا ? محذوف ، أي : أمرناهم بما نأمرهم به ، أي بعثنا إليهم الرسول وأمرناهم بما نأمرهم على لسان رسولهم فعصوا الرسول ، وفسقوا في قريتهم . ) .
ومما نبّه إليه في سياق تفسيره للآية : سبب تخصيص المترفين بالأمر ؛ فقد ذكر علة هذا التخصيص بقوله : ( وتعليق الأمر بخصوص المترفين مع أن الرسل يخاطبون جميع الناس ؛ لأن عصيانهم الأمرَ الموجه إليهم هو سبب فسقهم وفسق بقية قومهم ؛ إذ هم قادة العامة ، وزعماء الكفر ؛ فالخطاب في الأكثر يتوجه إليهم ، فإذا فسقوا عن الأمر اتبعهم الدهماء ، فعم الفسق أو غلب على القرية ، فاستحقت الهلاك . ) ([21])(1/2025)
وبعد هذا العرض يتبين أن القول الذي رجحه ابن القيم غير معروف عند أكثر المفسرين ، بل لم أرَ من ذكره قبله منهم ، وأول من رأيته ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أشار إليه في أكثر من موضع ، وفي أحدها حكم عليه بأنه أظهر القولين في تفسير هذه الآية ، ولم يزد على ذلك .([22])
وقد ذكر الشنقيطي أشهر الأقوال في تفسير هذه الآية ، وعدّ منها القول الذي رجحه ابن القيم ، ثم رجح القول الأول من الأقوال الثلاثة السابق ذكرها في أول الدراسة ، وذكر أنه الصواب الذي دلّ عليه القرآن ، وعليه جمهور العلماء . قال : ( وهذا القول الصحيح في الآية جار على الأسلوب العربي المألوف ، من قولهم : "أمرته فعصاني" ، أي أمرته بالطاعة فعصى . وليس المعنى : أمرته بالعصيان كما لا يخفى .)([23])
النتيجة :
الأقوال الثلاثة المشهورة في تفسير الآية كلها صحيحة مقبولة ، ولا تعارض بينها ؛ فالمختار حمل الآية عليها جميعاً ، ويكون المعنى : إذا أراد الله إهلاك قرية – لعلمه السابق أنهم يكفرون – كثّر مترفيها ، وجعلهم أمراء متسلطين ، وأمرهم على لسان رسله والدعاة إلى دينه بالطاعة فعصوا ، فتكون المعصية والفسوق غالبين ؛ فإذا تحققت هذه المور مجتمعة حق عليها القول ، فدمرها الله تعالى تدميراً .([24])
وجميل ما قاله ابن العربي بعد ذكره لهذه الأقوال الثلاثة : ( والقول فيها من كل جهة متقارب متداخل .)([25])
وأما القول الذي رجحه ابن القيم فيبقى قولاً محدثاً في تفسير الآية ، ليس له فيه سلف من أئمة التفسير المتقدمين فيما أعلم ؛ ففي النفس منه شيء .
وكل الوجوه التي ذكرها لا تكفي لترجيحه ؛ لأنها وجوه اجتهادية غير مسلمة . وقد ورد في سياق كلام المفسرين المذكور في أثناء الدراسة الجواب عن أكثرها .(1/2026)
تنبيه : من قواعد التفسير : ( إذا تكلم أحد من المتأخرين في معنى آية من القرآن قد تقدم كلام المتقدمين فيها ، فخرج عن قولهم لم يلتفت إلى قوله ، ولم يعدّ خلافاً .)([26])
وعبر بعضهم عن هذه القاعدة بقوله : ( إذا اختلف السلف في تفسير الآية على قولين لم يجز لمن بعدهم إحداث قول ثالث يخرج عن قولهم .)([27])
وقد بيّن ابن القيم سبب رد القود المحدث بقوله : ( إحداث القول في تفسير كتاب الله الذي كان السلف والأئمة على خلافه يستلزم أحد أمرين : إما أن يكون خطأً في نفسه ، أو تكون أقوال السلف المخالفة له خطأً ؛ ولا يشك عاقل أنه أولى بالغلط والخطأ من قول السلف.)([28])
والقول المحدث يُرد إذا كان يلزم منه ردّ أقوال السلف ، وأما إذا كانت الآية تحتمله مع أقوال السلف ، وهو غير مخالف لها ؛ فلا وجه لرده ، ولا مانع من قبوله إذا كان صحيحاً في نفسه .
التعليقات والحواشي : --------------------------------------------------------------------------------
([1] ) شفاء العليل 2/769-771 ، وبدائع التفسير 3/75-76 .
([2] ) شفاء العليل 1/190-191.
([3] ) انظرها في زاد المسير 5/18-19 .
([4] ) أخرج قوله ابن جرير 14/527 .
([5] ) أخرجه قوله ابن جرير 14/528 .
([6] ) معاني القرآن وإعرابه 3/232 .
([7] ) انظر مجاز القرآن 1/372-373 .
([8] ) انظر تفسير غريب القرآن ص252 .
([9] ) قراءة عشرية متواترة ، قرأ بها يعقوب كما في النشر 2/306 ، ورويت عن نافع ، وابن كثير كما في معاني القراءات للأزهري 2/89 .
([10] ) انظر أقوالهم في تفسير ابن جرير 14/ 530-532 .(1/2027)
([11] ) قراءة شاذة قرأ بها ابن عباس بخلاف ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو العالية بخلاف ، ورويت عن أبي عمرو والسدي وعاصم كلهم بخلاف . انظر المحتسب 2/16 . وعزاها في السبعة ص 379 إلى أبي عمرو من رواية أبي العباس الليثي المعروف بخَتَن ليث. وهي مروية عن ابن كثير كذلك كما في معاني القراءات للأزهري 2/89 .
([12] ) أخرجه ابن جرير 14/ 529 بإسناد جيد كما في التفسير الصحيح للدكتور حكمت بن بشير 3/236 .
([13] ) أخرجه ابن جرير 14/ 529-530 بإسناد صحيح كما في التفسير الصحيح للدكتور حكمت بن بشير 3/236 .
([14] ) أخرجه ابن جرير 14/529 .
([15] ) انظر جامع البيان 14/527-532 .
([16] ) انظر المحرر الوجيز 9/39-43 ، الجامع لأحكام القرآن 10/232-234 .
([17] ) انظر قوله في تفسيره الكشاف 2/354-355 .
([18] ) انظر التفسير الكبير 20/139-140 .
([19] ) انظر البحر المحيط 7/24-27 .
([20] ) انظر تفسير القرآن العظيم 5/2079 .
([21] ) انظر التحرير والتنوير 15/53-55 .
([22] ) انظر الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 1/151 .
([23] ) انظر أضواء البيان 3/441-445 .
([24] ) انظر القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للدكتور محمد بن عمر بازمول 2/589-590 .
([25] ) أحكام القرآن 3/183 .
([26] ) كتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله U للنحاس 2/328-329 .
([27] ) انظر تفصيل هذه القاعدة في كتاب قواعد التفسير للدكتور خالد السبت 1/200-205 .
([28] ) مختصر الصواعق المرسلة 3/892 .
---
د. هشام عزمي
08-26-2006, 02:03 PM
جزاك الله خيرًا يا شيخنا على هذه الدراسة المفيدة .
---
أبو عبدالرحمن
08-28-2006, 12:14 AM
جزاك الله خيرا يا شيخنا أبا مجاهد وبارك فيك وفي علمك ونفع بك الإسلام والمسلمين.
حقا إنها فوائد جمة تكتب بماء الذهب،وليتك تجعل هذا الموضوع(أعني دراسة تفسير ابن القيم رحمه الله)على شكل سلسلة لكي تعم الفائدة.
---
الطبيب
08-29-2006, 01:00 AM(1/2028)
جزاكم الله خيراً على هذه الدراسة النافعة.
ودمتم ،،،
---
أبو علي
11-27-2006, 06:31 AM
السلام عليكم
[size=4]القول الأول منها : أنه من الأمر ، وفي الكلام إضمار ، تقديره : أمرنا مترفيها بالطاعة ، ففسقوا . وهذا القول مروي عن ابن عباس ([4])، وسعيد بن جبير ([5]). قال الزجاج : ( ومثله في الكلام : أمرتك فعصيتني ؛ فقد علم أن المعصية مخالفة الأمرsize]
هذا القول وجدنا له شاهدا في القرآن ، قارون هو أترف المترفين، بماذا أمره الله؟
أمره بالعدل والإحسان على لسان قومه: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ، وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ = هذا أمر بالإحسان.
وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ = هذا أمر بالعدل.
ففسق قارون عن الأمر بقوله : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي .
فدمر الله قارون وداره : فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-27-2006, 09:56 PM
وجدت للشيخ المتفنن أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري كلاما جيداً في كتابه : "من أحكام الديانة" بيّن فيه تفسير هذه الآية، وناقش ما ذهب إليه ابن القيم في تفسيرها. ومما قرره في دراسته لهذه الآية:
( منحى ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في اختياره أنه لا يجوز حمل الآية على الأمر الشرعي مع أن جمهور السلف ذهبوا إلى هذا الحمل، وأدلته لا تنهض بهذه الدعوى.
فمن أدلته دعوى أنه لا حاجة إلى تقدير : بالطاعة ، وأن ذلك التقدير متكلف.
قال أبو عبدالرحمن : ما اختاره ابن قيم الجوزية فيه تقدير أيضاً ، لأن التقدير عنده : أمرناهم قدراً بالفسق. ...)
انظر كتابه المذكور ص616 - 418
---(1/2029)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ
---
بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ
---
محمد البكري
03-05-2004, 03:45 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فهذه منظومة لطيفة فيما يراعى لحفص عند القراءة وقد نظمها الشيخ إبراهيم علي علي شحاثة والمعروف ب"السمنودي"وعددأبياتها تسعة عشر بيتاً وله منظومات مهمة في التجويد اخترت منها هذه المنظومة ولعل الله أن ييسر إكمال بقية المنظومات وهي ذات أهمية للقارئ لا سيما الحافظ وطالب العلم وأحب أن أشير إلى أن هذه الأحوال المرعية لحفص من طريق الطيبة كما سيتبين للقارئ الكريم ،، .. يقول الناظم:
1. لك الحمد يامولاي في السر والجهر
على نعمة القرآن يسرت للذكر
2. وظل هدى للناس من كل ظلمة
دلائله غر وسامية القدر
3. وصليت تعظيما َوسلمت سرمداَ
على المصطفى والآل مع صحبه الزهر
4.وبعد فهذا مارواه معدل
بروضته الفيحاء من طيب النشر
5. بإسناده عن حفص الحبر من تلا
على عاصم وهو المكنى أبا بكر
6. ففي البدء بالأجراء ليس مخيراَ
لبسملة بل للتبرك مستقري
7. ومتصلاَ وسط وما انفصل اقصرا
ولا سكت قبل الهمز من طرق القصر
8. وما مد للتعظيم منها ولم يجيء
بها وجه تكبير ولاغنة تسري
9.وفي موضعي ءالآن وءالذكرين مع
ءالله أبدلها مع المد ذي الوفر
10. وأشمم بتأمنا ويلهث فأدغما
مع اركب ونخلقكم أتم ولاتزر
11. وبل ران من راق ومرقدنا كذا
له عوجاَلا سكت في الأربع الغر
12. وعنه سقوط المد في عين وارد
وتفخيم را فرق لدى ءاية البحر
13.وءاتان نمل فاحذف الياء واقفاَ
كذا الف احذف من سلاسل بالدهر
14.وبالسين لا بالصاد قل أهم المصـ
يطرون وبالوجهين في فرده النكر
15.وفي يبصط الأولى وفي الخلق بصطة
وياسين نون ضُعف روم كذا أجر
16. ولكن مع الإظهار صاد مصيطر
وفي بصطة سين كذا يبصط البكر(1/2030)
17. وفتح لدى ضعف عن الفيل وارد
وبالعكس عن زرعان والكل عن عمرو
18.وأهدي صلاة في الختام مسلماً
على خاتم الرسل الهداة إلى البر
19. وءال وصحب كلما قال قائل
لك الحمد يامولاي في السروالجهر
تم بحمد الله تعالى
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2004, 12:50 PM
جزاك الله خيراً .
يمكنك الاطلاع عليها ومراجعتها أيضاً هنا وفقك الله . (http://tafsir.org/books/open.php?cat=86&book=861) .
---
(1/2031)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > " توجيه مشكل القراءات العشرية " .........
---
" توجيه مشكل القراءات العشرية " .........
---
طارق الفريدي
10-29-2005, 04:23 AM
( توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة و تفسيراً وإعراباً )
تأليف : د / عبد العزيز الحربي
خلال جولتي اليوم في المكتبات في المدينة المنورة لمتابعة الجديد و الكتب القيمة ،و جدت هذا الكتاب القيم في أحد الرفوف ، فشوقني عنوانه للنظر بين دفتيه فبدأت بتقليبه الأمر الذي دفعني إلى شرائه ، فلما رجعت إلى المنزل فوجدت طرحاً عليماً قوياً ، و ترتيباً للمسائل حسناً ، قد بيّن كثيراً من المسائل التي كانت غامضة لديّ و كنت دائماً أسأل عنها المختصصين فلا أجد لها جواباً شافياً ، و الكتاب نفيس في بابه ـ حسب نظري القاصر ـ حيث عرض لكثير من القراءات التي استشكلها المفسرون و النحويون و غيرهم من العلماء و أجاب عنها ، و كذلك دافع عن القراءات التي تعرضت للطعن أو التخطئة أو التوهيم من قبل بعض العلماء .
و أسأل الله أن يجزل المثوبة للمؤلف وأن يجزيه خير الجزاء.
و إليكم خطة الكتاب حتى تكون الرؤية واضحة لمن لم يطلع على الكتاب ، و من أطلع عليه فليتحفنا برأيه و تجربته مع الكتاب :
التمهيد : في علم القراءات و قُرّائها : و في ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : التعريف بعلم القراءات و نشأته و تدوينه .
المبحث الثاني : ضوابط القراءة المقبولة
المبحث الثالث : التعريف بالقراء العشرة و رواتهم
الباب الأول : علم توجيه القراءات و مشكلها : و فيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : علم توجيه القراءات تعريفه و مصطلحاته و البواعث على التأليف و فيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تعريف التوجيه لغة و اصطلاحاً .
المبحث الثاني : مصطلحات التوجيه .
المبحث الثالث : البواعث على التأليف في التوجيه .(1/2032)
الفصل الثاني: مراحل التوجيه و ذكر الكتب المصنفة فيه .
الفصل الثالث : المشكل و ضوابطه ،و تحته ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : معنى المشكل لغة و اصطلاحاً .
المبحث الثاني : في جريان الإشكال على الألسنة استعمالاً و الأذهان تفكراً و في الكتب شرحاً و تصنيفاً .
المبحث الثالث : بيان الضوابط التي تكون بها القراءة مشكلة .
الباب الثاني : المشكل من القراءات العشرية الفرشية ورفع الإشكال عنها من أول القرآن إلى آخره .
الخاتمة ثم الفهارس .
و الكتاب من إصدارات دار ابن حزم للنشر و التوزيع ، الطبعة الأولى : 1424هـ .
و هذه نبذة عن المؤلف :
عبدالعزيز بن علي الحربي
ولد عام : 1384 هـ .
حفظ القرآن في الحادية عشرة من عمره بمكة المكرمة .
تخرج في كلية القرآن الكريم و الدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1409هـ و كان الأول في جميع مراحلها .
عرض القراءات العشر على الشيخ أحمد الزيات و الشيخ محمود سيبويه البدوي و أجيز منهما .
حصل على الماجستير و الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في القراءات و التفسير .
كان مدرساً قبل ذلك بمعهد الحرم المكي الشريف .
عُني مبكراً بحفظ المتون و دراستها و فقه الحديث و اللغة ومصنفات ابن حزم و ابن تيمية .
قرأ عليه كثير من طلبة العلم في علوم القرآن و الحديث و متون العقيدة و الأصول و القراءات و النحو و اللغة و البلاغة و المنطق وأشعار العرب .
من مؤلفاته :
• نظم كتاب الضعفاء الصغير للبخاري
• الكفاية
• الهداية في العقيدة و الفرق و المذاهب
• الشرح الميسر على ألفية ابن مالك
• تفاصيل الجُمل
• ما هبّ دبّ
• تحقيق جزء من تفسير النسفي
• مقامات
• ديوان خطب
• ديوان شعر
يعمل الآن أستاذاً مساعداً بمعهد البحوث و إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى.
[ النبذة موجودة على واجهة الغلاف الخلفي للكتاب ]
---
عبدالرحمن الشهري
10-29-2005, 11:18 PM(1/2033)
بارك الله فيكم أخي العزيز طارق على عرضكم لهذا الكتاب . وهو كتاب قيم ، أجاد فيه الباحث ، وقد كان موضوعاً لرسالة الماجستير فيما أذكر. والباحث من الباحثين المدققين ، وقد استوعب في بحثه توجيه الاستشكالات المشهورة في القراءات العشر فجزاه الله خيراً.
---
إبراهيم الجوريشي
10-30-2005, 08:55 PM
جزاكم الله خيرا على هذا العرض
وعلى التعريف بالباحث وجهوده
وبارك الله فيكم
---
علي ساجت
12-28-2005, 06:15 PM
السلام عليكم : انا اخوكم من العراق طالب في الجامعة الاسلامية _ بغداد ، مرحلة الماجستير ، رسالتي في توجيه القراءات وخاصة عاصم وحمزة والكسائي ، واحتاج ان تسعفوني ببعض المصادر الاساسية في توجيه القراءات ، كالكشف لمكي القيسي والتيسير للداني والحجة لابي علي الفارسي وابن زنجلة ،
وجزاكم الله خيرا وبارك في ملتقاكم وما تبذلونه من وقت وجهد في سبيل خدمة هذا الدين ،
اخوكم علي .
---
(1/2034)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الاهتمام بكتب الوجوه والمترادفات
---
الاهتمام بكتب الوجوه والمترادفات
---
أبو ذر الفاضلي
06-07-2006, 04:39 AM
من تتبعي للكتب التي يتحفنا بها الأخوة أرى هناك بعض القصور في نشر كتب الوجوه والنظائر ، وكتب الترادف اللغوي ، وكذلك كتب إعراب القرآن بالمقارنة مع سائر العلوم القرآنية الأخرى ، وهذا المنتدى المبارك الذي يتشرف بحمل تسمية لها علاقة مباشرة بالقرآن الكريم أتمنى أن يبادر الى عرض بعض الكتب في هذه المجالات لغرض تحميلها ، خدمة للقرآن الكريم ، فما رأيكم ؟
---
(1/2035)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > المجتبى في علوم القرآن
---
المجتبى في علوم القرآن
---
خلود
04-17-2005, 06:38 PM
من كتب ابن الجوزي في علوم القرآن كتاب "المجتبى في علوم القرآن" أو "المغني في علوم القرآن" فهل الكتاب مطبوعً؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-18-2005, 09:48 PM
الكتاب لم يطبع ، ولعلكم تراجعون كتاب (مؤلفات ابن الجوزي) للعلوجي ، ربما يفيدكم في معرفة مخطوطات الكتاب إن وجدت.
---
خلود
04-19-2005, 02:58 PM
جزاكم الله خيراً.
---
(1/2036)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أين يوجد هذا الكتاب : الإسرائيليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة والمصادر العبرية
---
أين يوجد هذا الكتاب : الإسرائيليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة والمصادر العبرية
---
أبو صفوت
12-18-2005, 05:49 PM
أين طبع هذا الكتاب وأين يباع الآن :
الإسرائيليات في تفسير الطبري - دراسة في اللغة والمصادر العبرية للدكتورة آمال محمد عبدالرحمن ربيع
---
عبدالرحمن الشهري
12-18-2005, 06:53 PM
الكتاب نشره المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية عام 1422هـ . ومتوفر في مكتبات القاهرة وغيرها . وهذه صورة الغلاف.
http://www.tafsir.net/images/israeeliat.jpg
---
(1/2037)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما حكم وضع المصحف في الجوال ؟
---
ما حكم وضع المصحف في الجوال ؟
---
ابن الجزيرة
08-03-2005, 06:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
فقد انتشر كما يعلم الجميع مايسمى بجوال الكميرا , ومعلوم مايمتاز به هذا الجوال من خدمات جميلة , ومفيدة يأتي في مقدمها خدمة تحميل المصحف الشريف في هذا الجوال , وقد انتشرت بين الناس انتشاراً كبيراً ـ ولعل هذا دليل خير ـ ويتسائل كثير من الناس عن بعض الأمور المشكلة في هذا الأمر لعل أهمها :
1ـ وجود الجوال وبداخله المصحف مع المرء دائماً لا بد أن يدخل فيه في الأماكن المستقذرة كدورات المياه حتى ولوكان حريصاً فإمكان النسيان فيه واردة بشكل كبير فهل في هذا الأمر إهانة لكتاب الله ؟
2ـ يقول بعضهم أن هذا المصحف لم يكتب على قواعد الرسم العثماني ـ علماً أني لم أتأكد من هذا الأمر ـ فما الحكم فيه مادام لم تراعى قواعد الرسم في كتابته ؟
3ـ هل تم التأكد من خلوه من أخطاء ؟
وجزاكم الله خيراً .
---
الميموني
08-05-2005, 10:26 PM
المقصود من وضع المصحف داخل الجوال هو الاستفادة منه في القراءة لكتاب الله أو المراجعة و هو مقصد عظيم و وضع المصحف فيه هو مثل وضعه في شريط كاسيت أو سيدي كمبيوتر أو جهاز أم بي ثري أو غيرها و هي آلات لا تتعامل مع كتابة ورقية أو غيرها كالمعهود قديما و لهذا عفندما لا تشغل البرنامج لا تراه ولا يشتغل القرآن الموجود على الجوال صوتا أو صورة بمعنى أنه يكون في الذاكرة فقط على صورة غير ممكن القول بأنه يتعرض لإهانة لا سمح الله
و الأصل الجواز و المصلحة تقتضيه بقوة .(1/2038)
و مع هذا فمسألة الدخول للخلاء ببعض الآيات لا بقصد الامتهان كأن يلبس خاتما عليه اسم الله و نحوه هي مسألة معروفة قديما عند العلماء و لم يصح في النهي عنها حديث و فيها اختلاف بين الفقهاء و حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء و ضع خاتمه .
هو حديث منكر ضعفه غير واحد من الحفاظ......
و بالنسبة للنص و عدم كتابته على الرسم الإملائي الحديث فزالت المشكلة و لله الحمد و يمكنك مثلا تحميل القرآن كاملا في أقل من ثلاثين ميقا و مجانا مصورا عن مصحف مطبعة خادم الحرمين الملك فهد
ابحث عنه على هذا الرابط إن كان لديك جهاز كمبيوتر كفي
www.ce4arab.com
---
ابن العربي
08-06-2005, 10:49 AM
بعض النسخ المحملة على الجوال فيها خطأ في الأية 90 من سورة النساء
والله اعلم
---
جمال حسني الشرباتي
08-06-2005, 12:04 PM
ربما هناك نقطة أخرى---وهي أنّ المصحف يجب أن لا يرافقه في الجوال الأمور الخلاعية من أغان وغيرها
أعني إذا كان في الجوّال المصحف لوحده مع أمور جادة أخرى فلا مانع--أمّا إن كان في الجوال بعض الأمور الخلاعية إلى جانب المصحف فهذا أمر لا يليق---وبالطبع لا يليق أن يحتفظ المرء بأغان أو أمور خلاعية في جوّاله
---
ابن الجزيرة
08-06-2005, 03:07 PM
جزاكم الله خيراً على ما تفضلتم به
---
عبدالرحمن الشهري
08-09-2005, 07:57 AM
أشكر الشيخ الكريم عبدالله الميموني على هذا الجواب الكافي ، وأسأل الله له التوفيق والسداد.(1/2039)
وأطلب رأيه في فكرة إنشاء ركن مخصص للبرامج التي تخدم القرآن الكريم على برامج الكمبيوترات الكفية والصوتيات (mp3) والهواتف النقالة ونحوها مما لا يكاد ينقطع سيله من التقنيات الحديثة في الموقع لدينا بحيث يجد من يرغب السؤال عن برامجها المتعلقة بالقرآن الكريم والنسخ الموثوقة منها ونحو ذلك جواباً شافياً ممن له عناية بهذا الأمر لدينا في هذا الموقع. وسؤالي عن أصل الفكرة دون تفاصيلها ، وأرجو ممن لديه رأي غير أبي محمد أن يشاركنا مشكوراً مأجوراً.
---
الميموني
08-11-2005, 08:51 PM
و جزاكم الله خيرا و لكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري شكري
المنتدى منور بوجودكم و حرصكم على الرقي به
و بالنسبة لهذه الفكرة فهي فكرة طيبة و بالإمكان التعاون بين المنتدى و بين بعض المنتديات المتخصصة بهذا الخصوص
---
يوسف الحوشان
08-16-2005, 05:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك ولعلها تكون في ما يخص الأجهزة الكفية
أولا: هذه فتوى للعلامة ابن عثيمين عليه رحمة الله بخط يده عن بعض الأسئلة التى أثيرت عن مصحف الأجهزة الكفية وغيرها
http://www.dralhoshan.com/forums/showthread.php?t=178
ثانيا: هذه(مكتبة الجيب) وهي محاولة متواضعة لمكتبة محمولة خاصة بالأجهزة الكفية ومميزاتها وشرحها على هذا الرابط
http://www.dralhoshan.com/forums/showthread.php?t=149
ثالثا: قريبا -إن شاء الله - مصحف المدينة النبوية كما هو على الأجهزة الكفية يسر الله إتمامه
---
عبدالرحمن الشهري
08-16-2005, 06:07 AM
أخي الشيخ عبدالله الميموني نور الله بصيرته : أشكرك على حسن ظنك ومشورتك وأرجو أن نوفق في تنفيذ هذا الأمر بالتعاون مع المتخصصين.(1/2040)
أخي أبا عبدالله الدكتور يوسف الحوشان حياه الله ووفقه لكل خير : مرحباً بكم معنا في ملتقى التفسير ، وأسأل الله لك التوفيق والسداد في جهودك المتميزة في خدمة إخوانك طلاب العلم عبر موقعكم الالكتروني وغيره ، وأرجو أن نستفيد من وجودكم معنا إن شاء الله. وقد بدأت بواكير هذه الفوائد والفرائد بهذه الفتوى المسددة للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وبهذه المكتبة العامرة الخاصة بالأجهزة الكفية التي أرجو أن تستمر في تحديثها وتهذيبها حتى ينتفع بها الجميع.
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
---
ساكن القمم
08-17-2005, 09:33 PM
إضافة إلى ماذكرتم
سئل الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله في أحد الدروس عن وجوب الوضوء لمس الجوال إن كان فيه المصحف ..
وأجاب الشيخ بعدم الوجوب .
---
الجعفري
08-20-2005, 06:14 PM
نشكر الأخوة على طرحهم هذا الموضوع المفيد خصوصاً الأخ الحوشان على ما أورده من فتوى مثبتة من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
والشكر موصول لجميع الأخوة .
---
أبو صلاح الدين
08-21-2005, 09:01 PM
أهلا بفضيلة أد. .يوسف بن حمود الحوشان.. أستاذ الثقافة الإسلامية بالكلية التقنية بالرياض,
جزاك الله خيرا.
وشكرا على هذه الفوائد التي أتحفتنا بها يا د. يوسف.
---
(1/2041)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات (وفوائد أخرى)
---
أنفع وصية من شيخ الإسلام ابن تيمية لابن القيم في دفع الشبهات (وفوائد أخرى)
---
عبدالرحمن السديس
04-14-2005, 05:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على الهادي الأمين المبعوث رحمة للعالمين ، وآله ، وصحبه ، والتابعين ، أما بعد :
فإن الاستفادة من تجارب العلماء من أَولَى ما يعتني به طالب العلم خاصة إن كانت لأكابر علماء السنة ، والمسألة في باب الاعتقاد ، وما أريد ذكره هنا هو ما يتعلق بموضوع الشبهات التي غدت في عصرنا كالريح تأتيك من كل مكان في كل مكان ! فإلى الله المفر .
وهذه فائدة أنقلها لك من تجربة الإمام ابن القيم نصحه بها شيخه الإمام ابن تيمية ، وأتبعها إن شاء الله ببعض النقول النافعة نفعني الله ، وإياك بما نقول ونسمع .
قال الإمام المحقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه عظيم النفع مفتاح دار السعادة 1/140:
[في شرحه لحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لكميل بن زياد النخعي ـ رحمه الله ـ ..]
وقوله " ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة"
هذا لضعف علمه ، وقلة بصيرته إذا وردت على قلبه أدنى شبهة قدحت فيه الشك والريب ؛ بخلاف الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكا ؛ لأنه قد رسخ في العلم ، فلا تستفزه الشبهات ، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة .(1/2042)
والشبهة وارد يرد على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم تؤثر تلك الشبهة فيه ، بل يقوى علمه ويقينه بردها ، ومعرفة بطلانها ، ومتى لم يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشك بأول وهلة ، فإن تداركها و إلا تتابعت على قلبه أمثالها حتى يصير شاكا مرتابا .
والقلب يتوارده جيشان من الباطل:
جيش شهوات الغي .
وجيش شبهات الباطل .
فأيما قلب صغا إليها ، وركن إليها تشربها ، وامتلأ بها ، فينضح لسانه ، وجوارحه بموجبها ،
فإن أشرب شبهات الباطل = تفجرت على لسانه الشكوك ، والشبهات ، والإيرادات = فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه ؛ وإنما ذلك من عدم علمه ، ويقينه ، وقال لي شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد ـ : لا تجعل قلبك للإيرادات ، والشبهات مثل السفنجة ، فيتشربها فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، و إلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. أو كما قال .
فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل ، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر ، فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس ، فيعتقد صحتها و أما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك ، بل يجاوز نظره إلى باطنها ، وما تحت لباسها = فينكشف له حقيقتها .
ومثال هذا: الدرهم الزائف ، فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا إلى ما عليه من لباس الفضة ، والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك ؛ فيطلع على زيفه .
فاللفظ الحسن الفصيح هو للشبهة بمنزلة اللباس من الفضة على الدرهم الزائف ، والمعنى كالنحاس الذي تحته ، وكم قد قتل هذا الاغترار من خلق لا يحصيهم إلا الله .(1/2043)
وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر ، وتدبره رأى أكثر الناس يقبل المذهب ، والمقالة بلفظ ، ويردها بعينها بلفظ آخر ، وقد رأيت أنا من هذا في كتب الناس ما شاء الله ، وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح .
= يتبع بإذن الله .
---
عبدالرحمن السديس
04-19-2005, 11:49 PM
قال الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله في شرح الطحاوية
شريط (10) دقيقة (34) ثانية (50) :
المعتصم هو :كتاب الله ، وسنة رسوله صصص ، إذا أشكل عليك أمر ، ولم تدركه بعقلك الناقص القاصر ؛ فاعتصم بحبل الله ، وبكتابه ، وحسبك حسبك .
وقبلها في شريط (8) دقيقة (23) ثانية (30)
كل ما يخالف الحق أي نظرية ، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله ، ورسوله صصص = فهو باطل منذ الوهلة الأولى ، فكل ما يعارض الحق فهو باطل .
وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة ، ما يلزم .
المهم أن الحق عندي ثابت فما يدعى أن هذا يعارضه أو هذا يعرض كذا = فهو مردود مدفوع .
اعتصم بالحق ، واثبت على الحق ، واطرح كل ما خالفه .
أحببت أؤكد على هذا ، فهو ينفع المسلم ، ويريح باله ، عند ورود الشبهات على قلبه ، أو ورود الشبهات على أذنه وسمعه ، وقد انفتح على الناس أبواب شر في هذا العصر ممثلة في وسائل الإعلام ، وفي تلك الشبكة المعروفة بالإنترنت ، هي وسائل عظيمة الأثر في الخير والشر ، ولكن أكثر ما تستعمل في الشر لأن أكثر الناس على غير هدى ..
كونوا على حذر مما يطرح في هذه الوسائل ، فإن الآن أصبح الناس في فتنة ، فتنة مدلهمة أصبح كل مبطل يستطيع أن يتكلم ، المبتدع يتكلم ، والملحد يتكلم ، يطرح الشبهات ، المبتدع المعروف بالبدعة ، والمتسنن الذي ينتسب للسنة ، فإن من المنتسبين للسنة من تتسرب إليه أفكار ، وتوجهات فيحملها ، ويحمل لواءها = فيصير ـ والعياذ بالله ـ داعي فتنة سواء مما يتعلق بالاعتقادات ، أو السلوكيات .(1/2044)
ومن أخبث من ظهر من المنتسبين للسنة في هذا البلد من يعرف بـ "حسن بن فرحان المالكي" هذا الذي ينسب للسنة ، وطرحه ، وعرضه ، وكلامه = يكذب انتسابه ، فإنه اتخذ أئمة السنة هدفا له فيما يلقيه في محضراته في الأمكنة المشبوهة ، وفيما ينشره نشرا خاصا ، أو عاما ، فحذار من الاغترار به ، فكل من يتضامن معه ، أو يعتذر عنه = فهو متهم في دينه .. [ويراجع بقية كلام الشيخ على هذا الضال].
= يتبع بإذن الله
---
عبدالرحمن السديس
04-19-2005, 11:53 PM
علق أخونا الشيخ حارث همام على هذا الموضوع في ملتقى أهل الحديث بقوله :
وهذه فائدة في التفريق بين الشبهة والاعتراض الصحيح:
لاشك أن الفوارق بين الحق والباطل كثيرة يراها من نوّر الله بصيرته بالعلم والإيمان، ولكن من أظهر ما يميز به الاعتراض الصحيح على القول المقرر بدليل عن الشبهة، هو أن الاعتراض الصحيح يكون محله صحة الدليل أو الاستدلال، موجهاً للنص أو ما استنبط منه، أما الشبهة فإنها تتوجه نحو القول المقرر بالأدلة الصحية الثابتة لتبطله بقياس أو إلحاق أو إلزام بقول آخر دون تعرض لصحة الدليل أو الاستدلال. فالشبهة اشتباه أو التباس بين أمرين يعجز البعض عن التفريق بينهما فيجمعهما في الحكم. مقدماً الرأي في حكمه على ما استقر بالشرع.
ولهذا نصح شيخ الإسلام تلميذه بأن يكون قلبه كالزجاج والزجاج صلب صاف، أما قوة القلب وصلابته فتكون باشتغال صاحبه في أعماله الظاهرة والباطنة فعمل القلب يمرن القلب كما يمرن عمل اليد الساعد فيشده ويقويه، وأما صفاؤه وبهاؤه فيكون بنور الوحي الذي يضيء له فينظر من خلاله، بخلاف الاسفنجة الفارغة غير المشبعة فإنها تمتص كل مايرد فلاقوة لها ولا صفاء مع خوائها، وهكذا القلب الخالي الذي لم يتشبع بنصوص الوحي، ولم يمرن عضلته بأعمال القلوب فتقوى.
---
عبدالرحمن السديس
04-19-2005, 11:55 PM
قال العلامة الصفدي في الوافي 7/15-16(1/2045)
وسألته في سنة ثماني عشرة أو سبع عشرة وسبع مائة وهو بمدرسته بالقصاعين عن قوله تعالى (وأخر متشابهات) فقلت له: المعروف بين النحاة أن الجمع لا يوصف إلا بما يوصف به المفرد من الجمع بالمفرد من الوصف ؟
فقال: كذا هو .
فقلت: ما مفرد متشابهات ؟
فقال: متشابهة .
فقلت: كيف تكون الآية الواحدة في نفسها متشابهة ، وإنما يقع التشابه بين آيتين ؟
وكذا قوله تعالى (فوجد فيها رجلين يقتتلان ) كيف يكون الرجل الواحد يقتتل مع نفسه؟
فعدل بي من الجواب إلى الشكر ، وقال: هذا ذهن جيد ، ولو لازمتني سنة لانتفعت.
وسألته في ذلك المجلس عن تفسير قوله تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها) إلى قوله تعالى (عما يشركون) ؟
فأجاب بما قاله المفسرون في ذلك ، وهو آدم وحواء وأن حواء لما أثقلت بالحمل أتاها إبليس في صورة رجل وقال: أخاف من هذا الذي في بطنك أن يخرج من دبرك أو يشق بطنك ، وما يدريك لعله يكون بهيمة ، أو كلبا فلم تزل في هم حتى أتاها ثانيا ، وقال: سألت الله تعالى أن يجعله بشرا سويا ، وإن كان كذلك سميه عبد الحارث ، وكان اسم إبليس في الملائكة الحارث ، فذلك قوله تعالى (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ) وهذا مروي عن ابن عباس .
فقلت له: هذا فاسد من وجوه:
لأنه تعالى قال في الآية الثانية (فتعالى الله عما يشركون) ، فهذا يدل على أن القصة في حق جماعة .
الثاني: أنه ليس لإبليس في الكلام ذكر.
الثالث: أن الله تعالى علم آدم الأسماء كلها ، فلا بد وأنه كان يعلم أن إبليس الحارث. الرابع: أنه تعالى قال (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهو يخلقون) وهذا يدل على أن المراد به الأصنام ؛ لأن ما لما لا يعقل ، ولو كان إبليس لقال مَن التي هي لمن يعقل .(1/2046)
فقال: ـ رحمه الله تعالى ـ فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بهذا قصي ؛ لأنه سمى أولاده الأربعة عبد مناف وعبد العزى وعبد قصي وعبد الدار ، والضمير في يشركون له ، ولأولاده من أعقابه الذين يسمون ، أولادهم بهذه الأسماء ، وأمثالها.
فقلت له: وهذا أيضا فاسد ؛ لأنه تعالى قال (خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها) ، وليس كذلك إلا آدم ؛ لأن الله تعالى خلق حواء من ضلعه .
فقال: ـ رحمه الله تعالى ـ المراد بهذا أن زوجه من جنسه عربية قرشية ، فما رأيت التطويل معه .
وسألته في ذلك المجلس عن قول المتكلمين في الواجب والممكن ؛ لأنهم قالوا: الواجب: ما لا يتوقف وجوده على وجود ممكنة ، والممكن: ما يتوقف وجوده على وجود واجبه ؟
فقال: ـ رحمه الله ـ هذا كلام مستقيم .
فقلت: هذا القول هو عين القول بالعلة ، والمعلول .
فقال: كذا هو إلا أن ذلك علة ناقصة ، ولا يكون علة تامة إلا بانضمام إرادته ، فإذا انضمت الإرادة إلى وجود الواجب تعين وجود الممكن .
ثم اجتمعت به بعد ذلك مرات عديدة ، وكان إذا رآني قال:
أيش حس الإيرادات ؟!
أيش حس الأجوبة ؟!
أيش حس الشكوك ؟!
أنا أعلم أنك مثل القدر التي تغلي تقول: بق بق بق أعلاها أسفلها ، وأسفلها أعلاها لازمني لازمني تنتفع .
وكنت أحضر دروسه ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره ، ولا وقفت عليها في كتاب رحمه الله تعالى . وعلى الجملة فما رأيت ، ولا أرى مثله في اطلاعه ، وحافظته ولقد صدق ما سمعنا به عن الحفاظ الأول ، وكانت هممه علية إلى الغاية ؛ لأنه كان كثيرا ما ينشد :
تموت النفوس بأوصابها * ولم تشك عوداها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي * أذاها إلى غير أحبابها
وينشد أيضا :
من لم يُقد ويُدسُّ في خيشومِه * رهجُ الخميسِ فلن يقود خميسا
---
(1/2047)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم.
---
القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم.
---
ابو حنيفة
06-19-2005, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم
القرآن كتاب الله الخالد المعجز المنزل على عبده ورسوله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم والذي أذن الله بحفظه من أن يغير أو يبدل، أو يزاد فيه، أو ينقص منه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } وهو الكتاب الذي بين أيدينا في مشارق الأرض ومغاربها، الكتاب الذي تلقاه الرسول من جبريل، وجبريل من رب العزة تبارك وتعالى، والذي علمه رسوله الله إلى أصحابه الأطهار، وحمله الدين السفرة البررة الكرام، والذي جمعه الصديق بإشارة الفاروق، ودونه ذو النورين عثمان، وأجمعت الأمة المسلمة عليه.
هذا الكتاب هو دستور المسلمين وشريعتهم وصراطهم المستقيم، وحبل الله المتين، وهدايته الدائمة وموعظته إلى عباده، آية صدق رسوله الباقية إلى آخر الدنيا، وهو سبيل عز المسلمين في كل العصور والدهور، ولما كان القرآن كذلك تعبدنا الله بتلاوته، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرا حرفاً واحداً منه كان له به عشر حسنات. (رواه الترمذي والدارمي وصححه الألباني في الصحيحة 2327).
وان من قرأ وهو يتعتع فيه فله أجران، ومن كان ماهراً به كان من السفرة الكرام البررة من الملائكة يوم القيامة (متفق عليه)، وأن قارئ القرآن الحافظ له يقال له يوم القيامة: {اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها} (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع 8122)
فلا يزال يرقى في منازل الجنة حتى ينتهي آخر حفظه، وهذه منزلة عظيمة ليست لأحد إلا لحافظ القرآن.(1/2048)
ولما كان هذا فضل حفظ القرآن فإني أحببت أن أضع بين يدي إخواني بعض القواعد العامة التي تساعدهم في حفظ القرآن ولينالوا هذه المنزلة العظيمة أو بعضهاً منها، وما لا يدرك كله فلا بأس بإدراك بعضه أو جله، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
القاعدة الأولى: الإخلاص
وجوب إخلاص النية، وإصلاح القصد، وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته وحصول مرضاته، ونيل تلك الجوائز العظيمة لمن قرأ القرآن وحفظه، قال تعالى: {فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص}. وقال تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين}.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قال الله تعالى "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه} (رواه مسلم)
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القرآن وحفظه رياء أو سمعة، ولا شك أن من قرأ القرآن مريداً الدنيا طالباً به الأجر الدنيوي فهو آثم.
القاعدة الثانية: تصحيح النطق والقراءة
أول خطوة في طريق الحفظ بعد الإخلاص هو وجوب تصحيح النطق بالقرآن، ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي، فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لساناً من جبريل شفاهاً، وكان الرسول نفسه يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة واحدة في رمضان، وعرضه في العام الذي توفي فيه عرضتين. (متفق عليه)
وكذلك علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه شفاهاً وسمعه منهم بعد أخذ القرآن مشافهة من قارئ مجيد، وتصحيح القراءة أولاً بأول، وعدم الاعتماد على النفس في قراءة القرآن حتى لو كان الشخص ملماً بالعربية وعليماً بقواعدها، وذلك إن في القرآن آيات كثيرة قد تأتي على خلاف المشهور من قواعد العربية.
القاعدة الثالثة: تحديد نسبة الحفظ كل يوم(1/2049)
يجب على مريد حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم: عدداً من الآيات مثلاً، أو صفحة أو صفحتين من المصحف أو ثمناً للجزء وهكذا، فيبدأ بعد تحديد مقدار حفظه وتصحيح قراءته بالتكرار والترداد، ويجب أن يكون هذا التكرار مع التغني، وذلك لدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ، ويعود اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر، هذا إلى جانب أن التغني بالقرآن فرض لا يجوز مخالفته لقوله صلى الله عليه وسلم: [من لم يتغن بالقرآن فليس منا] (رواه البخاري)..
القاعدة الرابعة: لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً:
لا يجوز للحافظ أن يتنقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا أتم تماماً حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظه تماماً في الذهن، ولا شك إن ما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات النهار والليل، وذلك بقراءته في الصلاة السرية، وإن كان إماماً ففي الجهرية، وكذلك في النوافل، وكذلك في أوقات انتظار الصلوات، وفي ختام الصلاة، وبهذه الطريقة يسهل الحفظ جداً ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولاً بأشغال كثيرة لأنه لن يجلس وقتاً مخصوصاً لحفظ الآيات وإنما يكفي فقط تصحيح القراءة على القارئ، ثم مزاولة الحفظ في أوقات الصلوات، وفي القراءة في النوافل والفرائض وبذلك لا يأتي الليل إلا وتكون الآيات المقرر حفظها قد ثبتت تماماً في الذهن، وإن جاء ما يشغل في هذا اليوم فعلى الحافظ ألا يأخذ مقرراً جديداً بل عليه أن يستمر يومه الثاني مع مقرره القديم حتى يتم حفظه تماماً.
القاعدة الخامسة: حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك(1/2050)
ما يعين تماماً على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفاً خاصاً لا يغيره مطلقاً وذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، وذلك أن صور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف فإذا غير الحافظ مصحفه الذي يحفظ فيه، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت، ويصعب عليه الحفظ جداً، ولذلك فالواجب أن يحافظ حافظ القرآن على رسم واحد للآيات لا يغيره.
القاعدة السادسة: الفهم طريق الحفظ:
من أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض.
ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسيراً للآيات التي يريد حفظها، وأن يعلم وجه ارتباط بعضها ببعض، وأن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك لتسهل عليه استذكار الآيات، ومع ذلك فيجب أيضاً عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أن يكون الترديد للآيات هو الأساس، وذلك حتى ينطلق اللسان بالقراءة وإن شت الذهن أحياناً عن المعنى وأما من اعتمد على الفهم وحده فإنه ينسى كثيراً، وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه، وهذا يحدث كثيراً وخاصة عند القراءة الطويلة.
القاعدة السابعة: لا تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها
بعد تمام سورة ما من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً، وربط أولها بآخرها، وأن يجري لسانه بها بسهولة ويسر، ودون إعناء فكر وكد في تذكر الآيات، ومتابعة القراءة، بل يجب أن يكون الحفظ كالماء، ويقرأ الحافظ السور دون تلكؤ حتى لو شت ذهنه عن متابعة المعاني أحياناً، كما يقرأ القارئ منا فاتحة الكتاب دون عناء أو استحضار، وذلك من كثرة تردادها، وقراءتها، ومع أن الحفظ لكل سور القرآن لن يكون كالفاتحة إلا نادراً، ولكن القصد هو التمثيل، والتذكير بأن السورة ينبغي أن تكتب في الذهن وحدة مترابطة متماسكة، وألا يجاوزها الحافظ إلى غيرها إلا بعد اتقان حفظها.(1/2051)
القاعدة الثامنة: التسميع الدائم
يجب على الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده، بل يجب أن يعرض حفظه دائماً على حافظ آخر، أو متابع في المصحف، حبذا لو كان هذا مع حافظ متقن، وذلك حتى ينبه الحافظ بما يمكن أن يدخل في القراءة من خطأ، وما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة وردده دون وعي، فكثير ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ، ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر في المصحف لأن القراءة كثيراً ما تسبق النظر، فينظر مريد الحفظ المصحف ولا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته، ولذلك فيكون تسميعه القرآن لغيره وسيلة لاستدراك هذه الأخطاء، وتنبيهاً دائماً لذهنه وحفظه.
القاعدة التاسعة: المتابعة الدائمة
يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر، وذلك أن القرآن سريع الهروب من الذهن، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها] (متفق عليه)
فلا يكاد حافظ القرآن يتركه قليلاً حتى يهرب منه القرآن وينساه سريعاً، ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت] (متفق عليه) وقال أيضاً: [تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها] (متفق عليه)
وهذا يعني أنه يجب على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءاً من القرآن كل يوم، وأكثره قراءة عشرة أجزاء لقوله صلى الله عليه وسلم: [لا يفقه القرآن في أقل من ثلاث] (رواه أبو داود بهذا اللفظ، وأصله في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو)
وبهذه المتابعة الدائمة، والرعاية المستمرة يستمر الحفظ ويبقى، ومن غيرها يتفلت القرآن.
القاعدة العاشرة: العناية بالمتشابهات(1/2052)
القرآن متشابه في معانيه وألفاظه وآياته. قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
وإذا كان القرآن فيه نحواً من ستة آلاف آية ونيف فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحياناً حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد، أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر.
لذلك يجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات، ونعني بالتشابه هنا التشابه اللفظي، وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون إجادة الحفظ، ويمكن الاستعانة على ذلك بكثرة الاطلاع في الكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ومن اشهرها:
1) درة التنزيل وغرة التأويل – بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز – للخطيب الإسكافي.
2) أسرار التكرار في القرآن – لمحمود بن حمزة بن نصر الكرماني.
القاعدة الحادية عشر: اغتنم سني الحفظ الذهبية
الموفق حتماً من اغتنم سنوات الحفظ الذهبية من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جداً بل هي سنوات الحفظ الذهبية فدون الخامسة يكون الإنسان دون ذلك وبعد الثالثة والعشرون تقريباً يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم والاستيعاب في الصعود، وعلى الإنسان أن يستغل سنوات الحفظ الذهبية في حفظ كتاب الله أو ما استطاع من ذلك. والحفظ في هذا السن يكون سريعاً جداً، والنسيان يكون بطيئاً جداً بعكس ما وراء ذلك حيث يحفظ الإنسان ببطء وصعوبة، وينسى بسرعة كبيرة ولذلك صدق من قال: "الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، والحفظ في الكبر كالنقش على الماء"..
فعلينا أن نغتنم سنوات الحفظ الذهبية، إن لم يكن في أنفسنا ففي أبنائنا وبناتنا.
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق
منقول
---
(1/2053)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لاتحزن للشيخ عائض القرني كتاب الكتروني رائع
---
لاتحزن للشيخ عائض القرني كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
03-25-2007, 06:21 PM
لاتحزن للشيخ عائض القرني كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
لا تَحْزَن
للشيخ / عائض القرني
دراسة ٌ جادةٌ أخّاذةٌ مسؤولةٌ ، تعنى بمعالجةِ الجانبِ المأسوي من حياةِ البشريةِ جانب الاضطرابِ والقلق ِ ، وفقدِ الثقةِ ، والحيرة ، والكآبةِ والتشاؤمِ ، والهمِّ والغمِّ ، والحزنِ ، والكدرِ ، واليأس والقنوطِ والإحباطِ .
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 1.35 ميجابايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/03072/8d92752cd7.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/03072/1a48571d5e.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/03072/33d5ef895d.jpg
روابط التنزيل
التحميل من هنا (http://www.bof3d.com/up/get-3-2007-bof3d_comijr9iy2w.rar)
أو
http://r5g.org/up//download.php?filename=b905af5aa5.rar
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
مروان الظفيري
03-25-2007, 07:17 PM
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
---
نورة
03-25-2007, 11:55 PM
بارك الله فيكم, ووفقكم للخير
---
عادل محمد
03-28-2007, 07:06 AM
بارك الله فيكم جزاكم الله خيرا
---
(1/2054)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > مناهج المؤلفين في القراءات القرآنية من عصر ابن مجاهد إلى عصر الإمام المحقق ابن الجزري
---
مناهج المؤلفين في القراءات القرآنية من عصر ابن مجاهد إلى عصر الإمام المحقق ابن الجزري
---
محمود الشنقيطي
11-07-2006, 06:49 PM
الحمد لله وصلاة وسلاما على سيدي رسول الله وآله وصحبه ومن والاه..
هذا العنوان (مناهج المؤلفين في القراءات القرآنية من عصر ابن مجاهد إلى عصرالإمام المحقق ابن الجزري) عنوانٌ اقترحه فضيلة الدكتور/محمد العمر- حفظه الله-. ليكون رسالة علمية يقوم بها أحدالباحثين,كما قرات ذلك في هذا الملتقى في مشاركة سابقة له,ومن باب تنوع الخبرات وزيادة الاطلاع,فقد أردت أن أطرح فكرته للمناقشة والإثراء,ولأخذ مرئيات الإخوة والمشايخ الذين لهم اطلاع واسع في هذا الجانب ليفيدونا بما يرونه,والشكر للجميع..
---
أمين الشنقيطي
11-10-2006, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم محمود وفقني الله وإياك، في رأي أن الموضوع واسع،ولو تطرق الباحث لمناهج مؤلفين مشهورين، لهم مؤلفاتهم المحققة،والمخطوطة في قرن ابن مجاهد، أو قرن بعده،لكان ذلك الجهد جميلا، ومقبولا بعد أن يستوعب الباحث المؤلفات في هذين القرنين،ويحاول أن يتعرف على مناهجها،بعد قراءة كاملة متأنية،ووفق هدف موضوعي يحاول فتح الباب لدارسة كيفية نقل المؤلف للقراءات (رواية ونصا).
سبب روايته للشواذ إن وجدت في كتابه.
سبب روايته للقراءات على نمط واحد متفق عليه مع كتب القراءات التي سبقته.وهكذا فالأمر جد مهم والله الموفق.
---
(1/2055)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > «ثلاثة لا يسلم منها احد ??»
---
«ثلاثة لا يسلم منها احد ??»
---
tafza
11-11-2004, 11:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم:
قال رسول الله صلى عليه وسلم:
ثلاثة لا يسلم منها احد:الطيرة . والضن . والحسد . يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث في اصلاح المجتمع اياكم والضن فان الضن اكذب الحديث اياكم كلمة تحذير وما هو الضن الذي حضرنا منه الحبيب صلى الله عليه وسلم هو ان نضن بأهل الخير سوء اذا ضننت بأهل الخير سوء فقد ارتكبت كبيرة نهى الله عنها ونها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عنها:
قال تعالى (( ياأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الضن ان بعض الضن اثم ))??!!
ثلاثة لا يسلم منها احد الضن والطيرة والحسد فاذا ضن احدكم فلا يحقق واذا تطايرة فلا يرجع واذا حسد فلا يبغي:
تعالو لنصلط الاضواء على هذا النص النبوي الشريف :
الحبيب صلى الله عليه وسلم:
يخبرنا بما يدور في نفوسنا وفي طيات قلوبنا فيقول: صلى الله عليه وسلم
ثلاثة لا يسلم منها احد اولها الضن فالناس دائما يضن بعضهم في بعض الناس ينضرون الى بعضهم نضرة الضن والمعارف
تنقسم الى اربعة اقسام علم وضن وشك ووهن اما العلم فهو ادراك اليقين جازم واما الضن فهو ادراك الطرف الراجح وأما الشك فهو تساو الطرفين واما الوهن فهو ادراك الطرف المرجوح:
فماذا يريد ان يقول لنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم اذا تصرب الضن الى قلب احدكم فلا يحقق :
يعني اذا رأيت انسانا يصادق انسانا فاذا ما دخل الضن قلبك وقال لك انهما يتعاونان على معصية الله فعليك ان تستعيذ بالله من شر هذا الضن ولا تحقق هذا الضن فانك اذا حققته فقد وقعت في ما حظر منه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
ثم ما بعد الطيرة وما هي الطيرة الطيرة هي التشاؤم
والتشاؤم ??
كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:(1/2056)
الطيرة شرك بالله اذا رأيت انسانان وانت متوجه الى عملك وانت اذا رأيته تشائمت ما صباحه اذا تصرب التشاؤم الى نفسك فعلم انك اشركت بالله وعليك ان تجدد ايمانك :
لماذا لان الله يقول سبحانه وتعالى (( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون))
اذا جاءك ضيف وقدمت شيئا من الواجب فنكسرت الاناء وانت تقدم له هذا الواجب فلا تقل ان دخوله علينا دخول سوء لا تقول ان وجوده بيننا شر اذا تشائمت من احد فعلم ان قلبك قد غزاه الشرك اذا دخل عليك انسان وعندما وطئت قدمه الارض بيتك انطفأ المصباح فجأ فلا تقول انه انطفأ لاجل وجه فلان :
لان الله يقول سبحانه وتعالى:
(( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم )) وبعد ذلك قال والله يعلم وانتم لا تعلمون))
ان اطفاء المصباح ليس شر بل قد يكون فيه خير كثير قد يكون هناك انسان دب النزاع بينه وبين زوجته وحاولى ان يضربها او يطلقها فلما اطفأ المصباح جلس وهجع:
لقد اطفأ المصباح والرسول محمد صلى الله عليه وسلم جالس بين اصحابه فقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لهم انا لله وانا اليه راجعون قالوا او مصيبة تلك يارسول الله فقال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ما اطفأ المصباح بين قوم الا غفر الله لهم:
المؤمن لا يعرف التشاؤم ابدا لان المؤمن شديد اليقين بأن كل شيء خلقه الله بقدر وكم من أناس ملأ الشئم عليهم حياتهم كم أناس بنوا الاقدار والقضاء على ما يبنونه على رؤي الناس:
كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويكره التشاؤم??!!(1/2057)
إنس إحسانك الى الناس وانس إساءة الناس اليك إنس الحسادى دنياك ساعة سراع الزوال وانما العقبى خلود المئال فهل تبيع الخلدة ياغفلا وتشتري دنيا المنى والظلال عش راضيا واترك دواع الألم واعدل مع الظالم مهما ظلم نهاية الدنيا فناء فعش فيها كريما واعتبرها عدم ويافؤادي تلك دنيا الخيال فلا تنوا تحت الهمومى الثقال سلم له امر فمحو الذي خصت يد الأقدار امر محال ؟؟
---
(1/2058)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعجاز العلمي وتفسير القرآن
---
الإعجاز العلمي وتفسير القرآن
---
حرف
07-29-2004, 06:44 PM
تحية طيبة ... أيها الأخوة ما رأيكم في تفسير القرآن بمقتضى الاكتشفات العلمية عموماً , وماهي الضوابط (إن جاز) ؟
http://www.55a.net/
http://www.aleijaz.net/
http://www.aliman.org/ptru.htm
من أشد المعارضين النافين له الشيخ الحميد في كتابه " الفرقان ردا على الزنداني " .
تيار آخر : يرى أنه من أقوى أساليب دعوة غير المسلمين خصوصا وأن العلم اتجه نحو المادية بصورة تجعله معطلا في الإيمان بكل ماهو غيب (إن لم تاتي الشواهد بماهو منظور) .
علمت أن الشيخ السبت له سلسلة محاضرات حول الموضوع ...
أرجو التفاعل شاكراً ...
---
حرف
07-29-2004, 06:56 PM
...
---
عبدالرحمن الشهري
07-30-2004, 12:14 AM
سبق مناقشة هذا الموضوع في بعض المشاركات . منها .
- نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للدكتور مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384)
- مصطلح التفسير العلمي لمرهف سقا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129)
- لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=568)
نص اللقاء مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار (http://www.tafsir.net/zaghlool.php).
وهناك مشاركات أخرى فيما أظن.
---
(1/2059)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله
---
لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله
---
مساعد الطيار
06-12-2005, 11:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعد القائمين على شبكة التفسير والدراسات القرآنية عقد هذا اللقاء العلمي مع الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ بكلية التربية بجامعة تكريت بالعراق . للاستفادة من خبرته العلمية والتدريسية في الدراسات القرآنية واللغوية المتصلة بالقرآن ، والتجويد. وقد وافق ـ حفظه الله ـ على هذا اللقاء منذ مدة ، غير أنه لم يتسن لنا جمع الأسئلة التي ستطرح على فضيلته بشكل مركز. وقد قمنا في الشبكة بصياغة ما ظهر لنا من الأسئلة التي نرغب في إجابة الدكتور غانم قدوري الحمد عليها ، ورأينا طرح هذه الأسئلة أمام الأعضاء الكرام في الملتقى العلمي للتفسير ليضيفوا ما لديهم من الأسئلة العلمية التي يرغبون في الإجابة عنها من قبل الضيف الكريم. على أن تكون أسئلة مركزة ، ومتعلقة بالمحاور العلمية التي تناولها الضيف الكريم في مؤلفاته وبحوثه.
ترجمة الأستاذ الدكتور غانم الحمد :
ولد الدكتور غانم بن قدوري بن حمد الناصري في مدينة تكريت بالعراق عام 1370هـ، ودرس الماجستير في كلية دار العلوم بالقاهرة بقسم علم اللغة ، وبحثه للماجستير (رسم المصحف) ، وكان حصوله على الماجستير عام 1396هـ ، ثم حصل على الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1405هـ ببحثه (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد».(1/2060)
عين مدرساً بكلية الشريعة بجامعة بغداد عام 1396هـ وبقي بها حتى عام 1408هـ . ثم انتقل لجامعة تكريت وهي مسقط رأسه فبقي بها من عام 1408هـ حتى عام 1413هـ. عمل أثناء ذلك أستاذا زائراً بجامعة حضرموت باليمن ، وكان يسكن حينها بمدينة المكلا باليمن عام 1422هـ .
انظر ترجمته في :
أعلام العراق في القرن العشرين 1/151 ، معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى عام 2002م لكامل سلمان الجبوري 4/390
من محاور اللقاء :
- رسم المصحف .
* ما علاقة الرسم العثماني بالقراءات القرآنية .
* هل مصاحف الصحابة تخالف رسم المصحف العثماني؟
* كيفية دراسة رسم مصحف ما ؟
* ما أهم المصاحف المخطوطة في العالم ؟ وهل يمكن الحصول على مصوراتها للتدرب على دراسة رسمها ؟ وهل يمكن الظفر بشيء من هذه المصورات في ملتقى التفسير؟
* من هم الخبراء في قراءة المصاحف المخطوطة في العالم الآن ؟ وكيف يمكن الاستفادة من هؤلاء ؟
- علم التجويد
* طريقة المتقدمين في عرض التجويد .
* طريقة من بعد ابن الجزري في عرض التجويد .
* عيوب النطق : كتبها وعناية العلماء بها.
* الاختلاف في وصف بعض مخارج الحروف.
* هل في التجويد مسائل اجتهادية ؟
* تحرير القول في قول ابن الجزري :
والأخذ بالتجويد حتم لازم * من لم يجود القرآن آثم
* المنهجية السليمة في تدريس التجويد ؟
* علاقة علم التجويد بعلم القراءات ؟
- الدراسات الصوتية المعاصرة .
* أهم كتب الدراسات الصوتية المعاصرة .
* مصطلحات الدراسات الصوتية المعاصرة .
* موازنتها بمصطلحات علماء التجويد .
* ما الحل العملي المقترح لما يثار بين الحين والآخر في النطق الصحيح لحرف الضاد وغيره ؟
- الدراسات العليا في الدراسات القرآنية .
* طريقة التدريس .
* المناهج والمقررات .
* البحوث والرسائل العلمية .
* الخبرة الشخصية للدكتور غانم في تدريس الدراسات العليا في العراق واليمن.
---(1/2061)
هذه الأسئلة التي ظهرت للمشرفين على شبكة التفسير والدراسات القرآنية ، وأرجو من الإخوة الفضلاء إضافة ما يريدون السؤال عنه لتصاغ بعد ذلك الأسئلة صياغة نهائية وترسل للأستاذ الدكتور غانم الحمد للتكرم بالإجابة عنها وفقه الله وبارك فيه.
---
ناصر الماجد
06-14-2005, 12:28 AM
بسم الله
السلام عليكم
أود من ضيفنا الكريم أن يجيب على مسألتين تتعلقان بالأحرف السبعة:
الأولى: هل الرسم العثماني أو المصاحف العثمانية مشتملة على الأحرف السبعة ،
الثانية: يرجع بعض الباحثين اختلاف الأحرف السبعة الى الاختلاف في الرسم ، بمعنى أن الخلاف في حقيقته عائد الى اختلاف رسم بعض الكلمات القرآنية، ويستدل بقول عثمان رضي الله عنه للنفر الذين انتدبهم لكتابة المصحف : ( وما اختلفتم فيه أنتم وزيد فاكتبوه بلغة قريش ، فإنه أكثر ما نزل بلسانهم) فنص على الكتابة ولم يقل القراءة .
---
موراني
06-18-2005, 07:15 PM
أود أن أعيد السؤال الذي طرحه مشرفو هذا الملتقي موضوعا للحوار مع الأستاذ الكريم غانم قدوري وفقه الله وهو :
ما هي أهم المصاحف المخطوطة في العالم ؟ وهل يمكن الحصول على مصوراتها للتدرب على دراسة رسمها ؟ وهل يمكن الظفر بشيء من هذه المصورات في ملتقى التفسير؟
فلا شك في أن هذا الموضوع الهام لدراسة النص القرآني يتعلق من طريق مباشر بالسؤال المطروح أيضا للحوار :
وهو : من هم الخبراء في قراءة المصاحف المخطوطة في العالم الآن ؟ وكيف يمكن الاستفادة من هؤلاء ؟
هل يرى الاستاذ المحترم فائدة في البحث النقدي المقارن للنص معتمدا فيه على ما ورد في المصاحف القديمة مثل ما تم اكتشافها ـ على سبيل المثال ـ بالخط الحجازي من أواخر القرن الأول الهجري باليمن) , وهو أمر لا يخفى عليكم لما قضيتم من الزمن هناك .
هل هناك معاهد خاصة لقراءة هذه المصاحف المخطوطة ومقارنتها بالمصحف المطبوع ؟
---
الإسلام ديني
06-21-2005, 11:09 AM(1/2062)
قرأت مقالة - لا أعرف أين بالضبط ، و لكن - فيها - يريد كاتبه أن يثبت أن الرسم وقفي معجز لا يجب تغييره - لأنه معجز. فهل لك يا شيخنا الفاضل أن تعلق على هذا القول. فأنا أميل إلي أنه وقفي و معجز . و الله أعلم
جزاك الله خيرا و جزى الله خيرا كل القائمين على هذا المنتدى الفاضل
---
عبد الله
06-28-2005, 11:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ، وحيا الله أهل الملتقى جميعاً
أضع هذه الأسئلة بين أيديكم :
- هل يمكن اعتبار الفوارق اللهجية بين القبائل هي المراد بالأحرف السبعة ؟ وهو ما تطلّب التيسير على الأمة .
وهل من تحديد دقيق لبدء هذه الرخصة ؟
- هل يعتبر القائلون بإنكار المجاز خارجين على قواعد المفسرين اللغوية ؟ ولو أردنا أن نعكس السؤال ونقول : هل المثبتون للمجاز خارجون على القواعد اللغوية للتفسير؟
- ما مدى الاستفادة من العلوم اللغوية الحديثة في التجويد والتفسير ؟ وهل يمكننا الاستفادة من بعض المذاهب الأدبية والنقدية واللغوية الحديثة في تفسير النص القرآني ؟ ( مثل ما يطرح على الساحة من الخطاب والتأويل والحداثة وما بعد الحداثة والتفكيكية والبنيوية ... ... إلى آخر هذه المصطلحات إن وقفنا لها على آخِر ... )
- بحثكم عن الشيخ عبد الكريم الدبّان - رحمه الله - كان له أثر خاص فيّ ، فتواضعه الجم أسوة لطلاب العلم وخاصة للذين يتعجلون للتصدر قبل الأوان ، فإن أمكن أن تكرموا أهل هذا الملتقى بنشره هنا - إن لم يكن في ذلك حرج أو مسؤولية من مجلة الأحمدية التي نشرت البحث .
بارك الله لكم في عمركم وعلمكم وعملكم .
وسامحونا إن أطلنا عليكم
أخوكم / عبد الله إبراهيم
---
ابو حنيفة
06-29-2005, 10:34 PM
بارك الله في الجميع رزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح
وشكر الله للأستاذ الدكتور غانم قدوري هذااللقاء نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع
لدي سؤالين :
1/ في قول ابن الجزري(1/2063)
والأخذ بالتجويد حتم لازم * من لم يجود القرآن آثم
* الأ يُحمل قول ابن الجزري على أن المقصود بـ(التجويد)في قوله (من لم يُجوّد القران) هو اللحن الذي يحيل المعنى وهو من أحكام التجويد ؟
2/ من المعلوم أن الاستدلال عند أهل العلم يكون بأدلة الكتاب أوالسنة ..... لكننا نرى علماء التجويد وخصوصا في علم القراءات يستدلون على تنوّع قراءاتهم بأبيات من الشاطبية ، فهل يصح هذا الاستدلال وهل هو مقدمٌ على غيره؟
وبارك الله فيكم
---
إبراهيم الجوريشي
07-13-2005, 02:08 AM
جزاكم الله خيرا
السؤال:
هناك اختلاف يقع في بعض الكلمات في كونها مقطوعة أو موصولة وعلى حد علمي أن هذا الأختلاف وقع بين المصاحف العثمانية التى بعث بها الخليفة عثمان ابن عفان مع أن هذه المصاحف قد نسخت من مصحف واحد ألا وهو المصحف الإمام وإن كان ذلك كذلك فكيف ولم وقع الخلاف؟
جزيتم خيرا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
---
أيمن صالح شعبان
08-07-2005, 05:27 PM
أتوجه بالشكر والتقدير لإدارة المنتدى لإتاحة مثل هذا اللقاء العزيز
وأشكر فضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد على إسهامته العلمية وعندي بعض الأسئلة حول الضبط وعلاماته للنص القرآني :
- ما قول فضيلة الدكتور في القاعدة التي تقول (الأصل الإستحباب في التوسع في علامات الضبط مع المحافظة على علامات المتقدمين)
- هل تأخذ علامات الضبط بالقياس مثل وضع السين في كلمة مسيطر. فتوضع فوق الصراط في رواية قنبل .
وعليه هل يجوز الاجتهاد في وضع علامات جديدة لضبط القراءات الأخري مثل :
وضع حرف الخاء الصغير في الدلالة على الإختلاس في رواية الدوري في لقظ يأمر .
وضع حرف زاي صغير أسفل لفظ الصراط في رواية خلف للدلالة على إشمامه .
وضع سين السكت فوق كل ما يسكت عليه خلف وخلاد عن حمزة في كل ساكن قبل الهمز.
ما هو تصور سيادتكم عن ضبط إشمام قيل وسئيت لمن أشم .(1/2064)
وعن استخدام الألوان فهل يجوز استخدام ألوان خاصة غير التي استخدامها المتقدمون (الحمرة والخضرة والصفرة) في بيان أحكام التلاوة خاصة للإدغام الكبير للسوسي ، ولامات وراء ورش .
وتفضل بقبول وافر الاحترام والتقدير.
---
حارث الهمام
08-14-2005, 11:30 AM
فضيلة الشيخ غانم الحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فهل توجد مصاحف مطبوعة جرى ترقيم آياتها بالعدد المكي، وهل يوجد للدوري مصحف مطبوع باعتماد العدد البصري، وجزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحيم
08-16-2005, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله
في البداية تُشكر على جهدك في كتابك الموسوعي حول رسم المصحف الشريف
والسؤال: هل هنالك علاقة بين رسم المصحف والإعجاز ؟
أتكلم عن الإعجاز شكلاً في رسم الحرف في المصحف العثماني
وبارك الله بكم
---
المنصور
08-19-2005, 12:50 AM
قال الدكتور موراني :
هل يرى الاستاذ المحترم فائدة في البحث النقدي المقارن للنص معتمدا فيه على ما ورد في المصاحف القديمة مثل ما تم اكتشافها ـ على سبيل المثال ـ بالخط الحجازي من أواخر القرن الأول الهجري باليمن) , وهو أمر لا يخفى عليكم لما قضيتم من الزمن هناك .
هل هناك معاهد خاصة لقراءة هذه المصاحف المخطوطة ومقارنتها بالمصحف المطبوع ؟
وأرغب من الدكتور أن ينتبه إلى أن القرآن الكريم لم ولن تختلف نصوصه من مخطوط لمخطوط آخر .
بل إن العوام قبل المتخصصين يعلمون إن النص القرآني واحد ، حتى لو عثرنا على مخطوط يختلف في إسقاط بعض الكلمات من القرآن ، أترانا سنعده نسخة خطية لها قيمتها ، وسنقول في الهامش : في نسخة أخرى جاء النص هكذا : ......
وهاهنا حكاية طريفة : رغب أحد الناس البحث عن أصح الديانتين : النصرانية أو الإسلام ، فقرر نسخ التوراة والقرآن والتحريف فيهما ثم توزيعها أمام الكنيسة والمسجد ، فتقبل النصارى كتابهم ، وتوقف المسلمون أمام بعض الآيات المحرفة ، ثم أرادوا معاقبة الرجل .(1/2065)
لقد تكرر مثل هذا الطلب من الدكتور موراني في أكثر من موقع على الشبكة ، ومع تكرار التنبيه ليس أمام الباحث إلا شرح هذا الأمر للدكتور ولمشرفي الموقع ، والله تعالى الموفق لما فيه الخير .
---
عبدالرحمن الشهري
09-11-2005, 04:06 PM
بعون الله وتوفيقه انتهى تنسيق أجوبة الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ، ويمكنك الآن قراءته كاملاً في موضعه من الشبكة ، وربما يفضل معظمكم قراءته مطبوعاً لطول اللقاء ، ولذلك قمنا في شبكة التفسير بتنسيقه وتهيئته للطباعة بشكل جميل . نرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا اللقاء طلاب العلم ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. وأشكر أخي الكريم الدكتور مساعد الطيار المشرف على هذا اللقاء العلمي الذي تفضل بصياغة معظم أسئلته ، ومتابعته ومراجعته حتى خرج بهذه الصورة ، وفقه الله وجميع الإخوة المشرفين والأعضاء على هذا الملتقى العلمي . ونرجو أن نتواصل معكم في لقاءات علمية قادمة بإذن الله .
http://www.tafsir.net/images/drganemgadori.gif (http://www.tafsir.net/ghanemmeeting.htm)
---
مساعد الطيار
09-11-2005, 04:51 PM
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات .
أخي الكريم عبد الرحمن ، لئن كان من شكر يوجه ، بعد شكر الله ، فلكما أنت وأستاذنا القدير غانم .
فلقد توليت اللقاء ، وصغته على ما هو ظاهر لكل من سيطلع عليه ، فلك من الله الجزاء الأوفى على ما تبذله في هذا الملتقى .
وأما الأستاذ الدكتور القدير غانم قدوري ، فلا أدري كيف أصف إجاباته التي اتسمت بما تتسم به كتبه من البحث والتحرير والتنقيح والتجديد ، فلله الحمد الذي منَّ على الملتقى بمثله ، فأجاب مشكورًا إلى المشاركة أولاً ، ثم إلى الإجابة إلى عقد لقاءٍ علميٍّ ثانيًا ، فكان فوق ما نتوقع .(1/2066)
إن هذه الإجابات لتعطينا دافعًا قويًّا إلى بذل المزيد من استقطاب الأعلام المتخصصين في الدراسات القرآنية ، ولمن لهم به عناية من غير الأكاديميين ، ونتمى من الله لنا وللمشاركين التوفيق والسداد في القول والعمل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
---
أيمن صالح شعبان
09-12-2005, 09:51 PM
السلام عليكم
جزاكما الله خيرا على هذا اللقاء الذي أرجوا من الله تعالى أن يكون في صحيفتنا يوم القيامة وجزا الله بالخير فضيلة الدكتور غانم قدوري على ما تفضل به
---
طالب علم صغير
09-14-2005, 05:54 PM
الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد الأستاذ بكلية التربية بجامعة تكريت بالعراق بارك الله فيكم ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين
أرجو أن تفيدونا بواضع القاعدة البغدادية هل هو ابن مجاهد البغدادي أوغيره؟
---
محمد يحيى شريف
09-17-2005, 04:28 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم
عندي سؤال وهو إن كان العرب قبل الإسلام يكتبون من غير تشكيل ولا تنقيط فكيف كانوا يميّزون في كتاباتهم مثلاً بين الحاء والخاء وبين القاف والفاء وبين كلمة { فتبيّنوا } و{ فتثبّتوا }.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمّد يحيى شريف الجزائري
---
عبد الله
09-20-2005, 12:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للدكتور الفاضل غانم قدوري الحمد أبلغ الشكر وأجزله على هذه البحوث الماتعة المحررة ، والشكر لأهل التفسير ( مشرفين وأعضاء ).
أشكل عليّ أمر في مسألة مخرج الضاد وصفتها ، فأرجو التكرم بالبيان .
مخرج الضاد وصفة الضاد بينهما علماء اللغة وعلماء التجويد ، وهذا مأخوذ بالتلقي ، وعلى الخصوص بعد دخول غير العرب في الإسلام الأمر الذي جعل سيبويه وغيره من أعلام اللغة يجتهدون في تحديد مخارج الحروف كما كانت تنطق في السليقة العربية.(1/2067)
واليوم وبعد أن تطور صوت الضاد إلى ما نراه حتى عند الأدباء وأرباب الفصاحة والبيان ، هل نعتد بهذا التطور في النطق القرآني ؟
مع أنكم ذكرتكم في بحثكم ضرورة الالتزام بأحكام التجويد " فكما أن القراءة سُنَّةٌ يأخذها الآخِر عن الأول ، فكذلك التجويد ، لأن أحكام التجويد مُضَمَّنَةٌ في القراءات المروية " وأن اللحن "الخفي ترك إعطاء الحرف حَقَّهُ من تجويد لفظه"
فإذا كان واقع اللغة هو المعيار ، فإن هناك كثيراً من الحروف قد تطورت مخرجاً وصفة ، كالذال التي ينطقها أبناء الشام ومصر زاياً ، أو الثاء التي أصبحت سيناً وغيرهما ، فإذا رجعنا إلى واقع اللغة فهذا سيوقعنا في فوضى لا نهاية لها ، لأن هذا التطور لن يتوقف وهذا من خصائص اللغة ، والدراسات الحديثة التي أجريت على الضاد وغيرها من الحروف دراسة وصفية ، فإذا تبعنا نتائج هذه الدراسة الوصفية ( المتطورة ) نكون قد تخلينا عن سنة التلقي .
ويمكن عند ذلك لكل قارئ أن يقرأ بما وصل إليه بلده من تطور لمخرج الحرف أوصفته ، فمن يقرأ الضالين : الظالين . أو الذين : اللزين . أو ثم : سم . فينبغي أن نعتبر قراءته صحيحة ...
أرجو أن أكون مخطئاً في فهمي ، وأرجو التصويب .
ولكم جزيل الشكر
عبد الله إبراهيم
---
(1/2068)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مدارسة حول قواعد التفسير وقواعد الترجيح
---
مدارسة حول قواعد التفسير وقواعد الترجيح
---
مساعد الطيار
09-26-2003, 09:25 PM
في لقاء ضمني ببعض الإخوة الكرام طرح الأخ الفاضل محمد القحطاني ( أبو مجاهد العبيدي ) استفسارًا حول قواعد الترجيح ، وقد تساءل هل تسمى هذه قواعد أو تكون قرائن يستفاد منها في الترجيح ؟
وهذا الاستفسار له وجاهته ، وقد أردت طرحه في الملتقى ليدور حوله النقاش ، فأرجو من الأخوة الكرام أن يتكرموا بطرح آرائهم في هذه المسألة ؛ أعني هل يُنتقل من تسمية ما يسمى بقواعد الترجيح إلى قرائن الترجيح ؟
كما طرح الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري ملحوظة أخرى حول قواعد التفسير وقواعد الترجيح ، وهي متى نعدُّ القاعدة في قواعد الترجيح أو قواعد التفسير ، وهل تُعدُّ قاعدة إذا لم نجد لها إلا مثالا أو مثالين ، وهذه مسألة أخرى تحتاج إلى مدارسة ، وأرجو أن لا أُعدم المدارسة منكم في هاتين النقطتين أو فيما يتعلق بقواعد التفسير وقواعد الترجيح ، والله الموفق .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-27-2003, 07:30 PM
بسم الله
المسألة الأولى التي ذكرها شيخنا الكريم أبو عبدالملك ، وهي :هل تعتبر القواعد التي يطلق عليها [قواعد الترجيح ] قواعد حقيقة ؟ أو أنها قرائن ترجيح ؟ أو أن بعضها يعتبر قواعد ، والبعض الآخر من باب القرائن ؟
هذا في نظري مبني على تحديد معنى القاعدة في هذا الباب ، ثم النظر فيما يذكر من قواعد الترجيح = هل ينطبق عليها هذا المعنى أم لا ؟
ويمكن أن ننظر إلى القواعد التي ذكرها الشيخ حسين الحربي في كتابه : قواعد الترجيح عند المفسرين ، ونطبق ما ذكرته من خلال تلك القواعد .
فالمسألة إذاً متوقفة على تحديد معنى القاعدة = ما تعريفها في اصطلاح أهل أصول التفسير ؟(1/2069)
يمكن أن يشارك الإخوة الكرام في تحديد تعريف نتفق عليه ثم ننتقل إلى الخطوة التي تليها .
وأبدأ بذكر تعريف كنت قد كتبته سابقاً في موضوع متعلق بعلوم القرآن فأقول :
( وأمَّا القواعد ، فجمع قاعدة ، والقاعدة في اللغة : أساس الشيء ، سواء كان هذا الشيء حسياً ، كقواعد البيت ، كما قال تعالى : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَ هِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ } [ البقرة : 127] ، أو معنوياً ، كقولنا : قواعد الدين ، أي دعائمه التي يقوم عليها(1 ) .
وتعرف القاعدة في الاصطلاح بأنها قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها(2 ) .
وهي بهذا الاصطلاح بمعنى الضابط عند النحاة ، فهم يعرفون الضابط بأنه : الحكم المنطبق على جميع جزئياته ، كقولهم : الفاعل مرفوع ، والمفعول به منصوب .
وأمَّا الفقهاء فالقاعدة في اصطلاحهم : حكم أغلبي ينطبق على معظم جزئياته ، وذلك كقولهم : ( الأمور بمقاصدها ) ، ( اليقين لايزول بالشك ) وغير ذلك(3 ) .
ويفرقون بينها وبين الضابط : بأن القاعدة تجمع فروعاً من أبواب شتى ، والضابط يجمعها من باب واحد .
ومنهم من ذهب إلى عدم التفريق بين القاعدة والضابط ، وقالوا : القاعدة في الاصطلاح بمعنى الضابط ، وهي الأمر الكلي المنطبق على جميع جزئياته( 4) . )
قد عرفها الشيخ خالد السبت في كتابه قواعد التفسير بأنها :حكم كلي يتعرف به على أحكام جزئياته .
الهوامش :
( 1) انظر : كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 3/383 ، ومختار الصحاح للرازي ص 479 مادة ( ف ع د ) ، وانظر : كتاب القواعد الفقهية ، تأليف : علي أحمد الندوي ص 39 .
( 2) التعريفات للجرجاني ص 185 .
( 3) انظر : كتاب شرح القواعد الفقهية للشيخ أحمد بن محمد الزرقا ص 33 ( والكلام السابق مأخوذ من كلام ابنه مصطفى أحمد الزرقا في مقدمة الكتاب ) .
( 4) انظر : كتاب القواعد الفقهية لعلي أحمد الندوي ص 46 - 47 .
---(1/2070)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمسات بيانية 2
---
لمسات بيانية 2
---
سمر الأرناؤوط
05-11-2004, 09:33 PM
ما الفرق بين كلمتي (دارهم) و(ديارهم) من الناحية البيانية في القرآن الكريم؟
الصيحة هي أشمل وأهمّ من الرجفة لذا فإنها تُصيب عدداً أكبر وتبلغ أكثر من الرجفة والمعلوم أن الصوت يمتد أكثر من الرجفة ولهذا فهي تؤثر في ديار عديدة لذا جاء استخدام كلمة (ديارهم) مع الصيحة كما في الآية 67 والآية 94 في سورة هود (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) ، أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط لذا جاء استخدام كلمة (دارهم) مع الرجفة كما في قوله في سورة الأعراف (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 78 و91 (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) وكذلك في قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) سورة العنكبوت آية 37 .ولم ترد في القرآن كلمة ديارهم إلا مع العذاب بالصيحة ولم ترد كلمة (دارهم) إلا مع العذاب الرجفة.
من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
---
عبد القادر يثرب
05-12-2004, 09:13 PM
1) يقول الزمخشري والرازي وأبو حيان والألوسي معنى كلمة ( دارهم ) : ديارهم أو بلادهم أو أرضهم .
فهل يتفق هذا مع ما جاء في لمسات بيانية من قوله (أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط لذا جاء استخدام كلمة (دارهم) مع الرجفة) أو يتعارض معه ؟(1/2071)
2 )إذا كانت ( دارهم ) بمعنى ( ديارهم ) فهل تكون الصيحة أشمل وأهم من الرجفة كما جاء في أول اللمسات ؟
وشكراً
---
سمر الأرناؤوط
05-13-2004, 07:29 AM
أخي الفاضل
شكراً لك على تعقيبك وسؤالك. وأقول والله أعلم أن لا تعارض بين ما أورده الدكتور فاضل وبين ما قاله العلماء في كلمة دارهم لأن الدكتور لم يبحث في معنى الكلمة وإنما لاحظ بعد دراسة الآيات التي وردت فيها كلمتي دارهم وديارهم فوجد أنهما استخدمتا كما أشار في الموضوع وهذه هي اللمسات التي يطرحها الدكتور. ومما تفضل به تلاحظ أنه من غير أن يفصّل بنى كلامه على أن الكلمتين هما بمعنى الديار ولكن أحدهما أوسع من الأخرى ولتأكيد هذا نحتاج لأهل اللغة حتى يفسروا لنا دلالة جمع كلمة ديار ودلالة استخدام كلمة دار.
ومن كلامه ترى أنه لم يذكر أن لكلمة دارهم معنى آخر ولكن الموضوع كان في الإستخدام الدائم لكلمة دارهم مرافقة للرجفة وكلمة ديارهم مع كلمة الصيحة فلا بد أن يكون لهذا حكمة لأن المفردات في القرآن الكريم تأتي في موضعها المناسب الذي لا يصح فيه استخدام كلمة أخرى.هذا والله أعلم.
وبكل الأحوال سأرسل إلى الدكتور سؤالك للإستيضاح أكثر وإن شاء الله أكتب إجابته حال يعطيني الإجابة.
جزاك الله خيراً.
---
د. عماد
05-13-2004, 03:00 PM
إضافة إلى ما حكته، أو نقلته السيدة الفاضلة سمر الأرناؤوط من قول الدكتور فاضل السامرائي، وإجابة عن تساؤل السيد الفاضل عبد القادر، ثم رد السيدة سمر عليه، أذكر الآتي، زيادة في التوضيح والبيان، وإزالة للغموض والالتباس:
حكى الرازي عن الكرماني أنه قال:" حيث ذكر( الرجفة )- وهي الزلزلة الشديدة- وحَّد ( الدار )0 وحيث ذكر ( الصيحة )، جمع؛ لأن الصيحة كانت من السماء، فبلوغها أكثر، وأبلغ من الزلزلة0 فاتصل كل واحد منهما بما هو لائق "0 ونسب الألوسي هذا القول إلى النيسابوري0(1/2072)
وحكى الرازي أيضًا عن بعضهم قوله بـ( أن الصيحة أعمُّ من الرجفة؛ لأنها تعمُّ الأرض والجو0 أما الرجفة فلا تكون إلا في الأرض0 لذلك ذكر الله تعالى ( الديار)، مع الصيحة، وذكر( الدار )، مع الرجفة ) 0
ثم عقَّب الرازي على ذلك بقوله:" غير أن هذا ضعيف؛ لأن الدار، والديار موضع الجثوم، لا موضع الصيحة، والرجفة0 فهم ما أصبحوا جاثمين إلا في ديارهم " 0
ولكنه خولف بين لفظيهما- وإن كانا بمعنى واحد- للطيفة؛ وهي: أن الرجفة هائلة في نفسها، فلم يحتج معها إلى مهوِّل0 وأما الصيحة فغير هائلة في نفسها؛ لكن تلك الصيحة، لما كانت عظيمة، حتى أحدثت الزلزلة في الأرض، ذكر الديار بلفظ الجمع حتى تعلم هيبتها0 والرجفة- بمعنى الزلزلة- عظيمة عند كل أحد، فلم يحتج إلى معظم لأمرها0 التفسير الكبير للفخر الرازي:( 25/54 )
والصيحة- في اللغة- هي: رفع الصوت بقوة0 وهي من الصياح0 يقال: صاح يصيح، إذا صوت بقوة0 قال تعالى:{إن كانت إلا صيحة واحدة}0 وقال:[ يوم يسمعون الصيحة بالحق ]0 أي: النفخ في الصور0
أما الرجفة فهي الزلزلة الشديدة المهلكة0 وهي من الإرجاف0 ومعناه: إيقاع الرجفة0 ويكون ذلك بالقول والفعل0 قال الله تعالى:[ يوم ترجف الراجفة ](النازعات:6) 0 وقال:[ يوم ترجف الأرض والجبال ](المزمل/14)0(1/2073)
ويجمع المفسرون على أن المراد من ( دارهم ): ديارهم، أو مساكنهم، أو بلدانهم، أو أرضهم0 ونحو ذلك قولهم: دار الحرب، ودار الإسلام0 ولو لم نكن ذلك لما جاز إضافتها إلى ضمير الجمع( هم )0 والمشهور- عند النحاة- أن الإضافة إلى الجمع- في لغة العرب- يجوز أن تكون بلفظ الجمع، وأن تكون بلفظ الواحد، إذا أمن الالتباس0 وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى:[ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها فيأخذكم عذاب قريب* فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب* فلما جاء أمرنا نجينا صالحًا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز* وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ](هود/65- 670 )0
فقوله تعالى:[ تمتعوا في داركم ] ، ثم قوله تعالى:[ فأصبحوا في ديارهم ] يدل على أن المراد بدارهم، وديارهم معنى واحد00 ويدل أيضًا على أن الرجفة تعم، كما تعم الصيحة، حتى إنه روي- كما ذكر الشوكاني، والألوسي- عن مجاهد والسدي قولهما بأن الصيحة، والرجفة بمعنى واحد0 وذكر السيوطي في الدر المنثور عن أبي مالك في قوله تعالى:( فأصبحوا في ديارهم ) أنه قال: يعني العسكر كله0
والله تعالى أعلم بمراده، وأسرار بيانه، والحمد لله رب العالمين0
د0 عماد
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )!
---
سليمان داود
05-14-2004, 11:45 AM
لقد قرأت اللمسه البيانيه التي أوردتها أختنا الفاضله نقلا عن العالم الكبير السامرائي
وقرأت أيضا الردود اللاحقه
والله يا أخوتي عندما أقرأ للسامرائي أصاب بالذهول لسعة علمه ودقته
فأنني أحسبه عند الله من الراسخين في العلم والله حسبه وحسبنا
قال تعالى لايعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم
وهذا تكريم خاص للعلماء أمثال السامرائي أفادنا الله بعلمهم الغزير
وأنوه هنا وهذا من عندي فربما أصيب فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي(1/2074)
أن الله سبحانه وتعالى لم يقل لا يعلم تأويله الا الله والروح الأمين والنبيين ؟؟؟؟؟؟؟؟
بل قال الراسخون في العلم ومن المؤكد أن هذه الصفه تشمل النبيين من البشر
ولهذا السبب ذهب موسى عليه السلام وذاق النصب والتعب والجوع كي يتعلم من العبد الصالح الذي أوتي علما"
وكان تلميذا" ؟؟؟؟ بكل معنى الكلمه أمام من أوتي العلم من الله
وللتنويه
فهذا العبد الصالح ليس نبيا أو رسولا" ؟؟؟؟
أشكرك أختي سمر وأرجو ا أن تزيدينا مما قرأتي أو سمعتي من لمسات عالمنا الجليل السامرائي
فأنني هنا ( في الكويت ) لم أجد مؤلفاته لأكتنزها ؟؟؟
جزاك الله خيرا"
---
د. عماد
05-14-2004, 03:38 PM
السلام عليكم
أولاً- مر أحد العلماء- وكان شارد الذهن- ببهلول، دون أن يسلم عليه0 فقال بهلول: وعليكم السلام0 فانتبه ذلك العالم، وأحس بخطئه، فعاد إلى بهلول؛ ليقول له: السلام عليكم0 فقال له بهلول: لو ابتدأت، لأوجبت علينا حسن الرد0
ثانيًا- يقول سليمان داود أنه قرأ اللمسة البيانية للدكتور فاضل، وقرأ الردود عليها، ثم أردف ذلك قائلاً:( يا أخوتي عندما أقرأ للسامرائي أصاب بالذهول لسعة علمه ودقته
فأنني أحسبه عند الله من الراسخين في العلم والله حسبه وحسبنا )0
ثالثًا- أما أنه يقسم زعمًا على أنه يصاب بالذهول عندما يقرأ للسامرائي، فهذا شأنه، ولا علاقة لنا به00 وأما أنه يحسبه عند الله من الراسخين في العلم، فهذا أمر لم يزعمه أحد العلماء، لا في القديم، ولا في الحديث0 وأظن أن الدكتور فاضل نفسه يرفض أن يحسبه أحد من الراسخين في العلم، وأن يضعه في مقام ابن عباس- رضي الله عنهما- وأمثاله ممن قال الله عز وجل فيهم:( لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )0 وإني أرى أن هذا الحسبان من سليمان داود هو ذم للدكتور فاضل، وليس مدحًا له0(1/2075)
رابعًا- قد يكون قسم سليمان داود في محله، لو أن حوارًا كان يدور حول تقييم الدكتور فاضل؛ من حيث سعة علمه، ودقته0، وكونه موسوعة علمية نادرة، ثم جاء من يتهمه بخلاف ذلك0عندئذ فقط يمكن لأمثال سليمان داود أن يدلوا بشهادتهم، التي تقوم على القسم بالله تعالى0 وعندئذ يمكن قبول هذه الشهادة، واعتمادها، إذا دعمها صاحبها بالدليل القاطع، والبرهان الساطع0
خامسًا- قد يكون قسم سليمان داود صحيحًا، لو أن ما جاء به الدكتور فاضل في اللمسة البيانية المذكورة، كان جديدًا، لم يأت به الأوائل0 ولكن ما قاله، كان قد قاله النيسابوري- كما ذكر الألو سي- وقاله الكرماني- كما ذكر الرازي وأبو حيان0
ولو كان ما قالاه صحيحًا، لما ضعفه الرازي0 ولو لم يكن قول الرازي صحيحًا، لرأينا كثيرًا من العلماء يرد عليه قوله0
سادسًا- إذا كان سليمان داود متحمسًا للدكتور السامرائي كل هذا الحماس، ومتعصبًا له كل هذا التعصب، فلم لم يرد على الرازي قوله، ويثبت خطأه معتمدًا على معلوماته التي اكتسبها أولاً من قراءته للسامرائي، ومن اطلاعه على تفاسير القرآن الكريم، وعلومه؟
سابعًا- لماذا يرجو سليمان داود الأخت سمر طالبًا منها أن تزيده مما قرأت، أو سمعت من لمسات عالمه الجليل السامرائي، وهو قادر على أن يأتي بها هو، وهي موجودة في كثير من المنتديات، إضافة إلى قناة الشارقة؟ فهلا جاء هو بها، وأراح الأخت سمر من هذا العناء؟ وكم تكون مفيدة، إذا جاء بها هو، مضيفًا إليها ما يزيدها بيانًا ووضوحًا! ليته فعل ذلك، بدلاً من أن يلقي الكلام في الهواء إلقاء، فيصيب به الآخرين!!
د. عماد
---
سليمان داود
05-14-2004, 05:36 PM
أخي الدكتور عماد
تحيه طيبه وبعد
أولا أشكرك على النصيحه وتوجيهاتك السديده
لكني فقط أذكرك أنني لم أقسم
؟؟؟؟؟؟؟
وان شاء الله سأورد للمنتدى الكثير من لمسات الدكتو ر السامرائي
لأن لدي القليل القليل من علمه الواسع(1/2076)
أتمنى أن لا يكون فينا أي غل على أي عالم من علمائنا الكرام
وأنا أعترف أنني أخطأت لأنني تحدثت عن الدكتور الفاضل بدون سبب
فربما أعجابي هو الذي دعاني لذلك
ولم أكن أعلم أنه يزعج البعض
على كل حال لا أدري ما دخل البهلول بالعالم والقصه
على العموم أعذروني أن أخطأت
والسلام عليكم وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
---
سمر الأرناؤوط
05-14-2004, 07:46 PM
أشكر الأخوة الأفاضل الذين علقوا على هذا الموضوع وأضافوا إليه المفيد من المعلومات التي لم أكن أعلمها أنا شخصياً لعدم توفر كل المراجع لدي. فجزاكم الله خير الجزاء على إضافاتكم القيّمة.
واسمحوا لي أن ألفت نظر الجميع أننا في هذا المنتدى أو غيره لسنا في موقع تقييم علمائنا الأفاضل مهما اختلفنا معهم في الآراء وعليه فأتمنى من الجميع التزام الإحترام لكل العلماء بدون ذكر أسماء وأسأله تعالى أن ينفعنا بما يعلّمنا ويعلمنا ما ينفعنا. فالعلم أبوابه واسعة وعلينا نحن طلاب العلم أن نقرأ ونسمع ونطرح مواضيع هنا ولكل منا أن يضيف ما قرأه هو أو سمعه حول الموضوع المطروح وهكذا نزداد جميعاً علماً وفهماً وكأننا قمنا ببحث حول الموضوع وعلى حسب اعتقادي هذه هي فائدة المنتديات.
وهذا لا يعني أن يبدي أحدنا إعجابه بأحد علمائنا المعاصرين وليس في استطاعتنا نحن أن نكشف عن قلوب البشر وضمائرهم لنعلم صدقهم ولكن نقول نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا. فأرجو من الجميع الإلتزام بقوانين المنتدى وعدم إضفاء أي طابع شخصي عليه.
أما بخصوص رجاء الأخ الفاضل من الكويت فأنا أعمل في موقعي على جمع كل حلقات برنامج الكتور فاضل وأضفت صفحة لكتبه وأماكن تواجدها حسب آخر المعلومات التي عندي وإن شاء الله تجد في صفحات الموقع الكثير من الفائدة. الرابط هو التالي:
http://www.islamiyyat.com
ورابط صفحة الدكتور فاضل:
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
أتمنى للجميع الفائدة
---
د. عماد(1/2077)
05-14-2004, 08:17 PM
السلام عليكم يا أخي سليمان ورحمة الله وبركاته0
أولاً- أحمد لله تعالى على أنك اعترفت بخطئك، ولكنك عدت ثانية إلى الخطأ0 فنحن هنا لسنا بصدد الحديث عن شخص الدكتور فاضل، وتقييمه، ولم يتعرض أحد لذكره، ولم يسىء أحد إليه0 فلماذا تتهم الآخرين بالغل عليه0 أوليس هؤلاء العلماء الذين مرَّ ذكرهم علماء كرام أفاضل، كالفخر الرازي؟ أم عالمك أفضل منه؟ لماذا لا تطلب من الدكتور فاضل أن يفنِّد قول الرازي، إن كنت أنت غير قادر على ذلك؟ وإني لمتأكد أن الدكتور فاضل لم يقف على قول الرازي، ولو عرفه، لاحترم رأيه0 ثم لا تفعل معنا يا أخي، كما فعل بوش حين قال: من لم يكن معنا فهو ضدُّنا0 ثم ألا ترى أن لكل منا الحق في أن يقول رأيه؟ ثم ألا ترى أن ما ذكرته أنا هو رأي الرازي، وليس هو رأيي أنا؟ ومما ينبغي أن تعلمه أن ما يوضع هنا في هذا المنتدى من لمسات، أو غيرها، لا يؤخذ به على أنه منزل من السماء، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه0، ولكل الحق كله في أن يقول رأيه فيه0
ثم إن لك الحق في أن تحب من تشاء، وأن تعجب بمن تشاء، فلا أحد ينازعك في ذلك0 ولكن ليس من حقك أن تفرض على غيرك ما تلزم به نفسك0 ثم لما تظن بالناس ظن السوء، ألم تقرأ قول الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم )0 ثم هل قال لك أحد أن إعجابك بالدكتور فاضل يزعج غيرك، أم عرفت ذلك بنفسك؟ لماذا لا تدع الحوار حوارًا علميًا بنَّاء، وتحتفظ بإعجابك لنفسك؟
ثانيًا- أما عن قسمك فماذا تسمي هذا القول، إن لم يكن قسمًا( والله يا أخوتي عندما أقرأ للسامرائي أصاب بالذهول لسعة علمه ودقته 0 فأنني أحسبه عند الله من الراسخين في العلم والله حسبه وحسبنا )؟ لو أرسلنا هذا الكلام الذي تقوله إلى التحليل المخبري، لأظهر لنا التحليل ما يخفيه في طياته، وثناياه الشيء الكثير0، مما لا يحبه المسلم لأخيه المسلم0(1/2078)
ثالثًا- أما عن قصة العالم والبهلول فلا أظنك لم تفطن إلى المراد منها0 ألا ترى أنك دخلت، وأنت تحمل الغل الذي تتهم به الآخرين في قلبك؛ لتلقي على مسامع الجميع خطابك هذا؟ أليس من اللباقة أن تسلم قبل الدخول؟ ولكن كيف تلقي السلام، وأنت تحمل العصا؛ لتذود بها عن الحمى المغتصب؟
أرجو أن تكون قد انتبهت إلى خطئك الثاني يا أخي، وأن تدع الناس يتحاورون حوارًا علميًّا بناء، بعيدًا عن الأحقاد، والأ ضغان0 وأحب أن تعلم أن الكمال لله تعالى وحده، ولا يدعيه أحد إلا قصم الله ظهره0 كما أحب أن تتذكر- لأنك تعلم- أنه لا أحد من البشر معصوم عن الخطأ، إلا الأنبياء، والكل يؤخذ منه، ويرد عليه، وأنه فوق كل ذي علم عليم0
والحمد لله ري العالمين0
---
عبد القادر يثرب
05-15-2004, 09:27 PM
أشكر الأخت سمر على تفضلها بالجواب على سؤالي، وأطلب منها أن تأتي بالمزيد من هذه اللمسات البيانية اللطيفة0 كما أشكر الدكتور عماد على مشاركته القيمة، والمفصلة0 وما زلت أنتظر من الأخت سمر أن تأتي لنا بتوضيح من الدكتور فاضل على ما ذكرت، خاصة بعد أن ظهر لنا تضعيف الرازي لما تفضل به0 ولا يخفى أن للدكتور فاضل باعًا طويلاً في هذا المجال، والكل يشهد له بغزارة علمه وفضله، مع احترامي وتقديري للجميع0
أما الأخ سليمان داود فأقول له: سامحك الله يا أخي على سوء ظنك بالآخرين، وأعذرك على حماسك المنقطع النظير للعالم الجليل فاضل السامرائي، وإعجابك الشديد به؛ لأنه قد يكون كما وصفته أنت، فالكل يشهد له بسعة علمه، وقدرته الفائقة على تفسير وتأويل وتعليل آيات القرآن الكريم بما لم يسبقه إليه أحد0
ولكن الذي لا أعذرك عليه هو إساءتك الظن بالآخرين دون سبب يذكر0 ولست أدري هل في سؤالي، وفي الإضافة التي وضعها الأخ الدكتور عماد إساءة للدكتور فاضل؟ وهل ذكره أحد بسوء- كما قال الدكتور عماد؟ أم كان ينبغي علينا أن نكون كما قال الشاعر:(1/2079)
إذا قالت حذامِ فصدقوها ,,,,, فإن القول ما قالت حذامِ
وعل كل إن كان في سؤالي ما يزعج، أو يغضب، فأنا أعتذر0 وليتنا استفدنا مما قالته الأخت سمر في تعليقها السابق:( واسمحوا لي أن ألفت نظر الجميع أننا في هذا المنتدى أو غيره لسنا في موقع تقييم علمائنا الأفاضل مهما اختلفنا معهم في الآراء وعليه فأتمنى من الجميع التزام والاحترام لكل العلماء بدون ذكر أسماء وأسأله تعالى أن ينفعنا بما يعلّمنا ويعلمنا ما ينفعنا. فالعلم أبوابه واسعة وعلينا نحن طلاب العلم أن نقرأ ونسمع ونطرح مواضيع هنا ولكل منا أن يضيف ما قرأه هو أو سمعه حول الموضوع المطروح وهكذا نزداد جميعاً علماً وفهماً وكأننا قمنا ببحث حول الموضوع وعلى حسب اعتقادي هذه هي فائدة المنتديات)0
وشكرًا لك يا أخت سمر على هذه النصيحة المباركة، والسلام عليكم0
م0 عبد القادر يثرب
---
عبدالرحمن الشهري
05-15-2004, 10:46 PM
شكر الله لكم جميعاً ما تفضلتم به من ردود وتعقيبات وإفادات . وأشكر أخي الكريم الدكتور عماد على إضافته القيمة ، ونقوله الموثقة . وبالنسبة لما ذكره أخي الكريم سليمان داود وفقه الله فلم أجد فيه ما يستنكر ، ولا يستدعي كل هذه الردود والتوجيهات من أخي الدكتور عماد . فالدكتور فاضل السامرائي يستحق كل هذا الثناء ولا غضاضة في ذلك ، والرسوخ في العلم صفة تكتسب بطول الممارسة وليست حكراً على أحد بعينه ، والرسوخ في كل علم بحسبه.
أرجو للجميع التوفيق والسداد.
---
د. عماد
05-16-2004, 01:19 AM(1/2080)
السلام عليك أخي عبد الرحمن، وشكرًا لك على ما دونته من تعقيب، وأوافقك الرأي في كل ما ذكرته، وتفضلت به، ولكن وجدت نفسي متهمًا بما لم أقله، ولم أفعله، وفي أول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب، فصعب علي الأمر0 وكنت أهدف من وراء ذلك إلى ألا يتسرع الإخوة في ردودهم، ويلقوا الكلام إلقاء دون تبصر، وتفكر، وأن يلتزموا بقوانين المنتدى وعدم إضفاء أي طابع شخصي عليه، كما قالت الأخت سمر00 وما أرجوه منك هو أن توجه نداء إلى الأخوة الأعضاء بهذا الخصوص0
وعلى كل إن كنت ترى أنني قد تجاوزت الحد، فأعتذر إليك فإن ثقتي بك كبيرة، واحترامي لك أكبر لما عرفته عنك من طيب خلق ورجاحة عقل0 وتقبل تحياتي0
أخوكم
د0 عماد
---
سليمان داود
05-16-2004, 11:56 AM
من لايشكر الناس لايشكر الله
أشكرك عزيزي الدكتور عبد الرحمن الشهري
وتحيه لكم جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
كنت قد آثرت عدم الرد حتى لا ندخل بما يسمى الحوار الهائج
وهو عكس الحوار الهادئ الرزين المفيد
وهنا أكرر للمره الثانيه أعتذاري لأنني ذكرت أسما من أسماء علمائنا
فقط اريد أن أنوه بالتالي
الاختلاف في وجهات النظر بين العلماء أمر عادي وهو من رحمة هذا الدين الحنيف
ولولا ذلك ما كان لدينا تلك المذاهب والفرق ؟؟؟
ومن هذا المنطلق رأيت الأمر عادي أن يكون اختلاف بين الرازي والسامرائي
فكلاهما بشر ؟؟؟؟
وكلاهما معرض للخطأ
لأنهم ليسوا معصومين
وربما يصيب سليمان أو عماد أو عبد الرحمن ويخطئ حتى الرازي ؟؟؟؟
أو غيره
أوليس لنا عقول نفقه فيها وعيون تبصر وآذان تسمع ولبا" يشهد
كلنا بشر في النهايه يصيب ويخطئ ؟؟؟
الأمر الثاني أن العلماء ورثة الأنبياء ؟؟؟ونحن نجلهم بدون أستثناء وخاصة المعاصرين لنا
الذين رأيناهم وسمعناهم وحضرنا دروسهم
كالشعراوي وابن باز وابن عثيمين والبوطي والكبيسي والسامرائي وآخرين هم أعلام لنا معاصرين ؟؟؟(1/2081)
هؤلاء لهم معزتهم الخاصه يا أخواني لأنهم أبناء الحاضر ؟؟؟فقط
أما علماؤنا الكبار رحمهم الله منارة هذه الامه من ابن عباس حتى آخر عالم وصلنا علمهم عن طريق النقل وليس التلقي ؟؟؟؟؟
هؤلاء والله مدارس بكل معنى الكلمه
أما بالنسبه للرسوخ في العلم وكيف يصبح العالم راسخا بالعلم فهذا حديث طويل أعدكم أن أطرحه من خلال موضوع مشاركه قريبه وهو فعلا مكتسب كما قال الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري
أخيرا تقبلو تحياتي الحاره واعتذاري عن أي خطأ
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العامين
---
عبدالرحمن الشهري
05-16-2004, 01:28 PM
جزاكم الله خيراً ، وأشكر لك أخي الدكتور عماد حسن ظنك ، وسعة صدرك ، وما قلتُ ما قلتُ إلا رغبة في استثمار وجودك معنا فيما ننتفع به جميعاً من التحقيق في العلم ، وعدم الاشتغال بغير ذلك من المسائل . أسأل الله لك السداد ، ولجميع الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى العلمي الهادئ.
---
زيد العنزي
05-17-2004, 01:37 AM
موعظة...................
أخرج البخاري في صحيحه (3819) ، من طريق سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم : (( أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائماً ؛ فقال : قتل مصعب بن عمير ، وهو خير مني ، كفن في بردة ؛ إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه .
وأراه قال : وقتل حمزة وهو خير مني .
ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط .
أو قال : أعطينا من الدنيا ما أعطينا ؟!
وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ؟!
ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام ))
• قال ابن الجوزي في صيد الخاطر (ص/128-129) :
(( ينبغي لكل ذي لبٍّ وفطنةٍ أن يحذر عواقب المعاصي ؛ فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابةٌ ولا رحم ، وإنما هو قائمٌ بالقسط ، حاكمٌ بالعدل .
وإن كان حلمه يسع الذنوب ؛ إلاَّ أنه إذا شاء عفا ؛ فعفا كلَّ كثيف من الذنوب ، وإذا شاء أخذ ، وأخذ باليسير ؛ فالحذر .. الحذر .(1/2082)
ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلَّبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة ؛ فتعبوا من حيث لم يحتسبوا ؛ فقلعت أصولهم ، ونُقِضَ ما بَنَوْا من قواعد أحكموها لذراريهم .
وما كان ذلك إلاَّ أنهم أهملوا جانب الحق عزوجل ، وظنوا أنَّ ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شرٍّ ؛ فمالت سفينة ظنونهم ؛ فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم .
منقول من ابو عمر السمرقندي - منتدى اهل الحديث
---
(1/2083)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > 55 سؤالا وجوابا من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام
---
55 سؤالا وجوابا من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام
---
عبدالرحمن السديس
09-23-2005, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال ، وصلى الله على محمد والصحب ، والآل ، وبعد :
فهذه خمسة وخمسون سؤالا ، وإجاباتها اخترتها من المجلد التاسع عشر من فتاوى العلامة محمد العثيمين رحمه الله ، وحرصت على جمع ما يشكل على بعض العامة ، ويكثر سؤالهم عنه ، فيحسن أن توضع في لوحة المسجد ، أو تقرأ على الجماعة بعد ، أو قبل الصلاة .. أو غير ذلك من الوسائل..
تنبيه: قد كتبت بجوار كل سؤال رقمه ، ولم أراع الترتيب .
---
عبدالرحمن الشهري
09-24-2005, 11:28 AM
جزاك الله خيراً ، وأعظم لك الأجر أيها الشيخ الكريم. وليست هذه بأول بركاتكم وفقكم الله ، ونفع بكم.
---
إمداد
09-25-2005, 10:19 PM
جزاك الله خيرا ونفع بك
---
عبدالرحمن السديس
09-26-2005, 04:09 PM
شكر الله لكم ، وجزاكم عني خيرا
---
الجعفري
09-26-2005, 07:21 PM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن السديس
09-13-2006, 06:05 PM
جزاكم الله خيرا
أقبل الشهر الكريم فلعل الله أن ينفع بها .
---
الطبيب
09-14-2006, 12:37 PM
جزاك الله خيراً ...
ودمتم ،،،
---
ابن الجزيرة
09-15-2006, 09:01 AM
جزاك الله خيراً .
---
ماهر الفحل
09-15-2006, 10:06 AM
نسأل الله أن لا يحرمنا من فوائدك وعوائدك يا شيخ عبد الرحمن
---
ابن المبارك
09-15-2006, 07:26 PM
جزاك الله خير ياشيخ عبدالرحمن ونفع الله بعلمك....
---
ماجد الخير
09-18-2006, 11:46 PM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن السديس
09-19-2006, 12:28 AM
المشايخ و الإخوة الكرام : جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .
---
ابو الحسن الأكاديري
09-19-2006, 02:12 AM(1/2084)
جزاكم الله خيرا استاذنا عبد الرحمن السديس
---
الطبيب
09-19-2006, 01:01 PM
فضيلة الشيخ وفقك الله ..
لا يستطيع رؤية الملف وتنزيله إلا الأعضاء المشاركون في الملتقى الذين يقومون بالرد على الموضوع فقط.
وأظن أنك جعلت المرفق بهذا الشكل للصعوبة النسبية في طريقة إرفاق الملفات في الشكل الجديد. فإن كان الأمر كذلك فائذن لي بأن اجعله في المرفقات التي يستطيع تنزيلها كل أحد، كما فعلتُ في المشاركة التى أضفتُها اليوم: مختارات من فتاوى الإمام ابن باز في الصيام (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6448)
بانتظار الرد ..
ودمتم ،،،
---
عبدالرحمن السديس
09-19-2006, 04:14 PM
جزاك الله خيرا أبا الحسن.
بارك الله فيك أخي الفاضل الطبيب
الحقيقة الملف أنزلته العام الماضي هنا ولا أعرف طريفة أفضل ، فافعل ما تراه مناسبا نفع الله بك وبارك في جهودك .
---
العيدان
09-19-2006, 05:35 PM
جزاك الله خيراً ..
---
عمار
09-20-2006, 01:18 AM
جزاك الله خيرا.
---
الطبيب
09-20-2006, 10:54 AM
جزاكم الله خيراً ...
الملف:
443
---
ماجد الخير
09-25-2006, 04:59 PM
مختارات من فتاوى العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في الصيام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكبير المتعال ، وصلى الله على محمد والصحب ، والآل ، وبعد :
فهذه خمسة وخمسون سؤالا ، وإجاباتها اخترتها من المجلد التاسع عشر من فتاوى العلامة محمد العثيمين رحمه الله ، وحرصت على جمع ما يشكل على بعض العامة ، ويكثر سؤالهم عنه ، فيحسن أن يوضع في لوحة المسجد ، أو يقرأ على الجماعة بعد ، أو قبل الصلاة .. أو غير ذلك من الوسائل..
تنبيه: قد كتبت بجوار كل سؤال رقمه ، ولم أراع الترتيب .
(37) س: هل يؤمر الصبيان بالصيام دون الخامسة عشرة كما في الصلاة ؟(1/2085)
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه، كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلون ذلك بصبيانهم، وقد نص أهل العلم على أن الولي يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم، من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه، وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم.
ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك، وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الا?باء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلون. يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان أمرهم بشرائع الإسلام، وتعويدهم عليها، وتأليفهم لها فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته». والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم، وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام.
(45) س: عن حكم الفطر في نهار رمضان بدون عذر؟(1/2086)
فأجاب فضيلته بقوله: الفطر في نهار رمضان بدون عذر من أكبر الكبائر، ويكون به الإنسان فاسقاً، ويجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه الإثم، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر، أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر فالراجح أنه لا يلزمه القضاء، لأنه لا يستفيد به شيئاً، إذ أنه لن يقبل منه، فإن القاعدة أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أخرت عن ذلك الوقت المعين بلا عذر لم تقبل من صاحبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ولأنه من تعدي حدود الله عز وجل، وتعدي حدود الله تعالى ظلم، والظالم لا يقبل منه، قال الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }. ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها أي فعلها قبل دخول الوقت لم تقبل منه، فكذلك إذا فعلها بعده لم تقبل منه إلا أن يكون معذوراً.
(57) س: إذا أفطر الإنسان لعذر وزال العذر في نفس النهار فهل يواصل الفطر أم يمسك؟(1/2087)
فأجاب فضيلته بقوله: الجواب أنه لا يلزمه الإمساك؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بدليل من الشرع، فحرمة هذا اليوم غير ثابتة في حق هذا الرجل، ولكن عليه أن يقضيه، وإلزامنا إياه أن يمسك بدون فائدة له شرعاً ليس بصحيح. ومثال ذلك: رجل رأى غريقاً في الماء، وقال: إن شربت أمكنني إنقاذه، وإن لم أشرب لم أتمكن من إنقاذه. فنقول: اشرب وانقذه. فإذا شرب وأنقذه فهل يأكل بقية يومه؟ نعم يأكل بقية يومه؛ لأن هذا الرجل استباح هذا اليوم بمقتضى الشرع، فلا يلزمه الإمساك، ولهذا لو كان عندنا إنسان مريض، هل نقول لهذا المريض: لا تأكل إلا إذا جعت ولا تشرب إلا إذا عطشت؟ لا، لأن هذا المريض أبيح له الفطر. فكل من أفطر في رمضان بمقتضى دليل شرعي فإنه لا يلزمه الإمساك، والعكس بالعكس، لو أن رجلاً أفطر بدون عذر، وجاء يستفتينا: أنا أفطرت وفسد صومي هل يلزمني الإمساك أو لا يلزمني؟ قلنا: يلزمك الإمساك؛ لأنه لا يحل لك أن تفطر، فقد انتهكت حرمة اليوم بدون إذن من الشرع، فنلزمك بالبقاء على الإمساك، وعليك القضاء؛ لأنك أفسدت صوماً واجباً شرعت فيه.
(58) س: إذا قدم المسافر لبلد غير بلده فهل ينقطع سفره؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا قدم المسافر لبلد غير بلده لم ينقطع سفره، فيجوز له الفطر في رمضان وإن بقي جميع الشهر، أما إذا قدم إلى بلده وهو مفطر فإنه لا يجب عليه الإمساك، فله أن يأكل ويشرب بقية يومه؛ لأن إمساكه لا يفيده شيئاً لوجوب قضاء هذا اليوم عليه، هذا هو القول الصحيح، وهو مذهب مالك والشافعي، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ لكن لا ينبغي له أن يأكل ويشرب علناً.
(95) س: عن رجل نوى السفر فأفطر في بيته، لجهله، ثم انطلق هل عليه الكفارة قياساً على الجماع في التعمد كقول المالكية؟(1/2088)
فأجاب فضيلته بقوله: حرام عليه أن يفطر وهو في بيته، ولكن لو أفطر قبل مغادرته بيته فعليه القضاء فقط، وليس عليه الكفارة قياساً على الجماع، لأن الجماع يفارق غيره من المحظورات، ولهذا يفسد النسك في الحج والعمرة، ولا يفسده غيره من المحظورات، فالجماع له شأن أعظم، ولا يقاس الأدنى على الأعلى، ومن قال من العلماء: إن من أفطر بأكل أو شرب أو جماع فعليه الكفارة. فقوله ليس بصواب، لأن الكفارة ليست إلا في الجماع.
(66) س: عن الأعذار المبيحة للفطر؟(1/2089)
فأجاب فضيلته بقوله: الأعذار المبيحة للفطر: المرض والسفر كما جاء في القرآن الكريم، ومن الأعذار أن تكون المرأة حاملاً تخاف على نفسها، أو على جنينها، ومن الأعذار أيضاً أن تكون المرأة مرضعاً تخاف إذا صامت على نفسها، أو على رضيعها، ومن الأعذار أيضاً أن يحتاج الإنسان إلى الفطر لإنقاذ معصوم من هلكة، مثل أن يجد غريقاً في البحر، أو شخصاً بين أماكن محيطة به فيها نار، فيحتاج في إنقاذه إلى الفطر، فله حينئذ أن يفطر وينقذه، ومن ذلك أيضاً إذا احتاج الإنسان إلى الفطر للتقوي على الجهاد في سبيل الله، فإن ذلك من أسباب إباحة الفطر له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في غزوة الفتح: «إنكم ملاقو العدو غداً والفطر أقوى لكم فأفطروا» فإذا وجد السبب المبيح للفطر وأفطر الإنسان به فإنه لا يلزمه الإمساك بقية ذلك اليوم، فإذا قدر أن شخصاً قد أفطر لإنقاذ معصوم من هلكة فإنه يستمر مفطراً ولو بعد إنقاذه، لأنه أفطر بسبب يبيح له الفطر، فلا يلزمه الإمساك حينئذ، لكون حرمة ذلك اليوم قد زالت بالسبب المبيح للفطر، ولهذا نقول بالقول الراجح في هذه المسألة: إن المريض لو برىء في أثناء النهار وكان مفطراً، فإنه لا يلزمه الإمساك، ولو قدم المسافر أثناء النهار إلى بلده وكان مفطراً فإنه لا يلزمه الإمساك، ولو طهرت الحائض في أثناء النهار فإنه لا يلزمها الإمساك، لأن هؤلاء كلهم أفطروا بسبب مبيح للفطر، فكان ذلك اليوم في حقهم ليس له حرمة صيام؛ لإباحة الشرع الإفطار فيه، فلا يلزمهم الإمساك.
(94) س: ما حكم السفر في رمضان من أجل الفطر؟(1/2090)
فأجاب فضيلته بقوله: الصيام في الأصل واجب على الإنسان، بل هو فرض وركن من أركان الإسلام كما هو معلوم، والشيء الواجب في الشرع لا يجوز للإنسان أن يفعل حيلة ليسقطه عن نفسه، فمن سافر من أجل أن يفطر كان السفر حراماً عليه، وكان الفطر كذلك حراماً عليه، فيجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يرجع عن سفره ويصوم، فإن لم يرجع وجب عليه أن يصوم ولو كان مسافراً، وخلاصة الجواب: أنه لا يجوز للإنسان أن يتحيل على الإفطار في رمضان بالسفر؛ لأن التحيل على إسقاط الواجب لا يسقطه كما أن التحيل على المحرم لا يجعله مباحاً.
(135) س : إذا أصبح الإنسان وعليه جنابة ونوى الصوم وهو بتلك الحال فهل يصح صومه؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أصبح الإنسان وعليه الجنابة وأراد الصوم فإنه لا بأس أن يصوم ولا حرج عليه، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع أهله فيصوم، ولقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة، ولكن يجب على الإنسان أن يغتسل، لأجل أن يصلي الفجر، لأنه لا يجوز تأخير صلاة الفجر عن وقتها.
(67) س: رجل مريض مرضاً لا يرجى برؤه، ولا يستطيع الصوم، فما الحكم؟ أفتونا جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير؟
فأجاب فضيلته بقوله: المريض مرضاً لا يرجى زواله لا يلزمه الصوم؛ لأنه عاجز، ولكن يلزمه بدلاً عن الصوم أن يطعم عن كل يوم مسكيناً هذا إذا كان عاقلاً بالغاً، وللإطعام كيفيتان:
الكيفية الأولى: أن يصنع طعاماً غداءً أو عشاءً ثم يدعو إليه المساكين بقدر الأيام التي عليه كما كان أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ يفعل ذلك حين كبر.(1/2091)
والكيفية الثانية: أن يوزع حبًّا من بر، أو أرز، ومقدار هذا الإطعام مد من البر أو من الأرز، والمدّ يعتبر بمد صاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ربع الصاع، وصاع النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ كيلوين وأربعين غراماً، فيكون المدّ نصف كيلو وعشرة غرامات، فيطعم الإنسان هذا القدر من الأرز أو من البر، ويجعل معه لحماً يؤدمه.
(98) س: عن حكم صوم المسافر مع أن الصوم لا يشق على الصائم في الوقت الحاضر لتوفر وسائل المواصلات الحديثة؟
فأجاب فضيلته بقوله: المسافر له أن يصوم وله أن يفطر، لقوله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } وكان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمنهم الصائم ومنهم المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في السفر، قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: «سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حر شديد وما منا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة»، والقاعدة في المسافر أنه يخيز بين الصيام والإفطار، ولكن إن كان الصوم لا يشق عليه فهو أفضل؛ لأن فيه ثلاث فوائد:
الأولى: الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثانية: سهولة الصوم على الإنسان؛ لأن الإنسان إذا صام مع الناس كان أسهل عليه.
الثالثة: سرعة إبراء ذمته، هذا إذا كان الصوم لا يشق عليه.(1/2092)
فإن كان يشق عليه فإنه لا يصوم، وليس من البر الصيام في السفر في مثل هذه الحال، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى رجلاً قد ظلل عليه وحوله زحام فقال: «ما هذا؟» قالوا: صائم، فقال: «ليس من البر الصيام في السفر» فينزل هذا العموم على من كان في مثل حال هذا الرجل يشق عليه الصوم، وعلى هذا نقول: السفر في الوقت الحاضر سهل كما قال السائل: لا يشق الصوم فيه غالباً فإذا كان لا يشق الصوم فيه فإن الأفضل أن يصوم.
(174) س: ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان، وأن يستنشقها، إلا البخور لا يستنشقه، لأن له جرماً يصل إلى المعدة وهو الدخان.
(127) س : كثير من الناس في رمضان أصبح همهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت، وإضاعة المال إذا كان الناس ليس لهم هم إلا تنويع الطعام والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته، فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب، وينبغي لمن عندهم القدرة أن يحرص على تفطير الصوام: إما في المساجد، أو في أماكن أخرى، لأن من فطر صائماً له مثل أجره، فإذا فطر الإنسان إخوانه الصائمين فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة من أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً.
(102) س: المسافر إذا وصل مكة صائماً فهل يفطر ليتقوى على أداء العمرة؟(1/2093)
فأجاب فضيلته بقوله: النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح في اليوم العشرين من رمضان، وكان صلى الله عليه وسلم مفطراً، وكان يصلي ركعتين في أهل مكة، ويقول لهم: «يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر»، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير ـ رحمهما الله ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مفطراً في ذلك العام، أي أنه أفطر عشرة أيام في مكة في غزوة الفتح، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «لم يزل مفطراً حتى انسلخ الشهر» كما أنه بلا شك كان يصلي ركعتين في هذه المدة؛ لأنه كان مسافراً، فلا ينقطع سفر المعتمر بوصوله إلى مكة، فلا يلزمه الإمساك إذا قدم مفطراً، بل قد نقول له: الأفضل إذا كان ذلك أقوى على أداء العمرة أن لا تصوم، مادمت إذا أديت العمرة تعبت، وقد يكون بعض الناس مستمرًّا على صيامه حتى في السفر، نظراً لأن الصيام في السفر في الوقت الحاضر ليس به مشقة، فيستمر في سفره صائماً، ثم يقدم مكة ويكون متعباً، فيقول في نفسه: هل أستمر على صيام، أو أؤجل أداء العمرة إلى ما بعد الفطر؟ أي إلى الليل، أو الأفضل أن أفطر لأجل أن أؤدي العمرة فور وصولي إلى مكة؟ نقول له في هذه الحال: الأفضل أن تفطر حتى لو كنت صائماً فأفطر لأجل أن تؤدي العمرة فور وصولك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة وهو في النسك بادر إلى المسجد، حتى كان ينيخ راحلته صلى الله عليه وسلم عند المسجد، ويدخله حتى يؤدي النسك الذي كان متلبساً به صلى الله عليه وسلم، فكونك تفطر لتؤدي العمرة بنشاط في النهار أفضل من كونك تبقى صائماً، ثم إذا أفطرت في الليل قضيت عمرتك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صائماً في سفره لغزوة الفتح، فجاء إليه أناس فقالوا: يا رسول الله إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنهم ينتظرون ماذا تفعل؟ وكان هذا بعد العصر، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فشرب، والناس ينظرون، فأفطر صلى الله عليه(1/2094)
وسلم في أثناء السفر، بل أفطر في آخر اليوم، كل هذا من أجل أن لا يشق الإنسان على نفسه بالصيام، وتكلف بعض الناس في الصوم في السفر مع المشقة لا شك أنه خلاف السنة، وإنه ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه وسلم «ليس من البر الصيام في السفر».
(105) س: كيف يصوم من سفره مستمر مثل أصحاب الشاحنات؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن الله تعالى قد بين حكم هذه المسألة في قوله: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } فسائق الشاحنة مادام مسافراً فله أن يترخص بجميع رخص السفر من القصر والجمع، والفطر في رمضان، والمسح على الخفين ثلاثة أيام وغيرها مما هو معروف في أحكام السفر.
وعلى هذا فنقول: يجوز له أن يفطر في هذه الحال ولو كان دائماً يسافر في هذه السيارة؛ لأنه مادام له مكان يأوي إليه وأهل يأوي إليهم، فهو إذا فارق هذا المكان وأولئك الأهل فهو مسافر، وعلى هذا فيجوز له أن يفعل ما يفعله المسافرون، فإن الله تعالى قد أطلق في الا?ية فقال: {أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ولم يقيده بشيء، فما أطلقه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب العمل بمطلقه.
فإذا قال: كيف أصنع وأنا دائماً في هذه المهنة أسافر دائماً صيفاً وشتاءً؟(1/2095)
فنقول له: إذا كنت في أهلك في رمضان يجب عليك أن تصوم، وإذا كنت في غير أهلك فأنت مسافر، ولا يجب عليك أن تصوم، ثم إنه من الممكن أن نقول بأن لك فائدة عظيمة، وهي أنك بدلاً من أن تصوم في هذا الحر الشديد تصوم في أيام الشتاء القصيرة المدة الباردة الجو، وذلك أسهل لك من الصيام في السفر في مثل هذه الأيام الطويلة الشديدة الحر، والله أعلم.
(124) س : ما القول في قوم ينامون طوال نهار رمضان، وبعضهم يصلي مع الجماعة، وبعضهم لا يصلي، فهل صيام هؤلاء صحيح؟
فأجاب فضيلته بقوله: صيام هؤلاء مجزىء تبرأ به الذمة، ولكنه ناقص جداً، ومخالف لمقصود الشارع في الصيام، لأن الله سبحانه وتعالى قال: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
ومن المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل، ولا من ترك العمل بالزور، وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فرضية الصوم، ومن العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار، ويسهرون طول الليل، وربما يسهرون الليل على لغو لا فائدة لهم منه، أو على أمر محرم، يكسبون به إثماً، ونصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يستعينوه على أداء الصوم على الوجه الذي يرضاه، وأن يستغلوه بالذكر وقراءة القرآن، والصلاة والإحسان إلى الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
(136) س : هل كل يوم يصام في رمضان يحتاج إلى نية أم تكفي نية صيام الشهر كله؟(1/2096)
فأجاب فضيلته بقوله: يكفي في رمضان نية واحدة من أوله، لأن الصائم وإن لم ينو كل يوم بيومه في ليلته فقد كان ذلك في نيته من أول الشهر، ولكن لو قطع الصوم في أثناء الشهر لسفر أو مرض أو نحوه وجب عليه استئناف النية، لأنه قطعها بترك الصيام للسفر والمرض ونحوهما.
(130) س : رجل نام وبعد نومه أعلن عن ثبوت رؤية هلال رمضان، ولم يكن قد بيّت نية الصوم وأصبح مفطراً لعدم علمه بثبوت الرؤية، فما هو الواجب عليه؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا الرجل نام أول ليلة من رمضان قبل أن يثبت الشهر، ولم يبيت نية الصوم، ثم استيقظ وعلم بعد أن طلع الفجر أن اليوم من رمضان فإنه إذا علم يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء عند جمهور أهل العلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: إن النية تتبع العلم، وهذا لم يعلم فهو معذور في ترك تبييت النية، وعلى هذا فإذا أمسك من حين علمه فصومه صحيح ولا قضاء عليه، وأما جمهور العلماء فقالوا: إنه يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء، وعللوا ذلك بأنه فاته جزء من اليوم بلا نية، ولا شك أن الاحتياط في حقه أن يقضي هذا اليوم.
(132) س : إذا دخل شهر رمضان هل تكون النية في أول الشهر أم في كل ليلة؟(1/2097)
فأجاب فضيلته بقوله: الحقيقة أنه عندما يتكلم بعض الناس عن النية وما أدراك ما النية، أنا لا أدري ما هو معنى النية عنده؟ النية إذا قام الإنسان في آخر الليل وأكل وشرب أليس هذا نية؟ النية ليست شيئاً يعمل ويحتسب له، بمجرد ما يفعل الإنسان الفعل فقد نواه، اللهم إلا رجلاً مجنوناً لا يدري ما يفعل، أو إنساناً مغمى عليه أو نائماً، أما إنسان عاقل باختياره يفعل الفعل، فإن مجرد فعله لذلك نية فلا حاجة إلى شيء يعمل، حتى إن بعض العلماء يقول: لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان تكليفاً بما لا يطاق، وصدق لو قيل لك: توضأ ولا تنوي، وصل ولا تنوي، وصم ولا تنوي، وكل ولا تنوي ما تستطيع، فالنية ما هي شيء شديد، بمجرد ما يقوم الإنسان ويأكل ويشرب فقد نوى.
(138) س : رجل مسافر وصائم في رمضان نوى الفطر، ثم لم يجد ما يفطر به ثم عدل عن نيته، وأكمل الصوم إلى المغرب، فما صحة صومه؟
فأجاب فضيلته بقوله: صومه غير صحيح، يجب عليه القضاء، لأنه لما نوى الفطر أفطر. أما لو قال: إن وجدت ماءً شربت وإلا فأنا على صومي. ولم يجد الماء، فهذا صومه صحيح، لأنه لم يقطع النية، ولكنه علق الفطر على وجود الشيء، ولم يوجد الشيء فيبقى على نيته الأولى.
(143) س : رجل نوى قطع صيامه في شهر رمضان بالفطر، ثم تراجع عن نيته فما الحكم؟(1/2098)
فأجاب فضيلته بقوله: يعتبر صومه الذي نوى قطعه قد انقطع، ولا يصح منه، وعليه أن يقضي بدل ذلك اليوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى» فهذا الرجل لما نوى قطعه انقطع، ولا يصح أن يعيد النية من أثناء النهار، لأن الصوم الواجب لا يكون صحيحاً إلا إذا نواه من أول اليوم من قبل طلوع الفجر، لقول الله تعالى: {فَالنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }. وهذا الرجل الذي لم ينو النية الجديدة إلا في أثناء النهار لا يقال: إنه صام يوماً، بل يقال: إنه نوى الصوم في أثناء النهار، والصوم الواجب لابد أن يكون من قبل طلوع الفجر.
(145) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن مفسدات الصوم؟(1/2099)
فأجاب فضيلته بقوله: مفسدات الصوم هي المفطرات، وهي الجماع، والأكل، والشرب، وإنزال المني بشهوة، وما بمعنى الأكل والشرب، والقيء عمداً، وخروج الدم بالحجامة، وخروج دم الحيض والنفاس، هذه ثمانية مفطرات، أما الأكل والشرب والجماع فدليلها قوله تعالى: {فالنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } وأما إنزال المني بشهوة فدليله قوله تعالى في الحديث القدسي في الصائم: «يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» وإنزال المني شهوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر» والذي يوضع إنما هو المني الدافق، ولهذا كان القول الراجح أن المذي لا يفسد الصوم حتى وإن كان بشهوة ومباشرة بغير جماع.
الخامس: ما كان بمعنى الأكل والشرب، وهو الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، لأن هذه وإن كانت ليست أكلاً ولا شرباً لكنها بمعنى الأكل والشرب حيث يستغنى بها عنهما، وما كان بمعنى الشيء فله حكمه، ولذلك يتوقف بقاء الجسم على تناول هذه الإبر، بمعنى أن الجسم يبقى متغذياً على هذه الإبر، وإن كان لا يتغذى بغيرها.
أما الإبر التي لا تغذي ولا تقوم مقام الأكل والشرب فهذه لا تفطر، سواء تناولها الإنسان في الوريد، أو في العضلات، أو في أي مكان من بدنه.(1/2100)
السادس: القيء عمداً، أي أن يتقيأ الإنسان ما في بطنه حتى يخرج من فمه، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من استقاء عمداً فليقض، ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه» والحكمة في ذلك أنه إذا تقيأ فرغ بطنه من الطعام، واحتاج البدن إلى ما يرد عليه هذا الفراغ، ولهذا نقول: إذا كان الصوم فرضاً فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقيأ لأنه إذا تقيأ أفسد صومه الواجب.
السابع: وهو خروج الدم بالحجامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم».
وأما الثامن: وهو خروج دم الحيض والنفاس، فلقول النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة: «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم». وقد أجمع أهل العلم على أن الصوم لا يصح من الحائض، ومثلها النفساء.(1/2101)
وهذه المفطرات وهي مفسدات الصوم لا تفسده إلا بشروط ثلاثة، وهي: العلم، والذكر، والقصد، أي أن الصائم لا يفسد صومه بهذه المفسدات إلا بشروط ثلاثة: أن يكون عالماً بالحكم الشرعي، وعالماً بالحال أي بالوقت، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي أو بالوقت فصيامه صحيح، لقول الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }، فقال الله تعالى: «قد فعلت»، ولقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَاكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ولثبوت السنة في ذلك. ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ أنه لما نزل قوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } جعل تحت وسادته عقالين أبيض وأسود، وجعل ينظر إليهما، فلما تبين له الأبيض من الأسود أمسك، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما صنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل» ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء، لأنه كان جاهلاً بالحكم، حيث فهم الا?ية على غير المراد بها.(1/2102)
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس» ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقضاء؛ لأنهم كانوا جاهلين بالوقت حيث ظنوا أنهم في وقت يحل فيه الفطر. لكن متى علم أن الشمس لم تغرب وجب عليه الإمساك حتى تغرب، ومثل ذلك لو أكل بعد طلوع الفجر يظن أن الفجر لم يطلع، ثم تبين أنه طلع فإنه لا قضاء عليه، لكن متى علم أن الفجر لم يطلع وجب عليه الإمساك.
وأما الذكر فضده النسيان، فمن تناول شيئاً من المفطرات ناسياً فصيامه صحيح تام، لقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه» لكن متى تذكر، أو ذكره أحد وجب عليه الإمساك.
وأما القصد فهو الاختيار، وضده الإكراه وعدم القصد، فمن أكره على شيء من المفطرات ففعل فلا إثم عليه، وصيامه صحيح، لقوله تعالى: {وَلَاكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ولأن الله رفع حكم الكفر عمن أكره عليه فما دونه من باب أولى. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» وهو حديث حسن تشهد له النصوص، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من ذرعه القيء ـ أي غلبه ـ فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض» أخرجه الخمسة إلا النسائي وصححه الحاكم. ومن حصل له شيء من المفطرات بلا قصد فصومه صحيح ولا إثم عليه، مثل أن يتمضمض فيبلع شيئاً من الماء بلا قصد.(1/2103)
(151) س : يعتقد بعض الصائمين الذين ابتلاهم الله بشرب الدخان أن تعاطي الدخان في نهار رمضان ليس من المفطرات، لأنه ليس أكلاً ولا شرباً فما رأي فضيلتكم في هذا القول؟
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أنه قول لا أصل له، بل هو شرب، وهم يقولون: إنه يشرب الدخان، ويسمونه شرباً، ثم إنه لا شك يصل إلى المعدة وإلى الجوف، وكل ما وصل إلى المعدة والجوف فإنه مفطر، سواء كان نافعاً أم ضارًّا، حتى لو ابتلع الإنسان خرزة سبحة مثلاً، أو شيئاً من الحديد، أو غيره فإنه يفطر، فلا يشترط في المفطر، أو في الأكل والشرب أن يكون مغذياً، أو أن يكون نافعاً، فكل ما وصل إلى الجوف فإنه يعتبر أكلاً وشرباً، وهم يعتقدون بل هم يعرفون أن هذا شرب ولكن يقولون هذا ـ إن كان أحد قد قاله مع إني أستبعد أن يقوله أحد ـ لكن إن كان أحد قد قاله فإنما هو مكابر، ثم إنه بهذه المناسبة أرى أن شهر رمضان فرصة لمن صدق العزيمة، وأراد أن يتخلص من هذا الدخان الخبيث الضار، أرى أنها فرصة لأنه سوف يكون ممسكاً عنه طول نهار رمضان، وفي الليل بإمكانه أن يتسلى عنه بما أباح الله له من الأكل والشرب والذهاب يميناً وشمالاً إلى المساجد، وإلى الجلساء الصالحين، وأن يبتعد عمّن ابتلوا بشربه، فهو إذا امتنع عنه خلال الشهر فإن ذلك عون كبير على أن يدعه في بقية العمر، وهذه فرصة يجب أن لا تفوت المدخنين.
(153) س : ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضاً؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا بأس أن يستعمل الصائم التحاميل التي تجعل في الدبر إذا كان مريضاً، لأن هذا ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، والشارع إنما حرم علينا الأكل أو الشرب، فما كان قائماً مقام الأكل والشرب أعطي حكم الأكل والشرب، وما ليس كذلك فإنه لا يدخل في الأكل والشرب لفظاً ولا معنى، فلا يثبت له حكم الأكل والشرب، والله أعلم.(1/2104)
(155) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: قطرة العين والأنف والاكتحال والقطرة في الأذن هل تفطر الصائم؟
فأجاب فضيلته بقوله: جوابنا على هذا أن نقول: قطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة فإنها تفطر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث لقيط بن صبرة: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» فلا يجوز للصائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته، وأما ما لا يصل إلى ذلك من قطرة الأنف فإنها لا تفطر.
وأما قطرة العين ومثلها أيضاً الاكتحال وكذلك القطرة في الأذن فإنها لا تفطر الصائم، لأنها ليست منصوصاً عليها، ولا بمعنى المنصوص عليه، والعين ليست منفذاً للأكل والشرب، وكذلك الأذن فهي كغيرها من مسام الجسد، وقال أهل العلم: لو لطخ الإنسان قدميه ووجد طعمه في حلقه لم يفطره ذلك، لأن ذلك ليس منفذاً، وعليه فإذا اكتحل، أو قطر في عينه، أو قطر في أذنه لا يفطر بذلك ولو وجد طعمه في حلقه، ومثل هذا لو تدهن بدهن للعلاج، أو لغير العلاج فإنه لا يضره، وكذلك لو كان عنده ضيق تنفس فاستعمل هذا الغاز الذي يبخ في الفم لأجل تسهيل التنفس عليه فإنه لا يفطر، لأن ذلك لا يصل إلى المعدة، فليس أكلاً ولا شرباً، والله أعلم.
(158) س سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم هل يفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الجواب على السؤال أن هذا البخاخ الذي تستعمله يتبخر ولا يصل إلى المعدة فحينئذ نقول: لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك، لأنه كما قلنا: لا يدخل منه إلى المعدة أجزاء، لأنه شيء يتطاير ويتبخر ويزول، ولا يصل منه جرم إلى المعدة حتى نقول: إن هذا مما يوجب الفطر، فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم، ولا يبطل الصوم بذلك.
(161) س : يوجد عند بعض الناس المصابين بالحساسية ـ ضيق النفس ـ بخاخ يستعمله حينما يحس بالنوبة فهل إذا استعمل في نهار رمضان يفطر به؟(1/2105)
فأجاب فضيلته بقوله: هذا البخاخ إن كان مجرد بخار لا يصل إلى المعدة فلا يضر، وأما إذا كان يصل إلى المعدة فإنه يفطر ولا يجوز استعماله إلا للضرورة والمشقة بتركه، وإذا استعمله عند الضرورة والمشقة بتركه فإنه يكون بذلك مفطراً يأكل ويشرب، فإن كان يرجو زوال هذا المرض أو خفته انتظر حتى يتمكن من الصيام فيصوم، وإن كان هذا المرض مستمرًّا معه كان بمنزلة الكبير فيطعم عن كل يوم مسكيناً بدلاً عن الصيام.
(165) س: هل الإبر والحقن العلاجية في نهار رمضان تؤثر على الصيام؟
فأجاب فضيلته بقوله: الإبر العلاجية قسمان:
أحدهما: ما يقصد به التغذية ويستغنى به عن الأكل والشرب، لأنها بمعناه، فتكون مفطرة، لأن نصوص الشرع إذا وجد المعنى الذي تشتمل عليه صورة من الصور، حكم على هذه الصورة بحكم ذلك النص.
القسم الثاني: الإبر التي لا تغذي أي لا يستغنى بها عن الأكل والشرب فهذه لا تفطر، لأنه لا ينالها النص لفظاً ولا معنى، فهي ليست أكلاً ولا شراباً، ولا بمعنى الأكل ولا الشرب، والأصل صحة الصيام حتى يثبت ما يفسده بمقتضى الدليل الشرعي.
(173) س: هل استنشاق الطيب كالبخور والعود يؤثر على الصائم يفسد صومه أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: أما الأطياب التي ليس لها جرم يدخل إلى الأنف فهذه لا تفطر، وأما البخور الذي له دخان يتصاعد فإنه إذا استنشقه الإنسان حتى وصل إلى جوفه يفطر بذلك لأنه له جرماً يدخل إلى الجوف بخلاف الأطياب السائلة التي يشمها الإنسان فقط، فهذه ليس لها جرم يصل إلى الجوف، وأما مجرد التبخر بالعود فهذا لا بأس به.
(193) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن رجل صائم داعب امرأته فخرج المذي فماذا عليه؟ هل يعيد الصيام أم يكمله أم ماذا؟(1/2106)
فأجاب فضيلته بقوله: إذا داعب الصائم امرأته في فريضة أو نافلة فنزل منه المذي فإن صومه لا يفسد، لا الفرض ولا النفل. فالصوم صحيح ولا حرج عليه ، أما إذا نزل منه المني فإنه يفسد صومه، سواء كان ذلك في فريضة أم نافلة، ولا يحل لإنسان أن يداعب زوجته إذا عرف من نفسه أنه ينزل بهذه المداعبة، لأن بعض الناس يكون سريع الإنزال فبمجرد ما يداعب المرأة، أو يقبلها مثلاً أو ما أشبه ذلك ينزل. فنقول لهذا الرجل: لا يحل لك أن تداعب امرأتك مادمت تخشى أن تنزل.
(166) س: هناك أمور استجدت في رمضان كالقطرة والإبرة فما هو حكمها في رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الأمور التي جدت قد جعل الله تعالى في الشريعة الإسلامية حلها من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة تنقسم إلى قسمين:
1 ـ قسم ينص على حكم الشيء بعينه.
2 ـ قسم يكون قواعد وأصولاً عامة، يدخل فيها كل ما جد وما حدث من الجزئيات.
فمثلاً مفطرات الصائم التي نص الله عليها في كتابه هي الأكل والشرب والجماع كما قال الله تعالى: {فَالنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }.
وجاءت السنة بمفطرات أخرى كالقيء عمداً والحجامة.(1/2107)
وإذا نظرنا إلى هذه الإبرة التي حدثت الا?ن وجدنا أنها لا تدخل في الأكل ولا الشرب، وأنها ليست بمعنى الأكل ولا بمعنى الشرب، وإذا لم تكن أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب فإنها لا تؤثر على الصائم، لأن الأصل أن صومه الذي ابتدأه بمقتضى الشريعة صوم صحيح، حتى يوجد ما يفسده بمقتضى الشريعة، ومن ادعى أن هذا الشيء يفطر الصائم مثلاً قلنا له: ائت بالدليل، فإن أتى بالدليل، وإلا فالأصل صحة الصوم وبقاؤه، وبناء على ذلك نقول:
الإبر نوعان: نوع يقوم مقام الأكل والشرب بحيث يعوض المريض عن الطعام والشراب فهذا يفطر الصائم لأنه بمعنى الأكل والشرب، والشريعة لا تفرق بين متماثلين، بل تجعل للشيء حكم نظيره.
والنوع الثاني: إبر لا يستعاض بها عن الأكل والشرب، ولكنها للمعالجة وتنشيط الجسم وتقويته، فهذه لا تضر، ولا تؤثر شيئاً على الصيام، سواء تناولها الإنسان عن طريق العضلات، أو عن طريق الوريد، وسواء وجد أثرها في حلقه أم لم يجده، لأن الأصل كما ذكرنا آنفاً صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده.
أما الكحل والقطرة في العين فلا يؤثر ذلك على الصائم مطلقاً، لأنه كما مر علينا في القاعدة أن ما ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب فإنه لا يؤثر على الصائم استعماله.
(198) س : ما هو ضابط الدم الخارج من الجسد المفسد للصوم؟ وكيف يفسد الصوم؟
فأجاب فضيلته بقوله: الدم المفسد للصوم هو الدم الذي يخرج بالحجامة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم» ويقاس على الحجامة ما كان بمعناها مما يفعله الإنسان باختياره، فيخرج منه دم كثير يؤثر على البدن ضعفاً، فإنه يفسد الصوم كالحجامة، لأن الشريعة الإسلامية لا تفرق بين الشيئين المتماثلين، كما أنها لا تجمع بين الشيئين المفترقين.(1/2108)
أما ما خرج من الإنسان بغير قصد كالرعاف، وكالجرح للبدن من السكين عند تقطيع اللحم، أو وطئه على زجاجة أو ما أشبه ذلك، فإن ذلك لا يفسد الصوم ولو خرج منه دم كثير، كذلك لو خرج دم يسير لا يؤثر كتأثير الحجامة: كالدم الذي يؤخذ للتحليل فلا يفسد الصوم أيضاً.
(205) سهل يبطل الصوم بالرعاف؟ وكذلك خروج الدم بخلع الضرس؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم خروج ذلك لأنه بغير قصد منه، فلو أرعف أنفه وخرج منه دم كثير فإن صومه صحيح، ولا حرج عليه أيضاً في خلع الضرس، لأنه لم يخلع ضرسه ليخرج الدم، وإنما خلع ضرسه للتأذي منه، فهو إنما يريد إزالة هذا الضرس، ثم إن الغالب أن الدم الذي يخرج من الضرس أنه دم يسير فلا يكون له معنى الحجامة.
(206) س : التبرع بالدم هل يفطر الصائم، وإذا أخذ شيء من الدم لغرض التشخيص؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا أخذ الإنسان شيئاً من الدم قليلاً لا يؤثر في بدنه ضعفاً فإنه لا يفطر بذلك، سواء أخذه للتحليل، أو لتشخيص المرض، أو أخذه للتبرع به لشخص يحتاج إليه.
أما إذا أخذ من الدم كمية كبيرة يلحق البدن بها ضعف فإنه يفطر بذلك، قياساً على الحجامة التي ثبتت السنة بأنها مفطرة للصائم.
وبناء على ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يتبرع بهذه الكمية من الدم وهو صائم صوماً واجباً، إلا أن يكون هناك ضرورة فإنه في هذا الحال يتبرع به لدفع الضرورة، ويكون مفطراً يأكل ويشرب بقية يومه، ويقضي بدل هذا اليوم.
وذكرت هذا التفصيل وإن كان السؤال يختص بنهار رمضان، وبناء على ذلك فإنه إذا كان صائماً في نهار رمضان فإنه لا يجوز أن يتبرع بدم كميته كثيرة، بحيث يلحق بدنه منها ضعف إلا عند الضرورة فإنه يتبرع بذلك.
(210) س : ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره (برواز) متوسط؟(1/2109)
فأجاب فضيلته بقوله: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه، لأنه مما تدعو الحاجة إليه، وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر.
(267) س : إذا تسحر الصائم معتقداً أنه ليل فتبين بعد ذلك أن الفجر قد طلع فما حكم صيامه ذلك اليوم؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا تسحر الصائم معتقداً أنه ليل فتبين بعد ذلك أن الفجر قد طلع فصيامه صحيح، لأن الله تعالى يقول: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس». ولم تذكر أنهم أمروا بالقضاء، وفي هذا دليل على أن الجاهل لا يفسد صومه.
(262) س: هل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه، ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة ولا تفطر به إذا لم يدخل جوفك شيء منه.
(291) س : في شهر رمضان يكون إقلاع بعض الرحلات وقت أذان المغرب فنفطر ونحن على الأرض وبعد الإقلاع والارتفاع عن مستوى الأرض نشاهد قرص الشمس ظاهراً فهل نمسك أم نكمل إفطارنا؟(1/2110)
فأجاب فضيلته بقوله: لا تمسك، لأنك أفطرت بمقتضى الدليل الشرعي، لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من هاهنا ـ وأشار إلى المشرق ـ وأدبر النهار من هاهنا ـ وأشار إلى المغرب ـ وغربت الشمس فقد أفطر الصائم».
(306) س: ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان؟
فأجاب فضيلته بقوله: إن كان ممن يباح له الفطر ولها، كما لو كانا مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين، أما إذا كانا مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم، وعليه مع القضاء عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وزوجته مثله إن كانت مطاوعة، أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها.
(237) س : إذا رؤي صائم يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فهل يذكر أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان فإنه يجب عليه أن يذكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سها في صلاته: «فإذا نسيت فذكروني» والإنسان الناسي معذور لنسيانه. لكن الإنسان الذاكر الذي يعلم أن هذا الفعل مبطل لصومه ولم ينكر عليه يكون مقصراً، لأن هذا هو أخوه فيجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
والحاصل أن من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فإنه يذكره، وعلى الصائم أن يمتنع من الأكل فوراً، ولا يجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه. بل لو كان في فمه ماء، أو شيء من طعام فإنه يجب عليه أن يلفظه، ولا يجوز له ابتلاعه بعد أن ذكر، أو ذكر أنه صائم.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أبين أن المفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاث حالات:(1/2111)
الأولى: إذا كان ناسياً. الثانية: إذا كان جاهلاً. الثالثة: إذا كان غير قاصد.
فإذا نسي فأكل أو شرب فصومه تام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» وإذا أكل أو شرب يظن أن الفجر لم يطلع، أو يظن أن الشمس قد غربت، ثم تبين أن الأمر خلاف ظنه، فإن صومه صحيح لحديث أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: «أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم غيم ثم طلعت الشمس»، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقضاء» ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلينا، لأنه إذا أمرهم به صار من شريعة الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بالغة إلى يوم القيامة.
وكذلك إذا لم يقصد فعل ما يفطر فإنه لا يفطر، كما لو تمضمض فنزل الماء إلى جوفه، فإنه لا يفطر بذلك لأنه غير قاصد.
وكما لو احتلم وهو صائم فأنزل فإنه لا يفسد صومه؛ لأنه نائم غير قاصد، وقد قال الله عز وجل: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَاكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }.
(269) س : ما حكم الأكل والشرب والمؤذن يؤذن، أو بعد الأذان بوقت يسير ولاسيما إذا لم يعلم طلوع الفجر تحديداً؟(1/2112)
فأجاب فضيلته بقوله: الحد الفاصل الذي يمنع الصائم من الأكل والشرب هو طلوع الفجر، لقول الله تعالى: {فَالنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر».
فالعبرة بطلوع الفجر، فإذا كان المؤذن ثقة ويقول: إنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر، فإنه إذا أذن وجب الإمساك بمجرد سماع أذانه، وأما إذا كان المؤذن يؤذن على التحري فإن الأحوط للإنسان أن يمسك عند سماع أذان المؤذن، إلا أن يكون في برية ويشاهد الفجر، فإنه لا يلزمه الإمساك ولو سمع الأذان حتى يرى الفجر طالعاً، إذا لم يكن هناك مانع من رؤيته، لأن الله تعالى علق الحكم على تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال في أذان ابن أم مكتوم ـ رضي الله عنه ـ: «فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر».
وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض المؤذنين، وهي أنهم يؤذنون قبل الفجر بخمس دقائق، أو أربع دقائق زعماً منهم أن هذا من باب الاحتياط للصوم:(1/2113)
وهذا احتياط نصفه بأنه تنطع، وليس احتياطاً شرعيًّا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» وهو احتياط غير صحيح، لأنهم إن احتاطوا للصوم أساؤوا في الصلاة، فإن كثيراً من الناس إذا سمع المؤذن قام فصلى الفجر، وحينئذ يكون هذا الذي قام على سماع أذان المؤذن الذي أذن قبل صلاة الفجر يكون قد صلى الصلاة قبل وقتها، والصلاة قبل وقتها لا تصح، وفي هذا إساءة للمصلين، ثم إن فيه أيضاً إساءة إلى الصائمين، لأنه يمنع من أراد الصيام من تناول الأكل والشرب مع إباحة الله له ذلك، فيكون جانياً على الصائمين حيث منعهم ما أحل الله لهم، وعلى المصلين حيث صلوا قبل دخول الوقت، وذلك مبطل لصلاتهم.
فعلى المؤذن أن يتقي الله عز وجل، وأن يمشي في تحريه للصواب على ما دل عليه الكتاب والسنة. والله الموفق.
(327) س : ما حكم بلع الصائم البلغم أو النخامة؟
فأجاب فضيلته بقوله: البلغم أو النخامة إذا لم تصل إلى الفم فإنها لا تفطر، قولاً واحداً في المذهب، فإن وصلت إلى الفم ثم ابتلعها ففيه قولان لأهل العلم:
منهم من قال: إنها تفطر، إلحاقاً لها بالأكل والشرب.
ومنهم من قال: لا تفطر، إلحاقاً لها بالريق، فإن الريق لا يبطل به الصوم، حتى لو جمع ريقه وبلعه، فإن صومه لا يفسد.
وإذا اختلف العلماء فالمرجع الكتاب والسنة، وإذا شككنا في هذا الأمر هل يفسد العبادة أو لا يفسدها؟ فالأصل عدم الإفساد وبناء على ذلك يكون بلع النخامة لا يفطر.
والمهم أن يدع الإنسان النخامة ولا يحاول أن يجذبها إلى فمه من أسفل حلقه، ولكن إذا خرجت إلى الفم فليخرجها، سواء كان صائماً أم غير صائم. أما التفطير فيحتاج إلى دليل يكون حجة للإنسان أمام الله عز وجل في إفساد الصوم.
(318) س : هل الريق يفطر الصائم إذا بلعه؟
فأجاب فضيلته بقوله: الريق لا يفطر الصائم إذا بلعه.
(316) س : الذي يجامع زوجته في القضاء وهي تقضي بإذنه هل هو آثم؟ وهل عليها الكفارة؟ وهل هو من الكبائر؟(1/2114)
فأجاب فضيلته بقوله: نعم هو آثم؛ لأنه أفسد عليها صومها الذي أذن فيه، لكن ليس فيه كفارة عليها، لأن الصوم قضاء، ولا عليه لأنه مفطر. ولا أعلم فيه وعيداً خاصًّا، والذنب إذا لم يكن فيه وعيد خاص فلا يكون من الكبائر.
(320) س : ما حكم استعمال السواك للصائم؟ وكذلك استعمال الفرشاة والمعجون؟
فأجاب فضيلته بقوله: السواك للصائم سنة في أول النهار وآخره، ولا أعلم حجة مستقيمة لمن قال إنه يكره أن يتسوك الصائم بعد الزوال، لأن الأدلة في مشروعية السواك عامة، ليس فيها ما يدل على التخصيص، وقد أورد البخاري تعليقاً عن عامر بن ربيعة ـ رضي الله عنه ـ قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم»، وعلى هذا فالتسوك للصائم مشروع، كما أنه مشروع لغيره أيضاً.
وأما استعمال الفرشاة والمعجون للصائم فلا يخلو من حالين:
أحدهما: أن يكون قويًّا ينفذ إلى المعدة، ولا يتمكن الإنسان من ضبطه، فهذا محظور عليه، ولا يجوز له استعماله، لأنه يؤدي إلى فساد الصوم، وما كان يؤدي إلى محرم فهو محرم، وفي حديث لقيط بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً» فاستثنى الرسول صلى الله عليه وسلم من المبالغة في الاستنشاق حال الصوم، لأنه إذا بالغ في الاستنشاق وهو صائم فإن الماء قد يتسرب إلى جوفه فيفسد بذلك صومه، فنقول: إنه إذا كانت المعجونات قوية بحيث تنفذ إلى معدته فإنه لا يجوز له استعمالها في هذه الحال، أو على الأقل نقول له: إنه يكره.
الحال الثانية: إذا كانت ليست بتلك القوة ويمكنه أن يتحرز منها، فإنه لا حرج عليه في استعمالها، لأن باطن الفم في حكم الظاهر، ولهذا يتمضمض الإنسان بالماء ولا يضره، فلو كان داخل الفم في حكم الباطن لكان الصائم يمنع من أن يتمضمض.
(330) س : ما حكم من يستعمل المرطبات إذا كان في أنفه وشفتيه نشوفة وجفافاً؟(1/2115)
فأجاب فضيلته بقوله: يجد بعض الصوام نشوفة في أنفه ونشوفة في شفتيه فلا بأس أن يستعمل الإنسان ما يندي الشفتين والأنف من مرهم، أو يبله بالماء بخرقة أو شبه ذلك، ولكن يحترز من أن يصل شيء إلى جوفه من هذا الذي أزال به النشوفة، وإذا وصل شيء من غير قصد فلا شيء عليه، كما لو تمضمض فوصل إلى جوفه فإنه لا يفطر بهذا.
(359) س : إذا أخر قضاء الصوم ثم أتى رمضان الثاني دون عذر فهل يلزمه شيء مع الأداء؟
فأجاب فضيلته بقوله: القول الراجح أنه لا يلزمه إلا القضاء فقط، وأنه لا يلزمه الإطعام لعموم قوله: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } فذكر الله تعالى عدة من أيام أخر ولم يذكر إطعاماً، والأصل براءة الذمة حتى يقوم دليل يدل على الوجوب، لكن يحرم عليه تأخير القضاء إلى رمضان الثاني إلا من عذر.
(181) س : إذا استعملت المرأة الدهون وهي صائمة فهل عليها شيء؟
فأجاب فضيلته بقوله: ليس على المرأة شيء إذا استعملت الدهون في وجهها، أو غيره بما يجمله أو لا يجمله، المهم أن الدهون هذه بجميع أنواعها سواء في الوجه، أو في الظهر، أو في أي مكان لا تؤثر على الصائم ولا تفطره، والله أعلم.
(182) س: ما حكم استخدام أدوات المكياج والكحل والطيب والسواك واستعمال الفرشاة والمعجون أثناء الصيام؟(1/2116)
فأجاب فضيلته بقوله: استخدام الكحل أثناء الصيام لا يفطر، وذلك لأنه لا دليل على أن الصائم إذا اكتحل يفطر، وكذلك استعمال المكياج وغيره مما تتجمل به المرأة، ولكن المكياج حسب ما أعلم يضر بالمرأة على المدى الطويل، وعلى هذا لا ينبغي أن تستعمله إلا بعد مراجعة الطبيب واستشارته، وكذلك لا حرج على المرأة أن تتطيب وهي صائمة، سواء كان ذلك بالبخور، أو بالدهون، إلا أن البخور لا يستنشقه الصائم، لأنه إذا استنشقه ربما يدخل الدخان إلى جوفه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً». وأما التسوك فهو سنة للصائم كغيره في أول النهار وآخره، وكذلك استعمال الفرشاة، ولكن الفرشاة لا ينبغي استخدامها في حال الصوم، لأن لها نفوذاً قويًّا، فأخشى إذا استعملها الإنسان مع المعجون أن يتسرب شيء من هذا المعجون إلى جوفه، فيكون في ذلك خلل على صيامه.
(114) س: إذا شق الصيام على المرأة المرضع فهل يجوز لها الفطر؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يجوز لها أن تفطر إذا شق الصيام عليها، أو إذا خافت على ولدها من نقص إرضاعه، فإنه في هذه الحال يجوز لها أن تفطر، وتقضي عدد الأيام التي أفطرتها.
(222) س هل يجوز استعمال حبوب منع الحيض للمرأة في رمضان أم لا؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أن المرأة لا تستعمل هذه الحبوب لا في رمضان ولا في غيره، لأنه ثبت عندي من تقرير الأطباء أنها مضرة جداً على المرأة على الرحم والأعصاب والدم، وكل شيء مضر فإنه منهي عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».
(329) س : هل يبطل الصوم بتذوق الطعام؟
فأجاب فضيلته بقوله: لا يبطل الصوم ذوق الطعام إذا لم يبتلعه، ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة إليه، وفي هذه الحال لو دخل منه شيء إلى بطنك بغير قصد فصومك لا يبطل.
(48) س: فتاة أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها وتركت الصيام جهلاً منها بأن البلوغ يحصل بذلك فما الحكم؟(1/2117)
فأجاب فضيلته بقوله: هذه الفتاة التي أتاها الحيض وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك ليس عليها إثم حين تركت الصيام في تلك السنة؛ لأنها جاهلة، والجاهل لا إثم عليه، لكن حين علمت أن الصيام واجب عليها فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء ذلك الشهر، الذي أتاها بعد أن حاضت، فإن المرأة إذا بلغت وجب عليها الصوم، وبلوغ المرأة يحصل بواحد من أمور أربعة، إما أن يتم لها خمس عشرة سنة، وإما أن تنبت عانتها، وإما أن تنزل، وإما أن تحيض. فإذا حصل واحد من هذه الأربعة فقد بلغت وكلفت ووجبت عليها العبادات كما تجب على الكبير.
(113) س: امرأة حامل وفي شهرها الثامن وصامت وفي يوم من شهر رمضان كان شديد الحرارة ولم تفطر، وكان الجنين في بطنها يتحرك بشدة وبعد أسبوع خرج ميتاً، فهل على الأم شيء؟ نرجو من سماحتكم الجواب. وتوجيه المرأة الحامل وبيان حكم صيامها؟(1/2118)
فأجاب فضيلته بقوله: الحمد لله رب العالمين، لا شك أن هذه المرأة الحامل التي صامت والصوم يشق عليها أنها أخطأت، وأنها خالفت الرخصة التي رخص الله لها فيها، وإذا تبين أن موت الجنين من هذا الفعل فإنها تكون ضامنة له، ويجب عليها الكفارة أيضاً وهي عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، وليس فيها إطعام، والمراد بالقتل خطأ، لأن القاتل عمداً والعياذ بالله لا كفارة له، فإن الله يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً عَذَاباً عَظِيماً } هذا جزاؤه ولا تفيده الكفارة شيئاً، لكن الذي يقتل مؤمناً خطأ هذا هو الذي عليه الكفارة، فإذا تيقنا أن هذا الجنين إنما مات بسبب فعلها فإنها تكون حينئذ متعدية فيلزمها ضمانه بالدية لوارثيه، ويلزمها الكفارة، والدية هنا ليست دية الإنسان كاملة، ولكنها غرة كما ذكره أهل العلم، وهي عشر دية أمه. ومن المعروف أن دية المرأة نصف دية الرجل فإذا كانت دية الرجل قررت الا?ن مئة ألف، فإن دية المرأة خمسون ألفاً، ويكون دية الجنين عشر خمسين ألفاً أي خمسة آلاف.
وأما إذا لم تتيقن أن موت الجنين من هذا الفعل فإنه لا شيء عليها، والأصل براءة ذمتها، فحينئذ يجب أن يبحث هل موت هذا الجنين ناتج من فعلها أو لا؟
(35) س: إذا طهرت الحائض قبل الفجر واغتسلت بعد فما الحكم؟(1/2119)
فأجاب فضيلته بقوله: إن صومها صحيح إذا تيقنت الطهر قبل طلوع الفجر، المهم أن المرأة تتيقن أنها طهرت؛ لأن بعض النساء تظن أنها طهرت وهي لم تطهر، ولهذا كانت النساء يأتين بالقطن لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فيرينها إياه علامة على الطهر، فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. فالمرأة عليها أن تتأنى حتى تتيقن أنها طهرت، فإذا طهرت فإنها تنوي الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، ولكن عليها أيضاً أن تراعي الصلاة فتبادر بالاغتسال لتصلي صلاة الفجر في وقتها، وقد بلغنا أن بعض النساء تطهر بعد طلوع الفجر، وقبل طلوع الفجر ولكنها تؤخر الاغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس بحجة أنها تريد أن تغتسل غسلاً أكمل وأنظف وأطهر، وهذا خطأ لا في رمضان ولا في غيره؛ لأن الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلي الصلاة في وقتها، ثم لها أن تقتصر على الغسل الواجب لأداء الصلاة، وإذا أحبت أن تزداد طهارة ونظافة بعد طلوع الشمس فلا حرج عليها، ومثل المرأة الحائض من كان عليها جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل لو كان عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدركه الفجر وهو جنب من أهله فيقوم ويغتسل بعد طلوع الفجر صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
(59) س: إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار هل يجب عليها الإمساك؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار لم يجب عليها الإمساك، ولها أن تأكل وتشرب، لأن إمساكها لا يفيدها شيئاً لوجوب قضاء هذا اليوم عليها، وهذا مذهب مالك والشافعي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «من أكل أول النهار فليأكل آخره»، يعني من جاز له الفطر أول النهار جاز له الفطر في آخره.
---
أحمد البريدي
09-25-2006, 11:47 PM(1/2120)
أخي ماجد : هذه المشاركة في الأصل للشيخ عبد الرحمن السديس , ولم تشر إلى ذلك جزاك الله خيراً , فقمت بدمجها مع أصلها , بدلاً من إفرادها في موضوع مستقل .
---
الماوردي
10-09-2006, 05:46 AM
بارك الله فيك هل يوجد رابط لجميع الكتاب
---
(1/2121)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المداومة على قراءة بعض الآيات في الصلاة الجهرية هل له أصل؟
---
المداومة على قراءة بعض الآيات في الصلاة الجهرية هل له أصل؟
---
أحمد القصير
02-25-2005, 12:40 AM
هذا الموضوع احضرته من النسخة القديمة
==================
بعض الأئمة في المساجد يداوم في الصلاة الجهرية على قراءة آيات معينة، فهل لذلك أصل، مثال ذلك:
آخر سورة الأحزاب، وآخر سورة الصف، وآية الحجاب في الأحزاب، وآخر سورة النازعات، وآخر سورة عبس، وغيرها.
المرجو الإفادة بنقاش علمي حول هذا الموضوع، مع ذكر ما ثبت مداومة النبي على قراءته من الآيات في الصلاة الجهرية المفروضة.
==================
عبدالرحمن السديس
أحسب أن هذا راجع إلى كسل هؤلاء الأئمة أو سوء حفظهم ، أو نحوه ..
قال ابن القيم في الزاد 1/214
فصل :وكان لا يعين سورة في الصلاة بعينها لا يقرا إلا بها إلا في الجمعة والعيدين
وأما في سائر الصلوات فقد ذكر أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة ".
وكان من هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين وربما قرأ أول السورة ،
وأما قراءة أواخر السور وأوساطها فلم يحفظ عنه
وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة ، وأما في الفرض فلم يحفظ عنه .. اهـ .
ولا أذكر الآن:
أنه صح عن النبي أنه قرأ بأقل من سورة إلا في ركعتي الفجر .
والله أعلم .
وينظر هذا الرابط ففيه فوائد كثيرة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=550
==================
فهد الوهبي
الشيخ الفاضل أحمد القصير ..
بداية أشكركم على مشاركاتكم المفيدة والنافعة ..
وأحب أن أضيف في هذا الموضوع ما يلي :
أن الكلام في هذه المسألة في مقامين :(1/2122)
الأول : المشروع في ذلك : وهو ما نقله الشيخ السديس وفقه الله عن ابن القيم وبينه بتفصيل الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث ذكر ما يسن قراءته في كل صلاة ، فيضاف ذلك إلى حديث أبي داود .
الثاني: الجواز : لا يشترط في جواز ذلك الفعل ثبوته مكرراً عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى أن يكون قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قراءته أقل من سورة في ركعة أكثر من مرة حتى يثبت جواز ذلك ، لأن الأصل أنه يكفي في الثبوت الفعل مرة واحدة .
ويكفي في جواز هذه المسألة حديث ركعتي الفجر حيث قرأ النبي صلى الله عليه وسلم جزءاً من سورة.
كما يدل عليه حديث الرجل الذي كان يقرأ بالإخلاص دائماً مع سورة.
وأما كلام ابن القيم رحمه الله ففي أمرين :
1- تعيين سورة في صلاة بعينها بمعنى أن يعين الإمام قراءة آخر البقرة في المغرب دائماً . وهو غير ما ذكره فضيلة الشيخ أحمد في المشاركة .
2- قراءة جزء من سورة في الصلاة وهو ما ذكره بقوله : " وكان من هديه قراءة السورة كاملة وربما قرأها في الركعتين وربما قرأ أول السورة ، وأما قراءة أواخر السور وأوساطها فلم يحفظ عنه وأما قراءة السورتين في ركعة فكان يفعله في النافلة ، وأما في الفرض فلم يحفظ عنه ".
ويستفاد من كلامه رحمه الله :
أ ـ سنة قراءة السورة كاملة وقراءتها في ركعتين وكذلك قراءة أول السورة.
ب ـ أنه لم يحفظ عنه قراءة أواخر السور وأوساطها . وهذا لا يقتضي المنع .
ج ـ أنه لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم قراءة سورتين في ركعة فريضة ، وهذا لا يدل على المنع لثبوته في الفرض والقاعدة أن ما ثبت في النفل جاز في الفرض إلا ما دل الدليل على استثناءه .
وأما تعليق ذلك على الكسل أو عدم الحفظ فخارج عن مناقشة جواز المسألة من ناحية فقهية.
والله أعلم
__________________
فهد بن مبارك الوهبي
كلية المعلمين بتبوك ـ قسم الدراسات القرآنية
---(1/2123)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التأويل الباطني
---
التأويل الباطني
---
محمد بن إبراهيم الحمد
08-13-2006, 05:54 PM
التأويل الباطني
لون من ألوان الصد عن الإسلام، ووسيلة خبيثة لصرف الناس عنه، وغاية يُسعى من خلالها لطمس معالمه، وستر جماله، ويسره، ووضوحه.
فالإسلام دين واضح ميسور، وأدلته المستقاة من الكتاب والسنة تسبق إلى الأفهام ببادئ الرأي، وأول النظر؛ فهي سائغة جلية تقنع العقول، وتسكن النفوس، وتغرس الاعتقادات الصحيحة الجازمة الملائمة للفطرة في القلوب.
والتأويل الباطني يخالف ذلك، وينبذه وراء ظهره.
والحديث عن التأويل الباطني سيكون حول المسائل التالية:
أولاً: تعريف التأويل الباطني:
أ- تعريفه في اللغة: هذا المصطلح يتركب من كلمتين (التأويل): ومعناه يدور حول التفسير، والمصير، والعاقبة وغيرها من المعاني.
و(الباطني): وأصل هذه الكلمة مادة بَطْن، وهو خلاف الظهر، والباطن: اسم فاعل وهو ضد الظاهر(1).
ب- المعنى الاصطلاحي للتأويل الباطني: هو الزعم بأن لنصوص الشرع ظاهراً وباطناً.
هذا تعريف مختصر، وهناك تعريفات أوسع وأشمل تبين معنى ذلك، وسبب الأخذ به، ومنها تعريف من يقول إنه: "تفسير الكتب المقدسة تفسيراً رمزياً أو مجازياً يكشف عن معانيها.
فالشريعة - كما يقول بعضهم - مشتملة على ظاهر وباطن؛ لاختلاف فطر الناس، وتباين قرائحهم في التصديق؛ فكان لا بد من إخراج النص من دلالته الظاهرية إلى دلالته الباطنية بطريق التأويل؛ فالظاهر هو الصور والأمثال المضروبة للمعاني، والباطن هو المعاني الخفية التي لا تتجلى إلا لأهل البرهان؛ فالتأويل -في نظرهم- هو الطريقة المؤدية إلى رفع التعارض بين ظاهر الأقاويل وباطنها"(2).
ثانياً: سبب التسمية: لعل التعريفين السابقين قد بينا سبب التسمية؛ فالباطنية سميت بذلك لأخذهم بالتفسير أو التأويل الباطني.(1/2124)
فكل من أخذ به سمي باطنياً، وكل طائفة أخذت به دخلت في مسمى الفرق الباطنية.
ثالثاً: طوائف الباطنية: الباطنية مسمى واسع، ويدخل تحته فرق كثيرة، وتكاد تنحصر في طائفتين، ويدخل تحت كل طائفة فرق عديدة.
الطائفة الأولى: باطنية تتظاهر بحب آل البيت، وتبطن الكفر، وتزعم أن للنصوص ظاهراً علمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأمته، وباطناً علمه علياً -رضي الله عنه- وبلغه علي سراً إلى الأئمة من بعده.
ويدخل تحت هذه الطائفة فرق عديدة كالشيعة الإمامية، والإسماعيلية، والنصيرية، والدروز، والبابية، والبهائية، وسائر الفرق الباطنية التي انبثقت من الشيعة الاثني عشرية.
الطائفة الثانية: وهي التي تتظاهر بحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم غلاة الصوفية القائلين بتقسيم الدين إلى حقيقة وشريعة.
فالشريعة عندهم: أحكام الدين الظاهرة، أو الأحكام التكليفية.
والحقيقة: هي ما وراء هذه الأحكام من إشارات وأسرار؛ فإذا وصل العابد إلى الحقيقة لم يحتج معها إلى القيام بأمور الشرع.
هاتان هما طائفتا التأويل الباطني على وجه الإجمال، وسيأتي مزيد بيان وأمثلة على ذلك.
رابعاً: هدفهم من القول بالتأويل الباطني: قد تبين فيما مضى شيء من ذلك، ويمكن إجماله فيما يلي:
1- إبطال الشرائع.
2- ترويج الباطل.
3- إضفاء الصبغة الشرعية على ما يقولون، وإيهام الناس أن آراءهم متفقة مع نصوص الشرع.
وبذلك صارت تلك الطوائف تأخذ بالتأويل الباطني لنصوص القرآن.
وتزعم أن من تقاعد عَقْلُه عن الغوص في الخفايا والأسرار، والبواطن والأغوار، وقنع بظواهرها - كان تحت الآصار والأغلال.
وأرادوا بالأغلال: التكاليف الشرعية؛ لأن من ارتقى إلى علم الباطن -بزعمهم- سقطت عنه التكاليف، واستراح من أعبائها(3).
ومن هنا جاؤوا بتأويلات باطلة لا تستند إلى شرع، ولا عقل، ولا عرف، ولا لغة، بل إنها تخالف ذلك كله -كما سيأتي بيان ذلك-.(1/2125)
خامساً: مصادر الفكر الباطني: مصادر الفكر الباطني ليست من الإسلام في شيء، وإنما هي أفكار دخيلة على عقائد الإسلام؛ فهي مستقاة من الفلسفة اليونانية والهندية، ومن الديانات المجوسية، واليهودية، والنصرانية، وغيرها.
وقد تستر أصحابها بحب آل البيت تارة، وبحب النبي -صلى الله عليه وسلم- تارة.
وأرادوا من ذلك هدم المجتمع الإسلامي، وزعزعة أمنه، وإفساد عقيدته.
والمجال لا يتسع لتفصيل ذلك(4).
سادساً: بطلان القول بالتأويل الباطني: لا شك أن للقرآن العظيم أسرارَه العظيمةَ، ولفتاتِهِ الباهرةَ، وإيماءاتِه، وإيحاءاتِه.
ولا ريب أنه بحر عظيم لا تنفد كنوزه، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء.
ولكن ذلك كله منوط بما يتسع له اللفظ، ويشهد له الدليل الصحيح، ولا يخرج عن إطار المعنى العام، وأن يكون ذلك عن علم وبصيرة لا عن تخرص وهوى.
ولكن دعوى أولئك الباطنيين بعيدة كل البعد عن هذا المقصد؛ فهي تأويلات -كما سيأتي- لا تتصل بمدلول الألفاظ، ولا بمفهومها، ولا بالسياق القرآني.
بل هي مخالفة للنص القرآني تماماً، باحثة في كتاب الله عن أصل تتشبث به؛ ليؤيد شذوذهم، وغاياتهم في الصد عن كتاب الله ودينه.
وحاصل هذا الاتجاه الباطني في تأويل نصوص الشريعة هو الانحلال عن الدينِ.
وعمومُ البشر على اختلاف لغاتهم يعدون ظاهر الكلام هو العمدة في المعنى.
وأما أسلوب التعمية والإلغاز فلا وجود له إلا في الفكر الباطني.
ولو اتُّخِذ هذا الأسلوبُ قاعدةً لما أمكن التفاهم بحال، ولما حصل الثقة بمقال؛ لأن المعاني الباطنية لا ضابط لها ولا نظام.
هذا في الكلام عموماً؛ فكيف بكلام الله المنزل، الذي وصفه الله - عز وجل - بأنه "بيان للناس".
وفي الناس عالمون، و جاهلون، ومنهم أميون، وكاتبون قارئون.
ولكن الله جعله بياناً لهم جميعاً، مُيَسَّراً للذكر؛ ليعبد الناس ربهم على بصيرة.(1/2126)
والمتأمل لمقالة التأويل الباطني يدرك خطورتها في تفسير القرآن، وأنها تقتضي بطلان الثقة بالألفاظ، وتسقط الانتفاع بكلام الله ورسوله، ويصير ما يسبق إلى الفهم لا يوثق به.
وبهذا الطريق يحاول الباطنية التوصل إلى هدم الشريعة بتأويل ظواهرها، وتنزيلها على رأيهم دون ضابط، أو رادع.
ولو كانت تلك التأويلات الباطنية هي معاني القرآن ودلالاته لما تحقق الإعجاز، ولكان من قبيل الإلغاز(5).
سابعاً: نماذج من التأويلات الباطنية عند الشيعة: كما انحرف الشيعة في القرآن، وقالوا إنه بُدِّل وحُرِّف انحرفوا في تأويله وتفسيره؛ حيث تضمنت كتب التفسير عند الشيعة - والتي يزعمون تلقيها عن آل البيت - تأويلاتٍ باطنيةً لآيات القرآن، وتلك التأويلات لا تتصل بمدلولات الألفاظ، ولا بالسياق القرآني، ولا بمفهوم اللغة العربية.
ومن العجيب أن تُسند هذه الأكاذيب إلى آل البيت، ويُسند معظمُها إلى جعفر الصادق -رحمه الله-.
وهي في حقيقة الأمر طعن مُبَطَّن في الآل، كما أنها إلحاد في آيات الله، وصد عن سبيله، ولكنهم أسندوها لآل البيت؛ لينخدع بها الأغرار(6).
"وهذه التأويلات مدونة في تفاسيرهم المعتبرة عندهم، كتفسير القمي، وتفسير العياشي، وتفسير البرهان، وتفسير الصافي، كما أن كتبهم في الحديث قد أخذت من تلكم التأويلات بقسط وافر، وعلى رأسها أصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي، وغيرهما.
ويرى بعض الباحثين أن أول كتاب وضع الأساس الشيعي في التفسير هو تفسير القرآن الذي وضعه في القرن الثاني للهجرة جابر الجعفي (ت128هـ).
فكان هذا نواةً لتفسير شيعي سرعان ما اتسع وأغرق في باطنيته"(7).
وفيما يلي من أسطر أمثلة وشواهد لبعض تلك التأويلات(8):
1- ما ورد في كتاب الله من آيات تتحدث عن القرآن يفسرونها بالأئمة:
فقوله - سبحانه -: [فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا] (التغابن: 8).
يقولون: "النور: نور الأئمة".(1/2127)
ويفسرون قوله - سبحانه -: [إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ] (الإسراء: 9).
بقولهم: يهدي إلى الإمام.
2- يفسرون ما ورد في الآيات من لفظ النور ونحوه بالأئمة بلا أدنى دلالة.
يروي الكليني عن أبي عبدالله - جعفر الصادق - في قوله - تعالى -: [اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ] (النور: 35): فاطمة -عليها السلام- [فِيهَا مِصْبَاحٌ]: الحسن [الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ]: الحسين [الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ]: فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا [يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ]: إبراهيم - عليه السلام - [زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ]: لا يهودية ولا نصرانية [يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ]: يكاد العلم ينفجر بها [وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ]: إمام بعد إمام [يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ]: يهدي الله للأئمة من يشاء.
[وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً] (النور: 40): إماماً من ولد فاطمة - عليها السلام - [فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ]: إمام يوم القيامة.
3- يؤولون ما جاء في كتاب الله - من النهي عن الشرك والكفر - بالشرك في ولاية علي، أو الكفر بولاية علي.
4- يؤولون ما جاء في عبادة الله - وحده - واجتناب الطاغوت بولاية الأئمة، والبراءة من أعدائهم.
5- يؤولون بعض الآيات الواردة في الصلاة بالأئمة والإمامة:
عن زرارة عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله - عليه السلام - في قوله: [حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238)] (البقرة) قال: الصلاة: رسول الله، وأمير المؤمنين والحسن والحسين، والوسطى أمير المؤمنين [وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ] طائعين للأئمة.
6- يؤولون ما ورد في كتاب الله عن المؤمنين، وولاة الأمر، وأهل الذكر بالأئمة.(1/2128)
7- والأئمة - عندهم - هم آيات الله الكونية، ومخلوقاته، وآلاؤه.
8- وهم الراسخون في العلم، وهم الذين أوتوا العلم.
9- والأئمة وشيعتهم هم الذين يعلمون، وهم أولوا الألباب
10- والأئمة هم نعمة الله التي ذكرها في كتابه.
11- وهم آيات الله، والسبع المثاني، والصافون، والمسبحون.
12- وهم النبأ العظيم.
13- والآيات المحكمات.
14- وهم العلامات التي ذكرها الله في كتابه.
15- وولايتهم هي الطريقة المذكورة في قوله - سبحانه -: [وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَاء غَدَقاً] (الجن: 16).
16- بل إن تأويلهم الكثير من آيات القرآن بالإمامة يربو على الحصر، وكأن القرآن لم ينزل إلا فيهم، بل إن تأويلهم للآيات بالإمامة والأئمة تجاوز حدود الشرع والعقل، ونزل إلى درك من العته والبله الذي لا تفسير له سوى أنه محاولة للهزء والسخرية بآيات الله حتى إنهم ليقولون:
17- الأئمة هم النحل في قوله - سبحانه -: [وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ] (النحل: 68).
18- وهم الحفدة في قوله -تعالى-: [وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً] (النحل: 72).
19- وعلي هو سبيل الله في قوله - سبحانه -: [وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ] (إبراهيم: 3).
20- وهو الحسرة على الكافرين في قوله -سبحانه-: [وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ] (الحاقة:50).
21- وهو حق اليقين في قوله -سبحانه-: [وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ] (الحاقة:51).
22- وهو الصراط المستقيم في قوله -سبحانه-: [اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ] (الفاتحة:6).
23- وهو الهدى في قوله: [فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(38)] (البقرة).
24- والأئمة هم الأيام والشهور.
25- وهم بنو إسرائيل في قوله - سبحانه -: [يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ] (البقرة:40).
26- وهم الأسماء الحسنى التي يدعى الله بها.(1/2129)
27- وهم الماء المعين، والبئر المعطلة، والقصر المشيد.
28- وهم السحاب، والمطر، والفواكه، وسائر المنافع الظاهرة بعلمهم وبركتهم.
29- وهم الصلاة، والزكاة، والحج، وسائر الطاعات، وأعداؤهم الفواحش والمعاصي.
30- وهم حرمات الله، وأنوار الله.
31- وهم خير أمة أخرجت للناس.
32- وهم المظلومون، والمستضعفون.
33- وهم أهل الأعراف، وهم الوالدون، والولد، والأرحام، وذوو القربى.
34- وهم الكعبة والقبلة.
35- وهم اللؤلؤ والمرجان.
36- يتأولون الآيات الواردة في الكفار والمنافقين بخيار صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -.
37- يفسرون الجبت والطاغوت بأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -.
38- يفسرون خطوات الشيطان بأنها ولاية أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما-.
39- قالوا في تفسير قوله - تعالى -: [أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً] (الكهف:95) قالوا: (التقية).
40- يفسرون الآيات التي في الآخرة - بالرجعة.
كل ما مضى من أمثلة لتأويلاتهم للقرآن، تدل على تعسفهم في فهم آياته، وعلى إغراقهم في التأويل الباطني، الذي لا تربطه بالآيات أدنى صلة، وكأن القرآن لم ينزل بلسان عربي مبين، ولم يجعله الله دستوراً لخلقه أجمعين.
وهذه التمحلات ليست من قبيل الخطأ في الرأي، والزلل في فهم الآيات، وإنما هي مؤامرة مدبرة ضد الإسلام، وخطة محبوكة لإلغاء هداية القرآن للناس، وكأنها جاءت تالية لإخفاق مؤامرة التحريف التي ادعوها في كتاب الله، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون(9).
ثامناً: نماذج من تأويلات النصيرية: التأويل الباطني هو أحد مرتكزات العقيدة النصيرية، ويزعم النصيريون أنهم وحدهم هم العالمون ببواطن الأسرار والأمور "وفي اعتقاد النصيرية أن معرفة المراتب ظاهراً وباطناً هو ذروة العبادة وتُغْنيهم عن الفروض والعبادات؛ لأنها في نظرهم أغلال للجاهلين والمقصِّرين"(10).(1/2130)
فالنصيريون يرون أن "من عرف الباطن سقط عنه عمل الظاهر وخرج من حد المملوكية ورق العبودية إلى حد الحرية"(11).
ومن هذا المنطلق ذهب النصيريون إلى تأويل العبادات كلها تأويلاً بعيداً عن فهم العقل، ومنطق اللغة، ومنهج الدين(12).
وإليك بعض تأويلاتهم:
1- الشهادة: التي هي أول ركن من أركان الإسلام ما هي عند النصيرية؟
"هي أن تشير إلى صيغة (ع - م - س) التي هي رموز لـ: علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- ومحمد -صلى الله عليه وسلم- وسلمان الفارسي -رضي الله عنه- على الترتيب"(13).
2- الصلاة: وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين ما هي عند النصيرية؟
"يزعمون - إجمالاً - أنها معرفة النصيريين بأسرار دينهم، وهذا لا يكون إلا بالولاء لخمسة أشخاص هم: علي، ومحمد، والحسن، والحسين، وفاطمة التي يدعونها بـ فاطر، وهؤلاء الخمسة معروفون في المذهب النصيري بنعت: الخمسة المصطفون".
أو يذكرون: بدلاً من محمد: محسن.
3- الصيام: الصيام المفروض عندهم هو كتمان أسرارهم، وهو -أيضاً- حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً تمثلهم أيام رمضان، وثلاثين امرأة تمثلهن ليالي رمضان، فمعرفة هذه الأسماء الستين وتلاوتها يجزيهم عن الصيام".
4- الزكاة: "أما الزكاة عندهم فهي رمز لسلمان الفارسي" فمجرد ذكر سلمان الفارسي يغني عن دفع الزكاة.
5- الحج: أما الحج "فيزعمون أن جميع مناسكه وشعائره ما هي إلا رموز لأشخاص معينة، وما الحج عندهم إلا مجرد التوصل إلى معرفة الأشخاص بأسمائهم".
يقول سليمان الأذني صاحب الباكورة السليمانية في تفسير السورة الرابعة عشرة واسمها البيت المعمور: "اعلم أن هذه السورة قد رتبها سلفاؤهم بإقامة الحج وهو أن البيت المعمور به في القرآن زيارته، وأركان البيت وسقفه وحيطانه هو كناية عن معرفة أولئك الأشخاص كقول الشيخ إبراهيم الطوسي في عينيته:
أيا قلب بيت الله وهو حجابه = وأما الصفي المقداد للضد قامع(1/2131)
ومروة مذكور أبو الدر شخصها = شعايره سلسل إلى الذات خاضع
وعتباته الحاءات أيا قلب شخصها = وحلقة باب البيت جعفر طالع
البيت هو: الحجاب السيد الميم، والصفي هو: المقداد، والعتبتان هما: الحسن والحسين، وحلقة الباب هي: معرفة جعفر الصادق، والمروة: معرفة أبي الدر، والمشعر الحرام: معرفة سلمان الفارسي، ويوجد ذلك مصرحاً في أكثر كتبهم، ومعرفة هؤلاء الأشخاص وهو نهاية حجهم ومعنى معرفتهم.
وأما سعي المسلمين إلى مكة فهو باطل عندهم ومذموم كما قال بعض شيوخهم في هذا المعنى:
ولقد لعنت لمن يحرم شربها = وجميع أهل الشام والحجاج"(14)
6- الجهاد: أما الجهاد عند النصيرية فهو على نوعين ذكرها صاحب الباكورة السليمانية "أولها الشتائم على أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم، وعلى جميع الطوائف المعتقدين بأن علي بن أبي طالب أو الأنبياء، أكلوا، أو شربوا، أو تزوجوا، أو ولدوا من نساء؛ لأن النصيرية يعتقدون بأنهم نزلوا من السماء بدون أجسام، وأن الأجسام التي كانوا فيها إنما هي أشياء، وليست هي بالحقيقة أجسام.
والنوع الثاني إخفاء مذهبهم عن غيرهم، ولا يظهرونه ولو أصبحوا في أعظم خطر، ولو خطر الموت"(15).
7- الجنابة: "هي موالاة الأضداد والخصوم والجهل بالعلم الباطني"(16).
8- الطهارة: "هي معاداة الأضداد والخصوم ومعرفة العلم الباطني"(17).
يقول الدكتور محمد الخطيب معلقاً على تلك التأويلات الباطنية: "وهكذا نتبين أن جميع الفرائض والعبادات الإسلامية لا اعتبار لها عند هذه الطائفة بأفعالها وأعمالها الظاهرة، وإنما ذِكْر بعض الأشخاص يغني عن كل هذه الأعمال التي يقوم بها الجهلة المقصرون من أهل الظاهر.(1/2132)
وهذا يفسر لنا عدم وجود المساجد في قراهم ومدنهم؛ حيث يقيمون الصلاة في أماكن خاصة وسرية؛ لأن الصلاة -كما ذكرنا من قبل- لا تُؤدَّى وفق الأسلوب المعروف عند المسلمين، ولكنها مجموعة رموز تدل على أشخاص معينين يرددها النصيري في مواقف العبادة والابتهال"(18).
ويضيف قائلاً: "ولهذا فهم لا يشترطون الطهارة في صلاتهم هذه؛ فالجماع، والاحتلام لا يفسدان الطهارة، وإنما الذي يفسدها موالاة الأضداد، والجهل بالعلم الباطني؛ فتكون الطهارة -إذن- معاداة الأضداد، ومعرفة العلم الباطني"(19).
9- يوم القيامة: "أما يوم القيامة عندهم فهو ظهور القائم (محمد بن الحسن العسكري) الذي يقتل جميع أعدائهم"(20).
تاسعاً: مثال من تقسيم الدين إلى شريعة وحقيقة عند الصوفية:
يقول عبدالكريم الجيلي، وهو من أهل وحدة الوجود، والقائلين بوحدة الأديان:
وأسلمت نفسي حيث أسلمني الهوى = ومالي عن حكم الحبيب تنازعُ
فطوراً تراني في المساجد راكعاً = وأنيَ طوراً في الكنائس راتعُ
إذا كنت في حكم الشريعة عاصياً = فإنيَ في حكم الحقيقة طائعُ(21)
يقول إذا كانت الشريعة تحظر علي أن أجمع بين تلك الأديان على تباينها - فإن حكم الحقيقة علي هو أني طائع لا عاص.
ـــــــــــــــــــ
[1]- انظر لسان العرب 13/53-54.
[2]- المعجم الفلسفي د. جميل صليبا 1/234، وانظر الحركات الباطنية د. محمد الخطيب ص30.
[3]- انظر فضائح الباطنية لأبي حامد الغزالي ص11-12، والحركات الباطنية ص30.
[4]- انظر الحركات الباطنية ص36-45.
[5]- انظر فتح الباري لابن حجر 1/216، وهذه هي الصوفية ص70-71، وأصول مذهب الشيعة د. ناصر القفاري 1/153-154.
[6]- انظر مسألة التقريب 1/214.
[7]- مسألة التقريب 1/215.
[8]- انظر منهاج السنة 7/244-296، ومسألة التقريب 1/214-246، وأصول مذهب الشيعة 1/150-199.
[9]- انظر مسألة التقريب 1/240-241.
[10]- الحركات الباطنية ص349.
[11] - النصيرية د. سهير الفيل ص87.(1/2133)
[12] - انظر الحركات الباطنية ص66، وكشف أسرار الباطنية للشيخ محمد بن مالك بن أبي الفضائل الحمادي اليمني ص55.
[13] - النصيرية ص87.
[14] - الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية العلوية لسليمان أفندي الأذني ص40ـ41.
[15] - الباكورة السليمانية ص34ـ35.
[16] - 3- النصيرية ص91.
[18] - الحركات الباطنية ص 392ـ393.
[19] - الحركات الباطنية ص 392ـ393.
[20]- نفس المرجع ص375.
[21]- هذه هي الصوفية للشيخ عبدالرحمن الوكيل ص96.
---
رضا التومي
08-24-2006, 01:29 AM
شيخنا الفاضل .. جزاكم الله خيرًا و نفع بكم .
و كفانا الله شرور الباطنيين الظاهرة و الباطنة .
* و كم استفدت من كتبكم المطبوعة أيضا , فبارك الله في علمكم .
---
(1/2134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
---
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
---
عبدالرحمن الشهري
06-05-2003, 04:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك من الأسرار البيانية في القرآن الكريم ما يهتز طالب العلم طرباً عندما يقرأها أو يستنبطها ، وقد امتلأت كتب العلماء من السلف والخلف بمثل هذه الأسرار واللمسات البيانية الخلابة ، تجدها وأنت تقرأ في كتب التفسير ، وفي كتب البلاغة ، وربما في كتب التراجم أحياناً.
وسأبدأ في هذه المشاركة بشيء من هذا اللون المساند للمفسر في تفسيره لكتاب الله ، فهي ليست من صلب التفسير حتى لا يعترض معترض ، ولكنها من المسائل التي لا يأباها المعنى والدليل إن شاء الله.
وقد أخذت عنوان المشاركة من كتابٍ بديعٍ للأستاذ الدكتور فاضل بن صالح السامرائي وفقه الله وبارك في علمه، حيث قد كتب كتاباً بهذا العنوان طبعته دار عمار في الأردن. وأصل الكتاب كان بحثاً قدمه في المؤتمر الأول للإعجاز القرآني المعقود بمدينة السلام بغداد في شهر رمضان عام 1410هـ ، وطبعت بحوث ذلك المؤتمر في كتاب قيم بعنوان (الإعجاز القرآني) ، طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية.
وأشكر أخي الكريم الشيخ سعيد الرقيب وهو أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير الذي أشار إلى أن هناك برنامج يقدمه الدكتور فاضل السامرائي في قناة الشارقة تحت نفس العنوان (لمسات بيانية) ، وهو برنامج أسبوعي يسير مع كتابه هذا في مهيع واحد ، وكتابه الآخر الرائع كذلك (التعبير القرآني) ، وكتابه (بلاغة الكلمة).(1/2135)
وللفائدة فإن كتب الدكتور فاضل بن صالح السامرائي كلها ذات قيمة علمية كبيرة ، وخاصة لطلاب العلم المتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية ، ولو لم يكن له من المصنفات إلا كتاب (معاني النحو) لكفاه ذلك فخراً ، ومن تأمل كتابه هذا عرف قدر الرجل وعلمه.
وسأبدأ في هذه المشاركة بذكر لمسة بيانية واحدة حتى لا تملوا ، وهكذا في كل مشاركة قادمة إن شاء الله ، وأرجو من الزملاء الكرام المشاركة بقدر الطاقة ، مع الحرص على الانتقاء ، وسأعتمد على ما ذكره الدكتور فاضل السامرائي ، وأحرص على رصد ما أجده بإذن الله في غيره من كتب التفسير والبلاغة مستقبلاً ، وقد مر عليَّ أثناء قراءتي لكتب عبدالقاهر الجرجاني ، والدكتور محمد أبو موسى ، والدكتور عبدالعظيم المطعني من ذلك شيء كثير ، فلعلي أعود إليها بإذن الله مستقبلاً ، وأنتقي منها ما يمتع وينفع بإذن الله.
اللمسة البيانية الأولى :
من سورتي المعارج والقارعة
قال تعالى في سورة المعارج :(وتكون الجبال كالعهن)[الآية 9].
وقال في سورة القارعة :(وتكون الجبال كالعهن المنفوش)[الآية 5].
فزاد كلمة (المنفوش) في سورة القارعة على ما في المعارج ، فما سبب ذاك؟
والجواب - والله أعلم :
1- أنه لما ذكر القارعة في أول السورة ، والقارعة من (القَرْعِ) ، وهو الضرب بالعصا ، ناسب ذلك ذكر النفش ؛ لأن من طرائق نفش الصوف أن يُقرعَ بالمقرعة. كما ناسب ذلك من ناحية أخرى وهي أن الجبال تهشم بالمقراع - وهو من القَرْع – وهو فأس عظيم تحطم به الحجارة ، فناسب ذلك ذكر النفش أيضاً.
فلفظ القارعة أنسب شيء لهذا التعبير. كما ناسب ذكر القراعة ذكر (الفراش المبثوث) في قوله :(يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) أيضاً ؛ لأنك إذاقرعت طار الفراش وانتشر. ولم يحسن ذكر (الفراش) وحده كما لم يحسن ذكر (العهن) وحده.(1/2136)
2- إن ما تقدم من ذكر اليوم الآخر في سورة القارعة ، أهول وأشد مما ذكر في سورة المعارج . فقد قال في سورة المعارج :(تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة * فاصبر صبراً جميلاً * إنهم يرونه بعيداً* ونراه قريباً). وليس متفقاً على تفسير أن المراد بهذا اليوم ، هو اليوم الآخر. وإذا كان المقصود به اليوم الآخر فإنه لم يذكر إلا طول ذلك اليوم ، وأنه تعرج الملائكة والروح فيه. في حين قال في سورة القارعة :(القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة) فكرر ذكرها وعَظَّمها وهوَّلها. فناسب هذا التعظيم والتهويل أن يذكر أن الجبال تكون فيه كالعهن المنفوش. وكونها كالعهن المنفوش أعظم وأهول من أن تكون كالعهن من غير نفش كما هو ظاهر.
3- ذكر في سورة المعارج أن العذاب (واقع) وأنه ليس له دافع (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع) ووقوع الثقل على الصوف ، من غير دفع له لا ينفشه بخلاف ما في القارعة ، فإنه ذكر القرع وكرره ، والقرع ينفشه وخاصة إذا تكرر ، فناسب ذلك ذكر النفش فيها أيضاً.
4- التوسع والتفصيل في ذكر القارعة حسَّن ذكر الزيادة والتفصيل فيها ، بخلاف الإجمال في سورة المعارج ، فإنه لم يزد على أن يقول :(في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
5- إن الفواصل في السورتين تقتضي أن يكون كل تعبير في مكانه ، ففي سورة القارعة ، قال تعالى :(يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش). فناسبت كلمة (المنفوش) كلمةَ (المبثوث).
وفي سورة المعارج ، قال :(يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن*). فناسب (العهن) (المهل).(1/2137)
6- ناسب ذكر العهن المنفوش أيضاً قوله في آخر السورة :(نار حامية) لأن النار الحامية هي التي تذيب الجبال ، وتجعلها كالعهن المنفوش ، وذلك من شدة الحرارة ، في حين ذكر صفة النار في المعارج بقوله :(كلا إنها لظى * نزاعة للشوى) . والشوى هو جلد الإنسان. والحرارة التي تستدعي نزع جلد الإنسان أقل من التي تذيب الجبال ، وتجعلها كالعهن المنفوش ، فناسب زيادة (المنفوش) في القارعة من كل ناحية. والله أعلم.
7- كما أن ذكر النار الحامية مناسب للقارعة من ناحية أخرى ، ذلك أن (القَرَّاعة) – وهي من لفظ القارعة – هي القداحة التي تقدح بها النار.
فناسب ذكر القارعة ، ذكر الصوف المنفوش ، وذكر النار الحامية ، فناسب آخر السورة أولها.
وبهذا نرى أن ذكر القارعة حسَّنَ ذكر (المبثوث) مع الفراش ، وذكر (المنفوش) مع الصوف ، وذكر النار الحامية في آخر السورة. والله أعلم.
المصدر :
(لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) لفاضل السامرائي حفظه الله ص 198-200
---
عبدالرحمن الشهري
06-11-2003, 06:44 PM
اللمسة البيانية الثانية
من سورتي الطور والقلم.
قال تعالى في سورة الطور:(فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون).
وقال في سورة القلم :(ما أنت بنعمة ربك بمجنون).
فزاد قوله :(بكاهن) على ما في سورة القلم ، فما سبب ذاك ؟
والجواب : أن هناك أكثر من سبب دعا إلى هذه الزيادة.
1- منها أنه فصل في سورة الطور في ذكر أقوال الكفرة في الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد ذكروا أنه كاهن ، وذكروا أنه مجنون ، وذكروا أنه شاعر . ( أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون). وقالوا إنه كاذب :(أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون).
في حين لم يذكر غير قولهم إنه مجنون في سورة القلم :(ويقولون إنه لمجنون) فناسب ذكر هذه الزيادة في سورة الطور.(1/2138)
2- ومنها أنه ذكر في سورة الطور قوله :(أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين) والاستماع مما تدعيه الكهنة لتابعيهم من الجنِّ ، فناسب ذلك ذكر الكهنة فيها.
3- ومنها أنه ذكر السحر في سورة الطور فقال :(أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون ). فناسب ذكر السحر ذكرَ الكهنة.
4- ومما حسن ذلك أيضاً أنه توسع في القَسَم في أول سورة الطور بخلاف سورة القلم ، فقد قال :(والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع* والبحر المسجور).
في حين لم يقسم في سورة القلم إلا بالقلم وما يسطرون. فناسب التوسع في الطور هذه الزيادة.
5- ذكر في سورة القلم في آخر السورة قول الكفرة ، إنه لمجنون ولم يزد على هذا القول ، فقال :(وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) فرد عليهم في أول السورة بنفي الجنون عنه فقال:(ما أنت بنعمة ربك بمجنون). فناسب آخر السورة أولها.
ثم انظر من ناحية أخرى كيف ناسب التأكيد بالباء الزائدة في النفي (بمجنون) التوكيد باللام في الإثبات (لمجنون) لأن الباء لتوكيد النفي واللام لتوكيد الإثبات. والله أعلم.
من (لمسات بيانية) للسامرائي ص 168-169
---
(1/2139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن (من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)
---
نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن (من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)
---
عبدالرحمن الشهري
06-06-2003, 03:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال السائل : ما رأيكم بما يسمى الآن بالإعجاز العلمي للقرآن , وهل يدخل تحت علوم القرآن ؟
الجواب :
إن هذه المسألة تعتبر من المسائل العلمية التي حدثت في هذا العصر ، والموضوع أكبر من أن يجاب عنه في مثل هذا الموضع ، لكن أستعين بالله ، وأذكر من ما يفتح الله به عليَّ .
1 ـ إنَّ هذا الموضوع يدخل تحت التفسير بالرأي ، فإن كان المفسر به ممن تأهل وعَلِمَ ، كان تفسيره محمودًا ، وإن لم يكن من أهل العلم فإن تفسيره مذموم ، وإن كان قد يصل إلى بعض الحقِّ .
2 ـ إنَّ الإعجاز العلمي يدخل في ما يسمى بالإعجاز الغيبيي ، وهو فرع منه ، إذ مآله الإخبار بما غاب عن الناس فترة من الزمن ، ثمَّ علمه المعاصرون .
وإذا تحقَّق ذلك ، فليعلم أنَّ هذا النوع من الإعجاز ليس مما يختص به القرآن وحده ، بل هو موجود في كل كتب الله السابقة ؛ لأنَّ الإخبار في هذه الكتب عن الحقائق الكونية لا يمكن أن يختلف البتة .
وعدم وجود ما يطابق علم القرآن في كتبهم التي بين يديهم إنما هو لتحريفهم لها ، فلينتبه لذلك .
ومن باب إيضاح هذه المسألة بالذات ؛ يقال : إنَّ كتب الله السابقة توافق القرآن في جميع ما يتعلق بوجوه الإعجاز المذكورة عدا ما وقع به التحدِّي ، إذ لم يرد نصُّ صريح يدل على أنه قد تُحدِّي الأقوام الذين نزل عليهم كتب ، كما هو الحال بالنسبة للقرآن .(1/2140)
3 ـ إن قصارى الأمر في مسألة الإعجاز العلمي أنَّ الحقيقة الكونية التي خلقها الله ، وافقت الحقيقة القرآنية التي تكلم بها الله ، وهذا هو الأصل ؛ لأنَّ المتكلم عن الحقيقة الكونية المخبر بها هو خالقها ، فلا يمكن أن يختلفا البتة .
وكل ما في الأمر أنَّ هذه الحقيقة الكونية كانت غائبة من جهة تفاصيلها عن السابقين ، فمنَّ الله على اللاحقين بمعرفة هذه التفاصيل ، فكشفوا عنها ، وأثبتوا حقيقة ما جاء في القرآن من صدق ، فكان اكتشاف ذلك من دلائل صدق القرآن الذي أخبر عنها بدقة بالغة ، لم تظهر تفاصيلها إلا في هذا العصر الذي نبغ فيه سوق البحث التجريبي الذي صارت دولته إلى الكفار دون المسلمين ، فصاروا إذا ما اكتشفوا أمرًا جديدًا عليهم سارع المعتنون بالإعجاز العلمي لإثبات وجوده في نصوص القرآن .
4 ـ إن كثيرًا ممن كتب في الإعجاز العلمي ليس ممن له قدم في العلم الشرعي فضلاً عن علم التفسير ، وكان من أخطار ذلك أن جُعلت الأبحاث في العلوم التجريبية أصلاً يُحكم به القرآن ، وتأوَّل آياته لتتناسب مع هذه النظريات والفرضيات .
وكل من دخل إلى التفسير وله أصل ، فإن أصله هذا سيؤثر عليه ، وسيقع في التحريف ، كما وقع التحريف عند المعتزلة الذين جعلوا العقل المجرد أصلاً يحتكمون إليه ، وكما وقع لغيرهم من الطوائف المنحرفة .
والذي يدل على وقوع الانحراف في هذا الاتجاه الحرص الزائد على إثبات حديث القرآن عن كثير من القضايا التي ناقشها الباحثون التجريبيون .
5 ـ إن كتاب الله أعلى وأجل من أن يجعل عرضة لهذه العقول التي لم تتأصل في علم التفسير ، فأين هم من قول مسروق :( اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله).(1/2141)
6 ـ إنَّ في نسب الإعجاز ، أو التفسير إلى (العلمي) فيها خلل كبير ، وأثر من آثار التغريب الفكري ، فهذه التسمية منطلقة من تقسيم العلوم إلى أدبية وعلمية ، كما هو الحال في المدارس الثانوية سابقًا ، وفي الجامعات حتى اليوم ، وفي ذلك رفع من شأن العلوم التجريبية على غيرها من العلوم النظرية التي تدخل فيها علوم الشريعة .
وإذا كان هذا يسمى بالإعجاز العلمي ، فما ذا يسمى الإعجاز اللغوي ، أليس إعجازًا علميًا ، أليست اللغة علمًا ، وقل غيرها في وجوه الإعجاز المحكية .
لا شكَّ أنها علوم ، لكنها غير العلم الذي يريده الدنيويون الغربيون الذين أثروا في حياة الناس اليوم ، وصارت السيادة لهم . ومما يؤسف عليه أن يتبعهم فضلاء من المسلمين في هذا المصطلح دون التنبه لما تحته من الخطر والخطأ .
7 ـ ومما يلاحظ في أصحاب الإعجاز العلمي عدم مراعاة مصطلحات اللغة والشريعة ، ومحاولة تركيب ما ورد في البحوث التجريبية على ما ورد في القرآن ، ومن الأمثلة على ذلك أن القرآن يذكر عرشًا وكرسيِّا وقمرًا وشمسًا وكواكب ونجومًا وسموات سبع ، من الأرض مثلهن ... الخ
ومصطلحات العلم التجريبي المعاصر زادت على هذه ، وذكرت لها تحديدات وتعريفات لا تُعرفُ في لغة القرآن ولا العرب ، فحملوا ما جاء في القرآن عليها ، وشطَّ بعضهم فتأوَّل ما في القرآن إلى ما لم يوافق ما عند الباحثين التجريبين المعاصرين .
فبعضهم جعل السموات السبع هي الكواكب السبع السيارة ، وجعل الكرسي المجرات التي بعد هذه المنظومة الشمسية ، والعرش هو كل الكون .
وآخر يجعل ما تراه من نجوم السماء التي أقسم الله بها وأخبر عن عبوديتها ، وجعلها علامات ؛ يجعل ما تراه مواقع النجوم ، وإلا فالنجوم قد ماتت منذ فترة . إلى غير ذلك من التفسيرات الغريبة التي تجيء مرة باسم الإعجاز العلمي ، ومرة باسم التفسير العلمي ... الخ من المسميات .(1/2142)
وكل هذا الجهد إنما هو لأجل التوفيق بين ما يسمونه علمًا ، وبين ما جاء في القرآن .
ولقد كان لهذه القضية سلفٌ كالفلاسفة الذين عاشوا في ظلِّ الإسلام حين أرادوا أن يوفِّقوا بين ما في القرآن وبين ما في الفلسفة مما يسمونه حقيقة .
8 ـ إنَّ بعض من نظَّر للإعجاز العلمي ، وضع قاعدة ، وهي أن لا يفسَّر القرآن إلا بما ثبت حقيقة علمية لا تقبل الشكَّ ، لئلا يتطرق الشك إلى القرآن إذا ثبت بطلان فرضية فسِّرت بها آية .
وهذا القيد خارجٌ عن العمل التفسيري ، ولا يتوافق مع أصول التفسير ، وهو قيد يلتزم به مقيِّده ـ وإن لم يكن في الواقع قد التزمه كثيرون ممن بحث في هذا الموضوع ـ ولا يُلزِمُ به المفسِّرَ ؛ لأنَّ التفسير أوسع من الإعجاز .
ومن عجيب الأمر أن بعضهم يؤكد على هذه القاعدة ، ويجعل المقام في الإعجاز مقام تحدٍ للكفار ، ويقول : ... أن القرآن الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم في أمة غالبيتها الساحقة من الأميين ـ يحوي من حقائق هذا الكون ما لم يستطع العلماء إدراكه إلا منذ عشرات قليلة من السنين ، هذا السبق يستلزم توظيف الحقائق ، ولا يجوز أن توظف فيه الفروض والنظريات إلا في قضية واحدة وهي قضية الخلق والإفناء ... لأن هذه القضايا لا تخضع للإدراك المباشر للإنسان ، ومن هنا فإن العلم التجريبي لا يتجاوز فيها مرحلة التنظير ، ويبقى المسلم نور من كتاب ربه أو من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يعينه على أن يرتقي بإحدى تلك النظريات إلى مقام الحقيقة ، ونكون بذلك قد انتصرنا للعلم بالقرآن الكريم أو بالحديث النبوي الشريف ، وليس العكس . انتهى كلامه .(1/2143)
ولعلك ترى كيف أن هذا القائل ينقض قاعدته في نفس كلامه عنها ، إذ يمكن أن يستخدم غيره هذا الضابط الذي خرم به القاعدة في الحديث عن الخلق والإفناء كما استخدمه هو ، وبهذا فإنه لا يوجد قاعدة تخصُّ الإعجاز العلمي على هذا السبيل ؛ إذ يمكن أن تكون كثير من فرضيات البحوث التجريبية مما لا تخضع للإدراك البشري ، ثم نصححها لورود ما يدل عليها من القرآن اجتهادًا أن هذه الآية تشهد لتلك النظرية .
وهنا مسألة مهمة ، وهي من الذي يُثبتُ أنَّ هذه القضية صارت حقيقةً لا فرضية ؟
أي : من هو المرجع في ذلك ؟ أيكفي أن يُحدِّثَ بها مختصٌّ ، أتكفي فيها دراسةٌ بحثيةٌ ، أتحتاج إلى إجماعٍ من المختصين ؟
هذه المسألة من أولى ما يجب أن يعتني به من يريدون تفسير القرآن بالحقائق التي أثبتها البحث التجريبي المعاصر .
وفي نظري أنَّ هذا هو أول ما يجب على الباحث تأصيله وتأكيد ثبوته من جهة البحث التجريبي ، فإذا ثبت ذلك له ، انتقل من يريد الحديث عن ما يسمى بالإعجاز العلمي إلى المرحلة الثانية ، وهي تعلُّم التفسير وأصوله لئلا يشتطوا في تفسيراتهم ، أو يلووا أعناق النصوص إلى ما يريدون .
9 ـ أما بالنسبة للمفسر ، فإنه لا يمكنه أن ينكر ما يُحكمُ بثبوته من حقائق العلم التجريبي ؛ لأنه لا يملك الأدوات التي يصل بها إلى أن يثبت أو ينكر ، وهذه الأدوات متكاملة عند الباحثين التجريبيين ، وإن أخذها منهم ، فإنما يأخذها ثقة به فيهم لا غير .
وعمل المفسِّر هنا أن يرى صحة انطباق تلك القضية على ما جاء في القرآن من جهة دلالة اللغة والسياق وغيرها ، أي أن عمله عمل تفسيري بحت ، وهو يمتلك أدواته بخلاف كثير ممن كتب في ما يسمى بالإعجاز العلمي الذين لا يملكون تلك الأدوات ، فتراهم يخبطون خبط عشواء .(1/2144)
فكما لا يرضى أصحاب ما يسمى بالإعجاز العلمي بما عند المفسرين من تفسير كل ظواهر الكون التي أثبت البحث التجريبي المعاصر خطأها ، فإن المفسرين لا يرضون لك واحداً من الباحثين التجريبين أن يوافق بين البحث التجريبي وما ورد في القرآن . وإن كنت أرى أن المفسر أقدر في الربط من الباحث التجريبي .
10 ـ إن الربط بين ما يظهر في البحث التجريبي المعاصر وبين ما يرد في القرآن إنما هو من عمل المفسِّر به ، كائنًا من كان هذا المفسر ، وعمليته في هذا بيان معاني القرآن ، وإذا كانت هذه مهمته هنا فإنَّ المفسِّر يبين معانيه بجملة من المعلومات التي قد يكون فيها الضعيف من جهة أفراده ، كبعض الآثار الضعيفة مثلاً . فلو أن مفسِّرًا اعتمد في تفسيره على نظريةٍ من النظريات التي ثبت بطلانها لاحقًا فإنَّ الأمر أن هذا تفسير ضعيف لا يصحُّ ، ولا علاقة للقرآن به ، فالخطأ خطأ المفسر ، وليس الخطأ في القرآن قطعًا .
وهذا يشبه ما لو فسّر مفسِّر بمعنى شاذٍّ ، فهل ينال القرآن خطأ منه ، وهل يقال : إن الخطأ من القرآن ؟ لا شكَّ أن الأمر ليس كذلك .
لكن الأمر اختلف هنا لأنَّ الباحثين فيما يسمى بالإعجاز العلمي يريدون أن يلزموا الناس بما توصَّلوا إليه على أنَّ القرآن حقٌّ لا مرية فيه ؛ لأنه أثبت هذه القضايا قبل أن يعرف الناس تفاصيلها ، فألزموا أنفسهم من جهة التفسير بما لا يلزم ، فأوقعوا أنفسهم في الضيق والحرج ، وظهر عندهم الإلزام بتفسير القرآن بالحقائق ، وذلك ما لم يطبقوه في تفسيراتهم ، كما قلت .
11 ـ إن موضوع ما يسمى بالتفسير العلمي طويل جدًّا ، ولست ممن يردُّه جملة وتفصيلاً ، لكنني أدعو إلى تصحيح مساره ، ووضعه في مكانه الطبيعي دون تزيُّدٍ وتضخيم كما هو الحاصل اليوم ، حتى لقد جعله بعضهم الطريق الوحيد لدعوة الكفار ، وأنَّى له ذلك ؟(1/2145)
لقد أسلم كثير منهم في هذا العصر ـ ولا زالوا يسلمون بما يعرفه كثير ممن خبر إسلامهم ـ ولم يكن إسلامهم بسبب ما ورد في القرآن من حقائق وافقها البحث التجريبي .
نعم لقد كان له أثر في إسلام بعض الكفار ، لكنهم أقل بكثير ممن يسلم عن سبيل الاقتناع بالإسلام ، وبما فيه مما يلائم فطرة البشر ، وهذا الموضوع بذاته بحث يصلح للمتخصصين في قسم الدعوة ، وهو يحتاج إلى عناية .
12 ـ إنَّ أي تفسير جاء بعد تفسير السلف ، فإنه لا يقبل إلا بضوابط ،وهذه الضوابط :
الأول: أن لا يناقض ( أي : يبطل ) ما جاء عن السلف ( أعني : الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ) .
ملاحظة : السلف عند أصحاب الإعجاز العلمي كل المفسرين السابقين ، وليس مقصورًا على هذه الطبقات الثلاث .
وذلك لأنَّ فهم السلف حجة يُحتكم إليه ، ولا تجوز مناقضته البتة ، فمن جاء بتفسير بعدهم ، سواءً أكان مصدره لغة ، أو بحثًا تجريبيًا ، فإنه لا يقبل إن كان يناقض قولهم .
فإن قلت : إنه يرد عن السلف في تفسير الآية اختلاف ، فكيف العمل ؟
فالجواب : أنَّ الاختلاف الوارد عنهم أغلبه اختلاف تنوع ، وليس بينه تضادٌّ إلا في القليل منه .
والقاعدة في اختلاف التنوع :
* أن تقبل الأقوال الواردة عنهم على سبيل التنوع ما دام ليس في قبولها جميعًا ما يمنع ذلك.
* أن يُرجَّح أحد أقوالهم على سبيل القول الأَولى والأرجح دون اطِّراح غيره وتركه بالكلية ؛ لأنه قد يستفاد منه في موضع آخر .
والقاعدة في اختلاف التضاد الوارد بينهم أن يرجَّح أحدها على سبيل التعيين لا التنوع ؛ لأنه لا يمكن القول بها معًا ، فلزم الترجيح ، وهو هنا تصحيح لقول ، وترك للآخر .
واطراح ما جاء عنهم بالكلية في هذين النوعين من الاختلاف معناه مناقضة قولهم ، وعدم الاعتبار به ، وهذا واقع كثير ممن تعرض للتفسير وجعل مصدره البحث التجريبي المعاصر .
الثاني : أن يكون المعنى المفسَّر به صحيحًا .
وهو على قسمين :(1/2146)
1- أن يكون المعنى من جهة اللغة ، وهذا لابدَّ أن يثبت لغةً ، وأي تفسير بمعنى لم يثبت من جهة اللغة ، فإنه مردود ، كمن يفسِّر الذرة الواردة في القرآن بالذرة الفيزيائية ، وهذا مصطلح حادث لا يثبت في اللغة .
2- أن يكون المعنى جمليًا لا من جهة اللغة ، كمن يفسِّر خلق الأطوار بأنها الأطوار الداروينية .
وهذا مخالف لما جاء في الشريعة ، وهو غير صحيح في نفسه ؛ لذا لا يصحُّ التفسير به ، ولا بما هو على منهجه البتة .
الثالث : أن يتناسب مع سياق الآية ، وتحتمله الآية .
وهذا قيد مهمٌّ ، وفيه مجال للاختلاف ، لكن لا يجب إلزام الآخر به ، وكثيرٌ من التفسيرات بما وصل إليه البحث التجريبي تدخل في هذا الضابط ؛ إذ قد يكون المعنى غير مناقض لما ورد عن السلف ، وهو معنى صحيح ، لكن يكون وجه ردِّه عدم احتمال الآية له ، والحكم باحتمال الآية له من عدمه محلُّ اجتهادٍ ، وإذا كان الاجتهاد في احتماله أو عدمه عن علم فلا تثريب على الفريقين ، بل في الأمر سعة ، كما هو الحال في الاجتهاد الكائن في علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
وسأضرب مثلاً أرجو أن يوضح هذا الأمر ، وهو ما ورد في تفسير قوله تعالى :(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) [ الأنعام : 125](1/2147)
تأمل السياق الذي وردت فيه هذه الآية ، وانظر ـ تكرمًا ـ إلى ما قبلها ، يقول تعالى : (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ * فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ * وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [ الأنعام : 122 ـ 126]
إن الحديث عن حال الكافر وحال المؤمن ، ثم ضرب مثالاً بحال الأكابر من المجرمين الذين لا يمكن أن يدخل الإيمان قلوبهم لما فيهم من الكفر والإجرام ، ثمَّ بين سبحانه مشيئته في الهداية والإضلال ، وذكر أن من أراد هدايته ، فإنه يشرح صدره للإيمان به وييسره له ، ومن أراد له الضلال ، فإنه يجعل صدره في حال ضيق وحرج شديد ، ولو أراد الإيمان فإنه لا يستطيعه ، كما لا يستطيع الإنسان أن يصعد في السماء .(1/2148)
قال الطبري :( القول في تأويل قوله تعالى :(كأنما يصعد في السماء) : وهذا مَثَلٌ من الله ـ تعالى ذكره ـ ضربه لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصوله إليه ؛ مثل امتناعه من الصعود إلى السماء ، وعجزه عنه ؛ لأن ذلك ليس في وسعه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ...).
ثم ذكر الرواية عطاء الخراساني ، قال : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء .
وعن ابن جريج : يجعل صدره ضيقا حرجا بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .
وعن السدي : كأنما يصعد في السماء من ضيق صدره .
وتقدير المعنى عندهم : إن عدم قدرة الكافر على الإيمان كعدم قدرة الإنسان على الصعود إلى السماء ، ويكون الضيق والحرج بسبب عدم قدرته على الإيمان لا بسبب التصعد في السماء .
وتفسيرهم لا يعيد التشبيه إلى الضيق والحرج ، وإنما إلى الامتناع من الإيمان وعدم القدرة عليه .
وانشراح النفس للإيمان سابقة له ، فمن يشاء الله له الهداية يشرح نفسه له ، كما أن من أراد الله له الكفر فإنه يجعل صدره ضيقًا حرجًا ، فلا يستطيع أن يؤمن بالله ، وهو ممتنع عليه الإيمان كامتناع الصعود إلى السماء على الإنسان .
وهذا التفسير من دقائق فهم السلف ، وتفسيرهم يرجع إلى لازم معنى الجملة الثانية ، وهي جعل الضيق والحرج في صدر الكافر ، إذ من لازمه أنه لو أراد الإيمان فإنه لا يستطيعه ، كما لا يستطيع الإنسان الصعود للسماء ، فنبهوا على هذا اللازم الذي قد يخفى على كثير ممن يقرأ الآية .
وفي تفسيرهم إثبات القدر ، وأن الله يفعل ما يشاء ، فمن أراد الله هدايته شرح صدره ، ومن أراد ضلاله ضيَّق صدره وجعله حرجًا لا يدخله خير ، وفي هذا ردٌّ على القدرية الذين يزعمون أن العبد يخلق فعله .(1/2149)
أما البحث التجريبي المعاصر فقد كشف عن قضية تتعلق بالصعود إلى الأجواء العليا ، حيث وجد أن الإنسان تتناقص قدرته على التنفس الطبيعي درجة بعد درجة كلما تصاعد إلى السماء ، وسبب ذلك انخفاض الضغط الجزئي للأكسجين في طبقات الجو العليا ، وقد جعل أصحاب الإعجاز العلمي هذه الظاهرة الكونية تفسيرًا للحرج الذي يصيب الكافر بسبب عدم قدرته على الإيمان .
وقد جعلوا التشبيه يعود إلى الضيق والحرج ، والمعنى عندهم : إن حال ضيق صدر الكافر المعرض عن الحق وعن قبول الإيمان بحال الذي يتصعد في السماء .
وذكر وجه الشبه ، وهو الصفة المشتركة بينهما : ضيقًا وحرجًا ، وجاء بأداة التشبيه (كأن) ليقع بعدها المشبه في صورة حسية واضحة ...
وإذا تأملت هذين التفسيرين وعرضتهما على سياق القرآن ومقاصده ، فأي القولين أولى وأقوى ؟
لا شكَّ أن ما ذكره السلف أولى وأقوى ، والثاني ـ وإن كان محتملاً ـ لا يرقى إلى قوته ، وإن قٌبِلَ هذا القول المعاصر على سبيل التنوع فالأول هو المقدَّم بلا ريب .
ووجه قوته كائن في أمور :
الأول : أن ما قاله السلف مُدركٌ في كل حين ، منذ أن نزل الوحي بها إلى اليوم ، أما ما ذكره المعاصرون ، فكان خفيًّا على الناس حتى ظهر لهم أمر هذا المعنى هذا اليوم .
الثاني : أن التنبيه عن امتناع الإيمان عنهم بامتناع صعود الإنسان إلى السماء أقوى وأولى من التنبيه عن تشبيه الحرج والضيق الذي يجده الكافر في نفسه بما يجده من صعِدَ طبقات السماء .
فالحرج والضيق مدرك منه بخلاف امتناع الإيمان الذي يخفى سبيله ، وهو الذي جاء التنبيه عليه في الآية ، وذلك من دقيق مسلك قدر الله سبحانه .
الرابع : أن لا يُقصَر معنى الآيةِ على هذا المعنى المأخوذ من البحوث التجريبية .
وهذا الضابط كثيرًا ما ينتقضُ عند أصحاب الإعجاز العلمي ، وقد وجدت حال بعضهم مع تفسير السلف على مراتب :(1/2150)
ـ فمنهم من لا يعرف تفسير السلف ( الصحابة والتابعين وأتباعهم ) أصلاً ولا يرجع إليه ، وكأنه لا يعتد به ولا يراه شيئًا . وهؤلاء صنفٌ يكثر فيهم الشطط ، ولا يرتضيهم جمهورٌ ممن يتعاطى الإعجاز العلمي .
ـ ومنهم من يقرأ تفسير السلف ، لكنه لا يفهمه ، وإذا عرضه فإنه يعرضه عرضًا باهتًا ، لا يدل على مقصودهم ، ولا يُعرف به غور علمهم ، ودقيق فهمهم .
ـ ومنهم من يخطئ في فهم كلام السلف ، ويحمل كلامهم على غير مرادهم ، وقد يعترض عليه وينتقده ، وهو في الحقيقة إنما ينتقد ما فَهِمَه هو ، وليس ينتقد تفسيرهم ؛ لأنه أخطأ في فهمه .
ومما يظهر من طريقة عرض أصحاب هذا الاتجاه لما توصلوا إليه من معانٍ جديدة أنهم يقصرون معنى الآية على ما فهموه ، دون أن ينصوا على ذلك صراحة ، وهذا مزلق خطير لا ينتبه إليه كثير من الفضلاء الذين دخلوا في هذا الميدان .
بل إنهم يتفوهون بكلام يلزم منه تجهيل الصحابة وتصغير عقولهم ، وأني لأجزم أن هؤلاء الفضلاء لو تنبهوا لهذا اللازم لعدَّلوا عباراتهم ، لكن طريقة البحث التي سلكوها جعلتهم لا ينتبهون إلى هذا المزلق الخطير .
ومن ذلك أن بعضهم يقول :(... وهناك آيات وألفاظ قرآنية لم تكن لتفهم حقيقتها حتى جاء التقدم العلمي يكشف عن دقة تلك المعاني والألفاظ القرآنية ، مما يوحي إلى كل عاقل بأن كلام الكتاب الكريم كلام الله المحيط علمًا بكل شيء ، وإن كان قد حدث جهلٌ بفهم بعض ألفاظه ومعانيه ، فإن زيادة علوم الإنسان قد جاءت لتُعرِّف الإنسان بما جهل من كلام ربه) .
ألا يلزم من هذا الكلام أن الصحابة قد خفي عليهم شيء من معانيه ، وكذا خفي على التابعين وأتباعهم ، وبقي بعض القرآن غامضًا لا يُعرف حتى جاء ( التقدم العلمي ! ) فكشف عن هذه المعاني .
ولو كان يعتقد هذا اللازم ، فالأمر خطير جدَّا . لكني لا أشكُّ ـ محسنًا الظن بقائله ـ أنه لم يتنبه لهذا اللازم الخطير ، وأُراه لو انتبه له لعدَّل عبارته .(1/2151)
ولقد كان من نتيجة هذا التقعيد أن لا تُذكر أقوال السلف بل يذكر ما وصل إليه البحث التجريبي المعاصر ، وتفسير الآية به ، وهذا فيه قصر لمعنى الآية على ذلك التفسير الحادث ، وهذا خطأ محضٌ .
وقد سئل آخر : لماذا لم يبين الرسول هذه الوجوه للصحابة ؟
فكانت إجابته أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لو أخبرهم بهذه الحقائق العلمية لما أدركوها ، وقد يقع منهم شك أو تكذيب .
وهذا الجواب من أعجب العجب ، فكيف يقال هذا في قوم آمنوا بما هو أعظم من هذه الحقائق الكونية ، وأرى أن خطأ هذا أوضح من أن يوضَّح ، وإني أخشى أن يكون هؤلاء ممن فرح بما أوتي من العلم ، فنسب الجهل للصحابة الذين آمنوا بما هو أعظم من هذه الأمور .
ألم يؤمنوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به ، ثم عرج به في جزء من الليل ، ورأى ما رأى من آيات ربه الكبرى ؟ أليس هذا أعجب مما يذكره الباحثون التجريبيون ؟
وقل مثله في غير ذلك مما آمنوا به وصدَّقوا ولم يعترضوا .
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر ، فإني قد رأيت لأحد الفضلاء كتابًا في مناهج المفسرين ، وأجاب عن سبب عدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملاً ، وكان مما أجاب به ، فقال :( لضعف المستوى العلمي عند الصحابة ، ولو فسره لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حوت آياته من علوم ومعارف فقد لا يستوعبونها ، وقد تكون محل استغراب بعضهم ، والعلماء الذين جاءوا بعد الصحابة قدموا بعض المضامين العلمية للآيات ، ولذلك قيل : خير مفسر للقرآن هو الزمن).
وهذا القول من ذلك الفاضل من أعجب العجب ، إذ كيف يكون خيرة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ضعيفي المستوى العلمي ، وما المراد بالعلم الذي ضعفوا فيه ؟!
أليسوا أعلم الأمة ، والأمة عالة عليهم في هذا ؟!
ألم يخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ؟! حفظه منهم من حفظه ، ونسيه من نسيه .(1/2152)
إن مثل هذا القول خطير ، وإني لأحسن الظن بأن قائله لم يتنبه لما يتبطنه هذا الكلام من خطأ محضٍ ، وأن الأمر يحتاج إلى تعديل أسلوب وعبارات ، والله المستعان .
وبعد ، فإن هذين النقلين اللذين نقلتهما فيما يتعلق بالإعجاز العلمي إنما هما عن أفاضل ممن تكلموا في الإعجاز العلمي دون غيرهم ممن تخبط في هذا المجال .
وهنا يجب أن يُفرَّق بين فضلهم ، وما لهم من قدم في الدعوة إلى الله ، والحرص على هداية الناس ، وبين ما وقعوا فيه من الخطأ ، فالأول يشكر لهم ويُذكر ولا يُنكر ، ولكن هذا الفضل ليس حجابًا حاجزًا عن التنبيه على ما وقعوا فيه من الخطأ .
كما أن التنبيه على خطئهم لا يعني نبذهم وعدم الاعتداد بهم ، وإنما المقصود هنا تصحيح المسار في هذه القضية التي رُبِطت بكتاب الله ، وجُعلت من أهم ما توصل إليه المعاصرون ، بل جعله بعضهم هو طريق الدعوة للكفار .
وأختم هذا البحث بمسائل متفرقة في هذا الموضوع ، وهي كالآتي :
أولاً : قضايا العلم التجريبي بين القرآن والعلم الحديث :
* العلم بالسنة الكونية لا يرتبط بالمعتقد ، ولا بالأفكار ؛ لأنها نتيجة البحث والتأمل ، وهي من العلوم التي وكلها الله لعباده ، فعلى قدر ما يكون الجهد في البحث يصل البشر بإذن الله إلى نتائجه المرجوة ، ولما كان الوصول إلى هذه العلوم التجريبية مرتبطًا بالقدرة على البحث ووجود المناخ المناسب له ، وكان الغرب الكافر قد حرص عليه ، فإنهم قد سبقوا المسلمين في ذلك .(1/2153)
* أن إشارة القرآن لبعض هذه المسائل المرتبطة بالعلوم التجريبية لم يكن هو المقصد الأول ، ولم ينْزل القرآن من أجلها ، وإذا وازنتها بين المعلومات العقدية والشرعية ، ظهر لك أنَّ المعلومات العقدية والشرعية ـ أي : كيف يعرفون ربهم ، وكيف يعبدونه ـ هي الأصل المراد بإنزال القرآن ، وهي التي تكفلَّ الله ببيانها للناس ، أما المعلومات الدنيوية بما فيها العلوم التجريبية فهي موكولة للناس كما سبق ، وإن جاءت فإنها تجيء مرتبطة بالدلالة على حكم عقدي أو شرعي ، فهي جاءت تبعًا وليس أصالةً ؛ أي أن القرآن لم يقصد أن يذكرها على أنها حقيقة علمية مجردة ، بل ليستدل بها مثلا : على توحيد الله وأحقيته بالعبادة ، أو على حكم تشريعي ، أو على إثبات اليوم الآخر .
* القضايا العلمية التي يفسر بها من يبحث في الإعجاز أو التفسير العلمي لا يدركها إلا الخواص من الناس ، ولا يوصل إليها إلا بالمراس .
* الفرق بين القرآن والعلم التجريبي في تقرير القضية العلمية :
1 ـ أن القرآن يقررها حقيقة حيث كانت وانتهت ، والعلم التجريبي يبدأ في البحث عنها من الصفر حتى يصل إلى الحقيقة العلمية .
2 ـ القرآن يذكر القضية العلمية مجملة غير مفصلة ، أما العلم التجريبي فينحو إلى تفصيل المسألة العلمية .
* علم البشر قاصر غير شمولي ، ونظره من زاوية معينة ، لذا قد يغفل عن جوانب في القضية ، فيختلَّ بذلك الحكم ونتيجة البحث . وقد يكتشف ما لم يحتسب له عن طريق الصدفة لا الممارسة العملية .
* القرآن طرح القضايا العلمية بعيدًا عن الخيالات التي كانت إبان نزوله ، سواءً أكانت هذه العلوم عند العرب أم عند غيرهم ، وهذه الخيالات بان خطئوها في القرون المتأخرةِ ، ولا يزال هناك غيرها مما سيكشفه العلمُ التجريبي ، وكل ذلك مما لا يمكن أن يخالف حقائق القرآن إن صحَّة تلك العلوم .(1/2154)
* قد تكون بعض القضايا العلمية صحيحة في ذاتها ، لكن الخطأ يقع في كون الآية تدلُّ عليها ، وتفسَّر بها .
ثانيًا : موقف المسلم من قضايا العلوم التجريبة المذكورة في القرآن :
* الإيمان بالقضية الكونية التي ذكرها القرآن لا تحتاج إلى إدراك الحسِّ ، بل يكفي ورودها في القرآن ، بخلاف القضايا العلمية التي تحتاج إلى الإيمان بها إلى الحسِّ ، سواءً أكانت هذه القضايا مذكورة في القرآن أم لم تكن مذكورة .
* المسلم مطالب بالأخذ بظواهر القرآن ، وأخذه بها يجعله يسلم من التحريف أو التكذيب بها ، ولو كانت مخالفة لقضايا العلم التجريبي المعاصر .
فإذا عارضت النظريات العلمية ، ولو سُميت حقائق علمية فإنه لا يلزم الإيمان بها ، بل يقف المسلم عند ظواهر القرآن ؛ لأن المؤمن مطالب بالإيمان بنصوص القرآن لا غير .
* يجب الحذر من حمل مصطلحات العلوم المعاصرة على ألفاظ القرآن وتفسيره بها .
* البحوث العلمية الناتجة عن الدراسات لا يلزم مصداقيتها ، وهي درجات من حيث المصداقية ، لذا ترى دراسة علمية تذكر فوائد شيء ، وتأتي دراسة تناقضها في هذه الفوائد .
ثالثًا : هل نحن بحاجة إلى التفسير العلمي ، أو الإعجاز العلمي ؟
إن نتيجة ما يتوصل إليه الباحث في الإعجاز العلمي هي إثبات أن الحقيقة أو النظرية الكونية أو التجريبية قد ورد ذكرها في القرآن صراحة أو إشارة ، وهذا فيه دليل على صدق القرآن وأنه من عند الله .
وهذه النتيجة لا يمكن الوصول إليها إلا بعد البحث المجرد في الحقائق الكونية والمواد التجريبية ، ولا شكَّ أن الباحث إذا كان ممن يؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يأتي بشيء مخالف لما في القرآن والسنة ، أما إذا كان الباحث كافرًا فقد يقع منه مخالفات للشرع ، ويكون ذلك دليلا على خطئه في مسار بحثه .
ومن ثمَّ فإنَّ عندنا أمران :(1/2155)
الأول : العناية بالبحث التجريبي والنظر في هذا الكون والتدبر فيه للننافس بذلك أعداء الله الذين تقدموا علينا في هذا المجال .
الثاني : العناية بما يسمى بالإعجاز العلمي لإثبات صحة هذا الدين لأولئك الذين لا يؤمنون إلا بالحقائق المادية ، ودعوتهم إلى الإسلام ، وذلك أنه لما كان هذا العصر عصر الثورة العلوم التجريبية الدنيوية ، فإنَّ تقديم هذه التفسيرات الموافقة لما ثبت في هذه العلوم للناس دعوة لهم لهذا الدين الحقِّ .
وهذا القول حقٌّ لكن الأمر يحتاج إلى توازن في طرح مدى الدعوة بهذه التفسيرات العلمية للقرآن ، وهل أثبتت نجاحها وتميُّزها ؟
إنَّ الذي يُخشى منه أن تكون الدعوة بهذه التفسيرات الموافقة للعلوم التجريبية قد أخذت أكبر من حجمها ، وأنَّ عدد المتأثرين بها قليلٌ لا يكادون أن يوازوا بعددهم ما يقوم به داعية أو مركز إسلامي يبيَّن للناس هذا الدين الحقَّ .
ومن المعلوم أن الأفواج الكثيرة التي دخلت في الإسلام أسلمت بأبسط من هذا الطرح العلمي ، فأغلبهم أسلم لما يجد في الإسلام من موافقته لفطرته التي فطره الله عليها دون أن يصل إلى الإيمان بالله بهذا العلم الذي لا يدركه إلا القليل من الناس .
ثمَّ إنَّ من سيسلم من الباحثين في العلوم التجريبية من الكفار بسبب هذا الإعجاز العلمي يلاحظ فيه ما يلي :
ـ أنه لا وقت عنده لدعوة غيره ، بل لتفهم الدين الجديد الذي دان به ، بسبب كبر السنِّ ـ في الغالب ـ والانشغال بالأبحاث والتجارب التي تجعله بعيدًا عن تفهُّم هذا الدين وطبيعته .
ـ أنَّ بعض من يسلم منهم يكون إسلامه صوريًا ، ولم يتحقق فيه الاستسلام الحقُّ .
ـ أنَّ تأثير هؤلاء يكاد يكون معدومًا ، بل لو ثبت إسلامهم قد يُحاربون ، ويسفَّهون ، ولا يُحترمون في مجتمعاتهم العلمية .(1/2156)
وأخيرًا ، فإن بعض من يستسلم لهذه الحقائق المذكورة في القرآن أو السنة ، يأخذها بنظره العلمي التجريبي ، ولا يدرك حقيقة الوحي ، وأنَّ هذا القرآن من عند الله ، فبينه وبين ذلك حجاب مستور ، والله أعلم .
ومن ثمَّ ، فإن العناية بالأمر الأول ـ وهو البحث التجريبي والنظر في هذا الكون والتدبر فيه ـ يجب أن تكون أكبر وأكثر من العناية بالأمر الثاني ـ وهو ما يسمى بالإعجاز العلمي ـ لوجهين :
الوجه الأول: أنه هو المجال الوحيد الذي سبقنا فيه أعداؤنا ، ولابد لنا من منافستهم في ذلك ، والسعي للتقدم عليهم فيه .
الوجه الثاني: أنه عندما يقوم الباحثون المسلمون بتلك البحوث نضمن أنهم لن يصلوا إلى نتائج خاطئة مخالفة للكتاب والسنة ، بل إنهم سوف يعيدون النظر في بعض النتائج المخالفة للكتاب والسنة التي وصل إليها البحث الغربي الكفار .
وإذا بقي همُّنا منصبًّا على العناية بما يسمى بالإعجاز العلمي لإثبات صحة هذا الدين لأولئك الذين لا يؤمنون إلا بالحقائق المادية ، فإننا سنبقى عالة على الغرب ننتظر منه كل جديد في العلوم ، ثمَّ نبحث ما يوافقه في شرعنا ، ولا يخفاك ما دخل علينا من هذه العلوم مما هو مخالف لشرعنا ، وما ذاك إلا بسبب أنَّ موقفنا نحن المسلمين موقف التلميذ الضعيف المتلقي الذي يشعر أنه لا شيء عنده يمكن أن يقدمه .
والبحث العلمي بلا قوة تحميه لا يمكن أن ينفعل في الواقع ، لذا لابدَّ من أن يواكب العلم قوةٌ تكون في الأمة كي تدعم هذا العلم وتحافظ عليه ، وإلا صار ما تراه من هجرة العلماءِ عن ديار المسلمين إلى ديار الغرب الكافرة .(1/2157)
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه ، وأرجو أن يبعد عني وعنكم الشطط والتحامل في هذه القضية وفي غيرها ، وإن هذه القضية بالذات حسَّاسة ، وتدخلها العواطف ، ويبرز في الردَّ على من يعترض عليها الكتابة الخطابية ، فتخرج عن كونها قضية علمية تحتاج إلى تجلية وإيضاح إلى قضية دفاع عن مواقف وشخصيات .
وأقول أخيرًا : إنَّ في الموضوع قضايا كثيرة تحتاج إلى تجلية وإيضاح ، ولولا ضيق المقام لأشرت إليها ، وإني أسأل الله أن يوفقني ويعينني على الكتابة فيه على منهجٍ عدل وسط لا شطط فيه .
---
(1/2158)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ذكر القاسمي كلاما لابن القيم في نفي الخلاف في كون إبليس من الجن أو الملائكة فمن يدلني
---
ذكر القاسمي كلاما لابن القيم في نفي الخلاف في كون إبليس من الجن أو الملائكة فمن يدلني
---
أبو صفوت
02-06-2006, 10:06 AM
من يدلني أين ذكر ابن القيم وشيخ الإسلام هذا الكلام الذي حكاه القاسمي
قال القاسمي " قال ابن القيم : الصواب التفصيل في هذه المسألة وأن القولين في الحقيقة قول واحد فإن إبليس كان مع الملائكة بصورته وليس منهم بمادته وأصله ، كان أصله من نار وأصل الملائكة من نور ، فالنافي كونه من الملائكة والمثبت لم يتواردا على محل واحد " وكذاك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى المصرية "
---
أبو صفوت
02-06-2006, 07:39 PM
قد وقفت بفضل الله على كلام شيخ الإسلام فقد قال " ومذهب المسلمين واليهود والنصارى ما أخبر الله به في القرآن ولم يكن في المأمورين بالسجود أحد من الشياطين لكن أبوهم إبليس هو كان مأمورا فامتنع وعصى وجعله بعض الناس من الملائكة لدخوله في الأمر بالسجود وبعضهم من الجن لأن له قبيلا وذرية ولكونه خلق من نار والملائكة خلقوا من نور
والتحقيق أنه كان منهم باعتبار صورته وليس منهم باعتبار أصله ولا باعتبار مثاله ولم يخرج من السجود لآدم أحد من الملائكة لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا غيرهما" مجموع الفتاوى 4/346
فهل من دال على كلام ابن القيم
---
(1/2159)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بعض الأخطاء بالمصحف الرقمي
---
بعض الأخطاء بالمصحف الرقمي
---
مصطفى علي
03-29-2007, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الأخطاء بالمصحف الرقمي
سورة الأنعام
{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ ] الأنعام 19 والخطأ كسر الهاء في لفظ الجلاله ( الله ) والصواب يضم الهاء { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهُ شَهِيدٌ }
[ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ ] الأنعام 148 والخطأ بفتحة الألف التي يسفلها همزة ، والصواب بكسر الهمزة { وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ }
سورة النمل
[ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ ] النمل 66 والخطأ كسر ميم عمون ، والصواب فتح الميم { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ }
{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } الأنفال 29 ياء يا أيها جعل تلك الياء مكسورة ، والصواب طبعًأ الفتح يَا
---
أحمد القصير
03-29-2007, 01:03 AM
أي مصحف تقصد أخي بارك الله فيك
---
مصطفى علي
03-29-2007, 06:53 AM
شيخنا الكريم
هو مصحف يكتب في في الوورد اسمه المصحف الرقمي
http://www.zulfiedu.gov.sa/zu/Programs/Quran/Quran.htm
---
مروان الظفيري
03-29-2007, 10:24 AM
http://www4.0zz0.com/2007/03/14/19/73377764.jpg
وأثابكم الله خيرا
شيخنا وأخانا الفاضل الكريم
مصطفى علي جعفر
على هذه الغيرة على الكتاب الكريم
وعلى أريحيتك الإسلامية
---
د.خضر
03-31-2007, 11:59 AM
مهم جداً ما ذكره الأستاذ مصطفى على لأن هذا المصحف أكثر المصاحف الالكترونية انتشاراً لأسباب متعددة ،
منها سهولة البحث فيه، كذلك طواعيته أثناء الكتابه ، كذا سرعته، فنحن نشد على يدي الأستاذ مصطفى(1/2160)
حباً فيما صنع وتمنينا علي الأخ العزيز أن ينفق من وقته ما هو قربى لله بإظهار كل ما يراه من ملاحظات
تخدم هذا البرنامج الرائد كذا الباحثين، ولعل مصممه يتدارك ذلك فيكون في ميزان حسناتكما .
والله الموفق
---
د.يسري خضر
03-31-2007, 12:29 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك اخي الكريم يبدو انه قد حدث سهو اثناء الكتابة للملاحظة علي اية سورة النمل المذكورة
[ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ ] النمل 66 والخطأ كسر ميم عمون ، والصواب فتح الميم { بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ }
قلت بل الصواب ضم الميم كما ضبطت في الاية
---
(1/2161)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل تتذكرون هذا اليوم 20/3/2003
---
هل تتذكرون هذا اليوم 20/3/2003
---
قصي علي الدليمي
03-20-2007, 09:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تتذكرون هذا اليوم 20/3/2003 ؟ هذا اليوم الذي بدأ فيه ضرب العراق . اللهم اضرب كل من ضرب العراق . هذا اليوم الذي ما كسبنا منه إلا الدمار والهلاك . هذا اليوم الذي سيحاسب الله عنه كل من ساهم في تدمير العراق . ولكن العراق قادم إلى عزه ومجده وسينتقم الله من كل ظالم . وما ذلك على الله بعزيز
ساهم معي في نصرة الشعب العراقي ولو بالدعاء
قصي علي الدليمي
---
ابن الجزيرة
03-20-2007, 02:06 PM
اللهم اضرب كل من ضرب العراق آمين.آمين
---
(1/2162)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في الضبط القرآني !!
---
إشكال في الضبط القرآني !!
---
سامي السلفي
10-21-2006, 11:31 AM
سؤالي هو : لماذا يشدد حرف الادغام الذي بعد النون الساكنة أو التنوين أحيانا وأحياناأخرى لا يشدد ؟
مثاله :
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
(24) من سورة النساء
ولي سؤال آخر هو وجه تسمية إطالة الغنة في الميم المخفاة إخفاءا خلافا للنون المخفاة ؟
طبعا هذا على ما رُجح من كون الإخفاء للميم هو فقط إطالة الغنة ..
فهلا شاركتموني البحث والفائدة .
---
عمار
10-21-2006, 04:55 PM
الأخ الكريم / سامي السّلفي - وفقه الله - :
جواب السؤال الأول :
عدم التشديد يدلّ على الإدغام النّاقص ( ذهاب ذات الحرف وبقاء صفته) وذلك عند الواو والياء ، هذا طبعا عند من يقرأ بالإدغام مع الغنة لكن لو قرأتَ برواية خلف عن حمزة فسيكون إدغاما كاملا.
أمثلة :
(وجوهٌ يَومئذ) : سورة الغاشية ، الآية رقم : 2
(فمن يَعمل) : سورة الزلزلة ، الأية رقم :7
والتّشديد يدل على الإدغال الكامل ( ذهاب ذات الحرف وصفته معا ) وذلك عند اللام والراء باتفاق العلماء ، أما إدغام النون الساكنة والتنوين مع النون والميم ففيه خلاف بين العلماء....بين كونه إدغاما كاملا أو ناقصا.
ورأي الجمهور أنه إدغام كامل....وقد تمّ ضبط المصحف بناء على هذا الرأي.
أمثلة :
(في عمدٍ مّمدة) : سورة الهمزة ، الآية رقم : 9(1/2163)
( من مَّسد) : سورة المسد ، الأية رقم : 5
والله أعلم.
أما سؤالك الثاني....فأرجو أن تتكرم على أخيك بمزيد إيضاح بارك الله فيك.
---
(1/2164)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تدبر القرآن
---
تدبر القرآن
---
مساعد الطيار
10-22-2005, 06:34 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين ، أما بعد :
فيكثر في شهر رمضان الحديث عن تدبر القرآن ، وقد سمعت في هذا الشهر أحاديث عنه ، فرأيت أن أطرح بعض اللفتات في هذا الموضوع ، فأقول مستعينًا بالله .
1 ـ يغفل بعض الناس عن أن تطلُّب فهم الآية على وجهها الصحيح نوع من التدبر ، والحقيقة أنه أصل من أصول تدبر القرآن إذ على الفهم السليم تُبنى الفوائد والاستنباطات السليمة في الغالب .
2 ـ إن استنباط الفوائد العلمية بعمومها هو نوع من تدبر القرآن ، وهذا مما قد يغفل بعض الناس عن إدخاله في التدبر ، ولو قرأت لمثل السهيلي ( ت : 581 ) في كتابه ( نتائج الفكر ) لوقفت على عجب من العجب في استنباط دقائق المعاني من كتاب الله تعالى ، يطرب لها الباحثون عن لطائف الآيات ودقائقها .
ولعلي أسوق لك من كتابه هذا ما يشجعك على اقتناء كتب هذا العلم الفذِّ ، فمن فوائده الماتعة :
ــ قال السهيلي : ( فإن قيل : كيف جاز ( سبح اسم ربك الأعلى ) ( واذكر اسم ربك ) ، والمقصود بالذكر والتسبيح هو الرب تبارك وتعالى ، لا اللفظ الدال عليه ؟(1/2165)
قيل : هذا سؤال قد كعَّ ( جبن وضعف ) عنه أكثر المحصلين ، ونكتة عجز عنها أكثر المتأولين ... والقول السديد في ذلك ـ والله المستعان ـ أن نقول : الذكر على الحقيقة محله القلب ؛ لأنه ضد النسيان ، والتسبيح نوع من الذكر ، فلو أطلق التسبيح والذكر لما فهم منه إلا ذلك ، والله ـ عز وجل ـ إنما تعبدنا بالأمرين جميعًا ، ولم يتقبل من الإيمان إلا ما كان قولا باللسان ، واعتقادًا بالجنان ، فصار معنى الآيتين على هذا : اذكر ربك ، وسبح ربك بقلبك ولسانك ، ولذا أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى لا يخلو الذكر والتسبيح من اللفظ باللسان ، لأن الذكر بالقلب متعلَّقه المسمى المدلول عليه بالاسم دون سواه ، والذكر باللسان متعلَّقه اللفظ مع ما يدل عليه ؛ لأن اللفظ لا يراد لنفسه ، فلا يتوهم أحد أن اللفظ هو المسبَّح دون ما يدل عليه من المعنى ، هذا ما لا يذهب إليه خاطر ، ولا يتوهمه ضمير ، فقد وضحت تلك الحكمة التي من أجلها أقحم ذكر الاسم ، وأنه به كملت الفائدة ، وظهر الإعجاز في النظم ، والبلاغة في الخطاب ، فهذه نكتة لمن تدبرها خير من الدنيا بحذافيرها ، والحمد لله على ما فهَّم وعلَّم )) نتائج الفكر ، تحقيق : محمد إبراهيم البنا ( ص : 44 ـ 45 ) .
3 ـ يفهم بعض الناس أن التدبر هو تنزيل الآيات على واقعه ، وأنه متى وجد مصداق معنى الآية أو شيئًا مما يشير إلى واقعه في الآية ، قال : هذا التدبر ، ولعمر الله إنه لمحقٌّ ، لكن من دون قصر التدبر على هذه الصورة .
وقد وجدت أن هذه الصورة تقوم على القياس والمثال ، فالمتدبر الذي يربط الآية التي لا ينتبه كثيرون إلى مرماها الذي وصل إليه ، المستخرج من القرآن أحكام واقعه اليومي = مما يَمُرُّ به أو بإخوانه المؤمنين أو غيرهم من الكافرين في شرق الأرض وغربها ، = إنما يقوم بنوع من أعلى أنواع التدبر .(1/2166)
وبهذا النوع يولع كثير من الناس ، ولا ملامة في ذلك ، بل ذلك عين ما يريده المسلم المصدق بكتاب ربه ، المتفهم لمعاني كلامه ومراميه العظام ، وإليه يشمر الكاتبون في التدبر ، وإنما أردت التنبيه على كونه يقوم على قياس الواقع بالآية ، ثم ربطه بها على انه مثال مما تتحدث عنه الآية أو تشير إليه ، وقد سقت في هذا الملتقى مثالاً من أول سورة القصص ، وقد علق عليه أخي عبد الرحمن الشهري بمثل ذلك ، وكل ذلك داخل في باب القياس والتمثيل .
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4114
4 ـ قد يختلط على المتأمل مرحلة التأثر بالقرآن ، ويظنها من التدبر ، وهي في الحقيقة ليس كذلك ، لأن التدبر ـ في حقيقته ـ عملية عقلية بحته ، يجريها المتدبر لكلام الله ، فيخرج ببعض الفوائد والاستنباطات .
أما التأثر بالقرآن الذي حكاه الله تعالى في قوله تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ، فإن هذا له أسباب متعددة منها التدبر ، وفهم المعنى ، والحالة التي يكون عليها التالي لكتاب الله ، والحالة التي يكون عليها السامع وغير ذلك .
وأخيرًا ، أحذر نفسي وإخواني من أن الكلام في الآيات تفهمًا وتدبرًا على غير المنهاج الصحيح هو من القول على الله بغير علم ، وقد قال الله تعالى في هذا (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) فالحذر الحذر من الكلام في القرآن بلا علم ، لئلا ندخل في ما حرَّم الله .(1/2167)
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ، وأن يفتح لنا من كتابه الكريم ما انغلق علينا حفظًا ، وفهمًا ، وتدبرًا ، وعملاً .
---
أبو عبدالرحمن
10-22-2005, 07:04 AM
جزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل ،
وعندي سؤال لو سمحت: إذا ظهر لي معنى في الآية ولم أجد المفسرين تعرضوا له فهل هذا يدل على أن ما ظهر لي غير صحيح لمخالفته لإجماع المفسرين أو نقول ما دامت الآية تحتمل هذا المعنى وكان صحيحا دلت عليه آيات أخر فلا مانع من حمل الآية عليه؟
وبارك الله فيكم شيخنا الفاضل
---
(1/2168)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل مدين هم أصحاب الأيكة ؟
---
هل مدين هم أصحاب الأيكة ؟
---
يوسف العليوي
07-11-2004, 05:01 PM
هل مدين هم أصحاب الأيكة ؟
في سياق البحث في مواضع قصة شعيب عليه السلام مع قومه في القرآن الكريم اعترضت مسألة مهمة، لا بد من الفصل فيها لتحديد مسار البحث، حيث ورد في سور ”الأعراف وهود والعنكبوت“ أن شعيباً عليه السلام أرسل إلى ”مدين“ كما قال تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيباً...) [الأعراف/85، وهود/84 والعنكبوت/36]، وورد في سورة ”الشعراء“ أنه أرسل إلى ”أصحاب الأيكة“ كما قال تعالى: (كذب أصحاب الأيكة المرسلين . إذ قال لهم شعيب ألا تتقون) [الشعراء/176-177]، فهل شعيب عليه السلام أرسل إلى قومه ”مدين“ وهم يوصفون بأنهم ”أصحاب الأيكة“ ؟ أو أنه أرسل إلى قومين: قومه ”مدين“ و”أصحاب الأيكة“ وهم مجاورون لهم؟.
ولقد بحثت في المسألة فكتبت هذه الورقات المرفقة، آمل ممن يطلع عليها أن يصحح ويسدد ما يحتاج إلى ذلك، وله مني جزيل الشكر، والله ولي التوفيق.
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2004, 06:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم يوسف العليوي وفقه الله
مرحباً بكم مع إخوانكم في هذا الملتقى العلمي الذي يشرف بانضمام أمثالكم.
أما البحث الذي أرفقته مشكوراً فهو بحث موفق ، تلوح عليه علامات التتبع والتدقيق والعناية بالتوثيق للأقوال.
والذي فهمته أنك ذهبت إلى ترجيح القول بأنهما أمة واحدة لقوة الأدلة على ذلك ، وهو رأي ابن عباس كما أشرت إلى ذلك في أول نقلك للقائلين بالقول الثاني.
جزاك الله خيراً ، وزادك علماً بكتابه.
---
يوسف العليوي
07-16-2004, 02:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبد الرحمن الشهري
أشكر لكم ترحيبكم،
كما أشكر لك حسن تعليقك،
نفع الله بك وزادك من فضله.
---
المعظم لربه
01-09-2006, 11:53 PM(1/2169)
هلا وافيتمونا بالتفصيل والأدلة!؟.
---
يوسف العليوي
01-19-2006, 01:13 AM
الأخ المعظم لربه، جعلني الله وإياك من المعظمين له
أشكرك على مرورك، وأعتذر عن عدم الرد، فقد انشغلت كثيراً عن الموقع، وما طلبته كان موجوداً في الملف الذي أرفق مع الموضوع، إلا أنه بعد التجديدات يبدو أنه سقط، وإليك هذا الموضوع في المرفقات مع الشكروالاعتذار مرة أخرى
---
لؤي الطيبي
03-04-2006, 09:41 PM
السلام عليكم ..
الأخ الكريم يوسف العليوي ..
شكر الله لكم بحثكم القيّم ..
ولئن رجّحتم في مقالتكم القول الثاني - أن مدين وأصحاب الأيكة أمّة واحدة - إلا أن هذا القول ترد عليه إشكالات ، يصعب ربطها مع ما ذهبتم إليه . وأرجو أن يتّسع صدركم لما سأذكر منها :
أولاً : ذكرتم في النقطة الثانية قول جمع من المفسّرين ، وهو (((أن الله تعالى لما ذكر مدين جعل شعيباً أخاهم ؛ لأنه منهم ، فقال تعالى : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ...} [الأعراف: 85 ، وهود: 84 والعنكبوت: 36] ، ولما ذكر أصحاب الأيكة لم ينسبه إليهم فقال : { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 176-177] ، ولم يقل : إذ قال لهم أخوهم شعيب ؛ لأنه ليس منهم ، وإن كان أرسل إليهم ))) .
وهذا القول له اعتباره ، من حيث ورود جملة من الأنبياء في سورة الشعراء نفسها ، كلهم قال الله تعالى فيه (أخوهم) إلا أصحاب الأيكة :
قال تعالى : { كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 123-124] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 141-142] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 160-161] .(1/2170)
ثم قال بعد ذلك : { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 176-177] .
ثانياً : أن الله تعالى جمع (الرسالة) في حقّ شعيب - عليه السلام ، فقال سبحانه وتعالى على لسان شعيب : { لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي } [الأعراف: 93] ، في حين أنه قال على لسان صالح - مثلاً : { لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي } [الأعراف: 79] . وإن نظم القرآن الكريم ليؤكّد أكثر من رسالة في حقّ شعيب - عليه السلام ..
فلو نظرنا إلى ما ذكره كل من صالح وشعيب وبلّغ به قومه ، نجد أن ما ذكره شعيب من الأوامر والنواهي أكثر مما ذكره صالح .
قال تعالى على لسان صالح - عليه السلام : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ } [الشعراء: 150-153] .
وقال تعالى على لسان شعيب - عليه السلام : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ * وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ * وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ * قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ } [الشعراء: 179-185] .
فيظهر لنا من السياق أنها في حقّ صالح - عليه السلام - رسالة ، وفي حقّ شعيب - عليه السلام - رسالات ..(1/2171)
وثالثاً : حين ذكر العذاب في حقّ قوم صالح - عليه السلام - ذكر الرّجفة ، ووحّد الدار . قال تعالى : { فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [الأعراف: 77-78] ، والرّجفة هي الزلزلة الشديدة وتختصّ بجزء من الأرض .
أما عندما ذكر عذاب قوم شعيب - عليه السلام - فذكر الصيحة ، وجمع الدار (ديارهم) . قال تعالى : { وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } [هود: 94] ، وذلك لأن الصيحة يبلغ صوتها مساحة أكبر مما تبلغ الرجفة ..
وجزاكم الله خيراً ، وزادكم بصيرة بكتابه ..
---
المعظم لربه
03-04-2006, 10:37 PM
الأخ لؤي الطيبي
لم أقع على (الإشكالات) التي أردت أن تشير إليها , أو لم أفهمها , فحبذا لو وضحت أكثر .
ثم أرى أن الآيات التبست عليك .
فقد خلطت بين الأعراف وبين هود فيما يخص الدار والديار ...
إذ ذكرت الأعراف الدار بالإفراد لكليهما .. فيما ذكرت هود الجمع لكليهما كذلك ...
فانتبه !.
وأضيف باختصار إلى ما شارك به أخونا صاحب البحث
أن مدين هم أصحاب الأيكة , كما أن ثمود هم أصحاب الحجر !.
إذ التشابه بين القصتين كثير ملفت, حتى قال الله {ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود} .
---
الجعفري
03-05-2006, 05:34 PM
جزاك الله خيراً أبا عبد الله على هذا البحث الطيب , وأسأل الله أن ينفع بعلمك .
---
لؤي الطيبي
03-06-2006, 12:43 AM
السلام عليكم
أخي الكريم المعظّم لربه ..
ما أنا إلا طالب علم ، يحاول أن يتدبّر كتاب الله ..(1/2172)
وتضارب الأقوال في أن شعيباً - عليه السلام – بُعث إلى قوم واحد أو إلى قومين ، لا يغيّر في النتيجة النهائية شيئاً . فالنتيجة واحدة هنا وهناك ، وتحمل قولاً واحداً ، هو أن الله تعالى أهلك الذين بعث فيهم شعيباً ، ودمّرهم بسبب تمرّدهم على الله وعلى رسوله وتكذيبهم له .
وما كانت مداخلتي إلا بسبب بعض الأمور التي أشكلت عليّ في البحث .. وبعد أن نبّهتنا مشكوراً إلى أمور ، سأحاول أن أبيّن ما زال مشكلاً في ملاحظتين :
الأولى : إن لم يناسب ذكر الأخوة بحق شعيب – عليه السلام – في آية الشعراء ، لأن قومه نُسبوا إلى عبادة الأيكة ، فما بال القرون الأخرى مع أنبيائهم ؟ فهل أن قوم نوح ، وقوم عاد ، وقوم ثمود ، وقوم لوط ... كانوا يعبدون الله وحده ، فنسب أسماء أنبيائهم إليهم ؟
قال تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 105- 106] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 123-124] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 141-142] .
وقال تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء : 160-161] .
ثم قال تعلى بعد ذلك عن أصحاب الأيكة : { كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ } [الشعراء: 176-177] .(1/2173)
الثانية : لو كان الضمير في (وإنهما) ، في قوله تعالى : { فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} [الحجر: 79] ، عائداً على قريتي لوط ، وقوم شعيب ، فلماذا يخصّ قرية لوط مرّة أخرى بالذكر ، بعد أن جاء ذكرها من قبل في قوله سبحانه : { وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ } [الحجر: 76] ؟ فما الذي دعا لتكرير معالم قرية لوط مرتين في هذا المقام ؟
ودمتم لنا سالمين ..
---
(1/2174)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نفائسُ ودررٌ ، وطُرَفٌ ومُلَحٌ وفوائد
---
نفائسُ ودررٌ ، وطُرَفٌ ومُلَحٌ وفوائد
---
عبدالرحمن السديس
11-17-2004, 02:20 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على صفوة عباد الله محمد بن عبد الله ، أما بعد :
فهذه بعض الطرائف قد مرت علي ، وأعجبتني أسوقها لإخواني أهل الملتقى لعلها ترفع الملل عن من به شيء منه ، ومع ذا هي لا تخلوا من فائدة .. وبعد:
ففي وفيات الأعيان 4/269 في ترجمة الباقلاني:
وكان كثير التطويل في المناظرة مشهورا بذلك عند الجماعة ، وجرى يوما بينه ، وبين أبي سعيد الهاروني مناظرة ، فأكثر القاضي أبو بكر المذكور فيها الكلام ، ووسع العبارة ، وزاد في الإسهاب ، ثم التفت إلى الحاضرين ، وقال: اشهدوا علي أنه إن أعاد ما قلت لا غير لم أطالبه بالجواب !
فقال الهاروني: اشهدوا علي أنه إن أعاد كلام نفسه سلمت له ما قال! .
---
عبدالرحمن السديس
11-17-2004, 02:21 PM
مروج الذهب للمسعودي 4/239 [ط: عبد الحميد](1/2175)
وكان أبو خليفة ـ الفضل بن الحباب الجمحي ـ لا يتكلف الإعراب بل قد صار له كالطبع لدوام استعماله إياه من عنفوان حداثته ، وكان ذا محل من الإسناد ، وله أخبار ونوادر حسان قد دونت منها أن بعض عمال الخراج بالبصرة كان مصروفا عن عمله ، وأبو خليفة مصروفا عن قضائه فبعث العامل إلى أبي خليفة أنا مبرمان النحوي صاحب أبي العباس المبرد قد زارني في هذا اليوم إلى بعض النهار ، والبساتين ، فأتوه مبكرين مع من حضرنا من أصحابنا ، وسألوه الحضور معهم ، فجلسوا في سمارية متفكهين قد غير ظواهر زيهم حتى أتوا نهرا من أنهار البصرة ، واستحسنوا بعض البساتين فقدموا إليه ، وخرجوا إلى الشط ، وجلسوا تحت النخل على شط النهر ، وقدم إليهم ما حمل معهم من الطعام ، وكان أيام المبادي ، وهي الأيام التي يثمر فيها الرطب فيكبسونه في القواصر تمرا ، وتكون حينئذ البساتين مشحونة بالرجال ممن يعمل في التمر من الأَكَرَة ، وهم الزراع وغيرهم ، فلما أكلوا ، قال بعضهم لأبي خليفة ـ غير مكن له خوفا أن يعرفه من حضر ممن ذكرنا من الأَكَرَة ، والعمال في النخل ـ: أخبرني أطال الله بقاءك عن قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } هذه الواو ما موقعها من الإعراب ؟
قال أبو خليفة : موقعها رفع ، وقوله: قوا هو أمر للجماعة من الرجال .
قال له: كيف تقول للواحد من الرجال ، وللاثنين ؟
قال يقول للواحد من الرجال: قِ ، وللاثنين : قيا ، وللجماعة قوا .
قال كيف تقول للواحدة من النساء ، وللاثنتين منهن وللجماعة منهن ؟
قال أبو خليفة : يقال للواحدة : قي ، وللاثنتين : قيا ، وللجماعة : قين .
قال : فأسألك أن تعجل بالعجلة ، كيف يقال للواحد من الرجال ، والاثنين والجماعة ، والواحد من النساء ، والاثنتين منهن ، والجماعة منهن ؟(1/2176)
قال أبو خليفة عجلان [بسرعة]: قِ قيا قوا قي قيا قين ، وكان بالقرب منهم جماعة من الأكرة فلما سمعوا ذلك استعظموه ، وقالوا : يا زنادقة ! أنتم تقرءون القرآن بحروف [بقراءة] الدجاج ! ، وعدوا عليهم ، فصفعوهم فما تخلص أبو خليفة ، والقوم الذين كانوا معه من أيديهم إلا بعد كدٍ طويل . اهـ.
* من فوائد هذه الحكاية تجنب الكلام فيما لا يُفهم عند من لا يَفهم . ، ومعروف ما قال علي وابن مسعود رضي الله عنها في هذا .
* القاعدة في فعل الأمر أنه يبنى على ما يجزم به مضارعه .
---
عبدالرحمن السديس
11-17-2004, 02:21 PM
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/163:
سمعت يحيى بن معين يقول: ـ وذكر أبا سليمان الجرجاني ـ فقال: أبو جرجان ينبغي أن نهدم حول داره أربعين دارا هكذا ، وأربعين دارا هكذا ، وأربعين دارا هكذا ، وأربعين دارا هكذا ، فقال أبو خيثمة : يا أبا زكريا فيدخل دارك في هذا الهدم ؟!
قال : لا أبالي يبدأ بداري أولا حتى تطهر تلك البلاد منه .
---
عبدالرحمن السديس
11-17-2004, 02:22 PM
في الوافي للصفدي 7/13: [عن شيخ الإسلام ابن تيمية]
وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق ، فإذا ذكره لا يقول إلا : دُبيران بضم الدال وفتح الباء ،
وسمعته يقول: ابن المنجس يريد ابن المطهر الحلي .
---
عبدالرحمن السديس
11-17-2004, 02:23 PM
في اختصار المقريزي لكتاب الوتر لمحمد بن نصر ص 326:
وقال معاذ القارئ في قنوته : اللهم قحط المطر ، فقالوا: آمين !
، فلما فرغ من صلاته قال قلت: اللهم قحط المطر ،
فقلتم: آمين ! ألا تسمعون ما أقول ، ثم تقولون: آمين .
-------
*معاذ القارئ صحابي صغير رضي الله عنه
قيل: إنه ممن أقامه عمر يصلي بالناس التراويح .
---
خالد الشبل
11-18-2004, 01:31 AM
الأخ الكريم الشيخ عبد الرحمن السديس(1/2177)
جزاك الله خيرًا على هذه اللطائف والأفاكيه .
بالنسبة لقوقاة الدجاجة - وهي كلمة فصيحة نستعملها في لهجتنا - ثَم مَن جَمع الأفعال من اللفيف المفروق . ذكرها في حاشية الخضري على ابن عقيل في شرحه الألفيةَ . واسمحوا لي بالإحالة (http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=829).
واصل أخي عبد الرحمن فرائدك ، وفقك الله .
---
مساعد الطيار
11-18-2004, 06:51 AM
شكر الله لك أخي الكريم عبد الرحمن السديس هذه الملح واللطائف التي تذكرها من بطون الكتب ، وكم جميل تعليقك على فائدة هذه الملح ، وإنني أرى أننا ـ معشر القراء ـ
بحاجة إلى وضع الفوائد على مثل هذه الطرائف ، فيكون مع الاستملاح والتفكُّه العلم بفائدة مثل هذه النوادر ، وهذا ـ مع الأسف ـ ما خلت منه كتب الأدب التي تروي نوادر وطرائف من أخبار الناس ، ولا تكاد تجد عليها تعليقًا أو تنبيهًا ، سوى ما يكون ـ من بعض من ألَّف ـ من عنونة لباب من أبواب كتابه .
وفقني الله وإياك وإخواننا لما يحب ويرضى .
---
عبدالرحمن السديس
11-18-2004, 12:59 PM
المشايخ الكرام جزاكم الله خيرا ، ونفع بكم .. وشكر لكم تعليقكم
في الأذكياء لابن الجوزي ص 216:
حكى لنا بعض إخواننا أن شاعرا كان في بلد فقدم عليهم شاعر آخر ، فأراد أن يكسر عليه شوكته ، فقال لأهل البلد :
وتشابهت سور القرآن عليكم ** فقرنتم الأنعام بالشعراء !
فيه ص 218:
وصف لشاعر طِيْب خراسان ، فلما سافر إليها لم تعجبه ، فقال :
تمنينا خراسانا زمانا *** فلم نعط المنى ، والصبر عنها
فلما أن أتيناها سراعا *** وجدناها بحذف النصف منها !
---
عبدالرحمن السديس
11-19-2004, 04:06 PM
أخي المشرف الكريم : أرجو تغيير العنوان إلى : طرف ، وملح ، وفوائد
في الأذكياء لابن الجوزي ص106:(1/2178)
كان الأعمش إذا صلى الفجر جاءه القراء فقرأوا ، وكان أبو حصين إمامهم ، فقال الأعمش يوما: إن أبا حصين يتعلم القراءة منا لا يقوم من مجلسه كل يوم حتى يفرغ ويتعلم بغير شكر ، ثم قال لرجل ممن يقرأ عليه : إن أبا حصين يكثر أن يقرأ بالصافات في صلاة الفجر ، فإذا كان غدا فاقرأ عليّ الصافات ، واهمز الحوت ؛ فلما كان من الغد قرأ عليه الرجل الصافات ، وهمز الحوت ، ولم يأخذ عليه الأعمش ، فلما كان بعد يومين ، أو ثلاثة قرأ أبو حصين بالصافات في الفجر ، فلما بلغ الحوت همز ، فلما فرغوا من صلاتهم ، ورجع الأعمش إلى مجلسه دخل عليه بعض إخوانه ، فقال الأعمش: يا أبا فلان لو صليت معنا الفجر لعلمت ما لقي الحوت من هذا المحراب ؛ فعلم أبو حصين ما لذي فعل به ، فأمر بالأعمش ، فسحب حتى أخرج من المسجد . قال : وكان أبو حصين عظيم القدر في قومه بني أسد . اهـ.
ورويت الحكاية بسياق مختلف في سير أعلام النبلاء 5/414.
من فوائد هذه الحكاية :
* إن ينتبه الطالب لفضل شيخه عليه ، وأن يكثر من الدعاء له ، وشكره ، والثناء عليه ، وألا يتنكر له بعد أن ينتهي من الاستفادة منه كما هو حال كثير من الطلبة اليوم.
* لما قرأت هذه الحكاية تعجبت فقلت: وقد كانوا يعانون مما نعاني منه ! فبعض الأئمة يمكث في الإمامة سنين طويلة ، ولا يعدوا بعض السور ، والمقاطع يكررها حتى كأنه لم ينزل من القرآن غيرها !، ولا يشعر بمعاناة من خلفه
---
عبدالرحمن السديس
11-23-2004, 11:12 AM
في تاريخ الدوري3/77 ترجمة رقم (309)
سمعت يحيى [بن معين]يقول: وذكرتُ له شيخنا كان يلزم سفيان بن عيينة يقال له: ابن مناذر (1) ؟
فقال: أعرفه كان صاحب شعر ، ولم يكن من أصحاب الحديث ، وكان يرسل العقارب في مسجد الحرام حتى تلسع الناس !! ، وكان يصب المداد في المواضع التي يتوضى منها حتى تسود وجوه الناس !! ليس يروى عنه رجل فيه خير.
-------
(1) محمد بن مناذر مولى بني صبير بن يربوع شاعر معروف .(1/2179)
مترجم في : الأنساب [مخطوط ص :أ326]، ومعجم الأدباء 5/447، والوافي 5/43 .
---
عبدالرحمن السديس
11-23-2004, 04:59 PM
قال ابن القيم في بدائع الفوائد 2/822 ط: عالم الفوائد [في عرض كلامه عن فضول المخالطة]
ومنهم من مخالطته حمى الروح ، وهو الثقيل البغيض العثل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ، ولا يعرف نفسه ؛ فيضعها في منزلتها ، بل إن تكلم ؛ فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين ، مع إعجابه بكلامه ، وفرحه به ، فهو يحدث من فيه كلما تحدث ، ويظن أنه مسك يطيب به المجلس ! ، وإن سكت ، فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ، ولا جرها على الأرض .
ويذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر .
ورأيت يوما عند شيخنا ـ قدس الله روحه ـ رجلا من هذا الضرب ، والشيخ يحتمله ، وقد ضعفت القوى عن حمله ، فالتفت إليّ ، وقال: مجالسة الثقيل حمى الرِّبْع ، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى ، فصارت لها عادة ، أو كما قال .
وبالجملة ، فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ، ولازمة ، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب ، وليس له بد من معاشرته ، ومخالطته ، فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا .اهـ
وينظر ما قبله وبعده فهو نفيس.
قلت : رحمهم الله ، وفي هذا الزمان زاد عند الناس نوع جديد ، وهو مخالطة هذا الصنف عبر هذه الشبكة التي تجمع صنوف الناس !
---
عبدالرحمن السديس
11-26-2004, 12:32 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ الفتاوي 4/73ـ وابن الفارض ـ من متأخري الاتحادية ـ صاحب القصيدة التائية المعروفة :بـ "نظم السلوك" ، وقد نظم فيها الاتحاد نظما رائق اللفظ ؛ فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب ، وما أحسن تسميتها بنظم : الشكوك الله ،(1/2180)
أعلم بها وبما اشتملت عليه ، وقد نفقت كثيرا ، وبالغ أهل العصر في تحسينها ، والاعتداد بما فيها من الاتحاد ، لما حضرته الوفاة أنشد:
إن كان منزلتي في الحب عندكم * ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
أمنية ظفرت نفسي بها زمنا * واليوم أحسبها أضغاث أحلام .
من فوائد هذا النقل :
* إنصاف المخالف ، فقد وصف النظم بأنه : رائق اللفظ .
* هذا التشبيه اللطيف المليح من شيخ الإسلام يبين ، ويقرب حال النظم من حيث اللفظ ، والمحتوى .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:35 PM
قال العلامة ابن حزم في الفصل 4/156:
وقالوا: إن إبليس لم يكفر بمعصيته الله في ترك السجود لآدم ، ولا بقوله ـ عن آدم ـ : أنا خير منه ، وإنما كفر ؛ بجحد لله تعالى كان في قلبه .
قال أبو محمد: هذا خلاف للقرآن ، وتكهن لا يعرف صحته إلا من حدثه به إبليس عن نفسه على أن الشيخ غير ثقة فيما يحدث به .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:36 PM
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 3/974
سمعت محمد بن عبد الله لحافظ يقول: سمعت أحمد بن سهل الفقيه البخاري ببخارى يقول: سمعت قيس بن أنيف يقول: سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول: ورد ها هنا شاب من أهل الري فقال: والله لا أخرج من بغلان حتى أكبر على أبي رجاء أربع تكبيرات !
قال: والمسكين توفي ها هنا ، فكبرتُ عليه أربعا وزدت الخامس .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:37 PM
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 1/241:
سمعت عبد الله بن محمد الحافظ ، وعبيد الله بن محمد بن بدر يقولان: سمعنا أحمد بن كامل القاضي يقول: سمعت أبا العيناء الضرير يقول: أتيت عبد الله بن داود الخريبي ـ وكان قد أمسك عن الرواية ـ فقلت: حدثني ، فقال: يا غلام مُرّ ، وأقرأ القرآن . فقلت: قد قرأت.
فقال: هات {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ } (71) سورة يونس .
فقرأت ، وجودت .
فقال: أحسنت مُرّ ، وتعلم بعد القرآن الفرائض.
فقلت: قد تعلمت.(1/2181)
فقال: أيهما اقرب إليك ابن أخيك أم ابن عمك ؟
فقلت ابن أخي.
فقال: ولم قلت؟
فقلت: لأنه ولدته أمي .
فقال: يا غلام تعلم بعد هذين العربية .
فقلت: تعلمت العربية قبل القرآن ، والفرائض .
فقال: قول عمر: (يا لله يالمسلمين) لِمَ فتح الأولى ، وكسر الثانية ؟
فقلت: فتح الأولى للاستغاثة ، وكسر الثانية للاستنصار .
فقال: يا غلام لو كنت محدثا أحدا لحدثتك . !
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:41 PM
قال العلامة الخليلي في الإرشاد 2/594:
سمعت عبد الله بن محمد القاضي الحافظ يقول: سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول: سمعت حمدون بن أحمد السمسار يقول: كنا عند علي بن الجعد ، فقام رجل فسأله عن حديث لشعبة عن فرات القزاز ، فلم يحسن أن يسأل ، وصحف ، فقال: شعبة عن قراءة القرآن ، فضحك علي بن الجعد ثم انشأ يقول:
لم يركبوا الخيل الا بعدما كبروا ** وهم ثقال على أكتافها عُنفُ
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:43 PM
في الآداب الشرعية لابن مفلح 1/475:
قال سندي: سأل رجل أبا عبد الله فقال: إن أبي يأمرني أن أطلق امرأتي ؟
فقال: لا تطلقها .
قال: أليس عمر أمر ابنه عبد الله أن يطلق امرأته .
قال: حتى يكون أبوك مثل عمر رضي الله عنه .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:44 PM
سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي 2/334:
قلت: بشر بن يحيى بن حسان ؟
قال: خراساني من أصحاب الرأي كان لا يقبل العلم ، وكان أعلى أصحاب الرأي بخراسان ، فقدم علينا ، فكتبنا عنه ، وكان يناظر ، فاحتجوا عليه بطاووس ، فقال بالفارسية :يحتجون علينا بالطيور !
قال أبو زرعة: كان جاهلا ، بلغني أنه ناظر إسحاق بن راهويه في القرعة ، فاحتج عليه إسحاق بتلك الأخبار الصحاح ، فأفحمه ، فانصرف ففتش كتبه فوجد في كتبه حديث النبي صصص " نهى عن القزع"
فقال لأصحابه: قد وجدت حديثا أكسر به ظهره ، فأتى إسحاق ، فأخبره .
فقال إسحاق: إنما هذا القزع ! أنه يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعض .(1/2182)
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:44 PM
قال ابن عبد البر في بهجة المجالس 1/295:
قال رسول الله :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوما وليلة والضيافة ثلاثة أيام وما زاد فهو صدقة ولا يحل أن يثوي غيره حتى يحرجه .
قيل للأوزاعي: رجل قدم إلى ضيفه الكامخ ، والزيتون ، وعندهم اللحم ، والعسل ، والسمن ؟
فقال: لا يؤمن هذا بالله ، ولا باليوم الآخر .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:45 PM
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/127:
وسمعت يحيى وذكر حسين الخياط ؟
قال : أخذ حجة من آل المطلب بن عبد الله بن مالك ، فذهب إلى الأهواز فقعد بها !
فقال أبو خيثمة : يا أبا زكريا إنه يحدث !
فقال: ما يكتب عنه إلا من لعنه الله وغضب عليه !
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:46 PM
قال ابن محرز في معرفة الرجال 1/127:
سمعت يحيى وسئل عن سويد بن سعيد الأنباري ؟
فقال: مولى الجواسنة ! ليس بشيء إلا أن يحدث من حفظه .
فقيل له : يا أبا زكريا : ما مولى الجواسنة ؟
فقال: حدث بحديث الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة : " لا يليكم بعد عمر إلا أصعر أبتر مولى الجواسنة .
فقيل له : إنما هو مولي الحق استه .
فقال : اسكت حذيفة كان يسفه .
-------------
هذا الأثر المشار إليه لم أعثر على من خرجه خلال البحث السريع.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:46 PM
في معجم المناهي اللفظية ص 17 : ـ وهو يعدد جملة التراجم الجامعة لكتابة ـ
11- مصطلحات إفرانجية ، وعبارات وافدة أعجمية ، وأساليب مولدة لغة ، مرفوضة شرعاً ،
وحمَّالة الحطب في هذا : صاحبة الجلالة : (( الصحافة )) فَلِجُلِّ الكاتبين من الصحفيين ولعٌ شديد بها، وعن طريقهم استشرت بين المسلمين.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:49 PM
قال ابن القيم في أعلام الموقعين 4/208
:وكثير منهم [ صنف من المفتين ] نصيبهم مثل ما حكاه أبو محمد بن حزم قال:(1/2183)
كان عندنا مفت قليل البضاعة ، فكان لا يفتي حتى يتقدمه من يكتب الجواب ، فيكتب تحته: جوابي مثل جواب الشيخ .
فقدر أن اختلف مفتيان في جواب ، فكتب تحتهما جوابي مثل جواب الشيخين ، فقيل له: إنهما قد تناقضا !
فقال: وأنا أيضا تناقضت كما تناقضا !.
وقد أقام الله سبحانه لكل عالم ، ورئيس ، وفاضل من يظهر مماثلته ، ويرى الجهال ، وهم الأكثرون مساجلته ، ومشاكلته ، وأنه يجري معه في الميدان ، وأنهما عند المسابقة كفرسي رهان ، ولا سيما إذا طول الأردان ، وأرخي الذوائب الطويلة وراءه كذنب الأتان ، وهدر باللسان ، وخلا له الميدان الطويل من الفرسان ،
فلو لبس الحمار ثياب خز * لقال الناس يا لك من حمار!
وهذا الضرب إنما يستفتون بالشكل لا بالفضل ، وبالمناصب لا بالأهلية قد غرهم عكوف من لا علم عنده عليهم ، ومسارعة أجهل منهم إليهم تعج منهم الحقوق إلى الله تعالى عجيجا ، وتضج منهم الأحكام إلى من أنزلها ضجيجا ، فمن أقدم بالجرأة على ما ليس له من : فتيا ، أو قضاء ، أو تدريس استحق اسم الذم ، ولم يحل قبول فتياه ، ولا قضائه هذا حكم دين الإسلام
وإن رغمت أنوف من أناس * فقل يا رب لا ترغم سواها .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:50 PM
قال العلامة الطاهر بن عاشور في التحرير 1/92:
وقد ذكر النحويون في الوقف على تاء التأنيث هاء ،
أن رجلا نادى يا أهل سورة البقرة بإثبات التاء في الوقف ـ وهي لغة ـ ، فأجابه مجيب "ما أحفظ منها ولا آيتْ " محاكاة للغته .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:52 PM
في طبقات الحنابلة 2/392:
[الخلال] أخبرني محمد بن أحمد الطرسوسي قال: سمعت محمد بن يزيد المستملي يقول: سأل رجل أحمد بن حنبل فقال: أكتب كتب الرأي ؟
قال: لا تفعل ، عليك بالآثار ، والحديث.
فقال له السائل: إن عبدالله بن المبارك قد كتبها .
فقال له أحمد: ابن المبارك لم ينزل من السماء ! إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق .
نحوه(1/2184)
قال المروذي في الورع ص118:
وسمعت أبا عبد الله يقول: نهى النبي *صلى الله* عن " التبتل " ، فمن رغب عن فعل النبي *صلى الله* = فهو على غير الحق ، ومن رغب عن فعل أصحاب النبي *صلى الله* ، والمهاجرين والأنصار = فليس هو من الدين في شيء ، قال النبي *صلى الله* :" إني مكاثر بكم الأمم". ويعقوب في حزنه قد تزوج ، وولد له والنبي *صلى الله* قال:" حبب إلي النساء " ، وأصحاب الرسول *صلى الله* تزوجوا .
قلت: إنهم يقولون: قد ضاق عليهم الكسب من وجهه .
فقال: إن النبي *صلى الله* قد زوج على خاتم لمن ليس عنده شيء .
قلت: وعلى سورة .
قال: دع هذا .
قلت: أو ليس هو صحيحا .
قال: دعه ، إذا نهيتك عن شيء فانته ، ينبغي أن يتزوج الرجل ، فإن كان عنده انفق عليها ، وإن لم يكن عنده صبر .
قلت: أنتم تقولون لي: إن لم أجد ما أنفق أطلق ، وقع لي عمل وكان مهرها ألف درهم ، وليس عندي شيء .
فضحك ثم قال: تزوج على خمسة دراهم ابن المسيب زوج ابنته على درهمين.
قلت: لا يرضى أهلي مني أن أتزوج على خمسة دراهم.
قال: ها جئتني بأمر الدنيا فهذا شيء آخر .
قلت: إن إبراهيم ابن أدهم يحكي عنه أنه قال: لروعة صاحب عيال .. فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي ، وقال: وقعنا في بنيات الطريق انظر عافاك الله ما كان عليه محمد وأصحابه.
قلت: لأبي عبد الله: أن الفضيل يروي عنه أنه قال: لا يزال الرجل في قلوبنا حتى إذا اجتمع على مائدته جماعة زل عن قلوبنا .
قال: دعني من بنيات الطريق العلم هكذا يؤخذ انظر ـ عافاك الله ـ ما كان عليه محمد وأصحابه ، ثم قال: هو ذا أهل زمانك الصالحون ، هل تجد فيهم إلا من هو متزوج ، ثم قال: ليتق الله العبد ، ولا يطعمهم إلا طيبا ، لبكاء الصبي بين يدي أبيه متسخطا يطلب منه خبزا أفضل من كذا وكذا يراه الله بين يديه ، ثم قال: هو ذا عبد الوهاب كن مثل هؤلاء ، لو ترك الناس التزويج من كان يدفع العدو .(1/2185)
وقال لي أبو عبد الله: صاحب العيال إذا تسخط ولده بين يديه يطلب منه الشيء أين يلحق به المتعبد الأعزب .
نحوه
طبقات الحنابلة 1/299:
وقال المروذي: سمعت إسحاق بن حنبل ـ ونحن بالعسكر ـ يناشد أبا عبد الله ، ويسأله الدخول على الخليفة ليأمره ، وينهاه ، وقال له: إنه يقبل منك ،
هذا إسحاق بن راهويه يدخل على ابن طاهر ، فيأمره ، وينهاه .
فقال له أبو عبد الله: تحتج علي بإسحاق ؟! فأنا غير راض بفعاله ...اهـ
قلت: وقع في الآداب الشرعية 3/464 : مكان إسحاق بن حنبل إسحاق بن إبراهيم! .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:54 PM
كتبها الشيخ / عبدالرحمن الشهري
أخي عبدالرحمن السديس : متعكم الله بالصحة والعلم ، ووفقنا وإياكم لرضاه. واسمح لي بهذه المُلْحة.
ذكر المَقَّري(1) في كتابه العجيب (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب) الباب الرابع - ذكرقرطبة الزهراء والزاهرة.
حيث ذكراشتهار قرطبة بالعناية بالكتب ، وكثرة عناية أهلها بالعلم ، وأدواته ، حتى أصبح التجمل بالمكتبات شعاراً لرؤساء قرطبة مع خلوهم من أسباب العلم. فقال نقلاً عن ابن سعيد المغربي :
(قال والدي: ومن محاسنها - أي قرطبة - ظرف اللباس، والتظاهر بالدين، والمواظبة على الصلاة، وتعظيم أهلها لجامعها الأعظم، وكسر أواني الخمر حيثما وقع عين أحد من أهلها عليها، والتستر بأنواع المنكرات، والتفاخر بأصالة البيت وبالجندية وبالعلم، وهي أكثر بلاد الأندلس كتباً، وأشدّ الناس اعتناء بخزائن الكتب، صار ذلك عندهم من آلات التعين والرياسة، حتى إن
الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب، وينتخب فيها ليس إلاّ لأن يقال: فلان عنده خزانة كتب، والكتاب الفلاني ليس هو عند أحد غيره، والكتاب الذي هو بخط فلان قد حصله وظفر به.(1/2186)
قال الحضرمي: أقمت مرّة بقرطبة، ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيها وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء، إلى أن وقع وهو بخط جيد وتسفير مليح، ففرحت به أشد الفرح، فجعلت أزيد في ثمنه، فيرجع إليّ المنادي بالزيادة عليّ، إلى أن بلغ فوق حدّه.
فقلت له: يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلّغه إلى ما لا يساوي.
قال: فأراني شخصاً عليه لباس رياسة ، فدنوت منه، وقلت له: أعز الله سيّدنا الفقيه، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده.
قال: فقال لي: لست بفقيه، ولا أدري ما فيه، ولكنّي أقمت خزانة كتب، واحتفلت فيها لأتجمل بها بين أعيان البلد، وبقي فها موضع يسع هذاالكتاب، فلمّا رأيته حسن الخط جيّد التجليد استحسنته، ولم أبال بما أزيد فيه، والحمد لله على ما أنعم به من الرزق فهو كثير.
قال الحضرمي: فأحرجني ، وحملني على أن قلت له: نعم لا يكون الرزق كثيراً إلاّ عند مثلك ، يعطى الجوز من لا عنده أسنان ، وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب، وأطلب الانتفاع به، يكون الرزق عندي قليلاً، وتحول قلّة ما بيدي بيني وبينه.
قال ابن سعيد: وجرت مناظرة بين يدي منصور بني عبد المؤمن بين الفقيه العالم أبي الوليد بن رشد والرئيس أبي بكر بن زهر، فقال ابن رشد لابن زهر في كلامه: ما أدري ما تقول، غير أنّه إذا مات عالم بإشبيلية فأريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة حتى تباع فيها، وإذا مات مطرب بقرطبة فأريد بيع تركته حملت إلى إشبيلية).
التعليق :
1- أهمية العناية بمخطوطات العلوم التي وصلتنا عن مدينة قرطبة لنفاستها ، وعناية أهلها بالعلم قديماً ، وقد نبغ كثير من العلماء من قرطبة منهم ابن عبدالبر ، والقرطبي صاحب التفسير ، وقبله القرطبي شيخه أبو العباس ، وغيرهم كثير.ولا تزال خزائن المخطوطات حتى اليوم مليئة بمخطوطات قرطبة ، على كثرة ما أتلف النصارى منها أيام حملات التطهير الديني والعرقي ومحاكم التفتيش.(1/2187)
2 - أن التباهي بالمكتبات قديم ، مع خلو جامعها من معرفة ما فيها. وكم رأينا من المفارقات في ذلك. فرب مسؤول لديه في مكتبته من نفائس الكتب ما لا يعرف قيمته ولا قدره ، وقد رأيت في بيت أحد أقاربي - وهو برتبة عسكرية عالية - نسخةً مجلدة نفيسة من كتاب (التمهيد) لابن عبدالبر ، فسألته عن هذا الكتاب ، فلم يحسن قراءة عنوانه ، ونسي من أين جاء هذا الكتاب إلى هذا الرف في مجلسه ، وقال وهو منشغل بشرب القهوة : يمكن يكون كتاب مفيد !
فقلت له : إنني أشعر بالغربة التي يعاني منها هذا الكتاب في بيتك ، فلو علم مؤلفه بوقوعه في يد مثلك لما تكلف تصنيفه. ثم سألته : وماذا تصنع به وأنت لا تدري ما فيه ؟
فقال ضاحكاً : يملأ مكانه في الرف ، سيكون منظره غيرمقبول بدون الكتاب !
قلت : فهذا كصاحب الحضرمي وإن لم يعلم بقصته .
3- أن البيئة العلمية تعين طالب العلم على طلبه ، فخروج علماء كثر من قرطبة ، بسبب ازدهار حركة العلم والتصنيف ، ورواج الكتب أعان على ذلك ، بخلاف مدن لم تشتهر بذلك ، وتأمل كلام ابن رشد في أشبيلية ولعله من باب الدعابة لابن زهر.
4- لا يُقَرُّ الحضرمي - عفا الله عنه - في اعتراضه على القَدَرِ بقوله :(نعم لا يكون الرزق كثيراً إلاّ عند مثلك، يعطى الجَوزُ من لا عنده أسنان، وأنا الذي أعلم ما في هذا الكتاب، وأطلب الانتفاع به، يكون الرزق عندي قليلاً، وتحول قلّة ما بيدي بيني وبينه). وما أظنه قالها إلا زلة ، ونفثة مصدور أفلتت بغتة من صدر طالب علم حريص قعد به قل المال في يده عن نيل مراده ، وما أكثر أمثال هذه النفثة عند أمثاله قديماً وحديثاً.
---------
(1) المقري بفتح الميم ، وتشديد القاف المفتوحة على ورن الأزهري . نسبة إلى مَقَّرة ، وهي قرية من قرى تلمسان .
__________________
عبدالرحمن بن معاضة البكري الشهري
المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد
am33s@hotmail.com
---
عبدالرحمن السديس(1/2188)
02-03-2005, 01:55 PM
جزاكم الله خيرا
سؤالات البرذعي 2/575
قلت : لأبي زرعة قرة بن حبيب تغير؟
فقال: نعم كنا أنكرناه بآخره ، غير أنه كان لا يحدث إلا من كتابه ، ولا يحدث حتى يحضر ابنه ، ثم تبسم ، فقلت: لم تبسمت؟
قال: أتيته ذات يوم ، وأبو حاتم ، فقرعنا عليه الباب ، واستأذنا عليه ، فدنا من الباب ليفتح لنا ، فإذا ابنته قد خـ[ـا]فت ، وقالت له: يا أبة إن هؤلاء أصحاب الحديث ، ولا آمن أن يلغطوك ، أو يدخلوا عليك ما ليس من حديثك ، فلا تخرج إليهم حتى يجيء أخي ـ تعني علي بن قرة ـ فقال لها: أنا أحفظ فلا أمكنهم ذاك .
فقالت: لست أدعك تخرج فإني لا آمنهم عليك ، فما زال قرة يجتهد ، ويحتج عليها في الخروج ، وهي تمنعه ، وتحتج عليه في ترك الخروج إلى أن يجيء علي بن قرة ، حتى غلبت عليه ، ولم تدعه .
قال أبو زرعة: فانصرفنا ، وقعدنا حتى وافى ابنه علي ، قال أبو زرعة: فجعلت أعجب من صرامتها ، وصيانتها أباها.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:57 PM
سؤالات البرذعي 2/420:
قلت ابن مناذر (1) رجل كان يلزم ابن عيينة ؟
قال: نعم ، له قصة كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي ، وكان يقول فيه الأشعار نسال الله الستر والعافية .
قلت: فتراه مع هذا البلاء كان يكذب في الحديث؟
قال: أما هذا فلا أعلمه .
وحضرت أبا زرعة بعد ما قال لي هذه بأيام عند أبي حاتم ، وهو يقول: تكلمت بكلمة منذ أيام مع هذا [البرذعي] أتعبتني ، وأنا عليها من النادمين : ذكرت ابن مناذر ، فقلت: كان افتتن بابن لعبد الوهاب الثقفي = فندمت ، لم أطلق هذه اللفظة في أحد.
رحمهم الله : إنصاف وتقوى ، ومحاسبة ، أين نحن ؟!
------
(1) هو المقصود بالمشاركة رقم10
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 01:59 PM
تنبيه الرجل العاقل 2/580:(1/2189)
وقال جندب بن عبد الله : " دخل عليّ فتية حزاورة أيام النهر ، فقالوا : ندعوك إلى كتاب الله ، قال : قلت: أنتم ؟! قالوا : نحن ، قلت: أنتم ؟! قالوا : نحن ، قلت : يا أخباث خليقة الله ! في اتباعنا تخافون الضلالة ، أم في غير سنتنا تلتمسون الهدى ؟! اخرجوا عني ". اهـ
حزاورة : جمع ، وهو : الغلام إذا اشتدّ وقوي وخَدَمَ ؛ وقال يعقوب: هو الذي كاد يُدْرِكُ ولم يفعل .اهـ من لسان العرب.
وهذا الصنف من الصبية ، وأشباههم كثير ! ، ولعله يدعوك لكتاب الله ، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهو لا يعرف منها شيئا إنما يحسن قيل وقال !
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:01 PM
الورع لابن أبي الدنيا ـ رحمه الله ـ ص 100
قال ابن أبي الدنيا: قرأت في كتاب أبي جعفر الأدمي بخطه قال: كنت باليمن في بعض أسفاري فإذا رجل معه ابن له شاب، فقال إن هذا أبي، وهو من خير الأباء ، وقد يصنع شيئا أخاف عليه منه !
قلت: وأي شيء يصنع ؟
قال: لي بقر تأتيني مساء فأحلبها ، ثم أتي أبي وهو في الصلاة ، فأحب أن يكون عيالي يشربون فضله ، ولا أزال قائما عليه ، والإناء في يدي ، وهو مقبل على صلاته ، فعسى أن لا ينفتل ، ويقبل علي حتى يطلع الفجر ! قلت للشيخ: ما تقول ؟
قال: صدق ، وأثنى على ابنه ،
وقال لي: أخبرك بعذري ، إذا دخلت في الصلاة ، فاستفتحت القرآن ذهب بي مذاهب ، وشغلني حتى ما أذكره حتى أصبح !
قال سلامة : فذكرت أمرهما لعبد الله بن مرزوق ، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل اليمن .
قال: وذكرت أمرهما لابن عيينة ، فقال: هذان يدفع بهما عن أهل الدنيا.
قلت: نسأل الله العفو ، والستر ! أين نحن من ذا ؟!
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:02 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية 2/344
وأما الحجة التي ذكرها(1) عن ابن الهيصم (2) فلم يذكر ألفاظها ، لكن ذكر أنه نظمها أحسن من نظمه .(1/2190)
ونحن في جميع ما نورده نحكي ألفاظ المحتجين بعينها ، فإن التصرف في ذلك قد يدخله خروج عن الصدق ، والعدل: إما عمدا ، وإما خطأ ،
فإن الإنسان إن لم يتعمد أن يلوي لسانه بالكذب ، أو يكتم بعض ما يقوله غيره ،
لكن المذهب الذي يقصد الإنسان إفساده = لا يكون في قلبه من المحبة له ما يدعوه إلى صوغ أدلته على الوجه الأحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به ، فكيف إذا كان مبغضا لذلك ؟! والله أعلم بحقيقة ما قاله ابن الهيصم ، وما نقله هذا عنه لكن نحن نتكلم على ما وجدناه مع العلم بأن الكرامية فيهم نوع بدعة في مسألة الإيمان ، وغيرها ، كما في الأشعرية أيضا بدعة ، لكن المقصود في هذا المقام ذكر كلامهم ، وكلام النفاة.اهـ (3)
قلت: صدق وهذا ظاهر حتى في كتب الفقه التي تذكر الخلاف ، تجد المؤلف ينتصر لمذهبه ، ويسوق له حججا ، لا يتكلف لخصمه مثلها ، وهذا في الغالب .
فلينتبه طالب العلم لذلك .
------
(1) يعني: الرازي في التأسيس .
(2) محمد بن الهيصم من الكرامية له كتاب جمل الكلام .
(3) بداية المسألة ، وتفاصيلها 2/319.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:03 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/106:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عبدالرحمن بن عبدالحكم قال: سمعت الشافعي يقول: من حدث عن أبي جابر البياضي بيض الله عينيه.اهـ
قلت: يعني أعماها ، وأبو جابر هو: محمد بن عبدالرحمن: متهم بالكذب.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:03 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/117:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن موسى الخياط ـ بالرملة ـ وعلي ، عن الربيع: قال سمعت الشافعي يقول: ما نظر الناس إلى شيء هم دونه إلا بسطوا ألسنتهم فيه.
قلت: صدق ـ رحمه الله ـ وهذا اليوم في الناس كثير.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:05 PM
الكاتب / الأخ الفاضل الجندى .................(1/2191)
رفع رجلٌ من العامة ببغداد إلى بعض ولاتها على جار له أنّه يتزندق ،فسأله الوالي عن قوله الذي نسبه به إلى الزندقة ،فقال :هو مرجى قدرىّ ناصبيّ رافضى ،من الخوارج ،يبغض معاوية بن الخطاّب الذي قتل علىّ بن العاص.فقال له ذلك الوالي :ما أدرى على أي شيء أحسدك ?أعلى علمك بالمقالات ،أم على بصرك بالأنساب.
__________________
http://altwhed.com/big.gif
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:06 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/117:
حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي ثنا الحارث بن محمد الأموي عن أبي ثور قال: كنت من أصحاب محمد بن الحسن ، فلما قدم الشافعي علينا جئت إلى مجلسه شبه المستهزئ ، فسألته عن مسألة من الدور ، فلم يجبني ، وقال: كيف ترفع يديك في الصلاة ؟ فقلت: هكذا .
فقال: أخطأت .
فقلت: هكذا .
فقال: أخطأت .
فقلت: وكيف أصنع ؟
قال: حدثني سفيان [عن الزهري](1) عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا ركع وإذا رفع ".
قال أبو ثور : فوقع في قلبي من ذلك ، فجعلت أزيد في المجيء إلى الشافعي ، وأقصر من الاختلاف إلى محمد بن الحسن ، فقال: أجل الحق معه ؟
قال: وكيف ذلك ؟
قال قلت: كيف ترفع يديك في الصلاة ، فأجابني نحو ما أخبرت الشافعي ، فقلت: أخطأت .
فقال: كيف أصنع ؟
فقلت: حدثني الشافعي عن سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه ، إذا ركع ، وإذا رفع ". قال أبو ثور : فلما كان بعد شهر ، وعلم الشافعي أني قد لزمته للتعلم منه ،
قال: يا أبا ثور مسألتك في الدور ، وإنما منعني أن أجيبك يومئذ ، لأنك كنت متعنتا.اهـ .
قلت: من فوائده الإعراض عن إجابة المتعنت ، وتبيين جهله لنفسه ، وإرشاده لما هو أولى ،
في الآداب الشرعية 2/72:
قال المروذي قال أبو عبد الله: سألني رجل مرة عن يأجوج ومأجوج أمسلمون هم؟
فقلت له: أحكمت العلم حتى تسأل عن ذا ؟!(1/2192)
وقال أيضا :قال أبو عبد الله: سأل بشر عن السري سفيان الثوري: عن أطفال المشركين ؟ فصاح به ، وقال: يا صبي أنت تسأل عن ذا ؟!
و2/73: وقال أحمد بن حيان القطيع: دخلت على أبي عبد الله ، فقلت: أتوضأ بماء النورة ؟
فقال: ما أحب ذلك .
فقلت: أتوضأ بماء الباقلاء ؟
قال : ما أحب ذلك .
قال: ثم قمت ، فتعلق بثوبي ، وقال: أيش تقول إذا دخلت المسجد ؟
فسكت .
فقال: أيش تقول: إذا خرجت من المسجد ؟
فسكت.
فقال: اذهب فتعلم هذا .اهـ
قلت:يعني الإمام ـ رحمه الله ـ أنك تركت مافيه سنة ثابتة ، وتحتاجه كل يوم مرارا ، وجئت تسأل عما قد لا تحتاجه أبدا ، وليس فيه أثر !
----------
(1) سقط من المطبوع .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:08 PM
ملخص مسند يعقوب بن شيبة [ص36/أ]:
وقال بشر بن عاصم: قلت لسعيد بن المسيب يا أبا محمد : ما يمنعك أن تخرج كما يخرج أهل المدينة إلى تلك الشعاب والأودية ـ قال: ولهم زمان يخرجون فيه إلى تلك الشعاب يصيبون من الثوم ـ ؟
قال : لا والله ، لا أبيع خمسا وعشرين ومائة صلاة كل يوم بأكلة من ثوم !.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:09 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/118:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أي رجاء ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء .
حدثنا إبراهيم بن أحمد المقري ثنا أحمد بن محمد بن عبيد الشعراني قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: دخلت على الشافعي ـ وهو عليل ـ فسأل عن أصحابنا ، وقال: يا بني لوددت أن الخلق كلهم تعلموا ـ يريد كتبه ـ ولا ينسب إلي منه شيء.
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم حدثني حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أوجر عليه ، ولا يحمدوني. اهـ.(1/2193)
قلت: هذا دليل على كمال الصدق والنصح ، فما بال طلبة اليوم يخافون من إظهار ما عندهم مخالفة أن يسبقوا إلى نشره ، أو نشر بعضه ؟!
وقد يكون فيه لفتة لمن يكتب باسم مستعار !
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:10 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/120
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا عبدالعزيز بن أبي رجاء قال سمعت الربيع يقول مرض الشافعي فدخلت عليه فقلت: يا أبا عبدالله قوى الله ضعفك ،
فقال: يا أبا محمد لو قوى الله ضعفي على قوتي أهلكني!
قلت: يا أبا عبدالله ما أردت إلا الخير .
فقال: لو دعوت الله علي لعلمت أنك لم ترد إلا الخير.اهـ .
قلت: علم صدق مودته = فتجاوز التدقيق في الألفاظ ، وأرشده للقول الصواب
، وهكذا ينبغي علينا أن نتجاوز مثل هذا ، فلربما تظن في كلام صاحبك ظنا ما خطر ، ولن يخطر على قلبه أبدا .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:12 PM
وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبد الله بن أبي سعد الكراني، أن عبد الله بن سعيد بن زرارة، حدثه عن محمد بن إبراهيم السياري، قال: لما قدم العتابي مدينة السلام على المأمون، أذن له، فدخل عليه وعنده إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وكان العتابي شيخاً جليلاً نبيلاً، فسلم فرد عليه وأدناه، وقربه حتى قرب منه ، فقبل يده: ثم أمره بالجلوس فجلس، وأقبل عليه يسائله عن حاله، وهو يجيبه بلسان ذلق طلق، فاستظرف المأمون ذلك، وأقبل عليه بالمداعبة والمزاح، فظن الشيخ أنه استخف به ، فقال: يا أمير المؤمنين: الإيناس قبل الإبساس !
فاشتبه على المأمون قوله، فنظر إلى إسحاق مستفهماً، فأومأ إليه، وغمزه على معناه حتى فهم،
فقال: يا غلام، ألف دينار! فأتي بذاك، فوضعه بين يدي العتابي، وأخذوا في الحديث، وغمز المأمون إسحاق بن إبراهيم عليه، فجعل العتابي لا يأخذ في شيء إلا عارضه فيه إسحاق، فبقي العتابي متعجباً، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي في سؤال هذا الشيخ عن اسمه؟ قال: نعم، سل.(1/2194)
فقال لإسحاق: يا شيخ من أنت؟ وما اسمك ؟ قال: أنا من الناس، واسمي كل بصل.
فتبسم العتابي وقال: أما النسب فمعروف، وأما الاسم فمنكر !.
فقال إسحاق: ما أقل إنصافك ، أتنكر أن يكون اسمي كل بصل؟ واسمك كل ثوم،
وكل ثوم من الأسماء ، أو ليس البصل أطيب من الثوم ؟!
فقال له العتابي: لله درك، ما أحجك ، أتأذن لي يا أمير المؤمنين في أن أصله بما وصلتني به؟ فقال له المأمون: بل ذلك موفر عليك ونأمر له بمثله.
فقال له إسحاق: أما إذا أقررت بهذا، فتوهمني تجدني، فقال: ما أظنك إلا إسحاق الموصلي، الذي تناهى إلينا خبره، قال: أنا حيث ظننت. وأقبل عليه بالتحية والسلام، فقال المأمون، وقد طال الحديث بينهما: أما إذ قد اتفقتما على المودة، فانصرفا متنادمين.
فانصرف العتابي إلى منزل إسحاق فأقام عنده.اهـ من الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني[ص 8469 من النسخة الإلكترونية] ، وأخرجه الخطيب في تأريخ بغداد 12/489 عن الحسن بن الحسين النعالي عن أبي الفرج به .
والحكاية في تأريخ الطبري 5/204.
---------
في لسان العرب: الكُلْثُوم: الكثير لحم الخدّين والوجه . و الكَلْثمة: اجتماع لحم الوجه . وجارية مُكَلْثَمة: حَسَنة دوائر الوجه ذات وجنتين فاتَتْهما سُهولة الخدَّين ، ولم تلزمهما جُهومة القُبْح . ووجه مُكَلْثَمٌ: مُستدير كثير اللحم ، وفيه كالجَوْز من اللحم، وقيل: هو المتقارب الجَعْدُ المُدَوَّر، ...
و كُلْثُوم: رجل . و أُمُّ كُلْثُوم: امرأَة .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:13 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/124
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: كل ما قلت لكم ، فلم تشهد عليه عقولكم ، وتقبله ، وتراه حقا = فلا تقبلوه فإن العقول مضطرة إلى قبول الحق.
نحوه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تنبيه الرجل العاقل 1/389:
.. وأعلم أن هذا الكلام لكونه باطلا يستثقله القلب العاقل.
---(1/2195)
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:14 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي : .. ـ في ذكر هؤلاء القوم الذين يبكون عند القراءة ـ فقال: قرأ رجل ، وإنسان حاضر (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) ، فجعل الرجل يبكي !
فقيل له: يا بغيض هذا موضع البكاء ؟!.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:14 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/143:
حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن حمدان ، ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، ثنا أحمد ابن سلمة بن عبدالله النيسابوري قال: قال أبو بكر وراق الحميدي : سمعت الحميدي يقول: قال: محمد بن إدريس الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة ، حتى كتبتها ، وجمعتها ، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في الطريق ، وهو محتب بفناء داره أزرق العين ناتىء الجبهة سناط ، فقلت له: هل من منزل ؟
فقال: نعم.
قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة ، فأنزلني ، فرأيته أكرم ما يكون من رجل ، بعث إلي بعشاء ، وطيب ، وعلف لدابتي ، وفراش ، ولحاف ، فجعلت أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب إذا رأيت النعت في هذا الرجل ، فرأيت أكرم رجل ، فقلت: أرمي بهذه الكتب ، فلما أصبحت ، قلت للغلام: أسرج ، فأسرج ، فركبت ، ومررت عليه ، وقلت له: إذا قدمت مكة ، ومررت بذي طوى ، فاسأل عن محمد بن إدريس الشافعي ، فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا ؟
قال: قلت: لا .
قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟
فقلت: لا .
فقال: أين ما تكلفته لك البارحة ؟
قلت: وما هو ؟
قال: اشتريت لك طعاما بدرهمين ، وإداما بكذا ، وكذا ، وعطرا بثلاثة دراهم ، وعلفا لدابتك بدرهمين ، وكراء الفرش ، واللحاف درهمان !
قال: قلت يا غلام اعطه ، فهل بقي من شيء ؟
قال: كراء البيت فإني قد وسعت عليك ، وضيقت على نفسي .
قال الشافعي: فغبطت بتلك الكتب ، فقلت له بعد ذلك: هل بقي لك من شيء ؟(1/2196)
قال: امض أخزاك الله ، فما رأيت قط شرا منك !.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:15 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/146:
حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر قال: سمعت أبا القاسم الزيات يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: .. ما رفعت أحدا فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:16 PM
قال القاضي الأديب الحسن الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص251:
أخبرني أبي ، أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم ، قال: سمعت علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة ، فعنيت بحديث الأعمش ، فجمعتها ، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن ، فسلمت عليه ، فقال: هات يا علي ما عندك ، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا !
قال: فغضب ، فقال: هذا كلام أهل العلم ، ومن يضبط العلم ، ومن يحيط به ؟!
مثلك يتكلم بهذا ؟!
أمعك شيء تكتب فيه ؟
قلت: نعم .
قال: اكتب.
قلت: ذاكرني فلعله عندي !
قال: اكتب لست أملي عليك إلا ما ليس عندك .
قال: فأملى علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا !
، ثم قال: لا تَعُدْ .
قلت: لا أعود ، قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب ، فقال: امض بنا إلى عبد الرحمن ، حتى أفضحه اليوم في المناسك !
قال علي: ـ وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ـ قال: فذهبنا ، فدخلنا عليه ، فسلمنا ، وجلسنا بين يديه ، فقال: هاتا ما عندكما ، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة .
قال: نعم ، ما أحد يفيدنا في الحج شيئا ! ، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليَّ ،
ثم قال: يا سليمان ، ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت ، فوقع على أهله ؟
فاندفع سليمان فروى" يتفرقان حيث اجتمعا ويجتمعان حيث تفرقا"
قال اروِ ، ومتى يجتمعان ؟ ومتى يفترقان ؟
قال: فسكت سليمان .(1/2197)
فقال: اكتب ، وأقبل يلقي عليه المسائل ، ويملي عليه ، حتى كتبنا ثلاثين مسألة ، في كل مسألة يروي الحديث ، والحديثين ، ويقول: سألت مالكا ، وسألت سفيان ، وعبيدالله بن الحسن .
قال: فلما قمت ، قال: لا تعد ثانيا تقول [مثل](1) ما قلت .
فقمنا ، وخرجنا ، قال فأقبل عليَّ سليمان ، فقال: أيش خرج علينا من صلب مهدي هذا ؟!
كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا ، وسفيان ، وعبيد الله .اهـ.
قلت: وأخرجه من طريقة الخطيب في الجامع 2/417، والتاريخ 10/245.
والإمام عبدالرحمن بن مهدي من أكابر علماء هذه الأمة في الفقه ، والحديث ، ومن العباد الورعين ، والأئمة الصادقين ، والعلماء العاملين ، تخرج عليه الأئمة الكبار كيحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وأحمد بن حنبل ، وأبي حفص الفلاس ، وإسحاق بن راهويه ، وأبي خيثمة ، وطبقتهم.
وسليمان ـ أظنه ـ ابن حرب الإمام الثقة الأزدي البصري قاضي مكة .
-----------------------
(1) زيادة من الجامع للخطيب.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:17 PM
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/415:
أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أحمد بن إسحاق بن بنخاب الطيبي ، والحسن بن علي بن زياد ، نا أبو نعيم ضرار بن صرد ، نا عبد العزيز بن أبي حازم قال: قال أبي:" كان الناس فيما مضى من الزمان الأول إذا لقي الرجل من هو أعلم منه قال: اليومَ يومُ غُنمي ، فيتعلم منه ،
وإذا لقي من هو مثله قال: اليوم يوم مذاكرتي ، فيذاكره ،
وإذا لقي من هو دونه علمه ، ولم يَزهُ عليه .
قال: حتى صار هذا الزمان ، فصار الرجل يعيب من فوقه ابتغاء أن ينقطع منه ، حتى لا يرى الناس أن له إليه حاجة !
وإذا لقي من هو مثله لم يذاكره ، فهلك الناس عند ذلك.اهـ
- تجد نحو هذا الكلام عن الخليل بن أحمد في جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/133.
وذكره الإمام عبد الرحمن بن مهدي كما في ترجمته من الحلية .(1/2198)
وأبو حازم هو : سلمة بن دينار الأعرج من صغار التابعين ثقة من الزهاد تولى قضاء المدينة ، قال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله .
- رحم الله أبا حازم قال هذا في زمانه ! فكيف لو رآى ما نحن فيه ؟!.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:19 PM
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/12:
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبدالرحمن بن محمد ، ثنا عبدالرحمن بن عمر ، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش ، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس ، فقال: هذا مما جنى علي هذا الفراش ، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين ، فقرح فخذاه جميعا . اهـ .(1)
رحمه الله من إمام عظيم ، هكذا كان سلفنا الصالح في الاجتهاد في العبادة ، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل ، فزكت نفوسهم ، وطاب ، وبقي ذكرهم ...
فياليت شعري : كم من الأخيار ، وطلبة العلم اليوم من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا ، وتكرارا ، مع أنه لم يحيي الليل ، ولا عشره ، بل ولا عشر عشره !
ثم أتراه بعد ذلك يتألم ؟ أتراه يحزن ؟ أتراه يحاسب نفسه لئلا تعود !!
لا أظن ... إلا من رحم ربي .
--------------
(1) وممن روي عنه أنه حاسب نفسه وعاقبها حتى تنزجر الإمام عبد الله بن وهب ،
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا حرملة سمعت ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما ، فأجهدني فكنت اغتاب ، وأصوم ، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم ، فمنْ حُبِ الدراهم تركتُ الغيبة .قلت [الذهبي] : هكذا والله كان العلماء ، وهذا هو ثمرة العلم النافع .
سير أعلام النبلاء 9/228 .
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:21 PM
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/412:(1/2199)
حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مُذاكرةً ، قال: سمعت الحسن بن علي المقرئ ، يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي ، يقول: سمعت الأستاذ ابن العميد ، يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة ، والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبراني ، وأبي بكر الجعابي بحضرتي ، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه ، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته ، وذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتها ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه ، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي ، فقال: هاته ، فقال: نا أبو خليفة نا سليمان بن أيوب ..، ـ وحدث بالحديث ـ فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ! ، ومني سمع أبو خليفة ، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك فإنك تروي عن أبي خليفة عني !
فخجل الجعابي ، وغلبه الطبراني ، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة ، والرئاسة ليتها لم تكن لي ، وكنت الطبراني ، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث ، أو كما قال.. اهـ
صدق ، والله هذه اللذة ، لا لذة الشهوات والمناصب الزائلة ،
قال الإمام إبراهيم بن أدهم: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. حلية الأولياء 7/370.
وقال ابن القيم: حدثني شيخنا [ابن تيمية] قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب: إن مطالعتك ، وكلامك في العلم يزيد المرض ! ، فقلت له: لا أصبر على ذلك ، وأنا أحاكمك إلى علمك ! أليست النفس إذا فرحت ، وسرت قويت الطبيعة = فدفعت المرض ؟
فقال: بلى .
فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم ؛ فتقوى به الطبيعة ، فأجد راحة .
فقال : هذا خارج عن علاجنا ، أو كما قال.
روضة المحبين ص70 ، ومفتاح دار السعادة 1/250.
---
عبدالرحمن السديس
02-03-2005, 02:23 PM
زاد المعاد 1/313:
.. وقال المروذي: من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد يكون عاصيا ؟
قال: ما أعرف هذا .(1/2200)
قلت له: يحكى عن أبي ثور أنه قال: هو عاص .
قال: لعله ذهب إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :"اجعلوها في بيوتكم". اهـ
رحم الله هذا الإمام انظر كيف يبحث له عن مخرج ، وتأويل ، ولو كان بعض (...) لبادر بالتخطئة ، والتجهيل.
---
عبدالرحمن السديس
02-19-2005, 04:57 PM
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية 21/38:
هل البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو داود الطيالسي والدرامي والبزار والدار قطني والبيهقي وابن خزيمة وأبو يعلى الموصلي ،
هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحدا من الأئمة أم كانوا مقلدين ، وهل كان من هؤلاء أحد ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة .. ؟
فأجاب، الحمد لله رب العالمين:
أما البخاري ، وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد ،
وأما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم ؛ فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء ، ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق ، بل هم لا يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي وأحمد ، وإسحاق ، وأبي عبيد ، وأمثالهم .
ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة كاختصاص أبي داود ، ونحوه بأحمد بن حنبل ، وهم إلى مذاهب أهل الحجاز : كمالك ، وأمثاله أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق كأبي حنيفة ، والثوري ، وأما أبو داود الطيالسي فأقدم من هؤلاء كلهم من طبقة يحيى ابن سعيد القطان ، ويزيد بن هارون الواسطي ، وعبد الله بن داود ، ووكيع بن الجراح ، وعبد الله بن أدريس ، ومعاذ بن معاذ ، وحفص بن غياث ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الإمام أحمد ، وهؤلاء كلمهم يعظمون السنة والحديث ، ومنهم من يميل إلى مذهب العراقيين :كأبي حنيفة ، والثوري ، ونحوهما كوكيع ، ويحيى بن سعيد ، ومنهم من يميل إلى مذهب المدنيين مالك ، ونحوه: كعبد الرحمن بن مهدي .(1/2201)
وأما البيهقي فكان على مذهب الشافعي منتصرا له في عامة أقواله ، والدار قطني هو أيضا يميل إلى مذهب الشافعي ، وأئمة السند(1) ، والحديث لكن ليس هو في تقليد الشافعي كالبيهقي مع أن البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل ، واجتهاد الدارقطني أقوى منه فإنه كان أعلم ، وأفقه منه .
----------
هكذا في المطبوع ، ولعلها : السنة .
---
عبدالرحمن السديس
02-19-2005, 04:59 PM
من أسباب تعدد الرويات عن الإمام أحمد
قال أبو سفيان المستملي سألتُ أحمد عن مسألة فأجابني فيها ، فلما كان بعد مدة سألته عن تلك المسألة بعينها ، فأجابني بجواب خلاف الجواب الأول ، فقلت له: أنت مثل أبى حنيفة الذي كان يقول في المسألة الأقاويل !
فتغير وجهه ، وقال: يا موسى ليس لنا مثل أبي حنيفة ، أبو حنيفة كان يقول بالرأي ، وأنا أنظر في الحديث ، فإذا رأيت ما أحسن ، أو أقوى أخذت به ، وتركت القول الأول .
المسودة ص470 .
---
عبدالرحمن السديس
03-18-2005, 03:37 PM
في معرفة الثقات للعجلي ص201:
[الإمام عبد الرحمن بن مهدي] قال له رجل: يا أبا سعيد لو قيل لك: أدخل الجنة بلا حساب ، ولا يكون لك رياسة ؟ أو قيل لك: يكون لك رياسة الدنيا وأمرك إلى الله أيهما أحب إليك ؟ فقال له: بالله اسكت .
ما أجمل الجواب ! ، وما أكثر الأسئلة التي تحتاج لمثله.
---
عبدالرحمن السديس
03-18-2005, 03:38 PM
في وفيات الأعيان 1/52:
في ترجمة : إبراهيم بن هلال الحراني الصابئ صاحب الرسائل المشهورة
قال ابن خلكان: .. وكان متشددا في دينه ، وجهد عليه عز الدولة أن يسلم ، فلم يفعل ، وكان يصوم شهر رمضان مع المسلمين ، ويحفظ القرآن الكريم أحسن حفظ . اهـ .
قلت: عجيب هذا ! صابئ كافر لا يرجو ثوابا ، ولا يخاف عقابا يحفظ القرآن !!
و يفرط كثير ـ لا أقول من عامة المسلمين ـ بل من طلبة العلم في حفظه .. مع أنهم أعرف الناس بفضله ، وأهميته ..
---
عبدالرحمن السديس
03-18-2005, 03:39 PM(1/2202)
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تحفة المولود ص 242-243 :
وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله ، وترك تأديبه ، وإعانته له على شهواته ، ويزعم أنه يكرمه ، وقد أهانه ، وأنه يرحمه ، وقد ظلمه ، وحرمه ، ففاته انتفاعه بولده ، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة .
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء .
... فما أفسد الأبناء مثل تغفل الآباء ، وإهمالهم ، واستسهالهم شرر النار بين الثياب ، فأكثر الآباء يعتمدون مع أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون ! فكم من والد حرم والده خير الدنيا والآخرة ، وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة ، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله ، وإضاعتهم لها ، وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح حرمهم الانتفاع بأولادهم ، وحرم الأولاد خيرهم ، ونفعهم لهم هو من عقوبة الآباء .
---
عبدالرحمن السديس
03-19-2005, 11:27 PM
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص90:
أخبرني محمد بن الحسين الآبري قال: أخبرنا الزبير بن عبد الواحد قال: قال علي بن يحيى الوراق: كان الشافعي ـ رحمة الله عليه ـ رجلا عطرا ، وكان يجيء غلامه كل غداة بغالية ، فيمسح بها الأسطوانة التي يجلس إليها ، وكان إلى جنبه إنسان من الصوفية ، وكان يسمى الشافعي البطال ! يقول: هذا البطال ، وهذا البطال .
قال: فلما كان ذات يوم عمد إلى شاربه ، فوضع فيه قذرا ! ، ثم جاء إلى حلقة الشافعي ، فلما شم الشافعي الرائحة أنكرها ، وقال: فتشوا نعالكم ، فقالوا: ما نرى شيئا يا أبا عبد الله ، قال : فليفتش بعضكم بعضا ، فوجدوا ذلك الرجل ، فقالوا : يا أبا عبد الله هذا ، فقال له: ما حملك على هذا ؟
قال: رأيت تجبرك ، فأردت أن أتواضع لله عز وجل !(1/2203)
قال: خذوه فاذهبوا به إلى عبد الواحد ـ وكان على الشرطة ـ ، فقولوا له: قال لك أبو عبد الله: اعتقل هذا إلى وقت ننصرف ، قال: فلما خرج الشافعي دخل إليه فدعا به فضربه ثلاثين دِرة ، أو أربعين دِرة قال: هذا إنما تخطيت المسجد بالقذرة ، وصليت على غير الطهارة .
---
عبدالرحمن السديس
03-20-2005, 10:34 PM
قال أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ص91:
أخبرني الحسن بن محمد بن عبدويه قال: أخبرني بعض أهل العلم قال: كان يختلف معنا رجل إلى أبي ثور ، وكان ذا سمت ، وخشوع ، فكان أبو ثور إذا رآه جمع نفسه ، وضم أطرافه ، وقيد كلامه ، فغاب عن مجلسه مدة ، فتعرف خبره ، فلم يوقف له على أثر ، ثم عاد إلى المجلس بعد مدة طويلة ، وقد نحل جسمه ، وشحب لونه ، وعلى إحدى عينيه قطعة شمع قد ألصقها بها فما كاد يتبينه أبو ثور ، ثم تأمله ، فقال له : ألست صاحبنا الذي كنت تأتينا ؟
قال: بلى.
قال: فما الذي قطعك عنا ؟
فقال: قد رزقني الله سبحانه الإنابة إليه ، وحبب إلى الخلوة ، وأنست بالوحدة ، واشتغلت بالعبادة .
قال له: فما بال عينك هذه ؟
قال: نظرت إلى الدنيا فإذا هي دار فتنة ، وبلاء قد ذمها الله تعالى إلينا ، وعابها ، وذم ما فيها ، فلم يمكني تغميض عيني كلتيهما عنها ، ورأيتني ، وأنا أبصر بإحداهما نحوا مما أبصر بهما جميعا ، فغمضت واحدة ، وتركت الأخرى .
فقال له أبو ثور: ومنذ كم هذه الشمعة على عينك ؟
قال: منذ شهرين ، أو نحوهما !
قال أبو ثور: يا هذا أما علمت أن لله عليك صلاة شهرين ، وطهارة شهرين !
انظروا إلى هذا البائس قد خدعه الشيطان ، فاختلسه من بين أهل العلم ، ثم وكل به من يحفظه ، ويتعهده ويلقنه العلم.
قال أبو سليمان : فالعزلة إنما تنفع العلماء العقلاء ، وهي من أضر شيء على الجهال ، وقد روينا عن عن إبراهيم أنه قال لمغيرة: تفقه ثم اعتزل .
---
عبدالرحمن السديس
03-20-2005, 11:26 PM(1/2204)
قال ابن علان في دليل الفالحين 1/229: وقد تتبعت الذين أردفهم النبي صلى الله عليه وسلم معه على دابته فبلغت بهم فوق الأربعين ، وجمعتهم في جزء سميه " تحفة الأشراف بمعرفة الإرداف" وقد نظمت اسم جماعة منهم ، وأوردته آخر ذلك الجزء وها هو:
لقد أردف المختار طه (1) جماعة * فسن لنا الإرداف إن طاق مركب
أبو بكر عثمان علي أسامة * سهيل سويد جبرئيل المقرب
صفية والسبطان ثم ابن جعفر * معاذ وقيس والشريد المهذب
وآمنة مع خولة وابن أكوع * وزيد أبو ذر سما ذاك جندب
معاوية زيد وخوات ثابت * كذاك أبو الدرداء في العد يكتب
وأبناء عباس وابن أسامة * صدي بن عجلان حذيفة صاحب
كذلك جا فيهم أبو هر من روى * ألوفا من الأخبار تروى وتكتب
وعد من الإرداف يا ذا أسامة * هو ابن عمير ثم عقبه يحسب
وأردف غلمانا ثلاثا كذا أبو * إياس وأنثى من غفار تقرب
وأردف شخصا ثم أردف ثانيا * وما سميا فيما روى يا مهذب
أولئك أقوام بقرب نبيهم * لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب
-------------
(1) نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يصح أن من أسمائه طه أو يس ؛ بل هي من الحروف المقطعة في أوائل السور كـ "حم" ، و" ق" ألر ..
---
عبدالرحمن السديس
03-23-2005, 08:46 PM
كان الوجيه [ هو : المبارك بن المبارك الضرير النحوي] قد التزم سماحة الأخلاق ، وسعة الصدر ، فكان لا يغضب من شيء ، ولم يره أحد قط حردان ، وشاع ذلك عنه ، وبلغ ذلك بعض الحرفاء ، فقال: ليس له من يغضبه ، ولو أغضب لما غضب ، وخاطروه على أن يغضبه ، فجاءه ، فسلم عليه ، ثم سأله عن مسألة نحوية ، فأجابه الشيخ بأحسن جواب ، ودله على محجة الصواب .
فقال له: أخطأت ، فأعاد الشيخ الجواب بألطف من ذلك الخطاب ، وسهل طريقته ، وبين له حقيقته .(1/2205)
فقال له: أخطأت أيها الشيخ ، والعجب ممن يزعم أنك تعرف النحو ، ويهتدي بك في العلوم ، وهذا مبلغ معرفتك ، فلاطفه ، وقال: له يا بني لعلك لم تفهم الجواب ، وإن أحببت أن أعيد القول عليك بأبين من الأول فعلت .
قال له:كذبت ! لقد فهمت ما قلت ، ولكن لجهلك تحسب أنني لم أفهم .
فقال له الشيخ: وهو يضحك قد عرفت مرادك ، ووقفت على مقصودك ، وما أراك إلا وقد غُلبت ، فأد ما بايعت عليه ، فلست بالذي تغضبني أبدا ،
وبعد يا بني : فقد قيل إن بقة جلست على ظهر فيل ، فلما أرادت أن تطير قالت له: استمسك فإني أريد الطيران ! فقال لها الفيل: والله يا هذه ما أحسست بك لما جلست ، فكيف أستمسك إذا أنت طرت !
والله يا ولدي ما تحسن أن تسأل ، ولا تفهم الجواب ، فكيف أستاء منك .
معجم الأدباء 5/44 .
---
عبدالرحمن السديس
03-24-2005, 11:12 AM
قال الحافظ ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة 1/443 (ط: العثيمين):(1/2206)
أنبئت عن يوسف بن خليل الحافظ قال: أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد اللّه بن أبي الفوارس محمد بن علي بن حسن الخزاز الصوفي البغدادي ببغداد قال: سمعتُ القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز الأنصاري يقول: كنتُ مجاورًا بمكة- حرسها الله تعالى- فأصابني يومًا من الأيام جوع شديد لم أجد شيئًا أدفع به عني الجوع ، فوجدتُ كيسًا من إبريسم مشدودًا بشرابة من إبريسم أيضًا ، فأَخذته وجئت به إلى بيتي ، فحللته فوجدتُ فيه عقدًا من لؤلؤ لم أرَ مثله ، فخرجتُ فإذا الشيخ ينادي عليه ، ومعَه خرقة فيها خمسمائة دينار وهو يقول: هذا لمن يَرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج، وأنا جائع، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به ، وأرد عليه الكيس ، فقُلت له: تعالى إليّ ، فأخذته ، وجئت به إلى بيتي ، فأعطاني علامة الكيس ، وعلامة الشرابة ، وعلامة اللؤلؤ وعَدَدَه ، والخيط الذي هو مَشدُود به ، فأخرجته ، ودَفعته إليه. فسلم إليّ خمسمائة دينار ، فما أخذتها ، وقلت: يجب عليّ أن أعيده إليك ، ولا آخذ له جزاء ، فقال لي: لا بد أن تأخذ ، وألح عليَّ كثيرًا ، فلم أقبل ذلك منه ، فتركني ومضى.
وأما ما كان مني: فإني خرجتُ من مكة وركبتُ البحر، فانكسر المركب وغرق الناس، وهلكت أموالهم ، وسلمتُ أنا على قطعة من المركب ، فبقيت مُدّةً في البحر لا أدري أين أذهب ، فوصَلت إلى جزيرة فيها قوم ، فقعَدتُ في بعض المساجد ، فسمعوني أقرأ، فلم يبق في تلك الجزيرة أحد إلا جاء إليّ ، وقال: علمني القرآن . فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال.(1/2207)
قال. ثم إني رأيتُ في ذلك المسجد أوراقًا من مصحف ، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي: تحسن تكتب?. فقلت: نعم ، فقالوا: علمنا الخط ، فجاءوا بأولادهم من الصبيان ، والشباب، فكنتُ أعلمهم ، فحصل لي أيضًا من ذلك شيء كثير ، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبيَّةً يتيمة ، ولها شيء من الدُنيا نريد أن تتزوج بها ، فامتنعتُ ، فقالوا: لا بد ، وألزموني، فأجبتهم إلى ذلك.
فلما زفوها إليَّ مددتُ عيني أنظر إليها ، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقًا في عنقها ، فما كان لي حينئذ شغل إلا النظر إليه . فقالوا: يا شيخ ، كسرتَ قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد ، ولم تنظر إليها ، فقصصتُ عليهم قصة العقد ، فصاحوا ، وصرخوا بالتهليل ، والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة ، فقلتُ: ما بكم. فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية ، وكان يقول: ما وجدتُ في الدنيا مسلمًا إلا هذا الذي رد عليَّ هذا العقد ، وكان يدعو ويقول: اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي ، والآن قد حصلت ، فبقيتُ معها مدة ورزقتُ منها بولدين.
ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولداي ، ثم مات الولدان ، فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار. وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال. هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في معجمه (1).
وساقها ابن النجار في تاريخه ، وقال: هي حكاية عجيبة ، وأظن القاضي حكاها عن غيره. وقد ذكرها أبو المظفر سبط بن الجوزي في تاريخه في ترجمة أبي الوفاء بن عقيل.
وذكر عن ابن عقيل: أنه حكى عن نفسه: أنه حج، فالتقط العقد ورده بالموسم ، ولم يأخذ ما بذل له من الدنانير، ثم قدم الشام ، وزار بيت المقدس ، ثم رجع إلى دمشق ، واجتاز بحلب في رجوعه إلى بغداد ، وأنَ تزوجه بالبنت كان بحلب.(1/2208)
ولكن أبا المظفر ليس بحجة فيما ينقله ، ولم يذكر للحكاية إسنادًا متصلاً إلى ابن عقيل، ولا عزاها إلى كتاب معروف ، ولا يعلم قدوم ابن عقيل إلى الشام ، فنِسبتُها إلى القاضي أبي بكر الأنصاري أنسب. والله أعلم.
--------------
(1) في معجمه الورقتان (164و175) ، ذكره الدكتور عبدالرحمن العثيمين.
---
عبدالرحمن السديس
03-26-2005, 10:44 PM
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 1/87:
فائدة : قال أبو الحسن الشاري في فهرسته : كان شيخنا أبو ذر يقول: المختصرات التي فضلت على الأمهات أربعة : مختصر العين للزبيدي ، ومختصر الزاهر للزجاجي ، ومختصر سيرة ابن إسحاق لابن هشام ، ومختصر الواضحة للفضل بن سلمة . اهـ
---
عبدالرحمن السديس
03-27-2005, 10:17 PM
في آخر كتاب الأشباه والنظائر للحافظ السيوطي ص541:
هَذِهِ مَسَائِلُ فِيمَا لَا يُعْذَرُ فِيهَا بِالْجَهْلِ وَقَدْ نَظَمَهَا بَعْضُهُمْ فَقَالَ :
ثَلَاثُونَ لَا عُذْرَ بِجَهْلٍ يُرَى بِهَا * وَزِدْهَا مِنْ الْأَعْدَادِ عَشْرًا لِتَكْمُلَا
فَأَوَّلُهَا بِكْرٌ تَقُولُ لِعَاقِدٍ : * جَهِلْت بِأَنَّ الصَّمْتَ كَالنُّطْقِ مِقْوَلَا
كَمَنْ سَكَتَتْ حِينَ الزَّوَاجِ فَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ : أَنَا لَمْ أَرْض بِالْعَقْدِ أَوَّلَا
كَذَا شَاهِدٌ فِي الْمَالِ وَالْحَدِّ مُخْطِئًا * شَهَادَةَ صِدْقٍ ضَامِنٌ حِينَ بَدَّلَا
وَآكِلُ مَالٍ لِلْيَتِيمِ وَوَاطِئٌ * رَهِينَ اعْتِكَافٍ بِالشَّرِيعَةِ جَاهِلَا
كَذَا قَاذِفٌ شَخْصًا يَظُنُّ بِأَنَّهُ * رَقِيقٌ فَبَانَ الشَّخْصُ حُرًّا مُكَمَّلَا
وَمَنْ قَامَ بَعْدَ الْعَامِ يَشْفَعُ خَاطِرًا * مَعَ الْعِلْمِ بِالْمُبْتَاعِ وَالْبَيْعِ أَوَّلَا
وَمَنْ مُلِّكَتْ أَوْ خُيِّرَتْ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ * لِتَقْضِيَ حَتَّى فَارَقَتْ وَتَفَاصَلَا
كَذَاك طَبِيبٌ قَائِلٌ بِعِلَاجِهِ * بِلَا عِلْمٍ أَوْ مُفْتٍ تَعَدَّى تَجَاهُلَا(1/2209)
وَبَائِعُ عَبْدٍ بِالْخِيَارِ يَرُومُ أَنْ * يَرُدَّ وَقَدْ وَلَّى الزَّمَانُ مُهَرْوِلَا
وَمَنْ أَثْبَتَتْ إضْرَارَ زَوْجٍ فَأُمْهِلَتْ * فَجَامَعَهَا قَبْلَ الْقَضَاءِ مُعَاجِلَا
وَعَبْدٌ زَنَى أَوْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ جَاهِلًا * بِعِتْقٍ فَحَدُّ الْحُرِّ يَجْرِي مُفَصَّلَا
وَيُفْسَخُ بَيْعٌ فَاسِدٌ مُطْلَقًا وَلَا * يُسَامَحُ فِيهِ مَنْ عَنْ الْحَقِّ حُوِّلَا
وَكُلُّ زَكَاةٍ مِنْ دَفْعِهَا لِكَافِرٍ * وَغَيْرِ فَقِيرٍ ضَامِنٌ تِلْكَ مُسَجَّلَا
وَمَنْ يُعْتِقُ الشَّخْصَ الْكَفُورَ لِجَهْلِهِ * فَلَا يُجْزِي فِي كَفَّارَةٍ وَتَبَتُّلَا
كَذَا مُشْتَرِي مَنْ أَوْجَبَ الشَّرْعُ عِتْقَهُ * عَلَيْهِ وَلَا رَدَّ لَهُ وَلَهُ الْوِلَا
وَآخِذُ حَدٍّ مِنْ أَبِيهِ مُسْتَوٍ * كَتَحْلِيفِهِ إذْ بِالْعُقُوقِ تَزَيَّلَا
وَمَنْ يَقْطَعُ الْمَسْلُوكُ جَهْلًا فَلَا نَرَى * شَهَادَتَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ تُقْبَلَا
كَمَنْ يُرِيَا عَدْلَيْنِ فَرْجًا وَمَحْرَمًا * يُبَاحُ وَحُرًّا يُسْتَرَقُّ فَأَهْمِلَا
وَسَارِقُ مَا فِيهِ النِّصَابُ مُؤَاخَذٌ * وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ظَرْفُ النِّصَابِ مُعَادِلَا
وَوَاطِئُ مَنْ قَدْ أُرْهِنَتْ عِنْدَهُ فَمَا * يَكُونُ لَهُ عَنْ حَدِّ ذَلِكَ مَعْزِلَا
كَذَلِكَ مَنْ يَزْنِي وَيَشْرَبُ جَاهِلًا * مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِي حَدُّهُ لَيْسَ مُهْمَلَا
وَمَنْ رَدَّ رَهْنًا بَعْدَ حَوْزٍ لِرَبِّهِ * فَلَا شَكَّ أَنَّ الْحَوْزَ صَارَ مُعَطَّلَا
وَتَخْيِيرُ مَنْ قَدْ أُعْتِقَتْ ثُمَّ جُومِعَتْ * تَفُوتُ بِجَهْلِ الْحُكْمِ وَالْعِتْقَ أَهْمِلَا
وَلَا يَنْفِ حَمْلَ الْعُرْسِ زَوْجٌ لَهَا * إذَا رَآهُ وَلَمْ يَنْهَضْ بِذَلِكَ مَعْدِلَا
وَمَنْ أَنْفَقَتْ مِنْ مَالِ زَوْجٍ لِغَيْبَةٍ * فَجَا نَعْيُهُ رَدَّتْ مِنْ الْوِدِّ فَاضِلَا(1/2210)
وَمَنْ سَكَنَتْ حِينَ ارْتِجَاعٍ وَجُومِعَتْ * فَقَالَتْ : لَقَدْ كَانَ اعْتِقَادِي كَامِلَا
وَلَيْسَ لِمَنْ قَدْ حِيزَ عَنْهُ مَتَاعُهُ * مَقَالٌ إذَا مَا الْحَوْزُ كَانَ مُطَوَّلَا
وَقَدْ قَامَ بَعْدَ الْحَوْزِ يَطْلُبُ مِلْكَهُ * وَقِيلَ لَهُ : قَدْ بِعْت ذَلِكَ أَوَّلَا
وَمَنْ هُوَ فِي صَوْمِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * لِزَوْجَتِهِ يَسْتَأْنِفُ الصَّوْمَ مُكْمِلَا
وَلَيْسَ لِذِي مَالٍ يُبَاعُ بِعِلْمِهِ * وَيَشْهَدُ قَبْضًا بَعْدَهُ أَنْ يُبَدَّلَا
وَمَنْ زَوْجُهَا قَدْ مَلَّكَ الْغَيْرَ أَمْرَهَا * فَلَمْ يَقْضِ حَتَّى جُومِعَتْ صَارَ مَعْزِلَا
وَإِنْ مَلَكَهَا الزَّوْجُ ثُمَّ تَصَالَحَا * عَقِيبَ قَبُولٍ كَانَ لَيْسَ مُفَصَّلَا
وَمَا سُئِلَتْ عَنْهُ فَلَيْسَ لَهَا إذَنْ * تَقُولُ ثَلَاثًا كَانَ قَصْدِي أَوَّلَا
وَإِنْ بَعْدَ تَمْلِيكٍ قَضَتْ بِبَيَانِهَا * فَقَالَتْ جَهِلْت الْحُكْمَ فِيهِ مُعَاجِلَا
فَلَيْسَ لَهُ عُذْرٌ إذَا قَالَ : لَمْ أُرِدْ * سِوَى طَلْقَةٍ وَالْحُكْمُ فِيهِ كَمَا خَلَا
وَإِنْ أَمَةٌ قَالَتْ وَبَائِعُهَا : لَقَدْ * تَزَوَّجَهَا شَخْصٌ فَفَارَقَ وَانْجَلَا
فَلَيْسَ لِمَنْ يَبْتَاعُهَا بَعْدَ عِلْمِهِ * بِذَلِكَ عُذْرٌ إنْ يَرِدْ إذْنٌ بِلَا
وَلَا يَطَأَنَّهَا أَوْ يُزَوِّجَهَا إلَى * ثُبُوتِ خُلُوٍّ مِنْ زَوَاجٍ تَحَوَّلَا
وَمَنْ قَبْلَ تَكْفِيرِ الظِّهَارِ مُجَامِعٌ * يَذُوقُ عِقَابًا بِاَلَّذِي قَدْ تَحَمَّلَا
وَحَقُّ الَّذِي قَدْ خُيِّرَتْ سَاقِطٌ إذَا * بِوَاحِدَةٍ قَالَتْ : قَضَيْت تَجَاهُلَا
وَلَيْسَ لَهَا عُذْرٌ بِدَعْوَى جَهَالَةٍ * وَذَاكَ الَّذِي قَدْ أَوْقَعَتْ عَادَ بَاطِلَا
وَمَنْ قَالَ : إنْ شَهْرَيْنِ غِبْتُ وَلَمْ أَعُدْ * فَأَمْرُك قَدْ صَيَّرْتُ عِنْدَكِ جَاعِلَا(1/2211)
فَمَرَّ وَلَمْ تُوقِعْ وَمَا أَشْهَدْت عَلَى * بَقَاهَا وَطَالَتْ صَارَ عَنْهَا مُحَوَّلَا
وَذَاكَ كَثِيرٌ فِي الْوُضُوءِ وَمِثْلُهَا * بِفَرْضِ صَلَاةٍ ثُمَّ حَجٍّ تَحَصَّلَا . اهـ
قلت: قد يظن أن هذه المنظومة في فروع الشافعية ، وليس كذلك ، بل هي للشيخ بهرام بن عبد الله المالكي المتوفى عام 805هـ ، وقد طبعت مع شرح الشيخ الأمير محمد بن محمد الأزهري المالكي في دار الغرب الإسلامي.
وينظر في الأشباه والنظائر ص199 : صورا لم يعذر فيها بالجهل .
---
عبدالرحمن السديس
03-27-2005, 10:23 PM
قال الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر ص386:
في معرض كلامه عن ضابط الْكَبَائِرِ ، وعدها: ..وأما حصر الكبائر بالعد فلا يمكن استيفاؤه .. ، وأكثر من رأيته عدها عدها .. السبكي في "جمع الجوامع" فأورد منها خمسة وثلاثين كبيرة ، أكثر ها في الروضة ، و أصلها ، وَقَدْ أَوْرَدْتُهَا نَظْمًا فِي ثَمَانِيَةِ أَبْيَاتٍ لَا حَشْوَ فِيهَا فَقُلْت :
كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَشُرْبِ الْخَمْرِ * وَمُطْلَقِ الْمُسْكِرِ ثُمَّ السِّحْرِ
وَالْقَذْفِ وَاللِّوَاطِ ثُمَّ الْفِطْرِ * وَيَأْسِ رَحْمَةٍ وَأَمْنِ الْمَكْرِ
وَالْغَصْبِ وَالسَّرِقَةِ وَالشَّهَادَهْ * بِالزُّورِ وَالرِّشْوَةِ وَالْقِيَادَهْ
مَنْعُ زَكَاةٍ وَدِيَاثَةٌ فِرَارْ * خِيَانَةٌ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ظِهَارْ
نَمِيمَةٌ كَتْمُ شَهَادَةِ يَمِيَنْ * فَاجِرَةٍ عَلَى نَبِيِّنَا يَمِيَنْ
وَسَبُّ صَحْبِهِ وَضَرْبُ الْمُسْلِمِ * سِعَايَةٌ عَقٌّ وَقَطْعُ الرَّحِمِ
حِرَابَةٌ تَقْدِيمُهُ الصَّلَاةَ أَوْ * تَأْخِيرُهَا وَمَالُ أَيْتَامٍ رَأَوْا
وَأَكْلُ خِنْزِيرٍ وَمَيْتٍ وَالرِّبَا * وَالْغُلِّ أَوْ صَغِيرَةٌ قَدْ وَاظَبَا . اهـ(1/2212)
قلت: انظر في عد الكبائر (نظما) بأكثر مما ذكر السيوطي ، وأعذب لفظا ، وأجمل نظما ؛ المنظومة الألفية في الآداب الشرعية ص68-71 ، للعلامة الأديب الفقيه ابن عبد القوي المرداوي الحنبلي.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:08 AM
في دليل الفالحين 1/ 254: نظم بعض المتأخرين آخر من مات من الصحابة في البلدان المتفرقة فقال:
آخر من مات من الصحابة * أبو الطفيل موته بمكة
سهل بن عبد الله بالمدينة * وأنس بن مالك بالبصرة
ومات بالشام أبو قرصافه * وابن أبي أوفى الحمام وافه
بالكوفة ، واليمن اذكر أبيضا * وبخرسان بريدة قضى
ولم تتم مائة إلا وقد * ماتو ولم يبق على الرض أحد
رأى بعينيه النبي المصطفى * فاحفظ لنظمي ذا تنال الشرفا
قلت: ويزاد عليه :
آخر الصحب بحمص ماتا * أبو أمامة وذا قد فاتا اهـ .
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:10 AM
في المزهر في علوم اللغة للحافظ السيوطي 2/319:
فصل : ومن بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله .
قال الحافظ أبو الطاهر السلفي سمعت أبو الحسن الصيرفي يقول: سمعت أبا العباس الصوري يقول: قال لي عبد الغني بن سعيد: لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله الحاكم أجابني بالشكر عليه ، وذكر أنه أملاه على الناس ، وضمّن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة ، وأنه لا يذكرها إلا عني ، وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم قال: حدثنا العباس بن محمد الدروي قال: سمعت أبا عبيد يقول: من شكر العلم أن تستفيد الشيء ، فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا ، ولم يكن لي به علم حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا ؛ فهذا شكر العلم . انتهى .
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:11 AM(1/2213)
قال عبد العزيز بن محمد: وكان أبو جعفر[الطبري].. وكان إذا أهدى إليه مهد هدية مما يمكنه المكافأة عليه قبلها ، وكافأه ، وإن كانت مما لا يمكنه المكافأة عليه ردها ، واعتذر إلى مهديها ، ووجه إليه أبو الهيجاء بن حمدان ثلاثة آلاف دينار ، فلما نظر إليها عجب منها ، ثم قال: لا أقبل ما لا أقدر على المكافأة عنه ، ومن أين لي ما أكافىء عن هذا ؟!
فقيل: ما لهذا مكافأة إنما أراد التقرب إلى الله ـ عز وجل ـ فأبى أن يقبله ورده إليه .
معجم الأدباء 5/270.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:12 AM
ذكرني فوكِ حماري أهلي !
زعموا أن رجلاً شاباً غزلاً خرج يطلب حمارين لأهله ، فمر على امرأة منتقبة جميلة في النقاب ، فقعد بحذائها وترك طلب الحمارين ، وشغله ما سمع من حسن حديثها ، وما رأى من جمالها في النقاب ، فلما سفرت عن وجهها إذا لها أسنان مكفهرة منكرة مختلفة ، فلما رآها ذكر حماريه فقال: " ذكرني فوكِ حماري أهلي" = فذهب
قوله مثلاً. الأمثال للضبي ص126.
قال أبو هلال العسكري : يضرب مثلاً للرجل يبصر الشيء ، فيذكر به حاجةً كان قد نسيها، وأصله أن رجلاً خرج .. [ ذكر نحوه] . جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 1/390.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:13 AM
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/205: أخبرنا القاضيان أبو عبد الله الصيمري ، وأبو القاسم التنوخي قالا: أخبرنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور الحربي ، أخبرنا أبو محمد الزهري ، وفي حديث التنوخي قال: سمعت أبا محمد الزهري يقول: كان لثعلب عزاء ببعض أهله ، فتأخرت عنه ؛ لأنه خفي عني ، ثم قصدته معتذرا ، فقال لي: يا أبا محمد ما بك حاجة إلى أن تتكلف عذرا ، فإن الصديق لا يحاسب ، والعدو لا يحتسب له . واللفظ للتنوخي.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:14 AM(1/2214)
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/211: حدثني محمد بن علي الصوري ـ حفظا ـ قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن سختويه ، والحسين بن سليمان بن بدر الصوريين يقولان: سمعنا أبا عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري يقول: سمعت أبا بكر بن مجاهد يقول: كنت عند أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن = ففازوا ، واشتغل أهل الفقه بالفقه = ففازوا ، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث = ففازوا ، واشتغلت أنا بزيد وعمرو ، فليت شعري ماذا يكون حالي في الآخرة ؟
فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: "أقريء أبا العباس مني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل" .
قال ابن سختويه قال لنا أبو عبد الله الروذباري: أراد الكلام به يكمل ، والخطاب به يجمل ، وقال ابن بدر قال لنا الروذباري: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:14 AM
في ترجمة الشيخ نجم الدين القحفازي النحوي الحنفي علي بن داود في الوافي للصفدي 21/58:
وحكى لي نور الدين علي بن إسماعيل الصفدي قال: أنشد الشيخ نجم الدين يوما لغزا للجماعة وهم بين يديه في الحلقة يشتغلون وهو في مجزوء الكامل :
يا أيها الحبر الذي * علم العروض به امتزج
ابن لنا دائرة * فيها بسيط وهزج
ففكر الجماعة فيها زمانا ، فقال واحد منهم: هذه الساقية ، فقال له: دورت فيها زمانا حتى ظهرت لك.
يريد أنه ثور يدور في الساقية . اهـ .
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:16 AM
وفي ترجمته قال الصفدي :
وكتبتُ..سؤالا يتعلق بالمعاني في قوله تعالى (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها) وهو من الطويل:
ألا إنما القرآن أكبر معجز * لأفضل من يهدى به الثقلان
ومن جملة الإعجاز كون اختصاره * بإيجاز ألفاظ وبسط معان
ولكنني في الكهف أبصرت آية * بها الفكر في طول الزمان عناني(1/2215)
وما ذاك إلا استطعما أهلها فقد * نرى استطعما هم مثله ببيان
فما الحكمة الغراء في وضع ظاهر * مكان ضمير إن ذلك لشان ؟
وأما الجواب عن إعادة لفظه الأهل في قوله تعالى حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها ولم يقل استطعماهم والمحل محل الإضمار وفيه الإيجاز فقد علم أن البلاغة لا تختص بالإيجاز وإنما هو نوع من أنواعها وأن مدار حسن الكلام وارتفاع شأنه في القبول بإيراده مطابقا لمقتضى الحال فإن كان مقتضى الحال خليقا ببسط الكلام تعلقت البلاغة ببسطه وإن كان حقيقا بالإيجاز كانت البلاغة في إيراده كذلك ثم قد يعرض للبليغ أمور يحسن معها إيراد الكلام على خلاف مقتضى الظاهر فينزل غير السائل منزلة من يسأل إذا كان قد لوح له بما يقتضي السؤال وينزل غير المنكر منزلة المنكر إذا ظهرت عليه مخايل الإنكار ، ويوقع المضمر في موضع الظاهر والظاهر في موضع المضمر إلى غير ذلك من الأمور المذكورة في علم البلاغة والذي حسن إيقاع الظاهر موقع المضمر في الآية الكريمة أن الظاهر أدل على المعنى الذي وضع اللفظ له من المضمر لأنه يدل عليه بنفسه والمضمر يدل عليه بواسطة ما يفسره وقصد المتكلم هنا الإخبار عن الذين طلب منهم الإطعام أنهم أهل القرية لأن من غشية الضيف في منزله ولم يعتذر بعذر عن إكرامه بل قابله بالمنع مع ظهور حاجته التي أوجبت له أن يسأل منه ذلك لأن المسألة آخر أسباب الكسب يعلم بذلك أن الحامل له على الامتناع من إضافته لؤم الطبع واتباع مذموم البخل والشح المطاع كما قال الشاعر من الطويل:
حريص على الدنيا مضيع لدينه * وليس لما في بيته بمضيع
حتى روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كانوا أهل قرية لئاما " .(1/2216)
ومن كانت هذه سجيته وهذا حاله كان حريا بالإعراض عنه وعدم مقابلته بالإحسان إليه ، فلما رأى موسى صلوات الله عليه إصلاح الخضر عليه السلام لجدار مشرف على السقوط في القرية التي هؤلاء أهلها من غير طلب أجر على ذلك منهم مع الحاجة إلى ذلك عجب من ذلك وأنكره حتى كأنه نسي ما قدمه من وعده إياه بالصبر وبعدم المصاحبة إن سأله عن شيء بعد ذلك مع حرصه على صحبته والتعلم منه ، وكان في إعادة لفظه الأهل في الآية الكريمة إقامة لعذر موسى عليه السلام في الاعتراض في هذه الحالة ؛ لأنها حالة لا يصبر عن الاعتراض فيها ؛ لأن حالهم يقتضي بذل الأجرة في إصلاح أمر دنياوي لحرصهم وشحهم ، فترك طلب الأجرة على إصلاح ذلك مع الضرورة والحاجة وقع إحسانا إلى أهلها الذين قابلوهما بالمنع عن الضيافة ، وكانت البلاغة متعلقة بلفظه الأهل التي هي الحاملة على الإعراض ظاهرا ، فأطلعه الخضر عليه السلام بأن الجدار إنما كان ليتيمين من أهلها واليتيم محل الرحمة ، وليس محلا لأن يطلب منه أجرة إما لعجزه لفقره ، وهو الظاهر ، أو لأنه لا يجوز تصرفه في ماله ، ولهذا قال: رحمة من ربك ، ولم يكن لأهلها الذين أبوا أن يضيفونا .
والله سبحانه وتعالى أعلم.
قلت [الصفدي]جواب الشيخ نجم الدين ـ رحمه الله تعالى ـ في غاية الحسن ، وهو كلام عارف بهذا الفن جار على القواعد .اهـ.
قلت: وأعقبه بجواب لابن الجاجب ، وأشار لجواب للسبكي .
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:17 AM
في ترجمة أحمد بن محمد بن عثمان : أنه دخل إلى المدرسة فرأى الشيخ نجم الدين القحفازي خارجا من الطهارة ، فقال: يا مولانا آنستم محلكم !
فقال له الشيخ نجم الدين: قبحك الله . الدرر الكامنة 1/332.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:18 AM(1/2217)
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 5/209: أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب ، أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن موسى ـ المعروف بابن العلاف ـ ، حدثنا أبو عمر الزاهد قال: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب ، فسأله سائل عن شيء ؟
فقال: لا أدري .
فقال له: أتقول لا أدري ، وإليك تضرب أكباد الإبل ، وإليك الرحلة من كل بلد ؟!
فقال له ثعلب: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:19 AM
قال الحافظ أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك قال : بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني ، وذاك أنه قال: من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم . تاريخه ص193.
---
عبدالرحمن السديس
03-28-2005, 06:20 AM
وفي سير أعلام النبلاء 8/398: روى عبدان بن عثمان عن عبدالله [بن المبارك الإمام]قال: إذا غلبت محاسن الرجل على مساوئه = لم تذكر المساوئ ، وإذا غلبت المساوئ عن المحاسن = لم تذكر المحاسن.
---
عبدالرحمن السديس
04-28-2005, 04:38 PM
قال ابن الرصّاع (1) في كتاب تذكرة المحبين في شرح أسماء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم : قال بعض العارفين عند هذا الحديث [أتدرون من المفلس] : إنه فيه تشديد ، وفيه للعقلاء غاية الوعيد فإن الإنسان قل أن تسلم أفعاله ، وأقواله من الرياء ، ومكايد الشيطان ، وإن سلمت له خصلة فقل أن يسلم من أذية الخلق ، فإذا كان يوم القيامة ، وقد سلمت له خصلة مع قلة سلامتها طلب خصمك تلك الحسنة ، وأخذها منك بحكم مولاك عليك ، فإنه لا مال يوم القيامة تؤدي منه ما عليك ، بل من حسناتك يا مغبون إن كنت صائما بالنهار قائما بالليل جادا في طاعة الرحمن ، وقل أن تسلم من غيبة المسلمين ، وأذيتهم ، وأخذ ما لهم ، هذا حال من كان جادا في الطاعات ، فكيف من كان مثلنا جادا في جمع السيئات من أكل الحرام ، والشبهات ، والتقصير في الطاعات ، والإسراع إلى المخالفات .
اهـ من دليل الفالحين 1/541.
------------(1/2218)
(1)محمد بن قاسم الأنصاري المالكي مترجم في الضوء اللامع 8/287
---
عبدالرحمن السديس
04-28-2005, 04:42 PM
في الوافي للصفدي 7/13: [عن شيخ الإسلام ابن تيمية]
وسمعته يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وهو الكاتبي صاحب التواليف البديعة في المنطق ، فإذا ذكره لا يقول إلا : دُبيران بضم الدال وفتح الباء ،
وسمعته يقول: ابن المنجس يريد ابن المطهر الحلي .
ونحوه
وكذلك وزيرهم السفيه الملقب بالرشيد يحكم على هذه الأصناف ، ويقدم شرار المسلمين كالرافضة ، والملاحدة على خيار المسلمين أهل العلم والإيمان .. مجموع الفتاوي 28 /525 .
وقال رحمه الله 2/471:
.. ولهذا كان الفاجر التلمساني الملقب بالعفيف ..
ونحوها في 2/201و259و268و273 .
ومن كلام تلميذه الإمام ابن القيم في الخبيث الملقب بنصير الدين الطوسي:
.. كما قاله أفضل متأخريهم عندهم وأجهلهم بالله وأكفرهم نصير الكفر والشرك الطوسي.. الصواعق المرسلة 3/991
وفي 3/1077:
وكان مشار هذه الفرقة وعالمها الذي يرجعون إليه زعيمها الذي يعولون عليه شيخ شيوخ المعارضين بين الوحي والعقل وإمامهم في وقته نصير الكفر والشرك الطوسي فلم يعلم في عصره أحد عارض بين العقل والنقل معارضته فرام إبطال السمع بالكلية وإقامة الدعوة الفلسفية وجعل الإشارات بدلا عن السور والآيات وقال هذه عقليات قطعية برهانية قد عارضت تلك النقليات الخطابية واستعرض علماء الإسلام وأهل القرآن والسنة على السيف فلم يبق منهم إلا من أعجزه قصدا لإبطال الدعوة الإسلامية وجعل مدارس المسلمين وأوقافهم للنجسة السحرة والمنجمين والفلاسفة ..
وفي 3/1122:(1/2219)
.. ثم إمامهم في زمانه نصير الكفر والشرك الطوسي وما جرى على المسلمين منه من قتل خليفتهم وعلمائهم وعبادهم ، وإذا اعتبرت أحوال القوم رأيت عوام اليهود والنصارى أقل فسادا في الدين والدنيا من أئمة هؤلاء المعارضين لنصوص الأنبياء بعقولهم..
---
عبدالرحمن السديس
04-29-2005, 10:07 PM
قال ابن الجوزي في المدهش 1/104: فصل تصرف العرب في اللفظ بالحركات والإعجام والقلب
واعلم أن لغة العرب واسعة ، ولهم التصرف الكثير ، فتراهم يتصرفون في اللفظة الواحدة ...
وتارة يقلبون حرفا من كلمة ولا يتغير عندهم معناه كقولهم : صاعقة وصاقعة ، وجبذ ، وجذب ، .. وأسير مكلب ومكبل ، وقفا الأثر وقاف الأثر ..
---
عبدالرحمن السديس
04-29-2005, 10:07 PM
قال ابن الجوزي في المدهش 1/273:
ما حظي الدينار بنقش اسم الملك حتى صبرت سبيكته على التردد إلى النار فنفت عنه كل كدر ، ثم صبرت على تقطيعها دنانير ، ثم صبرت على ضربها على السكة ، فحينئذ ظهر عليها رقم النقش {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ } .
---
عبدالرحمن السديس
04-29-2005, 10:08 PM
قال ابن الجوزي في المدهش 1/278:
الدنيا والشيطان خارجيان خارجان عليك ، خارجان عنك ، والنفس عدو مباطن ، ومن آداب الجهاد { قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم } ليس من بارز بالمحاربة كمَن كمِن ، ما دامت النفس حيةً تسعى = فهي حيةٌ تسعى ، أقل فعل لها تمزيق العمر بكف التبذير كالخرقاء وجدت صوفا .
---
عبدالرحمن السديس
04-29-2005, 10:09 PM
قال ابن الجوزي في المدهش 1/279:
يا هذا دبر دينك كما تدبر دنياك لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه ، هذا مسمار الإصرار قد نشب بقلبك ، فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت .
---
عبدالرحمن السديس
05-02-2005, 10:25 PM
في المغني لأبي محمد الموفق 9/114: [تحت مسألة ميراث الخنثى المشكل](1/2220)
فصل: وقد وجدنا في عصرنا شيئا شبيها بهذا ، لم يذكره الفرضيون ولم يسمعوا به ، فإنا وجدنا شخصين ليس لهما في قبلهما مخرج لا ذكر ، ولا فرج ، أما أحدهما:
فذكروا أنه ليس له في قبله إلا لحمة ناتئة كالربوة يرشح البول منها رشحا على الدوام ، وأرسل إلينا يسألنا عن حكمه في الصلاة والتحرز من النجاسة في هذه السنة وهي سنة عشر وستمائة .
والثاني: شخص ليس له إلا مخرج واحد فيما بين المخرجين منه يتغوط ، ومنه يبول ، وسألت من أخبرني عنه عن زِيِّه ؟ فأخبرني أنه إنما يلبس لباس النساء ، ويخالطهن ، ويغزل معهن ، ويعد نفسه امرأة .
وحدثت أن في بعض بلاد العجم شخصا ليس له مخرج أصلا لا قبل ولا دبر! وإنما يتقايأ ما يأكله ، وما يشربه. فهذا ، وما أشبهه في معنى الخنثى إلا أنه لا يمكن اعتباره بمباله ، فإن لم يكن له علامة أخرى ، فهو مشكل ينبغي أن يثبت له حكم الخنثى المشكل في ميراثه ، وأحكامه كلها ، والله تعالى أعلم.
نظم العلامة أبو عبد الله بن أبي الفتح البعلي أسماء عمات النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
أميمة أروى برة وصفية * وأم حكيم واختمن بعاتكة .
المطلع للعلامة ص512 ، وتجد هناك نظما لأسماء أعمامه صلى الله عليه وسلم.
---
عبدالرحمن السديس
05-02-2005, 10:28 PM
أين العمل بالعلم ؟!
قال أبو علي بن شهاب: سمعت أبا عبدالله بن بطة يقول: أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . طبقات الحنابلة 3/261.
قال الخطيب البغدادي في كتابه اقتضاء العلم العمل: وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد ، والعمل الصالح ، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا ، وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي ، والرضى الميسور ، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل ، والمحروم ، وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب ؟!
وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما ؟!(1/2221)
وهل المغرم بحبها إلا ككانزها
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها =كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها ، وراعى واجباتها ، فلينظر امرؤ لنفسه ، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مخوف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والناقد بصير ، والله تعالى بالمرصاد ، وإليه المرجع والمعاد (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
ص15-16.
قال سهل بن عبد الله : العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به .
وقال : الدنيا جهل وموات إلا العلم ، والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل كله هباء إلا الإخلاص ، والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به. ص28-29.
قال مالك بن دينار : إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه ، وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجورا ، أو فخرا . ص32
قال حفص بن حميد : دخلت على داود الطائي أسأله عن مسألة ـ وكان كريما ـ فقال: أرأيت المحارب إذا أراد أن يلقى الحرب أليس يجمع آلته ؟ فإذا أفنى عمره في الآلة فمتى يحارب ؟
إن العلم آلة العمل ، فإذا أفنى عمره في جمعه فمتى يعمل؟!
ص44-45.
فائدة : صدر حديثا شريط (مجدد) للدكتور عبد الرحمن العايد عنوانه "الإلتزام الأجوف" ينبغي سماعه .
---
عبدالرحمن السديس
05-05-2005, 04:50 PM
قال الإمام الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار 4/123:
والمتحري لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن نشر مثالب الأموات ، وسب من لا يدري كيف حاله عند بارىء البريات ، ولا ريب أن تمزيق عرض من قدم على من قدم ، وجثا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم ـ مع عدم ما يحمل على ذلك : من جرح ، أو نحوه ـ أحموقة لا تقع لمتيقظ ، ولا يصاب بمثلها متدين بمذهب ، ونسأل الله السلامة بالحسنات ، ويتضاعف عند وبيل عقابها الحسرات ، اللهم اغفر لنا تفلتات اللسان ، والقلم في هذه الشعاب ، والهضاب وجنبنا عن سلوك هذه المسالك التي هي في الحقيقة مهالك ذوي الألباب.
---
عبدالرحمن السديس(1/2222)
05-05-2005, 04:51 PM
في شرح مختصر التحرير للعلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عند قول المؤلف:
في الفصل اللغوي : (ولا ترادف في حد غير لفظي و محدود ، ولا شذر مذر.. )
قال الشيخ للطلاب : شذر مذر ! وشي [ما معناها ] ؟
[ثم وجه الكلام لأحدهم مداعبا] : يمكن محمد يعرف !
فقال محمد : مذر يعني أم ! أم بالإنكليزي
الشيخ : أم !!
قال الطلاب وهو يضحكون : أم بالإنكليزي ! أم !!
قال الشيخ وهو يضحك : وشذر بالإنكليزي ؟!
ثم قال الشيخ : شذر مذر يعني شتاتا ، ومذر جاءت للتوكيد التفرق ، ولو تسال العربي ما معنى مذر ؟
لقال ما قلتها إلا من باب التوكيد ، وإلا ما لها معنى ، لكن معنى الكلمتين مجتمعتين التفرق والشتات ..
ثم بعدها قال : وهذا كما تشاهدون الآن بحث لغوي محظ قليل الفائدة حتى إن بعض الإخوان يريد نقل اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية (الشيخ والطلاب يضحكون) هذا يدل على أن الفائدة ما هي إلى ذاك.
نقلته بالمعنى ، وبتصرف يسير شريط رقم (4)
---
عبدالرحمن السديس
05-14-2005, 01:15 AM
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص98:
لما توفي شيخنا الأستاذ الكبير العلم الخطير أبو عبد الله محمد بن الفخار، سألت الله عزوجل أن يرينيه في النوم ؛ فيوصيني بوصية أنتفع بها في الحالة التي أنا عليها من طلب العلم ، فلما نمت تلك الليلة رأيت كأني داخل عليه في داره التي كان يسكن بها، فقلت له يا سيدي
أوصني، فقال لي: لا تعترض على أحد..
---
عبدالرحمن السديس
05-14-2005, 09:00 AM
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص100:
حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبد الله المسفر أنه قال:
إن تفسير ابن الخطيب [الفخر الرازي "مفاتيح الغيب"] احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب، مؤلفوها كلهم معتزلة ؛ فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.(1/2223)
وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة ...
قال: والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار.
والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري.
---
عبدالرحمن السديس
05-14-2005, 05:23 PM
قال العلامة الشاطبي في الإفادات والإنشادات ص153:
كنت يوماً سائراً مع بعض الأصحاب إذ لقينا شيخنا الأستاذ المشاور أبا سعيد بن لب أكرمه الله بقرب المدرسة، فسرنا معه إلى بابها ، ثم أردنا الانصراف، فدعانا إلى الدخول معه إلى المدرسة، وقال: أردت أن أطلعكم على بعض مستنداتي في الفتوى الفلانية ، وما شاكلها وأبين لكم وجه قصدي إلى التخفيف فيها ـ وكان قد أطلعنا على مكتوب بخطه جواباً عن سؤال في يمين أفتى فيها بمراعاة اللفظ والميل إلى جانبه، فنازعناه فيه في ذلك اليوم، وانفصل المجلس على منازعته ـ ، فأرانا مسائل في "النهاية" و"أحكام ابن الفرس" وغيرهما ، وبسط لنا فيها بما يقتضي: الاعتماد على لفظ الحالف ، وإن كان فيه خلاف مالِنيته بناء على قول من قال بذلك من أهل المذهب ، وغيرهم.
وقال: أردت أن أنبهكم على قاعدة في الفتوى وهي نافعة جداً ، ومعلومة من سنن العملاء ، وهي أنهم ما كانوا يشددون على السائل في الواقع إذا جاء مستفتياً.وكنت قبل هذا المجلس تترادف علي وجوه الإشكالات في أقوال مالك ، وأصحابه، فلما كان بعد ذلك المجلس شرح الله بنور ذلك الكلام صدري فارتفعت ظلمات تلك الإشكالات دفعة واحدة، فلله الحمد على ذلك ونسأله تعالى أن يجزيه عنا خيراً ، وجميع معلمينا بفضله.
---
عبدالرحمن السديس
05-15-2005, 11:18 PM
قال الزجاجي في مجالس العلماء ص187:
حدثني بعض إخواني قال حدثني أحمد بن محمد بن رستم الطبري قال:
جاء رجل معتوه إلى مجلس أبي حاتم فوقف يسمع كلام أبي حاتم فقال له رجل: يا أبا حاتم لم نصبوا ما لا ينصرف من الأسماء في موضع الجر ؟
فقال: شبهوه بالفعل ، والفعل لا يدخله الجر .(1/2224)
فقال المعتوه : يا أبا حاتم القياس على ما يرى أسهل ام على ما يسمع ؟
فقال أبو حاتم : على ما يرى أسهل .
قال المعتوه : ما يشبه هذا ؟ وأخرج يده وقد ضم أنامله .
فقال أبو حاتم : لا أدري .
قال : فأنت لا تحسن أن تشبه هذا الذي تراه بشيء فكيف تشبه ما لا ترى بما لا ترى ؟!
وأخرج يده الأخرى مضمومة الأنامل كما فعله بالأخرى فقال: يا غليظ الفطنة بعيد الذهن ، هذا يشبه هذا .
فخجل أبو حاتم ، وبقي أصحابه متعجبين .
فقال أبو حاتم : لا تعجبون من هذا ، أخبرني الأصمعي أن معتوها جاء إلى أبي عمرو بن العلا ، فقال : يا أبا عمرو لم سميت الخيل خيلا ؟
فبقي أبو عمرو ليس عنده جواب ، فقال : لا أدري.
فقال: لكني أدري .
فقال : علمنا نعلم .
قال : لاختيالها في المشي .
فقال أبو عمرو لأصحابه بعدما ولّى المجنون : اكتبوا الحكمة ، وارووها ، ولو عن معتوه .
---
عبدالرحمن السديس
05-16-2005, 05:36 PM
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في المنتقى من فرائد الفوائد ص 82:
فائدة
الأنبياء المذكورون في القرآن الكريم هم المذكورون في الأبيات ، وهم خمسة وعشرون نبيا :
حتما على كل ذي التكليف معرفة ** بأنبياء على التفصيل قد علموا
في تلك حجتنا (1) منهم ثمانية ** من بعد عشر ويبقى سبعو وهم
إدريس هود شعيب صالح وكذا ** ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
وعدُّ ذا الكفل منهم فيه خلاف مشهور بين العلماء فقيل : رجل صالح ، وقيل: نبي ، وتوقف ابن جرير في ذلك ، والله أعلم .
--------------
(1) يقصد هذه الآيات :(1/2225)
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} (86) سورة الأنعام
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2005, 05:31 PM
في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الله بن الإمام 2/14:
قال عبدالله: قال أبي: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وسلسلت فيه الشياطين ، وغلقت أبواب جهنم ".
قلت لأبي: قد نرى المجنون يصرع في رمضان ؟
فقال: هكذا الحديث ، ولا تكلم في هذا. اهـ
رحمه الله مثال على تعظيم السنة ، وأين هذا مما يفعله كثير من المتأخرين من تكلف الاعتراضات على الحديث ، ثم تكلف الإجابة ؟!
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2005, 08:55 PM
قال الْمَقَّرِيُّ في نفح الطيب 5/216:
وكان [شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية] شديدَ الإنكارِ على الإمامِ فخرِ الدينِ حدثني شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع ابن تيمية ينشد لنفسه:
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله علم بلا دين
أصل الضلالة والإفك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين
قال: وكان في يده قضيب ، فقال: والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا ، ثم رفعه ووضعه .اهـ
قلت: لن تعدو قدرك ! ، ولو رأيته لسقط قضيبك من يدك !
وسياق صاحب نفح الطيب للخبر غريب ! ففي "منهاج السنة" لشيخ الإسلام 5/433:(1/2226)
.. ولهذا لا تجد في كلام من لم يتبع الكتاب والسنة بيان الحق علما ، وعملا أبدا ؛ لكثرة ما في كلامه من وساوس الشياطين .
وحدثني غير مرة رجل ـ وكان من أهل الفضل والذكاء والمعرفة والدين ـ : أنه كان قد قرأ على شخص سماه لي ـ وهو من أكابر أهل الكلام والنظر ـ دروسا من "المحصل" لابن الخطيب ، وأشياء من " إشارات" ابن سينا ، قال: فرأيت حالي قد تغير ـ وكان له نور وهدى ـ ورؤيت له منامات سيئة ، فرآه صاحب النسخة بحال سيئة ، فقص عليه الرؤيا ، فقال: هي من كتابك.
و" إشاراتُ" ابن سينا يعرف جمهور المسلمين الذين يعرفون دين الإسلام أن فيها إلحادا كثيرا بخلاف "المحصل" يظن كثير من الناس أن فيه بحوثا تحصل المقصود .
قال: فكتبت عليه :
محصل في أصول الدين حاصله * من بعد تحصيله أصل بلا دين
أصل الضلالات والشك المبين فما * فيه فأكثره وحي الشياطين .
وينظر للفائدة "موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام ابن تيمية" للشيخ أبي الفضل القونوي ص77
---
عبدالرحمن السديس
07-11-2005, 10:03 PM
في كتاب المصفى في أصول الفقه للشيخ أحمد بن محمد الوزير ص 37 و67 :
فائدة
(ليس من دأب التحصيل المناقشة في التمثيل)
ومقصوده من هذا عدم الاعتراض على الأمثلة المذكورة المراد منها تفهيم الطالبِ القاعدةَ الأصوليةَ ، فالاعتراض يشتت ذهن الطالب عن فهم المقصود ، وتحقيق الفروع له مكان آخر .
وما أجمل هذا الكلام ، و أحسنه .
وقد سمعت بعض الفضلاء يشرح بعض الكتب ، ويكثر من الاعتراض على الأمثلة التي ذكرها المؤلف فشتت الطلاب .. ، وكان يمكنه الخروج من ذلك بقوله: في هذه الأمثلة ما لا يوافق المؤلف عليه ، لكن الغرض هو فهم القاعدة ، والمسألة .
---
عبدالرحمن السديس
07-11-2005, 10:12 PM
في فتاوى مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله 2/119:(1/2227)
.. العلماء ـ رحمهم الله ـ صرحوا أَنه إِذا نزِّل إِنسان تنزيلا شرعيًا في وظيفة من الوظائف لم يجز عزله منها إِلا بمسوغ شرعي .
---
عبدالرحمن السديس
07-11-2005, 11:05 PM
جواب عجيب
قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال: سمعت مُطَرِّفاً(1) يحدث أنه كانت له امرأتان ، قال: فجاء إلى إحداهما ، قال: فجعلت تنزع عمامته ، وقالت: جئت من عند امرأتك ؟!
قال: جئت من عند عمران بن حصين ، فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أن أقل ساكني الجنة النساء" . المسند: 33/72 رقم (19837) والحاكم ، من طريق روح بن عبادة عن شعبة بمثله . وقال: صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
قلت : رواه مسلم في صحيحه (2738) من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة بسياق قريب جدا .
ورواه البخاري في مواضع لكن من طريق أبي رجاء عن عمران بن حصين .
---------------------------
(1) مطرف بن عبد الله بن الشخير من كبار التابعين العلماء العاملين .
---
الراية
07-11-2005, 11:36 PM
جزاك الله خيرا
وبارك في علمكم ونفع بكم
---
عبدالرحمن السديس
07-12-2005, 11:23 PM
أخي الكريم الفاضل الراية شكر الله لك هذه الكلمات الطيبة ، وجزاك عني خيرا .
قال شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في درء تعارض العقل والنقل 6/243:(1/2228)
.. ولهذا كان جميع العقلاء السالمي الفطرة يحكمون بموجب هده القضية الضرورية [العلو] قبل أن يعلموا أن في الوجود من ينكرها ، ويخالفها وأكثر الفطر السليمة إذا ذكر لهم قول النفاة بادروا إلى تجهيلهم ، وتكفيرهم ، ومنهم من لا يصدق أن عاقلا يقول ذلك = لظهور هذه القضية عندهم ، واستقرارها في أنفسهم ، فينسبون من خالفها إلى الجنون ، حتى يروا ذلك في كتبهم أو يسمعوه من أحدهم ، ولهذا تجد المنكر لهذه القضية يقر بها عند الضرورة ، ولا يلتفت إلى ما اعتقده من المعارض لها ، فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله ، ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم ، وهو يطلب مني حاجة ، وأنا أخاطبه في هذا المذهب ، كأني غير منكر له ، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره ، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء ، وقال: يا الله ، فقلت له: أنت محقق لمن ترفع طرفك ورأسك ؟ وهل فوق عندك أحد ؟!
فقال: استغفر الله ، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته ، ثم بينت له فساد هذا القول ، فتاب من ذلك ، ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم.
---
عبدالرحمن السديس
07-24-2005, 10:29 PM
قال العلامة ابن المنير: كل من أخذ مالا من بيت المال على عمل إذا أهمل العمل = يرد ما أخذ ، وكذا الأخذ على عمل لا يتأهل له .اهـ من فتح الباري6/124.
قلت: ما أكثر الآخذين ـ اليوم ـ على ما لم يتأهلوا له .
---
عبدالرحمن السديس
07-24-2005, 10:33 PM
قاعدة مهمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفقيه قد يفعل شيئا على العادة ، و إذا قيل له: هذا من الدين ؟ لم يمكنه أن يقول ذلك ، ولهذا قال بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك .
الاستغاثة في الرد على البكري ص335(1/2229)
.. ولا يجوز أن يقال: (فزيد بن أرقم) قد فعل هذا ؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال ، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه ، ولا نظر ، ولا اعتقاد ، ولهذا قال بعض السلف: ( أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا . ولعله قد فعله ساهيا ، وقال إياس بن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك).
ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة ، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة ، فإذا نبه انتبه ، وإذا كان الفعل محتملا لهذا ، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه..
بيان الدليل على بطلان التحليل ص79.
قال العلامة الشاطبي: وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه ، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة ، ولذلك قيل :لا تنظر إلى عمل العالم ، ولكن سله يصدقك .
وقال أيضا: العالم قد يعمل ، وينص على قبح عمله ! ، ولذلك قالوا : لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .
وقال الخليل بن أحمد ..:
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي * ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
الاعتصام 3/109و4/181.
وذكر رحمه الله أيضا : فيما يتعلق بأعمال قول المجتهد المقتدى به ، وحكم الاقتداء به ، ـ في المسألة الخامسة ـ :الاقتداء بالأفعال الصادرة من أهل الاقتداء يقع على وجهين:.. ثم ذكر القسم الثاني:
إن كان مما تعين فيه قصد العالم إلى التعبد بالفعل ، أو الترك بالقرائن الدالة على ذلك = فهو موضع احتمال ، فللمانع أن يقول:إنه إذا لم يكن معصوما = تطرق إلى أفعاله الخطأ والنسيان ، والمعصية قصدا ، وإذا لم يتعين وجه فعله ؛ فكيف يصح الاقتداء به فيه قصدا في العبادات أو في العادات ؟!
ولذلك حكي عن بعض السلف أنه قال: (أضعف العلم الرؤية)يعنى أن يقول : رأيت فلانا يعمل كذا ، ولعله فعله ساهيا .(1/2230)
وعن إياس ابن معاوية : (لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك) .اهـ الموافقات 4/281
فكيف إذا لم يكن قرائن؟!
وقال العلامة المعلمي :
وقد يتسمح العالم فيما يحكيه على غير جهة الحكم فيستند إلى ما لو أراد الحكم لم يستند إليه كحكاية منقطعة وخبر من لا يعد خبره حجة ، وقرينة لا تكفي لبناء الحكم ونحو ذلك . وقد جاء عن إياس بن معاوية ـ التابعي المشهور بالعقل ، والذكاء ، والفضل ـ أنه قال: ( لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك) .
وكلام العالم إذا لم يكن بقصد الرواية ، أو الفتوى ، أو الحكم داخل في جملة عمله الذي ينبغي أن لا ينظر إليه ، وليس معنى ذلك أنه قد يعمل ما ينافي العدالة ، ولكن قد يكون له عذر خفي ، وقد يترخص فيما لا ينافي العدالة ، وقد لا يتحفظ ، ويتثبت كما يتحفظ ، ويثبت في الرواية ، والفتوى ، والحكم .
هذا والعارف المتثبت المتحري للحق = لا يخفى عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ ما حقه أن يعد من هذا الضرب .. ، وأن ما كان من هذا الضرب ؛ فحقه أن لا يعتد به على المتكلم فيه ، ولا على المتكلم . والله الموفق .
التنكيل ص56 في: (قاعدة قدح الساخط ومدح المحب).
قلت: هذه قاعدة مهمة ، وقد حدث قبل مدة أن احتج (بعض الناس) على تجويز فعلة منكرة أنها فعلت بحضور عالم فحل ، ونسبوه إلى تجويزها ! ، مع أنه قد علم رأيه فيها بالمنع ، ثم بين تلاميذه خطأ هذا الفهم ، وأن للعالم عذرا ، وسببا أبقاه مع أنه يرى حرمة ذلك .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-25-2005, 12:01 AM
شيخ عبدالرحمن
زادك الله علماً وتوفيقاً
دررك هذه من النفائس ، وجعلُها من ملح العلم وطرائفه هضم لها .
فهل تأن لي بإضافة كلمة نفائس ودرر إلى عنوان هذه المشاركات ليكون :
( نفائس ودرر ، وطرف وملح وفوائد )
وإن شئت اخترت أنت عنواناً يدل على ما ذكرت ، والأمر إليك .
وأعجبني الخط الذي اخترته للفائدة الأخيرة ؛ فجمعت فيها بين حسن المظهر والمخبر
---
عبدالرحمن السديس(1/2231)
07-25-2005, 01:32 AM
أخي الشيخ أبا مجاهد وفقه المولى سبحانه
أشكرك لك هذا الاقتراح الذي لا أشك أنه من تواضعك ، ورد طلبك ثقيل علي ،
مع أني أظنها لا تحتمل هذا الوصف .. ، وافعل ما تراه مناسبا .
وأرجو منك فضلا تصحيح ضبط هذه الكلمة في السطر (15) بفتح الميم .
(إذ لعل المُعْتَمَد)
---
عبدالرحمن السديس
07-25-2005, 04:26 PM
قال العلامة الذهبي : .. وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة ، ومسند أحمد بن حنبل ، وسنن البيهقي ، وضبط متونها ، وأسانيدها ، ثم لا ينتفع بذلك ؛ حتى يتقي ربه ويدين بالحديث ، فعلى علم الحديث ، وعلمائه ليبك من كان باكيا ، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية ، ولكنه نور يقذفه الله في القلب ، وشرطه الإتباع ، والفرار من الهوى ، والابتداع ، وفقنا الله وإياكم لطاعته . اهـ . سير أعلام النبلاء 13/323.
قلت : اليوم أكثر ما يقال المحدِث ، والمسندِ لمن همه جمع الإجازات من فلان ، وعلان من العوام ، والعجائز ، والمبتدعة من غير ضبط ، ولا فقه ! والله المستعان
---
عبدالرحمن السديس
07-25-2005, 04:38 PM
قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15:
أخبرنا ابن الاعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كريزان قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: كنا مع عبد الله بن الزبير ، والحجاج محاصره ، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه ، وسمع مؤذن الحجاج انطلق ، فصلى معه .
فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير ، ومع الحجاج ؟
فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم ، وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم.اهـ
قلت: ما أجمل رده رضي الله عنه ، وليتأمله من تركت صلاة الاستسقاء مع جماعة المسلمين ؛ لأن الداعي لها ..!
---
عبدالرحمن السديس
07-26-2005, 05:10 PM(1/2232)
قال الإمام أبو سليمان الخطابي في كتابه العزلة ص55:
حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه البهائم : فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد ، ومنهم من يعدو عدو الذئب ، ومنهم من ينبح نباح الكلب ، ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس ، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته ، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه ؛ فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها !
وإن أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه !(1/2233)
قال أبو سليمان[الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية ، واستنبط منها هذه الحكمة ، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره ، وجب المصير إلى باطنه ، وقد أخبر الله تعالى عن وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر ، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة ، والصورة ، وعدما من جهة النطق ، والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع ، والأخلاق ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع ! فليكن حذرك منهم ، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك ، ومصداق قول سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}[ (176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة ] ، وقال عز وجل { أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}[(179) سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها ، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] (1) قامت عليهم الحجة ، فلم يذعنوا لها ، ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية أمكن ، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس !.. اهـ
قلت : كلام الخطابي رحمه الله في المعاشرة ليس على إطلاقه فالخير كثير ، والحمد لله .
-----------
(1) في المطبوع : حتى .
---
عبدالرحمن السديس
07-31-2005, 04:20 PM
قال بعض الحكماء ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة ؛ فإن كان حسنا لم يشنه بفعل قبيح ، وإن كان قبيحا لم يجمع بين قبيحين .
الجامع لأخلاق الراوي والسامع 1/613.
ونظم معناه :
يا حسن الوجه توق الخنا = لا تبدلن الزين بالشين
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعن بين قبيحين. اللطف واللطائف للثعالبي ص11(1/2234)
وقال آخر :
يا جميل الوجه كن محسناً = لا تخلطنّ الزّين بالشّين
ويا قبيح الوجه كن محسناً = لا تجمعنّ الشّين بالشّينالتمثيل والمحاضرة للثعالبي ص230.
وقال آخر
إنّ حُسْنَ الوجهِ يحتا = جُ إلى حُسْنِ فِعَال
حاجةَ الصَّادِي من الما = ءِ إلى العَذْبِ الزَّلاَلْ.
بهجة المجالس3/29.
---
عبدالرحمن السديس
08-05-2005, 07:29 PM
قال العلامة العز بن عبد السلام :
ثمرة معرفة خساسة الدنيا وفنائها : احتقارها ، وعدم الالتفات إليها .
وثمرة معرفة نفاسة الآخرة وبقائها : الإقبال عليها ، والابتدار إليها .
والجهل بخساسة هذه الدار مثمر للإخلاد إليها ، والجهل بنفاسة دار القرار مثمر لإيثار هذه الدنيا عليها .
شجرة المعارف والأحوال ص58و59.
---
عبدالرحمن السديس
08-07-2005, 02:39 PM
قال العلامة الخطابي في العزلة ص17:
قال بعض الحكماء: إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته ، وعدم الفضلية من نفسه فيتكثر حينئذ بملاقاة الناس ، ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم ، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة ، ويتفرغ لاستخراج الحكمة .
وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.
---
عبدالرحمن السديس
08-08-2005, 02:57 PM
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
من تعلم علما فليدقق فيه ؛ لئلا يضيع دقيق العلم .
رواه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى 1/377 ، وابن طاهر في الأنساب المتفقة ص3.
---
عبدالرحمن السديس
08-08-2005, 11:02 PM(1/2235)
جاء في رسالةٍ بعثها العلامة المعلمي إلى العلامة أحمد شاكر يبين فيها سبب تاليفه "طليعة التنكيل" ، ومنبها على الأخطاء الواقعة فيها ، ومسائلا له .. جاء فيها بعد السلام ..قبل ثلاث سنوات تقريبا جاء صديق لي من أهل الفضل بكتاب ، وناولني إياه ، فقرأت عنوانه فإذا هو كتاب "تأنيب الخطيب" للأستاذ محمد زاهد الكوثري ، وكنت قد وقفت على تعاليق للكوثري على ذيول الحفاظ ، وكتب أخرى ، فعرفت طريقته = فلم تطب نفسي بمطالعة تأنيبه ، فرردت الكتاب على صاحبي فألح أن أنظر فيه فرأيت أن أطيب نفسه بقراءة ورقة أو ورقتين ، فلما شرعت في ذلك رأيت الأمر أشد جدا مما كنت أتوقع فبدا لي أن أكمل مطالعته ، وأقيد ..... ملاحظات على مطاعنه في أئمة السنة ، وثقات رواتها ، فاجتمع عندي كثير .. وطبع نموذج بمصر في رسالة بعنوان "طليعة التنكيل" لا أراكم إلا قد تفضلتم بالإطلاع عليها ، وآلمني أن الفاضل الذي علق عليها تصرف في مواضع من المتن بباعث النكاية في صاحب التأنيب ، وذلك عندي خارج عن المقصود ، بل ربما يكون منافيا له ، وفي النكاية العلمية كفاية لو كانت النكاية مقصودة لذاتها ، ثم وقعت في الطبع أغلاط كثيرة ، ولا سيما في إهمال العلامات ، على ذلك فليس ذلك بناقص من شكري للناشر والمعلق .
من ترجمة المعلمي للشيخ ماجد الزيادي في مقدمة كتاب "عمارة القبور"ص 53.
قلت: رحمه الله فقد كان مدرسة للأخلاق ، ومثالا للسمو في الرد على المخالف ، وصدق والله في قوله: إن في النكاية العلمية كفاية .. فإذا أظهر الراد مقدار المردود عليه ، ومحله في العلم = نطق القارئ بالحكم ، وكفي الراد مؤنته .
وإذا صب جام غضبه عليه باستعمال الشديد من اللألفاظ = خرج عن حد الأدب ، وهدي أهل العلم ، واستمال القارئ للمردود عليه ، وشككه في قدرته على الرد.
اللهم إنا نسألك من فضلك.
.
---
عبدالرحمن السديس
08-27-2005, 11:46 PM(1/2236)
قال الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي : .. كنت أتخيل في الناصح [ابن الحنبلي]: أن يكون إماماً بارعاً ، وأفرح به للمذهب ؛ لما فضّله اللّه به من شرف بيته ، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان ، وحدة الخاطر ، وسرعة الجواب ، وكثر الصواب ، وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره ، إلى أن رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً ، وأكثر صواباً ، وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس ، واتباعه عيوبهم ، ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه ـ إلى أن قال: ـ والناصح قد شغل كثيراً من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم ، وكشف ما استتر من خطاياهم ، ومحبة بيان سقطاتهم ، ولا يبلغ العبد حقيقة الإِيمان حتى يحبَ للناس ما يحبُ لنفسه ، أفتراه يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته ، وعَيبِ تصانيفه ، وإظهار أخطائه ، وكما لا يحب ذلك لنفسه ينبغي أن لا يحبه لغيره ، سيما للأئمة المتقدمين ، والعلماء المبرزين ، وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه.. ذيل طبقات الحنابلة 3/430.
.
---
أبو سليمان البدراني
08-28-2005, 12:42 AM
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله
أعتذر عن الكتابة في هذا الموضوع ...
اقترح عليكم أن تخرجوا هذه الدرر النفيسة في كتاب و تزيدوا عليها ما شاء الله
زادكم الله علما و عملا و توفيقا
---
عبدالرحمن السديس
09-07-2005, 07:37 PM
الموفق أبو سليمان البدراني أحل الله عليه رضاه
جزاك الله خيرا على الاقتراح ، و الدعوات المباركات ، وأسأل الله أن ييسر لي ولك وللمسلمين الخير .
---
عبدالرحمن السديس
09-07-2005, 07:38 PM
قال العلامة عبد الرحمن السعدي في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص37:(1/2237)
يعجبني ما وقع لبعض أهل العلم وهو: أنه كتب له آخر من أهل العلم والدين ينتقده انتقادا شديدا في بعض المسائل ، ويزعم أنه مخطئ فيها ، حتى إنه قدح في قصده ونيته ، وقال مع ذلك : إنه يدين الله ببغضه بناء على ما توهم من خطئه .. ، فأجاب المكتوب له :
اعلم يا أخي أنك إذا تركت ما يجب عليك من المودة الدينية والأخوة الإسلامية ، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ على فرض أنه أخطأ ، وتجنبت الدعوة بالحكمة في مثل هذه الأمور ؛ فإني أخبرك قبل الشروع في جوابي لك عمّا انتقدته علي:
أني لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك انتصارا لنفسي ؛ بل أزيد على ذلك بإقامة العذر لك بقدحك في أخيك أني أعرف أن الدافع لك على ذلك حسن قصد ، لكن لم يصحبه علم يصححه ، ولا معرفة تبين مرتبته ، ولا ورع ، ورأي صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجبه الشرع عليه ؛ فلحسن قصدك المتمحض أو الممتزج بشيء آخر ؛ قد عفوت لك عمّا كان منك إلي من الاتهام بالقصد السيئ ؛ فهب أن الصواب معك يقينا ، فهل خطا الإنسان دليل على سوء قصده ؟!
فلو كان الأمر كذلك لتوجه رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة ، فهل سلم أحد من الخطأ ، وهل هذا القول الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا جاء في مسألة علمية دينية ، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال : الله قد فعلت .(1/2238)
ثم نقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة ما دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ ، فيحل القدح فيمن عندك من الأدلة والقرائن الكثيرة على بعده عن القصود السيئة ما لا يبرر لك أن تتوهم فيه شيئا مما رميته به ، وأن الله أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيرا إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان فقال تعالى {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا }
واعلم يا أخي أن هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت فإني قد ذكرت لك أني قد عفوت لك عن حقي إذا كان لي حق ، ولكن الغرض النصيحة ، وأن أعرِّفك موقع هذا الاتهام ومرتبته من الدين والعقل والمروءة الإنسانية .
ثم إنه بعد هذا أخذ يتكلم عن الجواب الذي انتقده بما لا محل لذكره هنا ،وإنما الفائدة في هذه المقدمة .
---
عبدالرحمن السديس
09-14-2005, 09:54 PM
قال الإمام ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص39:
وقع رجل في رجل من أهل الدين ، وجعل يعيبه ويُعَيِّن بعض ما يعيبه به ، فقال بعض الحاضرين له :
هل أنت متيقن ما عبته فيه ؟
ومن أي طريق أخبرت به ؟
ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقينيا ؛ فهل يحل لك أن تعيبه أم لا ؟
أما الأول: فإني أعر ف أنك لم تجالس الرجل ،وربما أنك لم تجتمع به ، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه ، وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس ، وقد علم منهم الصادق والكاذب ، والمخبر عمّا رأى ، والمخبر عمّا سمع ، والكاذب الذي يخلق ما يقول ؛ فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه .
ثم ننتقل معك إلى المقام الثاني ، وهو : أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته ، وقد وصل إليك بطريق يقيني ؛ فهل تكلمت معه ، ونصحته ، ونظرت هل له عذر أم لا ؟
فقال: لم أتكلم معه في هذا بالكلية .(1/2239)
فقال له : هذا لا يحل لك ، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمرا معيبا أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء ، ثم إذا نصحته ، وأصر على العناد ؛ فانظر هل لك في عيبك له عند الناس مصلحة ، وردع أم في ذلك خلاف ذلك ؟
وعلى الأحوال كلها ، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر ، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر .
وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة ، وقلة الورع . الله أعلم .
.
---
عبدالرحمن السديس
09-25-2005, 04:28 PM
في كتاب الورع لأبي بكر المَرُّوذِي ص184:
ذكرتُ لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] رجلا .
فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس .
وذُكِر له رجل .
فقال: ما أعلم إلا خيرا .
قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك !
فتبسم ، وقال: ما أعلم إلا خيرا هو أعلم ، وما يقول ، تريد أن أقول ما لا أعلم ؟!
وقال: رحم الله سالما [بن عبد الله بن عمر] زحمت راحلته راحلة رجل ، فقال الرجل: لسالم أراك شيخ سوء !
قال: ما أبعدت.
عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان ، فقال: إن فلانا يقع فيك .
فقال: لأغيظن من أَمَرَه : يغفر الله لي وله .
قيل له: من أَمَرَه ؟ قال: الشيطان.
---
عبدالرحمن السديس
11-04-2005, 10:04 PM
في كتاب نسب قريش (1) لمصعب الزبيري ص637:
وكان مسلم بن عقبة ، بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية ، وأنهبها
ثلاثاً ، أتي بقوم من أهل المدينة ؛ فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي جهم ؛ فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك ، وإن شاء ، استرقك!
قال محمد: بل، أبايع على أني ابن عم كريم حر ، فقال: اضربوا عنقه ؛ فقتل ، ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة ؛ فقال له مثل ذلك ؛ فأجابه مثل جواب محمد فقدمه ، فقتله ؛(1/2240)
ثم قدم إليه سعيد بن المسيب ؛ فقال له: بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك!
قال سعيد: لا أبايع عبداً ولا حراً
فقال مسلم: مجنون اخنقاه ـ للذين أتيا به ـ فخنقاه حتى ثقل [في المخطوط: تفل] في أيديهما ؛ فظنا أنه قد مات ؛ فأرسلاه ، فسقط ، ثم أفاق ، فقال: لا والله لا والله ، فتقدم إليه مروان بن الحكم ، وعمرو بن عثمان ، فشهدا أنه مجنون.
فقال: قد ظننت ذلك، أرسلاه فانصرف راجعاً إلى المدينة ؛ فلحقه مروان وعمرو بن
عثمان ، فقالا : الحمد لله الذي سلمك يا أبا محمد ، فقال: اذهبا إليكما عني ، أتشهدان بالزور وأنا أسمع، وتنفسان على الشهادة ؟! والله لا أكلمكما أبداً!.
----------------
(1) النسخة الألكترونية ، وصححت بعض العبارات المضطربة من مخطوط "ملخص مسند يعقوب بن شيبة " [39 /أ/ب] فقد ذكرها عنه .
---
عبدالرحمن السديس
11-08-2005, 01:25 PM
في كتاب أخبار القضاة لوكيع 3/241:
قال أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال حدثني يحيى بن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبدالرحمن بن أبي الصديق قال حدثني سليمان بن بلال قال كان يحيى بن سعيد قد ضاق واشتدت حاله حتى جلس في البيت فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يأمره بالخروج إليه ، فكنت أنا الذي جهزته ، ووكلني بالقيام على أهله ، والنفقة عليهم ، فلما خرجنا من داره ـ وهو يريد العراق ـ كان أول ما لقينا جنازة قد طلعت فتغير وجهي لذلك ؛ فقال: كأنك تطيرتَ ؟
فقلتُ : نعم .
فقال : فلا تفعل ، فوالله لئن صدقنا الفأل لينعشن الله أمري ، فكان كما قال ، فأصاب خيرا ، وبعث إلى بقضاء دينه ، وقال لي ، وأنا معه : ما من شيء إلا وقد علمتُه .
قال سليمان بن بلال: ثم جاءني كتابه بعد ما استقضي قد كتب:
قلت لك : ما من شيء إلا وقد علمتُه ، فأقسم لك بالله لأول خصمين جلسا بين يدي في أمر لا والله ما سمعت فيه بشيء !!(1/2241)
فإذا جاءك كتابي هذا فاسأل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن كذا وعن كذا ، ولا تخبره أني كتبت إليك تسأله ، فجئت ربيعة فسألته ، فقال : صاحبك كتب إليك تسألني عن هذا ؟
قال : فكأني أمسكتُ .
قال : فإني أسألك ؟ وقال: لا أجيبك حتى تخبرني .
فأخبرته ؛ فأجابني ، وكتبت إلى يحيى بن سعيد بذلك . اهـ
- يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس رضي الله ، وكان من كبار علماء المدينة .
- و لعله هذا من تأديب الله تعالى له على تلك الكلمة ، وتشبه هذا القصة ما وقع لنبي الله موسى عليه السلام ، وما جرى بعدها من حكايته مع الخضر.
- في بيان الإمام يحيى بن سعيد لسليمان بلال هذه الحادثة يدل على صدقه ، وندمه على كلامه ، وحرصه على بيان ذلك لصاحبه ليكون درسا له أيضا ، وإلا فقد كان يمكنه أن يرسل بالسؤال من غير بيان لما حدث له .
والله أعلم .
---
عبدالرحمن السديس
11-10-2005, 01:22 AM
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع 3/252:
وقد حدثني بعضُ النَّاسِ أنَّهم في هذا البلد هنا في «عُنَيزة» كانوا يَحْفِرُون لسور البلد الخارجي ، فمرُّوا على قَبْرٍ فانفتح اللَّحْدُ فوجدوا فيه ميتاً قد أكلت كَفَنَه الأرضُ ، وبقي جسمُه يابساً ؛ لكن لم تأكل منه شيئاً ، حتى إنهم قالوا: إنهم رأوا لحيته وفيها الحناء ، وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك ، فتوقَّفوا وذهبوا إلى الشيخ ، وكان في ذلك الوقت «عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين» وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه وجنِّبوا عنه ، فاحفِروا عن يمين أو يسار.
---
عبدالرحمن السديس
11-26-2005, 05:06 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص195:
سمعت إسحاق بن عمر بن سليط يقول: سمعت حماد بن زيد يقول:
سمعت أيوب يقول: من أراد أن يعرف خطا معلمه فليجلس إلى غيره.
ونحوه في المعرفة والتاريخ 2/138، وحلية الأولياء 3/9.
وقال ابن حزم في مراتب العلوم ص77 [ضمن مجموع رسائله ج4]: [في وصايا لطالب العلم](1/2242)
.. وسكنى حاضرة فيها العلم ، ولقاء المتنازعين ، وحضور المتناظرين = فبهذا تلوح الحقائق ، فليس من تكلم عن نفسه وما يعتقده ، كمن تكلم عن غيره ، ليست الثكلى كالنائحة المستأجرة ، ومن لم يسمع إلا من عالم واحد = أوشك أن لا يحصل على طائل ، وكان كمن يشرب من بئر واحدة ، ولعله اختار الملح المكدر ، وقد ترك العذب ، ومع اعتراك الأقران ومعارضتهم يلوح الباطل من الحق ، ولا بد ، فمن طلبه كما ذكرنا أوشك أن ينجح مطلبه ، وأن لا ينفق سعيه ، وأن يحصل في المدة اليسيرة على الفائدة العظيمة ، ومن تعدى هذه الطريقة كثر تعبه ، وقلت منفعته .
---
عبدالرحمن السديس
12-04-2005, 08:45 PM
- قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
سمعت أبا العدبَّس المروزي يقول: سمعت أبي وعمي يقولان : كنا عند ابن المبارك فاتاه رجل فسأله عن الشعر ؟
فقال : لا تقله .
قال: هو ذا أنت تقولُ !
فقال ابن المبارك : أمرت أن تقتدي بمساوئي ؟!
وسمعت محمد بن سرور بن عبد الواحد القرشي يقول سمعت أبي يقول: سمعت رجلا سال ابن المبارك عن الشعر فقال له : أقول الشعر ؟
فقال له ابن المبارك : لا .
قال : فكيف تقوله أنت ؟!
فقال له : أمرت أن تقتدي بمساوئي أو بمحاسني ؟! اهـ
وهذه تصلح مثالا للمشاركة رقم (97)
---
عماد الدين
12-10-2005, 12:39 PM
جزاك الله خيرا
---
عبدالرحمن السديس
12-11-2005, 09:03 PM
شكرا أخي الكريم على مرورك ودعائك
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص167:
وسمعت محمد بن مقاتل يذكر عن مؤمل قال: قال ابن المبارك :
إني لأسمع الحديث ما أريد أن أحدث به ، ولا أعمل به ، ولكن أعده لأخ من أخواني يقع في الشيء فأجد له مخرجا .
---
عبدالرحمن السديس
12-23-2005, 10:27 PM
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114- 115:(1/2243)
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال : " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك " .
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال : " ما أحسب أحدا تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه " .
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال : " إذا رأيتم الرجل موكلا بذنوب الناس ناس لذنوبه = فاعلموا أنه قد مكر به " .
---
عبدالرحمن السديس
01-11-2006, 10:34 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص69:
قلت لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] يقول رجل لمثل سوار القاضي : أصلحك الله ؟!
قال: فأي شيء عليه أن يصلحه الله ؟!
قلت:هذه العبارة (أصلحك الله) ما زالت تزعج بعض من تقال له ! مع أنها دعوة فاضلة !
---
عبدالرحمن السديس
01-21-2006, 12:47 AM
قال أبو بكرالمروذي : لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له : يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة ، وأعوانهم صحيح ؟
قال : نعم .
قال السجان : فأنا من أعون الظلمة ؟
قال أحمد : فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك ، ويغسل ثوبك ، ويصلح طعامك ، ويبيع ويشتري منك ، فأما أنت فمن أنفسهم .
---
عبدالرحمن السديس
01-21-2006, 12:48 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص242:
قال بشر بن السري: ـ وهو من العلماء الثقات المتقدمين أدرك العصر الذي اشتهر فيه الرأي ، وهو ممن أخذ عنه الإمام أحمد وطبقته ـ قال نظرت في العلم ، فإذا هو: الحديث ، والرأي .
فوجدت في الحديث: ذكر النبيين ، والمرسلين ، وذكر الموت ، وذكر ربوبية الرب ، وجلاله ، وعظمته ، وذكر الجنة ، والنار ، والحلال ، والحرام ، والحث على صلة الأرحام ، وجماع الخير .(1/2244)
ونظرت في الرأي فإذا فيه: المكر ، والخديعة ، والتشاح ، واستقصاء الحق ، والمماكسة في الدين ، واستعمال الحيل ، والبعث على قطع الأرحام ، والتجرؤ على الحرام .
وروي مثل هذا الكلام عن يونس بن أسلم .
وقال أبو داود: سمعت أحمد ، وذكر الحيل(1) من أصحاب الرأي فقال: يحتالون لنقض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثل هذا كثير في كلام أهل ذلك العصر.اهـ
-----------
(1) وقال أحمد : من كان عنده كتاب الحيل في بيته يفتي به ، فهو كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . طبقات الحنابلة 2/106.
---
عبدالرحمن السديس
01-21-2006, 12:49 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان الدليل على بطلان التحليل ص138 :
ولما وضع بعض الناس كتابا في الحيل اشتد نكير السلف لذلك ، قال أحمد بن زهير بن مروان: كانت امرأة ها هنا تمر ، وأرادت أن تختلع من زوجها ، فأبى زوجها عليها ، فقيل لها لو ارتددت عن الإسلام لبِنتِ من زوجك ! ففعلت ذلك ! فذكر ذلك لعبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ وقيل له: إن هذا في كتاب الحيل ، فقال عبدالله: من وضع هذا الكتاب = فهو كافر ، ومن سمع به فرضي به = فهو كافر ، ومن حمله من كورة (1) إلى كورة = فهو كافر ، ومن كان عنده ، فرضي به = فهو كافر .
وقال إسحاق بن راهويه: عن شقيق بن عبد الملك: أن ابن المبارك قال: في قصة بنت أبي روح حيث أمرت بالارتداد ، وذلك في أيام أبي غسان ، فذكر شيئا ، ثم قال ابن المبارك: وهو مغضب أحدثوا في الإسلام ، ومن كان أمر بهذا = فهو كافر ، ومن كان هذا الكتاب عنده ، أو في بيته ليأمر به ، أو هويه ، ولم يأمر به ، = فهو كافر ، ثم قال ابن المبارك : ما أرى الشيطان كان يحسن مثل هذا حتى جاء هؤلاء فأفادها منهم ! فأشاعها حينئذ ، أو كان يحسنها ، ولم يجد من يمضيها حتى جاء هؤلاء.
--------
(1) الكورة: المدينة ، والصقع. لسان العرب5/156.
---
عبدالرحمن السديس
01-21-2006, 10:28 PM(1/2245)
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص87:
سمعت هارون بن عبد الله يقول حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر قال دخل ـ يعني ـ ميمون مع عبد الله بن عمر ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن عامر في مرضه الذي مات فيه فشكى إلى القوم ما كان فيه ، فقالوا : لقد وصلت الرحم ، وبنيت المنارات ، واتخذت المصانع ، وحفرت الآبار ، وحملت ابن السبيل ، وذيت وذيت ، وعين عبد الله بن عامر إلى ابن عمر أي شيء يقول ؟
فقال ابن عمر: إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، وسترد فترى .
قال جعفر : وحدثني ميمون قال : لما صرنا بالباب ، أو خرجنا قال ابن عمر : لئن كان ليس عليكم تبعة فيما أخذتم ، وأجرتم فيما أنفقتم = لقد سبقتم الناس سبقا بعيدا . اهـ
وروى مسلم في صحيحه (224) " .. دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر ؟
قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول ، وكنت على البصرة ".
قال الذهبي فيه: ولي البصرة لعثمان رضي الله عنه .. كان من كبار ملوك العرب وشجعانهم ، وأجوادهم ، وكان فيه رفق وحلم .
قلت: إذا كان هذا الكلام قيل في ابن عامر ! فماذا عسى أن يقال اليوم ؟! اللهم لطفك بنا .
---
عبدالرحمن السديس
01-22-2006, 07:55 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص116:
قرئ على أبي عبد الله : هاشم قال حدثنا مبارك قال حدثني عبد الله بن العيزار ، قال : كان مطرف يقول:
وأعوذ بك أن أقول من الحق شيئا أريد به غير وجهك .(1/2246)
قال الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : .. وإذا كان مبتدعا يدعوا إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة ، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة ، ويخاف أن يضل الرجل الناس بذلك = بين أمره للناس ؛ ليتقوا ضلاله ، ويعلموا حاله ، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح ، وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض ، أو تنازع على الرئاسة ؛ فيتكلم بِمَسَاوِيْهِ مظهرا للنصح ، وقصده في الباطن الغض من الشخص ، واستيفاؤه منه ! = فهذا من عمل الشيطان ، و" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ، بل يكون الناصح قصده أن الله يصلح ذلك الشخص ، وأن يكفى المسلمين ضرره في دينهم ، ودنياهم ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه . مجموع الفتاوى 28/221.
.. ثم القائل في ذلك بعلم لابد له من حسن النية ، فلو تكلم بحق لقصد العلو في الأرض أو الفساد كان بمنزلة الذي يقاتل حمية ، ورياء ، وإن تكلم لأجل الله تعالى مخلصا له الدين كان من المجاهدين في سبيل الله من ورثة الأنبياء خلفاء الرسل . مجموع الفتاوي 28/235.
---
عبدالرحمن السديس
01-23-2006, 05:04 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص134:
قال لي أبو عبد الله [أحمد بن حنبل] قد جاء يحيى بن خاقان [والي الخليفة على ديوان الخراج] ومعه شوي فجعل يقلله أبو عبد الله ويقلله ، قلت له : قالوا : إنها ألف دينار ، قال : هكذا قال ، وقال : فرددتها عليه ، فبلغ الباب ثم رجع فقال : إن جاءك أحد من أصحابك بشيء تقبله ؟
قلت: لا .
قال : إنما أريد أن أخبر الخليفة بهذا .
قلت لأبي عبد الله : أي شيء كان عليك لو أخذتها فقسمتها ؟
فكلح وجهه ، وقال: إذا أنا قسمتها ، أي شيء أريد ؟
أن أكون له قُهْرمَانا ؟! اهـ
القهرمان : أمين الملك ووكيله الخاص بتدبير دخله وخرجه .
وانظر حكاية مشابهة للإمام طاووس قبل هذه .
---(1/2247)
عبدالرحمن السديس
01-24-2006, 07:01 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال : قسم عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه ، فقال: ما أحمقكم ، لو كان هذا لي ما عطيتكم منه درهما واحدا .
---
عبدالرحمن السديس
01-24-2006, 11:39 PM
حدث سقط ، والصواب :
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص135:
سمعت هارون بن عبد الله البزاز يذكر عن جعفر بن عون قال مسعر أخبرناه عن موسى بن أبي كثير عن سعيد بن المسيب قال : قسم عمر عليه السلام يوما مالا فجعلوا يثنون عليه ، فقال: ما أحمقكم ، لو كان هذا لي ما أعطيتكم منه درهما واحدا .
---
عبدالرحمن السديس
01-24-2006, 11:41 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص172:
سمعت بندار بن بشار يقول حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن يحيى بن حصين قال : سمعت طارق بن شهاب قال : كان بين خالد بن الوليد وسعد [بن أبي وقاص] كلام ، فقال رجل : مَن خالد عند سعد ؟
فقال [سعد]: إن الذي بيننا لم يبلغ ديننا .
---
عبدالرحمن السديس
01-25-2006, 11:52 PM
155- قال الإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد ص120 :
( باب من سمع بفاحشة فأفشاها )
حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبى حبيب عن مرثد بن عبد الله عن حسان بن كريب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " القائل الفاحشة ، والذي يشيع بها في الإثم سواء ".
حدثنا بشر بن محمد قال حدثنا عبد الله قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن شبيل بن عوف قال كان يقال : " من سمع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذي أبداها ".
حدثنا قبيصة أخبرنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء : " أنه كان يرى النكال على من أشاع الزنى " . ـ يقول : أشاع الفاحشة ـ .(1/2248)
* شبيل بن عوف : مخضرم أدرك الجاهلية وشهد فتح القادسية ، وسمع عمر بن الخطاب وغيره رضي الله عنهم.
قلت: هذا توجيه جميل ، فليت الإخوة في الهيئات ، وفي التحقيق يكفوا عن الإخبار بما يمر عليهم من فظائع.
---
عبدالرحمن السديس
01-27-2006, 04:30 PM
قال الرافعي في تاريخ آداب العرب ص16:
ولم تسقط دولة العقول في هذه الأمة إلا منذ ابتدأ العلماء يعتبرون العلم فهم العلم كما هو ؛ فتهافتوا على ذلك باختصار الكتب ،وشرحها وتفتيقها بالحواشي والتعاليق " الهوامش" ، وتلخيص المتون ؛ ونحو ذلك مما يورث الاضمحلال ، ويفقد العقل معنى الاستقلال ، ويجعل القرائح كالظل المتنقل : كل آونة يقرب إلى الزوال.
وفي هامش تلك الصفحة : مما نورده تفكها أن بعض العلماء كان لا يقرأ دروسه إلا في كتب مخطوطة ـ تحققا بالعلم ـ ومن عادتهم في المخطوطات أن يكتبوا أوائل الكلمات في الشروح والحواشي بالحمرة ؛ فكان صاحبنا يدفع نسخته لأنبغ طلبته ، يقرأ فيها ثم يشرح هو بعده ، وكان إذا فرغ القارئ من جملة في المتن ، أعادها الشيخ ومطل بها صوته وفخم كلماتها حتى يفرغ منها على هذا الوجه ، ثم يبتدئ الشرح بقوله للقارئ : قال أيه ، قال :" شوف عندك الحمرا ياسيدي شوف "..
---
عبدالرحمن السديس
01-28-2006, 08:11 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص142:
سمعت أبا عبد الله يقول حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال قال لي : يا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من ثنتين ، ليس عندهم تقوى أهل الإسلام ، ولا أحلام أهل الجاهلية !
---
عبدالرحمن السديس
01-29-2006, 08:56 PM
في ترجمة الإمام أبي مظفر السمعاني في طبقات الشافعية الكبرى 5/336. :(1/2249)
خرج إلى الحجاز على غير الطريق المعتاد ـ فإن الطريق كان قد انقطع بسبب استيلاء العرب ـ فقطع عليه وعلى رفقته الطريق ، وأسروا واستمر أبو المظفر مأسورا في أيدي عرب البادية صابرا إلى أن خلصه الله تعالى فحكي أنه لما دخل البادية وأخذته العرب كان يخرج مع جمالها إلى الرعي ، قال: ولم أقل لهم إني أعرف شيئا من العلم ، فاتفق أن مقدم العرب أراد أن يتزوج ، فقالوا: نخرج إلى بعض البلاد ليعقد هذا العقد بعض الفقهاء ، فقال أحد الأسراء : هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصحراء فقيه خراسان!
فاستدعوني وسألوني عن أشياء فأجبتهم ، وكلمتهم بالعربية ، فخجلوا واعتذروا ، وعقدت لهم العقد ففرحوا وسألوني أن أقبل منهم شيئا ، فامتنعت وسألتهم فحملوني إلى مكة في وسط السنة ، وبقيت بها مجاورا ، وصحبت في تلك المدة سعدا الزنجاني .
قلت: في هذه القصة بيان عملي لمكانة العلماء عند العامة بل حتى عند اللصوص و الفساق.
---
عبدالرحمن السديس
02-01-2006, 08:25 PM
قال الإمام المروذي في "أخبار الشيوخ وأخلاقهم " ص197:
سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن الحب في الله ؟ فقال : هو أن لا تحبه لطمع دنيا .
قلت: لا بد أن تستحضر أن من طمع الدنيا أن تحبه وتصحبه لتفخر بصحبته .
---
عبدالرحمن السديس
02-01-2006, 08:28 PM
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 5/53 :
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن القاسم ثنا مساور ثنا الوليد بن الفضل العتري ثنا مندل بن علي قال: خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر ، فمر بمسجد بني أسد ، وقد أقام المؤذن الصلاة ، فدخل يصلي ، فافتتح إمامهم البقرة في الركعة الأولى ، ثم قرأ في الثانية آل عمران ، فلما انصرف ، قال له الأعمش: أما تتقي الله أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة " ؟
فقال : الإمام قال الله تعالى { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} !(1/2250)
فقال الأعمش: فأنا رسول الخاشعين إليك أنك ثقيل!
---
عبدالرحمن السديس
02-02-2006, 06:55 PM
في كتاب الأغاني لأبي الفرج 3/135:
وكان بشار [ بن برد ] يقول : هجوت جريرا ، فأعرض عني واستصغرني * ، ولو أجابني = لكنت أشعر الناس.
قلت: قد أحسن جرير في الإعراض عنه ، و هكذا ينبغي للكبار الإعراض عن الصغار ، والسفلة ، وعدم الالتفات لتهويشهم = فهو أنفع دواء لهم .
------------------
* توفي جرير عام 110هـ و ولد بشار عام 95هـ .
---
عبدالرحمن السديس
02-02-2006, 06:59 PM
المائة الأولى من هذه الفوائد على ملف وورد .
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2286
---
أبو عمار المليباري
02-05-2006, 02:34 PM
والصواب في تسمة الكتاب المطبوع (المنتخب من الإرشاد) وهو انتخاب السِّلفي من كتاب الإرشاد للخليلي كما بين ذلك الشريف حاتم العوني في كتابه (الاسم الصحيح) .
---
أبي عبدالله
02-05-2006, 05:40 PM
بارك الله فيك أخي الكريم عبدالرحمن السديس
حقيقة قرأت بعض هذه الطرائف والتي لاتخلو من الفوائد كما ذكرت
ولدي طرفة لا أعلم أن كنت قد أوردتها أم لا
وأسوقها من حفظي .وبتصرف مني :
وهي :
أن رجلا فقيرا قد أعياه الجوع والتعب دخل قرية من القرى فتوجه إلى أقرب بيت لعله يجد من يضيفه ..
فطرق الباب ,وقال رجل فقير وابن سبيل جائع..
فسمعه صاحب البيت -كان بخيلا- فسكت عل هذا الفقير ينصرف إلى بيت غيره .
فطرق أخرى وأخرى
فلما أيس من أن يرد عليه أحد ..
خاطب نفسه بصوت مسموع (أين الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)؟؟؟(1)
فسمعه البخيل ورد قائلا : (ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا)(2)(1/2251)
(1) : يشير إلى قوله تعالى (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) الحشر (9).
(2) : يشير إلى قوله تعالى (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)البقرة(273).
ومعنى قوله تعالى (لا يسألون الناس إلحافاً)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : ( لا يلِّحون في المسألة، ويكلفون الناس مال لا يحتاجون إليه، فإن من سأل وله ما يغنيه عن المسألة فقد ألحف في المسألة).
---
عبدالرحمن السديس
02-07-2006, 08:16 PM
جزاكم الله خيرا
-------------------
قال العلامة أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة 1/30:
كنت أمتحنت بالأسار سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير ، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربًا عامتهم من هوازن ، وأختلط بهم أصرام من تميم ، وأسد بالهبير نشئوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع ، ويرجعون إلى أعداد المياه ، ويرعون النعم ، ويعيشون بألبانها ، ويتكلمون بطبائعهم البدوية ، وقرائحهم التي اعتادوها ، ولا يكاد يقع في منطقهم لحن أو خطأ فاحش فبقيت في أسارهم دهرا طويلا وكنا نتشتى الدهناء ، ونتربع الصمان ، ونتقيظ الستارين ، واستفدت من مخاطبتهم ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة ، ونوادر كثيرة أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب اهـ.
قلت: رب ضارة نافعة ، فقد كان علماء اللغة يطلبونها عند الأعراب ، وربما مكثوا سنين طويلة .(1/2252)
وهذا من توفيق له الله أن جعل في محنته منحة .
وقد وقع نحو هذا لكثير الفضلاء الذي ابتلوا بالسجن ؛ فوفقوا للحفظ ، وقراءة كثير من الكتب المطولة التي ما كان يخطر لهم التمكن من قراءتها .
---
عبدالرحمن السديس
02-09-2006, 09:11 PM
قال أبو نعيم في الحلية 9/138:
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبدالله النسائي ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول: وقف أعرابي على ربيعة ، وهو يسجع في كلامه ، فأعجب ربيعة كلام نفسه ، فقال يا أعرابي: ما تعدون البلاغة فيكم ؟
فقال: خلاف ما كنت فيه منذ اليوم .
---
عبدالرحمن السديس
02-14-2006, 09:20 PM
وقال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص53 : سمعت عبد الوهاب بن عبد الحكم يذكر عن جامع ختن إبراهيم بن أبي نعيم عن الوليد قال : وسمعت الأوزاعي يقول: من حضر سلطانا ، فأمر بأمر ليس بحق ، ولا يتخوف فيه الفوت ، فلا يكلمه فيه عند تلك الحال ، ليخل به ، وإذا رأيته يأمر بأمر يخاف فيه الفوت فلا بد لك من كلامه أصابك منه ما أصابك .
قلت : ما أعظم هذا الفقه .
---
عبدالرحمن السديس
02-15-2006, 10:31 PM
قال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ ص112: سمعت نوح بن حبيب القُومسي يقول: سمعت وكيعا يقول: لما مات أبو يوسف القاضي بعث إلينا هارون ، قال: فجئت أنا وابن إدريس وحفص ، فقعدنا في سفينة إلى بغداد ، فلما دخلنا على هارون كان بابن إدريس ارْتِعاش ، قال : فازداد ابن إدريس على بابه ، فجعل ينفض يديه ، قال: وإذا هارون قعد على سرير ومعه تركي عريض الوجه ، عظيم البطن ، أو قال : كبير البطن .
قال : قلت: لم يجد أحد يقعد معه إلا هذا التركي ؟!
قال: فتكلم هارون ، فلما رأى ما بابن إدريس ، قال: ليس في ابن إدريس حيلة ، أو ليس ينتفع به .(1/2253)
قال : ثم أقبل على حفص فأراد أن يصيره قاضي القضاة ، فأبى عليه حفص ،وجعل يراده ويكلمه ، وحفص يأبى ، قال: فأرادونا فأبينا عليه ، وجهدوا فأبينا ، فتكلم التركي وإذا هو من أفصح قريش لسانا ، ثم قال: لو ولّى أمير المؤمنين عليكم مثل أبي السرايا ،وأبي الرعد وحمادا البربري ، وذكر غير واحد = لقلتم إن أمير المؤمنين ظالم ، ولى علينا من لا ينبغي ، وإذا دعاكم إلى أن يصيركم أبيتم عليه ، قال: فلم يزل بحفص حتى قال له : إن كان ولا بد فكن على الكوفة ، واقعد في بيتك .
قال وكيع: سألت عن التركي ، فقالوا : ذاك عيسى بن جعفر [بن أبي حعفر المنصور].
قلت: كلام عيسى صحيح ، فقد كان امتناع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب سببا لدخول من لا يحمد في دين ، ولا عقل ، ولا مروءة = فنتج عنه ضررٌ عامٌ بسببِ ظنِ مصلحةٍ خاصةٍ .
---
عبدالرحمن السديس
02-18-2006, 04:49 PM
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 4/229:
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرحمن بن محمد ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: إن الرجل ليتكلم بالكلام على كلامه المقت ينوي به الخير = فيُلقي الله له العذر في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه إلا الخير .
وإن الرجل ليتكم الكلام الحسن لا يريد به الخير = فيُلقي الله في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه الخير .
---
عبدالرحمن السديس
02-20-2006, 10:42 PM
158- قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 5/19:
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا احمد بن العباس ثنا إسماعيل بن سعيد ثنا حسين بن علي عن موسى الجهني قال: كان طلحة [بن مصرف] إذا ذكر عنده الاختلاف ، قال: لا تقولوا: الاختلاف ، ولكن قولوا: السعة .
وفي ترجمة إسحاق بن بهلول الأنباري في طبقات الحنابلة 1/297:
وكان إسحاق بن بهلول قد سمى كتابه "كتاب الاختلاف" فقال له أحمد: سمه كتاب "السعة" .
---
عبدالرحمن السديس
02-24-2006, 02:49 PM(1/2254)
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا ، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا .
قال عبدالله: جميع ما حدث به الشافعي في كتابه فقال: حدثني الثقة ، أو أخبرني الثقة = فهو أبي ـ رحمه الله ـ .
قال عبدالله: وكتابه الذي صنفه ببغداد هو أعدل من كتابه الذي صنفه بمصر ، وذلك أنه حيث كان هاهنا يسأل .
ورأي الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتب الشافعي مخالف لرأي أبيه !
قال ابن أبي حاتم في كتاب "آداب الشافعي مناقبه " ص59-60:
ثنا محمد بن مسلم بن واره الرازي .. قلت لأحمد : فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أو التي بمصر ؟
قال : عليك بالكتب التي وضعها بمصر ، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها ، ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك .
---
د.أبو بكر خليل
02-25-2006, 04:22 PM
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/170:
حدثنا سليمان قال: سمعت عبدالله بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا ، .......... .
---------------------------------------------------------------------------------------
أخي العزيز
- بمناسبة ما ذكرت و نقلت عن إمامة الإمام أحمد بن حنبل في الحكم على الأحاديث بالتصحيح :
عرض حديث : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " - في ملتقى أهل الحديث - و قال كاتب المشاركة إنه حديث ضعيف ، وفق تخريجاته هو ،
فذكرت تصحيح الإمام أحمد له ،
و لكنه أصر على قوله ، معتلا بمنهج المتأخرين .
*** فهل ترى صواب ذلك أو جوازه ؟
---
عبدالرحمن السديس
02-26-2006, 02:31 PM
إمامة الإمام احمد في علم الحديث محل إجماع في القديم والحديث .(1/2255)
ولا أدري عن ملاباسات موضوعكم مع الأخ فعله لم يثبت عنده النقل عنه أو قول الإمام أحمد معارض بقول غيره من أئمة النقد أو غير ذلك .. الخ
ولا شك أن احكام الأئمة الكبار لا بد أن يعتنى بها ولا تخالف إلا في أضيق الحدود عند المخالفة ، وظهور الخطأ فليس أحد منهم معصوما رحم الله الجميع .
-------------------
قال الحافظ أبو نعيم في الحلية 9/261:
حدثنا أحمد وعبدالله قالا: ثنا إبراهيم ثنا أحمد قال: سمعت أبا سليمان [الداراني] يقول: إذا قال الرجل لأخيه: بيني وبينك الصراط ؛ فإنه ليس يعرف الصراط لو عرف الصراط لأحب أن لا يتعلق بأحد ، ولا يتعلق به أحد .
---
د.أبو بكر خليل
02-26-2006, 05:37 PM
هذا نصه - منقولا - أخي الفاضل :
- عقَب أخوكم :
(( بل الحديث - " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " - صحيح ، صححه الإمام أحمد بن حنبل :
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث ياأخي الكريم - صححه الإمام أحمد بن حنبل ، و لعلك وقفت على ذلك فيما أخرجه البغدادي في كتابه " شرف أصحاب الحديث " ، و إليك ما قاله :
[حدثت عن عبد العزيز بن جعفرالفقيه، قال :حدثنا أبو بكر الخلال ، قال : قرأت على زهير بن صالح بن أحمد ، قال : حدثنا مهني - وهو أبن يحيى - قال :
سألت أحمد - يعني أبن حنبل - عن حديث معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري ،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ،ينفون عنه تحريف الجاهلين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الغالين " ؟
فقلت لأحمد : كأنه كلام موضوع . قال : لا هو صحيح .
فقلت: ممن سمعته أنت ؟ قال : من غير واحد. قلت :من هم ؟قال :حدثني به مسكين [ يعني : ابن بكير ] إلا أنه يقول : معان عن القاسم بن عبد الرحمن.
قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به .] .
( شرف أصحاب الحديث ، ج1 / ص29 ) .
__________________
د.أبو بكر خليل )) .(1/2256)
* و رابطه :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37077&highlight=%ED%CD%E3%E1+%E5%D0%C7+%C7%E1%DA%E1%E3+% CE%E1%DD+%DA%CF%E6%E1%E5
* * * *
*** و الذي دفعني لكتابه هذا : شيوع تضعيف بعض المعاصرين أحاديث كثيرة ، حكم بصحتها ثلاثة أئمة أو أكثر من نقاد الحديث و نظاره المتقدمين ؟
- و ما أوردته هنا - منقولا - مثال لذلك .
---
عبدالرحمن السديس
03-02-2006, 01:21 PM
جزاكم الله خيرا
----------------
قال أبو نعيم في الحلية 3/6:
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا زكريا بن يحيى المنقري قال ثنا الأصمعي قال ثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد ، فلما ولي الخلافة ، قال: اللهم أنه أنسه ذكري .اهـ
قلت: الآن لا تسل عن فرحة من تولى بعض معارفه شيئا من الولايات !
---
أبو محمد الظاهرى
03-02-2006, 07:30 PM
مرحباً بالشيخ عبد الرحمن السديس....
لا حرمنا الله من دررك وفوائدك
أنت ابن عم العلامة السديس الذى تكتب فى ملتقى الحديث أليس كذلك؟
---
عبدالرحمن السديس
03-06-2006, 09:03 PM
حياك الله أبا محمد ، ونفعنا الله بما يقال
قال أبو نعيم في الحلية 7/41:
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن أحمد بن عيسى ثنا الحسين بن معاذ الحجبي ثنا أبو هشام ثنا داود عن أبيه قال: كنت مع سفيان الثوري فمررنا بشرطي نائم ، وقد حان وقت الصلاة ، فذهبت أحركه ، فصاح سفيان: مه !
فقلت: يا أبا عبدالله يصلي ، فقال: دعه لا صلى الله عليه ، فما استراح الناس حتى نام هذا .
نحوه :
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 3/16:(1/2257)
وسمعت شيخ الإسلام ـ قدّس الله روحه، ونوَّر ضريحه ـ يقول: مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر، فأنكر عليهم من كان معي ؛ فأنكرتُ عليه ، وقلت له: إنما حرم الله الخمر ؛ لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس ، وسبي الذرية ، وأخذ الأموال ، فدعهم .
---
عبدالرحمن السديس
03-07-2006, 09:43 PM
قال أبو نعيم في الحلية 6/367:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخصة عن الثقة ، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه .وقال ابن عبد البر في التمهيد 8/147: روينا عن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال: ينبغي للعالم أن يحمل الناس على الرخصة والسعة ما لم يخف المأثم .
وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه وأحمد بن مطرف قالا: حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل واحد .وانظر: الاستذكار 8/275.
---
عبدالرحمن السديس
03-09-2006, 09:25 PM
164- في توالي التأسيس للحافظ ابن حجر ص136:
قال الإمام الشافعي : " الوقارُ في النزهة سُخفٌ ".
قلت: ما أجمل ما قال ، وقد خرجنا مرة في رحلة ، وكان بصحبتنا رجل لبس الوقار طول الرحلة ! حتى شق علينا ، وظننا أن به بأسا !
---
عبدالرحمن السديس
03-11-2006, 11:03 PM
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص33 :
ومن لطائف المنقول ما حكي عن الشيخ مجد الدين ابن دقيق والعيد والد قاضي القضاة
تقي الدين تغمدهما الله برحمته ورضوانه وهو: أن الشيخ مجد الدين المشار إليه كان كثير
الإحسان إلى أصحابه يسعى لهم على قدر استحقاقهم فيمن يصلح للحكم ، وفيمن يصلح(1/2258)
للعدالة ، فجاءه بعض طلبته وشكا إليه رقة الحال ، وكثرة الضرورة ، فقال له: أكتب قصتك وأنا أتحدث مع الولد ، فكتب ذلك الطالب: المملوك فلان يقبل الأرض وينهي أنه فقير ومظرور (بالظاء القائمة) وقليل الحض (بالضاد) وناولها للشيخ ، فلما قرأها تبسم وقال: يا فقير سبحان الله ضرك قائم ، وحظك ساقط .
---
عبدالرحمن السديس
03-14-2006, 01:13 PM
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص38 :
ومن اللطائف ما حكاه الأصمعي قال: مررت بكناس يكنس كنيفا ، وهو يغني ويقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا * ليوم كريهةٍ وسداد ثغر
فقلت له: أما سداد الثغر فلا علم لنا كيف أنت فيه ، وأما سداد الكُنُف فمعلوم.
قال الأصمعي: وكنت حديث السن فأردت العبث به فأعرض عني مليا ، ثم أقبل عليّ وأنشد:
وأكرمُ نفسي إنني إن أهنتها * وحقك لم تُكرمْ على أحدٍ بعدي
فقلت: وأي كرامة حصلت لها منك ، وما يكون من الهوان أكثر مما أهنتها به ؟!
فقال: لا والله بل من الهوان ما هو أكثر وأعظم مما أنا فيه ، فقلت له: وما هو ؟
فقال: الحاجة إليك وإلى أمثالك . قال: فانصرفت وأنا أخزى الناس .
---
عبدالرحمن السديس
03-17-2006, 07:24 PM
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص56:
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة ، فقام وتبعهم فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم ، فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته لم يبق إلى الطفيلي ، وهو جالس ساكت .
فقال له: أنشد شعرك .
فقال: لست بشاعر !
قيل: فمن أنت ؟
قال: من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم "والشعراء يتبعهم الغاوون" فضحك
السلطان وأمر له بجائزة الشعراء.
---
عبدالرحمن السديس
03-23-2006, 01:00 PM
في الأغاني لأبي الفرج 8/37:
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثنا محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن قال حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني أبو عبيدة قال :
التقى جرير والفرزدق بمنى ـ وهما حاجان ـ فقال: الفرزدق لجرير :(1/2259)
فإنك لاقٍ بالمنازل من مِنىً * فَخَارا فخبِّرْنِي بمن أنت فاخرُ
فقال له جرير: لبيك اللهم لبيك .
قال إسحاق: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون منه .
---
عبدالرحمن السديس
03-23-2006, 10:05 PM
في ثمرات الأوراق لابن حجة ص75:
ومن لطائف المنقول:
أن بثينة وعزة دخلتا على عبد الملك بن مروان ، فانحرف إلى عزة وقال:
أنت عزة كُثيّر؟
قالت: لست لكثير بعزة ، لكنني أم بكر .
قال: أتروين قول كُثير:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيرُ ؟
قالت: لست أروي هذا ، ولكنني أروي قوله:
كأني أنادي أو أكلم صخرةً * من الصم لو تمشي بها العصم زلت
ثم انحرف إلى بثينة ، فقال: أنت بثية جميل ؟
قالت: نعم يا أمير المؤمنين .
قال: ما الذي رأى فيك جميل حتى لهج بذكرك من بين نساء العالمين ؟!
قالت: الذي رأى الناس فيك فجعلوك خليفتهم !
قال: فضحك حتى بدا له ضرس أسود ، ولم ير قبل ذلك ! وفضل بثينة على عزة في الجائزة ، ثم أمرهما أن يدخلا على عاتكة بنت يزيد ، فدخلتا عليها فقالت لعزة : أخبريني عن قول كثير:
قضي كل ذي دينٍ فوفىّ غريمه * وعزة ممطولٌ معنى غريمها
ما كان دينه ؟ وما كنت وعدته ؟
قالت: كنت وعدته قبلة ، ثم تأثمت منها .
قالت: عاتكة وددت أنك فعلت وأنا كنت تحملت أثمها عنك !!
ثم ندمت عاتكة ، واستغفرت الله تعالى ، وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة .
---
عبدالرحمن السديس
03-24-2006, 11:26 PM
في سير أعلام النبلاء 10/248:
محمد بن الحسن بن علي بن بحر حدثنا الفلاس قال: رأيت يحيى [القطان] يوما حدث بحديث ، فقال له عفان [بن مسلم] : ليس هو هكذا ، فلما كان من الغد أتيت يحيى ، فقال: هو كما قال عفان ، ولقد سألت الله أن لا يكون عندي على خلاف ما قال عفان .
قلت[الذهبي]: هكذا كان العلماء فانظر يا مسكين كيف أنت عنهم بمعزل ! اهـ
وفي 11/487:
ويروى عنه [حاتم الأصم] قال: أفرح إذا أصاب من ناظرني ، وأحزن إذا أخطأ .(1/2260)
وفي الحلية لأبي نعيم 9/118: حدثنا الحسن بن سعيد ثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن العباس الساجي قال سمعت أحمد بن خالد الخلال يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا على النصيحة .
وسمعت أبا الوليد موسى بن أبي الجارود يقول: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق ، ويسدد ، ويعان ، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه .
---
عبدالرحمن السديس
03-25-2006, 04:17 PM
قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في كتابه العظيم أخلاق العلماء ص54:
ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة
اعلموا رحمكم الله ، ووفقنا وإياكم للرشاد ، أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين ، ونفعه بالعلم ، أن لا يجادل ، ولا يماري ، ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي ، وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ ، ليدفع بحقه باطل من خالف الحق ، وخرج عن جماعة المسلمين ، فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين ، على الاضطرار إلى المناظرة ، لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء ، ولا يجادلهم ، فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا .
فإن قال قائل : فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها ، لاختلاف العلماء فيها ، لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته ، وإن لم يناظر لم تقو معرفته ؟(1/2261)
قيل له : بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى ، فيقول : إن لم تناظر وتجادل لم تفقه ، فيجعل هذا سببا للجدال والمراء المنهي عنه ، الذي يخاف منه سوء عاقبته ، الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم ، وحذرناه العلماء من أئمة المسلمين ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من ترك المراء وهو صادق ، بنى الله له بيتا في وسط الجنة " وعن مسلم بن يسار ، أنه كان يقول : " إياكم والمراء ، فإنها ساعة جهل العالم ، وبها يبتغي الشيطان زلته " وعن الحسن قال : " ما رأينا فقيها يماري " وعن الحسن ، أيضا قال : " المؤمن يداري ، ولا يماري ، ينشر حكمة الله ، فإن قبلت حمد الله ، وإن ردت حمد الله " وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : " إذا أحببت أخا فلا تماره ، ولا تشاره ، ولا تمازحه ".
وعند الحكماء : أن المراء أكثره يغير قلوب الإخوان ، ويورث التفرقة بعد الألفة ، والوحشة بعد الأنس ، وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل » .
فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمرا ء .
فإن قال قائل : فما يصنع في علم قد أشكل عليه ؟
قيل له : إذا كان كذلك ، وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه ، قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله ، ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله ، فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق ، وليست مناظرة مغالب ، ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته ، وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره ، ويكره خطأه ، كما يحب ذلك لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه .
ويعلمه أيضا : إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق ، وتكون أنت المصيب ، ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب = فإن هذا حرام علينا فعله ؛ لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا ، وواجب علينا أن نتوب من هذا .(1/2262)
فإن قال : فكيف نتناظر ؟
قيل له : مناصحة .
فإن قال : كيف المناصحة ؟
أقول له : لما كانت مسألة فيما بيننا أقول أنا : إنها حلال ، وتقول أنت : إنها حرام ، فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة ، مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق = فأصير إلى قولك ، أو ينكشف لك على لساني الحق = فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب والسنة والإجماع ، فإن كان هذا مرادنا = رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة ، ونوفق للصواب ، ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب .
ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل ، والمراء والمغالبة ، لم يسعه مناظرته ؛ لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله ، وينصر مذهبه ، ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها ، لم يقبل ذلك ، ونصر قوله .
ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته ، ولم تحمد عواقبه .
ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل : أخبرني ، إذا كنت أنا حجازيا ، وأنت عراقيا ، وبيننا مسألة على مذهبي ، أقول : إنها حلال ، وعلى مذهبك إنها حرام ، فسألتني المناظرة لك عليها ، وليس في مناظرتك الرجوع عن قولك ، والحق عندك أن أقول فيها قولك ، وكان عندي أنا أن أقول ، وليس مرادي في مناظرتي الرجوع عما هو عندي ، وإنما مرادي أن أرد قولك ، ومرادك أن ترد قولي ، فلا وجه لمناظرتنا ، فالأحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك ، وعلى ما أعرف من قولي ، وهو أسلم لنا ، وأقرب إلى الحق الذي ينبغي أن نستعمله. فإن قال : وكيف ذلك ؟
قيل : لأنك تريد أن أخطئ الحق ، وأنت على الباطل ، ولا أوفق للصواب ، ثم تسر بذلك ، وتبتهج به ، ويكون مرادي فيك كذلك ، فإذا كنا كذلك ، فنحن قوم سوء ، لم نوفق للرشاد ، وكان العلم علينا حجة ، وكان الجاهل أعذر منا .(1/2263)
وأعظم من هذا كله أنه ربما احتج أحدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه ، فيردها عليه بغير تمييز ، كل ذلك يخشى أن تنكسر حجته ، حتى إنه لعله أن يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة ، فيقول : هذا باطل ، وهذا لا أقول به ، فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز .
ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي ، فيرد عليه خصمه ذلك ، ولا يلتفت إلى ما يحتج عليه ، كل ذلك نصرة منه لقوله ، لا يبالي أن يرد السنن والآثار .
من صفة الجاهل: الجدل ، والمراء ، والمغالبة ، نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل والمناصحة في مناظرته ، وطلب الفائدة لنفسه ولغيره ، كثر الله في العلماء مثل هذا ، ونفعه بالعلم ، وزينه بالحلم .اهـ
وانظر نحو في الإبانة لابن بطة ـ الإيمان ـ 2/ 545 وما قبلها .
---
عبدالرحمن السديس
03-27-2006, 05:59 PM
أخي المشرف فضلا احذف هذا .
---
عبدالرحمن السديس
03-27-2006, 06:00 PM
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص1051:
الإضافة في لغة الأعاجم مقلوبة ، كما قالوا : سيبويه .
و(السيب) : التفاح ، و(ويه) رائحة .
أي رائحة التفاح .
---
عبدالرحمن السديس
03-27-2006, 06:03 PM
في جمع الجواهر في الملح والنوادر للحصري ص10:
قال رجل للحسن البصري ـ رحمه الله ـ ما تقول في رجل مات ، وترك أبيه وأخيه ؟
فقال : أغيلمة إن فهمناهم لم يفهموا ، وإن علمناهم لم يعلموا ، قل: ترك أباه وأخاه ، فقال له : فما لأباه وأخاه ؟
فقال الحسن : قل لأبيه وأخيه ، قال : أرى كلما تابعتك خالفتني !
---
عبدالرحمن السديس
03-30-2006, 01:22 PM
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص284(1/2264)
من أخذ كلاما حسنا من غيره فتكلم به في موضعه على وجهه = فلا يرين عليه في ذلك ضؤولة ؛ فإنه من أعين على حفظ قول المصيبين ، وهدي للاقتداء بالصالحين ، ووفق للأخذ عن الحكماء = فلا عليه ألا يزداد ، فقد بلغ الغاية ، وليس بناقصه في رأيه ، ولا بغائضه من حقه ألا يكون هو استحدث ذلك ، وسَبق إليه.
---
عدنان البحيصي
03-30-2006, 02:15 PM
رائع أخي
منك نستفيد
---
عبدالرحمن السديس
03-31-2006, 04:53 PM
حياك الله أخي عدنان ، ومرحبا بك .
-----------------------
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص287:
على العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين وفي الرأي وفي الأخلاق وفي الآداب فيجمع ذلك كله في صدره أو في كتاب ثم يكثر من عرضه على نفسه ويكلفها إصلاحه ويوظف ذلك عليها توظيفا من إصلاح الخلة أو الخلتين في اليوم أو الجمعة أو الشهر ، فكلما أصلح شيئا محاه ، وكلما نظر إلى ثابت اكتأب .
وعلى العاقل أن يتفقد محاسن الناس ويحفظها ويحصيها ، ويصنع في توظيفها لنفسه ، وتعهدها بذلك مثل الذي وصفنا في إصلاح المساوي.
---
عبدالرحمن السديس
04-01-2006, 09:27 PM
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص289:
على العاقل أن يجبن عن الرأي الذي لا يجد عليه موافقا ، وإن ظن أنه على اليقين .
وعلى العاقل أن يعرف أن الرأي والهوى متعاديان ، وأن من شأن الناس تسويف الرأي وإسعاف الهوى فيخالف ذلك ، ويلتمس ألا يزال هواه مسوفا ، ورأيه مسعفا .
وعلى العاقل إذا اشتبه عليه أمران فلم يدر أيهما الصواب أن ينظر أهواهما عنده = فيحذره .
---
عبدالرحمن السديس
04-02-2006, 05:38 PM
في الأدب الصغير لابن المقفع [ضمن آثاره] ص301:
من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه ، فإنه إن خفي عليه عيبه = خفيت عليه محاسن غيره ، ومن خفي عليه عيب نفسه ، ومحاسن غيره = لم يقلع عن عيبه الذي لا يعرف ، ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصرها أبدا .
---
عبدالرحمن السديس(1/2265)
04-05-2006, 07:25 PM
في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث ، وهم الغاشتان والصادقة ، وهي التي لا تكاد توجد .
عين مودة تريه القبيح حسنا .
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا .
وعين العدل تريه حسنها حسنا ، وقبيحها قبيحا .
---
عبدالرحمن السديس
04-05-2006, 07:26 PM
في معجم الأدباء لياقوت 5/634:
أبو محمد الأرزني إمام في العربية مليح الخط سريع الكتابة ، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد ، فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب "الفصيح" لثعلب ، ويبيعه بنصف دينار ، ويشتري نبيذا ولحما ، وفاكهة ، ولا يبيت حتى ينفق ما معه منه .
---
عدنان البحيصي
04-06-2006, 12:32 PM
في الدرة اليتيمة لابن المقفع [ضمن آثاره] ص329:
المرء ناظر بإحدى عيون ثلاث ، وهم الغاشتان والصادقة ، وهي التي لا تكاد توجد .
عين مودة تريه القبيح حسنا .
وعين شنآن تريه الحسن قبيحا .
وعين العدل تريه حسنها حسنا ، وقبيحها قبيحا .
رائعة هذه أخي
صدق والله
---
عبدالرحمن السديس
04-06-2006, 05:50 PM
جزاك الله خيرا
تصويب :
وهما الغاشتان والصادقة ، وهي التي لا تكاد توجد .
في سير أعلام النبلاء 11/177:
قال علي بن جعفر أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك فسئل عن فريضة ، فأجاب بقول زيد .
فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود رضي الله عنهما ؟
فأومأ إلى الحجبة فلما هموا بي عدوت ، وأعجزتهم !
فقالوا : ما نصنع بكتبه ومحبرته ؟
فقال: اطلبوه برفق ، فجاؤوا إلي فجئت معهم ، فقال مالك: من أين أنت ؟
قلت: من الكوفة .
قال: فأين خلفت الأدب ؟
فقلت: إنما ذاكرتك لأستفيد .
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما ، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت ، وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون = فيبدأك منهم ما تكره .
---
عبدالرحمن السديس
04-07-2006, 03:12 PM
معجم الأدباء لياقوت 3/302:(1/2266)
وروي أنه [الخليل بن أحمد] كان يقطع بيتا من الشعر ، فدخل عليه ولده في تلك الحالة ، فخرج إلى الناس ، وقال: إن أبي قد جن ، فدخل الناس عليه ، وهو يقطع البيت ، فأخبروه بما قال ابنه ، فقال له :
لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني ** أو كنتَ تعلم ما تقولُ عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني ** وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
---
عبدالرحمن السديس
04-07-2006, 03:15 PM
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/1406
ومن مسائل الفضل بن زياد :
قال: سمعت أبا عبد الله قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان ؟
فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج ، ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين يُفْلِت ، ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة = فيحبط عمله !
قلت له: كيف يصنع ؟ من أين يطعمهم ؟
فقال: أرزاقهم عليك ؟! أرزاقهم على الله عز وجل اهـ.
قلت: كيف لو رأى فتن هذا الزمان ؟!
---
عبدالرحمن السديس
04-08-2006, 04:22 PM
في بدائع الفوائد لابن القيم 4/1429[في معرض سرد بعض أسئلة الفضل بن زياد للإمام أحمد]
قلت: رجل يقرئ رجلا مائتي آية ، ويقرئ آخر مائة آية ؟
قال: ينبغي له أن ينصف بين الناس .
قلت: إنه يأخذ على هذا مائتي آية ؛ لأنه يرجو أن يكون عاملا به ، ويأخذ على هذا أقل ؛ لأنه لم يبلغ مبلغ هذا في العمل .
قال: ما أحسن الإنصاف في كل شيء .
---
عبدالرحمن السديس
04-11-2006, 05:17 PM
قال ابن القيم: زاد المعاد ج: 1 /51 [معنى تضعيف السيئات في الحرم]
ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها ، وصغيرة جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله وبلده ، وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه ، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات ، والله أعلم .
---
عبدالرحمن السديس
04-11-2006, 05:18 PM
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/182:(1/2267)
وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يضحك منه وهو مما يتعجب من مثله ويستغرب وقوعه ويستندر ، وللضحك أسباب عديدة هذا أحدها.
والثاني: ضحك الفرح ، وهو: أن يرى ما يسره أو يباشره .
والثالث: ضحك الغضب ، وهو كثيرا ما يعتري الغضبان إذا اشتد غضبه ، وسببه تعجب الغضبان مما أورد عليه الغضب ، وشعور نفسه بالقدرة على خصمه ، وأنه في قبضته وقد يكون ضحكه لملكه نفسه عند الغضب ، وإعراضه عمن أغضبه ، وعدم اكتراثه به .
---
عبدالرحمن السديس
04-11-2006, 05:18 PM
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/183:
وأما بكاؤه، فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ، ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ، ويسمع لصدره أزيز ، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت ، وتارة خوفا على أمته وشفقه عليها ، وتارة من خشية الله ، وتارة عند سماع القرآن ، وهو: بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحب للخوف والخشية ، ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال: "تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون " ، وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض ، وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء ، وانتهى فيها إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) ، وبكى لما مات عثمان بن مظعون ، وبكى لما كسفت الشمس وصلى صلاة الكسوف ، وجعل يبكي في صلاته وجعل ينفخ ويقول: "رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك " ، وبكى لما جلس على قبر إحدى بناته ، وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل.
والبكاء أنواع: أحدها: بكاء الرحمة والرقة.
والثاني: بكاء الخوف والخشية،.
والثالث: بكاء المحبة والشوق.
والرابع: بكاء الفرح والسرور.
والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله.
والسادس: بكاء الحزن .(1/2268)
والفرق بينه وبين بكاء الخوف: أن بكاء الحزن يكون على ما مضى من حصول مكروه أو فوات محبوب ، وبكاء الخوف يكون لما يتوقع في المستقبل من ذلك .
والفرق بين بكاء السرور والفرح ، وبكاء الحزن أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان ، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين ، ولهذا يقال لما يفرح به: هو قرة عين ، وأقر الله به عينه ، ولما يحزن: سخينة العين ، وأسخن الله عينه به .
والسابع: بكاء الخور والضعف.
والثامن: بكاء النفاق ، وهو: أن تدمع العين ، والقلب قاس ، فيظهر صاحبه الخشوع ، وهو من أقسى الناس قلبا.
والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه كبكاء النائحة بالأجرة فإنها كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها .
والعاشر: بكاء الموافقة ، وهو: أن يرى الرجل الناس يبكون لأمر ورد عليهم فيبكي معهم ، ولا يدري لأي شيء يبكون ، ولكن يراهم يبكون فيبكي.
وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى مقصور ، وما كان معه صوت فهو بكاء ممدود على بناء الأصوات ، وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها * * وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي ، وهو نوعان:
محمود ومذموم ، فالمحمود: أن يستجلب لرقة القلب ، ولخشية الله لا للرياء والسمعة.
والمذموم: أن يجتلب لأجل الخلق ، وقد قال عمر بن الخطاب: للنبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر ـ أخبرني ما يبكيك يا رسول الله ؟ فإن وجدتُ بكاء بكيت ، وإن لم أجد تباكيت لبكائكما . ولم ينكر عليه ، وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا.
---
عبدالرحمن السديس
04-11-2006, 05:21 PM
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/257:(1/2269)
وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه أصلا ، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن ، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه ، ولا أرشد إليه أمته ، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضا من السنة بعدهما والله أعلم.
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها ، وأمر بها فيها ، وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة ، فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة ، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه ، فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأله إذا انصرف عنه ؟!
ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي إلا أن ها هنا نكتة لطيفة وهو: أن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة = استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو بما شاء ، ويكون دعاؤه عقيب هذه العبادة الثانية لا لكونه دبر الصلاة.
---
عبدالرحمن السديس
04-11-2006, 05:25 PM
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/294:
فهذه الأحاديث ، وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة ، وقد اختلف الفقهاء في كراهته ، فكرهه الإمام أحمد وغيره ، وقالوا: هو فعل اليهود . وأباحه جماعة ولم يكرهوه ، وقالوا: قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة وسرها ومقصودها .
والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع = فهو أفضل ، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه ، فهنالك لا يكره التغميض قطعا ، والقول باستحبابه في هذا الحال = أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة ، والله أعلم.
---
عبدالرحمن السديس
04-14-2006, 02:49 PM(1/2270)
"الأقربون أولى بالمعروف" يظنُ بعضُ الناس أنّ هذا حديثا ، وليس بحديث خلافا لمن ظنه ، لكن معناه صحيح ، والدليل قوله تعالى{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ } الآية [215 البقرة] ، وقصة صدقة أبي طلحة ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له " أرى أن تجعلها في الأقربين ". رواه البخاري (1392) ، ومسلم (998).
---
عبدالرحمن السديس
04-14-2006, 02:50 PM
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين 2/47:
وما عرفت حديثا صحيحا إلا ويمكن تخريجه على الأصول الثابتة ، وقد تدبرت ما أمكنني من أدلة الشرع فما رأيت قياسا صحيحا يخالف حديثا صحيحا ، كما أن المعقول الصحيح لا يخالف المنقول الصحيح ، بل متى رأيت قياسا يخالف أثرا فلا بد من ضعف أحدهما ، لكن التمييز بين صحيح القياس وفاسده مما يخفي كثير منه على أفاضل العلماء ، فضلا عمن هو دونهم فإن إدراك الصفة المؤثرة في الأحكام على وجهها ، ومعرفة المعاني التي علقت بها الأحكام من أشرف العلوم ، فمنه الجلي الذي يعرفه أكثر الناس ، ومنه الدقيق الذي لا يعرفه إلا خواصهم ، فلهذا صارت أقيسة كثير من العلماء تجيء مخالفة للنصوص لخفاء القياس الصحيح كما يخفى على كثير من الناس ما في النصوص من الدلائل الدقيقة التي تدل على الأحكام.
---
عبدالرحمن السديس
04-14-2006, 02:51 PM
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 9/246:
وقد تقرر أن الحديث الواحد إذا تعددت ألفاظه وأمكن حمل بعضها على بعض = تعين ذلك.
---
عبدالرحمن السديس
04-15-2006, 07:48 PM
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 8/238:
حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد ثنا محمد بن المسيب ثنا عبدالله بن خبيق قال: قال يوسف بن أسباط: والله لقد أدركت أقواما فساقا كانوا أشد إبقاء على مروءاتهم من قراء أهل هذا الزمان على أديانهم !
وقال لي يوسف : إياك أن تكون من قراء السوء .
---
عبدالرحمن السديس(1/2271)
04-15-2006, 07:49 PM
في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/103:
قرأت في كتاب عمر العُكبري ـ بخطه ـ حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا محمد بن نعيم حدثنا عبدالصمد بن سليمان بن أبي مطر قال: بت عند أحمد بن حنبل فوضع لي صاخِرَة ماء ، قال: فلما أصبحت وجدني لم أستعمله ، فقال: صاحب حديث لا يكون له ورد بالليل ؟ قال: قلت مسافر ، قال: وإن كنت مسافرا ، حج مسروق فما نام إلا ساجدا .
---
عبدالرحمن السديس
04-17-2006, 09:04 PM
في الآداب الشرعية 2/47:
ونقل المروذي عن أحمد : أنه قيل له من نسأل بعدك ؟
فقال: عبد الوهاب ـ يعني الوراق ـ فقيل: إنه ضيق العلم ، فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق.
ونحوه في تاريخ بغداد 11/27.
---
عبدالرحمن السديس
04-17-2006, 09:04 PM
قال الإمام الدارمي في سننه 1/152:
أخبرنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم الأحول عن عامر الشعبي قال: زين العلم حلم أهله .
---
عبدالرحمن السديس
04-23-2006, 04:38 PM
في الآداب الشرعية 2/47:
قال ابن عقيل في الفنون: لا ينبغي الخروج من عادات الناس إلا في الحرام ؛ فإن الرسول الله ترك الكعبة ، وقال: لولا حدثان قومك بالجاهلية" أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن حبان .
وقال عمر : لولا أن يقال: عمر زاد في القرآن لكتبت آية الرجم .
وترك أحمد الركعتين قبل المغرب لإنكار الناس لهما .
وذكر في الفصول عن الركعتين قبل المغرب وفعل ذلك إمامنا أحمد ثم تركه واعتذر بتركه بأن قال: رأيت الناس لا يعرفونه .
وفي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/74:
ومراعاة الناس في أمر ليس بحرام مما جاءت به الشريعة ، فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصوم والفطر في رمضان ، وراعاهم عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة فترك بناءها على قواعد إبراهيم ، وهذه القاعدة معروفة في الشرع .
---
عبدالرحمن السديس
04-23-2006, 07:21 PM
- في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/54:(1/2272)
وهذه المسألة التي ذكرها العلماء - رحمهم الله - تدلنا على أن الإنسان ينبغي أن يكون واسع الأفق ، فالعلماء أسقطوا الجمعة من أجل الخلاف، وأوجبوها من أجل الخلاف، فالمسائل الخلافية التي يسوغ فيها الاجتهاد لا ينبغي للإنسان أن يكون فيها عنيفاً بحيث يضلل غيره، فمن رحمة الله عزّ وجلّ أنه لا يؤاخذ بالخلاف إذا كان صادراً عن اجتهاد، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد، وأهل السنة والجماعة من هديهم وطريقتهم ألا يضللوا غيرهم ما دامت المسألة يسوغ فيها الاجتهاد ..
---
عبدالرحمن السديس
04-23-2006, 07:21 PM
في الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 5/213:
وما يفعله بعض المسلمين من عيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما يفعله بعض المسلمين من عيد للمعراج ليلة سبع وعشرين من رجب = كل هذا لا أصل له ، بل بعضه ليس له أصل حتى من الناحية التاريخية ، فإن المعراج ليس في ليلة سبع وعشرين من رجب ، بل إنه في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو سنة أو سنتين أو ثلاث حسب الاختلاف بين العلماء ، والميلاد أيضا ليس في يوم الثاني عشر من ربيع الأول ، بل حقّق الفلكيون المتأخرون بأنه يوم التاسع من ربيع الأول.
---
عبدالرحمن السديس
04-23-2006, 07:27 PM
المائة الثانية على ملف وورد للتحميل
---
عبدالرحمن السديس
05-01-2006, 05:34 PM
201- في تحفة المودود للإمام ابن القيم ص239:(1/2273)
قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: أخبرني أبو محمد بن زياد قال: سمعت أبا العباس الأزهري قالك: سمعت علي بن سلمة يقول: كان إسحاق عند عبد الله بن طاهر ، وعنده إبراهيم بن صالح ، فسأل عبدُ الله بن طاهر إسحاقَ عن مسألة ، فقال إسحاق: السنة فيها كذا وكذا ، وأما النعمان وأصحابه فيقولون بخلاف هذا . فقال إبراهيم: لم يقل النعمان بخلاف هذا . فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد . فقال إبراهيم للأمير: أصلحك الله كذب إسحاق على جدي . فقال إسحاق: ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من الجامع فليحضره ، فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب فقال إسحاق: عدّ من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة ثم عدّ تسعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق ! فقال عبد الله بن طاهر: ليس العجب من حفظك إنما العجب بمثل هذه المشاهدة . فقال إسحاق: ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل هذا . وقال له عبد الله بن طاهر : قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث ؟ فقال له : مائة ألف لا أدري ما هو ، ولكني ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا قط فنسيته .
---
عبدالرحمن السديس
05-18-2006, 09:11 PM
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 32/444:
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت أحمد بن سعيد المعداني يقول: سمعت أحمد بن علي يحكي عن ابن المبارك قال:
من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته .
---
عبدالرحمن السديس
05-18-2006, 09:12 PM
في الكليات لأبي البقاء الكفوي ص675:
نظم بعض الأدباء في تعيين الفرسخ والميل والبريد :
إن البريد من الفراسخ أربعٌ * ولفرسخ فثلاث أميال ضَعوا
والميلُ ألفٌ أي من الباعات قلْ * والباع أربع أذرع فتتبعوا
ثم الذراع من الأصابع أربع * من بعدها العشرون ثم الإصبع(1/2274)
ستُّ شعيراتٍ فبطن شعيرة * منها إلى ظهرٍ لأخرى يوضع
ثم الشعيرةُ ستُ شعراتٍ غدت * من شعرِ بَغْلٍ ليس هذا يدفع .
---
عبدالرحمن السديس
05-27-2006, 07:51 PM
في إعلام الموقعين 3/296.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَنَاظَرُونِي فِي النَّبِيذِ الْمُخْتَلِفِ فِيهِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : تَعَالَوْا فَلْيَحْتَجَّ الْمُحْتَجُّ مِنْكُمْ عَمَّنْ شَاءَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرُّخْصَةِ ، فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ الرَّدَّ عَلَيْهِ عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِسَنَدٍ صَحَّتْ عَنْهُ ، فَاحْتَجُّوا فَمَا جَاءُوا عَنْ أَحَدٍ بِرُخْصَةٍ إلَّا جِئْنَاهُمْ بِسَنَدٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ فِي يَدِ أَحَدٍ مِنْهُمْ إلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُمْ عَنْهُ فِي شِدَّةِ النَّبِيذِ بِشَيْءٍ يَصِحُّ عَنْهُ ، إنَّمَا يَصِحُّ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَنْتَبِذْ لَهُ فِي الْجَرِّ الْأَخْضَرِ .
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : فَقُلْتُ لِلْمُحْتَجِّ عَنْهُ فِي الرُّخْصَةِ : يَا أَحْمَقُ ، عُدْ إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَوْ كَانَ هَاهُنَا جَالِسًا فَقَالَ : هُوَ لَكَ حَلَالٌ ، وَمَا وَصَفْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي الشِّدَّةِ كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَحْذَرَ وَتَخْشَى .
فَقَالَ قَائِلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَالنَّخَعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ - وَسَمَّى عِدَّةً مَعَهُمَا - كَانُوا يَشْرَبُونَ الْحَرَامَ ؟(1/2275)
فَقُلْتُ لَهُمْ : دَعُوا عِنْدَ الْمُنَاظَرَةِ تَسْمِيَةَ الرِّجَالِ ، فَرُبَّ رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ مَنَاقِبُهُ كَذَا وَكَذَا ، وَعَسَى أَنْ تَكُونَ مِنْهُ زَلَّةٌ ، أَفَيَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا ؟ فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَمَا قَوْلُكُمْ فِي عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ ؟ قَالُوا : كَانُوا خِيَارًا ، قُلْتُ : فَمَا قَوْلُكُمْ فِي الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ يَدًا بِيَدٍ ؟ قَالُوا : حَرَامٌ ، فَقُلْتُ : إنَّ هَؤُلَاءِ رَأَوْهُ حَلَالًا ، أَفَمَاتُوا وَهُمْ يَأْكُلُونَ الْحَرَامَ ؟ فَبُهِتُوا وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ .
---
عبدالرحمن السديس
05-28-2006, 05:42 PM
- قال البيهقي في السنن الكبرى 8/298:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال زكريا بن عدي: لما قدم ابن المبارك الكوفة كانت به علة ، فأتاه وكيع وأصحابنا ، والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل ابن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة .
قالوا: لا ولكن من حديثنا .
فقال : ابن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا .
فنكسوا رؤوسهم !
فقال ابن المبارك للذي يليه: رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أصحابه والتابعين ؛ فلم يعبأوا به ، وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم !
---
عبدالرحمن السديس
05-30-2006, 11:56 AM
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 9/11:(1/2276)
أخبرني الحسن بن علي الجوهري أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق حدثنا محمد بن سويد الزيات حدثني أبو يحيى الناقد حدثني محمد بن خلف التيمي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين ، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران ... وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله ، قال: فقلنا يوما لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه قال: فأخرج إلينا فأكلنا ، وأخرج فأكلنا ، فدخل فأخرج فتيتا فشربنا ، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا ! فقال: فعل الله بكم وفعل ! أكلتم قوتي وقوت امرأتي ، وشربتم فتيتها ، كلوا هذا علف الشاة !
قال فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا .
---
عبدالرحمن السديس
05-30-2006, 11:57 AM
في وفيات الأعيان 1/285:
قال أبو القاسم الكوكني: حدثني العنزي قال: أنشد رجل أبا عثمان المازني شعراً له وقال: كيف تراه ؟ قال: أراك قد عملت عملاً بإخراج هذا من صدرك لأنك لو تركته لأورثك السل.
---
عبدالرحمن السديس
05-30-2006, 11:57 AM
قال الإمام ابن رجب الحنبلي في [شرح حديث "ما ذئبان جائعان" ص88 مجموع رسائله]:
وها هنا نكتة دقيقة وهي : أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يري أنه متواضع عند نفسه ، فيرتفع بذلك عندهم ، ويمدحونه به ، وهذا من دقائق أبواب الرياء ، وقد نبه عليه السلف الصالح .
قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ ، كأنك تريد بذمها زينتها ، وذلك عند الله [شينها] .
---
عبدالرحمن السديس
05-30-2006, 11:58 AM
في ترتيب المدارك للقاضي عياض 1/77 :
وسأله [الإمام مالك] رجل عمّن قال لآخر: يا حمار ؟
قال: يجلد.
قال: فإن قال له يا فرس ؟!
قال: تجلد أنت!
ثم قال: يا ضعيف ، وهل سمعت أحداً يقول لآخر يا فرس ؟!
---
أبو ياسر
06-02-2006, 03:11 AM
جزاك الله خير يا شيخ عبد الرحمن .(1/2277)
وأرجو إفادتي هل هناك كتاب مخصص لهذا الأمر ويكون فيه أبواب كل باب موضوع ، مثل : كلمة ( فرس ) يأتي كل ما في هذه الكلمة من طرف وملح وفوائد .
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2006, 01:22 PM
وإيك أخي الكريم ، ولا أعرف كتابا بهذه المثابة .
---
عبدالرحمن السديس
06-04-2006, 01:22 PM
قال الإمام الدارمي في سننه1/77:
أخبرنا الحسن بن بشر ثنا أبي عن إسماعيل عن عامر[الشعبي] أنه كان يقول: ما أبغض إلي أرأيت أرأيت ، يسأل الرجل صاحبه ، فيقول: أرأيت . وكان لا يقايس .
... أخبرنا صدقة بن الفضل أنا بن عيينة عن إسماعيل عن الشعبي قال: لو أن هؤلاء كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم = لنزل عامة القرآن يسألونك يسألونك !
---
عبدالرحمن السديس
06-10-2006, 10:14 PM
قال العلامة ابن القيم في كتب الروح ص53 :
قال عبد الحق الأشبيلي حدثني الفقيه أبو الحكم برخان ـ وكان من أهل العلم والعمل ـ : أنهم دفنوا ميتا بقريتهم في شرف أشبيلية ، فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون ، ودابة ترعى قريبا منهم ، فإذا بالدابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر ، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع ، ثم ولت فارة ، ثم عادت إلى القبر ، فجعلت أذنها عليه كأنها تسمع ، ثم ولت فارة ، فعلت ذلك مرة بعد أخرى .
قال أبو الحكم : فذكرت عذاب القبر ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنهم ليعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
ذكر لنا هذه الحكاية ونحن نسمع عليه كتاب مسلم لما انتهى القارئ إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم ".
---
عبدالرحمن السديس
06-13-2006, 09:21 PM
قال الإمام الدارمي في سننه 1/100: أخبرنا سعيد بن سليمان عن أبي أسامة عن مسعر قال: سمعت عبد الأعلى التيمي يقول: من أوتي من العلم مالا يبكيه = لخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه ؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ثم قرأ القرآن { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ـ إلى قوله ـ يَبْكُونَ }.(1/2278)
---
عبدالرحمن السديس
06-13-2006, 09:33 PM
قال الصفدي في الوافي 2/82:
أخبرني من لفظه الشيخ فتح الدين محمد ابن سيد الناس اليعمري قال : ترافق القرطبي المفسر ، والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم ـ وكل منهما شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث ، والقرافي في المعقولات ـ فلما دخلاها أرتادا مكانا ينزلان فيه فدلا على مكان ، فلما أتياه قال لهما أنسان: يا مولانا بالله لا تدخلاه فإنه معمور بالجان !
فقال الشيخ شهاب الدين للغلمان : أدخلوا ودعونا من هذا الهذيان ، ثم أنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان ، ثم عادا ، فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تَيْسٍ من المعز يصيح من داخل الخرستان ! وكرر ذلك الصياح !!
فأمتقع لون القرافي وخارت قواه وبهت !
ثم أن الباب فتح !
وخرج منه رأس تيس !
وجعل يصيح !
فذاب القرافي خوفا ، وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه ، وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ {آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} ، ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين ، وقال: يا سيدي تنح عنه ، وجاء إليه فأخرجه وانكاه وذبحه !
فقالا له: ما هذا ؟!
فقال: لما توجهتما رأيته مع واحد ، فاسترخصته ، واشتريته لنذبحه ، ونأكله وأودعته في هذا الخرستان !
فأفاق القرافي من حاله ، وقال: يا أخي لا جزاك الله خيرا ما كنتَ قلتَ لنا ، وإلا طارت عقولنا . أو كما قال .
---
عبدالرحمن السديس
07-09-2006, 01:28 PM
قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه رقم (3849) : باب القسامة في الجاهلية
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.(1/2279)
قال ابن حجر 7/156 : .. ثبت عند أكثر الرواة عن الفربري هنا ترجمة "القسامة في الجاهلية" ولم يقع عند النسفي، وهو أوجه؛ لأن الجميع من ترجمة أيام الجاهلية، ويظهر ذلك من الأحاديث التي أوردها تلو هذا الحديث.
و قال ابن حجر 7/160 :
وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال: " كنت في اليمن في غنم لأهلي ، وأنا على شرف فجاء قرد مع قردة فتوسد يدها فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رقيقا ، وتبعته فوقع عليها وأنا أنظر ، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق ، فاستيقظ فزعا فشمها فصاح فاجتمعت القرود ، فجعل يصيح ويومئ إليها بيده ، فذهب القرود يمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد أعرفه ، فحفروا لهما حفرة فرجموهما ، فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم.
وانظر القصة في : تاريخ دمشق 46 / 415 -416 وتهذيب الكمال 22/256 وسير أعلام النبلاء 4/159.
ويشبه هذه القصة ما حكاه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 15/147:
وَقَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ الشُّيُوخِ الصَّادِقِينَ أَنَّهُ رَأَى فِي جَامِعٍ نَوْعًا مِنْ الطَّيْرِ قَدْ بَاضَ فَأَخَذَ النَّاسُ بَيْضَةً وَجَاءَ بِبَيْضِ جِنْسٍ آخَرَ مِنْ الطَّيْرِ فَلَمَّا انْفَقَسَ الْبَيْضُ خَرَجَتْ الْفِرَاخُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ فَجَعَلَ الذَّكَرُ يَطْلُبُ جِنْسَهُ حَتَّى اجْتَمَعَ مِنْهُنَّ عَدَدٌ فَمَا زَالُوا بِالْأُنْثَى حَتَّى قَتَلُوهَا وَمِثْلُ هَذَا مَعْرُوفٌ فِي عَادَةِ الْبَهَائِمِ .
وأشار إليها في 11/545 .
ويصحح من الموضع الأول إسناده القصة لأبي رجاء العطاردي ، ومن الثاني لأبي عمران ، والصواب في الموضعين : عمرو بن ميمون .
---
عبدالرحمن السديس
07-18-2006, 12:16 AM
قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/89:
وَقَدْ رَأَيْت فِي بَعْضِ التَّوَارِيخِ الْقَدِيمَةِ :(1/2280)
أَنَّ أَحَدَ قُضَاةِ الْعَدْلِ فِي بَنْيِ إسْرَائِيلَ أَوْصَاهُمْ إذَا دَفَنُوهُ أَنْ يَنْبُشُوا قَبْرَهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فَيَنْظُرُوا هَلْ تَغَيَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا !
وَقَالَ : « إنِّي لَمْ أجر قَطُّ فِي حُكْمٍ ، وَلَمْ أُحَابِ فِيهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيَّ خَصْمَانِ كَانَ أَحَدُهُمَا صِدِّيقًا لِي فَجَعَلْت أُصْغِي إلَيْهِ بِأُذُنِي أَكْثَرَ مِنْ إصْغَائِي إلَى الْآخَرِ ، فَفَعَلُوا مَا أَوْصَاهُمْ بِهِ ، فَرَأَوْا أُذُنَهُ قَدْ أَكَلَهَا التُّرَابُ ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ جَسَدُهُ » .
وَفِي تَخْصِيصِ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ بِمَجْلِسٍ أَوْ إقْبَالٍ أَوْ إكْرَامٍ مَفْسَدَتَانِ :
إحْدَاهُمَا : طَمَعُهُ فِي أَنْ تَكُونَ الْحُكُومَةُ لَهُ = فَيَقْوَى قَلْبُهُ وَجِنَانُهُ .
وَالثَّانِيَةُ : أَنَّ الآخَرَ يَيْأَسُ مِنْ عَدْلِهِ ، وَيَضْعُفُ قَلْبُهُ ، وَتَنْكَسِرُ حُجَّتُهُ .
---
عبدالرحمن السديس
08-22-2006, 02:53 PM
- قال ابن القيم في إعلام الموقعين 1/99:
وَقَدْ احْتَجَّ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ وَالْفُقَهَاءُ قَاطِبَةً بصْحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ، وَلَا يُعْرَفُ فِي أَئِمَّةِ الْفَتْوَى إلَّا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا وَاحْتَجَّ بِهَا ، وَإِنَّمَا طَعَنَ فِيهَا مَنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ أَعْبَاءَ الْفِقْهِ وَالْفَتْوَى كَأَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ وَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِمَا .
- في رحلة الحج إلى بيت الله الحرام للإمام محمد الأمين الشنقيطي ص69:
[عند ذكر مجلس لهم في قرية « النعمة » مع بعض الأدباء قال: ]
وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون ، ومن جهلهم أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه : إنه يغبطنا ويغار منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف ؟
قلنا له : وما ذاك الموضع الشريف ؟
قال : الخرطوم .(1/2281)
قلنا : وأي شرف للخرطوم ؟
قال : لأنه مذكور في القرآن ( سنسمه على الخرطوم ) فقلنا له : ذاك خرطوم آخر غير الخرطوم الذي تعني. فضحك من فهم من الحاضرين .
واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له ، فقال له الأديب العلوي [محمد المختار بن محمد فال بن بابه] : هذا مغني اللصوص ، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص ، وهي قصة مشهورة حاصلها :
أن بعض الأمراء أسر لصوصا كانوا يقطعون الطريق ، فقدهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا ، فقال : لا تقتلوني ، فإني لست من اللصوص ، وإنما كنت مغنيا لهم أطربهم بالأناشيد والأغاريد .
فقالوا له : بم كنت تغنيهم ؟
فقال : بقول الشاعر :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانب بسرعة * وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي .
[فقيل له: صدقت ! وأمر بقتله .]
ما بين القوسين تتمتها من محاضرات الأدباء 1/131 للراغب .
---
الجكني
08-23-2006, 12:23 AM
وبمناسبة ذكر الشيخ الشنقيطي رحمه الله فقد ذكر في أضواء البيان(6/339:الطبعة القديمة )أثناء حديثه عن قول الله تعالى " وهذا ملح أجاج " قال :"ولكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إلى محل اختلاطهما ،وأنه جلس يغرف بإحدى يديه عذباً فراتاً وبالأخرى ملحاً أجاجاً والجميع في مجرى واحد لا يختلط أحدهما بالآخر " 0
وقد مكثت زمناً أحاول أن أعرف من هو هذا الثقة ،وبعد زمن عرفت أنه الشيخ : أحمد بن محمد الأمين بن أحمد المختار ،وسألته شخصياً على الإبهام وكأني ما عرفته فأكد لي ذلك وأنه لا زال يذكر المكان الذي أخبر الشيخ فيه 0والشيخ أحمد حفظه الله معروف مشهور 0
---
عبدالرحمن السديس
08-28-2006, 09:30 PM
وأنه لا زال يذكر المكان الذي أخبر الشيخ فيه .
بارك الله فيكم ، هلا سلألته عن المكان في أي بحر ؟(1/2282)
وسمعت قديما من أحد الإخوة من مدينة الجبيل ـ أظن ـ أن هناك عيونا حلوة تنبع في وسط البحر لا تختلط بالمالح وأمكانها معروفة عندهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي 14/481:
[في ذكر معرض ذكره لفوائد من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }]
الرَّابِعُ : أَلَّا يعْتَدِى عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي بِزِيَادَةِ عَلَى الْمَشْرُوعِ فِي بُغْضِهِمْ أَوْ ذَمِّهِمْ أَوْ نَهْيِهِمْ أَوْ هَجْرِهِمْ أَوْ عُقُوبَتِهِمْ ؛ بَلْ يُقَالُ لِمَنْ اعْتَدَى عَلَيْهِمْ : عَلَيْك نَفْسَك لَا يَضُرُّك مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْت كَمَا قَالَ : { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ } الْآيَةَ . وَقَالَ : { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } وَقَالَ : { فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ } فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْآمِرِينَ النَّاهِينَ قَدْ يَعْتَدِي حُدُودَ اللَّهِ إمَّا بِجَهْلِ ، وَإِمَّا بِظُلْمِ ، وَهَذَا بَابٌ يَجِبُ التَّثَبُّتُ فِيهِ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْإِنْكَارُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَالْفَاسِقِينَ وَالْعَاصِينَ .
الْخَامِسُ : أَنْ يَقُومَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ مِنْ الْعِلْمِ وَالرِّفْقِ وَالصَّبْرِ وَحُسْنِ الْقَصْدِ وَسُلُوكِ السَّبِيلِ الْقَصْدِ فَإِنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ : { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } وَفِي قَوْلِهِ : { إذَا اهْتَدَيْتُمْ } .(1/2283)
فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ تُسْتَفَادُ مِنْ الْآيَةِ لِمَنْ هُوَ مَأْمُورٌ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَفِيهَا الْمَعْنَى الْآخَرُ . وَهُوَ إقْبَالُ الْمَرْءِ عَلَى مَصْلَحَةِ نَفْسِهِ عِلْمًا وَعَمَلًا وَإِعْرَاضُهُ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ كَمَا قَالَ صَاحِبُ الشَّرِيعَةِ : { مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ } وَلَا سِيَّمَا كَثْرَةُ الْفُضُولِ فِيمَا لَيْسَ بِالْمَرْءِ إلَيْهِ حَاجَةٌ مِنْ أَمْرِ دِينِ غَيْرِهِ وَدُنْيَاهُ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ التَّكَلُّمُ لِحَسَدِ أَوْ رِئَاسَةٍ .
وَكَذَلِكَ الْعَمَلُ فَصَاحِبُهُ إمَّا مُعْتَدٍ ظَالِمٌ ، وَإِمَّا سَفِيهٌ عَابِثٌ ، وَمَا أَكْثَرُ مَا يُصَوِّرُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ بِصُورَةِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ الظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ .(1/2284)
فَتَأَمَّلْ الْآيَةَ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْ أَنْفَعِ الْأَشْيَاءِ لِلْمَرْءِ ، وَأَنْتَ إذَا تَأَمَّلْت مَا يَقَعُ مِنْ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عُلَمَائِهَا وَعُبَّادِهَا وَأُمَرَائِهَا وَرُؤَسَائِهَا = وَجَدْت أَكْثَرَهُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ الْبَغْيُ بِتَأْوِيلِ أَوْ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ ، كَمَا بَغَتْ الجهمية عَلَى الْمُسْتَنَّةِ فِي مِحْنَةِ الصِّفَاتِ وَالْقُرْآنِ ؛ مِحْنَةِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ ، وَكَمَا بَغَتْ الرَّافِضَةُ عَلَى الْمُسْتَنَّةِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً ، وَكَمَا بَغَتْ النَّاصِبَةُ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَكَمَا قَدْ تَبْغِي الْمُشَبِّهَةُ عَلَى الْمُنَزِّهَةِ ، وَكَمَا قَدْ يَبْغِي بَعْضُ الْمُسْتَنَّةِ إمَّا عَلَى بَعْضِهِمْ ، وَإِمَّا عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ بِزِيَادَةِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ الْإِسْرَافُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِمْ : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا } .
وَبِإِزَاءِ هَذَا الْعُدْوَانِ تَقْصِيرُ آخَرِينَ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْحَقِّ ، أَوْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ كُلِّهَا فَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : مَا أَمَرَ اللَّهُ بِأَمْرِ إلَّا اعْتَرَضَ الشَّيْطَانُ فِيهِ بِأَمْرَيْنِ - لَا يُبَالِي بِأَيِّهِمَا ظَفَرَ - غُلُوٍّ أَوْ تَقْصِيرٍ .(1/2285)
فَالْمُعِينُ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْإِعَانَةِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَفَاعِلُ الْمَأْمُورِ بِهِ وَزِيَادَةٍ مَنْهِيٍّ عَنْهَا بِإِزَائِهِ تَارِكُ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ وَبَعْضِ الْمَأْمُورِ بِهِ ، وَاَللَّهُ يَهْدِينَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ .
---
عبدالرحمن السديس
09-01-2006, 01:30 AM
قال الخطيب البغدادي تاريخ بغداد 10/120:
أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا يوسف بن عمر بن مسرور قال: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل ، ويتقوت كل يوم بخمس حبات ، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة ؟
ثم قال: أنا هو ، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن ! أيش أقول لمن زوجني ؟!
ثم قال في أثر هذا : ما أريد إلا الخير.
* مستفاد من كتاب «الترف وأثره في الدعاة والمصلحين » للدكتور محمد موسى الشريف.
وهو كتاب لطيف صغير الحجم كبير النفع .
---
عبدالرحمن السديس
09-08-2006, 03:24 PM
قال في السخاوي « الضوء اللامع » 4/18: [في ترجمة عبادة بن علي الزرزاري المالكي]
... ويقول ـ مشيراً لشدة أعباء التزويج على سبيل المماجنة ـ : لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءاً !
وهو مسبوق بنحوه من الأوزاعي فإنه قال لصديق له : « إن استطعت أن تكتفي في هذا الزمان بنصف امرأة فافعل » . رويناه في « معاشرة الأهلين» لأبي عمر النوقاتي .اهـ
---
عبدالرحمن السديس
09-14-2006, 01:53 PM
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/1060:
فائدة نافعة(1/2286)
كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها ، فينتقض ما بينهما من المودة ، وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة ، وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي ، وذلك غلط فإن للرياسة سكرة كسكرة الخمر أو أشد ، ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية ، فسكرتها فوق سكرة القهوة [الخمر] بكثير ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه ، ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط [فرعون] بالخطاب اللين فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعا وعقلا وعرفا ، ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه ، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل. وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون ( هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى ) فأخرج الكلام معه مخرج السؤال والعرض لا مخرج الأمر ، وقال ( إلى أن تزكى ) ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو ، وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء ، ثم قال ( وأهديك إلى ربك ) أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك ، وقال ( إلى ربك ) استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا.
وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا ) فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه ، ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال ( لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا ) ولم يقل: لا تعبد ، ثم قال ( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك ) فلم يقل له: جاهل لا علم عندك ، بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال : (جاءني من العلم ما لم يأتك ) ثم قال : (فاتبعني أهدك صراطا سويا ) .(1/2287)
هذا مثل قول موسى لفرعون ( وأهديك إلى ربك ) ، ثم قال ( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ) فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه . وقال : ( يمسك ) فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره ، ثم نَكَّر العذاب ، ثم ذكَر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار ، فأي خطاب ألطف وألين من هذا ؟
ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال: ( يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ) .
ونظير ذلك قول نوح لقومه : ( يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ) .
وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأممهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده هوألطف خطاب وألينه كقوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ) الآيات ، وقوله تعالى ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ) وقوله ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) وتأمل ما في قوله تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) من اللطف الذي سلب العقول
وقوله تعالى ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ) على أحد التأويلين أي : نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذ أعرضتم أنتم وأسرفتم.
وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم ( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ) .اهـ
وفي كتب الصديق والصداقة لأبي حيان التوحيدي ص47:
وقال المدائني : إذا ولي الصديق ، فأصبته على العشر من صداقته فليس بأخ سوء .
---
عبدالرحمن السديس(1/2288)
09-19-2006, 12:27 AM
وفي كتب الصديق والصداقة
.[/color]
الصواب :
كتاب الصداقة والصديق ....
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/876:
... وينبغي أن يتفطن ههنا لأمر لا بد منه ، وهو أنه لا يجوز أن يحمل كلام الله عز وجل ويفسر بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي الذي يحتمله تركيب الكلام ويكون الكلام به له معنى ما ، فإن هذا مقام غلط فيه أكثر المعربين للقرآن ، فإنهم يفسرون الآية ويعربونها بما يحتمله تركيب تلك الجملة ، ويفهم من ذلك التركيب أي معنى اتفق ، وهذا غلط عظيم يقطع السامع بأن مراد القرآن غيره ، وإن احتمل ذلك التركيب هذا المعنى في سياق آخر وكلام آخر فإنه لا يلزم أن يحتمله القرآن مثل قول بعضهم في قراءة من قرأ ( والأرحامِ إن الله كان عليكم رقيبا ) بالجر أنه قسم .
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى ( وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام ) إن المسجد مجرور بالعطف على الضمير المجرور في به .
ومثل قول بعضهم في قوله تعالى ( لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة ) إن ( المقيمين ) مجرور بواو القسم .(1/2289)
ونظائر ذلك أضعاف أضعاف ما ذكرنا وأوهى بكثير ، بل للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها ، ولا يجوز تفسيره بغير عرفة والمعهود من معانية ، فإن نسبة معانية إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ ، بل أعظم ، فكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قدر العالمين = فكذلك معانية أجل المعاني وأعظمها وأفخمها ، فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم ، فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي ، فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة ضعف كثير من أقوال المفسرين وزيفها ، وتقطع أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكلامه ، وسنزيد هذا إن شاء الله تعالى بيانا وبسطا في الكلام على أصول التفسير ، فهذا أصل من أصوله بل هو أهم أصوله .
---
ناصر الغامدي
10-10-2006, 09:18 PM
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن
في موضوع " أرأيت " ثمة مجموعة آثار في ذلك لعل منها ماروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : " أيها الناس اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أبي جندل والكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أكتبوا من محمد رسول الله ، قالوا : وهل ترانا صدقناك بما تقول ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( أكتبوا من محمد بن عبدالله فأبا عمر رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتراني أرضى ياعمر وتأبى ...... " أو نحوه
الحديث ذكرته بالمعنى وأظنه عند الطبراني في الأوسط ، إلم أكن واهم
وكذا ما روي عن بن مسعود بلفظ : " دع أرأيت عند أمك في اليمن "
---
عبدالرحمن السديس
10-11-2006, 11:47 PM
بارك الله فيك
الخبر الذي ذكرته عند البخاري عن سهل بن حنيف :
قال أبو وائل(1/2290)
لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت والله ورسوله أعلم...
والثاني عن ابن عمر في البخاري أيضا عندما سأله رجل عن تقبيل الحجر وقوله أرايت إن زحمت أرأيت ...
---
عبدالرحمن السديس
10-11-2006, 11:50 PM
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/877:
... فإن قلتَ: هذا خلاف مذهب سيبويه !
قلتُ: فهل يرتضي محصل برد موجب الدليل الصحيح لكونه خلاف قول عالم معين ؟!
هذه طريقة الخفافيش ، فأما أهل البصائر فإنهم لا يردون الدليل وموجبه بقول معين أبدا ، وقليل ما هم
، ولا ريب أن أبا بشر [سيبويه] رحمه الله ضرب في هذا العلم بالقدح المعلى وأحرز من قصبات سبقه واستولى من أمده على ما لم يستول عليه غيره ، فهو المصلي في هذا المضمار ، ولكن لا يوجب ذلك أن يعتقد أنه أحاط بجميع كلام العرب ، وإن لا حق إلا ما قاله وكم لسيبويه من نص قد خالفه جمهور أصحابه فيه والمبرزون منهم ، ولو ذهبنا نذكر ذلك لطال الكلام به .
---
ناصر الغامدي
10-12-2006, 09:24 PM
جزاك الله خيرا شيخ عبدالرحمن على التوضيح
بالنسبة للماء العذب في البحر
أخبرني أحد سكان السفانية " تقع في شرق المملكة بين الخفجي والجبيل على طريق بو حدرية "
أن هناك موقع ف البحر كان البحارة يأخذون منه ماء ويشربون وسط البحر
قال والأمر مشهور في السفانية ومعروف للجميع
---
عبدالرحمن السديس
11-03-2006, 08:53 PM
في بدائع الفوائد للعلامة ابن القيم 3/1119:
فائدة(1/2291)
تأمل سر ( الم ) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة ، وهي أول المخارج من أقصى الصدر ، واللام من وسط مخارج الرحوف ، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان ، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم ، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين ، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا ، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا
وهو :
أن الألف البداية ، واللام التوسط ، والميم النهاية ، فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما ، وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة ، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه ، فمشتملة على تخليق العالم وغايته ، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر ، فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن ، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي : الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق ، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف ، وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف ،(1/2292)
فمن ذلك ق والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن ، وذكر الخلق ، وتكرير القول، ومراجعته مرارا ، والقرب من ابن آدم ، وتلقي الملكين ، وقول العبد ، وذكر الرقيب ، وذكر السائق ، والقرين ، والإلقاء في جهنم ، والتقدم بالوعيد ، وذكر المتقين ، وذكر القلب، والقرون ، والتنقيب في البلاد، وذكر القبل مرتين ، وتشقق الأرض ، وإلقاء الرواسي فيها ، وبسوق النخل ، والرزق ، وذكر القوم ، وحقوق الوعيد ، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة ،
وسر آخر وهو : أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح .
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة ، فأولها خصومة الكفار مع النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم : أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم ، ثم اختصام الخصمين عند داود ، ثم تخاصم أهل النار ، ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم ، وهو: الدرجات والكفارات ، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ، ثم خصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم ، فليتأمل اللبيب الفطن : هل يليق بهذه السورة غير ص ؟ وسورة ق غير حرفها ؟
وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف ، والله أعلم .
.
---
عبدالرحمن السديس
11-10-2006, 01:02 PM
قال الصفدي في الغيث المسجم 1/36:
ويقال : إن الحسين بن السمّاك كان يتكلم على رؤوس الناس بجامع المدينة ، وكان لا يحسن شيئا من العلوم إلا ما شاء الله ، وكان مطبوعا بالتكلم على مذاهب الصوفية ، فرفعت إليه رقعة فيها :
ما تقول السادة الفقهاء في رجل مات وخلف كذا وكذا ؟
فلما فتحتها ورأى ما فيها من الفرائض رماها من يده ، وقال: أنا أتكلم على مذاهب أقوام إذا ماتوا لم يخلفوا شيئا !
فعجب الحاضرون من سرعة جوابه .
---
عبدالرحمن السديس
11-18-2006, 11:17 PM
في معجم الأدباء لياقوت 2/335:(1/2293)
وحدث أبو أحمد الحسين بن عبد الله العسكري في كتاب التصحيف له عن أبيه عن عسل بن ذكوان عن الرياشي قال: توفي ابن لبعض المهالبة ، فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه ، وعنده بكر بن حبيب السهمي ، فقال شبيب: بلغنا أن الطفل لا يزال محبنطئا على باب الجنة يشفع لأبويه .
فقال بكر بن حبيب: إنما هو محبنطيا غير مهموز .
فقال له شبيب: أتقول لي هذا وما بين لابتيها أفصح مني !
فقال بكر: وهذا خطأ ثان ما للبصرة وللوب ؟! لعلك غرك قولهم: ما بين لابتي المدينة ، يريدون الحرة .
قال أبو أحمد: والحرة أرض تركبها حجارة سود ، وهي اللابة ، وجمعها لابات ، فإذا كسرت فهي اللوب واللاب ، وللمدينة لابتان من جانبيها ، وليس للبصرة لابة ولا حرة.
قال أبو عبيدة: المحبنطي بغير همزة هو: المنتصب المستبطىء للشيء ، والمحبنطيء بالهمز : العظيم البطن المنتفخ .
---
عمر المقبل
11-19-2006, 10:05 PM
بارك الله فيكم يا شيخ عبدالرحمن على هذه الفوائد والفرائد ...
البحر الذي سألت عنه أخانا الجكني ،هو نهر السنغال ،وقد صرّح به الشيخ ـ رحمه الله ـ في نفس الموضع الذي تفضل بذكره أخونا الجكني ،وهذا نص كلام الشيخ هناك :
(
وقوله : { وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ } أي البحر الملح ، كالبحر المحيط ، وغيره من البحار التي هي ملح أجاج ، وعلى هذا التفسير فلا إشكال .(1/2294)
وأما على القول الثاني بأن مرج بمعنى خلط ، فالمعنى : أنه يوجد في بعض المواضع اختلاط الماء الملح والماء العذب في مجرى واحد ، ولا يختلط أحدهما بالآخر ، بل يكون بينهما حاجز من قدرة الله تعالى ، وهذا محقق الوجود في بعض البلاد ، ومن المواضع التي هو واقع فيها المحل الذي يختلط فيه نهر السنغال بالمحيط الأطلسي بجنب مدينة سانلويس ، وقد زرت مدينة سانلويس عام ست وستين وثلاثمائة وألف هجرية ، واغتسلت مرة في نهر السنغال ، ومرة في المحيط ، ولم آت محل اختلاطهما ، ولكن أخبرني بعض المرافقين الثقاة أنه جاء إلى محل اختلاطهما ، وأنه جالس يغرف بإحدى يديه عذباً فراتاً ، وبالأخرى ملحاً أجاجاً ، والجمع في مجرى واحد ، لا يختلط أحدهما بالآخر . فسبحانه جل وعلا ما أعظمه ، وما أكمل قدرته).
---
القعقاع محمد
11-21-2006, 12:16 PM
جزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن السديس
11-26-2006, 08:37 PM
بارك الله فيكم يا شيخ عمر وجزاك خيرا .
الأخ القعقاع وجزاك الله خيرا .
قال الشيخ علي الطنطاوي :
ومما حدث لي أنني :
لما كنت أعمل في العراق سنة 1936 نقلت مرة من بغداد إلى البصرة أثر خصومة بيني وبين مفتش دخل الصف فسمع الدرس .
فلما خرج (نافق) لي فقال: إنه معجب بكتاباتي وفضلي، و(نافقت) له فقلت: إني مكبر فضله وأدبه، وأنا لم أسمع اسمه من قبل، ثم شرع ينتقد درسي فقلت: ومن أنت يا هذا ؟ وقال لي وقلت له ...
وكان مشهدا طريفا أمام التلاميذ ... رأوا فيه مثلا أعلى من (تفاهم) أخوين ، وصورة من تهذيب الأخلاق .
ثم كتبت عنه مقالة كسرت بها ظهره ، فاستقال و(طار) إلى بلده، ونقلت أنا عقوبة إلى البصرة.
وصلت البصرة فدخلت المدرسة ، فسألت عن صف (البكالوريا) بعد أن نظرت إلى لوحة البرنامج، ورأيت أن الساعة لدرس الأدب، وتوجهت إلى الصف من غير أن أكلم أحدا أو أعرفه بنفسي .(1/2295)
فلما دنوت من بابا الصف وجدت المدرس ، وهو كهل بغدادي على أبواب التقاعد ، يخطب التلاميذ يودعهم وسمعته يوصيهم (كرما منه) بخلفه الأستاذ الطنطاوي ، ويقول هذا وهذا ويمدحني ...
فقلت : إنها مناسبة طيبة لأمدحه أنا أيضا وأثني عليه ، ونسيت أني حاسر الرأس ، وأني من الحر أحمل معطفي على ساعدي ، وأمشي بالقميص وبالأكمام القصار، فقرعت الباب قرعا خفيفا ، وجئت ادخل؛ فالتفت إلي وصاح: إيه زمال وين فايت ؟ (والزمال الحمار في لغة البغداديين) فنظرت لنفسي هل أذني طويلتان؟ هل لي ذيل ؟ ... فقال: شنو ما تفتهم (تفهم) أما زمال صحيح .
وانطلق بـ (منولوج) طويل فيه من ألوان الشتائم ما لا أعرفه ، وأنا أسمع مبتسما .
ثم قال: تعال نشوف تلاميذ آخر زمان، وقف احك شو تعرف عن البحتري ، حتى تعرف أنك زمال ولاّ لأ ؟
فوقفت وتكلمت كلاما هادئا متسلسلا ، بلهجة حلوة ، ولغة فصيحة . وبحثت وحللت وسردت الشواهد وشرحتها ، وقابلت بينه وبين أبي تمام ، وبالاختصار ألقيت درسا يلقيه مثلي...
والطلاب ينظرون مشدودين ، ممتدة أعناقهم ، محبوسة أنفاسهم، والمدرس المسكين قد نزل عن كرسيه، وانتصب أمامي، وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما من الدهشة، ولا يملك أن ينطق ، ولا أنظر إليه كأني لا أراه حتى قرع الجرس ... قال: من أنت ؟ ما اسمك ؟ قلت : علي الطنطاوي!
وأدع للسامعين الكرام أن يتصوروا موقفه !
روائع الطنطاوي ص167 نقله من كتابه « من حديث النفس» ص118 .
---
عبدالرحمن السديس
01-01-2007, 01:08 PM
في سير أعلام النبلاء 8/289:
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم (1) صاحب صحناء (2) وكامخ، فكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه، في الفقه.
قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده!
فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا ؟!(1/2296)
قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك.اهـ
كم في أبناء المسلمين اليوم من حاله نحو حال هشيم ، وهم بحاجة إلى من يكلفهم وينشئوهم على العلم .
--------------
(1) هشيم بن بشير الواسطي، قال عنه الذهبي في السير 8/287: الإمام شيخ الإسلام محدث بغداد وحافظها .
(2) الصحناء: بكسر الصاد: إدام يتخذ من السمك يمد ويقصر، والكامخ، ما يؤتدم به، أو المخللات المشهية، والكلمتان معربتان.
---
عبدالرحمن السديس
01-31-2007, 02:16 PM
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 6/156:
وهذه قاعدة مطردة وهي : أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام ، فإنه لا يرد باستنباط من نَصَّ آخر لَمْ يسق لذلك المعنى بالكلية ، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير ، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث : « مثلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أجراء » - الحَدِيْث ، ولا أحاديث: « ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة » بقوله: « فيما سقت السماء العشر » .
وقد ذكر الشَّافِعِيّ أن هَذَا لَمْ يسق لبيان قدر مَا يجب مِنْهُ الزَّكَاةِ ، بل لبيان قدر الزَّكَاةِ ، وما أشبه هَذَا .
---
عبدالرحمن السديس
03-29-2007, 07:02 PM
في معجم الأدباء 2/32
في ترجمة أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطي أبو علي النحوي ...
قال ياقوت : حدثني أبو عبد الله محمد بن سعد بن الحجاج الدبيثي قال حدثني عبد الوهاب بن غالب عن الشريف أبي العلاء ابن التقي قال قدم إلى واسط في بعض الأعوام عسكر الأعاجم فنهبوا قطعة من البلد، و نهبوا دكان الشيخ أبي علي بن مختار و نزلوا بداره.
قال الشريف: فدخلت معه إليهم نستعطفهم أن يردوا عليه بعض ما أخذوه منه، فلم نر لذلك وجها، و خرجنا و هو يقول :
تذكرت ما بين العذيب و بارق * مجرَّ عوالينا و مجرى السوابق
ثم التفت إلي فقال: ما العامل في الظرف في هذا البيت ؟(1/2297)
فقلت له: يا سيدي ما أشغلك ما أنت فيه عن النحو والنظر فيه ؟!
فقال: يا بني و ما يفيدني إذا حزنت؟!
---
(1/2298)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مخطوطات مكتبة الدكتورأحمد عروة
---
مخطوطات مكتبة الدكتورأحمد عروة
---
علال بوربيق
07-13-2006, 07:09 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبفضله تتحقق المقاصد والغايات، وأما بعد:
فإن المكتبات في العالم الإسلامي تزخر بنفائس الكتب والمخطوطات، ومن بين هذه المكتبات مكتبة الدكتور أحمد عروة بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، وإليكم يا أهل الملتقى هذه النفائس من المخطوطات المتعلقة بالقرآن وعلومه :
-211 رسم القرآن
رقم المخطوط العنوان المؤلف
211.3-/1 متن مورد الضمآن شرح دليل الحيران للخراز
211.3-/2 ابن حطا في شرح مورد الضمآن في رسم القرآن لابن حطا
211.3-/3 شرح ابن حطا على مورد الضمآن لابن حطا
211.6 ألفاظ القرآن الكريم:
رقم المخطوط العنوان المؤلف
211.6-/1 نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (سورة هود...) فقط للإمام برهان الدين البقاعي
211.6-/2 تحبير التسيير لمحمد الجزري
211.6-/3 اعراب القرآن للحسن الجريد
211.6-/4 الدر المصون غب علوم الكتاب المكنون (ج2) للسمين الحلبي
211.6-/5 شرح الدرة لمحمد بن محمد الجزري للنويري
211.6-/6 الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (ج1) للسمين الحلبي
211.6-/7 الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (ج2) د.م
211.6-/8 تحبير التسيير الجزري
211.7 فقه القرآن:
رقم المخطوط العنوان المؤلف
211.7-/1 فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن لزكريا الأنصاري
211.7-/2 درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات لابراهيم بن محمد ابن الفرج الاشداني
211.7-/3 الناسخ والمنسوخ بن نصر بن علي
211.7-/4 فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن لابي يحي زكريا الانصاري(1/2299)
211.7-/5 إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن للأجهوري
211.8 التجويد والقراءات:
رقم المخطوط العنوان المؤلف
211.8-/1 التعريف بالطرق العشر (بعده عدة كتب) لابن سعيد الدالي
211.8-/2 طيبة النشر في القراءات العشر (ج1) لأبي قاسم النويري
211.8-/3 شرح الدرر للوامع في مقري الامام نافع (ج1) د.م
211.8-/4 إيضاح الأسرار والبدائع وتهذيب الغرر والمنافع في شرح الدرر للوامع في أصل مقري للإمام نافع محمد بن محمد عمران الحمادي
211.8-/5 التيسير وبهامشه شرح ابن الجرزي لأبي عمرو الداني
211.8-/6 شرح جموع على تفصيل الدرر للإبن غازي مسعود المغربي
211.8-/7 اللآلي الفريدة في شرح القصيدة لابي القاسم الشابي(ج1) لمحمد بن حسن بن يوسف بن رجوان الفاسي
211.8-/8 المقصد النافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الدرر اللوامع يليه غيت النافع في القرات السبع للخراز
211.8-/9 المقصد النافع لبغية الناشئ والبارع في شرح الدرر اللوامع الخراز/ لعلي النوري السفاقسي
211.8-/10 تحرير أوجه طيبة النشر في القراءات العشر علي المقصوري
211.8-/11 معونة النكر في الطرق العشر لعلي جموع
211.8-/12 تفصيل الدرر لأحمد بن غازي
211.8-/13 وابل الندى المختصر من منار الهدى في بيان الوقف لمسعود المغربي
211.8-/14 شرح الجعبري على الشاطبية (ج1+ ج2) للجعبري
211.8-/15 التيسير للداني
211.8-/16 شرح الدرر اللوامع للمحاصي البوطيني
211.8-/17 الحواشي الازهرية لخالد الازهري
415-/1 تحصيل المنافع من كتاب الدرر اللوامع لسعيد السملالي
211.9 مباحث قرآنية عامة:
رقم المخطوط العنوان المؤلف
211.9-/1 مجموع به بعض الفوائد: مناجاة موسى, قصة أهل الكهف لعمر بن سعيد الفدودي
212.0 التفسير:
رقم المخطوط العنوان المؤلف
212.0-/1 تفسير القرآن الكريم د.م
212.3التفاسير السنية:
رقم المخطوط العنوان المؤلف
212.3-/1 حاشية الجمل على الجلالين (ج3) للجمل(1/2300)
212.3-/2 تفسير سورة النور_سورة الناس د.م
212.3-/3 حاشية الجمل على الجلالين: غافر_آخر القرآن للجمل
212.3-/4 أنوار التنزيل واسرار التأويل للشيرازي البيضاوي
212.3-/5 المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (ج2): (النساء_الأعراف) لمحمد بن عطية
212.3-/6 أنوار القرآن واسرار الفرقان الجامع بين أقوال(ج1): (الفاتحة_الاسراء), (ج2): مريم_آخر القرآن) لمحمد القادي
212.3-/7 المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (ج1) لمحمد بن عطية
212.3-/8 اللباب: تفسير الشاطبي (فاتحة_ الناس) للشاطبي
212.3-/9 أنوار القرآن واسرار الفرقان (ج1) د.م
212.3-/10 الفتوحات الاسلامية بتوضيح تفسير الجلالين (ج1) للجمل
212.3-/11 تفسير القرآن الكريم (البقرة_الاسراء) وهو تكملة ومعه تفسير القرآن الكريم (الكهف_ الناس_ ثم الفاتحة) لجلال الدين المحلي
212.3-/12 تفسير الكشاف (ج1):( البقرة_الكهف), (ج2): (مريم_الناس) للزمخشري
212.3-/13 المنتخب على تفسير ما حصلت له في القرآن المنزل لأبي الحسن علي بن محمد النيسابوري
212.3-/14 لباب التأويل في معاني التنزيل: تفسير الخازن (ج1+ج2+ج3) للخازن
212.3-/15 شرح الطيب في الكشف عن قناع الريب: لحواشي الكشاف للطيبي
212.3-/16 فتوح الغيب: حواشي الكشاف(ج4): (الفاتحة_الناس) للطيبي
212.3-/17 تعليق على تفسير الفاتحة للبيضاوي للكردي
212.3-/18 الوسيط في تفسير القرآن الكريم (ج3) لأبي الحسن الواحدي
212.3-/19 حاشية الجمل على ذو الجلالين (ج2) لأبي الحسن الواحدي
212.3-/20 تفسير القرآن الكريم: (ج1): (سورة المائدة_هود) لأبي الحسن الواحدي
ملحوظة: - دم: أي دون ذكر اسم المؤلف.
ضجت نجوم الليل من حسراتي **** وشكى الفرات إلي من عبراتي
يا إخوة الإسلام يا أهل النهى **** في الأرض يا من تسمعون شكاتي
يا إخوة الإسلام دونكم اللظى **** مازال يحرق دجلتي وفراتي
مازال يعبث بالمقدس بكرة **** وأنا الجبان أعيش في غفلاتي(1/2301)
ما ذنب أرملة تكفكف دمعها **** ودموع أبناء لها وبناتي
أواه من جورالحصار ومن يد **** تغتالني وتنام فوق رفاتي
أواه من قصف المدافع فوقهم **** والناس سكرى بحفلة وكُرات
قسنطينة :17جمادى الثاني1427هـ
الموافق لـ13جويلية2006م
---
علال بوربيق
07-15-2006, 12:18 AM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول ،وأما بعد:
في هذه المكتبة الزاخرة العديد من المخطوطات في فنون شتى، غير أنني ذكرت ماله علاقة بالملتقى، هناك مكتبة أخرى زاخرة هي أيضا بنفائس المخطوطات تقع بمدينة " طولقة " وسننقل مافيها لاحقا إن شاء الله تعالى.
قال علمائنا قديما عن العلم وأدواته:
له تغرب وتواضع واترع **** وجع وهن واعص هواك واتبع
حتى ترى حالك حال المنجدي **** لو أن سلمى أبصرت تخددي
ودقة في ساق عظمي ويدي **** عضت من الوجدي أنامل اليد
---
حنان
07-20-2006, 11:57 AM
أخي الكريم علال: بوركت بتنبيهنا على المخطوطات التي اوردت... ولي استفسار كيف السبيل للحصول على بعضها؟؟؟
ونحن بانتظار بقية المخطوطات من "طولقة"...
---
(1/2302)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سلام وسؤال عن كتاب ( ضياء التأويل في معاني التنزيل )
---
سلام وسؤال عن كتاب ( ضياء التأويل في معاني التنزيل )
---
ابو حذيفة
05-13-2004, 06:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لقد سعدت كثيراً حينما توصلت إلى هذا المنتدي الجميل والذي أسأله سبحاتنه أن ينفع به ويجزل الآجر والثواب لمن قام عليه ودعمه وشارك فيه وطوره
أيها الفضلاء هذه هي المشاركة الأولى ومعذرة على الجفاء والبرود بعبارات الترحيب فإن المشاعر والأحاسيس قد يعتريها حالة من الركود والتوقف لمشاهدتها ما تهيم في حبه أو تخافه والأول هو الذي أوقف أحاسيسي فاعذروني حتى أهدأ هذا أولاً .
وثانياً اعتبروني متسولاً طرق بابكم فمن تعاليم ديننا عدم رد السائل ولو كان غنياً ومن هنا سأسألكم والرجاء ممن لديه الإجابة سرعة الرد لأسرع له بالدعاء بظهر الغيب
والسؤال : هل هناك من بحث أو رسالة علمية حول كتاب " ضياء التأويل في معاني التنزيل " لمحمد بن عبد الله بن عثمان الملقب بفوديى ؟ وجزاكم الله خيراً.
---
عبدالرحمن الشهري
05-13-2004, 07:59 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم أبا حذيفة بين إخوانك في الملتقى العلمي . وأرجو أن توضح السؤال قليلاً ، بذكر تاريخ التفسير ، وعصر المؤلف إن كنت تعرفه . وفقك الله.
---
ابو حذيفة
05-13-2004, 02:25 PM
شكر الله لك أخي عبد الرحمن
وضياء التأويل مطبوع في أربع مجلدات طبعة حجرية قديمه وهو موجود عندي والذي أريد أن أعرفه هل هناك من عمل بحثاً أو رسالة حول الكتاب ولك منى عدد حبات الرمل تحية
---
(1/2303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية-التبكير إلي صلاة الجمعة
---
برنامج إحياء السنة النبوية-التبكير إلي صلاة الجمعة
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
02-15-2007, 09:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
سنة الأسبوع (46) – بتاريخ 29/1/1428- التبكير إلى صلاة الجمعة:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم الجمعة ، وقفت الملائكة على باب المسجد ، يكتبون الأول فالأول ، ومثل المُهَجِّر ( أي:المبكر) كمثل الذي يهدي بدنة ، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كبشاً ، ثم دجاجة، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ، ويستمعون الذكر )) [ متفق عليه: 929 - 1964 ] .
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/2304)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جميعا منه
---
جميعا منه
---
أبوأحمدعبدالمقصود
01-30-2007, 11:10 PM
كان لهارون الرشيد غلام نصراني جامع لخصال الأدب وحاول الرشيد معه ليسلم فأبى وألح عليه يوما فقال الغلام : إن في كتابكم حجة لما انتحله قوله تعالى : ( وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه ) النساء :171
فدعا الرشيد العلماء يسألهم عن جوابها فلم يجد فيهم من يزيل هذه الشبهة فقيل له : قدم حجاج خراسان وفيهم علي بن الحسين بن واقد امام في علم القران فدعاه الرشيد وسأله ، فاستعجم عليه الجواب وقال يا أمير المؤمنين ، قد سبق في علم الله أن هذا الخبيث يسألني عن هذا ، ولم يخل الله كتابه عن جوابه ولم يحضرني الآن ، ولله علي أن لا أطعم حتى آتي بجوابها واندفع يقرأ القرآن في بيت مظلم أغلق عليه حتى وصل إلى قوله تعالى :" وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه " الجاثية : 13 ، ونادى افتحوا الباب وقرأ الآية على الغلام أمام الرشيد ، وقال إن كان قوله : " وروح منه " يوجب كون عيسى بعضا منه فيجب أن يكون ما في السموات والأرض بعضا منه فانقطع النصراني وأسلم وفرح الرشيد وأعطى الواقدي جائزة عظيمة .
---
محمود الشنقيطي
01-31-2007, 11:31 AM
أحسن الله تعالى إليك جزاء هذه الفائدة الماتعة القيمة..
---
(1/2305)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لمن يستخدم برنامج أهل الحديث والأثر
---
لمن يستخدم برنامج أهل الحديث والأثر
---
أخوكم في الله
05-14-2005, 09:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله.
لعل البعض من أخواننا و مشايخنا الكرام قد إستخدم البرنامج المشار اليه في العنوان وهو برنامج يحمل عليه صوتيات بعض المشايخ مثل بن باز و أبن عثيمين و الألباني رحمهم الله وغيرهم من أهل العلم......
يوجد لدي سؤال حول إضافة المحاضرات وليس الشروح حيث أني لم أستطع فعل ذلك مع أني حملته من موقعهم وأضفتها الى المجلد المخصص ولكن تأتيني رسالة أنه غير موجود؟
أتمنى ممن لديه علم بهذا البرنامج أن يرشدني الى الطريقة الصحيحة لإضافتها.
مع العلم أنني راسلت القائمين على البرنامج لكن لا جواب الى الأن.
السلام عليكم و رحمة اللهز
أخوكم في الله محمد
---
(1/2306)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دار التجويد . . موقع متميز
---
دار التجويد . . موقع متميز
---
د. هشام عزمي
07-04-2004, 02:43 AM
دار التجويد (http://www.tajweedhome.com/)
---
د. هشام عزمي
07-04-2004, 02:46 AM
انا واثق إن هذا الموقع سيعجب الشيخ فرغلي عرباوي بالذات لأنه متخصص في هذه المباحث :)
---
مساعد الطيار
07-05-2004, 03:53 AM
شكر الله لك سعيك يا دكتور
وبارك لك في عمرك وعملك .
---
فرغلي عرباوي
07-05-2004, 06:06 AM
السلام عليكم
أشكرك أخي الفاضل د هشام عزمي
وللعلم المادة العلمية الموجودة في الرابط فهي بالنسبة لي كنوز علمية في صلب تخصصي
وما لي أراك مقلا من دخول البالتوك لعل المانع خيرا
---
د. هشام عزمي
07-05-2004, 11:13 PM
جزاكم الله خيرًا على دعائكم و أنا فعلاً مقل من دخول البال توك لإنشغالي الشديد في الفترة الماضية حيث كنت مكلفًا بنوبتجية 48 ساعة من صباح الجمعة لصباح الأحد اسبوعيًا بالمستشفى التي أعمل بها مما جعلني عاجزًا عن حضور دروسكم مساء السبت من كل أسبوع رغم سابق وعدي بذلك و الله يفعل ما يشاء .
و الحمد لله تغيرت ظروفي و صار عملي لمدة 12 ساعة فقط يوميًا و ينتهي وقت صلاة المغرب مما سيتيح لي حضور الدروس إن شاء العلى القدير .. الدرس في العاشرة مساءًا ، اليس كذلك ؟
---
(1/2307)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات--تسمية الشيء بما يقاربه ويناسبه
---
وقفات--تسمية الشيء بما يقاربه ويناسبه
---
جمال حسني الشرباتي
11-24-2004, 04:25 PM
مثال ذلك قوله تعالى((يرسل السماء عليكم مدرارا))
والمقصود المطر الذي يرسل مدرارا لا السماء الحقيقية
ومثال اخر قوله تعالى في سورة يوسف((إني أراني أعصر خمرا))
والمعصور هو العنب والناتج هو الخمر
---
(1/2308)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > سؤال في غير موضعه لكن صاحب الحاجة ارعن
---
سؤال في غير موضعه لكن صاحب الحاجة ارعن
---
جمال أبو حسان
03-21-2007, 11:43 AM
عندي مشكلة في مستقبل الرسائل الهوتميل فانه لايفتح عندي منذ خمسة ايام وكلما كتبت عنوان البريد ظهرت صفحة بيضاء فهل من حل؟
---
(1/2309)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال من باحث بريطاني : ماذا تعرف عن مخطوط القرآن العثماني بمسجد الحسين ؟
---
سؤال من باحث بريطاني : ماذا تعرف عن مخطوط القرآن العثماني بمسجد الحسين ؟
---
د. هشام عزمي
06-02-2004, 05:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،،
أحد الباحثين البريطانيين المسلمين ، د. سيف الله (أبو أسد) ، من جامعة كامبريدج ، طلب مني أن أسأل الأخوة الذين لديهم أي معلومات عن مخطوط القرآن الكريم بمسجد الحسين بالقاهرة أو يعرفون أي كتب تحدثت عن هذا المخطوط أن يوافوه بالمعلومات عن تاريخ هذا المخطوط الذي تم تحديده من خلال العمر الكربوني و شكل الخط و نوع مادة المخطوط ... إلخ .. و كذلك اسماء أي كتب تحدثت عنه (مع ذكر دار النشر بالطبع) ليسهل له شراء الكتب المقترحة .
و هو أيضاً لديه سؤال عن كتاب د. صلاح الدين المنجد "تاريخ الخط العربي" ، هل في هذا الكتاب ما يفيد موضوعه عن مخطوط الحسين ؟؟ و عن عمل د. سعاد ماهر في تحديد العمر الكربوني لهذا المخطوط ؟
أرجو ألا أكون أثقلت على الأخوة و لكم جزيل الشكر مقدماً :)
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/hussein.html
---
د. أنمار
06-02-2004, 09:42 PM
سألت القارئ د. أيمن سويد حفظه الله عنه، فقال: هو قديم لكن على الأغلب ليس هو أحد المصاحف العثمانية، بسبب دوران زوايا الأحرف، والخط الكوفي في عصر سيدنا عثمان كانت زوايا الأحرف فيه أكثر حدة.
لكنه يرجح أنه يعود إلى أواخر القرن الأول أو الثاني.
---
موراني
06-02-2004, 10:15 PM
أنظر هذا الرابط بالصور
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/hussein.html
موراني
---
موراني
06-02-2004, 10:24 PM
انني أعتذر من أعماق قلبي.................
الرابط موجود أعلاه..............
أنا آسف
لكم تقديري
موراني
---(1/2310)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > الموضوع الأول :مقدمة تأصيلية لعلم الانتصار للقرآن
---
الموضوع الأول :مقدمة تأصيلية لعلم الانتصار للقرآن
---
أحمد البريدي
02-03-2006, 04:37 PM
أنزل الله كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم , وتكفل بحفظه بقوله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ". ومنذ نزوله لم يسلم من الطعن في مُبلِّغه , أوالتشكيك بمصدره , من اتهام بالسحر والكهانة والشعر ,تكفل القرآن بالرد عليها في حينه , ثم توارث الحاقدون راية الطعن من آبائهم الجاهليين , فزينوها وزخرفوها بلسان عصرهم , مستخدمين ما جدّ من معارف وعلوم , ومصداقاً للوعد الإلهي بحفظ كتابه هيئ الله علماء من أمة الإسلام , فبيّنوا عوارها وتهافتها , وردوها على أصحابها ,وظل هذا القرآن نقياً خالصاً بحمد الله يقرأه المسلمون كما أُنزل .
فهل توقف الحد عند هذا , كلا بل ما زال أحفاد الجاهليين الأوليين يتوارثون علوم آبائهم , يزخرفوها ويلبسوها أقنعة جديدة , تحقيقاً لسنة الله الباقية في المدافعة بين أهل الحق والباطل إلى قيام الساعة , لتنبري لهم طائفة من أمة الإسلام مدافعين عن كتاب ربهم في جهود تذكر فتشكر .
واستمراراً لهذه الجهود رأينا تخصيص هذه الزاوية , لكتابة الجانب التأصيلي لهذا الموضوع , مع التأكيد على أن تكون المشاركة متكاملة وموثقة شكر الله لكم جميعاً جهودكم .
ولنبدأ بمشاركة نافعة ماتعة للأخ الفاضل عبد الرحيم , وفقه الله .
---
عبدالرحيم
02-25-2006, 11:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نحو إنشاء علم جديد من علوم القرآن الكريم ( علم الانتصار للقرآن الكريم )
مقدمة(1/2311)
يُعد القرآن الكريم ـ معجزةُ الله جل جلاله الخالدة ـ أساسَ عقيدة وشريعة المسلمين، ودستور نظام حياتهم. كما تميز بأنه الكتاب السماوي الوحيد الذي يحمل معه الدليل على إلهية مصدره، هذا الدليل المتمثل بالإعجاز القرآني بمختلف وجوهه.
ومن بديع إعجاز القرآن الكريم، أنه لا تنقضي عجائبه، ولا يخلَق من كثرة الترداد، ولا يمل منه القارئ والسامع والباحث.. فلا يزداد القارئ إلا حباً لمزيد القراءة، والسامع إلا طلباً لمزيد السمع، والباحث إلا شغفاً لتكرار البحث والدراسة.
ومن يريد إثبات خطأ عقيدة المسلمين وشريعتهم ونظام حياتهم، يُخضِع القرآن الكريم إلى النقد بهدف الطعن في قطعية ثبوت مصدره، وسلامة محتواه من الخطأ والتناقض، وأسلوبه من الخطأ والزلل. ببذل جهد جبار منظم مستعيناً بخبرات مختلف علماء التاريخ والآثار واللغات والعلوم الطبيعية.. لإثبات وجود مختلف الأخطاء التاريخية والعلمية واللغوية.. وغيرها؛ لهذا تم إنشاء عدد كبير من مراكز البحوث والدراسات التي تتكامل فيها جهود الناقدين للقرآن الكريم، بمختلف تخصصاتهم وأهدافهم وجنسياتهم.
ولما كانت جهود نقد القرآن الكريم ـ بهدف بيان أخطائه ـ منظمة لها مؤسسات تُعنى بها وتدعمها بكل ما تطلب من دعم مادي ومعنوي.. كان لزاماً وواجباً مطلوباً من الغيورين عليه، السير بمنهجية علمية منظمة لمواجهة ما يوجه إلى دستور حياتهم من طعون، كما هو حق للقرآن الكريم على كل مسلم يستنير بنوره.
من هنا تأتي هذه الدراسة لتبين الحاجة إلى تأسيس علم خاص بالانتصار للقرآن الكريم، لبيان الرد العلمي الصحيح للشبهات المثارة حوله من حيث تأكيد إلهية مصدره، وسلامته من التحريف والخطأ والتناقض.
وقبل الحديث عن تعريف هذا العلم، ومحددات موضوعاته، وبيان أهميته وشرفه، ينبغي عرض لمحة تاريخية عن تاريخ الطعون حول القرآن الكريم، وجهود علماء المسلمين في ردها.(1/2312)
إثارة الشبهات حول القرآن الكريم، والانتصاف منها / لمحة تاريخية
لما علِمَ المشركون ما للقرآن الكريم من إعجاز بياني تأثيري في كل من يستمع إليه ويتدبره، تنادوا فيما بينهم: " لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " [فصلت: 26].
فكانت أول سهام نقدهم، الطعن في إلهية مصدر القرآن الكريم. فقالوا ما هو إلا أساطير الأولين: " وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ". [الأنعام: 25]. ثم قالوا بل حقائق من تعليم بشر " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا " [الفرقان:4]. وتتالت الشبهات في مصدره مضطربة مشوشة: " بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ " [الأنبياء: 5]. لذا وصفهم القرآن الكريم بالاضطراب؛ فشبهاتهم عبارة عن أقوال بلا دليل: " بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ " [ق: 5]. وقال لهم: " إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ " [الذاريات: 8].
فلم تصمد شبهاتهم الطاعنة في مصدر القرآن الكريم أمام التحدي بالإتيان بمثله، فلو كان القرآن الكريم كلام بشر، لأمكن أي إنسان الإتيان بمثله: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " [يونس: 38]. لكنهم امتنعوا عن معارضته وهم أهل الفصاحة والبلاغة، لعلمهم باستحالة ذلك، وحفظاً لماء وجههم من الإتيان بمعارضات لا يمكن مقارنتها وقياسها بأسلوب القرآن الفريد، وبلاغة ألفاظه، وفصاحة معانيه، وإعجاز نظمه.(1/2313)
عندها انتقلت الشبهات من الطعن في مصدره، إلى الطعن في محتواه. ومن الأمثلة عليه: زعم وجود شبهة خطأ تاريخي في القرآن الكريم، أثاره بعض نصارى نجران. قال المغيرة بن شعبة t: " لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تَقْرَؤونَ " يَا أُخْتَ هَارُونَ " [مريم: 28] وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا. فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُم ".([1])
ومثلها الطعون في أصالة لغة القرآن الكريم، وقد تصدى للذود عنها عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، بما اشتهر باسم: مسائل ابن الأزرق([2]) حين قال نافع بن الأزرق لنجدة بن عويمر([3]): قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن بما لا علم له به. فقاما إليه فقالا: إنا نريد أن نسألك عن أشياء من كتاب الله، فتفسرها لنا، وتأتينا بمصادقة من كلام العرب؛ فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما... ". فكان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يجيبهم عن كل شبهة بأبيات من كلام العرب.([4])
وقد اشتهر ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالحوار لرد الشبهات حول كثير من موضوعات القرآن الكريم وأسلوبه.([5])
أما بدايات التأليف في الانتصار للقرآن الكريم فأول من ألف فيه: مقاتل بن سليمان([6]) وله كتاب: " الجوابات في القرآن ". ثم سفيان بن عيينه([7]) له فيه كتاب: "جوابات القرآن"([8]). ثم قطرب([9])، واسم كتابه: "الرد على الملحدين في متشابه القرآن"([10]). وهذه الكتب الثلاثة مفقودة.
وأقدم الكتب التي وصلت إلينا في هذا العلم مفرداً، هو كتاب ابن قتيبة([11]): "مشكل القرآن ". وبعده تتالت الكتابات المستقلة للعلماء، في هذا الفن.([12])(1/2314)
وهي في غالبها دراسات نقدية لاستشكالات المسلمين، أو الرد على شبهات أصحاب البدع من المنتسبين إلى الإسلام.
أما أول ما كتبه غير المسلمون في الطعن بالقرآن الكريم، فكان كتاب " حياة محمد " ليوحنا الدمشقي([13])، وكان ذلك بين عام (81-137 هـ / 700-745م) ذكر فيه أن الإسلام فرقة مسيحية مارقة، ظهرت في عهد الإمبراطور هرقل([14]) (Hercule)، بفعل متنبئ من العرب يدعى حامد (محمد).([15])
ثم ظهرت كتابات المستشرقين الناقدة للقرآن الكريم، وأقدم ما عُرِف من نشاطات المستشرقين. دراسة استشراقية كانت بعنوان: " ماذا اقتبس محمد عن اليهودية ؟ ".([16])
أما أول طبعة للنص الكامل للقرآن وبحروف عربية، كانت في ألمانيا سنة 1694م، وتقع في (560) صفحة.([17])
ومما جاء في مقدمتها: " إنه من الضروري أن نعرف القرآن معرفة دقيقة، إذا أردنا مكافحته ".([18])
ثم أصبح نقد القرآن الكريم، فرعاً مستقلاً بذاته في الدراسات الاستشراقية ومنها:([19])
1. " تاريخ النص القرآني "، إجناس جولدتسيهر([20]) ( Ignaz Goldtziher )، عام: 1860م.
2. " مصادر الإسلام "، وليم موير([21]) (William Muir)، عام: 1901م.
3. " القرآن "، فلهاوزن([22]) ( Vellhazen ) (مقال بالمجلة الشرقية الألمانية)، عام: 1913م.
4. " مصادر تاريخ القرآن "، آرثر جيفري([23]) (Arthur Geoffrey).
ثم تتالت البحوث الاستشراقية، التي تلتها كتابات لمؤلفين من العرب، أخضعوا القرآن الكريم للمقاييس النقدية ذاتها التي تُحاكَم بها النصوص الأدبية للبشر.
وللرد على مايثيره المستشرقون ـ ومن سار على هُداهم من الكُتاب العرب([24]) ـ من شبهات، ظهرت عشرات الدراسات والمؤلفات بجهود فردية لعلماء مسلمين أرادوا الانتصار للقرآن الكريم، والذب عنه.([25])(1/2315)
وبعد تطور وسائل الاتصال، أضحى توصيل الأفكار إلى مختلف أصناف الناس في شتى أنحاء العالم متاحاً بيسر، في أسرع وقت وأقل جهد. انتشرت معه الطعونات حول القرآن الكريم على شاشات الفضائيات، وفي كثير من مواقع الإنترنت ومنتديات الحوار الديني. فصار لزاماً على المسلمين توحيد جهودهم وتنظيمها لرصد تلك الطعونات والرد عليها انتصاراً للقرآن الكريم.
[line]
تعريف علم الانتصار للقرآن الكريم
- المقصود بالعلم: الفهم والإدراك للشيء على ما هو بِهِ.([26])
- الانتصار: النصرُ: عَوْن المظلوم، والانتقام من الظالم.([27]) ونَصَرَهُ: نجَّاهُ وخلَّصَهُ.([28])
وانتصر الرجل: إذا امتنع من ظالمه.. ويكون الانتصار من الظالم: بالانتصاف منه.([29])
- القرآن الكريم: كلام الله تعالى المُعْجِزُ، المُنَزَّلُ على النبي r ،المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته.([30])
ومن تلك التعريفات من الممكن استنباط التعريف التالي لعلم الانتصار للقرآن الكريم وهو:
" العلم الذي يبحث في فهم الشبهات المثارة حول القرآن الكريم، والانتصاف منها، بالحجة المؤيَّدة بالدليل الصحيح ".
شرح التعريف :
- فهم الشبهات: وهي الخطوة الأولى للانتصار للقرآن لكريم، ولابد منها عند الشروع في الإجابة عن أي شبهة، لهذا يُقال لمن أراد الإجابة عن استفهام أو دفع شبهة: " لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره، ويؤكد الجهل عليك. ولكن افهم عنه، فإذا فهمته فأجبه. ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم، فإن الجواب قبل الفهم حُمْق ".([31])
- المثارة حول القرآن الكريم: أي أن الشبهات لا تطعن في صُلب القرآن الكريم؛ فقد ثبت بالاستقراء: أنه لا توجد شبهات حقيقية تطعن في كلام الله جل جلاله على الحقيقة، ولن ترقى أي شبهة لذلك؛ فالقرآن الكريم كلام الله جل جلاله، والكلام صفة المتكلم.(1/2316)
وبما أن الله جل جلاله متصف بصفات الكمال، منزه عن النقص والعيب.. فكلامه كذلك.
وتشمل تلك الشبهات، ما يثار من نقد حول:
1. مصدر القرآن الكريم الرباني.
2. سلامة النص الأصلي للقرآن الكريم من التحريف في مراحل جمعه وتدوينه، في مختلف العصور.
3. موضوعات القرآن الكريم: من حيث زعم وجود تناقضات بين الآيات، وأخطاء علمية وتاريخية ولغوية..
4. أسلوب القرآن الكريم: كحروف فواتح السور، ووجود اللفظ المعرب والغريب، والنَّسخ..
- الانتصاف منها: وهو الهدف الرئيس لهذا العلم، ويكون ذلك ببيان الحق والعدل، ولفت أنظار مثيري الشبهة ـ ومَن قلّدهم ـ إلى التوجيه الصحيح لمواضع الشبهات.
- الحجة المؤيدة بالدليل الصحيح: يكون الانتصاف للقرآن الكريم بدراسة نقدية علمية تبحث في أساس الشبهة، وتنقد منهجية البحث التي أدت إليها، نقداً علمياً منصفاً، ملتزماً بآداب الحوار، متصفةً بالموضوعية المبنية على الدليل الصحيح.
سواء كان الدليل شرعياً نقلياً قطعي الثبوت، قطعي الدلالة. أو عقلياً مؤيَّداً بأصول الشريعة العامة، ولا يخالفها.
محددات موضوع علم الانتصار للقرآن الكريم
يختص علم الانتصار للقرآن الكريم بالبحث في:
1. رصد وفهم وإدراك الشبهات المثارة حول القرآن الكريم.
2. الرد على الشبهات بالحجة والبرهان، مؤيَّداً بالدليل الصحيح، وفق ضوابط وآداب الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن.
3. وضع الشروط العلمية المطلوب توفرها بمن يريد المساهمة في الانتصار للقرآن الكريم.
4. بيان الحكم الشرعي في الدراسات التي تحاكم القرآن الكريم (مصدراً وأسلوباً ومحتوىً) وفق أسس مناهج محاكمة النصوص الأدبية البشرية، دون مراعاة خصوصيته الإلهية، وتفرده عن كلام البشر.
5. إظهار حقيقة الإعجاز القرآني، بلا تكلف قد يؤدي إلى الطعن في النص القرآني. ووضع ضوابطه، والرد على الشبهات حول الصحيح الثابت منه.. فالقرآن الكريم هو كلام الله المعجِز.(1/2317)
6. تجميع الجهود الفردية للعلماء المسلمين الذين بحثوا في الشبهات المثارة حول القرآن الكريم، والتعريف بها، والاستفادة منها.
أهمية علم الانتصار للقرآن الكريم
لهذا العلم أهمية كبيرة للفرد والمجتمع ومن يطلب الحق من غير المسلمين.. والأهم من ذلك: خدمة كتاب الله جل جلاله ، وصيانته، والانتصاف له من الشبهات المثارة حوله..
ومن فوائد تخصيص علمٍ خاص بالانتصار للقرآن الكريم:
1. لفت أنظار العلماء وطلاب العلم والباحثين الجدد إلى هذا العلم؛ لتخصيصه بالعناية والتأليف وتحقيق المخطوطات المتصلة به.
2. تقعيد قواعد وأسس للعلم حتى لا يدخله من ليس أهلاً له، فيفسد أكثر مما يصلح.([32]) كما لا يُقبَل أن يبحث في علوم التفسير والقراءات والتجويد.. من ليس من أهلها.
3. كي ينال هذا العلم نصيبه اللائق به من البحث ـ وخاصة في أطروحات الماجستير والدكتوراة والأبحاث المحكمة ـ .. مثل غيره من باقي مباحث علوم القرآن الكريم التي كثُرَت الدراسات والأبحاث حولها كالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمحكم والمتشابه.. وهذا لا يعني عدم البحث في تلك العلوم والمباحث، ولكن من المهم أن تكون الأولوية لعلم الانتصار للقرآن الكريم، بما يتناسب مع طبيعة الهجوم عليه من شتى الاتجاهات في عصرنا الحالي.
4. تجميع جهود العلماء السابقين واللاحقين، فيبني اللاحق على جهد السابق. ويلتقي العاملون فيه في ندوات ومنتديات خاصة بهم؛ ليتبادلوا الأفكار في الشؤون المختلفة لهذا العلم.
5. أعداء القرآن يهاجمونه بمنهجية منسقة واضحة المعالم. بينما الردود عليها فردية، بحاجة إلى تجميع وتنظيم، ولا سبيل لتجميعها إلا بإيجاد علمٍ يختص بشؤونها.
6. توفير الردود العلمية الصحيحة للعاملين في الدعوة الإسلامية، وخاصة في هذا الزمان. حيث للإعجاز القرآني الدَّور الأبرز في الدعوة الإسلامية في أوساط علماء العالم المتقدم.(1/2318)
مما جعل الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في هذا الزمان، زمن العلم.([33])
7. الدفاع عن الإعجاز القرآني فرض كفاية([34]) على الأمة، ويجب تحديد أسس واضحة علمية لمنهجية البحث فيه.
8. يضم هذا العلم ويشمل مؤلفات سابقة للعلماء ككتاب الانتصارات الإسلامية لسليمان الطوفي([35])، والانتصار للقرآن للباقلاني([36]).. فهي لا تدخل تحت أي علم من علوم القرآن الكريم الحالية كالناسخ والمنسوخ والمكي والمدني.. رغم أنها تتناول دراسة موضوعات في القرآن الكريم.
موقع علم الانتصار للقرآن الكريم بين باقي علوم القرآن الكريم وعلوم الشريعة
علوم القرآن الكريم: هي الأبحاث التي تتعلق بهذا الكتاب المجيد الخالد من حيث النزول والجمع والتدوين.. وغير ذلك من الأبحاث الكثيرة التي تتعلق بالقرآن العظيم، أو لها صلة به. والغرض منه: فهم كلام الله عز وجل.([37])
فعلوم القرآن الكريم هي: كل علمٍ يخدم القرآن، أو يستند إليه.([38])
وقد تنوعت علوم القرآن الكريم، وتعددت المباحث المتعلقة بها بحسب اجتهاد الباحث واهتماماته.. وحتى زمن التدوين.([39])
وحتى تتوضح مكانة علم الانتصار للقرآن الكريم بين باقي مباحث علوم القرآن الكريم، سيتم استعراض أبزر مباحث علوم القرآن الكريم، التي أثارت اهتمام الباحثين المعاصرين:
- مناع القطان في " مباحث في علوم القرآن " ـ وهو أكثر من توسع من المعاصرين في ذكر أنواع مباحث علوم القرآن ـ ، والمباحث التي ذكرها: المكي والمدني، أول وآخر ما نزل، أسباب النزول، تنزلات القرآن، جمع القرآن وترتيبه ورسمه، الأحرف السبعة والقراءات، المحكم والمتشابه، العام والخاص، الناسخ والمنسوخ، المطلق والمقيد، المنطوق والمفهوم، إعجاز القرآن، أمثال القرآن، أقسام القرآن، جَدَل القرآن([40])، قصص القرآن، ترجمة القرآن، التفسير والتأويل، مناهج المفسرين.(1/2319)
- وتميّز الدكتور صبحي الصالح بالحديث عن مبحث آخر منها في كتابه " مباحث في علوم القرآن " وهو: بلاغته من تشبيه واستعارات.
- والدكتور أمير عبد العزيز في " دراسات في علوم القرآن " بـ: التوافق والترابط بين السور والآيات، والآيات وخواتيمها، والسور وخواتيمها.
- والدكتور نور الدين عتر في " علوم القرآن الكريم " بـ: دلالة حروف فواتح السور، وختمَ ببيان حقوق القرآن على بني الإنسان.
- والدكتور فضل حسن عباس في " إتقان البرهان في علوم القرآن ": ختم كتابه بفصل تحدث عن: "أنماط من شبهاتهم حول القرآن الكريم ". ناقش فيها عدداً من شبهات المستشرقين والكتاب العرب.([41])
- والدكتور عبد الرسول الغفار في " الميسر في علوم القرآن ": ختم كتابه بفصل عنوانه (تحريف القرآن)، ذكر فيها الروايات الموهِمة لوقوع التحريف في القرآن الكريم ونقدها سنداً ومتناً، عند السنة والشيعة.
- وموسى شاهين لاشين في " اللآلئ الحسان في علوم القرآن ": تحدث عن المفاضلة بين القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى، وفضل سماع القرآن الكريم وحكم نسيانه.
- ومن المُلفت تقسيم الدكتور محمد نبيل غنايم لكتابه " بحوث في علوم القرآن " إلى قسمين:
الأول بعنوان: " علوم القرآن "، ويشمل: تعريفه، ونزوله، وكتابته، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وإعجاز القرآن، وفضائل وآداب خاصة بالقرآن.
الثاني: من أساليب الغزو الفكري (الطعن في القرآن الكريم): ذكر فيه بعض الطعون المثارة حول القرآن الكريم، والرد عليها.([42])
وهذا التقسيم للدكتور محمد غنايم يُبين أن بعض الباحثين المسلمين قد فَصَلوا بين دراسة ونقد الطعن في القرآن الكريم، وباقي علوم القرآن الكريم، كأنه علم مستقل غريب عنها.
بينما الحق والعدل أن يكون هذا العلم مبحثاً أساسياً من مباحث علوم القرآن الكريم كما بيَّنته هذه الدراسة.(1/2320)
وهذا ما تميز به كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني، حين كان يذكر أبرز الشبهات المثارة حول بعض علوم القرآن الكريم، ويتوسع في الرد عليها.
وعلم الانتصار للقرآن الكريم يستفيد مما كتب العلماء في شتى علوم القرآن الكريم، وبخاصة علوم القراءات والنَّسخ وتاريخ جمع وتدوين ورسم القرآن الكريم؛ فقد أثيرت حولها كثير من الشبهات.
مثلاً: لا يمكن الرد على شبهة وجود تناقضات بين آيات القرآن الكريم، دون فهم علم الناسخ والمنسوخ، والحكمة من النسخ، والفرق بين النسخ وتخصيص العام أوتقييد المطلق..
كما لعلم الانتصار للقرآن الكريم علاقة وثيقة بالإعجاز القرآني، فهو يضع المنهجية العلمية الضابطة([43]) لاستنباط شواهد الإعجاز القرآني، بمختلف وجوهه، ويرد على الشبهات المثارة حول الصحيح منها.
وعلم الانتصار للقرآن الكريم يُظهِر مميزات تلك العلوم بلغةٍ يفهمها الباحثون عن الحق من غير المسلمين، ويُقرِّب فهمها لعوام المسلمين. مستخدماً تلك العلوم لخدمة هدف: الانتصاف للقرآن الكريم.
شرف هذا العلم
المشتغل بعلم الانتصار للقرآن الكريم يكون جندياً من جند الله جل جلاله ، الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بالنصروالتمكين والتأييد، كما قال في سورة الصافات: " وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) ".
كما يكون داعية إلى الله تعالى، فكم من شخص شكَّلت الشبهات المثارة حول القرآن الكريم سداً في سبيل هدايته. فلما يتبين له الحق، تجده يقبل على الإسلام مقتنعاً مصدقاً مؤمناً، ولا أقوى من إيمان من آمن بعد العلم والاقتناع. " وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ.. " [الحج: 54].(1/2321)
عندها يجمع المشتغل بعلم الانتصار للقرآن الكريم بين خدمة كتاب الله تعالى، والدعوة إلى دينه دين الإسلام " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " [فصلت: 33].
وذلك حين تكون جهود وأبحاث العلماء المشتغلين بهذا العلم بين أيدي الدعاة وكل متشكك ومتسائل.
فهداية الناس فيها خير كثير لا يعلمه إلا الله جل جلاله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فَوَاللَّهِ لأنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ".([44])
إنَّ العاملين بهذا العلم هم الدعاة العلماء، الذين أجرهم دائم بعد موتهم، قال رسول الله r: " مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كَانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا.. ".([45]) وهذا يعطي الداعية الحافز والدافعية للعمل والدعوة مع أكبر عدد ممكن من الناس، ليُحَصِّل أعلى الدرجات.
ويكفي الدعاة فخراً أن الله تبارك وتعالى يختارهم لدعوته اختياراً، فهي دعوة له وإليه، ولذلك فهو سبحانه لا يريد أن يسير في طريقها ويحمل رايتها من ليس أهلاً لها؛ لأن دين الإسلام أشرف وأسمى من أن يتصدى للدعوة إليه غير الجديرين بهذا الشرف العظيم.
تساؤلات بين يدي الموضوع :
قد يتساءل متسائل: لماذا كل هذا الجهد، وأكثر الشبهات حول القرآن الكريم متهافتة، لا يقبلها العقل السليم.
وجواب ذلك أنه ينبغي عدم الركون إلى ضعف شبهاتهم، والدعوة إلى إماتتها بالسكوت عنها. فهذا محمد رشيد رضا لم تمنعه (تهافت) شبهة دعوى اقتباس القرآن الكريم عن شعر امرئ القيس من نقدها علمياً فقال: " لولا أن في القراء بعض العوام، لما كنت في حاجة إلى التنبيه على أن هذه القصيدة يستحيل أن تكون لعربي ".([46])(1/2322)
قارن علو همته ـ رحمه الله ـ مع تثبيط سعد زغلول مَن طالبَ مواجهة شبهات طه حسين حول القرآن الكريم: " إن مسألة كهذه لا يمكن أن تؤثر في هذه الأمة المتمسكة بدينها، هَبُوا أن رجلاً مجنوناً يهذي في الطريق، فهل يضير العقلاء شيء من ذلك ؟ إنَّ هذا الدين متين، وليس الذي شكَّك فيه زعيماً أو إماماً فليشُك كما شاء "
ومن يومها، انطلق طه حسين تحت اسم الرحمة لرجلٍ كفيف، أو التجاهل لرجل يهذي. ولكن طه حسين كان يقطع الطريق من مرحلة إلى مرحلة، مؤثِّراً في المناهج الجامعية ثم المدرسية، وفي مناهج الثقافة والأدب والتاريخ.. ففي كل ما تناوله سموم مدسوسة، وآراء للاستشراق منشورة، وشبهات مثارة، وكتب تدرَّس في الجامعات، تتناول الرسول والإسلام بعبارات فاحشة، وحفلات رقصٍ في الجامعة.. وفوق كل ذلك: أراؤه مسروقة، أخَذها من هذا المستشرق أو ذاك، دافعَ عن الإلحاد، وعن الشك، ونافَقَ الغربيين، وهاجمَ الأزهر، وأدخلَ الأساطير إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.([47])
كلاهما ـ محمد رشيد رضا وسعد زغلول ـ انتقل إلى الحَكَم العَدل جل جلاله، فأين أثَر وعمل هذا وأين ذاك ؟
وقد يتساءل آخر: لا مسوِّغ يدعو إلى إنشاء موقعٍ على شبكة الإنترنت يخاطب الناس بمختلف أصنافهم، ينبغي أن يجمع بين قوة المادة العلمية، وجمال التصميم، وغزارة الموضوعات، والدعاية الواسعة.. وهذا يتطلب بذل كثير من المال؛ لأن أكثر المواقع الإسلامية الموجودة حالياً، تأثيرها محدود جداً، لضعف الموارد المالية.. لِمَ لا تكتفون بموقعٍ عادي، لا تكلُّفَ فيه، فالإسراف حرام، والزهد مطلوب ؟!(1/2323)
وجوابه أخذُ العِبرة مما جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي 2/468: " لما ولي عمر بن عبد العزيز قال: إني أرى في أموال مسجد دمشق كثرة، فقد أُنفقت في غير حقها، فأنا مستدرك ما استدركت منها فردت إلى بيت المال، أنزع هذا الرخام والفسيفساء، وأنزع هذه السلاسل وأصير بدلها حبالاً.. فاشتد على أهل دمشق. حتى وردت عشرة رجال من ملك الروم إلى دمشق فسألوا أن يؤذَنَ لهم في دخول المسجد، فأذِن لهم أن يدخلوا من باب البريد، فوكِّل بهم رجلاً يعرف لغتهم ويسمع كلامهم ويُنهي قولهم إلى عمر من حيث لا يعلمون، فمروا في الصحن حتى استقبلوا القبلة فرفعوا رؤوسهم إلى المسجد، فنكَّس رئيسهم رأسه واصفر لونه، فقالوا له في ذلك، فقال: إنا كنا معاشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا علمتُ أن لهم مدة لا بد أن يبلغوها، فلما أخبِر عمر قال: إني أرى مسجدكم هذا غيظاً على الكفار، وترك ما همّ به ".
رضي الله تعالى عن عمر، ما أحكمه !
خاتمة
علم الانتصار للقرآن الكريم يبحث في تأكيد ربانية مصدر القرآن الكريم وتثبيت ذلك في النفوس، فزعمُ أن القرآن الكريم من اختراع سيدنا محمد r وصفٌ له بالكذب والاختلاق ـ وحاشاه ـ.
وبما أنه لا يمكن لإنسان بناء كتاب يحوي شتى العلوم ـ كالقرآن الكريم ـ ويكون في الوقت ذاته خالياً من الزلل؛ الناشئ عن طبيعة النقص البشري. فضلاً عن كونه مليئاً بالإشارات الدالة على إعجازه وتفرده.. فمهمة هذا العِلم، إثبات إحكام القرآن الكريم وعصمته من الزلل، كما يُسهِم في إظهار شتى الوجوه الصحيحة لإعجازه.
وكتاب الله جل جلاله يستحق منا مزيداً من البحث والدراسة والعناية في جوانب جديدة، تشتد الحاجة إلى الاعتناء بها في هذا الزمن، زمن الغُربَة عن الدين. ولتلبية الأمر الإلهي الذي طالب بالجهاد بكتابه الحكيم، أكبر الجهاد " فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا " [الفرقان: 52].(1/2324)
ولا سبيل لتجميع جهود العاملين بهذا الفن، وتوجيه الأنظار لمزيد من العناية بموضوعاته دراسةً ونقداً وتحقيقاً لمخطوطاته.. إلا بتخصيصه، كأي علم له قواعده وأسسه الناظمة للتأليف والبحث فيه.
المراجع :
1. القرآن الكريم.
2. أبجد العلوم، صديق بن حسن القنوجي، تحقيق: عبد الجبار زكار، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978م.
3. إتقان البرهان في علوم القرآن، د. فضل حسن عباس، دار الفرقان، عمّان، ط1، 1997م.
4. الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 2003م.
5. آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره / دراسة ونقد، عمر رضوان، دار طيبة، الرياض، 1992م.
6. الاستشراق /دراسة تحليلية تقويمية، محمد الشرقاوي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1993م.
7. إعجاز القرآن، أبي بكر الباقلاني، دار إحياء العلوم، بيروت، ط1، 1988م.
8. مباحث في إعجاز القرآن، ا.د. مصطفى مسلم، دار القلم، دمشق، ط3، 2005م.
9. الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، ط12، 1997م.
10. بحوث في علوم القرآن، محمد نبيل غنايم، دار الهداية، القاهرة، ط1، 1993م.
11. البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي، تحقيق: د. يوسف المرعشلي وآخرون، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1994م.
12. تاج العروس من جواهر القاموس، محمد الزبيدي، تحقيق: علي شيري، دار الفكر، بيروت، 1994م.
13. تاريخ بغداد، أحمد بن علي الشهير بالخطيب البغدادي، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م.
14. التبيان في علوم القرآن، محمد علي الصابوني، دار الإرشاد، بيروت، ط1، 1970م.
15. التعريفات، علي بن محمد الجرجاني، دار الكتب العلمية، ط3، بيروت، 1988م.
16. جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر القرطبي، تحقيق: أبو الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي، الدمام، 1994م.(1/2325)
17. الحدود الأنيقة، زكريا بن محمد الأنصاري، تحقيق: مازن المبارك، مركز جمعة الماجد للثقافة، دبي، 2001م.
18. دراسات في علوم القرآن، د. أمير عبد العزيز، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1983م.
19. سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق: عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر، بيروت، ط1، 1997م.
20. شذرات الذهب، عبد الحي بن أحمد الحنبلي، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، ط1، 1996م.
21. طبقات المفسرين، محمد بن علي الداودي، تحقيق: علي محمد، مكتبة وهبة، القاهرة، 1972م.
22. الطعن في القرآن الكريم، والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري، عبد المحسن المطيري، أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة القاهرة، 1998م.
23. علوم القرآن الكريم، د. نور الدين عتر، دار الخير، دمشق، ط1، 1993م.
24. العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق مهدي المخزومي، دار الرشيد، بغداد، د / ت.ط.
25. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، دار الفكر، بيروت، ط1، 1993م.
26. الفهرست، محمد بن إسحق الشهير بابن النديم، تحقيق: إبراهيم رمضان، دار المعرفة، بيروت، 1997م.
27. القاموس المحيط، محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، دار الكتب العلمية، ط1، بيروت، 1995م.
28. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1992م.
29. اللآلئ الحسان في علوم القرآن، موسى شاهين لاشين، مطبعة دار التأليف، القاهرة، 1968م.
30. لسان العرب، محمد بن مكرم الشهير بابن منظور، دار صادر، بيروت، 1997م.
31. لسان الميزان، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1995م.
32. مباحث في إعجاز القرآن، أ.د. مصطفى مسلم، دار القلم، دمشق، ط3، 2005م.
33. مباحث في علوم القرآن، د. صبحي الصالح، مطبعة الجامعة السورية، دمشق، 1958م.(1/2326)
34. مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط19، 1986م.
35. المستشرقون والقرآن، عمر لطفي العالم، مركز دراسات العالم العربي، مالطا، 1991م.
36. معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة ، تحقيق: عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت، 1991م.
37. مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد عبد العظيم الزرقاني، تحقيق: د. بديع اللحام، دار قتيبة، ط1، 1998م.
38.طه حسين حياته فكره في ميزان الإسلام، أنور الجندي، دار الاعتصام، القاهرة، ط2، 1977م.
39.معجم البلدان، ياقوت بن عبد الله الحموي، دار صادر، بيروت، 1995م.
40. المنجد في اللغة و الاعلام، لويس المعلوف، دار المشرق، بيروت، ط34، 1994م.
41. موسوعة المستشرقين، د. عبد الرحمن بدوي، دار العلم للملايين، بيروت، 1984م.
42. الميسر في علوم القرآن، د. عبد الرسول الغفار، دار ومكتبة الرسول الأكرم، بيروت، ط1، 1995م.
----------------------
الحواشي :
[1]) رواه مسلم في الآداب باب النهي عن التكني بأبي القاسم (213).
[2]) هو نافع بن الأزرق الحروري: من رؤوس الخوارج.. وإليه تنسب طائفة الأزارقة، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد ابن معاوية.. وكان إمام سوق الأهواز، ويعترض الناس بما يحير العقل في الناس.. كان يطلب العلم وله أسئلة ومناظرات مع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ. قتل سنة 65 هـ. انظر: لسان الميزان، ابن حجر6/144 (506).
[3]) هو نجدة بن عامر الحروري، من رؤوس الخوارج، زائغ عن الحق.. خرج باليمامة عقب موت يزيد بن معاوية، وقدم مكة. وله مقالات معروفة، وأتباع انقرضوا.. كاتبَ ابن عباس t يسأله عن سهم ذي القربى، وعن قتل الأطفال الذين يخالفونه وغير ذلك، واعتذر ابن عباس عن مكاتبته. انظر: لسان الميزان، ابن حجر 6/148 (520).
[4]) انظر: الإتقان في علوم القرآن، السيوطي، ص301-327 (الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر).(1/2327)
[5]) انظر الحديث الطويل الذي أخرجه البخاري معلقاً عن ابن عباس في كتاب تفسير القرآن باب سورة حم السجدة (فصلت)، وقال ابن حجر في فتح الباري 8/418: " وصله الطبري وابن أبي حاتم، بإسناد على شرط البخاري ".
[6]) هو أبو الحسن مقاتل بن سليمان البلخي (ت152هـ)، قال ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة. وقال البخاري: مقاتل لا شيء البتة. قال الذهبي: أجمعوا على تركه. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي: 7/202.
[7]) هو الإمام المجتهد الحافظ الحجة شيخ الإسلام سفيان بن عيينه الهلالي الكوفي (ت198هـ) انظر: طبقات المفسرين، الداودي: 1/196.
[8]) ذكره ابن النديم في الفهرست، ص51، والداودي في طبقات المفسرين: 1/198.
[9]) هو محمد بن المستنير أبو علي البصري المعروف بقطرب (ت206هـ)، أحد العلماء بالنحو واللغة، أخذ عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين، ويقال: إن سيبويه لقبه قطربا لمباكرته إياه في الاسحار قال له يوماً: ما أنت إلا قطرب ليل. والقطرب: دويبة تدب ولا تفتر. انظر: تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي: 3/298.
[10]) ذكره ابن النديم في الفهرست، ص78. والداودي في طبقات المفسرين:2/256.
[11]) هو العلامة الكبير ذو الفنون أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وقيل: المروزي الكاتب (ت276هـ)، صاحب التصانيف، كان رأسا في علم اللسان العربي والأخبار وأيام الناس. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي 13/296.
[12]) لمعرفة المزيد عن المؤلفات المطبوعة والمخطوطة والمفقودة في هذا الفن، انظر: الطعن في القرآن الكريم، عبد الرحمن المطيري، أطروحة دكتوراه غير منشورة، ص28-33. مع التنبيه إلى أنه قد فاته ذكر كتابين كبيرين في الرد على شبهات غير المسلمين حول القرآن الكريم:
الأول: الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية، لسليمان بن عبد القوي الطوفي، تحقيق: د. سالم القرني، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 1999م.(1/2328)
والثاني: الانتصار للقرآن، للقاضي أبي بكر الباقلاني، تحقيق: د. محمد عصام القضاة، دار الفتح/عمان، دار ابن حزم/بيروت، ط1، 2001م. ويقع كلٌّ من الكتابين في مجلدين.
[13]) هو القديس يوحنا الدمشقي (675 ـ 749م)، ولد بدمشق، ألف كتباً في اللاهوت والخطابة والتاريخ والشعر. مهَّد بمؤلفاته لنشأة تعليم الفلسفة واللاهوت بأوروبا. انظر: المنجد، لويس معلوف: 2/623.
[14]) هو هرقل الأول (610-641م)، إمبراطور بيزنطي، انتصر على الفرس واحتل مدينتهم تبريز، حيث استرجع منها الصليب المقدس الذي سرق من القسطنطينية، هرب من سوريا بعد الفتح الإسلامي عام 634م. انظر: المرجع السابق 2/595.
[15]) انظر: التبشير والاستشراق، محمد عزت طهطاوي، ص49.
[16]) كان ذلك عام 1134م على يد المستشرق اليهودي الألماني أبراهام جايجر، وقد نال عن دراسته تلك جائزة الدولة البروسية. انظر: المستشرقون والقرآن، عمر لطفي العالم، ص17.
[17]) قام بها أبراهام هنكلمان (Abram Henckelman). انظر: موسوعة المستشرقين، د. عبد الرحمن بدوي، ص303.
[18]) بين أحقاد التبشير والاستعمار، د. عبد الرحمن عميرة، ص111.
[19]) انظر: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره، عمر رضوان1/ 237 ـ 365، والاستشراق، محمد الشرقاوي ص 84 - 114.
[20]) إجناس جولدتسيهر (1850 - 1921م) مستشرق مجري. تعلم في بودابست وبرلين. ورحل إلى سورية سنة1873م، فتعرف بالشيخ طاهر الجزائري وصحبه مدة. وانتقل إلى فلسطين، فمصر، حيث لازم بعض علماء الازهر. وعين أستاذاً في جامعة بودابست وتوفي بها. له تصانيف باللغات الألمانية والإنكليزية والفرنسية، في الإسلام والفقه الاسلامي والأدب العربي، ترجم بعضها إلى العربية. انظر: الأعلام، الزركلي 1/108.(1/2329)
[21]) وليم موير (1819-1905م): مستشرق بريطاني. اسكتلندي الأصل، أمضى حياته في خدمة الحكومة البريطانية دخل البنغال سنة 1837م. وعمل في الاستخبارات وتعلم الحقوق في جامعتي جلاسجو وايدنبرج وكان سكرتيراً لحكومة الهند. ثم عين مديراً لجامعة ايدنبرج. وتوفي سنة 1902م. انظر: الأعلام، الزركلي 8/ 234.
[22]) يوليوس فلهاوزن (1844-1918م): مؤرخ، وناقد للكتاب المقدس (العهد القديم)، ألماني نصراني، في سنة 1872م صار أستاذاً في جامعة جريفسلد، ثم أنتقل إلى جامعة هله (Halle) في سنة 1882م، حيث قام بتدريس اللغات الشرقية. وتنقل بين عدة مناصب في العديد من الجامعات حتى تقاعد عام 1913م انظر: موسوعة المستشرقين، د. عبد الرحمن بدوي، ص 408.
[23]) آرثر جيفري: مستشرق أسترالي عُين أستاذاً في الجامعة الأمريكية في بيروت, ثم أستاذاً في جامعة كولومبيا , ثم أستاذاً للغات السامية في مدرسة اللغات الشرقية في القاهرة, له عدة مؤلفات منها: تحقيق كتاب المصاحف لأبي داود, المفردات الأجنبية في القرآن, وغيرها. انظر: آراء المستشرقين حول القرآن, د. عمر رضوان: 1/143.
[24]) انظر كتابات: خليل عبد الكريم، سيد القمني، نصر حامد أبو زيد، الصادق النيهوم، محمد أركون.(1/2330)
[25]) منها: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره / دراسة ونقد، عمر رضوان، دار طيبة، الرياض، 1992م. والاستشراق / دراسة تحليلية تقويمية، محمد عبد الله الشرقاوي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1993م. والاستشراق والقرآن العظيم، محمد خليفة، ترجمة: مروان عبد الصبور شاهين، دار الاعتصام، ط1، القاهرة، 1994م. والاستشراق والوعي السالب، خيري منصور، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط2، 2005م. ورد مفتريات على الإسلام، عبد الجليل شلبي، دار القلم، الكويت، 1982م. وشبهات وأباطيل خصوم الإسلام، والرد عليها، محمد متولي الشعراوي، إعداد: عبد القادر عطا، مكتبة التراث الإسلامي، بيروت، (د ت). والطعن في القرآن الكريم و الرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري، عبدالمحسن بن زبن بن متعب المطيري، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة القاهرة، 2003م. والمستشرقون والدراسات القرآنية، د. محمد حسين الصغير، دار المؤرخ العربي، بيروت، 1999م. والمستشرقون والقرآن الكريم، د. محمد أمين بني عامر، دار الأمل، ط1، إربد، 2000م. والمستشرقون والقرآن، عمر لطفي العالم، مركز دراسات العالم العربي، مالطا، 1991م. والمستشرقون، نجيب العقيقي، مجلة عالم الكتب، رجب 1404هـ، الرياض، ص249-252.
[26]) الحدود الأنيقة، زكريا الأنصاري، ص:1. وانظر: التعريفات، الجرجاني، ص:115. وكشف الظنون، حاجي خليفة، ص: 4.
وللتعرف على مختلف آراء العلماء في تعريف العلم، والملاحظات على كل تعريف، انظر أبجد العلوم، القنوجي، ص:11-32.(1/2331)
[27]) انظر: العين، الخليل بن أحمد: 2/797 (نصر). القاموس المحيط، الفيروزآبادي: 1/621(نصر). وقال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 5/334 (نصر): " النون والصاد والراء: أصلٌ صحيح يدلُّ على إتيان خَيرٍ وإيتائه. ونَصَر اللهُ المسلمين: آتاهمُ الظّفرَ على عدوِّهم، ينصرهم نَصْراً. وانتصر: انتقم، وهو منه. وأمَّا الإتيانُ فالعرب تقول: نصرتُ بَلَدَ كذا، إذا أتيتُه ".
[28]) تاج العروس، الزبيدي: 12/3538 (ن ص ر). وذكر فيه من معاني النصر: " ونصر الغيث البلد: إذا أعانه على الخصب والنبات، وقال ابن الأعرابي: النصرة: المطرة التامة. وأرض منصورة: ممطورة. وقال أبو عبيد: نصرت البلاد، إذا مطرت، فهي منصورة ".
[29]) لسان العرب، ابن منظور:5/220 (نصر).
[30]) مناهل العرفان، الزرقاني: 1/64.
[31]) جامع بيان العلم وفضله، ابن عبد البر: 1/148.
[32]) عن زِيَادِ بْنِ حُدَيْر، قَالَ: " قَالَ لِي عُمَرُ: هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ ؟ قَالَ: قُلْتُ لَا. قَالَ: يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ، وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ ". رواه الدارمي في مقدمة سننه، باب: في كراهية أخذ الرأي، رقم: (214). وإسناده حسن.
[33]) صرح (جورج بوش) رئيس الولايات المتحدة أن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، انظر خطاب (بوش) الذي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 16/11/2003م على الرابط التالي:
http://usinfo.state.gov/arabic/mena/1116rmadan.htm
كما أنه أسرع الأديان انتشاراً في كندا:
http://news.masrawy.com/masrawynews/16052003/138213news.htm
وأسرع الأديان انتشاراً في بريطانياً، وخاصة بين مدرسي الرياضيات والعلوم وأساتذة الجامعات:
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2004-02/23/article01.shtml(1/2332)
وفي سويسرا ـ وخاصة بين النساء ـ ، انظر تقرير وكالة الأنباء السويسرية على الرابط التالي:
http://www.swissinfo.org/sen/swissinfo.html?siteSect=107&sid=5416761
وأعلنَ الأزهر إشهار (مليون) ومائتي ألف أجنبي للإسلام فيه، من 1995-2005م، أكثرهم من أوروبا وأمريكا:
http://www.islammemo.cc/news/one_news.asp?IDnews=91322
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز إنترناشيونال) في عددها الصادر يوم الأربعاء 23/1/1991م، نص رسالة بعثها البابا يوحنا الثاني عشر إلى رئيس الولايات المتحدة يطالبه بمنح مزيد من الأموال دعماً للتنصير، لأن: " الإقبال على الإسلام في تزايد، بينما المسيحية في انحسار، وخاصة في الشرق الأدنى وإفريقيا وجنوب أوروبا ".
[34]) قال القاضي الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن ص22: " ومن أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه، وأولى ما يلزم بحثه، ما كان لأصل دينهم قواماً، ولقاعدة توحيدهم عماداً ونظاماً، وعلى صدق نبيهم صلى الله عليه وسلم برهاناً، ولمعجزته ثبتاً وحجة. لا سيما والجهل ممدود الرواق، شديد النفاق، مستولٍ على الآفاق. والعلم إلى عفاء ودروس، وعلى خفاء وطموس، وأهلهم في جفوة الزمن البهيم، يقاسون من عبوسه لقاء الأسد الشتيم [كريه المنظر]. حتى صار ما يكابدونه قاطعاً عن الواجب من سلوك مناهجه، والأخذ في سبيله ".
قلت: لما كان بيان أوجه الإعجاز القرآن الكريم، والكشف عن آياته البديعة، من أهم واجبات الأمة الإسلامية، كان الدفاع عنها له الحكم ذاته، إن لم يكن أوجب.(1/2333)
[35]) هو سليمان بن عبد القوي الطوفي الصرصري الحنبلي (ت 716هـ)، ولد في قرية طوفى قرب بغداد، درس ببغداد على يد عدد من العلماء أبرزهم ابن تيمية الجد والحافظ المزي. وبعد أن نبغ، درس تقي الدين ابن تيمية على يديه النحو في دمشق. له عدة كتب في الرد على النصارى منها: " تعاليق على الأناجيل الأربعة " و" تعاليق في الرد على جماعة من النصارى ". وقد كتب هذا الكتاب [الانتصارات الإسلامية] رداً على كتاب ألفه أحد المنصرين بعنوان: " السيف المرهق، في الرد على المصحف ". انظر: مقدمة المحقق [د. سالم القرني] للكتاب: 1/22-181.
[36]) هو القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري المالكي الأصولي المتكلم (ت403هـ) صاحب المصنفات صنف تصانيف واسعة في الرد على الفرق الضالة. انظر: شذرات الذهب، عبد الحي الحنبلي: 3/168.
[37]) التبيان في علوم القرآن، محمد علي الصابوني، ص197.
[38]) مناهل العرفان، محمد عبد العظيم الزرقاني: 1/38.
[39]) ذكر ابن الجوزي في كتابه (فنون الأفنان) تسعة أنواع من مباحث علوم القرآن الكريم، وأبو شامة المقدسي في (المرشد الوجيز) أربعة، والزركشي في (البرهان) سبعة وأربعين نوعاً، والكناني في (مواقع العلوم) خمسين نوعاً، والسيوطي في (الإتقان) ثمانين نوعاً. انظر مقدمة د. يوسف المرعشلي لتحقيق كتاب: البرهان في علوم القرآن للزركشي، ص61.
[40]) أي: طريقته في المناظرة، انظر ص: 298 من كتابه.
[41]) المستشرقين: (جور، جريم، دولدتسيهر، دوزي، فنسنك)، والكتاب العرب: (محمد أركون، نصر حامد أبو زيد، محمد شحرور). انظر: ص313-430 من الجزء الثاني لكتابه.
[42]) القسم الأول: من: ص1-118. والقسم الثاني: من: ص119-226.(1/2334)
[43]) الإعجاز العلمي للقرآن الكريم من أمضى الأسلحة في عصرنا الحالي لإقامة الحجة على الملاحدة، وإثبات صحة الرسالة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا ما يستدعي وضع ضوابط محددة قبل بدء النظر فيه. انظر: مباحث في إعجاز القرآن، أ.د. مصطفى مسلم، ص159. ثم ذكر عدداً من الضوابط المقترحة للباحثين في الإعجاز العلمي. انظر: ص160-165.
[44]) رواه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة خيبر برقم (2429) مطولاً. و(حُمْرُ النَّعَم): هي لون من ألوان الإبل المحمودة، وكانت مما العرب تتفاخر بها. انظر: فتح الباري، ابن حجر: 8 /257.
[45]) رواه مسلم في كتاب العلم باب من سن سنة حسنة أو سيئة برقم (2674) مطولاً.
[46]) مجلة المنار مجلد 7 / جزء 5 / ص 161. ثم أخذ يفصِّل في ردها.
[47]) طه حسين، أنور الجندي، ص221-222. وذكَر في الصفحة التالية، ملامحَ العمل التغريبي الذي قام به طه حسين في التعليم.
---
أحمد البريدي
04-07-2006, 12:59 PM
من المواضيع التأصيلية ما كتبه د. أحمد الطعان تجده على هذا الرابط بعنوان :الجدل في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5109)
---
الياسمين
09-25-2006, 01:41 PM
جزاك الله خيرا يا أستاذ عبد الرحيم. على الموضوع . وأريد المساهمة في النصرة - ان شاء الله
---
(1/2335)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > " دارفور بين الحقيقة والاداعاءات .."
---
" دارفور بين الحقيقة والاداعاءات .."
---
hedaya
09-18-2004, 05:31 PM
مأساةُ دارفورَ لم تولد في يومٍ وليلة، بل كانت نتيجة تراكم صراعات قبلية في الإقليم، دعمَتها أطراف خارجية بالمال والسلاح والتدريب، حتى تَحولت إلى حرب أهلية حَصَدت أرواحَ مئاتِ الآلاف من سكان الإقليم، في ظل غياب أي خطة دولية لوضع حد للمجاعة والحرب هناك... "سلة غذاء الوطن العربي" أضحت اليوم مهددة بأبشع كارثة إنسانية قد لا يتمكن العالم أجمع من السيطرة عليها ما لم يهب لمساعدة الحكومة السودانية على بسط نفوذها في الإقليم وسحب الغطاء والدعم فعلياً وبشكل نهائي عن عصابات السلب المسلح والجماعات المتناحرة...
لا شك أن العالم كله استنفر اليوم، وخصوصاً الغرب الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها... والسؤال يبقى عن حقيقة هذا الاستنفار وأسبابه... أهو من أجل حل الأزمة وإنقاذ ما بقي من أهل الإقليم وما بقي من ثروة هناك؟؟؟ أم من أجل تكبيل السودان بقيود الاحتلال ونهب الثروات والسيطرة على البلاد؟!!
دارفور وأبعاد الصراع...(1/2336)
استغل الغرب المناوشات في إقليم دارفور لينفذ أطماعه السياسية والاقتصادية في المنطقة... فإقليم دارفور يمكن اعتباره من الناحية الإقتصادية ثروة طبيعية ضخمة يسيل لها لعاب العالم لا سيما منها الثروة المائية والحيوانية، والنفط والمعادن واليورانيوم فضلاً عن أن الإقليم يشغل موقعاً متميزاً في القارة الإفريقية... والسيطرة عليه تعني السيطرة على القارة بأكملها، وفرصة لإنشاء قاعدة عسكرية استراتيجية في المنطقة... لذلك عمدت الدول الغربية إلى دعم القبائل المتحاربة في الإقليم بالمال والسلاح والتدريب، من أجل إبقائها متناحرة متحاربة، تبعاً للقاعدة الاستعمارية الشهيرة: فرِّق تَسُد، وبذلك يسهل عليها دخول الإقليم والسيطرة عليه تمهيداً للسيطرة على السودان، ومن ثم القارة الإفريقية بأسرها...
هل كان هناك حرب إبادة فعلاً؟!
في الواقع، يبدو جلياً أن التهمة لا أساس لها، والدليل على ذلك أن الوضع المأساوي الذي يعاني منه الإقليم لا يقتصر على طائفة بعينها... فالقبائل العربية كما الإفريقية كلها تعيش المأساة.. لكن دعم الدول الغربية لبعض القبائل أدى إلى تأجيج الصراع في المنطقة؛ فقد نشطت القبائل الأخرى في محاربة هذه القبائل بكل قوة، وهذا ما دفع الدول الطامعة في السودان إلى الادعاء بأن الحكومة السودانية تدعم "الجنجويد" بالسلاح للقضاء على القبائل الإفريقية، دون وجود دلائل على تطهير عرقي أو دعم حكومي لهم.
لماذا صحا الغرب الآن؟!(1/2337)
أما اليوم وبعد أن حلت الكارثة في الإقليم، فقد رأت الدول الغربية أن الفرصة الآن مؤاتية للدخول إلى السودان، بذريعة "الحرب على الإرهاب" و"حماية الأقليات"، وربما تجد هذه الدول ذريعة أخرى تدخل بها إلى السودان... فبعد الحرب في أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب، واحتلال العراق بحجة تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل، لَوّحت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري في دارفور لـ "حماية الأقليات من التطهير العرقي"!
بوش... والمصادفة العجيبة!
قُبيل بداية الحرب على العراق، زلّ لسان الرئيس الأمريكي بأنها حرب صليبية، وهذا ما دفع يومها للاعتقاد بأن الحرب ليست على العراق فحسب، وإنما هي حرب على الإسلام... فلا عجب إذاً أن تعد الإدارة الأمريكية العدة للحرب على إقليم دارفور... خاصة وأنه اشتهر بكثرة حفظة القرآن الكريم، وهذا ما يعزز الاعتقاد بأن الهدف هو القضاء على المدِّ الإسلامي في الإقليم، لا الحماية من التطهير العرقي كما هو الادعاء الآن..
دارفور... وهجمة المنصرين...
تَحتَ ستارِ تقديم الإغاثة الإنسانية للسكان في الإقليم، وفي ظل غفلةِ المسلمين عن الخطر فيه، دخلت البعثات الكنيسية لتشتري الدين بالمال، في ظل مجاعة لا ترحم طفلاً ولا شيخاً، وقد ساعدَ على نجاحِ مهمتها أنها تعمل في ظل غطاء دولي... وما لم تحظى هيئات الإغاثة الإسلامية بالدعم المطلوب من الدول العربية والإسلامية فإنها لن تقوى على مواجهة المد التنصيري في الإقليم مع هذه الحملة الشرسة عليه..
حماية دارفور من الخطر الداهم... كيف؟!
لا بد من وضع خطواتٍ عملية وجدية للوقوف في وجه الخطر المحدق بالإقليم الغني الفقير، وحماية الثروة والإسلام فيه، ويمكن تلخيصها بما يلي:(1/2338)
1- لا بد من اهتمام الحكومة السودانية بالإقليم: من حيث التعليم وتوفير الغذاء والخدمات الصحية، كي تبعد عن الإقليم صفة التخلف، وكي لا تسمح للقوى الغربية بدخوله تحت ذريعة تطوير البنى التحتية.
2- نشر قوات حكومية تساعد في حفظ أمنِ الأقليم، وبهذا لا يمكن التذرع بدخول قوات حفظ سلام مهما كانت جنسياتها إلى السودان.
3- دعم هيئات الإغاثة الإسلامية من أجل الوقوف في وجه المدّ الصليبي.
4- توفير حملة إعلامية ضخمة لتعريف الناس بقضية دارفور، فهذا الإقليم الذي تبلغ مساحة أراضيه عشرةَ أضعاف مساحة فلسطين لا يعرف عنه الكثير من العرب والمسلمين شيئاً، أو لم يسمعوا به أصلاً.
---
(1/2339)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإيضاح الأتم
---
الإيضاح الأتم
---
أبو حذيفة
03-12-2007, 01:04 AM
الحمد لله رب العالمين
الأخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لدي بحث بعنوان " الإيضاح الأتم لآية ولقد همت به وهم " وقد حكم البحث ومن ثم طبع الطبعة الأولى ونفد وليس لدي الوقت لطباعته مرة ثانية وأرغب في تنزيله في هذا الملتقى المبارك فما الطريقة الفضلى في ذلك ولكم خالص الشكر .
---
عبدالرحمن الشهري
03-12-2007, 06:23 AM
حياكم الله يا دكتور صالح ، وجزاكم خيراً على رغبتكم المشكورة في نشر هذا البحث على صفحات الملتقى ، وقد سبق أن أشرتم إلى هذا البحث ولم نسعد بقراءته بعدُ .
يمكنكم نشر البحث بحواشيه كملف مرفق بمشاركة تضع فيها مقدمة البحث ثم يوضع البحث كاملاً كمرفق بالمشاركة حتى يتم قراءته بحواشيه . وسأقوم إن شئت بنقله لمكتبة الشبكة حتى يسهل على المتصفحين الرجوع إليه فيما بعد بسهولة .
---
(1/2340)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الفاء العربية الشفوية
---
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الفاء العربية الشفوية
---
فرغلي عرباوي
05-01-2004, 10:59 PM
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الفاء العربية
تخرج الفاء العربية من المخرج الحادي عشر من مخارج الفم وهي حرف مهموس رخو مستفل منفتح مذلق مرقق ضعيف لكن فيه تفش كالشين والشين أكثر تفشيا منه ويقع الخطأ فيها من أوجه :
*************************************
1. تفخيمها ووقوعه يكثر من الناس ولاسيما إن أتى بعدها ألف أو حرف استعلاء أو راء نحو ) فَاكِهِينَ)(الدخان: من الآية27) – ) فَاعِلُونَ)(المؤمنون: من الآية4) – )فَخَرَجَ )(مريم: من الآية11) – ) فَضْلُ)(البقرة: من الآية64) – ) فَطَلّ)(البقرة: من الآية265) – )َ فَرَّقُوا)(الروم: من الآية32) , واحرى إن اجتمعوا نحو )ُ الْغَفَّارُ)(صّ: من الآية66) – ) فَاطِرَ)(يوسف: من الآية101) – )ا وَفَارَ التَّنُّورُ )(المؤمنون: من الآية27).
*************************************
2. والبعض يخفيها أو يدغمها فيما لو وقع بعدها الميم أو الواو نحو ) تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا)(طه: من الآية69) – ) نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ)(سبأ: من الآية9).
*************************************(1/2341)
3. ومن الأخطاء الدراجة في نطقها إهمال بيانها إذا تكررت في كلمة فالواجب بيانها لصعوبة التكرار نحو ) وَحَفَفْنَاهُمَا )(الكهف: من الآية32) – ) وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ)(النور: من الآية60) - ) أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ )(النساء: من الآية28) – )الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ)(لأنفال: من الآية66) – ) يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً)(غافر: من الآية49), وكذلك لو تكررت من كلمتين فهو آكد في البيان لتأتّي الإدغام في ذلك نحو )تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ)(المطففين: من الآية24) – ) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا)(الحج: من الآية72) – ) خَلائِفَ فِي الأَرْض)(يونس: من الآية14) – )َ فَاخْتُلِفَ فِيهِ)(هود: من الآية110) – ) مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ)(يوسف: من الآية21) – ) إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا)(يوسف: من الآية58) – ) صَوَافَّ فَإِذَا)(الحج: من الآية36) – ) كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ)(الفجر: من الآية6) – ) .
*************************************
4. أثبت علماء التجويد واللغة القدماء أن للفاء تفشيا , كما أن للشين تفشيا وذكر ذلك في كتاب النشر لابن الجزري والتمهيد وقال به مكي في الرعاية والصفاقسي في تنبيه الغافلين , والتفشي هو الريح التي تخرج بشدة عند النطق بالحرف , والفاء فيها تفشي لما فيها من التأفف كما قرره بن الجزري في التمهيد حيث أنه ذكر التفشي لها لما فيها من التأفف في صوتها فيجب على القارئ بيان ذلك التفشي مع همسها نحو ) الْمُفْلِحُونَ)(البقرة: من الآية5) – ) خَفَّفَ اللَّهُ )(لأنفال: من الآية66).
*************************************(1/2342)
5. على القارئ أن يحذر من ضم الشفتين عند الفاء الساكنة ولاسيما لو وقع قبلها حرف مضموم فعليه أن يضم الشفتين عند المضموم ثم يرجع الشفتين على هيئتهما الطبيعية عند الفاء الساكنة نحو ) الْمُفْلِحُونَ)(البقرة: من الآية5) – وكذلك يجب ضم الشفتين عند الفاء المضمومة لما في الضم من الثقل والإشارة بالضم تكون من الشفتين والفاء من مخارج الشفتين فالقارئ يجد في ذلك كلفة نحو )يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)(الانسان: من الآية7) – ) وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ)(الاسراء: من الآية34).
*************************************
6. والبعض يهمل همسها ويقلقلها قلقلة خفيفة وصلا نحو ) الْمُفْلِحُونَ)(المؤمنون: من الآية102) - ) نَخْسِفْ بِهِمُ)(سبأ: من الآية9) .
*************************************
7. ومنهم من يبالغ في ترقيقها فتصير كالممالة نحو ) فَاءُوا )(البقرة: من الآية226) – ) وَفَارَ التَّنُّورُ)(هود: من الآية40), وشبهه فترقيق الفاء واجب ولكن من غير مبالغة .
*************************************
8. , وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بتغيير صوتيه بصوت الـ ( V ) في الإنجليزية ,وذلك الحرف الإنجليزي مركب صوته من فاء عربية مخلوطة بصوت الألف فيما لو كان مفتوحا , ومخلوط بصوت الواو فيما لو كان مضموما , ومخلوط بصوت الياء فيما لو كان مكسورا, وقراءة القرآن بصوت هذا الحرف الأعجمي لا تجوز لما في ذلك من تبدل حرف مخرجه أصلى بآخر مخرجه فرعي أعجمي , وعلي من أراد الإتقان في كتاب الله , التلقي من أفواه المشايخ المسندين في كيفية التلفظ بالفاء العربية الفصيحة وغيرها من الأحرف .
*************************************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين ,..... والله من وراء القصد .
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
---(1/2343)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يفتيني في هذا ؟ وله مني الدعاء .
---
من يفتيني في هذا ؟ وله مني الدعاء .
---
سعد آل محمود
04-28-2006, 07:57 PM
يقول أبو حيان في تفسير قوله تعالى:" إنها ترمي بشرر كالقصر "
بعد أن ذكر قراءات الآية قال:" وتقدم شرح أكثر هذه القراءات في المفردات "
فما مقصوده بالمفردات؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-28-2006, 11:51 PM
المقصود بالمفردات أخي الكريم ما ذكره في أول تفسيره لهذه السورة من بيان ما أشكل من مفرداتها ؛ فأبوحيان يبدأ تفسير كل سورة أو مقطع ببيان المراد بالكلمات الغريبة التي تحتاج إلى بيان
وهذا مثل ما يذكره المتأخرون في أول تفسيرهم للآيات فيقولون : معاني الكلمات ، أو معاني المفردات
وإذا رجعت لأول تفسيره لهذه السورة فستجد قوله الذي أحال إليه
ولا تنس الدعاء وفقك الله
---
سعد آل محمود
04-29-2006, 12:00 AM
بارك الله فيك
وأحسن لك المثوبة في الدارين
---
(1/2344)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مساعدة من المختصين
---
طلب مساعدة من المختصين
---
الويسي
04-11-2007, 07:52 PM
]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا عضو جديد بهذا المنتدى الرائع الذي كثيرا ما تمنية ان اشترك فيه ارجوقبول عضويتي معكم ولكم فائق الشكر وتقدير
وكما ارجو مساعدتي في انجاز رسالتي التي انا بصدد العمل فيها بكل ما تستطيعون من عمل خطه او اي نصائح من حضرتكم بخصوص هذه الرسالة والتي هي بعنوان«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»]الدراسات التفسيرية في سورة القمر«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»]
---
(1/2345)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مساعدة من أهل القراءات والتجويد
---
طلب مساعدة من أهل القراءات والتجويد
---
bour15
10-12-2003, 12:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الى الاساتذةوالمشائخ الكرام من أهل القراءات و التجويد/
أطلب منكم مساعدتي باقتراحكم علي بعض المواضيع لتسجيلها في رسالة الماجستير
في مجال القراءات أو الرسم القرآني
وجزاكم الله كل خير
---
مساعد الطيار
10-12-2003, 10:01 PM
أخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فمن الموضوعات المتعلقة بالقراءات :
ـ تاريخ نقد القراءات حتى القرن الخامس .
ـ مفهوم التواتر في القراءات ، ودراسة مصطلحات العلماء المقاربة له ؛ كالاستفاضة والشهر وقراءة الأمة ، وقراءة أكثر القراء ...
ـ قضايا علم التجويد فيكتب القراءت ، ويدرس فيها الفرق بين علم التجويد وعلم القراءات ، وكيفية ضبط تجويد كل قارئ ...
ـ دراسة لكتب التجويد بين كتب المعاصرين وكتب المتقدمين ، يوخذ فيها مجموعة من كتب المتقدمين ومجموعة من كتب المتأخرين وتدرس مناهج مؤلفيها وطرقهم في التأليف الومسائل التي طرحوها واختلافهم في طرح المسائل وكذا في ذكر المسائل ، فهذا يُعنى بذكر شيء لا يُعنى به الآخر ...
القراءات في كتب التفسير والحديث والنحو واللغة قبل ابن مجاهد وكيفية تعامل العلماء معها .
---
أبو معاذ الكناني
10-13-2003, 08:56 PM
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وبعد .
الأخ الفاضل جعله الله علماً تقي(1/2346)
من المواضيع التي لم أرى لها بحثاً قيماً بل لازالت تحتاج التشمير عن سواعد طلاب العلم جعلنا الله وايك منهم الوقف والابتداء وفواصل الآيات( وإن كان في التفسير ) أخراج شرح للشاطبية يناسب طلاب العصر يشرح فيه معاني الكلمات التي تعتبر في هذا العصر من الغريب كذلك تراجم لعلماء القراءات والقراء إلى زماننا هذا .
نفع الله بك وعلمك علمنا ما ينفعنا .
---
(1/2347)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آية النهي عن الاستغفار للمشركين الأصح تأخر نزولها بعد الهجرة
---
آية النهي عن الاستغفار للمشركين الأصح تأخر نزولها بعد الهجرة
---
أحمد القصير
12-07-2004, 08:47 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
المشهور عند كثير من المفسرين أن آية النهي عن الاستغفار للمشركين نزلت في أبي طالب بمكة قبل الهجرة، والذي يظهر صوابه أن نزول الآية متأخر جداً عن وفاة أبي طالب، والأظهر نزولها بعد وفاة عبد الله بن أبي بن سلول، في السنة التاسعة بعد الهجرة، وأما الآية التي نزلت في أبي طالب مباشرة فهي قوله تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [القصص:56]
قال الحافظ ابن حجر: «الذي يظهر أن الآية المتعلقة بالاستغفار(1) نزلت بعد أبي طالب بمدة، وهي عامة في حقه وفي حق غيره، ويوضح ذلك لفظ: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعدَ ذَلِكَ(2) { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ }، وَأَنْزَلَ فِي أَبِي طَالِبٍ: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } ».(3)، ولأحمد(4)، من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة في قصة أبي طالب - قال: «فأنزل الله: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }.(5)».(1/2348)
وقال: «وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمِّهِ لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها، فنزلت هذه الآية(6)، والأصل عدم تكرر النزول، وقد أخرج الحاكم، وابن أبي حاتم(7)، من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلاً، ثم بكى فبكينا لبكائه، فقال: إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي، واستأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي؛ فأنزل علي: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ } ».وأخرج أحمد(8) من حديث ابن بريدة، عن أبيه نحوه، وفيه:«نزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب ». ولم يذكر نزول الآية، وفي رواية الطبري(9) من هذا الوجه: «لما قدم مكة أتى رسم قبر». ومن طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية: «لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس، رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها؛ فنزلت»(10). وللطبراني(11) من طريق عبد الله بن كيسان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما نحو حديث ابن مسعود، وفيه:«لما هبط من ثنية عسفان(12)». وفيه نزول الآية في ذلك. فهذه طرق يعضد بعضها بعضاً، وفيها دلالة على تأخير نزول الآية عن وفاة أبي طالب، ويؤيده أيضاً أنه قال يوم أحد بعد أن شج وجهه:« رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون(13)».(1/2349)
قال: «ويحتمل أن يكون نزول الآية تأخر، وإن كان سببها تقدم، ويكون لنزولها سببان: متقدم وهو أمر أبي طالب، ومتأخر وهو أمر آمنة، ويؤيد تأخير النزول استغفاره صلى الله عليه وسلم للمنافقين حتى نزل النهي عن ذلك؛ فإن ذلك يقتضي تأخير النزول وإن تقدم السبب، ويشير إلى ذلك أيضاً قوله في الحديث: «وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } ».(14)؛ لأنه يشعر بأن الآية الأولى نزلت في أبي طالب وفي غيره، والثانية نزلت فيه وحده، ويؤيد تعدد السبب ما أخرج أحمد، عن علي رضي الله عنه قال:«سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ فَقُلْتُ: أَيَسْتَغْفِرُ الرَّجُلُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَال:َ أَوَلَمْ يَسْتَغْفِرْ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ } ».(15)».اهـ (16)
قلت: ومما يؤكد تأخر نزول قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ } عن قصة أبي طالب:
1- قوله في الآية: (والذين آمنوا) وهذا يدل على أن الاستغفار وقع من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعض المؤمنين، وقصة أبي طالب لم يكن الاستغفار فيها إلا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
2- أن هذه الآية وردت في سورة التوبة، وسورة التوبة مدنية، ومن أواخر ما نزل.
3- أن الله تعالى لم يُعاتب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته على عبد الله بن أبي، وإنما أنزل النهي فقط، ولو كان قد سبق النهي عن الاستغفار لمن مات على الكفر؛ لعاتب الله تعالى نبيه على ذلك.
=============
هوامش التوثيق
=============(1/2350)
(1) هي قوله تعالى: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }.
(2) لفظة « بعد ذلك » لم أقف عليها في روايات الحديث.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، حديث (4772)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (24).
(4) مسند الإمام أحمد (2/434)، وأخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (25).
(5) فتح الباري (7/235).بتصرف يسير.
(6) أخرج الطبراني في الكبير (11/374) عن ابن عباس رضي الله عنه: « أن رسول الله r لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر، فلما هبط من ثنية عسفان، أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم، فذهب فنزل على قبر أمه؛ فناجى ربه طويلاً.... الحديث ». وسيأتي قريباً، مع بيان درجته.
(7) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/366)، وابن أبي حاتم في تفسيره (6/1893)، كلاهما من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود، به.قال الذهبي في التلخيص: « أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين ».
(8) مسند الإمام أحمد (5/355). وإسناده صحيح.
(9) تفسير ابن جرير الطبري (6/489).
(10) المصدر السابق.
(11) المعجم الكبير (11/374). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/117):« فيه أبو الدرداء: عبد العزيز بن المنيب، عن إسحق بن عبد الله، عن أبيه، عن عكرمة. ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أرَ من ذكرهم ».
(12) عُسْفَان - بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء وآخره نون -: قرية جامعة، بها منبر ونخيل ومزارع، على ستة وثلاثين ميلاً من مكة، وهي حد تهامة. انظر: معجم البلدان (4/121-122).
(13) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب أحاديث الأنبياء، حديث (3477)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (1792).(1/2351)
(14) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، حديث (4772)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (24).
(15) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/99)، حديث (771)، والترمذي في سننه، في كتاب التفسير، حديث (3101)، وحسنه الألباني، في صحيح سنن الترمذي ، حديث (3101).
(16) فتح الباري (8/367-368).
---
جمال حسني الشرباتي
12-07-2004, 10:30 PM
ألأخ الشيخ القصير
لم أتبين رأيك بدقة ---هل أنت تؤيد رأي من قال أن الآية نزلت في موضوع إستغفار الرسول عليه الصلاة والسلام لوالديه أم لا؟؟
ونقطة أخرى أستوضحك فيها---أليس أبوا الرسول عليه الصلاة والسلام من أهل الفترة فلا يوصفان بالشرك؟؟؟
---
أحمد القصير
12-08-2004, 02:19 PM
الذي يظهر لي والله أعلم تأخر نزول الآية إلى السنة التاسعة بعد الهجرة، دون تعيين لسبب النزول.
وأما مسألة أهل الفترة وحكم والدي النبي صلى الله عليه وسلم فهذه مسألة أخرى ولعلك تستفيد من الرابط التالي ففيه مناقشة لهذه المسألة:
اضغط هنا (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17364&highlight=%D5%CD%C9+%CD%CF%ED%CB+%C7%CD%ED%C7%C1+% E6%C7%E1%CF%ED+%C7%E1%D1%D3%E6%E1+%D5%E1%EC+%C7%E1 %E1%E5+%DA%E1%ED%E5+%E6%D3%E1%E3)
---
أحمد البريدي
12-08-2004, 08:27 PM
يا شيخ أحمد لو سقت الدليل المشكل لتبين للأخوة وجه إيرادك لهذه المسألة ذلك أن الإمام مسلم روى قصة وفاة أبي طالب وحضور النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فلم مات على الكفر قال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله لأستغفرن لك مالم أنه عنك قال الراوي :فأنزل الله عز وجل : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ... " وأنزل
الله في أبي طالب : إنك لا تهدي من أحببت ... " .
والذي يظهر لي أن القول بتأخر نزولها مع تعدد هذه الأسباب ووقوعها في أزمنة متباعدة , لا يسلم من الأعتراض(1/2352)
فالصيغة في الحديث واحدة في السببية , فلم اعتبرت الثانية دون الأولى ,ولذا فالقول بتكرار النزول لا مانع منه في هذه الحالة , وتكون هذه الآية مكية في سورة مدنية, والله أعلم
---
أحمد القصير
12-09-2004, 12:09 AM
يلزم على القول بتقدم نزول الآية إشكال وهو ما روي في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْه ِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ، فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً } وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ. قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ][التوبة: 84 ] .
وجه الإشكال :(1/2353)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/190):« قوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ] [التوبة:113] هذه الآية نزلت في قصة أبي طالب حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم : «لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ». وكانت وفاة أبي طالب بمكة قبل الهجرة اتفاقاً، وقصة عبد الله بن أبي هذه في السنة التاسعة من الهجرة، فكيف يجوز مع ذلك الاستغفار للمنافقين مع الجزم بكفرهم في نفس الآية ؟».اهـ
---
أحمد القصير
02-25-2005, 12:44 AM
يرفع للفائدة ومزيد من النقاش
---
(1/2354)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل من لجنة علمية لموقع إسم الله
---
هل من لجنة علمية لموقع إسم الله
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
10-03-2006, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع إسم الله
http://esmallah.org/
موقع يهتم بالبحث الإسلامي العلمى
تأتيه موضوعات مطلوب إبداء الرأي فيها من متخصصين فى الدراسات الإسلامية ، درجتهم العلمية لا تقل عن دكتور
هل من أحد لذلك
فقط نطلب الإسم والبريد الإكترونى والدرجة العلمية (وسيتم نشر البيانات التى يفضلونها فى الموقع باعتبارهم اللجنة العلمية للموقع)، وسيتم إرسال المواضيع دوريا على بريدهم ، لإبداء الرأي فيها قبل نشرها
ونرجو الإهتمام إلا ستظل موضوعات قيمة لا يمكن نشرها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن مراسلتى على الخاص أو على بريد الموقع
esmallah1@hotmail.com
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
10-24-2006, 11:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نشكر ونرحب بالدكتور: أحمد بزوي الضاوي
في اللجنة العلمية لموقع إسم الله
ونشكره علي إشرافه العلمي القيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
(1/2355)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل زاد المعاد في هدي خير العباد - ملفات وورد
---
حمل زاد المعاد في هدي خير العباد - ملفات وورد
---
إمداد
07-21-2005, 12:31 PM
حمل زاد المعاد في هدي خير العباد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=8571
من ملتقى أهل الحديث
---
(1/2356)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > عندي إشكال أتمنى من الأخوة المساعدة
---
عندي إشكال أتمنى من الأخوة المساعدة
---
أبوحذيفة1
05-26-2004, 10:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أن مشترك جديد معكم وإن كنت متابعا للمنتدى منذ فترة ليست بالقصيرة من خلال المطالعة فقط.
إشكالي هو كالتالي:
تتبعت موضوع (( هل فسر النبي عليه الصلاة والسلام كل القرءان أم لا؟))
وخلصت من كلام الأخوة ونقولاتهم أن في المسألتي قولان.
الأول أنه فسر القرءان كله ويدخل في هذا تفسيره العملي بالسنة والتطبيق وغيرها وليس شرطا أن يفسره لفظيا.
والثاني أنه فسر ما يحتاج للتفسير فقط فإن الصحابة كانوا عربا أقحاحا يفهمون معاني القرءان بسليقتهم.
الإشكال:
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر كل القرءان أو فسر ما يحتاج إليه الصحابة. فكيف نوجه كلام بن عباس أن هناك من التفسير ما لا يعلمه إلا الله.
فهل في هذا دليل أن هناك آيات لم يفسرها النبي والحاجة تدعو لها فلذلك قال بن عباس هناك تفسير لا يعلمه إلا الله.
أشكر لكم تجلية الغبش عن ذهن أخيك سائلا الله تعالى أن يكتب لكم بكل حرفا ما تقر به أعينكم من الحسنات.
أخوكم أبوحذيفة/طالب ماجستير
---
طالب معرفة
05-27-2004, 12:47 AM
كثيرا ما يظن عموم الناس ومنهم كثير من الباحثين أيضا في مجال التفسير أن التفسير النبوي هو تلك الأخبار والروايات المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي لها علاقة من قريب أو بعيد بالايات القرآنية.والتي تشرح بعض الألفاظ أو تبين بعض المعاني، أو تبرز فضل سوره أو قصة آية.(1/2357)
وكثيرا ما ربطوا بين هذه التفسيرات وبين قوله تعالى:" ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا"، أو قوله سبحانه: "ونزلنا إليك الدكر لتبين للناس ما نزل إليهم من ربهم ولعلهم يتفكرون" ، فتكون مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي التفسير والبيان ، والذي معناه : الشرح والتوضيح وبيان المعاني، وكشف الخفايا، وحل الإشكالات وغيرها من مهام المفسرين للقرآن الكريم.
غير أنه بالرجوع إلى النصوص القرآنية المستدل بها، وقراءتها في سياقاتها يتبين الخطأ الذي وقعوا فيه، فقوله تعالى: "ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا" ، إذا قرئ في سياقه القرآني، فإنه لا يتعلق بالتفسير اللغوي للكلمات وشرح العبارات وبيان المعاني، وإنما بإبراز الحقائق ودمغ الشبهات والأباطيل، فالمثل الذي يأتي به المشركون ليس كلمات، والتفسيرالذي يقدمه الرسول صلى الله عليه وسلم ليس شرحا لهذه الكلمات، فالمثل إنما هو للدفاع عن عقيدة باطلة منحرفة تتمثل في إنكار البعث، وهذا المثل هو عظم يتحدى به المشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأله عن كيفية إحيائه بعد أن أصبح رميما، والتفسير الذي قدمه النبي صلى الله عليه وسلم هو مجموعة من الحقائق التي أبرزها صلى الله عليه وسلم في وجهه وفي وجه كل منكر للبعث، قال تعالى : وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم ، بلى إنه هو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون. فهذا البيان النبوي لا يتعلق بمفهوم التفسير الذي درج عليه الباحثون والمتعلق باللفظ والمعنى، وإنما هو بيان يتعلق بالمعرفة والاعتقاد، والعرب الذين نزل القرآن فيهم لم تكن عندهم مشكلة لغوية، ولا محمد صلى(1/2358)
الله عليه وسلم كان أستاذ لغة، وإنما كانت مشكلتهم مع الايمان والكفر والحق والباطل، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحمل رسالة تخرج الناس من الظلمة إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن الباطل إلى الحق، فهو يبين لهم ما يختلفون فيه من الحق ، وما اتبعوا فيه أهواءهم ، وما كتموا من الحق، وما ألبسوا فيه الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون وغيرها من البيانات التي تحدث عنها القرآن بتفصيل عظيم، وكلها لا علاقة لها بالتفسير الذي درج عليه المفسرون فيما بعد.
وبناء على هذا المعنى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين القرآن كله، وبيانه له هو تبليغه وعدم كتمانه أولا، وقراءته على الناس على مكث، وتعليمهم إياه ومجاهدتهم به، والرد على شبهاتهم وفضح ما يكتمون من الكتاب وما ألبسوا فيه الحق بالباطل وغيرها من المهمات النبوية التي قام بها عليه الصلاة والسلام.
أما ما ورد في الروايات والأحاديث فليس هو المقصود بالبيان القرآني الذي نتحدث عنه، وإنما هو بعض ما وصل إلينا من أخبار عن القرآن ونزوله وشرح بعض مفرداته بمفهوم التفسير كما هو عند علماء التفسير.(1/2359)
أما التأويل فله معنى آخر يفهم في سياقه، وهو الوقوع والمآل وليس الشرح والتفسيربالمعنى الموجود عند المفسرين، ومنه قوله تعالى: ويوم" يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل " وقوله :"هدا تاويل رؤياي قد جعله ربي حقا" بمعنى: ويوم يقع ما كدبوا به، والإية الثانية بمعنى: لقد وقع الأمر كما جاء في الرؤيا، وباقي النصوص إنما هي في هذا المعنى، ومنها قوله : وما يعلم تأويله إلى الله، بمعنى:ولا يدرك كيفية وقوع ما أخبر به سبحانه إلا هو، وهوبيان لهول ذلك اليوم الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، ولا علاقة لكل ذلك بالتفسير والبيان كما هو عند المفسرين والعلماء، وهو ما يفند التوجيه المنسوب إلى ابن عباس والذي اختاره مجموعة من العلماء، والذي يذهب إلى أن جزءا مهما من القرآن لا يعلم معناه إلا الله. وهو مناف للبيان الرباني حيث لا يمكن أن يخاطبنا الله سبحانه وتعالى ويكلفنا بما لا نفهمه.
والسلام
---
أبو بكر الأمريكي
05-27-2004, 02:20 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا نص كلامي من موضوع آ خر لعلك ستجد الجواب لسؤالك فيها:
وقال شيخ الإسلام في مقدمته في أصول التفسير:
فصل يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى : { لتبين للناس ما نزل إليهم } يتناول هذا وهذا وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن : كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ؛ ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة . انتهى من كلامه
وهذا الأثر مذكور في تفسير الطبري وغيره وأيضا روى الإمام الطبري مثله بإسناد حسن عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.(1/2360)
وروى الإمام أحمد(246 و 350) وابن ماجه (2276) وغيرهم عن عمر رضي الله عنه أنه قال:
إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة
هذا الحديث صححه الشيخ الألباني في تعليقه على سنن ابن ماجه
فدل هذا الحديث على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبين لهم ما يحتاجون إليه من معاني الآيات ومعرفة الأحكام. كيف لا وهو القائل:
إنه ليس شيء يقربكم من الجنة إلا وأمرتكم به وليس شيء يقربكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه
والحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني برقم (2866) وبين فيه طرقه وتصحيحه إياه
---
أبو بكر الأمريكي
05-27-2004, 02:34 AM
وكلام ابن عباس في أنه قسم من التأويل غير معلوم فهذا كصفات الله معانيها معروفة في لغة العرب ولكن الكيف غير معلوم. ومن معنى التأويل إدراك حقيقة الشيء فلا نستطيع أحد أن يدرك حقيقة وكيفية استواء الله لأنه لا يشبه خلقه فلا سبيل لنا إلى تعيين الكيف. كما قال الإمام مالك إذا سأله رجل عن قوله { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى ؟ فأجاب مالك: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا) أو كما قال ثم أمر به فأخرج
وقال بعض المفسرين أن الحروف المقطعة من المتشابهات التي لا يعرف معناها إلا الله وفيل أنها حروف مجردة عن المعاني. وقيل غير ذلك ارجع إلى تفسير ابن كثير لبسط الأقوال في ذلك
---
أبوحذيفة1
05-27-2004, 06:23 PM
أشكر لكم أخوتي الكرام تجيلة ما بي من الغبش إلا أن الأخ أبا بكر الأمريكي قد أورد علي إشكالا آخرا في الحديث الذي ذكره ((وروى الإمام أحمد(246 و 350) وابن ماجه (2276) وغيرهم عن عمر رضي الله عنه أنه قال:إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة))(1/2361)
فتفسير آية مثل أية الربا مهم لأنه يمس حياة الناس وهو تعامل معروف عندهم في الجاهلية وقد جاء الإسلام بالنهي عنه.
فما توجيه كلام عمر بارك الله فيكم ؟ سائلا الله تعالى أن لا أكون قد أثقلت عليكم
---
أبو بكر الأمريكي
05-27-2004, 07:42 PM
وعليكم السلام
الجواب على هذا سهل جدا. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل حكم الربا قبل نزول الآية. انظر بلوغ المرام للحافظ ابن حجر سترى مجموعة أحاديث في هذه المسألة
---
(1/2362)
Click here...(1/2363)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الشيخ عبد الكريم الخضير يلقي دروساً في القواعد الفقهية
---
الشيخ عبد الكريم الخضير يلقي دروساً في القواعد الفقهية
---
احمد بن حنبل
09-02-2006, 03:30 PM
يشارك فضيلة الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير في الدورة العليمة التي ينظمها جامع الراجحي الجديد.. حيث يشارك فضيلته بدروس في القواعد الفقهية..
وذلك بعض صلاة العصر بدأً من السبت 9/8 وحتى: يوم الأربعاء: 13/8 / 1427هـ
وستنقل الدروس عبر موقع البث الإسلامي..
فاحضر لتستفيد علماً ينفعك.. أو مجلس علمٍ تجلس فيه فيغفر الله لك ويرفعك..
---
(1/2364)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن كثير وابن جرير (1)
---
بين ابن كثير وابن جرير (1)
---
محمد العبدالهادي
03-03-2004, 01:36 PM
1- في قوله تعالى:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18)} [سورة البقرة 2/17-18]:قد رجح ابن جرير في هذه الآية أن المضروب لهم المثل في هذه الآية لم يؤمنوا في وقت من الأوقات واحتج بقوله تعالى :"ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين"، قال ابن كثير رحمه الله تعالى :" والصواب أن هذا إخبار عنهم في حال نفاقهم وكفرهم ، وهذا لاينفي أنه كان حصل لهم إيمان قبل ذلك ، ثم سلبوه وطبع على قلوبهم ، ولم يستحضر ابن جرير رحمه الله هذه الآية ههنا وهي قوله تعالى :" ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لايفقهون "؛فلهذا وجه هذا المثل بأنهم استضاءوا بما أظهروه من كلمة الإيمان في الدنيا ، ثم أعقبهم ظلمات يوم القيامة ".(1/202).
لعل كلام ابن كثير في الآية أظهر ،ولكن ماسبب تفسير ابن جرير ؟ هل كان مراعاة للسياق العربي ( وماهم بمؤمنين)فهي جملة اسمية ونافية ، والجملة الاسمية تفيد الثبوت والدوام؟ ما تعليقكم ؟
---
(1/2365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مجموعة من التوقيعات .. لا تحرم نفسك الأجر
---
مجموعة من التوقيعات .. لا تحرم نفسك الأجر
---
ضياء الإسلام
03-31-2006, 08:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتههذه مجموعة من التوقيعات الرائعة أرجو أن يجعل الله أجرها في ميزان حسناتنا فلا تترددوا في استعمالها ليعم الأجر
---
أبو عبد الرحمن العتيبي
04-11-2006, 08:24 PM
جزاك الله خيرا .
---
ضياء الإسلام
04-12-2006, 08:35 PM
وإياكم يا أخي أبو عبد الرحمن أشكر لك مرورك الكريم على الموضوع واهتمامك
جعلني الله وإياك من خدام دينه
ومن جنده في الأرض
وأعاننا على طاعته ونفع بنا الأمة
أرجو أن تستخدمها وتنشرها ليعم الأجر
........................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
---
ابو زيد
04-13-2006, 08:53 PM
جزاكم الله خيرا
---
ضياء الإسلام
04-14-2006, 01:11 AM
جزانا الله وإياك يا أخي أبو زيد خير الجزاء
مشكور يا كريم أكرمنا الله وإياك بالفردوس الأعلى بصحبة سيد الخلق أجمعين
...........................................
فداك نفسي يا حبيبي يا رسول الله
---
(1/2366)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما وجه التغاير في العطف الموجود ب(ولولا كلمة ٌ سبقت من ربك لكان لزاما و أجلٌ مسمى )؟
---
ما وجه التغاير في العطف الموجود ب(ولولا كلمة ٌ سبقت من ربك لكان لزاما و أجلٌ مسمى )؟
---
أخوكم
04-03-2004, 07:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت للكثير من أهل التفسير _ نور الله دنياهم وأخراهم _ عند قوله سبحانه :
(.. ولولا كلمة ٌ سبقت من ربك لكان لزاما وأجلٌ مسمى ..)
فرأيتُ تعاريفهم للـ " كلمة" كلها تدور حول تأخير الحساب
وأن تلك الـ " كلمة " معطوفة على الأجل
ومن باب تسهيل السؤال تصبح الآية بهذا الشكل
(..ولولا كلمة ٌ سبقت من ربك ( و) أجلٌ مسمى لكان لزاما..)
فقلت في نفسي :
بما أن التعاطف يقتضي التغاير_ على الصحيح من أقوال أهل العلم _
فهل حصل تغاير في المعنى بين الـ "كلمة" والـ "الأجل المسمى"
؟ فإن حصل فكيف ذلك ؟
أفيدوني بارك الله فيكم
---
أخوكم
03-07-2005, 07:01 AM
أخبرتني زوجتي أن وجه التغاير ربما يكون كالتالي :
الكلمة هي تأخير العذاب ، بينما الأجل المسمى أن للعذاب وقت معين ، فليس التأخير غير محدود
ومما يؤيد ذلك أن هذا هو ظاهر الآية ..
نسأل الله العظيم أن يجيرنا من عذابه
---
أبومجاهدالعبيدي
03-07-2005, 08:05 AM
لعل الكلمة هي ما عبر عنها الرازي بقوله : ( لا شبهة أن الكلمة إخبار الله تعالى ملائكته ، وكتبُه في اللوح المحفوظ أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإن كذبوا يؤخرون ولا يفعل بهم ما فعل بغيرهم من الاستئصال ) انتهى.
وأما الأجل المسمى فالأقرب أنه عذاب الآخرة ، والمعنى : ولولا أجل مسمى في الآخرة لذلك العذاب .
والله أعلم
---
أبو زينب
03-07-2005, 08:50 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(1/2367)
ذهب الشيخ زكرياء الأنصاري في كتابه " فتح الرحمن شرح ما يلتبس من القرآن " إلى أن الكلمة قوله تعالى في الحديث القدسي " سبقت رحمتي غضبي " أو قوله تعالى " و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم " (الأنفال 33) أو قوله تعالى " و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ( الأنبياء 107 ) .
والمراد بالأجل حسب ابن عاشور : ما سيُكشف لهم من حلول العذاب: إما في الدنيا بأن حل برجال منهم وهو عذاب البطشة الكبرى يومَ بدر؛ وإما في الآخرة وهو ما سيحل بمن ماتوا كفّاراً منهم. وفي معناه قوله تعالى:{ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً }[الفرقان: 77].
مع ملاحظة أنه يجوز عطف { وَأَجَلٍِِ } على ضمير { لَكَانَ } المستتر أي لكان الأخذ العاجل و الأجل المسمى لازمين لهم .
و الله أعلم
---
(1/2368)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يلزم مخالفة الناسخ للمنسوخ؟
---
هل يلزم مخالفة الناسخ للمنسوخ؟
---
طلال العولقي
12-06-2004, 12:33 AM
السلام عليكم
أيها الأخوة ذكر شيخ الاسلام الامام ابن تيمية - رحمه الله - في الجواب الصحيح كلاماً في أن آية السيف ليست ناسخة لآية التي تدعو إلى مجادلة الكفار ودعوتهم إلى الاسلام؟ لأن آية السيف ليست مخالفة لآية المجادلة بل يمكن الجمع بينهما؟ فالسؤال وفقكم الله هل هذا على الدوام بأن الناسخ يخالف المنسوخ؟
---
جمال حسني الشرباتي
12-07-2004, 07:43 AM
إسمح لي
إن مدلول كلام الشيخ إبن تيمية أن لا ناسخ ولا منسوخ بين الآيتين المذكورتين لإمكانية الجمع بينهما
والتوجه العام لدى العلماء هو استبعاد القول بالنسخ كلما امكن ذلك
ولننظر معا إلى الآيتين
((قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [ الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66]))
واضح أن موضوع الآيتين واحد ولكن فيهما حكمين لا يمكن الجمع بينهما فقال العلماء بالنسخ
وقد يأتينا مفسر فيقول--أن النسبة وهي واحد مؤمن مقابل عشرة تكون في بداية الدعوة والجهاد
وأن النسبة واحد إلى إثنين تكون بعد قطع الدعوة شوطا مناسبا---فهي محاولة منه للتخلص من القول بالنسخ--وإن كان قوله مستبعدا
---
فهد الوهبي
12-07-2004, 05:09 PM
الأخ طلال وفقه الله ..
النسخ هو أحد طرق دفع التعارض بين النصوص وهو في اصطلاح المتأخرين :
( رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم بخطاب متراخ عنه ) .
أو هو :
( رفع الحكم الشرعي بخطاب متراخ ) .
ومن شروط القول بالنسخ :(1/2369)
أن يمتنع اجتماع الناسخ والمنسوخ بأن يكونا متنافيين قد تواردا على محل واحد ، يقتضي المنسوخ ثبوته والناسخ رفعه أو العكس .
---
(1/2370)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال
---
إشكال
---
المعتز بالإسلام
08-15-2004, 05:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الله جل ذكره ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ... لماذا خص البنين دون البنات ؟
---
محمود الشنقيطي
11-05-2006, 06:34 PM
يجاب عن ذلك بعدم اطراد محبتهن عند جميع الناس,وقد فسر بعض العلماء قول الله في نفس الآية(والباقيات لصالحات) بأنهن البنات,قال الإمام القرطبي رحمنا الله وإياه:{وقد قيل الباقيات الصالحات هي النيات والهمات لأن بها تقبل الأعمال وترفع قاله الحسن,وقال عبيد بن عمير:هن البنات يدل عليه أوائل الآيةقال تعالى(المال والبنون زينة الحياة الدنيا )ثم قال:(والباقيات الصالحات) يعني البنات الصالحات هن عند الله لآبائهن خيرٌ ثوابا وخير أملا في الآخرة لمن احسن إليهن,يدل عليه ماروته عائشة رضي الله عنها قالت:دخلت علي امراة مسكينة.. الحديث.
وقد ذكرناه في سورة النحل في قوله تعالى {يتوارى من القوم} النحل59 الآية,وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال(لقد رأيت رجلا من أمتي أمربه إلى النار فتعلقن به بناته وجعلن يصرخن ويقلن:رب إنه كان يحسن إلينافي الدنيا فرحمه الله بهن).
وقال قتادة في قوله تعالى (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما)قال: أبدلهما منه ابنة,فتزوجها نبي فولدت له اثني عشر غلاما كلهم أنبياء}10/358...
---
(1/2371)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مختارات 104(الأدب صورة العقل)
---
مختارات 104(الأدب صورة العقل)
---
د. محمد مشرح
12-24-2005, 10:45 PM
مختارات 104(الأدب صورة العقل)
حكى الأصمعي- رحمه الله- أنَّ أعرابيًّا قال لابنه: "يا بُني.. العقل بلا أدبٍ كالشجر العاقر، ومع الأدب دعامةٌ أيد الله بها الألباب، وحليةٌ زيَّن الله بها عواطلَ الأحساب، فالعاقل لا يستغني- وإن صحت غريزته- عن الأدب المخرج زهرته، كما لا تستغني الأرض وإن عذبت تربتُها عن الماء المخرج ثمرتها".
وقال بعض الحكماء: "الأدب صورة العقل فصوِّر عقلَك كيف شئت".
وقال آخر: "العقل بلا أدب كالشجر العاقر، ومع الأدب كالشجر المثمر".
وقال بعض البلغاء: "الفضل بالعقل والأدب، لا بالأصل والحسبº لأن مَن ساء أدبُه ضاع نسبُه، ومَن قلَّ عقله ضلَّ أصلُه".
وقال بعضُ الأدباء: "ذكِّ قلبَك بالأدب كما تذكي النارَ بالحطب، واتخِذ الأدب مغنمًا، والحرصَ عليه حظًّا، يرتجيك راغب، ويخاف صولتَك راهب، ويؤمَّل نفعك، ويُرجى عدلك".
وقال بعض العلماء: "الأدب وسيلة إلى كل فضيلة، وذريعة إلى كل شريعة".
وقال بعض الفصحاء: "الأدب يستر قبيح النسب".
وقال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: "إنَّ الله تعالى جعل مكارمَ الأخلاقِ ومحاسنَها وصلاً بينه وبينكم، فحسب الرجل أن يتصل من الله تعالى بخلق منها".
وقال ابن المقفع: "ما نحن إلى ما نتقوى به على حواسنا من المطعمِ والمشربِ بأحوجِ منا إلى الأدبِ الذي هو لِقاح عقولنا، فإنَّ الحبة المدفونة في الثرى لا تقدر أن تطلع زهرتها ونضارتها إلا بالماءِ الذي يعود إليها من مستودعها".
وقال أردشير بن بابك: "من فضيلة الأدب أنه ممدوح بكلِّ لسان، ومتزيّن به في كل مكان، وباقٍ ذكرُه على أيام الزمان".(1/2372)
هذا شيءٌ يسيرٌ مما قاله الأولون في الأدب، بيانًا لأهميته، وتأكيدًا على مكانته، وتعظيمًا لدوره، فالأدب عنوانٌ يدل على صاحبه، يرفع قدرَه، ويُعلي شأنَه".
وإن فقِد فقِد عنوانه، وخرب بنيانه، وساء مكانه وإن ملك عقلاً وعلمًا، فلا خيرَ في علمٍ لا يُزينه أدب، ولا في عقلٍ يخلو من الأدبº إذ العقل بلا أدب لا صورةَ له.
كثيرًا ما ينفضُّ الناسُ عن ذوي المكانات، وأصحاب الشهادات، ومالكي الأموال، وذوي الجاه والمناصب بسبب غياب الأدب في تفاصيل علاقاتهم، وخصوصيات حياتهم.
حين يغيب عنك الأدب- وإن حضر غيره- غدوت صورةً لا روحَ فيها، وجسدًا لا حياةَ فيه، وبيتًا دبَّ الخراب في أركانه، وأرضًا مجدبةً، وشمسًا حارقةً.. لا يُطيقه أحدٌ، ولا يرضاه أحدٌ من الناس يعرفه، صاحبًا في سفر، أو جارًا في سكن، أو أنيسًا في مجلس، أو شريكًا في عمل.. إلخ.
من فقد الأدب فقَدَ كلَّ شيء ولو بعد حين، فاعلم أن الأدبَ أساسُ الخير، وخيرُ الأساس، فاحرص على نوالِهِ، واجتهِد في طلبه، وكنْ من ذويه وأصحابه
* عن موقع الإصلاح نت
---
(1/2373)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات في القرآن - للدكتور بسام جرار - برنامج مسجل ( بدأ فيه بنظرات في سورة يوسف )
---
نظرات في القرآن - للدكتور بسام جرار - برنامج مسجل ( بدأ فيه بنظرات في سورة يوسف )
---
أبو تيمية
07-27-2003, 12:22 AM
http://www.quran-radio.com/rec_prog/basam.htm
---
(1/2374)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تقسيم التوحيد الثلاثي <تعال نتناقش ونستفيد>
---
تقسيم التوحيد الثلاثي <تعال نتناقش ونستفيد>
---
ابن حجر
03-08-2005, 07:09 AM
كثيراً ما نقول التوحيد ثلاثة أقسام توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات
ولي عدة أسئلة لو تكرمتم :
هل كان السلف يعرفون هذه القسمة ؟ أريد نصاً عن واحد منهم .
هل صحيح أن الكفار يؤمنون بتوحيد الربوبية دون غيره ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
03-08-2005, 07:57 AM
تجد الجواب في تفسير أضواء البيان لقول الله تعالى : {إِنَّ هَاذَا الْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}. قال : ( وقد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام: ) ثم ذكرها بالتفصيل . ينظر أضواء البيان 3/243 وما بعدها
---
نصرمنصور
03-08-2005, 08:07 AM
( لماذا دعت الحاجة إلى هذا التقسيم الثلاثي :
وهذا التقسيم الثلاثي لم ينص عليه أحد في القرون الثلاثة الأولى فإن التوحيد ومسائل الإيمان بالله كانت معلومة من كتاب الله وسنة رسوله بل كان من ضرورات الدين العلم بأن العبد لا يكون موحداً حقاً إلا إذا آمن بالله رباً وإلهاً وخالقاً ورازقاً وملكاً، وآمن بكل ما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما دعت الحاجة إلى هذا لتيسير فهم التوحيد، والتعريف بجميع جوانبه فإن تقسيم الأمر المجمل إلى أقسام يسهل فهمه وحفظه.(1/2375)
ولعل أول من ذكر هذا التقسيم بالتفصيل والتعريف هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وذلك لانتصابه رحمه الله للرد على جميع المخالفين في التوحيد من أهل الكلام والفلسفة، ومن أهل التصوف ووحدة الوجود، ومن القدرية -نفاة القدر- والجبرية، ومن الذين وقعوا في شرك الألوهية فإن كل فريق من هؤلاء أقر بنوع من التوحيد وكذب بالآخر، وكثير منهم تصور التوحيد الذي ينادي به على وجه مغلوط، فانتصب شيخ الإسلام رحمه الله لتفصيل هذا الأمر وإعطائه حدوده وضوابطه ومما قرره في ذلك قوله:
"وبهذا وغيره يعرف ما وقع الغلط في مسمى التوحيد فإن عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر: غايتهم أن يجعلوا التوحيد (ثلاثة أنواع).
فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له.
وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث، وهم (توحيد الأفعال) وهو خالق العالم واحد، وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب!! وأن هذا هو معنى قولنا لا إله إلا الله، حتى قد يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع.
ومعلوم أن المشركين من العرب الذين بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم أولاً: لم يكونوا يخالفونه في هذا، بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء حتى أنهم كانوا يقرون بالقدر أيضاً، وهم مع هذا مشركون.
فقد تبين أن ليس في العالم من ينازع في أصل هذا الشرك، ولكن غاية ما يقال: إن من الناس من جعل بعض الموجودات خلقاً لغير الله كالقدرية وغيرهم، ولكن هؤلاء يقرون بأن الله خالق العباد وخالق قدرتهم، وإن قالوا أنهم خلقوا أفعالهم.(1/2376)
وكذلك أهل الفلسفة والطبع والنجوم، الذين يجعلون أن بعض المخلوقات مبدعة لبعض الأمور، هم مع الإقرار بالصانع يجعلون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة، لا يقولون إنها غنية عن الخالق مشاركة له في الخلق فأما من أنكر الصانع فذاك جاحد معطل للصانع، كالقول الذي أظهره فرعون.
والكلام الآن مع المشركين بالله، المقرين بوجوده، فإن هذا التوحيد الذي قرروه لا ينازعهم فيه هؤلاء المشركون بل يقرون به مع أنهم مشركون، كما ثبت بالكتاب والسنة والإجماع، وكما علم بالاضطرار من دين الإسلام.
وكذلك (النوع الثاني) وهو قولهم: لا شبيه له في صفاته فإنه ليس في الأمم من أثبت قديماً مماثلاً في ذاته سواء قال أنه يشاركه أو قال: إنه لا فعل له، بل من شبه به شيئاً من مخلوقاته فإنما يشبهه به بعض الأمور.
وقد علم بالعقل امتناع أن يكون له مثل في المخلوقات يشاركه فيما يجب أو يجوز أو يمتنع عليه، فإن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين كما تقدم.
وعلم أيضاً بالعقل أن كل موجودين قائمين بأنفسهما فلا بد بينهما من قدر مشترك كاتفاقهما في مسمى الوجود، والقيام بالنفس، والذات ونحو ذلك فإن نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض، وأنه لابد من إثبات خصائص الربوبية وقد تقدم الكلام على ذلك.
ثم إن الجهمية من المعتزلة وغيرهم أدرجوا نفي الصفات في مسمى التوحيد فصار من قال: إن لله علماً أو قدرة، أو أنه يرى في الآخرة، أو أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق يقولون: أنه مشبه ليس بموحد.
وزاد عليهم غلاة الفلاسفة والقرامطة، نفوا أسماءه الحسنى، وقالوا من قال إن الله عليم قدير، عزيز حكيم، فهو مشبه ليس بموحد.
وزاد عليهم غلاة الغلاة قالوا: لا يوصف بالنفي ولا الإثبات لأن في كل منهما تشبيهاً له، وهؤلاء كلهم وقعوا من جنس التشبيه فيما هو شر مما فروا منه، فإنهم شبهوه بالممتنعات، والمعدومات، والجمادات فراراً من تشبيههم بزعمهم له بالأحياء.(1/2377)
ومعلوم أن هذه الصفات الثابتة لله لا تثبت على حد ما يثبت لمخلوق أصلاً، وأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فلا فرق بين إثبات الذات وإثبات الصفات، فإذا لم يكن في إثبات الذات إثبات مماثلة للذوات، لم يكن في إثبات الصفات إثبات مماثلة له في ذلك، فصار هؤلاء الجهمية المعطلة يجعلون هذا توحيداً، ويجعلون مقابل ذلك التشبيه ويسمون أنفسهم الموحدين.
وكذلك (النوع الثالث) وهو قولهم: واحد لا قسيم له في ذاته أو لا جزء له، أو لا بعض له لفظ مجمل، فإن الله سبحانه أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فيمتنع عليه أن يفترق، أو يتجزأ أو يكون قد ركب من أجزاء، لكنهم يدرجون في هذا لفظ نفي علوه على عرشه، ومباينته لخلقه، وامتيازه عنهم، ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله، ويجعلون ذلك من التوحيد.
فقد تبين أن ما يسمونه توحيداً: فيه ما هو حق، وفيه ما هو باطل، ولو كان جميع حقاً، فإن المشركين إذا أقروا بذلك كله لم يخرجوا من الشرك الذي وصفهم به في القرآن، وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، بل لا بد أن يعترفوا أنه لا إله إلا الله.
وليس المراد (بالإله) هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين، حيث ظن أن الإلهية هي القدرة على الاختراع دون غيره، وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد أن لا إله إلا هو.
فإن المشركين كانوا يقرون هذا الاسم وهم مشركون كما تقدم بيانه، بل الإله الحق هو الذي يستحق بأن يعبد فهو إله بمعنى مألوه، لا إله بمعنى آله، والتوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له، والإشراك أن يجعل مع الله إلهاً آخر.
وإذا تبين أن غاية ما يقرره هؤلاء النظار أهل الإثبات للقدر المنسبون إلى السنة إنما هو توحيد الربوبية، وأن الله رب كل شيء، ومع هذا فالمشركون كانوا مقرين بذلك مع أنهم مشركون.(1/2378)
وكذلك طوائف من أهل التصوف، والمنتسبين إلى المعرفة، والتحقيق والتوحيد، غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد، وأن يشهد أن الله رب كل شيء، ومليكه وخالقه، لا سيما إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده، وبمشهوده عن شهوده وبمعروفه عن معرفته، ودخل في فناء توحيد الربوبية بحيث يفني من لم يكن، ويبقى من لم يزل، فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها.
ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد، ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلماً، فضلاً عن أن يكون ولياً لله، أو من سادات الأولياء.
وطائفة من أهل التصوف والمعرفة، يقرون هذا التوحيد مع إثبات الصفات، فيفنون في توحيد الربوبية مع إثبات العالم، المباين لمخلوقاته، وآخرون يضمون هذا إلى نفي الصفات، فيدخلون في التعطيل مع هذا، وهذا شر من حال كثير من المشركين.
وكان جهم ينفي الصفات ويقول بالجبر، فهذا تحقيق قول جهم، لكنه إذا أثبت الأمر والنهي، والثواب والعقاب، فارق المشركين من هذا الوجه لكن جهماً ومن اتبعه يقول بالإرجاء، فيضعف الأمر والنهي، والثواب والعقاب عنده.
والنجارية والضرارية وغيرهم يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربتهم له أيضاً في نفي الصفات.
والكلابية الأشعرية، خير من هؤلاء في باب الصفات فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع.
وأما في باب القدر، ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة.
والكلابية هم أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب، الذي سلك الأشعري خطته.
وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي ونحوهما خير من الأشعرية في هذا وهذا فلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل.(1/2379)
والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر، لم يسبقهم إليه أحد، حيث جعلوا الإيمان قول اللسان، وإن كان مع عدم تصديق القلب، فيجعلون المنافق مؤمناً، لكنه يخلد في النار فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم، وأما في الصفات والقدر والوعيد فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.
وأما المعتزلة فهم ينفون الصفات، ويقاربون قول جهم، لكنهم ينفون القدر، فهم وإن عظموا الأمر والنهي والوعد والوعيد ورغبوا فيه فهم يكذبون بالقدر، ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب، والإقرار بالأمر والوعد والوعيد مع إنكار القدر خير من الإقرار بالقدر مع إنكار الأمر والنهي والوعد والوعيد.
ولهذا لم يكن في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي والوعد والوعيد وكان قد نبغ فيهم القدرية كما نبغ فيهم الخوارج: الحرورية، وإنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخفى، وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة.
فهؤلاء المتصوفون الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم، أولئك يشبهون المجوس وهؤلاء يشبهون المشركين، الذين قالوا {لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء} والمشركون شر من المجوس.
فهذا أصل عظيم على المسلم أن يعرفه فإنه أصل الإسلام الذي يتميز به أهل الإيمان من أهل الكفر، وهو الإيمان بالوحدانية والرسالة، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. انتهى (مجموع الفتاوى 97-105)
قلت: انتصاب شيخ الإسلام للرد على هذه الفرق ومخالفتها للدين الحق هو الذي حتم تقسيم التوحيد على هذا النحو الذي قسمه ليبين للمخالفين أن ما أقروا به من التوحيد والإيمان لا يكفي للعبد ليكون موحداً. )
من هنا (http://www.salafi.net/articles/article4.html)
---
نصرمنصور
03-08-2005, 08:14 AM(1/2380)
ألف الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر رسالة بعنوان : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد ، وقد نشرتها مجلة التوحيد على حلقات تبدأ من هنا :
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InSectionID=1454&InNewsItemID=128818
---
أبو عبد الرحمن المصري
03-08-2005, 11:00 AM
اكثر الفرق عندهم التوحيد هو توحيد الربوبية وقد ثبت فى القرآن ان كفار مكة كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ومع ذلك لم يقبل منهم0 وعقيدة اهل السنة والجماعة توجب الاتيان بتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الالوهيه ويمكنك الاطلاع على شروح العلماء لعقيدة اهل السنة والجماعة وهى كثيرة مقروءة ومسموعة
---
أحمد البريدي
03-08-2005, 11:24 AM
هذا التقسيم اصطلاحي ولا مشاحة فيه ولذا فمن العلماء من قسَّم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
1-توحيد الربوبيّة
2-توحيد الألوهيّة
3-توحيد الأسماء والصفات
ومِن العلماء مِنْ قسّم التوحيد إلى قسمين :
1-توحيد المعرفة والإثبات
2-توحيد القصْد والإرادة
ولا مُنافاة بين التقْسيمين ؛ فإنّ القسم الأول يُراد به توحيد الربوبيّة وتوحيد الأسماء والصفات ، والقسم الثاني يُراد به توحيد الألوهيّة .
وتوحيد الربوبيّة لَمْ يذهب إلى نَقيضهِ طائفةٌ معروفة مِن بني آدم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :وهذا القسم مِن التوحيد لَمْ يُعارض فيه المشركون الذين بُعث فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، بلْ كانوا مُقرّين به قال تعالى : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) ، ولَمْ يُنكره أحدٌ معلوم مِن بني آدم ، فلمْ يقلْ أحدٌ مِن المخلوقين : إنّ للعالَم خالقَيْن مُتساويين .(1/2381)
فلمْ يجْحد أحدٌ توحيد الربوبيّة لا على سبيل التعطيل ، ولا على سبيل التشْريك ، إلا ما حصل مِن فرعون فإنّه أنْكره على سبيل التعطيل مُكابرةً ، فإنّه عطّلَ الله مِنْ ربوبيّته وأنْكر وجوده ، قال تعالى حكايةً عنْه :{فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}(النازعات:24) { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}(القصص: من الآية38) ، وهذه مُكابرة مِنه لأنّه يعلم أنّ الربّ غيره كما قال تعالى:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً } (النمل:من الآية14) وقال تعالى حِكَايةً عنْ مُوسَى ومُناظِره : {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } (الإسراء : من الآية102) فهو نَفْسُهُ مُقرٌّ بأنّ الربَّ هو الله - عز وجل - ، وأنْكر توحيد الربوبيّة على سبيل التشْريك المجوسُ حيث قالوا : إنّ للعالَم خالقَيْن هما الظلْمة ، والنور ، ومع ذلك لَمْ يجعلوا هذين الخالقين متساويين فهم يقولون : إنّ النور خيرٌ مِن الظلْمة ، لأنّه يخلق الخير ، والظلْمة تخلق الشرّ ، والذي يخلق الخيرَ خيرٌ مِن الذي يخلق الشرّ .
وأيضًا : فإنّ الظلْمة عدمٌ لا يضيء ، والنور وجود يضيء ، فهو أكْمل في ذاته ، ويقولون أيضًا بفرْقٍ ثالث وهو : أنّ النور قديم على اصطلاح الفلاسفة واختلفوا في الظلْمة هل هي قديمة أو مُحْدَثَة ؟ على قولين .
---
أبو عبد المعز
03-08-2005, 02:40 PM
السائل الكريم يسأل:
كان السلف يعرفون هذه القسمة ؟ أريد نصاً عن واحد منهم ...
الاجدر ان نسأل.....هل كانت معاني التوحيد معروفة عندهم...الجوان ..نعم...(1/2382)
اين النص.........الجواب...التواتر المعنوى ....اقوى فى الدلالة من اي نص...والمقصود بالتواتر النعنوي....استقراء احوال العرب فى الجاهلية.....من اخبارها واشعارها.....وعباداتها....فضلا عن شهادة القرآن ... عن اقرارهم بوجود الله وصفاته.....لكن يبدو ان الكفر فى هذا العصر اصبح يفهم منه التعطيل فقط...وهذه طامة كبرى........الكفر عند كثير من الناس اليوم هو انكار الخالق....والمؤمن هو المثبت للخالق....ومن ثم اصبحنا ...نسمع عن الايمان الذى يجمع اليهود والنصارى والمسلمين...فى مقابل معسكر الالحاد.....الذى يمثله الماديون والماركسيون ...والوضعيون....ولرد على هذه الشبهة يكفي سؤال واحد...ابليس مؤمن ام كافر..ان كان كافرا......فلأمر آخر غير الربوبية...فلا يعقل ان ينكر ابليس وجود الله وهو..يكلمه....ويجادله....وعلى هذا يقاس..
الرجوع الى كتب الشيخ محمد عبد الوهاب........ضرورة ملحة..فرحمه الله ....
---
أخوكم
03-14-2005, 02:36 PM
الأخ ابن حجر لعل سؤالك يكون كالتالي :
إذا كان من أثبت الربوبية فقد وحد
ومن أنكر الربوبية فقد أشرك
وإذا كان من أثبت الألوهية فقد وحد
ومن أنكر الألوهية فقد أشرك
فالسؤال هل أيضا من أثبت صفات الله فقد وحد
ومن أنكر الصفات فقد أشرك
وهل يقاس الذي ينكر الصفات بالكلية بمن يؤولها ؟
وبالتالي يحق لنا أن نصنفه خارج نطاق الموحدين _ في الصفات _ ؟
هذا ما فهمته من سؤالك فأرجو منك تخطئة فهمي أو تصويبه قبل كل شيء ...
---
جمال أبو حسان
03-15-2005, 09:53 AM
يمكن مراجعة الكلام حول التقسيم للتوحيد في كتاب العلامة يوسف الدجوي احد علماء الازهر وكتابه مطبوع في مجلدين ضخمين وايضا يمكن مراجعته في كتاب ابي حامد بن مرزوق المسمى براءة الاشعريين وبغض النظر عما في هذا الكتاب لكن ينظر فيما قال(1/2383)
والذي يمكن قوله في موضوع توحيد المشركين ان هذا القول خطا فكيف يكون موحدا من قال الله عنه انهم يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم
اعتقد ان المسالة بحاجة الى اعادة نظر ودراسة بهدوء لا سيما وان بعض المعاصرين اتخذ هذه المسالة سيفا مصلتا على رقاب عباد الله
---
أخوكم
03-18-2005, 10:31 PM
د.جمال أبو حسان جزاك الله خيرا
ولي كذا استفسار بارك الله فيك ...
1- هل المشركون هم من قال الله عنهم في القرآن بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ؟
فقد بحثت في آيات القرآن فلم أجد سوى هذه الآيات ولا دخل للمشركين بها ، فالمشركون يظهرون الكفر ولا يبطنونه كالمنافقين
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ
(آل عمران:167)
سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
(الفتح:11)(1/2384)
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ
(المائدة:41)
كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
(التوبة:8)
2- تسمية المشركين المقرين بأن الله الخالق الرازق إنما هو من باب المصطلح الذي لا مشاحة فيه ، فلا يترتب عليه مدخل لأعداء الله علينا ، فكما ترى أن قول القائل :
( المشركون والمسلمون متفقون على توحيد القول بأن الله هو الرازق الخالق ) صحيح لغة وعقلا
فالشأن في توحيد العبادات لله وحده دون سواه ، سواء سميناه توحيد ألوهية أو غير ذلك
---
عبدالرحمن السديس
03-19-2005, 10:16 PM
أحسنت يا أخي " أخوكم " والآيات في بيان إقرار المشركين بتوحيد الربوبية كثيرة ، وواضحة ، وسياقاتها تدل دلالة ظاهرة على زيف الشبهة التي زعمها من قال :إنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم !
وللفائدة ، ينظر هذا الرابط وفيه نقول في تقسيم التوحيد إلى هذه الأقسام من قبل الحبر الإمام شيخ الإسلام علامة حران أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23394
---
جمال أبو حسان
03-20-2005, 09:50 AM(1/2385)
الموضوع الذي تحاججون عليه ليس باليسر الذي تظنون والايات التي التي ذكرتموها بعضها في المشركين صراحة كما هو بين من السياق والمشركون لم يكونوا موحدين على الاطلاق فارجو ان يعاد النظر في التبعية الى من قسم التوحيد لاصطلاح عنده فالاصطلاحات ليست من حجج الله على عباده وما قلته ليس من قبيل الشبهات كما ذكر اسيد السديس واعلموا اني احترم اتباعكم لابن تيمية ولكنني ارجو ان تراجعوه على نار هادئة فابن تيمية رحمه الله ليس معصوما والقول بان ايات كثيرة تدل على ان المشركين كانوا موحدين ببعض التوحيد لا احسب ان له من اصول العلم ما يدعمه ولولا اني الان مشغول جدا لفصلت القول غاية التفصيل
واخيرا كنت حفظت عن الشيخ عدنان الزهراني اطال الله بقاءه قوله لا مانع ان نختلف مع الحب فليكن هذا شعار المنتدى الرائع حتى يحسن بالمرء ان يقول رايه بصراحة وهدوء
واقبلوا التحيات
---
جمال حسني الشرباتي
03-21-2005, 06:56 PM
الدكتور جمال
تسجيل تقدير واحترام لموقفك وكلامك الدقيق
---
عبدالرحمن السديس
03-21-2005, 07:28 PM
وكذلك نقول الكلام الذي تقوله ليس باليسير فهو مناقض لظاهر كثير من آيات كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، و حسر المسألة على تقديرنا لشيخ الإسلام ليس بجيد ، فقد بينا لك من قسم ذلك قبله .. ، وأظن أن هذا قد يكون له باب آخر !
ولم نقل بارك الله فيك أن الحجة في الاصطلاح !! بل الحجة بما دلت عليه النصوص ، وهذا هو المحك .
ونحن (قد) لا نقدر اتباع البعض لمذهب الصوفية والأشعرية ؛ لأننا نعده من البدع .
ونقدر لك شغلك ، وسنمهلك حتى تفرغ لنرى غاية التفصيل الذي ذكرته ، ولن نعفيك عن البيان .. فرمي الكلام هكذا غير مجدي .
والسلام .
---
أبو عبد المعز
03-21-2005, 09:10 PM
اسمحوا لي قليلا بتفكيك مداخلة الدكتور جمال...
قال:الموضوع الذي تحاججون عليه ليس باليسر الذي تظنون ....(1/2386)
قلت:انت ايضا تحاجج...فلماذا يسرالله امرا عليك وعسره على خصومك....
قال:والايات التي التي ذكرتموها بعضها في المشركين صراحة كما هو بين من السياق والمشركون لم يكونوا موحدين على الاطلاق ..
قلت:ارتكب الدكتور خطأ فاحشا...عند اهل الجدل..وهو ما يسمى عندهم "المصادرة على المطلوب..."فدعوى "المشركين لم يكونوا موحدين..."هو ما ينبغي الاستدلال عليه...والدكتور استدل به...
قال:واعلموا اني احترم اتباعكم لابن تيمية ولكنني ارجو ان تراجعوه على نار هادئة فابن تيمية رحمه الله ليس معصوما ...
قلت:واعلموا اني احترم اتباعكم ليوسف الدجوي ولكنني ارجو ان تراجعوه على نار هادئة فالدجوي رحمه الله ليس معصوما ...ما المبرر لأن يكون صاحبنا غير معصوم.....وصاحبك يؤخذ كلامه بدون نقد....هذا ظلم وهضم..
قال:ولولا اني الان مشغول جدا لفصلت القول غاية التفصيل ..
قلت:قال ربنا{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ} (31) سورة الأنفال
لكن الذي اثار عجبي...هو تعليق الاخ جمال..على كلام سميه قائلا:الدكتور جمال
تسجيل تقدير واحترام لموقفك وكلامك الدقيق!!!!!!!!
علامات التعجب مني
---
أبومجاهدالعبيدي
03-21-2005, 10:20 PM
قال ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310ه في تفسير قوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك: "فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية، ويجوز لك وللخلق عبادته إلا الله الذي هو خالق الخلق، ومالك كلّ شيء يدين له بالربوبية كلّ ما دونه".
---
جمال أبو حسان
03-22-2005, 09:54 AM(1/2387)
الاخ ابو المعزحفظك الله اشكرك على ردك القاسي ولكني لا الومك فهذه الدنيا هكذا وعلم الله اني مشغول جدا باعداد الامر لمؤتمر عالمي حول الاعجاز القي امر اعداده علي فاكل الاخضر واليابس من وقتي ولكن كيف يجوز لك ايها الاخ الكريم ان ترد علي بكلام قاله الله تعالى في حق المشركين انهم عندما يسمعون القران يقولون لو نشاء لقلنا مثل هذا فانا لم اقل لوشئت لقلت مثل ما تقولون ولكني اعتذرت الان لضيق ما انا فيه فاين هو وجه المشابهة حتي يصح استدلالك ثم اني لم اقل ولن اقول بان الدجوي معصوم ولكني وبحسب اطلاعي قرأت الكتاب ورايت فيه كلاما يتعلق بالموضوع ولو علمت غيره مما قرات لاشرت اليه وعندي ان لامعصوم الا من عصم الله وكل اهل الارض ليس معصوما الا الانبياء منهم اما كونك تقول عن الاشاعرة بانهم من اهل البدع فهذا شانك انت سيحاسبك الله عليه ان كان فيه حيف وحسبك من بشاعة هذا الحكم ان اعلاما عظاما خلد التاريخ الاسلامي اقوالهم واحوالهم قد شملتهم كلمتك العجلى فما ضرك لو تانيت
واخيرا ساجيب على طلبك وابين لك ما عندي في خصوص هذا التقسيم المنسوب لابن تيمية رحمه الله وانا لم اطلع على ان احدا سبق ابن تيمية به وما اشرت اليه في رسالتك لا اعلم عنه شيئا ولكني قرات الحجاج المثير الذي كان يدور بين الشيخين الالباني وابي غدة فما رايت احدا منهما ذكر خلاف هذا الذي اعلمه وهما بامس الحاجة لذكره لوكان وعلى العموم المسالة ليست فيمن قال ولكن المسالة في القول نفسه ما حظه من الصواب واما القائلون فقد افضوا الى الله تعالى بما عملوا واني اسال الله تعالى ان يحشرهم جميعا مع الانبياء والصديقين والشهداء
ومرة اخرى اشكرك فانا لاا اضيق بهذه الاساليب القاسية ولكني اراها خلاف ما اراد الله تعالى بقوله "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
وعسى ان نلتقي
---
أبو عبد المعز
03-22-2005, 01:37 PM
الاخ الدكتور...(1/2388)
لا اظن انني ..أسأت الادب....معك...وما كتبت كلامي الا معارضة لكلامك....فإن كان ثمة قسوة...فبسبب قسوة اخرى....
اما وجه المشابهة...ففى التعلل بلو...وليس من كل وجه...(هل نأخذ قول المشركين هنا مأخذ الجد...ام هم يقولون دائما ما ليس فى قلوبهم..كما زعمت فى مداخلة سابقة )
لست ادري اين بدعت الاشاعرة فى معارضتي لكلامك...وجعلتني خصما لهم امام رب العالمين عندما يجيء الرحمن ليحكم بين الناس..ويكلم كل واحد بكلام مسموع.....
على كل حال وفقك الله فى المشروع العلمي الذي كلفت به ونرجو من الله ان ينفع الناس بكم....ونحن هنا لما ستكتب فى موضوعنا من المنتظرين..
---
عبدالرحمن السديس
03-22-2005, 05:40 PM
أنا الذي قلت الأشعرية بدعة ، ولا شك في ذلك قيد أنملة ، وهذا المقرر عند أهل السنة والجماعة ..
ومن رأى حال أئمة السلف فسيجدهم يبدعون من وقع بعشر ما وقع به الأشاعرة !
وبالنسبة للعماء الذين تلطخوا بشيء من البدع سواء بدعة الأشاعرة ، أو التصوف ، أو غيرها .. فمرجعهم إلى الله ، وسيسأل كل من خالف السنة عن سبب مخالفته ، وقد يكون لبعضهم عذر ، وكلام أهل السنة في تبديعهم مطلق ، أما الحكم العيني على الشخص فيخضع ـ كما هم مقرر عند أهل السنة ـ لوجود الأسباب ، وانتفاء الموانع ..
---
جمال حسني الشرباتي
03-22-2005, 06:21 PM
السلام عليكم
يحق لي أن أسأل؟؟
إذا كان هذا المنتدى قد خصص لفئة واحدة من المسلمين أم هو خيمة تجمعهم جميعا؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
03-22-2005, 09:09 PM
سياسة التجميع بلا تمييز لا تصلح ...
وجود الاختلاف أمر حتمي لا مفر منه : { ولا يزالون مختلفين }
نتعاون فيما اتفقنا عليه ، وينصح بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ...
الحق هو مقصد الجميع ، فلا بد من صدق النية ، التجرد من الأهواء والنزعات الشخصية ...(1/2389)
الباحث عن الحق لا يضيق ذرعاً بوجود من يخالفه ، وإنا يحرص على الوصول إلى هدفه ، وتحقيق بغيته ولو كان ذلك عن طريق من يخالفه ...
الأخ جمال حسني : تابعت تعليقاتك حول عدد من القضايا فرأيتك تريد أن تقرر ما عندك ، فإذا قلنا لك اقرأ هذا البحث ، أو انظر في هذا الدليل والبرهان أخذت تحيد يمنة أو يسرة ، أو تترك التعليق ...وانظر على سبيل المثال هذا الموضوع ، وكيف أني وجهت إليك سؤالاً محدداً فترك الجواب عليه :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2954&page=2&highlight=%C7%E1%CA%DA%CC%C8
---
جمال حسني الشرباتي
03-22-2005, 09:24 PM
إذا أمكن يا شيخي أن تصحح الآية ففيها خطأ مطباعي
---
جمال حسني الشرباتي
03-22-2005, 11:32 PM
السلام عليكم
أما وقد صححت الآية فلي معك عتاب بسيط يا شيخي وهو
---أنا منذ أن دخلت في ضيافتكم وأنا أحاول أن أمد جسور مودة بين جوانب هذه الأمة فلا أتعرض لما يثير الخلاف--ولقد صادفت تبديع الأخوة السلفية للأشاعرة أكثر من مرة--مع أن هذا المنتدى منتدى تفسير وفيه من الجانبين---ويرجع الأخوة من الجانبين إلى أقوال علماء من الجانبين--ولا يمكن لباحث في موضوع إلا ويستخدم قولا لعالم من الجانبين
وعندما تدخلت في هذه المناقشة لم أتدخل بأقوال--إنما أثنيت على سميي الدكتور جمال فتلقيت تعريضا بسببه ---ثم شئت أن أذكر بأن يكون هذا المنتدى خيمة تضم الجميع بعد أن أصر زميل لنا على تبديع الأشاعرة فتلقيت تعريضا منك من حيث حديثك عن التجميع أو ذكرك للرابط الذي فضلت أنا عدم الرد فيه محافظة على خط انتهجته في هذا المنتدى
أنا يا شيخي الكريم ليس لي هدف إلا تدبر آيات الكتاب--ومتعتي في هذا العمل---وأخوتي كما لاحظت في الفصيح لا يجدون حرجا في تقبلي---وليس لي بعد مرضاة الله من حاجة ولا مأرب وخصوصا أنني قاربت الخمسين
---
أبو عبد المعز
03-22-2005, 11:57 PM(1/2390)
أرجومن الاخ العبيدي ان يصوغ....البنود التي ذكرها فى مداخلته الاخيرة......ويثبتها لتكون دستورا للمناظرة والمحاورة....فى هذا الملتقى المبارك..
أرجو من الاخوة الذين هم على منهجنا..أن لا يضيقوا ذرعا بالنقاش...فقد لا يستمع الخصم الى الدليل...وقد يكابر....وقد يحيد...وقد يدلس ويلبس...فقد علمتنا التجارب..انه لا يكاد يحيد محاور عن مذهبه...ومع ذلك فلنتحاور....ولا تقل ان الحوار عبث...نعم هو عبث بالنظر الى من ترد عليه..ولكنه ليس عبثا بالنسبة لمئات الناس....الذين يقرؤونك...فهؤلاء الخارجون عن المضمار...يستمعون الى المتحاورين..ويوازنون ويعرفون الصادق من المكابر...هؤلاء هم هدفك ايها السلفي الداعي الى الله...اما المحاور المكابر فليس الا ذريعة..
أرجو من المخالفين...الا يتخذوا التقية...فلا تقية فى ملتقى اهل التفسير-اليس كذلك ايها المشرفون الكرام-
أرجو من الاخوة....ان يكشفوا عن مذاهبهم....فلا تقية هنا....فمن كان اشعريا فليصرح به ومن كان صوفيا فليقله...ومن اعتزل فليكتبه....اقول هذا ليكون المرء على بصيرة....ففي موضوعنا هذا...مثلا...يتهم ابن تيمية انه ابتدع التقسيم الثلاثي للتوحيد.....فإن كان المتكلم اشعريا....رددنا عليه بتقسيم ائمته..الصفات الالهية الى...صفات نفسية....وصفات معنوية...وصفات معنى...وطالبناه بما يطالبنا به....والهدف ليس انتصار فريق على فريق..ولكن انتصار الحق....
---
جمال أبو حسان
03-23-2005, 02:21 PM(1/2391)
انا لن اقول اليوم شيئا كثيرا ولكن اقف عند امرين اثنين الاول اذا كانت المحاورة مع من تحاور هي من قبيل العبث فكيف نفسر محاورة الله تعالى لانبيائه في القران وكذا محاورته لخصومهم هل كان من مقصد الحوار اطلاع الله تعالى الناس مثلا على ان ابليس هذا حاله ام ان هناك اشياء اخرى ارجو التكرم بعدم التسرع في القاء الكلام يمينا وشمالا واحسب ان من العدالة ان لا يتحاور المتحاوران لاجل المصارعة بل للوصول الى الحق فاذا كان الامر على غير هذا فارجو ان يتنزه هذا المنتدى الراائع عن مثل هذه المهاترات التي لن تكسبنا الا ايغار صدور بعضنا على بعض
واما الاثانية فان امر ابن تيمية في تقسيم التوحيد مختلف عن امر من سميتهم الاشاعرة فقد قرات لكلا الفريقين ورايت البون شاسعا فطريقة ابن تيمية اليوم اصبحت سبيلا للحكم على الناس فمن يقول بهذا القول رضينا عنه ومن لا فلا واما اولئك المبتدعة كما سميتموهم فلم اقرا لواحد منهم على الاطلاق انه زعم ان من لم يقسم الصفات الى هذه الاقسام هومنالمبتدعة الخارجين عن الصف
ثم اني ارجو ان لايقف الامر عند هذه التقسيمات التي فرقت الامة فنحن لانحاكم اشخاصا وانما نحاكم الاقوال فاذا كان هذا القول موافقا لكتاب الله تعالى وسنة نبيه فحيهلا بغض النظر عن قائله والا فلا
ارجو لكم دوام العافيه وان تنهضوا بالحوار على غير ما ادعيتموه من العبثية فانا قوم ليس لدينا وقت للعبث
---
أبو حسن الشامي
03-23-2005, 03:01 PM
هذه مشاركة لي كنت ذكرتها ردا على نفس الموضوع في منتدى آخر :
صرحت آية كريمة بجميع أنواع التوحيد، قال تعالى: (رب السموات والأرض وما بينهما، فاعبده واصطبر لعبادته، هل تعلم له سمياً) ؟
* (رب السموات والأرض وما بينهما) = توحيد الربوبية (أي توحيد الله بما يصدر منه تجاه خلقه)
* (فاعبده واصطبر لعبادته) = توحيد الإلهية (أي توحيد الله بما يصدر من الخلق تجاهه سبحانه)(1/2392)
* (هل تعلم له سمياً) = توحيد الأسماء وأنه لا يشركه في أسمائه الحسنى أحد.
وورد عن قتادة رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) قال: إنك لا تسأل أحداً من المشركين من ربك إلا قال ربي الله وهم يشركون في عبادته (رواه الطبري بإسناد صحيح كالشمس عنه)
ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله ، في كتابه التحذير من مختصرات الصابوني(ص30) : ( هذا التقسيم الإستقرائي لدي متقدمي علماء السلف ، أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما ، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وقرره الزبيدي في تارج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان و آخرين رحم الله الجميع، وهو استقراء تام لنصوص الشرع ، وهو مطرد لدى أهل كل فن، كما في إستقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه بهذا ، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء) انتهى
وجاء التقسيم عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رحمه الله، كما في كتاب التوحيد لابن منده (3/304-3069 والحجة للأصبهاني (1/111-113)
قال الامام ابن بطة في كتابه " الابانة عن شريعة الفرقة الناجية": (وذلك أن أصل الايمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الايمان به ثلاثة أشياء:
احدها: ان يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مباينا لاهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا.
والثاني: ان يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه … ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعوتهم الى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والايمان بها ) اه.(1/2393)
وقال العلامة ملا علي القاري : ( فابتداء كلامه سبحانه وتعالى في الفاتحة بالحمد لله رب العالمين يشير الى تقرير توحيد الربوبية ، المترتب عليه توحيد الالوهية ، المقتضي من الخلق تحقيق العبودية ، وهو ما يجب على العبد أولا من معرفة الله سبحانه وتعالى . والحاصل أنه يلزم من توحيد العبودية توحيد الربوبية دون العكس في القضية ؛ لقوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله " وقوله سبحانه حكاية عنهم : " ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى " بل غالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد ، بل القرآن من أوله إلى آخره في بيانهما وتحقيق شأنهما .فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوته إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه ، فهو التوحيد الارادي الطلبي ، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته ، واما خبر عن إكرامه لاهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في العقبى فهو جزاء توحيده ،واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب والسلاسل والاغلال ، فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد .
فالقرآن كله في التوحيد وحقوق أهله وثنائهم وفي شأن ذم الشرك وعقوق أهله جزائهم ) اه
شرح الفقه الاكبر ص 15
وقد قررالعلامة الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" هذا التقسيم وذكر أنه قد دل عليه استقراء القرآن العظيم ..وقد أطال في ذلك وأفاد رحمه الله فانظره ج 3 ص 410- 414
قال النسفي في تفسيره لقوله تعالى : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أمَّن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون ) :
" ( أفلا تتقون ) الشرك في العبودية إذا اعترفتم بالربوبية ؟ "
---
أبو عبد المعز
03-23-2005, 05:06 PM
قال ابو حسن الشامي-سدد الله نظره-(1/2394)
ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله ، في كتابه التحذير من مختصرات الصابوني(ص30) : ( هذا التقسيم الإستقرائي لدي متقدمي علماء السلف ، أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما ، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وقرره الزبيدي في تارج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان و آخرين رحم الله الجميع، وهو استقراء تام لنصوص الشرع ، وهو مطرد لدى أهل كل فن، كما في إستقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه بهذا ، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء) انتهى
يستفاد منى هذا الكلام....ان ابن تيمية....تابع لا مبتدع.....وان التقسيم الثلاثي.للتوحيد كان معروفا متداولا....
الربوبية.....نسبة الى الرب....والرب كلمة معروفة قبل ابن تيمية
الالوهية نسبة الى الاله....او الله....والكلمتان معروفتان منذ الجاهلية الاولى...وباب النسبة مفتوح لكل متكلم باللغة العربية.....
ويمكن تحرير محل النزاع بصيغة اخرى:
اثبات ان ابن تيمية ابتدع المصطلحات.....وانها لم تكن متداولة قبل زمنه.....
على افتراض ان هذه المصطلحات ابتدعها الرجل....فهل لها دلالة....ام لا معنى لها.....
على افتراض ان لها معنى...فهل المعنى باطل ام صحيح.....
من كان يريد الحوار...ينطلق معنا -غير مأمور-من هذا التحرير...
او ليحدد ما شاء من منطلق ....
والدعوى التى انطلق منها....لمن يريد دحضها...:ابن تيمية استعمل مصطلحات موجودة....لتقسيم التوحيد الى ثلاثة اقسام....تقسيما شرعيا صحيحا لا غبار عليه..دل عليه استقراء الشريعة....وكلام ائمة المسلمين.....
---
جمال أبو حسان
03-24-2005, 09:32 AM(1/2395)
احب ان اضيف شيئا يغيب احيانا وسط ضجيج المحاورات وهو اننا لا ننازع الناس في اصطلاحاتهم فالحكم عليها يتبع دراستها ولكن الذي ننازع فيه هو احداث مصطلح حادث لم يقله الله تعالى ولا رسوله ثم نبدا بمحاكمة الناس عليه خصوصا في مسائل الاختلاف
منحنا الله تعالى الوقت الكافي لابراز حقيقة هذه المسالة
---
أحمد البريدي
03-24-2005, 05:18 PM
ما أجمل هذا النقاش , بالنقاش والحوار تتضح مسائل وتتجلى حقائق , لكن ينبغي أن يكون قصدنا فيه شريفاً وعلى القاعدة القرآنية " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم " .
نعم لنختلف وليدلي كل بدلوه بالحجة والبرهان لا بغيره , ونحن إخوة وإن اختلفنا , ونحن نخطئ عندما تثار قضية ونتحاور فيها إن طالبنا المتحاورين بالاتفاق على رأي واحد وأن تكون قضية محسومة حسابياً فالمسائل العلمية والقضايا الفكرية فيها فضاء واسع من التأمل والاختلاف وقد اختلف الناس وسيختلفون , مع اعتقاد الجميع أنه
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر
المهم أن تذكر الأدلة وتحرروعندها تتجلى الحقائق وهذه هداية الدلالة ولندع الأمر بعد ذلك لله الذي يملك هداية التوفيق ,
اسأل الله لي ولكم حسن النية والعمل .
---
ابن حجر
12-31-2005, 11:33 PM
بورك فيك الشيخ البريدي والشيخ جمال والأخوة الكرام ..
أحبابي الكرام : أليس توحيد الربوبية : توحيد الله بأفعاله كالخلق والرزق والإحياء والإماته ..؟
فكيف يقال إن مشركي مكة وغيرهم مؤمنون به وهم القائلون :" وما يهلكنا إلا الدهر .." فأنت تراهم نسبوا الإماتة لغير الله ؟ ثم يقال بعد ذلك : إنهم مؤمنون بتوحيد البروبية ؟
وقد أعجبني نقاش الكاتب الخثعمي على هذا الرابط :
http://www.ghrib.net/vb/showthread.php?t=13804&highlight=%C7%E1%CF%E5%D1
---
أبو عبد المعز
01-01-2006, 12:13 AM(1/2396)
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (61) سورة العنكبوت.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} (63) سورة العنكبوت.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (25) سورة لقمان.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (9) سورة الزخرف.
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} (87) سورة الزخرف.
لا خير في ذلك الرابط ....لعل حذفه أفضل.
---
ابن حجر
01-01-2006, 12:19 AM
أخي أبا عبد المعز
إيرادك للآيات ليس جواباً على سؤالي !
لأن النقاش في الدلالة ليس في نص الآية والتأكيد هنا ليس لإنكار ولا لطلب ..!
وطلبك حذف الرابط فيه غرابة لأن الإحالة على النقاش بداخله ..اجعلها من قبيل : كما لو جاءك الشيطان بفائدة فهل تقبلها ؟!
يا عزيزي : الله يرضى عليك المراد النقاش الهادي العلمي كما سبق وطلب أحد مشرفي الموقع : أحمد البريدي .
الله يرضى عليك ..الله يرضى عليك
نريد النقاش من المشايخ
---
القلم
01-01-2006, 09:31 AM
هل صحيح أن الكفار يؤمنون بتوحيد الربوبية دون غيره ؟
وردت آيات كثيرة في إقرار المشركين بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الرازق المدبر ، وهي على أقسام :
القسم الأول :
أن الله سبحانه أخبر أنهم لو سئلوا عن الربوبية لأقروا بها :(1/2397)
كقوله تعالى : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) .
وكقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) .
وكقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) .
وكقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) .
وكقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) .
وكقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) .
وكقوله تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) .
وكقوله تعالى : (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ) .
القسم الثاني :
أن الله سبحانه ذكر عنهم بعض عباداتهم لله التي يشركون معه فيها غيره:(1/2398)
كقوله تعالى : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) .
وكقوله تعالى : (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) .
قال ابن عباس –في تفسيرها - : من إيمانهم إذا قيل لهم من خلق السماء ؟ ومن خلق الأرض؟ ومن خلق الجبال ؟ قالوا : الله ، وهم مشركون .
وكقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) .
وكقوله تعالى : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) .
القسم الثالث :
أن الله سبحانه ذكر عنهم أنهم يخلصون العبادة له أحياناً :
كقوله تعالى : (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) .
وكقوله تعالى : ( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْأِنْسَانُ كَفُوراً) .
وكقوله تعالى : (وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وكقوله تعالى : ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ، ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) .(1/2399)
وكقوله تعالى : (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) .
وكقوله تعالى : ( وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) .
فإذا تأملت في النصوص السابقة تبين لك – بالضرورة – أن المشركين كانوا يؤمنون بوجود الله سبحانه ويقرون بربوبيته وأنه الخالق الرازق ، وكانوا يعبدونه ، ولكنهم كانوا لا يخلصون العبادة له وحده بل يشركون معه غيره ، فلم يخرجهم هذا من الشرك ، ولم ينجهم من العذاب.
وأما من التاريخ :
فقد تواتر في كتب السير والأدب والشعر والقصص وغيرها عن العرب في جاهليتهم إقرارهم بربوبية الله سبحانه ، وأنهم كانوا يتعبدون له –على شركهم - ، وكانوا يحجون بيته العتيق ، و يحرمون الأشهر الحرم ، ويعظمون البيت ، ويقسمون بالله ، ومن تلبيتهم في حجهم قولهم : (لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك) ، وقصة عبد المطلب مشهورة لما قابل أبرهة لما أراد أن يهدم البيت فقال له : ( أنا رب الإبل ، وللبيت رب يحميه) ، وهذا أمر مشهور جداً لا ينكره إلا جاهل.
ومن المذكور في أشعار الجاهليين :
قول زهير بن أبي سلمى في معلقته :
فلا تكتمن الله ما في نفوسكم= ليخفى ، ومهما يكتم الله يعلم
وقول عبيد بن الأبرص في معلقته :
من يسأل الناس يحرموه =وسائل الله لا يخيب
وقال أوس بن حجر:
وباللات والعزى ومن دان= دينها وبالله إن الله منهن أكبر
وقال عنتر بن شداد:
يا عبل أين من المنية مهربي =إن كان ربي في السماء قضاها
وأخبارهم وأشعارهم كثيرة ، وفيما سبق كفاية .(1/2400)
( والمتأمل لبقية الآيات التي يفهم منها المخالفة لما ذكر ، يجد أن عندهم مطلق توحيد الربوبية لا التوحيد المطلق )
وصلى الله على نبينا محمد
---
ناصر الغامدي
01-11-2006, 03:30 AM
اقتطاف من مشاركة رقم 26 وهي مشاركة الأخ المبدع أبو حسن الشامي وهي مشاركتي
ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله ، في كتابه التحذير من مختصرات الصابوني(ص30) : ( هذا التقسيم الإستقرائي لدي متقدمي علماء السلف ، أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما ، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وقرره الزبيدي في تاج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان و آخرين رحم الله الجميع، وهو استقراء تام لنصوص الشرع ، وهو مطرد لدى أهل كل فن، كما في إستقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه بهذا ، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء) انتهى
---
ابن رشد
01-12-2006, 02:42 PM
أليس من الأجدى أن نوجه جهدنا و ننفق بعضا من وقتنا و اهتمامنا لإجابة ذلك الطلب الذى طرحه أحد الإخوة في هذا الملتقى ، و هو يتعلق بتخصص الملتقى و موضوعاته ، و هو :
( إشكال في حديث عائشة رضي الله عنها ! ) ؟
و رابطه :
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2154
******************
و هذا ليس غلقا لذلك النقاش ، و إنما دعوة للاهتمام بما هو أجدى
---
(1/2401)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل في التقاويم غلط في إدخال وقت الفجر؟ فوائد من بحث مهم جدا
---
هل في التقاويم غلط في إدخال وقت الفجر؟ فوائد من بحث مهم جدا
---
عبدالرحمن السديس
09-04-2006, 02:29 PM
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وآله . أما بعد:
فقد حصلت على بحث من مدينة الملك عبد العزيز للعوم والتقنية في معهد بحوث الفلك
الجيوفيزياء ، قسم الفلك عنوانه
«التقرير النهائي»
« مشروع دارسة الشفق »
«المرحلة الأولى »
الباحث الرئيس د. زكي بن عبدالرحمن المصطفى .
أستاذ علم الفلك المساعد ورئيس قسم الفلك مساعد المشرف على معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء.
المشاركون في البحث
د. أيمن بن سعيد كردي
أستاذ علم الفلك المساعد ...
عبدالعزيز بن سلطان المرمش
باحث فلكي ، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء
معتز نائل كردي
باحث فلكي ، معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء
د. سعد بن تركي الخثلان
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام ممثل رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء
محمد بن سعد الخرجي
رئيس كتابة عدل الأولى بالرياض ممثل وزارة العدل .
عبدالرحمن بن غنام الغنام
وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة والإرشاد ممثل وزارة الشؤون الإسلامية .
صالح بن عثمان الصالح .
متعاون .
ملخص البحث
في دراسة تعد الأولى من نوعها على الصعيد العالمي ، اشترك في تنفيذها عدد من المختصين في علم الفلك بالإضافة إلى مختصين شرعيين يمثلون الجهات الشرعية في المملكة العربية السعودية ، وتمت دراسة تحديد الوقت الحقيقي لبدايات الفجر الصادق (الشفق الشرعي) والتي أعطت قيم تواجد الشمس تحت الأفق ترواحت بين 14.0 درجة و 15.1 بمتوسط 14.6 درجة وانحراف معياري 0.3 درجة .
ولقد تمت هذه الدراسة في منطقة معزولة عن التأثيرات الضوئية ـ التي تؤثر حتما في النتائج ـ لمدة عام كامل .(1/2402)
كما تم استخدام العين البشرية كمحدد أساسي للدراسة بالإضافة إلى آلات تصوير عالية الحساسية للمقارنة .
وهذه المرحلة رصدت في عرق الحمراني في صحراء الدهناء على بعد 170 كلم من الرياض
وقد تم الرصد لمدة يومين من كل شهر في فترتين مسائية بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء ، وبعد منتصف الليل إلى شروق الشمس وذلك لضمان تغطية كافة فصول السنة ، وما يحدث فيها من تقلبات جوية تؤثر على على الرصد وبالتالي تؤثر على دالة الشفق .
وكانت بداية الرصد أن يتم الرصد والتدوين بشكل جماعي ، وخشية أن يكون هناك تأثير من بعض الراصدين على الآخر تم استخدام الرصد الفردي المتفرق والمتباعد ، ومن ثم تمت المقارنة بين نتائج الرصد والتي أعطت مؤشرا على دقة الرصد وعلى توافق في عملية تحديد الشفق وذلك عن طريق الوصف ، وقد اتبع في الرصد الفردي بأن يعطى كل راصد شنطة تحتوي على ساعة مغايرة مختلفة عن التوقيت الفعلي ومعروف فرقها عن التوقيت الحقيقي ـ التوقيت في هذه الساعات مختلف وغير مطابق للآخرين ـ ومن ثم يقوم كل راصد بتدوين هذه المشاهدات في ملف خاص يسلم للمبرمج بعد انتهاء عملية الرصد ، وتم الاستعانة بعدد من الأجهزة المساعدة من آلات التصوير عالية الدقة وأجهزة المساحة الجغرافية .
وخلص هذا البحث أن في تقويم أم القرى غلطا في بداية دخول وقت صلاة الفجر معدله 20 دقيقة قد تزيد قليلا وتنقص قليلا حسب فصول السنة .
من المضحك المحزن ما جاء في ص10 من البحث:(1/2403)
معظم التقاويم تدخل وقت صلاة الفجر قبل الوقت الشرعي له ومنها تقويم أم القرى الذي ظهر لنا ـ بعد البحث والاستقصاء ـ أن سبب الإشكالية فيه ـ فيما يتعلق بوقت صلاة الفجر ـ هو اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق عند من قام بإعداده حيث لم نجد أساسا مكتوبا للتقويم ـ بعد البحث والاستقصاء ـ وقد أمكن اللقاء بمعد التقويم سابقا الدكتور / فضل نور الذي أفاد بأنه أعد التقويم بناء على ما ظهر له ، وليس لديه أي أساس مكتوب ، ومن خلال الحديث معه ومحاورته تبين أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصداق على وجه دقيق ، حيث أعد التقويم على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب أي على درجة 18 وبعد عشر سنوات قدمه إلى درجة 19 احتياطا !
وقد تم إعداد محضر مفصل لمقابلته .
ونحوه في ص41.
وفي البحث تحدثوا بإسهاب عن تعريف الفجر ، وخصائص الفجر الكاذب ، ووخصائص الفجر الصادق ، ونقلوا عن جمع من العلماء .
وفي المبحث السابع : مقارنة تقويم أم القرى والتقاويم الأخرى في وقت صلاة الفجر .
والخلل فيها واضح جدا ، وبينوا السبب بقولهم : وقد اتضح لنا أن سبب هذا الخلل هو أن هذه التقاويم قد وضعت على الفجر الكاذب (الشفق الفلكي) مع تقديم يسير في بعضها .
وذكروا في المبحث الثامن : آراء العلماء في توقيت التقاويم لصلاة الفجر ، ونقلوا عن جمع منهم تغليطها . اهـ
وقولهم في وصف البحث إن هذه هي المرحلة الأولى ... يعنون به في مدينة الرياض ؛ لأن من ضمن المشروع أن يكون الرصد في مراحل قادمة في مدن أخرى من المملكة ...
وعليه فلن تتأثر النتيجة على مدينة الرياض وما يماثلها وهذه الدراسة بالنسبة لها = نهائية .
والله أعلم .
---
منصور مهران
09-04-2006, 03:28 PM(1/2404)
قالت عائشة - رضي الله عنها - عندما روت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) ؛ قالت : ( ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا ) وهذا الفارق الضئيل فيه بطلان لصلاة من صلى استجابة للداعي الأول ، وفيه حجر الطعام والشراب أيضا قبل وقت الصيام وكلا الأمرين مردود .
فكيف يكون الأمر إذا كان الفارق بين الوقت المحدد في التقويم وبين الوقت الصحيح للفجر قد يبلغ عشرين دقيقة أو يزيد أو ينقص ؟ كما ورد في تقرير الأستاذ عبد الرحمن السديس .
لقد كان الناس معذورين قبل وجود الوسائل العلمية الدقيقة الحديثة ؛ أما وقد أتاح العلم الحديث إمكان التدقيق والتحري فلا بد من إعادة صياغة أوقات الصلاة في ضوء العلم وأدواته ووضع ضوابط صحيحة مستقاة من أحكام الشريعة ووفق معطيات العلم .
كنا نسمع نداءات متكررة من الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - في برنامجه المشهور (نور وهداية) يدعو إلى تحري رؤية الهلال بواسطة الوسائل العلمية والمراصد الفلكية بعد الأخذ بالضوابط الشرعية جمعا بين الحق واليقين وكان صاحب السمو الأمير العالم مساعد بن عبد الرحمن الفيصل - رحمه الله يتبنى هذه النزعة ويلح في الأخذ بها في كل عبادة ذات تعلق بالوقت ، وكثيرا ما يؤخر صلاة الفجر إذا كنا في البر في طريقه إلى الحجاز ذاهبا أو آيبا ويشرح دلائل وقت الفجر الحقيقي ومدى التفاوت فيه بين تقويم أم القرى وبين الواقع ، واليوم نجد هذه الملاحظات أصبحت ضرورة بعدما تبين الفرق الواضح ، وبالله التوفيق .
---
محمود الشنقيطي
09-04-2006, 04:12 PM
الإشكال حال حصول التقديم في دخول الفجر يتعدى بطلان الصلاة إلى مسائل فقهية غير الصلاة وهي صيام النساء فمنهن من تطهر خلال تلك العشرين دقيقة,ومنهن من تحيض أيضا,وهذا أمرٌ جدُّ مشكل من حيث ابتداء الصيام لمن طهرت.(1/2405)
أضف إلى ذلك استعجالَ بعض الأئمة في إقامة الصلاة ولربما فرغ أحدهم منها خلال العشرين دقيقة وخلفه المئات من المصلين وجواره العشرات من القصَّر في بيوتهنًَّ.
---
مصطفى علي
09-04-2006, 06:32 PM
منذ قرابة الـ 25 عاماً ، قام بعض الأخوة في مصر بالخروج في الوقت المبكر قبل طلوع الفجر الصادق واكتشفوا هذا الأمر وكان هذا بالعين المجردة ، وصرحوا لكمٍ من الأخوة ، وتناقل هذا الأمر وأصبح عند كمٍ من الأخوة أنه حقيقة بنوا عليها أحكام ، والآخر اعتبره احتياطيًا يمسك على موعد الأذان ويصلي بعد تلك المدة .
غير أن المدة تناقلت لي ربع ساعة ، نصف ساعة ، لا أذكر ، إذ أن الناقلين عمن رأوا هذا يقول لذلك فضبطها ليس في ذاكرتي الآن .
وما دمنا فتحنا في هذا الأمر هناك موضوع جد خطير وهو موضوع رؤية هلال رمضان ثم ما يترتب عليه من أحكام
فأنا منذ فترة الربع قرن أو نحوها في نافذة شرقية ببيتي أرى احمرار الأفق فجرًا قبل طلوع الشمس بفترة ، وكنت أحدث نفسي كلما دخلت في ذلك الوقت عند تلك النافذة أنه وتبع لسنة الله في الخلق سأرى احمرار الشمس وفي يوم دخلت في نفس الوقت وقلت هذا الأمر ولكنني لم أجد الاحمرار فقلت سبحان الله كيف ، لعلها علامة ليلة القدر ، وصعدت إلى السطح ، وعند طلوع الشمس وجدت علامتها وأنها بدون شعاع ، ثم تابعت هذا الأمر لعدة سنوات بعدها وكنت أرى تلك العلامة ، ولكن الغريب في الموضوع أنني كنت أرى تلك العلامة في ليال زوجية ، إما لتقويم السعودية أو مصر ، دفعني هذا الأمر لرؤية هلال رمضان سنوياً ، وطلوع قمر آخر الشهر قبل هلال الشهر الجديد ، وكانت مفاجأة أخرى وهي أنني رأيت القمر فجرًا ثم في نفس اليوم أعلنت الجهات أن الغد العيد ، وحسب معلوماتي أن القمر إذا رُئي فجرًا فهو من آخر الشهر ، ولا يمكن أن يكون من الشهر الجديد فكانت صدمة أخرى لذا نرجو مرص عالمي ورؤية جماعية وإحياء شعيرة الرؤية
والسلام عليكم(1/2406)
وفق الله الجميع لخدمة الإسلام
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 10:42 PM
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات ، وكيف يمكننا الحصول على البحث كاملاً يا أبا عبدالله بارك الله فيكم ؟
---
(1/2407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اختلاف بنية المفردة القرأنية (2):
---
اختلاف بنية المفردة القرأنية (2):
---
د. أبو عائشة
08-15-2004, 07:37 AM
اختلاف بنية المفردة القرأنية (2):
ثانياً : أبنية الأسماء في التعبير القرآني :
أولاً : اختلاف صيغ الوصف :
قال تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً )( الإنسان : 3 ) فجمع في الآية بين ( الشاكر ) و ( الكفور ) ولم يجمع بين ( الشاكر ) و ( الكافر ) ، أو بين ( الشكور ) و ( الكفور ) ، فلا بد إذن من اختلاف في المعنى أوجبه الاختلاف في اللفظ فـ( ـالمعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ )(1) . ويمكن أن يوجه الاختلاف في استخدام اسم الفاعل هنا ( شاكراً ) لأنَّ الإنسان إذا كان مؤمناً فسيتجدَّد منه الشكر في كلِّ وقتٍ بعكس الكفر فإنه واحدٌ لا يحتاج إلى تجديد ، لأن مذهب الكوفيين في اسم الفاعل أنه فعل دائما ، وجعلوه قسيم الماضي والمستقبل ، أما البصريون فذهبوا إلى أنه اسم دال على الحدث والحدوث وفاعله(2) ، ومرد هذا الخلاف إلى تغيير وظيفة اسم الفاعل بتغيير الاستعمال فـ( ـإن أردت به معنى ما مضى فهو بمنزلة قولك : غلام زيد ... كذلك اسم الفاعل إذا كان ماضياً لا تنونه لأنه اسم وليست فيه مضارعة الفعل ، فإن جعلت اسم الفاعل في معنى ما أنت فيه ولم ينقطع أو ما تفعله بعد ولم يقع جرى مجرى الفعل المضارع في عمله وتقديره لأنه في معناه )( 3) .
وقيل جُمِعَ بينهما على هذه الصورة نفياً للمبالغة في الشكر وإثباتاً لها في الكفر ؛ لأن شكر الله تعالى لا يُؤدّى فانتفت عنه المبالغة ولم تنتف عن الكفر المبالغة ، فَقَلَّ شكرُه لكثرة النعم عليه ، وكثُر كفره وإن قلَّ مع الإحسان إليه(4) .(1/2408)
وقد يكون الاختلاف في صيغ الوصف بين آيتين كما في قوله تعالى : ( فقال الكافرون هذا شيء عجيب )( ق : 2 ) وقال تعالى : ( اجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب )( ص : 5 ) يقول ابن قتيبة : ( عُجاب وعجيب واحد مثل طوال وطويل وعُراض وعريض وكبار وكبير )(5) وذكر الصّبان أن المبالغة تفيد التنصيص على كثرة المعنى كماً أو كيفاً ولكن هل هي مستوية في المعنى أو متفاوتة بأن تكون الكثرة المستفادة من ( فعال ) مثلاً أشد من الكثرة المستفادة من ( فعول ) مثلاً فذكر: أنه لم ير نقلاً في ذلك وقد يؤخذ من قولهم (( زيادة البناء تدل على زيادة المعنى )) أبلغية ( فعّال ) و ( مفعال ) على ( فعول ) و ( فعيل ) وأبلغية هذين على ( فعل )(6) وقد ذهب العسكري إلى استحالة اختلاف اللفظين - في لغة واحدة - والمعنى واحد كما ظنَّ كثير من النحويين واللغويين (7) ، فقد عدل التعبير القرآني من ( عجيب ) إلى ( عُجاب ) وذلك أنَّه تدرج في العُجْب بحسب قوته ، ففي الآية في سورة (ق ) ذكر أنهم عجبوا من أن يجيء منذرٌ منهم فقالوا : ( هذا شيء عجيب ) أما في سورة ( ص ) فقد كان العجب عند المشركين أكبر وأكبر ، إذ كيف يمكن أن يؤمنوا بوحدانية الإله ونفي الشرك وهم قوم عريقون فيه ؟ وهم قد استسهلوا أن يحملوا السيف ويعلنوا الحرب الطويلة على أن يقرّوا بهذه الكلمة فالقتل عندهم أيسر من النطق بكلمة التوحيد ولذا كان العجب عندهم أكبر وأكبر فجاء بأن واللام وعدل من ( عجيب ) إلى ( عُجاب ) وذلك أنّ ( فعال ) أبلغ من ( فعيل ) عند العرب فـ ( طوال ) أبلغ من ( طويل )(8) ، قال تعالى : ( ومكروا مكراً كُبّاراً )( نوح : 22 ) ( أي كبيراً يقال : كبير وكُبار وكُبّار ، كما يقال : طويل وطُوال وطُوّال )(9) ، ( بالتخفيف والتشديد بمعنى واحد )(10) ، وليس كذلك فهو مبالغة في الكبير فأول المراتب الكبير والأوسط الكبار بالتخفيف والنهاية الكُبّار بالتثقيل (11) فلما كان التوحيد(1/2409)
أعظم المراتب لا جرم كان المنع منه أعظم الكبائر ؛ فلهذا وصفه تعالى بأنه كُبَّار(12) ، فالعرب قد تحوّل لفظ ( كبير ) إلى ( فُعال ) مخففة ويثقلون ليكون أشد من ( الكبار ) وكذلك ( جُمّال ) جميل لأنه أشد مبالغة (13) ويبدو أن معنى المشاكلة الذي تقدم مراعى هنا فـ ( ومكروا مكراً كُبّارا … ) كهيئة قوله : ( لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً )(14) .
وقد يعدل التعبير القرآني عن بنية وصف إلى بنية وصف آخر تحقق اتساعاً دلالياً قال تعالى : ( وهذا البلد الأمين ) ( التين : 3 ) فلفظ الأمين على وجهين أحدهما : أن يكون ( الأمين ) من الأمن فيكون ( فعيل ) بمعنى ( فاعل ) كعليم بمعنى عالم .
والثاني : أن يكون ( الأمين ) بمعنى المؤمن أي يؤمِّن من يدخله على ما قال تعالى :( ومن دَخله كان آمناً ) ( آل عمران : 97 )(15) . وقال تعالى : ( وعندنا كتابٌ حفيظ ) ( ق : 4 ) فـ ( حفيظ ) بمعنى ( محفوظ من الشياطين ومن التغير وهو اللوح المحفوظ أو حافظ لما أودعه وكتب فيه )(16) فإذا كانت بعض الصيغ تحول من ( فعيل ) إلى ( مفعول ) أو ( فاعل ) فإن صيغة ( فعيل ) ربما تحتمل في آن واحد أن تكون بمعنى فاعل وبمعنى مفعول(17) ومن ذلك قوله تعالى : ( ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير )( الملك : 4 ) إذ يصح أن يكون (حسير) بمعنى ( حاسر ) وأن يكون بمعنى ( محسور ) وقوله تعالى : ( كل نفسٍ بما كسبت رهينة )( الطور : 21 ) فصح أن يكون ( فعيل ) بمعنى ( فاعل ) أي ثابتة مقيمة وقيل بمعنى ( مفعول ) أي : كل نفس مقامة في جزاء ما قدم من عمله ... ( وهذا الإجمال مقصود لتذهب إفهام السامعين كلَّ مذهب ممكن فتكثر خطور المعاني في الأذهان وتتكرر الموعظة والعبرة باعتبار وقع كل معنى في نفس له فيها أشد وقع وذلك من وفرة المعاني مع إيجاز الألفاظ )(18) .
ثانياً : اختلاف الاسم إفراداً وتثنية :(1/2410)
قيل إن العرب قد أوقعتا الاثنين موقع الواحد ( 19) ، كما في قوله تعالى : ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد )( ق : 24 ) وقد قال ابن تيميه عن هذا : إنه لا أصل له وإنه ممنوع (20) ، ومن ذلك قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ( الرحمن : 66 ) وما قاله ابن تيميه صحيح لأنّ القول الأول ( فضلاً عمّا فيه من تصحيح بمماثلة القرآن للشعر يمس قضية أخطر من ذلك إذ يؤدي إلى القول بمخالفة التعبير القرآن للحقيقة لأنه يقول ( جنتان ) فيثني ، والحاصل أنها جنة واحدة )(21) ، ومثل هذا القول لم يُرْضَ في الشعر فكيف في القرآن قال لبيد (22) :
نحن بني أم البنين الأربعه المطعمون الجفنة المدعدعه(1/2411)
قيل : هم خمسة فجعلهم للقافية أربعة (23) ، وقيل لوزن الشعر (24) وردّ صاحب الخزانة هذا ونسبه إلى الفراء وقال عنه : هو قول فارغ (25) وقال السهيلي : ( إنما قال الأربعة وهم خمسة ؛ لأن أباه ربيعة قد مات قبل ذلك لا كما قال بعض الناس وهو قول يعزى إلى الفراء أنه قال ... من أجل القوافي فيقال له : لا يجوز للشاعر أن يلحن لإقامة وزن الشعر ، فكيف بأن يكذب لإقامة الوزن ... )(26) ، ولم تخرج أقوال المفسرين المحدثين في مثل : ( ألقيا في جهنم ... ) عن أقوال السابقين ، فقد قيل تثنية الفاعل لتثنية الفعل والمعنى : ألق ألق للتأكيد (27) ، وقيل إنه خطاب للسائق والشهيد (28) وقيل : إن الألف في ( ألقيا ) بدلٌ من النون ؛ إجراءً للوصل مجرى الوقف (29) يؤيده قراءة الحسن ( ألقينْ ) بالنون الخفيفة (30) ... وكذلك في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، قيل : الخطاب للثقلين فكأنه لكل طائفتين منكما جنتان جنة للخائف الإنسي وجنة للخائف الجني (31) ، وقيل بستانان من بساتين الجنة (32) ، وقيل : جنة لفعل الطاعات وجنة لترك المعاصي ؛ لأن التكليف دائر عليهما (33) ، وقيل : جنة من ذهب وجنة من فضة(34) ... الخ (35) ، وقد يبدو للوهلة الأولى تعارض المفسرين بينهم في تفسير هذه الآية إلا ( أن طبيعة هذا ( الميكانزم )(36) اللغوي للمثنى أنه يسمح بأكثر من تفسير له ولا يقيده بتفسير واحد ... فهذا كله تُفسَّر فيه صيغة التثنية بالحرف بصيغةٍ من التثنية بالعطف ، وتعبِّر التثنية بالعطف فيه عن نفسها بأمثلة متعددة ... وهذا كله يشهد على قابلية الصيغة لصور متعددة من التعبير وأنَّ هذه الصور إنما هي في سبيل إشباع المبدأ الفكري أو الصيغة ... ويدل على أن النشاط التعبيري إنما ينهض بحفظ الروح الثقافي الكامن وراء التعبير )(37) .(1/2412)
وقد استخدم الأسلوب القرآني أسلوب التثنية للتعبير وإرادة الجمع ( واعلم أنه قد جاءت التثنية يراد بها الكثرة ... )(38) ، قال تعالى : ( ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ) ( الملك : 4 ) وأغلب المفسرين على أن ( كرتين ) يراد بها الجمع ( كرات ) لا التثنية (39) ، وإن قال بعضهم بإرادة التثنية (40) وليس بين القولين تعارض أو في استخدام مثل هذا الأسلوب مخالفة المدلول للدال عليه ، فمن قال بأن( كرتين ) يراد بها كرات جعل كرتين كقولك : ( لبيك ... ) وتريد إجابات كثيرة بعضها في إثر بعض (41) ؛ لأن بعدها ( ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ) أي مزدجراً كليلاً ، ولا ينقلب البصر مزدجراً كليلاً من كرتين فقط فتعيَّن أن يكون المراد بـ ( كرتين ) التكثير لا الكرتين فقط …(42) ورجوع البصر كليلاً مزدجراً عند من قال بالمرتين حاصلٌ أيضاً فالمنصوص هنا إرجاع البصر كرتين ، ولكنَّ حقيقة النظر أربع مرات الأولى في قوله تعالى : ( ما ترى في خلق الرحمن … )( الملك : 3 ) والثانية في قوله تعالى : ( فارجع البصر هل … ) ( الملك : 3 ) والثالثة والرابعة في قوله تعالى : ( ثم ارجع البصر كرتين) وليس بعد معاودة النظر أربع مرات من تأكيد (43) .(1/2413)
وهكذا هو الأسلوب القرآني مبني بما يجعله يشع بكل اتجاه ملبياً كل حاجة مخاطباً كل ملكة عند الإنسان وبما يجعله قابلاً لقراءاتٍ متعددة وبصورة جديدة تحمل القارئ على أن يحلق بخياله دونما تجاوز لأي حقيقة تاريخية كانت أم لغوية وبهذا نفهم ما ذهب إليه الشيخ الطاهر بن عاشور في ذهابه إلى أن التثنية في كرتين ليس المراد بها عدد الاثنين الذي هو ضعف الواحد (44) ، وإنما التثنية مستعملة كناية عن مطلق التكرير (45) ، فكرتين تثنية كرة وهي المرة وعبّر هنا بالكرة وهي مشتقة من الكرِّ وهو العَود لأنها عود إلى شيء بعد الانفصال عنه (46) والعجيب أن لفظة ( كرتين ) تعطي المعنيين السابقين عند المفسرين فكل كرة هي ذهاب بعد رجوع فيكون الحاصل أربع مرات ، فالتثنية مرادة إذن ولكن ليس بمعنى المرتين (47) ، وبهذا يفهم سر إيثار كرتين في الاختيار - كما يقول ابن عاشور - دون مرتين وتارتين ( لأن كلمة كرة لم يغلب إطلاقها على عدد الاثنين فكان إيثارها في مقام لا يراد فيه اثنين أظهر في أنها مستعملة في مطلق التكرير دون عدد اثنين أو زوج وهذا من خصائص الإعجاز ألا ترى أن مقام إرادة عدد الزوج كان مقتضياً تثنية ( مرة ) في قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) ( البقرة : 229 ) (48).
التعبير عن المثنى بالجمع :(1/2414)
قال تعالى : ( إن تتوبا إلى الله فقد صنعت قلوبُكما )( التحريم : 4 ) والعرب تعبر عن التثنية بلفظ الجمع ولا يرجحون التثنية كراهية أن يجمعوا بين تثنيتين في اسم واحد (49) ، وهذا هو الأكثر والمطرد في كلام العرب فيما كان في الجسد منه شيء واحد لا ينفصل كالرأس .. والقلب (50) فـ ( الخطاب إلى الأثنين والفاعل جمع وهذا شيء عرفناه في لغة التنزيل اقتضته حكمة وبلاغة )(51) ، فإذا كان الخطاب هنا لمثنى مؤنث (52) ، فيكون لهذا الاختيار قصدٌ في استخدام هذا الأسلوب قال تعالى : ( … ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه ) ( الأحزاب : 4 ) ووفقاً لمفهوم المخالفة يكون لازم الآية ( قد جعل الله للمرأة قلبين في جوفها ) صحيحاً لأن المرأة عند الحمل تمتلك قلبها وقلب جنينها وبذلك نعرف السر في عدول الآية عن القول ( في صدرها ) إلى ( في جوفها ) مع أن القلب في الصدر ، ليدخل الرحم في لفظ ( الجوف ) فأيّ دقةٍ أعلى في الاختيار وأي قصديةٍ أبدع في العدول من هذه ، وبهذا استخدم القرآن الأسلوب العربي في التعبير لغرضٍ بلاغي دقيق دون مخالفة للحقيقة وفي هذا غاية الإعجاز .
ثالثا ً: الاختلاف بين المفردة والجمع :
من الظواهر الأسلوبية اللافتة في التعبير القرآني ملائمة صيغة الأفراد لموقعها الخاص بها وملائمة صيغة الجمع لموقعها الخاص بها ( فالسماء ) ترد مجموعة في آيات كثيرة على حين ترد ( الأرض ) مفردة دائماً وفي القرآن كله . مع أنها تنتظم وأيّاها في سياق واحد (53) ، وقد اختلف في سبب ذلك قديماً وحديثاً ذكر ابن القيم عدة أسبابٍ لذلك تندرج تحت سببين أساسيين هما ( فَرقٌ لفظي ) و ( فرقٌ معنوي ) :(1/2415)
أما اللفظي : فالأرض على وزن ألفاظ المصادر الثلاثية كضَرب والذي يماثل وزنها ومعناها السَفْل والتَحْت وهما لا يثنيان ولا يجمعان وفي مقابلتهما بالفوق والعلو وهما كذلك لا يجمعان (54) ، وأحسن من هذا الفرق أنه لم يقل ( سبع أرضين ) لهذه الجسأة التي تدخل اللفظ ويختل بها نظم الجملة اختلالاً (55) فلو أريد جمع الأرض على قياس جموع التكسير لقيل آرض كأفلس أو آراض كاجمال أو أروض كفلوس - فجمعها ( في القلة ( آراض ) بالمدّ على أفعال كألف وآلاف وفي الكثرة أروض بالضم قياسي أيضاً كألوف ، وجمعت شذوذاً على أراضٍ كما شذّ جمع أهل على أهالٍ (56) - فاستثقلوا هذا اللفظ إذ ليس فيه من الفصاحة والحسن والعذوبة ما في لفظ السموات ، وأنت تجد السمع نابياً عنه بقدر استحسانه لفظ السموات لهذا تفادوا من جمع ( أرض ) إذا أرادوه بثلاثة ألفاظ تدل على التعدد كما قال تعالى : ( ... خلق السموات ومن الأرض مِثلهن ) ( الطلاق : 12 ) كل هذا تفادياً من أن يقال أراضٍ وآرض (57) ، أما السبب المعنوي فقيل : لأنه أريد الإخبارعن الذات لا العدد ولما احتيج إلى الإخبار عن العدد قيل : ( ... ومن الأرض مثلهن ) ، وقيل : لا مقارنة في السعة وقيل لقصد التحقير (58) وقيل : جمعت السماء ؛ لأن كل واحدة مختصة بعالمٍ من الملائكة يخالف الآخر وأفردت الأرض لأن الانتفاع بما يلينا منها دون غيرها (59) ، ولمثل هذا التعليل قرائن في الأسلوب القرآني كقوله تعالى مخاطباً ( موسى وهرون ) : ( فقولا إنّا رسولُ رب العالمين )( الشعراء : 16 ) فأفرد على الرغم من أنهما مثنى ؛ لأن وظيفتهما واحدة - والله أعلم - ، ولأفراد السماء حيناً وجمعها حيناً آخر غاياتٍ أسلوبية ، قال تعالى : ( أأمنتم من في السماء ... أم أمنتم من في السماء ... ) ( الملك 16 ، 17 ) فقد أفرد هنا لما كان المراد الوصف الشامل والفوق المطلق ولم يرد سماء مخصوصة وكذلك في قوله تعالى : ( فورب السماء والأرض إنه(1/2416)
لحق ... ) ( الذاريات : 23 ) إرادة لهذين الجنسين أي ربّ كل ما علا وكل ما سفل فلما كان المراد عموم ربوبيته أتى بالاسم الشامل لكل ما يُسمى سماء وكل ما يُسمى أرضاً (60) ، والواحد إذا أريد به الجنس كان أعم من الجمع (61) لذلك لم تجيء في سياق الأخبار بنزول الماء من السماء إلا مفردةً حيث وقعت لما لم يكن المراد نزوله من ذات السماء بنفسها بل المراد الوصف ، وكذلك قوله تعالى : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) ، أي : من سماء واحدة لا عامة السموات (62) ، وبهذا ندرك دقة ما قاله العلوي : ( إن الألفاظ على وجهين في استعمالها مفردة ، أحدهما : أن تكون فصيحة مستعملة في كل أحوالها في الأفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ...
وثانيهما : أن تكون أحوالها مختلفة بالإضافة إلى استعمالاتها ... )(63) وقد تنبه المحدثون إلى هذا ولعل أشهر من أكد هذا المعنى ( الرافعي )(64) وإن سيطرت على تعليلاته الدقيقة فكرة الجِرْس غالباً في حين تنبه غيره إلى استخدام وتفريقٍ خاصٍ بالمفردة والجمع خاصةً عند التقابل الدلالي كما في لفظتي ( النور ) و ( الظلام ) فلم ترد لفظة النور مجموعة في القرآن ولم تأتِ لفظة الظلام مفردةً معها قال تعالى : ( ... ليخرجكم من الظلمات إلى النور )( الحديد : 9 ) وقال تعالى :( ... يريدوا ليطفئوا نور الله بأفواههم )( الصف : 8 ) وقال تعالى : ( ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) ( الطلاق : 11 )(65) ، فلم يجمع ( نور ) في القرآن على ( أنوار ) أي : أنه تعالى يخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور لا إلى الأنوار مع أن السياق يتطلب الجمع للمقابلة ، وحكمة ذلك كما يقول السيد رشيد رضا : إن النور شيءٌ واحد وإن تعددت مصادره ، ولكنه يكون قوياً ويكون ضعيفاً ، وأما الظلمة فهي تحدث بما يحجب النور من الأجسام غير النيرة وهي كثيرة جداً .(1/2417)
وكذلك النور المعنوي شيءٌ واحدٌ ... فالحق واحد لا يتعدد والباطل الذي يقابله كثير(66) ، وقد أوضح الشعراوي ذلك فقال : إن في الدنيا ظلمات كثيرة ولكن ليس هناك أنوار ، هناك نور واحد هو نور الله سبحانه وتعالى نور الحق ؛ لذلك لا يستخدم الله سبحانه وتعالى إلا كلمة نور لأن النور هو نور الحق ولا نور غيره (67) ، ويبدو أن كلاهما قد أفادا مما قاله ابن القيم ( وجَمَعَ الظلمات وهي طرق الظلال والغي لكثرتها واختلافها ووحّد النور وهو دينه الحق .. الذي لا طريق سواه )(68) .
وقد استخدم مثل هذا دون تقابل دلالي كاستخدام لفظة ( الريح ) و ( الرياح ) فلفظة ( الريح ) لم ترد إلا في سياق الشر والعقوبة كما لم ترد لفظة ( الرياح ) إلا في سياق الخير قال تعالى : ( وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيءٍ أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) ( الذاريات : 41 ) وقال تعالى : ( إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحسٍ مستمر ) ( القمر : 19 )(69) ، ولعل السبب في ذلك أن ريح الشر تهب مدمرة عاصفة لا تهدأ ولا تدع الناس يهدءون فهي لاستمرارها ريح واحدة لا يشعر الناس فيها بتحول ولا تغيير ولا يحسون بهدوء يلم بها فهي متصلة في عصفها وشدة تحطيمها وذلك هو مصدر الرهبة منها والفزع أما الرياح تحمل الخير فتهب حيناً وتهدأ حيناً لتسمح للسحب أن تمطر فهي متقطعة تهبّ في هدوءٍ ويشعر المرء فيها بفترات سكون وأنها رياح متتابعة وهي في تعبير القرآن هذا مصورة للإحساس النفسي (70) ، والدليل على ذلك كما يقول أحمد بدوي أنّ القرآن أفرد ولمّرةٍ واحدة لفظة ( الرياح ) في موضع الخير والأنعام في قوله تعالى : ( حتى إذا كنتم في البحر وجرينَ بهم في ريحٍ طيبة ) ( يونس :22 ) ذلك أن ( إفراد الريح مع السفن هو الرحمة بها ولو أنّها جمعت فقد يدلّ الجمع على مجيء الريح من مهابٍ متعددة وفي ذلك دمارٌ لها )(71) .(1/2418)
وقد يعبر القرآن عن المعنى الواحد بعدة أساليب بل قد يعبر عن هذا المعنى بالأفراد والتثنية والجمع معاً قال تعالى : (... رب المشرق والمغرب .. )( المزمل : 9 ) وقال تعالى : ( ربّ المشرقين وربّ المغربين ) ( الرحمن :17 ) وقال تعالى : ( ربّ المشارق والمغارب )( المعارج : 40 ) ، فإننا هنا أمام تعابير تختلف من حيث الأفراد والتثنية والجمع ، وأظنني قد استطعت من كل ما سبق أن أصل إلى ما أردت تأكيده بدايةً ، وهو أنّ كل مفردة في سياقها تأتي مختارةً بصوتها ودلالتها وبنيتها وحالها بما يخدم ويوافق دلالة السياق العامة من غير ما تجاوز لأي حقيقةٍ لغوية كانت أم تاريخية أم علمية وبما يتناسب مع كل المستويات الفكرية فتباين هذه المفردات أعطى وعلى اختلاف العصور قراءاتٍ متعددة متباينةٍ من حيث الظاهر إلا أنها وباجتماعها تحقق تكاملاً دلالياً أو صورياً من غير ما تجاوز لطبيعة البنية الكلية لكل سياقٍ من هذه السياقات ، فبناء النص القرآني أثبت قبوله لقراءات متعددة على مر الزمن وبما لا يحقق تعارضاً ما دامت هذه القراءات تعتمد على أساسٍ لغوي سليم ، فيمكن القول بإرادة معنى ( رب المشرق والمغرب ) في كل هذه التعابير فيكون المراد بالمشرقين المشرق والمغرب ، وبالمغربين المغرب والمشرق ( على التغليب ) فيكون في ذلك تكرير لتعظيم أمر المشرق والمغرب وقال بعض المفسرين : المشرقان هما مشرق الشمس في الصيف ومشرقها في الشتاء والمغربان مغربها في الصيف ومغربها في الشتاء (72) ... الخ ، وكذلك كان الاختلاف في المغارب والمشارق وقد تنبه الشعراوي إلى مناسبة التعبير حجم التفكير للعقل البشري في وقت نزول القرآن وحجمه في يومنا هذا بل قارن ما كان عليه الفهم له في ذلك الوقت فعندما يقول القرآن رب المشرق والمغرب فليس هناك تعارض بين العقل والآية في ذلك والتثنية معناها أن تجمع بين عمومية الجهة وهي الشرق وبين المكان المحدد لشروق الشمس بمعنى أنك تقول(1/2419)
هذا هو الشرق .. وهذا هو الغرب وتشير بيدك فإذا أردت أن تحدد مكان شروق الشمس فإنك تقول إن الشمس تشرق من هنا وتحدد المكان بالضبط ، أما الجمع فتفسيره أن كل بلدة لها مشرق ولها مغرب ومن هنا فإنّ الله سبحانه رب المشارق كلها والمغارب ، أما ما يفهم من هذه التعابير اليوم فرب المشرق والمغرب التي قيل عنها عمومية تأخذ طابعاً آخر من خلال فهم طبيعة الاقتران فيها لأنه لا يوجد مشرقٌ دون مغرب لأنّ كروية الأرض تحتم ذلك ، ففي الوقت الذي تغرب فيه الشمس على جهة تكون في الوقت نفسه تشرق على جهة أخرى إذن قوله تعالى : ( رب المشرق والمغرب ) أصحُّ من أن يُقال ( رب المشرق ورب المغرب ) كما في ( رب المشرقين ورب المغربين ) ، فقوله تعالى يشير إلى أن عملية الغروب تقابل في الوقت نفسه عملية الشروق حيث كان الفهم أنهما جهتان متقابلتان بالنسبة للعين المجردة أما التثنية فلأن الكرة الأرضية في عموميتها لها مشرقان مشرقٌ تضيء منه الشمس نصف الكرة ومغرب ثم تستدير الكرة كلها فيأتي نصف الكرة الآخر فيكون له مشرقٌ ومغرب ، أما قوله تعالى : ( رب المشارق والمغارب ) فأنه لا يوجد مشرق واحد ولا مغرب واحد لأي دولة في العالم وإنما هي مشارق ومغارب فزاوية الشرق والغروب تتغير ، ففي كل جزء من الثانية مشرق تشرق الشمس فيه على مدينة وتغيب فيه عن مدينة أخرى وعلى الرغم من أن جهة الشروق واحدة إلا أن المشرق تختلف زاويته كل يوم وكذلك المغرب والدليل على ذلك اختلاف وقت الإفطار والإمساك من يوم لأخر ومن مدينة لأخرى في رمضان مثلاً (73) .(1/2420)
وإذا كان في هذا إجابة شافية لاختلاف بنية المفردة إلا أن سؤالاً يبقى بلا إجابة عند المحدثين وهو لماذا اختير كل تعبير في آية وسياقٍ يختلف عن الآخر وبصورة أدق لماذا جاءت كل بنية في سياق وما علاقتها به ؟ والعجيب أن تأتي الإجابة عن مثل هذا التساؤل من ( ابن القيم ) وبفكرة السياق نفسها التي تلهج بها الدراسات الحديثة إذ يقول : وأما وجه اختصاص كل موضعٍ بما وقع فيه فلم أرَ أحداً تعرض له ولا فتح بابه وهو بحمد الله بينٌ من السياق (74) ، فقد ورد مثنى في سورة الرحمن لما كان مساق السورة مساق المثاني المزدوجات حيث ذكر أولاً نوعي الإيجاد والتعليم (75) ، ثم ذكر سراجي العالم الشمس والقمر لذلك حسنت التثنية هنا وقدّر موضعهما اللفظ مفرداً ومجموعاً تجد السمع ينبو عنه ويشهد العقل بمنافرته للنظم أما ورودهما مفردين في سورة المزمل فلما تقدمهما من ذكر الليل والنهار .. فلما تقدم ذكر الليل وما أمر به فيه وذكر النهار وما يكون فيه عقب ذلك بذكر المشرق والمغرب الذين هما مظهر الليل والنهار فكان ورودهما مفردين في هذا السياق أحسن من التثنية والجمع .. أما مجيئهما مجموعين ( فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدلَ خيراً منهم وما نحن بمسبوقين )( المعارج : 41 ) فلما كان في هذا القسم في سياق سعة ربوبيته وإحاطته قدرته والمقسم عليه أرباب هؤلاء .. فلا يليق بهذا الموضع سوى لفظ الجمع (76) .
رابعاً : تباين صيغ الجموع :(1/2421)
لابد أن يكون هناك سبب لتخصيص الآية بالجمع الذي وردت عليه دون الآخر لأن القرآن لا يستعمل صيغة جمع في أي مكانٍ اعتباطاً وإنما يُراعى في ذلك السياق ، فالأوزان المختلفة لها معانٍ مختلفة (77) ، وقد ذهب الدكتور إبراهيم السامرائي على أن العربية خصّت صيغة جمع بمفردٍ معين في الدلالة على مادةٍ من المواد كما خصت صيغة جمع آخر بالمفرد نفسه في الدلالة على مادةٍ أخرى فالعين وهي الباصرة قد جُمعت في القرآن على ( أعين ) وعين الماء قد جمعت في القرآن نفسه على عيون (78) ، قال تعالى : ( وفجرنا الأرض عيوناً ) ( القمر : 12 ) وقال تعالى : ( .. فطمسنا أعينهم ) ( القمر : 37 ) غير أن الدكتور فاضل السامرائي لا يرى في مثل هذا شيئاً خصت به العربية صيغة الجمع وإنما هو مما خصّ به القرآن الكريم قسماً من الجموع في الاستعمال فقد خصَّ استعمال الحمير مثلاً حيث وردت بالأهلية من الحُمُر قال تعالى : ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ..) ( النحل : 8 ) وخصَّ الحُمُر بالوحشية قال تعالى : ( كأنهم حُمُرٌ مستنفرة فرّت من قسورة )( المدثر : 50 - 51 )(79) ولعل السبب في هذا الاستخدام أن سياق آيات المدثر كان مسوقاً لتصوير فزعِ ورعبِ هؤلاء فاقتضى أن يشبههم بالوحشي من الحمر لما عُرف عنه من شدة الحذر والفزع الدائم في حين كان سياق آيات النحل مسوقاً في مقام التنعيم والتفضل لذلك ناسب السياق مجيء التعبير بالحمار الأهلي لأن الأخبار عن الركوب والحمل وهو محلهما - والله أعلم - .
اختلاف المفردة مشتقةً وجامدة :(1/2422)
تقدم أنّ الأسلوب القرآني يتميز بالتوظيف الدقيق المؤدي إلى السعة في المعنى بأوجز لفظٍ حتى أن المفردة لتكاد تتفجر مؤديةً أكثر من وظيفةٍ دلالية يستدعيها السياق ومن هذا التوظيف الدقيق دقة الاستخدام للمفردة من خلال اختلافها مشتقة وجامدة يقول الدكتور محمود نحلة : أنّ التعبير القرآني قد يلجأ إلى التعبير عن اسم جامدٍ بآخر مشتق لهدفٍ فني أو بلاغي فيعدل عن ذكر اسم جامدٍ من أسماء الذوات لأنّ له تصوراً محدداً في الذهن ويذكر اسماً مشتقاً يشتمل على صفةٍ من صفات هذا الاسم الجامد ومن ثمّ تتعدد الاحتمالات الذهنية لهذا الاسم الذي ينطبق عليه هذا الوصف المتضمن في الاسم المشتق ، وهذا التعدد في الاحتمال يُكسب التعبير القرآني ثراءً وغنى وينأى به عن التقريرية المباشرة التي لا يحتاج الإنسان معها إلى إعمال فكرٍ أو نظر (80) .(1/2423)
قال تعالى : ( والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً فالمدبرات أمراً ) ( النازعات : 1- 5 ) وقال تعالى : ( وشاهدٍ ومشهود ) ( البروج : 3 ) إذ ورد في تفسير قسمه تعالى هنا سبعة وعشرون قولاً (81) ، وقد ذهب القاسمي هذا المذهب ذاكراً أنّ اللفظ متسعٌ لما ذُكر من المعاني بلا تدافعٍ ولا إمكان للجزم بواحدٍ منها إذ لا قاطع (82) ، وهذا هو رأي الطبري فبعد نقله للأقوال في قوله تعالى : ( وشاهد ومشهود ) قال : ( والصواب عندي أنه صالحٌ لكل ما يقال له مشاهد ويقال له مشهود (83) ، وقال عند قوله تعالى : ( والنازعات غرقاً .. ) : الصواب عندي أن يقال أنه تعالى أقسم بالنازعات غرقاً ولم يخصص نازعةً دون نازعة ، فكل ( نازعةٍ غرقاً ) فداخلة في قسمة مَلَكَاً أو نجماً أو قوساً أو غير ذلك وهكذا في البقية (84) ، والسبب في الاختلاف أنه ( لما كانت الموصوفات المقسم بها محذوفات وأقيمت صفاتها مقامها وكان لهذه الصفات تعلقات مختلفة ، اختلفوا في المراد بها .. )(85) ، على أن هذا الاختلاف إنما يحقق الفائدة المرجوة في السياق إذ المقصد الأول في القسم هو التعظيم ودفع الشك عما سيقسم عليه ، وفي هذا من التعظيم ما لا يخفى لتعدد المقسم بهنّ مع إيجاز اللفظ ؛ لذلك ذهب القاسمي إلى أن قول ابن جرير مُتجه للغاية إذ فيه إبقاء للفظ على شموله وهذا أعمّ فائدة وعدم التكلف للتخصيص مع عدم وجود القاطع (86) ، فالتعبير بالمشتق عن الجامد هو الذي جلب هذا التعدد في التفسير ولا أقول الاختلاف لتحقق القصد في ذلك تحقيقاً للغموض الفني كما يقول ( نحلة ) الذي يوقظ الذهن ويثير التساؤل ويشرك المتلقي ويقتضي وعياً وانتباهاً ومشاركةً من القارئ أو السامع لتتم له المتعة الفنية في اكتشاف المعنى المراد أو ما يقترب منه (87) .(1/2424)
وقد يعدل القرآن عن التعبير بالمشتق إلى الجامد وهو في هذا لا يختار أسماء الذوات وإنما أسماء المعاني ليضعها موضع الأسماء المشتقة لما لها من خاصية في التعبير ليست للمشتقات إذ هي تحتمل تمكن الوصف وإطلاقه والمبالغة فيه قال ابن يعيش ( قالوا رجل عدلٌ وفضل كأنه لكثرة عدله والرضا عنه وفضله جعلوه نفس العدل والرضا والفضل )(88) ، كما في قوله تعالى : ( ... جزاءً وفاقاً ) ( النبأ : 27 ) ، فالوفاق هنا مصدر وافق بمعنى ماثَل أو ضارع ، وقد عدل القرآن الكريم عن وصف الجزاء باسم مشتقٍ نحو : جزاء موافقاً إلى وصفه بالمصدر للمبالغة في تصوير هذا العقاب الأليم وتقريره ، وقد يعدل إلى المصدر الجامد دون أن يكون وصفاً كما في قوله تعالى: ( ... ونهى النفس عن الهوى ) ( النازعات : 40 ) فالهوى هنا مصدر وضع موضع المفعول ( مهديّ ) ليحقق هذا الإطلاق في نهي النفس عن كل ما تميل إليه مع الهوى (89) .
CC0000
1) دلائل الإعجاز 303 .
2) ينظر : شرح التصريح 2 / 65 ، وشرح الكافية 2 / 184 .
3) المقتضب 4 / 148 – 149 .
4) ينظر : تفسير الماوردي 4 / 368 .
5) تفسير غريب القرآن 376 .
6) ينظر : حاشية الصبان 2 / 296 .
7) ينظر : الفروق في اللغة 12 – 13 .
8) ينظر : التعبير القرآني 36 – 37 .
9) تفسير غريب القرآن 487 .
10) تفسير ابن كثير 4 / 426 .
11) ينظر: تفسير الرازي 30 / 142، وتفسير البيضاوي 2 / 531، وتفسير غرائب القرآن 29 / 52 .
12) تفسير تفسير الرازي 30 / 142 .
13) ينظر : مجاز القرآن 2 / 271 ، وبواكير التفسير 343 .
14) تفسير الطبري 29 / 61 .
15) ينظر : البيان في غريب إعراب القرآن 2 / 521 ، وظاهرة التحويل 63 .
16) الكشاف 4 / 4 .
17) ينظر : ظاهرة التحويل 63 .
18) التحرير والتنوير 30 / 61 .
19) ينظر : معاني القرآن 3 / 17 ، والكشاف 4 / 8 .
20) ينظر : الرسالة المدنية 14 ، 15 .
21) الضرورة الشعرية ( دراسة أسلوبية ) 102 .(1/2425)
22) ديوان لبيد 340 .
23) ينظر : تأويل مشكل القرآن 154 .
24) ينظر : مجمع الأمثال 2 / 205 ، وأمالي المرتضى 1 / 194 ، والضرورة الشعرية 102 .
25) ينظر : خزانة الأدب 4 / 174 .
26) الروض الأنف 2 / 175 .
27) ينظر : الكشاف 4 / 8 ، والبيضاوي 2 / 423 ، والرسالة المدنية 15 .
28) ينظر : الرسالة المدنية 15 ، وتفسير ابن كثير 4 / 226 .
29) ينظر : المحتسب 2 / 284 ، وشرح القصائد السبع 15 .
30) ينظر : الكشاف 4 / 8 ، والبيضاوي 2 / 423 .
31) ينظر : الكشاف 4 / 48 .
32) ينظر : معاني القرآن 3 / 17 .
33) ينظر : الكشاف 4 / 48 .
34) ينظر : مجمع البيان 27 / 101 .
35) ينظر : تفسير سورة الرحمن 113 .
36) مصطلح يقصد به : التكامل والارتباط بين أجزاء النظام الواحد كالآلة التي يدفع بعض أجزائها إلى بعض بالحركة المتصلة .
37) الضرورة الشعرية 109 – 110 .
38) إعراب القرآن ( الزجاج ) 3 / 788 .
39) ينظر : إعراب القرآن ( الزجاج ) 3 / 788 ، والكشاف 4 / 135 ، والتبيان 3 / 59 والبحر 8 / 298 ، والنسفي 3 / 1837 ، والتحرير والتنوير 29 / 19 .
40) مثل قتادة كما نقل ابن كثير 4 / 396 ، وينظر : تتمة أضواء البيان 8 / 392 .
41) ينظر : البحر المحيط 8 / 298 ، وشرح ابن عقيل 384 ، والبيان في غريب إعراب القرآن 2 / 450
42) ينظر : شرح ابن عقيل 384 ، والبيان 2 / 450 .
43) ينظر : تتمة أضواء البيان 8 / 392 .
44) وهو قول ابن عطيه ينظر : البحر 8 / 299 .
45) عرّف البلاغيون الكناية : بأنها الأسلوب المجازي الوحيد الذي يُراد بها المعنى المجازي مع جواز إرادة المعنى الحقيقي .
46) ينظر : التحرير والتنوير 29 / 19 – 20 .
47) وهذا مما يؤكد نفي الترادف في القرآن .
48) التحرير والتنوير 29 / 19 .
49) ينظر : الأمالي الشجرية 1 / 13 .
50) ينظر : المقرب 2 / 128 ، وجوزه المبرد فيما ليس من خلق الإنسان ينظر : معاني القرآن 1 / 307 .(1/2426)
51) من بديع لغة التنزيل 294 .
52) ينظر : الدر المنثور 8 / 220 .
53) ينظر : المشاهد في القرآن 409 – 410 .
54) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 114 – 115 .
55) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 232 .
56) الفيصل 207 ، وينظر : الطراز 3 / 45 .
57) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 114 - 115 .
58) ينظر : المصدر السابق 1 / 116 .
59) ينظر : الطراز 3 / 45 .
60) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 116 .
61) ينظر : الكشاف 1 / 331 .
62) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 117 .
63) الطراز 3 / 41 – 42 .
64) ينظر : تاريخ آداب العرب 2 / 231 .
65) ينظر : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ( نور ) 725 و ( ظلمات ) 438 .
66) ينظر : تفسير المنار 7 / 294 .
67) ينظر : معجزة القرآن 59 .
68) بدائع الفوائد 1 / 120 .
69) ينظر : فقه اللغة 403 .
70) ينظر : من بلاغة القرآن 139 .
71) من بلاغة القرآن 140 .
72) ينظر : الكتاب 2 / 425 ، وينظر : من بلاغة القرآن 142 .
73) ينظر : معجزة القرآن 23 – 25 .
74) بدائع الفوائد 1 / 121 .
75) في الكتاب الإيجاد والتعظيم والصحيح والتعليم كما أثبتُّ .
76) ينظر : بدائع الفوائد 1 / 121 – 122 .
77) ينظر : معاني الأبنية 130 .
78) ينظر : دراسات في اللغة91 ، ومعاني الأبنية 131 .
79) ينظر : معاني الأبنية 131 – 132 .
80) ينظر : دراسات قرآنية 170 .
81) ينظر : البحر المحيط 8 / 449 – 450 ، ( وما يقرب من عشرين ) التتمة 9 / 131 .
82) تفسير القاسمي 17 / 6044 .
83) تفسير الطبري ، وينظر : تتمة أضواء البيان 9 / 132 وكذا قال الطبري وابن كثير .
84) تفسير الطبري 30 / 28 ، وينظر : تفسير القاسمي 17 / 6044 .
85) البحر المحيط 8 / 419 ، ينظر : دراسات قرآنية 171 .
86) ينظر : تفسير القاسمي 17 / 6044 .
87) ينظر : دراسات قرآنية 172 .
88) شرح المفصل 3 / 50 .
89) ينظر : دراسات قرآنية 174 – 176 .
د. عامر مهدي العلواني(1/2427)
مدرس البلاغة والنقدفي قسم اللغة العربية
جامعة الأنبار
---
فهد الناصر
08-20-2004, 01:18 PM
شكراً جزيلاً للدكتور عامر على هذا البحث . ولدي سؤال : هل يوجد كتاب يجمع مثل هذه الأبحاث لكم أو لغيركم ؟
---
(1/2428)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > استغل وقتك في فصل الصيف
---
استغل وقتك في فصل الصيف
---
abdaluha
06-07-2004, 12:59 AM
(استغل وقتك في فصل الصيف)
نحن الآن في العطلة الصيفية بعد أن انتهى الطلاب من مدارسهم فيجب على كل أب أو ولي أمر أن يستقلوا هذه العطلة ليستفيدوا أبنائهم وكذاك على الأبناء يجب عليهم أن يستقلوا هذه العطلة فيستفيدوا منها ويطوروا أنفسهم من كل ناحية فمن يحب الكمبيوتر يشارك في مراكز تعليمية للكمبيوتر ومن كان يحي لعب كرة القدم يشارك في إحدى النوادي ومن كان بوده حفظ القران الكريم فيشارك في المساجد أو حلقات لتحفيظ القران الكريم فينبغي على كل الناس أن يستقلوا هذه العطلة وهي خير الأوقات ففي العطلة يستطيع الناس السفر وممارسة هواياتهم فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ممارسة الهوايات وخاصة السباحة والرماية وركوب الخيل . وكواجب الأب نحو أبنائه أن يشتري لهم هدية في العطلة الصيفية لكي يتسلوا بها مثلا يشتري لهم كمبيوتر والكمبيوتر مفيد ولكن مثل ما الكمبيوتر مفيد أيضاٌ ضار فيتعلم به الولد أشياء فاسدة فيجب على ولي الأمر مراقبة أبنائه أو أن يشتري لهم هدية أخر مثل التلفاز والتلفاز به أيضاٌ أشياء فاسدة أكثر من الكمبيوتر وعلى ولي الأمر مراقبة أبنائه أو أن يشتري لهم هدية أخرى من نوع أخر مثل السفر والسفر مفيد ولكن السفر ربما يعلم الابن أشياء فاسدة ويجب أن يكون معه من يراقبه أو أن يكون مع أصدقاء طيبين ولكن يكون السفر مفيد أكثر لو كانت الرحلة إلى الأماكن المقدسة مثل المسجد النبوي وأن تكون الرحلة في عطلة الصيف فمن كان ذكياٌ أستغلها فيما ينفعه ولكن للأسف هناك شباب لا يقدرون هذه العطلة فمنها نكتسب ونحفظ القران الكريم فبدلاٌ من أن يستقلها في الخير يستقلها في الفساد مثل الانحراف ولكن هذا الفعل السيء بعينه فمن كان ذكياٌ يعرف كيف(1/2429)
يستقل هذه العطلة فيطور نفسة
الطالب:عبد الله الفضلي
الصف:الأول المتوسط
---
(1/2430)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما أفضل كتاب يهتم بدراسة مناهج المفسرين ؟؟
---
ما أفضل كتاب يهتم بدراسة مناهج المفسرين ؟؟
---
أبو حسن
09-03-2005, 11:12 PM
ما أفضل كتاب يهتم بدراسة مناهج المفسرين ؟؟
---
إمداد
09-04-2005, 12:47 AM
من الكتب التي بحثت هذا الموضوع (كتاب التفسير والمفسرون )للدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله وهو من المعاصرين
وهو بحث تفصيلي عن نشأة التفسير وتطوره وألوانه ومذاهبه مع عرض شامل لأشهر المفسرين وتحليل كامل لأهم كتب التفسير من عصر الني صلى الله عليه وسلم الى عصرنا الحاضر والكتاب مجلدان ويظهر أن المؤلف متأثر بالمذهب الأشعري
وممايؤخذ عليه في المجلد الثاني بالذات عرضه لتفاسير بعض الفرق البعيدة عن منهج أهل السنة والجماعة
ومن الكتب التي ألفت في هذا المضوع كتاب مناهج المفسرين من العصر الأول إلى العصر الحاضر للدكتور محمود النقراشي السيد علي وفقه الله نشرته مكتبة النهضة بالقصيم بريدة
ومن الكتب القيمة في هذا المجال كتاب (المفسرون بين التأويل والأثبات في ايات الصفات ) للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي وفقه الله
طبعته دار طيبة للنشر والتوزيع بالرياض
وفيه دفاع عن منهج أهل السنة والجماعة ورد للتأويل الذي لادليل عليه
كتاب بهجة الناظرين في مناهج المفسرين
صدر عن مكتبة الرشد ، الطبعة الأولى (1426هـ) من كتاب (بهجة الناظرين في مناهج المفسرين) للأستاذ الدكتور توفيق علوان الأستاذ بكلية البنات بالرياض . وقد تعرض فيه للفرق بين التفسير والتأويل. ثم تحدث عن التفسير بالمأثور ، والتفسير بالرأي ، ثم تحدث عن المناهج المعاصرة في تفسير القرآن ، وختم كتابه بفصل عن المنهج الموضوعي لتفسير القرآن الكريم. والكتاب يقع في 238 صفحة .(1/2431)
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1111752864&archive=&start_from=&ucat=2&maqal=full
ومن الكتب الألكترونية الموجودة على الشبكة
كتاب مناهج المفسرين
وهي محاضرة مفرغة للشيخ صالح آل الشيخ وزير الشئون الأسلامية والأوقاف بالمملكة العربية السعودية وضح فيها طرق التفسير واتجاهاته ومناهج المفسرين .
http://www.sahab.org/books/count.php?book=42&action=download&goto=files/tafseer/mofasreen.zip
للاستماع الى المحاضرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=19435
رابط من هذا الملتقى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
---
أبو حسن
09-04-2005, 04:11 PM
بارك الله فيك ورزقك العلم النافع
---
أبو حسن
09-08-2005, 10:50 PM
ما رأيكم في كتاب بهجة الناظرين في مناهج المفسرين لتوفيق علوان
---
طويلب علم صغير
09-09-2005, 08:03 PM
كتاب التفسير و المفسرون - د. محمد حسين الذهبى pdf
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الاول
348 صفحه - 26 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon1.rar
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الثانى
465 صفحه - 36 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon2.rar
د. محمد حسين الذهبى - التفسير و المفسرون - الجزء الثالث
240 صفحه - 21 ميجا
http://www.ahlalhdeeth.com/twealib/mofaseroon3.rar
---
أبو حسن
09-10-2005, 12:16 AM
بارك الله فيك
---
أبو حسن
11-26-2005, 10:23 PM
ما رأيكم في كتاب بهجة الناظرين في مناهج المفسرين لتوفيق علوان
---
خادم الكتاب والسنة
11-28-2005, 10:42 PM
إضافة لما سبق..
هناك كتاب جيد في مناهج المفسرين وهو "تعريف الدارسين بمناهج المفسرين" لشيخنا الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي المحاضر بكلية أصول الدين بالأردن
---
جمال أبو حسان
11-29-2005, 09:48 AM(1/2432)
ان هيأ الله تعالى الوقت فسيكون كتاب شيخنا العلامة فضل عباس من خير ما يقتنى في هذا الباب وقد صدر القسم الاول منه والقسم الثاني والثالث يتدارك احدهما الآخر الى المطبعة
---
حافظ عبدالمنان
11-29-2005, 10:19 PM
هل أحد من المذكورين من اهتم بدراسة تفسير البيضاوي ومنهجه ؟
وفي أي جزء الكتاب لأحمله فقط ؟
جزاكم الله خيرا
---
إبراهيم الحميضي
11-29-2005, 11:10 PM
نحن بحاجة ماسة إلى كتاب جامع محرر في مناهج المفسرين ، وأما التفسير والمفسرون للدكتور محمد حسين الذهبي فهو كتاب قيم ولا شك وقد استفاد منه كل دَِرَسَ مناهج المفسرين بعده ،ولكن نظراً لأنه لم يسبقه أحد في التأليف على منهجه ، ولكونه استقرأ مناهج المفسرين بنفسه ، ولظهور عدد من كتب التفسير بعد وفاته ، ولأن مناهج أكثر المسرين المشهورين قد درست في أبحاث مستقلة لم يعد الكتاب وافيا بالمقصود ، وحبذا لو توافر أكثر من باحث على إعداد كتاب محررشامل في أصول التفسير ومناهج المفسرين يكون عمدة للدارسين ، وهذا الأمر ليس بعسير فالمادة العلمية فيه وافرة .
---
جمال أبو حسان
11-30-2005, 10:02 AM
ستجد بغيتك ان شاء الله تعالى فيما يكتبه مولانا العلامة فضل عباس اطال الله تعالى بقاءه
---
أحمد البريدي
12-02-2005, 09:47 PM
أتفق مع ما طرحه الدكتور إبراهيم الحميضي ولم لا يكون هذا الملتقى بداية لإنطلاق هذا المشروع خاصة أن كثيراً من المشاركين قد قام بدراسة منهج مفسر ما , وكنت قد ناديت بما هو أعم من هذا عبر هذا الرابط : مشروع : سلسلة التعريف بكتب التخصص (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1566)
فليت أحداً يبدأ وستتابع إن شاء الله القطرات حتى يكون غيثاً منهمراً .
---
(1/2433)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نحت الألفاظ وصناعة المصطلحات00000
---
نحت الألفاظ وصناعة المصطلحات00000
---
ابو زيد
06-01-2006, 05:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد00
نحت الألفاظ وصناعة المصطلحات000(مصطلح إسلامي نموذجا)
الإشكال هو عدم التفرقة بين الأسماء والمسميات ، فقد تنشأ التسمية متراخية عن المسمى ، فلا يعني عدم الاسم و نشوئه بعد ذلك لا يدل على عدم وجود المسمى ، فالمسمى غالبا قبل الاسم ، فكم من الأشياء/المسميات موجودة حين من الدهر لا أسماء لها ، ثم يوجد لها الناس أسماء تدل عليها فهذا مما فطر عليه الناس وهو ابتكار الأسماء للأشياء .
فليس إطلاق الاسم على مسمى يناسبه بدع من القول بل أمر طبيعي فطري ، فما بالنا ما إن يطرح لفظ /اسم ، يناسب معنى/مسمى موجود ومتوافر فإذا بالنقد غير البناء الذي لا يقوم على أس متين من العلم ، و إذ بالقضية تصبح وكأنها قضية القضايا من غير ما برهان و لا دليل ولا تحقيق علمي .
بل نرى تشنج عاطفي ينم عن طابع هجائي ، وكل يستطيع أن يقول قولا كهذا ، أما إيجاد تقعيد وتأصيل وتأنق في العبارة ، فهذا مالا سبيل إليه ، إلا أن يكون كل واحد منا طلعة في فن من الفنون خاصة العلوم التراثية يتقن مسائله ودلائله ومصطلحاته التي تخصه ، مع إدراك قضايا عصرنا ، ففقه الوقع مطلب شرعي.
فالأسماء و المصطلحات التي تطرح بإزاء هذا المعنى أو ذاك فهذا مما تتطلبه أي مرحلة من مراحل أمة تريد لنفسها العزة و الكرامة ، فلا إشكال إذن في صناعة المصطلح المناسب لتصف به الأمة كل مرحلة من مراحل نضجها ، وإن تبدأ في البدايات نقصان و تقصير فهذا مما لابد منه ، فمراحل الطفولة يعتوروها الضعف غالبا و لكن ما أن تلبث مليا حتى تشب عن الطوق في فتوة و اكتمال .(1/2434)
فإن نحن ثربنا وأكثرنا الهجاء كالاعتراض على ما استجد من ألفاظ تصف يقظة الأمة (كمصطلح الصحوة الإسلامية ، الأدب الإسلامي ، الشريط الإسلامي ، الفكر الإسلامي ....الخ ) فإننا نحمل الموضوع أكثر مما يحتمل بل هذا هو الداء العضال ، وهو عداوة الأمة لنفسها ، فانتقاص مصطلحات كهذه فهو في حقيقة الأمر ينصب أصالة على المحتوى شاء فاعل ذلك أو لم يشائه.
وصناعة المصطلحات وهو أن تنشأ مصطلحات جديدة في أي ثقافة ما فهذا ما لا سبيل إلى إنكاره بل أمر طبيعي لا يمكن أن تنهض أمة إلا بصناعة معجمها الذي هو محتوى ثقافتها أي اللغة العلمية التي تعبر بها تلك الأمة عن ذاتها وهويتها وعلومها وتاريخها.
فأمتنا كانت في غياب وتغييب عن دينها وثقافتها فلما كتب لها أن تفيق وتستيقظ كان من حقها أن تعبر عن إسلامها في شموليته و كماله ، وأنه الطريق الوحيد لحل أزمة العالم أجمع ، فضلا عن الأمة الإسلامية ذاتها ، وكان من المناسب أن تنحت من الألفاظ ما يناسب مرحلة استيقاظها .
فهذا الفن وهو صناعة المصطلح ظاهرة حضارية بل سمة فطرية فطر الله آدم عليها [ وعلم آدم الأسماء كلها ].
ونحن نعلم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - مات و قد اكتمل النص القرآني و النص النبوي و هما النصان المركزيان في تأسيس العلوم كافة في الثقافة الإسلامية ، فكل علم نشأ- في ظل هذان النصان الشريفان- له مصطلحاته التي تخصه بل ظهرت ألفاظ و مصطلحات لم تأتي في النصان الشريفان ولم يقلها الصحابة ، و مع ذلك لم ينكرها فطاحلة العلم لأن دلالتها صحيحة ، وأتت متوافقة مع ما أتت به الشريعة ، فما موقفنا لو أن الشافعي بلور كتابه الرسالة في عصرنا و ما مصير الشاطبي لو ابتكر موفقاته في زماننا ونحن نعلم أن كتابهما مليآن بمبتكرات من الاصطلاح و دقائق من العلم تقصر هممنا أن تمثلها فضلا أن نبدع و نبتكر.(1/2435)
فهذا الإبداع و الابتكار من الشافعي و ألشاطبي فيما يخص الشريعة في صميمها أمر مما يحمد لهما .
فلما إذن ننكر مصطلحات معاصرة تعبر عن حالة أمتنا الراهنة في حال استيقاظها جذر تلك المصطلحات يضرب في عمق أصالتها ، ولم يخرج عن قانون لغتها.
فإذا ما وسعنا النقد لكل ما يجد من مصطلح و لفظ بأسلوب هجائي من غير ما تحقيق فهذه سطحية فكرية مفرطة تنم أنا نجتر الكلام اجترارا ، أما من كشف عن مصطلح مثقل بمضمون من المعنى لا استقامة فيه فهذا مطلب لا جدال في أهمية حصوله ،وجودة مثل هذا النقد .
أما إذا كان ديدننا الاستهزاء بمثل تلك المصطلحات فاستهزائنا أخطر مما تحمل تلك المصطلحات من أخطاء لو سلمنا جدلا بأن محتواها يحمل شيء من ذلك ، فالأمر جد خطير فيما لو سحب هذا الحكم على كل لفظ لم ترد به الشريعة على أنه بدع من القول خاصة مصطلحات العلوم الصحيحة
ونحن نعلم أن( السلف لم يكرهوا التكلم بالجوهر و الجسم و العرض و نحو ذلك لمجرد كونه اصطلاحا جديدا على معان صحيحة ، كالاصطلاح على ألفاظ العلوم الصحيحة ، ولا كرهوا أيضا الدلالة على الحق و المحاجة لأهل الباطل ، بل كرهوا لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق...). انظر/ شرح العقيدة الطاوية (ص/13)(1/2436)
فما هو الإشكال إذا كان اللفظ/المصطلح جديدا صحيحا يحمل معنا سليما؟! ، أم هي عقدة الخوف من الجديد مهما كان بسيطا ، أم هي اللوثة الفكرية التي يطرحها التيار اللبرالي النقدي الجديد و الذي يمثله كثر نذكر منهم على سبيل المثال أركون ، والجابري ، وحنفي ، وجلال العظم ... وغيرهم في نقد التراث الذي يعدونه هو الأساس المعرفي الذي رجعت له الأمة عند استيقاظها ، فكان لهم عدة منهجيات في كيفية التعامل مع الوقع الجديد وهو ظهور الصحوة الإسلامية ، وتعامل مع التراث الذي يعدون الرجوع إليه نكسة وردة إلى الوراء ، فكان ثمرة جهدهم الاتفاق على أنه يجب علينا تجاوز هذا التراث الذي يعبر عنه بأنه إسلامي ، و أن نعلن موته ، والانقطاع معه .
فالمصطلحات التي استجدت - إبان صحوة الأمة من رقدتها و رجوعها إلى الإسلام - لا مشكل فيها فإن ذلك مما تتطلبه المرحلة فكوننا لا نجد لهذه المصطلحات مثيلا في تراث الأمة قديما فإن يعود لطبيعة تلك المرحلة الماضية الزاهرة ، فالأمة كانت صاحبة القيادة و السيادة فلا تحتاج إلى أن تصف شيء بأنه إسلامي مثل ما هو حاصل في زماننا هذا لأن الأمة كانت تحيى دينها في كل شيء فكانت لهذا الدين الهيمنة المطلقة على كل شيء فهو محدث التغير ومعطي التفسير .
فأما المرحلة المعاصرة التي تمر بها الأمة الآن فهيا مرحلة تحدي خطير من جهات متعددة ما هو داخلي ممثلا في شعارات ( قومية ، واشتراكية ، ولبرالية ، وإحداثية ، وعلمانية ) التي ظهر زيفها بعد عام 1967م فكان هذا التاريخ نقطة تحول في تاريخ الأمة في أن تطرح مشروعها الإسلامي على يد كثير من أبنائها الذين تكشف لهم زيف تلك الشعارات ، ولعل سيد قطب – رحمه الله – نموذجا لمثل ذلك الجيل من أبناء الأمة .(1/2437)
فكان بدهيا أن ما كان يوصف بأنه قومي أو اشتراكي أو لبرالي أو حداثي أو علماني في ظل مثل هذا التحول أن توصف حيثيات المشروع الإسلامي بأنها إسلامية للبرهنة على الخصوصية ، وصناعة هوية الأمة من جديد.
أما التحدي الخارجي فما هو إلا نموذجا يبرهن على مصداقية ما نذهب إليه من أصالة المشروع الإسلامي ، فما إرادة الغرب الصارمة في وأده في مهده ، إلا أدل دليلا على أنه يمثل التحدي الحضاري للمشروع الديمقراطي الغربي في كافة مجالات الحياة ( في تصور الإنسان للكون و للإنسان ذاته و في تفاعل الإنسان مع الحياة في نشاطه المتعدد الأسري و الاجتماعي و السياسي والاقتصادي ... الخ ) كل ما ذكر أتى الإسلام بما يشفي ويقنع ، ويغني عن نتاج الحضارة الغربية ، خاصة في مجال الدين والقيم ، فلو صدق العزم منا لا أخرجنا من تراثنا كنوز من المعارف تحل مشاكلنا بل مشاكل عصرنا ، نصفها بأنها إسلامية في استمدادها وفي تطبيقها ، وما منازعة من ينازع في ذلك إلا هوى نفس غلب صاحبه، أو لم ينل من العلم ما يحقق به ما يرمي إليه .
وخاتمة ما قبل الخاتمة:
أن فتح سجالات باسم العلم أحيانا ، أو الفكر أحيانا أخرى ، مثل ما نحن بصدده فهذا مما نحن في غنا عنه ، فالأولى بنا نحن شباب الأمة أن نعد أنفسنا إعدادا علمي رصين بعيدا عن مهازل الأفكار التي قد تم لفظها ردحا من الزمان أما اجترار الأقوال و الأفكار التي لا سمين فيها ، فهذا مما ينبغي تجاوزه و الانقطاع عنه .
وختاما:
هذا والله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
---
خالدعبدالرحمن
06-02-2006, 06:59 AM
أخي الكريم..
لا بدّ من نحت لمسمىً ما، ولا بأس بنحت صحيح الدلالة!(1/2438)
ولكن الإعتراض على نحت مصطلح ما لأمر كان الله ورسوله قد جعل له اسماً..ولا نختلف بأن استخدام المصطلح الذي أراده الله ورسوله أولى تأدباً وصحة وبلاغة!فمن حقي أن أُسمي مصرف، أو جهاز هضمي أو مذياع...أو..الفكر ...
لكن المشكلة أن أسمي الآية معجزة، أو الصلاة رياضة أو الزكاة تكافل اجتماعي ..أو الربا فوائد!!
و المصيبة أن نعبد ما ننحت فنقدمه، على قول الله والرسول..
وشكراً لك!
---
ابو زيد
06-02-2006, 03:08 PM
اشكرك اخي خالد على مرورك
ولكن اخي لو قرأت مقالي بتمعن لعرفت ماذا اقصد
فإذا ما وسعنا النقد لكل ما يجد من مصطلح و لفظ بأسلوب هجائي من غير ما تحقيق فهذه سطحية فكرية مفرطة تنم أنا نجتر الكلام اجترارا ، أما من كشف عن مصطلح مثقل بمضمون من المعنى لا استقامة فيه فهذا مطلب لا جدال في أهمية حصوله ،وجودة مثل هذا النقد .
---
عبدالرحمن الشهري
09-20-2006, 06:02 AM
الأخ العزيز أبا زيد زاده الله علماً وفقهاً .
قرأت ما تفضلتم بكتابته جزيتم خيراً ، ولي معه وقفات أرجو التكرم بالنظر فيها :
أولاً : الفكرة التي بنيتم عليها مقالكم فكرة سديدة ، تدل على عقل رشيد ، وسعة في التفكير . ولا أظنه يختلف معك فيها منصف إن شاء الله . والبحث عن المصطلحات المعبرة عن المضامين المستجدة لا غرابة فيها ، وهي جزء من نهضة الأمم ، وإنما الخلاف في استيراد المصطلحات من الثقافات الأخرى وترك المصطلحات الأصيلة في الثقافة الإسلامية بالنسبة لنا ، فهي أولى وأدل على اعتزاز الأمة بهويتها وتاريخها وثقافتها .فالمصطلح المستورد ليس كلمة دالة على معنى فحسب ، وإنما قد تكون كلمة محملة بمضامين أخرى غير المعنى المباشر حملته من تلك الثقافة التي صيغ فيها هذا المصطلح . والخلاف هو في تلك المصطللحات ذات البديل الإسلامي الذي يدل على المقصود ، فنتركه ونستبدل به مصطلحاً مغايراً .(1/2439)
ثانياً : فكرتك جميلة ، غير أن العربية التي كتبت بها مقالك مليئة بالأخطاء النحوية ، فليتك تقوم من قلمك أقام الله بك الدين ووفقك لنصرة الحق ، فإن الفكرة الصحيحة يقل حسنها ورونقها إذا صيغت بأسلوب كثير العثار ، ونظر القارئ الحريص المدقق ينبو عند رؤية اللحن في النحو أو الإملاء . وهذا أمرٌ يقع فيه كثير من الأحباب عندما يكتفي في قراءته بكتب الفكر والثقافة ونحوها ، ويفرط في كتب التأصيل العلمي في فنون العلم الأخرى ، ولا سيما علوم الآلة المهمة كاللغة بفروعها والأصول .
ثالثاً : ما تفضل به الأخ خالد عبدالرحمن فيه حق ، ولكنه يستخدم في سياق يدل على ضيق في النظرة إلى كثير من المصطلحات التي استعملها العلماء والكتاب المسلمون في كتبهم على مدى قرون متطاولة ، ويراد أن تنتزع هذه المصطلحات من أقلامهم وكتبهم لمجرد وجهة نظر تدعي التعظيم للقرآن الكريم والسنة النبوية ، وهذا مقصد حسن لو كان في سياقه وبطريقة علمية مقبولة ، غير أنه يرد في مقام التهويش والاعتراض على ما لا اعتراض عليه ، مع قصور شديد في النظر إلى العلوم الإسلامية نظرة شاملة عميقة .
نسأل الله أن يوفقنا دوماً للإنصاف والعدل في الأمور كلها والله الموفق .
---
ابو زيد
09-21-2006, 02:01 PM
أخي الفاضل الشيخ عبدالرحمن الشهري حفظك المولى:
1-أشكرك على ما تفضلت به من وقفات لك الحق فيها كاملا.
2- لكن إن من دواعي ما كتبته قراءة في بعض المنتديات حيث أن بعض كتابها يصوب سهام نقده لمصطلاحات لا غبار عليها يشكل استفزازي مثل (إسلامي ، السلفية ، مصطلحات أخر لا تحضرني الآن ) فكانت كتابة هذه الكلمات التي يعتريها النقص و لابد.
3-أما الأخطاء النحوية و غيرها فأنت محق بارك الله فيك و أسال الله أن يعلمني ما ينفعني فعثاري و عثار قلمي كثيرة.
---
عبدالرحمن الشهري
09-21-2006, 04:52 PM
نفع الله بكم وبارك فيكم يا أبا زيد .
---(1/2440)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > للنقاش: ماهي القيمة العلمية لل.......
---
للنقاش: ماهي القيمة العلمية لل.......
---
أبو حازم الكناني
07-10-2005, 08:19 PM
الإخوة الأحباب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أثير موضوعاً للنقاش وتحصيل الفائدة العلميّة.
والموضوع ذو شقين:
الشق الأول: يدور حول القيمة العلمية للروايات الموضوعة والضعيفة في التفسير.
وأظنّ - إن لم تخني الذاكرة - أنني قد قرأت شيئاً عن قيمة التفسير الموضوع أبان فترة الدراسة الجامعية من كتاب (التفسير والمفسرون) لمحمد حسين الذهبي شيئاً.
فهل هناك بحوث علميّة متكاملة حول هذا الموضوع؟!
مثال ومدخل للنقاش: سؤال عن مثال واقعي على خلفية عدم صحّة النسبة: هل كتاب ( تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ) له قيمة علمية؟!
الشق الثاني: هل ينطبق هذا الأمر على كل قراءة من القراءات الشاذة والمخالفة لوضع المصحف المجمع عليه.
مثال ومدخل للنقاش: يقول أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط 6/371: (وقراءة أبي ( تثمر بالدهن) محمول على التفسير لمخالفته سواد المصحف المجمع عليه). أهـ
أرجو أن يوقظ هذا السؤال الهمم لتحصيل أكبر قدر من الفوائد المتعلّقة به.
وفق الله الجميع.
---
(1/2441)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تنبيه حول مرحلية الدراسة في ( تفسير الجلالين )
---
تنبيه حول مرحلية الدراسة في ( تفسير الجلالين )
---
محمد رشيد
12-28-2003, 01:10 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ،، مشايخي الكرام
فهذا تنبيه لطيف مهم وقفت عليه لمؤلف كتاب ( الدليل إلى المتون العلمية )
يقول نصا :
((يظن للوهلة الأولى أن الكتاب مفيد للطلبة والمبتدئين غير أن الحقيقة غير ذلك ، فالكتاب أكثر من يستفيد منه العارفون المطلعون فهو أشبه شيء بالرموز ورؤوس الأقلام التي يتذكر بها العارف ما سبق أن علمه وحفظه ومن هنا فهو تذكرة للمنتهي أكثر منه سلماً للمبتدي ))
أقول : هذا بالفعل جربته مع نفسي في أول دراسة لي في التفسير حيث كان ينصح العلماء بدراسة تفسير الجلالين و قد سمعت الشيخ ( صالح آل الشيخ ) ينصح بدراسة هذا التفسير ، و ازدادت ثقتي بالكتاب حين قرأت في ( تاريخ علماء نجد خلال ستة قرون ) للشيخ آل بسام .. قرأت في ترجمة الشيخ السعدي أنه ـ أي تفسير الجلالين ـ كان هو دروسه في التفسير ... و أيضا اطمأننت إليه أكثر حينما وجدت أن الناصحين به هم علماء الحجاز ـ شرفهم الله ـ مع حساسيتهم الشديدة من جهة العقيدة المخالفة لعقيدة أهل السنة و الجماعة ، فالذي يجعلهم يهتمون بالكتاب إذا فائدة عظيمة ...
فأقدمت على الكتاب و لكني تركت سريعا ، و السبب بالضبط ما قاله مؤلف ( الدليل إلى المتون العلمية ) ،،،،،،
أردت فقط محاولة الإفادة
أخوكم / محمد يوسف رشيد
كلية الشريعة الإسلامية
جامعة الأزهر بالقاهرة
---
مساعد الطيار
12-28-2003, 11:25 AM
ما ذكرته أيها الأخ الفاضل هو الصواب ، فهذا الكتاب مختصر اختصارًا يحتاج إلى فكٍّ وشرح .
والكتاب المختصر لا يعني صلاحيته للقراء الذين يريدون البدء بكتاب سهل مفهوم في التفسير .(1/2442)
ويشبهه في ضعط العبارة وحاجته إلى الفك تفسير البيضاوي .
ولقد لقي هذان الكتابان عناية كبيرة من علماء مصر ( بالنسبة للجلالين ) وعلماء الدولة العثمانية في تركيا (بالنسبة للبيضاوي ) ؛ لأنهما كانا منهجًا للدارسين يشرحه لهم المشايخ ، وكان كثير منهم يضع له شرحًا مكتوبًا ، فكثرت هذه الشروح ، ومصداق ذلك ما تراه في فهارس المخطوطات المتعلقة بهذين الكتابين .
أما ما يحتاجه المبتدئ فإنه يتمثل في كتاب مختصر سهل العبارة محتوٍ على مسائل التفسير ، وأمثل ما رأيت في ذلك التفسير الميسر الذي أصدرته وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية ، وقد قام على تأليفه جمع من العلماء المتخصصين .
---
أحمد البريدي
12-28-2003, 12:14 PM
الأخ محمد : إن ما توصلت إليه هو رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ايضا : فتفسير الجلالين يراه لطلاب العلم ولا ينصح به للمبتدئ ذكر هذا عند تعليقه على تفسير الجلالين سورة الزمر اخر الشريط العاشر ووجهة نظره ان المؤلف يذكر اشياء لللاختصار وتحتاج الى بيان يقصر عنها فهم المبتدئ , والشواهد كثيرة ويدل على هذا كثرة الحواشي والتعليقات على تفسير الجلالين واخرها صنيع الشيخ رحمه الله حيث علق على عدد من سور القرآن معتمداً على تفسير الجلالين .
---
محمد رشيد
12-28-2003, 11:37 PM
جزاكم الله تعالى خير الجزاء
---
أبو معاذ الكناني
01-03-2004, 09:26 PM
الحمد لله وبعد :
للشيخ الفاضل عبد الكريم الخضير حفظه الله شرح لطيف على أول الكتاب لسورة الفاتحة ومقدمة جميلة ذكر فيها كلاما جميلا يحسن بطالب العلم الرجوع اليه وهو في تسجيلات الراية في أربعة اشرطة
والله وأعلم
---
زيد العنزي
01-08-2004, 11:02 PM
هل التفسير الميسر موجود ويباع
واين يمكن ان احصل عليه ؟
---
عبدالرحمن الشهري
01-10-2004, 02:09 AM(1/2443)
فيما أعلم أخي زيد أنه قد توقف توزيعه عن طريق المجمع لأسباب لا أعرفها ، وربما يعاد توزيعه إن شاء الله قريباً. وقد أصبح الحصول عليه صعباً في المكتبات لهذا السبب. وربما تجد بعض النسخ منه في المكتبات الصغيرة حول المسجد النبوي إن شاء الله فقد رأيته هناك.
---
راجي رحمة ربه
01-10-2004, 05:53 AM
التفسير الوجيز للشيخ الزحيلي مطبوع على هامش المصحف وهو متيسر وألفيته سهل العبارة
فما رأي حضراتكم؟
---
(1/2444)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نفسك اولا :
---
نفسك اولا :
---
tafza
02-27-2005, 03:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نفسك اولا :
الميدان الاول هو انفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر
وان خانتكم فيها كنتم على غيرها اعجز فبادروا بالجهاد مع
انفسكم اولا..؟
مع ان اعداء الاسلام كثيرون ومع ان الاسلحة التي يملكونها عديدة
ومتطورة لكني لا اخشاهم على الاسلام بقدر ما اخشى عليه من المسلمين
الجاهلين، والعالمين غير العاملين، والعاملين غير المخلصين..
فتدين الجاهل لا يكسبه الاخرة ولا ينفعه في الدنيا،
وعلم المرائى اخطر على الاسلام من اسلحة غير المسلمين..؟
والذين جفت في قلوبهم ينابع التقوى ودنت في ارواحهم درجات الامان
وقصرت عقولهم عن استيعاب مشاكل العصر وعلومه هؤلاء فروا بتدينهم
الاجوف جماعات عن مواجهة العصر نتيجة قصور في
اذهانهم او معارفهم او ضعف وخور في عقائدهم..؟
كثير ما يحدث خلط بين تجارب المسلمين وبين الدين الاسلامي فتلقى تبعات
وتطبيقات المسلمين على الاسلام.
ويتهم في مثله العليا وقيمه السامية بسبب سوء نية او سوء فهم.
وان اسوأ هذه المزاعم والمفاهيم الخاطئة تحويل الخلافات السياسية الى
خلافات دينية حتى تجاوز الامر الى حد التكفير الديني فتشوهت اذهان
الجاهلين. اضطربت قلوب ضعاف الايمان .وخلا الجو لاعداء الاسلام كي يكيلوا
الامر الواحد بمكيالين. ويزنونه بميزانين. وينسبوا مرض المريض الى دواء
لم يصفه له الطبيب. على ان علاج الامراض التي تصيب المجتمع اي
مجتمع انما تعالج بادوائها ؟..
فمن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم :
نعلم ان لا وصاية ولا سلطة لاحد على الدين الاسلامي من بعد الرسول
( اليوم اكملت لكم دينكم).
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم:
يملك سلطة التبليغ واداء الرسالة.وليس لاحد من بعده ان يدعي سلطة
على الدين.(1/2445)
فاذا اردنا ان نقيس الامور بمقاييسها فعلينا ان ( نعرف الحق كي نعرف
اهله) . فاذا عرفنا حقيقة الاسلام عرفنا من هم المسلمون.
واذا قصرنا في معرفته اخطأنا في الحكم على من هو المسلم ؟..
والقاصرون اذا شعروا بهوانهم على الناجحين وعجزهم عن بلوغ فضيلة
النجاح. اجهدوا انفسهم للنيل من الفضيلة واهلها خشية ان يدانوا
بها. وان يطالبوا بالاتيان بمثلها. وهذا مطلب عسير عليهم.
لذلك فهم ينسبون الرذيلة لاهل هذه الفضيلة عجزا منهم عن اصلاح
انفسهم.
اذن فالاسلام بريء من القصور الذي يعاني منه القاصرون وادعياء الاسلام. ولكن طبع كل عاجز ان يكره القادرين.
كما ان الجاهل يزري العلم ويصور الجهل منفعه. والبخيل يصور الكرم
اسرافا. دفعا للمشقة وايثارا للسلامة ؟..
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
---
(1/2446)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > موقع المصحف الجامع-هدية رمضان
---
موقع المصحف الجامع-هدية رمضان
---
د. أنمار
10-03-2006, 05:46 PM
http://quran.elshabab.com/web/tafseer.php?ShowBySuraNo=1&SuraNo=1
http://quran.elshabab.com/web/index.html
تعريف بالمصحف الجامع
المصحف الجامع مشروع لخدمة كتاب الله تعالى في كل ما يحتاجه مستخدمو الشبكة العالمية. المشروع سينشر في إصدارات متلاحقة. صدر الآن الإصدار 1.03 و يتميز بالأبواب التالية:
التفسير: عشرون تفسيرا للقرآن الكريم يمكن عرضها آية آية لكل تفسير ، أو عرض آية لكل التفاسير. التفاسير تشمل أمهات كتب التفسير كالطبري و القرطبي و مفاتيح الغيب و التفاسير المتأخرة مثل السعدي و المنتخب و "في ظلال القرآن".
المتشابهات: عرض المصحف و في هامش الصفحات حصر و توجيه للآيات المتشابهة و قد قام على كتابة هذا الجهد الضخم مجموعة من حفاظ القرآن تحت إشراف المشرف العام.
مفردات ألفاظ القرآن: عرض سهل و مبسط لمفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني.
إعراب القرآن: المصحف و في هامشه إعراب آياته. هذا الإصدار فيه إعرابان، إعراب القرآن للنحاس و مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب ، و قد أخذنا النسخة المبسطة المنشورة في موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
معاني كلمات القرآن: المصحف الشريف و في هامشه معاني الكلمات للشيخ حسنين محمد مخلوف.
ترجمات القرآن: ترجمة القرآن العظيم آية آية بعشرين لغة مختلفة بما فيها اللغات الشرقية كالصينية و اليابانية.
القراءات العشر: المصحف الشريف و في هامشه فرش الحروف للقراءات العشر و المدغم و الممال.(1/2447)
مكتبة القرآن: تشمل مجموعة ضخمة من الكتب لكل ما يتعلق بكتاب الله تعالى و تضم كتب التفسير و علوم القرآن المختلفة كما تضم ملفات للمصحف الشريف بالقراءات العشر و فيها الفروق بينها و بين قراءة حفص برموز ملونة سهلة القراءة.
بحث: وسيلة سهلة للبحث في القرآن بكلمة واحدة أو بعدة كلمات، و البحث متاح بكلمات مطابقة أو مشابهة. نتيجة البحث تعطي نص الآية و اسم السورة و الجزء و الصفحة ( بنسخة مصحف المدينة المنورة).
معلومات عن القرآن: يضم مجموعة متنوعة لمعلومات عن كتاب الله.
---
عبدالرحمن الشهري
10-03-2006, 06:38 PM
بارك الله فيك وجزاك خيراً ، ويبدو لي أنه مشروع رائد وفق الله الجميع لكل خير.
---
منصور مهران
10-03-2006, 10:03 PM
تصفحت هذا العمل الجليل فوجدت فيه نفعا كبيرًا لكل طالبِ علمٍ ؛ فأسأل الله أن يجزيكم خيرا ويوفقكم دائما إلى صالح القول والعمل .
---
نورة
10-04-2006, 07:25 AM
مشروع عظيم مبارك, جزاكم الله خيرا
---
الإسلام ديني
10-04-2006, 10:01 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع جميل جدا
جزاك الله خيرا
/////////////////////////////////////////////////
---
(1/2448)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتابان آخران في التجويد
---
كتابان آخران في التجويد
---
مساعد الطيار
05-02-2005, 05:26 PM
صدر عن مكتبة أولاد الشيخ بالقاهرة كتابان في التجويد
الأول : الفصول المؤيدة للوصول إلى شرح المقدمة ، للعلامة أبي الفتح المزي من تلاميذ ابن الجزري ( ت : 906) ، وهو يطبع لأول مرة ، حققه جمال السيد رفاعي .
الثاني : الفوائد المسعدية في حل الجزرية للإمام عمر بن إبراهيم بن علي المسعدي ( ت : 1017 ) ، تحقيق جمال السيد رفاعي .
والكتابان غير جيدين من حيث الإخراج ولا الورق ، وكم نتمى أن يكون الكتاب الإسلامي ، فضلاً عما هو مرتبط بالقرآن حسن الإخراج .
---
(1/2449)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بيان هام وعاجل .. من سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين
---
بيان هام وعاجل .. من سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين
---
الزياني
01-21-2007, 03:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب نصرة أهل السنة في العراق
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد...
فقد انتشر وتحقق ما تعمله الروافض بأهل السنة في العراق، حيث يداهمونهم على حين غفلة، ويقتلونهم قتلاً ذريعًا، ولا يرقبون إلاَّ ولا ذمة، ولا يراعون طفلاً ولا امرأة، ولا شيخًا كبيرًا، فيطلقون عليهم النار لإبادتهم، وقد يحرقونهم داخل المنازل والدور، وقد يعذبون الفرد قبل الموت، فيخرقون رأسه بالحافر الكهربائي، أو يكثرون من الطعنات في جسده حتى يموت، أو يقطِّعون لحمه وأعضاءه إربًا إربًا، وقد يضعون الإنسان بين قوالب الثلج حتى يتجمد ويموت، وقد تتبعوا كل من كان اسمه "عُمر"؛ لعداوتهم لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقتلوا طفلة عمرها خمس سنين لأن اسمها "عائشة"، وتسلطوا على المساجد التي لأهل السنة، فهدموها على المصلين، ويهدمون المساكن أو يحرقونها على أهلها، ويتعاونون مع النصارى على أهل السنة أولاً، بدخول المنازل وأخذ ما عندهم من أسباب المقاومة، حتى سكاكين الخضرة ونحوها، ثم يهجمون عليهم بعد قليل، فيقتلونهم قتلاً ذريعًا، وقصدهم أن يبيدوا جميع أهل السنة من دولة العراق، حتى لا يبقى من أهل السنة عندهم بشر، ولو كانوا مسلمين، ومن أهل الوطن، وآباؤهم وأجدادهم وقبائلهم في العراق من عهد عمر بن الخطاب ومن بعده، وفي العهد العباسي.(1/2450)
ولا تخفى عداوتهم من عهد تمكنهم قديمًا، فهم ورثة ابن العلقمي ونصير الدين الطوسي ومن معهم، حيث زينوا للتتار قتل الخليفة العباسي، ثم دخول بغداد وقتل أهلها، حتى قتلوا نحوًا من مليون نسمة، حتى انقلب النهر دمًا أحمر، وأحرقوا المصاحف والكتب، وقذفوها في الأنهار، وذلك دليل على حقدهم وضغائنهم وحنقهم على المسلمين الذين يشهدون الشهادتين، ويصلون ويزكون، ويصومون ويحجون ويجاهدون، وليس لهم ذنب إلا أنهم يترضون عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان، ومعاوية بن أبي سفيان، وجابر وأنس وابن عمر، وأبي سعيد، وبقية الصحابة رضي الله عنهم، ومع ذلك فقد يزعم بعض الناس أن الرافضة مسلمون؛ لأنهم يتلفظون بالشهادتين، ويصلون ويصومون ويحجون، ونحو ذلك، فنقول: إن الروافض مشركون:
فأولاً : تكفيرهم لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فعندهم أن جميع الصحابة قد كفروا وارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يبايعوا عليًا رضي الله عنه بالخلافة، وكتموا الوصية كما يزعمون، ولا يستثنون إلا عددًا قليلاً أقل من العشرة، وعلى قولهم لا تقبل الأحكام والعبادات التي نقلها أولئك الصحابة رضي الله عنهم، حيث إن حملتها كفار قد ارتدوا وكفروا، مع أن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين قاتلوا أهل الردة.
وثانيًا : طعنهم في أمهات المؤمنين، وبالأخص عائشة وحفصة، ورميهم عائشة بالفاحشة وقد أنزل الله براءتها في القرآن الكريم.
وثالثًا : تكفيرهم لأهل السنة في كل زمان ومكان، كما تدل على ذلك مؤلفاتهم وأشرطتهم، ويحكمون عليهم أنهم في النار مخلدين فيها، وهذه عقيدة راسخة فيهم، وأدل دليل فعلهم الآن بأهل السنة في دولة العراق، وانضمامهم إلى النصارى في قتال وإبادة أهل السنة.(1/2451)
رابعًا : طعنهم في القرآن الكريم، لما لم يجدوا فيه ما يؤيد مذهبهم في الغلو في عليّ وابنيه وزوجته، اتهموا الصحابة أنهم أخفوه وحذفوا منه ما يتعلق بفضائل عليّ وذريته، وقد ألف شيخهم النوري الطبرسي كتابًا أسماه: ((فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب))، حشد فيه من النقول المكذوبة ما أمكنه، وهو مقدس على زعمهم، ومؤلفه من أكابرهم.
وخامسًا : ردهم للسنة النبوية الصحيحة، فلا يعتبرون بكتب أهل السنة، كالصحيحين، والسنن، والمسانيد، التي تلقتها الأمة بالقبول، ولو كانت بأصح الأسانيد، حيث إن فيها فضائل الصحابة، وإن رجال الأسانيد من أهل السنة، مع أن العلماء رحمهم الله قد نقحوا تلك الأسانيد، وتكلموا على الرجال من يقبل ومن لا يقبل.
وسادسًا : غلوهم في عليّ والحسن والحسين وفاطمة رضي الله عنهم، فهم يصفونهم بصفات الغلو والإطراء، حتى عبدوهم مع الله، وصرفوا لهم خالص حق الله، ودعوهم في الملمات والمضائق، ورووا في حقهم وفضائلهم أكاذيب هم في غنى عنها، مما لا يصدق بها من له أدنى مسكة من عقل، وذلك دليل على ضعف عقولهم وتمسكهم بالأكاذيب التي تلقوها عن علماء الضلال.
سابعًا : بدعهم الكثيرة التي تدل على ضعف العقول، ومن أشهرها ما يقيمونه من المآتم والحزن سنويًا في يوم عاشوراء، حيث يضربون صدورهم وخدودهم، ويطعنون أنفسهم بالأسلحة، حتى يسيلوا الدماء، وينوحون ويصيحون، مما يدل على سخافة وخفة العقول، وكذا ما ابتدعوه من عيد يسمونه "عيد الغدير"، مما لا أصل له عن الأئمة الاثنى عشر ولا عن غيرهم، إلى غير ذلك من بدعهم وأكاذيبهم.(1/2452)
وعلى ما ذكرنا من أفعالهم، فإننا نبرأ إلى الله من أعمالهم الشنيعة، وننكر ونشجب ما يصدر منهم من إيقاعهم بالمسلمين في العراق وغيره، ونعرف بذلك عداوة الرافضة في كل بلد وكل زمان لأهل السنة والجماعة، ونحذر المسلمين جميعًا من الانخداع بدعاياتهم ودعاويهم، فإنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فهم العدو اللدود، وهم أكبر من يكيد للمسلمين، فيجب الحذر والتحذير من مكائدهم وحيلهم، وتجب مقاطعتهم وطردهم وإبعادهم، حتى يسلم من شرهم المسلمون، كفانا الله كيدهم، وردهم خائبين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
2/1/1428هـ
http://www.nabd-alwafa.com/jebreen/byan.gif
موقع سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين : http://www.ibn-jebreen.com
موقع طلاب سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين ( نبض الوفاء ) : http://www.nabd.net/jebreen
مشاهدة التعليقات : http://www.ibn-jebreen.com/comm.php?type=show&aid=8
إضافة تعليق : http://www.ibn-jebreen.com/comm.php?type=add&aid=8
---
أبو المنذر
01-22-2007, 03:51 PM
هكذا العلماء !
جزا الله الشيخ عبدالله الجبرين عنا وعن أهل العراق وعن المسلمين خير الجزاء
والمسلمون جميعا ينتظرون من العلماء فتوى بوجوب الجهاد في تلك البقعه خاصة أم أن هذه الفتوى لم يحن وقتها بعد .!
اللهم كن لإخواننا وأهلنا من أهل السنة في العراق ورد بأس الظالمين عنهم
اللهم عليك بأعداء سنة نبيك وأعداء صحابة نبيك صلى الله عليه وسلم
اللهم بحبك لنبيك ورضاك عن أصحاب نبيك نسألك يالله ياعلي ياأعلى ياقوي يامنتقم ياجبار ياذاالقوة المتين ياذاالجلال
والإكرام ياحي ياقيوم إلا نصرت إخواننا اللهم احمهم من كيد الرافضه وإخوانهم النصارى . اللهم آمين
---
عبدالله المعيدي
01-23-2007, 02:09 AM
هكذا العلماء !(1/2453)
جزا الله الشيخ عبدالله الجبرين عنا وعن أهل العراق وعن المسلمين خير الجزاء
والمسلمون جميعا ينتظرون من العلماء فتوى بوجوب الجهاد في تلك البقعه خاصة أم أن هذه الفتوى لم يحن وقتها بعد .!
اللهم كن لإخواننا وأهلنا من أهل السنة في العراق ورد بأس الظالمين عنهم
اللهم عليك بأعداء سنة نبيك وأعداء صحابة نبيك صلى الله عليه وسلم
اللهم بحبك لنبيك ورضاك عن أصحاب نبيك نسألك يالله ياعلي ياأعلى ياقوي يامنتقم ياجبار ياذاالقوة المتين ياذاالجلال
والإكرام ياحي ياقيوم إلا نصرت إخواننا اللهم احمهم من كيد الرافضه وإخوانهم النصارى . اللهم آمين
ياحي ياقيوم
---
الزياني
01-25-2007, 12:50 AM
جزاكم الله خيرا على المرور والتعقيب ياأبا المنذر ويا شيخ عبد الله .
---
(1/2454)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بوابة العلم ... طريقك إلى العلم
---
بوابة العلم ... طريقك إلى العلم
---
موقع بوابة العلم
09-15-2004, 08:43 AM
http://arrabbiato.jeeran.com/adm_logo.JPG
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أدعو الأخوة والأخوات لزيارة هذا الموقع العلمي الجديد والذي بعنوان بوابة العلم
رسالتنا: علمية تربوية منهجية تأصليلية
شعارنا: العلم ثم العمل ثم الدعوة ثم الصبر
تفضلوا بزيارة الموقع
http://www.al3lm.ae
http://www.sahab.net/up/7096/pic/al3lmae.jpg
---
(1/2455)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتابان في علوم القرآن ؛ فهل رأيتهما ؟
---
كتابان في علوم القرآن ؛ فهل رأيتهما ؟
---
أبو العالية
11-29-2006, 12:42 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..
صدر قبل سنة تقريباً عن دار المعرفة ( بيروت ) كتاب ( البدائع في علوم القرآن )
في مجلدٍ ، جمعه يسري السيد محمد من كافة تآليف ابن قيم الجوزية رحمه الله
سيَّما وقد اعتمد الجامع على بعض الطبعات الردئية وغير المحققة من كتب الإمام أعلى الله درجته ؟
والكتاب الآخر طبع عن دار البشير والرسالة ( الأردن ) بعنوان :علوم القرآن عند ابن حزم في غلافٍ متوسط الحجم .
جمعه وأعدَّه محمد أبو صعيليك .
فهل اطلع عليهما أحد المشايخ الفضلاء ؛ فيتحفنا بقيمتهما .
ودمتم على الخير أعواناً .
---
أبو فهر السلفي
12-05-2006, 03:59 PM
اطلعت على كتاب البدائع وجامعه هو نفسه جامع كتاب بدائع التفسير لابن القيم، والمنهج والمصادر في الكتابين متفقين...وهو جيد في الجملة...ويكفي أنه الدراسة الوحيدة في بابها إلى الآن...
---
أحمد القصير
12-05-2006, 11:57 PM
علوم القرآن عند ابن حزم يوجد ظمن كتاب بعنوان ابن حزم وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن، وهو عندي مصور عن أصل الكتاب قبل طباعته حصلت عليه من دار البشير عبر المراسلة قبل ثمان سنوات تقريبا، ولست أدري هل نشر بعد أم لا.
والكتاب في الجملة عمل فيه المؤلف على جمع النصوص وحسب وهو لم يستوعب إلا القليل من المسائل التي تناولها ابن حزم.
---
أبو العالية
12-06-2006, 11:11 AM
الحمد لله ، وبعد ..
الاخوان الفاضلان جزاكما الله خيراً .
ثم نعم ، الكتاب طبع في غلاف كما أشرت ( ابن حزم وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن )(1/2456)
والمنهج الذي سلكه المؤلف جزاه الله خيراً غير كافٍ ، والاستدراكات عليه كثيرة ، قد تخرج في مجلد إن لم تتجاوز لو ضمت معه .
ولكن لتكن هذه محاولة أولى ، ولعل هناك من ينشط لجمع تراث ابن حزم باستقصاء شامل في جميع كتبه في التفسير وعلوم القرآن .
والله أعلم .
---
أحمد القصير
12-06-2006, 01:54 PM
تفسير ابن حزم جمع ودرس في رسائل علمية في جامعة أم القرى وجامعة الإمام، وأما علوم القرآن فلا أدري هل جمع في رسالة علمية أم لا
---
ناصر الدوسري
12-07-2006, 01:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فبالنسبة لأقوال ابن حزم في التفسير فكما ذكر أنه قد جمعت ، وممن جمعها الأخ الدكتور / أحمد عقيل بجامعة الملك سعود ، حيث جمع أقوال ابن حزم من أول القرآن إلى سورة البقرة وقد نوقشت الرسالة بجامعة الإمام .
وأما بالنسبة لعلوم القرآن عند ابن حزم فقد جمعتها ودرستها في رسالتي للماجستير وقد نوقشت في عام 1421هـ ، وكانت بإشراف من الدكتور / سعيد الفلاح - حفظه الله -
وقد اشتملت الرسالة على تسعة فصول : الأول : تواتر القرآن ، الثاني : أحكام تتعلق بتلاوة اقرآن ، الثالث : الأحرف السبعة والقراءات ، الرابع : إعجاز القرآن ، الخامس : المحكم والمتشابه ، السادس : المشكل وموهم التعارض ، السابع : الناسخ والمنسوخ ، الثامن : العام والخاص ، التاسع : الحقيقة والمجاز . وقد بلغ مجموع المسائل المبحوثة ثلاثاً وثمانين مسألة
---
أبو العالية
12-07-2006, 01:20 PM
الحمد لله ، وبعد ..
هل اطلعتم على جهده بارك الله فيكم
وما حال الرسالة ؟
أتمنى أن لا تكون حبيسة الأدراج !
جزاكم الله خيراً
---
(1/2457)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حمل كتب الشيخ العلامة عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ
---
حمل كتب الشيخ العلامة عبدالعزيز السلمان ـ رحمه الله ـ
---
أبو مهند النجدي
01-23-2006, 06:09 PM
فضلاً اضغط على هذه الروابط
حمل "إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد" (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70517)
حمل " إغتنام الاوقات في الباقيات الصالحات قبل هجوم هادم اللذات ومشتت الشمل ومفرق الجماعات " (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70518)
حمل "من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم" (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70519)
حمل " سلاح اليقظان لطرد الشيطان " (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70520)
---
(1/2458)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > احذر ان تكون انت!!
---
احذر ان تكون انت!!
---
hedaya
12-05-2005, 04:54 AM
احذر ان تكون انت!!
نقول هذا الكلام والعالم يحتفل في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للوقاية من مرض الايدز هذا الوحش الجبار الذي يحصد كل عام أرواح مئات الألوف من البشر والتي تشير التقارير الدولية أن عدد الذين أصيبوا بالمرض القاتل هذا العام فقط خمسة مليون إنسان، وأن هذا العدد مرشح للزيادة في الأعوام القادمة وأن عدد الذين ماتوا بسبب هذا المرض يقدر بثمانية وعشرين مليون شخص حول العالم وأن دولا بعينها تقف على حافة تحول الموقف إلى حالة وبائية تقضي على الأخضر واليابس فيها.
مرض الإيدز الأسباب والآثار
مرض الإيدز ناتج عن فيروس HIV الذي يهاجم جهاز المناعة عند الإنسان ويقوم بتدميرها رويدا رويدا ويصل المصاب إلى حالة تصبح فيها الأمراض العادية تشكل تهديداً لحياتهم وعلى الرغم من أن فيروس HIV اكتُشِف قبل أكثر من عشرين عاماً، فإنه لا يوجد له حتى الآن مصل واقٍ، ولم يكتشف بعد علاج للإيدز، لكن جيلاً جديداً من العقاقير المبتكرة مكّن المصابين بالفيروس من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة.
ويمكن انتقال الفيروس بالطرق الآتية:
- الممارسة الجنسية مع شخص مصاب بالفيروس.
- استخدام الإبر الطبية بين أكثر من شخص دون تعقيمها.
- نقل الدم.
- دخول أحد السوائل الحاملة للفيروس إلى الجسم من خلال جرح.
- أطفال المرأة المصابة بفيروس HIV يمكن أن يلتقطوه أثناء الحمل أو الرضاعة.
ما هو العلاج يا ترى؟(1/2459)
العفة والنظافة هي العلاج الناجع الوحيد للآن، لأن السبب الرئيسي للإصابة بالإيدز هو العلاقة الجنسية المحرمة أو الشذوذ الجنسي ولذلك كانت العفة هي خط الحماية الأول من هذا المرض اللعين وقد حرص الأسلام على تجنب الأسباب المؤدية للزني من خلال دعوة أتباعه العفة والطهارة وتصريف الغريزة الجنسية في الحدود الشرعية وقطع الأسباب المؤدية إلى الزني حيث يقول الله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ... }، وهي رسالة للمؤمنين والمؤمنات لتجنب مقدمات الزنا وهي النظرة المحرمة والزينة المحرمة وعدم الالتزام بشرع الله عز وجل في اللباس والتبرج المحرم بالنسبة للمرأة.
ومنها ايضا تحريم الخلوة بالأجنبية حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما) وهذا حديث يمنع مقدمات الزنا وهي الخلوة الغير شرعية.
حتى وصل العفاف في المجتمع الإسلامي من المرأة المريضة التي جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم تسأله أن يدعوا الله لها أن يشفيها من مرض الصرع فيقول لها النبي الكريم إن شئت دعوت الله لك وإن شئت صبرت ولك الجنة فتختار الجنة ولكن يؤلمها كثيرا أن تتكشف عند صرعها وهي غير مؤاخذه بهذا التكشف ولكن أبت العفة والطهارة في نفسها إلا أن تسال الرسول الكريم أن يدعوا لها ألا تتكشف في صرعها فيدعو لها الرسول الكريم.(1/2460)
الإسلام ... ما أروعه من دين وما أجمله من تشريع وما أبأس وأتعس البشرية عندما تنحي هذا الدين عن مكان القيادة والسيادة والريادة والصدارة، وهي تعلم أنها تنحي الأمن والأمان والبركة والصحة والعدل والتكافل والتآخي والمواساة، واستبدلت بكل ذلك التيه والأرق والقلق والظلم والمرض والحروب.
انتَ...انتِ....
ليكن نموذج يوسف الصديق عليه السلام وهو يقول: { قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } هو شعارنا الدائم في الحياة..
لا تتساهل..ولا تتساهلي.. عاقبة المعصية لا تميز احدا..
وقانا الله وإياكم شر الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحفظ أعراضنا ووقانا شر الأمراض.
---
(1/2461)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل تفسير القرطبي
---
حمل تفسير القرطبي
---
وائل
06-15-2003, 04:58 PM
تفسير القرطبي منقولا من ملتقى أهل الحديث مع الشكر للأخ الفاضل عبدالجبار
الجزء الأول: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9345
الجزء الثاني: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9346
الجزء الثالث: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9347
الجزء الرابع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9349
الجزء الخامس: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9350
الجزء السادس: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9353
تحياتي للجميع
---
(1/2462)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلّ عام وأنتم بخير ... وعساكم من عوّاده
---
كلّ عام وأنتم بخير ... وعساكم من عوّاده
---
مروان الظفيري
10-22-2006, 08:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله طاعتكم، وكلّ عام وأنتم بخير
http://img327.imageshack.us/img327/3349/9rq4.jpg
وعساكم من عوّاده
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2006, 05:17 PM
بارك الله فيكم يا دكتور مروان ، وعيدكم مبارك . ونسأل الله للجميع القبول والمغفرة ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
---
فهد الوهبي
10-22-2006, 06:24 PM
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير
---
المسيطير
10-22-2006, 07:01 PM
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وتجاوز عن التقصير والزلل والإهمال .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
أسأل الله تعالى أن يعاملنا بلطفه ، وأن يسبغ علينا نعمه ، وأن يمنّ علينا برحمته ومغفرته .
---
عبدالرحمن السديس
10-23-2006, 12:56 AM
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الطاعات ويجعلنا من الفائزين .
---
الباجي
10-23-2006, 11:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخنا الكرام ...
تقبل الله طاعتكم ... وأدام مودتكم ... وكل عام وأنتم جميعا بألف خير ... ومبارك عليكم العيد السعيد وعلى جميع أهاليكم وأحبابكم ... و جميع المسلمين.
---
السائح
10-23-2006, 11:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخنا الكرام ...
تقبل الله طاعتكم ... وأدام مودتكم ... وكل عام وأنتم جميعا بألف خير ... ومبارك عليكم العيد السعيد وعلى جميع أهاليكم وأحبابكم ... و جميع المسلمين.
آمين-----
---
(1/2463)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن...!
---
اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن...!
---
..فارس..
11-07-2004, 04:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين...
في البدء أبارك الله لكم على هذا الموقع الذي أسأل الله أن يكون في صالح الإسلام والمسلمين...
في هذا الموضوع أتطرق إلى آيات من سورة البقرة مرفقة بأحاديث صحيحة عن رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وأريد من الأخوة لو تكرمتم إعطائي الرأي فيما أظن أنه عذاب من الله عز وجل إلى كل من عصى الله ورسوله إلا من رحم ربي...
قال تعالى : { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) }
فما رأي أهل التفسير بأن ما حدث لهذه القرية قد يحدث لقرى غيرها؟ إذا علمنا أن هنالك أحاديث صحيحة للرسول عليه الصلاة والسلام تتحدث في هذا الخصوص وأذكر من هذه الأحاديث
الحديث الأول(1/2464)
قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلاَبِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ - الأَشْعَرِىُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِى سَمِعَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا. فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». ((صحيح البخاري))
الحديث الثاني
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا مُوسَى الْحَنَّاطُ - لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ ذَكَرَهُ - عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ « يَا أَنَسُ إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا يُقَالُ لَهُ الْبَصْرَةُ أَوِ الْبُصَيْرَةُ فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا أَوْ دَخَلْتَهَا فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا وَكِلاَءَهَا وَسُوقَهَا وَبَابَ أُمَرَائِهَا وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ وَرَجْفٌ وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ». ((حديث صحيح صححه الألباني))
---
(1/2465)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل ( أسباب النزول وأثرها في تفسيرالقرآن ) نفيس
---
حمل ( أسباب النزول وأثرها في تفسيرالقرآن ) نفيس
---
أبو العالية
02-01-2007, 01:13 PM
الحمد لله ، وبعد ..
ودمتم على الخير أعوانا
---
نياف
02-01-2007, 06:43 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
---
(1/2466)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > نحو عالمية الموقع
---
نحو عالمية الموقع
---
مصطفى علي
02-02-2007, 08:40 AM
موقعنا الحبيب متخصص في التفسير
ونرجو به الريادة وأن يكون أعلى ملتقى متخصص في هذا المجال
ومن خطوات عالميته أرى :
1- إعداد فهرس عالمي بذكر مخطوطات التفسير في العالم .
وذلك بذكر أسماء مخطوطات التفسير في السعودية ، مصر ، المغرب ...... ألمانيا ، أمريكا ... ( يدخل الآن الميسر ، وكلما نحصل على قائمة نضعها داخل الفهرس الرئيسي )
2- إعداد فهرس بما طبع مبينًا دار النشر وبلدها وبينات عن الكتاب .
3- أعداد فهرس ما رفع على الشبكة العنكبوتية pdf ، وورد .
4- باب لذكر المخطوطات التي تحقق حاليًا حتى يترك التالي للسابق مجهوده ولا يتكرر الجهد في شيء واحد وخاصة أن المجال واسع ....
...................
فما رأي الأخوة
---
أبو معاذ الشمراني
02-02-2007, 04:23 PM
أول الغيث قطرة
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... ما تفضل به الأستاذ الكريم خطوة رائدة , ورأي سديد .
وحسبه شرفا أن يدفعنا جميعا إلى التفكير في كل خطوة أو وسيلة لخدمة هذا الملتقى المبارك؛
ولو جمعت عدة أفكار ووسائل وتم مناقشتها ومن ثم السعي في تحقيقي الممكن منها لكان شيئا رائعا.
فالتجديد والابتكار مع الأصالة مطلب. وفقكم الله لكل خير.
محبكم,,,
---
عبدالرحمن الشهري
02-03-2007, 05:46 PM(1/2467)
شكر الله لكم أخي الكريم مصطفى على هذه الأفكار الموفقة الرائعة ، وليتها تتحقق ، ولا أخفيك أننا في إدارة الملتقى نفكر دوماً في مشروعات علمية تخدم الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية من أمثال هذا المشروع . غير أننا نتوقف بعد خطوات التنظير بسبب حاجة مثل هذه المشروعات إلى نفقات ، فأنت لو اردت مثلاً أن تدخل معلومات المخطوطات في قاعدة بيانات عملية يستطيع الباحثون من خلال الموقع البحث فيها بعدة مداخل (اسم المؤلف- عنوان المخطوطة - المكتبة المحفوظة بها - وغير ذلك ) لا حتجت إلى :
1- توفير المعلومات أولاً . وهذه سهلة لوجود فهارس المخطوطات أو معظمها عندي أو عند غيري من الباحثين كفهرس آل البيت لكتب التفسير والتجويد والقراءات والمصاحف وعلوم القرآن ، وهناك فهارس كثيرة غيرها للمخطوطات في أنحاء العالم ، فلا أكاد أرى فهرساً للمخطوطات في الدراسات القرآنية إلا وأشترية من أي مكتبة أو معرض للكتاب . لكن يبقى لدينا مشكلة في حقوق نشر هذه الفهارس الكترونياً دون إذن المؤسسات أو الأفراد الذين قاموا بحصرها ابتداءً .
2- تصميم قاعدة بيانات ممتازة وسهلة وخفيفة على الانترنت في الوفاء بهذا الغرض ، فمعظم قواعد البيانات التي رأيتها في المراكز البحثية والبرامج معقدة وبها خلل في بعض جوانبها ، والكمال عزيز ، لكن مقاربته مطلب يجب السعي إليه ، ومن لك بمبرمج محترف يقوم ببناء هذه القاعدة بتكلفة معقولة نستطيع دفعها له ، فكم من تصميم وبرنامج أرهقنا مالياً ومتابعة ثم لم يخرج بالشكل الذي اتفقنا عليه ابتداء فتركناه على أمل الوصول للذي خططنا له أولاً ، وهذا الملتقى بشكله الحالي ليس الذي في البال ، فقد كتبنا تفاصيل دقيقة لكي يكون بأفضل حالة ، ثم بعد الأخذ والرد والمماطلة مع المصممين ، رضينا من الغنيمة بالإياب كما قال امرؤ القيس !(1/2468)
3- موظف أو عدد من الموظفين يقومون بإدخال ومراجعة البيانات في قواعد البيانات هذه ، بحيث تضمن دقة البيانات المدخلة ومراجعتها .
وغير هذا من متطلبات الوفاء بمثل هذه المشروعات النافعة التي يستفيد منها طلبة العلم في العالم بشكل تقر به العين ، وتطمئن إليه النفس ، ويعلم الله أننا لا نجتمع في إدارة الموقع إلا ونتلاوم لقلة البذل ، وضعف السعي في الرقي بالموقع للمستوى الذي يرضي طموحات المحبين والراغبين في رؤية تميز مواقع ومؤسسات الدراسات القرآنية حسبة لله ، وطلباً لمرضاته . ورحم الله الإمام الشافعي عندما قال :
وَأَحَقُّ خَلقِ اللَهِ بِالهَمِّ اِمرُؤٌ = ذو هِمَّةٍ يُبلى بِرِزقٍ ضَيِّقِ
---
مصطفى علي
03-15-2007, 06:49 PM
دكتورنا الكريم عبد الرحمن الشهري
أحب أن أبشر حضرتك بقرب حل ذلك الإشكال بإذن الله
فالذي ينقصني هو قاعدة البينات التي معظمها عندكم
أما المدخلين البينات وقاعدة البينات هي متوفرة عندي بأقل مما تتصورون بإذن الله تعالى .
فما علينا إلا أن نضع أفضل صورة لقاعدة البينات هنا وبإذن الله تعالى وبعد شهرين نكون قد جهزنا القاعدة على ما يتم طرحه والاتفاق فيه هنا
وليس كلامي ملزم لكم به طرح واستعداد لتقربة الأماني وتذليلها وجعلها على واقع الأرض مهيأة للعلماء وطلبة العلم
والله من وراء القصد
---
عبدالرحمن الشهري
03-16-2007, 01:02 AM
بشرك الله بالخير أخي العزيز ، ومثلك لا يأتي إلا بالخير .(1/2469)
إذاً دعنا ننظر في أفضل تصميم لحقول تلك القاعدة المنتظرة ، ومحاولة مقاربة الكمال في مدخلاتها ومخرجاتها ، ولعل الزملاء الفضلاء في الملتقى يدلون بدلوهم في التفكير معنا في كتابة مواصفات القاعدة ، حتى إذا لم يبق إلا تنفيذها وبرمجتها تنظرون في الأمر ، ولعل الله أن يهيئ على أيديكم خيراً كثيراً ، جعلكم الله مفاتيح للخير مباركين أينما كنتم، وأكرر شكري لكم لحرصكم على الخير وعلى هذا الموقع الذي يهمنا جميعاً أمر نجاحه وتميزه ، وهو بأمثالكم متميز ولا بد .
أعاذلتي على إتعابِ نفسي = ورَعيي في الدُّجى روضَ السُّهادِ
إذا شامَ الفتى برقَ المعالي = فأهونُ فائتٍ طيبُ الرُّقادِ
---
أبو محمد الظاهرى
03-17-2007, 11:15 AM
بارك الله فى الجميع... وأسأل الله لكم التوفيق .
---
د.خضر
03-18-2007, 01:30 PM
على أتم استعداد لما تأمرون به وعلى بركة الله تعالى.
---
مصطفى علي
03-18-2007, 10:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخفض صوتي مستأذنًا الدكتور الكريم
د. أحمد بزوي الضاوي
أستاذ التعليم العالي - مساعد شعبة الدراسات الإسلامية
كلية الآداب و العلوم الإنسانية - جامعة شعيب الدكالي
الجديدة - المغرب
تخصص علوم القرآن والتفسير
فهو بالمغرب الشقيق
وكذا بالخفض أستأذن
د.جمال محمود أحمد أبو حسان
جامعة الزرقاء الأهلية بالأردن - كلية الشريعة
و معه استأذن
أ.د. أحمد خالد شكري
الجامعة الأردنية
كلية الشريعة
فهما بالأردن الشقيق
وخافضًا ومستأذنًا
د.صالح بن يحيى صواب
أستاذ مشارك في الدراسات القرآنية
قسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب - جامعة صنعاء
وكذا الدكاترة الكرام غيرهم من غير السعودية
بأن يجهزوا ما يستطيعوا من فهارس مخطوطات جامعاتهم وكذا دار مخطوطات بلدهم ( كدار الكتب عندنا بمصر )
فإذا ما جهزوها يتصلوا بالدكتور الكريم عبد الرحمن الشهري
بحيث نستطيع أن نجمع أمبر قدر من المادة المراد إدخالها(1/2470)
كما استأذن كل من كان له تصور لما يحب أن تكون عليه قاعدة البينات أن يضع تصوره في تلك المشاركة أو حسبما يحب الدكتور الشهري
فهيا فساعات العمر تجري
ولهذا الصرح نحن بالأشواق
---
مصطفى علي
04-07-2007, 03:31 PM
مضى قرابة الشهر ولم توضع أي تصورات للطريقة
---
(1/2471)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير 2
---
بين ابن جرير وابن كثير 2
---
محمد العبدالهادي
03-10-2004, 12:03 AM
2- في قوله تعالى :" وعلم آدم الأسماء كلها .." الآية من سورة البقرة (31):وهذه الآية مما اختلف فيه أهل العلم ، في تحديد الأمور التي علمها الله آدم ماهي ؟
فقد رجح ابن جرير رحمه الله أن الله علم آدم أسماء الملائكة وأسماء الذرية؛لأنه قال :" ثم عرضهم " وهذا عبارة عما يعقل ، ولكن ابن كثير رحمه الله خالفه في هذا الترجيح قائلا:"وهذا الذي رجح به ليس بلازم ،فإنه لاينفي أن يدخل معهم غيرهم ،ويعبر عن الجميع بصيغة من يعقل للتغليب ،كما قال تعالى :"والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع.."الآية إلى أن قال :"والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها : ذواتها وأفعالها كما قال ابن عباس حتى الفسوة و الفسية، يعني أسماء الذوات والأفعال المكبر والمصغر، انظر (1/232)
ثم ساق حديث الشفاعة الطويل الذي فيه "فيأتون آدم فيقولون : أنت أبو الناس ،خلقك الله بيده ، وأسجد لك ملائكته،وعلمك أسماء كل شئ.قال ابن كثير رحمه الله :"فدل هذا على أنه علم أسماء جميع المخلوقات".(1/233).
هل من تعليق ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
03-25-2004, 07:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن ما ذهب إليه الحافظ ابن كثير أقرب إلى الصواب من جهة موافقته للمروي عن أكثر السلف ومنهم ابن عباس ، وكذلك هو الموافق لعموم اللفظ .(1/2472)
قال الشوكاني رحمه الله : ( و ( الأسماء ) هي العبارات والمراد أسماء المسميات قال بذلك أكثر بذلك العلماء وهو المعنى الحقيقي للاسم والتأكيد بقوله ( كلها ) يفيد أنه علمه جميع الأسماء ولم يخرج عن هذا شيء منها كائنا ما كان وقال ابن جرير إنها أسماء الملائكة واسماء ذرية آدم ثم رجع هذا وهو غير راجح )
وفي صحيح البخاري : باب قول الله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) :
4206 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي e وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي e قال يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر ذنبه ...) الحديث .
---
محمد العبدالهادي
04-07-2004, 09:40 AM
أشكرك أخي على هذه الإضافة الطيبة ، وأعتذر عن التأخر بالرد لعطل كان بالجهاز والله المستعان ، وعليه التكلان .
---
(1/2473)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > دلالة قوله تعالى : { و هو في الخصام غير مبين } على عدم جواز ولاية النساء القضاء
---
دلالة قوله تعالى : { و هو في الخصام غير مبين } على عدم جواز ولاية النساء القضاء
---
د.أبو بكر خليل
03-14-2007, 06:00 AM
النساء و ولاية القضاء
بسم الله ، و الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم .
فبعد مرور ما يقرب من الألف و الخمسمائة عام على ظهور الإسلام و قيام حكمه - لم يثبت فيها تولي امرأة القضاء في بلاد المسلمين على مدار العصور و المصور - أثيرت منذ مدة قريبة في مصر و غيرها مسألة ولاية النساء القضاء ، و دارالقول فيها بين المنع - من جانب جمهورالقضاة - و بين الجواز من جانب البعض منهم ، و كان الشرع مستند المانعين لولاية المرأة القضاء ، بينما ادعى المجيزون عدم منع الشرع لذلك ، و لكل فريق حجج أبداها .
الأصل في الشرع المساواة بين الذكور و الإناث إلا ما خصه الدليل :(1/2474)
و بادئ ذي بدء أود التذكير بأن الأصل في الشرع هو المساواة بين الذكور و الإناث في الخطاب و التكليف بالأحكام ، و كذا في الثواب الأخروي و العقاب ، و قد استفاضت بذكر ذلك الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية ، و من ذلك قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ الحجرات :13] ، و قوله تعالى : { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } [ آل عمران:195] ، و قوله : { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا } [ النساء:124] . و كذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنما النساء شقائق الرجال ) . [ رواه الترمذي وأبو داود و أحمد ] ، و لفظ الحديث في " سنن الترمذي " : عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :(1/2475)
( سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامً . قَالَ : يَغْتَسِلُ .وَعَنْ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدْ احْتَلَمَ وَلَمْ يَجِدْ بَلَلًا . قَالَ : لَا غُسْلَ عَلَيْهِ . قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ . قَالَ : نَعَمْ إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " ) . و لفظه في " سنن أبي داود " : " إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ " .
قال العظيم آبادي – شارح سنن أبي داود - : هذه الجملة مستأنفة فيها معنى التعليل . قال ابن الأثير : أي نظائرهم وأمثالهم كأنهن شققن منهم ولأن حواء خلقت من آدم عليه الصلاة والسلام ، وشقيق الرجل أخوه لأبيه ولأمه ، لأن شق نسبه من نسبه ، يعني فيجب الغسل على المرأة برؤية البلل بعد النوم كالرجل . قال الخطابي : وفيه من الفقه إثبات القياس وإلحاق حكم النظير بالنظير ، فإن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها . أهـ [ عون المعبود شرح سنن أبي داود ]
ليست الأنثى كالذكر في كل شيئ ؛ في شرعنا و شرع من قبلنا
و مع هذا الأصل المقرر من المساواة بين الذكور و الإناث إلا أن هناك بعض الأحكام اختص بها الرجال دون النساء : مثل وجوب الإنفاق على الأهل و غيره مما هو مذكور في كتب الفقه ، و هناك أحكام اختصت بها النساء دون الرجال : مثل سقوط قضاء الصلاة عن الحائض و غيرها . و كذا خص الشرع الرجال بالقيام ببعض الأعمال كإمامة الجمعة و ولاية الحكم .(1/2476)
و هذا التخصيص كان موجودا كذلك في شرع من قبلنا ، و من ذلك ما قاله الله تعالى - حكاية عن أم مريم عليها السلام - : { إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } . [ مريم:36،35]
تفسير الآية : { و ليس الذكر كالأنثى }
أ- قال الماوردي في تفسيره - المسمى " النكت و العيون " : قال تعالى : { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى } لأن الأُنثى لا تصلح لما يصلح له الذكر من خدمة المسجد المقدس ، لما يلحقها من الحيض ، ولصيانة النساء عن التبرج ، وإنما يختص الغلمان بذلك .
ب- و قال الإمام السيوطي في تفسيره " الدر المنثور " : أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال : كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها ، وكانوا إنما يحررون الذكور ، وكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها ، يقوم عليها ويكنسها ، وكانت المرأة لا تستطيع أن تصنع بها ذلك لما يصيبها من الأذى ، فعند ذلك قالت : { وليس الذكر كالأنثى } . أهـ
والأصل دخول أداة التشبيه على المشبه به، وقد تدخل على المشبه؛ لوضوح الحال ؛ نحو هذا : { وليس الذكر كالأنثى } ؛ فإن الأصل : وليس الأنثى كالذكر، وإنما عدل عن الأصل لأن المعنى : وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت. وقيل لمراعاة الفواصل لأن قبله إني وضعتها أنثى . [ الإتقان في علوم القرآن ، للسيوطي ](1/2477)
و هذا القول الكريم : { و ليس الذكر كالأنثى } نص في عدم إطلاق مساواة الإناث بالذكور في كل الأعمال و المهام . { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا } ، { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا } ، { قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ } ، { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } . صدق الله العظيم
* * *
•كانت هذه مقدمة ضرورية لمسألة ولاية النساء القضاء ؛ لكيلا يساء الفهم و القصد .
•و قد تقدم قول الإمام الخطابي في " معالم السنن " – و الذي حكاه عنه العظيم آبادي - إن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها .
•و من مواضع الخصوص : ولاية المرأة الحكم والإمارة . و يدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك من الولايات العامة .
فلننظر في الأدلة الشرعية المتعلقة بمسألة ولاية المرأة القضاء ؛ لنتبين منها حكم الشرع فيها :
الدليل الأول : قول الله عزّ و جلّ - إنكارا و ردا على إفك المشركين - : { أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مثلا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } . [ الزخرف : 18،17،16]
فقوله تعالى : { أو من ينشّأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين } . يعني : المرأة ؛ قاله ابن عباس رضي الله عنهما . و كذا قال مجاهد . و قال قتادة : الجواري و البنات و المرأة . و قال السدّي : النساء .[ تفسير الطبري ] . و الكل بمعنى واحد ؛ هو الإناث .
قال الطبري : وقال آخرون : عُنِي بذلك أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله .(1/2478)
و عقّب عليه بقوله : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عُنِي بذلك الجواري والنساء ؛ لأن ذلك عقيب خبر الله عن إضافة المشركين إليه ما يكرهونه لأنفسهم من البنات، وقلة معرفتهم بحقه، وتحليتهم إياه من الصفات والبخل، وهو خالقهم ومالكهم ورازقهم، والمنعم عليهم النعم التي عددها في أول هذه السورة ما لا يرضونه لأنفسهم، فاتباع ذلك من الكلام ما كان نظيرا له أشبه وأولى من اتباعه ما لم يجر له ذكر . أهـ
تفسير الآية في كتب التفاسير :
أ -قال الإمام الطبري : القول في تأويل قوله تعالى : { أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } : يقول تعالى ذكره : أو من ينبت في الحلية ويزين بها( وَهُوَ فِي الْخِصَامِ ) يقول : وهو في مخاصمة من خاصمه عند الخصام غير مبين، ومن خصمه ببرهان وحجة، لعجزه وضعفه، جعلتموه جزء الله من خلقه وزعمتم أنه نصيبه منهم .
ب - و قال الإمام البغوي : { فِي الْحِلْيَةِ } في الزينة يعني النساء، { وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } في المخاصمة غير مبين للحجة .
ت - و قال الإمام القرطبي : قوله تعالى : " وهو في الخصام غير مبين " أي في المجادلة والادلاء بالحجة.
قال قتادة: ما تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها .
ث - و قال ابن حبان في " البحر المحيط " : { وهو في الخصام غير مبين } : أي لا يظهر حجة ، ولا يقيم دليلاً ، ولا يكشف عما في نفسه كشفاً واضحاً . ويقال : قلما تجد امرأة لا تفسد الكلام ، وتخلط المعاني .
ج- و في " بحر العلوم " للسمرقندي : { وَهُوَ فِى الخصام غَيْرُ مُبِينٍ } يعني : في الكلام غير فصيح . ويقال : هن في الخصومة ، غير مبينات في الحجة ويقال : أفمن زين في الحلي ، وهو في الخصومة غير مبين ، لأن المرأة لا تبلغ بخصومتها ، وكلامها ما يبلغ الرجل .
دلالة الآية :(1/2479)
فهذا القول الإلهي الكريم نص في كون النساء غير مبيّنات في الخصام ، و إذا كان هذا شأنهن في مجرد بيان الخصام ؛ فكذلك شانهن في الفصل في الخصام ؛ من باب الأولى .
و الفصل في الخصومات هو " القضاء " .
و إذا كان ذلك هو شأنهن في بيان الخصام الخاص بهن ؛ فهو كذلك في استبيان خصام غيرهم و الفصل فيه ؛ من باب أولى .
و عليه : فقوله تعالى في شأن الإناث : { و هو في الخصام غير مبين } نص في مسألة عدم جواز تولية المرأة الفصل في الخصومات ، و هو القضاء ؛ بدلالة الأولى .
و هذه الدلالة هي أحد دلالات الألفاظ الشرعية للنص ؛ المقررة في أصول الفقه .
الدليل الثاني : قول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً " . و ذلك لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى . رواه الإمام البخاري ، و الترمذي ، و الحاكم ، و أحمد ، و غيرهم .
أ - روى البخاري في " صحيحه " عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ : ( لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ أَيَّامَ الْجَمَلِ لَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فَارِسًا مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً " ) .
ب - و روي في مسند أحمد بلفظ : " مَا أَفْلَحَ قَوْمٌ يَلِي أَمْرَهُمْ امْرَأَةٌ " .
فهذا الحديث نص في عدم فلاح القوم الذين يولون أمرأة أمرهم .
- و القول بأن هذا كان فقط على سبيل الإخبار بما سيكون من هزيمة أهل فارس وقتذاك ، و لم يكن حكما تشريعيا للأمة : ادعاء غير صحيح ؛ لأن ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) .(1/2480)
و سبب ورود الحديث يعين على تفسيره ، و لكن لا يجوز تخصيصه به ، و إلاّ كانت معظم أحكام الشرع خاصة بالعصر و بالقوم و بالوقائع التي قيلت فيها الأحاديث . و هذا باطل ؛ لنفيه عموم الرسالة إلى يوم الدين .
- و كذا القول بأن ذلك في الإمامة العظمى أو الكبرى وحدها : فغير صحيح أيضا ؛ لأنه قيل في ملك الفرس المجوس وقتذاك ، و لم تكن عندهم إمامة أصلا ، لا كبرى و لا صغرى .
و هذا يدحض الادعاء بجواز ولاية المرأة الحكم في بلادنا الآن ؛ بدعوى تخصيص النهي بالإمامة الكبرى ، و يدحضه عموم الحديث أولا .
و الحديث عام في كل أنواع الولايات العامة ؛ لمجيئه بلفظ من ألفاظ العموم ، و هو هنا : النكرة في سياق النفي و النهي ؛ على ما هو مقرر في علم الأصول .
فكأنه قال : لن يفلح كل قوم ولوا أمرهم امرأة . و يدخل في ذلك الحكم و القضاء ؛ فالقوم الذين يولون أمرهم في الحكم إلى امرأة داخلون في معنى الحديث ، و كذا القوم الذين يولون أمرهم في القضاء إلى امرأة داخلون في معنى الحديث أيضا ؛ لأن دلالة العموم من دلالات الألفاظ الشرعية .
و ذلك الحديث عام على سبيل العموم ، و لم يرد تخصيصه بمخصص ؛ فيظل على عمومه حتى يقوم الدليل المغير . و لا دليل هنا . و المماري عليه الدليل .
و الحديث يفيد النهي عن ولاية المرأة القضاء ؛ بدلالة عدم الفلاح .
* * *
و قد احتج المجيزون لتولية المرأة القضاء بأمرين :
الأول : تولية عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – امرأة اسمها الشفاء الحسبة في السوق . و هذا لم يصح ، و أنكره بنوها ، و سيأتي بيانه .(1/2481)
و الثاني : ما نسب إلى الإمام أبي حنيفة من أن المرأة تقضي فيما تشهد فيه . و هذا النقل فيه اختلاف في ألفاظه ؛ مما يوهن من ضبط نقله ، ولا يصمد أمام الأدلة الشرعية المذكور ة آنفا ؛ فضلا عن أن يكون دليلا شرعيا أصلا . و هذا على افتراض صحة عزوه إلى أبي حنيفة ، و كذا الحال فيما نسب إلى الإمام الطبري و غيره ، و هو ما نفاه الإمامان أبو بكر بن العربي و أبو عبد الله القرطبي . و بيان ذلك :
* قال القاضي ابن العربي في كتابه " أحكام القرآن " :
( المسألة الثالثة : روي في الصحيح { عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن كسرى لما مات ولى قومه بنته : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة } .
وهذا نص في أن المرأة لا تكون خليفة ، ولا خلاف فيه .
ونقل عن محمد بن جرير الطبري إمام الدين أنه يجوز أن تكون المرأة قاضية ؛ ولم يصح ذلك عنه ؛ ولعله كما نقل عن أبي حنيفة أنها تقضي فيما تشهد فيه ، وليس بأن تكون قاضية على الإطلاق ، ولا بأن يكتب لها منشور بأن فلانة مقدمة على الحكم ، إلا في الدماء والنكاح ، وإنما ذلك كسبيل التحكيم أو الاستبانة في القضية الواحدة ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : { لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة } .
وهذا هو الظن بأبي حنيفة وابن جرير .
وقد روي أن عمر قدم امرأة على حسبة السوق ، ولم يصح ؛ فلا تلتفتوا إليه ؛ فإنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث ) . أهـ
و ذكره القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " .
* و الاحتجاج بخبر ولاية صحابية حسبة السوق ليس حجة في جواز ولاية المرأة القضاء ؛ فضلا عن عدم صحته أصلا ؛ حيث أنكره أولادها .
و هذا الخبر ذكره ابن عبد البر و ابن حجر بصيغة التقليل ؛ فقالا في ترجمة الصحابية " الشفاء " : ( فربما ولاها شيئا من أمر السوق ) . يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
و هذا لفظ ترجمة ابن عبد البر لها في كتابه " الإستيعاب في معرفة الأصحاب " ؛ قال :(1/2482)
الشفاء أم سليمان بن أبي حثمة
هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس ابن خلف بن صداد - وقيل ضرار - بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب ، القرشية العدوية ، من المبايعات . قال أحمد بن صالح المصري : اسمها ليلى وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم ، أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول ، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن ، وأقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم داراً عند الحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان ، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها ، وربما ولاها شيئاً من أمر السوق ) . أهـ
فخبر ولايتها شيئا من أمر السوق روي بصيغة التقليل ، و لم يصرح فيه بالحسبة ، و هو ما أنكره أولادها ؛ قال الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " :
( وكانت الشفاء بنت عبد الله أم سليمان بن أبي حثمة من المبايعات ، ولها دار بالمدينة بالحكاكين ، ويقال إن عمر بن الخطاب استعملها على السوق ، وولدها ينكرون ذلك ويغضبون منه ) . و أولادها أعلم بها من غيرهم .
و إنما الذي استعمله عمر رضي الله عنه على السوق هو ابنها سليمان ؛ ففي " تاريخ دمشق " لابن عساكر قال : ( نا أبو بكر بن أبي خيثمة أنا مصعب بن عبد الله قال : سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة من صالحي المسلمين ، استعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة ) . أهـ
ولعل اللبس وقع بينهما .
و من هذا و ما قبله : يتبين أن لا حجة للمجيزين ولاية النساء القضاء فيما احتجوا به ؛ إذ لم يصح و لم يقم دليل على تخصيص القضاء من عموم النهي عن تولية المرأة الولايات العامة ، و لم يثبت استعمال المرأة في نحوه في عصر الصحابة .هذا و الله تعالى أعلم .
{ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } .
كتبه
د . أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
---(1/2483)
مصطفى علي
03-14-2007, 07:54 AM
جزاك الله خيرًا وأحسنت وأبنت
غير أن بمصر لا تشغلهم القضية كفقه بل كأمركة
فمن هذا الذي يحزن على ضياع الحق الشرعي لهن بأنهن حرمن من تولية القضاء ( لا أحد )
بل أن من يقف وراء الأستار ويحاول أن يقلب الليل على النهار لإحداث البلاء والفتن هؤلاء هم الذين يثيرون تلك القضايا
هل ثار مثل هؤلاء على تبديل شرع الله في غير تلك المسألة ( لا )
هل ثار هؤلاء على تبرج النساء وضياع حق الله تعالى ( لا )
هم يؤمنون بفقه الأولويات فهل الأولى ضياع حق الله في تبرج النساء وحشرهن في المواصلات واختلاطهن الشنيع .
يا دكتور إن طالب العلم والمخلص هو الذي يريد الأدلة ، أما من يريد الأمركة ولا يبغي عنها حولا
فهؤلاء لا يريدون دليلاً علميًا ولا شروحًا فقهية .
هؤلاء يفحمون بغير الكلمة
ولكن ....
---
د.أبو بكر خليل
03-14-2007, 05:35 PM
وفقنا الله و إياكم إلى الطاعات و فعل الخيرات
أحسب أن بيان الأدلة و كشف الشبهات كفيلان بمراجعة النفس عند البعض ، و لعل الله أن ينفع بما سطرناه و ذكرناه ، و أن ينفعنا به .
اللهم آمين
---
د.أبو بكر خليل
03-20-2007, 04:09 PM
النساء و ولاية القضاء
•و قد تقدم قول الإمام الخطابي في " معالم السنن " – و الذي حكاه عنه العظيم آبادي - إن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها .
•و من مواضع الخصوص : ولاية المرأة الحكم والإمارة . و يدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك من الولايات العامة .(1/2484)
* و دخول ولاية القضاء في معنى الإمارة صرح به الحافظ ابن حجر في " الفتح " ؛ ففي شرحه حديث عبد الرحمن بن سمرة : ( قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير " ) .
قال ابن حجر : ومعنى الحديث أن من طلب الإمارة فأعطيها تركت إعانته عليها من أجل حرصه ، ويستفاد منه أن طلب ما يتعلق بالحكم مكروه ، فيدخل في الإمارة القضاء والحسبة ونحو ذلك . أهـ
.......................................
.................................................
و الحديث عام في كل أنواع الولايات العامة ؛ لمجيئه بلفظ من ألفاظ العموم ، و هو هنا : النكرة في سياق النفي و النهي ؛ على ما هو مقرر في علم الأصول .
فكأنه قال : لن يفلح كل قوم ولوا أمرهم امرأة . و يدخل في ذلك الحكم و القضاء ؛ فالقوم الذين يولون أمرهم في الحكم إلى امرأة داخلون في معنى الحديث ، و كذا القوم الذين يولون أمرهم في القضاء إلى امرأة داخلون في معنى الحديث أيضا ؛ لأن دلالة العموم من دلالات الألفاظ الشرعية .
..........................................
...............................................
كتبه
د . أبو بكر بن عبد الستار آل خليل
و قد صرح الإمام البيهقي - في " السنن الكبرى " - بأن الوالي لا يولي المرأة القضاء ؛ فقد ترجم للحديث بقوله :
باب ( لا يولى الوالى امرأة ولا فاسقا ولا جاهلا امر القضاء )(1/2485)
(أخبرنا) أبو الحسن على بن احمد بن عبدأن أنبأ احمد بن عبيد الصفار ثنا اسحاق بن الحسن الحربى وهشام بن على فرقهما قالا ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن الحسن عن أبى بكرة رضى الله عنه قال : ( قد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما كدت ان الحق باصحاب الجمل فاقاتل معهم ، بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اهل فارس ملكوا عليهم ابنة كسرى ، فقال : " لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة " - لفظ حديث الحربى .
- وفي رواية هشام ك " ملكوا امرهم امرأة " - رواه البخاري في الصحيح عن عثمان بن الهيثم .
* و قد عد البيهقي وقوع تولية المرأة - و كذا المذكورين في الترجمة - أمر القضاء من علامات الساعة ؛ فقال :-
(أخبرنا) على بن احمد بن عبدان أنبأ احمد بن عبيد ثنا احمد بن على الخزاز ثنا سريج بن النعمان ثنا فليح بن سليمان عن هلال بن على عن عطاء بن يسار عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس في مجلسه يحدث القوم حديث ، جاءه اعرابي فقال يا رسول الله متى الساعة؟ ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ، فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال ، وقال بعض لم يسمع حتى إذا قضى حديثه ، قال : " اين السائل عن الساعة ؟ " قال هذا : انا يا رسول الله . قال : " إذا ضيعت الامانة فانتظر الساعة " . قالوا : يا رسول الله ما اضاعتها ؟ قال : " إذا اسند الامر إلى غير اهله فانتظر الساعة " - رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن فليح . أهـ
* و عليه : فالمرأة عنده ليست أهلا - في حكم الشرع - لولاية أمر القضاء .
و هو قول أئمة المذاهب الفقهية ، و لم يصح القول بخلافه عند واحد منهم ؛ و قد تقدم بيانه .
---
د.أبو بكر خليل
04-04-2007, 09:39 PM
و البحث بصيغة ملف " وورد " موجود بمكتبة " شبكة مشكاة الإسلامية " ؛ بعنوان :
" دراسة فقهية في مسألة ولاية النساء القضاء " على الرابط :(1/2486)
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=2977
---
(1/2487)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحث عن كتاب في المتشابه في القرآن
---
بحث عن كتاب في المتشابه في القرآن
---
السهيلي
09-21-2003, 10:09 PM
الاخوة في المنتدى
السلام عليكم
ابخث عن كتب تتناول دراسة المتشابه - اللفظي والمعنوي - في القرآن الكريم
وجزاكم الله كل خير
---
عبدالرحمن الشهري
09-22-2003, 06:14 AM
مرحباً بكم أخي الكريم السهيلي وفقه الله
لعل هذا الرابط يفي بحاجتكم إن شاء الله
تقويم كتاب (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ) - للأخ الكريم المحرر جزاه الله خيراً (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=327) .
---
الراغب في مدارج السالكين
09-22-2003, 11:43 PM
الأخ السهيلي وفقنا الله وإياه وجميع المسلمين ، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد : وافق سؤالك بعضا من إهتماماتي فلعل فيما أعرضه فائدة :
أولا المتشابه باب واسع في علوم القرآن يكتب فيه بعض المؤلفين بعنوان المشكل أو المشكلات ، وعند السيوطي في الإتقان نوع بعنوان مشكله و موهم الإختلاف والتناقض ، والمتشابه كما ذكرت منه لفظي ,احيانا ينشأ تشابه معنوي ، ومنه متشابه معنوي . وفي كل نوع مؤلفات عدة .
ويظهر ان أول من تكلم على هذا النوع ابن عباس حبر الأمة رضي الله عنه وذلك فيما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه تعليقا في تفسير سورة فصلت انظر الفتح 8/555 وقد رواه الحاكم في مستدركه 2/394 في تفسير سورة المؤمنون(1/2488)
ونظير ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ما فعله الإمام أحمد رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية وازنادقة فقد عقد أول باب منه في الرد على الزنادقة فيما ضلت فيه من القرآن ، تبعه بعد ذلك ابن قتيبة رحمه الله ت 276 هـ في كتابه تأويل مشكل القرآن ، ومن المؤلفات فيه : البرهان في توجيه متشابه القرآن لتاج القراء محمود بن حمزة الكرماني ، ت 505 هـ ، ومنها : ملاك التأويل القاطعلذوي الالحاد والتعطيل في توجيه متشابه اللفظ من آي التنزيل لأبي جعفر ابن الزبير الغرناطي ت 808 هـ ، ومنها : الإكليل في المتشابه والتأويل لشيخ الاسلام ابن تيمية ت 728 هـ ومنها : كشف المعاني في متشابه المثاني لابن جماعة ت 733 هـ ، ومنها : دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب للأمين الشنقيطي رحم الله الجميع رحمة واسعة
هذه بعض الكتب المطبوعة ولم احصرها ، أما المخطوط فكثيرانظر معجم مصنفات القرآن لعلي شواخ اسحاق المجلد الرابع ، أما كتب المتشابه اللفظي فمنها متشابه القرآن العظيم لابن المنادي ت 336 هـ .
وأخيرا لا ننسى قصة عمر مع صبيغ بن عسل على اختلاف في اسمه ، وقصة أخري لعمر رضي الله عنه شبيهة بها انظرها في إرواء الغليل للألباني 6 / 35 . تحياتي للجميع مع أمل تصحيح مايمكن أن يكون خطأ والسلام عليكم .
---
(1/2489)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي عقيدة الماوردي؟
---
ما هي عقيدة الماوردي؟
---
أحمد القصير
02-24-2005, 08:31 PM
جاء في بعض التراجم أن الماوردي من المعتزلة فهل من دراسة حققت هذا الأمر؟
---
جمال حسني الشرباتي
02-25-2005, 05:52 AM
شيخ أحمد
هل من الممكن أن نناقش بعض النقاط
# جاء في " النكت والعيون" وهو كتاب نفسير للماوردي ما يلي
(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)
وروى سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَمَن يَقْتُلْ مَؤْمِناً مُّتَعمِدّاً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ… " الآية، فقيل له: وإن تاب وآمن وعمل صالحاً. قال وأنَّى له التوبة. قال زيد بن ثابت. فنزلت الشديدة بعد الهدنة بستة أشهر، يعني قوله تعالى: { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا } بعد قوله:
{ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَ إِلاَّ بِالْحَقِّ }
[الفرقان: 68].))
والمعتزلة لا يتركون آية النساء تمر دون تعليق منهم يظهر عقيدتهم بتخليد صاحب الكبيرة ولم ينهج فيها نهجهم
# وجاء فيه أيضا في تفسير آية الفرقان 68 ( وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهَ إِلاَّ بِالْحَقِّ )
({ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ } فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن المضاعفة عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، قاله قتادة.
الثاني: أنها الجمع بين عقوبات الكبائر المجتمعة.
الثالث: أنها استدامة العذاب بالخلود.
{ وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي يخلد في العذاب بالشرك.
{ مُهَاناً } بالعقوبة.(1/2490)
{ إِلاَّ مَن تَابَ } يعني من الزنى.
{ وَءَامَنَ } يعني من الشرك
. { وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } يعني بعد السيئات.
)--وهو ليس يشبه توجيه المعتزلة للآية في شيء--بل أن كلامه هذا فيه ما يخالفهم إذ قال"( وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي يخلد في العذاب بالشرك."
# ورد في بداية كتابه " الأحكام السلطانية " ما يلي
((الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع وإن شذ عنهم الأصم. واختلف في وجوبها هل وجبت بالعقل أو بالشرع؟ فقالت طائفة وجبت بالعقل لما في طباع العقلاء من التسليم لزعيم يمنعهم من التظالم ويفصل بينهم في التنازع والتخاصم، ولولا الولاة لكانوا فوضى مهملين وهمجاً مضاعين، وقد قال الأفوه الأودي وهو شاعر جاهلي من البسيط: لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
وقالت طائفة أخرى: بل وجبت بالشرع دون العقل، لأن الإمام يقوم بأمور شرعية قد كان مجوناً في العقل أن لا يرد التعبد بها، فلم يكن العقل موجباً لها، وإنما أوجب العقل أن يمنع كل واحد نفسه من العقلاء عن التظالم والتقاطع. ويأخذ بمقتضى العدل التناصف والتواصل، فيتدبر بعقل لا بعقل غيره، ولكن جاء الشرع بتفويض الأمور إلى وليه في الدين، قال الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ".
ففرض علينا طاعة أولي الأمر فينا وهم الأئمة المتأمرون علينا. وروى هشام بن عروة عن أبي طالع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيليكم بعدي ولاة فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم".(1/2491)
فإذا ثبت وجوب الإمامة ففرضها على الكفاية كالجهاد وطلب العلم، فإذا قام بها من هو أهلها سقط فرضها على الكفاية. وإن لم يقم بها أحد خرج من الناس فريقان: أحدهما أهل الاختيار حتى يختاروا إماماً للأمة، والثاني أهل الإمامة حتى ينتصب أحدهم للإمامة، وليس على من عدا هذين الفريقين من الأمة في تأخير الإمامة حرج ولا مأثم،))
وهو نص يدل دلالة واضحة على أنه ليس من المعتزلة لأن من أساسيات الإعتزال تحكيم العقل في أحكام الشرع فالحسن والقبح لديهم بالعقل--وهو هنا أثبت وجوب الإمامة بالشرع
والله أعلم
---
أبومجاهدالعبيدي
03-01-2005, 01:34 PM
جاء في كتاب : القول المختصر المبين في مناهج المفسرين للنجدي : ( عقيدته : مؤول أشعري ، شحن كتابه بالتأويل ، ويختار في بعض المواضع من كتابه قول المعتزلة ، وما بنوه على أصولهم الفاسدة ، ويوافقهم في القدر ؛ ولذا قال عنه الذهبي في " الميزان ": صدوق في نفسه ، لكنه معتزلي ) انتهى ص12
وللتأكد من ذلك يمكنك مراسلة الأستاذ الدكتور محمد الشايع ، فهو من حقق كتابه في رسالته للدكتوراه .
---
عبدالرحمن الشهري
03-06-2005, 02:29 PM
أيضاً ذكره المغراوي في كتابه (المفسرون بين التأويل والإثبات) 2/810 . حيث نقل أقواله في تفسير الآيات التي هي مظنة معرفة مذهبه العقدي. ولا سيما قول الذهبي في سير أعلام النبلاء 18/67
---
أبو عمار المليباري
03-07-2005, 06:09 PM
سئل الشيخ العلامة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن عقيدة الماوردي كما في (الفرق بين كتب الحديث وكتب الفقه) : ما هي عقيدة الماوردي، وما رأيكم في كتابه " الأحكام السلطانية"؟
الجواب / الماوردي أشعري، واتهم بالاعتزال، وهو صاحب تفسير
النكت والعيون، طبع في الكويت ثم طبع في غيرها، واتهم بالاعتزال في
مسائل وفي الجملة هو أشعري المذهب. وكتابه الأحكام السلطانية من جهة
الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير دقيق، غير موافق(1/2492)
لتفاصيل مذاهب السلف.
---
محمد الشايع
04-08-2005, 02:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم أطلقَ ابنُ الصلاح (ت643هـ) تُهمةَ الاعتزال على الماورديِّ (ت450هـ)، وتَحاملَ على تفسيره فَعدَّهُ عظيمَ الضَّررِ ، فقال:«هذا الماورديُّ – عفا الله عنه – يُتَّهمُ بالاعتزال ، وقد كنتُ لا أتحققُ ذلك عليه ، وأَتأولُ له ، وأعتذرُ عنه في كونه يوردُ في الآيات التي يَختلفُ فيها أهلُ التفسير تفسيرَ أهلِ السنة ، وتفسيرَ المعتزلة ، غير متعرضٍ لبيانِ ما هو الحقُّ منها ، وأقولُ : لعلَّ قصدهُ إيراد كل ما قيل من حقٍ أو باطل ، ولهذا يورد من أقوال المشبِّهة أشياء مثل هذا الإيراد ، حتى وجدته يختارُ في بعض المواضع قولَ المعتزلةِ ، وما بَنَوه على أصولهم الفاسدة ، ومن ذلك مصيرهُ في الأعرافِ إلى أَنَّ الله لا يشاءُ عبادة الأوثان ... وقال في قوله تعالى:?وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن? [الأنعام 112]. وجهان في ?جعلنا? :
أحدهما : معناه حكمنا بأَنَّهم أعداء.
والثاني : تركناهم على العداوةِ فلم نَمنعهم منها.
وتفسيرهُ عظيمُ الضَّررِ ؛ لكونهِ مشحوناً بتأويلات أهلِ الباطل ، تلبيساً وتدسيساً على وجهٍ لا يفطن له غيرُ أهل العلم والتحقيق ، مع أَنَّهُ تأليفُ رجلٍ لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة ، بل يَجتهدُ في كتمان موافقتهم فيما هو لهم فيه موافق. ثُمَّ هو ليس معتزلياً مطلقاً فإنه لا يوافقهم في جَميع أصولهم ، مثل خلق القرآن كما دلَّ عليه تفسيره في قوله تعالى :?ما يأَتيهمْ مِنْ ذِكْرٍ مِن رَبِّهم مُحدَثٍ?[الأنبياء 2] وغير ذلك. ويوافقهم في القَدَرِ ، وهي البليَّةُ التي غلبت على البصريين وعِيبوا بِها قديماً». أهـ.(1)
مناقشة قول ابن الصلاح :(1/2493)
هذا ما قاله تقي الدين بن الصلاح عن الماوردي وتفسيره ، وهو أقدم مَنْ صَرَّح باتِّهامِ الماوردي بالاعتزال – على ما نعلم – مع أنَّ بينهما نحو مائتي سنة ، وقد جاء في عنوان نسخةِ الجامع الكبير في صنعاء من تفسير الماوردي التصريحُ باعتزاله حيث قال:«... الشافعي مذهباً المعتزليُّ - على الأَصحِّ - معتقداً...) وهي مقولةُ أحدِ النساخِ ، ثُمَّ إنَّ مَنْ جاء بعد ابن الصلاح نَقلَ عنه كلامه ونسبه إليه ، تَخلصاً مِن تبعته لعدمِ تَحققهِ لا تهامه. فهذا ياقوت الحمويُّ ، يقول من غير جَزمٍ :«... وكان عالماً بارعاً متفنناً شافعياً في الفروع ، ومعتزلياً في الأصول على ما بلغني ، والله أعلم».(2)
ويقول الداوودي في طبقاته :«..وذكره ابن الصلاح في طبقاته ، واتهمه بالاعتزال في بعض المسائل بِحَسَبِ ما فهمه عنه في تفسيره في موافقة المعتزلة فيها ، ولا يوافقهم في جميع أصولهم ، ومما خالفهم فيه أَنَّ الجنَّة مَخلوقةٌ ، نعم يوافقهم في القول بالقَدَرِ ، وهي بلية غلبت على البصريين».(3)
وقد أوضح ابن الصلاح منشأَ اتهامه بالاعتزال وأَنَّه ذِكْرُهُ لبعض أقوالهم دونَ اعتراضٍ عليها ، وقد أَخَذَ مِن هذا أَنَّهُ يَختارها. والمعتزلةُ لا يطلقون صفةَ الاعتزال إلا على من وافقهم في أصولهم الخمسة المعروفة ، وأَمَّا من لا يوافقهم إِلاَّ في بعضها فليس معتزلياً ، ومن ذلك قول أبي الحسين الخياط – أحد كبار المعتزلة في القرن الثالث – في كتابه الانتصار:«وليس يستحق أحدٌ منهم اسمَ الاعتزال حتى يَجمعَ القولَ بالأصول الخمسة : التوحيد ، والعدل ، والوعد والوعيد ، والمَنْزلة بين المَنْزلتين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا كَمُلَت في الإنسان هذه الخصالُ الخمسُ فهو معتزلي».(4)(1/2494)
وإذا عُدنا إلى كلام ابن الصلاح المتقدم وجدناه نفسَه قد صرَّح بأَنَّه ليس معتزلياً مطلقاً ، وأنه وافقهم في شيء وخالفهم في أشياء حيث يقول (... ثم هو ليس معتزلياً مطلقاً فإنه لا يوافقهم في جَميع أصولهم مثل خلق القرآن كما دل عليه تفسيره في قوله عز وجل:«ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث». وغير ذلك ويوافقهم في القدر ، وهي البلية التي غلبت على البصريين وعيبوا بها قديماً». فمِن كلامه ما هو مُسَلَّمٌ مقبولٌ ، ومنه ما هو تَحاملٌ ومبالغةٌ ، فهو مردود.
فَنُسَلِّمُ له قوله عنه إِنَّه كان ( يورد في تفسيره في الآيات التي يختلف فيها أهل التفسير ، تفسير أهل السنة ، وتفسير المعتزلة غير متعرض لبيان ما هو الحق منها». فالماوردي يعنى بعرض الأقوال في المسألة ، ويجتهد في نسبة كل قول إلى قائله من الصحابة والتابعين ومن بعدهم في -الكثير الغالب ، وربما ترك نسبة بعضها. ومن الشطط أَن نُحمِّلَه تَبِعةَ كلِّ قولٍ قيل في المسألة ، وبخاصةٍ حين يسنده إلى قائله ، وقد أوضح في مقدمته أنه أراد من تفسيره أن يكون (... جامعاً بين أقاويل السلف والخلف ، وموضحاً عن المؤتلف والمختلف...)
وقد فهم ابن الصلاح هذا حين قال :«لعل قصده إيراد كل ما قيل من حق أو باطل». غير أنه لم يعذره ، ولم يرض بما ذهب إليه.
نعم ، كان الأكمل أن يتعقب الأقوال بالتوجيه لها ، والترجيح بينها ، وقد فعل ذلك حيناً ، وتركه حيناً آخر.
أما قول ابن الصلاح :« حتى وجدته يختار في بعض المواضع قول المعتزلة ، وما بنوه على أصولهم الفاسدة ، ومن ذلك مصيره في الأعراف إلى أن الله لا لا يشاء عبادة الأوثان... وقال في قوله تعالى:?وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن? [الأنعام 112]. وجهان في ?جعلنا? :
أحدهما : معناه حكمنا بأنهم أعداء.
والثاني : تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها».(1/2495)
فصحيحٌ أَنَّه ذَكَرَ أقوال المعتزلة ، لكنَّ دلالةَ ذلك على اعتقادهِ بِها غيرُ قطعيةٍ ، فهو لم يزد على أَنْ عَرَضَ القولَ وتَرَكه ولَم يُرجحه بشيء. وقد صرَّح في مقدمته – كما تقدمت الإشارة إلى ذلك –بأنه يريد أن يكون (جامعاً لأقوال السلف والخلف ، وموضحاً عن المؤتلف والمختلف) وباستعراض تفسيره نجده يذكر القول لا لصحته ، واعتقاده به ، وإنما لأنه قد قيل. فربما تعقبه وربما تركه ، ولقد كان الأولى في حقه أن لا يعرضه ويتركه ، بل يتعقبه بإيضاح وتوجيه ، أو على الأقل ينسبه لمن قاله به ، حتى يسلم من تبعته.
أما قول ابن الصلاح:« وتفسيرهُ عظيمُ الضَّرَرِ(5) لكونهِ مشحوناً بتأويلات أهل الباطل ، تلبيساً وتدسيساً على وجهٍ لا يفطن له غير أهل العلم والتحقيق ، مع أنه تأليف رجل لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة ، بل يجتهد في كتمان موافقتهم فيما هو لهم فيه موافق». فهو قول مردودٌ وغُيرُ مُسلَّمٍ ، وفيه تَحاملٌ ظاهرٌ على الماوردي ، وعدمُ إنصافٍ لَهُ ، ذلك أنَّ تفسيْرَهُ مليئٌ بتأويلات السَّلَفِ من الصحابة والتابعين ، ومشاهير علماء المسلمين ، منسوبةً لَهم بأسمائهم ، مع ما نقله بِجانبِ ذلك من تأويلات الخَلَفِ ، ومن بينها بعض تأويلات المعتزلة ، والتي أراد من ذكرها بيان ما قيل في الآية من حق وباطل، ومن راجح ومرجوح. وهو في الغالب حين يذكر أقوال المعتزلة ينسبها إلى من قال بها من علمائهم كأبي علي الجُبَّائي ، والأصمِّ ، وعلي بن عيسى الرمانيِّ ، وأبي مسلمٍ محمد بن بَحرٍ الأصفهانيِّ ، والذي كثيراًً ما ينقلُ آرائه ويتعقبها بالنَّقدِ والردِّ ، فلا لوم عليه بعد ذلك ، إذا حكى أقوالَ المعتزلة مادام قد نَسبها.(1/2496)
فكيف يصحُّ من ابن الصلاح بعدَ هذا أن يصرفَ النظرَ عن كل ذلك ، ويتصيَّد ما قد يكون ذكره الماوردي من أقوالهم التي أغفل نسبتها ليجعل منها دليلا على أنه معتزلي(6) أرد الإضرار بعقائد السَّوادِ من الناس فقصد بذلك التدليس والتلبيس ! فرحم الله ابن الصلاح فلقد فاته الإنصاف.
مناقشة قول الدكتور عدنان زرزور :
أما الدكتور عدنان زرزور فقد ذهب بعيداً حين عدَّ تفسير الماوردي -أيا ماكان الأمر- من تفاسير المعتزلة ، وأَنَّهُ وُضِعَ على أصولهم ، ومنهجهم في التفسير ونقل منه نصاً رآهُ دليلا على ماذهب إليه. فقال في كتابه(الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن): (والناظر في هذا التفسير قد لايقف فيه سريعاً على أَثرٍ واضحٍ لمذهب المصنِّفِ الذي كان لا يُجاهرُ بالاعتزال فيما يبدو، ولكنه كان ينتصر فيه لمذهب المعتزلة على التحقيق ، مرة بالإشارة العابرة ، وأخرى بوضع القارئ أمام وجوه كثيرة في تفسير الآية الواحدة. يوردها موجزةً ملخصةً وليس من بينها ما يناقض مذهب المعتزلة بحالٍ.
قال في قوله تعالى : (هدى للمتقين) وفي المتقين ثلاثة تأويلات:
أحدهما: الذين اتقوا ما حرم الله عليهم ، وأدوا ما افترض عليهم ، وهذا قول الحسن البصري.
والثاني:أنهم الذين يحذرون من الله العقوبة، ويرجون رحمته. وهذا قول ابن عباس .
والثالث:أنهم الذين اتقوا الشرك وبرئوا من النفاق. وهذا فاسد لأنه قد يكون كذلك وهو فاسق ، وإنما خص به المتقين وإن كان هدى لجميع الناس لانهم آمنوا به، وصدقوا بما فيه...
ثم قال الدكتور عدنان:«وأيا ما كان الأمر فإن الماوردي وضع تفسيره على أصول المعتزلة ومنهجهم في التفسير ، سواءً أخالفهم في بعض المسائل أم لا ، وسواء أجاهر بالاعتزال أم لا ، وإن كنا لا ندري ما هو حد الجهر عند ابن الصلاح».(7)(1/2497)
فهذا الحكم الجازم من الدكتور الفاضل عدنان زرزور لا يخلو من تسرع ، فإن ابن الصلاح - وهو أول من اتهمه بالاعتزال - لم يصل إلى هذا الحد ، ولم يجزم بمثل هذا الحكم. وقد عَقَّبَ الدكتور عبدالله الوهيبي على عبارةِ الدكتور عدنان زرزور تلك فقال:«وهذا حُكمٌ يعوزهُ التحقيق ، فلو أَنَّ الباحث تصفح هذا التفسير وقرأ فيه لتبين له أنه تسرع في الحكم عليه ، ورجع عن قوله :«فإن الماوردي وضع تفسيره على أصول المعتزلة ، ومنهجهم في التفسير) لأن قوله هذا يعني أن الماوردي يقول بجميع أصول المعتزلة ، وهذا قول لا دليل عليه ، ومخالف لما في تفسير الماوردي. ولو صح ما قال ، لم يقل ابن الصلاح:« هو ليس معتزلياً مطلقاً فإنه لا يوافقهم في جميع أصولهم ، مثل خلق القرآن كما دل عليه تفسيره في قوله تعالى :?ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث?[الأنبياء 2] وغير ذلك. ويوافقهم في القدر...) فكان الأولى بالباحث أن يكون منصفاً في حكمه ، متحققاً من قوله بقراءة قسم من هذا التفسير يكفي للحكم عليه ، أما إصدار الحكم بناء على قراءة المقدمة وتفسير آيتين من سورة البقرة لا يكفي ، وليس في هاتين الآيتين ما يدل على حكمه». وللطبري عبارة شبيهة بعبارة الماوردي وما عدَّه أحدٌ من المعتزلة.(8)
والسبكي الذي نقل قول ابن الصلاح في الماوردي عقَّب عليه فقال:«والصحيحُ أَنَّه ليس معتزلياً ، ولكنه يقول بالقَدَرِ فقط».(9)
وابن حجر تعقب عبارة الذهبي عن الماوردي بأنه (صدوق في نفسه ، لكنه معتزلي)(10) ، فيقول:«ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال) ثم قال :«والمسائل التي وافق عليها المعتزلة معروفة ، منها مسألة وجوب الأحكام والعمل بها هل هي مستفادة من الشرع أو العقل ؟ كان يذهب إلى أنها مستفادة من العقل ، ومسائل أخرى توجد في تفسيره وغيره منها أنه قال في تفسير سورة الأعراف : لا يشاء عبادة الأوثان ، وافق اجتهاده فيها مقالات المعتزلة».(11)(1/2498)
وهذا تلميذه الخطيب البغدادي يقول عنه :«كتبت عنه ، وكان ثقةً».(12)
ويقول ابن الجوزي :«وكان ثقة صالحاً».(13)
فلو كان معتزلياً لنبهوا على ذلك ، فالخطيب تلميذه فهو أقرب إليه ، وأعرف به . والمعتزلة لا يَعدُّونَ المرءَ معتزلياً حتى يقول بأصولهم الخمسة كاملة وإلا فإنه لا يستحق هذا الاسم في نظرهم. كما تقدم نقل قول أبي الحسين الخياط في ذلك.وهناك أمثلة متعددة خالف فيها الماوردي المعتزلة تقدم بعضها.
ولعل من أدلة عدم اعتزاله علاقته بالخليفة القادر بالله ، ووجه ذلك أن القادر كان من علماء الشافعية ، وقد ألف كتاباً في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أصحاب الحديث ، وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبدالعزيز وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن ، وكان ذلك الكتابُ يُقرأُ في كُلِّ جُمعةٍ في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدي وبحضرة الناس.(14) فإذا كان هذا هو رأي الخليفة القادر بالله في المعتزلة وموقفه منهم ، فبعيد أن يقرب الماوردي منه وهو كذلك ، وبعيد أن يجهل عقيدته. ثم هو معلوم عنه من سيرته شجاعته ، وجرأته في الحق ، يشهد لذلك موقفه من تلقيب جلال الدولة بملك الملوك ، ومعارضته لذلك. فما الذي يجعله إذا كان معتزلياً لا يتظاهر بالانتساب إليهم ، ويخفى أمره بل يجتهد في كتمان ذلك ؟ ثم ما الذي يجعل القول باعتزاله يتأخر نحو مائتي سنة إلى أن جاء ابن الصلاح فأعلن ذلك ؟(1/2499)
على أن المرء وهو ينفي عن الماوردي تهمة الاعتزال ، وأنه وضع تفسيره على مذهب المعتزلة ، وأصولهم ، لا ينفي ذكره لأقوالهم في تفسيره عند تأويل بعض الآيات ، ونقله عن بعض علمائهم ، كالرماني ، والجبائي ، والأصم ، وابن بحر ، وتركه لبعضها دون نسبة أو تعقيب ، وهو ما دفع ابن الصلاح لاتهامه بالاعتزال ، وأن هذا مما يؤخذ عليه . غير أن وجود بعض الأقوال الاعتزالية في تفسيره شيء والقول باعتقاده بها وترجيحه لها ، وكونه معتزلياً بنى تفسيره على أصولهم شيء آخر لا يسلم.
ولعل أقرب ما يقال عن الماوردي في هذه المسألة ما قاله ابن حجر من أن :«له مسائل وافق اجتهاده فيها مقالات المعتزلة ، ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال».(15) والله أعلم.
[line]
الحواشي :
(1) طبقات الشافعية للسبكي 5/270
(2) معجم الأدباء 15/53
(3) طبقات المفسرين 1/414
(4) الانتصار لأبي الحسين الخياط 126-127
(5) ذكر ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الحديثية 172 مثل هذه العبارة عن تفسير ابن عطية
(6) انظر:العز بن عبدالسلام ، حياته وآثاره ومنهجه في التفسير للدكتور عبدالله الوهيبي 190 ، وأدب القاضي الماوردي بتحقيق محي هلال السرحان1/34
(7) انظر: الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن 143-146
(8) انظر: العز بن عبدالسلام حياته وآثاره ومنهجه في التفسير للدكتور عبدالله الوهيبي 192 ، تفسير الطبري 1/234
(9) طبقات الشافعية 5/270
(10) ميزان الاعتدال 3/155
(11) لسان الميزان لابن حجر 4/260
(12) تاريخ بغداد 12/102
(13) المنتظم 8/200
(14) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 412
(15) انظر: لسان الميزان 4/206
---
أبو بيان
04-08-2005, 09:52 AM
شكر الله لك يا شيخ محمد هذا التحقيق.
---
أحمد القصير
04-08-2005, 02:49 PM(1/2500)
باقة تحية وثناء مكللة بالشكر والدعاء للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع على هذه الأجابة المحققة ، أسأل الله الكريم أن ينفع بكم وبعلمكم وأن يبارك لكم في عملكم.
---
(1/2501)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب استشارة
---
طلب استشارة
---
العتيق
01-13-2007, 12:00 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
أحدى الأخوات حاولت التسجيل في المنتدى ولم تستطع , ولرغبتها في الحصول على اجابه بأسرع وقت ؛ نعرض عليكم سؤالها :
المشايخ الأفاضل . الإخوة الكرام في المنتدى , اطلب مشورتكم حول بحثي المعنون بحوار الآباء مع الأبناء في القرآن الكريم وتطبيقاته التربوية . حيث أنني اعتزم دراسة جميع نصوص هذا الحوار , واستخلاص المنهجية التي اتخذها القرآن فيه , ومن ثم الخروج بتصور مقترح للآباء مبني على هذه المنهجية .
وسؤالي ما الطريقة الأفضل والأسلم , التي يمكنني إتباعها في دراسة الآيات ؟ جزاكم الله خيرا .
---
عبدالرحمن الشهري
01-13-2007, 01:53 AM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم العتيق على حرصك على نفع طلبة العلم .
أما هذا الموضوع الذي سألتم عنه فقد كتب في موضوع (الحوار في القرآن الكريم) عموماً ، وبعض جوانبه مثل (حوار الأنبياء مع أقوامهم) عدد من الكتب والبحوث ، ولا أظنها تخفى على الأخت الباحثة ، غير أن الزاوية التي ترغب الأخت الكريمة الباحثة بحث الموضوع منها ربما تكون هي المميزة للموضوع ، وربما يكون التخصص الذي تدرسه الباحثة هو تخصص التربية ، ولهم في صياغة بحوثهم الأكاديمية طريقتهم الخاصة ، إلا أن هذا البحث يدخل ضمن التفسير الموضوعي ، ومنهجية الكتابة فيه معروفة ، وهناك عدد من الكتب التي كتبت في تأصيل الموضوع ، وكذلك عدد من الموضوعات على صفحات هذا الملتقى ، كما يوجد عدد كبير من الرسائل الجامعية التي كتبت في التفسير الموضوعي كتابة تطبيقية في أقسام القرآن وعلومه وغيرها فيمكن الاستفادة من منهجيتها وطريقتها في معالجة الموضوعات القرآنية .
نسأل الله للجميع التوفيق والسداد .
---
جمال حسني الشرباتي(1/2502)
01-13-2007, 06:03 AM
السلام عليكم
واضح كون الموضوع في مجال التربية---ولن تجد دراسات مسبقة تدعم موضوعها---كما أنّ الموضوع مختصر جدّا في كتاب الله---ولن تجد فيه إلّا آيات قليلات كمثل آ يات قصّة سيدنا إبراهيم عندما همّ بذبح ولده
---
محمود الشنقيطي
01-13-2007, 04:03 PM
أنا أظن أن الموضوع إذا خصص بحوار الآباء مع أبنائهم في القرآن,فسيكون ذا مواضع قليلة جداً ومحدودة...
---
محمود الشنقيطي
01-13-2007, 04:04 PM
ويضاف إلى قصة إبراهيم مع الذبيح ,حواره قبل ذلك مع والده آزر,وحوار يعقوب مع بنيه ,وحوار نوح مع ابنه...
---
العتيق
01-16-2007, 02:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل والأخوة الكرام على تفضلكم بالمرور والإفادة , وإليكم رد الأخت الباحثة :
كما تفضل شيخنا عبد الرحمن الشهري فإني اطلعت على عدد كبير من الكتب والبحوث حول موضوع الحوار ولكن هذه الجزئية الخاصة بحوار الآباء مع أبنائهم , لم تفرد بالبحث سوى بدراسة اطلعت عليها قريباً للباحث عماد زهير بعنوان قصص القرآن الكريم بين الآباء والأبناء -1408هـ- , وهي رسالة قيمة فعلاً , شملت عشر قصص وردت في القرآن الكريم وانتهجت التفسير الموضوعي , ولكن الباحثة ستتحدث عن جزئيات الحوار فقط - مع الإشارة لمجمل القصة -وتعلمون حفظكم الله أن موضوع الحوار يختلف من موضع لآخر و كمثال سورة يوسف تعددت فيه الحوارات بين يعقوب عليه السلام ويوسف وإخوته , ولا يخفى ما في هذه النصوص من لفتات رائعة للمربين في وضع معالم لسلوك منهج محدد في الحوار مع أبنائهم , وستقوم الباحثة بعون الله تعالى بوضع تصور مقترح تطبيقي لمنهجية هذا الحوار يمكن للآباء الاستفادة منها .
وهنا أسأل :(1/2503)
1.في قصة فتاتي مدين , تقول الآية :"قالت يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " , فسألها أبوها كما جاء في آثار بعض أهل التفسير : ما قوته وما أمانته ؟, فأجابته بما جاء في الأثر .
السؤال : لم يرد في القرآن ذكر الرد , وهذا الخبر مروي عن بني اسرائيل فيه تفصيل لما طوى القرآن ذكره . فما رأيكم في إدخال هذا النموذج ومثيله في الدراسة ؟ وكيف لي أن اميز في الدراسة بين ما استفيده من هذا النص باعتباره نصاً غير قرآني , وما استفدته من النص القرآني .
2. لدي أفكار حول تصنيف الحوار إلى حوار مع الإبن الصالح , وآخر مع العاصي , والثالث مع الكافر . فهل يجوز هنا اطلاق تسمية العاصي على آبناء يعقوب عليه السلام بناء على موقفهم في وقت الحوار ؟
اضيف هنا اشارة للإخوةالأفاضل أن آيات الحوار المقصودة كثيرة , وأرى أن الآية فضلاً عن الكلمة في القرآن , مجال خصب للدراسة واستنباط الفوائد , اذا فتح الله على العبد .
---
عبدالرحمن الشهري
01-17-2007, 06:42 PM
أسأل الله لكم التوفيق ، ولعل الأخت الباحثة وفقها الله تستفيد من كتاب الدكتور فاروق حمادة هذا ففيه جوانب مشتركة .
http://www.tafsir.net/vb/images/uploads/6_2817345ae3456236bc.jpg
وأما أجوبة الأسئلة التي طرحتها الباحثة فلها حديث آخر إن شاء الله.
---
العتيق
01-23-2007, 05:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل .
نحن في انتظار تفضلكم بالإجابة .
---
العتيق
02-13-2007, 09:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
شيخنا الفاضل : عبد الرحمن الشهري . نعلم كثرة مشاغلكم - أمدكم الله بعونه - غير أننا لا زلنا نطمع في ردكم الكريم حول هذا الموضوع .
---
(1/2504)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟
---
أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟
---
الصحابى
11-16-2004, 05:53 PM
هل ترتيب نزول سور القرآن معروف,فانا اريد معرفة السورة التى نزلت قبل سورة يس؟ اخر سورة مكية و اول و اخر سورة مدنية؟
---
منصور مهران
10-24-2006, 02:08 PM
السورة التي نزلت قبل سورة يس هي : سورة الجن
آخر سورة مكية : سورة المطففين
أول سورة مدنية : سورة البقرة
آخر سورة مدنية : سورة النصر
---
ابو العزايم عبد الحميد
11-01-2006, 02:17 PM
اخي الحبيب اليك قصيدة ترتيب النزول المسماة تقريب المامول في ترتيب النزول للجعبري:
: مكيها ست ثمانون اعتلت نظمت على رفق النزول لمن تلا
اقرأ ونون مزمل مدثر والحمد تبت كورت الأعلى علا
ليل وفجر والضحى شرح وعصر العاديات وكوثر ألهاكم تلا
أرأيت قل بالفيل مع فلق كذا ناس وقل هونجمها عبس جلا
قدر وشمس والبروج وتينها لئيلاف قارعة قيامة أقبلا
ويل لكل المرسلات وق مع بلد وطارقها مع اقتربت كلا
ص وأعراف وجن ثم يس وفرقان وفاطر اعتلا
كاف وطه ثلة الشعر ونمل قص الأسر يونس هود ولا
ا مع غافر فصلت مع زخرف ودخان جاثية وأحقاف تلا
ا ذرووغاشية وكهف ثم شو رى والخليل والأنبياء نحل حلا
ومضاجع نور وطور والفلا ح الملك واعية وسال وعم لا
غرق مع وانفطرت وكدح ثم رو م العنكبوت وطففت فتكملا
ا وبطيبة عشرون ثم ثمان الطولى وعمران وأنفال جلا
الأحزاب مائدة امتحان والنسا مع زلزلت ثم الحديد تأملا
ا ومحمد والرعد والرحمن الإنس ان الطلاق ولم يكن حشر مل
ا نصر ونوح ثم حج والمنا فق مع مجادلة وحجرات ول
ا تحريمها مع جمعة وتغابن صف وفتح توبة ختمت أولاً
أما الذي قد جاءنا سفريه عرفي أكملت لكم قد كمل
ا لكن إذا قمتم فحبشي بدا واسأل من أرسلنا الشامي قبل(1/2505)
ا إن الذي فرض انتمى جحيفيها وهوالذي كف الحديبي انجلا
---
عائشة
11-13-2006, 10:20 PM
بارك الله فيكم على هذه التحفة
ولكن هل هذا الترتيب حسب نزول السور ام حسب ترتيبها فى المصحف
---
د.أحمد شكري
11-14-2006, 12:47 PM
موضوع ترتيب النزول واسع ودقيق وفيه إشكالات عديدة وقد سبق لي أعداد كتاب فيه وبحث محكم قبل للنشر في مجلة المنارة التي تصدرها جامعة آل البيت في الأردن، وفي هذه العجالة أذكر بعض الأمور منها: أن تحديد ترتيب نزول السور يحتاج إلى دقة متناهية في تحديده، ومراجعة الروايات وأحداث السيرة والتفسير، ومراعاة أن السور لم تكن تنزل متتابعة بمعنى أنه في فترات نزول سورة البقرة التي امتدت نحو عشر سنوات نزلت سور أخرى عديدة فقد تنزل السورة متتابعة وقد تنزل مفرقة وقد ينزل في أثناء ذلك سورة أو سور أو آيات متعددة، ولذا فإن قصيدة الإمام الجعبري وما ورد من روايات عديدة في ترتيب النزول يحتاج إلى مراجعة وتأمل. ولمعرفة ترتيب النزول أدوات عديدة منها الروايات ومنها سياق الآيات ومنها الاستعانة بعلوم القرآن الأخرى. والله الموفق
---
أبو مالك العوضي
11-14-2006, 07:17 PM
أخي (د. أحمد شكري)
هل تتكرم بذكر خلاصة ترتيب السور كما انتهى إليها بحثكم؟
وجزاكم الله خيرا
---
محمد سفر العتيبي
11-14-2006, 11:01 PM
موضوع ترتيب النزول واسع ودقيق وفيه إشكالات عديدة
ولذا فإن قصيدة الإمام الجعبري وما ورد من روايات عديدة في ترتيب النزول يحتاج إلى مراجعة وتأمل(1/2506)
وأنا أحد الشهود الذين يصدقون ماذكرته د. أحمد شكري. واطلالة على كتب الحديث والتفسيرو وكتب علوم القرآن كـ المعنونة بترتيب النزول وأسباب النزول الخ تؤيد ماذكرته أخي الكريم. بل يكفي أن نعلم أن هناك اختلاف في آخر آية نزلت من القرآن, والاختلاف كان بين الصحابة وليس من بعدهم, أي أنه ثبت عن جابر أنه يقول: ان الكلالة اخر اية بينما قال اخر وفي سياق اخر ان الاية الفلانية كانت اخر اية, وقد صحت الاسانيد حتى عنهم, وتجد هذا في كتب الصحيح, وقد نقلها ائمتنا بأمانة, فما بالك بالمتأخرين!!!!
بل انظر هنا في رد الأخ الفاضل منصور بن مهران:
آخر سورة مكية : سورة المطففين
فقد يكون الحق معه وقد يكون مع من يقول أن المطففين المقصودين هنا هم أهل المدينة, ربما اليهود, عندما قدم النبي اليها, وتصبح هكذا من اوائل السور المدنية وليس آخر السور القرآنية, وانا حتى الآن أمشي مع هذا!! وقيل أن هناك سورة نزلت بين مكة والمدينة, يقصدون اثناء هجرة النبي وأبي بكر, وربما قالوا انها المطففين, وهذا لايقبل الا بحجة بينة وحجة داحضة---ولايقصدون سوة الفتح, فهي نزلت في الحديبية بين مكة والمدينة ولكن بعد الهجرة بسنوات, حسب بعض الاثار الواردة.
أتمنى أن تطرح ماأعددته من بحث في هذا الموضوع هنا, مع سالف الشكر والتقدير
---
(1/2507)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل أسلم" فيكتور هيغو" شاعر فرنسا العظيم ؟
---
هل أسلم" فيكتور هيغو" شاعر فرنسا العظيم ؟
---
أبو عبد المعز
11-01-2005, 06:44 AM
تصفحت صدفة بعض منتديات الحوار باللغة الفرنسية ووجدتها تتناقل أنباء عن احتمال أن يكون فيكتور هيغو -شيخ الشعراء الرومانطيقيين الفرنسيين-قد اعتنق الإسلام قبل وفاته بثلاث سنوات...والأهم في المسألة أن C.N.R.S -أي المركز الوطني للأبحاث العلمية الفرنسي-قد تستر عن سبق إصرار على العقيدة التي مات عليها الشاعر الفرنسي...كما أبدى بعض المتتبعين للمسالة استغرابه لإقدام المركز المذكور على حذف كل قصائد "هيغو" -الإسلامية وغيرها- من موقعه على الشبكة www.atilf.fr .....
وقد تأكدت من ذلك بنفسي فالموقع عند البحث فيه عن "هيغو" يظهر عنوان: الاحتفال بسنة فيكتور هيغو.....لكن الرابط عاطل يشير إلى أن الصفحة مفقودة....
والمحير حقا هو أن هذا الموقع قد أطلق بمناسبة المائة الثانية لميلاد الشاعر الفرنسي .....وقد أبدى الموقع قصائد "إسلامية " لهيغو غير موجودة في الطبعات المتكررة لديوان:أسطورة القرون
la Légende des siècles.وقد أهداها هيغو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم....ثم فجأة حذفت هذه القصائد بل حذف معها كل القصائد الأخرى....ويرى المتتبعون أن هذا الحذف تزامن مع إعلان الصحافة السنغالية عن إسلام أبي بكر هيغو (فيكتور هيغو سابقا).فجاء الحذف للتعتيم على عقيدة الشاعر التي مات عليها.(1/2508)
ولا بد من الإشارة إلى أن تلك القصائد المنشورة -قبل أن تلغى-قد لعبت فيها الأيدي الأثيمة فأضافت أبيات شيطانية وأدمجتها في نسيج القصيدة لكن العارفين بأسلوب هيغو يدركون التزوير بسهولة....وحتى غير العارف يدرك نشاز تلك الأبيات وعدم انسجامها مع الروح التمجيدية العالية المنبعثة من القصيدة المهداة إلى خير البشر .
والمتأمل لقصيدة هيغو المعنونة "السنة التاسعة للهجرة"سيجد فيها حقائق دقيقة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذا المشهد الختامي -وكأن هيغو ينقله من صحيح البخاري-
Le lendemain matin, voyant l’aube arriver ;
" Aboubékre, dit-il, je ne puis me lever,
Tu vas prendre le livre et faire la prière. "
Et sa femme Aïscha se tenait en arrière ;
Il écoutait pendant qu’Aboubékre lisait,
Et souvent à voix basse achevait le verset ;
Et l’on pleurait pendant qu’il priait de la sorte.
Et l’Ange de la mort vers le soir à la porte
Apparut, demandant qu’on lui permît d’entrer.
" Qu’il entre. " On vit alors son regard s’éclairer
De la même clarté qu’au jour de sa naissance ;
Et l’Ange lui dit : " Dieu désire ta présence.
- Bien ", dit-il. Un frisson sur les tempes courut,
Un souffle ouvrit sa lèvre, et Mahomet mourut.
Victor Hugo, le 15 janvier 1858.
يتعرف القاريء في هذا المشهد على أمور منها:
-صلاة أبي بكر بالناس.
-حضور عائشة في اللحظات الأخيرة من حياة النبي .
-الصوت الأسيف لأبي بكر.
-اختيار الرفيق الأعلى....
باختصار نجد عند هيغو ما لا نجده عند الروافض....مثل هذا التمجيد الصادق للفاروق عمر رضي الله عنه:
(أترجم لكم مطلعه: عمر ذلك الحبر العظيم شبيه الأنبياء......-كأني بالشاعر يشير إلى صفة "المحدث" التي أضفاها النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبه-)
Omer, le puissant prêtre, aux prophètes pareil,(1/2509)
Aperçut, tout auprès de la mer Rouge, à l'ombre
D'un santon, un vieux cèdre au grand feuillage sombre
Croissant dans un rocher qui bordait le chemin ;
Scheik Omer étendit à l'horizon sa main
Vers le nord habité par les aigles rapaces,
Et, montrant au vieux cèdre, au delà des espaces,
La mer Égée, et Jean endormi dans Pathmos,
Il poussa du doigt l'arbre et prononça ces mots :
« Va, cèdre ! va couvrir de ton ombre cet homme. »
Le blanc spectre de sel qui regarde Sodome
N'est pas plus immobile au bord du lac amer
Que ne le fut le cèdre à qui parlait Omer ;
Plus rétif que l'onagre à la voix de son maître,
L'arbre n'agita pas une branche .Le prêtre dit :
« Va donc ! » et frappa l'arbre de son bâton.
Le cèdre, enraciné sous le mur du santon,
N'eut pas même un frisson et demeura paisible.
Le scheik alors tourna ses yeux vers l'invisible,
Fit trois pas, puis, ouvrant sa droite et la levant :
« Va ! Cria-t-il, va, cèdre, au nom du Dieu vivant ! »
« Que n'as-tu prononcé ce nom plus tôt ? » dit l'arbre.
Et, frissonnant, brisant le dur rocher de marbre,
Dressant ses bras ainsi qu'un vaisseau ses agrès,
Fendant la vieille terre aïeule des forêts,
Le grand cèdre, arrachant aux profondes crevasses
Son tronc et sa racine et ses ongles vivaces,
S'envola comme un sombre et formidable oiseau.
Il passa le mont Gour posé comme un boisseau
Sur la rouge lueur des forgerons d'Érèbe ;
Laissa derrière lui Gophna, Jéricho, Thèbe,
L'Égypte aux dieux sans nombre, informe panthéon,
Le Nil, fleuve d'Éden, qu'Adam nommait Gehon,
Le champ de Galgala plein de couteaux de pierre,(1/2510)
Ur, d'où vint Abraham, Bethsad, où naquit Pierre,
Et, quittant le désert d'où sortent les fléaux,
Traversa Chanaan d'Arphac à Borcéos ;
Là, retrouvant la mer, vaste, obscure, sublime,
Il plongea dans la nue énorme de l'abîme,
Et, franchissant les flots, sombre gouffre ennemi,
Vint s'abattre à Pathmos près de Jean endormi.
Jean, s'étant réveillé, vit l'arbre, et le prophète
Songea, surpris d'avoir de l'ombre sur sa tête ;
ولي عودة إلى الموضوع إن شاء الله.
---
أبو حسن الشامي
01-31-2006, 02:23 PM
تصفحت صدفة بعض منتديات الحوار باللغة الفرنسية ووجدتها تتناقل أنباء عن احتمال أن يكون فيكتور هيغو -شيخ الشعراء الرومانطيقيين الفرنسيين- قد اعتنق الإسلام قبل وفاته بثلاث سنوات...
أولا أود أن أشكر الأخ الفاضل أبو عبدالمعز على فتحه هذا الموضوع وأتمنى منه لو يواصل الكتابة فيه.
القصيدة التي ذكرتها أخي الفاضل (كما نجدها في هذا الموقع : http://www.onelittleangel.com/sagesse/citations/saint.asp?mc=143) هي مؤرخة في الـ 15 من يناير (كانون الثاني) لعام 1858 بينما وفاة فكتور هيغو كانت في الـ22 (أو الـ23 كما تذكر بعض المواقع) من مايو (أيار) 1885
أي أنها كتبت قبل 27 عاما من وفاته تقريبا ...
على كل، نحتاج أن نعرف في أي واحد من كتب هيجو أو دواوينه توجد هذه القصيدة حتى نستوثق من نسبتها إليه. كما أننا بحاجة للتدقيق في تاريخ كتابتها. فإن كانت كتبت قبل 27 عاما من وفاته، فلا بد أن نجد في التراث الفكري لهيجو الكثير من الآثار والدلائل على إسلامه.
بانتظار مواصلة الأخ أبو عبدالمعز لنرى ما وصل إليه بعد أكثر من 3 أشهر لنشره هذا الموضوع ولا أعرف إن كنت أستطيع وعدكم بمفاجأة على وزن مفاجأة فكتور هيجو أو أثقل منها ...
---
رمزي أزاد
02-05-2006, 07:22 PM
لا لم يسلم(1/2511)
والمرجو من الإخوة الذين يتقنون الفرنسية الإطلاع على هذا
Une rumeur persistante circule parmi les musulmans et affirme que Victor Hugo se serait converti à l'islam.
Cette rumeur est apparue sur internet après les attentats du 11 septembre 2001. Il s'agit d'une variante de la « rumeur cousteau » qui consiste à affirmer que tel ou tel personnage célèbre (Rimbaud, Lamartine, Goethe, Napoléon etc... et même Jésus !) était musulman mais qu'un complot (habituellemnt juif ou franc-maçon, ou judéo-maçonnique, ou chrétien, ou judéo-chrétien, en tous les cas islamophobe) cache cela dans le but de nuire à l'islam.
Ces rumeurs sont répétées dans les milieux musulmans, sans vérifications, et sans preuves, et accusent l'ensemble des historiens, des biographes et des exégètes de Victor Hugo d'avoir menti et falsifié des documents depuis plus d'un siècle, à partir de la mort de Victor Hugo, à la fin du 19ème siècle. (on se demande dans quel but... Nuire aux musulmans du 21ème siècle ?!)
Comme toujours avec les rumeurs, un fait véridique sert de base à une conclusion fausse. En l'occurrence, le fait véridique est que Victor Hugo a écrit "La légende des Siècles", une suite de poèmes dont le thème est l'histoire de l'Humanité. Parmi ces poèmes sur la bible, les diverses mythologies, les évangiles, le christ, la Renaissance etc... il y a, effectivement, quelques poèmes sur l'islam, et Mahomet est cité dans L'An Neuf de l'Hégire.(1/2512)
De ce simple fait, des musulmans sont arrivés à la conclusion que non seulement Victor Hugo était musulman mais qu'il chassait les djinns, récitait chez lui la sourate Fatiha, avait un tapis de prière avec un motif de la Kaaba et autres fadaises coranico-islamiques.
Rappelons que, contrairement à ce qu'affirment les tenants de la « rumeur Hugo », Victor Hugo n'a jamais demandé le transfert de ses restes à la Mosquée de Paris pour la bonne et simple raison que Victor Hugo n'a PAS PU demander le transfert de ses restes à la Mosquée de Paris parce que Victor Hugo est mort en 1885... donc plus de trente ans avant même le projet de construction de la mosquée de Paris, projet qui fut lancé en 1920 ! (la Mosquée de Paris fut inaugurée en 1926).
Ce seul argument suffit à démolir l'ensemble des autres allégations mais, par pur divertissement, nous allons aussi les démentir :
1 - Victor Hugo ne chassait pas les djinns ni les sorcières : il faisait du spiritisme comme tous les intellectuels de son époque car c'était la mode.
2 - Victor Hugo ne récitait pas la sourate Fatiha : il lui arrivait de réfléchir à haute voix, comme n'importe qui.
3 - Victor Hugo a eu des tapis chez lui, comme tous le monde, il y en avait peut-être un comportant des arabesques (ce qui reste encore à prouver...), c'était peut-être un tapis « de prière » (ce qui reste aussi à prouver...) mais Victor Hugo s'en servait pour se protéger les pieds quand il marchait en chaussettes (ou sans chaussettes) et non pas pour faire la prière musulmane vu qu'il n'était pas musulman.(1/2513)
4 - Il est hors de question de mentionner sur le caveau de Victor Hugo, au Panthéon, qu'il était musulman puisque Victor Hugo n'a jamais été musulman.
5 - Les manuscrits islamiques de Victor Hugo ne peuvent pas être remis à l'ISESCO (l'UNESCO musulman) puisqu'il n'existe pas de manuscrits islamiques de Victor Hugo !
6 - Victor Hugo n'a jamais eu pour objectif de bâtir la genèse et l’histoire des quatre premiers califes de l’ISLAM car victor Hugo était un génie inventif, pas un servile compilateur musulman.
7 - Victor Hugo a eu des rêves, comme tous le monde, mais il n'a jamais eu des visions du prophète Mahomet.
8 - Ni le Président Jacques CHIRAC, ni qui que ce soit d'autre, ne cache les manuscrits islamiques de Victor Hugo car (5).
9 - Victor Hugo ne s'est jamais appelé « Abou Bekr HUGO alias Victor HUGO ».(1/2514)
10 - Victor Hugo est effectivement né un vendredi, il est effectivement tombé malade un vendredi et il est effectivement mort un vendredi, mais cela ne fait pas de lui un musulman et il n'y a pas besoin d'Allah Legrand pour que cela arrive : la probabilité de naitre un vendredi est de 1/7, celle de tomber malade un vendredi est de 1/7 et celle de mourir un vendredi est de 1/7 aussi (puisqu'il y a 7 jours dans la semaine). La probabilité de naitre, tomber malade et mourir un vendredi (ou n'importe quel autre jour de la semaine) est donc de 1/7 x 1/7 x 1/7 c'est à dire 1/343. En clair, sur 343 personnes, il y en aura une née un vendredi qui tombera malade et mourra aussi un vendredi. Sur 60 millions de Français, cela fait 174 mille 927 personnes dont le cas sera similaire à celui de Victor Hugo. Comme on le voit, rien d'exceptionnel à cela.
Les pages alimentant la « rumeur Hugo » sont, dans leur toute grande majorité, des pages dont les auteurs sont musulmans et se contentent de répéter la rumeur, répéter encore, répéter toujours, répéter encore et toujours, servilement, c'est à dire islamiquement, comme on apprend à tout bon musulman à le faire dans les soi-disant « écoles » coraniques.
Ces musulmans évitent soigneusement de citer les vers qui montrent que Victor Hugo n'avait pas grande estime pour Mahomet et censurent systématiquement, entre autre, le passage où Mahomet déclare :
Moi, comme être vivant, retenez bien ceci,
Je ne suis qu'un limon par les vices noirci ;
J'ai de tous les péchés subi l'approche étrange ;
Ma chair a plus d'affront qu'un chemin n'a de fange,(1/2515)
Et mon corps par le mal est tout déshonoré ;
Ô vous tous, je serai bien vite dévoré
Si dans l'obscurité du cercueil solitaire
Chaque faute de l'homme engendre un ver de terre
Source : Coranix.com
---
أبو عبد المعز
02-05-2006, 08:08 PM
الأستاذ رمزي.....
الجزم بعدم اسلام الشاعر الفرنسي بالطريقة التي اعتمدتها فيه نظر....
ثم إحالتك الى ذلك الموقع فيه نظر مرتين......
فلو نظرت في أعلى الصفحة لوجدت ما ترجمته:
من أجل ألا تكون فرنسا أبدا أرضا للإسلام.
هذا شعار ذلك الموقع المعادي للإسلام....
ولو ضغطت على ركن من نحن أي هوية أصحاب الموقع......لوجدت ما يلي:
هو موقع يرمي إلى تجميع ناس "عاديين " متيقظين لما تؤول إليه أحوال فرنسا ...ويهدف إلى الدفاع عن القيم الغربية....اليونانية واليهودية والنصرانية...
كما يهدف إلى تحطيم الممنوع الاسلامي...
الاستاذ رمزي......لعلك تتقن الفرنسية ...... ولعلك -حملا على حسن الظن بك -لم تقرأ شعار الموقع .
ولا أظن ذلك الرابط يلائم هذا الموقع خاصة في هذه الأيام ...
---
أم عاصم
02-06-2006, 12:46 AM
كيف يحيلنا السيد رمزي إلى موقع فيه سب لله عز وجل ولرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وفيه استهزاء بالإسلام والمسلمين؟
---
(1/2516)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حول الاعجاز التاريخي
---
حول الاعجاز التاريخي
---
جمال أبو حسان
11-05-2006, 09:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله
هل ناقش احد من المعاصرين بموضوعية راي الشيخ محمود شاكر فيما يسمى بالاعجاز الغيبي ورايه فيه
ارجو التكرم بالمشاركة وابداء الراي
---
(1/2517)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > من فتاوى الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
---
من فتاوى الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
---
ابو الروب
07-12-2006, 10:12 PM
على هذا الرابط يتم انزال مجموعة من الفتاوى كل يوم او يومين وفي حالة الاضافة سوف انبهكم الى ذلك ان شا الله http://forum.islamacademy.net/showthread.php?
---
ابو الروب
07-16-2006, 02:14 AM
تم اضافة فتاوى ولله الحمد
---
عبد الحي محمد
07-16-2006, 11:21 AM
جزاك الله خيرا وأحسن لك
---
ابو الروب
07-17-2006, 12:05 AM
ولك المثل اخي الكريم
تم اضافة بعض الفتاوى
---
ابو الروب
07-19-2006, 01:18 AM
تم اضافة فتوى مع وضع رابط للفتاوى الشيخ في موقع طريق الاسلام وهي اكثر من 1400 فتوى اسال الله ان ينفني بها واياكم
---
ابو الروب
07-20-2006, 12:44 AM
تم اضافة فتاوى جديدة ولله الحمد
---
ابو الروب
07-22-2006, 03:17 AM
قد تم اضافة بعض الفتاوى مع وجود خلل في الآيات من نفس الموقع الذي انسخ منه الفتاوى فمن كان لديه حل فليفدنا
---
ابو الروب
07-26-2006, 07:26 AM
اخواني الكران ما مضى من الفتاوى موجود على الرابط العلوي واما الجديد منها رايت انه من الافضل ان انزلها هنا
---
ابو الروب
07-26-2006, 07:27 AM
السؤال الأول :
فضيلة الشيخ : هل يشترط في الأذان النية ، وجزاكم الله خيراً ؟
الجواب :
بسم الله . الحمد لله ، والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أمًا بعد :
فإنً الأذان تجب فيه النية إن كان واجبا ، الأذان له حالتان طبعا هو من حيث الأصل كشعار للبلد واجب وقد أمر به النًبي - r - للجماعة ، ولذلك لا يصح إلا بنية ، فإن حصل الإجزاء بالمساجد ، واستفضل المسجد غير الواجب يكون مستحبًا فيه تبعا للأصل ، ولكنه من ناحية العبادة والقربة لا يكون إلًا بنية . والله تعالى أعلم .(1/2518)
السؤال الثاني :
فضيلة الشيخ : ما حكم صلاة الجنازة في المقبرة . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :
الأصل أنص الجنائز يصلّى عليها خارج المقبرة ، ورخًص بعض العلماء أن يصلّى عليها من فاتته في المقبرة ، وقالوا إن النّبي - r - صلّى على المرأة المقبورة ، ولكن الصلاة على الجنازة ليس فيها ركوع ولا سجود ، ليست كالصلاة العادية ، فهذا لا يقدح في النهي الذي تقدم معنا ، وكان بعض مشايخنا يمنع ، ويقول : لا يصلّى على الجنازة داخل القبر؛ لأنّ النهي عامّ عن الصلاة في القبور، وهذا شامل لصلاة الجنازة وغيرها ، ولأنّها تسمّى صلاة، والاحتياط في هذا لا شكّ أنه أسلم . والله تعالى أعلم .
السؤال الثالث :
فضيلة الشيخ : من صلّى في طريق الناس في المسجد : الأماكن التي يمشي فيها الناس فهل له حرمة أم تقطع صلاته . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :
كان بعض السلف يشدّد في هذا ، حتىّ إن ابن المسيب - رحمه الله - كان يقول سعيد بن المسيب الإمام من أئمة التابعين - رحمه الله برحمته الواسعة - كان يقول : إنّه لا حرمة لهم ، يعني الذين يصلّون في أبواب المساجد عند فراغ المساجد من داخلها ، فيأتون يصلّون كان يسقط حرمتهم ، وهو قول بعض العلماء - رحمهم الله - ، ولكن على المسلم أن يكون ورعا ، وأن يحتاط لدينه ، فإذا أخطأ غيرك لا يحملك ذلك على الخطأ ، ومعصية النّبي - r - بالمرور بين يدي المصلّي ، ألا ترى أنّ النّبي - r - قال : (( أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك )) فإذا كان هذا في حقّك الذي يضيع وقد أساء ، فمن باب أولى في حقّ الله - U - ، فإساءة الغير لا تدعونا إلى الإساءة ، ولذلك لا يجوز أن يمرّ بين يدي إنسان يصلّي سواء كان في مدخل المسجد أو غيره . والله تعالى أعلم .
السؤال الرابع :
فضيلة الشيخ : ما حكم الصلاة فوق سطح الحمّام والحشّ . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :(1/2519)
اختلف العلماء في هذه المسألة ، من حيث الأصل أنّ سطح الشيء يأخذ حكمه ، لكن ظهر وتبيّن أنّه إذا كان الأمر متعلّقا بموضع في المكان لم يأخذ الأعلى حكم الأسفل ، إذا تعلّق بالمكان نفسه مثل الحشّ ودورة المياه فإن النهي للنجاسة ، وإذا صلّى على السطح وجد الحائل ، ومن هنا فرّق بين ما يكون المعنى فيه في الموضع ، ويختصّ الحكم به ، وبين ما لا يكون المعنى فيه - أي الذي يكون الحكم فيه متعلّقاً بالشيء ، فإنّه يشمل أعلاه وأسفله ، فأنت إذا أردت أن تطوف بالبيت تطوف بالدور الأوّل وتطوف بالدور الثاني ، وإذا اعتكفت في المسجد يجوز لك أن تصعد إلى سطحه ؛ لأنّ أعلاه وأسفله واحد ، وقد دلّت السنّة على أنّ أعلى الشيء آخذ حكم أسفله ، وأنّ أسفله آخذ حكم أعلاه ؛ ولذلك قال : (( من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه يوم القيامة من سبع أراضين )) فجعل الأسفل تابعا للأعلى ، ومن هنا يفرّق بين ما يقصد فيه الموضع وما لا يقصد فيه الموضع ، وظهر لنا أخيرا أنّ الحمّام ودورات المياه يقصد بها المكان بعينه ، ولذلك إذا وجد الحائل أو صلّى على سطحها الأشبه أنّها لا يحكم ببطلان الصلاة ولكن الورع أن لا يفعل ذلك . والله تعالى أعلم .
السؤال الخامس :
سماحة الشيخ هذا سائل يقول: توفيت والدتي وتركت الذهب الذي لها منذ عشر سنين ، ولم أدر هل عليه زكاة أم لا فما الحكم . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :
هناك ملاحظتان : الأول : سماحة الشيخ ، هذا للعلماء الكبار، هذا مصطلح يعني ينبغي أن يناط بالأئمة والعلماء الذين عرف تقدمهم في العلم وتبرزهم . أنا عبد، حقير، فقير، ضعيف، لا تضعوني في غير موضعي، علامة! سماحة الشيخ! والله لو حاسبنا الله وأقسم بالله يمينا أسأل عنها بين يدي الله ، لو حاسبنا الله عن كلمة شيخ لكنا من الهالكين .(1/2520)
ثانيا : لا يقتلنا الإنسان بالغرور، ولا يغتر الإنسان بشيخه أو بمن يطلب على يده ، هذه أمانة ومسؤولية،كلمة ثقيلة عظيمة ،كلمة سماحة ، علامة ، إذا كان الشيخ ابن إبراهيم - رحمة الله عليه رحمه الله برحمته الواسعة - يقول الوالد - رحمه الله - : ما رأيت عالما ملأ عيني علما وعملا مثل الشيخ ابن إبراهيم ، وكان آية من آيات الله في : العلم ، والعمل ، والورع ، والقوة في الحق ، ومع هذا موجود كتابه ،كان يستثقل ويستكثر أن يقال له : سماحة، وهو - والله - في جلالته وعلمه وفضله أهل للسماحة ، وفي كرمه وفضله ونبله ،كان آية من آيات الله بالكرم والجود والإحسان والبر بطلاب العلم وأهل العلم - نسأل الله برحمته الواسعة ، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء - ، وإذا كان هذا الإمام العالم يستكثر على نفسه هذا ، وهو أهل لذلك ، وأوصي طلاب العلم أن يتقوا الله في مشايخهم ، وفيمن يطلبون على أيديهم العلم .
إنه لا يليق بالمسلم إلّا النصيحة ، ومن النصيحة : أنّه إذا استفاد من علم العالم أن لا يقتله ، من مدح الناس في وجوههم قتلهم ، ومن أثنى عليهم وزكّاهم فوق قدرهم أهلكهم ، فعليه أن يتّقي الله - U - إذا دنا الخير من العالم أن لا يورده الموارد ، وأن يضعه في نفسه هذا تنبيه عامّ ، ونسأل الله بعزّته وجلاله أن يجبر كسرنا ، وأن يرحم ضعفنا ، وأن لا يغرّنا بما يظن الناس فينا ويقولون .(1/2521)
الأمر الثاني : بالنسبة للذّهب المسئول عنه ، هذا فيه تفصيل : من حيث الأصل لا نحكم بأنّه تجب فيه الزكاة إلّا إذا تبيّن أن الأمّ لم تكن تزكّي ، وإذا تبيّن أنّ الأمّ لم تكن تزكّي يشترط أن لا تكون تعتقد وجوب الزكاة ، فإذا سألت عالما وأسقط الزكاة في الحلي ، وقال : الحلي لا زكاة فيه ، وهو قول الجمهور - رحمهم الله - ، والصحيح أنه تجب فيه الزكاة ؛ لأنّ حديث : (( ليس للحلي زكاة )) من رواية أيّوب بن عافية وهو ضعيف، والأصل وجوبها ، وحديث المسكتان واضح في الدلالة على الوجوب ، فإذًا هناك شرطان : الشرط الأول : أن تكون الأمّ لا تعتقد وجوب الزكاة ، فإذا كانت لا تعتقد وجوب الزكاة أو سألت علماء أو من بيئة يعرف فيها أنّهم لا يزكون ؛ لأنّ علماءهم ومشايخهم على ذلك لم تجب عليكم الزكاة ؛ لأنّكم تؤدّونها قضاءً ، وهي لم تثبت أداء حتى تؤدّى قضاء ، فإذا ثبت أنّ الأمّ كانت تعتقد وجوب الزكاة ينبغي أن تتأكّدوا أنهّا لم تخرج الزكاة، وأمّا شّك نقول إنهّا توفيّت وعندها حلي ما تؤدي زكاتها هذا ما يوجب الزكاة ؛ لأنّ الأصل في المسلم أنّه قائم بحقوق الله - U - حتى نتأكّد أنّه قصّر، ولذلك لا يوجب عليكم القضاء إلّا على هذين الوجهين اللّذين ذكرناهما، والله تعالى أعلم .
السؤال السادس :
فضيلة الشيخ : بعد انتهائي من أداء العمرة هل يجوز لي أن أقوم بأداء العمرة لوالدي في نفس اليوم بعد ذهابي للإحرام مرة أخرى من مسجد التنعيم . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :(1/2522)
إذا كان الإنسان يريد أن يؤدّي العمرة عن والده أو قريبه أو متوفىّ لم يؤدّ العمرة وأراد أن يعتمر عنه ، فيؤدّي العمرة عن نفسه أوّلا ، فإذا أدّى العمرة عن نفسه ، وعنَّ له أن يعتمر عن قريبه أو أقربائه فلا بأس أن يخرج إلى التنعيم أو إلى أدنى الحلّ ، ما يشترط التنعيم ؛ لأنّ العبرة أن يخرج إلى خارج حدود الحرم ، قالت عائشة - رضي الله عنها - : (( والله ، ما ذكر التنعيم ولا غيره )) ، لأنّ المراد أن يخرج إلى حدود الحلّ حتىّ يجمع في عمرته بين الحلّ والحرم ،كما أنّ الحاجّ يخرج إلى عرفات فيجمع بين الحلّ والحرم في حجّه ، والعمرة هي الحجّ الأصغر، ومن هنا يجب على من اعتمر من مكّة أن يخرج إلى أدنى الحلّ بقول جماهير السلف والخلف ، ويشترط أن لا تمرّ بالميقات وأنت ناو عمرتين ، فإن مررت بالميقات ناويا العمرة عنك وعن والدك أو عن قريب أو عن متوفىّ ؛ فإنك إذا أدّيت عمرتك ، لزمك أن ترجع إلى الميقات لأداء العمرة الثانية ؛ لأنك مررت بالميقات مصاحبا للنيتين فلزمك الإحرام بالثانية كما لزمك الإحرام بالأولى؛ لعموم قوله: (( ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحجّ والعمرة)) فلذلك ترجع إلى الميقات وتحرم منه . أما لو طرأ عليك في مكّة ؛ فإنّك تخرج إلى التنعيم وتعتمر، ولا بأس أن تعتمر عنك ، وعن والدك ، وعن قريبك الذي توفيّ خاصّة الذين يأتون من الخارج يصعب عليهم أن يرجعوا مرّة ثانية ، فلو أنّه اعتمر عنه عن أبيه الذي لم يعتمر أو عن أمّه الّتي لم تعتمر وكرّر ثلاث عمرات أو أربع عمرات بالسبب والموجب فلا بأس بذلك ولا حرج ، ولا دليل على التأقيت بين العمرتين . والله تعالى أعلم .
السؤال السابع :
فضيلة الشيخ : ما حكم الصلاة في المجزرة . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :(1/2523)
المجزرة فيها الدم المسفوح ؛ ولذلك بيّن الله - U - أنّ الدم المسفوح وهو الذي يخرج عند الذكاة أو بغير ذكاة كالنزيف أنّه نجس كما قدّمنا في آية الأنعام : { إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهلّ به لغير الله } فقوله : { إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس } فبين أن الدم المسفوح رجس ، والرجس هو النجس ، ومن هنا أخذ العلماء - رحمهم الله - أنّ قوله تعالى : { إّنما الخمر والميسر والأنصاب } قالوا إنّها نجسة ، الخمر والأنصاب نجسة، والميسر استثنيت لدلالة الحس ، أما الأنصاب فإنّه كان يذبح عليها ، فهي نجسة { وما ذبح على النصب } فكان يذبح للنصب ومن أجل النصب وعلى النصب تقرّبا لها ما يفعله أهل الشرك والوثنيّة ، فالمقصود من هذا أنّ الدم الذي يخرج أثناء الذكاة نجس بإجماع العلماء -رحمهم الله - الذي يخرج أثناء الذكاة بنص الآية ، فهذا الدم موجود في المجازر، ولذلك المجازر نجسة من هذا المعنى ، أمّا لو كانت المجزرة تغسل وتنظف ، وفيها أماكن مخصصة للصلاة ، فلا بأس بذلك ولا حرج والله تعالى أعلم .
السؤال الثامن :
فضيلة الشيخ : ما حكم الصلاة بين السواري والأعمدة وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :
ثبت في حديث أنس - t - في السنن وغيره أنّه لما رأى الرجل أو رجالا اضطّروا إلى الصلاة بين السواري قالوا اضطررنا إلى الصلاة بين العمودين أو بين السواري ، فرآنا أنس فقال : (( كنّا نتّقي هذا على عهد رسول الله - r - )) وفي لفظ آخر : (( كنّا نطرد عن هذا طردا )) .(1/2524)
فالأصل عند العلماء أنّه لا يصلّى بين السواري ؛ لأنهّا تقطع الصفوف ، وقيل : لأنها مواضع الشياطين ، وقيل : لأنّها مواضع الأحذية ، وكلّها علل ذكرها العلماء ، لكن الأصل أنّه لا يصلّى بين السواري ، إلّا السواري المتباعدة ، مثلا ما يوجد الآن في هذه الفتحة ، يعني السواري المتباعدة يجوز الصلاة فيها ، أمّا السواري المتقاربة مثل هذه لا يصلّى بينها ، السواري المتباعدة ، ولذلك مثل هذه الفتحة ممكن أن يكون فيها مسجد كامل مثلها يكون فيها مسجد ، ولكن ترى بين السارية السواري الأربع التي باليمين مع السواري الأربع التي باليسار يكون الإنسان مصليا بين السارتين ، لكن هذا عفو ، إذا كان السواري متباعدة ، ولذلك كأنهّا في حكم المسجد حتّى إنّك ربّما تجد المسجد بهذه المساحة ، فإذا كان بهذا الشكل متباعدة فإنه يغتفر أمرها ، ولكن إذا كانت متقاربة هي محل المنع والحظر . والله تعالى أعلم .
السؤال التاسع :
فضيلة الشيخ : إذا صلّيت الوتر بعد صلاة العشاء مباشرة ، وأردت أن أقوم الليل ، فهل علي شيء إذا لم أوتر بعد الانتهاء من صلاة قيام الليل . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :(1/2525)
أنت مخير بين أن تصلّي ركعتين ركعتين ولا توتر، وهذا خلاف الأولى ، أو أن تصلّي ركعة تنقض بها الوتر الأوّل، ثم تصلّي الليل تصلّي ما شئت ثم توتر، وهذا أفضل ؛ لأنّ النبّي - r - قال : (( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا )) فدلّ على أن الوتر مكانه في الأخير، وقال : (( صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الفجر فليوتر بواحدة )) فجعل الوتر في الآخر، ولأنّه فعل أصحاب رسول الله - r - ، وهو محفوظ من فعل السلف كابن عمر - رضي الله عنهما - وغيره ، فإذًا تنقض الوتر الأول بركعة ، الدليل على أنّ الوتر ينقض الوتر قول النّبي - r - : (( لا وتران في ليلة )) فلما قال: (( لا وتران )) دلّ على أنّ الوتر الثاني ينقض الوتر الأول ، فأعمل الوترين ، فأنت إذا صليت وترا نقضت به الوتر الأول فقد نقضت ، ثم بعد ذلك إذا أوترت الثالث خرجت من النهي ، والمراد : (( لا وتران )) إذا اقتصر عليهما ، لأنّها تصير الصلاة شفعيّة ، والمراد أن يكون الوتر وترا بالشفع ، لا أنّه مشفّع ، ومن هنا ينقض الوتر الثاني الأوّل ، ثم يصلّي شفعا شفعا ثم يوتر، هذا هو الأنسب ، لو صلّيت ركعتين ركعتين استدلّ بعض العلماء أنّ النّبي - r - أوتر ثم صلى ركعتين بعدما أوتر لببيان الجواز، ولكن الأفضل والأكمل أن تصلي ركعة تنقض بها الوتر، ثم تصلي ركعتين ركعتين ، ثم توتر والله تعالى أعلم ، لكن ما ينبغي لأحد أن يصلّي الوتر وهو يعلم أنه سيقوم آخر الليل، ما ينبغي لأحد أن يصلّي الوتر في أوّل الليل وهو يعلم أن يريد أن يقوم بعد ذلك ، أو عنده قيام أو عنده ورد ، فهذا خلاف السنّة ؛ لأنه تقصّدٌ لمخالفة السنة مادام أنّه يعلم أنه سيقوم يؤخّر وتره إلى ما بعد القيام ؛ تأسّيا بالنبيّ - r - واستجابة لأمره . والله تعالى أعلم .
السؤال العاشر :
فضيلة الشيخ : ما حكم التنفّل المطلق قبل النداء الثاني يوم الجمعة . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :(1/2526)
لا بأس بالصلاة ما لم ينتصف النهار يوم الجمعة ؛ خلافا للإمام الشافعي - رحمه الله - ، جمهور العلماء على أنّه يجوز للمسلم أن يصلي ما شاء حتى يجلس الخطيب للخطبة ، وهذا شبه إجماع بين العلماء - رحمهم الله - ، ليس هناك أحد بدّع أو منع أحدا أن يصلّي قبل الأذان الثاني ؛ لأن الأصل أنّ النّبي - r - أذن بذلك كما في الحديث الصحيح في يوم الجمعة ، فيجوز للمسلم أن يتنفل يوم الجمعة إلاّ إذا انتصف النهار؛ وذلك لأن النبيّ - r - أمر بالإمساك عن الصلاة عند انتصاف النهار ، كما في الأحاديث الصحيحة عنه - عليه الصلاة والسلام- ولم يفرّق بين يوم الجمعة وغيره ، فاستثنى الإمام الشافعي لرواية ذكرها في مسنده ، ولكنّها ضعيفة ، ضعّفها العلماء والأئمّة - رحمهم الله - باستثناء يوم الجمعة .
وقال الشافعي : إنّه يوم رحمة ، ولذلك تسجّر فيه أبواب جهنّم ، فيصلي حتى ولو كان النهار منتصفا. والصحيح ما ذهب إليه الجمهور؛ لعدم ثبوت الاستثناء ، والأصل في العامّ أن يبقى على عمومه .
ومن الأدلّة على أنه يجوز التّنفل إلى أن يجلس الخطيب : قوله - عليه الصلاة والسلام - : (( من بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب ، ثم قال : فصلذى ثم دنا وأنصت )) .
فقال : (( فصلّى )) : أي صلّى ما كتب له ثم دنا وأنصت ، فاتّصلت الصلاة بدنوّه وإنصاته من الخطيب ، وهذا يدلذ على أنذ الوقت وقت صلاة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : (( فإذا طلعت الشمس فصلّ فإنذ الصلاة حاضرة مشهودة حتى ينتصف النهار فأمسك عن الصلاة ، ثم صلذ فإن الصلاة حاضرة مشهودة )) فهذا هو الأصل يجوز له أن يصلذي بعد الأذان الأول وبين الأذان الأول والثاني ، ولا أحفظ - حسب علمي - أحدا من أهل العلم يقول : إن الصلاة بين الأذان الأوّل والثاني من الجمعة بدعة من المتقدّمين والسلف ، ولذلك الأصل جواز هذه الصلاة ، وأنّه لا بأس به .(1/2527)
ومن العلماء من قال -كما هو قول بعض الشافعيّة رحمهم الله - : إنّه يسنّ أن يصلّي بين الأذان الأوّل والثاني؛ لأنّ النّبي قال : (( بين كلّ أذانين )) كما أشار الحافظ ابن حجر - رحمه الله - إلى ذلك في شرحه للصحيح فقالوا : (( بين كلّ أذانين )) وأذان عثمان مشروع بإجماع الأمّة ، وعلى هذا يشرع أن يصلّي عندهم ، ولكن الجمهور ردّوا هذا وقالوا إنّه يصلّي تنّفلا مطلقا، أنّه يصلّي وليس للجمعة سنّة راتبة قبليّة ولا صلاة مستحبّة قبليّة بعينها ، وإنّما يتنّفل تنفّلا عامّا . والله تعالى أعلم .
السؤال الحادي عشر :
فضيلة الشيخ : كيف ينال العبد محبّة الله لكي ينادى باسمه في الملأ الأعلى : أنّ الله يحبّ فلان . وجزاكم الله خيرا ؟
الجواب :
محبّة الله تبارك وتعالى بيّن الله - U - في كتابه ، وعلى لسان رسوله سبلها ، وموجباتها ، بيّن -I- ما يدعو إلى محبّته ، ويوجب للعبد أن ينال هذه المنزلة الشريفة المنيفة منه - I - : أن يحبّه الله ، وإذا أحبّه الله - Y - نادى في السماء ، فصعق من في السماوات ، وصعد جبريل ، وقال الله له : يا جبريل، إنيّ أحبّ فلانا فأحبّه ، فينادى باسمه في الملأ الأعلى : أن الله يحبّه ، فينادي جبريل : يا أهل السماء ، إن الله يحبّ فلانا فأحبّوه، وليتصور المسلم إذا نودي باسمه في الملأ الأعلى ، وذكره الله - Y - باسمه ، فأي منزلة ، وأي مكانة ، وأي فضل حازه هذا العبد السعيد .
ينادي الله - Y - أن الله يحبّ عبده إذا أقام الصلاة وآتى الزكاة ، وأطاع الله ورسوله - r - ، ينادي الله باسمه حينما يراه صوّاما قوّاما أوّاها مخبتا منيبا إليه - I - ، ينادي سبحانه باسمه حينما يراه كثير التلاوة للقرآن خاشعا من كلام الرحمن ، لا يسمع آية من كتاب الله إلا انفطر لها قلبه ، وأصغى لها سمعه ، وأشهد لها جنانه، وحرّك بما فيها من ذكره سبحانه لسانه .(1/2528)
يحبّه الله - Y - حينما يكون عفيف الجنان ، عفيف اللسان ، عفيف الجوارح والأركان ، عن أهل الإسلام والإيمان ، حينما يراه الله في صباحه ومسائه لا يؤذي المسلمين بلسانه ، لا يسبّ ، ولا يشتم ، ولا يغتاب ، يمسي ويصبح وليس في صحيفة عمله زلّة على مسلم ، ولا أذيّة لمسلم ، يمسي ويصبح يحب للمسلمين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه .
يحبّه الله إذا أحبّ أولياءه ، إذا أحب ملائكته ، وأحبّ أنبياءه ، وأحبّ رسله، وأحبّ عباده الصالحين ، وقف ابن عمر - رضي الله عنهما - على الصفا ، وقال : اللّهمّ حببّني إليك ، وحببنّي إلى ملائكتك ، وحببّني إلى أنبيائك، وإلى رسلك ، وإلى عبادك الصالحين ، ثم قال : اللّهمّ ارزقني حبّك ، وحبّ ملائكتك ، وحبّ أنبيائك ، وحبّ رسلك ، وحبّ عبادك الصالحين .
يحبّ الله من أحبّه ، وأحبّ أولياءه ، فالذي يحبّ الأنبياء والعلماء والصلحاء والأتقياء ، فيحبّ لهم الخير، ويظنّ بهم الخير، يحبّه الله - Y - ، فإذا أراد الله - U - بعبده أن يحبّه هيّأه للمحبّة ، حينما يؤدّي حقوق الله-Y - كاملة غير منقوصة ، أيّ حبيب إذا نادى عليه منادي الله في صلاته نسي دنياه وأهله وماله ، وأقبل على بيوت الله - U - ، فإذا كملت محبّة الله له لم ينادِ منادي الله إلا وهو في مسجده ، ولم ينادِ منادي الله إلاّ وهو قائم في بيت من بيوت الله - U - ، يسبحّ ربّه بالغدوّ والآصال لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله - U -. يحبّ الله عبده إذا كان بارا بوالديه ، فلا يزال يرضي والديه حتّى ينادي الله - U - باسمه في الملأ الأعلى حينما يدخل السرور عليهما ، ويسعى في رضاهما، ويمسي ويصبح وهو يفكّر كيف يرض أباه وأمّه ، وكيف يدخل السرور على الوالدين ، ما خرج منهما إلاّ بدعوة صالحة ، ولا قام بين أيديهما إلاّ بالرضا التامّ الكامل ، فلا يزال يرضيهما حتىّ يرضى الله عنه ، ثم يحبّه ويضع له القبول .(1/2529)
يحبّ الله عبده إذا كفكف دموع اليتامى ، وجبر به قلوب الأرامل والثكالى ، إذا ستر العورات ، وفرّج الكربات، وسعى في دفع الهموم عن المؤمنين والمؤمنات ، يتألمّ لآلامهم ، ويتأسّى لمآسيهم ، وكأنّه جراح أصابته ، وهموم نزلت به ، فلا يرتاح له بال ، ولا يهنأ له عيش ، يدعو للمسلمين ، ويسعى في جلب الخير إليهم ، ويتمنّى لهم كلّ خير.
يحبّ الله عبده إذا طلب العلم ، وحرص على أن يكون عالما بكتابه وسنّة نبيّه - r - .
يحب ّالله عبده إذا أمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر، فذكر الناس بربّهم ، وأخذ بمجامع قلوبهم إلى جنّته ورحمته ودار كرامته .
يحبّ الله عبده إذا كان على السبيل الأقوم ، والسبيل الأمثل الأسلم .
يحبّ الله عبده ، ولن تنال محبّته بالتشهّي ، ولا بالتمنيّ ، ولا بالتزكية .
يحب ربّك المتواضعين الذين مهما ارتفعت درجاتهم نزلوا إلى الناس محبّة وإحسانا وبرّا ، فلم يزدهم الخير إلاّ برّا و وإحسانا بالناس لا تعاليا ولا غرورا ، فإذا وجد العبد من نفسه هذه الصفات حمد الله -I-، وسأل الله أن يزيده من فضله ، وإذا لم يجد ذلك سأل الله - U - أن يجبر كسره ، وأن يحسن عمله ، حتى يبلغ مراتب المحبّين والمحبوبين ، ألا وإن من أعظم ما يستدرّ به محبّة الله : الصبر، فمن كان من الصابرين تبوّأ محبّة ربّ العالمين .
الصابر على طاعة الله ، الصابر على بلاء الله وقضاء الله وقدر الله ، الصابر عن معصية الله، فإذا استجمع ذلك استجمع محبّة الله .
الّلهمّ إنّا نسألك بعزّتك وجلالك أن تجعلنا من أحبابك ، اللّهمّ حببّنا إليك ، وارزقنا حبّك ، وحبّ من يحبّك ، يا أرحم الراحمين ، اشملنا بعفوك وبرك أحياء وأمواتا ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
(1/2530)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب مساعدة
---
طلب مساعدة
---
ابو حديدة
06-27-2004, 05:09 AM
اشكركل القائمين على هذا الموقع
*سؤالي ياأخوان هو عن كتاب يجمع بين التفسير والفقه والحديث والعقيده بمعنى عندما أريد أن أبحث عن شرح أيه من آيات القرآن الكريم اريد التوسع في الشرح حيث تجد الشارح لهذه الآيه أو السوره متوسع في الشرح فتجده يجمع في شرحه بين التفسير بتوسع وكذلك الحديث بتوسع والفقه والعقيده تقريباً بمعنى أنه يربط في شرحه بين الحديث والعقيده والفقه
(( جزاكم الله خير الجزاء وجعل اعمالكم في موازين حسناتكم إنه القادر على ذلك سبحانه وتعالى ))
---
موراني
06-27-2004, 10:27 AM
تجد هذه المنهجية مثلا في تفسير القرطبي وفي أحكام القرآن للقاضي اسماعيل ( سيصدر قريبا كما أعلم )
بصورة أو بأخرى .
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
06-27-2004, 01:31 PM
كما ذكر الأستاذ موراني عن تفسير القرطبي . فهو يتناول جميع ما يتعلق بالآيات من المسائل ، وإن كان يغلب عليه جانب الفقه كما هو معلوم. غير أن تفسير الطبري قد سبقه إلى العناية بكل ما يتعلق بالآية على الوجه المقبول الذي لا يخرج الكتاب عن مجال التفسير إلى غيره من العلوم كالفقه والعقيدة . ولا أنظك أخي الكريم ستجد كتاباً شاملاً لكل ما يتعلق بالآيات من العلوم لسعتها وتعلقها بعلوم أخرى قائمة برأسها ، ومن أرادها يمكنه القراءة في كتب تلك العلوم.
أسأل الله لك التوفيق والعون.
---
د. هشام عزمي
06-28-2004, 08:10 AM
و كذلك في تفسير روح المعاني للإمام الألوسي رحمه الله
---
(1/2531)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحكم على كل الروايات الموجودة في كتب التفسير بالمأثور
---
الحكم على كل الروايات الموجودة في كتب التفسير بالمأثور
---
أحمد الماليزي
01-08-2007, 09:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخواني أعضاء الملتقى،
هل يوجد عالم من العلماء من قام بالحكم على الروايات الموجودة في كتب التفسير بالمأثور، مثل ما قام به الألباني في الحكم على المرويات في كتب الحديث؟
أو هل هناك من قام بدراسة رجال تفسير الطبري أو ابن أبي حاتم أو غيرهما من كتب التفسير بالمأثور الذي يروي الأقوال بالسند الكامل؟
نرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا
---
مساعد الطيار
01-14-2007, 02:12 PM
أخي أحمد
راجع هذه الروابط لعلها تفيدك في الموضوع
1 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2104&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
2 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=244&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
3 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7038&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
4 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2012&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
5 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3746&highlight=%D1%CC%C7%E1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
---
أحمد الماليزي
01-15-2007, 07:17 PM
شكرًا يا فضيلة الدكتور على الروابط
---
(1/2532)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة المة بعد الأنبياء 32
---
صفوة المة بعد الأنبياء 32
---
د. محمد مشرح
10-04-2005, 02:54 PM
من فضلك شارك في إرسال هذه الحلقات إلى الكم الذي تستطيع عليه ؛ لتنال أجر الذب عن الصحابة والعلماء الربانيين ؛ ولن يضيع عند الله شيء ما دامت النية خالصة له سبحانه ...
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ] .
( إيها يابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك)
النبي صلى الله عليه وسلم
الحلقة الثانية والثلاثون
مكانة مرموقة
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس قال قال عبد الله ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر [1]
لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وخشي على مستقبل الإسلام دعا –مضطرا – أن ينصره بأحد العمرين : عمر بن الخطاب أوعمرو بن هشام(أبو جهل) لقوتهما وجلدهما ، فاختار الله عمر بن الخطاب لما علمه الله سبحانه وتعالى فيه ... وللأثر قصة طويلة تحكي إسلام عمر ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها أصحاب السير لمن أراد أن يستزيد لكن صاحب الفتح أشار إليها إشارة خفيفة في أثناء شرحه للأثر حيث قال :(1/2533)
(قوله حدثنا يحيى بن سعيد القطان وإسماعيل هو بن أبي خالد وقيس هو بن أبي حازم وعبد الله هو بن مسعود ووقع في رواية بن عيينة عن إسماعيل كما سيأتي في باب إسلام عمر التصريح بذلك قوله ما زلنا أعزة منذ اسلم عمر أي لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله وروى بن أبي شيبة والطبراني من طريق القاسم بن عبد الرحمن قال قال عبد الله بن مسعود كان إسلام عمر عزا وهجرته نصرا وإمارته رحمة والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى اسلم عمر وقد ورد سبب إسلامه مطولا فيما أخرجه الدارقطني من طريق القاسم بن عثمان عن أنس قال خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة فذكر قصة دخول عمر على أخته وإنكاره إسلامها وإسلام زوجها سعيد بن زيد وقراءته سورة طه ورغبته في الإسلام فخرج خباب فقال أبشر يا عمر فاني أرجو أن تكون دعوة رسول الله e لك قال اللهم أعز الإسلام بعمر أو بعمرو بن هشام . وروى أبو جعفر بن أبي شيبة نحوه في تاريخه من حديث بن عباس وفي آخره فقلت يا رسول الله ففيم الاختفاء فخرجنا في صفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر فنظرت قريش إلينا فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها وأخرجه البزار من طريق اسلم مولى عمر عن عمر مطولا وروى بن أبي خيثمة من حديث عمر نفسه قال لقد رأيتني وما اسلم مع رسول الله e إلا تسعة وثلاثون رجلا فكملتهم أربعين فأظهر الله دينه واعز الإسلام وروى البزار نحوه من حديث بن عباس وقال فيه فنزل جبريل فقال يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين وفي فضائل الصحابة لخيثمة من طريق أبي وائل عن بن مسعود قال قال رسول الله e اللهم أيد الإسلام بعمر ومن حديث علي مثله بلفظ أعز وفي حديث عائشة مثله أخرجه الحاكم بإسناد صحيح وأخرجه الترمذي من حديث بن عمر بلفظ اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بابي جهل أو بعمر قال فكان أحبهما إليه عمر قال الترمذي حسن صحيح قلت وصححه بن حبان أيضا وفي إسناده خارجة بن عبد الله(1/2534)
صدوق فيه مقال لكن له شاهد من حديث بن عباس أخرجه الترمذي أيضا ومن حديث أنس كما قدمته في القصة المطولة ومن طريق اسلم مولى عمر عن عمر عن خباب وله شاهد مرسل أخرجه بن سعد من طريق سعيد بن المسيب والإسناد صحيح إليه وروى بن سعد أيضا من حديث صهيب قال لما اسلم عمر قال المشركون انتصف القوم منا وروى البزار والطبراني من حديث بن عباس نحوه [2])
إنه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لنصرة الإسلام ، واختيار الله تعالى له ، استجابة لدعوة نبيه ، تلك مكانة الفاروق من أول يوم هداه الله إلى الإسلام ، وهذه شهادة ابن أم عبد ، أحد علماء الصحابة الكبار ، وأحد العبادلة ... ما يدل على شجاعته التي سخرها لنصرة دين الله منذ أن أسلم وحتى لقي الله تعالى ؛ فرضي الله عن عمر الفاروق حيا وميتا ، وحشرنا معه والصحابة الكرام رضوان الله على الجميع ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - البخاري 3/ 1348رقم 2481.
[2] - الفتح 7/48 .
---
(1/2535)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عفوًا ... للمسلمين فقط!
---
عفوًا ... للمسلمين فقط!
---
hedaya
05-02-2006, 06:44 AM
http://www.q8boy.com/uploads/64f0d67102.jpg
عفوًا ... للمسلمين فقط!
أخي المسلم وأختي المسلمة:
لقد أمرنا الله عز وجل في قوله الكريم: {وإذا استنصروكم في الدين فعليكم النصر} وقال سبحانه وتعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (المسلم أخو المسلم) ووجهنا صلى الله عليه وسلم في قوله: (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضًا).
أبناؤها وإخواننا وآباؤنا في فلسطين المحتلة المسلمة يستنصروننا ويحتاجوننا، لنسد حاجتهم ويواجهوا فاقتهم والحصار الاقتصادي والسياسي المفروض عليهم، لا لشيء سوى أنهم اختاروا - بديمقراطية حرة - خيار المقاومة والصمود! إنهم يواجهون التجويع ومحاولات التركيع من أجل رباطهم في أرض الإسراء نيابةً عن الأمة المسلمة كلها.
ليس بمؤمن من عاش لنفسه!
أطلقت منظمة "ائتلاف الخير الإغاثية حملة "المؤاخاة لإغاثة الشعب الفلسطيني" دعت فيها جميع المسلمين في كل أنحاء العالم إلى التبرع لصالح الموظفين الفلسطينيين تحت شعار "ليس بمؤمن من عاش لنفسه"، وذكر الائتلاف في بيان أصدره الثلاثاء 18/4/2006 أن فكرة الحملة تقوم على عمل صندوق في كل شركة ومؤسسة ومستشفى وفي المصانع والأسواق التجارية لجمع التبرعات العاجلة للشعب الفلسطيني بشكل عام وموظفيه بشكل خاص.(1/2536)
ودعا الائتلاف المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى أن يمدوا أيديهم لإغاثة مئات الآلاف من إخوانهم الذين أصبحوا بلا دخل، مؤكدًا أن "عائلات بأكملها محرومة بسبب الحصار وانقطاع المساعدات، حيث لا يجدون المال أو الخبز، إضافة إلى افتقاد الأمن والاستقرار"، وأشار الائتلاف إلى أن "القليل يمكن أن يعود بالكثير على الفلسطينيين، كأن يتم التبرع براتب يوم للموظف الفلسطيني".
وتأتي هذه الحملة ضمن حملة أشمل وأكبر للائتلاف هي حملة "مائة يوم ويوم" الثانية لدعم الشعب الفلسطيني والتي تحتوي على برامج متنوعة تسعى لتمكين الشعب الفلسطيني وتخفيف حدة المعاناة التي يعيشها بسبب الاحتلال، ورابط الحملة والائتلاف الذي يرأسه الشيخ د. يوسف القرضاوي ويشاركه شيوخ ودعاة أفاضل عديدين هو: www.101days.org .
http://www.palestine-info.info/arabic/temp_photo/aaasee.JPG
مؤسسات مشاركة في ائتلاف الخير:(1/2537)
المملكة العربية السعودية: اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني/ الندوة العالمية للشباب الإسلامي/ هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، الكويت: الرحمة العالمية/ لجنة فلسطين الخيرية/ الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، الإمارات العربية المتحدة: هيئة الهلال الأحمر الإماراتي/ لجنة الإمارات الدائمة لدعم الشعب الفلسطيني/ مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية/ الجمعية الخيرية في الفجيرة/ بيت الشارقة الخيري/ هيئة الأعمال الخيرية في عجمان، المملكة الأردنية الهاشمية: لجنة زكاة المناصرة الإسلامية للشعب الفلسطيني، جمهورية مصر العربية: المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة/ لجنة الإغاثة الإنسانية في نقابة الأطباء/ لجنة الإغاثة والطوارىء باتحاد الأطباء العرب، مملكة البحرين: لجنة الأعمال الخيرية في جمعية الإصلاح/ الجمعية الإسلامية/ غرفة تجارة وصناعة البحرين، قطر: مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية/ جمعية قطر الخيرية/ اللجنة القطرية المشتركة للإغاثة، اليمن: الجمعية الخيرية الإسلامية لنصرة الأقصى الشريف/ جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية/ جمعية الحكمة اليمنية/ جمعية الإحسان الخيرية، سوريا: مركز الدراسات الإسلامية، لبنان: ائتلاف الخير في لبنان بإشراف صندوق الزكاة/ دار الفتوى، السودان: منظمة الدعوة الإسلامية/ جمعية أنصار الخيرية/ مؤسسة الزبير الخيرية، الجزائر: جمعية الإرشاد الخيرية، المغرب: حركة التوحيد والإصلاح.(1/2538)
بريطانيا: الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية (انتربال)/ هيئة الأعمال الخيرية/ مؤسسة الإغاثة الإنسانية/ مؤسسة إغاثة الأسرة/ مسلم هاندس/ العون الإسلامي/ العون التعليمي للفلسطينيين، هولندا: مؤسسة القدس الخيرية/ مؤسسة إسراء الخيرية، بلجيكا: مؤسسة الأقصى الخيرية، السويد: مؤسسة سنابل الأقصى الخيرية، فرنسا: اللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين، النمسا: رابطة فلسطين في النمسا، إيطاليا: الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني، الدانمارك: مؤسسة الأقصى الخيرية، سويسرا: جمعية الإغاثة لفلسطين، أستراليا: هيئة الأعمال الخيرية، جنوب أفريقيا: مؤسسة الأقصى الدولية، نيجيريا: جمعية تعاون المسلمين، الهند: معهد الدراسات الإسلامية والعربية/ جمعية شباب الإسلام.
حسابات جامعة الدول العربية:
كما أن جامعة الدول العربية قد أعلنت عن حسابين مصرفيين لدعم خزينة السلطة الفلسطينية، التي غدت خاوية بسبب الحصار الخانق من جهة والفساد السابق من جهة أخرى! ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلنساعدهم حتى تعود الحياة لفسطين وتعود فلسطين للمسلمين:
رقم الحساب الأول 124448- 5002 البنك العربي - فرع المهندسين - مصر
رقم الحساب الثاني 7-777-777 بنك مصر الدولي - فرع القاهرة - مصر
رجاء ودعاء:
لننطلق لدعم رباطهم، ولنتشارك أجر جهدهم وجهادهم ... تصدَّق/ تطوَّع/ تكلََّم/ اكتب/ اعتصم/ أنشر/ وأدعو المولى القادر على كل شيء قائلاً:
اللهم لك الحمد والكبرياء، ومنك الفضل والنعماء، اللهم نصرك لإخواننا في فلسطين، اللهم أيِّد جندك وعبادك الصالحين, اللهم أنزل بركات السماء على المرابطين والمجاهدين في كل أرضٍ وحين, اللهم أعلِ راية الإسلام, وحكِّم شريعة السماء, وولِّ على المسلمين من تحب، وأرِنا انتصار دينك بأعيننا قبل أن نموت, نعوذ بعزّتك أن نموت بحسرتنا على حال المسلمين وديارهم.(1/2539)
اللهم لا تمتنا إلا وقد متعت أعيننا بنصرك وإنجاز وعدك وصلاة في المسجد الأقصى، يا رب العالمين ويا قوي ويا متين، اتْخِذنا من جندك وأكرمنا وإخواننا وأخواتنا برعايتك وحمايتك ونصرك يا أرحم الراحمين، وصلِّ اللهم على النبي الأمين.
Hedaya
---
سلطان الفقيه
05-02-2006, 11:33 AM
جزاك الله خيراً .
---
عبدالله زايد
05-02-2006, 03:16 PM
جزاك الله خيرأ
أسأل الله تبارك وتعالى ان يستجب
آمين
آمين
آمين
والحمدلله رب العالمين
---
ربيع أبوعليتن
05-02-2006, 04:29 PM
بارك الله فيك وسدد خطاك ونسأل الله العلي القدير أن ينصر الإسلام والمسلمين
---
(1/2540)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الضابط في المكي والمدني .
---
الضابط في المكي والمدني .
---
أبو العالية
07-30-2003, 05:14 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
موضوع تقسيم السور إلى مكية ومدنية ، مما اختلف فيه المفسرون قديماً وحديثاً .
فمن المشهور أن ما نزل في مكة قبل الهجرة ، أصبح مكياً ، وما نزل بالمدينة بعد الهجرة أصبح مدنياً ،ولو في غير المدينة ، و عند الإختلاف ينظر في دراسة موضوع الأيات وأسلوبها للترجيح .
فالسؤال بورك في علمكم :
هل هذا الضابط صحيح ، ويُعَوَّلْ عليه ، أم ان هناك ضابط في معرفة المكي والمدني غير هذا .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
أتمنى ذكر بعض المراجع في هذا الموضوع للمساعدة
محبكم
أبو العالية
---
أضواء البيان
07-31-2003, 12:17 AM
لا سبيل إلى معرفة المكي والمدني إلا بما ورد عن الصحابة الذين عاصروا الوحي، وشاهدوا نزوله، أو عن التابعين الذين تلقوا عن الصحابة وسمعوا منهم. قال الباقلاني: ( إنما يُرجع في معرفة المكي والمدني لحفظ الصحابة والتابعين )
أما ما قيل في معرفة المكي والمدني عن طريق القياس الاجتهادي فهو أمر ظني لا يُقطع به بحال.
---
أبو عبد الرحمن المدني
08-01-2003, 02:15 AM
يقول الشيخ /د: خالد السبت ( سلمه الله ) في الضابط في معرفة المكي والمدني :
" لعل أحسن ما قيل في تحديد المكي والمدني : أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعدها فهو مدني ، وسواء في ذلك ما نزل بعد الهجرة في مكة أو المدينة ، او في مكان آخر فهذا كله مدني "
قواعد التفسير ( 1 / 76 ) وذكر من المراجع في ذلك حفظه الله :
1/ البرهان للزركشي : 1 / 187 . 2 / فنون الأفنان : 335 . 3 / تفسير ابن جزي : 5
4 / مصاعد النظر : 1 / 161 . 5/ الإتقان 1 / 23 . 6 / التحبير 42(1/2541)
7 / فتح الباري 9 / 5 ، 364 . 8 / التعريف بالقرآن والحديث 57 .
---
أبو العالية
08-01-2003, 12:41 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الأخ الفاضل / أبو عبد الرحمن المدني وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً ، ونفع بك
فأجدت وأفدت .
محبكم
أبو العالية
---
أحمد البريدي
08-02-2003, 01:07 AM
نعم أخي الكريم ما ذكرته هو الضابط الصحيح لأن غيره من الأقوال غير حاصر لسور القرآن فمثلاً :
من قال إن الضابط هو المكان فما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو مدني , لا يدخل به ما نزل خارجهما كالذي نزل بالطائف أو تبوك .
ومن قال إن العبرة بالخطاب فما كان خطاباً لأهل مكة فهو مكي وما كان خطاباً لأهل المدينة فهو مدني فإن هذا لايطرد في كل سور القرآن .
والقصد هنا الإشارة لا البسط .
وفق الله الجميع لكل خير .
---
أبو العالية
08-02-2003, 01:43 AM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الأخ المفضال الشيخ / أحمد البريدي وفقه الله
سعدت بتجاوبك أخي الكريم .
فجزاك الله خيراً على هذا التعقيب المليح ، والإشارة الماتعة .
وفقك الله ونفع بك .
محبكم
أبو العالية
---
أبو حفص عمر
08-10-2003, 08:55 AM
جزاك الله خيراً وبارك في علمكم
---
هشام برغش
04-03-2007, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله هذا الجمع القرآني المبارك ووفق القائمين عليه وسدد خطاهم وأجزل لهم المثوبة، وشكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد البريدي الذي أرشدني لهذا الملتقى الرائع الماتع.
وكان الدكتور أحمد حفظه الله قد ذكر في معرض حديث له عن قاعدة مفيدة في الاستثناء في القرآن المكي والمدني؛ حيث إن بعض المفسرين يذكر أحيانا في مقدمة تفسير السور أن هذه السورة مكية إلا الآيات كذا وكذا- كما هو صنيع الجلالين- فأرجو إرشادي لهذه القاعدة وموضوعها من المراجع وفقكم الله.
---
جمال أبو حسان
04-03-2007, 12:22 PM(1/2542)
الاستثناءات في هذا الموضوع والتي ذكرها كثير من المفسرين لا يكاد يصح منها شيء وقد حقق المسالة جيدا الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في مقدمته لكل سورة فسرها في تفسيره التحرير والتنوير وكذا حقق المسالة تحقيقا بارعا استاذنا الدكتور فضل عباس في كتابه القيم اتقان البرهان في علوم القران وهذا الكتاب سيخرج باذن الله تعالى بحلة جديدة واضافات كثيرة ستشبع ان شاء الله نهم الباحثين وكذا حققت المسالة طالبة سورية كانت تدرس في الجامعة الاردنية وكتبت رسالة ماجستير تحت عنوان المكي والمدني وقد اجادت فيها كثيرا
هذه اهم الكتب التي حققت المسالة مما علمته انا ولعل عند الاخرين من الاخوة غير الذي قلت
---
د.خضر
04-03-2007, 01:09 PM
قلت: البرهان والإتقان ومناهل العرفان الذي قال صاحبه ـ رحمه الله ـ المبحث السابع في المكي
والمدني من القرآن الكريم ، وليس من غرضنا في هذا المبحث أن نستقصي بالتفصيل والتدليل آيات
القرآن الكريم وسوره، وأن نحقق ما كان منها مكيا وما كان مدنيا فتلك محاولة كبيرة جديرة أن
تفرد بالتأليف وقد أفردها فعلا بالتأليف جماعة منهم مكي والعز الدريني # ولكن حسبنا هنا أن
نتكلم على الاصطلاحات في معنى المكي والمدني وعلى فائدة العلم بالمكي والمدني وعلى
الطريق الموصلة إليه وعلى الضوابط التي يعرف بها وعلى السور المكية والمدنية والمختلف فيها
وعلى أنواع السور المكية والمدنية وعلى أوجه تتعلق بالمكي والمدني وعلى فروق أخرى بين
المكي والمدني صيغت من بعضها مطاعن في القرآن وعلى دفع تلك المطاعن ونقضها
1 - الاصطلاحات في معنى المكي والمدني "
كذلك مقدمات التفسير في أول تفسير التحرير والتنوير ، وغير ذلك الكثير النافع فيما كتبه
المعاصرون في علوم القرآن ، والله ولي التوفيق.
---
مساعد الطيار
04-03-2007, 10:21 PM(1/2543)
الأخ الفاضل أبا العالية ، قد كتبت في ( المحرر في علوم القرآن ) عن هذا الموضوع ، وهذا هو بطوله ، ولعله يفيدك إن شاء الله تعالى :
(( لقد كان للسلف طريقتان في التعبير عن النُّزول :
الأولى : روايات تذكر كل السور ، وتميز مكيها من مدنيها .
الثانية : روايات متفرقة تذكر المكي من المدني ، ويكثر في هذه الروايات الإشارة إلى أماكن نزول الآيات .
وفي كلا الطريقتين لم يقع منهم نصٌّ مباشر على الزمان ( قبل الهجرة ، وبعد الهجرة ) .
بل كان الوارد عن بعض الصحابة التنبيه على معرفة المكان دون الزمان ، كالوارد عن ابن مسعود قال : (( والذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت ، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت ، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه )) ( )، وقد ورد هذا المعنى عن غيره من السلف .(1/2544)
أما الطريقة الأولى ، فقد ورد فيه روايات عديدة عن بعض الصحابة والتابعين وأتباعهم ، ومنها - على سبيل المثال - ما رواه البيهقي ( ت : 458 ) بسنده عن عكرمة ( ت : 105 ) ، والحسن البصري ( ت : 110 ) ؛ قالا : (( أنزل الله من القرآن بمكة اقرأ باسم ربك ، ون ، والمزمل ، والمدثر ، وتبت يدا أبي لهب ، وإذا الشمس كورت ، وسبح اسم ربك الأعلى ، والليل إذا يغشى ، والفجر ، والضحى ، وألم نشرح ، والعصر ، والعاديات ، والكوثر ، وألهاكم التكاثر ، وأرأيت ، وقل يا أيها الكافرون ، وأصحاب الفيل ، والفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، وقل هو الله أحد ، والنجم ، وعبس ، وإنا أنزلناه ، والشمس وضحاها ، والسماء ذات البروج ، والتين والزيتون ، ولإيلاف قريش ، والقارعة ، ولا أقسم بيوم القيامة ، والهمزة ، والمرسلات ، وق ، ولا أقسم بهذا البلد ، والسماء والطارق ، واقتربت الساعة ، وص ، والجن ، ويس ، والفرقان ، والملائكة ، وطه ، والواقعة ، وطسم ، وطس ، وطسم ، وبني إسرائيل ، والتاسعة ، وهود ، ويوسف ، وأصحاب الحجر ، والأنعام، والصافات ، ولقمان ، وسبأ ، والزمر ، وحم المؤمن ، وحم الدخان ، وحم السجدة، وحمعسق ، وحم الزخرف ، والجاثية ، والأحقاف ، والذاريات ، والغاشية، وأصحاب الكهف ، والنحل ، ونوح ، وإبراهيم ، والأنبياء ، والمؤمنون ، وآلم السجدة ، والطور ، وتبارك ، والحاقة ، وسأل ، وعَمَّ يتساءلون ، والنازعات، وإذا السماء انشقت ، وإذا السماء انفطرت ، والروم ، والعنكبوت .
وما نزل بالمدينة : ويل للمطففين ، والبقرة ، وآل عمران ، والأنفال ، والأحزاب ، والمائدة ، والممتحنة ، والنساء ، وإذا زلزلت ، والحديد ، ومحمد ، والرعد ، والرحمن ، وهل أتى على الإنسان ، والطلاق ، ولم يكن ، والحشر ، وإذا جاء نصر الله ، والنور ، والحج ، والمنافقون ، والمجادلة ، والحجرات ، ويا أيها النبي لم تحرم ، والصف ، والجمعة ، والتغابن ، والفتح ، وبراءة )) ( ).(1/2545)
قال البيهقي : (( والتاسعة يريد بها سورة يونس . قال : وقد سقط من هذه الرواية الفاتحة ، والأعراف ، وكهيعص فيما نزل بمكة )) ( ).
وأما الطريقة الثانية ، ففيها روايات عديدة ، منها ما رواه البخاري ، قال : حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب (( أن أناسا من اليهود قالوا : لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا.
فقال عمر : أية آية ؟
فقالوا : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ] المائدة : 3 [ . فقال عمر : إني لأعلم أي مكان أنزلت ؛ أنزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بعرفة )) ( ).
فهذه الروايات وغيرها تدل على أنَّ السلف كانوا يُعنون بذكر المكان الذي نزلت فيه السورة أو الآية ، لكن لا يعني هذا أنهم كانوا يُغفلون الزمان الذي ضبطه بعض أتباع التابعين بضابط الهجرة ، فما كان قبل الهجرة فهو مكي ، وما كان بعد الهجرة فهو مدني ، فهذا الضابط ، وإن لم ينصوا عليه إلا أنهم يعملون بفحواه ، فهل يُتصوَّر أن يكون نزول آية إكمال الدين في مكة قبل الهجرة ؟
بالطبع لا ، فقول عمر : (( أنزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بعرفة )) يتضمن نزولها بعد الهجرة ؛ لأن حجة الوداع كانت بعد الهجرة قطعًا ، ولم يكن هناك داعٍ لأن يقول عمر : نزلت بعد الهجرة ، ولا كان من مصطلحات الصحابة والتابعين وكثير من أتباع التابعين( ) .
وأول من رأيته نصَّ على هذا الضابط الزماني يحيى بن سلام البصري ( ت : 200) قال : (( ... وإن ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي عليه السلام المدينة فهو من المكي .
وما نزل على النبي - عليه السلام -في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني )) ( ).
وهذا الضابط الزماني هو الذي اعتمده العلماء المتأخرون ، وسارت به الكتب بعدهم .(1/2546)
ولكن المقصود هنا التنبيه على أنه لا تعارض بين مذهب السلف في التعبير عن النُّزول بالمكان ، وما ذهب إليه المتأخرون من العلماء من أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي ، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني ؛ لأن السلف كانوا يعتنون بذكر المكان ، ويعملون بالزمان في تطبيقاتهم التفسيرية ، ومما يدل على ذلك ما يأتي : قال سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال : (( سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى : { ومن عنده علم الكتاب } ] الرعد : 43 [ أهو عبد الله بن سلام ؟ فقال : كيف ؟ وهذه السورة مكية )) ( ).
ويمكن تلخيص القول في هذه المسألة بأن يُعتبر المصطلحان معًا بحيث يكون في ذكر مكان النُّزول إشارة إلى ضابط الزمان إن احتاج الأمر إلى ذلك .
وإذا تأملت ذلك وجدت :
1 - أن كل ما وُصِف من القرآن بأنه مدني فلا يدخله اللَّبس ، فما وصف بالمدني فهو بعد الهجرة لا قبلها قطعًا .
2 - أنَّ الأماكن التي ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما ذهب إليها بعد الهجرة ؛ - كبعض غزواته : غزوة بني المصطلق وغزوة تبوك - لا يمكن أن يقال : إنها من المكي ؛ لأنها بعد الهجرة .
3 - يبقي الأمر في بعض السور والآيات التي نزلت بمكة بعد الهجرة ، وهي قليلة بالنسبة لسور وآيات القرآن .
وإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة إلى الترجيح بين المصطلحين - كما ذهب إليه بعض من كتب في المكي والمدني - لأمن اللبس في أغلب نزول القرآن من هذه الجهة ، والله أعلم )) .
---
محمد الشايع
04-04-2007, 04:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضافة إلى ما كتبه الاخوة الأفاضل في هذا الموقع المبارك احببت ذكر بعض الكتب
الخاصةفي الموضوع ، منها :
1-المكي والمدني في القرآن الكريم عبد الرزاق حسين أحمد
2- المكي والمدني في القرآن الكريم محمد الشايع
3- مقدمة في خصائص الخطاب القرآني بين العهدين المكي والمدني د / السيد عبد المقصود جعفر
---
أحمد البريدي
04-07-2007, 06:06 PM(1/2547)
حياك الله دكتور هشام ونحن سعداء بانضمامك معنا وننتظر مشاركاتك القيمة , وأما ما يتعلق بالاستثناء فسأذكر لك ما كتبته حول هذا الموضوع في رسالتي يضاف إلى ما تكرم به المشايخ الكرام :
تِقْسِيمُ السُّوَرِ إلى مكِّيَّةٍ ومدنيَّةٍ ، وكَوْنُ السورةِ كُلِّها مكِّيَّةٍ أو مدنيَّةٍ إنّما هو الأغْلَبُ الأعَمُّ في سُوَرِ القرآن ، ذلكَ أنّه قد وَرَدَتْ آياتٌ مدنيَّةٌ في سُوَرٍ مَكِّيَّةٍ والعكْسُ على وجه القِلَّةِ ، وسبب ذلكَ ما تقرَّرَ بأنّ ترتيبَ الآياتِ تَوقِيفيٌّ بالإجماعِ كما تقدّمَ ، قال ابن حجرٍ رحمه الله :" قد اعتنى بعضُ الأئمّةِ ببيانِ ما نَزَلَ مِن الآياتِ بالمدينةِ في السُّوَرِ المكِّيَّةِ " ...إلى أنْ قال :" وأمّا عَكْسُ ذلكَ وهو نُزولُ شيءٍ مِن سُورَةٍ بِمَكَّةَ ، تأخَّرَ نُزولُ تلكَ
السُّورةِ إلى المدينةِ فلَمْ أَرَهُ إلاّ نادرًا ".( )
والاسْتِثْنَاءُ المذكورُ مَشْهُورٌ في كُتُبِ القُرَّاءِ ومُثْبَتٌ في المصاحِف ، وثُبُوتُ وُقُوعِه دلَّتْ عليه الأدلَّةُ ، لكنْ هل يُقْبَل كُلُّ ما يُذكر مِن الاستثناءِ ؛ أمْ لا بُدَّ مِن النظرِ فيه ؟
يَرَى الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله أنّ الاستثناءَ لا يَصِحُّ إلاّ بدليلٍ لأنّه خِلافُ الأصْلِ؛ وعليه فقد قالَ عند تفسيره لقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} (البقرة:من الآية21) :"{يَا أَيُّهَا النَّاسُ}النداءُ هُنَا وُجِّهَ لعمومُ الناسِ مع أنّ السُّورَةَ مَدنِيَّةٌ ؛ والغالبُ في السُّوَرِ المدنيَّةِ أنّ النداءَ فيها يكونُ مُوَجَّهًا للمؤمنين . والله أعلم بما أرادَ في كِتَابِهِ ؛ ولو قالَ قائلٌ : لعلَّ هذهِ آيةٌ مَكِّيَّةٌ جُعِلَتْ في السُّورَةِ المدنيَّةِ ؟(1/2548)
فالجوابُ : أنّ الأَصْلَ عدمُ ذلكَ - أيْ عدمُ إدْخَالِ الآيةِ المكِّيَّةِ في السُّوَرِ المدنيَّةِ ، أو العكْس ؛ ولا يجوزُ العُدُولُ عن هذا الأَصْلِ إلا بدليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ ؛ وعلى هذا فما نَرَاهُ في عناوينِ بعضِ السُّوَرِ أنّها مَدَنِيَّةٌ إلاّ آيةَ كَذَا ، أو مَكِّيَّةٌ إلاّ آيةَ كَذَا غَيْرُ مُسَلَّمٍ حتّى يَثْبُتَ ذلكَ بدليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ ؛ وإلاّ فالأَصْلُ أنّ السُّورَةَ المدنيَّةَ جميعُ آياتِها مدنيَّةٌ ، وأنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ جميعُ آياتِها مَكِّيَّةٌ إلا ّبدليلٍ ثابتْ ".( )
وقالَ في تفسيره لسورة الكهف : " سورةُ الكهفِ مَدَنِيَّةٌ ، واستَثْنَى بعضُ المفسِّرينَ بعضَ الآياتِ : أَوَّلُهَا ( 1 – 8 ) ، وآية رقم ( 28 ) ، ومِن ( 107 – 110 ) على أنّها مَكِّيَّةٌ ( ) ، ولكن هذا الاستثناءَ يحتاجُ إلى دليلٍ ؛ لأنّ الأصْلَ أنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ مكِّيَّةٌ كُلُّهَا ، وأنّ المدنيَّةَ مدنيَّةٌ كُلُّهَا ، فإذا رأيْتَ استثناءً فلا بُدَّ مِن دليلٍ ".( )
ولِذا فينبغي تَتَبُّعُ المواضِع التي ذكَرَها المفسِّرُونَ فما دلَّ الدليلُ على الاستثناءِ يُثْبَتْ وما لَمْ يَدُلَّ دليلٌ عليه فالأَصْلُ عَدَمُهُ ، وقد بيّنَ الشيخُ رحمه الله سبَبَ كَثْرةِ الاستثناءِ عند
المفسِّرِينَ فقال :" فبعضُ العلماءِ إذا نَظَرَ إلى أنّ المعنى يَلِيقُ بالسُّوَرِ المدنيَّةِ ، أو بالأحْكامِ المدنيَّةِ ذَهَبَ يَسْتَثْنِي ويقول :" إلاّ آيةَ كَذَا ، إلاّ آيةَ كَذَا " وهذا غَيْرُ مُسَلَّمٍ ".( )
قالَ ابنُ الحَصَّارِ في نَظْمِه للسُّوَرِ المكِّيَّةِ والمدنيَّةِ :"
وذا الذي اخْتَلَفَتْ فيهِ الرُّوَاةُ لَه وَرُبَّمَا اسْتُثْنِيَتْ آيٌ مِن السُّوَر
وما سِوَى ذاكَ مَكِّيٌّ تنزله فلا تَكُنْ مِن خِلافِ الناسِ في حَصَرِ
فليسَ كُلُّ خِلافٍ جاءِ مُعْتَبَرًا إلاّ خلافٌ لَهُ حظٌّ مِن النَّظَرِ "( )(1/2549)
وقد تَتَبَّعَ السيوطيُّ رحمه الله ما قِيلَ باستثنائِه وذكَرَ الأدلَّةَ على ذلكَ مُختصرًا في كتابه : الإتقان .( )
وقد ذَكَرَ الشيخُ عبدُ الله الجديع أنّه قامَ بِتَتَبُّعِ أسانِيدِ ما قِيلَ فيه بالاستثناءِ وخَلُصَ إلى أنّ الذي ثَبَتَتْ به الرِّوايةُ مِن المدنيِّ في المكِّيِّ في تِسْعِ سُوَرٍ هي: سُورَةُ هُودٍ والنحْل والإسْرَاء والحَجّ (في ثلاثة مَواضِع) ويس والزمر (في مَوْضِعَين) والشورى والأحقاف والتغابن ، ومَوْضِعُ مَجِيء المكِّيِّ في المدنيِّ في سُورَةِ الحديد فقط .( )
وإعْمالاً لِمَا ذَكَرَهُ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله مِن أنّه لا بُدَّ لِصِحَّةِ الاستثناءِ مِن دليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ فإنّي سأذْكُرُ مَوْضِعَين نَبَّهَ الشيخُ على عَدَمِ صِحَّةِ الاستثناءِ ؛ إلاّ أنّ الدليلَ دَلَّ على صِحَّتِهِ :
المَوْضِعُ الأول : ما ذَكَرَهُ عند تفسيره لسورةِ يس حيثُ ذكَرَ الخلافَ في نُزولِها ثُمَّ قال :"
والذي يَظْهَرُ أنّها مَكِّيَّةٌ ؛ لأنّ أُسْلُوبَها أُسْلُوبٌ مَكِّيٌّ "... إلى أنْ قالَ :" وإذا جعَلْنَاها مَكِّيَّةً فإنّنا لا نَقُولُ باستثناءِ شيءٍ مِنها ؛ لأنّ الأَصْلَ أنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ كُلُّها مَكِّيَّةٌ ، وأنّ السُّوَرَ المدنيَّةَ كُلُّها مدنيَّةٌ ، فمِن ادَّعى استثناءَ آيةٍ ، أو آيتينِ ، أو أكثرَ فَعَلَيْهِ الدليل ".( )
قُلْتُ : قد دَلَّ الدليلُ على نُزولِ آيةٍ مِنها في المدينةِ ، فلقد روَى الترمذيُّ مِن حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قال :" كانت بنو سلمةَ في ناحيةِ المدينةِ فأرادوا النُّقْلَةَ إلى قُرْبِ المسجدِ ، فنَزَلَتْ هذهِ الآيةُ{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ }(يّس:من الآية12) فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : [ إنَّ آثَاركُم تُكْتَبُ ] فَلَمْ ينتقلوا ".( )(1/2550)
وقد أَوْرَدَ ابنُ كثيرٍ رحمه الله هذا الحديثَ ثُمَّ قالَ :" وفيه غَرابةٌ مِن حيثُ ذِكْرُ نُزولِ هذه الآيةِ ، والسُّورَةُ بِكَمالِهَا مَكِّيَّةٌ ".( )
قُلْتُ : ولعلَّ الشيخَ رحمه الله يَرَى هذا الرأْيَ في عدمِ الاستثناءِ ، والله أعلم .
المَوْضِعُ الثاني : عند تفسيره لسورةِ الزُّمَر قالَ :" قولهُ [ مَكِّيَّةٌ إلاّ آيةَ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ }]( ) " علَّقَ عليه ابن عثيمين بقولهِ :" وهذا الاستثناءُ يحتاجُ إلى دليلٍ" ...إلى أنْ قالَ :" ولا أعلمُ لهذا الاستثناءِ الذي ذَكَرَهُ المؤلِّفُ دليلاً بل ظاهِرُهُ مِن حيثُ المعنى يَقْتضِي أنْ يكونَ مِن المَكِّيَّاتِ فَقَوْلُهُ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}يتعلَّقُ بالتوحيدِ والتوبةِ ".( )
قُلْتُ :لقد دَلَّ الدليلُ على كَوْنِها نَزَلَتْ في المدينةِ ولِذا فاعتبارُ المعنى الذي ذَكَرَهُ الشيخُ رحمه الله إنّما هو إعْمَالٌ لطريقةِ بعضِ المفسِّرينَ ؛ والتي نَبَّهَ الشيخُ على عَدَمِ صِحَّتِهَا كما تقدّم .
ودليلُ نُزولِهَا في المدينةِ حديث ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما:" أنّ نَاسًا مِن أهلِ الشِّرْكِ كانوا قد قَتَلوا وأَكْثَرُوا ، وزَنَوْا وأَكْثَرُوا ، فَأَتَوْا محمّدًا - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : إنّ الذي تقولُ وتدعوا إليه لَحَسَنٌ ، لو تُخبرنا أنّ لِمَا عَمِلْنَا كفّارةٌ فَنَزَل :{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ}(الفرقان:من الآية68) ونَزَلَتْ{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}(الزمر:من الآية53) .( )(1/2551)
وهذه الروايةُ وإنْ كانت لا تَدُلُّ صَرَاحةً على نُزولِهَا في المدينةِ ؛ إلاّ أنّ ابنَ حجرٍ رحمه الله بيّنَ أنّ السائلَ عن ذلكَ وحْشيُّ بن حَرْبٍ قَاتِلُ حمزةَ بن عبد المطّلب كما عندَ الطبرانيِّ ( ) في بعضِ رواياتِ الحديث . ( ) ( )
---
د.أحمد شكري
04-08-2007, 12:36 PM
وممن بحث في الآيات المكية وأجاد الدكتور أحمد عباس البدوي في كتابه عن الآيات المكية وهو مطبوع نشرته دار عمار بالأردن
وللدكتور الفاضل مصطفى المشني بحث منشور في مجلة المنارة - مجلة محكمة تصدرها جامعة آل البيت بالأردن - حول الآيات المدنية في السور المكية، وخلص إلى عدم وجود آيات مكية في السور المدنية
والذي يظهر أن القول بعدم وجود مكي في المدني وكذلك عدم وجود آيات مدنية في المكي أولى بالقبول وإن وجد شيء من ذلك ففي نطاق ضيق جدا.
---
(1/2552)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ** مشتهى العقول في منتهى النقول ** للسّيُوطي
---
** مشتهى العقول في منتهى النقول ** للسّيُوطي
---
أبو بيان
11-24-2004, 07:23 PM
هذه رسالة:
مشتهى العقول في منتهى النقول
تأليف: الإمام جَلال الدّين السّيُوطي
تحقيق: بَديع السّيد اللّحام
* وموضوعها طريف, في ذكر نهايات الأشياء, وهي ما يقابل كتب الأوائل الكثيرة المشهورة.
مع أرق تحية.
---
(1/2553)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > برجاء حل هذا الإشكال
---
برجاء حل هذا الإشكال
---
شهاب ثاقب
10-24-2004, 10:12 AM
sقال ابن كثير فى قوله تعالى:"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" الحديد:16
"عن عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك حَدَّثَنَا صَالِح الْمُرِّيّ عَنْ قَتَادَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ اللَّه اِسْتَبْطَأَ قُلُوب الْمُؤْمِنِينَ فَعَاتَبَهُمْ عَلَى رَأْس ثَلَاث عَشْرَة مِنْ نُزُول الْقُرْآن فَقَالَ " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " الْآيَة رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح عَنْ حُسَيْن الْمَرْوَزِيّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك بِهِ .
ثُمَّ قَالَ هُوَ وَمُسْلِم حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال يَعْنِي اللَّيْثِيّ عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ مَا كَانَ بَيْن إِسْلَامنَا وَبَيْن أَنْ عَاتَبَنَا اللَّه بِهَذِهِ الْآيَة " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " الْآيَة إِلَّا أَرْبَع سِنِينَ كَذَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي آخِر الْكِتَاب" أهـ.
فكيف ندفع التعارض الظاهر فى تاريخ نزول الآية بين قولى ابن عباس و ابن مسعود رضى الله عنهما؟؟
جزاكم الله خيرا
---
مساعد الطيار
10-24-2004, 12:48 PM
أخي الكريم
ما رُوي عن ابن مسعود هو الأصح لأمور :(1/2554)
الأول : صحة سند ابن مسعود .
الثاني : أن ابن مسعود أعلم بالنزول ، يقول : ( والذي لا إله غيره ؛ ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت ، وأين نزلت ) .
الثالث : أن السورة مكية ، والحدث مكي ، وابن مسعود شاهد عليه ، وحاضر فيه بخلاف ابن عباس الذي لم يدرك هذا الحدث ، فيقدَّم قول من كان معاصرًا له ، وشاهدًا عليه على قول من لم يعاصر ويكون من شهوده .
والله أعلم .
---
(1/2555)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شيخ المفسرين : ابن جرير الطبري ( 1 )
---
شيخ المفسرين : ابن جرير الطبري ( 1 )
---
الشجاع
01-22-2004, 07:38 PM
شيخ المفسرين : ابن جرير الطبري ( 1 )
أن يكون الرجل ذا همة فهذا أمر مطلوب ، وأن يبزغ نجمه في فن من العلوم فهذا أمر محمود ، ولكن ما بالك لو كان صاحب هذه الترجمة ذا همة عالية ، فبزغ نجمه في التفسير فكان مفسرًا بارعًا ، وبزغ له نجم في التاريخ فكان مرجعًا ، ولم يلبث أن بزغ له نجم ثالث في الفقه فكان إمامًا يقتدى به ، فهو إمام من الأئمة ومجتهد من أهل الاجتهاد وصاحب مذهب مطلق ، وإن كان لم يكتب لمذهبه البقاء ، كل من كتب
في التفسير يعولون عليه ، وكل من كتب في التاريخ يرجعون إليه ، فهو بحق يعد أبًا للتاريخ ، كما أنه أب للتفسير ، إنه الإمام المفسر الفقيه المؤرخ ابن جرير الطبري .
التعريف بابن جرير الطبري :
هو أبو جعفر ، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ، الإمام الجليل ، المجتهد المطلق، صاحب التصانيف المشهورة ، وهو من أهل آمل طبرستان، ولد بها سنة 224هـ أربع وعشرين ومائتين من الهجرة ، ورحل من بلده في طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، سنة ست وثلاثين ومائتين ، وطوّف في الأقاليم ، فسمع بمصر والشام والعراق ، ثم ألقى عصاه واستقر ببغداد ، وبقى بها إلى أن مات سنة عشر وثلاثمائة .
مبلغه من العلم والعدالة :(1/2556)
كان ابن جرير أحد الأئمة الأعلام ، يُحكم بقوله ، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، فكان حافظًا لكتاب الله ، بصيرًا بالقرآن ، عارفًا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن ، عالمًا بالسنن وطرقها ، وصحيحها وسقيمها ، وناسخها ومنسوخها ، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام ، ومسائل الحلال والحرام ، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم .. هذا هو ابن جرير في نظر الخطيب البغدادي، وهي شهادة عالم خبير بأحوال الرجال ، وذكر أن أبا العباس بن سريج كان يقول : محمد بن جرير فقيه عالم ، وهذه الشهادة جد صادقة ؛ فإن الرجل برع في علوم كثيرة ، منها : علم القراءات ، والتفسير ، والحديث ، والفقه ، والتاريخ ، وقد صنف في علوم كثيرة وأبدع التأليف وأجاد فيما صنف .
مصنفاته :
كتاب التفسير، وكتاب التاريخ المعروف بتاريخ الأمم والملوك، وكتاب القراءات، والعدد والتنزيل ، وكتاب اختلاف العلماء ، وتاريخ الرجال من الصحابة والتابعين ، وكتاب أحكام شرائع الإسلام ، وكتاب التبصر في أصول الدين … وغير هذا كثير .
ولكن هذه الكتب قد اختفى معظمها من زمن بعيد ، ولم يحظ منها بالبقاء إلى يومنا هذا وبالشهرة الواسعة ، سوى كتاب التفسير ، وكتاب التاريخ .(1/2557)
وقد اعتبر الطبري أبا للتفسير ، كما اعتبر أبا للتاريخ الإسلامي ، وذلك بالنظر لما في هذين الكتابين من الناحية العلمية العالية ، ويقول ابن خلكان : إنه كان من الأئمة المجتهدين ، لم يقلد أحدًا ، ونقل : أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي ذكره في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين ، قالوا : وله مذهب معروف ، وأصحاب ينتحلون مذهبه ، يقال لهم الجريرية ، ولكن هذا المذهب الذي أسسه ـ على ما يظهر ـ بعد بحث طويل ، ووجد له أتباعًا من الناس ، لم يستطع البقاء إلى يومنا هذا كغيره من مذاهب المسلمين ؛ ويظهر أن ابن جرير كان قبل أن يبلغ هذه الدرجة من الاجتهاد متمذهبًا بمذهب الشافعي ، يدلنا على ذلك ما جاء في الطبقات الكبرى لابن السبكي ، من أن ابن جرير قال : أظهرت فقه الشافعي ، وأفتيت به ببغداد عشر سنين .
علو همته :
كان رحمه الله عالي الهمة متوقد العزم ـ قال : عند تفسيره للقرآن : أتنشطون لتفسير القرآن ؟ قالوا : كم يكون قدره ؟ قال : ثلاثون ألف ورقة ، فقالوا هذا ما يفني الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة .
اتهامه بالوضع للروافض :
وقد اتُهِمَ رحمه الله بأنه كان يضع للروافض، وهذا رجم بالظن الكاذب ، ولعله أشبه على صاحب هذا القول ابن جرير آخر ، وهو محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي .
وفاته :
مرض أبو جعفر بذات الجنب فجاءه الطبيب فسأل أبا جعفر عن حاله ، فعرّفه حاله وما استعمل وما أخذ لعلته ، وما انتهى إليه في يومه ، فقال له الطبيب : ما عندي فوق ما وصفته لنفسك شيء ، فلما كان يوم السبت لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة كانت منيته ودفن يوم الأحد ، ولم يؤذن به أحد ، فاجتمع على جنازته ما لا يحصى عددهم إلا الله ، وصلى على قبره شهورًا ليلاً ونهارًا .
هذا هو ابن جرير ؛ وهذه هي نظرات العلماء إليه ، وذلك هو حكمهم عليه ، ومن كل ذلك تبين لنا قيمته ومكانته .
التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه :(1/2558)
يعتبر تفسير بن جرير من أقوم التفاسير وأشهرها ، كما يعتبر المرجع الأول عند المفسرين الذين عنوا بالتفسير النقلي ؛ وإن كان في الوقت نفسه يعتبر مرجعًا غير قليل الأهمية من مراجع التفسير العقلي ؛ نظرًا لما فيه من الاستنباط ، وتوجيه الأقوال ، وترجيح بعضها على بعض ، ترجيحًا يعتمد على النظر العقلي ، والبحث الحر الدقيق .
ويقع تفسير ابن جرير في ثلاثين جزءًا من الحجم الكبير ، وقد كان هذا الكتاب من عهد قريب يكاد يعتبر مفقودًا لا وجود له ، ثم قدّر الله له الظهور والتداول ، فكانت مفاجأة سارة للأوساط العلمية في الشرق والغرب أن وجدت في حيازة أمير ( حائل ) الأمير حمود ابن الأمير عبد الرشيد من أمر اء نجد نسخة مخطوطة كاملة من هذا الكتاب ، طبع عليها الكتاب من زمن قريب ، فأصبحت في يدنا دائرة معارف غنية في التفسير المأثور .
ما قيل في تفسيره :
ولو أننا تتبعنا ما قاله العلماء في تفسير ابن جرير ، لوجدنا أن الباحثين في الشرق والغرب قد أجمعوا الحكم على عظيم قيمته ، واتفقوا على أنه مرجع لا غنى عنه لطالب التفسير ، فقد قال السيوطي رضي الله عنه " وكتابه ـ يعني تفسير محمد بن جرير ـ أجل التفاسير وأعظمها ، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال ، وترجيح بعضها على بعض ، والإعراب ، والاستنباط ، فهو يفوق بذلك على تفسير الأقدمين " .
وقال النووي : " أجمعت الامة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري " .
وقال ابو حامد الإسفرايني : " لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرًا " .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما التفاسير التي في أيدي الناس ، فأصحها تفسير ابن جرير الطبري ، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة ، وليس فيه بدعة ، ولا ينقل عن المتهمين ، كمقاتل بن بكير والكلبي " .(1/2559)
ويذكر صاحب لسان الميزان : أن ابن خزيمة استعار تفسير ابن جرير من ابن خالوية فرده بعد سنين ، ثم قال : " نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير " .
هذا وقد كتب ( نولدكه ) سنة 1860م بعد اطلاعه على بعض فقرات من هذا الكتاب " لو كان بيدنا هذا الكتاب لاستغنينا به عن كل التفاسير المتأخرة ، ومع الأسف فقد كان يظهر أنه مفقود تمامًا ، وكان مثل تاريخه الكبير مرجعًا لا يغيض معينه أخذ عنه المتأخرون معارفهم " .
اختصار الطبري لتفسيره :
ويظهر مما بأيدينا من المراجع ، أن هذا التفسير كان أوسع مما هو عليه اليوم ، ثم اختصره مؤلفه إلى هذا القدر الذي هو عليه الآن ، فابن السبكي يذكر في طبقاته الكبرى " أن أبا جعفر قال لأصحابه : أتنشطون لتفسير القرآن ؟ قالوا : كم يكون قدره ؟ فقال : ثلاثون ألف ورقة ، فقالوا : هذا ربما تفنى الأعمار قبل تمامه ، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة ، ثم قال : هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا ؟ ، قالوا : كم قدره ؟ فذكر نحوًا مما ذكره في التفسير ، فأجابوه بمثل ذلك ، فقال : إنا لله ، ماتت الهمم ، فاختصره في نحو ما اختصر التفسير " أ.هـ .
أولية تفسيره :
هذا ونسطيع أن نقول إن تفسير ابن جرير هو التفسير الذي له الأولية بين كتب التفسير ، أولية زمنية ، وأولية من ناحية الفن والصناعة .
أما أوليته الزمنية ، فلأنه أقدم كتاب في التفسير وصل إلينا ، وما سبقه من المحاولات التفسيرية ذهبت بمرور الزمن ، ولم يصل إلينا شيء منها ، اللهم إلا ما وصل إلينا منها في ثنايا ذلك الكتاب الخالد الذي نحن بصدده .
وأما أوليته من ناحية الفن والصناعة ؛ فذلك أمر يرجع إلى ما يمتاز به الكتاب من الطريقة البديعة التي سلكها في مؤلفه ، حتى أخرجه للناس كتابًا له قيمته ومكانته(1/2560)
ونريد أن نعرض هنا لطريقة ابن جرير في تفسيره ، بعد أن أخذنا فكرة عامة عن الكتاب، حتى يتبين للقارئ أن الكتاب واحد في بابه ، سبق به مؤلفه غيره من المفسرين ، فكان عمدة المتأخرين ، ومرجعًا مهمًا من مراجع المفسرين ، على اختلاف مذاهبهم ، وتعدد طرائقهم .
موقع الشبكه الإسلاميه
---
(1/2561)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مع أعظم إنسان (رمضانيات23)
---
مع أعظم إنسان (رمضانيات23)
---
د. محمد مشرح
11-06-2004, 12:02 PM
الحلقة23
19- قريش تنزل بالعدوة والمسلمون ببدر *
قال ابن اسحاق ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل وبطن الوادي وهو يليل بني بدر بين العقنقل الكثيب الذي خلفه قريش والقليب ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة وبعث الله السماء وكان الوادي دهسا فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ما لبد لهم الأرض ولم يمنعهم عن السير وأصاب قريشا منها ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم إلى الماء حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل به
20-الحباب يشير عليه صلى الله عليه وسلم بمكان النزول
قال ابن اسحاق فحدثت عن رجال من بن سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر ابن الجموح قال يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة قال بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال يا رسول الله فأن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم تغور ما وراءه من القلب ثم نبنبي عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فشرب ولا يشربون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أشرت بالرأي فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه ثم امر بالقلب فغورت وبني حوضا على القليب الذي نزل فملىء ماء ثم قذفوا فيه الآنية
21 بناء العريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم(1/2562)
قال ابن اسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث أن سعد بن معاذ قال يا نبي الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبا منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير ثم بني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش فكان فيه .
22 ارتحال قريش ودعاء الرسول عليهم.
قال ابن اسحاق وقد ارتحلت قريش حين فأقبلت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوب من العقنقل وهوالكثيب الذي جاءوا منه الى الوادي قال اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني اللهم أحنهم الغداة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى عتبة بن ربيعة في القوم على جمل له أحمر إن يكن في أحد القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا وقد كان خفاف بن أيماء بن رحضة الغفاري أو أبوه أيماء بن رحضة الغفاري بعث الى قريش حين مروا به ابنا له بجزائره أهداها لهم وقال إن أحببتم أن نمدكم بسلاح ورجال فعلنا قال فأرسلوا إليه مع ابنه أن وصلتك رحم قد قضيت الذي عليك فلعمري لئن كنا إنما نقاتل الناس فما بنا من ضعف عنهم ولئن كنا إنما نقاتل الله كما يزعم محمد فما لأحد بالله من طاقة فلما نزل الناس أقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حكيم بن حزام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهم فما شرب منه رجل يومئذ إلا قتل إلا ما كان من حكيم بن حزام فإنه لم يقتل ثم أسلم بعد ذلك فحسن إسلامه فكان إذا جهد في يمينه قال لا والذي نجاني من يوم بدر .
دروس من المقاطع السابقة(1/2563)
[ وأوشكت المواجهة الساخنة أن تقترب ، وليس الحديث عن الحرب كممارسة الحرب ، تخيل ساعة الصفر ، وأنت مع الجيش تشاهد العدو أمامك ، إنها معركة فاصلة ، ولقاء له ما بعده بين الحق والباطل .ومن يدري لمن تكون الدائرة لكن الرسول القائد صلى الله عليه وسلم كان قد وعد من ربه أن الإحد الطائفتين ستكون ، والقافلة قد نجت فما بقي إلا الأخرى ؛ النصر في المعركة ، ولكن الا بتهال المتواصل منه عليه الصلاة والسلام وتحميس الجيش ظل مستمرا فمن يدري قد يحدث مخالفة من الجيش فتكون النتيجة مختلفة هذا أمر والأمر الآخر فإنه ينبغي استمرار الاتصال بالله تعالى ، واستخدام الأسباب .]
* السيرة النبوية ، ابن هشام .
---
(1/2564)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال في تفسير ابن كثير!!! فمن يفيدني بحله ؟؟
---
إشكال في تفسير ابن كثير!!! فمن يفيدني بحله ؟؟
---
محمود الشنقيطي
12-10-2006, 12:29 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد/
فقد كنا في درس تفسيرٍ,ولفت الشيخ المدرس انتباهنا إلى مسألة في تفسير ابن كثير وهي أنه إذا أورد إسناد ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد ابن جبير عن ابن عباس,وهي:
1- لا يذكر الإسناد مختصراً بل يذكره بتمامه ولو كان في آية واحدة مرتين.
2- لا يذكره بجزم من ابن أبي محمد بالرواية عن سعيد أو عكرمة, بل بالشك دائما فيمن جاءت عنه الرواية منهما.
3- لا يورد حكما على السند مع تضارب أقوال العلماء واختلافهم فيه ..
فحبذا لو نبهنا بعض المشايخ إلى أجوبة لهذه التساؤلات, أو نفي لاطِّراد ذلك في التفسير كله, لأن شيخنا لم يجزم به بل قال في الأغلب..
---
(1/2565)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لله الحمد - الآن : كتاب (حلية الحفاظ شرح منظومة الدمياطي في متشابه الآى والألفاظ)
---
لله الحمد - الآن : كتاب (حلية الحفاظ شرح منظومة الدمياطي في متشابه الآى والألفاظ)
---
نجم
02-12-2006, 08:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
هذه هي أول نسخة على الإنترنت من كتاب ( حلية الحفاظ شرح منظومة الدمياطي في متشابه الآى والألفاظ )
وهو شرح لمنظومة الدمياطي في متشابه القرآن ، وحقوق الطبع لكل مسلم ، ويفضل أن تراجع أولا على النسخة الخطية .
بارك الله في كتاب حلية الحفاظ ، وجزى الله مؤلفه خيرا ، وكل من سعى لنشره وتعلمه وتعليمه.
---
(1/2566)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خطبة العيد بخط ابن عثيمين -رحمه الله
---
خطبة العيد بخط ابن عثيمين -رحمه الله
---
ابن مقبل
10-22-2006, 07:53 AM
السلام عليكم
هدية العديد أتمنى أن تنال إعجاب الجميع: خطبة عيد الفطر بخط ابن عثيمين -رحمه الله-
ولا تنسونا من دعوة في ختام هذا الشهر الفضيل.
---
(1/2567)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية كتاب الكتروني رائع
---
اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
11-13-2006, 06:59 AM
اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
اقتضاء الصّرَاط المُسْتقيم
شيْخ الإسْلام ابْن تيْميَة
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 694 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/10063/aee7f243fe.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/10063/17e8d502a1.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/10063/787f026de5.jpg
روابط التنزيل
http://www.snapdrive.net/files/137097/Asseratolmostakeem.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=294483
يشكو بعض الإخوة من أن الملف لايفتح معهم والسبب أنه يجب أن يكون
لديهم على الجهاز برنامج Winrar لفك الضغط عن الملفات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2568)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الى من يهمه الامر
---
الى من يهمه الامر
---
الصياد
09-15-2004, 09:53 PM
نريد اخوة فى اى من المجالات الاتية :
1- علم بالناحية الشرعية .
2- علم بكتب الملاحدة الرئيسية ومسائلهم العظمى .
3- من عنده الخبرة بالفلسفة .
4- وكذلك من عنده الخبرة بالتاريخ .
5- وكذلك اللغة والادب .
6- ومجال العلوم التطبيقية عامة .
لمزيد من التفاصيل :
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=65
فلتبعثوا هذه الرسالة لطلبة العلم والدال على الخير كفاعله
---
الجندى
09-18-2004, 05:25 AM
جزاك الله خيراً اخى الصياد وقد أتى الينا احد الملحدين وأصبحنا فى حاجة الى اخوة للبقية القادمة باذن الله .(1/2569)
الإخوة الكرام أعضاء هذا المنتدى المبارك تعلمون ما تعانى منه أمتنا من تكالب الأعداء بكل مللهم ونحلهم عليها مصداقا لقول النبى صلى الله عليه وسلم يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها وقد صار الجهاد بالكلمة فرض عين فى هذه الأيام بعدما تجرأ أعداء الدين والمنافقين على الكيد للإسلام ولرسوله وليت الأمر يقتصر على اًهل البدع بل لقد دخل فى المعركة ضد الإسلام النصارى والملاحدة وإن كان النصارى قد وجدوا من يتصدى لهم فإن المد الإلحادى لايزال فى تصاعد مستمر وهم رغم قلتهم لهم نشاطات ملحوظة يتمسحون بالعلم والنطريات العلمية للطعن والتشكيك فى الدين مع جهل الموحدين بمذاهب هؤلاء ووقوفهم موقف المدافع وربما موقف المتفرج وإذاء هذا الوضع المؤلم قام إخوانكم بإنشاء منتدىالتوحيد كقلعة لمواجهة المد الإلحادى والدعوة الإلحادية ويمدون أيديهم إليكم طالبين منكم العون نصرة لهذا الدين فعلى كل من يملك القدرة ألا يبخل علينا ولا يتردد فىتقديم ما يستطيع من مساعدة خاصة من له دراية بالنواحى العلمية والنواحى الفلسفية والنواحى الشرعية ومن تتوافر له القدرة على المناظرة والجدال جعله الله فى ميزان حسناتكم .
منتدى التوحيد
http://www.altwhed.com/vb
---
الجندى
03-24-2005, 09:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله
انضم إلى منتدى التوحيد مشرفاً على قسم التوحيد والعقيدة الشيخ محمود عبد الرازق الرضوانى الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة كلية الشريعة وأصول الدين – جامعة الملك خالد .
ترجمة الشيخ
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=1191
وقد بدأ الشيخ فى طرح بحثه : دراسة متكاملة عن كل اسم من الأسماء الحسنى
---
الجندى
03-31-2005, 07:07 PM
عودة منتدى التوحيد مرة اخرى ولله الحمد
---
(1/2570)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > المصحف بتقنية الفلاش على الانترنت
---
المصحف بتقنية الفلاش على الانترنت
---
عبدالرحمن الشهري
03-04-2007, 12:02 AM
رأيت هذا الموقع الآن فأعجبني جزى الله القائمين عليه خيراً .
http://www.quranflash.com/
---
أحمد الفالح
03-04-2007, 02:16 AM
موقع رائع ، بارك الله فيك يادكتور عبدالرحمن ،
وجزى الله القائمين عليه خيرا .
---
إبراهيم الحميضي
03-06-2007, 12:05 PM
لم أستطع فتحه، وشكرا لكم....
---
نورة
03-06-2007, 12:23 PM
موقع أكثر من رائع, جزاكم الله خيرا
وللأخ إبراهيم يبدو أنه لابد من تحميل برنامج فلاش
حتى تتمكن من المشاهدة..
---
حمدي باه
03-06-2007, 04:18 PM
ماأتقنه موقعا فالله نسأل أيجعله في موازين حسناتهم
---
إبراهيم الحميضي
03-06-2007, 11:12 PM
فتحته وتصفحته جزاكم الله خيراً، لكن ما أدري ما هي مجالات استخدامه؟
---
نياف
03-10-2007, 09:29 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
---
(1/2571)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التراث التفسيري لسيد قطب.
---
التراث التفسيري لسيد قطب.
---
أحمد بزوي الضاوي
08-15-2006, 03:58 AM
هناك عدة عوامل قد تآزرت لتجعل من سيد قطب مفسرا للذكر الحكيم ويمكننا أن نجملها في ما يلي :
1. نشأته في بيت علم وصلاح، يتردد في جنباته عبير تلاوة القرآن، وشذى ترديد آيه، فتنسم سيد هذا الشذى، وذلك العبير، وهو طفل صغير، فترسخ في وجدانه حب القرآن.
2. دراسته بدار العلوم، وهي معقل من معاقل العلم والأدب، مما جعل سيد قطب يتكون تكوينا علميا وأدبيا رفيعا، أهله لأن يكون مفسرا للذكر الحكيم.
ويمكننا ان نحصر كتاباته حول تفسير القرآن الكريم في الكتب التاليه :
أ- التصوير الفني في القرآن (1945)
ب- مشاهد القيامة في القرآن (1945)
ح- خصائص التصور الإسلامي
د- في ظلال القرآن (1953-1964)
ويعتبر تفسير "في ظلال القرآن" الذي فسر فيه صاحبه القرآن الكريم كله، بمنهج خاص ورؤية خاصة اهم ما تركه لنا سيد قطب رحمه الله ، وفي الوقت نفسه من أهم تفاسير القرآن الكريم الحديثة.
3- التطور التاريخي لتفسير " في ظلال القرآن".
إن أي إنجاز علمي ضخم لا يمكن أن يولد مرة واحدة، كاملا، لا تعتوره أي هنات فكرية أو منهجية أوعلمية، بل لابد له من مراحل يقطعها، ولابد له من مدة زمنية تصهر فيها ذات العالم أو المؤلف أوالكتاب، وتختمر فيها أفكاره، وتعركه فيها الأيام، وتحنكه الشدائد، فتتضح الرؤية، ويرتفع الغبش وتنجلي الحجب.(1/2572)
فإذا كان هذا الإنجاز العلمي الضخم يدور حول كتاب الله تعالى، فإن الأمر يصبح عاديا، بل مطلوبا. إن القرآن الكريم تتكشف حقائقه، وتشع أنواره كلما التحم به المؤمن التحاما حقيقيا وصادقا، وخالصا، والإيمان، والصدق، والإخلاص في جملتها تشكل مفتاح كنوز القرآن الكريم، وتعاقب الأيام، وتوالي الابتلاءات، ومجاهدة الواقع، والنفس، والهوى، والشيطان كلها براهين على الإيمان بالحقيقة التي يعيش الإنسان من أجلها، وصدق التوجه إليها والعمل على تحقيقها في الواقع، والإخلاص في تنفيذها بتعليق الأجر والثواب على الله سبحانه، والإيمان والصدق والإخلاص قيم ثلاث لا توجد في الإنسان دفعة واحدة، ولا يتملكها مرة واحدة، فهي درجات يرتقيها المرء واحدة تلو الأخرى، وكلما ارتقى درجة تكشفت حقيقة، وارتفع حجاب من الحجب التي تعتم الرؤية، وشعت في النفس أنوار قدسية تمنحها الشفافية، وتؤهلها للعيش في ظلال القرآن الوارفة. وهذا هو ما حصل بالنسبة لسيد قطب رحمه الله فإن تفسيره "في ظلال القرآن " لم يولد دفعة واحدة، بل سبقت ميلاده إرهاصات تمثلت في ثلاثة كتب وهي :
1- التصوير الفني في القرآن الكريم الذي لم ينجزه هو الآخر دفعة واحدة، بل ولد عبارة عن مقال بمجلة المقتطف سنة 1939 بنفس العنوان(1)، وقد حاول فيه الكشف عن جوانب من الإعجاز الفني للقرآن الكريم، وبين فيه «القدرة القادرة التي تصور بالألفاظ المجردة ما تعجز عن تصويره الريشة الملونة، والعدسة المشخصة»(2) .
ولم يتمكن سيد قطب رحمه الله من إخراج بحثه هذا في صورة كتاب إلا سنة 1945. وعندها اكتشف « أن الصور في القرآن ليست جزءا منه يختلف عن سائره، إن التصوير هو قاعدة التعبير في هذا الكتاب الجميل، القاعدة الأساسية المتبعة في جميع الأغراض، فيما عدا التشريع بطبيعة الحال ...»(3) .(1/2573)
ويعترف سيد رحمه الله أن كتابه "التصوير الفني في القرآن" كان فاتحة فهمه وتذوقه للقرآن الكريم، ففيه اكتشف الوحدة الفنية والجمالية الجامعة لطرائق التعبير في القرآن الكريم، والمتمثلة في قاعدة "التصوير" وفي ذلك يقول : « وحين انتهيت من التحضير للبحث، وجدتني أشهد في نفسي مولد القرآن من جديد، لقد وجدته كما لم أعهده من قبل أبدا، لقد كان القرآن جميلا في نفسي نعم، ولكن جماله كان أجزاء وتفاريق أما اليوم فهو عندي جملة موحدة، تقوم على قاعدة خاصة، قاعدة فيها من التناسق العجيب ما لم أكن أحلم من قبل به، وما لا أظن أحدا تصوره»(1) .
2- أما الكتاب الثاني فهو "مشاهد القيامة في القرآن" الكريم وهو عبارة عن تطبيق للنظرية الفنية الجمالية للتعبير في القرآن الكريم، والتي فصل الحديث عنها في كتابه الأول، والتي تستند إلى قاعدة "التصوير".
3- هناك كتاب آخر يعتبر من المحاولات السابقة لتفسير "في ظلال القرآن" على الشكل الذي يوجد عليه اليوم ، وهو " خصائص التصور الإسلامي ومقوماته"، الذي حاول فيه استخلاص العقيدة الإسلامية من القرآن الكريم، بعيدا عن تعقيدات المتكلمين والفلاسفة. وقد اكتشف فيه وحدة وشمولية المفاهيم والمبادئ الإسلامية.
ويتوج سيد قطب رحمه الله أعماله التفسيرية بتفسيره " في ظلال القرآن" والذي أنجزه على أربعة مراحل :
1. عندما صدرت مجلة "المسلمون" سنة 1950 كتب فيها سيد قطب رحمه الله موضوعا تابثا تحت عنوان " في ظلال القرآن" وقد لقي قبولا واستحسانا من طرف القراء مما جعل إحدى المكتبات القاهرية وهي " دار إحياء الكتب العربية" تسعى لشراء حق طبع ونشر تفسير سيد قطب، واشترطت عليه أن يقدم لها جزءا من تفسيره كل شهر وقد دفع لها حتى غاية شهر يناير 1954 ثمانية أجزاء.(1/2574)
2. بعد أن اعتقل سيد قطب رحمه الله على يد قادة النظام الجديد سنة 1954 استمر في الكتابة والتأليف، وقد كانت حصيلة المدة التي قضاها بالسجن ثلاثة أجزاء من تفسيره " في ظلال القرآن"، وذلك رغم صنوف التعذيب التي كان يلاقيها. وقد أنعم الله عليه بذلكم الابتلاء. فجاء تفسيره للذكر الحكيم تفسير رجل ذاق الإيمان، واثق بعدل ربه، صابر على ابتلائه، شاكر لفضله وإحسانه. وقد مكنته تجربة المعتقل من إجادة تفسير الآيات التي تتحدث عن طغيان، واستعلاء، وتعنت الجبابرة، وعن صبر الأتقياء، وتحملهم لصنوف العذاب، واحتساب ذلك عند الله تعالى، ويوضح لنا الأستاذ يوسف العظم في كتابه عن سيد قطب رحمه الله الأثر البليغ لسجنه وتعذيبه على تفسيره حيث يقول: « الحقيقة التي يعرفها المقربون من الشهيد، المحبون لفكره، الأوفياء لذكراه، أن الرجل كان قد كتب معتمدا على ثقافة حصل عليها من قبل في بطون الكتب، وصدور الرجال فلما عاش بالتجربة الحقة مع القرآن، وذاق المعاناة التي أنارت له طريق أصحاب الدعوات، كان إلى القرآن أقرب، وبه ألصق، فأعاد الكتابة، وراجع الصفحات ليكون الكتاب من جديد متكاملا، يقدمه قلم ممتحن، وقلب مصهور في بوتقة العذاب والصبر على البلاء، فجاء "في ظلال القرآن" منهاجا حركيا، وتجربة حياة، وملحمة من ملاحم الفداء والبلاء، والثبات والتضحيات».
3. أعاد سيد قطب رحمه الله تنقيح ما كتبه من أجزاء تفسيره " في طلال القرآن" وذلك بعد أن أفرج عنه سنة 1964، ذلك أنه لما كان معتقلا كانت مصادره التفسيرية قليلة بل قد نقول نادرة، مما جعل عمليه التنقيح أمرا ضروريا ليستكمل التفسير بعده العلمي والمنهجي، وإن كانت الخطوط المنهجية العريضة لتفسير " في ظلال القرآن " لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر لأنها كانت مستوحاة من القرآن الكريم نفسه، ومن ثم لم يكن في المصادر والمراجع التي رجع سيد عند قيامه بتنقيح تفسيره، ما يحمله على ذلك.(1/2575)
4. بعد ان ألقي القبض عليه مرة ثانية (1965) منع من إتمام تفسيره، مما جعل الشركة التي تعاقد معها سيد رحمه الله على طبع ونشر تفسيره، تقاضى النظام الجديد. ولما كان هذا الأخير لم يحكم قبضته بعد على البلاد والعباد، فإننا نجده يرضخ لحكم المحكمة، ويسمح لسيد قطب بالاستمرار في كتابة تفسيره للقرآن الكريم، وذلك شريطة أن تراجع كتاباته قبل نشرها من قبل لجنة أعدت لذلك الغرض. وكان مما حذفته اللجنة المذكورة، مقدمة سورة الفجر، ومقدمة سورة البروج التي ضمنها المؤلف كتابه "معالم في الطريق" بعنوان "هذا هو الطريق".
والملاحظ أن هناك نوعا من التكامل بين " في ظلال القرآن" و"معالم في الطريق"، ذلك أن ما فات الكاتب في الأول استدركه في الثاني، والذي أراد منه أن يكون منهاجا لفكر حركي منظم مستخلص من كتاب الله الذي اعتنى بتفسيره، وبسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي اهتدى بهديها، واستعان بها في تفسيره لآي الذكر الحكيم.
مما سبق نخلص إلى أن تفسير القرآن عند سيد قطب مر بمراحل ثلاث وهي :
المرحلة الأولى :
ويمكننا أن نسميها "بالأداة" وهي تتمثل في كتابيه "التصوير الفني في القرآن" الذي اكتشف فيه القاعدة الأساسية للتعبير في القرآن الكريم وهي " التصوير الفني"، أما الكتاب الثاني فهو "مشاهد القيامة في القرآن" والذي طبق فيه النظرية التي توصل إليها في كتابه الأول.
المرحلة الثانية:
ويمكننا أن نسميها "بالتصور"، وهي تتمثل في كتاب "التصور الإسلامي ومقوماته"، وهو الكتاب الذي حدد فيه معالم العقيدة الإسلامية من خلال القرآن الكريم، وقد اكتشف في كتابه هذا خصائص التصور الإسلامي وهي :
1- الربانية: فمن خصائص التصور الإسلامي ربانية المنهاج الذي وضعه الخالق لسعادة البشرية جمعاء.
2- الشمول: الإسلام دين شامل ومتكامل يكفل للإنسان السعادة الخالصة في الدارين.
3- التوازن: فالإسلام دين متوازن، يوفق بين أشواق الروح، ورغبات الجسد.(1/2576)
4- الثبات: الإسلام دين ثابت في أصوله، فهي لا تتبدل ولا تتغير.
5- الإيجابية : يسهم الإسلام في بناء المجتمع الإنساني الراقي، والحياة الإنسانية الفاضلة.
6- الواقعية : الإسلام دين واقعي، بمعنى أنه قابل للتطبيق، وخير دليل على ذلك تطبيق المسلمين الأوائل للإسلام، وتحكيم شريعة الله في كل أمورهم، فسادوا الدنيا، وملأوها نورا وعدلا.
7- التوحيد : وهو الدعامة الأساسية والثابتة في التصور الإسلامي.
المرحلة الثالثة :
ويمكننا أن نسميها "بالوحدة" وهي تتمثل في تفسير سيد قطب " في ظلال القرآن" الذي جمع فيه بين ما توصل إليه في المرحلتين السابقتين، مع شيء من التوسع ليشمل كل القرآن الكريم وبذلك جاء تفسيره جامعا بين النزعة الأدبية الفنية، والنزعة الهدائية التوجيهية.
وهناك خاصية مشتركة بين المراحل التفسيرية الثلاث، وهي التي عبر عنها سيد قطب رحمه الله في كتابه "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته"، حيث الانطلاق من القرآن مباشرة للكشف عن القيم التعبيرية الجمالية، وإيضاح خصائص ومقومات التصور الإسلامي، ونفى كل مقررات سابقة، واجتناب الرد على الشبهات. وهذه الخاصية المنهجية لتفسير سيد قطب للقرآن الكريم. تبين أنه كان يطمح إلى تكوين حصانة إسلامية عند الأمة الإسلامية خاصة عند شبابها ضد أي غزو ثقافي، وإرجاع الثقة إلى النفوس الحائرة والمتخاذلة، وكسر قيد التبعية الذليلة للغرب، وإزالة شبح الهزيمة الحضارية التي تشكل عقدة نفسية خطيرة لدى المسلمين، تجعلهم يفقدون الثقة والأمل في عودة الإسلام والمسلمين إلى مقام الريادة والقيادة.
---
د.يسري خضر
03-19-2007, 11:38 AM
احسن الله اليكم ونفع بما ذكرتم
---
أحمد بزوي الضاوي
03-19-2007, 08:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور يسري خضر ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/2577)
أما بعد فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم . جزاكم الله خيرا .
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
---
أبو مجاهد الشهري
03-24-2007, 10:21 AM
الشيخ أحمد بزوي الضاوي ... لقد أمتعت عيني بهذه الكلمات البراقه ... والتى تتحدث عن الإمام الشهيد / سيد قطب -رحمه الله- ... وكم والله استفدت من هذه الكلمات الرائعات ... جعلها ربي في موازين حسناتك...
---
ناصر الغامدي
03-26-2007, 11:26 AM
جزاكم الله خيراً وهنا مشاركة سابقة لها علاقة بالموضوع
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7106&highlight=%D3%ED%CF+%DE%D8%C8
---
أحمد بزوي الضاوي
04-04-2007, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة الأفاضال : الأستاذ الدكتور يسري محمد عبد الخالق خضر ، و السادة الأساتذة الأماجد أبو مجاهد الشهري ، و ناصر الغامدي ـ حفظهم الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/2578)
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن يسر التواصل معكم عبر هذا الموقع المبارك ، شاكرا لفضيلتكم تقديركم ، و متفهما و مقدرا الخلاف الحاصل حول شخصية الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله ـ ، ونحب أن نبين أن مواقفنا الشخصية شيء ،و البحث العلمي ، و ما يقتضيه من تجرد و نزاهة و صرامة علمية شيء آخر ، و إني أشهد الله تعالى أنني رغم حبي الشديد لسيد قطب ـ رحمه الله ـ الناتج عن معرفة دقيقة بمواقفه المتميزة ، و آرائه النيرة ، فإني لم أتعصب له و لا عليه ، و إنما حاولت في بحثي أن ألتزم المقاييس العلمية المتفق عليها في البحث العلمي ، و يكفي أن ما كتبته عن سيد قطب و منهجه في التفسير هو جزء من رسالة علمية نوقشت بكلية دار العلوم سنة 1407 هـ / 1987 م بعنوان : " أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة " و قد أشرف عليها في البداية الأستاذ الدكتور عبد الله محمود شحاتة ـ رحمه الله ـ و بعد تعذر متابعة الإشراف بسبب الإعارة للتدريس بعُمان ، أشرف عليها الشيخ الأصولي و العالم المتميز الأستاذ الدكتور محمد بلتاجي ـ رحمه الله ـ و ساعده في الإشراف الأستاذ الدكتور نبيل غنايم ـ حفظه الله ـ و قد أجيزت الرسالة بامتياز .
آمل أن نعيد النظر في كثير من مواقفنا التي نتخذها نتيجة التعصب للرأي أو الموقف ، أو التحكيم الصارم للمعتقد ، مما يجعلنا نبتعد عن الإنصاف ، ونكون بذلك ممن يهدمون حصونهم من الداخل بتصغير رموزنا الفكرية و الدعوية ، وإن كان الأمر لا يعني أن الإنسان معصوم من الخطأ .
وتفضلوا أيها الإخوة الأماجد بقبول خالص تقديري و مودتي .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
---
محسن المطيري
04-05-2007, 12:47 AM
أمنية كنت أطرحها منذ زمن وهي أن تتصدى إحدى دور النشر لكتب سيد قطب فتعيد طباعتها من جديد وخاصة أن
النسخ المتداولة قد عفا عليها الزمن ....أسأل الله أن يعلي درجته في الجنات.
---(1/2579)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الأربعين في فضل القرآن المبين كتاب الكتروني رائع
---
كتاب الأربعين في فضل القرآن المبين كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
08-31-2006, 05:19 PM
كتاب الأربعين في فضل القرآن المبين كتاب الكتروني رائع
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/91d17428ff.gif
فَيْضُ الْمُعِيْنِ
عَلَى جَمْعِ الْأَرْبَعِيْنَ
فِي فَضْلِ الْقُرْآن ِالْمُبِيْنِ
تَألِيْفٌ
مُلَّا عَلِيّ بْن سُلْطَاْن مُحَمَّدٍ،الْقَارِيِّ الْهَرْوِيِّ الْمَكِّيِّ الْحَنْفِيِّ
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج440كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/3ce83d7bb7.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/3abfd40f2c.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/0806/f992e84e6e.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Alarbaeen.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=282367
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/304a5b58d1.gif
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/2580)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طلب: بحوث في التفسير ؟
---
طلب: بحوث في التفسير ؟
---
سعودالعكوز
01-25-2006, 06:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. الحمد الله الذي سهل الإنظمام إلى هذا الملتقى المبارك ..
أحبتي ، طلب مني أحدهم عدة بحوث في التفسير ، من أجل اختيار بحث وتقديمه لقسم التفسير في أحد الكليات ، لنيل درجة أستاذ مشارك..
والآن اطلب منكم مساعدتي ، وإبداء الاقتراحات في البحوث المناسبة ، التي تفيد الباحثين في علم التفسير.
.. أتمنى أن الفكرة وصلت لكم ..
محبكم
---
أبو حذيفة
01-27-2006, 01:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الترقية لاستاذ مشارك تحتاج إلى أربعة بحوث محكمة وأن يكون أحدها منشورا ، وهذه الأبحاث ميسورة ومجالاتها واسعة فهناك عدد من المخطوطات في بعض سور القرآن وأحجامها مناسبة ، وبقراءة القرآن والتأمل فيه يمكن الكتابة في عدد من موضوعات التفسير الموضوعي . والله الموفق
---
سعودالعكوز
01-27-2006, 07:20 PM
.. رفع الله قدرك ..
أبو حذيفة
لكن ما هي هذه المخطوطات ؟ هل تدلني على شيء معين ؟
ما أردته عناوين للبحوث ، تفيد القاريء .. إن وجد
---
مساعد الطيار
01-28-2006, 07:11 PM
الأخ سعود حفظه الله
إن البحوث التي تصلح للترقية كثيرة جدًّا ، والمجال فيها رحب ، أذكر منها على سبيل المثال :
1 ـ استدراكات ابن قتيبة على السابقين في غريب القرآن من خلال كتابه ( تفسير غريب القرآن ) .
وقس على هذه الفكرة غيرها من الاستدراكات .
2 ـ أوصاف الأنبياء في القرآن الكريم .
3 ـ موافقات الحديث النبوي لمعاني الآيات عرض ودراسة .
4 ـ علوم القرآن عند الداني من خلال كتبه .
5 ـ المصطلح الشرعي وعلاقته بتفسير المفردات القرآنية .
وغيرها كثير .(1/2581)
وأرجو أن لا يكون من بلغ هذه المرتبة معدمًا من قراءة تفتح له آفاق البحوث العلمية .
---
سعودالعكوز
01-28-2006, 08:15 PM
الدكتور الفاضل
الشيخ
مساعد الطيار
.. رفع الله قدرك ..
هذا ما كنت أريد ، وللأسف هو شبه معدم ..
اسأل الله لنا وله التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح ..
أكرر شكري لفضيلتكم ..
---
(1/2582)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ذو القرنين - دراسة تحليلية
---
ذو القرنين - دراسة تحليلية
---
محمد الأمين
04-27-2006, 09:13 AM
سورة الكهف (من الآية 83 إلى 99).
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا
السائلون هم من مشركي قريش حتماً، وقد روي أنهم سألوا اليهود عن أسئلة اختص اليهود بمعرفة أجوبتها ليختبروا إن كان محمداً صلى الله عليه وسلم نبيٌ أم لا؟ فكان منها السؤال عن ذي القرنين. وهذا معناه أن ذا القرنين لم يكن الملك اليمني الصعب ذو القرنين. فتاريخ ملوك اليمن معروف و مدون، بينما تاريخ ذي القرنين لم يكن يعرف العرب عنه شيئاً، وإلا ما تجرأ اليهود على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم عن قصته. فهو إن كان من ملوك اليمن، فالعرب أعرف الناس به. والأحاديث التي تذكر معاصرته لإبراهيم عليه السلام كلها موضوعة منكرة، أشبه بالأساطير. وكل ما روي في سبب نزول هذه الآية ضعيف لا يصح. ولم يثبت قط أنه الاسكندر المقدوني الإغريقي. ذلك أن الاسكندر كان وثنياً سفاحاً، تاريخه مكتوب بالتفصيل، بل يذكر كذلك شذوذه الجنسي وعلاقته المحرمة مع أمه. وأول من جاء بهذا الزعم هو رجل مجهول من أهل الكتاب ادعى الإسلام ونقل ذلك عنه ابن إسحاق.(1/2583)
ومن الممكن أن يكون ذو القرنين ملكاً في زمان قديم لا نعرفه، لكن سؤال اليهود عنه يدل على أنه كان معروفاً لديهم. فإذا رجعنا لكتبهم وجدنا في كتاب دانيال نبوءة بمجيء ذي القرنين وسيطرته على الأرض. والقرنين كناية عن مملكتي فارس وميديا (أذربيجان وشمال العراق). وهذا -لو صح- فإنه ينطبق على الملك قوروش الذي احتل بابل وسمح لليهود بالعودة للقدس. وقد امتدت دولته من الشام وتركيا غرباً إلى بلخ شرقاً، ويقال أنها بلغت القفقاز شمالاً. ثم إن قوروش هو الملك الوحيد الذي عرف عنه في التاريخ القديم عدله الشديد. ونجد في كتب اليهود أن عزيراً يصفه بأنه موحد تقي ورع. والزردشتية لم تكن وثنية كل الوقت، بل تم تحريفها تدريجياً كما حصل مع اليهود و النصارى، و الله أعلم. بدأ قوروش بالظهور عام 549 ق.م وسقطت بابل على يده سنة 539 ق.م.
وقد ذكرنا أنه لم يصح شيئاً مرفوعاً يحدد شخصيته. وأصح ما جاء في حديث موقوف أخرجه الطبري في تفسيره قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن القاسم بن أبى بزة، عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا وسألوه عن ذي القرنين أنبيا كان؟ قال: كان عبدا صالحا، أحبّ الله، فأحبه الله، وناصح الله فنصحه، فبعثه الله إلى قومه، فضربوه ضربتين في رأسه، فسمي ذا القرنين، وفيكم اليوم مثله.
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا
أي أتاه الله العلم، ويسر له كل أسباب النصر والقوة والتمكين.
فَأَتْبَعَ سَبَبًا
وفي قراءة متواترة: "فاتَّبع سبباً" أي فسلك طريقاً، وسيأتي أنه للغرب.
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا(1/2584)
الحمأ هو الطين الأسود. وفي قراءات متواترة: عَيْنٍ حامِيَةٍ. أي ساخنة أو دافئة. والعين تطلق على البحر كذلك. والذي يظهر أنه وصل لأقصى غرب آسيا (في غرب تركيا اليوم) حيث رآى الشمس تغرب عند شاطئ بحر إيجة ذي المياه الدافئة، حيث شاطئ البحر طيني أسود. ووجد هناك قوماً كفاراً، فخيره الله بين أن يقتلهم أو يعفو عنهم.
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا
فاختار ذو القرنين أن يعرض عليهم الإسلام، فمن بقي على الشرك قتله، ومن آمن وعمل صالحاً يفعو عنه.
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
أي تابع فتوحاته إلى أن وصل إلى شرق سهوب تركستان، وهي آخر ما وصلت إليه الحضارة آنذاك، ووجد هناك قوماً بدائيين ليست لهم بيوت ولا في بلادهم أشجار تمنعهم الشمس. فلما رآى ذلك رجع ليفتح بلاداً آخرى. ويظهر أنه اتجه للقوقاز.
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا(1/2585)
إي بلغ جبلين عظيمين، ووجد قبلهما قوماً لا يكادون يفهمون أي لغة غير لغتهم، وكذلك مترجمي ذي القرنين لا يعرفون لغتهم. فلا يكادون يتفاهمون إلا بالإشارات. فهذا يدل على أن لغتهم لم تكن من اللغات الهندو أوربية (التي منها الفارسية) ولا من اللغات السامية (التي منها الآرامية) ولا من اللغات التركية. ولذلك لم يعرفها ذو القرنين ولا أحد ممن كان معه. وهذا الوصف ينطبق على جبال القفقاز حيث نجد هناك إلى اليوم قبائل منعزلة تتحدث لغات مستقلة لا ترتبط بأي مجموعات لغوية أخرى. مما يدل على انعزال تلك القبائل منذ العصر الحجري.
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
والظاهر أنه عرف أنه لا قدرة له على قتال ياجوج وماجوج لكثرة عددهم، فاختار أن يبني سداً بين الجبلين يمنعهم من الإفساد في الأرض. وأبى أن يأخذ عليه الإجرة، لكن طلب من هؤلاء القوم مساعدته.
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
فبنى السد من قطع الحديد، حتى إذا انتهى ووصل السد إلى قمتي الجبلين حمّى الحديد بالنار ثم صب عليه النحاس المصهور حتى تلتحم قطع الحديد مع بعضها.
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا
ذلك اليوم يكون بعد خروج عيسى عليه السلام كما في صحيح مسلم.(1/2586)
ومن المستبعد جداً أن يكون هذا السد هو سد الصين، لأنه مبني من حديد ونحاس بين جبلين وليس من حجارة وطين ما بين البحر إلى الصحراء. ومن البعيد كذلك أن يكون السد بين داغستان وأذربيجان عند مدينة داربند (باب الأبواب) كما يذكر أكثر المؤرخون، لأن ذلك السد بني متأخراً في عهد الساسانيين وهو من الجبل إلى البحر. وفوق ذلك فليس من الحديد. أما خبر بعثة الخليفة الواثق لاكتشاف السد، فإن ابن خرداذبة (ت 300هـ) هو أول من رواها عن نفس رئيسها. يقول الآلوسي في روح المعاني (16|42): ثقات المؤرخين على تضعيفه (أي الخبر). و عندي أنه كذب لما فيه مما تأبى عنه الآية، كما لا يخفى على الواقف عليه تفصيلاً.
والراجح لدي أن هذا السد هو في فتحة داريال Darial Gorge في جمهورية جورجيا السوفيتية بجبال القفقاز، التي كانت القبائل المتوحشة تغير منها على مناطق جنوب القفقاز و شرق البحر الأسود وغرب بحر قزوين. هذه الفتحة يسميها العرب بوابة آلان. و هذه حقيقة قائمة لكل من أراد أن يراها: جبال شاهقة تمتد من البحر الأسود حتى بحر قزوين التي تمتد لتصل بين البحرين طوال (1200كم). و هي جبال شامخة متجانسة التركيب، إلا من كتل هائلة من الحديد الصافي المخلوط بالنحاس الصافي في سد داريال. تلك هي الثغرة المسدودة التي كان هؤلاء المتوحشون يغيرون منها. أما التغيرات الطبيعية. فلم تنل من السد شيئاً، غير أن جسم الجبال الصخري من جانبي السد، تآكل بفعل عوامل التعرية على مدى هذا الزمن الطويل، و صار هناك فراغ فيما بين الصخور الجبلية و جسم السد الحديدي النحاسي، الذي ظل شامخاً حتى الآن، ولا يستطيع إنسان أن ينقبه أو يعلوه. انظر مفاهيم جغرافية للدكتور عبد العليم خضر (ص 299). ومع هذا الذي ذكرت يظل الأمر كله تخمينات وافتراضات، حتى يثبت شيء صحيح بالدليل.(1/2587)
فإن قيل أين يأجوج ومأجوج اليوم؟ وكيف يحجزهم السد؟ فإن قوماً يشربون بحيرة طبريا لا بد أن يكونوا بمئات الملايين. فكيف يخفى هؤلاء علينا؟ والجواب أنهم قوم أخفاهم الله عنا إلى وقت نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، فيظهرهم الله بقدرته تبارك وتعالى.
وقد روى الترمذي عن قتادة، حدثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، مرفوعاً حديثاً فيه أن ياجوج وماجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا. فيعودون إليه كأشد ما كان. حتى إذا بلغت مدتهم، قالوا إن شاء الله فيعودون إليه كما تركوه، فيخرقوه. قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وفي نسخة ابن كثير ليس فيها التحسين. فالحديث ضعيف عند الترمذي. قال ابن كثير: في رفعه نكارة. ثم ذكر أن كعب الأحبار قد حدث بمثله، ثم قال ابن كثير: وهذا مُتَّجه. ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب. فإنه كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم. ويؤكد ما قلناه -من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيء منه، ومن نكارة هذا المرفوع-، ثم ذكر الحديث الذي رواه البخاري (8|104) و مسلم (2880) عن زينب بنت جحش أم المؤمنين مرفوعاً: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه. وهو محمر وجهه، وهو يقول: "لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا". وحَلَّق. قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".(1/2588)
فلو أنهم كانوا يفتحون أكثر الردم كل يوم، لم يعد لهذا الحديث من معنى. وقد رويت خرافات كثيرة عنهم في كتب التفسير والتاريخ، مثل أنهم من نسل آدم من غير حواء ومن أن آذانهم طوال وأن الواحد يتفيء بأذنه، وغير ذلك من الخرافات السمجة، التي إما ترجع إلى أساطير اليهود أو هي محض خيال من القصاصين. ولذلك أعرضنا عن ذلك، وما ذكرنا إلا الصحيح إن شاء الله. والله الغالب لا رب سواه.
---
عطية زاهدة
04-28-2006, 04:45 AM
يا حبذا لو أن الكاتب كان قد ركز على أن ذا القرنين هو قورش الفارسي وهذا ما قد أثبته العالم الهندي المسلم "أبو الكلام آزاد" قبل عشرات السنين. وقد سبق لمجلة "العربي" ربما قبل 35 سنة أن نشرت مقالا في هذا الموضوع.
---
ناصر
04-28-2006, 05:22 AM
يا حبذا لو أن الكاتب أيضا ذكر مراجعه, وعرفنا بنفسه, لتطمئن قلوبنا لما خطت يداه, خاصة وأن الموقع الذي بتوقيعه لم ترتح له النفس.
و ختاما رجاء بسيط, إذا كان بالإمكان فعل ما ها هنا (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5299).
الرجاء أيضا ألا يحمل كلامي إنتقاصا من حق الكاتب (الشيخ حسب الموقع في التوقيع) ف "الذي لا يعرفك يجهلك " مثل ما يقولون, و لا تنسى أن تقرأ توقيعي عند هاهنا (إبتسامة).
---
نواف م.م.ع
05-21-2006, 05:36 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع الجيد فهنالك الكثير من العلماءيؤكدون على ان ذي القرنين هو الاسكندر الاكبر بدون حجج ةلا براهين
---
(1/2589)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يا أهل التفسير أغيثونا
---
يا أهل التفسير أغيثونا
---
علي الريعان
12-20-2006, 10:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين :
أخاكم حائر وبحاجة لجواب كافي ..
الجماعات الإسلامية .. الجماعات الدعوية ..
كلنا يحب الجماعة والدعوة لله ونسعى للإنضواء والإلتفاف حول بعض الأخوة الذين يتبنون الدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة .. ولكل جماعة برامجها التي يتضح لنا في ظاهرها الصلاح والتقى وحب الخير .. بينما نجد أن هناك من طلبة العلم والمشائخ من يحذر منها ومن خطرها الداهم وفساد معتقداتها ..
أصدقكم أخوتي القول بأنني لم أجد في طريقتهم ما يقولون ..
مثلاً جماعة التبليغ والدعوة تقوم بجهود مضنية في سبيل الدعوة لله فقد شمل خيرهم بقاع كثيرة من العالم ودخل في الإسلام على أيديهم خلق كثير .. ومع ذلك نجد من يتهم الجماعة بتهم باطلة تشوه صورتهم وتبدد جهودهم ..
سؤالي :
هل نجد المبرر الشرعي لكل قادح للنيل من تلك الجماعات التي تبنت العمل الدعوي منهجاً وتسعى لنشر الدين وفضائله ؟؟
وهل يوجد في كتاب الله الكريم ما يحذر من الجماعات التي تعنى بنشر العلم وتعاليم الله والتحذير من الوقوع في المخالفات الشرعية ؟؟
والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
---
محمود الشنقيطي
12-20-2006, 02:09 PM
اخي الكريم علي الريعان
جميلٌ جدا عنوتك للموضوع ب(يا أهل التفسير)(1/2590)
سلك الله بنا وبكم مسالك المهتدين, هذا الملتقى متخصص في علوم القرآن والتجويد والتفسير وهو مشتمل على ثلة من الباحثين وطلبة العلم والمتخصصين والمشتغلين بهذه العلوم عن الخوض في تصنيفات الجماعات والتحذيرات منها لما في ذلك من خروج بالملتقى عن أهدافه الرئيسة التي وضع من أجلها, ولا يخفاكم وجود ملتقيات تناقش مثل هذه الجوانب بإسهاب وتفصيل وتهتم بها وتضم المتخصصين فيها,ولعلكم تتوجهون إليهم بهذا الاستفسار..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
---
(1/2591)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > كيف تجد ما تبحث عنه في الأنترنت ( البحث فن) ؟
---
كيف تجد ما تبحث عنه في الأنترنت ( البحث فن) ؟
---
سامي عبدالعزيز
09-13-2005, 11:45 AM
أقرء الموضوع كامل ، وليس أول مشاركة فقط ، فهو كله فوائد
أولاً : كيف تبحث في قوقل google
www.google.com
خصائص Google العجيبه (كما سميته)
1 ) العلامة +
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي جميع الكلمات ...
مثال :
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمتين school و tetcher ضع البحث بهذه الصورة : -
school +tetcher
2 ) العلامة -
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة و لاتحوي كلمة أخرى
مثال :
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school و لا تحوي الكلمة tetcher ضع البحث بهذه الصورة : -
school -tetcher
3 ) علامات التنصيص ""
الفائدة منها هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي ما بداخلها بالكامل و بنفس الترتيب
مثال : -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الجملة please learn me و بالكامل و بنفس الترتيب ضع البحث بهذه الصورة : -
"please learn me"
4 ) الرابط OR
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي إحدى الكلمات أو جميعها
مثال : -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school أو الكلمة tetcher أو كليهما معاً ضع البحث بهذه الصورة : -
school OR tetcher
5 ) intitle
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في العنوان المخصص للمواقع على google
مثال : -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school في العنوان الظاهر على google ضع البحث بهذه الصورة : -
intitle:school
6 ) allintitle
نفس الفائدة من رقم 5 و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة
مثال : -(1/2592)
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات school و tetcher و book و ذلك في العنوان الظاهر على google ضع البحث بهذه الصورة : -
allintitle:school tetcher book
7 ) inurl
الفائدة منه هي البحث عن جميع المواقع التي تحوي كلمة في عنوان الموقع على الانترنت
مثال : -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمة school و ذلك في عنوانها على الانترنت ضع البحث بهذه الصورة : -
inurl:school
8 ) allinurl
نفس الفائدة من رقم 7 و لكن الفرق أنه هنا بإمكانك أن تبحث عن أكثر من كلمة
مثال : -
لكي تبحث عن المواقع التي تحوي الكلمات school و tetcher و book و ذلك في عنوانها على الانترنت ضع البحث بهذه الصورة : -
allinurl:school tetcher book
9 ) cache
الفائدة منه هي الاستفادة من موقع google لسحب الموقع المراد بالكامل مع الاشارة إلى الكلمات المراد البحث عنها
مثال : -
نريد أن نبحث عن كلمة boy في الموقع www.school.com ضع البحث بهذه الصورة :
cache::www.school.comboy
10 ) related
الفائدة منه هي إيجاد الروابط التي يكون فيها الموقع المذكور الصفحة الرئيسية
مثال : -
نريد أن نبحث عن الروابط الموجودة في الموقع www.yahoo.com
ضع البحث بهذه الصورة : -
related:www.yahoo.com
11) info
يعطيك معلومات عن الموقع الذي تريده
مثال : -
نريد معلومات عن الموقع[/url] www.yahoo.com[/url] ضع البحث بهذه الصورة : -
info:www.yahoo.com
12) stocks
يستخدم كثيراً مع الرموز لاعطائك معلومات مفصلة مثلاً عليك وضع رمز شركة لا أن تضع اسمها
مثال : -
لكي تحصل على معلومات عن Intel و Yahoo ضع البحث بهذه الصورة : -
stock: intc yhoo
13) site
يتم البحث داخل الموقع المطلوب لاعطائك النتائج التي تحددها
مثال : -
لكي تحصل على صفحات المساعدة في موقع www.google.com
ضع البحث بهذه الصورة : -
help site:www.google.com
---
سامي عبدالعزيز
09-13-2005, 11:45 AM(1/2593)
واذا وجدت الموقع الذي بحثت عنه ساقط وغير موجود على شبكة الانترنت فختار خاصية نسخة مخبئة من موقع جوجل تكون مكتوبة تحت كل موقع مبحوث عنه وهى خاصية مفيدة غالبا في انقاذ ما يمكن انقاذه ، شاهد الصورة
http://www.shazly.net/hst1/sgvu4vxt...nskhh_mkhbi2h.rar
---
سامي عبدالعزيز
09-13-2005, 11:45 AM
كيف تبحث في جوجل في المواقع العربية فقط انظر الصورة بالمرفقات
http://www.shazly.net/hst1/pm84f7q5...mwaqe_erbih.rar
كل ما تحب معرفته عن Google
http://www.google.com/intl/ar/about.html
http://www.google.com/intl/ar/faq.html
---
سامي عبدالعزيز
09-13-2005, 11:46 AM
خدمة صفحات شبيهة في جوجل يعني لو تريد صفحات شبيهة لموقع معين :
بالمرفقات :
http://www.shazly.net/hst1/z6rpardq...sfhat_shbihh.rar
أحيانا جوجل لا تجده عربي
هنا تجده عربي :
http://www.google.com/intl/ar/
أحيانا تبحث في جوجل فيعطيك موقع وبأسفله معلومات عنه كهذة مثلاً :
... 2-ةجردهملا تويزلا عيمجو ىرخألا ةدبزلا لئادبو
نيرجرملا عاونأ عيمج بنجت نوهدلل ةبسنلابو. ...
لغة غير مفهومة لكن لو دخلت الموقع هتلاقيها عربي مفهوم باستثناء بعض المواقع التي تكون باللغة الفارسية
---
سامي عبدالعزيز
09-13-2005, 11:47 AM
جوجل هو أقوى محرك بحث لكنه لا يستطيع البحث في الأنترنت كله توجد محركات بحث أخرى تستعين بها لو تريد تبحث أكثر في مواقع الأنترنت لكن جوجل عموما هو الأفضل ولا غنى عنه
من هذة المحركات :
http://www.alltheweb.com/
http://www.altavista.com/
وهذا محرك - غير السابق - قرأت عنه بمجلة اونلاين أنه ينافس جوجل : http://www.altavista.com/web/text?raging=1
http://www.yahoo.com/
http://search.msn.com/
http://search.aol.com/aolcom/webhome
وفي برامج ومواقع بتبحث لك في عدة مواقع (البحث المتعدد) يعني طريقة أسهل للبحث في مواقع كثيرة
---
سامي عبدالعزيز(1/2594)
09-13-2005, 11:47 AM
وتوجد أدلة وفهارس للمواقع ، نافعة جداً : منها : http://www.raddadi.com
---
عبدالرحمن الشهري
09-24-2005, 11:34 AM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم سامي على هذه المعلومات الثمينة ، وقد طبقت معظمها ودعوت لك بخير ، وقد درا حديث مع بعض الإخوة فأثنى على جهدكم وتفانيكم في تعليم من يسألكم ، ومبادرتكم الكريمة في نفع الآخرين ،في هذا الملتقى وفي غيره ، فجزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم وبارك لكم فيه.
---
(1/2595)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الحروف المقطعة في أوائل السور
---
الحروف المقطعة في أوائل السور
---
محمد رشيد
11-17-2003, 02:52 AM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ، مشايخي الكرام
فمن خلا لدراستي للأصول استوقفتني مسألة في باب ( الإجمال ) و هي فيما لو ورد في نصوص الشرع ـ و أهمها و أساسها القرآن ـ لفظ مجمل ، هل يجوز بقاء هذا المجمل على إجماله أو لا يجوز ؟
نقل إمام الحرمين ـ الجويني ـ في كتابه البرهان ، أن الأصوليين في ذلك مختلفين على ثلاثة مذاهب :
الأول / عدم الجواز مطلقا
الثاني / الجواز مطلقا
الثالث / التفصيل ، فما تعلق به حكم تكليفي لا يجوز بقاء إجماله ، و ما لا يتعلق به حكم تكليفي فإنه يجوز إجماله
وجه السؤال :
* أولا // إن قلنا بعدم الجواز مطلقا ، فما أقول في الحروف المقطعة في أول السور ، و الذي أعرفه أن جمهور المفسرين لا ( يعرفون ) لها معنى ، و لا أقول لا ( يثبتون ) ؟
* ثانيا // إن قلت بالجواز مطلقا ، فهل وقع ـ في حدود آيات الله تعالى ـ مثال على ذلك من الأحكام التكليفية ؟
* ثالثا // هل يصح تمثيلي للإجمال في القرآن بالحروف المقطعة في أول السور ؟ حيث إن ما أعرفه أن الإجمال هو خفاء المعنى لا انعدامه ، و هذا ما نقوله أو ما يقوله جمهور المفسرين في الحروف المقطعة في أوائل السور ، أن لها معان لا نعرفها نحن و لا ننفي عنها المعاني ، و هذا قد درست في الأصول أنه يحتج به على من قال بجواز أن يخاطبنا الله تعالى بالمهمل مستدلا بالحروف المقطعة في أول السور ، فنقول له / هي مجملة لا مهملة ، فنثبت لها معنى لا نعرفه
و السلام عليكم
---
(1/2596)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد الدراسات التي ألفت بخصوص تفسير ابن عباس رضي الله عنهما
---
أريد الدراسات التي ألفت بخصوص تفسير ابن عباس رضي الله عنهما
---
جليبيب
04-06-2004, 12:51 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و بعد :
باختصار أنا بصدد إخراج كتاب أبين فيه التفسير المنسوب إلى
ابن عباس رضي الله عنهما أقصد كفر دون كفر
فمن كان لديه معلومات حول الموضوع فلا يبخل علي
و الرسالة تتكلم عن الأثر رواية و دراية
و جزاكم الله خيرا
و في انتظار تفاعلكم
---
د. هشام عزمي
04-06-2004, 01:58 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي الحبيب ،
لقد توجهت لملتقى أهل الحديث و باستخدام خاصية البحث توصلت إلى هذه النتيجة :
الكاتب : الرميح
ما رأيكم في أثر ابن عباس كفر دون كفر
هل هو صحيح كما قال به البعض أم ضعيف كما قال به البعض أيضاً
ومالقول الراجح في هذا الخلاف
بارك الله فيكم
__________________
الكاتب : الرايه
من افضل من قرأت له بكلام مختصر ومفيد
الشيخ / سليمان العلوان
ما قيل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (( كفر دون كفر )) لا يثبت عنه .
فقد رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة ( 2 / 521 ) والحاكم في مستدركه ( 2 / 313 )
من طريق هشام بن حُجَير عن طاووس عن ابن عباس به .
وهشام ضعفه الإمام أحمد ويحي بن معين والعقيلي وجماعة
انظر الضعفاء للعقيلي [ 4 / 337 – 338 ] والكامل [ 7 / 2569 ] لابن عدي وتهذيب الكمال [ 30 / 179 – 180 ] وهدي الساري [ 447 – 448 ] .
وقال علي بن المديني قرأت على يحي بن سعيد حدثنا ابن جريج عن هشام ابن حجير فقال يحي بن سعيد خليق أن أدعه قلت أضربُ على حديثه ؟ قال نعم .
وقال ابن عيينة لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره .(1/2597)
وهذا تفرد به هشام وزيادة على ذلك فقد خالف غيره من الثقات
فذكره عبد الله بن طاووس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله تعالى { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)}
قال هي كفر وفي لفظ (( هي به كفر )) وآخر (( كفى به كُفْره ))
رواه عبد الرزاق في تفسيره ( 1 / 191 ) وابن جرير ( 6 / 256 )
ووكيع في أخبار القضاة ( 1/ 41 ) وغيرهم بسند صحيح
وهذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنه، فقد أطلق اللفظ ولم يقيّد.
وطريق هشام بن حجير منكر من وجهين:-
الوجه الأول : تفرد هشام به .
الوجه الثاني : مخالفته من هو أوثق منه .
انظر : كتاب الا ان نصر الله قريب للشيخ العلوان صفحة 7
والله تعالى اعلم
---------------------------
الكاتب : عبدالعزيز الجزري
في سنده هشام بن حجير وقد قال أحمد عنه : مكي ضعيف الحديث . وقال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه . وهذه تعني عنده أنه ليس بحجة كما قال الذهبي . واختلف قول ابن معين فيه فمرة ضعفه جدا ومرة قال صالح .
وهناك أثر صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها
حيث قال : ( هي به كفر )
----------------------------------------------------------------------------------
ما رأيكم في أثر ابن عباس كفر دون كفر (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14816&highlight=%DF%DD%D1+AND+%CF%E6%E4+AND+%DF%DD%D1)
---
د. هشام عزمي
04-06-2004, 02:07 PM
و كذلك ...
أبحث عن تخريج قول ابن عباس : كفر دون كفر (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7607)
كفر دون كفر مما يلعب به المضللون في عصرنا هذا - المحدّث أحمد شاكر (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13274&highlight=%DF%DD%D1+AND+%CF%E6%E4+AND+%DF%DD%D1)
---
عبدالرحمن الشهري
04-09-2004, 08:43 PM
مرحباً بكم أخي جليبيب في ملتقى أهل التفسير(1/2598)
وشكراً للأخ الكريم د.هشام على عنايته وحرصه ، وقد أفادنا بالجواب وفقه الله.
وأما سؤالك عن الدراسات حول تفسير ابن عباس رضي الله عنهما فأذكر منها الآن :
- حبر الأمة عبدالله بن عباس ومدرسته في التفسير بمكة المكرمة للدكتور عبدالله محمد سلقيني .وهو كتاب في 224 صفحة .
- تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة للدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي ويقع في مجلدين.
- عدد من الرسائل العلمية في كلية أصول الدين بالرياض بعنوان (المروي عن ابن عباس في التفسير)جمعاً ودراسة لعدد من الباحثين ، يمكنك معرفة الباحثين بالبحث في دليل الرسائل العلمية في الصفحة الرئيسية لشبكة التفسير والدراسات القرآنية ، وليكن البحث بكلمة ( بن عباس).
- وهناك مقالات علمية وبحوث منشورة في المجلات عن تفسير ابن عباس.
وأما السؤال عن الحديث الذي ذكرته ، فأرجو أن يتكرم الدكتور يحيى الشهري حفظه الله بالإجابة على سؤالك إن قرأ كلامي هذا فهو المرجع في ذلك.
---
جليبيب
04-10-2004, 10:38 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
و أنا في انتظار المزيد
فسبحان الله طالب العلم لا يشبع
و فقني الله و إياكم
---
(1/2599)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > مقترح بشأن الدورات العلمية
---
مقترح بشأن الدورات العلمية
---
غانم الغانم
06-08-2006, 07:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأحببت أن أطرح مقترحاً في هذه الأيام وهو "جمع الدروس العلمية الخاصة بالتفسير وعلوم القرآن فقط" من خلال الدورات العلمية الصيفية في شتى أنحاء المملكة وغيرها إن كانت تبث على الانترنت . ووضعها في الملتقى وتكون على النحو التالي:
المتن , الشيخ (الشارح ) ,المكان(المدينة +المسجد) , الزمن (التاريخ +الوقت) ,الموقع المتكفل ببث الدرس مع وضع الرابط إن أمكن
حتى يتمكن طالب العلم من الاستفادة منها لاسيما بوجود دروس في هذا الفن لايُعلم عنها إلا بعد انتهائها لمحدودية الإعلان
فما رأي الإخوة بذلك ؟.
---
عبدالرحمن الشهري
06-08-2006, 11:52 AM
جزاك الله خيراً يا شيخ غانم . هذا المقترح قد هيأته منذ أسبوع تقريباً ، ولكن تأخرت في طرحه لأن أحد الزملاء لديه دورات لم يخبرني بموعدها ، فأردت طرحها بعد الاكتمال . ولكن ما دمت قد بادرت وفقك الله فسأقوم بوضعها الآن ، ونكملها إذا وصلتنا المعلومات كاملة .
الدورات العلمية الصيفية في الدراسات القرآنية (http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5844)
وفقكم الله وبارك فيكم على حرصكم وعنايتكم .
---
(1/2600)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > جديد الأخبار
---
جديد الأخبار
---
حسن الكبهي
07-14-2003, 03:23 PM
لدي اقتراح: ارجو اثرائه بالمناقشة وارجو من المشرف دراسته وهو :
ان يكون لدينا قسم خاص بجمع كل الاخبار وخاصة ما يستجد منها عن كل ما يتعلق :
1- أخبار التفسير
2-أخبار المفسرين
3-أخبار الكتب الجديدة
4-أخبار الدورات في علم التفسير
5- أخبار المواقع العنكبوتية المتعلقة بالتفسير
6-أخبار البرامج و الشركات المهتمة بهذا العلم
7-أخبار الموسوعات
8-وكل آخر جديد
وباختصار ان نضع في هذا القسم كل ما يتعلق بهذا العلم من أخبار جديدة
والسلام
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2003, 05:07 AM
اقتراح موفق وفقك الله وهو جدير بالدراسة والمناقشة وسيتم بحثه بإذن الله مع المشرفين وفقهم الله. وتبقى قضية المصادر التي تستقى منها هذه الأخبار هي المهمة في تفعيل هذه الأخبار.
ولو شئتم لجعلنا تلك الأخبار على هيئة شريط إخباري متحرك كشريط الأخبار من المفكرة ويكون ذلك الشريط خاصاً بملتقى أهل التفسير. وبقراءة رأس الخبر في الشريط لو شاء الزائر قراءة التفاصيل يذهب إلى الخبر في الموقع.
ويبقى الباب مفتوحاً للمناقشة ، وأشكرك أخي الكريم حسن على اقتراحك وعنايتك وفقك الله.
---
أحمد البريدي
07-15-2003, 07:26 PM
اقتراح موفق وأرى ان يكتب مقترحه تصور حوله لتتم مناقشته مع بقية المشرفين كما أنه يمكن زيادة ابواب الأخبار الأكاديمية في التخصص كأسماء الجامعات التي تمنح درجات علمية في التخصص وشروط قبولها ومواعيدها , وكأخبار الرسائل العلمية المسجلة حديثا والمناقشة ....
وهذا يتم بتظافر جهود الأخوة جميعا في الملتقى اسأل الله ان نوفق جميعا لخدمة كتابه .
---
حسن الكبهي
07-16-2003, 07:49 AM(1/2601)
قد قرأت ما كتب أخي أحمد البريدي وقد طلب كتابة تصور عن الفكرة وانا بكل سرور واستحياء على ما أعرفه من نفسي أوافق على كتابة هذا التصور لكني أطلب برهة من الوقت خلال أقل من أسبوع
وأني والله اشعر بالفضل لكم على ماتقدموه لنا في هذا الملتقى
والله يعفو عنّا ويهدينا الى الحق
---
حسن الكبهي
07-16-2003, 10:38 AM
اخواني
قد طلبت برهة من الزمن حتى أفكر في تصور جيد، ولكنه قد بدا لي ان تشاركوني في التفكير وذلك باني قد وضعت هيكلية بسيطة تساعد في لمّ الأفكار وترتيبها. فالمطلوب الآن التفكير في ملء هذه النقاط خلال هذا الأسبوع لنخرج بتصور طيب. علما انه يمكنني سرد التصور حاليا لكم الا انني أفضل اعطاء بعض الوقت حتى تنضج الفكرة في ذهني وأذهان اخواني. وهاك الهيكلية:
1- ما هو الهدف من هذه الفكرة ؟ أو ماهي الفائدة المرجوة والقيمة المضافة ؟
2- كيف نحصل على المعلومة و الخبر ؟ أو ماهي المصادر ؟
3- كيف نخزنها في نظامنا ؟ أو ماهي هيكلية (الأقسام) نظام تخزين هذه الأخبار ؟
4- كيف نعرضها للراغب ؟ أو ما هو الأسلوب الأمثل لعرضها؟
ونسال الله الهدى والسداد
---
أحمد البريدي
07-19-2003, 05:25 AM
الأخ حسن وفقه الله :
نحن بانتظار ما وعدت به , ولا يلزم خلال اسبوع المهم ان يكون التصور متكاملا , كتب الله اجرك , وسددك .
---
حسن الكبهي
07-19-2003, 09:10 AM
السلام عليكم
انني أحب التدرج في الأمر، ولذلك فاني سأعرض فيما يلي تصورا مبدئيا يمكنكم من الابتداء وهو قابل للتوسع أيضا. أرجو الاطلاع عليه وتأمله ونقده كما ترون اذ أنتم أهل الخبرة بارك الله فيكم.
أ- الهدف
كلما استطعنا تحديد الهدف بوضوح ودقة كلما سهل علينا معرفة ما هو المطلوب منا، ومن أهداف هذه الفكرة ،جديد الأخبار، مايلي:
1- خدمة علم التفسير
2- احاطة الطالب لهذا العلم باخباره
3- تسهيل وصول الطالب الى الجديد في هذا العلم(1/2602)
4- تأسيس نقطة انطلاق لكل طالب لمعرفة الجديد أو لأخبار هذا العلم على مستوى الشبكة العنكبوتية
ب- كيف نحصل على المعلومة أو ماهية المصادر
1- تفاعل الاخوة المشاركين في الملتقى
2- مهم: تخصيص شخص واحد لهذا الغرض تجميع المعلومات والبحث عنها
3- الاشتراك في المواقع الاخبارية العلمية ذات الصلة
4- طلب رسمي من الملتقى الى كل المواقع المهتمة بالقرآن بتزويدنا بالجديد لديهم وهو في ذات الوقت دعاية لهم
5- وضع عنوان بريدي واعطائه لكل المكتبات ودور النشر داخليا وخارجيا قدر المستطاع لابلاغنابالكتب الجديدة عن القرآن وعلومه.
6- محاولة ايجاد طريق لتكوين قناة اتصال بين الملتقى و المؤسسات الحكومية أو الاهلية التي تعنى بالقرآن الكريم مثل مجمع الملك فهد ومؤسسة آل البيت ومؤسسات ترجمة القرآن.
ملاحظة: أقول محاولة لأنه قد لا يعبأ بنا فمن نحن، مجرد موقع على الشبكة. وهذا يقودنا الى أمر كبير لكنه يسير على من يسره الله على يديه، وهو نقل هذا الملتقى من الشبكة الى أرض الواقع بأن يكون مؤسسة حقيقية غير ربحية أو ربحية عائدها الى المؤسسة مرة أخرى وقد يكون لها أهداف مكملة أو مستقلة عن الأخريات ولا ييسر العسير الا بمشيئة العزيز القدير
ج- كيف نخزنها
بمعنى ان المعلومة لابد ان يكون لها تصنيف معين تدخل تحته وهذا يعني اننا بحاجة لوضع أقسام لهذه الأخبار. وتظهر قيمة هذه الأقسام عندما تكثر كمية المعلومات وتكبر قاعدة البيانات. ومن هذه الأقسام مايلي:
1-التجويد وأخباره 2- القرآن
3- لغات العرب 4- علوم القرآن
5- الناسخ والمنسوخ 6- التفسير
7- الاعجاز العلمي 8- غريب القرآن
9- الالغاز والنكت(الفوائد) 10- الترجمات
11- الدورات 12- البرامج
13- المواقع العنكبوتية 14- الاكادميات (الرسائل الجامعية - الجامعات ..)
15- أسباب النزول 16- أصول التفسير
17- المصاحف 18- التسجيلات الصوتية - المرئية للقرآن(1/2603)
19- مسابقات القرآن 20- جمعيات القرآن في العالم الاسلامي
21- جمعيات دعم مالي للطلاب 22- قنوات واذاعات القرآن الكريم
23- المحاضرات 24- تاريخ التفسير
25- مدارس التفسير 26- المفسرون
27-المقارنات 28- القرآن والشفاء
29- الاهداء: من يريد ان يهدي ومن يريد ان يهدى قرآن او ترجمة أو كتاب وسيلة ربط
30- القرآن والكفار 31- القرآن وذوي الاعاقات الجسمية كيف يقرأ ..
د- كيف نعرضها
1- ان تكون قسم مستقل مثل الملقى أو المكتبة
2-شريط جديد الاخبار أو زر لجديد الأخبار
3- فهرس يسهل الوصول للقديم
4- وسيلة للبحث في كامل قاعدة بيانات الأخبار
5- قد ترسل عناوين الأخبار فقط الى بريد المشتركين
هـ - العقبات
1- المصادر
2- عدم تفاعل المشتركين
3- عدم وجود المعلومات
4- عدم وجود ادارة لمتابعة الحصول على المعلومات
هذا تصور مبدئي أرجو مناقشته مع المشرفين وأسال الله ان يجزيكم خيرا
وان يستر الزلل ويعفو عن الخطيئة
والسلام
---
عبدالرحمن الشهري
07-21-2003, 06:58 AM
أشكر الأخ الكريم حسن وفقه الله على اهتمامه وعنايته ، وأرجو أن ييسر الله عمل هذا القسم والبدء فيه قريباً.
---
(1/2604)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (فضائل القرآن) للحافظ أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (350-432هـ)
---
صدر حديثاً (فضائل القرآن) للحافظ أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (350-432هـ)
---
عبدالرحمن الشهري
04-15-2006, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار ابن حزم الطبعة الأولى (1427هـ) ، من كتاب (فضائل القرآن) للحافظ أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (350-432هـ) بتحقيق وتخريج الدكتور أحمد بن فاترس السلوم وفقه الله .
http://www.tafsir.net/images/fadaelmustag.jpg
وقد صدر الكتاب مع فهارسه في مجلدين من القطع العادي . ويعد هذا الكتاب أوسع الكتب المطبوعة في فضائل القرآن الكريم ، وقد ذكر المحقق (أن نسبة كتاب المستغفري هذا لما طبع من كتب الفضائل كنسبة تفسير ابن جرير لباقي كتب التفسير) ، وهو يطبع لأول مرة عن نسخة خطية وحيدة فيها نقص من أولها ومن آخرها ، تحدث المحقق عنه .
وقد قدم المحقق بين يدي الكتاب بفصول دراسية لكتب فضائل القرآن ، ودراسة لحياة المؤلف ، ومنهجه في كتابه .
جزى الله المؤلف والمحقق خير الجزاء على هذا الكتاب الثمين.
---
الجنيدالله
04-16-2006, 12:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ان وفقه جزاه الله خيرا لطبع الكتاب
ومن عرف نسخة الكتاب الخطية عرف معاناته في التحقيق
والنسخة الخطية لدي مصورة عنها منذ ما يقرب من 14 سنة وهي من اوئل الكتب التي صورها مركز الملك فيصل للبحوث
وكنت ارجع اليها كثيرا في الاحاديث والاثار المتعلقة بفضائل القرآن الكريم
وهي مظطربة في ترتيبها والحمدلله على هذه النعمة الجديدة من نعم الله ان حققت وطبعت
اما كون الكتاب لكتب فضائل القرآن الكريم ككتاب ابن جرير لكتب التفسير فليس كذلك وليس هنا موضع بسط ذلك
لكنه مرجع مهم وثري بالاحاديث والاثار(1/2605)
ومرة اخرى ادعو للمحقق ان يجزيه الله عني كل خير في تسهيل المراجعة في الكتاب ووفقه
---
د. أنمار
04-17-2006, 01:12 AM
الأخ جنيد الله
وضع ال التعريف في اسم العضوية أشكل علي جدا!
---
(1/2606)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الرافضه يحرفون القرآن الكريم (الحلقة الأولى )
---
الرافضه يحرفون القرآن الكريم (الحلقة الأولى )
---
ناصر السنة
04-25-2003, 08:39 AM
قال ابن تيميه : بل هذه صفة الرافضه، شعارهم الذل ، ودثارهم النفاق و التقيه وراس مالهم الكذب و الأيمان الفاجره، ويكذبون على جعفر الصادق .. وقد نزه الله اهل البيت ولم يحوجهم أليه فكانوا أصدق الناس وأعظمهم ايماناً (( فدينهم التقوى لا التقيه )) .
وحتى القرآن الذي كان ينبغي ان يكون المرجع الجامع لنا ولهم على التقارب نحو الوحدة _ لم يسلم- فإن أصول الدين عندهم قائمه من جذورها على تأويل آياته وصرف معانيها الى غير ما فهمه منها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم والى غير مافهمه منها أئمة الإسلام عن الجيل الذي نزل عليه القران. بل ان احد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي الذي بلغ من اجلالهم لها عند وفاته أنهم دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف (( بأشرف وأقدس البقاع عندهم )) هذا العالم النجفي ألف سنة 1292 كتاب سماه (( فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب )) جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. وقد كرهوا جمعه لهذه النصوص من مختلف الكتب خشية الفضيحة فيكون حجة عليهم ماثله أمام أنظار الجميع ولما ابدى عقلاؤهم هذه الملاحظات خالفهم فيها مؤلفه وألف كتاباً اخر سماه (( رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب )) ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيده التقية فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبره يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف ويؤمنون به، ولكن لايحبون ان تثور الضجه حول عقيدتهم في القرآن .(1/2607)
وقد استشهدوا عل وقوع النقص في القران بعدة امثلة لانريد الاطله بذكرها ولكن نذكر منها : زعمهم بإسقاط آية (( وجعلنا علياً صهرك )) في سورة (( الشرح )) الم نشح لك صدرك . وهم لايخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن سورة الشرح مكيه وإنما كان صهره الوحيد بمكه العاص بن الربيعه الاموي ، واذا كان علياً رضي الله عنه صهراً للنبي صلى الله عليه وسلام على احدى بناته ، فقد جعل عثمان رضي الله عنه صهراً له على ابنتيه الاثنتين.وقال لو كان لنا ثالثه لزوجناكها قلت (( فهم إذاً يؤمنون بل ويجزمون بتحريف القرآن ونقصه ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( انا نحن نزلنا الذكر وأنا له الحافظون )) وهؤلاء وهؤلاء للحمقا بل المجانين يكذبون الله فأي كفر بعد هذا ؟ وقد اجمع العلماء على كفر من كذب الله ورسوله .
---
الغزالي
04-25-2003, 05:20 PM
أحسن الله إليك ، وجزاك الله خيراً ، أخي ناصر السنة.
واصل إبداعك.
---
(1/2608)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة
---
ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل بحث للإطلاع والمناقشة
---
مرهف
07-23-2006, 01:18 AM
الحمد لله وبعد :
فهذا بحث لأخ لنا قدمه في ندوة أو مؤتمر وهذا البحث يمكنني القول هو خلاصة لكتاب يعمل مؤلفه على إخراجه حول إمكانية ترجمة القرآن الكريم أو استحالتها، وقد اطلعت على بحثه الذي يجهد لإخراجه، ووجدته قد خرج بنتائج طيبة لأن أسلوبه كان على طريقة الترجمة المقارنة للقرآن ، أي بإحضار ترجمات القرآن وعرض ألفاظ الترجمة وأسلوب كتابتها باللغة المترجمة ودلالتها حسب طريقة الكتابة وأثرها على المجتمع الذي تقرأ فيه حسب الدلالة ، وبحسب علمي فإن الدراسات التي تناولت الترجمة في البحث لم تتناولها بهذا الأسلوب مع أنه ضروري ومهم جداً وله أثر على الحكم بالجواز وعدمه لأن إثبات الإمكانية أو عدمها واستحالتها يؤثر بالنتيجة على جوازها أو تحريمها وأترككم الآن مع البحث المقدم ولكن حواشيه لم تظهر ومن أراد البحث على ملف وورد فهو موجود وفيه الحواشي وقد أرفقته وأرجو من المختصين إفادتنا بملاحظاتهم ما أمكنهم.
[line]
مؤتمر الترجمة في الدول العربية : أهميتها ودورها في التواصل الحضاري بين الأمم
المحور: معايير اختيار النصوص ومهمة المترجم بين تحقيق الأمانة العلمية والرسالة الإنسانية . في رحاب جامعة تشرين في الفترة الواقعة بين 26 – 28 / 6 / 2006
عنوان البحث:
ترجمة القرآن بين الممكن والمستحيل من حيث تحقيق الأمانة العلمية وأداء الرسالة الإنسانية
إعداد الباحث:
علي عبدو الإبراهيم
إجازة في اللغة الفرنسية وآدابها
إجازة بالهندسة المعمارية
حماة – سورية – الشريعة – جانب جامع الإيمان
هـ. منزل: 00963 33 513541 مكتب: 00963 33 215784
فاكس: 228114 (فرع اتحاد الكتاب العرب بحماة)(1/2609)
ص. ب. / 51 / نقابة المهندسين بحماة
البريد الإلكتروني: abosaid77@msn.com
[line]
إذا كان التراجمة فرسان التنوير كما يقول بوشكين، فأين تقبع مقولة الإيطاليين " المترجم خائن:"traduttore, traditore" ([1]) وأين تتوضع العبارة الفرنسية traduire, c'est trahir"" بمعنى "الترجمة خيانة " وهل تصدق هذه السمات على الجميع؟ أم أن المشكلة ليست في المترجمين فقط، بل تتجاوز حدود الإمكان البشري مهما بلغ، أمام نصوص ترقى على آناء الزمان والمكان وتعلو على الانتماء لمجموعة عرقية أو قومية وتمحو حواجز الحدود السياسية والقوقعة الفردية لأنها رسالة إنسانية بكل معاني الكلمة.
أليس ثمة معايير critères للنصوص قممها وقيعانها، دقتها وفضفضتها ما علا منها وتقدس، وما دنا منها وتدنس؟
فإن ساوينا بينها فقد دخلنا الفوضوية Anarchisme من أوسع أبوابها وكنا في غيبوبة الفكر المبنية على رفض كل قيم الحياة الحضارية باتجاه نكوص يلغي كل القيم العليا...
أليس ثمة معايير تفرق بين نصوص "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " أنزلت لخير البشرية جمعاء وبين نصوص ليس همها سوى إثارة شهوات الفروج والبطون وإمتاع الحواس الحيوانية في الإنسان في مذاهب إباحية متفلتة من كل قيد اجتماعي وكل قيمة إنسانية عليا:Pornographie (laisser passer,laisser faire).
أليس ثمة معايير تميز الفوارق من حيث المستوى الأسلوبي واللغوي رصانة وسبكاً أو تفككاً وضعفاً؟
أليس ثمة معايير في عوالم الأدب والعلم والفن عموماً وأنوعها المختلفة من شعر ومسرح وقصة وغير ذلك خصوصاً؟...
إن الإحصاءات الأخيرة في معايير الترجمة وحسن الاختيار مخجلة بالنسبة للأمة العربية من حيث الكيف والكم في كل المجالات العلمية والأدبية والفنية سواء تمت الترجمة من العربية إلى ألسنة أخرى أو بالعكس فإن تم شيء من ذلك فلا يصطفى منه في الجملة إلا القليل ([2]).(1/2610)
ثم أليس من أسس الأمانة أن نعرف المدى الذي يحق للتراجمة الدخول به على النصوص؟ وهل ما يولد لديهم من " جميلات خائنات " كما يقول الفرنسيون (les belles infidélles) هن بنات شرعيات لنصوص أمهات، وهل يجوز للتراجمة إدخال آرائهم ومعتقداتهم من حيث أمانة النقل من مرسل إلى مستقبل؟!
هل يجوز لهم الإضافة والحذف أو التحريف والتبديل، ثم كيف لهم أن يقسروا لغة على ما ليس فيها قواعدياً ولغوياً وفكرياً؟ تلك بعض من أسئلة أولى تراودنا عندما نترجم، تتوالد وتزداد عندما نعلو ونحترم المرسل والمستقبل ونحترم الرسالة التي نحن بصدد نقلها ضمن شعور تام بالمسؤولية تجاه أمانة إبلاغ الكلمة...(1/2611)
إن التوغل في جوهر عملية الترجمة والوقوف على سره واكتشاف الثوابت التي تتعدى اللسان المعين إلى اللغة كظاهرة إنسانية مشتركة أمر غاية في الأهمية ولأن الترجمة.. كما يقول جورج مونان "في الشرق كما في الغرب بدأت دينية أي تناولت ما يتصل بالدين والمباحث الدينية" لما لذلك من أهمية بالغة في حياة الإنسان لمعرفة نفسه والكون من حوله ولأن الدين لما يستنفد أغراضه في هذه الحياة ونعتقد أنه لن يستنفدها... وحتى لا تمسي أعمالنا في الترجمة عبثاً ينبغي البحث الدؤوب لنقل ما يهم هذا الإنسان في كل محاوره المادية والفكرية ولسبر ما يرافق النصوص المطروحة من معان وظلال وأسلوب، ولنعلم أن غاية الترجمة هي أن تعفينا من قراءة النص الأصل وأن تجعل النص الموضوع يبقى إياه بعد ترجمته من حيث مطالب المنطق لأن محافظة النص في اللغة الهدف مع كل ما في النص المصدر أمر في غاية الصعوبة من الناحية العملية وذلك لأسباب عديدة تتعلق بالمرسل والرسالة والمتلقي وبذلك يصبح المترجم بآن واحد متمثلاً دور الناقل الحيوي فهو متلق ومرسل لرسالة تعبر عن فكر سواه كمرسل أول وتأخذ منها في فكر مستقبل الترجمة بالإضافة إلى سمتها الفنية علماً قائماً بذاته؟... وهذا ما يدفعنا إلى السؤال الملح ما هي معايير الترجمة السليمة؟ لنستمع إلى ما يقول ماروزو Marouzeau ([3]):"يجب أن تنقل الترجمة المعنى، كل المعنى ولا شيء سوى معنى النص الأصلي. إنه أمر بديهي، إنه المقتضى الأدنى، لكن على الترجمة أن تنقل المظهر أيضاً، يجب أن تنقل إلى أقصى حد ممكن المظهر البنيوي، أي أن عليها أن تتيح للقارئ تكوين فكرة تقريبية على الأقل عن اللغة المنقول عنها، عن خصوصيات مفرداتها وبنائها وطريقتها في المطابقة بين العبارة والفكرة، ويجب أن تنقل المظهر الأسلوبي، أي النوعية والمستوى: شكل عادي، طريف، مهمل، وصفي مبتذل، خطابي، فني شاعري "... وهذه المعايير تثير – كما يقول جورج مونان ([4])(1/2612)
مسألتين رئيستين هما مسألة الاصطلاحات ومسألة التراكيب، ولكل منها دراسات متسعة في مظانها.
ونجد المعنى ذاته في تعريف الترجمة في قاموس الألسنية ([5]): الترجمة هي " ذكر - في لغة أخرى (أو لغة الهدف) - ما كان مذكوراً في لغة (مصدر) مع الحفاظ على المعادلات الدلالية والأسلوبية "traduire: c'est énoncer dans une autre langue (ou autre cible) ce qui a été enoncé, dans une langue source, en concernant les équivalences sémantiques et stylistiques.
لنر الآن ماذا يحدث للمترجمين مشاة جيش الكتاب " كما يسميهم دومنيك أوري Dominique Ouri هل سيدخلون قلعة الترجمة بسهولة أم أنهم يتساقطون واحداً تلو الآخر أمام قلاع النصوص العليا إلهية الإرسال قبل تحريف الكثير مما فيها؟
لقد نقل القديس جيروم Saint Jérome بعض المعاني معكوسة عندما ترجم الكتاب المقدس.
كما اكتُشِفَت لدى أميو Amio معان معكوسة، ولدى بودلير Beaudeliue معان خاطئة عندما كان ترجم آلان بون وها هو أندريه جيدAndré Gide الكاتب الفرنسي المتضلع بالانكليزية يترجم لشكسبير ترجمات لا تشبه مؤلفات شكسبير، ومهما كانت الحواشي في أسفل الصفحات فإن تلك الحواشي عار على المترجم كما يقول " دومنيك أوري ".
"إذن لابد من توفر الكثير من الكفاءات من أجل الترجمة الجيدة - كما يقول روجيه ارنالديز ([6]) - أي لا بد من معرفة اللغة المصدر واللغة الهدف والعلم أو العلوم التي تعالجها الرسالة بالطريقة التي تسمح بالفهم الدقيق لما يريده المرسل (في اختصاصه). وفي هذا الصدد يقول الجاحظ: " على المترجم أن يدرك الموضوع بقدر إدراك الكاتب له " وتقول مريم سلامة كار ([7]) " على المترجم أن يزول أمام ترجمته وأن يكون مخلصاً للنص الأصلي ودون أن يؤثر ذلك في ترجمته. اهـ. وكلما كان الموضوع صعب المنال أثار تحليل النص مشكلات أمام المترجم مما يجعل الترجمة أكثر صعوبة ومما يستدعي كفاءة لغوية أكبر.(1/2613)
ومن هنا تأتي أهمية فهم النصوص المراد ترجمتها ومما يؤكد ضرورة امتلاك المترجم معارف تناسب معارف الكاتب(المرسل)، وأن يكون مخلصاً أميناً لما ينقله عنه وما أكثر الأفخاخ أمامه، وهذا ما يجعلنا أيضاً نؤكد على موضوع التخصصات. ومن هنا نرى أنه من الأشراط الأولية لكل ترجمة حقيقية أن تتسم بمعرفة اللغة والموضوع بالإضافة إلى المهارة التي تتجلى في خاصية إعادة التعبير عن مضمون النص المصدر في النص الهدف.
وهكذا نجد أنه حينما نواجه صعوبات في الترجمة أو حينما تبدو الترجمة مستحيلة فإن ذلك يعزى إلى نقص في المعارف في ذات المترجم (وذات اللغة) وذات الموضوع ولضعف في الطاقات المتخصصة أو الموسوعية ومن لم يحط بالموضوع مفرداته ومصطلحاته وأوجهه الظاهرة والعميقة بالإضافة إلى الإخلاص والأمانة فإنه سيشوه النصوص الأصيلة ويمسخها وعندها تنطبق عليه سمات الخيانة للنصوص وتضيع لديه الأمانات....
سندخل الآن في موضوع أكثر تخصصاً في مشكلات ترجمات القرآن الكريم.. حيث ثمة أكثر من أربعين ترجمة موجودة باللغة الفرنسية وأكثر من مائة ترجمة باللغة الانكليزية كما أن ثمة ترجمات عديدة في اللغات الأخرى...
والسؤال هل هذه الترجمات قد حازت على سمة الأمانة وإلى أي حد؟
ولكن لنتعرف على الرسالة والمرسل والمتلقي قبل أن ندخل بحراً محيطاً لا نزال على شواطئه:
1- الرسالة حسبما اتفق عليه علماء الأصول والفقهاء وعلماء العربية هي: كلام الله تعالى المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم باللسان العربي في المصاحف /المنقول عنه بالتواتر / المتعبد بتلاوته ([8]) " وهي رسالة منزلة بلسان عربي مبين " إنا أنزلناه قرآناً عربياًلعلكم تعقلون"([9]) وللناس كافة " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ([10])(1/2614)
ولغة القرآن ومعانيه تحمل قدراً لا نهاية له من الفهم والتدبر وتوليد المعاني والاسترسال في النظر دون شطط أو اعتداء على الحدود ([11]) ولأن هذا القرآن معجز أن يؤتى بمثله لأن المرسل هو الأحد العالم بكل أسرار اللغة وما فيها وبكل أسرار الكون وما فيه وبكل ما لدى الإنسان وما فيه " كتاب أحكمت آياته، ثم فصلت من لدن حكيم خبير " ([12]). ولذا فإن محاولات ترجمات القرآن ليست حتماً بقرآن فإن صح أن تسمى ترجمة لتفسير معاني القرآن. فإن ذلك يحتاج إلى علوم كثيرة جداًولن يكون إلا شيئاً من أحد أوجه التفسير ويحتاج أيضاً إلى كفاءات خاصة وأشراط التفسير كثيرة.. لأن هذه الرسالة الإلهية الإرسال قد أعجزت أهل اللسان العربي ذاتهم فكيف بالمتسللين؟.
فإذا ما رحنا نتتبع تاريخ الترجمات بدءاً من المحاولة اللاتينية الأولى عام (1143) ميلادي وحتى يومنا هذا نخلص إلى الملاحظات الآنية:
1- الكثير من الدراسات اللغوية لترجمات معاني القرآن غير منتظم وكلها يعوزها الشمول والموقف النظري الواضح (د.عمر شيخ الشباب) ([13]) وفيها كثير من السلبيات (تزيدات ونواقص).
2- أولى الترجمات كانت للاتينية 1143 ثم الإيطالية 1548 ثم الألمانية 1623 ثم الفرنسية 1647 ثم الإنكليزية (عن طريق العنعنة) 1647 ثم الأسبانية والروسية في القرن التاسع عشر.م.
3- "إن تعدد الترجمات في كل لغة واختلافها فيما بينها يؤدي إلى الحيرة واللبس عند المختصين في الدراسات اللغوية والإسلامية فما بالنا إذا وصل الأمر للإنسان العادي غير المختص حيث سيكون اللبس والحيرة لديه أكثر ولن يدري أي طريق يتجه" ([14]).
4- " تصدى لترجمة القرآن الكريم أناس لا يعرفون من الدين إلا القليل، كما وضعت الصهيونية المقنعة بالمسيحية يدها بالتغيير والتحريف في بعض هذه الترجمات على غفلة وجهالة من المسلمين " ([15]).(1/2615)
5-" بعض الترجمات مليئة بالأخطاء اللفظية مع تحريف الأحكام الشرعية والعقائد، وفي بعضها تبديل الكفر بالإيمان ولعبادة الله بعبادة غيره، وتبديل لأسماء بعض الأنبياء والسور والأماكن والصفات والأعلام "([16]).
6-" الرسول صلى الله عليه وسلم أعرف الناس بأحكام الله تعالى وأخلص الخلق في الدعوة إلى الله عز وجل، لم يتخذ ترجمة القرآن وسيلة إلى تبليغ غير العرب مع أنه دعا العرب والعجم وأرسل للناس كافة ([17]). ويمكن الرجوع إلى رسائل ([18]) النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل من: 1- هرقل ملك الروم 2- كسرى ملك فارس 3-النجاشي ملك الحبشة 4- المقوقس عظيم القبط، وقد وصلت رسالة نبوية إلى الصين في السنة الثانية للهجرة النبوية ([19]).
7-كل يقرظ ما كتب هو أو ما علق عليه يمدحه ويثني عليه ويلعن ترجمات غيره ويقول بنقصانها وانحرافها ويبدي عيوبها...
8-كثير من الترجمات أخذت موافقات الأكاديميات العربية الإسلامية المعترف بها فاتخذ ذلك دريئة لما وقع فيها وترك الوزر على عاتق الذين ختموا على صحة وجودة الترجمات....
بالنسبة للدراسة التي قمت بها في هذا الاتجاه فإنها تتلخص بالخطوات التالية:
1 - تابعت عشر ترجمات فرنسية هي للتراجمة:
1- كازيمر سكي 2- ريجيس بلاشير 3- جان غروجان 4- دنيس ماسون 5- محمد حميد الله 6- صلاح الذين كشريد 7- بوريما عبده داودا 8- نور الدين بن محمود 9- اللجنة السعودية الفرنسية 10 – أبو القاسمي فخري.
ترجمات إنكليزية هي للتراجمة:
1- عبد الله يوسف عي 2- مار مادوك بكتال 3- اللجنة السعودية الإنكليزية 4- د. تقي الدين الهلالي + د. محمد محسن خان 5- د. أحمد زيدان والسيدة دينا زيدان 6- الشيخ عز الدين الحايك 7- توماس ب.ايرفنغ
2- قارنت بعض النقاط في هذه الترجمات بتأن وقدمت هذه المقارنات مجدولة تكشف الخلاف فيها في دراسات أكاديمية علمية.(1/2616)
3- لم أقدم آرائي الخاصة إلا بما استنتجته من دراسات في فقه اللغة العربية انطلاقاً من فكرة أن لكل حرف في العربية معنى أو لنقل لوناً خاصاً به لا يذوب أو يتنحى عند ترافقه مع حرف ثان ذي لون ثان بحيث تبدأ معان جديدة ناجمة عن دمج هذين المعنيين أو لنقل اللونين بالعودة إلى فكرة أن المرحلة الحضارية للغة سابقاً كانت تعتمد الحرفين ثم تتثلث في مرحلة البلوغ وتأخذ إحداثياتها دون أن تخرج المفردة الأساس (الثلاثية) عن معاني وألوان أحرفها المشكلة التي هي لبنات البناء لهذه المفردة.
4- تركت من خلال مقارناتي واستنتاجاتي للقارئ اللبيب استخراج القيم ومدى استيعابه الدراسة التي قدمتها لهذه المفردات القرآنية أو بعض الجمل.
5- لم أتدخل في موضوع شرعية الترجمة التي أرى أنها أشبعت بحثاً لكني أريد أن أصل مع القارئ الحصيف لهذه الترجمات إلى نتيجة مفادها أن مترجماً أياً كان عربياً أو مسلماً غير عربي أو غير مسلم وغير عربي لا يمكنه البتة الإتيان بمثل ما في هذا القرآن ولا الإحاطة بمعانيه مهما بلغ سواء كانت عناوين الترجمات: مباشرة أو تحت يافطات اسمها ترجمة المعاني وهي ليست في الحقيقة إلا غطاء كاذباً...
6- لا أريد أن أقدم شرعية الترجمة أو رفضها بل أريد تقديم نماذج أرى أنها كافية مبدئياً لإسقاط مبدأ ترجمة القرآن إلى لغة أياً كانت بسبب عقبات كأداء لا يمكن تجاوزها مهما كان المترجم حائزاً من صفات يظن بها أنه قادر على ذلك مهما تعالت أسهمه في هذا العلم وفنيته.
7- أوجه إعجاز القرآن أكثر من أن تعد رغم أن كثيراً من الباحثين قد حاولوا معرفتها وتفصيلها ولكني أردد مع أية القرآن " وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً([20]) " وترجمة القرآن إحدى أوجه الإعجاز الجامعة بعد حل كل تلك المعجزات وها أنا ذا أقدم بعضاً من هذه العقبات أمام فرسان التنوير وكتيبة جند مشاة الكتاب.
أ- كتبت أسماء القرآن بأشكال متعددة أحياناً باللغة الواحدة.(1/2617)
ب- تباينت الترجمات بين أسمائها فمنهم من قال: صراحة "ترجمة القرآن ومنهم من قال ترجمة معاني القرآن، ومنهم من قال شرح وتعليق على ترجمة القرآن ".
ج- تباينت أسماء السور في اللغة الواحدة لدى الترجمة.
د- تباينت أشكال البسملة لدى التراجمة وحتى أحياناً نجد بسملتين في نسخة واحدة.
هـ - في البسملة ذاتها نجد خلافات كبيرة وجوهرية في الكلمات الثلاث أولها وأهمها اسم الجلالة " الله " هل يمكن أن تبقى اللفظة العربية أم نأخذ أشكالها المصطلحة في الألسنة الأخرى مثل Dieu وأخواتها اللاتينية و God وأخواتها في الإنكلوساكسونية وغيرها لعدم التوازن بينها.
و- الرحمن الرحيم حيث ليس ثمة مقابلات في اللغات الأخرى حيث تباينت الترجمات.
ز- لا توجد مقابلات كثيرة لألفاظ قرآنية عربية مثل (الوفاة – العمه – إبليس – الجن – الصلاة - الزكاة – الجهاد.... الخ).
ح- هناك الحذف للكلمة وأحياناً للجملة مثلما فعل كازيمر سكي في أول سورة آل عمران الآية 2 كلمة " القيوم " (الله لا إله إلا هو الحي القيوم...) وعندما حذف "حنيفاً " في الآية 125 من سورة النساء.
ط- هناك دمج للآيات القصيرة في الآية الواحدة برقم واحد.
ي- وهناك تقطيع الآية الطويلة إلى آيات متعددة بأرقام جديدة.
ك – هناك التحريف كما فعل كازيمر سكي عندما وضع كلمة "عيسى" بدلاً من إبراهيم في الآية: " إن ذلك لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " حيث جاءت عنده " إن ذلك لفي الصحف الأولى صحف عيسى وموسى ".
ل- الترجمة بالعنعنة تضاعف الأخطاء وخصوصاً عند تعدد هذه العنعنات.
م – الترجمة الحرفية: أضاعت الكثير كما كان يفعل مثلاً: وليام بكتال ص 34 ومحمد حميد الله الذي قال حرفياً: ترجمنا حرفياً صفحة XXXIV في مقدمته على طبعة أمانة كوربوريشن.
ن – استعملت مفردة Saint بمعاني: قديس، قدوس، القدس، والمقدس.
س- استعملت كلمة سينيور ٍSeigneur بمعنى: الله، ومحمد، وجبريل (عند كشريد) في الصفحة XV.(1/2618)
ع- جاءت الغيب عند الأكثرية بمعنى "invisible" غير مرئي " وهذا لحاسة واحدة فأين الغيب بالنسبة لبقية الحواس؟
ف- جاءت مفردات تحريفية لدى كازيمر سكي عندما علق في الحاشية على نداء " أيها الناس " أن النداء للعرب وليس للناس أجمعين صفحة 41.
ص- صلى الله عليه وسلم فيها مشكلات الأمر ومعاني الصلاة والسلام.
ق- المترجم الألماني دنيفر يخلط التفسير بالقرآن ويدعي أنه القرآن، وكذلك المترجمة فطمة زايدة.
ر- العبودية هي العبادية والعبيدية حسب آي القرآن الكريم فكيف ترجمها التراجمة بالخدم والزنوج والأقنان... والفرق شاسع...
ش- الربوبية تخالف اللورد والseigneur تماماً حيث ثمة خلط بين مفردات " الله، الرب، المسيح..." فكلها يمكن أن تكون god...
ت- مشكلة العلمية والمعنى للأسماء / الأنبياء / محمد – أحمد... الخ
ث- رسول – نبي – حواري / وما ينجم عنها / بالنسبة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
خ- خلط أسماء الأنبياء (ذو الكفل مرة Elie مرة وزكريا مرة...)
ذ- اللوطية واللواطية / صفات النبي لوط ومازاده قومه... /
ض- مشكلة التفسيرات ضمن النص تعطي معان معاكسة أو خطيرة كما جاء لدى بوريما عبده عند حديثه عن بني إسرائيل عندما أعطاهم بنص التفسير (الشام ومصر والرافدين...) فساعدهم دون قصد – على فساد رأيهم.
ظ- الزوج والأزواج ومشكلة المعنى الزواجي والتصنيفي.
غ- النفس التي تجمع على نفوس وأنفس ثمة مشكلة كبيرة / الوفاه /.
أ َ- العين التي تجمع على عيون وأعين ثمة مشكلة كبيرة / العمه /.
بَ- عفرت مشكلة معنى الكلمة وأصلها العربي القاموسي والفقهي.
جَ- القلب والفؤاد والفارق بينهما وصفات كل منهما...
دَ- الفارق بين الوفاة والموت والحياة.
هَ- هل القلب هو العقل هو الصدر هو اللب هو النهى هو الأحشاء viscère هو الأمعاء Entrailles؟...
9 – كلمة الكفر infidelitè، mécréance، Incrédulité، Incroyance idolâtrie.(1/2619)
زَ- كلمتا قلف، غلف، الفارق بينهما من خلال معان الأحرف.
حَ- الصدور؟
طَ- اللغة ومشكلة غير العربي ومسؤولية العربي لكثير من المفاهيم مثل:
الرصاص (كأنه بنيان مرصوص)، السند (كأنهم خشب مسندة([21])) (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ([22])).
ي- إِرَمَ ذات العماد (إِرْمِ المبنى ذا الأعمدة)([23]).؟
ك- الصمد (هل هي الخالد؟) كما وضع بعضهم...
لَِ – عبدول – حميدول – نجيبول..
م- ضريع ومشكلة أسماء غير موجودة في الحضارات الأخرى...
ن- الحروف العاطفة مثل:"وَ" " أو " فقد تباينت البحوث بشأنها.
س- الاستعانة بالإسرائيليات والديانات الأخرى والأساطير لدى التراجمة
ع- الموسيقية والشاعرية تتباين من لغة إلى أخرى / رشد وترجمة العنعنة... /.
ف- التخصص في العلوم، وجهل العلماء / بيرس /.
ص- أسماء العصر والضحى؟...
سنحاول الآن تقديم النماذج السابقة بشيء من الشروحات المختصرة جداً:
1 - أشكال أسماء القرآن تباينت حيث تضاعفت أدوات التعريف في العنعنة في الفرنسية والإنكليزية والألمانية حيث جاءت:
· L’ Acoran بأداة تعريف فرنسية مع أداة التعريف العربية ص (53) XLIII في قائمة محمد حميد الله، حيث حاول لوثر أن يتعرف على L’Acoran في كتابه مذكرات لوثر.
· The Alcoran حيث جاءت بأداة تعريف إنكليزية مع أداة التعريف العربية أيضاً ص XLVI في قائمة محمد حميد الله في ترجمة ألكسندر روس من الإنكليزية.
· Der Al koran حيث أداة تعريف ألمانية مع أداة التعريف العربية ص XLIII في قائمة محمد حميد الله في طيعة لود وفتشي مراتشي lodovici Maracci في ترجمة ديفيد نيريتر David nerreter للألمانية.
والسؤال ماذا يجري إذا تضاعف عدد العنعنات حيث تبقى كلها جديدة على ما سبقها من لغات؟.
· وكتب عند بلاشير Le coran وبين قوسين (al- Qor'ân).
· وعند صلاح الدين كشريد
al – Qur' ân al - Karim
· عند بوريما عبده داودا. Saint Qour’ân(1/2620)
جاءت عناوين الترجمات في التسمية على أشكال متعددة:
· صريحة "ترجمة القرآن " بالفرنسية عند:
أ - كازيمر سكي – ترجمة دون نص عربي traduction
ب - بلاشير – ترجمة دون نص عربي traduction
ت - غروجان – ترجمة دون نص عربي traduction
ث - ماسون – ترجمة - (ترجمة مع نص عربي) traduction
ج - حميد الله: ترجمة وتعليق ، نشر " أمانة " الراجحي (مع النص العربي)،(ترجمة متكاملة وأمالي)
جَ - حميد الله: طبعة إيران (مع النص العربي).
ح - صلاح الدين كشريد (ترجمة وأمالي). (مع النص العربي).
خ - الشيخ بوريما عبده داودا كتب على المغلف الخارجي:
تفسير ومعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية
وبالفرنسية: معاني آيات القرآن المقدس عربي – فرنسي.
وفي الداخل ترجمة الآيات وحشى داخلها بالذي يراه من شروحات توسعة للفهم؟ (مع النص العربي) مجاورأ.
هـ- نور الدين بن محمود: جاءت بالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم وبالفرنسية Le coran (مع النص العربي)
وكتب شرح وترجمة إلى اللغة الفرنسية (ترجمة وأمالي) traduction et note
ط- اللجنة السعودية الفرنسية: جاءت بالفرنسية:
Le saint coran
Et la traduction en laugue française Du sens de ses versets
وبالعربية: القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الفرنسية (فيه بعض الحواشي) في أسافل الصفحات. مع النص العربي.
ي- أبو القاسمي فخري
Le coran
Traduction Par dr. ing. G.h. Abolqasemi Fakhri القرآن الكريم
(مع نص عربي مرافق).
إن ثمة تلاعب بالعناوين بالفرنسية وسنرى العناوين بالإنكليزية.
· بالإنكليزية:
أ – عبد الله يوسف علي: القرآن المقدس بالإنكليزية:
The Holy Qur- an
Text, translation an Commentary By Abdullah yusuf Ali
(طباعة الهند – لاهور) 1934 (مرفقة بالنص العربي).
أََ – طبعة – ميريلاند – شركة أمانة 1989 لعبد الله يوسف علي / معدلة /.(1/2621)
– سميت ترجمته بالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية و بالإنكليزية ذات العنوان أعلاه (مرفقة بالنص العربي) فثمة إذن تناقض وتلاعب بالعناوين بالعربية !... لأن النص مقابل النص والترجمة حرفية.
ب – اللجنة السعودية الإنكليزية جاءت (د. محمد تقي الدين الهلالي – د. محمد محسن خان):
The noble Qur’an
English translation of the meaning and Commentary (1419). H
وبالعربية: القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الإنكليزية
ب َ – أخذت اللجنة السعودية ذات العنوان أعلاه بالإنكليزية، وأضافت بالعربية كلمة تفسيره
(القرآن الكريم وترجمة معانيه وتفسيره إلى اللغة الإنكليزية) على أنه نقل مع اختصار وفي الحواشي فقط لترجمة عبد الله يوسف علي / بإقرار اللجنة الموقرة /
ج – ترجمة محمد مارمادوك بكتال – طبعة نيودلهي النص العربي – والنص الإنكليزي للترجمة + اللفظ بالحرف اللاتيني وثمة ترجمة أخرى لبكتال – طبعة ليبيا كتب عليها بالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم (يوجد نص عربي) و بالإنكليزية:
The meaning of glorious Qur’?n
د – ترجمة: د. أحمد زيدان والآنسة دينا زيدان كتب على الكتاب بالإنكليزية:
The Glorious Qur’?n text and translation وبالعربية ترجمة معاني القرآن الكريم.
هـ ترجمة الشيخ عز الدين الحايك: كتب عليها بالإنكليزية:
An Approximate translation Of the meaning of the Honorable Qur’?n In the English language
وبالعربية: ترجمة تقريبية لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنكليزية
و- ترجمة –ايرفنغ:
كتب عليها بالإنكليزية: The noble Qur’an English translation
وبالعربية: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية
(نص عربي + إنكليزي).
1- تباينات أسماء السور لدى التراجمة:
- سنستعرض بضعا من مشكلاتها وهي كثيرة:(1/2622)
منها مشكلة تباين التسميات لدى المتراجم لاسم السورة في اللغة الواحدة فللفاتحة لدي تسع تراجم للفرنسية:ستة أشكال وللبقرة ثلاثة، ولآل عمران أشكال متباينة التهجئة والانتساب أما المائدة فلها خمسة أشكال وللأنعام أربعة وللأعراف ستة أشكال وللأنفال ثلاثة وللتوبة أربعة واختلفت كتابات اسم يونس فجاءت به شكلين ومثلها هود ويوسف وجاءت الرعد مع شكلين وكذلك إبراهيم بينما جاءت كتابة الحجر على ثلاثة أشكال وجاءت النحل مرة بالمفرد وأخرى بالجمع، وجاءت مريم عل لهجتين أما الفرقان فجاءت على ستة أشكال وجاءت النمل مرة بالإفراد ومرات بالجمع والقصص على شكلين أما سورة الروم فجاءت على أربعة أشكال وتباينت كتابة لقمان وجاءت السجدة على شكلين أما الأحزاب فقد أخذت خمسة أشكال وفاطر على شكلين.
أما الصافات فجاءت على اختلافات عديدة فمرة جاءت (اسماً والأخرى جاءت جملة، وجاء الفاعل في الجملة أحياناً جمع مذكر وأحياناً جمع مؤنث) وتباينت تهجئة سورة (ص) بينما جاءت الزمر على شكلين، وغافر على طريقتين اسم وجملة والاسم ذاته على ثلاثة أشكال....
وما هذه إلا أمثلة سريعة ومثلها بقية أسماء السور....
ولدينا جداول في هذا الإطار...
4- البسملة:
أما البسملة "بسم الله الرحمن الرحيم " فالخلافات كبيرة وهي في العنوان فكيف بالمضمون والمتون... من ثلاثة مفردات هي: الله الرحمن الرحيم جاء التباين في تباين الأشكال اسم الجلالة " الله " فمن التراجمة من جعله ذات اللفظة بحرف لاتيني ومنهم من استبدله بكلمة dieu الفرنسية و God الإنكليزية وأخواتها في الألسنة الأخرى...
وهذا ما لدينا بحث مستفيض عنه بعدم جواز استبدال اسم الجلالة العربي بأي اسم آخر.... لا من الناحية الشرعية فقط بل من فروق المعاني ذات الصفات "فلله الكمال المطلق والتنزه عن كل نقص وأي نقص " بينما ليس للآلهة الأخرى مهما بلغت هذه الخاصة في أفكار أقوامها، والدراسات تؤكد ذلك...(1/2623)
والمفردة الثانية هي الرحمن (وفاقد الشيء لا يعطيه) ولكن ما الرحمن هل هو العاطف على الفقراء، أو فاعل الخير، أو الحنون على التعساء (البؤساء)؟........ ولِمَ يدمج في كثير من الأحيان بالرحيم أو يستبدل به والعكس بالعكس.؟
لقد جاء أحد عشر شكلاً للبسملة في تسع ترجمات بالفرنسية وفي نسختين منها شكلان لها كما نجد لدى ترجمة النسخة السعودية الفرنسية وفي مقدمات بوريما عبده داودا...
ولا عجب ففي اللغات الأخرى لا توجد ذات المفاهيم حتى إن المترجمة المصرية السيدة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة قدمت نحتاً بالفرنسية (رفض فيما بعد من قبل الأكاديمية الفرنسية فكتب كأمر واقع:
Miséricordieux و Misèricordant، لعدم وجود مقابلات وهذه الأمور من فروق الحضارات ولا عجب ألا توجد في لغة الهدف Cible ولكن من المعيب والصعب قسر اللغة على قبول ما ليس فيها.
5- قد لا توجد مفردات في لغة الهدف تقابل مفردات في لغة المصدر (وفاقد الشيء لا يعطيه) ومن ذلك المفاهيم التالية على سبيل المثال لا الحصر " الوفاة" قال تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى([24]) " والوفاة من الوفاء حيث يستوفي الله الأنفاس (بوفاتها) ولا يستوفي النفوس أي ينزع من الأجساد الإرادة وحرية التحكم بينما يبقى الكائن بيولوجياً حياً ولذا جاء في الحديث الشريف الصحيح " رفع القلب أي المحاسبة والمسؤولية عن النائم حتى يستيقظ فقد يفعل ما لا يريد أو يقول ما لا يعي ولا يستطيع التحكم " وهنا يدخل علم التنويم المغناطيسي أو الإيحائي وغيره.... فالوفاة شيء غير الموت وغير الحياة بالمعنى الدقيق للكلمة... ولذلك جاءت الآية الكريمة بشأن عيسى عليه السلام... "يا عيسى إني متوفيك([25]) " ولم يقل أنني مميتك أي أنزع عنك صفة الأنفسية لا النفوسية ورافعك إلي... الخ(1/2624)
- والأمر ذاته مثلا بالنسبة لمفردة "العمه " فهي خاصة بالأعين بينما العمى خاص بالعيون وهذا ما نسميه عمى البصيرة وليس عمى البصر، والتفصيل بين " أفْعُل وفعول " واضح في آي قرآن الكريم بين ما هو مترجم على عمه من أكثرية التراجمة فرسان التنوير وقادة جيوش المشاة لدى الكتاب.... وثمة تفصيل لهذه الأمور في مظانها وفي بحثنا....
6- المفردات الخاصة بحضارة دون الأخرى مشكلة عويصة الحل كما نرى مثلاً في مفاهيم الجن وإبليس والشيطان وكذلك في مفهومات الصلاة والزكاة والحج والصوم والجهاد... فكما أن اسم الجلالة العربي القرآني الإسلامي مباين تماماً لما عليه Dieu وأخواته وGod وأخواته وبقية الآلهة الأسطورية في ديانات العالم فإن المفاهيم الخاصة بالمسلمين من صلاة وزكاة وحج وصوم وجهاد مباينة تماما ًَ لما عليه من أقوام آخرون ولو كانت عموم المعاني اللغوية قريبة نسبياً بيد أنها غائمة تماماً ولا مساواة أبداً...(1/2625)
7 - كما هو معلوم ولو نظرياً لا يحق للتراجمة أن يزيدوا أو ينقصوا أو يحرفوا أو يعدلوا وبمعنى أدق أن يتقولوا على النصوص العليا بشكل خاص وقد أشار القرآن إلى ذلك " ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين([26])"وتم توجيه الرسول نحو بوصلة الهدف من إرساله.... " فذكر إنما أنت مذكر ولست عليهم بمسيطر([27]) " وفي الآية " فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب([28]) ". فالبلاغ المبين لما أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ([29]) " وجاء في آية أخرى " بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون([30]) "، فهل يمكن لمتقول أن يزيد على البلاغ أو ينقص وما هي جرائر ذلك؟ وما هي جراء ذلك لقد قام العديد من التراجمة بأفعال لا تنم عن الأمانة أبداً اتجاه ما ترجموه وفي ذلك يقول أحمد ديدات: " لقد قام شهود يهوه بالتخلص من سبعة وعشرين صفحة من مقدمة عهدهم القديم " ويضيف في كتابه " الله في اليهودية والمسيحية والإسلام قوله ص 88 " إن لعبة الإثبات والحذف " هي لعبة قديمة جداً في الغرب ".
ويقول موريس بوكاي:"يطغى على الترجمات الأولى للقرآن التصرف بالنص وهي لا تصلح للاستخدام([31]) وها هو كازيمر سكي يبدل / كما هو ديدنه الدائم / أرقام الآيات فيعطي مثلاً الآية رقم 29 في العربية برقم 27 في الترجمة الفرنسية ويحذف عندما لا يعرف معنى المفردة ففي الصفحة 71 يحذف معنى " القيوم " في سورة آل عمران وهذا يذكرنا بمقولة حنين بن اسحق " لم أتبين بالضبط معنى الجملة التي نقلها جالينوس عن أريستوفان وقررت حذفها برمتها "، وفي أول سورة الكافرون يحذف " قل " ومثله في كثير من السمات المترجم نور الدين بن محمود :
فلدى كازيمير سكي تغير رقم 3 البقرة 2 إلى البقرة 2 (-1)
44 آل عمران 3 إلى 39 (-5)(1/2626)
92 المؤمنون 23 إلى 93 (+1)
77 النحل 16 إلى 80 (+3)
وغيره الكثير...
ولدى بن محمود تغير رقم 44 آل عمران 3 إلى 43 (-1)
50 الأنعام 6 إلى 52 (+1)
وهناك قاعدة لدى كثير من التراجمة هي زد ولا تنقص (Add no omet)
وغيره الكثير.....
وهناك من زاد في النص في شرح المتن وبين قوسين فوقع - حسب فهمه - في مشكلة سياسية ومغالطة تاريخية حيث أنه أعطى اليهود بلاد الشام والرافدين والنيل وهو المترجم بوريما عبده داودا...
8- وقع بعض التراجمة في التحريف والتعديل فقاموا بدمج آيات بعضها مع البعض أو فصلوا آية طويلة إلى آيات أخرى متجزئة على هواهم كما فعل كازيميرسكي ونور الدين بن محمود كما نرى ذلك مثلاً في سورة البقرة وآل عمران وغيرهما.. وكذلك نرى ذلك في نسخة عبد الله يوسف علي طبعة الهند 1932 م.
9- قد يكون التحريف في بعض الترجمات مقصوداً كما هو الحال عند كازيمير سكي الذي وضع كلمة عيسى بدلاً من إبراهيم في الآية الكريمة " إن ذلك لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى " فجعلها صحف عيسى وموسى “ Dans les livres de Moïse et de Jésus”
10- الترجمة بالعنعنة تضاعف الأخطاء ولدي قائمة بخمسة عشر ترجمة تمت بهذه الطريقة، فلقد تمت الترجمة للألمانية مثلاً عن الهولندية عن الفرنسية وكذلك ترجمة أخرى عن اللاتينية وأخرى عن الإنكليزية، وكذلك ثمة ترجمات إلى الإنكليزية عن الفرنسية والعكس صحيح، هناك ترجمات للإيطالية عن اللاتينية، وثمة ترجمات إلى الروسية عن الفرنسية وعن الإنكليزية وعن السلافية....
- فإذا قرأنا مثلا ترجمة كازيمير سكي وما فيها من أخطاء فادحة وملابسات وقلنا إنها نسخة أصلية لنسخة روسية أو أكثر فما بالنا ماذا يبقى من مفاهيم القرآن العربي وصوره...إنه المسخ الحقيقي بكل معاني الكلمة(1/2627)
11- من الغباء المطبق أن نترجم حرفياً نصاً إلهياً فيه كثير من أوجه وأوجه إلى لغة هدف ليس لها ذات الأساليب وسعة المفردات وهاهو محمد حميد الله يحاول ذلك قائلاً "ترجمنا حرفياً"، صXXXIV من مقدمته طبعة ماريلاند، وكذلك محمد وليام مارمادوك بكتال ص 34 وهذا ما يضيع كثيراً من المعاني والصور القرآنية فكيف نترجم مثلاً: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً([32])"؟
وكيف نترجم " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً([33]) " وهذه الطريقة تجعل النص الهدف صعباً غير مفهوم مما يذكرنا بمقولة مارتن لوثر (1483- 1546) واصفاً القرآن بأنه:"كتاب بغيض فظيع وملعون ومليء بالأكاذيب والخرافات والفظائع... ([34]) " لقد أعطته الترجمة اللاتينية حينذاك نتائج عكسية من حيث الصعوبة والريب.. أليس القرآن "هدى وشفاء "؟ فهل في هذه الأساليب ما نبتغيه من ترجمته؟...
وهاهو هولوبيك الفرنسي يكتب يوماً في صحيفة اللومند Le monde "إن الإسلام هو الدين الأكثر دموية ووحشية، وعندما يقرأ أي إنسان القرآن فإنه يكون عرضة للانهيار ". فهل أدى النص الهدف ما في النص المصدر الذي تسجد له القلوب قبل الجباه خشوعاً وتأثراً وتفيض له الأعين...!!.
12-خلط معاني المفردات وتفسيرها على الهوى... وقد جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى... إن هو إلا وحي يوحى ".. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:" استعملت مفردة Saint مقابلة لمفردات قديس وقدوس وقدس والمقدس حيث قال التراجمة:
Saint Paul, Saint Esprit saint coran و saint Gabriel و Dieu est saint
فأي استعمال دقيق لدى هؤلاء؟ ومثل ذلك أيضاًمفردة seigneur فقد جاءت بمعاني متعددة: حيث يقول كشريد:
كل اتصال للإنسان مع سينيوره ممنوع مطلقاً في هذا العالم، وقال سينيورنا جبريل وقال أيضاً سينيورنا محمد ص (XV) فما هو السينيور هنا؟. علماً أن غيره استعملها بمعنى Dieu.(1/2628)
13- استعملت بعض المفردات قاصرة عن تأدية معانيها الكبرى لدى كثير من التراجمة من ذلك مثلاً عن كازيميرسكي: " يا أنت أيها المغطى بما نطو ":
O toi qui es couvert d’un manteau المزمل
O toi qui es enveloppé d’un manteau المدثر
ولدي آخر enveloppé en drap أيها المتشرشف
من أجاز لهؤلاء الذين أسماهم بوشكين فرسان التنوير أن يخصصوا المانطو أو الشرشف دون غيرهما من أنواع الدثور والزمول..؟ وهذا من الخاص تجاه العام...
ومن ذلك أيضاً مفردة " الغيب " (وما دخل حرف الغين على مفردة إلا وأعطاها سمة عدم الوضوح فقد ترجمها كثير منهم Invisibilité وكما نعلم هذه المفردة خاصة بحاسة البصر (vision) وإمكانية الرؤية فعدم الرؤية يفيد غيباً معينا عن العين، أما الذوق واللمس فتلك أشياء أخرى... مفردة الغيب القرآنية العربية تعطي كل هذه الغيوب بينما تقصر المفردة الهدف عن المفردة المصدر بنسبة ثمانين بالمائة في أحسن أحوالها.... ومثل ذلك كثير كثير...
14 – كثيراً ما تلعب الذاتية دوراً سلبياً تجاه الموضوعية حيث يتدخل المترجم في مفاهيم النص فيزيد أو ينقص أو يحرف أو يعدل أو يلون بلونه الخاص وبذا يخون الأمانة "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ([35]) "... وهذا كثير لدى التراجمة.(1/2629)
ومن أولئك مثلاً من جعل مريم العذراء طاهرة بتولاً حتى أوصلها إلى درجة أم الإله علواً فأفرط غلوا ومنهم من جعلها امرأة عادية أو أقل من ذلك حيث كانت-حسب ذاتية سالبة-تعاشر بالحرام يوسف النجار فحملت منه سفاحا ففرط تطرفاً.وتعالت السيدة مريم عن كلا الحالتين علواً كبيراً,فهي التقية النقية وليست أم الإله و ليست المخادعة السفوح,ومن ذلك أيضاً ما جعله كازيمر سكي نداء لأهل مكة فقط في ترجمة العبارة " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ([36]) "والتي ذكرت في القرآن الكريم بضع عشر مرة و حرف السياق عن مواضعه ونسي أو تناسى أو حرف قاصداً معاني آيات أخرى أن الرسالة "إلى الناس كافة للعالمين" انظر الصفحة 41 من ترجمته.
15-من المشكلات التي يواجهها التراجمة إشكالية نقل العبارات الجاهزة في لغة مصدر إلى لغة هدف وهي ما نسميها Idiotisme أو بالنسبة للغة العربية Arabisme وهي عبارات خاصة بكل لسان وهي مما يستعصي ترجمتها حرفياً و إنما بمقصودها في اللغة الهدف إن وجد لديها هذا المعنى وكما كررنا"فاقد الشيء لا يعطه".فما هي إذن ترجمة "صلى الله عليه وسلم"علماً أن صلاة الله على النبي غير صلاة المسلم عليه و غير صلاة الملائكة على الناس.وهاهي نماذج من دخول المترجم على النص بذاتيته:يقول حميد الله:فلينحن ديو عليه وليأخذه في حفظه ص XVI: وبالفرنسية: Que Dieu se penche sur lui,et le prenne en sa garde.(1/2630)
بينما يترجمها كشريد: بركة ديو وتحيته عليه ص XIII: " "bénédiction et salut de Qieu sur lui وجاءت بصيغة خبرية بينما يجعلها بوريما عبده داودا حرفية ويجعل (prier) التي معناها الصلاة ولغوياً الدعاء: ليصل عليه وليوجه له التحية ص 6:"Qu' Allah prie sur lui et lui accorde le salut وتجيء بشكل آخر: ص6: أيضاً ترجمة حرفية: prière et salut d’Allah sur lui. ويضع وزير الثقافة النيجيري محمد داندا صلاته على النبي على الشكل التالي: P S L ونتساءل هل توافق العالم الإسلامي بأكاديمياته العلمية والشرعية على حسبان P S L تخص هذا الاختصار ؟
وها هو ذا بن محمود يصيغها بترجمة تغير معنى العبارة فهو يضع /pour/ بدلاً من Sur وعبارته هي: Priez pour lui et louez le. والفارق بين هذه العبارة وما سبقها كبير. واللجنة السعودية تضع شكلا أيضاً مخالفاً: que la paix et la bénédiction d’Allah soient sur lui
ومعنى paix السلام بمعنى الأمن وليس التحية salut فهل حقق التراجمة الهدف فكانوا فعلاً فرسان التنوير أم قد يصبح بعضهم – ثيران البيادر – يدورون في حلقة مفرغة همهم أن يقولوا دون حسبان لما يقولون " وقد قال تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "؟
16- من التراجمة من يخونون النص بشكل صريح دون أدنى حياء من أنفسهم أولاً أو المرسل أو المستقبل(1/2631)
وهذا ما نجده لدى بعضهم ممن يضيفون ما ليس في النص أصلاً ذلك ما فعلته فطمة زايدة التي أدخلت آراءها ضمن آي القرآن وجعلتها قرآناً حسب / أبلستها / وكذلك المترجم الألماني دنيفر الذين يجعل التفسير مع القرآن قرآناً وثمة آخرون يجعلون من الأديان الأخرى مراجعهم الإصلاحية لما يرونه ناقصاً – حسب ضعفهم الذاتي – في القرآن (النص المصدر) كما فعل من جعلوا الإسرائيليات مراجعهم التي لا تخطىء كأسماء الأنبياء عندما جعلوا Elie هو نفسه زكريا Zakaria وهو ذاته ذو الكفل فما هذا الخلط بينما جعل حميد الله (ذا الكفل) هو تعريب: كابيلا فاستو kabilavasto أو قد يكون بمعنى المغذي أو أبو براهما في الديانة البراهيمية الهندية – فما هذا الضرب بالأزلام؟...
17- العبودية والعبادية والعبيدية وفرقها عن الأقنان والأسرى والزنوج:
لقد وقع التراجمة في فخ كبير في هذه النقطة لعدم فهمهم أعماق المفردات ولعدم فقههم الفروق العقدية عن المصطلحات العامة...
إن جهلهم بصفات الخالق المرسل للنص القرآني ونصوص التوراة والإنجيل كما أنزلت على الأنبياء يجعلهم يخلطون الصالح بالطالح...
فلأنهم لم يعرفوا أصول الترجمة بمعرفة المرسل ضاعوا وضيعوا
فإذا ما كانت العبودية هي الوجه المقابل للألوهية بالأضداد وإذا ما كان وزن "فعولية " هو انطلاق أفقي ينشق عنه موقفان أحدهما باتجاه موجب سام هو العبادية الاختيارية أنفسياًوالآخر اختياراً أنفسياً أيضاً هو العبيدية.
فقد توضحت التوجهات (حسب المفهومات القرآنية)،والإنسان في كل حالاته مجبر نفوسياً (أقصد بيولوجياً) على الوجود ولا نفاذ من سنن الحياة من خلق وتحقيق وظائف جسدية) فالحساب فقط على حرية الاختيار والإرادة وهي مناط النية ومسؤولية الفؤاد (وهي غير مسؤولية القلب)، لأن الحساب على موقف الفؤاد...(1/2632)
وعلى ذلك فالفروق كبيرة عن معاني ما نسميهم بالأقنان الذين كانوا يباعون كأي عين مما هو موجود على الأرض، وكذلك عن الأسرى الذين يصبحون عبيداً يباعون ويشترون وكذلك الزنوج ذوي الألوان السمراء وهذه العبوديات ليست حقيقية ففي منهج القرآن العبد العبادي هو الطائع لله أو المتجه إليه والعبد العبيدي هو العاصي المبتعد عن طريق الله وشريعته، ولو ظن أنه متحرر من الدين فهو العبد العبيدي لشهواته من بطن وفرج ومنصب ومال...
وعلى ذلك فإن الترجمات التي نراها تستخدم مفردات معيبة لأن الخدم غير العبيد و الآلهة الأسطورية تأكل و تشرب وتمارس الجنس بكل أشكاله و الله متعال عن ذلك مطلقاً فليس هو بحاجة إلى خدم فاستخدام servirوما يشتق منها خطأ فاحش لأن الخدمة تسخيرية وليست عبودية بأي من الاتجاهين....
واستعمال مفردةNègre وأخواتها عيب وجهل كبيرين لأن الحساب على اللون وجعل صاحبه عبداً أو سيداً هو غاية الظلم بل إن اللون واللسان من آيات الله في الخليقة " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم([37]) " ولدينا في البحث الأصيل حول هذا الموضوع جداول تدحض الاستعمالات الخاطئة التي ارتكبها قادة كتيبة المشاة في جيش الكتاب...
وها هو المترجم عبد الله يوسف علي الذي كان مرجعاً للعديد من الترجمات ومنها ترجمة اللجنة السعودية يستخدم لترجمة "عباد " servant " ولترجمة عبيد استخدم الخدم servant وخلاصة الأمر أنه يستخدم مقابل مفردات: (العباد والعبيد والعابد والعبد وعبد) مفردات servant و to serve واستخدم أحياناً to worship بينما استخدم مار مادوك بكتال مقابل العباد والعبيد bondmen وأحياناً slaves واستخدم to worship ولم يخرج بقية التراجمة بالفرنسية عن هذه الحالات دون تمييز كما رأينا حسب وجهة النظر القرآنية.
18- الربوبية: بين اللفظة العربية " رب " والفرنسية سينيور Seigneur والإنكليزية لورد Lord:(1/2633)
إذا تتبعنا في قاموس العربية [ ر.ف+... ] بقية الحروف العربية فسنجد أن الربوبية مجاورة لكل المعاني من ذات الأصل الواحد (ر.ب) مضافاً إليها تلوينة ثالثة. وهي كما قلنا عكساً لمعنى العبودية، ولا يقال الرب معرفاً بالألف واللام في غير الله، كما يقول المعجم الوسيط ص 321، ولم يستعمل العرب الحروف (س.ظ. ف.م.ن.هـ) مع الجذر الثنائي (ر.ب) وأما بقية الحالات فتشكل معاًمعاني: العلو والرفعة والحفظ والإصلاح والتعهد بالغذاء والتنمية والتأديب وجعل الشيء مستقراً وأعطاه شخصيته ومسؤولياته، وملأه وأقامه وبلده وأكسبه وزوده، وضخمه، وخلطه بالكدرة وأطلقه وتممه وكيسه، وجعله مثمراً وأمكثه ووصله وجعله في نعماء واتساع وأكثر عدده ونوعه ورباه...
أما في الفكر الغربي ففي الفرنسية: فهو مالك العطية وهو النبيل وهو ديو Dieu وهو الرب بأداة التعريف le
وفي الإنكليزية lord خازن الخبز والسلطان والسيد الحاكم والنبيل وإنسان له خاصية وهو عضو مجلس العموم (اللوردات) وهو الزوج وهو يهوه، وهو المخلّص يسوع، ويقال ربوب (للتصغير والتهكم) وهو المعمر (كبير السن)
يستعمل الفرنسيون: سينيور – ديو – يسوع- بذات المعنى.
ويستعمل الإنكليز: لورد – غود – يسوع. بذات المعنى أيضاً.
واستعمل المترجم صلاح الدين كشريد – سينيور مرافقة لكل من الكلمات: ديو- محمد – روح القدس كما رأينا.
فالسينيور أو اللورد هو مالك الأرض وهو النبيل في العصور الوسطى وهو لقب الشرف لرجل ما، وهو الجبار العاتي المتكبر الأنوف المسيطر وهو صاحب السمو وهو العجوز المعمر وهو المولى وهو عضو مجلس اللوردات وهو الزوج يهوه وهو المسيح.
ويستعمل الإنكليز فعل V.to lord بمعنى عتا وتجبر وتعجرف وجار واستبد وتغطرس.(1/2634)
ذلك مفهوم (السينيور – اللورد) في الفكر الغربي وتلك سماته ووظائفه، وبالمقارنة مع المفهوم في الفكر العربي اللغوي والإسلامي نجد الفارق كبيراً وبدراسة دقيقة نجد استحالة استبدال رب العربية بأي من سينيور ولورد... لتفاوت السمات وعدم اللياقة ومفارقات سعة الكلمات والشمول ولدينا دراسة عن ذلك تفصيلية. وهاهم التراجمة يترجمون: فكازيميرسكي يقول عن رب في الفاتحة Souverain وبلاشير وغروجان وماسون وحميد الله Seigneur وكشريد وبن محمود Maître وفي رب الناس " يرتد كازيمير سكي ليقول Seigneur أما بن محمود فيقول Nourricier (مغذى الناس) ويرتد بن محمود في "رب كل شيء " ليقول:le maître
وفي الإنكليزية يستعمل للرب:
The cherisher and sustainer في بداية الفاتحة. ثم يعود ليستعمل lord في الناس علماً أن معنى The cherisher هي العزيز و sustainer (المساعد، المعضد، المساند) وقد يكون بعض اللوردات على عكس كل القيم كما كان اللورد بايرون lord Byron الذي يسمى شاعر الرومانسية العاهرة وقد وصفته إحدى عشيقاته وقد عاشت معه في مجتمع مخملي "إنه مجنون وسافل ومنحط وخطر على البشرية كلها".
فهل يكرس هذا معنى الربوبية؟.
وهل أحسن التراجمة باستبدال رب العربية بمفردات Seigneur الفرنسية أو lord الإنكليزية؟!
19- مشكلة مفردة: زوج:
هو كل ما يقابل آخر من ذاته بتوافق بيولوجي أو نفسي وهو ثاني الاثنين... ونجد أن السادة التراجمة قد وقعوا في فخ كبير فمنهم من حسب أن الزوج هو الاثنين معاً ومنهم من حسب أن الزوج هو الرجل بالنسبة للمرأة أو الزوجة بالنسبة للرجل، ومنهم من قال بالصنف الثاني...
وهنا حدث خلط بيّن يبين تناقض التراجمة وعدم فهمهم الدقيق لمعاني المفردات:
- فهل "زوجت" معناها (Se marier de)؟ في الآية " إذا النفوس زوجت ([38]) ".
- وما معنى " ومن كل شيء خلقنا زوجين ([39]) "؟(1/2635)
وكيف نوفق بين الآيتين: ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون (70 الزخرف 43)
" واحشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون فاهدوهم إلى صراط الجحيم "(22 الصافات 37)
هل سنساوي بين النبيين نوح ولوط مع زوجيتهما الخائنتين فندخلهما الجنة أم ندخل النبيين النار بجرائم الزوجتين؟
وكيف نعالج مشكلة امرأة فرعون المؤمنة مع فرعون الجبار القاتل؟...
أليس ثمة تناقض إذا قلنا أن / زوج هنا معناه زوج زواجي جنسي / أم يحب البحث عن معنى آخر للزوج؟..
لا يوجد في القرآن الكريم من لفظ زوج على وزن "فعلة " أي زوجة.
وعند التوافق يستعمل القرآن زوج (في حالتي الخير والشر)
ومن الاختلاف والتضاد (امرأة)نوح و(امرأة)لوط وقال (امرأة) فرعون.
ومن سنن العدالة الإلهية ألا تزر وازرة وزر أخرى، وما من جرائر دون رضى قلبي..
استعمل التراجمة : Femme l'hmme
Épouse le marie
Wife man
20- مشكلة (رسول -نبي – حواري):
إن فهم النصوص وأمانة نقلها تدعو المترجمين إلى وضع المفردة في مكانها بمعناها الصحيح ومن ذلك مثلاً في دراستنا المقارنة وجدنا أن (رسول) تنوب لدى كثير من التراجمة عن (نبي) أو (حواري)أو أن ثمة علاقة ترادفية أو مساوية (لأن الترادف Synonime غير المساواة Équivalence)(1/2636)
مع وجود فوارق كبيرة بين هذه المفردات الثلاثة فليس النبي رسولاً بالضرورة ولكن الرسول نبي وليس الحواري إلا مبشر فليس هو نبي ولا رسول ومن هنا جاءت المفردات لدى التراجمة غائمة Ambigu. كما أن لفظ حواري لا تصلح أبداً أن تطلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا اللقب لا يجعله نبياً ولا رسولاً ولننظر إلى التراجمة الذين وقعوا في فخ عدم الفهم لمعاني هذه المفردات وجرائرها ولدينا مقارنات مجدولة وعلى سبيل المثال لا الحصر سنرى ما يقولون: يتناقض كازيميرسكي مع نفسه أكثر من مرة ليقول: prophète ويقصد (نبي) مرة و apôtre ويقصد حواري ثانية و envoyé ثالثة أما بلاشير فيزاوج بين prophèteو Apôtre ويكثر من لفظة apôtre.
أما غرو جان فيقول apôtre, messager ويقصد رسول وابن محمود يجعل كل مفردة رسول مقابلة لمفردة prophète وأما الترجمات الإنكليزية فنجد فيها أن: عبد الله يوسف علي في طبعة الهند يختار Apostle وتتغير في طبعة ماريلاند لتصير messanger...
فهل وفق التراجمة أم ضاعوا وضيعوا وهل كانوا فعلاً فرساناً للتنوير أم شيئاً آخر غير ذلك.
21- الموسيقية والشاعرية لدى التراجمة بالنص القرآني: من المعلوم أن أصعب الترجمات لدى الباحثين والمجربين من التراجمة أمور علم النفس وبالتالي مشاعر الإنسان وحيثياته ولما كان كل إنسان عالماً بذاته:
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر(1/2637)
فإن ألفاظ الحب والكره وتسميات الانفعالات بشتى صورها وأصدائها تعجز تحت كل التسميات عن التعبير عما يجول في هذا القلب الإنساني والذهن البشري، وبالتالي فإن ترجمة الشعر شيء عسير إن لم يكن مستحيلاً، أما ترجمة ما في آي القرآن مما تثيره من أحاسيس تدمع لها القلوب قبل العيون وتسجد لها العقول قبل الجباه خشوعاً ويقينياً وفي ذلك يقول مار مادوك بكتال: فالترجمة الناجمة عن هذا الجهد ليست هي القرآن الكريم " ذلك السيمفونية " المقطوعة النظير التي سينزل إيقاعها وتلحينها دموع الناس، فيرقى بهم إلى حال من ا لنشوة ".. فليس من ذلك شيء في الترجمات بل تثير هذه الترجمات الشعرية والقرآنية في أكثر الأحايين أحاسيس الغثيان Nausée والتثاؤب والتعب وكأن المرء يجبر على أكل ثمار حجرية يحتسي معها الغسلين الآسن.. الملوث بالرمال وهذا ما شعر به مارتن لوثر منذ سبعمائة سنة ونيف وكذلك هولوبيك في القرن العشرين.
ومن العجب أن نرى أن بعضاً من التراجمة قد أخذ على عاتقه أن يقدم الآيات حسب هواه- بطرائق موسيقية كما فعل د. محمد سعيد الرشد وزوجه الدكتورة إيمان فاليريا بوروخوفا في ترجمتها للغة الروسية، إن د.بوروخوفا تنقل عن زوجها المعاني كما يصرح هو ذاته في إحدى المقالات وتموسقها وترسم لوحتها الإعجازية وصورها البلاغية فهي –كما يقول – أديبة روسية ويقول حرفياً "كانت تكتب ما أترجمه لها بصور أدبية فيها سجع ونغمة محببة للنفس لأن من أهداف الترجمة أن يستمتع القارىء الروسي بقراءة القرآن كما يستمتع بذلك القارىء العربي "
فهل أحاط هؤلاء وأمثالهم بالموسيقا ومعنى المفردات وأحكام التجويد ومخارج الحروف وطبقوها في ترجماتهم أم راحوا يخوضون ويلعبون ويلهون؟؟
ولدينا على ذلك دراسات مقارنة حول بضعة ترجمات...(1/2638)
22- موضوع التخصصات العلمية وعلاقتها بالمترجمين يقول ج. بيرس ثمة ما يسمى بجهل العلماء ذلك أن من يتحدث بغير تخصصه كمن يمشي في طريق ممتلىء بالألغام، فمن يتخصص بالفلسفة، أو بعض من تخصصاتها لا يمكنه مطلقاً أن يقف إماماً في محراب التخصصات الطبية ومن له دراية باللغة أو بعض من تخصصاتها لا يمكنه أن يكون السابق ولا المصلي ولا المجلي....
وعل ذلك فإن تصدق مقولة بيرس فإن على جميع أهل التخصصات الدقيقة و العميقة جداً في شتى اختصاصات الاختصاصات أن يدلوا بدلائهم بعد كل تمحيص كي يجرؤوا على تفسيراتهم ويختموها بعبارة ضرورية هي " والله أعلم "...كما كان يفعل كبار الباحثين الذين يحترمون أنفسهم ومتلقيهم باحترامهم النصوص وأوجهها.
وأضرب أمثلة سريعة على خطأ كثير من المدعين ومنهم مثلاً ريجيس بلاشير الذي قال بأن العلق هو خثرة دموية متجلطة (متخثرة) والأمر غير ذلك لدى المتخصصين في علم الأجنة Embryologie وأمور مثل ذلك كثير فقد قال المترجم محمد حميد الله إن معنى "المرصوص " في الآية " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص " أن البناء من الرصاص "plomb" وأشياء كثيرة مثل هذا...
23- رصف الأختام والتوقيعات على كثير من الترجمات
من الأخطاء الكبيرة جداً رصف الأختام والموافقات على كثير من الترجمات كما نرى على الترجمة للروسية من معهد البحوث الإسلامية للأزهر وكذلك على ترجمة ماسون أنها قد أخذت موافقة مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر وهناك ترجمات عديدة مثل ترجمة جان غروجان الحائز على موافقة الأزهر وغير ذلك...
وكذلك ترجمة القاسمي فخري التي حازت على موافقة دار الإفتاء في طرابلس لبنان والمضحك انه قد كتب عليها: نوافق على الترجمة الإنكليزية على نص الترجمة الفرنسي؟
هذا غيض من فيض من ملاحظات تلمسناها على بعض الترجمات التي بين أيدينا
وفي الختام نقول بعد عمل دؤوب لدينا وثائقها في دراساتنا المقارنة(1/2639)
أليس فك خيوط الحرير الأنثوية الرقيقة من كدسة عوسج
والانطلاق الحرج على الأعراف في واد سحيق والاتكاء الأليم على جروح الضعف الإنساني
كل هذا أهون ألف مرة من توكيدنا الأمانة بمعناها القرآني الدقيق,أننا ترجمنا في الشعر و القرآن؟
فألف شعب من المستحيلات أمام التراجمة الذين لما يزالوا على بوابات عالم متسع لإنسان أوتي من كل شيء سبباً,ولما يكتشف هو ذاته من أغوار نفسه إلا القليل القليل,ففيه بلغ الخلق أحسن تقويمه و فيه ارتداده إلى أدنى دناياه و بين جناحيه هذين بحر لا سواحل له,فعند تخومه الأولى صدرت معجزات السمع و البصر واللسان وفي منتهى فؤاده و يده كانت خواتيم الحرية المسؤولة التي هي أس الأمانة وأساسها و فيما بينهما قول و فعل
إنَّ في ذلك للذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
31/ 3 / 2006
علي عبدو الإبراهيم
--- الحواشي -----
([1]) - راجع قاموس لاروس Larousse 1985 الملحق: عبارات لاتينية، يونانية، وأجنبية ص XII .
"traduttore, traditore" aphorisme italien, qui signifie que toute traduction est fatalement infidèle et trahit par conséquent la pensée de l'auteur du texte original " .
([2]) – راجع: دراسات في الترجمة والمصطلح والتعريب – شحادة الخوري – دار طلاس – دمشق، طبعة أولى – 1989 .
([3]) - - Jules Marouzeau , "la traduction . P. (47-)
([4]) - المسائل النظرية في الترجمة / ترجمة لطيف زينون، طبعة أولى، دار المنتخب العربي . بيروت 1994 م. ص 9
([5]) - Dictionnaise de linguistique – larousse 1973
([6]) - الترجمة في العصر العباسي، تأليف مريم سلامة كار ترجمة د. نجيب غزاوي – دمشق 1998- منشورات وزارة الثقافة . ص2.
([7]) - نفس المرجع أعلاه ص 91 .
([8]) – المعجزة الخالدة – د. حسن ضياء الدين عتر – دار النصر – حلب – سورية – طبعة أولى 1975 ص 143 .(1/2640)
([9]) – سورة يوسف: 12 الآية 2 .
([10]) – سورة الأنبياء: 21 الآية 107 .
([11]) - عمر شيخ الشباب ص 121 (فصول في التأويل ولغة الترجمة – دار الحصاد 2003 الطبعة الأولى).
([12]) – سورة هود: 11 الآية 1 .
([13]) – المرجع: ص 176 .
([14]) – المرجع السابق: ص 176 (فصول في التأويل ولغة الترجمة – دار الحصا\ 2003 ط1) .
([15]) - ترجمة القرآن الكريم – د. نجدة رمضان – دار المحبة – 1998 ص 14
([16]) – نفس المرجع السابق ص 77 .
([17]) – وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً (سورة سبأ 34 الآية 28) .
([18]) – المرجع: ترجمة القرآن الكريم – د. نجدة رمضان – دار المحبة – 1998 ص 77-94 .
([19]) - حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة – د . جميل عبد الله محمود المصري- مكتبة العبيكان الطبعة السادسة 1422هـ - 2001 م .
([20]) – السورة 17 الآية 85 .
([21]) – سورة المنافقون 63 الآية 4 .
([22]) – سورة الزخرف 43 الآية 36 .
([23]) – الأدب العربي بالفرنسية – اتحاد الكتاب العرب – 2005 .
([24]) – سورة الزمر 39 الآية 42 .
([25]) – سورة آل عمران 3 الآية 45 .
([26]) – سورة الحاقة 69 الآية 47 .
([27]) – سورة الغاشية 88 الآية 21 .
([28]) – سورة الرعد 13 الآية 40 .
([29]) – سورة المائدة 5 الآية 67 .
([30]) – سورة الأحقاف 46 الآية 35
([31]) – المرجع كتاب: القرآن والعلم المعاصر – د. موريس بوكاي – ترجمة د. محمد إسماعيل بصل + د. محمد خير البقاعي – طبعة أولى 1995 – دار ملهم – حمص – سورية ص 127 .
([32]) – سورة الإسراء 17 الآية 29 .
([33]) – سورة الكهف 18 الآية 11 .
([34]) – من كتاب: الإسلام في عيون غربية، تأليف محمد عمارة – دار الشروق – ط1 / 2005 ص 67 .
([35]) – سورة الأحزاب 33 الآية 72 .
([36]) – سورة البقرة 2 الآية 21 .
([37]) – سورة الروم 30 الآية 22 .
([38]) – سورة التكوير 81 الآية 7 .(1/2641)
([39]) – سورة الذاريات 51 الآية 49 .
---
مرهف
07-23-2006, 01:25 AM
هذا الملف المرفق المضغوط أسأل الله النفع والفائدة
---
أحمد البريدي
09-27-2006, 10:58 PM
شكر الله للكاتب , والناقل , وزيادة فائدة اذكر ما كتبه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذا الموضوع من كتابه أصول في التفسير :
ترجمة القرآن
الترجمة لغة: تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإِيضاح
وفي الاصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى
وترجمة القرآن: التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان:
أحدهما: ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها
الثاني: ترجمة معنوية، أو تفسيريَّة، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى: { )إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3)
فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمة كلمة فيترجم (إنا) ثم (جعلناه) ثم (قرآناً) ثم (عربياً) وهكذا.
والترجمة المعنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإِجمالي.
حكم ترجمة القرآن:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ -وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بإزاء حروف اللغة المترجم منها
ب -وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساويةٍ أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها(1/2642)
جـ -تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإِضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك - محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسًّا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعاً، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإِسلام لغير الناطقين باللغة العربية؛ لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول: أن لا تجعل بديلاً عن القرآن بحيث يستغنى بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة؛ لتكون كالتفسير له.
الثاني: أن يكون المُتَرْجِمُ عالماً بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترْجَم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث: أن يكون عالماً بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن
ولا تُقْبَلُ الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلماً مستقيماً في دينه.
---
مساعد الطيار
09-28-2006, 12:01 PM
بحث رائع ، فنحن نفتقد مثل هذه البحوث الموازنة من أناس لهم بصر باللغات ، ولعل الموضوع يأخذ حظه من التفاعل ، ففي موضوع الترجمة إشكالات لا تخفى على ذي بصر .
---
أبو عبد المعز
09-30-2006, 01:07 AM
عذرا لم أقرأ البحث بعد.........لكن لدي ملاحظات نظرية عامة.
1-يستحيل ترجمة أي نص بسبب طبيعة اللغات الإنسانية نفسها،ذلك لأن كل كلمة تحتمل نوعين من المعاني:
-معاني معجمية ذاتية راجعة إلى الوضع.(1/2643)
-معاني إيحائية راجعة إلى الحقل الثقافي والحضاري.
فعلى فرض إمكان الحفاظ على النوع الأول في الترجمة فمن المستحيل قطعا تحميل المعاني الثانية لآن لكل كلمة ذاكرة خاصة .....
مثال ذلك:
Foret الفرنسية يمكن ترجمتها (غابة )
فهل الترجمة صحيحة؟
لا،لأن الكلمة الفرنسية لا تثير في ذهن الفرنسي الإحالة على فضاء مشجر فقط بل تثير في نفسه انطباعات البهجة حيث تذكره بالنزهة وعطلة يوم الأحد ورحلات القنص.....
أما الكلمة العربية فلها إيحاءات مقابلة تماما فهي تثير الخوف وتذكر بقصص الغول والجن والمادة اللغوية (غ.ي.ب)توشي بالغياب أي الفقدان والضياع....
فلو قلنا إن غابة هي نقيض Foret لما أبعدنا النجعة والحال أنهما عند المترجمين مترادفتان.فتأمل.
مثال آخر:
كلمة غيث- أو مطر نسبيا- لا يمكن ترجمتها ب pluie
صحيح كلتا الكلمتين تدلان على الماء النازل من السماء في اللغتين....لكن شتان في الاستقبال النفسي:
فالعربي يبتهج ويفرح لسماع الكلمة. (نتذكر تكرار السياب الحنيني للكلمة في قصيدته أنشودة المطر)
أما الفرنسي فالكلمة معادلة عنده للملل والقرف والشعور بالضيق...( المطر معادل للحرب عند جاك بريفير)
2-اعتمادا على ما سبق يمكن ترجمة النصوص العلمية بسبب اقتصارها على الدلالات الوضعية ( أو الدرجة صفر في الدلالة)....ويستحيل ترجمة النصوص الشعرية بسبب هيمنة الدلالات الإيحائية فيها....وتزداد الاستحالة في ترجمة الآية القرآنية .
3-عدد لا بأس به من علماء اللغة العرب والعجم ينكرون فكرة الترادف في اللغة الواحدة......وعليه لا يمكن تحويل النص داخل لغته فكيف يترجم إلى لغة أخرى!!!
4-المترجم للقرآن هو في الواقع يترجم ما فهمه من القرآن وشتان بين الأمرين.....والعملية تسير من انحطاط إلى آخر:
أولا= لا يستطيع المرء قطعا أن يحيط بكل دلالات الآية.
ثانيا=بعض ما يفهم من الآية ظني في الغالب و يجوز عليه الخطأ واتباع الهوى.(1/2644)
ثالثا=هذا البعض القليل سيضيع بعضه في عملية الترميز حين يترجم إلى لغة أخرى.
رابعا=مستقبل الترجمة قد لا يفهم بدقة مراد الرامز .
الحصيلة الابتعاد عن القرآن بأميال وأميال..........فلا ترجمة ممكنة.
---
(1/2645)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الدورة العلمية في ( تدبر القران الكريم ) ( صورة )
---
الدورة العلمية في ( تدبر القران الكريم ) ( صورة )
---
ابو حنيفة
02-13-2007, 10:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يسر إخوانكم بجامع الراجحي بحي الجزيرة
دعوتكم لحضور الدورة العلمية في
((( تدبر القرآم الكريم )))
ابتداء من 6/2/1428هـ
حتى 9/2/1428هـ
بعد صلاة العشاء مباشرة
يلقيها فضيلة الشيخ د
عويض بن حمود العطوي حفظه الله
وستبث بإذن الله عز وجل على
موقع الجامع
http://www.grajhi.com/
وموقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/
للاستفسار 0096612444447
100 تحويلة
http://www.up07.com/upload-40/wh_72763641.JPG
---
أحمد البريدي
02-13-2007, 10:51 PM
جزاك الله خيراً , وما أحوجنا إلى مثل هذه الدورات .
---
أبو يعقوب
02-15-2007, 12:40 AM
نفع الله بهذه الدورة
---
(1/2646)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل جربت المخمخة ؟.
---
هل جربت المخمخة ؟.
---
المسيطير
09-26-2006, 07:49 PM
المشايخ الأكارم /
الإخوة الأفاضل /
أعتذر مقدما ، لكن :
هي دعوة للتدبر .
دعوة لقراءة كتاب الله كما أراد الله تعالى :
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ )
دعوة لعدم الإستعجال في قراءة كتاب الله .
دعوة لئلا يكون همنا آخر السورة .
دعوة للوقوف مع آيات الله تعالى ، والغوص في معانيها ، واستخراج ما فيها من الفوائد والأحكام .
دعوة لقراءة تفسير ما قد يشكل من الآيات ........ أثناء القراءة ...أي مباشرة ........ لتثبيت المعنى وربط الآيات بعضها مع بعض .
دعوة - وبلهجتنا العامية - إلى :
المخمخة
أثناء قراءة كلام الله تعالى
والمخمخة هي :
تركيز المخ فيما يراد القراءة فيه ، أو البحث عنه ، فلا يلتفت عنه إلى ماسواه .
قف مع الآية
رددها
اربطها مع ما بعدها
كرر الآيات
أعد قراءتها بعدما يفتح الله عليك من معرفة معانيها
جرب تحريك يديك مع معاني الآيات ....ستجد أنك تعيش في جوٍ إيماني آخر .( تحريك يسير ) .
فلا يخفى أنه كلما اشترك في القراءة أكثر من حاسة ......كان التركيز :
أقوى ، وأكثر ، وأكبر ، وأثبت .
احرص على عدم الإلتفات
أعد قراءة الآية المعينة بترتيل
احرص على المصحف الذي يكون معه التفسير في الحاشية
أعد قراءة الوجه مرة ، ثانية ، وثالثة .
وإن كنت ممن يلبس الشماغ ........فجرب إنزاله مع الطرفين لتنعزل عن من حولك .
خاطرة :
جرب أن تبكي مع كلام الله ........نعم ... جرب
اعتصر دمعة حرى لا يراك فيها أحد
اجعل كلام الله تعالى يحرك ما في تلك المضغة الصغيرة ........القلب فتحيا بالإيمان
اجعله ينفض غبار المعاصي ، وغشاوات الران .(1/2647)
اجعله يغسل تلك النُكت التي رانت على قلوبنا ، فغطت عليها ، فلم نسعد في عمل الطاعات ، ولم نأنس في فعل الصالحات .
أخيرا /
مخمخ أثناء قراءة كتاب الله ..........وستجد أنك حصلت من الخير الكثير ، والكثير ......مع لذة قلبية لا يعرف قدرها إلا من جربها .
والكل مقصر ، ونسأل الله أن يلطف بنا ، ويستر علينا ، ويرحمنا ، وينجاوز عن تقصيرنا ، وقصورنا في حق كتابه .
مشايخي الأفاضل /
كتبتُ ما كتبتُ لحث نفسي وحث إخواني على التدبر ، وقد يكون في الإسلوب بساطة تخلو من الإسلوب العلمي .......لكن المقصد لا يخفاكم .
فأرجو قبول عذري .
---
أحمد البريدي
09-26-2006, 09:08 PM
الفكرة وصلت , زدنا زادك الله علماً وتقوى .
---
مصطفى علي
09-27-2006, 01:57 AM
موضوعك مخمخنا وجزاكم الله خيرًا
---
المسيطير
09-27-2006, 11:35 PM
الشيخ الكريم / أحمد البريدي
جزاكم الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .
تشرفت بتفضلكم بقراءة ما كتبه أخوكم الصغير مستشرفا لتوجيهاتكم ، ومرئياتكم .
الأخ الكريم / مصطفى علي
جزاك الله خير الجزاء .
شرفتنا بمداخلتك ، وآنستنا بتعليقك .
---
المسيطير
10-13-2006, 01:38 PM
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية :
فصل
في التفريق بين الخلق والامر
وانظر إلى نظم السياق تجد به ***** سرا عجيبا واضح البرهان
ذكر الخصوص وبعده متقدما ***** والوصف والتعميم في ذا الثاني
فأتى بنوعي خلقه وبأمره ***** فعلا ووصفا موجزا ببيان
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ***** فالعلم تحت تدبر القرآن
-
---
المسيطير
10-13-2006, 01:42 PM
قال شيخنا / المقرئ وفقه الله تعالى تعليقا على الموضوع ....في ملتقى أهل الحديث
( وأحسب أن مادة ( المخمخة ) والتي هي مأخوذة من المخ وهو رمز التفكير واتقاد الذهن
وتكريره بهذا الوزن يدل على التكثير والمتابعة كما يقال ( كبكب ) و (صرصر ) و ( ومضمض)
ومادة ( مخمخ ) أو ( مخخ) قال عنها في مختار الصحاح :(1/2648)
م خ خ المخ الذي في العظم و المخة أخص منه وربما سموا الدماغ مخا وخالص كل شيء مخه و امتخخت العظم و تمخخته أخرجت مخه )
وفي كتاب الأفعال :
( و تمخمخت ما في العظم بالخاء وتمخخته استخرجته )
فيكون المراد عند قراءة القرآن عليك أن تجمع نفسك وعقلك ومخك لستخرج معانيه ولتتأمل في آيات الله ويلين قلبك وتخشع لله وتنيب فأولئك هم المؤمنون حقا
المقرئ
---
د. أنمار
10-13-2006, 01:57 PM
عدة مرات خطرت لي المخمخمة أثناء قراءتي في التراويح.
حاولت بعض النصائح، وما استطعت البعض الآخر كتحريك اليد أثناء الصلاة.
عموما موضوعك ترك أثره في أمخاخنا.
جزاك الله خيرا
---
منصور مهران
10-13-2006, 02:57 PM
المخ - لغةً - : خالص كل شيء ، وفي الحديث : ( الدعاء مخ العبادة ) ، والمعنى : الدعاء لبُّ العبادة وخالصها ؛ فلما كان مخ العظام قوة لها ، كذلك الدعاء تتقوى به العبادة ؛ فإنه على ذلك روح العبادة .
وأحيانا يرد وصف المخ بالرِّير أو الرَّار : وهو المخ الذائب في العظم كأنه ماء ؛ كناية عن فساد الرأي وذهاب الحيلة .
وبالله التوفيق .
---
د.عبدالرحمن اليوسف
10-13-2006, 10:20 PM
حديث (الدعاء مخ العبادة)ضعف إسناده الألباني كما في ضعيف سنن الترمذي(3611 )، وبالله التوفيق.
---
المسيطير
10-13-2006, 10:43 PM
حديث (الدعاء مخ العبادة)ضعف إسناده الألباني كما في ضعيف سنن الترمذي(3611 )، وبالله التوفيق.
جزاك الله خيرا .
وللفائدة فقد سُئل الشيخ سليمان العلوان حفظه الله عن : صحة حديث ( الدعاء مخ العبادة ) ؟.
فأجاب وفقه الله :
هذا الحديث رواه أبو عيسى الترمذي من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء مخ العبادة .
قال الترمذي . هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة .(1/2649)
وابن لهيعة ضعيف الحديث مطلقاً قاله البخاري ويحى بن معين وأبو حاتم وغيرهم وهذا المشهور عن أئمة السلف وأكابر المحدثين فلا يفرقون بين رواية العبادلةعن ابن لهيعة وبين رواية غيرهم وإن كانت رواية العبادلة عنه أعدل وأقوى من غيرها غير أن هذا لا يعني تصحيح مروياتهم فابن لهيعة سيء الحفظ في رواية العبادلة عنه وفي رواية غيرهم والكل ضعيف وأقوى هذا الضعيف ما رواه القدامى عنه والله أعلم .
وقال الترمذي رحمه الله في أوائل جامعه في الحديث عن استقبال القبلة بغائط وبول . وابن لهيعة ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره .
وقد صح الخبر بلفظ . الدعاء هو العبادة رواه أحمد في مسنده و أبو داود والترمذي وابن ماجه كلهم من طريق ذرّ عن يُسيع الكندي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى { وقال ربكم ادعوني استجب لكم } قال ( الدعاء هو العبادة ) وقرأ { وقال ربكم ادعوني استجب لكم } إلى قوله { داخرين } .
قال ابو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح .
---
د. أنمار
10-13-2006, 11:07 PM
أقول والحديث أخرجه الطبراني في الاوسط حرف الباء
3196 حدثنا بكر قال : حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثنا بن لهيعة
فهي متابعة للوليد وليس عبد الله بن يوسف أحد العبادلة المشهورين، فهم ابناء المبارك ووهب ويزيد ومسلمة، لكن يضاف إلى ذلك أن الوليد بن مسلم سمع منه قبل احتراق كتبه. لكن يمتاز العبادلة بأنهم كانوا يتتبعون أصوله فيكتبون منها.
أما حديث الدعاء هو العبادة . فقد قال في كشف الخفاء:
رواه مسلم والطبراني عن ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن النعمان بن بشير بلفظ الدعاء هو العبادة، وقال الترمذي حسن صحيح
اهـ
ولم أجده في مسلم
---
د. أنمار
10-14-2006, 04:10 AM
وهنا فوائد أخرى وهي ألفاظ أخرى لحديث أنس من غير طريق ابن لهيعة(1/2650)
قال ابن المقرئ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ ، ثنا أَبُو يَعْلَى ، ثنا عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ "
مُعْجَمُ ابْنِ الْمُقْرِئِ >> مَنِ اسْمُهُ عَلِيُّ >> رقم 1177
وقال أبو بكر الشافعي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ أَنْوَاعَ الْبِرِّ نِصْفُ الْعِبَادَةِ ، وَالنِّصْفُ الْآخَرُ الدُّعَاءُ "
الْفَوَائِدِ الشَّهِيرُ بِالْغَيْلَانِيَّاتِ رقم 804
وقال الطبري حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : ثنا مُؤَمَّلٌ ، قَالَ : ثنا عُمَارَةُ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : قَلتُ لِأَنَسٍ : يَا أَبَا حَمْزَةَ أَبَلَغَكَ أَنَّ الدُّعَاءَ نِصْفُ الْعِبَادَةِ ؟ قَالَ : " لَا بَلْ هُوَ الْعِبَادَةُ كُلُّهَا "
جامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ غَافِرٍ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ >> وَقَوْلُهُ : وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ >> تحت رقم 27994
وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ ، ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَمَلُ الْبِرِّ كُلُّهُ نِصْفُ الْعِبَادَةِ ، وَالدُّعَاءُ نِصْفٌ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا انْتَحَى قَلْبَهُ لِلدُّعَاءِ "(1/2651)
الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ >> كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ >> بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ >> رقم 3413
---
المسيطير
10-20-2006, 10:48 PM
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خيرا .
أذكر موقفا رأيته بنفسي في الحرم المكي قبل سُنيّات قريبة :
فقد هطلت أمطار غزيرة أثناء صلاة العصر في رمضان .....مما جعل أكثر الإخوة الذين في السطح ينزلون إلى الدور الثاني .
الشاهد :
أن الدور الثاني أصبح مزدحما ازدحاما شديدا لا يوصف ........وقد منّ الله علينا بمكان بين الصفوف .
فلفت انتباهي شاب في العشرين من عمره ، قد رمى غترته ، وبإحدى يديه المصحف يقرأ فيه ، وبالأخرى تفسير فتح القدير ..........ولم يلتفت إلى تزاحم الناس ، ولغطهم ، وصياحهم ، ومناوشاتهم حول الأمكنة !! .
حتى أنه مع انسجاااااامه مع كتاب الله تعالى ....... قد تغيرت جلسته فأصبح بشكل مائل ، قد أعطى جنبه للجالس ، ووجهه على امتداد الصف !! .
يقرأ في المصحف ، ثم يقرأ في التفسير ، يقرأ في المصحف ، ثم يرجع إلى التفسير ..........وكأنه ... وبدون مبالغة ....كأنه جالس لوحده !! ، فلم يعبأ بأحد .
أعجبني موقفه ، وأعجبني حرصه ، وأعجبني تدبره ، وأعجبتني وبشدة ....مخمخمته .
أسأل الله أن يوفقه لكل خير .
ومن قال : آآآآآآمين .
---
(1/2652)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل من فقيه فيفتينا ..... ؟!!!
---
هل من فقيه فيفتينا ..... ؟!!!
---
إسلام معروف
07-20-2005, 02:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحبتي في الله دارت بيني وبين الأستاذ الدكتور مساعد الطيار مناقشة حول موضوع النطق بحرف الضاد وذكر فضيلته أثناء هذه المناقشة ما نصه :
إن اللحن الذي يقع في تجويد اللفظ على مراتب :
الأولى : لحن يخرجه عن عربيته كما يقع من إبدال الحاء هاء في مثل لفظ ( الحمد ) ، ومعلوم أن هذا يقع عند كثير من العجم وهذا النوع من الحن يخرج اللفظ القرآني عن عربيته لذا لا يجوز القراءة به مطلقا ، فمن قرأ به فقد ارتكب المحظور ، وأثم في قراءته ، لأنه لا يقرأ القرآن عربيا كما نزل.
وكان سؤالي لفضيلته عن حكم صلاة من وقع في ذلك الخطأ فقرأ ( الهمد لله رب العالمين ) بدلا من ( الحمد لله رب العالمين ) فأجاب أن هذه المسألة تحتاج إلى فقيه .
فهذا نداء مني إلى جميع إخواننا في الملتقى : هل من فقيه فيفتينا !!!!!!!!!
وسؤالي مرة أخرى ( ما حكم صلاة من أبدل الهاء مكان الحاء في قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) فقرأ ( الهمد لله رب العالمين ) ؟ هل هذه الصلاة صحيحة أم باطلة ؟ ) أرجو من حضراتكم إجابة واضحة وصريحة .
أجيبونا مأجورين .
---
أحمد القصير
07-20-2005, 03:03 PM
أخي إسلام معروف تتبعت جميع مشاركاتك فوجدتها كلها تدور حول مشكلة النطق بالضاد.
ورأيتك تتبنى الرأي القائل ببطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد.
ولما قام الدكتور مساعد حفظه الله ببيان الحق في هذه المسألة لم ترضَ أنت به وأخذت تنال من الشيخ بطريقة غير مباشرة.
فلماذا هذا الغلو في هذه المسألة وكأن الأنبياء لم ترسل إلا لتصحيح النطق بالضاد.
كيف تتجرأ على القول ببطلان صلاة من لم يحسن نطق الضاد؟(1/2653)
وهل من مات ممن لم يحسن نطق الضاد مات على ضلال؟
إذاً فآبائنا وأجدادنا قد ماتوا وهم لم يصلوا صلاة صحيحة قط.
على الرغم من بطلان هذا القول الذي تتبناه فإننا لا زلنا نحترمك ونحترم القائلين به، إلا أن هذا لا يعني أبداً أن تغالي في رأيك وتلزم الآخرين بقبوله، وتذكر أن المشرفين في هذا الملتقى يتعاملون معك بنصح وأدب ولا يريدون إلا الحق وإنشاد الحق.
---
أبو عبد المعز
07-20-2005, 05:10 PM
هذه فتوى فقيه:
قال الفقيه الشيخ مساعد الطيار:
إن كان يستطيع أن يصحح ، فإنه يأثم بقراءته ، وإن كان لا يستطيع ، فهو يدخل في قوله النبي صلى الله عليه وسلم : (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )) ، فهو يدخل فيمن هو عليه شاقٌ .
ماذا أكثر من الفتوى بدليلها؟
---
إسلام معروف
07-21-2005, 12:40 AM
أحبابي الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعونا نبتعد بعيدا عن التباغض والمشاحنات ، إنني لم أقصد الإساءة لأحد ولم أقصد أن أنل من أحد وما حدث هو سوء تفاهم واضح ، و أرجو من حضراتكم حسن الظن بأخيكم في الله ، ولكم وللأستاذ الدكتور مساعد الطيار كل احترام وتقدير .
وأما الكلام عن الآباء والأجداد ومن مات ولم يحسن النطق بالضاد فهذا ليس من شأننا ، فإنهم قوم قد أفضوا إلى أعمالهم وذاهبون إلى حكم عدل لن يظلمهم ، ولو أن آباءنا وأجدادنا قد علموا الحق في هذه المسألة لبادروا بتعلمه وتعليمه لنا .
و أذكركم أن الهدف من هذا الحوار هو عرض المسألة عليكم لا فرضها .
ولكن أحبتي في الله بعيدا عن ذلك كله لماذا لا نتعلم النطق الصحيح للضاد كما نص عليه أئمة القراءات والتجويد ( مخرجها وصفاتها ) وتنتهي بذلك هذه المسألة ؟
أجيبوني حفظكم الله ورعاكم
---
د. أنمار
07-21-2005, 08:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد(1/2654)
في فتاوى الشيخ ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي
أنه سئل - نفع الله به - عمن يصلي ويقول في الفاتحة : ولا الظالين ، هل تصح صلاته ؟ وهل له أن يؤم بالمسلمين ؟ وهل يكون آثما في إمامته أم مثابا ؟
( فأجاب ) بقوله : أما صلاته فلا تصح إلا إن كان عاجزا عن النطق بالضاد ، ويلزمه التعلم للنطق بها ما أمكنه ، ولو بأجرة لمن يعلمه ، ومتى ترك ذلك مع القدرة عليه فصلاته باطلة ويعزر عليه التعزير البليغ الزاجر له عن مثل هذه القبائح التي يفسق مرتكبها . وأما إمامته للناس فلا تصح فيعزر عليها أيضا ؛ إلا إن كان المؤتم به مثله في العجز عن النطق بالضاد فحينئذ تصح إمامته به ، وكثير من الناس أضاعوا حقوق القرآن وما يجب له من تعلم إخراج الحروف من مخارجها فأثموا بل فسقوا وبطلت صلاتهم وشهادتهم ؛ فيتعين عليهم السعي فيما قلناه ، وبذل الجهد في التعلم ما أمكنهم ، والله تعالى أعلم بالصواب .
قال الإمام شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في كتابه أسنى المطالب شرح روض الطالب للإمام إسماعيل بن المقري (وهو اختصار روضة الطالبين للإمام النووي وهو ما بين الأقواس)(1/2655)
( وإن لحن ) فيها ( فغير المعنى كضم تاء أنعمت ، أو كسرها ) وأمكنه التعلم ولم يتعلم ( فإن تعمد بطلت صلاته وإلا فقراءته ) قال في الكفاية ويسجد للسهو ، وبدل الفاتحة كالفاتحة فيما ذكر كما نبه عليه الزركشي وإن لم يغير المعنى كفتح دال نعبد لم يضر ، لكنه إن تعمده حرم وإلا كره ذكره في المجموع وعد القاضي من اللحن الذي لا يغير المعنى الهمد لله بالهاء وأقره في الكفاية ، لكن عده الماوردي والروياني وابن كج من المغير للمعنى قال الزركشي وهو أصح ( ولغير القراءات السبع ) من القراءة الزائدة عليها ( حكم اللحن ) فإن غير معنى وتعمده بطلت صلاته وإن لم يتعمد فقراءته وعبارة الأصل وتصح بالقراءة الشاذة إن لم يكن فيها تغيير معنى ولا زيادة حرف ولا نقصانه ففيها زيادة وقضية كلام المصنف هنا مع ما صرح به في الأحداث تحريم القراءة بها مطلقا وبه صرح في المجموع ، والتحقيق وتقدم في الأحداث بيان الشاذة مع زيادة .
وقال العلامة أحمد الرملي الكبير أقصد والد الشيخ محمد في حاشيته على الشرح المذكور(1/2656)
( قوله : لكن عده الماوردي والروياني إلخ ) أشار إلى تصحيحه ( قوله : قال الزركشي وهو أصح ) قال الأذرعي وهو الظاهر كما سيأتي ، ثم قال فقد ذكر الرافعي وغيره من اللحن المبطل للمعنى كالمستقين ، وليس بلحن بل إبدال حرف بحرف ولا يحتاج إلى ذكره لأنه أسقط حرفا من الفاتحة وهو الميم . ا هـ . وقد أسقط القارئ في مسألتنا حرفا من الفاتحة وهو الحاء ولو أتى بالواو بدل الياء من العالمين كان مضرا ، وإن لم يغير المعنى لما فيه من الإبدال قال ابن العماد هذا ضعيف لأن الحرف هاهنا ليس من نفس الكلمة بل هو حرف إعراب ينوب عن الحركة وإذا كان كذلك وجب إلحاقه باللحن الذي لا يغير المعنى فلا تبطل به الصلاة ؛ لأنه إذا كان تغيير الحركة لا يضر إذا لم يغير المعنى فتغيير الحرف النائب عن الحركة أولى وهذه غفلة منه عن هذه القاعدة ( قوله : وبه صرح في المجموع ) والتحقيق ، والفتاوى ، والتبيان غ .
اهـ
وفيما جمعه ابنه محمد الرملي من فتاوى والده أنه سئل عمن يقول في الفاتحة في الصلاة الهمد لله بالهاء هل تبطل صلاته به أم لا سواء كانت لغته أو لا ؟
أجاب في فتاويه : بأنه تبطل صلاته بذلك على الراجح فإن عجز لسانه عن الإتيان بالحمد لله ، أو لم يمض زمن إمكان تعلمه فهو أمي فتصح صلاته
اهـ وهي مطبوعة بهامش فتاوى ابن حجر
وهذه فتاوى الشافعية في المسألة وهم أكثر من تشدد في هذه المسألة
=========================
وعند الحنابلة
قال الشيخ المرداوي في الإنصاف(1/2657)
فاللحن الذي يحيل المعنى : كضم التاء أو كسرها من " أنعمت " أو كسر كاف " إياك " قال في الرعاية : وقلنا تجب قراءتها (أي الفاتحة) ، وقيل : أو قراءة بدلها انتهى . فلو فتح همزة " اهدنا " فالصحيح من المذهب : أن هذا لحن يحيل المعنى قال في الفروع : يحيل في الأصح قال في مختصر ابن تميم : يحيل في أصح الوجهين وقيل : فتحها لا يحيل المعنى . فائدة : لو قرأ قراءة تحيل المعنى مع القدرة على إصلاحها متعمدا حرم عليه فإن عجز عن إصلاحها قرأ من ذلك فرض القراءة ، وما زاد تبطل الصلاة بعمده ، ويكفر إن اعتقد إباحته ، ولا تبطل إن كان لجهل أو نسيان ، أو أنه جعلا له كالمعدوم فلا يمنع إمامته ، وهذا الصحيح من المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب قال في مجمع البحرين : هذا اختيار ابن حامد ، والقاضي ، وأبي الخطاب وأكثر أصحابنا وقدمه في الفروع ، ومجمع البحرين ، وغيره . وقال أبو إسحاق بن شاقلا : هو ككلام الناس ، فلا يقرؤه ، وتبطل الصلاة به ، وأطلقهما في الرعاية ، وخرج بعض الأصحاب من قول أبي إسحاق عدم جواز قراءة ما فيه لحن يحيل معناه ، مع عجزه عن إصلاحه ، وكذا إبدال حرف لا يبدل فإن سبق لسانه إلى تغيير نظم القرآن بما هو منه على وجه يحيل معناه ، كقوله " إن المتقين في ضلال وسعر " ونحوه لم تبطل صلاته على الصحيح ونص عليه في رواية محمد بن الحكم ، وإليه ميله في مجمع البحرين ، وقدمه ابن تميم ، والرعاية ولا يسجد له ، وعنه تبطل ، نقلها الحسن بن محمد ، وهو قول في الرعاية ، ومنها أخذ ابن شاقلا قوله ، قاله ابن تميم ، وأطلقهما في مجمع البحرين . تنبيه : ظاهر قوله " أو يبدل حرفا " أنه لو أبدل ضاد " المغضوب " عليهم و " الضالين " بظاء مشالة : أن لا تصح إمامته . ( * ) وهو أحد الوجوه قال في الكافي : هذا قياس المذهب ، واقتصر عليه وجزم به ابن رزين في شرحه . والوجه الثاني : تصح قدمه في المغني والشرح واختاره القاضي ، وأطلقهما في الرعايتين ،(1/2658)
والحاويين ، وقيل : تصح مع الجهل قال في الرعاية الكبرى : قلت : إن علم الفرق بينهما لفظا ومعنى بطلت صلاته ، وإلا فلا ، وأطلقهن في الفروع
=========================
وعند المالكية في مختصره سيدي خليل
وهل بلاحن مطلقا أو في الفاتحة وبغير مميز بين ضاد وظاء .
قال الدسوقي في شرحه: أي : وهل تبطل صلاة المقتدي بغير مميز بين ضاد وظاء ما لم تستو حالتهما وهو قول ابن أبي زيد والقابسي وصححه ابن يونس وعبد الحق ؟ وأما صلاته هو فصحيحة إلا أن يترك ذلك عمدا مع القدرة عليه أو يصح الاقتداء به وهو الذي حكى ابن رشد الاتفاق عليه .
( خلاف ) ومحل الخلاف فيمن لم يجد من يأتم به وهو يقبل التعليم ولم يجد من يعلمه أو ضاق الوقت عن التعليم وائتم به من ليس مثله أي : ائتم به من هو أعلى منه في التمييز بين الضاد والظاء لعدم وجود غيره كما في المسألة السابقة ، هذا وظاهره جريان هذا الخلاف فيمن لم يميز بين الضاد والظاء في الفاتحة وغيرها . وفي المواق تقييده بمن لم يميز بينهما في الفاتحة . وذكر الحطاب والناصر اللقاني ما يفيد أن الراجح صحة الاقتداء بمن لم يميز بين الضاد والظاء . وحكى المواق الاتفاق عليه . وحكم من لم يميز بين الصاد والسين كمن لم يميز بين الضاد والظاء كما نقله المواق عند قوله " وألكن وكذا بين الزاي والسين "
=========================
أما الأحناف ففي حاشية ابن عابدين(1/2659)
قال في شرح المنية : اعلم أن هذا الفصل من المهمات ، وهو مبني على قواعد ناشئة عن الاختلاف لا كما يتوهم أنه ليس له قاعدة يبنى عليها ، بل إذا علمت تلك القواعد علم كل فرع أنه على أي قاعدة هو مبني ومخرج ، وأمكن تخريج ما لم يذكر فنقول : إن الخطأ إما في الإعراب أي الحركات والسكون ويدخل فيه تخفيف المشدد وقصر الممدود وعكسهما أو في الحروف بوضع حرف مكان آخر ، أو زيادته أو نقصه أو تقديمه أو تأخيره أو في الكلمات أو في الجمل كذلك أو في الوقف ومقابله . والقاعدة عند المتقدمين أن ما غير المعنى تغييرا يكون اعتقاده كفرا يفسد في جميع ذلك ، سواء كان في القرآن أو لا إلا ما كان من تبديل الجمل مفصولا بوقف تام وإن لم يكن التغيير كذلك ، فإن لم يكن مثله في القرآن والمعنى بعيد متغير تغيرا فاحشا يفسد أيضا كهذا الغبار مكان هذا الغراب . وكذا إذا لم يكن مثله في القرآن ولا معنى له كالسرائل باللام مكان السرائر ، وإن كان مثله في القرآن والمعنى بعيد ولم يكن متغيرا فاحشا تفسد أيضا عند أبي حنيفة ومحمد ، وهو الأحوط . وقال بعض المشايخ : لا تفسد لعموم البلوى ، وهو قول أبي يوسف وإن لم يكن مثله في القرآن ولكن لم يتغير به المعنى نحو قيامين مكان قوامين فالخلاف على العكس فالمعتبر في عدم الفساد عند عدم تغير المعنى كثيرا وجود المثل في القرآن عنده والموافقة في المعنى عندهما ، فهذه قواعد الأئمة المتقدمين . وأما المتأخرون كابن مقاتل وابن سلام وإسماعيل الزاهد وأبي بكر البلخي والهندواني وابن الفضل والحلواني ، فاتفقوا على أن الخطأ في الإعراب لا يفسد مطلقا ولو اعتقاده كفرا لأن أكثر الناس لا يميزون بين وجوه الإعراب . قال قاضي خان : وما قال المتأخرون أوسع ، وما قاله المتقدمون أحوط ؛ وإن كان الخطأ بإبدال حرف بحرف ، فإن أمكن الفصل بينهما بلا كلفة كالصاد مع الطاء بأن قرأ الطالحات مكان الصالحات فاتفقوا على أنه مفسد ، وإن لم يمكن إلا(1/2660)
بمشقة كالظاء مع الضاد والصاد مع السين فأكثرهم على عدم الفساد لعموم البلوى . وبعضهم يعتبر عسر الفصل بين الحرفين وعدمه . وبعضهم قرب المخرج وعدمه ، ولكن الفروع غير منضبطة على شيء من ذلك فالأولى الأخذ فيه بقول المتقدمين لانضباط قواعدهم وكون قولهم أحوط وأكثر الفروع المذكورة في الفتاوى منزلة عليه ا هـ
فهذه نقول عن بعض الكتب المعتمدة عند أتباع المذاهب الأربعة مما عليه الفتوى وجرى به العمل
=========================
وتذكر بأن الأمر كلما ضاق اتسع
والقاعدة الفقهية الأصولية المشهورة بأن المشقة تجلب التيسير كما في الأشباه والنظائر للإمام السيوطي وراجع أدلتها هناك
والله تعالى أعلم
---
د. أنمار
07-21-2005, 09:04 AM
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
---
جمال أبو حسان
07-21-2005, 09:54 AM
السلام عليكم
ماهو حكم صلوات المسلمين من غير العرب الذين يعدون بالملايين ويعسر عليهم نطق الحاء وهذه الضاد التي يدور الخلاف حولها
---
أحمد القصير
07-21-2005, 03:31 PM
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع:
فإنْ قال قائل: ذكرتم أنه إذا أبدل حرفاً بحرف فإنَّها لا تصحُّ، فما تقولون فيمَن أبدَل الضَّادَ في قوله: { وَلا الضَّالِّينَ } بالظاء؟
قلنا: في ذلك وجهان لفقهاء الحنابلة:
الوجه الأول: لا تصحُّ؛ لأنه أبدلَ حَرْفاً بحرف.
الوجه الثاني: تصحُّ، وهو المشهور مِن المذهب، وعلَّلوا ذلك بتقارب المخرجين، وبصعوبة التفريق بينهما، وهذا الوجه هو الصَّحيح، وعلى هذا فمَن قال: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } بالظاء فصلاته صحيحة، ولا يكاد أحدٌ من العامة يُفرِّق بين الضَّاد والظاء.
---
أبو عبد المعز
07-25-2005, 02:12 AM
هذه فتوى فقيه:
قال الفقيه الشيخ مساعد الطيار:(1/2661)
إن كان يستطيع أن يصحح ، فإنه يأثم بقراءته ، وإن كان لا يستطيع ، فهو يدخل في قوله النبي صلى الله عليه وسلم : (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران )) ، فهو يدخل فيمن هو عليه شاقٌ .
ماذا أكثر من الفتوى بدليلها؟
لا أعتقد وجود فتوى أفضل من هذه:فهي مستقيمة بين سقفين شرعين:
سقف: اتقوا الله ما استطعتم.
وسقف:لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وقد وجدت عند نجم الدين الطوفي الحنبلي رحمه الله في كتابه" الصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية "تلخيصا فقهيا جيدا للمسألة.....فبعد أن أشار الى أنواع التحريفات التي تقع للناس في قراءة الفاتحة ومن جملتها نطق الضاد ظاء قال:
......ثم إن هذا التحريف المذكور في الفاتحة: من عرف مقتضاه وقاله مختارا كفر,لأنه يكون مستهزئا بآيات الله.وكذا جميع ما في القرآن من التحريف.وإن لم يعرف مقتضاه ,فإن قدر على إصلاحه لم تصح صلاته به مطلقا.
وإن لم يقدر على إصلاحه كان أميا تصح صلاته لنفسه وبمثله ومن دونه ولا تصح بقاريء..ولا جناح على من حرف شيئا من القرآن عاجزا عن إصلاحه جاهلا بمقتضاه وهذا مفهوم مما قبله.
---
(1/2662)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > ترجمة محمد بن المتوكل البصري المعروف برويس
---
ترجمة محمد بن المتوكل البصري المعروف برويس
---
نورة
02-07-2007, 02:15 PM
هو محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤي البصري المعروف برويس مقرئ حاذق ضابط مشهور، أخذ القراءة عرضا عن يعقوب الحضرمي قال الداني وهو من أحذق أصحابه، روى القراءة عنه عرضا محمد بن هارون التمار والإمام أبو عدب الله الزبير بن أحمد الزبيري الشافعي، قال الأستاذ أبو عبد الله القصاع كان يعني رويسا مشهورا جليلا، وروى عن فارس عن السامري قال لي أبو بكر التمار كان رويس يأخذ عن المبتدئين بتحقيق الهمزتين معا في نحو أأنذرتهم وجاء أجلهم ونظائره وكان يأخذ على الماهر بتخفيف الهمزة الثانية قال السامري وأقرأني التمار بتحقيق الهمزتين معا قلت والتحقيق عن رويس في الهمزتين غير معروف فهو مما انفرد به السامري والله أعلم، قال الزهري وسألت أبا حاتم عن رويس هل قرأ على يعقوب فقال نعم قرأ معنا وختم عليه ختمات وكان يعقوب يقول له وقت أخذه عليه هات يالاك وأحسنت يالاك وكان ينزل في بني مازن وعلى روايته أعول، توفي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
من كتاب غاية النهاية لابن الجزري
هو محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤي رويس المقرىء قرأ عليه يعقوب وتصدر للإقراء قرأ عليه محمد بن هارون التمار وأبو عبد الله الزبيري الفقيه الشافعي توفي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومئتين 0
من كتاب معرفة القراء للذهبي
هل من ترجمة مفصلة لرويس الراوي عن يعقوب
وما هو سنده في القراءة..؟
أحتاجها في كتابة رسالة علمية عن رواية رويس من طريق الطيبة.
---
د. أنمار
02-16-2007, 02:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(1/2663)
وبعد فرويس هو أبو عبد الله محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري القارئ
ترجمته في
معرفة القراء للذهبي
ج 1 ص 428
وتاريخ الإسلام له أيضا
وفيات 231 – 240
ج 17 ص 342
ولم يزد عما في المعرفة
وغاية ابن الجزري
ج 2 ص 234
ونزهة الألقاب لابن حجر ج 1 ص 331
وأشار إلى شيء من ترجمته النشار ت 938 في البدور الزاهرة ص 104 ج 1
وقال: كان إماما في القراءة قيما بها ماهرا ضابطا مشهورا حاذقا قال الداني هو من أحذق أصحاب يعقوب
والقسطلاني في لطائف الإشارات ص 104
قال وهو أحذق أصحاب يعقوب كما قاله الداني إماما في القراءة ضابطا مشهورا. مولده سنة (..) وتوقي سنة 238 بالبصرة.
(وكأن ما سبق نقلا عن النشر ص 187 ج 1)
وانظر شرح الدرة للنويري ص 148 ج 1
ولم يزد المتأخرون على ما سبق كما عند د. عبد القادر محمد منصور
في أعلام القراءات العشر وأصولهم
ص 141
وأحمد عبد الرحيم في الحلقات المضيئات ج 2 ص 281
ورويس القارئ لم أقف له على شيخ غير يعقوب
وهو عمدة من روى قراءة يعقوب جنبا إلى جنب مع روح، فقد صرحوا بسندهم إليه في الرواية عن يعقوب قديما وحديثا
فنجده على سبيل المثال لا الحصر في :
مبسوط ابن مهران ت 381
ص 79
وفيها، قال رويس : أقرأني يعقوب بن أبي إسحق بها (أي قراءته التي رواها عنه التمار)
ومثل ذلك في غايته ص 126
وتذكرة ابن غلبون ت 399
ص 57 ج 1
روضة المالكي ت 438
ص 176 ج 1
وجيز الأهوازي ت 446
ص 75
وفيها نقل لكلام رويس عند مشايخ يعقوب بسنده مفصلا
التلخيص لأبي معشر ت 478
ص 129
ابن سوار ت496 في المستنير .
ص 397
وكناه بأبي بكر (والمعظم كنوه بأبي عبد الله) محمد بن المتوكل اللؤلؤي ص 393
وقال ت 238 ص 394
الإندرابي كما في قراءات القراء المعروفين
ص 138
القلانسي ت 521 في كفايته
ص 65
وإرشاده
ص 153
سبط الخياط ت 541 في اختياره
ص 156 ج 1
ومبهجه
ص 264 ج 1
الهمذاني ت 569 في غاية الاختصار
ص 50 ج 1
وأيضا كناه بأبي بكر(1/2664)
الجعبري ت 732 في خلاصة الأبحاث
ص 62
الواسطي ت 780 في الكنز
ص 146
وخاتمة المحققين ابن الجزري في نشره
ج 1 ص 187
ومن شرح الدرة كالزبيدي ص 113
وطيبة النشر كالنويرى ص 195 ج1 ت باسلوم
=====================
هذا ويجدر بالذكر أن هناك راو اسمه على اسم صاحبنا رويس أقصد محمد واسم أبيه على اسم أبيه وكنيته على كنيته
فهو أبو عبد الله محمد بن المتوكل
وسنة وفاته هي نفس سنة وفاة رويس 238 ولم أر من صرح بالتمييز بينهما كما اشتهر عن ابن حجر في كتبه
وفي المقابل لم أجد دليلا واحد يجعلهما شخصا واحدا، فهما من بلدين مختلفتين. أحدهما من البصرة والثاني من عسقلان. نعم صرحوا في ترجمة العسقلاني أنه كان كثير التنقل، لكنه عاد ومات في بلده عسقلان، أما القارئ رويس فوفاته في البصرة. ولم يذكر علماء الجرح والتعديل في الحديث أن العسقلاني له رواية عن يعقوب أو أنه عرف بإقراء القرآن. والعكس كذلك لم يذكر مترجموا رويس أنه روى الحديث. وابن حجر ترجم للاثنين ترجمة مستقلة تدل على التغاير إحداهما في تهذيبه والأخرى في نزهة الألقاب. أما الذهبي فقد ذكر ترجمة مستقلة ومتعاقبة للاثنين في تاريخ الإسلام ج 17 ص 342 وتبعه الصفدي في الوفيات ج 4 ص 424
ولترجمة المحدث محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن حسان الهاشمي مولاهم أبو عبد الله بن أبي السري الحافظ العسقلاني
راجع معظم كتب تراجم رجال الحديث كتاريخ البخاري الكبير والجرح والتعديل ج 8 ص 105
وكل من تلاهما كتهذيب التهذيب ج 9 ص 425 وفيها التصريح بوفاته في عسقلان في قصة موته، ونقلا عن ابن يونس
وميزان الاعتدال ج 4 ص 23
وفيها أنه رحال يطوف البلاد
ولسان الميزان ج 7 ص 88
خلاصة تهذيب الكمال 357
وغيرهم.
أما بعض المتأخرين فقد خلطوا بينهما فظنوهما واحدا كما فعل
د. محمد سالم محيسن في معجم حفاظ القرآن ص 248
د. أحمد خان في تحقيق طبقات القراء للذهبي كما في ص 527(1/2665)
ومحققوا سير أعلام النبلاء للذهبي بإشراف شعيب الأرناؤوط في هامش ترجمة المحدث محمد بن المتوكل الهاشمي مولاهم
والموضوع يحتمل مزيد بحث وتقصي
والله أعلم
---
نورة
02-16-2007, 03:01 AM
الدكتور الفاضل أنمار
لقد أكرمتني بما تقصيت به من ترجمة لرويس
أكرمك الله بالجنة
---
عبدالرحمن الشهري
02-16-2007, 06:02 AM
جزاكم الله خيراً يا دكتور أنمار على تتبعك وبحثك وبارك الله فيك .
---
مساعد الطيار
02-16-2007, 08:14 AM
أسال الله أن يبارك لك في كل أمورك يادكتور انمار ، فلنعم المشاركات التي تشارك فيها في هذا الملتقى ، وأسأل الله أن يتقبل دعوات من ترشدهم ، وأن يزيدك من فضله .
---
د. أنمار
02-22-2007, 02:50 PM
أما الذهبي فقد ذكر ترجمة مستقلة ومتعاقبة للاثنين في تاريخ الإسلام ج 17 ص 342 وتبعه الصفدي في الوفيات ج 4 ص 424
سبق قلم وإنما قصدت ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
تحت أحداث السنة الثانية من ولاية عبد الواحد بن يحيى على مصر وهي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
قال وفيها توفي محمد بن المتوكل بن عبد الرحمن العسقلاني الحافظ مولى بني هاشم؛ كان فاضلاً زاهداً محدثاً، أسند عن الفضيل بن عياض وغيره، ومات بعسقلان، وكان من الأئمة الحفاظ الرحالين.
ثم قال:
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفي أحمد بن محمد المروزي مردويه،
إلى أن قال
ومحمد بن المتوكل اللؤلؤي المقرىء، ومحمد بن أبي السري العسقلاني،
اهـ
فهو متابع للذهبي والعفو منكم
---
مروان الظفيري
02-22-2007, 05:58 PM
جزى الله خيرا الشيخ الدكتور الفاضل أنمار
على هذه الإحاطة الشاملة في ترجمة المقرئ (رويس)
وفي كتاب المقنع في رسم مصاحف الأمصار ؛ لأبي عمرو الدانيّ ، ما يفيد البحث المتقدم :
(وفي الأحزاب في بعض المصاحف "يسئلون عن أنبائكم" بغير ألف وفي بعضها "يسألون"(1/2666)
بالألف قال أبو عمرو : ولم يقرأ بذلك احد من أيمّة القرّاء إلا ما رويناه من طريق محمد بن المتوكل
رويس عن يعقوب الحضرمي وبذلك قرأنا في مذهبه وحدثنا أحمد بن عمر قال :
حدثنا ابن منير قال حدثنا عبد الله بن عيسى قال حدثنا عيسى بن مينا قالون
عن نافع إن ذلك في الكتاب بغير ألف ) .
قال الحافظ الداني: هو من أحذق أصحاب يعقوب. توفي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين(238)هـ .
كما في النشر 1/186 ، وإتحاف فضلاء البشر 1/30.
---
ابن وهب
02-28-2007, 05:46 PM
جزاكم الله خيرا
أحسب أن تحديد تاريخ وفاة رويس ب 238 غلط
ففي تقديدي أن وفاة محمد بن المتوكل الملقلب برويس متأخر عن 238
والله أعلم
توضيح ذلك
أن التمار حدد وفاته الذهبي بما بعد 310 وأنا أقدر ذلك بين 310 - 320
والزبير الزبيري جاء أنه توفي 317 وقيل غير ذلك ولكن يعرف ذلك من خلال تلاميذه والآخذين عنه
والزبير قرأ على رويس
فإذا كانت وفاة رويس سنة 238
وكانت ولادة الزبير 327 تقريبا فإنه لايمكن أن يكون ممن قرأ على رويس
فإن قال قائل لعل ولد سنة 220 مثلا
فنقول لم ينقل أنه عاش مائة سنة
وشيوخه في الحديث يحدودن طبقته
وهو ما يعني أن محمد بن المتوكل الملقلب برويس تأخرت وفاته على 238ه
وما قيل في الفقيه أبي عبد الله الزبيري يقال مثله في التمار
فدل ذلك على تأخر وفاة محمد بن المتوكل
ومما يوضح ذلك أن أبا حاتم السجستاني قرأ على يعقوب في نفس الفترة الزمنية التي قرأ فيها محمد بن المتوكل
فتاريخ وفاة محمد بن المتوكل بعد 250
والله أعلم
قد يقال هنا ولكن الزبير قد قرأ على روح بن عبد المؤمن وروح توفي بعد 230
فيقال
أولا
الصواب التفريق بين روح بن قرة وروح بن عبد المؤمن
ثانيا
قد جزم ابن الجزري بأن أبا عبد الله الزبيري قد قرأ على روح بن عبد المؤمن تحديدا
والذهبي قد جزم بأن أبا عبد الله الزبيري قد قرأ على روح بن قرة(1/2667)
فإما أنه قرأ عليهما أو أنه قرأ على أحدهما فقط والثاني وهم ناتج عن الخلط بين الترجمتين
وينظر في تاريخ وفاة روح بن عبد المؤمن
لأنه يبعد لشخص ولد بعد 220 أن يقرأ على رجل توفي في أوائل العقد الرابع من القرن الثالث
فهنا أشياء مشكلة
ولا يبعد أن يكون تحديد تاريخ وفاة محمد بن المتوكل الملقلب برويس ب 238 خطأ
ويكون من نقل ذلك أخطأ من جهة أنه نقل تاريخ وفاة محمد بن المتوكل العسقلاني المحدث
فجعل هذا التاريخ = تاريخ وفاة محمد بن المتوكل الملقلب برويس
والله أعلم بالصواب
وأما من جعل محمد بن المتوكل العسقلاني المحدث = محمد بن المتوكل الملقلب برويس فقد وهم
---
ابن وهب
03-01-2007, 05:11 PM
وتأمل في الراوة عن التمار
1/ أبو الفرج الشنبوذي (
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون أبو الفرج الشنبوذي الشطوي البغدادي أستاذ من أئمة هذا الشأن، رحل ولقي الشيوخ وأكثر وتبحر في التفسير ولد سنة ثلاثمائة، أخذ القراءة عرضاً عن ابن مجاهد وأبي بكر النقاش وأبي بكر أحمد بن حماد المنقي وأبي الحسن بن الأخرم وإبراهيم بن محمد الماوردي ومحمد بن جعفر الحربي وأحمد بن محمد ابن إسماعيل الآدمي ومحمد بن هارون التمار )
انتهى
ولد سنة 300
2/االنخاس (وتوفي النخاس سنة ثمان وستين - وقيل - سنة ست وستين وثلاثمائة ومولده سنة تسعين ومائتين وكان ثقة مشهوراً ماهراً في القراءة فيما بها متصدراً من أجل أصحاب التمار)
ولد سنة 290
3/ ابن مقسم
ولد سنة 296
وهذا يعني أن التمار توفي بعد 310 قطعا ( كما في تحديد الذهبي والذهبي مؤرخ الإسلام)
فالمسألة تحتاج إلى مزيد بحث
---
د. أنمار
03-01-2007, 07:31 PM
فالمسألة تحتاج إلى مزيد بحث
بارك الله فيكم وفي انتظار بقية بحثكم
---
(1/2668)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > إرضاء الناس غاية لاتدرك
---
إرضاء الناس غاية لاتدرك
---
إمداد
12-08-2005, 02:47 AM
جزء من قصيدة لفضيلة الشيخ عائض القرني وفقه الله
إذا رفعنا بآياتٍ عقيرتَنا *** قالوا: غلوٌ وهذا خالفَ الدينا
وإن همسنا بحبٍّ في مجالِسنا *** قالوا: يدبر أعمالاً لتردينا
وإن لبسنا بشوتًا عرَّضوا سفهًا *** بأننا نزدهي فيها مرائينا
وإن تقشَّف منا صادقٌ ورِعٌ *** قالوا: يخادِعُنا عمْدًا ويغوينا
إذا صمتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهم *** وإن نطقنا شربنا كأسَنا طينا
إذا أجبْنا على الجوالِ أمطَرَنا *** بالسبِّ مَنْ كان نغليه ويغلينا
وإن أبينا أتتنا من رسائله *** مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينا
قلنا لهم هذه الأشياءُ حلَّلَها *** أبو حنيفة بل سُقنا البراهينا
.
.
قالوا: خرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَهٍ
مِن رأيِك الفجِّ بالنكراءِ تأتينا
وإن ضحكنا أضافونا بسخرية
صفراءَ تملؤنا غبنًا وتذوينا
وإن بكينا لظلوا شامتين بنا
كأنهم وحدَهُم صاروا موازينا
.
.
تفردوا بخطايانا وأشغلَهُم *** عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينا
ويفرحون إذا زل النعال بنا *** ويهزؤون بمن يروي معالينا
ولا يرون سوى أغلاطِنا أبدًا *** فنقدُهُمْ صارَ في أهوائهم دينا
وشتْمُهُمْ هو محضُ النصحِ عندهمُ *** وردُّنا هو زورٌ من مغاوينا
لحومُهُم عندنا مسمومةٌ أبدًا ***ولحمُنا صارَ تحت النقدِ سردينا
---
(1/2669)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > حبذا لو تخصصون ملتقى خاصاً بالتفسير الموضوعي
---
حبذا لو تخصصون ملتقى خاصاً بالتفسير الموضوعي
---
معروفي
10-24-2006, 08:56 AM
الأخوة المشرفين وفقهم الله تعالى :
حبذا لو تخصصون ملتقى خاصاً بالتفسير الموضوعي ، ثم يكون مرجعاً لكل ما يتصل بذلك من بحوث و دراسات و كتب
و مواضيع متنوعة و رسائل و أطروحات ... و جزاكم الله خيراً .
---
معروفي
10-25-2006, 08:06 AM
أرجو الرد على اقتراحي من قبل الأخوة المشرفين !
---
عبدالرحمن الشهري
10-28-2006, 07:31 PM
جزاك الله خيراً أخي الحبيب ، وقد تم الاطلاع على الاقتراح ونرجو أن يوفقنا الله لتنفيذه بطريقة ملائمة .
---
معروفي
10-28-2006, 07:38 PM
شكر الله لك - شيخنا الحبيب - اهتمامك باقتراحي ، و أرجو الله تعالى أن يجعلنا مفاتيح لكل خير ، مغاليق لكل شر .
---
ابن الجزيرة
01-30-2007, 07:48 AM
اقتراح طيب، فالتفسير الموضوعي فيه قضايا تحتاج للمراجعة وإبداء الرأي فيها، وأهل هذا الملتقى هم الأقدر على الخوض في مثل هذه الأمور، ومناقشة بعض قواعده التي وضعت له، فالملتقى على شموليته لأغلب مايتعلق بالقران وعلومه إلا أنك قلما تجد موضوعاَ يتحدث عن التفسير الموضوعي مع كثرة الرسائل العلمية فيه خاصة في الوقت الحاضر.
---
(1/2670)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > السيرة الذاتية لصاحب مخطوط المجالس السنية
---
السيرة الذاتية لصاحب مخطوط المجالس السنية
---
رحمة
12-20-2006, 12:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
فقد وقع بين يدي مخطوط بعنوان : المجالس السنية في الكلام على الأربعين النووية ، لأحمد بن حجازي الفشني الشافعي توفى سنة 987 ه وهو مخطوط في علم الحديث وقد تحصلت على نسختين من المخطوط ولم أعثر على السيرة الذاتية للمؤلف : حياته وآثاره شيوخه وقد بحثت في كثير من الملتقيات والمنتديات المتخصصة لكن دون نتيجة مما جعلني أصرف النظر في هذا المخطوط بعد جهد سنة كاملة من البحث إلا أنني لم أفقد الأمل لذلك قصدت هذا الملتقى المبارك لعلي أجد من يوافيني بالسيرة الذاتية لهذا المؤلف ربما طبع في مكان ما أو لديه مؤلفات أخري قد طبعت أو توجد معلومة لدى أحد الأعضاء والأساتذة داخل الملتقى ، فأرجو موافاتي بأي معلومة عن هذا المؤلف أو عن المخطوط
أدامكم الله لخدمة كتابه وسنة رسوله الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
---
رحمة
12-27-2006, 02:14 PM
يبدو ا نه لا توجد معلومات لدى اعضاء ملتقاكم الافاضل عن هدا المخطوط او عن مؤلفه ، من خلال البحث عرفت ان نسخة منه فى تركيا فهل اجد لديكم وسيلة تدلنى الى كيفية الحصول عليه من هناك او اى رابط او موقع لم اتوصل اليه يمكنه مساعدتى .
جعلكم الله منارة لطلاب العلم الشرعى وهداية للعابرين اليه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختكم :رحمة
---
الجكني
12-28-2006, 11:05 PM
أختي الكريمة : رحمة
وجدت لك هذه المعلومة على هذا الرابط
http://www.adabwafan.com/display/product.asp?id=48723
وهي:
مواهب الصمد في حل أ لفاظ الزبد
المؤلف : أحمد حجازي الفشني
إشراف :دار البحوث والدراسات
عدد الأجزاء : 1(1/2671)
عدد الأوراق :188
طبعة :دار الفكر،الطبعة الأولى :1996
---
الجكني
12-29-2006, 11:44 PM
أختي رحمة :
وجدت لك أيضاً هذه المعلومة :
المجالس السنية في الكلام على الأربعين النووية
أحمد حجازي الفشني (ت978) فرغ منه سنة (978) سنة وفاته
طبع في مطبعة دار إحياء الكتب العربية 0(بدون تحديد تاريخ الطباعة 0
والرابط هو :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13622
---
رحمة
03-04-2007, 02:01 PM
[size=6][size=4]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين
اخى الدكتور الفاضل :السالم اشكرك جزيل الشكر على حرصك وتعاونك معى جعل الله ذلك فى موازين حسناتك وادامك شعلة تنير درب طلاب العلم وكل الاساتذة الافاضل العاملين فى هذا الموقع المبارك بإذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختكم رحمة
---
مروان الظفيري
03-04-2007, 06:43 PM
عنوان الكتاب: تحفة الإخوان في قراءة الميعاد في رجب وشعبان ورمضان
Book Title: thafah al’ikhwan fy qra’ah almy’aad fy rjb wsh’aban wrmdan
المؤلف: أحمد بن حجازي الفشني
Author: ’ahamd bn hajazy alfshny
المحقق: محمد أحمد عبد العزيز سالم
الموضوع: إسلاميات
نوع التجليد: غلاف
نوع الورق: ابيض
عدد الصفحات: 224
القياس: cm 17×24
الوزن: Kg.0.345
عدد ألوان الطباعة: لون واحد
تاريخ الإصدار: I2005-01-19
رقم فسح المملكة العربية السعودية:0
كتاب ديني مهم وضعه المؤلف لحاجة الواعظ من الرقائق والمواعظ في الاشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان. وقد اشتمل الكتاب على مواضع هامة: مثل المعراج، وفضل الصلاة، وفضائل ليلة النصف من شعبان، وعلامات القيامة والنفخ في الصدور... الخ
---
مروان الظفيري
03-04-2007, 06:50 PM
وهذه طبعة أخرى من هذا الكتاب :
الفشني ، شهاب الدين أحمد بن حجازي ( 978هـ )
مواهب الصمد في حل ألفاظ الزبد / الفشني ؛ تحقيق(1/2672)
عبدالله بن إبراهيم الأنصاري.- الدوحة : إدارة الشئون
الدينية ، [ - 199م ].- 2 جـ.- الوقف : جـ 2 ،
ص 454 - 457.
1.الفقه الإسلامي 2.الوقف
أ.عبدالله بن إبراهيم الأنصاري ( محقق ) ب.العنوان
---
(1/2673)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتنزيل آيات الكفار على المؤمنين
---
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتنزيل آيات الكفار على المؤمنين
---
مساعد الطيار
04-15-2003, 06:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ن وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:
فيكثر استشهاد الوعاظ وغيرهم بآيات مساقاتها الكاملة لا تدلُّ على ما استشهدوا به ، كما فعل بعضهم بوضع رسمٍ للدشِّ (اللاقط الفضائي) ، وكتب تحتها جزءَ آيةٍ ، وهي قوله تعالى :(;يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) الحشر : 2
ولو نظرت إلى مساق الآية كاملاً لعلمت أنَّه في يهود بني النظير ، وانها تذكر ما حصل لهم لما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخرجهم من حصونهم المنيعة ، قال تعالى :(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ) الحشر : 2
فهل يصحُّ هذا الاستدال وأمثاله ؟
هذا ما سأجتهد في تأصيله في هذه المقالة الموجزة .
إنَّ في الموضوع جانبان متقاربان :
الأول : الاستشهاد بجزء من الآية في غير ما وردت من أجلِه في الأصل .
الثاني : تنْزيل الآية على واقعة حادثةٍ ، وجعلُها مما يدخل في معنى الآيةِ .
فهل يوجد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة ومن بعدهم ما يدلُّ على صحَّةِ هذا العملِ ؟(1/2674)
1 ـ في تفسير قوله تعالى :(وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) الكهف : 54 ، يورد بعض المفسرين ما ورد في خبر علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، فقال : ألا تُصَلِّيان ؟!
فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلت ذلك ، ولم يرجع إليَّ شيئًا ، ثم سمعته وهو مُوَلٍّ يضرب فخذه ويقول :(وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) الكهف : 54 أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم .(1/2675)
وإذا رجعت إلى مساق الآيات التي ورد فيها هذا الجزء من الآية وجدته حديثًا عن الذين كفروا ، قال تعالى :(مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ، وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً ، وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً ، وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ، وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً ، وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً ، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ، وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) الكهف : 51 ـ 58
ومن هذه السياقات يتضح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اقتطع هذا الجزء الذي يصدق على حال علي رضي الله عنه ، ولا يعني هذا أنَّه ممن اتصف بباقي تلك الصفات المذكورات أبدًا .(1/2676)
2 ـ في تفسير قوله تعالى :(أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا)الأحقاف : 20[1] ، ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ عمر رضي الله عنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهمًا فقال : ما هذا الدرهم ؟
قال : أريد ان أشتري لحمًا لأهلي قَرِمُوا إليه .
فقال : أفكلما اشتهيتم شيئًا اشتريتموه ؟! أين تذهب عنكم هذه الآيةُ :(أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) الأحقاف : 20 .
والآية التي يستشهد بها أمير المؤمنين جاءت في سياق التقريع والتوبيخ للكافرين ، وليست في سياق المؤمنين ، قال تعالى :(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُون) الأحقاف : 20 ، ومع ذلك استشهد بها أمير المؤمنين ونزَّلها على أهل الإيمان .
وهناك عدَّة آثارٍ ستأتي لاحقًا ، والمراد مما مضى أنَّ أصل هذا الموضوع موجودٌ في السنة وأقوال الصحابة .
إذا تأمَّلت هذه المسألةُ وجدت أنها ترجع إلى أصلٍ من أصولِ التفسيرِ ، وهو التفسيرُ على القياسِ ، والمرادُ به : إلحاقُ معنًى باطنٍ في الآيةِ بظاهرِها الَّذي يدلُّ عليه اللَّفظُ .
قالَ ابن القيِّم ( ت : 751 ) :( وتفسيرُ النَّاسِ يدورُ على ثلاثةِ أصولٍ :
تفسيرٌ على اللَّفظِ ، وهو الَّذي ينحو إليه المتأخِّرونَ .
وتفسيرٌ على المعنى ، وهو الَّذي يذكرُهُ السَّلفُ .
وتفسيرٌ على الإشارةِ والقياسِ ، وهو الَّذي ينحو إليه كثيرٌ من الصُّوفيَّةِ وغيرِهم).[2](1/2677)
والتفسير على القياس موجودٌ في تفسيرِ السلفِ ؛ لكنَّه أقلُّ من القسمين الآخَرين . ومن أمثلتِه ، ما ورد في قوله تعالى :(فَلَمَّا زَاغُوا أزَاغَ الله) الصف : 5 ، أنها نزلتْ في الخوارجِ.[3]
فالمفسِّر انتزع هذا المقطع من الآيةِ ، ونزَّله على الخوارجِ الذين لم يكونوا عند نزولِ هذه الآياتِ ، وإنما جاءوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي ، وإذا نظرتَ إلى سياقِ الآيةِ ، وجدتَ أنه في الحديثِ عن بني إسرائيل ، وأنهم هم الموصوفون بهذا الوصف ، قال الله تعالى :(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) الصف : 5
والمفسِّرُ هنا إنما أراد أنْ يُنبِّه إلى دخولِ الخوارجِ في حكمِ هذه المقطع من الآيةِ ، وأنهم مثالٌ لقومٍ مالوا عن الحقِّ ، فأمالَ اللهُ قلوبهم جزاءً وفاقاً لميلِهم ، وتنْزيل ذلك المقطع من الآية على الخوارجِ إنما هو على سبيلِ القياسِ بأمرِ بني إسرائيلَ ، وليس مراده أنهم هم سبب نزولها ، فهذا لا يقول به عاقل .
وعلى هذا يُقاسُ ما وردَ عن السلفِ في حكايةِ نزولِ بعض الآياتِ في أهلِ البدعِ ، وأنهم أرادوا التنبيه على دخولهم في حكم الآيةِ ، لا أنهم هم المعنيون بها دون غيرهم ، خاصةً إذا كانَ المذكورون غيرُ موجودينَ في وقتِ التنْزيل ؛ كأهلِ البدعِ الذينَ نُزِّلتْ عليهم بعضُ الآياتِ ، واللهُ أعلمُ .(1/2678)
قال الشاطبي :( …كما قاله القاضي إسماعيل ـ في قوله تعالى :(إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ) الأنعام : 159 بعد ما حكى أنها نزلت في الخوارج ـ : وكأنَّ القائل بالتخصيص ، والله أعلم ،لم يقل به بالقصد الأول ، بل أتى بمثالٍ مما تتضمنه الآية ؛ كالمثال المذكور ، فإنه موافق لما قال ، مشتهراً ( كذا) في ذلك الزمان ، فهو أولى ما يمثل به ، ويبقى ما عداه مسكوتاً عن ذكره عند القائل به ، ولو سئل عن العموم لقال به .
وهكذا كل ما تقدم من الأقوال الخاصة ببعض أهل البدع ، إنما تحصل على التفسير ، ألا ترى أن الآية الأولى من سورة آل عمران إنما نزلت في قصة نصارى نجران ؟! ثمَّ نُزِّلت على الخوارج ، حسبما تقدم ، إلى غير ذلك مما يذكر في التفسير ، إنما يحملونه على ما يشمله الموضع بحسب الحاجة الحاضرة لا حسب ما يقتضيه اللفظ لغةً .
وهكذا ينبغي أن تفهم أقوال المفسرين المتقدمين ، وهو الأولَى لمناصبهم في العلم ، ومراتبهم في فهم الكتاب والسنة).[4]
وفي قوله تعالى :(وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الأنفال : 71 قال ابن عطيَّةَ ( ت : 542 ) :(وأما تفسير الآية بقصة عبد الله بن أبي السرح ، فينبغي أن يُحرَّرَ ، فإن جُلبتْ قصةُ عبد الله بن أبي السرح على أنها مثالٌ ، كما يمكن أن تُجْلَبَ أمثلةٌ في عصرنا من ذلك ، فحسنٌ . وإن جُلبت على أنَّ الآية نزلت في ذلك ، فخطاٌ ؛ لأنَّ ابن أبي السرحِ إنما تبيَّن أمره في يوم فتح مكة ، وهذه الآية نزلت عَقِيبَ بدرٍ).[5]
وفي قوله تعالى :(فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) الفجر : 15 ـ 20(1/2679)
قال ابن عطية ( ت : 542 ) :( ذكر الله تعالى في هذه الآية ما كانت قريش تقوله وتستدلُّ به على إكرام الله تعالى وإهانته لعبده ، وذلك أنهم كانوا يرون أن من عنده الغنى والثروة والأولاد ، فهو المُكرَم ، وبضدِّه المهانُ .
ومن حيثُ كان هذا المقطع غالباً على كثير من الكفار ، جاء التوبيخُ في هذه الآية لاسم الجنسِ ؛ إذ قد يقع بعض المؤمنين في شيء من هذا المنْزع [6]، ومن ذلك حديث الأعرابِ الذين كانوا يقصدون المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن نال منهم خيراً ، قال : هذا دين حسنٌ ، ومن نال منهم شرٌّ ، قال : هذا دين سوءٍ).[7]
وقال ابن عطية ( ت : 542 ) في قوله تعالى :(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) الأنبياء : 1 :( وقوله تعالى :(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ) عامٌّ في جميع الناسِ ، وإن كان المشارُ إليه في ذلك الوقت كفار قريشٍ ، ويدلُّ على ذلك ما بعدها من الآياتِ ، وقوله :(وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) ؛ يريد : الكفار .
قال القاضي أبو محمد [8]رحمه الله :(ويتَّجِهُ من هذه الآيةِ على العُصاةِ من المؤمنين قِسْطُهُم .
وقوله تعالى :(ما يأتيهم) وما بعدها مختصٌّ بالكفارِ).[9]
وقال في قوله تعالى :(وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يونس : 12 ).
وقوله :(مرَّ) يقتضي أن نزولها في الكفار ، ثم هي بَعْدُ تتناول كل من دخل تحت معناها من كافرٍ أو عاصٍ).[10](1/2680)
وقد ذكر الشنقيطي ( ت : 1393 ) ـ في معرضِ ردِّه على التقليدِ ـ آياتٍ في النهي عن التقليدِ ، فقال :(… وقال جل وعز :(وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ) الزخرف : 23 ـ 24 ، فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء ، فقالوا : إنا بما أرسلتم به كافرون .
وفي هؤلاء ومثلهم قال الله عزَّ وجل :(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) الأنفال : 22 ، وقال : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ) البقرة : 166 ـ 167 ، وقال عز وجل ـ عائباً لأهل الكفر وذامّاً لهم ـ :(ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون)[11] ، وقال :(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) الأحزاب : 67 ، ومثل هذا في القرآن كثير في ذمِّ تقليد الآباء والرؤساء .(1/2681)
وقد احتجَّ العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ، ولم يمنعهم كفرُ أولئك[12] من الاحتجاج بها ؛ لأنَّ التشبيه لم يقع منهم من جهة كفرِ أحدهما وإيمانِ الآخرِ، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجةٍ للمقلِّد ، كما لو قلَّد رجلٌ ، فكفرَ ، وقلَّدَ آخرٌ ، فأذنبَ ، وقلَّدَ آخرٌ في مسألةِ دنياه ، فأخطأ وجهها ، كان كلُّ واحدٍ ملوماً على التقليدِ بغيرِ حجةٍ ؛ لأنَّ كل تقليدٍ يشبه بعضه بعضًا ، وإن اختلفت الآثامُ).[13]
ومن هذه النقولِ يتحصَّلُ ما يأتي :
1 ـ أنَّ مثلَ هذه التفاسيرِ أو الاستشهادات إنما جاءتْ على سبيلِ القياسِ .
2 ـ أنَّ هذا الأسلوبَ معروفٌ في السنة وآثار السلف ومن جاء بعدهم من العلماءِ ، ولذا حكموا بإبطالِ التقليدِ اعتمادًا على الآياتِ النازلةِ في الكفارِ .
3 ـ أنَّ القياسَ إنما هو بالاتصافِ بشيءٍ من أوصافِ الكفارِ التي قد تقع من عموم الناسِ . أما الأوصاف التي تختصُّ بوصف الكفرِ الأكبر ؛ كنواقض الإسلام العشرة التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، فهذه لو عمل بشيء منها فإنه يخرج عن مسمى الإيمان إلى الكفر ، ولا يدخل في ما سيق البحث من أجله .
وليس يلزمُ من تنْزيلِ الحكمِ بشيءٍ من أوصافِ الكفارِ على أحدِ العصاةِ ، أنه مُتَّصفٌ بكاملِ أوصاف الكفارِ ، وإلاَّ لكان الكلامُ عن كفارٍ ، لا عن مؤمنينَ ، وهذا ما وضَّحه الشنقيطيُّ ( ت : 1393 ) في المثال الذي ذكره في حكمِ التقليدِ .
* ضوابط وتنبيهات في مسألة الاستشهاد وما جرى مجراها :
أولاً : يحسُنُ ذكرُ مدلولِ الآيةِ المطابقِ ، وهو أنها نازلةٌ في الكفارِ ، وأنه يُستفادُ منها أنَّ من اتصف بهذه الصفةِ من المسلمينَ ، فأنه يُلحقُ بحكم الكفارِ ، ولكنْ كلٌّ بِحَسَبِه ، فهذا كافرٌ كفراً محضاً ، وهذا مسلمٌ عاصٍ وافق الكفارَ في هذه الصفةِ ، واللهُ أعلمُ .(1/2682)
ثانيًا : إنَّ من سلكَ هذا الطريقَ ، فإنه لا يصحُّ أنْ يقصِرَ الآيةَ على ما فسَّرَ به قياساً ، ولو فعلَ لكانَ فِعْلُه تحكُّماً بلا دليلٍ ، كما هو حالُ أهل البدعِ ، والتَّحَكُّمُ لا يَعجزُ عنه أحدٌ .
ثالثًا : يلزمُ أن يكونَ بين معنى الآيةِ الظاهرِ وبين ما ذكرَه من الاستشهاد أو التفسيرِ قياساً ارتباطٌ ظاهرٌ ، وإلاَّ كانَ الاستشهاد بالآية أو حملُها على التفسيرِ القياسيِّ خطأً .
وليعلم أنَّ الاستشهاد أشبهَ حكاية الأمثال التي يتمثَّلُ بها الناس في محاوراتهم ، مع ملاحظة الفارقِ بين الأمرين كما سيأتي ، فكم من الناس يتمثَّل بقول الشاعر :
تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد
وخراش في هذا البيت كلب صيدٍ ، وقد يحسبه السامعون اسم رجلٍ ، والاستشهاد به على أنه كلب ليس يعني أبدًا أنَّ المستشهد عليه يكون كلبًا ، فالمثل يُحكى كما قيل ، ويستفاد منه في الأحوال المشابهة لأصل المثل ، ولا يعني هذا التماثل في كل شيء .
غير أنَّ الاستشهاد بالآية القرآنية يلزم منه معرفة الأصل الذي تدلُّ عليه الآيةُ ، وإلاَّ لما أمكن إدراك وجه الشبه بين المستشهَد به والمستشهَدِ عليه .
كما يلزم إثبات ذلك الأصل والقولَ به ، ثمَّ الاستدلال به بعد ذلك ، وهذا لا يلزم في المثلِ ، فكم من مثل تنَزِّله على واقعة معيَّنة ، وأنت لا تعرف أصل حكاية هذا المثلَ ، ولا يضير هذا شيئًا إن كنت تعرف مكان ضربه ، وهذا ما لا يتأتَّى مع آيات القرآن .
ومما يُنبَّه عليه هنا أنه لا يجوز الاستشهاد بالقرآن في مواطن الهزل ، فهذا حرام لا يجوز القول به ، ومثله الاقتباس الذي يعمله بعض الشعراء في شعرهم ، فيدخلون مقطعًا من آيةٍ في مواطن هزلية أو غير لائقة بالقرآن ، فيجب الحذر من ذلك ؛ لنه من المحرمات ، فالقرآن جِدٌّ كلُّه ليس فيه هزل ، كما قال تعالى :(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) الطارق : 14(1/2683)
وأخيرًا ، يجبُ أن يُعلمَ أنَّ هذا الاستشهاد أو حمل الآية على التفسير بالقياس أنه من التفسيرِ بالرأي ، ولذا يلزمُ الحذرُ منه ، والتأكُّدُ من صحةِ حملِ الآيةِ عليه.
ـــــــــ
* الحواشي:
(1) انظر الدر المنثور (7:445-446) وقد أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي ، كما أورد السيوطي عدة آثار عن عمر بن رضي الله عنه في نفس المعنى (7:446-447).
(2) التبيان في أقسام القرآن ، تحقيق طه شاهين ص 51
(3) ورد ذلك عن أبي أمامة ، انظر تفسير الطبري . ط. الحلبي (28:86-87)
(4) الاعتصام للشاطبي ، تحقيق محمد رشيد رضا (1:103)
(5) المحرر الوجيز ، ط.قطر (6:386-387)
(6) نقل الطاهر بن عاشور هذه الجملة عن ابن عطية ، ولم يعترض عليها ، انظر : التحرير والتنوير (30:326-327)
(7) المحرر الوجيز ، ط. قطر (10:122)
(8) هو ابن عطية.
(9) المُحرر الوجيز ، ط.قطر (10:122)
(10) المحرر الوجيز ، ط.قطر عند تفسير الآية.
(11) كذا وردت عند الشيخ ، وفي هذا وهم لأنه جمع بين آيتين من سورتين مختلفتين فيهما القصة نفسها ، والآيات التي تصلح لغرضه ما في سورة الشعراء من قوله تعالى :(واتل علهم نبأ إبراهيم..) إلى قوله :(قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون). الشعراء:69-74
(12) يقصد فكر المقلدين من الكفار الذين نزلت الآيات حاكية أمرهم في تقليد الآباء والرؤساء.
(13) أضواء البيان (7:490-491)
---
عبدالله بن بلقاسم
05-01-2003, 01:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:(1/2684)
فشكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار مقاله النافع ، وتأصيله الماتع، وجعل ما خطه في موازين حسناته، ورفعة في درجاته، ثم محبة في الأنس بمشاركة أهل العلم، والانتظام في سلك مجالسهم، رقمت هذه السطور، ليطلع عليها فضيلته فيقوم عوجها، ويتم مخدجها، معتذرا عن ما قد يوهم الرد من عدم مراعاة الأدب ، فلست ممن يخطئ الشيخ أو يستدرك عليه :
وابن اللبون إذا ما لز في قَرَنٍ * لم يستطع صولة البزل القناعيسِ
لكنني أحببت الإشارة إلى رأي خاص في تنزيل الأمثلة المذكورة على القسم الأخير من الأقسام التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى في أقسام القرآن، فظهر لي أن دخولها في المعنى الثاني هو الأقرب إلى مراد الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، ويتضح ذلك مما يلي:
1- أن التفسير بالقياس قد نص ابن القيم في تقسيمه أنه كثير عند الصوفية بينما الأمثلة التي ذكرها هي الغالب في تفسير السلف ، وهو معلوم بالاستقراء من كلامهم
2- أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر الأمثلة التي تنزل على القياس مما يوضح مراده بذلك، قال رحمه الله تعالى:(وقال قتادة الموريات هي الخيل توري نار العداوة بين المقتتلين وهذا ليس بشيء وهو بعيد من معنى الآية وسياقها وأضعف منه قول عكرمة هي الألسنة توري نار العداوة بعظيم ما نتكلم به وأضعف منه ما ذكر عنه مجاهد هي أفكار الرجال توري نار المكر والخديعة في الحرب وهذه الأقوال إن أريد أن اللفظ دل عليها وأنها هي المراد فغلط وإن أريد أنها أخذت من طريق الاشارة والقياس فأمرها قريب وتفسير الناس يدور على ثلاثة ......... ) ثم ذكر الكلام الذي نقله فضيلة الدكتور.
قلت:(1/2685)
ويتضح من ذلك أن الأقوال التي مثل بها للتفسير بالقياس بعيدة من جهة اللفظ والمعنى فلا تدخل في العموم ، فأنت تلاحظ أن المعنى المستنبط بين الخيل التي توري النار بقوائمها وبين أفكار الرجال وجدته بعيدا كما أشار ابن القيم رحمه الله، فلا يدخل في اللفظ لا مطابقة ولااقتضاء ولا يشمله عموم.
ثم قال أورد رحمه الله شروط التفسير بالقياس ويظهر منها عدم دخول الامثلة فيه:
حيث قال في الشروط :
1- أن لا يناقض معنى الآية
2- وأن يكون معنى صحيحا في نفسه
3- وأن يكون في اللفظ إشعار به
4- وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا.
قلت : فأقوى ما هناك إشعار أو ارتباط أو تلازم أما دخول في اللفظ فلا ، هذه غاية التفسير بالقياس.
3- أن دخول بعض أفراد العام في اللفظ العام ليس قياسا كما هو معلوم
4- أن الاستدلال بالآية في مواضع الاحتجاج على أنها من القياس أضعف عند الترجيح ومعارضة الادلة من الاستدلال بدخولها في العام وهذا يمكن أن يكون ثمرة الخلاف المهمة في هذا المبحث، بل يجعل من السهل رد الاستدلال بقوادح القياس الكثيرة تارة، وبعدم اكتمال أركانه تارة أخرى، فما أسهل أن يرد الخارجي عن دخول الخوارج في قوله تعالى: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، بأنه قياس مع الفارق وهو إيراد لا يمكن دفعه
5- قد يقول قائل لا مشاحة في الاصطلاح فالقياس هنا ليس قياس الفقهاء المعروف، نقول بل هو هنا أضعف من القياس عند الفقهاء فالعلة الجامعة عند الفقهاء لا بد أن تكون ظاهرة واضحة وليس خفية بل بعيدة أحيانا كما هو في الإشارة والقياس(1/2686)
6- أنقل كلاما نفيسا- اقرأه عافاك الله لزاما- ( وهو معلوم مشهور لكني أكفي الأخوة مؤونة مراجعته ) قال شيخ الأسلام في مقدمة التفسير : وهو يتكلم عن خلاف السلف التفسير وانقسامه إلى صنفين: قال [مجموع الفتاوى ج: 13 ص: 337] :(الصنف الثانى أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود فى عمومه وخصوصه مثل سائل أعجمى سأل عن مسمى لفظ الخبز فأرى رغيفا وقيل له هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده مثال ذلك ما نقل فى قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات فالمقتصدون هم أصحاب اليمين والسابقون السابقون أولئك المقربون ثم إن كلا منهم يذكر هذا فى نوع من أنواع الطاعات كقول القائل السابق الذي يصلى فى أول الوقت والمقتصد الذي يصلى في أثنائه والظالم لنفسه الذى يؤخر العصر إلى الاصفرار ويقول الآخر السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم يأكل الربا والعادل بالبيع والناس في الأموال إما محسن وإما عادل وإما ظالم فالسابق المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات والظالم آكل الربا أو مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدى الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا وأمثال هذه الأقاويل فكل قول فيه ذكر نوع داخل فى الآية ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطلق والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا أشير له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبز وقد يجىء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية نزلت فى كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كأسباب(1/2687)
النزول المذكورة فى التفسير كقولهم ان آية الظهار نزلت فى امرأة أوس بن الصامت وان آية اللعان نزلت فى عويمر العجلانى أو هلال بن أمية وأن آية الكلالة نزلت فى جابر بن عبدالله وأن قوله وان أحكم بينهم بما أنزل الله نزلت في بنى قريظة والنضير وان قوله ومن يولهم يومئذ دبره نزلت فى بدر وان قوله شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت نزلت فى قضية تميم الداري وعدى بن بداء وقول أبى ايوب أن قوله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة نزلت فينا معشر الأنصار الحديث ونظائر هذا كثير مما يذكرون أنه نزل فى قوم من المشركين بمكة أو في قوم من أهل الكتاب اليهود والنصارى أو فى قوم من المؤمنين. فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية مختص بأولئك الاعيان دون غيرهم فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق والناس وان تنازعوا فى اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه أم لا فلم يقل أحد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين وانما غاية ما يقال أنها تختص بنوع ذلك الشخص فيعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التى لها سبب معين ان كانت أمرا ونهيا فهى متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته وان كانت خبرا بمدح أو ذم فهى متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان بمنزلته أيضا).
قال الشيخ مساعد وفقه الله: ( والمفسِّرُ هنا إنما أراد أنْ يُنبِّه إلى دخولِ الخوارجِ في حكمِ هذه المقطع من الآيةِ ، وأنهم مثالٌ لقومٍ مالوا عن الحقِّ ، فأمالَ اللهُ قلوبهم جزاءً وفاقاً لميلِهم ،
قلت: هذا كلام متين ، يبين المراد، فدخولهم تحت المقطع من باب الدخول تحت حكم العام
وأنفس ما فيه قوله: دخولهم تحت المقطع ، فلم يقل دخولهم في النوع الذي نزلت فيه أو في مجمل الآية ، وتأمل قوله في المقطع فهو ملحظ نفيس .(1/2688)
ثم قال (وفقه الله): ( وتنْزيل ذلك المقطع من الآية على الخوارجِ إنما هو على سبيلِ القياسِ بأمرِ بني إسرائيلَ ، وليس مراده أنهم هم سبب نزولها).
قلت: هنا محل الإشكال ، فنفي أن يكونوا الخوارج سبب نزول الآية، لا يلزم منه أن تنزيل الآية عليهم على سبيل القياس ، وعند التأمل يظهر ذلك جليا،
فلا يلزم من عدم نزول الآية فيهم أن لا يدخلوا في حكمها إلا من طريق القياس ،وهذا لا يقول به فضيلة الشيخ كما أعلم ، فهم يدخلون في العموم كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما نقلت قريبا.
ولذا قرر الشيخ الدكتور مساعد ( رفع الله درجته) بنفسه بقوله :(وعلى هذا يُقاسُ ما وردَ عن السلفِ في حكايةِ نزولِ بعض الآياتِ في أهلِ البدعِ ، وأنهم أرادوا التنبيه على دخولهم في حكم الآيةِ ، لا أنهم هم المعنيون بها دون غيرهم ، خاصةً إذا كانَ المذكورون غيرُ موجودينَ في وقتِ التنْزيل ؛ كأهلِ البدعِ الذينَ نُزِّلتْ عليهم بعضُ الآياتِ ، واللهُ أعلمُ .
قال الشاطبي : » …كما قاله إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً { القاضي إسماعيل ـ في قوله : ] الأنعام : 159 [ بعد ما حكى أنها نزلت في الخوارج ـ : } لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ وكأنَّ القائل بالتخصيص ، والله أعلم ،لم يقل به بالقصد الأول ، بل أتى بمثالٍ مما تتضمنه الآية ؛ كالمثال المذكور ، فإنه موافق لما قال ، مشتهراً ] كذا [ في ذلك الزمان ، فهو أولى ما يمثل به ، ويبقى ما عداه مسكوتاً عن ذكره عند القائل به ، ولو سئل عن العموم لقال به .اهـ
ولذا فإني آمل من فضيلة الشيخ الدكتور سدده الله أن يفيدنا وقراء الملتقى بمسائل:
1- تحرير معنى التفسير بالإشارة والقياس تحرير تدقيقا ننتفع به مع التمثيل له.
2- تفصيل الكلام عن معنى كلام ابن القيم الذي نقله في أقسام التفسير.(1/2689)
وأسجل في الختام اعترافا بأني بأني من الركبان ، وليس لي علم بصيارفة البلد وأسعار السوق ، وقد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الركبان ، فمن تلقاهم فهم بالخيار عند نزولهم الأسواق ، وعفا الله عمن عفا، ووجد الخرق متسعا فرقع ورفا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله المستكملين الشرفا.
كتبه عبدالله بن بلقاسم عفا الله عنه
---
أبو محمد القرناس
05-07-2003, 09:27 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وبعد؛ فكم والله سعدت بهذا الموقع المبارك ؛فأسرعت الدخول مذ رأيت إعلانه في الردادي . ولكن لضيق الوقت لم أستطع المعاودة - مع شدة إعجابي بالمنتدى وقناعتي بكفاءة القائمين عليه سدد الله خطاهم - فلما كان بالأمس القريب إذا بتزكية قوية لهذا المحفل تصلني من شيخ لي كريم مصحوبة بحث على المشاركة في الملتقى ،فازداد الإعجاب به ولزمت المبادرة إليه . وأنا الآن أتقدم بالشكر الجزيل والدعاء الخالص لشيخي مساعد فليست بأول بركاتك -عليِّ- أبا عبدالملك.
وكم شدني الطرح المحرر والعرض المدرر في هذا الموضوع من شيخنا وممن أثروا الموضوع وأخص الأخ الكريم :عبدالله بن بلقاسم.
ولي وقفة سريعة حول الضابط الأول الذي ذكره شيخنا-رعاه الله -حيث قال :
(أولاً : يحسُنُ ذكرُ مدلولِ الآيةِ المطابقِ ، وهو أنها نازلةٌ في الكفارِ ، وأنه يُستفادُ منها أنَّ من اتصف بهذه الصفةِ من المسلمينَ ، فأنه يُلحقُ بحكم الكفارِ ، ولكنْ كلٌّ بِحَسَبِه ، فهذا كافرٌ كفراً محضاً ، وهذا مسلمٌ عاصٍ وافق الكفارَ في هذه الصفةِ ، واللهُ أعلمُ .)
فأقول ألا ترى أبا عبد الملك أن الشواهد التي أثريت بها المسألة (قصة المصطفى صلى الله عليه وسلم مع علي وفاطمة رضي الله عنهما-وقصة عمر مع جابر رضي الله عنهما)لم تحو هذا الضابط فلم نشترطه أو نحسنه ؟ إلا إن كان ذلك في مقام تعليم فلا بأس .
آمل أن تبدو لي وجة نظركم والله يرعاكم.
---
مساعد الطيار(1/2690)
05-08-2003, 11:57 AM
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة وبركاته
لقد اطلعت على مشاركاتكم وتعقيباتكم على هذا المقال ، وأعدكم ـ إن يسَّر الله ـ أن أرد على الملاحظات التي لاحظها بعض الكرام : عبد الله بالقاسم وأبا محمد قرناس ، حفظ الله الجميع .
وكم أسعدتني هذه الملاحظات التي تنِمُّ عن فهم لما طُرح ، وتصحيح لما يقع من خطأ أو قصور في العبارة ، وزيادةٍ له في ذكر ما قد غُفِلَ عنه .
أتمنى أن يبقى التواصل العلمي على هذا النحو الرائع ، ووفق الله الجميع
محبكم : أبو عبد الملك .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-02-2003, 07:07 AM
بسم الله
تساؤل يتعلق بالمثال الأول في شأن علي رضي الله عنه ؛ وهو : أليس الأولى والأظهر أن المراد بالإنسان في قوله تعالى : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ) عموم الإنسان ، فيدخل فيه المؤمن والكافر ؟! وهل دلالة السياق التي ذكرتها - وفقك الله - كافية لتخصيص هذا العموم ؛ إذ المتقرر عند المفسرين أنه لا يجوز قصر العام على بعض أفراده إلا بحجة يجب التسليم لها .
والذي يظهر لي - والله أعلم - أن دلالة السياق هنا لا تقوى لتخصيص العموم ؛ فلقائل أن يقول : إن قوله تعالى :(ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ) مستأنف ، وظاهر الآية يدل على أن المراد عموم الناس .
هذه وجهة نظر قابلة للمناقشة ، وإذا كانت مقبولة فالمثال خارج عن المراد تقريره في موضوع الاستشهاد بالآيات في غير نزلت فيه .
---
فهد الوهبي
06-05-2003, 03:08 AM
نشكر فضيلة الدكتور مساعد الطيار رعاه الله على هذا الموضوع القيم ، وأحب أن أضيف ما يلي :
1- تحرير المسألة :
ومن باب زيادة الإيضاح: فهل المراد من التنزيل : أن يأتي المفسر لآية نزلت في ذم الكفار أو أفعال لهم ثم يُطلق حكمها على المسلمين . إن كانت هذه المسألة :
ألا يمكن أن يقال:
أن ما نزل في الكفار على أقسام :(1/2691)
أ ـ منه ما نزل في فعل لا يشاركهم فيه غيرهم كقوله تعالى : ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الأنفال : 71 . فهذا المعنى لا يجوز إطلاقه على المسلمين إذ لا يمكن أن يتصور من مسلم إرادة خيانة الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
ب ـ ومنه ما نزل فيهم لصفات قد يشترك فيها معهم غيرهم من المسلمين كقوله تعالى : ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ) ومما يدل على اشتراك الجميع ( أل ) المفيدة للعموم في قوله الإنسلن . فهنا يمكن إطلاق هذا اللفظ على غير الكفار لعدم اختصاصهم به.
2- صلة هذا الموضوع بباب العموم والقياس :
ويبدو لي والله أعلم أن هذا الموضوع مسيس بباب العموم والقياس .
والأصل في العام شموله لجميع أفراده إلا لمخصص .
وأما القياس فإذا اتفقت العلة فالقياس صحيح .
ولذا فإذا وجد لفظ عام يدخل تحته أفراد كثيرة فلا يمكن تخصيصه ببعضهم إلا لمخصص صحيح .
وإذا عرفت علة الذم للكفار فإن تحققت في غيرهم جاز أن يتناول الذمُ من تحققت فيه العلة إذ الشارع لا يفرق بين المتماثلات ولا يجمع بين المفترقات .
3- التفريق بين الكلام في سبب النزل وفي عموم المعنى :
ومعنى ذلك أن سبب الآية لا يمكن لأحد أن يدعي أنه متأخر عنها .
لكن الكلام هنا حسب ما فهمته من فضيلة شيخنا الدكتور مساعد رعاه الله هو في عموم المعنى هل يشمل غير من نزلت فيهم الآية .
والله أعلم .
---
أبومجاهدالعبيدي
06-20-2003, 02:45 PM
بسم الله
يرفع للتذكير وإعادة النظر . وأضيف سؤالاً هنا له تعلق بهذا الموضوع ، وهو :
ما مدى صحة ما ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره وهو يفصل الحكم في التفسير بالرأي المنهي عنه بقوله :(1/2692)
وتارة يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلاً من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به ، كمن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي فيقول : قال الله تعالى : ( اذهب إلى فرعون إنه طغى ) ويشير إلى قلبه ، ويومئ إلى أنه المراد بفرعون ، وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسيناً للكلام وترغيباً للمستمع وهو ممنوع لأنه قياس في اللغة ، وذلك غير جائز ) .
انتهى من تفسير القرطبي 1/33 ]
---
أبومجاهدالعبيدي
07-23-2004, 10:26 PM
وجدت في فتاوي ابن الصلاح المطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنبرية مسألة عن تفاسير الصوفية لها صلة بموضوع القياس في التفسير ، وهو أن تفسر الآية بتفسير بعيد قياساً على تفسيرها المعروف .
سئل ابن الصلاح عن قول بعض المتصوفة في تفسير قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ } (التوبة: من الآية123) : قالوا : هي النفس . وكان يقول أحدهم : أُمرنا بقتال من يلينا لأنهم أقرب إلينا ، وأقرب شر إلى الإنسان نفسه .
فكان مضمون ما أجاب به بعد تهذيبه واختصاره : ( أقول : الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئاً من أمثال ذلك فإنه لا يذكره كتفسير وشرح للكلمة المذكورة في الآية من القرآن الكريم ، وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن ؛ فإن النظير يذكر بالنظير . فمعنى قوله الذي ذكره السائل : أمرنا بقتال النفس مع من يلينا من الكفار .
ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك لما فيه من الإيهام والالتباس . والله أعلم .)
---
المقرئ
07-24-2004, 01:32 AM
ذكر القرطبي عند تفسيره لقول الله تعالى " أجعلتم سقاية الحاج زعمارة المسجد الحرام .." الآية
فإن قيل : فعلى هذا يجوز الاستدلال على المسلمين بما أنزل في الكافرين ومعلوم أن أحكامهم مختلفة ؟(1/2693)
قيل له : لا يستبعد أن ينتزع مما أنزل الله في المشركين أحكام تليق بالمسلمين ...[ثم استشهد بقول عمر ثم قال " وهذه الآية نص في الكفار ومع ذلك ففهم منها عمر الزجر عما يناسب أحوالهم بعض المناسبة ولم ينكر عليه أحد من الصحابة فيمكن أن تكون هذه الآية من هذا النوع وهذا نفيس وبه يزول الإشكال ويرتفع الإبهام .إ.هـ
قلت : وقد روى البخاري في أفراده قصة الأسود لما كان في حلقة ابن مسعود ومر عليهم حذيفة رضي الله عنه فوقف عليهم وسلم ثم قال لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم قال الأسود : سبحان الله إن الله يقول " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار " فتبسم ابن مسعود وجلس حذيفة في ناحية المسجد ...إلى آخر الحديث
وذكر البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به ووصله ابن أبي حاتم قالت عائشة رضي الله عنها إذا أعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ولا يستخفنك أحد .
ولا شك أن الآية في سياق المنافقين ولهذا شيخنا ابن عثيمين منع من الاستشاد فيما اعتاد الناس عليه وهذا هو حجته رحمه الله
ولكن قد يقول قائل إن القاعدة التي تلقيت بالقبول " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب شاهدة بجواز استخدامها حتى على المسلمين فيما يصح الاستشاد بها والله أعلم
---
ابن وهب
07-30-2004, 11:24 PM
جزاكم الله خيرا
ومما قد يقال أنه يدخل في هذا الباب (أعني (الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتَنْزِيلِ آياتِ الكُفَّارِ عَلَى المُؤْمِنِينَ)
ماجاء في مواهب الجليل(1/2694)
(وفي المسائل الملقوطة قال مالك: لا تزوج إلى القدرية يعني أنه يفسخ النكاح الواقع بين أهل السنة وبينهم. هذا على القول بتكفيرهم، وأما على القول بأنهم فساق فهم كالفاسق بجوارحه وأشد لانه يجرها إلى اعتقاده ومذهبه ولا يتزوج منهم ولا يزوجون من نساء أهل السنة. وقول مالك في القدرية جار فيمن يساويهم في البدعة، وفي بعض الروايات أن مالكا تلا قوله تعالى * (ولعبد مؤمن خير من مشرك) * وهذا يدل على أنه أراد تكفيرهم. اه من تسهيل الامهات. انتهى
وفي الشفا:(و اختلفت الروايات عن مالك ، فاطلق في رواية الشاميين : أبي مسهر ، و مروان بن محمد الطاطري الكفر عليهم ، و قد شوور في زواج القدري ، فقال : لا تزوجه ، قال الله تعالى : ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم [ سورة البقرة / 2 ، الآية : 221 ] . ) انتهى
فقوله (يدل على أنه أراد تكفيرهم) وقوله(الكفر عليهم) قد ينازع فيه بأنه لم يرد ذلك وإنما اراد الاستشهاد.
بيان ذلك في الشفا :(قال إسماعيل القاضي : و إنما قال مالك في القدرية و سائر أهل البدع : يستتابون ، فإن تابوا و إلا قتلوا ، لأنه من الفساد في الأرض ، كما قال في المحارب : إن رأى الإمام قتله ، و إن لم يقتل ، قتله ، و فساد المحارب إنما هو في الأموال و مصالح الدنيا ، و إن كان قد يدخل أيضاً في أمر الدين من سبيل الحج و الجهاد ، و فساد أهل البدع معظمه على الدين ، و قد يدخل في أمر الدنيا بما يلقون بين المسلمين من العداوة.
)
وفي الشفا :(و هذا قول محمد بن المواز في الخوارج و عبد الملك بن الماجشون ، و قول سحنون في جميع أهل الأهواء ، و به فسر قول مالك في الموطأ ، و ما رواه عن عمر بن عبد العزيز و جده و عمه ، من قولهم في القدرية يستتابون ، فإن تابوا و إلا قتلوا .(1/2695)
و قال عيسى عن ابن القاسم ـ في أهل الهواء من الإباضية و القدرية و شبههم ممن خالف الجماعة من أهل البدع و التحريف ، لتأويل كتاب الله : يستتابون أظهروا ذلك أو أسروه . فإن تابوا إلا قتلوا ، و ميراثهم لورثتهم .
و قال مثله أيضاً ابن القاسم في كتاب محمد في أهل القدر و غيرهم ، قال : و استتابتهم أن يقال لهم : اتركوا ما أنتم عليه .
و مثله له في المبسوط في الإباضية و القدرية و سائر أهل البدع ، قال : و هم مسلمون ، و إنما قتلوا لرأيهم السوء ، و بهذا عمل عمر بن عبد العزيز . )انتهى
والله أعلم
---
عدنان البحيصي
05-01-2006, 10:17 AM
أستاذي الكريم د.مساعد الطيار
بارك الله فيك على هذا الجهد القيم والبحث الطيب
أستفدت منه جداً
جازاك الله خيرا
---
ابو حنين
05-01-2006, 04:13 PM
طيب ....ألا يمكن القول :إن ذلك ليس للإستشهاد و إنما للتحذير في الوقوع فيما وقع فيه الكفار و وجوب البعد عن ذلك فاليهود ( يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي الؤمنين )
=============
و قد قال تعالى (( يا ايها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذو موسى فبرأه الله مما قالوا ))
و الخطاب موجه لأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و هم لم يؤذوه ...حاشاهم ..
=============
و الخطيب قد يأتي بالآية ليس للإستشهاد ... و إنما للتحذير من مشابهتم في فعلهم ....
وفقك الله ..... هل كلامي هذا صحيح ؟؟؟؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-23-2006, 06:40 AM
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة وبركاته
لقد اطلعت على مشاركاتكم وتعقيباتكم على هذا المقال ، وأعدكم ـ إن يسَّر الله ـ أن أرد على الملاحظات التي لاحظها بعض الكرام : عبد الله بالقاسم وأبا محمد قرناس ، حفظ الله الجميع .
وكم أسعدتني هذه الملاحظات التي تنِمُّ عن فهم لما طُرح ، وتصحيح لما يقع من خطأ أو قصور في العبارة ، وزيادةٍ له في ذكر ما قد غُفِلَ عنه .(1/2696)
أتمنى أن يبقى التواصل العلمي على هذا النحو الرائع ، ووفق الله الجميع
محبكم : أبو عبد الملك .
لعل شيخنا الكريم أن يقوم بما وعدنا به ، ويرد على بعض السؤالات المطروحة تعقيباً على هذا الموضوع المهم.
ولعل الله أن ييسر له ذلك.
---
** متفكرة فى خلق الله **
08-01-2006, 08:12 PM
بسم الله .. والحمد لله ... والصلاة والسلام على رسول الله ...
يُرفَع للتذكِرة ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
---
** متفكرة فى خلق الله **
10-03-2006, 12:58 PM
]بسم الله .. والحمد لله ... والصلاة والسلام على رسول الله ...
يُرفَع للتذكِرة ..
وأرجو من أساتذتنا الأفاضل أن يزيدونا فى هذا الأمر .. خاصّة وما انتشر بشدة من الاستشهاد بالآيات فى غيرِ موضِعِها
إطلاقًا ..
إلى أن وصل الأمر بأن وضع أحدهم على مكتبتِه قوله تعالى " فيها كُتُبٌ قيّمة " !!
وسبحان الله كم ضل كثير وأضلوا بسبب عدم الفهم الصحيح والاستشهاد الصحيح بالآيات ..
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا .. اللهم آمين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
---
(1/2697)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير
---
ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير
---
عبدالرحمن السديس
04-24-2003, 01:22 PM
هل أحسن طبعة لتفسير ابن كثير هي التي حققها الشيخ سامي السلامة؟
وهل يقال إن الطبعة التي حققها الشيخ مقبل الوادعي وأكملها تلاميذه (إلى الأنفال) أفضل من حيث التخريج والحكم على الأسانيد؟
ما هو أفضل مختصر لتفسير الن كثير؟
---
السلامي
04-24-2003, 05:34 PM
أفضلها في نظري طبعة الشيخ الحويني إلا أنها لم تكمل والله أعلم..............
---
عبدالرحمن بن محمد الهرفي
04-25-2003, 01:57 AM
الأخ الفاضل وفقه الله
لعل أفضل طبعة من حيث تحقيق النص هي الطبعة الثانية للشيخ سامي حتى الآن فيما أعلم
أما من ناحية التخريج فتخريج الشيخ أبي إسحاق مطول جداً ، ويصلح للمكتبات العامة فقط ، فقد يصل إلى خمسين مجلداً كما سمعت . حيث إنه أخرج المقدمة والفاتحة في مجلد .
وقد ذكر لنا الشيخ عبدالكريم الخضير أنه أشرف على تلخيصٍ جديدٍ لابن كثير هو الأفضل من ناحية التحقيق ، وعمل المحقق هو : حذف الاسرائليات والأسانيد فقط .
والله يرعاك
---
عبدالرحمن السديس
04-25-2003, 10:56 AM
الشيخ أحمد شاكر في مختصره حذف الأسانيد والإسرائيليات
---
أبومجاهدالعبيدي
04-26-2003, 09:23 AM
بسم الله
أما أحسن طبعات تفسير ابن كثير فيمكن النظر إليها من عدة جوانب :
أولاً : من حيث ضبط النص ، وقلة السقط فطبعة دار ابن حزم بتحقيق الدكتور البنا في ثمان مجلدات ، ثم طبعة دار طيبة بتحقيق سامي السلامة ، والأولى هو الجمع بين النسخ ، فقد تجد في إحداها ما ليس في الأخرى .
أما من جهة التحقيق ، فلا شك أن طبعة الحويني أفضل الطبعات ؛ إلا أنه قد لا يستطيع إكمالها على نفس طريقته في المجلدين الذين صدرا .(1/2698)
وقد صدرت قبل مدة طبعة جيدة من حيث التخريج والحكم على الأحاديث والآثار حققها جماعة من المحققين في خمسة عشر مجلداً عن مكتبة أولاد الشيخ للتراث بمصر ، وقد حصلت عليها ولله الحمد، وهي من الطبعات الجيدة .
أما مختصرات تفسير ابن كثير فلا أشك أن أفضل المختصرات له هو كتاب : فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد أحمد كنعان . في ست مجلدات ، ومن اطلع عليها عرف ذلك جيداً .
---
أحمد البريدي
04-28-2003, 12:37 AM
كنت في مجلس فتذاكرنا تفسير ابن كثير فذكر أحد الإخوة أنه يحقق على نسخ خطية جديدة بإشراف الشيخ صالح بن حميد مع العلم أن كل الطبعات الموجودة كما أخبرني الأخ أنها ناقصة والله أعلم.
وعندي أن طبعة دار الأندلس في سبعة مجلدات من أحسن الطبعات ، إلا إنها غير متوفرة فيما أعلم بكثرة وهي عندي والحمدلله.
وأقصد من جهة إخراج النص ، وإلا فهي غير مخرجة الأحاديث والآثار.
---
الراغب في مدارج السالكين
04-30-2003, 11:24 AM
أولاً الشكر الجزيل للإخوة الأفاضل القائمين على هذا الموقع ، فهو بحق استغلال أمثل لأوقات متصفحي الإنترنت وخصوصا طلاب العلم ، وبالأخص المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن ، فجزى الله الجميع خير الجزاء ، هذا أولا بمناسبة اشتراكي في هذا الموقع وكتابتي للمرة الأولى فيه .
أما بالنسبة لطبعات تفسير ابن كثير رحمه الله ، فقد عرض الأحبة الأفاضل درراً جيدة في الموضوع ، ولعلي أشير بما يلي :
أولا : هناك طبعة جيدة قامت بها دار الشعب ، يظهر فيها تحقيق النص بشكل جيد إلىحد ما ، وبها بعض التخريجات وإن كانت قليلة ، لكن هذه الطبعة يعيبها أنها حققت على نسخة ناقصة .
ثانيا : هذة الطبعات الموجودة اليوم هي إما علمية جيدة لكنها لم تكتمل كطبعة الوادعي والحويني ، وإما تجارية لم تأخذ نصيبها من التحقيق والتخريج ، فهي أشبه ما تكون بعمل طباعين طماعين .(1/2699)
ثالثا : هذا الكتاب نفع الله به كثيراًَ ، وحاجة الناس إليه ماسة ورغم ذلك لم يأخذ حقه من الاهتمام في مسألة التحقيق والتخريج ، ولذلك فإنه بحاجة ماسة إلى جهد جماعي تحت إشراف علمي رصين .
رابعا : لايفوتني أن أذكر بصدور اختصار أحمد شاكر للكتاب لكامل التفسير ويقع في ثلاث مجلدات ، فيمكن الاستفادة منه ، والله الموفق.
---
المحرر
05-02-2003, 05:35 AM
قام أحد المشايخ الفضلاء بتحقيق الجزء الأول من القرآن من تفسير ابن كثير ، وقد قدمه إلى جامعة الإمام محمد بن سعود ، وقد اطلع على طبعة السلامة قبل تقديمه رسالته بوقت قصير ، فطلب منه تقييمها على عجل ، فوجد قرابة ( 120 أو 150 ) سطر سقطاً دون تتبع دقيق ...
---
عبدالرحمن السديس
05-03-2003, 10:59 PM
الأخ المحرر:
ليتك تحرر لنا اسم الشيخ صاحب الرسالة؛ ليدلنا على موضع هذا السقط الضخم، فالتفسير الذي بين يدينا ظاهره متسق جدا ولا يظهر أن فيه سقطا كهذا وهذا ظاهر لكل من قرأ الكتاب.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-15-2004, 06:16 PM
حول سؤال الأخ عبدالرحمن السديس عن الباحث الذي حقق جزءاً من تفسير ابن كثير .
هو محمد بن عبدالله الفالح . ورسالته للدكتوراه كانت بعنوان : تفسير القرآن العظيم . لإسماعيل القرشي . من أول الكتاب إلى آخر الآية (141) من سورة البقرة . تحقيقاً ودراسة .
والمشرف هو الأستاذ الدكتور محمد الشايع .
وثانياً : حول طبعات تفسير ابن كثير سئل الشيخ المحقق الخبير بالكتب وطبعاتها - وهو إمام في ذلك - فقال :
( طبعات تفسير ابن كثير كثيرة جداً ، لكن من أصحها إن لم نجزم بأنها الأصح طبعة خرجت حديثا في 15 جزء طُبعت في مصر مطبعة أولاد الشيخ وهي محققة ومخرجة.
طبعة البنا والتي أصلها طبعة الشعب ، والحق بها الإضافات التي أضافها ابن كثير ، طبعة جيدة.(1/2700)
لان طبعة الشعب ما يوجد فيها من كلام هو الأصح على الإطلاق ، لأنه اعتُمِدَ فيها على اقدم النسخ وهي النسخة الأزهرية ، فما تفرع عن طبعة الشعب كطبعة البنا يكون صحيحاً.
لان الحافظ ابن كثير ألّف الكتاب في العرضة الأولى خالية من النقول لم ينقل فيها عن الرازي ولا عن الزمخشري ولا عن القرطبي ولا عن البيضاوي ، فالنقل عن هؤلاء غير موجود في طبعة الشعب ، لأنها العرضة الأولى.
ولذا فالبعض يتهم طبعة الشعب بأن فيها خروم وإسقاط !!
وبعد ذلك أضاف الحافظ هذه النقول و أفاد منها ، ووجدت في النسخ المتأخرة.
بالنسبة للطبعة التي حققها/سامي السلامة وطبعتها دار طيبة ، من الطبعات الجيدة ولا أقول احسن الطبعات ، إنما هي طبعة جيدة لا سيما الإصدار الثاني فهي افضل من الأولى بكثير، لأنه استدرك فيها كثير من الأخطاء.
طبعة الشيخ مقبل الوادعي وهو الشيخ المعروف بتجرده وتحقيقه، لا تناسب مستواه وليس فيها شيء يذكر.) انتهى
منه هنا : فوائد من شرح الشيخ عبدالكريم الخضير رسالة اصول التفسير للسوطي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2109)
---
محمد العبدالهادي
07-16-2004, 05:35 PM
أعرف أحد الأخوان نصحته أن يقرأ تفسير ابن كثير من طبعة السلامة الثانية فإن أشكل عليه شئ قارن بطبعة البنا (ابن حزم)، فوجد في المجلد الأول بعض الإشكالات-وهي كثيرة- كسقوط كلمة ، ونحوها فإذا رجع لطبعة البنا زال الإشكال واتضح !!
---
المقرئ
07-24-2004, 03:14 AM
أيها المشايخ : الذي ظهر لي بعدد تتبع :
أن أفضل طبعة من حيث النص هي طبعة الشعب وقد قارنتها بأكثر من خمس طبعات فظهر لي أنها أحسن النسخ(1/2701)
وقارنت معها طبعة الشيخ المحقق والهمام المدقق أبي إسحاق الحويني وقرأت المجلدين كاملين وقارنته بطبعة الشعب وغيرها فوجدت أنها طبعة جيدة أيضا والشيخ بذل جهدا واضحا في تحرير النص ولكن قد قيدت أخطاء مطبعية وأخطاء تصحيفية وسقطا لبعض الكلمات وليس هذا بمنقصة للشيخ ولولا كثرتها لأدرجتها هنا لعل الشيخ يصلحها في طبعته القادمة
وأما من حيث تخريج الأحاديث فلا جدال في أن طبعة الشيخ الحويني ستكون أفضل الطبعات ، أما والكتاب لم يكمل فالذي يظهر لي أن طبعة المهدوي في ستة مجلدات هي أفضل الطبعات من حيث التخريج وأما من حيث النص فهي غير جيدة بل إنني أعتقد أن المحقق كان لا يهتم بنقل متن الأحاديث من المطبوع السابق بل يأتي بالحديث بمتنه من مصدره الذي نقل منه ابن كثير وهذا في غاية الخطأ وقد أومأ إلى ذلك المحقق في مقدمته والله المستعان
المقرئ
---
المحرر
07-24-2004, 04:57 AM
لقد التقيت بشيخنا الشيخ محمد الفالح - حفظه الله - بعد صلاة الجمعة الماضية 6 / 6 / 24 وسألته عن طبعة ( أولاد الشيخ ) ؟!
فقال : هي سيئة من حيث التحقيق ، فلم يعتمدوا إلا على نسخة ملفقة غير كاملة !
---
أويس القرني
07-27-2004, 01:24 AM
أريد أن أعرف رأي الشيخ عبد الرحمن الشهري في هذه الطبعات عفا الله عنه ونفع به
---
أبوخطاب العوضي
07-27-2004, 09:41 AM
وماذا عن كتاب ( المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير )
---
عبدالرحمن السديس
07-27-2004, 02:00 PM
جزاكم الله خيرا
في طبعة السلامة الثانية أخطاء أيضا ، وظهري لي منها عرضا ـ من غير مقابلة بنسخة أخرى ـ عدد لا بأس به لعلي أنشط فيما بعد فأنقلها هنا .
---
أبومجاهدالعبيدي
07-27-2004, 02:03 PM
كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير فرحت به لما صدر ، ولكن ما لبث هذا الفرح أن تغير
وقد ظهر لي بعد كثير من المراجعة لمواضع متعددة منه أن المختصرين له ليسوا من أهل الفن المتخصصين فيه(1/2702)
فطريقة اختيارهم للأقوال التي يثبتونها لا تدل على أنهم بذلوا جهداً كبيراً في النظر في الأقوال ، وما الذي يصلح منها للاعتماد ، وما الذي ينبغي تركه .
وعلى كل حال : رأيي الشخصي - وهو غير ملزم - أنه اختصار مخل ، وليس فيه نفًس ابن كثير ، وعليه ملحوظات كثيرة .
ولو كان عندي سعة من الوقت لضربت الأمثلة
وعسى الله أن ييسر ذلك في المستقبل .
---
المقرئ
07-27-2004, 02:53 PM
إلى المشايخ الكرام :
هل قرأ أحد اختصار تفسير ابن كثير المسمى : لباب التفسير من ابن كثير لـ د / عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إسحاق آل الشيخ
فيفيدنا برأيه به
المقرئ
---
محمد العبدالهادي
07-27-2004, 11:29 PM
الأخ المقرئ هل اطلعت على طبعة البنا (ابن حزم) وهو ممن أخرج طبعة الشعب ؟
---
المقرئ
07-28-2004, 12:48 AM
إلى أخي محمد بن عبد الهادي :
أقرب نسخة لنسخة دار الشعب هي طبعة دار ابن حزم ولكنها غير مطابقة لنسخة دار الشعب وهي نسخة جيدة
المقرئ
---
محمد بن يوسف
07-28-2004, 01:35 AM
جزاكم الله خيرًا.
هل نستطيع أن نقول -من خلال النظر في مشاركات الأفاضل- أن: "تفسير ابن كثير" لم يلقَ -حتى الآن- العناية اللائقة به، وأنه لا يزال بحاجة إلى خدمة؟
----------------------
أخي الكريم الشيخ الفاضل (المقرئ) -حفظه الله-
من فضلك: طالع صندوق رسائلك الخاصة.
وجزاكم الله خيرًا.
---
عبدالرحمن الشهري
03-26-2005, 06:00 AM
أخي العزيز أويس القرني وفقه الله . طبعة دار الشعب ، التي اشترك في تحقيقها ثلاثة هم (عبدالعزيزغنيم ، ومحمد أحمد عاشور ، ومحمد إبراهيم البنا) هي طبعة صحيحة ، وهي الوحيدة التي أملكها.
وقد صدرت طبعة جديدة لتفسير ابن كثير غير ما تقدمت الإشارة إليه صدرت عن دار عالم الكتب بالرياض الطبعة الأولى منها (1425) من تفسير القرآن العظيم للحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي في خمسة عشر مجلداً.
وقد قام على تحقيقه خمسة من الباحثين هم :(1/2703)
- مصطفى السيد محمد.
- محمد السيد رشاد.
- محمد فضل العجماوي.
- وعلى أحمد عبدالباقي.
- وحسن عباس قطب.
وقد كتبوا على غلاف الكتاب العبارة الآتية:«هذه الطبعة أول طبعة مقابله على النسخه الأزهرية وكذلك على نسخة كامله بدار الكتب المصرية».
وقد قدم المحققون للكتاب بمقدمه ترجموا فيها للمؤلف ترجمة موجزة وتحدثوا باختصار عن منهج الحافظ بن كثير في تفسيرة ثم ختموا المقدمة ببيان منهجهم في التحقيق والتخريج ولم يشيروا إلى الطباعات السابقة للكتاب .وقد ختموا التفسير بفهارس شاملة وطباعة الكتاب جيدة .
ولم يتسن لي موازنة هذه الطبعه مع طبعة مكتبة أولاد الشيخ لتفسير ابن كثير التي أشار إليها الشيخ أبو مجاهد العبيدي أعلاه ، ولعل أحداً من الفضلاء أعضاء الملتقى ينشط للموازنة بينهما على وجه العموم ، وفي نظري أن هذه الطبعة خيارٌ جيد لطالب العلم الذي لم يقتنِ تفسير ابن كثير بعدُ.
---
أبومجاهدالعبيدي
03-26-2005, 07:25 AM
الطبعة التي ذكرتها أخي عبدالرحمن هي طبعة مكتبة أولاد الشيخ للتراث التي ذكرتها في التعليق رقم 5 .
والطبعة التي بين يدي منها صدرت عام 1421 هـ .
وقد تكون الطبعة التي أشرتَ إليها طبعة جديدة لهذه النسخة صدرت عن الدار التي ذكرتَها وفقك الله .
---
عبدالله الحضرمي
02-01-2006, 04:23 AM
جزاكم الله خير بما اتحفتمونا به من معلومات قيمة
---
أبو عمار المليباري
02-01-2006, 02:26 PM
من خلال اطلاعي على طبعات التفسير ، وجدت تخريجاً جيداً له وهو للشيخ عبدالرزاق المهدي . والشيخ في الحقيقة قد خدم عدة تفاسير من حيث التحقيق والتخريج ، وأجود أعماله حسب علمي هو تحقيقه لتفسير القرطبي . ومن جهوده المشكورة : تخريج تفسير ابن كثير ، وتحقيق زاد المسير ، وتفسير البغوي وغيرها . فجزاه الله خيراً .
---
مرهف
02-02-2006, 05:49 PM(1/2704)
لكني لم أجد من نبه على طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق أنس مصطفى الخن وهي من حيث ضبط النص والروايات برأيي أفضل من طبعة الشعب والتي بمراجعة عبد القادر أرناؤوط بعد مقابلة بعض النصوص من النسخ على بعضها ، أما بالنسبة لطبعة عبد الرزاق المهدي فإنها برأيي لا تتميز عن باقي الطبعات إلا بالتخريج ولكون مسألة التخريج مهمة فأقول ـ وهو رأي شخصي أيضاً ـ أن مثل هذه الكتب المصادر من التفسير كابن كثير والطبري لا تحتاج إلى مثل هذا التخريج المطول خاصة وأن ابن كثير رحمه الله قد علق على أسانيد الكتاب مع ذكره للأحاديث بأسانيدها وأهم ما ينبغي فعله هو ضبط النص والله أعلم
---
أبو عمار المليباري
02-05-2006, 01:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . ما ذكره الأخ مرهف ليس بصحيح . بل يحتاج كل قارئ لتفسير ابن كثير والطبري إلى تخريج علمي مضبوط ، لكثرة الأحاديث الواردة في التفسيرين . وما فعله الشيخ عبدالرزاق المهدي جهد مشكور ، وليس تخريجه مطولاً كما ذكر الأخ .
وابن كثير لم يعلق على أكثر الأحاديث والآثار الواردة في التفسير ، حتى الأحاديث التي أوردها ابن كثير بالأسانيد ، هل يستطيع كل طالب علم أن يميز بين الصحيح والضعيف بمجرد النظر في الأسانيد . وليس معرفة الصحيح من الضعيف أمر اجتهادي فحسب بل هناك ضوابط وقواعد مشى عليها أهل الحديث ، فالشيخ عبدالرزاق مثلاً لا يضعف اتلحديث إلا لأن فيه فلاناً ضعفه أئمة الجرح والتعديل ، وهكذا . فليست الأمر بالهين كما يظن الأخ مرهف . وفق الله الجميع للحق والهدى . وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
أبو عمار المليباري
02-09-2006, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم . أفضل طبعة عني فيها بضبط أسماء الرواة : طبعة دار السلام ، بإشراف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري .
---
فايز
02-21-2006, 05:59 PM
قراءة في طبعات تفسير ابن كثير و مقارنة بينها
للشيخ د. خالد بن عثمان السبت
طبعة الشعب(1/2705)
طبعة دار المعرفة
طبعة دار ابن الجوزي - تحقيق : الحويني --------> أثنى عليها الشيخ ( و هي نسخته الخاصة )
طبعة دار الصديق بالجبيل و مؤسسة الريان
طبعة التوفيقية بمصر
طبعة مكتبة الصفا
طبعة دار ابن حزم
طبعة دار الفجر
طبعة دار طيبة - تحقيق: سامي سلامة --------> هي أفضل الطبعات
طبعة دار الراية
طبعة ابن كثير --------> أثنى عليها الشيخ
--------------------------------------------------------------------------------
لمزيد التفصيل هنا رابط المادة الصوتية لدرس الشيخ:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=11844
---
عبدالله الحضرمي
02-21-2006, 10:37 PM
أحسن الله اليك اخي فايز وجزاك الله خير
---
المتدبر
02-23-2006, 03:25 PM
بارك الله فيك أخي فايز..........
لكن هل بإمكاني الإتصال بالشيخ خالد السبت؟ ، وشاكرين لكم تعاونكم ...
---
فايز
02-24-2006, 07:50 AM
قال الشيخ د/ عبدالكريم الخضير - حفظه الله -:
(أفضل الطبعات : البنا عن الشعب ، السلام ، طيبة ( الطبعة الثانية )
أفضل طبعة على الإطلاق : أولاد الشيخ في مصر عن الأزهرية )
---
نضال مشهود
06-09-2006, 10:01 AM
على فكرة ، ما أفضل طبعة مصرية لتفسير ابن كثير ؟
وما تقييمكم لطبعة دار الحديث (7 مجلدا) ؟
---
ابن كثير
03-30-2007, 10:14 PM
جزاكم الله خيراً
---
(1/2706)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > في رحاب آية .... يوم الحساب
---
في رحاب آية .... يوم الحساب
---
خالد البكري
01-29-2007, 10:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في رحاب آية .... يوم الحساب
يقول الحق سبحانه في سورة غافر: “هُوَ الذِي يُرِيكُمْ آياتهِ وَيُنَزلُ لَكُم منَ السمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكرُ إِلا مَن يُنِيبُ. فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. رَفِيعُ الدرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الروحَ مِنْ أمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاقِ. يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لمَنِ الْملْكُ الْيَوْمَ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهارِ. الْيَوْمَ تُجْزَى كُل نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِن اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ”.
والمقصود بقوله عز وجل: “هو الذي يريكم آياته” الدلائل الدالة على وحدانيته وقدرته، كخلقه الشمس والقمر والليل والنهار، والبحار والأنهار، والسماء والأرض، والمطر والرعد، والنجوم والرياح، والأشجار الكبيرة والصغيرة، إلى غير ذلك من آياته التي لا تحصى في هذا الوجود.
أي: هو سبحانه الذي يريكم آياته الدالة على وحدانيته وقدرته لتزدادوا أيها المؤمنون إيمانا على إيمانكم وثباتا على ثباتكم ويقينا على يقينكم، بأن المستحق للعبادة والطاعة هو الله الواحد القهار.
والمراد بالرزق في قوله: “وينزل لكم من السماء رزقا” الأمطار التي تنزل من السماء على الأرض فتحييها بعد موتها بأن تحولها من أرض جدباء يابسة إلى أرض خضراء بشتى الزروع والثمار. وأطلق سبحانه على المطر رزقا، لأنه سبب فيه.
إخلاص العبادة(1/2707)
وقوله تعالى: “وما يتذكر إلا من ينيب” بيان لمن هو أهل للانتفاع بهذه الآيات، أي: وما يتذكر وينتفع بهذه الآيات إلا من يرجع عن المعصية إلى الطاعة وعن الكفر إلى الإيمان وعن العناد والجحود، إلى التفكر والتدبر بقلب سليم.
فقوله “ينيب” من الإنابة، ومعناها الرجوع عن الكفر والمعاصي إلى الإيمان والطاعة.
وقد أخذ العلماء من هذه الآية الكريمة، وجوب إخلاص العبادة لله تعالى ووجوب الإكثار من التضرع إليه بالدعاء.
ثم يذكر سبحانه بعد ذلك من صفاته العظمى، ما يزيد المؤمنين في إخلاص العبادة له فيقول: “رفيع الدرجات ذو العرش..” هو تعالى وحده صاحب الرفعة والمقام العالي، وهو وحده صاحب العرش العظيم، الذي لا يعلم مقدار عظمته إلا هو.
والمراد بالروح في قوله تعالى: “يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده” الوحي الذي يوحي به على أنبيائه، وأمين هذا الوحي جبريل عليه السلام.
وسمي الوحي روحا، لأن الأرواح تحيا به، كما أن الأجساد تحيا بالغذاء وقوله تعالى: “لينذر يوم التلاق” بيان للوظيفة الخاصة بمن يختاره سبحانه من عباده لإلقاء الوحي عليه.
اليوم العصيب
والمراد بيوم التلاق: يوم القيامة، وسمي بيوم التلاق لأنه يتلاقى فيه الأولون والآخرون، والمؤمنون والكافرون، والظالمون والمظلومون الكل يتلاقى في ساحة المحشر ليقضي الله تعالى بقضائه العادل.
أي: يلقي سبحانه بوحيه على أنبيائه، لينذروا الناس ويحذروهم من سوء العذاب يوم القيامة، إذا ما استمروا في كفرهم وعصيانهم لخالقهم.
ثم صور سبحانه أحوال الناس في هذا اليوم العصيب فقال: “يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء”.
وقوله تعالى: “لمن الملك اليوم لله الواحد القهار”، أي: ينادي الله تعالى في المخلوقات في ذلك اليوم لمن الملك في هذا اليوم الهائل الشديد؟ ثم يجيب سبحانه عن هذا السؤال بقوله: “لله الواحد القهار”.(1/2708)
وعن ابن مسعود قال: يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة، ولم يعص الله جل وعلا عليها، فيأمر مناديا ينادي: “لمن الملك اليوم” فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم: “لله الواحد القهار” فيقول المؤمنون هذا الجواب سرورا وتلذذا، ويقوله الكافرون غما وانقيادا وخضوعا.
وبعد أن قرر سبحانه أن الملك في هذا اليوم له وحده اتبع ذلك ببيان ما يحدث في هذا اليوم فقال: “اليوم تجزى كل نفس بما كسبت”. ومعنى “إن الله سريع الحساب” أنه سبحانه لا يحتاج إلى تفكير عند محاسبته لخلقه، بل هو سبحانه قد أحاط بكل شيء علما، كما قال تعالى: “عالم الغيب، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض. ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين”.
---
(1/2709)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من أحسن ما قيل في ( قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )
---
من أحسن ما قيل في ( قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ )
---
أبو عبد العزيز
02-21-2006, 06:19 PM
من أحسن ما قيل فبها..
ما نقله القرطبي عن أبي جعفر النحاس، قال: (فيقال: إن هذه كانت خطيئة داود عليه السلام؛ لأنه قال: لقد ظلمك من غير تثبت ببينة، ولا إقرار من الخصم؛ هل كان هذا أو لم يكن...
فأما قول العلماء الذين لايُدفع قولهم؛ منهم عبد الله بن مسعود وابن عباس، فإنهم قالوا: مازاد داود صلى الله على نبينا وعليه على أن قال للرجل: انزل لي عن امرأتك. قال أبو جعفر: فعاتبه الله عز وجل على ذلك ونبهه عليه، وليس بكبير من المعاصي، ومن تخطى إلى غير هذا فإنما يأتي بما لا يصح عن عالم، ويلحقه فيه إثم عظيم).
قال القرطبي: كذا قال في كتاب معاني القرآن. [ الجامع15/115].
---
(1/2710)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده لأول مرة على ملفات ورد
---
كتاب المحكم والمحيط الأعظم في اللغة لابن سيده لأول مرة على ملفات ورد
---
مسك
06-17-2005, 07:49 PM
اسم الكتاب : المحكم والمحيط الأعظم في اللغة
اسم المؤلف : ابن سيده
نبذة عن الكتاب : أجل ما ألف من معاجم اللغة العربية حتى عصر ابن منظور. ألفه ابن سيده امتثالاً لرغبة الأمير الخطير مجاهد العامري .
قال ابن منظور: ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة للأزهري، ولا أكمل من المحكم لابن سيده...وما عداهما ثنيات الطريق .
أضغط هنا لتحميل كتاب " المحكم والمحيط الأعظم في اللغة " (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=16&book=1873)
نسخ وترتيب وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية
---
(1/2711)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > برنامج لتعديل على حجم الصور High Quality Photo Resizer 1.6
---
برنامج لتعديل على حجم الصور High Quality Photo Resizer 1.6
---
سامي عبدالعزيز
07-21-2006, 03:15 PM
حجم البرنامج
674 kb
رقم الاصدار
1.6
بيئة العمل
2000/XP
البرنامج مجانى
http://www.naturpic.com/download/prsetup.exe
---
الطيب وشنان
09-14-2006, 05:12 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/2712)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يوجد (الأساس في التفسير) على هيئة قرص ليزر ؟
---
هل يوجد (الأساس في التفسير) على هيئة قرص ليزر ؟
---
en_waleed
06-19-2004, 09:43 PM
إخواني الكرام :
هذه أول مشاركة لي وأتمنى أن أجد ما أصبو إليه في هذا المنتدى المتميز .
إخواني أنا أبحث عن كتاب الأساس في التفسير للشيخ سعيد حوى : ((في إسطوانة ليزر )) cd
أتمنى ممن يملك أو يعلم مصدرا للحصول على الكتاب مسجلا على اسطوانة cd -rom
مراسلتي أو الرد لتعم الفائدة
وشكر الله لكم جهدكم
---
الأزهري الأصلي
06-23-2004, 04:24 PM
للرفع للأهمية
---
(1/2713)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة الشيخ ناصر الماجد لحصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله
---
تهنئة الشيخ ناصر الماجد لحصوله على درجة الدكتوراه وفقه الله
---
عبدالرحمن الشهري
05-30-2005, 01:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه نوقشت يوم الأربعاء الماضي 17/4/1426هـ رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الزميل الكريم الشيخ ناصر بن محمد الماجد إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وكانت الرسالة تحقيقاً لكتاب:
أحكام القرآن لأبي الفضل القشيري المتوفى سنة 344هـ
من أول سورة الأنفال إلى سورة الناسوهو كتاب مختصر من كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق الأزدي ، الذي يعد من أقدم المصنفات في أحكام القرآن.
وقد تكونت لجنة المناقشة من كل من :
1- الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري المشرف على الرسالة رئيساً.
2- الأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين لشؤون المسجد النبوي والأستاذ بقسم القرآن بالكلية سابقاًُ عضواً
3- الدكتور سعيد بن جمعة الفلاح الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض عضواً.
وقد قررت اللجنة بعد المناقشة منح درجة الدكتوراه للباحث مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد .
ونحن في ملتقى أهل التفسير نهنئ الدكتور ناصر الماجد على حصوله على هذه الدرجة ونسأل الله أن تكون عوناً له على الطاعة والعلم ، وأن تكون مفتاحاً لمزيد من العطاء العلمي والمشاركة الفاعلة في هذا الملتقى العلمي والإشراف عليه.
---
أبو بيان
05-30-2005, 08:48 AM
بارك الله لك يا شيخ ناصر, وجعلها الله عوناً لك على طاعته, ونشر دينه, ونتمنى أن نرى هذا الكتاب القيم قريباً.
---
فهد الناصر
05-30-2005, 02:44 PM
أبارك للشيخ ناصر الماجد هذه الدرجة وندعو له بالتوفيق.(1/2714)
---
أبو الجود
05-30-2005, 11:17 PM
أبارك لأخي جعله الله مفتاحا للخير وبارك له في علمه ووقته
---
أحمد القصير
05-31-2005, 02:48 PM
أبارك لأخي الأستاذ ناصر الماجد حصوله على درجة العالمية العالية وأتمنى له مزيداً من التوفيق في حياته العلمية.
---
أخوكم
05-31-2005, 06:41 PM
اللهم بارك للشيخ:
ناصر الماجد
مبروك مبروك مبروك مبروك
ناصر الماجدفي شهادته وعلمه وعمله ودعوته
---
موراني
05-31-2005, 11:07 PM
الاستاذ ناصر الماجد حفظه الله ,
لكم أطيب تهنئتي وأعطرها لهذا النجاح وبهذه الدرجة المتميزة وهي من ثمرات جهودكم العلمية في خدمة التراث .
وبهذه المناسبة أود أن أتوجه اليكم السؤال حول نشر هذا الكتاب وامكانية الحصول اليه
وذلك نظرا الى أن أحكلم القرآن للقاضي اسماعيل بن اسحاق الجهضمي (ما تبقى منه في مكتبة القيروان) سيصدر قريبا .
ودمت بخير وعافية
---
أبومجاهدالعبيدي
05-31-2005, 11:23 PM
أسأل الله الكريم أن يوفق الأخ العزيز ناصر الماجد لما يحب ويرضى ، وأن يجعله مباركاً أينما كان ، وأن يجعل ما حصّله عوناً له على طاعة ربه ومولاه .
ثم إن ملتقى أهل التفسير ينتظر منه ومن أمثاله أن يبلغوا ما فتح الله به عليهم من العلم ، وأن ينشروه للناس .... فلعلك أبا فارس تعود لتشارك معنا ، وتنتخب لنا من الكتاب الذي قمت بتحقيقه فوائد وفرائد ، فهذه من حقنا عليك .
---
موراني
06-01-2005, 12:22 AM
......وتنتخب لنا من الكتاب الذي قمت بتحقيقه فوائد وفرائد ، فهذا من حقنا عليك
نعم , أنا أؤيد هذا الاقتراح الطيب من جانب مشرف هذا الملتقى العلمي , وأرجو أن يلبي به صاحب الكتاب قدر امكانيته .
---
ناصر الماجد
06-02-2005, 01:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :(1/2715)
الأخوه الكرام أشكركم جزيل الشكر على مشاعركم النبيلة ودعواتكم الطيبة وأسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وإن يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا، وأن يستعملنا في طاعته
---
د.عبدالرحمن اليوسف
06-03-2005, 01:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القلم ليتدفق محبة،ووفاء،لأخي الكريم،الشيخ الدكتورناصرالماجد،بمناسبة حصوله على العالمية العالية(الدكتوراه)
وفقك الله لكل خير،وفتح عليك من فواتح رحمته ،وزادك علما،ونفع بك .
---
أحمد البريدي
06-04-2005, 06:40 PM
مبارك واسأل الله لك مزيداً من التوفيق والتسديد , وجعلها الله عوناً لك على طاعته .
---
عبدالرحمن السديس
06-05-2005, 01:33 PM
مبارك ، وأسأل الله أن يزيدكم في العلم ، ويوفقكم للدعوة ، والعمل ..
---
حفصة
06-05-2005, 02:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله لك يا شيخ , وجعلها الله عوناً لك على طاعته, ونشر دينه
---
الراية
06-06-2005, 11:32 PM
مبارك لكم هذا النجاح ونتمنى لكم التوفيق في حياتكم
---
خالد الشبل
06-10-2005, 06:09 PM
أبارك للشيخ حصوله على الدرجة ، مع بالغ الرجاء بالتوفيق والسداد.
---
(1/2716)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أعلى إسناد لرواية قالون عن نافع
---
أعلى إسناد لرواية قالون عن نافع
---
طه محمد عبدالرحمن
12-29-2006, 12:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله .
هذا أعلى إسناد لرواية قالون عن نافع اليوم و هو من طريق الطيبة من طريق كتاب المصباح الزاهر لأبى الكرم الشهرزورى رحمه الله .
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الحميد بن عبد الله خليل الإسكندري شيخ مقارئ الإسكندرية حاليا ( المولود سنة 1344 هـ ) الذي قرأ بالقراءات العشر الكبرى على 1 صاحب الفضيلة العلامة المحقق محمد بن عبد الرحمن الخليجي العباسي الحنفي شيخ مقارئ الإسكندرية وصاحب المؤلفات الشهيرة في علم القراءات (1292-1389 هـ ) الذي قرأ ختمة كاملة بالقراءات العشر الكبرى على 2 الشيخ عبد العزيز بن علي كحيل شيخ مقارئ الإسكندرية في زمانه الذي قرأ على 3 شيخ قراء مدينة دسوق الشيخ عبد الله بن عبد العظيم الدسوقي إمام جامع إبراهيم الدسوقي الذي قرأ على 4 المقرئ الشيخ عليّ الحدّاديّ الأزهري الذي قرأ على 5 شيخ القراء بالديار المصرية الشيخ إبراهيم بن بدوي العُبيدي بن أحمد الحسني المقرئ المالكي الأزهري (كان حيا عام 1237 هـ) الذي قرأ على 6 الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن بن عمر الأجهوري الفقيه المالكي المقري (المتوفى سنة 1198 هـ) الذي قرأ على 7 الشيخ الشهاب أبي السماح أحمد بن رجب بن محمد البقري القاهري الشافعي (1074 – 1189 هـ) الذي قرأ على 8 شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم بن إسماعيل البقري ( 1018 ـ 1111 هـ) الذي قرأ على 9 شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني ( 975-1050هـ ) الذي قرأ على 10 الشيخ عليّ بن غانم المقدسي (920 - 1004 هـ) الذي قرأ على 11 الشيخ محمد بن إبراهيم السمديسي (853-932 هـ) الذي قرأ على 12 الشيخ الشهاب أحمد بن أسد الأُمْيُوطي (808-872 هـ)(1/2717)
الذي قرأ على 13 الإمام الحافظ حجة القراء شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجزري الشافعي (751 ـ 833 هـ) مؤلف الدرة و الطيبة والنشر و الذى قرأ بمضمن المصباح على الشيخ الرحلة المعمر 14 أبي حفص عمر بن الحسن بن المزيد المراغي الحلبي ثم الدمشقي المزي وهو قرأ على 15أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي وهو قرأ على16 أبي البركات داود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ملاعب وهو قرأ على مؤلفه17 أبي الكرم المبارك الشهرزوري البغدادي و هو قرأ على18 أبي بكر محمد بن علي الخياط و هو قرأ على19 أبى أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن على بن مهران بن أبى مسلم الفرضى و هو قرأ على 20 أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان البغدادي القطان الحربي الذي قرأ على 21القاضي أبي بكر أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث بن حسان العنزي البغدادي المعروف بأبي نشيط ، وقرأ أبو نشيط على 22 أبي موسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله الزرقي الملقب بقالون الذي قرأ على 23 نافع وهو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي, المدني الأصبهاني الأصل ، المتوفى سنة تسع وستين و مائة ، و قرأ نافع على سبعين من التابعين منهم 24أبو جعفر يزيد بن القعقاع وشيبة بن نصاح وعبد الرحمن بن هرمز وقرأ هؤلاء على 25ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم وقرأ كل منهما على26 أبي بن كعب الذي قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمع القرآن من جبريل عليه السلام وقرأه عليه ، وتلقاه جبريل عليه السلام عن رب العزة جل شأنه وتقدست أسماؤه .
---
الجكني
12-29-2006, 01:51 AM
[جزاك الله كل خير أخي طه 0
واسمح لي إن تكرمتم ببعض ملحوظات على هذا السند ،وليست والله من باب "الطعن " حا شا وكلا وإنما هي من باب "طلب توضيح "لا غير،وذلك من باب أيضاً : العلماء مصدقون في نقلهم ،مبحوث معهم في أقوالهم باجتهادهم 0(1/2718)
الملاحظة المطلوب توضيحها بعد إذنكم وكرمكم :
1-في أي كتاب ذكر ابن الجزري رحمه الله أنه قرأ "بمضمن " المصباح "على شيخه أبي حفص ؟
2-الموجود في "النشر" هو أخذه "المصباح "إجازة" لا رواية حيث قال رحمه الله(1/90):"المصباح :(أخبرني ) به أبو حفص بقراءتي عليه ،عن شيخه 00
3-ثم كل السند إلى مؤلف المصباح إنما هو "أخبرني" يعني "إجازة"للكتاب لا رواية ،وبالذات هذا السند المذكور 0
أما من صرح به ابن الجزري أنه قرأ عليه ب"مضمنه" فهو شيوخه:ابن الصائغ وابن البغدادي وابن الجندي 0
وعليه :
يكون هذا السند إنما هو من ابن الجزري إلى أبي الكرم "إجازة" لا "رواية" وإذا صح هذا فلا يكون ذلك "معتبراً " في الإقراء
نعم : يكون من باب "المحافظة " على "علو " السند 0
والله تعالى أعلم 0
---
طه محمد عبدالرحمن
12-29-2006, 01:26 PM
جزاكم الله خيرا مثله شيخنا الحبيب الدكتور الجكنى و إنى و الله آخر ما أؤمله أن أكون من طويلبى علم القرءات و حسبى أن أكون من ضمن طلبتكم عبر هذا الملتقى المبارك إن أذنتم لى .
الحق كل الحق معكم فى ما ذهبتم إليه فإنى قبل فترة حاولت أن أستخرج من النشر بعض أسانيد رواية قالون و حدث ذلك فعلا و كان من ضمن هذه الاسانيد هذا الإسناد و الحقيقة أنى نقلت إسناد ابن الجزرى إلى أبى الكرم من هذا الموضوع فى ملتقى أهل الحديث و الذى كتبه الشيخ إبراهيم الجوريشى دون أن أراجعه من النشر فتتبعت إسناد الامام الشهرزورى لرواية قالون إلى رسول اله صلى الله عليه و سلم ووصلته بالاسناد الذى وضعه الشيخ الجوريشى فبان لى أن بين الشيخ محمد عبدالحميد حفظه الله و النبى صلى الله عليه و سلم ستة و عشرون رجلا ..
و هذا رابط الموضوع :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68092
و هنا أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41050(1/2719)
إذا فهل يكون إسناد الكفاية فى القراءات الست أعلى الأسانيد لرواية قالون و الذى قال عنه ابن الجزرى نفسه فى النشر 1/84 (و هذا إسناد لا مزيد على علوه مع الصحة و الاستقامة ......) و الذى هو أنزل من الاسناد المتقدم بدرجة حسبما تتبعته الان على عجالة ..
حفظكم الله تعالى و بارك فيكم
تلميذكم..
---
(1/2720)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال في التجويد
---
سؤال في التجويد
---
محمد العبدالهادي
11-05-2004, 01:54 PM
من المعلوم أن سبب الإدغام هو التماثل أو التقارب أو التجانس على خلاف بين القراء فيما يدغم من المتجانسين وسؤالي : لماذا لم تدغم الميم الساكنة مع الفاء مع اتحاد المخرج لهما ؟ هل لأجل الرواية أو لسبب آخر ؟
---
د. أنمار
11-12-2004, 05:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وجميع أعضاء هذا المنتدى المبارك من العايدين
وجوابا على السؤال:
فأقول نعم هي الرواية
1-فما اتصل وصح سنده بالإظهار
قال السخاوي: وعلى ذلك جميع أهل الأمصار وهو اختيار عامة القراء.
وقال الحسن بن قاسم المرادي : لا خلاف بين القراء في إظهارها إلا من شذ
2- وهناك وجه بالإدغام وهو مذهب الكوفيين وورد عن بعض القراء حتى نسبه بعضهم للكسائي ورده الداني في التحديد وعابه.
3- والوجه الثالث بالإخفاء وهو مذهب البصريين وبه أخذ ابن جرير والمعدل ونص عليه سيبويه
================
ويراجع في ذلك جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي 2/ 537
والتحديد للداني ص 167
المفيد شرح قصيدة السخاوي ص 133
وأبحاث في التجويد للدكتور غانم قدوري الحمد ص 137 فقد توسع في جمع النصوص وتلخيصها
=============
أما بالنسبة لتعليل عدم الإدغام ففي ضمن كلامهم أن التعليل هو تغليب التباعد لأخذ الفم حظه من الفاء وكما تعلم أنها لا تأخذ إلى شفة واحدة مع الثنايا العليا
....فالفا مع اطراف الثنايا المشرفة
والله أعلم
---
عبدالرحمن الشهري
11-12-2004, 06:06 PM
حياكم الله يا دكتور أنمار وجزاك خيراَ .
العيد أصبح عيدين : عيد الفطر ، وعيد رجوعكم لنا بالسلامة وفقكم الله.
---
د. أنمار
11-12-2004, 10:26 PM
جزاكم الله خيرا، وبارك فيك وجميع الإخوة الأفاضل.(1/2721)
ومبارك عليكم العيد وتقبل الله طاعتكم وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعل عيدنا هذا عيد خير ونصر وتمكين للمسلمين
---
(1/2722)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر... تفسيرابن كثير في سؤال و جواب الجزء 29 و 30
---
صدر... تفسيرابن كثير في سؤال و جواب الجزء 29 و 30
---
سامي الباتلي
12-18-2003, 10:36 AM
صدر عن مكتبة نزار بن مصطفى الباز كتاب " تيسير تفسير إبن كثير في سؤال و جواب " إعداد و دراسة عبدالمنعم إبراهيم - بارك الله فيه -
و يقع هذا العمل في جزءين 29 و 30 كل في مجلد - لا يتجاوز سعرالواحد منهما 10 ريال .
طريقة الكتاب ###
من خلال نظرة سريعة نجد أنه :
يبدأ السورة بذكر علاقتها بين السورة التي قبلها .
ثم يمهد للسورة بشكل عام .
ثم يأتي التفسير على طريقة سؤال و جواب
ثم يذكر غريب كل سورة
ثم يختم بأسئلة تدريبية للسورة
هذه نظره سريعة لا أظنها تخفى على كل من اقتنى الكتاب ...
### تنبيه ###
أيضا صدر عن الدار سؤال و جواب لكتاب هداية الراغب في الفقه
وفق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح ....
---
أبو حسن
08-20-2005, 02:53 PM
جزاك الله خير
---
(1/2723)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة في مقدمة تفسير المنار ( 2 )
---
قراءة في مقدمة تفسير المنار ( 2 )
---
أبو جواد
02-01-2007, 07:38 PM
منطلقات التجديد في تفسير الإمام محمد عبده
مصطفى محمد الحسن / صحيفة عكاظ ـ الخميس ـ 13 / 1 / 1428هـ
تحدثت في مقالة سابقة عن رحلة الشيخ رشيد رضا إلى حكيمي الشرق جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وما زلت أحاول تقليب أفكار مقدمة تفسير المنار الذي طارت شهرته في الآفاق وما زال الناس يحاكمون أفكاره بعد وفاة صاحبه بأكثر من مئة عام..
يعنيني في هذه المقالة أن أوضح النظرة المتميزة والفكرة الجديدة التي جعلت تفسير المنار يتبوأ هذه المكانة العالية حيث صار قبلة الناقدين لفترة سالفة، ومايزال الطامحون للتجديد يتوقون لبداية استئنافية يرتقون بها عودة إلى الوراء مئة عام بعد النكسة العقلية أواسط القرن العشرين.(1/2724)
كان الإمام ينظر إلى القرآن الكريم بوصفه كتاب هداية، فالمقصود الأسمى من تلاوته وحفظه وتدبره وتفسيره هو الوصول إلى هدايته، وطالما أن القرآن قد تكفل بإصلاح حال العرب الأوائل فلسنا بالطبع أسوأ حالاً منهم، فلابد إذن أن نجد الحلّ لأمتنا وواقعنا من خلال فهم القرآن، ومعنى الهداية: الطريق الموصل إلى الهدف، فلابد أن تستدل بالقرآن على طريق الخلاص، ثم نظر الإمام إلى المكتبة التفسيرية، فإذا أكثرها تعالج التفسير من وجهة علمية محددة، فبعضها نحوية وبعضها بيانية وأخرى عقدية وفقهية وأثرية وهكذا، لذلك قرّر ابتداءً أن هذه التفاسير خرجت عن مقصودها أي (الهداية القرآنية)، يقول «وقد عرفتَ أن الإكثار في مقصد خاص من هذه المقاصد يخرج بالكثيرين عن المقصود من الكتاب الإلهي ويذهب بهم في مذاهب تنسيهم معناه الحقيقي»(1)، ولم يكتف الإمام بعمومية قولنا (الهداية القرآنية)، فهذا المصطلح إن لم تتضح صورته في ذهن المفسّر صار أشبه بالشعارات المرفوعة، لذلك أوضح مراده منها، فعامة الناس يصلون إلى هذه الهداية من خلال بيان إجمالي يتشرب فيه القلب عظمة الله وتنزيهه، وتنصرف به النفس عن الشرّ وتنجذب إلى الخير، وهذه متيسرة لكل فرد من المسلمين.(1/2725)
أما المرتبة العليا والتي يطمح إليها المتدبر لآي القرآن، فلا تتم إلا بأمور رأسها فهم حقائق الألفاظ المجردة، ومعرفة الأساليب القرآنية أي علمي المعاني والبيان، ومراده من هذا أن القرآن الكريم لا يمكن أن تثار معانيه وتقلب أفكاره إلا بإتقان القالب الذي نزل فيه وهو اللغة العربية، ثم بعد ذلك لا بد من العلم بأحوال البشر، أي العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والتاريخ والسياسة والحضارة، يقول الإمام «أنا لا أعقل كيف يمكن لأحد أن يفسّر قوله تعالى {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} وهو لا يعرف أحوال البشر، وكيف اتحدوا، وكيف تفرّقوا؟ وما معنى تلك الوحدة التي كانوا عليها؟ وهل كانت نافعة أم ضارة؟ وماذا كان من آثار بعثة النبيين فيهم»(2)، ثم العلم بوجه هداية البشر بمعنى أن العرب كانوا في مستوى معيّن من السلبية والإيجابية فلا بد على المفسِّر أن يحدد هذا المستوى ثم ينظر كيف عالج القرآن هذه الحالة، وكيف تعامل معها، وما الذي قدّمه على غيره، وما الذي تركه لشؤون الناس، ولا يكفي أن نعمّم فنقول: كان الناس على باطل فجاء القرآن فنقلهم من الظلمات إلى النور، وينبني عليه العلم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.(1/2726)
بعد هذا التفصيل في نظرة الإمام التفسيرية بقي أن يبيّن لنا رأيه في بعض القضايا المهمة، أولها التفسير بالمأثور، إننا نعلم أن أعلى مراتب التفسير تفسير القرآن بالقرآن ثم تفسير القرآن بالسنة.. هكذا نصّ العلماء، وهذه إشكالية تتكرر، ذلك أن تنظير بعض القضايا لا يمكن لأحد أن يعترض عليه، لكنها لا تصمد في الميدان العملي، من ذلك هذه المقولة، لم يحدثنا الإمام عن تفسير القرآن بالقرآن، ولكنه أبدى رأيه في الروايات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، فالرواية الصحيحة المرفوعة لا يقدم عليها شيء، ولكن الصحيح من الروايات المأثورة قليل جدا، وأكثره قد سرى إلى الرواة من زنادقة اليهود والفرس ومسلمة أهل الكتاب، وليس هذا ادعاء من الإمام فانظر إلى الروايات التفسيرية المرفوعة الصحيحة تجدها قلة قليلة، بينما لا تكاد تجد آية في كتب التفسير المأثور إلا وتحتها جمع من الروايات، يقول الإمام «وغرضنا من هذا كله أن أكثر ما روي في التفسير المأثور حجاب على القرآن وشاغل لتاليه عن مقاصده العالية المزكية للأنفس المنورة للعقول، فالمفضلون للتفسير المأثور لهم شغل عن مقاصد القرآن بكثرة الروايات التي لا قيمة لها سنداً ولا موضوعاً»(3).(1/2727)
بقيت قضية أخرى هي الآراء التفسيرية، فما هو الموقف منها؟ يجمل الإمام رأيه في مسألة مهمة ولكن بوضوح شديد حول النص وفهمه، فهو يعتقد بكل وضوح بخلود النص وتاريخية الفهم، فالقرآن الكريم خاطب الله به من كان في زمن التنزيل لا لخصوصية في أشخاصهم، بل لأنهم من أفراد النوع الإنساني، فالنص القرآني مستعلٍ على كل زمان ومكان، أما أفهام الناس للمراد من آياته فليس فيها حجة على أحد، بل التكليف الواقع على كل مسلم عالماً كان أو جاهلاً أن يتوجه إلى القرآن بعقله وقلبه متأملاً متدبراً كلٌ بحسب طاقته، وللإمام رأي فريد في حكم التقليد مبثوث في ثنايا تفسيره(4)، وينبني على ذلك أن يَعبُر المفسر أربعة عشر قرناً من التراث التفسيري مستفيداً منه غير متقيد ولا متأثر، ليصل إلى النص القرآني مباشرة فيتعامل معه تعامل المجتهد، وليس هذا بالأمر السهل، وقد كان الإمام مستشعراً هذا، يقول «التكلم في تفسير القرآن ليس بالأمر السهل، وربما كان من أصعب الأمور وأهمها، وما كل صعب يترك، ولذلك لا ينبغي أن يمتنع الناس عن طلبه»(5)، وكأني بالإمام بين خيارين اثنين:
الأول: أن يتعامل مع آراء المفسرين لأنهم أقرب إلى عصر التنزيل، وأعلم باللغة وأساليبها، ولكنهم أبناء عصرهم، فصلة أقوالهم بعصرنا معدومة.
الثاني: أن يتعامل مع النص مباشرة، وهو أقل من سلفه علماً، ولكنه أعلم بظروف عصره وحاجات وقته.(1/2728)
إن الخطأ الناتج ممن جمع بين العلم النظري والواقعي وإن قل حظه في الأول أهون من الخطأ الناتج من عالم نحرير أفتى لزمانه فاستدعيناه لعصرنا، فلا بد إذن من العمل بنظرية (العبور إلى النص)، ولعلّ هذا هو السبب الرئيس في كثير مما يؤخذ على الإمام من خطأ وزلل، وإني لا أتجاهل أخطاءه ولا أبالغ في الاعتذار له، ولكنه يمثل الخطوة الأولى لهذه المنهجية في عصرنا الحاضر، لذلك رأينا في منهجية تلميذه رشيد رضا تغييرا كثيراً للمنهج، ولو أن الأمر استمر في تفاعله الزمني وتدافعه الفكري لاستوى الأمر على سوقه وآتى أكله، فممّا يميز مدرسة المنار التفسيرية سعة الأفق والقدرة على البحث الحر وتبني أيّ من الآراء بغض النظر عن مصدرها التاريخي، لذلك شهدنا التغير في الرؤية والفتوى والممارسة من جمال الدين الأفغاني إلى محمد عبده إلى رشيد رضا إلى بقية رجالات المنار أمثال المراغي الكبير والمراغي الصغير ومحمود شلتوت، رحمهم الله جميعاً.
---
(1/2729)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > إلى الإخوة في فلسطين ونابلس خصوصا :من يساعدني في الوصول لهذه الرسالة لـ:عبد الله طاهر
---
إلى الإخوة في فلسطين ونابلس خصوصا :من يساعدني في الوصول لهذه الرسالة لـ:عبد الله طاهر
---
أبو صفوت
05-30-2006, 12:06 PM
من يدلني على هذه الرسالة : أسباب النزول وأثرها في اختلاف المفسرين والفقهاء
لـ : عبد الله طاهر محمود إسماعيل
ويبدو أن المؤلف من نابلس
فقد وجدت عنوان هذه الرسالة على ملف إكسل على هذا الرابط
www.nablus.edu.ps/tnablus/lib/libarb.xls
---
أبو صفوت
06-05-2006, 02:04 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
(1/2730)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > استعمال بعض الآيات القرآنية لضرب المثل
---
استعمال بعض الآيات القرآنية لضرب المثل
---
ابن العربي
11-05-2005, 11:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
استعمال بعض الآيات القرآنية لضرب المثل
السؤال: نسمع كثيرًا من الإخوان يستخدمون الآيات القرآنية؛ لضرب أمثلة كقوله -تعالى- ( لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) ، وقوله مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ )، فهل هذا جائز أو لا ؟ وإذا كان جائزًا، ففي أي الحالات، يمكن ذكرها وترديدها؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب :لا بأس بالتمثل بالقرآن الكريم، إذا كان ذلك لغرض صحيح، كأن يقول: هذا الشيء (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) ، أو يقول: ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ) إذا أراد التذكير بحالة الإنسان مع الأرض، وأنه خلق منها، ويعود إليها بعد الموت، ثم يبعثه الله منها، فالتمثل بالقرآن الكريم إذا لم يكن على وجه السخرية والاستهزاء، لا بأس به، إما إذا كان على وجه السخرية والاستهزاء، فهذا يعتبر ردة عن الإسلام ؛ لأن من استهزأ بالقرآن الكريم، أو بشيء من ذكر الله - عز وجل - وهزل بشيء من ذلك، فإنه يرتد عن دين الإسلام كما قال -تعالى-
( قُلْ أبالله وآياتهِ ورسولهِ كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قَدْ كفرتم بعْد إيمانِكُم)
فيجب تعظيم القرآن واحترامه.
من فتاوى الشيخ صالح الفوزان.
فتاوى الفوزان - المنتقى - الجزء الأول، صفحة: 80،81
---
(1/2731)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال عاجل عن ابن زنجلة وكتابه
---
سؤال عاجل عن ابن زنجلة وكتابه
---
رجاء
12-21-2005, 08:59 AM
أريد معلومات عن الامام ابن زنجلة وكتابه الحجة منهجه فيه غير ما كتبه محققه الافغاني
واللهم أعن من أفاد وأجزه عني خيرا
---
(1/2732)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > للتحميل كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية كاملاً
---
للتحميل كتاب دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية كاملاً
---
مسك
04-01-2005, 07:14 AM
د. عبد الله بن صالح الغصن
تتكون خطة البحث من مقدمات تعريفية بابن تيمية رحمه الله ومنهجه، وبالمناوئين، وأقسامهم، ومنهجهم، ودعاواهم حول منهج ابن تيمية رحمه الله، وهذه استغرقت التمهيد والفصل الأول .
ثم صلب الرسالة: وهو مناقشة المسائل المنتقدة العقدية على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واستغرق ستة فصول.
ثم خاتمة البحث، والفهارس اللازمة للبحث.
أضغط لتحميل الكتاب (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1705)
---
(1/2733)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
---
الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 [14] 15
---
خطوات التأثر بالقرآن الكريم. (0 ردود)
التفسير الموضوعي .. وجهة نظر أخرى (6 ردود)
بشرى بخصوص كتاب الدر المنثور ( طبعة هجر ) (4 ردود)
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى (0 ردود)
من ضوابط التفسير:الإلمام بعادات العرب في الجاهلية (1 ردود)
من ضوابط التفسير: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية (3 ردود)
(المصحف العثماني) توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟-هل هو موجود الآن؟ (9 ردود)
ما رأيكم في هذا المقال ؟ (1 ردود)
سؤال حول قوله سبحانه : ... فما رعوها حق رعايتها (0 ردود)
وقفة مع المحبة في ضوء القرآن الكريم. (2 ردود)
الخلاف بين المفسرين- مظاهره وأسبابه (3 ردود)
مفهوم الأحرف السبعة التى نزل عليها القرآن (2 ردود)
دروس التفسير في عصرنا الحاضر ما مقومات نجاحها شارك مأجورا (17 ردود)
فائدة في تفسير قوله تعالى { فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } (3 ردود)
نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات (5 ردود)
حوار علمي في تفسير آية ؛ فهل من حكم يفصل الخطاب ؟ (24 ردود)
تأمل معي هذه الآية ! (0 ردود)
تحقيق كتاب (الإتقان في علوم القرآن ) للسيوطي في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (11 ردود)
مُلَحُ التفسير ولطائفه (1) (1 ردود)
أنواع بيان القرآن للقرآن التي ذكرها الشنقيطي في مقدمة الأضواء (2 ردود)
فائدة : وجه إضافة الجناحين في قوله تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه) (5 ردود)
هل يصح هذا الإجماع ... ( في نزول الكتب السماوية ) ... (3 ردود)
أفتونا بسرعة يا أهل القراءات مأجورين !! (6 ردود)
فوائد قرآنية (3) (2 ردود)
التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير (3 ردود)(1/2734)
منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير (2 ردود)
المنتخب من تفسير عبد بن حميد ، موجود ؟ (0 ردود)
أريد كتاباً جامعاً في القراءات (7 ردود)
هل الأداء من اجتهاد القراء ؟ (3 ردود)
قواعد في التفسير ....الإظهار في موضع الإضمار (4 ردود)
أسئلة حول تفسير الصحابة (5 ردود)
ما حد استخدام العقل المجرد في التفسير (2 ردود)
القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون (10 ردود)
ما رأيكم في الإجماع ؟ (3 ردود)
تفسير قوله تعالى : " وما ربك بظلام للعبيد " (2 ردود)
لمذا نحن دائما مسبوقون ؟ (0 ردود)
دراسات لأسلوب القرآن الكريم للعلامة محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله (1 ردود)
سؤالان حول تفسير الصحابي (من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث) (1 ردود)
وقوف المصاحف (من إجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث) (0 ردود)
كتاب الإكسير في علم التفسير للطوفي ، حاول تحصيله (2 ردود)
إذا أخطأ عليك أحد فكيف تتصرف ؟ ( انظر توجيه القرآن في ذلك ) (3 ردود)
تعريف برسائل جامعية في الدراسات القرآنية (9 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 3 (2 ردود)
أبحث عن تعريف بالألوسي وكتابه روح المعاني (5 ردود)
حتى نجد للقرآن حلاوة كما وجدها الجيل الأول-رضي الله عنهم- (1 ردود)
إعجاز القرآن الكريم في أكل الفاكهة !!! (0 ردود)
احذر الوقوع في هذا الخطأ !!(مع تنبيهات متعلقة بالاستعاذة ) (24 ردود)
أصحاب الروايات المنقطعة الصحيحة (2 ردود)
أين أجد هذه المقولة ؟ (12 ردود)
لماذا لا يكون لأهل الدراسات القرآنية دور في الأحداث وهم أهل القرآن ؟ (3 ردود)
مسائل الإجماع المذكورة في ( مناهل العرفان ) للزرقاني (2 ردود)
دفع دعوى التعارض بين آيات القرآن . من كان عنده شيء فى هذالموضوع فليخبرنا وفقه الله (4 ردود)
جامع الفتاوى في القرآن (27 ردود)
جامع البدع في القراءة والتفسير (17 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 2 (1 ردود)(1/2735)
من أول من أحدث الأجزاء والأحزاب؟ (9 ردود)
نبذة مختصرة عن تفسير الثعلبي رحمه الله (6 ردود)
الصلة بين تفسير الواحدي البسيط وتفسير شيخه الثعلبي ( الكشف والبيان ) (1 ردود)
القيمة العلمية لتفسيرالواحدي المسمى بالبسيط (4 ردود)
سؤال حول فهم معاني الآيات (6 ردود)
تفسير سورة يوسف للشيخ عليش من الكتب الجديدة (2 ردود)
تفسير اية سورة هود (5 ردود)
مدارسة في تفسير القرطبي 1 (4 ردود)
استدلال في بعض المسائل العقدية ، اطلب فيه تقويما (1 ردود)
ما معنى قوله تعالى { وما ينطق عن الهوى } هل الرسول عليه السلام معصوم في كل شيء؟؟؟ (11 ردود)
قواعد في التفسير ....المراد والمعنى (4 ردود)
الاهتمام بالتفاسير المخطوطة (2 ردود)
حول إعراب القرآن (رسم القرآن) (5 ردود)
القراءة بالالحان (3 ردود)
الشيخ المحقق أحمد شرشال و بحوثه القيمة في القرآن و علومه (7 ردود)
هل لمشايخنا الكرام أن يقيموا لنا تفسير القاسمي - رحمه الله - (1 ردود)
من يدلني على القرآن الكريم بالنص العثماني جزاه الله خيراً (1 ردود)
من يدلني على تفسير المنار لمحمد رشيد رضا على الانترنت ؟ (1 ردود)
ما معنى قوله تعالى (إلا أن تتقوا منهم تقاة) (5 ردود)
أخطاء خفية في تجويد الآيات القرآنية!!! (9 ردود)
أكثر من ستين فائدة من قصة داود و سليمان عليهما السلام ..من سورة ص فقط (2 ردود)
مجرد وجهة نظر مكررة للباحثين من أهل القرآن (2 ردود)
معلومات عن الآيات..منظومه في أبيات...فمن يحفظها؟؟ (2 ردود)
ما رأيكم في كتاب المصاحف لسجستاني؟ (35 ردود)
هل معنى (بعوضة فما فوقها) أن هناك حشرة أخرى فوق ظهر البعوضة ؟ أرجو الإفادة. (5 ردود)
برامج الحاسب الآلي هل تغني عن اقتناء الكتب؟ (2 ردود)
سؤال عن معنى بيت من الشعر (1 ردود)
أبيات في قصر المنفصل تحتاج إلى شرح (5 ردود)
قراءة دعوية لآية قرآنية(1) (0 ردود)(1/2736)
الأحاديث والآثار الواردة في أن قراءة آخر الكهف معين على القيام من الليل (2 ردود)
ما هي قاعدة السبر والتقسيم في القرآن الكريم ؟ (17 ردود)
أبو مبارك : طالب دراسات عليا من اليمن يريد استشارة علمية (1 ردود)
سؤال عن (القرآن بلغة الإشارة ) (1 ردود)
هل صح أن قراءة آخر سورة الكهف يعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر ؟ (2 ردود)
حل مشكلة التردد بين التفاسير وطلب التوجيه ! (4 ردود)
قواعد في التفسير (آية تحتمل معنيين ) (2 ردود)
آيات القرآن للدعاية (1 ردود)
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل (1 ردود)
لماذا نزل القرآن ؟؟؟تريد الجواب....إذاً تفضل. (2 ردود)
أفضل ما قيل في القرآن .... أضف قولاً (18 ردود)
بشرى ودعوة (1 ردود)
مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في فاتحة الكتاب (0 ردود)
من أجوبة الدكتور مساعد الطيار على أسئلة ملتقى أهل الحديث : الأحرف السبعة (6 ردود)
أول مشاركة : سؤال في معنى آية؟؟ (1 ردود)
أركان القراءة المقبولة(4) (0 ردود)
عرض كتاب ( فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ) لشيخ الإسلام ... (4 ردود)
للمناقشة : مصحف التجويد .. (1 ردود)
رؤى وأفكار حول الدراسات العليا والبحث العلمي في تخصص الدراسات القرآنية (28 ردود)
هل أُوافَق على هذا الرأي ؟ (5 ردود)
تأملات في آيات مختارات(1) (2 ردود)
طلب تقويم لكتاب (الاتقان) وكتاب (البرهان) (4 ردود)
نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات ( 3 ) [ المؤلفين في علوم القرآن ] (4 ردود)
رأيكم في تفسير ابن رجب الحنبلي جمع طارق عوض الله محمد (10 ردود)
هل جُمع تفسير آدم بن أبي إياس ؟؟؟ (7 ردود)
رجاء من الزملاء طلبة الدراسات العليا في الدراسات القرآنية : انشر بحوثك في الملتقى (6 ردود)
هل كتاب ( في ظلال القرآن ) لسيد قطب من كتب التفسير ؟ (9 ردود)
طلب ترتيب كتب علم التفسير وعلوم القرآن على مراحل التعلم. (4 ردود)(1/2737)
حكم استعمال لفظة ( يجوز ، أو لا يجوز ) (6 ردود)
هل هذا حقا كما يقال (1 ردود)
سؤال: ترتيب الآيات وترتيب السور أهو توقيفي (10 ردود)
نبذة وتقويم تحقيق كتاب (الوسيلة إلى كشف العقيلة) . (0 ردود)
تقويم كتاب (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ). (4 ردود)
اقتراح و سؤال عن كتب التفاسير (3 ردود)
فوائد من قصة الخضر مع موسى. (1 ردود)
الإعجاز العلمي والتفسير ؟ (3 ردود)
آية نص ابن عبد البر على الإجماع على نسخها ؛ وليس الأمر كذلك ! (17 ردود)
سؤال عن الأمثال المضروبة في القرآن الكريم : هل هي حقيقة أم للتذكير؟ (1 ردود)
وقفات مع الوقوف الممنوعة في القرآن الكريم (3 ردود)
هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن ؟ (5 ردود)
هل لأوراق القرآن حرمة بعد حرقها ؟ (8 ردود)
تفسير الشيخ عبدالحميد كشك، ماذا تعرف عنه ؟ (9 ردود)
ماهي أفضل كتب التجويد على رواية حفص عن عاصم برأيك؟ (17 ردود)
السؤال الأول : من أين أبدأ في تحصيل هذا العلم ؟ (9 ردود)
فرصة لحفظ كتاب الله. (0 ردود)
الأوجه التي يبدأ بها القارئ عند قراءته لسورة آل عمران : (1 ردود)
لفظ (القرآن ) هل هو مشتق أم لا؟ (4 ردود)
أركان القرآءة المقبولة (3) :موافقة خط المصحف (2 ردود)
سؤال حول علامة الركوع في المصحف (5 ردود)
تعريف بكتاب (التفسير والمفسرون) للدكتور محمد حسين للذهبي رحمه الله (20 ردود)
رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير ! (1 ردود)
مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم (7 ردود)
تقرير عن كتاب مختصر تفسير ابن جرير (3 ردود)
تفسير {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم..} (2 ردود)
تعريف القراءات (4 ردود)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الخامس : وقفات حول النسخ في القرآن ) (13 ردود)
سؤال عن تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله (7 ردود)(1/2738)
صيد الخاطر من كتاب الله (0 ردود)
اللحون الملاحظة التي تقع في قراءة الفاتحة (3 ردود)
المطبوع من تفسير العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - ومنهجه في التفسير (2 ردود)
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل (12 ردود)
سؤال عن معنى (كان) في كتاب الله. (1 ردود)
ما حكم التجويد تعلماً وتعليماً ؟ (9 ردود)
نظرات في أعمال المحققين لكتب التراث. (16 ردود)
هل هناك كتاب درس قراءة ابن عامر رحمه الله ؟ (5 ردود)
تفسير القرآن بالقرآن (2) (10 ردود)
هل يصح الاستدلال بهذه الآية (4 ردود)
هل يمكن القول بأن في القرآن بياناً لكل شيء (3 ردود)
ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين ( صاحب أضواء البيان ) لا تجدها في كتاب ... (13 ردود)
ألغاز ولطائف ومسائل علمية (115 ردود)
سؤالان في تفسير ( الحمد ) (5 ردود)
ركن الاستنباط ، وذكر فوائد الآيات (39 ردود)
تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري، ماذا تعرف عنه ؟ (22 ردود)
نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات ( 2 ) (0 ردود)
حكم تفسير التابعي الذي صرح بكون كل ما معه من التفسير قد تلقّاه عن الصحابي (3 ردود)
استفسار حول تواتر القراءات (1 ردود)
حول التفسير الإشاري (6 ردود)
تقسيم علوم القرآن (1 ردود)
التفسير الكبير للفخر الرازي المسمى (مفاتيح الغيب) (12 ردود)
تصنيف العلوم المتعلقة بعلوم القرآن (8 ردود)
ما هي الطريقة الصحيحة للتدرج في قراءة كتب التفسير ؟ (1 ردود)
المسائل المشتركة بين علوم القرآن وبين أصول الفقه تخصص من ؟ (2 ردود)
الارجوزة المتضمنةمعرفة المكي و المدني (0 ردود)
تفسير القرآن بالقرآن (1) (1 ردود)
ابن عادل وتفسيره اللباب من علوم الكتاب ( 1 ) (4 ردود)
نظرات في علوم القرآن (1) العموم والخصوص (3 ردود)
شكر وسؤال عن كيفية نزول جبريل بالوحي ؟ (5 ردود)
تحريم المراء في القرآن الكريم (6 ردود)
هل يوجد مذكرة او كتاب للمبتدئين في علم التفسير (1 ردود)(1/2739)
استفسار عن تفسير ابن المنذر (1 ردود)
من يعرف شيئا عن كتاب ( أحكام القرآن ) للقاضي إسماعيل بن إسحاق (6 ردود)
أركان القراءة المقبولة (2) (6 ردود)
مسألة دعوى تكرار النزول هل تصح ؟ (2 ردود)
ما معنى قول علي رضي الله عنه:(ولا تلتبس به الألسنة)؟ (5 ردود)
استفسار عن عبارة في مقدمة التفسير لابن تيمية رحمه الله (1 ردود)
أجوبة الشيخ / د.مساعد الطيارعلى أسئلة ( ملتقى أهل الحديث ) (3 ردود)
نشأة التفسير (التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم) (3 ردود)
صدر حديثاً (ألفاظ القرآن الكريم.. دراسة علمية تكنولوجية) للدكتور علي حلمي موسى (0 ردود)
نظرات..في موقف المعاصرين من الإسرائيليات(1 ) (6 ردود)
سؤال عن تفسير يعنى بذكر المعنى الإجمالي للآيات مع ربط مقاطع السورة ببعضها ؟ (3 ردود)
هل استخراج الفوائد من الآيات هو من قبيل التفسير ؟ (14 ردود)
الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ، الحلقة الأولى (1 ردود)
أسانيد التفسير ( إجابة على سؤال عن صحيفة ابن أبي طلحة / إجابات على ملتقى أهل الحديث ) (3 ردود)
مسائل علوم القرآن بين النقل والاجتهاد (1 ردود)
التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير. (2 ردود)
حول إسقاط البسملة أول التوبة ـ جواب السؤال (4 ردود)
الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة ( 1 ) (10 ردود)
( جمع القرآن * بين أبي بكر وعثمان ) رضي الله عنهما (10 ردود)
طلب إحضار مادة درس التفسير (3 ردود)
* * لطائف الوقوف * * (64 ردود)
أركان القراءة المقبولة (1) (0 ردود)
إشكال - يا أهل التخصص - في (مقدمة شيخ الإسلام) ؟ (8 ردود)
هل وضع البسملة بين سورة الأنفال والتوبة من باب الاجتهاد ؟ (7 ردود)
سؤال عن كيفية النطق بحرف الضاد ؟ (11 ردود)
مقدمة في آيات الأحكام (6 ردود)
ما أفضل ماكتب عن أهمية أسباب النزول ومكانتها ؟ (12 ردود)
علم المناسبات (2 ردود)
اقتراح أصل جديد من أصول التفسير (1 ردود)(1/2740)
هل ترقيم البسملة قابل للتغيير ؟ (3 ردود)
نظرة في تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير الطبري بالتعاون مع دار هجر (8 ردود)
فوائد قرآنية ( الحلقة الثانية ) (4 ردود)
ما هو عمل الشيخ السبت في رسالته الماجستير على ( مناهل العرفان ) ؟ (8 ردود)
إشكال بالنسبة لجمع مصحف عثمان (5 ردود)
نظرات في كتاب (الأفراد) لابن فارس رحمه الله (7 ردود)
البحث عن مخطوطة تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) من المائدة إلى الأعراف (2 ردود)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الرابع : في الأحرف السبعة ) (21 ردود)
وقفات مع الإسرائيليات في كتب التفسير (30 ردود)
إشارة إلى كتاب : (الإجماع في التفسير) للخضيري (1 ردود)
ما علاقة الآية :(أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) في زعم اليهود حقهم في فلسطين ؟ (2 ردود)
باب في وجوب الحكم والتحاكم إلى الشريعة (6 ردود)
إلى جميع المشرفين والأخوة الزائرين والمشاركين ... آمل الإجابة على هذا التساؤل (2 ردود)
طلب تقييم لاختصار التجيبي لتفسير الطبري رحمهم الله (4 ردود)
ما هي زينه النساء المباحة في الاية ... (3 ردود)
الأدوات التي يحتاج إليها المفسر (9 ردود)
سؤال حول كتاب "المقدمات الأساسية في علوم القرآن" لعبد الله الجديع .. مع ترجمة مؤلفه (18 ردود)
نظرة في مصطلح ( التفسير العلمي ) (5 ردود)
صفوة التفاسير..للصابوني (4 ردود)
تتمة موضوع :" كتب التفسير على اسطوانات الليزر " (4 ردود)
الحلقة الأولى : حول كتاب (إمعان في أقسام القرآن) للعلامة عبدالحميد الفراهي رحمه الله (15 ردود)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن(المجلس الثالث : مسائل في الوحي ) (7 ردود)
فوائد قرآنية ( الحلقة الأولى ) (10 ردود)
كيفية توثيق قواعد التفسير؟ (3 ردود)
مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي (27 ردود)
سؤال حول طبعات كتاب الإتقان ؟ (12 ردود)
مخاطبات القرآن هل من أحد يجيبني ؟ (3 ردود)(1/2741)
الرافضه يحرفون القرآن الكريم (الحلقة الثانية ) (1 ردود)
الرافضه يحرفون القرآن الكريم (الحلقة الأولى ) (1 ردود)
أسماء131 كتابا من كتب التفسير المطبوعة (13 ردود)
حديث ابن مسعود :( من قرأ حرفا من كتاب الله ...) بين الرفع والوقف (2 ردود)
التفسير بالماثور والرأي وتطبيقات على ذلك (0 ردود)
ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير (33 ردود)
تفسير ابن القيم في قوله تعالى ((يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)).سورة آل عمران (1 ردود)
شرح مبسط.. أريد المساعدة (2 ردود)
بعض مؤلفات الفراهي (2 ردود)
ملخص في منهج الطبري في تفسيره (4 ردود)
رأي آخر في الإسرائيليات في كتب التفسير (15 ردود)
سلسلة دروس التفسير [ مع ابن جرير في تفسيره ] (10 ردود)
الأوجه التي نزل عليها القران (11 ردود)
تفسير القران بالقران للصنعاني (2 ردود)
بعض مظاهر عناية الشيعة بالتفسير الموضوعي على الانترنت؟؟؟ (4 ردود)
(ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) (5 ردود)
الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم للسبكي (3 ردود)
تفسير آيات الجهاد؟؟؟ (2 ردود)
سؤال يتعلق بأسباب النزول (8 ردود)
هل للمعتزلة أثرٌ في التفسير الموضوعي (6 ردود)
محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الإمام الطبري رحمه الله (5 ردود)
(1/2742)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الإعجاز الباهر: ( شواظ من نار ونحاس )**
---
الإعجاز الباهر: ( شواظ من نار ونحاس )**
---
ابن حنبل
08-10-2003, 03:34 AM
( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) ..
إن الإنسان قد توصل إلى صنع نوع خاص من الذخيرة المضادة للدبابات تعرف باسم : الحشوة الجوفاء.
وتعتمد نظرية عملها على تجميع الموجات الانفجارية الناتجة من تفجير المادة المحطمة داخل المقذوفات
أو الصواريخ في نقطة واحدة هي البؤرة.
وقد وجد خبراء المفرقعات أن استخدام النحاس كمادة مبطنة للمادة المحطمة في هذا النوع من الذخيرة
يزيد من كفاءة اختراق المقذوفات للدروع السميكة للدبابات والعربات المجنزرة..
ولم يتوصل الإنسان بعد إلى معدن آخر يضاهي النحاس في هذا المجال علمياً واقتصادياً..
وأي خبير في الذخيرة يدرك أن قوله تعالى ( شواظ من نار ونحاس ) ينطبق تماماً على نواتج
تفجير مقذوفات الحشوة الجوفاء التي تستخدم ضد المدرعات ..
[ الإعجاز العلمي في الإسلام - القرآن الكريم ص 95 ]
---
(1/2743)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كلفت بموضوع حول : علاقة أسباب النزول بعلم التاريخ فهل من مفيد في الموضوع جزاكم الله؟
---
كلفت بموضوع حول : علاقة أسباب النزول بعلم التاريخ فهل من مفيد في الموضوع جزاكم الله؟
---
يوسف حميتو
04-03-2006, 11:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :
إخوتي الكرام :
في جدل دار بيني وبين بعض المتفيقهين حول أسباب النزول وأهميتها في فهم النص القرءاني ، وعلاقتها بالسيرة النبوية ، ودورها في كتابة تاريخ الإسلام ، وقد وصل بيني وبينه الأمر إلى درجة التحدي بدعوى أن المدعي يلزمه الدليل والحجة ، وأنا في زعمه مدع ، وقد بدأت في البحث في الموضوع لكن ما وصلت إليه لم يشف غليلي بعد ، فهل من معين ومفيد ؟، لعله يكتب له من الأجر نصيب إن شاء الله .
---
مساعد الطيار
04-04-2006, 10:50 AM
أخي الكريم
مرادك غير واضح ، هل تريد أن تثبت علاقتها بالتاريخ ، أو تريد أن تثبت أنها من الأمور التي يُبنى عليها التفسير ، ولا يمكن أن تنفك عنه ؟
---
يوسف حميتو
04-04-2006, 11:12 AM
أخي مساعد :
حبذا لو أنال الحسنيين معا ، أكرمك الله .
---
جمال حسني الشرباتي
04-04-2006, 09:19 PM
السلام عليكم
أسباب النزول جزء من التاريخ الإسلامي---والتاريخ الإسلامي المعتبر هو التاريخ الذي جاءنا بطريق الرواية المسندة كروايات السيرة النبوية---ويجب أن تحاكم الروايات التاريخية بتفس طريقة محاكمة أهل الحديث للسنة النبوية
---
الكشاف
04-09-2006, 09:02 AM(1/2744)
دراسة أسباب النزول يلزم منها معرفة تأريخ هذا السبب الذي نزلت فيه الآيات ، وإذا تتبعت حوادث النزول ورتبتها استفدت منها في علم التاريخ من هذا الجانب ، ولكن في إضفاء هذه الأهمية البالغة لأسباب النزول من هذه الجهة نوعٌ من المبالغة ، والإسراف في أي أمر من الأمور مدعاة إلى الخروج عن حد الموضوعية . نعم أسباب النزول لها فائدة ظاهرة في الاستدلال التاريخي لكن في حدود الصحيح منها الذي عرف تاريخه .
والذي أعرفه من الدراسات التأريخية للعصر الإسلامي أنها لا تغفل ذلك ، وإن كانت لا تركزعليه بالشكل الذي أراده الأخ حميتو كما يظهر لي .
ولعل في ما كتبه الدكتور خالد المزيني في أسباب النزول تناول للموضوع من بعض جوانبه وإن لم يركزعليه.
---
د.عبدالرحمن الصالح
06-03-2006, 06:50 PM
السيرة النبوية لابن هشام بتحقيق مصطفى السقّا وعبدالحفيظ شلبي وإبراهيم الأبياري مصدر عظيم من مصادر أسباب النزول لا يسوغ إهماله ولا تجاهله أو إغفاله. ذلكم أن ابن هشام قد اعتاد- نعم العادة -أن يذكر ما نزل من القرآن في أحداث السيرة التي يذكرها ،
ومن مصادر أسباب النزول كتاب تاريخ الطبري أيضاً. أما التفاسير فلا يغفل عنها.
---
أحمد الطعان
06-04-2006, 12:29 AM
لعل المقصود أخي يوسف بعلاقة أسباب النزول بالتاريخ ما يردده العلمانيون من دعوى تاريخية القرآن الكريم ومستندهم في ذلك على علوم القرآن عموماً : المكي والمدني والناسخ والمنسوخ وما نزل على ألسنة الناس ، وأيضاً : أسباب النزول ...
فهم يعتبرون القرآن الكريم نصاً تاريخياً لأنه نزل استجابة لمواقف معينة أو حوادث أو وقائع وغير ذلك ...
فأسباب النزول هي إحدى القضايا التي يتعلق بها العلمانيون للقول بتاريخية القرآن الكريم أي : عدم صلاحه لكل العصور وإنما يقتصر به على عصر النزول فقط .
وقد ناقشت هذه المسألة مع العلمانيين في رسالتي
وهناك دراسات في ذلك أعني تعلق العلمانيين بأسباب النزول :(1/2745)
منها : أسباب النزول بين الفكر الإسلامي والخطاب العلماني للدكتور محمد سالم محمد .
وقد استقرأ الدكتور محمد عمارة الآيات التي لها أسباب نزول في القرآن الكريم عند كل من الواحدي والسيوطي فوجد أن نسبة اللآيات التي لها أسباب نزول عند الواحدي لا تزيد على 7 بالمائة من مجموع آيات القرآن الكريم أما عند السيوطي وهو يعتبر من المكثرين فالنسبة لا تزيد على 14 بالمائة ...
هذا فضلاً عن أن كثيراً من أسباب النزول هي في الحقيقة مناسبات نزول وأن قول الصحابي في كثير من الأحيان نزلت الآية في كذا يعني أن الآية تتحدث عن الموضوع لا أنها سبباً لنزولها .
---
مساعد الطيار
06-04-2006, 12:14 PM
أشكر أخي الدكتور احمد على هذا التنبيه ، وأضيف فأقول :
إن علاقة أسباب النزول بالتاريخ لا تخفى ولا تُنكر ، فأسباب النزول حوادث تاريخية ، لكن لا يعني هذا انتهاء الحدث والحكم الذي خرج بسببها ، وعلى هذا سار علماء الإسلام في أسباب النزول ، واعتمدوا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وهذا لا يخفى على دارس في الشريعة الإسلامية .
وهؤلاء العلمانيون لا يصدرون عن بحث وتحقيق علمي رصين ، فالنتيجة مسبقة قبل البحث ، لذا يعمدون إلى التهويل في طرح القضية التي يطرحونها حتى يكاد القارئ الذي لا علم عنده يتلقف هذا الكلام على أنه حق لا مرية فيه ، والأمر ليس كذلك .
ولقد أحسن من بين نسبة الآيات التي اعتمدت على سبب إلى نسبة الآيات التي لم تنزل على سبب ، فنتيجة هذه النسبة تدحض هذا الزعم .
ومما يحسن في مثل هذا الحال أن لا يجرنا قول العلمانيين إلى كثرة النقد في أسباب النزول بلا علم ، فمرجع معرفة السبب إنما هم علماء التفسير والحديث العارفون بالآثار ، وأهل التخصص هم الحكم في هذه الأمور التخصصية ، كما أن أهل الطب هم الأعلم بالأمور الطبية .(1/2746)
ولست أعني أن لا يجتهد مجتهد في دراسة أسباب النزول ، أو أن أُحجِّر على باحث في هذا الأمر ، لكن المراد أن لا يُغفل قول أهل الاختصاص ، وتُترك الاستفادة منهم .
وإنَّ مما يحسن علمه في أسباب النزول : أن عبارات النزول من أشدِّ مسائل علوم القرآن إشكالاً ، إذ لا يلزم أن تدل صيغ النزول الصريحة ( فنزلت ، فأنزل الله ) على السببية مطلقًا ، فضلاً عن صيغة ( نزلت في كذا ، نزلت في فلان ) ، وهذه الصيغ إنما هي قرائن قوية في إرادة السببية ، ثم يُبحث في قضايا أخرى تتعلق بالآية كسياقها ووقت نزولها وغير ذلك لأجل ثبوت السببية .
فائدة : لقد توسع الكلبي ومقاتل بن سليمان في ذكر نسب من ذُكروا في أسباب النزول أو من أبهموا في القرآن ، وذلك لعلمها بالأنساب ، فزادوا في ذكر هذه الفائدة ، وإن كانت خارج حد أسباب النزول .
---
(1/2747)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > القرآن العربي..رؤية أخرى..
---
القرآن العربي..رؤية أخرى..
---
فاروق
03-10-2006, 11:58 AM
http://www.al-wed.com/pic-vb/810.gif
أخي الكريم عبد الرحيم كان سؤالي في مشاركة "سؤال من أحد النصارى"
وأحببت أن يوسع النقاش في هذه المسألة فأفردت له في إطار موضوع جديد:
اقتباس:
ولكن هب أن أحدهم سأل هذا السؤال بعد هذا الرد:
قال ابن قتيبة: " ولو أنَّ كل فريق من هؤلاء [ قبائل العرب ] أُمِرَ أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلاً وناشئاً وكهلاً، لاشتدَّ عليه، وعظُمَت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للِّسان، وقطعٍ للعادة. فأراد الله ـ برحمته ولطفه ـ أن يجعل لهم متسعاً من اللغات.. كتيسيره عليهم في الدين ".
إذا كان هذا رحمة بالعرب فما بالك بأقوام لسانهم أعجمي..!؟ وأين تتحقق عالمية القرآن هنا؟؟!!
كان هذا سؤالي في تلك المشاركة.. وكان يحمل خطأ في الحقيقة .!كان الصواب أن يقال
إذا كان هذا رحمة بقوم لغتهم عربية فما بالك بأقوام لا ينطقون بها..!!؟؟
اقتباس:
فإن الله تعالى إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين. فقال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما.. ". فكان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يجيبهم على كل شبهة، ببيان أصالة الألفاظ المسؤول عنها، مستدلاً بأبيات من كلام العرب. [3]
فإذا كان القرآن بلسان عربي مبين يعني أن القرآن أُنزل بلغة قوم هم العرب،فهذا يتنافى مع
عالميته وكونه للبشرية جمعاء..فمنهج البشريّة جمعاء-القرآن الكريم- لا بُدّ أن يكون بلسانٍ فطريٍّ يجمع البشريّة جمعاء ، وبلغة فطريّة هي اللغة الأولى التي عرفتها البشريّة ..(1/2748)
إنّ كلّ اللغات العالميّة ( ما عدا المفردات القرآنيّة ) هي لغات وضعيّة تفرّعت وابتعدت عن اللغة الفطريّة التي نزل بها آدم عليه السلام ، وتقترب هذه اللغات من الفطرة ، وتبتعد عنها ، بمقدار اقترابها وابتعادها عن اللغة الفطريّة التي علّمها الله تعالى لآدم عليه السلام ..
وهكذا فإنّ اللغة الفطريّة التي تحمل مفاتيح التسمية الحق لكلِّ ما هو موجود في هذا الكون ، انحصرت داخل إطار لغة حافظت عليها أمّة فطريّة ، استمرّت بفطرتها منذ آدم عليه السلام إلى محمّد صلى الله عليه وسلم.. لقد وضعت هذه الأمّة الكثير من المسمّيات الوضعيّة داخل لغتها ، لكنّها حافظت على المفردات التي نزل بها آدم عليه السلام ..
وحسب البعض أنّ بعض المفردات القرآنيّة التي قلّ استعمالها عند العرب وانتقلت إلى لغات أُخرى ، أو حافظت عليها لغات أخرى .. حسبها ليست عربيّة بالمعنى القومي .. مع أنّها عربيّة بالمعنى الفطري الموحى من الله تعالى ، واستعمالها القومي لا يلغي فطريّتها ، لأنّها أصلاّ ليست وضعيّة من قبل البشر..
وحكمة الله تعالى اقتضت أن يُنزِّل منهجه المُعجِز للبشريّة جمعاء ، والحامل لمنهج الهداية للبشريّة جمعاء ، بلغة فطريّة أوحاها لأبي البشريّة جمعاء ( آدم عليه السلام ) ، على رسول أُمّي فطري ، يعلم اللغة الفطريّة الموحاة من الله تعالى ، وينتمي إلى مجتمع أُمّي فطري يعلم هذه اللغة الفطريّة ، حتى يكون هذا المنهج وهذه المعجزة للبشريّة جمعاء التي تفرّعت لُغاتها عن لغة صياغة هذا المنهج ..(1/2749)
وهكذا فآدم عليه السلام تعلّم المفردات الفطريّة من الله تعالى في عالم الأمر ، وهبط بها إلى الأرض كأوّل إنسان مُمتحن على هذه الأرض .. ومحمّد صلى الله عليه وسلم نزل عليه قول الله تعالى من العالَم ذاته ( عالم الأمر ) كآخر رسول على وجه الأرض.. فالمسألة بدأت بآدم عليه السلام واكتملت بمحمّد صلى الله عليه وسلم، لتشمل البشريّة جمعاء، عبر منهج ومعجزة للبشريّة جمعاء..
إنّها حكمة الله تعالى، فرسول البشريّة جمعاء لسانه ولغته لسانٌ ولغةٌ تجمع البشريّة جمعاء قبل تفرّع لغاتها المختلفة عن اللغة الفطريّة الأم التي نزل بها القرآن الكريم.. وبالتالي فإنّ تعلّم لغة القرآن الكريم لإدراك دلالاته ، هو في الحقيقة عودةٌ للغة الفطريّة الأم ، وعودةٌ إلى التسميات الحق التي علّمها الله تعالى لآدم عليه السلام ..
وهذه الصفة التي يتّصف بها القرآن الكريم ، بأنّ كلماته فطريّة موحاة من الله تعالى ومصاغة صياغة مُطلقة تحمل كلّ أسرار الكون .. هذه الصفة بيّنها الله تعالى في كتابه الكريم ..
( إنّا أنزلنه قرءناً عربيّاً لعلّكم تعقلون ) [ يوسف : 12/2 ]
فالكلمتان ( قرءناً عربيّاً ) تعنيان بإطارهما العام ، قرآناً كاملاً شاملاً تامّاً مفصّلاً لا عوج فيه وخالياً من أيِّ عيب أو نقص ، ومعناهما ليس محصوراً بإطار التفسير المعروف - تقليديّاً - بأنّه قرآن بلغة قوم العرب ... هو قرآنٌ بلغة قوم العرب ، ولكنّ هذا المعنى يأتي من جملة المعاني المُرادة ، لأنّ لغة قوم العرب تحمل المفردات القرآنيّة الفطريّة الموحاة من الله تعالى كما رأينا .. و الدليل في هذا المذهب من التفسير هو الآتي :
1 - قوله تعالى ( لعلّكم تعقلون ) في نهاية الآية الكريمة ، هو خطاب للبشريّة جمعاء ، وليس خطاباً خاصّاً بالعرب دون غيرهم ، لأنَّ القرآن الكريم أنزله الله تعالى لجميع البشر وليس للعرب وحدهم ..(1/2750)
( يأيّها الناس قد جاءكم برهن من ربّكم وأنزلنا إليكم نوراً مُبيناً (174) فأمّا الذين ءامنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضل ويهديهم إليه صرطاً مستقيماً ) [ النساء : 4/174-175 ]
( وما أرسلنك إلاّ كافَّة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ سبأ : 34/28 ] ) ..
وإنَّ الجزم بإنّ الكلمتين ( قرءناً عربيّاً ) لا تعنيان إلاّ قرآناً بلغة قوم العرب ، يقتضي أنّ نهاية الآية الكريمة ( لعلّكم تعقلون ) خطابٌ موجّهٌ حصراً للعرب .. وهذا يتعارض مع حقيقة القرآن الكريم ككتاب للبشريّة جمعاء ..
2 - ودليلٌ آخر على أنّ كلمة ( عرب ) تعني التمام والكمال والخلو من العيب والنقص ، هو قول الله تعالى : ( إنّا أنشأنهنَّ إنشاءً (35) فجعلنهنَّ أبكاراً (36) عُرُباً أتراباً ) [ الواقعة : 56/35-37 ]
فكلمة ( عُرُباً ) مشتقّة من الجذر ( ع ر ب ) ، ولا تخرج في معناها عن إطار المعنى الذي يحمله هذا الجذر ، ونرى أنّها لا يمكن أن تعني أنَّ أُولئك اللاتي سينشأهنّ الله تعالى في الآخرة لأصحاب اليمين ينتمين لقوميّة مُحدّدة .. فالأولى بمعيار القرآن الكريم عقلاً ومنطقاً أن يكون معنى كلمة ( عُرُباً ) هو أنّ اللاتي سينشأهنّ الله تعالى في الآخرة ، كاملات تامّات خاليات من أيِّ عيب أو نقص ..
3 - ومن متعلّقات القرآن الكريم كونه عربيّاً أنّه غير ذي عوج ..
( ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كلِّ مثلٍ لعلّهم يتذكرون (27) قرءاناً عربيّاً غيرَ ذي عِوَجٍ لعلّهم يتَّقون ) [ الزمر : 39/27-28 ]
4 - والقرآن الكريم عربي لأنّه فُصّلت آياته تفصيلاً كاملاً لكلِّ عالمٍ ومتعلّمٍ يريد أن ينهل من علومه ..
( كتب فُصِّلت ءايته قُرءاناً عربيّاً لقوم يعلمون ) [ فصّلت : 41/3 ]
5 - والله تعالى أنزل القرآن الكريم حال كونه حُكماً تامّاً كاملاً لا عيب فيه ولا نقص ..
( وكذلك أنزلنه حُكماً عربيّاً ) [ الرعد : 13/37 ](1/2751)
فالحكم مسألة مُجرّدة تماماً عن اللغة من حيث خصوصيّتها القوميّة ، وبالتالي نرى أنَّ كلمة ( عربيّاً ) تُبيّن لنا وجه الكمال والتمام والخلو من أيِّ عيب أو نقص في الحكم الذي أنزله الله تعالى ..
6 - ومن خصائص إنزال القرآن الكريم أنّه أُنزل بلغة و أسلوب وتبيان ( لسان ) ، بحيث يتّصف بالكمال والتمام والخلو من أيّ عيب أو نقص .. وليس بلغة وأسلوب وتبيان كتبيان البشر الذي لا بُدّ وأن يحمل العيب والنقص ، لأنّ علم البشر - مقارنة مع علم الله تعالى - علمٌ ناقصٌ ..
( ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يُعلِّمه بشرٌ لسان الذي يُلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربيٌّ مبين ) [ النحل : 16/103 ]
( نزلَ به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المُنذِرين (194) بلسان عربيٍّ مُبين ) [ الشعراء : 26/193-195 ]
( وهذا كتب مصدِّقٌ لساناً عربيّاً ليُنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ) [ الأحقاف : 46/12 ] ..
ففي الآية الأخيرة نرى أنّ الذين يُنذرهم القرآن الكريم ( الذين ظلموا ) ، والذين يُبشّرهم القرآن الكريم ( المحسنين ) ، موجودون في كلِّ الأمم ، وليسوا حصراً على قومٍ مُحدّدين ( قوم العرب ) .. ولذلك فالكلمتان ( لساناً عربيّاً ) تعنيان لغةً وأسلوباً وتبياتاً كاملاّ تامّاً خالياً من أيِّ عيب أو نقص ..
وحكمة الله تعالى تقتضي أن يُرسل كلّ ُرسولٍ بلغة قومه وبأسلوبهم وبطريقة تبيانهم ، حتى يُبيّن لهم المنهج الذي يحمله ..
( وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليُبيِّن لهم ) [ إبراهيم : 14/4 ](1/2752)
ولذلك فجميع الرسالات السابقة نزلت ( صياغة ) بلغات البشر الوضعيّة ، لأنها تحمل مناهج لأقوامٍ مُحدّدين في أزمنة مُحدّدة ، وبالتالي لم تكن قولَ الله تعالى ، إنّما كانت فقط كلامَ الله تعالى .. بينما نرى أنَّ منهج البشريّة جمعاء ( القرآن الكريم ) نزل قولاً لله تعالى ، بلغةٍ فطريّة نطق بها أبو البشريّة جمعاء ( آدم عليه السلام ) ، في العالمين ( عالم الأمر وعالم الخلق ) ..
فمنهج البشريّة جمعاء لا بُدّ أن يكون بلسانٍ فطريٍّ يجمع البشريّة جمعاء ، وبلغة فطريّة هي اللغة الأولى التي عرفتها البشريّة .. وهذا لم يتوفّر إلاّ باللغة الفطريّة التي حافظ عليها الأميّون ( لغة ) منذ آدم عليه السلام إلى مبعث مُحمّد صلى الله عليه وسلم..
ومن مشتقّات الجذر ( ع ر ب ) كلمة الأعراب والتي تصوِّر لنا البشر الذين يتظاهرون بالكمال والتمام ولا يعترفون بعيوبهم ، فهمزة التعدّي تُبيّن لنا - إضافة لما يبيّنه لنا القرآن الكريم من صفات الأعراب - أنّهم يتعدّون على صفة الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص ، هذه الصفة التي لا يتّصفون بها ..
والجزم بتفسير كلمة الأعراب في جميع كُتب التفسير ، بأنّها لا تعني إلاّ البدو ( سكان البادية ) ، يتعارض تماماً مع روح القرآن الكريم ، الذي يصف البشر ويُقيّمهم حسب انتماءاتهم العقيديّة ، لا حسب انتماءاتهم الجغرافيّة والإقليميّة ..
ولو كانت كلمة الأعراب لا تعني إلاّ البدو ( سكان البادية ) ، لاستُبدلت - في كتاب الله تعالى - بكلمة البدو ، فكلمة البدو كلمة قرآنيّة ، وفي القرآن الكريم لا تُوجَد كلمة مُرادفة لكلمة أُخرى بالمعنى الذي يتصوّره بعض البشر ..
( وقد أحسن بي ربّي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البَدوِ ) [ يوسف : 12/ 100 ](1/2753)
ومما يُقابل كلمة عربي التي تعني - كما رأينا - الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص ، هو كلمة ( أعجمي ) ، التي تعني عدم الكمال وعدم التمام ، وتعني وجود العيب والنقص .. يقول الله تعالى ..
( ولو نزَّلنه على بعض الأعجمين (198) فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين (199) كذلك سلكنه في قلوب المجرمين (200) لا يُؤ منون به حتى يَروا العذاب الأليم ) [ الشعراء : 26/198-201 ]
من الواضح في هذه الصورة القرآنيّة أنَّ كلمة ( الأعجمين) لا تعني أبعاداً قوميّة ، ولا تعني غيرَ البشر ، إنَّما تعني صفاتٍ سلبيّةً في نفوس بعض الأعجمين ، تحمل من العيب والنقص والابتعاد عن الحق ما يجعلهم لا يُؤمنون بالقرآن الكريم ، ولا يرون فيه الحقَّ ودلائل الإعجاز التي تُبيّن كماله وتمامه وخلوّه من أيِّ عيب أو نقص ..
ولو أخذنا هذه الكلمة ( الأعجمين ) حسب المعنى الذي ذهبت إليه التفاسير ، لتناقض ذلك مع ما يحمله القرآن الكريم من أدلّة ، ومع الواقع الذي نراه بأمِّ أعيننا ..
- يتناقض هذا المذهب من التفسير مع كون القرآن الكريم أُنزل للبشريّة جمعاء ، وليس لقوم العرب وحدهم .. فبعض الأعجمين ( إن كانت كلمة الأعجمين تحمل معنىً قوميّاً كما تذهب التفاسير ) أُنزِل عليهم القرآن الكريم ، لأنّهم من جملة الناس الذين أُنزل إليهم القرآن الكريم .. وبالتالي فالآية الكريمة ( ولو نزَّلنه على بعض الأعجمين ) لا يُمكن أن تعني بعض ما هو ليس من قوم العرب ، لأنّ المجرمين الذين تصفهم الآيات الكريمة التالية لهذه الآية ، والذين لا يُؤمنون بالقرآن الكريم حتى يروا العذاب الأليم ، موجودون في قوم العرب وفي كلِّ الأقوام ..(1/2754)
- ويتناقض هذا المذهب من التفسير مع الواقع ، فغير العرب الكثير منهم آمن بالقرآن الكريم ، والله تعالى يقول عن بعض الأعجمين ( ما كانوا به مؤمنين ) ..فلا تُوجد أُمّة إلاّ وفيها من آمن بالقرآن الكريم .. ولذلك فإنَّ الجزم بأنَّ العبارة القرآنيّة ( بعض الأعجمين ) تعني بعض القوميّات الأخرى ، يتناقض مع وجود المؤمنين بالقرآن الكريم في كلِّ القوميّات ، ومع كون القرأن الكريم منهجاً لكلِّ القوميّات دون استثناء ..
والآية الكريمة التالية ، بتفسيرها المنسجم مع روح القرآن الكريم ككتاب مُنزل للبشريّة جمعاء ، ومع ساحة رسالة محمّد صلى الله عليه وسلم والتي هي للبشريّة جمعاء ، تُؤكّد صحّة التفسير لكلمة أعجمي ..
( ولو جعلنه قُرءاناً أعجميّاً لقالوا لولا فُصِّلت ءايته ءَأعجميٌّ وعربيٌّ قل هو للذين ءامنوا هُدىً وشِفاءٌ والذين لا يُؤمنون في ءاذانهم وَقرٌ وهو عليهم عمىً أُولئك يُنادون من مكان بعيد ) [ فصّلت :41/44 ]
ذهبت التفاسير - تقليداً - إلى أنّ كلمة ( ءَأعجميٌّ ) في هذه الآية الكريمة تعني قرآناً بلغة غير قوم العرب ، وإلى أنّ كلمة ( وعربيٌّ ) تعني رسولاّ عربيّاً ، أو قوماً عرباً .. وهذا المذهب من التفسير يتعارض مع القرآن الكريم في النقاط التالية :
1 - الكلمتان ( ءَأعجميٌّ وعربيٌّ ) كلمتان قرآنيّتان مُتتاليتان بينهما حرف عطف ، وإعادة كلٍّ منهما إلى أمرٍ مختلفٍ عن الأمر الذي تُعاد إليه الكلمة الأخرى دون إيِّ دليلٍ ، أمرٌ يتعارض مع انسجام روح النصّ القرآني .. فالأولى أن تُعاد الكلمتان إلى أمرٍ واحدٍ ..(1/2755)
2 - إذا كان المقصود - كما ذهبت التفاسير - بالعبارة القرآنيّة ( ولو جعلنه قرءاناً أعجميّاً لقالوا لولا فُصّلت ءايته ءَأعجميٌّ وعربيٌّ ) أنّه لو أُنزل القرآن الكريم بلغة قوميّة أُخرى ، لقال العرب - مُحتجِّين - كيف يكون القرآن بلغة مخالفة للغتهم القوميّة وللغة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لو كان هذا المذهب من التفسير صحيحاً ، لأدّى ذلك - سواء علم من يجزم بهذا التفسير أم لم يعلم - إلى أنَّ لغير العرب مبرِّرات الاحتجاج على كون لغة القرآن الكريم تتعارض مع لغاتهم القوميّة ، وعلى كون لغة الرسول صلى الله عليه وسلم تتعارض أيضاً مع لغاتهم القوميّة .. وبالتالي فهذا المذهب من التفسير يتعارض تماماً مع حقيقة القرآن الكريم ككتاب للبشريّة جمعاء ، ومع حقيقة بعث محمّد صلى الله عليه وسلم للبشريّة جمعاء ، بعيداً عن القوميّات ولغاتها ..
3 - نهاية الآية الكريمة ( قل هو للذين ءامنوا هُدىً وشفاءٌ والذين لا يُؤمنون في ءاذانهم وَقرٌ وهو عليهم عَمىً أُولئك يُنادون من مكان بعيد ) ، تُبيّن حقيقة تفاعل البشريّة جمعاء مع القرآن الكريم ، وليس العرب وحدهم ، فانقسام البشريّة إلى قسم يؤمن به وقسم لا يؤمن به ، مسألة لا يمكن حصرها بقوم العرب ..
إنَّ الله تعالى يقول لنا من خلال هذه الصورة القرآنيّة ، ولو جعلنا هذا القرآن بماهيّة ليست كاملة وليست تامّة وليست خالية من أيِّ عيب أو نقص ، ولو جعلنا آياته ليست مفصَّلة وليست مبيّنة بتمام كامل من أيِّ عيب أو نقص ، لكان القرآن الكريم حاوياً على العيب والنقص ، ولرأوا فيه العيب والنقص ، ولحسبوا أنَّ فيه من الكمال والتمام حسب ما يناسب أهواءهم من هذا العيب ، وبالتالي لقالوا كيف يكون ذلك ، أعيب ونقص ، وكمال وتمام..(1/2756)
وهكذا نرى كيف أنّ الكمال والتمام والخلو من العيب والنقص ، وهذا ما يتّصف به القرآن الكريم ، كتاباً وحُكماً ولساناً ، هو نتيجة لكون مفرداته فطريّة مُوحاة من الله تعالى بعيداً عن أيّ اختيارٍ بشريٍّ ، ونتيجة لربط هذه المفردات مع بعضها بعضاً في العبارة القرآنيّة ، وفق حكمة مطلقة وعلمٍ مطلقٍ من الله تعالى ..
---------------
http://up3.w6w.net/upload/22-02-2006/w6w_20060222125040258ee138.gif
---
عبدالرحيم
03-10-2006, 04:17 PM
أخي المكرم..
أخشى أن ما ذكرته فيه من التكلف الكثير؛ فهو لا يستند إلى دراسة علمية تاريخية، وأحسب الإخوة عبد الله الشهري وأبو عبد المعز يفيدون أكثر فيها..
وقضية قِدم اللغة العربية ورجوعها إلى بداية الزمن البشري.. تناولتها كثير من الدراسات، وبعض منها لا يكاد يخلو من:
- الهوى والتعصب للعربية؛ رداً على نزعات الشعوبية.
- الخطأ البشري من الدارسين وعدم معرفة العلمية بأصول اللهجات واللغات وتاريخها ومنهجية تطورها..، ولا يُنكَر أثر المكتشفات التاريخية الحديثة وفك رموز مختلف النقوش.. على تطور علم (الأنثروبولوجيا) التي لو اطلع سلفنا من العلماء عليها، لاختلفت كثير من اجتهاداتهم (حول هذا الموضوع طبعاً).
ولكن فلنتكلم في سنن الله الكونية، بخاصة في موضوع الرسل والرسالات..
القاعدة في وضوح (إبانة) خطاب النبي مع قومهم، وسنة الله تعالى لخصها سيدنا موسى عليه السلام بكلمتين: " يَفْقَهُوا قَوْلِي ".
هذا بشكل عام يشمل الأنبياء من لدن آدم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام،
أما بخصوص ما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فقول الله تبارك وتعالى: " إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " [الزخرف: 3].
يدل بكل وضوح أن القرآن الكريم " عربيٌّ يُفسَّر وفق قواعد اللغة، ولا يصرف عن ظاهره بالتخمين.." [1]
فالقرآن يُفهم حسب أساليب العرب، ومعهودهم في الكلام.(1/2757)
وبه تفسَّر كلمة (مبين)
- في سورة النحل: " وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ(103) ".
- والشعراء: " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ(195) ".
- وفصلت: " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ آَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ .. (44) ".
الأمر يسير، ولا يحتمل كل هذا التكلف ..
تأمل ...
قال الفضل بن سهل " القرآن لا يبلغه عقلٌ، ولا يقصر عنه فهم ". [2]
بالنسبة لقيام الحجة بالقرآن الكريم على غير العرب، فهي بشتى وجوه الإعجاز القرآني العلمي والتاريخي والتشريعي.. ومن اليسير تعليمهم كثيراً من الإعجاز البياني.
أما تبليغ أحكام القرآن الكريم لغير العرب، فيفسره أن عدد العرب 200 مليون، في حين أن عدد المسلمين 1300 مليون.
===============
1) مجموعة أعمال عباس محمود العقاد 6/533.
2) البصائر والذخائر، أبو حيان التوحيدي 7/46 (143).
---
فاروق
03-10-2006, 09:08 PM
بسم الله..
كلام جميل.. جزاك الله خيرا..
---
(1/2758)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مجموعة بحوث عن الثعالبي وتفسيره الجواهر الحسان
---
مجموعة بحوث عن الثعالبي وتفسيره الجواهر الحسان
---
أبومجاهدالعبيدي
07-23-2005, 11:05 AM
افتح هنا للإطلاح على مجموعة بحوث حول الثعالبي وتفسيره الجواهر الحسان (http://www.marwakf-dz.org/MouhadaratsQ/resumouhadarat.php?nousbouq=4)
---
عبدالرحمن الشهري
08-09-2005, 08:16 AM
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد على هذه الفوائد.
تعريف بالشيخ عبد الرحمن الثعالبي :
أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجعفري نسبة إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه و سلم ، من كبار علماء الجزائر في القرن التاسع الهجري
ولد الثعالبي سنة 784هـ بناحية وادي يسر على نحو ست و ثمانين كيلومترا بالجنوب الشرقي من عاصمة الجزائر، و هو موطن آبائه و أجداده الثعالبة أبناء ثعلب بن علي من عرب المعقل فنشأ نشأة علم و صلاح و تقوى . وتوفي سنة 875هـ .
---
(1/2759)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > التصرف عن الغير بخلاف ما تقتضيه المصلحة
---
التصرف عن الغير بخلاف ما تقتضيه المصلحة
---
عبدالرحمن السديس
02-24-2006, 09:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله واسع العطاء المتفضل بالنعماء أحمده حمدا يليق بعظمته وجلاله ، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم النبي الخاتم أكرم الخلق ، وأعظمهم عند الله مقدارا . أما بعد :
فإن هذه الشريعة الغراء الكاملة قد أُحكمت من لدن حكيم خبير ، وجُعلت رحمة للعباد، بنيت على جلب المصالح لهم ، ودرء القبائح عنهم.
الدين مبني على المصالح * في جلبها والدرء للقبائح .
ومن المصالح التي جاءت بها الشريعة : تكليف بعض الناس بالقيام على بعض الأمور المتعلقة بمصالح المسلمين ، وتدبيرها .. كالإمام الأعظم ، ومن دونه من أصحاب الولايات بأنواعها ، كناظر الوقف ، ومتولي مال اليتيم .. ونحوهم .
وهؤلاء القائمون بهذه المهام الجليلة موكلون في التصرف فيما تحت أيديهم بما تقتضيه المصلحة ، ولا يحل لهم التصرف بخلاف ذلك .
وهذه المسألة المهمة قد ذكرها العلماء في كتب القواعد الفقهية بألفاظ مختلفة مؤداها واحد أو متقارب فمن ذلك قولهم :
• (منزلة الإمام من الرعية منزلة الوليّ من اليتيم) .
• (كل متصرف عن الغير عليه أن يتصرف بالمصلحة)
• (تصرف الإمام منوط بالمصلحة)
• (تصرف الإمام للرعية * أنيط بالمصلحة المرعية)
• (التصرف على الرعية منوط بالمصلحة)
ونحو ذلك مما تجده مدوّن في كتب القواعد ، والأشباه والنظائر ، والفروق ، وكتب الفقه ، وغيرها .
قال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوي 32/53:(1/2760)
وأوجب الله على أولياء النساء أن ينظروا في مصلحة المرأة لا في أهواءهم ، كسائر الأولياء والوكلاء ممن تَصرف لغيره ؛ فإنه يقصد مصلحة من تصرف له لا يقصد هواه ؛ فإن هذا من الأمانة التي أمر الله أن تؤدى إلى أهلها فقال {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} ، وهذا من النصيحة الواجبة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم ". اهـ
وقال العلامة الفقيه الشافعي العز بن عبد السلام في قواعد الإحكام 2/75:
فصل: في تصرف الولاة ونوابهم
يتصرف الولاة ونوابهم بما ذكرنا من التصرفات بما هو الأصلح للمولى عليه درءا للضرر والفساد , وجلبا للنفع والرشاد , ولا يقتصر أحدهم على الصلاح مع القدرة على الأصلح ؛ إلا أن يؤدي إلى مشقة شديدة , ولا يتخيرون في التصرف حسب تخيرهم في حقوق أنفسهم ، مثل: أن يبيعوا درهما بدرهم , أو مكيلة زبيب بمثلها ، لقول الله تعالى : {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }, وإن كان هذا في حقوق اليتامى ؛ فأولى أن يثبت في حقوق عامة المسلمين فيما يتصرف فيه الأئمة من الأموال العامة ; لأن اعتناء الشرع بالمصالح العامة أوفر وأكثر من اعتنائه بالمصالح الخاصة , وكل تصرف جر فسادا أو دفع صلاحا = فهو منهي عنه ، كإضاعة المال بغير فائدة ..
وقال العلامة القرافي المالكي في الفروق 4/76:(1/2761)
اعلم أن كل من ولي ولاية الخلافة فما دونها إلى الوصية لا يحل له أن يتصرف إلا بجلب مصلحة ، أو درء مفسدة لقوله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } ، ولقوله عليه السلام " من ولي من أمور أمتي شيئا ثم لم يجتهد لهم , ولم ينصح فالجنة عليه حرام " .. اهـ
وقال الفقيه الحنفي ابن نجيم في الأشباه والنظائر ص139:
تصرف القاضي فيما له فعله في أموال اليتامى ، والتركات ، والأوقاف مقيد بالمصلحة ، فإن لم يكن مبنيا عليها = لم يصح .
وفي المنثور في القواعد للفقيه الزركشي الشافعي 1/309:
تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة نص عليه : قال الفارسي في عيون المسائل : قال الشافعي ـ رحمه الله ـ: "منزلة الوالي من الرعية : منزلة الوليّ من اليتيم " انتهى .
وهو نص في كل وال . اهـ .
إذا تقرر هذا فإنك ترى في هذه الأزمنة بعض ممن يتولى أموالا عامة يتصرف فيها بخلاف المصلحة ..
ولست أعني من كان غير أهل لتولي مثل هذه الولايات كما هو حال كثير ممن أوكل له التصرف في بعض أمور المسلمين اليوم ، فهؤلاء البلاءُ بهم كبير ، وهم غير مؤتمنين على ما تحت أيديهم ، ولا يظن بهم إلا فعل ما ينتفعون به !
وإنما أعني أهل الفضل والخير ، ومن احتسب الأجر ، وعمل متطوعا لوجه الله ، ونفع المسلمين ، فإنك تجد من بعضهم تجاوزا في التصرف في الأموال العامة بغير ما تقتضيه المصلحة ، ويقع هذا إما غفلة ، أو جهلا ، أو تساهلا ، أو..الخ
و يختلف ذلك بحسب حال المتجاوز .
ومن أمثلة ذلك :
• أنك ترى من يجمع أموالا من الناس لبناء مسجد ، أو ترميمه .. الخ ، ثم ترى ألوانا من التصرف في هذا المال في غير محلها ، كزخرفة المسجد بأنواع من الزخارف ، ووضع الثريات الغالية ، وتكثير سماعات الصوت زيادة على حاجة المسجد .. ونحو ذلك .(1/2762)
• وتجد مَن يجمع أموالا لبعض دور تحفيظ القرآن .. ثم تجده قد صرف من هذه الأموال على مكتب إدارة الحلقات واشترى تجهيزات المكتب من أفخر الموجود .
• وكذا مَن يجمع أموالا لتفطير الصائمين ثم لا يجتهد في التعامل مع هذا المال بالأفضل والأرخص مع الإمكان .
ونحو ذلك من التجاوزات ..
فأذكِر نفسي ، وإخواني بعظم المسؤولية ، وخطورة الأمر ، فهذه حقوق للعباد مبناها على المشاحة ، ومصالح للخلق قد ائتمنتم عليها ؛ فاتقوا الله فيما وليتم ، وتناصحوا بينكم ، وتداركوا ما فرطتم فيهم قبل ألا يكون دينار ولا درهم .
والله أعلم .
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
---
عبدالرحمن السديس
02-28-2006, 06:59 PM
ومن الأمور التي كثر التجاوز فيها مؤخرا : الإعلانات عن الدروس والمحاضرات .
فإنك تجد المبالغة الشديدة في نوع الورق ، وحجمه ، وعدد الإعلانات .
دخلت المسجد قبل يومين فوجدت ثلاث إعلانات ملصقة لبدء التسجيل في حلقات التحفيظ بأحد المساجد ، مع أن المسجد ليس له إلا باب واحد !
ووجدت عشرة أخرى وضعت جانبا على رف الكتب !
وحجم هذه الإعلانات كبير : العرض 45 سم في 75 سم ! تقريبا
---
أبو محمد الظاهرى
03-02-2006, 08:00 PM
جزاكم الله خيراً
---
(1/2763)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العلامة ابن باديس يبدع في علم المناسبة
---
العلامة ابن باديس يبدع في علم المناسبة
---
علال بوربيق
05-19-2006, 01:30 AM
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قال العلامة عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – وهويفسر المعوذات :
"ولهاتين السورتين خصوصية غير المناسبات التي يذكرونها في ارتباط بعض السور بالبعض ويستخرجون منها بالتدبر مالا يحصى من الأنواع ، وهذه الخصوصية هي ختم القرآن بهما . وترتيب السور توفيقي ليس من صنيع جامعي المصحف كما ذكره السيوطي في الاتقان وجماعة .
و يستطيع دارس القرآن ومتدبره ومقلبه ، بالذهن المشرق والقريحة الصافية ، أن يستخرج من الحكم في هذا الختم بهما أنواعا .
ولكن أجلاها وأوضحها: أنهما ختما على كنوز القرآن في نفس المؤمن ، وتحصين لهذه النعم المنشأة له من القرآن قبل أن يكدرها عليه كيد كائد أو حسد حاسد فإن من أوتي الشيء الكريم ، ورزق النعمة الهنية هو الذي تمتد إليه أيدي الأشرار وألسنتهم بالسوء وتقذفه عيونهم بالشرر وتتطلع إليه نفوسهم بالحسد والبغضاء ويشتد عليه تكالبهم سعيا في سلبهم منه أو تكديره عليه ، وبقدر النعمة يكون الحسد ، وعلى مقدار نفسه ماتملك ، تكون هدفا لمكائد الكائدين وتأتيك البلايا من حيث تدري ولا تدري.
ومن أوتي القرآن فقد طوى الوحي بين جنبيه، وأوتي الخير الكثير، فهو لذلك مرمى أعين الحاسدين ومهوى أفئدة الكائدين ، فكان حقيقا وقد ختم القرآن حفظا أو مدارسة أو تلاوة أن يلتجئ إلى الله طالبا منه الحفظ والتحصين من شر كل كيد وحسد يصيبه على هذا الخير العظيم الذي كمل له هذه النعمة الشاملة التي تمت عليه." مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص: 369-370
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 11:23 AM(1/2764)
جزاك الله خيراً يا أستاذ علال . ورحم الله ابن باديس ، والمناسبة التي أشار إليها مناسبة لطيفة . وقد سبق عدد من العلماء الذين كتبوا في المناسبات إلى ذكر هذه المناسبة . وممن ذكرها العلامة ابن الزبير الثقفي الأندلسي في كتابه (البرهان في تناسب سور القرآن) ، حيث قال ص 247:(ولما كمل مقصود الكتاب - أي القرآن - ، واتضح عظيم رحمة الله به لمن تدبر آياته ، وأناب كان مظنة الاستعاذة واللجاء من شر حاسد ، وكيد الأعداء ، فختم بالمعوذتين من شر ما خلق ، وذرأ وشر الثقلين) . ونقله عنه البقاعي في نظم الدرر ، ولم أراجع تناسق الدرر للسيوطي فلعله ذكره ، ومثله الرازي في تفسيره .
---
علال بوربيق
05-26-2006, 12:04 PM
بارك الله فيك ، ونفع بك ، وجزاك الله كل خير
---
(1/2765)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات في آيات مختارات(1)
---
تأملات في آيات مختارات(1)
---
أحمد البريدي
06-02-2003, 11:08 PM
سلسلة أختار فيها آيات من كتاب الله تعالى في مواضيع متفرقة لنقف مع شيئ من معانيها دون الخوض في مسائلها التفصيلية التي يذكرها المفسرون .
كتبتها لما رأيت أكثر مقالات الموقع منصب اهتمامها بما يتعلق بالجوانب العلمية , والتي هي في الأصل , وسيلة لفهم القرآن وطريق إليه , راجياً منكم قبولها بصدر رحب , وبارك الله في جهود الجميع.
اللقاء الأول :تأملات في قول الله تعالى : " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاُ وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
الإنسان حينما يقدم على أمر يكون حافزه إما :عقله , أو عاطفته ؛ فالعقل والعاطفة يحتاجهما الإنسان دوماً حتى يزن الأمور كثيراً , فلا يصح تقديم العقل على العاطفة مطلقا ً, ولا العاطفة على العقل مطلقاً ولكن يحتاج الإنسان إلى نظر وتروٍٍٍ, حتى يختار , لكن متى ما اتفقت العاطفة مع العقل في اختيار أمر ما فإنه لاشك سيكون عين الصواب , وهذا ما نجده بيناً في هذه الآية .(1/2766)
كيف ذلك : يقرر الله تعالى في الآية أن القتال فرض على المؤمنين مع كراهيتهم له بحسب الطبيعة البشرية , فهو شاق وعظيم ؛ ذلك أن في الجهاد مفارقة الأهل والوطن والتعرض لذهاب النفس وإخراج للمال ؛ لكن هناك وعد من الله تعالى بأن ينقلب المكروه إلى خير حينما قال :" وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" وعسى من الله واجبة أي واقعة حتماً , هكذا قال ابن عباس وغيره من المفسرين , ولا يستثنى على الصحيح من هذا المعنى شيئاً لا آية الإسراء ولا آية التحريم , وإنما أتت "عسى " بهذه الصيغة حتى لا يأمن الإنسان مكر الله , فيبقى دائم التعلق بالله تعالى ولذا فالمجاهد إذا خرج في سبيل الله إما أن يغنم ويظفر بعدوه , وإما أن يقتل ويتخذه الله شهيداً له الحياة الدائمة والتي تمنى أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم أن يقتل , ثم يحيى , ثم يقتل , ثم يحيى , ثم يقتل كما في الحديث الصحيح وهذا الكلام مما يقوي العاطفة ويشحذ الهمة بل يجعل من العقل أن لا يدع الإنسان هذه الفريضة , فهنا تجتمع العاطفة مع العقل في اتخاذ قرار الامتثال لأمر الله في هذه الآية , فيذهب الإنسان قد حمل روحه على كفه يبتغ القتل مظانه , ويتحمل المشاق العظيمة التي لم تأت هذه الآية لتنكر وجودها ولكن لتجعل منها لذة يتعبد الإنسان بها لربه ويهيأ لها النفس فتقبلها راضية محتسبة وفي المقابل هناك من يهمل هذه المعاني التي تجيش العاطفة وبالتالي فإن العقل يقول له : إن الدعة والسلامة لا يعدلها شيء , وهذا في الظاهر لكن في الباطن يكون شراً له فيتقوى عليه العدو فيحل به من الهوان والذلة وتسلط الأعداء , ما هو أشد على النفس من متاعب الجهاد والقتال في سبيل الله ؛ ولذا ختم الله تعالى الاية بقوله " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " أي يعلم مافيه صلاحكم وعزكم وفلاحكم ؛ فخاتمة الآية تترجم عن معناها , فالله حينما كتب عليكم القتال ,وفرضه عليكم رغم مافيه من المشقه الظاهره يعلم عاقبته(1/2767)
وثمرته وأنتم لا تعلمون ولم يحدد في الآية ما الذي لا نعلمه ؛ ليعم فلا نعلم متى ولا أين ولا كيف ذلك فحذف المعمول يؤذن بعموم العامل . أسأل الله ان يرزقنا فهم كتابه والعمل بما فيه .
وإلى اللقاء مح حلقة قادمة .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-20-2004, 07:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرتني هذه التأملات بما أورده ابن القيم رحمه الله حول هذه الآية في كتابه الفوائد :
قال : ( فائدة جليلة : { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم }
قوله تعالى : { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون } ( الآية : 216 من سورة البقرة . ) ، وقوله عز وجل : { وإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً } ( الآية : 19 من سورة النساء . ) ،
فالآية الأولى في الجهاد الذي هو كمال القوة الغضبية، والثانية في النكاح الذي هو كمال القوة الشهوانية، فالعبد يكره مواجهة عدوه بقوته الغضبية خشية على نفسه منه، وهذا المكروه خير له في معاشه ومعاده، ويحب الموادعة والمتاركة، وهذا المحبوب شر له في معاشه ومعاده، وكذلك يكره المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها خير كثير لا يعرفه، ويحب المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها شر كثير لا يعرفه، فالإنسان كما وصفه خالقه : ظلوم جهول فلا ينبغي أن يجعل المعيار على ما يضره وينفعه وميله وحبه، ونفرته وبغضه، بل المعيار على ذلك ما اختاره الله له بأمره ونهيه .(1/2768)
فأنفع الأشياء له على الإطلاق طاعة ربه بظاهره وباطنه . وأضر الأشياء عليه على الإطلاق معصيته بظاهره وباطنه، فإذا قام بطاعته وعبوديته مخلصا له فكل ما يجري عليه مما يكرهه يكون خيرا له، وإذا تخلى عن طاعته وعبوديته فكل ما هو فيه من محبوب هو شر له، فمن صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته علم يقيناً أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يحب .
فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها، فانظر إلى غارس جنة من الجنات، خبير بالفلاحة، غرس جنة وتعاهدها بالسقي والإصلاح حتى أثمرت أشجارها فأقبل عليها يفصل أوصالها ويقطع أغصانها؛ لعلمه أنها لو خليت على حالها لم تطب ثمرتها فيطعمها من شجرة طيبة الثمرة، حتى إذا التحمت بها واتحدت وأعطت ثمرتها أقبل يقلمها ويقطع أغصانها الضعيفة التي تذهب قوتها ويذيقها ألم القطع والحديد لمصلحتها وكمالها لتصلح ثمرتها أن تكون بحضرة الملوك، ثم لا يدعها ودواعي طبعها من الشرب كل وقت بل يعطشها وقتاً ويسقيها وقتاً ولا يترك الماء عليها دائماً، وإن كان ذلك أنضر لورقها وأسرع لنباتها، ثم يعمد إلى الزينة التي زينت بها من الأوراق فيلقي عنها كثيراً منها؛ لأن تلك الزينة تحول بين ثمرتها وبين كمال نضجها واستوائها، كما في شجر العنب ونحوه، فهو يقطع أعضاءها بالحديد . ويلقي عنها كثيراً من زينتها، وذلك عين مصلحتها، فلو أنها ذات تمييز وإدراك كالحيوان لتوهمت أن ذلك إفساد لها وإضرار بها، وإنما هو عين مصلحتها .(1/2769)
وكذلك الأب الشفيق على ولده بمصلحته، إذا رأى مصلحته في إخراج الدم الفاسد عنه بضع جلده (2) وقطع عروقه، وأذاقه الألم الشديد . وإن رأى شفاءه في قطع عضو من أعضائه أبانه عنه، كل ذلك رحمة به وشفقة عليه، وإن رأى مصلحته في أن يمسك عنه العطاء لم يعطه ولم يوسع عليه؛ لعلمه أن ذلك أكبر الأسباب إلى فساده وهلاكه، وكذلك يمنعه كثيرًا من شهواته حماية له ومصلحة لا بخلاً عليه، فأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم، ومن آبائهم وأمهاتهم إذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيراً لهم من ألا ينزله بهم، نظراً منه لهم وإحساناً إليهم ولطفاً بهم . ولو مكنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علماً وإرادة وعملاً، لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته، أحبوا أم كرهوا فعرف ذلك الموقنون بأسمائه وصفاته، فلم يتهموه في شيء من أحكامه وخفي ذلك على الجهال به، وبأسمائه وصفاته، فتنازعوا تدبيره وقدحوا في حكمته ولم ينقادوا لحكمه وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياساتهم الجائرة، فلا لربهم عرفوا، ولا لمصالحهم حصلوا، والله الموفق .
ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبه نعيمها إلا نعيم جنة الآخرة، فإنه لا يزال راضياً عن ربه والرضا جنة الدنيا ومستراح العارفين، فإنه طيب النفس بما يجري عليه من المقادير التي هي عين اختيار الله له، وطمأنينتها إلى أحكامه الدينية، وهذا هو الرضا بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً .(1/2770)
وما ذاق طعم الإيمان من لم يحصل له ذلك، وهذا الرضا هو بحسب معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسن اختياره . فكلما كان بذلك أعرف كان به أرضى، فقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة، لا يخرج عن ذلك ألبتة، كما قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور : " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك . أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي . ما قالها أحد قط إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحاً قالوا : أفلا نتعلمهن يا رسول الله ؟ قال : بلى ينبغي لمن يسمعهن أن يتعلمهن " .
والمقصود : قوله " عدل في قضاؤك " وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده من عقوبة أو ألم . وسبب ذلك فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب، وهو عدل في هذا القضاء، وهذا القضاء خير للمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن " .
قال العلامة ابن القيم : فسألت شيخنا : هل يدخل في ذلك قضاء الذنب ؟ فقال : نعم؛ بشرطه، فأجمل في لفظه " بشرطه " ما يترتب على الذنب من الآثار المحبوبة لله من التوبة والانكسار والندم والخضوع والذل والبكاء وغير ذلك . )
وأخيراً أرجو من الشيخ أحمد أن يواصل تأملاته القيمة فكم نحن بحاجة إليها .
---
المنهوم
05-20-2004, 11:48 AM
اللهم ارزقنا فهم كتابك
وجميل خطابك
وحلاوة كلامك
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
---
(1/2771)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > قراءة جديدة لألفاظ القرآن الكريم والسنة المطهرة
---
قراءة جديدة لألفاظ القرآن الكريم والسنة المطهرة
---
الحضار
01-14-2006, 02:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن تلا .
وبعد
فكلنا نعلم ما للألفاظ من أهمية كبيرة لتوضيح قصد المتكلم ، وتوضيح مراده .
ومن الألفاظ ما يدل على مجموعة معانٍِ جمعت في لفظ واحد لدلالة عليه طلبا للاختصار، وهذه الألفاظ مبثوثة بالوحيين ، ويتطلب لمعرفتها معرفة باللغة العربية ، وأساليب العرب في لغتهم .
ومن الملفت للنظر أن هذه الألفاظ إن حصل لبس في معرفة بعض معانيه فإنه سوف يدخل فيه ما لم يقصده المتكلم أو يخرج شيء مما أراده المتكلم ، وفي كلا الحالتين سيحدث تحريف أو تبديل لمراد المتكلم .
والخطب يزداد خطورة حينما يقع في الوحيين ، وعندها يقع الإحداث في الدين المنهي عنه في الشريعة .
ويجدر بنا أن ننبه بأن الألفاظ (المصطلحات) في الوحيين لا يغني عنها ألفاظ أخرى ، وعند استخدام هذه المصطلحات الجديدة في جدال أو نقاش أو حوار يجب من تبيين المراد منها.
وبعد هذه المقدمة القصيرة أود أن أشرع في مقصودي من هذا الكلام وأود من الجميع من ذوي العلم والفهم من تقويمي فيما أخطأت به .
لقد كررت النظر في القرآن الكريم والسنة الشريفة في لفظة الكفر والإيمان كثيرا لمعرفة مراد الله ورسوله من هذا اللفظ (المصطلح) ، خصوصا أنه وقع كثير من الفتن والبدع بسبب عدم معرفة مراد الله ورسوله من هذا اللفظ .
وطلبا للاختصار نركز على ثلاث مطالب :
الأول : معنى الكفر والإيمان لغة وشرعا .
الثاني : العلاقة بين الإيمان والكفر .
الثالث : معرفة أقسام كل لفظ على ضوء ما جاء في الوحيين .(1/2772)
أشكر المشرفين على هذا المنتدى ، والسماح لي بأن أكون أحد أعضائه.
يتبع ...
الحضار
---
الحضار
01-15-2006, 05:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
نواصل ما بدأنا به من سبر غور معاني الكتاب الكريم والسنة المطهرة
وقبل الشروع في معرفة معاني الكفر والإيمان يجدر بنا أن ننبه لمسألة أصولية وهي :
هل الألفاظ الشرعية نقلت من معانيها اللغوية إلى معان جديدة ، أو أبقيت على معانيها اللغوية مع وجود شروط أضيفت إليها ؟
إن كان الجواب هو الأول فإن بحثنا هذا كله لا معنى له ، وإن كان الجواب هو الثاني فإن بحثنا هذا يكون مقبولا ، والذي أعتقده أن الألفاظ التي استخدمها الشارع لها المعاني اللغوية مع زيادة شروط لصحتها بينتها الشريعة وليس هذا موضع بحث المسألة وإن شئتم بحثها في موضوع جديد فلا بأس.
نرجع لموضوعنا من جديد
الكاف والفاء والراء أصل واحد يدل على الستر والتغطية هذا في اللغة.
السؤال الآن ما هي الشروط والقيود التي أضيفت للكفر حتى ينتقل المعنى اللغوي إلى المعنى الشرعي الذي نهى الشارع عنه .
يتبع إن شاء الله
أتمنى من الجميع إبداء هذه القيود مع ذكر الدليل على هذا الشرط أو القيد
أخوكم الحضار
---
الكشاف
01-16-2006, 06:58 AM
التطور الدلالي للمفردات القرآنية أمر مُسلَّم ومعروفٌ ، وقد تناوله عددٌ من العلماء المتقدمين كابن قتيبة وابن فارس وابن جني وغيرهم من أصحاب المعاجم والتفسير. وليس في فهم المفردات القرآنية على هذا الوجه - حسب تقديري- ما يصح تسميته بأنه قراءة جديدة كما ذكرتم ، ولم ألاحظ فيما تفضلتم به جديداً في القراءة ، فهلا أبنت لنا عن وجهة نظرك في عنونتك للموضوع بـ ( قراءة جديدة لألفاظ القرآن الكريم والسنة المطهرة ) ؟
---
(1/2773)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيفية نطق الجيم
---
كيفية نطق الجيم
---
سلطان الفقيه
01-25-2006, 02:15 PM
السلام عليكم:قبل عدة أيام قرأت على أحد المشايخ الكبار عندنا في اليمن فوجدت أنه ينطق الجيم بدون تعطيش، ويخرج حرف الجيم ومعه نفس.وقد كنت درست على عدة مشايخ ينطقون الجيم بدون نفس أي :بتعطيش.فما هو الصحيح في ذلك؟
---
مجدي ابو عيشة
01-26-2006, 05:22 PM
كانت مشكلتي في الجيم مدة طويلة وكان سببها خروج النفس مع الحرف . لم اتخلص من المشكلة الا عندما عرفت سببها .
---
عمار
01-26-2006, 06:43 PM
الأخ الكريم / سلطان الفقيه - وفقه الله - :
لو قلت لك لا يجوز تعطيش الجيم ربما يأتي شخصٌ آخر ويقول بل يجب تعطيشها من غير مبالغة وهكذا قرأتها على شيخي بالسّند المتّصل...ويأتي الثالث ويقول بل قرأتها على شيخي بدون تعطيش!!
أخي الكريم...:
أولا : الجيم - كما هو معلوم لديكم - تخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ، بمعنى : أن وسط اللسان يصطدم بما يحاذيه من الحنك الأعلى فيتولد صوت الجيم. ولذا يجب على القارئ إخراج هذا الحرف من مكانه الصحيح.
ثانيا : يجبُ أن تُرَاعَى صفاتُ هذا الحرف...والذي يهمنا هنا هو جهرها وشدتها.
الخلاصة - باختصار شديد - :
1-) احذر أن يجْريَ النّفس مع هذا الحرف لأن جريان النفس يكون عند النطق بالحروف المهموسة.
2-) احذر أن يَجْرِي الصّوتُ مع الجيم لأنك إنْ أجريتَه تكون قد منحتَ هذا الحرف صفة الرّخاوة وسلبته حقه في كونه شديدا.
3-) احذر أن تجعل الجيم شينا! بمعنى : لو انتشر الهواء أو النفس داخل فمك تكونُ قد ظلمتَ هذا الحرف لأنك منحتَه صفةً ليستْ من صفاته وهي التفشّي.
---
سلطان الفقيه
01-26-2006, 10:38 PM
الاخ عمار:اذن القول الصحيح هو تعطيش الجيم.أليس كذلك؟
---
عمار
02-02-2006, 03:40 AM(1/2774)
الصحيح هو أن تنطق الجيم بدون نفس بغض النظر عن المسمّيات...(إن كان التعطيش هو حبسُ النفس والصّوتِ عند النطق بها مراعاةً لجهرها وشدتها فهو الصحيح )
وإن التزمتَ بما ذكرتُه لك في الخلاصة أعلاه يكونُ نطقك للجيم صحيحًا إن شاءَ الله...فاحرص - بارك الله فيك - على أن تكونَ الجيمُ شديدة مجهورة...والله الموفق.
---
أبو إياد
05-01-2006, 03:53 AM
حرف الجيم من حروف الشدة، ومن حروف الجهر، يعني أنه لا يمتد فيها الصوت ولا يمتد فيها النفس، ولا بد من الحرص على هاتين الصفتين لأنهما يصعب إتقانهما في هذا الحرف خصوصاً حال تشديده
واحرص على الشدة والجهر الذي فيها وفي الجيم.......
أختم بفائدة، وهي أنه -عند التمرين- تستطيع ضبط هاتين الصفتين إذا اصطكت أسنانك الأمامية ببعضها، وبذلك تحبس النفس والصوت في الجيم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
---
محمود الشنقيطي
05-01-2006, 10:29 AM
أنا أعتقد أنه مهما كتب إخوتنا الأفاضل ودونوا في طريقة إخراج هذا الحرف فلن تتبين حقائق مقاصدهم من خلال الكتابة فحسب, وعليه فإني أوجه أخي الكريم سلطان القيه إلى التلقي عن الثقات من القراء, وما دام كما ذكر قد قرأ على عدة مشائخ فلا بد أنه حصل على قدر من القدرة على التمييز بين النطق السليم وغيره.
أما أخي الكريم: عمار
فأقول له: لا تثريب على من ناقش أو نوقش في تلك المسائل المتعلقة بالأداء وقال: هكذا قرأتها على شيخي بالسند المتصل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فهذا السند هو الأصل الذي لا ينبغي العدول عنه إلى غيره...
وإن كنت متيقنا أن إيرادك لذلك لم يكن على سبيل الإنكار ولكني أحببت التذكير..
---
عمار
05-01-2006, 03:12 PM
الأخ الكريم / محمود الشنقيطي - حفظه الله تعالى - :
أوافقك في ما قلتم - بارك الله فيكم - لكن الكتابة من باب التقريب والتوضيح فقط ، وإلا فالأساس في تعلم التجويد هو التلقي والمشافهة.(1/2775)
والجيم من الحروف التي نبه عليها علماء هذا الفن حيث قال الإمام السخاوي (ت643هـ)
- رحمه الله - في نونيّته:
والجيم إن ضعفتْ أتتْ ممزوجة ** بالشين مثل الجيم في المرجان
وقال شيخ القراء وإمام هذا الفن ابن الجزري (ت833هـ) -رحمه الله- في مقدمته :
وباء برقٍ باطل بهم بذي ** واحرص على الشدة والجهر الذي
فيها وفي الجيم كحب الصبر ** ربوةٍ اجتثت وحجّ الفجر
فاحرصْ أيها القارئ -بارك الله فيك- على الشدة والجهر عند نطقك للجيم لِيَخْرُجَ هذا
الحرفُ -بإذن الله- سليما معافى ، واحرص على التلقي رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل.
---
ابو حنين
05-01-2006, 03:31 PM
هل معنى هذا ان انطق يكون كأنه تاء مخلوطة بشين ؟؟ أم ما هو المقصود ؟؟
---
عمار
05-01-2006, 03:50 PM
هل معنى هذا ان انطق يكون كأنه تاء مخلوطة بشين ؟؟ أم ما هو المقصود ؟؟
أخي الفاضل...لم يتبين لي مرادك بارك الله فيك؟!
---
ابو حنين
05-01-2006, 03:55 PM
اقصد ما معنى التعطيش ؟؟ هل أن يكون مثل نطق (( تشا )
---
عمار
05-01-2006, 04:29 PM
أخي الكريم/
باختصار شديد..الجيم الفصيحة حرفٌ متّصفٌ بالجهر والشدة كما بيّنا ذلك سابقا ، ولذا يلزم عند نطقها حبس النفس والصوت. ولا يصح جريان النفس معها بتاتا ، وبهذا قرأتُ على مشايخي بارك الله فيهم.
أخي الكريم..بما أنكم تقيمون في أمريكا فعليكم بشيخي/ فضيلة الشيخ وليد بن إدريس
منيسي ، فالشيخ - حفظه الله تعالى- من أصحاب الإجازات والأسانيد العالية ومن علماء هذا الفن.
وكنتُ قد كتبتُ ترجمة موجزة عنه تجدها في هذا الرابط :
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1048
والشيخ - حفظه الله - إمامٌ لمركز دار الفاروق الإسلامي بمدينة منيابولس بولاية منيسوتا
وعضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية المفتوحة.
---
ابو حنين
05-01-2006, 05:52 PM
فهمت إن شاء الله .و انا بعيد في اقصى الجنوب .
---
عمار
05-18-2006, 09:09 PM
تنبيه هام:(1/2776)
ذكرتُ في تعقيباتي مصطلح " حبس النفس " كتعريف للجهر وهذا من باب التساهل ، وتماشيا مع ما بأيدي الإخوة من مؤلفاتٍ في علم التجويد لعلماء مُحْدَثون.
والصحيح أنّ انحباسَ النفس يكون في الشدة ، ولعلي أبسط الكلام حول هذه المسألة في موضوع جديد إن شاء الله.
---
سلطان الفقيه
05-18-2006, 10:04 PM
نحن منتظرون لذلك أخي عمار بارك الله فيك.
---
(1/2777)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة (ح/1)
---
اللقاء العلمي بالشيخ مساعد الطيار في المدينة (ح/1)
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-23-2007, 09:21 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد يسر الله لنا في المدينة النبوية بقيام الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله بزيارة علمية (يومي الأربعاء والخميس) الموافق 3- 4/2/1428هـ بدء فيها بشرح ( قسم الكتاب ) من كتاب الموافقات للشاطبي.
وقد صاحب الدورة جلستان علميتان مع فضيلته ومجموعة من المشايخ وطلبة العلم, وقد حصل فيها نقاش علمي وطرحت مسائل مفيدة تتعلق بالقرآن والتفسير وعلومهما, أحببت إثباتها هنا للفائدة.
اللقاء الأول: صباح الأربعاء الموافق3/2/1428هـ في ضيافة شيخنا د/ محمد العواجي سلمه الله
وسوف أذكر الفوائد العلمية على شكل نقاط ,, وأسأل الله السداد في نقل هذه الفوائد.
* تكلم الشيخ د. مساعد حفظه الله عن أهمية العناية بالقرآن وعلومه, والتفسير وخصوصا من المتخصصين في هذا المجال, وذلك لما يلاحظ في هذا الوقت من إقبال كثير من الناس ولله الحمد على كتاب الله والرجوع إليه, وكثرة الأسئلة حول التفسير وعلوم القرآن, والقراءات وهذه ظاهرة إيجابية تحتاج من أهل التخصص بذل مزيد من الجهد في خدمة هذا العلم العظيم.
* جرى حوار في هذا المجلس حول التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق وأهمية دراسته دراسة تأصيلية وضوابط الكتابة فيه وخصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع السنة.(1/2778)
فإن بعض المواضيع التي تُبحث في التفسير الموضوعي, تجد أن بيانه في السنة وتفصيله أكثر بكثير مما ورد في القرآن, فإن اقتصرنا على القرآن في التفسير الموضوعي فإن الموضوع بذلك لن يكون شموليا وبالتالي لن يعطي نظرة شمولية, وقد نبه إلى هذه المسألة الشيخ مساعد مشيرا إلى أنه إذا كان الأمر كذلك فإن هناك بعض المواضيع لا يصلح طرحها والكتابة فيها بطريقة التفسير الموضوعي.
و قد أشار الشيخ د. محمد العواجي حفظه الله إلى أن الكتابة في التفسير الموضوعي تسبقها مراحل مهمة ومنها: القراءة في التفسير التحليلي, ثم مرحلة القراءة في التفسير المقارن وجمع الأقوال المتوافقة والمتقاربة بعضها إلى بعض وكيفية التعامل مع اختلاف المفسرين والاستفادة منها في التفسير الموضوعي. بحيث لا يغفل الباحث الأوجه التفسيرية
كما أشار الشيخ محمد أيضا إلى أن كتاب: (تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن) للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله, يعتبر تفسيرا موضوعيا حيث قام بجمع الآيات في كل موضوع وفسرها تفسيرا موضوعيا, ونبه إلى أهمية دراسة منهج الشيخ ابن سعدي في التفسير الموضوعي من خلال هذا الكتاب, وكيفية استنباطه للأحكام والفوائد من الآيات.
* كما حصلت إشارة في المجلس عن استنباطات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من القرآن, وحصل تساؤل عن أقواله وتعليقاته في التفسير من خلال دروسه وفتاواه وتراثه العلمي ومدى إمكانية جمعها والاستفادة منها.
* ومن الفوائد العلمية كذلك: ماجرى من حوار حول الإعجاز العلمي, وأهمية النظر فيما يكتب وينشر حوله, نظرة علمية متخصصة من أهل التخصص في التفسير وعلوم القرآن
أسأل الله أن يبارك لنا في مشايخنا وعلمائنا وأن ينفعنا بعلمهم
وأساله تعالى أن ييسر بكتابة الحلقة الثانية
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
---
نواف الحارثي
02-23-2007, 11:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد(1/2779)
الا آذنتمونا يا أهل المدينة لعل المرء يرتب للمجيء للمدينة ؛ عفا الله عنكم .
آمل أن يبين لنا هل هذه الدروس مستمرة ؟
ومتى موعدها ؟
وهل تنقل مباشرة عبر الانترنت ؟ وعلى أي موقع ؟
شكر الله لكم .
---
محب القراءات
02-23-2007, 11:48 PM
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وجزى الشيخ الدكتور مساعد خير الجزاء على ما أتحفنا به من فوائد قيمة في المدينة
ونحن في انتظار الحلقة الثانية .
---
محمد العواجي
02-24-2007, 08:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالك أخي عن نقل دروس الشيخ الفاضل د.مساعد الطيار حفظه الله
ففي دورات المدينة - مسجد البلوي فهي تنقل عبر موقع البث الإسلامي منذ عام 1425هـ وكلها محفوظة في الأرشيف
وتجدها مسجلة في تسجيلات خالد الإسلامية بالمدينة
ولك خالص الشكر والتقدير
---
نواف الحارثي
02-24-2007, 08:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فشكر الله لكم دكتور محمد على بيانكم ، طلبي الآخر هو :
متى موعد دروس الشيخ مساعد في المدينة حتى نستمع لها على الموقع مباشرة ، أو نرتب للمجيء للمدينة ؛ لأني قريب منكم بـ(مكة) . وجزاكم الله خيرا .
---
محمد العواجي
03-05-2007, 12:38 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الشيخ د.مساعد سيكون بالمدينة بإذن الله تعالى الأربعاء والخميس أول شهر ربيع الأول
وأتمنى التنسيق لتكون جلسة متخصصة مع الدورة لأهل التخصص
لاسيما مع توفر مجموعة من طلاب دراسات عليا حضروا اللقاء السابق
ولكم جزيل الشكر والعرفان
---
(1/2780)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تأملات قرآنية في سورة الكهف (1)
---
تأملات قرآنية في سورة الكهف (1)
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
03-11-2004, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات قرآنية في سورة الكهف
الحلقة الأولى
بقلم
أبي عبد الله فتحي بن عبد الله الموصلى
التوحيد وأثره في الولاية الشرعية
يقول الله تعالى: ((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً * هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً)) [الكهف:13-15].
سياق الآيات يدلّ على شروع في تفصيل قصة الفتية أصحاب الكهف، وأن الله تعالى يقصّها على نبيهّ بالحق والصدق الذي ما فيه من شك ولا شبهة بوجه من الوجوه.
أي: لا تسأل عن خبرهم، نحن نقصّه عليك بالحق المطابق للواقع من كل وجه حتى تظهر لك مقاصده العلمية الموجبة لتحصيل الشرائع العملية.
((نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ)) :
((نَحْنُ)) تقديم الضمير المنفصل ضمير القاص مع ما فيه من التجبيل والتعظيم للإخبار عن المفرد بصيغة الجمع، وياله من قاص، وهو الله تعالى فلا بدّ من اليقين والتذكير والتثبيت.
((نَقُصُّ)) استحضار القصص إشارة إلى استمرارها والاتعاظ بها على مرّ الأزمان.(1/2781)
((عَلَيْكَ)) اهتماماً بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه هو حامل هذا الدين والمبلِّغ له، مع ما في التركيب من معنى الفوقية؛ إشارة إلى الاتعاظ بالقصة والعمل بفحواها وعدم الاستئناس بها فقط، ولهذا لم يقل (لك).
((نَبَأَهُم)) والنبأ فيه معنى الخبر جليل الشأن كما قال تعالى: ((عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)) وخبر هذه حاله موجب لشد الانتباه، ومن ثم التفكير فيه وتأمله، كل ذلك إشعار بأن مصادر التلقي هي من الوحي، فلا حاجة ألبتة للسؤال عن أخبارهم، فقد تولى الله تعالى الإخبار عنهم وحياً مطابقاً للواقع، فليس في قصصهم ولا قصص غيرهم زيادة ولا نقصان، وتلقيه صلى الله عليه وسلم قصص هؤلاء الفتية من الله تعالى موجب لتحصيل اليقين من قصصهم فيترتب على ذلك آثار عملية ودعوية فضلاً عن التذكير والتثبيت، يقول تعالى: ((وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)) [هود:120].
((إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)):
تصدير الآية بـ ((إِنَّ)) لتوكيد مضمون الآية، ومعلوم أن كلمة ((الفتية)) من جموع القلة – أي دون العشرة -: إشارة إلى أنهم قلة وهذا الوصف متعلّق بتحقيق الغربة والاغتراب، وهي غربة الحال والعقيدة والمنهج كما كانت هي غربة أوطان بالنسبة لهم.
والفتى: هو الشاب الحديث السنّ، وقد استعمل هذا اللفظ في باب المدح والذمّ بحسب السياق، فقد ورد في آيات أخر كما في قوله تعالى: ((سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ)) [الأنبياء:60].
ووصف أصحاب الكهف بالفتوة وارد على سبيل المدح من وجهين:(1/2782)
الأول: إن هؤلاء الفتية لما آمنوا واستجابوا لمنادي الإيمان كانوا في سنّ الشباب والقوة فآثروا الإيمان على الكفر؛ فهم وجهوا فتوّتهم نحو تحصيل الإيمان والثبات عليه، وفي هذا المعنى يقول الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (3/66): "إنهم الفتية وهم الشباب أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباباً...".
الوجه الثاني: إن لفظ الفتى وإن كان مشعراً بالاستضعاف إلا أنه استضعاف محمود لا مذموم؛ فاستحقوا بموجبه شمولهم بالنصر والدفع عنهم، وهذه سنة كونية تجري لصالح الرسل والدعاة.
إيثار أصل الإيمان ثم السعي لتكميله:
(آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) والإيمان ها هنا ذكر مطلقاً دون قرنه بالعمل الصالح – وإن كان العمل داخلاً فيه دخول الشيء في مسماه – لإيثار الأصل الإيماني الذي هو التوحيد؛ أي بسبب أصل اهتدائهم إلى الإيمان، زادهم الله من الهدى الذي هو العلم النافع والعمل الصالح (1).
ذلك أن الإيمان وكما هو معلوم متضمن للمجمل والمفصل، فهم آمنوا بمجمله وأصله الذي هو التوحيد؛ فشكر الله تعالى إيمانهم فزادهم من مفصله الذي هو الهدى المتضمن للعلم النافع والعمل الصالح.
بين تحصيل الإيمان وزيادة الهدى:
إن فعل الإيمان نسب إليهم فهو صادر منهم تحصيلاً وسعياً لا إلهاماً وكشفاً. والذي معهم – ابتداءً – هو أصل الإيمان وهو التوحيد بقرينة إطلاقه وذكر الهدى المتضمن للعمل الصالح في سياقه؛ فالإيمان في الآية متوجه إلى التوحيد بقرينة السياق، فثمة عموم وخصوص بين الإيمان والهدى عند الجمع بينهم والإفراد، فإذا أفرد أحدهما بالذكر يكون متضمناً للآخر، والعكس صحيح، وثمة قرينة أخرى، وهي أن اسم الرب تعالى أضيف إليهم ((آمَنُوا بِرَبِّهِمْ))، وذكر الربوبية مع الإيمان هو من باب قرن الإلهية بالربوبية، كما هو المعتاد في السياقات القرآنية لمن تأمل.(1/2783)
وإضافة اسم الرب إليهم تشريفاً وتربية لهم، فقد خصّهم الله تعالى بتربيتهم على التوحيد.
أما بالنسبة لزيادة الهدى، فثمة فائدة أخرى، ذلكم أن المزاد عليهم من الله تعالى وارد في لفظ الهدى لا بلفظ الإيمان، فلم يقل الله تعالى زدناهم إيماناً بل ((وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)) مع أن ما عندهم هو من جنس الإيمان، والسبب في هذا التقديم والإيثار يرجع إلى:
أولاً: إنما المقصود تكميل الإيمان بمجمله ومفصله، بأصله وفروعه، بعلمه وعمله، بأساسه وبنيانه ... فالفتية لما آمنوا إيماناً مجملاً زادهم الله تعالى الإيمان المفصل الذي جاء ذكره في الآية بلفظ الهدى، لئلا يتوهم أحد أن الزيادة هي في جنس الأصل فقط، بل أن المزاد عليهم وإن كان من جنس ما عندهم لكن هو زائد على قدر ذلك في الإجمال والتفصيل.
ثانياً: وهم سعوا إلى سبيل الرشاد هداية واستجابة فزادهم الله تعالى ووفقهم إلى هداية أخرى أكمل وأتّم من الأولى فاجتمعت عندهم الهدايتان: هداية الإرشاد وهداية التوفيق.
ثالثاً: ولما كان غالب تعلق الهدى إنما يحصل بتكميل القوة العملية المتفرعة على تكميل القوة العلمية، كان إيثار الهدى في هذا السياق من باب تكميل وتهذيب القوة العملية، والاعتناء بالتزكية.
رابعاً: ولعل ثمة فائدة أخرى:
هؤلاء الفتية لما آثروا الإيمان على الكفر، والتوحيد على الشرك فقد جاهدوا في الله توحيداً وإيماناً، فلا بدّ من هدايتهم إلى أكمل سبل الهداية كما قال تعالى: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) فكل من يجاهد في الله توحيداً لا بدّ وأن يهدى إلى كل سبل الهداية لا إلى سبيل واحدة؛ أي إلى كل شرائع الإيمان وشبعه ولوازمه وثماره...
وقرينة هذا التوجيه ظاهرة في تنكير الهدى في الآية، إذن هي للتعميم ولتعظيم النعمة المزادة عليهم وتفخيمها، فتأمّل.
تنبيهات:(1/2784)
1- الآية دلت بمنطوقها على أن الإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، يزيد بالأسباب الموجبة لزيادة الإيمان وسعي العباد لتحصيله، وينقص بتركها وعدم إرادة الانتفاع بها، وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة.
2- إن إيمان الفتية تحصل عندهم بطريقة الاستجابة إلى منادي الرسل وواعظ الإيمان في القلب، فضلاً عن حصوله بمقتضى العلوم الفطرية التي سلمها الله تعالى من التلوث بدفع المعارض لها، في حين ذهب البعض إلى أن إيمان هؤلاء حصل بمقتضى الإلهام (!)
وهذا خلاف معهود تحصيل الإيمان، إذ لو كان هو المقصود لنوّه السياق له من قريب أو بعيد وما تقدم من إيضاح كافٍ لرده.
أثر تجريد التوحيد على الأعمال القلبية:
هؤلاء الفتية الممدوحة صفتهم قد اجتمعت فيهم خصال تفرقت في غيرهم، فكانوا علماء بين قوم جهال، وكانو مؤمنين وسط قوم كفار، وكانوا موحِّدين وسط قوم مشركين، وهذه الحال والوصف من موجبه إعلان العداء لهم، فما كان منهم إلا الثبات.
فبإيمانهم هذا آثروا محبة الله على محبة سواه، وآثروا الفرار إليه على مصاحبة الأصحاب والأهل والأحباب، فتحققت خصلة إيثار المحبوب في عمل القلب، فكرهوا الردة، وكرهوا ما كان عليه قومهم، لذا قال الله على لسان بعضهم: ((إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً)).
ومن كانت هذه خصاله ذاق حلاوة الإيمان؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان في قلبه: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه.
فهؤلاء الفتية لما وجدوا أثر حلاوة الإيمان قاموا لله في ذاته قومة التوحيد والدعوة إلى سبيله تعالى، والتعريف به رباً ومعبوداً، وبأسمائه وصفاته.(1/2785)
وفي هذا المعنى الدقيق يقول ابن القيم الجوزية في "المدارج" (3/67-68):
" فإن هؤلاء – أي الفتية – كانوا بين قومهم الكفار في خدمة ملكهم الكافر، فما هو إلا أن وجدوا حقيقة الإيمان والتوفيق وذاقوا حلاوته وباشر قلوبهم فقاموا من بين قومهم، وقالوا: ((رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً))، والربط على قلوبهم يتضمّن الشدّ عليها بالصبر والتثبيت وتقويتها وتأييدها بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم ومفارقة ما كانوا فيه من خفض العيض وفرّوا بدينهم إلى الكهف.
((وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا)) :
والربط على قلوبهم يتضمّن الشد عليها بالصبر والتثبيت وتقويتها وتأييدها بنور الإيمان وهو عكس الخذلان، فالخذلان حلّه من رباط التوفيق فيغفل عن ذكر ربه، ويتبع هواه، ويصير أمره فرطاً". ويقول الشنقيطي رحمه الله في "أضواء البيان" (4/29):
"أي ثبتنا قلوبهم وقويناها على الصبر، حتى لا يجزعوا ولا يخافوا من أن يصدعوا بالحق، ويصبروا على فراق الأهل والنعيم والفرار بالدين في غار في جبل لا أنيس به، ولا ماء ولا طعام.
ويفهم من هذه الآية الكريمة: أن من كان في طاعة ربه جل وعلا يقوى قلبه، ويثبته على تحمل الشدائد، والصبر الجميل".(1/2786)
و ((إِذْ)) هنا ظرفية والربط متعلق بوقت قومتهم؛ أي حين قاموا، وقد حصل بثمرة تحصيلهم للإيمان، فربط على قلب كل واحد منهم برباط التوفيق حتى يتصل بذكر ربه، ويتبع مرضاته، ويجتمع عليه شمله فلا يخذل، ذلكم أن أخذل الخذلان خذلان القلب، فلا يسلّم لحكم الله الشرعي والكوني تسليماً؛ فيبقى هذا القلب دائراً بين الشبهة والشهوة ومن كانت هذه حاله فهو فارغ القلب مخذول الحال لا يتمكن من النزول في منازل الصبر أو القيام في مقام الدعوة، وقلوب هؤلاء الفتية لم تكن فارغة من الإيمان أصلاً أو كمالاً لما ربط الله على قلوبهم، كما ربط الله تعالى على قلب أم موسى لما فرغ، يقول تعالى: ((وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) [القصص:10].
وليس بالضرورة أن يفرغ القلب من أصل الإيمان؛ لأن ذلك من قبيل الكفر، بل قد يفرغ من قبيل الإنابة والخشية والخوف والتصدع واليقين ما يوجب انتقاص إيمان العبد بحسبه.
الربط بالتأييد والنصر في مقام الدعوة:
قال القرطبي في "تفسيره" (10/365-366): ((إِذْ قَامُوا فَقَالُوا))؛ يحتمل ثلاث معان:
1- أن يكون هذا وصف مقامهم بين يدي الملك الكافر.
2- أنهم أولاد عظماء تلك المدينة فخرجوا وراء تلك المدينة ... فقاموا جميعاً فقالوا...
3- أن يعبر بالقيام عن انبعاثهم بالعزم إلى الهروب إلى الله تعالى ومنابذة الناس، كما تقول قام فلان إلى أمر كذا إذا عزم عليه بغاية الجد..".
والأقوال الثلاثة وإن كانت محتملة المعنى لكن المعنى الثالث أظهر.(1/2787)
أي نهضوا بهمة ونشاط وقصد وعزم لاتّباع المقصود ... فهم بهذا الوصف نزلوا في مقام الدعوة إلى الله تعالى وصارت حالاً لهم لا تنفك عنهم؛ فقولهم التوحيد، وعملهم التوحيد، وجهادهم التوحيد؛ فحققوه قولاً وعملاً ودعوةً وجهاداً ومقاماً وحالاً ... "وإذا تعلقت همة العبد في الله تعالى طلباً صادقاً خالصاً محضاًَ فتلك هي الهمة العالية، فمن كان كذلك فلا يقدر على التمهل بل تلزمه بطلب المقصود. وصاحب هذه الهمة سريع وصوله وظفره بمطلوبه ما لم تعقه العوائق، وتقطعه العلائق.." (2).
فهؤلاء الفتية في قومتهم للصدق بالحق كانت همتهم عالية.
همة اتصلت بالله تعالى طلباً وقصداً.
وهمة اتصلت بخلقه دعوة ونصحاً، فوجدت مطلوبها ومقصودها بالإخلاص، وطلبها بالصدق، وطريقها بالمتابعة قال تعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [فصلت:33].
تحقيق التوحيد قولاً وعملاً، والاستدلال على المطلوب بجنس استدلال الرسل
فقاموا قومة في ذات الله تعالى توحيداً، فشرعوا بادئ بدء بأجل مقصد من مقاصد الرسل الضرورية ألا وهو مقصد التعريف بالله ربّاً ومعبوداً وبأسمائه لتبنى على هذا المقصد مطالب الرسالة الأخرى.(1/2788)
شرعوا بالتعريف بالتوحيد مستدلين بجنس استدلال الرسل قالوا: ((رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)) ولم يقولوا: (رب السماوات والأرض ربنا) وفي إيثار تقديم الرب مضافاً إليهم على تقدميه مضافاً إلى السماوات والأرض مع ما فيه من إظهار اعترافهم بأنهم مربوبون لله تعالى وإقرارهم بما في أنفسهم على ما حولهم من العوالم؛ فإنه يدل أيضاً على أنهم استدلوا بالله تعالى على معرفة الأشياء، لا بالأشياء والخلق على معرفة الله، وإن كان الثاني يتحصل به المطلوب، لكن استدلال الرسل هو الأكمل والأحكم، وبهذا قال تعالى في تقرير استدلالهم: ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)) فالرسل صلوات الله عليهم استدلوا بالله تعالى على الأشياء وهذا استدلال تام، فكان استدلال أصحاب الكهف من جنس هذا الاستدلال بهذا، قال تعالى: ((إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)).
فكان إيمانهم توحيداً، وقومتهم توحيداً، وقولهم توحيداً، واستدلالهم إلى التوحيد فطرياً، فاستحقوا بموجب ذلك وصف الولاية الشرعية؛ لهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى في "المجموع" (17/22): "وقصة أهل الكهف أحسن قصص أولياء الله الذين كانوا في زمن الفترة " أ.هـ
وسيأتي – إن شاء الله تعالى – في الحلقة القادمة الكلام على المقصود من قومتهم، وتحقيق أن المراد بها توحيد الإلهية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
للمراسلة: fathy-999@hotmail.com
* الهوامش:
1) "تيسير الكريم الرحمن (5/14).
2) من كلام ابن القيم في "المدراج" (3/3-4).
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
03-23-2004, 04:51 PM
للرفع
---
طه ياسين ناصر الخطيب
03-24-2004, 10:57 AM
الأخ الفاضل(1/2789)
جزاك الله تعالى ألف خير على هذه التأملات ، وأود هنا أن أبين للأخوة أننا نتابغ بشغف ما يكتب ، فهل أتطفل عليكم لأطلب مزيداً من العمق ـ مع ماتحويه تأملاتكم من عمق ـ
مثال ذلك ، نوع الباء في ( بالحق ) ودلالتها ، وسر التعبير بالحق ، الذي يعني الصحة والقوة والثبات والإحكام .
وجزى الله الجميع خيراً .
---
عبدالرحمن الشهري
03-28-2004, 03:18 PM
أخي الكريم عبدالله بن حميد الفلاسي وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذه التأملات الدقيقة العميقة ، وأسأل الله أن يكتب لكم الأجر والثواب على ذلك ، ونحن في انتظار الحلقة القادمة منها.
وأشكر أخي الكريم الدكتور طه الخطيب على تكرمه بمشاركتنا ، ومتابعة ملتقى أهل التفسير ، وأرجو منه التكرم بالمشاركة معنا بعلمه الغزير ، فهو من المتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية ، ومن البحوث التي قرأتها له بحثه القيم :(قل هذه سبيلي..) تدبر وتحليل. في مجلة الأحمدية التي تصدر عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث في دبي. أرجو أن نرى بحوثكم وفقكم الله قريباً ، ولا تحرمونا من تعقيباتكم ومداخلاتكم التي ستثري الموضوعات من غير شك. وفقكم الله جميعاً.
---
(1/2790)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > التحبير فيما زاده النشر على التيسير - بدائع البرهان على عمدة الفرقان
---
التحبير فيما زاده النشر على التيسير - بدائع البرهان على عمدة الفرقان
---
محمود الشنقيطي
04-10-2007, 12:03 PM
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين, وبعد:
فإني أتقدم للمشايخ الأجلاء بالسؤال عن هذين المخطوطين:
التحبير فيما زاده النشر على التيسير - للشيخ أحمد محمد الطيبي
بدائع البرهان على عمدة الفرقان- للشيخ العلامة المقرئ مصطفى بن عبد الرحمن الأزميري
هل تم تحقيقهما , وهل هما موجودان في المملكة أم لا, وما هو حجمهما.؟؟
والله يتولى الجميع بعنايته وإحسانه..
---
محب القراءات
04-11-2007, 12:11 AM
الأخ الفاضل / محمود الشنقيطي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :
أما بالنسبة للكتاب الأول فلعلك تقصد المنظومة التي هي بعنوان : التنوير فيما زاده النشر على الحرز والتيسير .
للإمام شهاب الدين أحمد بن أحمد بن بدر الدين الطيبي , وهذه المنظومة حققها وشرحها الأخ الشيخ / عبد العزيز بن سليمان بن إبراهيم المزيني , رسالة علمية ( بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير عام 1427 ) من قسم القراءات بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .
وأما كتاب : بدائع البرهان على عمدة الفرقان- للشيخ العلامة المقرئ مصطفى بن عبد الرحمن الأزميري , فهو مسجل
( رسالة ماجستير ) في كلية القرآن الكريم بطنطا في جمهورية مصر العربية .
وانظر الرابط التالي :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7363
---
نواف الحارثي
04-11-2007, 12:12 AM(1/2791)
بالنسبة لكتاب بدائع البرهان على عمدة العرفان للأزميري فقد ذكر الأخ العزيز أبو الجود بأنه يحقق في كلية طنطا كرسائل علمية ، وذكر أنه انتهى هو من تحقيقه ولعله يفيدنا جزاه الله خيرا .
علما بأن الكتاب له نسخة كما بين يدي من فهرس خاصة لبعض المخطوطات : نسخة الشيخ المرصفي ونسخة الشيخ الضباع . والخبر اليقين عند( أبو الجود) فليفض علينا من جوده .
---
(1/2792)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء عند سماع صياح الديك
---
برنامج إحياء السنة النبوية- الدعاء عند سماع صياح الديك
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
10-27-2006, 08:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة الأسبوع (30) بتاريخ 5/10/1427 - الدعاء عند سماع صياح الديك ، والتعوذ عند سماع نهيق الحمار:
قم بالعمل بالسنة الآتية ثم قم بالتصويت
?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ? (الأحزاب: 21).
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت مَلَكًا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطانًا )) [ متفق عليه:3303 - 6920 ] .
برنامج إحياء السنة النبوية:
http://esmallah.org/sub/da3wa/suna/nashr.html
---
(1/2793)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات ووقفات (الحلقة الخامسة)
---
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة)
---
سعيد الشهري
08-12-2004, 07:51 PM
آيات ووقفات (الحلقة الخامسة)
اهدنا الصراط المستقيم
وهذه لمحة أخرى من التربية الربانية لعباده المؤمنين كيف يكونون في جميع أحوالهم خاضعين لله، متذللين لعظمته، وناكسي رؤوسهم بين يديه، فماذا علمهم أن يقولوا بعدما أثنوا عليه وحمدوه وأجلَّوه؟ وقرروا أنهم عبيدٌ له وحده، لا يعبدون إلا الله، ولا يستعينون إلا به، أمرهم بأن يقولوا اهدنا الصراط المستقيم، أي يارب اهدنا طريق الحق المبين ، طريق الهدى والصلاح ، طريق المغفرة والرحمة، الطريق المؤدي لرضا الرب وعفوه، وهو دين الإسلام. فما أحوجنا إلى هداية الله، وما أحوجنا إلى تعلم ديننا، وأركانه ووسائل الخير التي تدلنا على رضا ربنا، ما أحوجنا أن نعرف صراط الله المستقيم، ونعرف كيف سلكه الذين من قبلنا من السلف الصالح ، ما أحوج الأمة اليوم أن تعيش حياة الصالحين ، الذين أرادوا الخير فعملوه، وأرادوا السلام فحققوه، وأردوا الكرامة فنالوها، وذلك لأنهم اتبعوا ما يرضي الله فرضي الله عنهم، قال تعالى (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ، إنهم الذين سكبوا دمائهم في سبيل الله إرضاء لله ، ونشراً لدينه ، وليس كما يقول المستشرقون بأنهم نشروا الدين بالسيف ، فالسيف لا يدخل الإيمان في القلوب، ولكنهم عرضوا على رؤساء الكفار من فارس والروم، عرضوا عليهم أن يسمحوا لهم بتعليم الناس دين الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية ، أو الحرب ، فكانت خياراتهم المتكبرة المتغطرسة دائماً تنادي بالحرب، فكان لهم ما اختاروه ، وماذا كانت النتيجة؟ هزمهم الله ، ونصر المؤمنين ، حتى وصل الإسلام إلى بقاع كثيرة من العالم، وهناك دول تدين بالإسلام اليوم لم ينتشر فيها الإسلام عن طريق معارك ، بل انتشر بأخلاق(1/2794)
التجار المسلمين ، وهذه صفات العباد الصالحين الذين كانوا أمثلة رائعة في التحلي بالإسلام ديناً ، وخلقاً . قال السعدي رحمه الله "فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط فالهداية إلى الصراط لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً".
الوقفات
1- تقرير ضعف وافتقار العبد لهداية الله، فكما قال ابن رواحه فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا.
2- وجوب مسألة الله الهداية والصلاح لقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
3- تربية الله للمؤمنين أعظم مسألة ، وهي مسألته سبحانه الهداية والثبات على الصراط المستقيم ، وهو الإسلام فلله الحمد والمنة أن هدانا إلى الإسلام حيث نعبد الله وحده بدون وسطاء أو أولياء بيننا وبينه.
---
د. أبو عائشة
08-13-2004, 03:15 PM
جزاك الله خيراً على هذا الجهد وفتح عليك ، ولو سمحت لي فلقد
يمكن أن يضاف من الوقفات التعبيرية على هذه الآية ما يأتي :
1. قيل في سبب الخطاب بالجمع هنا مع أن القياس على التكلم بالإفراد ، فقد كان السياق على أن يقال : ( أياك أعبد وإياك أستعين اهدني الصراط المستقيم ) ، ولكن جاء في اشارات الإعجاز : والتكلم مع الغير في (نعبد) لوجوه ثلاثة :
أي نعبد نحن معاشر أعضاء وذرّات هذا العالم الصغير - وهو أنا - بالشكر العرفي الذي هو إطاعة كلٍ لما أُمر به..
ونحن معاشر الموحّدين نعبدك باطاعة شريعتك..
ونحن معاشر الكائنات نعبد شريعتك الكبرى الفطرية ونسجد بالحيرة والمحبة تحت عرش عظمتك وقدرتك.
وذهب الشعراوي رحمه الله إلى أن العبد يرى في نفسه قصور أمام الله تعالى فلا يجرؤ على الطلب منه بصورة منفردة بـ ( أنا ) فسأل بسؤال الجمع اتهاماً لنفسه ، وجمعاً لنفسه مع المصلين عسى أن تنزل الرحمة لأحدهم فيشمل بها ( هم القوم لا يشقى جليسهم ) .(1/2795)
2. قد يستشكل في الآية أيضا طلب الهداية ممن هو مهتد ، إذ إن المصلي وغيره مهتدٍ في أصل فعله ، فكيف يطلب العبد ما هو عنده أصلاً …
فيقال : هذا أسلوبٌ جميلٌ جداً في البيان القرآني استعمل في هذه السورة ، يُجمعُ فيه بين معانٍ متعددة ، كما في جملة ( الحمد لله ) التي ( اختلف العلماء في أن جملة الحمد لله هل هي إخبار عن ثبوت الحمد لله أو هي إنشاء ثناء عليه إلى مذهبين ، فذهب فريق إلى أنها خبر ، وهؤلاء فريقان منهم من زعم أنها خبر باق على الخبرية ولا إشعار فيه بالإنشائية ، وأورد عليه أن المتكلم بها لا يكون حامدا لله تعالى مع أن القصد أنه يثنى ويحمد الله تعالى ، وأجيب بأن الخبر بثبوت الحمد له تعالى اعتراف بأنه موصوف بالجميل إذ الحمد هو عين الوصف بالجميل ، ويكفي أن يحصل هذا الوصف من الناس وينقله المتكلم . ويمكن أن يجاب أيضا بأن المخبر داخل في عموم خبره عند الجمهور من أهل أصول الفقه. وأجيب أيضا بأن كون المتكلم حامدا قد يحصل بالالتزام من الخبر يريدون أنه لازم عرفي لان شأن الأمر الذي تضافر عليه الناس قديما أن يقتدي بهم فيه غيرهم من كل من علمه ، فإخبار المتكلم بأنه علم ذلك يدل عرفا على أنه مقتد بهم في ذلك هذا وجه اللزوم، وقد خفي على كثير ، أي فيكون مثل حصول لازم الفائدة من الخبر المقررة في علم المعاني، مثل قولك : سهرت الليلة وأنت تريد أنك علمت بسهره، فلا يلزم أن يكون ذلك إنشاء لأن التقدير على هذا القول أن المتكلم يخبر عن كونه حامدا كما يخبر عن كون جميع الناس حامدين فهي خبر لا إنشاء والمستفاد منها بطريق اللزوم معنى إخباري أيضا. ويرد على هذا التقدير أيضا أن حمد المتكلم يصير غير مقصود لذاته بل حاصلا بالتبع مع أن المقام مقام حمد المتكلم لا حمد غيره من الناس، وأجيب بأن المعنى المطابقي قد يؤتى به لأجل المعنى الالتزامي لأنه وسيلة له، ونظيره قولهم طويل النجاد والمراد طول القامة فإن طول النجاد أتى به(1/2796)
ليدل على معنى طول القامة.
وذهب فريق ثان إلى أن جملة الحمد لله هي خبر لا محالة إلا أنه أريد منه الإنشاء مع اعتبار الخبرية كما يراد من الخبر إنشاء التحسر والتحزن في نحو)إني وضعتها أنثى( وقول جعفر بن علبة الحارثي هواي مع الركب اليمانين مصعد فيكون المقصد الأصلي هو الإنشاء ولكن العدول إلى الإخبار لما يتأتى بواسطة الإخبار من الدلالة على الاستغراق والاختصاص والدوام والثبات ووجه التلازم بين الإخبار عن حمد الناس وبين إنشاء الحمد واضح مما علمته في وجه التلازم على التقرير الأول، بل هو هنا أظهر لأن المخبر عن حمد الناس لله تعالى لا جرم أنه منشئ ثناء عليه بذلك، وكون المعنى الالتزامي في الكناية هو المقصود دون المعنى المطابقي أظهر منه في اعتبار الخبرية المحضة لما عهد في الكناية من أنها لفظ أريد به لازم معناه مع جواز إرادة الأصل معه، فدل على أن المعنى الأصلي إما غير مراد أو مراد تبعا لأن مع تدخل على المتبوع.
المذهب الثاني أن جملة الحمد لله إنشاء محض لا إشعار له بالخبرية، على أنها من الصيغ التي نقلتها العرب من الإخبار إلى إنشاء الثناء كما نقلت صيغ العقود وأفعال المدح والذم أي نقلا مع عدم إماتة المعنى الخبري في الاستعمال؛ فإنك قد تقول الحمد لله جوابا لمن قال: لمن الحمد؟ أو من أحمد؟ . ولكن تعهد المعنى الأصلي ضعيف فيحتاج إلى القرينة. والحق الذي لا محيد عنه أن الحمد لله خبر مستعمل في الإنشاء فالقصد هو الإنشائية لا محالة، وعدل إلى الخبرية لتحمل جملة الحمد من الخصوصيات ما يناسب جلالة المحمود بها من الدلالة على الدوام والثبات والاستغراق والاختصاص والاهتمام، وشيء من ذلك لا يمكن حصوله بصيغة إنشاء نحو حمدا لله أو أحمد الله حمدا، ومما يدل على اعتبار العرب إياها إنشاء لا خبرا قول ذي الرمة:
ولما جرت في الجزل جريا كأنه سنا الفجر أحدثنا لخالقها شكرا(1/2797)
فعبر عن ذكر لفظ الحمد أو الشكر بالإحداث، والإحداث يرادف الإنشاء لغة فقوله أحدثنا خبر حكى به ما عبر عنه بالإحداث وهو حمده الواقع حين التهابها في الحطب )
وعلى مثل هذا جاءت جملة ( اهدنا الصراط المستقيم ) فهي لقائلها غير المهتدي باقيةٌ على أصلها في الطلب ، ومن حيث كونه على الهداية تخرج إلى معنى طلب الاستمرار على الفعل لا تعني عدم وجوده أصلاً من حيث انعدام الفعل ، إذ ورد فعل الأمر في قوله تعالى : ( يا أيها النبي اتق الله .. ) ومعلومٌ بالضرورة تقوى النبي لربه ، ومثله قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا ..) فقد أثبت الإيمان لهم من جهة وأمروا بفعله من جهةٍ أخرى ، فدل على أن الأمر خرج إلى معنى طلب الاستمرار على الفعل ، أو حصول الإيمان الأكمل ؛ لذلك قال الطاهر بن عاشور : ( ولا شك أن المطلوب بقوله ( اهدنا ) الملقن للمؤمنين هو ما يناسب حال الداعي بهذا إن كان باعتبار داع خاص أو طائفة خاصة عندما يقولون: اهدنا، أو هو أنواع الهداية على الجملة باعتبار توزيعها على من تأهل لها بحسب أهليته إن كان دعاء على لسان المؤمنين كلهم المخاطبين بالقرآن، وعلى كلا التقديرين فبعض أنواع الهداية مطلوب حصوله لمن لم يبلغ إليه، وبعضها مطلوب دوامه لمن كان حاصلا له خاصة أو لجميع الناس الحاصل لهم، وذلك كالهداية الحاصلة لنا قبل أن نسألها مثل غالب أنواع الجنس الأول.(1/2798)
وصيغة الطلب موضوعة لطلب حصول الماهية المطلوبة من فعل أو كف فإذا استعملت في طلب الدوام كان استعمالها مجازا نحو ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا ) وذلك حيث لا يراد بها إلا طلب الدوام . وأما إذا استعملت في طلب الدوام للزيادة مما حصل بعضه ولم يحصل بعضه فهي مستعملة في معناها وهو طلب الحصول لأن الزيادة في مراتب الهداية مثلا تحصيل لمواد أخرى منها . ولما كان طلب الزيادة يستلزم طلب دوام ما حصل إذ لا تكاد تنفع الزيادة إذا انتقض الأصل كان استعمالها حينئذ في لازم المعنى مع المعنى فهو كناية . أما إذا قال اهدنا الصراط المستقيم من بلغ جميع مراتب الهداية ورقي إلى قمة غاياتها وهو النبي صلى الله عليه وسلم فإن دعاءه حينئذ يكون من استعمال اللفظ في مجاز معناه ويكون دعاؤه ذلك اقتباسا من الآية وليس عين المراد من الآية لأن المراد منها طلب الحصول بالمزيد مع طلب الدوام بطريقة الالتزام ولا محالة أن المقصود في الآية هو طلب الهداية الكاملة.
3.
قال الآلوسي في تفسيره لاستعمال ( ذلك ) وهو اسم إشارة للبعيد بدلاً من ( هذا ) وهو ما يقتضيه سياق الكلام في قوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) : ( وأغرب ما رأيناه في توجيه الإشارة أنها إلى الصراط المستقيم في ( الفاتحة ) كأنهم لما سألوا الهداية لذلك قيل لهم ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب ، وهذا إن قبلته يتبين به وجه ارتباط سورة ( البقرة ) بسورة ( الحمد ) على أتمِّ وجه )( روح المعاني 1 / 105-106) . وقد ذكر أبو حيان أنه سمعه من شيخه أبن الزبير الثقفي وقال ( وهذا القول أولى لأنه إشارة إلى شئ سبق ذكره لا إلى شئ لم يجر له ذكر )( ينظر ؛ البحر1/ 67 ، و النهر الماد 1/32 ).(1/2799)
فابتداء سورة البقرة بلفظ (( ذلك )) ، وفي السعة التعبير بـ (( هذا )) يحيل إلى افتراض وظيفة مرادة ما كانت لتحققها اللفظة المعدول عنها (( هذا )) ؛ وإلا لم يكن للعدول من داع وإن فسر اللفظ المعدول إليه بها ، وليست المغايرة الأسلوبية (( التفنن )) علة للعدول هنا – وإن قيل بها علة للتعبير ( ينظر: البرهان في علوم القرآن 1/124 ) ؛ لأنها في كل المواضع المُعلَّلة بها تأتي في سياق مُغايِرَةٍ لأسلوبٍ متقدم ، وجاءت هنا في بداية الكلام ولا مُغايَرَةَ ابتداءً . ومن سَبَرَ التعبير القرآني عَرَفَ أن العدول مرتبط على المستوى الوظيفي على الأقل بسياق السورة ككل ، مما يقدِّم النصَّ وحدةً فنيةً متماسكةً ، وسورةُ البقرة تفصيلٌ أوَّلٌ للأجمال الذي تقدَّمها في الفاتحة كما يقول السيوطي ، فمدارُ سورة الفاتحة كان حَمْدَ اللهِ بصفاته وقدرته تقدُمةً لطلب الهداية المحدَّدة لا بصاحبها ( الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )(الفاتحة: من الآية7) حسب ، وإنما به وبضده ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) (الفاتحة: من الآية7) الذين جاءت البقرة بيانا لأحوالهم ، و ( وَلا الضَّالِّينَ )(الفاتحة: من الآية7) وهم ما فصلت حالهم سورة آل عمران (ينظر : النبأ العظيم 198 ).
وأسأل الله أن يبارك عملك ويفتح عليك أخي الفاضل
د. عامر مهدي العلواني
مدرس البلاغة والنقد في قسم اللغة العربية
جامعة الأنبار
---
أحمد البريدي
08-14-2004, 12:47 AM
وهنا فائدة لطيفة وهي أن الفعل اهدنا تعدى بنفسه ولم يتعدى بحرف جر ليشمل جميع انواع الهداية فهو يسأل الله الهداية إلى الصراط والهداية في تفاصيله والثبات عليه فانت تلاحظ أنه لو تعدى بحرف إلى لم يفد إلا المعنى الأول ولو تعدى بحرف في لم يفد إلا المعنى الثاني ولو تعدى بعلى لأفاد المعنى الثالث بالتضمين ولكن تعدى بنفسه ليشمل هذه المعاني كلها .
---
(1/2800)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > ماذا تنتظر اجعل شكل الماوس يسبح بحمد الله..رائع
---
ماذا تنتظر اجعل شكل الماوس يسبح بحمد الله..رائع
---
نورة
04-07-2006, 07:49 AM
غير شكل الماوس--الى ماوس فيه ذكر الله
لتكسب حسنات طوال وجودك على حاسبك بإذن الله تعالى **
جرب حركة الفأرة هذه وسوف ترضيك تماما بإذن الله
لن تخسر جربها فلن تستغرق معك دقيقة في تركيبها **
حمل هذا الملف الآتي:
http://www.zzrz.com/Allah.ani
بعد انتهاء تحميله .. اتبع الأتي
اذهب إلى :
لوحة التحكم -Control panel
ثم
الفأرة -Mouse
ثم
المؤشرات Pointerlr
ثم
استعراض - Browr
وبعد ذلك
حدد أين حفظت شكل الفأرة الذي قمت بتحميله سابقاً وأختاره بالضغط عليه مرة واحدة ثم اضغط موافق.
االآن انظر إلى شكل مؤشر الفأرة على الشاشة ! !
أوصيك لا تنسى أن تنشر فالدال على الخير كفاعله
منقول
---
رشا عصر
04-14-2006, 01:29 AM
لقد حملتها ولكن باقى الطريقه غير واضحه لى
ارجو حبيبتى توضيحها لى
---
عبدالله الحضرمي
04-15-2006, 12:40 AM
جزاكي الله خير
---
(1/2801)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > متى سيقام معرض الكتاب القادم؟
---
متى سيقام معرض الكتاب القادم؟
---
ابن الجزيرة
02-19-2007, 03:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الكرام، متى سيقام معرض الكتاب القادم في الرياض، وهل جاء عنه تفاصيل؟
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2007, 04:28 PM
في يوم الثلاثاء 9/2/1428هـ كما بلغني من أكثر من واحد .
---
أبو المعتز القرشي
02-19-2007, 04:52 PM
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7351&highlight=%E3%E6%DE%DA+%E3%DA%D1%D6
---
ابن الجزيرة
02-19-2007, 07:03 PM
شكراً لمروركما، وما تفضلتم به.
---
(1/2802)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > العدول في التعبير القرآني
---
العدول في التعبير القرآني
---
د. أبو عائشة
06-16-2006, 09:57 PM
العدول في التعبير القرآني (http://www.tafsir.org/books/open.php?cat=93&book=968)
---
القعقاع محمد
06-22-2006, 10:35 AM
بورك فيكم
---
فهد الرومي
06-22-2006, 02:23 PM
جزى الله الذين يبذلون العلم لطالبيه ويقربونه إليهم خيراً ، فبعض الكتب والبحوث لاتكاد تصل إلينا إلا بمثل هذا .
---
عمرو الشاعر
06-27-2006, 08:32 AM
جزاك الله خيرا أخي
---
الكشاف
06-29-2006, 01:44 PM
بحث قيم . جزيت خيراً على هذا البيان .
---
(1/2803)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من شوامخ المحققين ... شيخ النحويين واللغويين المعاصرين : العلامة الكبير قباوة
---
من شوامخ المحققين ... شيخ النحويين واللغويين المعاصرين : العلامة الكبير قباوة
---
مروان الظفيري
01-25-2007, 12:03 PM
شيخ النحاة واللغويين والنحويين المعاصرين ...
شيخنا وأستاذنا العلامة الدكتور فخر الدين قباوة :
فخر الدين قباوة ولد عام 1933 في مدينة حلب من الجمهورية العربية السورية ، و أبوه نجيب و جده عمر ، كانا من عامة الناس ، صاحبي مقهى شعبي في شارع السّيد من مدينة حلب ، و ليس لهما صلة بالعلم ، إلاّ بعض اطلاع الوالد على شيء من القراءة لكتب التفسير و الفقه و الأدب . و قد تلقى فخر الدين الدراسة الابتدائية في مدينة مولده ، و العمل مع والده ، ثم في المهن الحرة مع أخيه الكبير ، بعد وفاة والوالد و الحاجة إلى مورد العيش . و بعد بضع سنوات عاد ، يتابع الدراسة ليلاً مع مواصلة العمل نهاراً ، حتى نال الشهادة المتوسطة . ثم دخل دار المعلمين ، فنال أهلية التعليم الابتدائية ، فالشهادة الثانوية .
و كان هذا مما يسر له التعليم في المدارس الابتدائية سنة 1945 ، ثم التحق بكلية الآداب من جامعة دمشق ، على نفقة وزارة التربية لمدة خمس سنوات ، نال فيها الإجازة في علوم اللغة العربية و آدابها سنة 1958 ، فأهلية التعليم الثانوي سنة 1959 ، أي دبلوم العامة في التربية و التعليم ، و مارس التعليم في المدارس الثانوية .(1/2804)
و مع هذا فقد تابع الدراسات التربوية و الأدبية ، فنال الدبلوم الخاصة في الإدارة و التفتيش التربوي من كلية التربية بجامعة دمشق ، و شهادة المرحلة التمهيدية للدراسات العليا من كلية الآداب بجامعة القاهرة ، معاً سنة 1960 ، و أعدّ لنيل درجة الماجستير بحث (( التفتيش التربوي في البلاد العربية حتى عام 1968 )) بجامعة دمشق . و لكنه أُوفد على نفقة وزارة التربية السورية ، إلى جامعة القاهرة لنيل درجة الدكتوراه ، فالتحق بها و لم يتابع نيل الماجستير من دمشق ، فحصل في الأدب القديم على درجة الماجستير سنة 1964 ، و الدكتوراه سنة 1966 .
و عين مدرسا للأدب القديم في كلية الآداب بجامعة حلب سنة 1967 ، فدرّس الأدب القديم و النحو و الصرف ، ثم أستاذاً مساعداً سنة 1972 ، ثم أستاذاً في النحو سنة 1977 ، و هو يتابع تدريسه الماضي ذكره في جامعتي حلب و تشرين . و أعيرت خدماته جامعة محمد بن عبد الله بمدينة فاس من المغرب ، خلال عامي 1979 و 1983 ، ليدرس الأدب القديم و النحو و الصرف ، ثم رجع إلى عمله في جامعة حلب . و قام بزيارة علمية بضعة أشهر لمعهد الدراسات الشرقية في بكين بالصين الشعبية ، و بضعة أشهر أُخرى لجامعة العين في الإمارات العربية المتحدة . و في عام 1989 تعاقد و كلية العلوم العربية و الاجتماعية من جامعة الإمام محمد الإسلامية في القصيم من السعودية ، ليدرس الأدب القديم و النحو و الصرف . و عاد سنة 1992 إلى جامعة حلب ، ليتابع فيها عمله حتى الآن .
و خلال ذلك كله ، كانت تعترضه عقبات جمة ، من ضلال القوانين غير الإسلامية ، و مزاحمات الزملاء و الأقران ، بما يظنونه ترفعاً أو منافسة ًفي العمل و الإنتاج ، و مشكلات الواقع الاستعماري المرير ، بما فيه من غزو فكري و روحي و علمي ، و تهديد للدين و اللغة و الشخصية الإسلامية . و قد حاضر أيضاً في طلاب الدراسات العليا ، في علمي الإعراب و الصرف و منهج البحث و التحقيق ،(1/2805)
و أشرف على رسائل لنيل درجتي الماجستير و الدكتوراه ، في الأدب القديم و الإعراب و الصرف ، و شارك في لجان التحكيم لمنح تينك الدرجتين و لجنة التحكيم في جائزة السلطان بن عويس ، و في عديد من الندوات و المؤتمرات الأدبية و النحوية في البلاد العربية ، و في تقويم إنتاج زملاء للرقي إلى مراتب الأستاذية و غيرها ، و تقويم بحوث علمية للمجلات المحكمة ، و إعداد مواد للموسوعات العلمية في الأردن و تركية ، و دورات لتدريس غير العرب اللغة العربية ، و لجان علمية و ثقافية مختلفة .
و انتخب عضواً في بعض المجامع العلمية في البلاد العربية ، و أصدر في مجال البحث العلمي عشرات .
من الكتب و المقالات دراسة و تحقيقاً . و قد صار أكثر ذلك من مصادر البحث و الدرس ، في الجامعات العربية و الأجنبية ، ذات الاهتمام باللغة و النحو و الأدب من حياة العرب ، و ترجم منه إلى اللغة الإنكليزية (( كتاب الجمل في النحو )) للخليل بن أحمد الفراهيدي .
و قد أعد تحقيقا علمياً لـ (( تفسير الجلالين )) باعتماد النسخ الخطية و المصادر الأصلية لذلك الكتاب ،
وبعد عشر سنوات من العمل الحثيث ، ليكون في مستويين :
أحدهما ميسر لعامة القراء ، يقتصر على التحقيق و إلحاق الشرح و أسباب النزول ، و توثيق الأخبار و تقويم الإسرائيليات .
و الآخر للباحثين و الدارسين و المحققين ، مفصل يتتبع القراءات و المسائل اللغوية و النحوية و الصرفية و التاريخية و البلاغية ، و يتعقب ما ند عن الجلالين من سهو ، في النقل و التلفيق بين الأقوال و الاختيار لما هو ضعيف .
ومن ثمة يفصل إعراب الكثير من مفردات الآيات و الجمل و أشباه الجمل ، مع تحليل صرفي للمفردات و بيان لمعاني الأدوات . و هذان الكتابان هما أنفس ما أنتج في حياته العلمية ، و يأمل أن يكون فيهما خدمة لكتاب الله الكريم ، و حظوة تيسر له الرحمة و الرضا من الله عز و جل ، و قد صدرا و الحمد لله .(1/2806)
أما تلاميذه فكثيرون جدا تتوزعهم البلاد العربية .
و أما شيوخه الكرام فكان منهم الأساتذة :
عبد الوهاب ألتونجي ، و سعيد الأفغاني و عبد الرحمن الباشا و عبد الرحمن عطبة و شكري فيصل و محمد مبارك و صبحي الصالح و عمر فروخ و شوقي ضيف و يوسف خليف و حسين النصار ، فحببوا إليه علوم القرآن و العربية ، و شجعوه على متابعة البحث و التحصيل ، فكان إنتاجه في تلك الميادين . و من ثَم اجتمع ذلك كله ، في خدمة (( تفسير الجلالين )) و توظيف الحديث النبوي في الدراسات النحوية .
و كان بدأ هذا التوظيف عام 1985 ، بمقال عنوانه (( افتحوا الأبواب لأفصح من نطق بالضاد )) . و أتبع ذلك باعتماد أحاديث كثيرة أبحاثه ، مع توجيه الطلاب إلى موضوعات نحوية مادتها النصوص النبوية الشريفة . ثم قدم توصية إلى إحدى الجامعات الإسلامية ، بتشكيل لجنة من علماء الحديث و علماء النحو ، لإصدار كتاب يجمع من الأحاديث ما يصح الاستشهاد به في الدراسات النحوية . و ذلك باختيار الأحاديث التي رويت باللفظ ، أو كان رواتها عرباً أو متقنين للعربية ، بغية تيسير السبيل لمن أراد نصوصاً نبوية ، يعتمدها في أبحاثه النحوية ، من ميادين الصرف و الإعراب و الأدوات .
و قد تزوج مرتين فكان له بضعة أولاد من الذكور و الإناث ، ليس فيهم من له اهتمام ظاهر بالعلم . و هو يحسن اللغة الإنكليزية و قد حج مرتين ، و اعتمر مراراً ، و حفظ من القرآن الشيء الكثير ، و كان له شعر وافر مدون ، ضاعت آثاره مع الأيام ، و لم يبق منها إلا شذرات يسيرة . و من ذلك قصيدة خاطب بها عام 1956 الفلسطينية المفجوعة باليتم و الترمل و الثكل و التشرد ، و منها :
هذا السـ?ـلاحُ ، فعانِقِيـ =ــهِ ، يَرُد تَسكابَ الدُّرَرْ
و تَنَظّرِي ، لِلثّأرِ ، يَو =ماً ، لَيسَ يُخلِفُهُ القَدَرْ
يَوماً ، نَرُدُّ الكََيدَ فِيـ = ـــهِ ، عَلَى شَياطِينِ البشَرْ
بِِدِمائِنا ، لا بالدُّمُو= ع ِو بالدِّما نَيلُ الوَطَرْ(1/2807)
و قد زار مصر و الأردن و لبنان و العراق و المغرب و بعض البلاد الخليجية و فرنسة و إسبانية و اليونان و بلغارية و باكستان و الصين الشعبية ، فاستفاد من ذلك اطلاعا على أوضاع الأمم ، و على أوضاع اللغة العربية و المسلمين بخاصة ، و الحاجة الملحة إلى الإسلام القويم ، و إصلاح ألسنة الناس و أقلامهم و الأفهام .
أما إنتاجه العلمي فمنه ما هو تأليف ، نحو :
ابن عصفور و التصريف ، الأخطل الكبير ، و إعراب الجمل و أشباه الجمل ، و تحليل النص النحوي – منهج و نموذج - ، و التحليل النحوي – أصوله و أدلته - ، و تصريف الأسماء و الأفعال ، و تطور مشكلة الفصاحة و التحليل البلاغي و موسيقى الشعر ، و سلامة بن جندل الشاعر الفارس ، و العامل النحوي – مشكلة و نظريات للحل - ، و قراءة موجهة في مكتبة علوم العربية ، و مع المهارات اللغوية – واقعها و عوامل النهوض بها - ، و منهج التبريزي في شروحه و القيمة التاريخية للمفضليات ، و المورد النحوي ، و المورد النحوي الكبير .
ثم المقالات العلمية في الأدب و اللغة و النحو : التي نشرت في المجلات التالية : مجمع اللغة العربية بدمشق ، و العربية ، و العربي ، و المعلم العربي ، و الخفجي ، و بحوث جامعة حلب ، و الفكر العربي ، و المنتدى ، و الجامعة الإسلامية ، و كلية الدراسات الإسلامية و العربية ، و الآداب بقسنطينة ، و الثقافة الإسلامية ، و صحيفة البيان ، و صحيفة المدينة .
و منه ما هو تحقيق للمصادر التراثية ، نحو :(1/2808)
الاختيارين للمفضل و الأصمعي صنعة الأخفش الصغر ، و الألفاظ لابن السكيت ، و الإيضاح في شرح سقط الزند للخطيب التبريزي ، و أبواب و مسائل من كتابي الخصائص و الأنصاف ، و تهذيب إصلاح المنطق للخطيب التبريزي ، و الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي ، و الجنى الداني في حروف المعاني لابن أم قاسم المرادي ، و ديوان سلامة بن جندل لأبي العباس الأحول ، و شرح الألفية للمرادي ، و شرح اختيارات المفضل للخطيب التبريزي ، و شرح شعر زهير لأبي العباس ثعلب ، و شرح قواعد الإعراب لمحيي الدين الكافيجي ، و شرح المعلقات العشر للخطيب التبريزي ، و شرح مقصورة ابن دريد للخطيب التبريزي ، و شرح الملوكي في التصريف لابن يعيش ، و شعر الأخطل لأبي سعيد السكري ، و شعر زهير بن أبي سلمى للأعلم الشنتمري ، و القسطاس في علم العروض للزمخشري ، و مبرز القواعد الإعرابية للرسموكي ، و الممتع الكبير لابن عصفور ، و نصوص نحوية فيها : مقدمة خلف و مختارات من كتاب سيبويه و التصريف و المقتضب و مجالس ثعلب و مجالس العلماء و الإيضاح و إعاراب ثلاثين سورة و رسالة الملائكة و لمع الأدلة و أمالي السهيلي و الرد على النحاة ، و الوافي في علمي العروض و القوافي للخطيب التبريزي .
و أما شعاره الدائم فهو الجهاد و الصبر و الإنتاج و الإخلاص ، مع حمد الله – عز و جل – على دوام الإيمان و الصحة و العمل ، و وصيته للزملاء و الطلاب و المسلمين جميعاً هي قول النبي صلى الله عليه و سلم : (( إن قامَتِ السّاعةُ و بِيَدِ أحَدِكُم فَسِيلةٌ ، فإنِ استَطاعَ ألاّ يَقُومَ حَتّى يَغرِسَها فلْيَفعَل )) ، و قوله أيضاً : (( إنّ اللهَ – تَعالَى – يُحِبُ ، إذا عَمِلَ أحَدُكُم عَمَلاً ، أن يُتْقِنَهُ )) .
الانتاج العلمي للأستاذ الدكتور فخر الدين قباوة :
و لا يزالون يقاتلونكم في ميادين التعليم و الحث العلمي و عروبة اللسان فخر الدين قباوة ط2 حلب 1424(1/2809)
شرح اختيارات المفضل الخطيب التبريزي 4م ط2 دمشق 1423
منهج التبريزي في شروحه فخر الدين قباوة ط2 دمشق 1997
الجنى الدائم المرادي ط3 بيروت1992
شرح الأخطل السكري ط3دمشق 1996
شرح الملوكي في التصريف ابن يعيش ط2 بيروت 1988
كتاب الألفاظ ابن السكيت بيروت 1988
كتاب الجمل في النحو الخليل ط5 دمشق 1995
أبواب و مسائل فخر الدين قباوة ط2 دمشق 2001
تحليل النص النحوي فخر الدين قباوة دمشق 1997
إعراب الجمل و أشباه الجمل فخر الدين قباوة ط10 حلب 1989
المهارات اللغوية و عروبة اللسان فخر الدين قباوة دمشق 1999
الوافي في الروض و القوافي الخطيب التبريزي ط11 دمشق 1970
القسطاس في علم العروض الزمخشري ط2 بيروت 1989
تطور مشكلة الفصاحة و التحليل البلاغي و موسيقى الشعر فخر الدين قباوة دمشق 1999
تهذيب إصلاح المنطق الخطيب التبريزي ط2 بيروت 1999
تصريف الأسماء و الأفعال فخر الدين قباوة ط3 بيروت 1998
المورد النحوي الكبير فخر الدين قباوة ط7 دمشق 1998
الممتع الكبير في التصريف ابن عصفور ط6 بيروت 1996
المورد النحوي فخر الدين قباوة 10 دمشق 1994
سلامة بن جندل الشاعر الفارس فخر الدين قباوة ط2 دمشق 1994
ديوان سلامة بن جندل الأصمعي و الشيباني ط2 بيروت 1992
شرح مقصورة ابن دريد الخطيب التبريزي ط2 بيروت 1994
نصوص نحوية فخر الدين قباوة ط2 دمشق 1999
كتاب الاختيارين الأخفش الأصغر ط3 دمشق 1999
شرح شعر زهير بن أبي سلمى ثعلب ط2 دمشق 1996
ابن عصفور و التصريف فخر الدين قباوة ط2 دمشق 2000
شرح المعلقات العشر الخطيب التبريزي ط10 دمشق 1997
شرح الأفية المرادي بيروت 2005
شرح بانت سعاد التبريزي حلب 2005
وظيفة المصدر في الإشتقاق و الإعراب
التحليل النحوي – أصوله و أدلته - .
الإفتصاد اللغوي في صياغة المفرد .
تهذيب الألفاظ ؛ للتبريزي .
إصلاح المنطق ؛ لابن السكيت .
قراءة موجهة للنصوص التراثية ..
تاريخ استشهاد النحاة بالحديث الشريف .(1/2810)
تاريخ الاحتجاج النحوي بالحديث الشريف فخر الدين قباوة حلب 1424
إشكاليات في البحث و النقد النحويّين فخر الدين قباوة حلب 1424
تهذيب الألفاظ الخطيب التبريزي بيروت 1424
شعر زهير بن أبي سلمى الأعلم الشنتميري ط3 بيروت 1992
الأخطل الكبير فخر الدين قباوة بيروت 1975
الإيضاح في شرح سقط الزند و ضوئه الخطيب التبريزي 2م حلب 2000
الإقتصاد اللغوي في صياغة المفرد فخر الدين قباوة القاهرة 2001
شرح قواعد الإعراب محيي الدين الكافيجي ط 4 دمشق 1996
مبرز القزاعد الإعرابية الرسموكي بيروت 1987
نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز ( مراجعة للتحقيق ) فخر الدين الرازي ج بيروت 1985
ديوان طرفة بن العبد ( مراجعة للتحقيق ) الأعلم الشنتمري دمشق 1395
ديوان علقمة الفحل ( مراجعة التحقيق ) الأعلم النتمري حلب 1389
دليل كتابة البحوث العلمية ( مراجعة للبحث و الكتابة ) وليد سراج حلب 1989
بوادر شرح الشعر فخر الدين قباوة دمشق 1395
المورد الكبير فخر الدين قباوة أدب الحوزة 1398
كتاب الجمل في النحو الخليل بن أحمد تهران 1410
تفسير الجلالين الميسر الجلالان بيروت 1423
المفصل في تفسير القرآن العظيم الجلالان بيروت 1423
التحليل النحوي – أصوله و أدلته - . فخر الدين قباوة القاهرة 1422
وظيفة المصدر في الاشتقاق و الإعراب فخر الدين قباوة حلب 1424
إشكاليات البحث و النقد النحوييّن فخر الدين قباوة دمشق 1424
قراءة تراثية موجهة في المكتبة العربية فخر الدين قباوة دمشق 1424
في موكب النور ( إشراف و مراجعة ) فاطمة محمد شنون 5م دمشق 1318–142
رسائل و مشروعات ( إشراف علمي ) لطلاب الدراسة العليا سورية و المغرب و القصيم
موضوعات في الأدب و اللغة و النحو ( تقويم مع التقارير ) لزملاء من الجامعات البلاد العربية
مشكلة العامل النحوي و نظريةُ الاقتضاء فخر الدين قباوة دمشق 1423
شرح الألفية المرادي 2م بيروت 1424
-----------------------------(1/2811)
مقالات في الأدب و اللغة و النحو ، نشرت في المجلات التالية : مجمع اللغة العربية بدمشق ، و العربية ، و العربي ، و المعلم العربي ، و الخفجي ، و بحوث جامعة حلب ، و الفكر العربي ، و المنتدى ، و الجامعة الإسلامية ، و كلية الدراسات الإسلامية و العربية ، و الآداب بقسنطينة ، و الثقافة الإسلامية ، و عالم الكتب ، و الأحمدية ، و في صحيفة البيان ، و صحيفة المستقلة ، و صحيفة المدينة ، و مع بحوث علمية في الأدب و اللغة و النحو ، شاركت في مؤتمرات و ندوات بالشرق و الغرب . [/color]
---
منصور مهران
01-25-2007, 01:26 PM
أستاذنا الجليل الدكتور مروان الظفيري ، بعد التحية ،
فهذه الترجمة مكرمة وفاء تقدمها للقراء تعريفا بالشيخ الجليل الدكتور فخر الدين قباوة _ أمتع الله به _
وليس ذلك غريبا أن تكون أنت كاتبه وقد عرفناك وفيًّا صدوقا ، فهذا عنوان الوفاء إلى مشايخنا ومعلمينا ،
نبثه عبر هذه الشبكة المباركة ولعلها أوسع انتشارا من كتابٍ ، فينظر فيها القراء فيفيدون علما وعرفانا .
وللحق أقول إنني أتتبع أعمال أستاذنا الدكتور فخر الدين بشغف بالغ ،
وقد قرأتها جميها بحمد الله وتوفيقه ، وتزين مكتبتي مجتمعة في مكانه على قدر مكانته ،
غير أني لم أقتنِ كتاب تحقيقه لشرح المرادي على الألفية ،
وكنت أودُّ لو أشرتم إلى دار الإصدار ، ولكنكم اكتفيتم باسم المدينة والتاريخ : بيروت / 2005 م
وآمل منك ياأخي الكريم أن تذكروا اسم دار النشر ،
وأيضا بيانات تفسير الجلالين - الطبعة الموسعة التعليقات .
وشكرًا .
---
مروان الظفيري
01-26-2007, 08:49 AM
موقع بعناوين بعض الكتب التي ألَّفها أو حَققَها أستاذنا وشيخنا الدكتور فخر الدّين قباوة :
( لم يتقبل الموقع هنا إدخال الروابط ، فمعذرة )
---
مروان الظفيري
01-26-2007, 09:53 AM
تكرم عيونك ياأخي الغالي الكريم الباحث المدقق أبا البركات منصور
وكتب شيخي ستأتيك هدية مني ؛ أو منه(1/2812)
وقد أعلمني شيخي الفاضل الأستاذ الدكتور
فخر الدين قباوة ـ مدّ الله في عمره ـ
في الصيف الماضي أن جميع كتبه الآن ـ تطبع الآن ـ
في دار الملتقى بحلب الشهباء
---
أبو بيان
01-26-2007, 02:42 PM
أخي د.مروان شكر الله لك هذا العرض عن هذا المحقق الفاضل, وبإمكانك نسخ عنوان الموقع في ملف مفكرة أو وورد, وتحميله في مرفقات الموضوع مؤقتاً, حتى تكتمل إجراءات ترقية الموقع إلى نسخة أعلى. وفقك الله.
---
مروان الظفيري
01-26-2007, 06:32 PM
شكرا لأخي الفاضل المفضال أبي بيان على هذا التوضيح
وأثابه الله خيرا
موقع بعناوين بعض الكتب التي ألَّفها أو حَققَها أستاذنا وشيخنا الدكتور فخر الدّين قباوة :
ثم اضغط على الصفحات التالية ؛ لاستعراض بقية الكتب :
---
أبو بيان
01-26-2007, 10:02 PM
هذا هو الرابط بحمد الله:
http://www.adabwafan.com/browse/entity.asp?id=4609&rel=0&pg=1&sz=10&sk=date&sa=desc
---
(1/2813)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > طيبة النشر في القراءات العشر
---
طيبة النشر في القراءات العشر
---
شريف بن أحمد مجدي
11-29-2004, 10:16 AM
أقدم لكم الجزء الأول من متن طيبة النشر في القراءات العشر الذي يتضمن المتن من أوله إلى باب فرش الحروف مصححا ومراجعا وجعلت الرموز بالون مختلف مع إضافة ترجمه لناظمها وجدول يتضمن رموز القراء منفردين ومجتمعين تتميما للفائدة
---
أيمن صالح شعبان
03-18-2005, 04:44 PM
أستاذنا المفضال شريف أحمد الرجاء إتمام وضع الفرش وفقنا الله وإياكم
---
(1/2814)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم ـ أشرف عبد المقصود
---
النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم ـ أشرف عبد المقصود
---
أبوأحمدعبدالمقصود
11-22-2006, 01:26 AM
النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم ـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود : بتاريخ 19 - 11 - 2006
ذكرنا في الحلقة الأولى أقوال المذاهب الأربعة المتبوعة في شأن ستر الوجه والنقاب وبينا بما لا يدع مجال للشك أن الأمر يدور بين الاستحباب والوجوب ولم نر أحدا من أهل العلم قال بما يدعيه المجترؤن من أن النقاب بدعة أو محرم أو مكروه . واليوم نستعرض سويا أقوال المفسرين فنقول وبالله التوفيق ومنه نستمد العون :
ذهب الكثير من المفسرين إلى القول بوجوب ستر الوجه بينما ذهب البعض إلى القول باستحبابه ، وقد رأيت أن أقوم بجمع أقوال المفسرين في هذا الباب ، مع الإشارة إلى الجزء والصفحة للمواضع التي صرحوا فيها بذلك مع ذكر طبعة الكتاب ، وقد ذكرت هنا أكثر من أربعين مفسرا ورتبتهم على الوفيات ؛ لعل ذلك يكون أبلغ رد على هؤلاء الأدعياء الذين زعموا زورًا وبهتانا أن النقاب ينكره الأئمة الأربعة والمفسرون وأنه دخيل على المسلمين ولم يَقُل به أحد من أهل العلم . فمن هؤلاء المفسرين :
1- المفسر الإمام حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما :
قال في قوله { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } : (( أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة )) اهـ . الطبري ( 19 / 181 ) وسيأتي بعد قليل .
2ـ المفسر يحيى بن سلام التيمي البصري القيرواني رحمه الله ت 200هـ :(1/2815)
قال في تفسير قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( والجلباب : الرداء تقنع به ، وتغطي به شق وجهها الأيمن ، تغطي عينها اليمنى وأنفها )) اهـ . ( تفسير يحي بن سلام ) ( 2 / 738 ) ط : دار الكتب العلمية 2004م .
3ـ إمام المفسرين الإمام أبو جعفر الطبري رحمه الله ت 310هـ :(1/2816)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين } لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول . ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة . ذكر من قال ذلك : حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة . حدثني يعقوب قال ثنا بن علية عن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فلبسها عندنا ابن عون . قال : ولبسها عندنا محمد . قال محمد : ولبسها عندي عبيدة . قال ابن عون بردائه فتقنع به فغطى أنفه وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب . حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال : سألت عبيدة عن قوله : { قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } قال : فقال بثوبه فغطى رأسه ووجهه وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه . وقال آخرون : بل أمرن أن يشددن جلابيبهن على جباههن )) اهـ ثم ذكر من قال ذلك . (جامع البيان في تفسير القرآن ( 19 / 180 ـ 182 ) .(1/2817)
4ـ المفسر العلامة أبو بكر أحمد بن علي الرازي المشهور بالجصاص رحمه الله ت 370 هـ :
فعند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } أورد بعض الآثار المتقدمة عن ابن عباس وأم سلمة وعبيدة والحسن ثم قال : (( قال أبو بكر : في هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب فيهن وفيها دلالة على أن الأمة ليس عليها ستر وجهها وشعرها لأن قوله تعالى ونساء المؤمنين ظاهره أنه أراد الحرائر وكذا روي في التفسير لئلا يكن مثل الإماء اللاتي هن غير مأمورات بستر الرأس والوجه فجعل الستر فرقا يعرف به الحرائر من الإماء )) اهـ . ( أحكام القرآن ـ 5 / 244 ـ 245) .
5ـ المفسر الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله ت 489هـ :
قال : (( وقوله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } أي : يشتملن بالجلابيب ، والجلباب هو الرداء ، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار . قال عبيدة السلماني : تتغطى المرأة بجلبابها فتستر رأسها ووجهها وجميع بدنها إلا إحدى عينيها )) اهـ . ( تفسير القرآن ) ( 4 / 306 ، 307 ) ط : دار الوطن بالرياض 1997م .
6ـ المفسر الفقيه عماد الدين الطبري الشهير بإلكيا الهراس رحمه الله ت 504 هـ :
قال : (( { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } الجلباب : هو الرداء ، فأمرهن بتغطية وجوههن ورءوسهن ولم يوجب على الإماء ذلك )) اهـ ( أحكام القرآن ) ط دار الكتب الحديثة ( 4 / 354 )
7ـ المفسر الإمام البغوي رحمه الله ت 516هـ :(1/2818)
قال : (( { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } جمع الجلباب ، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار ، وقال ابن عباس وأبو عبيدة : أمر نساء المؤمنين أن يغطين رءوسهن ووجوهن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم انهن حرائر { ذلك أدنى أن يعرفن } أنهن حرائر { فلا يؤذين } فلا يتعرض لهن )) اهـ . ( تفسير البغوي ج3/ص586 ) ط2 : دار طيبة بالرياض 1423هـ .
8ـ المفسر الإمام الزمخشري رحمه الله ت 538هـ :
قال عند تفسير قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( ومعنى{ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } يرخينها عليهنّ ويغطين بها وجوههنّ وأعطافهنّ ، يقال : إذا زال الثوب عن وجه المرأة أدنى ثوبك على وجهك ، وذلك أن النساء كنّ في أول الإسلام على هجيراهنّ في الجاهلية متبذلات تبرز المرأة في درع وخمار فصل بين الحرّة والأمة ، وكان الفتيان وأهل الشطارة يتعرّضون إذا خرجن بالليل إلى مقاضي حوائجهنّ من النخيل والغيطان للإماء ، وربما تعرّضوا للحرّة بعلة الأمة يقولون حسبناها أمة ، فأمرن أن يخالفن بزيهنّ عن زي الأماء الأردية والملاحف وستر الرءوس والوجوه ليحتشمن ويُهَبن فلا يطمع فيهن طامع )) اهـ . (تفسير الكشاف ـ 3 / 246) ط دار المعرفة بيروت .
9ـ المفسر العلامة أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله ت 543هـ :(1/2819)
(( اختلف الناس في الجلباب على ألفاظ متقاربة عمادها : أنه الثوب الذي يستر به البدن ، لكنهم نوعوه هاهنا فقد قيل : إنه الرداء ، وقيل : إنه القناع . قوله تعالى : { يدنين عليهن } قيل : معناه تغطي به رأسها فوق خمارها . وقيل : تغطي به وجهها حتى لا يظهر منها إلا عينها اليسرى . والذي أوقعهم في تنويعه أنهم رأوا الستر والحجاب مما تقدم بيانه واستقرت معرفته ، وجاءت هذه الزيادة عليه واقترنت به القرينة التي بعده وهي مما تبينه وهو قوله تعالى : { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } والظاهر : أن ذلك يسلب المعرفة عند كثرة الاستتار فدل على أنه أراد تمييزهن على الإماء اللاتي يمشين حاسرات أو بقناع مفرد يعترضهن الرجال فيتكشفن ويكلمنهن ، فإذا تجلببت وتسترت كان ذلك حجاباً بينها وبين المتعرض بالكلام والاعتماد بالإذاية )) اهـ . (أحكام القرآن ـ 3 / 1586) ط دار الجيل بيروت بتحقيق علي محمد البجاوي ط 1988م .
10- المفسر العلامة ابن عطية الأندلسي رحمه الله ت 546هـ :(1/2820)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( لما كانت عادة العربيات التبذل في معنى الحجبة ، وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء ، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكر فيهن أمر الله تعالى رسوله عليه السلام بأمرهن بإدناء الجلابيب ليقع سترهن ويبين الفرق بين الحرائر والإماء ؛ فيعرف الحرائر بسترهن ، فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شابا وروي أنه كان في المدينة قوم يجلسون على الصعدات لرؤية النساء ومعارضتهن ومراودتهن فنزلت الآية بسبب ذلك ، والجلباب : ثوب أكبر من الخمار ، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء واختلف الناس في صورة إدنائه فقال ابن عباس وعبيدة السلماني ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها ، وقال ابن عباس أيضا وقتادة وذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه وقوله تعالى : { ذلك أدنى أن يعرفن } أي على الجملة بالفرق حتى لا يختلطن بالإماء ، فإذا عرفن لم يُقابلن بأذى من المعارضة مراقبة لرتبة الحرية ، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي ، وكان عمر إذا رأى أمة قد تقنعت قنعها الدرة محافظة على زي الحرائر ، وباقي الآية ترجية ولطف وحض على التوبة وتطميع في رحمة الله تعالى )) اهـ . ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ـ ج13/ 99 ، 100 ) .
11ـ المفسر الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله ت 597هـ :(1/2821)
قال عند تفسير قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : سبب نزولها أن الفساق كانوا يؤذون النساء إذا خرجن بالليل ، فإذا رأوا المرأة عليها قناع تركوها وقالوا هذه حرة ، وإذا رأوها بغير قناع قالوا أمة فآذوها فنزلت هذه الآية ، قاله السدي . وقوله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } قال ابن قتيبة : يلبسن الأردية ، وقال غيره : يغطين رءوسهن ووجوههن ليعلم أنهن حرائر . { ذَلِكَ أَدْنَى } أي أحرى وأقرب { أَنْ يُعْرَفْنَ } أنهن حرائر { فَلا يُؤْذَيْنَ } )) اهـ
(( زاد المسير ) ( 6 / 422 ) ط 3 المكتب الإسلامي 1984م .
12ـ المفسر العلامة المفسر الفخر الرازي رحمه الله ت 606 هـ :
قال عند تفسير قول الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } قال : (( كان في الجاهلية تخرج الحرة والأمة مكشوفات يتبعهن الزناة وتقع التهم فأمر الله الحرائر بالتجلبب وقوله { ذالِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ } قيل : يعرفن أنهن حرائر فلا يتبعن ، ويمكن أن يقال : المراد : يعرفن أنهن لا يزنين ؛ لأن من تستر وجهها مع أنه ليس بعورة لا يطمع فيها أنها تكشف عورتها فيعرفن أنهن مستورات )) اهـ . ( التفسير الكبير ) ( 25 / 230) ط : إحياء التراث العربي بيروت ط3.
13- المفسر الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ت 660هـ :(1/2822)
(( { جلابيبهن } الجلباب : الرداء أو القناع أو كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها وإدناؤه أن تشد به رأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا ترى ثغرة نحرها أو تغطي به وجهها حتى لا تظهر إلا عينها اليسرى { يعرفن } من الإماء بالحرية أو من المتبرجات بالصيانة . قال قتادة : كانت الأمة إذا مرت تناولها المنافقون بالأذى فنهى الله - تعالى - الحرائر أن يتشبهن بهن )) اهـ . ( تفسير العز بن عبد السلام ط1 : دار ابن حزم - بيروت 1996م، تحقيق: الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي ( ج2/ص590 ) .
14ـ المفسر الكبير الإمام القرطبي رحمه الله ت 671هـ :
قال عند تفسير قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : قال : (( لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف فيقع الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن من كان غزلا أو شابا وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة فتصيح به فيذهب فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت الآية بسبب ذلك قال معناه الحسن وغيره ، الثالثة قوله تعالى { من جلابيبهن } الجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار ، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء وقد قيل إنه القناع والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن )) اهـ (تفسير القرطبي ـ 14 / 243) .
15ـ المفسر العلامة البيضاوي رحمه الله ت 691هـ :(1/2823)
قال عند تفسير قول الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } قال : (( يغطين وجوههن وابدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة و { من } للتبعيض ؛ فإن المرأة ترخي بعض جلبابها ، وتتلفع ببعض ، و { ذلك أدنى أن يعرفن} يميزن من الإماء والقينات { فلا يؤذين } فلا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن )) اهـ . (تفسير البيضاوي ) ص ( 563 ) ط : دار الجيل بيروت مصورة عن الطبعة العثمانية 1329هـ .
16ـ وعلق المفسر العلامة أحمد بن محمد شهاب الدين الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي المسماة : ( عناية القاضي وكفاية الراضي ) بقوله : (( قوله ( من للتبعيض ) إلخ ـ وقد قال في الكشاف إنه يحتمل وجهين : أن يتجلببن ببعض مالهن من الجلابيب فيكون البعض واحدا منها أو يكون المراد ببعض جزءًا منه بأن ترخي بعض الجلباب ، وفضله على وجهها فتتقنع به ، والتجلبب على الأول لبس الحجاب على البدن كله ، وعلى هذا التقنع بستر الرأس والوجه ، مع إرخاء الباقي على بقية البدن .. )) اهـ
17ـ المفسر العلامة أبو البركات النسفي رحمه الله ت 710هـ :(1/2824)
قال عند تفسير قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( الجلباب ما يستر الكل ، مثل الملحفة ، عن المبرد ، ومعنى { يدنين عليهن من جلابيبهن } يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن ، يقال : إذا زال الثوب عن وجه المرأة أدن ثوبك على وجهك ، و { من } للتبعيض أى ترخى بعض جلبابها وفضله على وجهها ، تتقنع حتى تتميز من الأمة ، أو المراد أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلابيب وأن لا تكون المرأة متبذلة فى درع وخمار كالأمة ولها جلبابان فصاعدا فى بيتها ، وذلك أن النساء فى أول الإسلام على هجيراهن فى الجاهلية متبذلات تبرز المرأة فى درع وخمار لا فضل بين الحرة والأمة ، وكان الفتيان يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن فى النخل والغيطان للإماء ، وربما تعرضوا للحرة لحسبان الأمة فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زى الإماء بلبس الملاحف وستر الرءوس والوجوه فلا يطمع فيهن طامع )) اهـ . (تفسير النسفي ـ 3 / 455) . وهذا التفسير يدرس الآن بالمعاهد الأزهرية .
18ـ المفسر الإمام الخازن رحمه الله ت 741هـ :
قال : (( { يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ } أي يرخين ويغطين { عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } جمع جلباب ، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار ، وقيل هو الملحفة وكل ما يستتر به من كساء وغيره . قال ابن عباس : أُمر نساء المؤمنين أن يغطين رءوسهن ووجههن بالجلالبيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهن حرائر وهو قوله تعالى { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ } أي لا يتعرضن لهن )) اهـ . ( تفسير الخازن ) ( 3 / 478 ) .
19ـالمفسر العلامة محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي الكلبي المشهور بابن جزي رحمه الله ت 741هـ :(1/2825)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } (( كان نساء العرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء ، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال لهن فأمرهن الله بإدناء الجلابيب ليسترن بذلك وجوههن ويفهم الفرق بين الحرائر والإماء والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب أكبر من الخمار وقيل هو الرداء وصورة إدنائه عند ابن عباس : أن تلويه على وجهها حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها . وقيل : أن تلويه حتى لا يظهر إلا عيناها . وقيل : أن تغطي نصف وجهها { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } أي ذلك أقرب إلى أن يعرف الحرائر من الإماء ، فإذا عرف أن المرأة حرة لم تعارض بما تعارض به الأمة ، وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي إنما المراد أن يفرق بينها وبين الأمة لأنه كان بالمدينة إماء يعرفن بالسوء ، وربما تعرض لهن السفهاء )) اهـ . (التسهيل لعلوم التنزيل ـ 3 / 144) ط4 : دار الكتاب العربي - لبنان 1983م .
20ـ المفسر الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله ت 745هـ :
قال في تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( كان دأب الجاهلية أن تخرج الحرة والأمة مكشوفتي الوجه في درع وخمار ، وكان الزناة يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخيل والغيطان للإماء ، وربما تعرضوا للحرة بعلة الأمة ، يقولون حسبناها أمة ، فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء ، بلبس الأردية والملاحف ، وستر الرءوس والوجوه ، ليحتشمن ويُهبن ، فلا يطمع فيهن )) اهـ . ( البحر المحيط ) ( 8 / 504 ) ط : دار الفكر 1992م(1/2826)
21ـ المفسر الحافظ عماد الدين بن كثير رحمه الله ت 774هـ :
قال في تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } . قال : (( يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما : أن يأمر النساء المؤمنات المسلمات ـ خاصة أزواجه وبناته لشرفهن ـ بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية ، وسمات الإماء ، والجلباب هو الرداء فوق الخمار ؛ قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد ، وهو بمنزلة الإزار اليوم ، قال الجوهري : الجلباب الملحفة . قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها : تمشي النسور إليه وهي لاهية * * * مشي العذارى عليهن الجلابيب . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة . وقال محمد بن سيرين سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل { يدنين عليهن من جلابيبهن } فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها ، وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الظهراني فيما كتب إلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية { يدنين عليهن من جلابيبهن } خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة ، وعليهن أكسية سود يلبسنها )) اهـ . ( تفسير القرآن العظيم ) ( 3 / 518 ) ط : دار الحديث بالقاهرة 1984م .
22ـ المفسر العلامة جلال المحلي رحمه الله ت 864 هـ :(1/2827)
قال عند تفسير قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( جمع جلباب ، وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة ، أي : يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة )) اهـ . (تفسير الجلالين ـ 2 / 168 ) ط : دار المعارف بتحقيق الشيخ أحمد شاكر 1954م .
وتبعه أيضا ممن عملوا حواشي علي التفسير :
23- العلامة الصاوي رحمه الله : (حاشية الصاوي على الجلالين ( 3 / 288) .
14ـ العلامة الجمل رحمه الله : (الفتوحات الإلهية المشهورة بحاشية الجمل ـ 3 / 455) .
25- المفسر العلامة أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله ت 876هـ :
عند تفسيره لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ } أي يرخين أرديتهن وملاحفهن فيتقنّعن بها ويغطّين وجوههن ورؤوسهن ليُعلم أنّهنّ حرائر فلا يُتعرّض لهنَّ ولا يؤذين . قوله { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً } لما سلف منهن من ترك السنن { رَحِيماً } بهنّ إذ سترهنّ وصانهنّ . قال ابن عبّاس وعبيدة : أمر الله النساء المؤمنات أنْ يغطّين رؤوسهنّ ووجوههنّ بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة . قال أنس : مرّت جارية بعمر بن الخطّاب متقنّعة فعلاها بالدرّة وقال يا لكاع أتشبهين بالحرائر ألقي القناع )) اهـ . (تفسير الثعالبي : المسمى : الجواهر الحسان في تفسير القرآن ج8/ص64 ) . ط : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت .
26ـ المفسر العلامة برهان الدين البقاعي رحمه الله ت 885هـ(1/2828)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( { قل لأزواجك } بدأ بهن لما لهن به من الوصلة بالنكاح { وبناتك } ثنى بهن لما لهن من الوصلة ولهن في أنفسهن من الشرف، وأخرهن عن الأزواج لأن أزواجه يكفونه أمرهن { ونساء المؤمنين يدنين } أي يقربن { عليهن } أي على وجوههن وجميع أبدانهن، فلا يدعن شيئاً منها مكشوفاً { من جلابيبهن } ولا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا خرجن لحاجتهن بكشف الشعور ونحوها ظناً أن ذلك أخفى لهن وأستر، والجلباب القميص، وثوب واسع دون الملحفة تلبسه المرأة، والملحفة ما ستر اللباس، أو الخمار وهو كل ما غطى الرأس، وقال البغوي: الجلباب: الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار، وقال حمزة الكرماني: قال الخليل: كل ما تستتر به من دثار وشعار وكساء فهو جلباب، والكل يصح إرادته هنا، فإن كان المراد القميص فإدناؤه إسباغه حتى يغطي يديها ورجليها، وإن كان ما يغطي الرأس فإدناؤه ستر وجهها وعنقها، وإن كان المراد ما يغطي الثياب فإدناؤه تطويله وتوسيعه بحيث يستر جميع بدنها وثيابها، وإن كان المراد ما دون الملحفة فالمراد ستر الوجه واليدين.)) اهـ .
( نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ) ( 15 / 411 ـ 412) .
27- المفسر العلامة الحنفي أبو السعود رحمه الله ت 982هـ :(1/2829)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( الجلباب : ثوب أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المراة على رأسها وتلقي منه ما أرسله على صدرها ، وقيل : هي الملحفة وكل ما يتستر به أي يغطين بها وجوههن وأبدانهن اذا برزن لداعية من الدواعي ومن للتبغيض لما مر منأن المعهود التلفع ببعضها وإرخاء بعضها . وعن السدي : تغطى إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين )) ( تفسير أبي السعود المسمى : إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ط : دار إحياء التراث العربي - بيروت ( ج7/ص115 ) .
28ـ المفسر الشيخ إسماعيل حقي البرسوي رحمه الله ت 1137هـ :
قال (( والمعنى : يغطين بها وجوههن وأبدانهن وقت خروجهن من بيوتهن لحاجة ، ولا يخرجن مكشوفات الوجوه والأبدان كالإماء حتى لا يتعرض لهن السفهاء ظنا بأنهن إماء )) اهـ ( روح البيان ) ط : دار سعادات مطبعة عثمانية 1330هـ ( 7 / 240 ) .
29ـ الأمام المفسر الشوكاني رحمه الله تعالى ت 1250هـ :(1/2830)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( { من } للتبعيض والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار . قال الجوهرى : الجلباب الملحقة وقيل القناع . وقيل : هو ثوب يستر جميع بدن المرأة ، كما ثبت فى الصحيح من حديث أم عطية أنها قالت يا رسول الله إحدانا لايكون لها جلباب فقال لتلبسها أختها من جلبابها قال الواحدى : قال المفسرون : يغطين وجوههن ورؤوسهن إلا عينا واحدة فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن بأذى . وقال الحسن : تغطى نصف وجهها وقال قتادة تلويه فوق الجبين وتشده ثم تعطفه على الأنف وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه )) اهـ . ( فتح القدير ج4/ص304 ) ط دار الفكر - بيروت .
30ـ المفسر الشيخ السيد محمد عثمان الميرغني المكي رحمه الله ت 1268هـ :
قال : (( { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } أي يرخين على وجوههن وسائر أجسادهن ما يسترهن من الملاءات والثوب الساتر )) اهـ ( تفسير الميرغني ) ( 2 / 93 ) .
31ـ المفسر العلامة الآلوسي رحمه الله ت 1270هـ :
قال عند تفسير قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( ونقل أبو حيان عن الكسائي أنه قال : أي يتقنعن بملاحفهن منضمة عليهن ، ثم قال : أراد بالإنضمام معنى الأدناء ، وفي الكشاف معنى { يدنين عليهن } يرخين عليهن ، يقال : إذا زل الثوب عن وجه المرأة أدنى ثوبك على وجهك . وفسر ذلك سعيد بن جبير بيسدلن عليهن . وعندي : أن كل ذلك بيان لحاصل المعنى ، والظاهر أن المراد بـ { عليهن } على جميع أجسادهن . وقيل : على رءوسهن أو على وجوههن ؛ لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه )) اهـ . (روح المعاني ـ 22 / 89) .(1/2831)
32ـ المفسر العلامة الخطيب الشربيني رحمه الله :
فعند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } قال (( { يدنين } يقربن { عليهن } أي على وجوههن وجميع أبدانهن ، فلا يدعن شيئًا منها مكشوفًا )) اهـ . ( السراج المنير ) ( 3 / 271 ) ط المطبعة الخيرية .
33ـ المفسر العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله ت 1332هـ :
فعند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } نقل كلام الزمخشري المتقدم ثم قال : (( ومن الآثار في الآية ما رواه الطبري عن ابن عباس قال : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة ، أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة ، وأخرج ابن أبي حاتم عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها )) اهـ . (محاسن التأويل ـ 13 / 208 ، 309 ) .
34ـ المفسر العلامة مفتي الديار المصرية السابق الشيخ حسنين محمد مخلوف رحمه الله ت 1355هـ :
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : (( يسدلن الجلابيب عليهن حتى يسترن أجسامهن من رءوسهن إلى أقدامهن . والإدناء التقريب ، ولتضمنه معنى السدل أو الإرخاء عُدِّي بعلى . والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب يستر جميع البدن يعرف بالملاءة أو الملحفة )) اهـ (صفوة البيان لمعاني القرآن ص 537) .
35ـ المفسر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ت 1376هـ :(1/2832)
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } : (( هذه الآية هي التي تسمى آية الحجاب، فأمر الله نبيه أن يأمر النساء عموما ويبدأ بزوجاته وبناته ؛ لأنهن آكد من غيرهن ، ولأن الآمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله قبل غيرهم كما قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } أن { يدنين عليهن من جلابيبهن } وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه ، أي يغطين بها وجوههن وصدورهن ، ثم ذكر حكمة ذلك فقال: { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } دل على وجود أذية إن لم يحتجبن ، وذلك لأنهن إذا لم يحتجبن ربما ظن أنهن غير عفيفات فيتعرض لهن مَنْ في قلبه مرض فيؤذيهن ، وربما استهين بهن وظن أنهن إماء فتهاون بهن من يريد الشر ، فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن )) اهـ . (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ـ 6 / 247) .
36ـ المفسر العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ت 1393هـ :(1/2833)
قال : عند تفسيره لقوله تعالى { يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِزْواجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } : (( فقد قال غير واحد من أهل العلم : إن معنى { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } أنهن يسترن بها جميع وجوههن ، ولا يظهر منهن شىء إلا عين واحدة تبصر بها ، وممن قال به : ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السلماني وغيرهم . فإن قيل : لفظ الآية الكريمة وهو قوله تعالى { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } لا يستلزم معناه ستر الوجه لغة ، ولم يرد نص من كتاب ولا سنّة ولا إجماع على استلزامه ذلك ، وقول بعض المفسّرين إنه يستلزمه معارض بقول بعضهم : إنه لا يستلزمه . وبهذا يسقط الاستدلال بالآية على وجوب ستر الوجه . فالجواب : أن في الآية الكريمة قرينة واضحة على أن قوله تعالى فيها { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } يدخل في معناه ستر وجوههنّ بإدناء جلابيبهنّ عليها ، والقرينة المذكورة هي قوله تعالى : { قُل لاْزْواجِكَ } ووجوب احتجاب أزواجه وسترهن وجوههن لا نزاع فيه بين المسلمين فَذِكْرُ الأزواج مع البنات ونساء المؤمنين يدلّ على وجوب ستر الوجوه بإدناء الجلابيب كما ترى )) اهـ . (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ـ 6 / 645 ) .
وقال أيضا : (( والعجب كل العجب ممن يدعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنة ما يدل على ستر المرأة وجهها عن الأجانب مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر الله في كتابه إيمانا بتنزيله ، ومعنى هذا ثابت في الصحيح كما تقدم عن البخاري )) اهـ .
37ـ المفسر العلامة الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمه الله :(1/2834)
عند تفسيره لقول الله { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } قال : (( والجلباب في اللغة العربية : الملحفة والملاءة واللباس الواسع ، والإدناء يعني التقريب واللف ، فإن أضيف إليه حرف الجر { على } قُصد به الإرخاء والإسدال من فوق ، وبعض المترجمين والمفسرين في هذه الأيام غلبهم الذوق الغربي ، فترجموا هذا اللفظ بمعنى الالتفاف لكي يتلافوا حكم ستر الوجه ، لكن الله لو أراد ما ذكره هؤلاء السادة لقال : ( يدنين إليهن ) فإن من يعرف اللغة العربية لا يمكن أن يسلم بأن { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ } تعني أن يتلففن أنفسهن فحسب ، هذا بالإضافة إلى أن قوله { جلابيبهن } يحول أكثر وأكثردون استخراج المعنى . و { مِنْ } للتبعيض يعني جزءًا أو بعضا من جلابيبهن ، ولو التفت المرأة بالجلباب لالتفت به كله طبعا لا ببعضه أو بطرف منه ، ومن ثم تعني الآية صراحة أن يتغطى النساء تماما ويلففن أنفسهن بجلابيبهن ثم يسدلن عليهن من فوق بعضًا منها أو طرفها وهو ما يعرف عامة باسم النقاب ؛ هذا ما قاله أكابر المفسرين في أقرب عهد بزمن الرسالة وصاحبها صلى الله عليه وسلم فقد روى ابن جرير وابن المنذر أن محمد بن سيرين رحمه الله سأل عبيدة السلماني عن معنى هذه الآيه ـ وكان عبيدة قد أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأت وجاء المدينة في عهد عمر رضي الله عنه وعاش فيها ، ويعتبر نظيرًا للقاضي شريح في القضاء والفقه ـ فكان جوابه أن أمسك بردائه وتغطى به حتى لم يظهر من رأسه ووجهه إلا عين واحدة وقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما أيضا بما يقارب هذا إلى حد كبير / وما نقله عنه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه يقول فيه : " أمر الله نساء المومنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينًا واحدة " وهذا ما قاله قتادة والسدي أيضا في تفسير هذه الآية ويتفق أكابر المفسرين الذين ظهروا في تاريخ الإسلام بعد(1/2835)
عصر الصحابة والتابعين على تفسير الآية بهذا المعنى )) ( تفسير سورة الأحزاب ـ ص 161 ـ 163 ) . وراجع أيضا كتابه : (الحجاب ص302 ـ 303 ) .
38ـ المفسر الدكتور محمد محمود حجازي :
قال عند تفسيره لقول الله تعالى : { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } : قال (( فيسترن أجسادهن كلها حتى وجوههن إلا ما به ترى الطريق )) اهـ ( التفسير الواضح ) ( 22 / 27 ) .
39ـ المفسر الشيخ محمد علي الصابوني :
قال : (( أي يا أيها الرسول قل لزوجاتك الطاهرات وبناتك الفضليات ، وسائر نساء المؤمنين الكريمات ، قل لهن احتجبن ، مُرْهُنَّ بالتستر والاحتشام ، سترًا لهن وحفاظًا على كرامتهن ، وقل لهن : إلبسن الجلباب الواسع الذي يستر محاسنهن وزينتهن ، وذلك التستر أقرب أن يعرفن أنهن حرائر عفيفات ، فلا يطمع فيهن أهل السوء والفجور !! والجلباب : هو الرداء الذي يستر جميع البدن والثوب السابغ الفضفاض ، وهذه الآية ترد على السفهاء ، الذين يزعمون أن الحجاب إنما فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، حرمة لهن ، ولا يقرءون هذه الآية العامة لجميع النساء { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ } )) اهـ. ( التفسير الواضح الميسر ) ص ( 1059 ) طبعة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدبي . وراجع كلامه باستفاضةعن النقاب في كتابه ( تفسير آيات الأحكام ) ( 1 / 161 ـ 164 ، 2 / 350 ـ 362 ) ط: دار السلام بالقاهرة .
40ـ المفسر الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر محمد سيد طنطاوي :(1/2836)
قال في تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } : (( والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب يستر جميع البدن ، تلبسه المرأة فوق ثيابها . والمعنى : يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك ، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك ، وقل لنساء المؤمنين كافة ، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن ، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن ، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن ؛ زيادة في التستر والاحتشام ، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها )) اهـ . ( التفسير الوسيط ) ( 11 / 245 ) طبعة دار المعارف1993م .
41- المفسر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري :
قال في تفسيره لقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ } : (( والجلباب هو الملاءة أو العباءة تكون فوق الدرع السابغ الطويل ، أي : مُرهن بأن يدنين من طرف الملاءة على الوجه حتى لا يبق إلا عين واحدة ترى بها الطريق ، وبذلك يعرفن أنهن حرائر عفيفات فلا يؤذيهن بالتعرض لهن أولئك المنافقون السفهاء )) اهـ . ( أيسر التفاسير 2 / 1225 ) ـ ط1 مكتبة العلوم والحكم 1424هـ
وبعد أن استعرضنا كلام أكثر من أربعين تفسير في ستر الوجه والنقاب نتساءل :
هل كل هؤلاء المفسرين يفترون على الله ؟
هل رأيت واحدا منهم قال بما يقول به هؤلاء المجترءون على النقاب ؟(1/2837)
ولانملك إلا أن نقول في زمن الغربة إلى الله المشتكى وهو المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل .
أشرف عبد المقصود
Bokhary63yahoo.com
نقلاعن جريدةالمصريون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=26781&Page=7
---
(1/2838)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > احذرواا من القرصنة لبريدكم على الياهو
---
احذرواا من القرصنة لبريدكم على الياهو
---
سمير القدوري
01-23-2007, 02:03 PM
هذا مقال منقول من منتدى عتيدة, بقلم محمد أبو ريشة:
محمد أبوريشة
إحذروا من مخترقي بريد Yahoo
________________________________________
تعرض أحد الزملاء إلى سرقة بريده الالكتروني، وقام المخترق بإرسال رسالة إلى كافة الأشخاص المدونة عناوينهم في ذلك البريد يطلب منهم مبلغ خمسة آلاف دولار.
لذلك يجب على كل من يستخدم بريد ياهو الانتباه حيث أن البرنامج الذي يتم من خلاله اختراق البريد الالكتروني يعمل بالطريقة التالية:
- يشغل المخترق برنامجايعرف اسمه بـ Magic-PٍS يرسل من خلاله رسالة إلى عنوان بريد الضحية
- يجد الضحية في صندوق بريده رسالة ما فيقوم بفتحها
- عند فتح الرسالة، يعمل البرنامج مباشرة ويظهر رسالة مزورة باسم ياهو تظهر على كامل الصفحة وهي طبق الأصل عن الرسالة التي تظهر عادة عندما يطلب منك بريد ياهو أن تدخل كلمة السر مرة أخرى
-يعتقد عندها الضحية أن الصفحة التي امامه هي من ياهو كالعادة فيدخل كلمة السر فيها
- يرسل البرنامج كلمة السر إلى بريد المخترق على شكل رسالة مشفرة
- يقوم المخترق بفك تشفير الرسالة ويحصل على كلمة السر
لذلك يفضل دائما في حال ظهور صفحة الخطأ هذه القيام بما يلي:
1- فصل الانترنت مباشرة
2- إعادة وصل الانترنت والدخول إلى البريد الالكتروني وتغيير كلمة السر فورا
مع تمنياتي لكم بتصفح آمن....
__________________
محمد أبوريشة
---
قصي علي الدليمي
02-05-2007, 08:32 AM
بوركت بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
---
(1/2839)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > برنامج علم التجويد
---
برنامج علم التجويد
---
شريف بن أحمد مجدي
05-25-2004, 06:52 PM
برنامج يضم قواعد لعلم التجويد
---
د. أنمار
05-25-2004, 07:18 PM
تصميم جميل، وسهولة في العرض
لكن يا ليت تكتب الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كاملة في أول باب فضائل القرآن وأينما ذكر اسمه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم
---
(1/2840)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > أرجوكم ...طلب رسالة ماجستير في تخصصي.فهل من معين؟
---
أرجوكم ...طلب رسالة ماجستير في تخصصي.فهل من معين؟
---
الاسيف2006
03-28-2006, 08:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الأفاضل وإخوتي الكرام رواد هذا المنتدى المبارك ..أنا طالب علم في مرحلة الماجستير أبحث عن موضوع لأطروحة الماجستير ((موضوع غير مطروح في أي منتدى)) ولكني لم أجد حتى الآن موضوعا أقوم بإجراء دراسة عليه وكم كنت أتمنى أن يكون موضوعي متصلاً بالقرآن الكريم ولكن تخصصي في اللغة العربية لا يسمح بأن يكون موضوعي قرآنياً صرفاً لذلك أرجو من أساتذتنا ومشايخنا الأفاضل مساعدتي في الوصول إلى موضوع لم يأخذه أحد من قبلي، ويا حبذا أن يكون الموضوع عن:((ظاهرة التحريف في القرءان الكريم ، أوالتأويل عند إبن القيم ، أو التأويل عند إبن تيمية، أوالتحريف عند إبن القيم ، او التحريف عند إبن تيمية))فأرجو من الله أن ينفع الله به الإسلام والمسلمين ويتفق مع تخصصي والله الموفق .
...... أساتذتي الأفاضل أنا أعمل في مجال اللغة العربية، في قسم النحو أو اللغة فهل هناك ما أقدمه لهذا الجمع المبارك ؟ جعلنا الله وإياكم من خدام دينه ....وجزآكم ألف..... ألف ... ألف خير..
أخوكم :ـ الأسيف
إذا كان لدى أحدكم أي موضوع في ما قد ذكرته سابقا.
فأرجو إرساله إلي إلى العنوان التالي على الايميل التالي :ـ
sadeg2004@hotmail.com
ولكم جزيل الشكر والعرفان .
---
الاسيف2006
03-28-2006, 08:57 AM
أرجوكم يا إخواني الموضوع مستعجل .
فأرجو الرد سريعا .
---
أبو حذيفة
03-29-2006, 12:54 AM
أخي الكريم(1/2841)
اقترح عليك أن تكتب في موضوع (( الإلتفات في القرآن الكريم )) فهذا الموضوع لم يسجل رسالة علمية حتى الآن ، فهو يناسبك بحكم التخصص ويربطك بالقرآن الكريم والموضوع يكفي لمرحلة الدكتوراه قطعاً ، والمادة العلمية متوفرة . أسأل الله لك التوفيق
---
الاسيف2006
03-29-2006, 08:23 AM
أخي أين هذا الموضوع ؟ أرجوك أرسله الي
---
الكشاف
03-29-2006, 09:03 AM
الأسيف أصلحك الله . ماذا تريد من الدكتور أبو حذيفة أكثر من دلالتك على العنوان الرئيس للموضوع وأنت تكمل الباقي . وإلا فكيف تقول إنك طالب دراسات عليا ؟ أم أنك تريد يرسل لك الخطة جاهزة ؟
البحث العلمي لا يؤخذ بهذه الطريقة يا عزيزي .
للعلم : موضوع الالتفات كتب فيه الكثير من الأبحاث والدراسات .
---
الكشاف
03-29-2006, 10:24 AM
وردتني رسالة من أحد أعضاء الملتقى الفضلاء الناصحين ، ينبهني فيها على أنني قسوت في ردي هذا على الأسيف. فأحببت أن أعذتر إن كان هذا حدث فعلاً ، لكنني أخبرته أنني بصفتي أكتب باسم مستعار قد ألقيت عن كاهلي عبء المجاملة في العلم حتى نستفيد أكثر. وهذا الذي نبهت عليه في ردي السابق هو أدب من آداب البحث العلمي . يجب على الطالب أن يبحث بنفسه عن الثغرات في جواب البحث العلمي المتخصص ليسدها ، ويضيف جديداً في بناء البحث العلمي . فإن أخذ البحوث الجاهزة دون أن يكون هناك رغبة حقيقة في بحث الموضوع أصلاً لن يصنع الباحث صناعة حقيقة عميقة .
هذه وجهة نظري ، ويبقى المجال مفتوحاً للنقاش بيننا هنا ، وأعتذر مرة أخرى من الأخ الأسيف وأدعو له بالتوفيق والنجاح.
---
الاسيف2006
03-30-2006, 09:19 AM(1/2842)
لا داعي للتأسف والاعتذار الي اخي((الكشاف)) فأشكرك جدا على هذه الملحوظة الجيدة الذي هي والله التي فقدتها في كثير ممن يصاحبونني ولكم جزيل الشكر على الموضوع الذي دليتموني عليه ولاكن الموضوع هذا قد طرح من قبل أخ من عندنا من الكلية فإذا كان لدى أحدكم موضوع اخر فأرجو أن يبعثه لي ولكم جزيل الشكر والعرفان
---
جمال أبو حسان
03-30-2006, 09:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع الالتفات في القران قدمت فيه رسالة في مرحلة الدكتوراه من الدكتور عدنان خليفات من الاردن في جامعة ام درمان الاسلامية بالسودان او من جامعة القران الكريم وذلك قبل عشرة اعوام تقريبا وهناك عدة كتب في هذا المجال
واقبلوا التحيات
---
د.عبد الله الجيوسي
03-30-2006, 12:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أقدم لكم اسماء 4 رسائل أخرى غير التي ذكرها أخي الدكتور جمال في موضوع الالتفات ، وذكل كما هي موجودة عندي :
1- اسلوب الالتفات في القرآن الكريم القرآن - إعجاز محمد، آدم إدريس ماجستير السودان جامعة الخرطوم - كلية الآداب اللغة العربية 1995
2- الالتفات في النصف الأول من القرآن : دراسة تحليلية بلاغية القرآن - بلاغة بناني، خديجة محمد ماجستير علي العماري جامعة أم القرى اللغة العربية وآدابها / البلاغة والنقد 1415هـ
3- الالتفات في ضوء أساليب القرآن الكريم القرآن - بلاغة عبد المحسن، ربيع محمد ماجستير محمد حسين أبوموسى القاهرة/ مصر جامعة الأزهر ؟ اللغة العربية 1981 / 356ص
4- الالتفات وبلاغته في القرآن الكريم القرآن - بلاغة ظاهرالدين دكتوراه باكستان دراسات إسلامية/ جامعة بيشاور
---
الكشاف
03-31-2006, 12:10 AM
بارك الله فيك على تقبلك النصيحة . وليتك تستبعد التوقيع هذا بأليق منه بالملتقى .
شكراً لمن اضافق الرسائل والبحوث شكراً جزيلاً.
---
بنت الشريد
04-18-2006, 01:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2843)
الأخوة الأفاضل / اتمنى مساعدتى في الحصول على عنوان مناسب لرسالة دكتوراه في اللغة العربية تخصص نحو وصرف في مجال القرآن الكريم.
فإن فكري يجول في الدراسة الدلالية ولكن استقراري لم يتم بعد فهل اجد لديكم توجيهاً
ولكم جزيل الشكر والتقديرعلى مجهوداتكم المبذولة من أجل اعلاء كلمة الله ورفع راية الاسلام والعلم .
---
(1/2844)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن عنوان رسالة علمية أرجو الإفادة......
---
سؤال عن عنوان رسالة علمية أرجو الإفادة......
---
أبومحمد
03-07-2005, 11:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : إخوتي الأكارم الأفاضل في هذا الملتقى المبارك أرجو إفادتي عن موضوع رسالة علمية مقترح وهو : (مرويات عطاء عن ابن عباس في التفسير جمعاً ودراسة) هل طُرق هذا الموضوع بحثاً علمياً وجزى الله الجميع خير الجزاء،،،،،،،،،،
---
أحمد القصير
03-08-2005, 12:52 AM
لعلك تستفيد من قاعدة بيانات مركز الملك فيصل على الرابط التالي:
اضغط هنا (http://213.150.161.217/kfcris/login.htm)
---
أبومحمد
03-08-2005, 07:34 PM
أشكرك ياشيخ أحمد على هذا التواصل وجزاك الله خير الجزاء،،،،،،،،،،،،،،
---
(1/2845)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الألغاز في علم القرآن
---
الألغاز في علم القرآن
---
أم صهيب
08-11-2006, 09:07 PM
السلام عليكم
المشايخ الأفاضل والأخوة الكرام
هل اعتنى علماء التفسير وعلوم القرآن بالتصنيف في الألغاز كما اعتنى علماء الفقه والنحو ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-27-2006, 05:31 AM
منذ طرح هذا السؤال ترددت في الجواب بـ لا ؛ لأن عدم العلم لا يعني العلم بالعدم ، ولكني الذي أقوله : إنني بحسب اطلاعي وجدت كتباً كثيرة في الألغاز والمعاياة في الفقه واللغة ، ولم أطلع على نظائر لها في علوم القرآن أو التفسير ، وقد يكون هناك كتب في هذا إلا أنها لم تطبع أو لم تنتشر كغيرها . ولعل المانع هو هيبة القرآن وقدسيته عن المعاياة والإلغاز في مسائله وعلومه والله أعلم .
---
أبو حذيفة
09-29-2006, 01:54 AM
القرآن نزل بلسان عربي مبين ، واضح المعنى مفهوم الدلالة ، خاطب الله به الناس جميعاً ، ولو احتوى على الألغاز لتعذر فهمه على الكثير من الناس ، بل لو احتوى على ألغاز لتخذ أهل الجاهلية ذلك ذريعة في عدم الاستجابة .
---
أم صهيب
10-03-2006, 11:11 PM
من خلال القراءة والإطلاع ظهر لي أن التأليف في الألغاز في علوم القرآن أقل من غيره
ومما وجدته في ذلك :
في مقدمة تحقيق كتاب درر الغواص لابن فرحون ذكر المحقق هذين الكتابين :
ألغاز شمس الدين محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشهير بابن الجزري شيخ قراء زمانه ت 833 هـ ومنظومته الهمزية شرحها هو سماه ( العقد الثمين ) كشف الظنون (1/150) وهو كتاب ألغاز في القراءات
وكذلك كتاب: الألغاز العلائية، لعلاء الدين بن ناصر الدين الطرابلسي(5). نظم فيها المؤلف أسئلة تتعلق ببعض المشكلات والألغاز في القراءات العشر وعدة أبياتها مائة وستة عشرون بيتاً خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي (3/186)(1/2846)
ووجدت بعض الألغاز المنثورة في كتب العلماء كالبرهان للزركشي ( 1/164) قال : أي شيء إذا عددته زاد على المائة، وإذا عددت نصفه كان دون العشرين؟
جوابه: سور القرآن حيث يبلغ عددها 114 سورة
وكذلك نقل ابن البنا في إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر عن ابن السمين عند قوله تعالى ( وأكن من الصالحين ) (2/ 540،541) قوله : ويلغز بهذا فيقال مع نية صالحة أين أتى صرف أظهره أبو عمرو، وأدغمه الباقون؟
وجوابه: في قوله تعالى: ( وأكن من الصالحين) والحرف هو الواو، حيث أظهر أبو عمرو الواو بعد الكاف، ونصب النون عطفاً على (فأصدق) المنصوب بأن بعد جواب التمني، وهو لولا أخرتني والباقون بحذف الواو لالتقاء الساكنين، وبجزم النون، قال الزمخشري–رحمه الله- عطفاً على محل (فأصدق)، كأنه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن
وقال الإمام الثعالبي _ رحمه الله _ عند تفسير سورة الأنعام (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ /504) : قال عند تعليقه على الآية (وهذا هو طريق اللغز الذي برىء القرآن منه )
وقال أبو حيان _ رحمه الله _ في البحر المحيط (11/7 ) : (وإنما هذا من باب اللغز المنزه عنه كلام الله تعالى )
قال ابن الأثير _ رحمه الله _ في المثل السائر (2/231) : ( وقد ورد من الألغاز شيء في كلام العرب المنثور غير انه قليل بالنسبة إلى ما ورد في أشعارها ، وقد تأملت القرآن الكريم ، فلم أجد فيه شيئاً منها ، ولا ينبغي أن يتضمن منها شيئاً ، لأنه لا يستنبط بالحدس والحرز كما تستنبط الألغاز )
---
(1/2847)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إشكال بالنسبة لجمع مصحف عثمان
---
إشكال بالنسبة لجمع مصحف عثمان
---
محمد رشيد
05-03-2003, 06:26 PM
إشكال : قال الزرقاني ـ رحمه الله ـ ما معناه أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ حينما أراد جمع المصحف اضطر الى تتعدد المصاحف المكتوبة ، لأنه رضي الله عنه أراد أن يجمع في المصحف الأوجه السبعة التي نزل عليها القران ، و هذه الأوجه منها ما يمكن أي يندرج تحت رسم واحد ، كاختلاف وجوه الاعراب و منها ما لا يمكن أن يندرج تحت رسم واحد كالتقديم و التأخير مثلا أو بعض صور الابدال .
ووجه الاشكال : أن ما ذكره الزرقاني واضح و مفهوم و يمكن أن يندرج على مصحف عثمان ، و لكن ذكر الزرقاني رواية البخاري من أن عثمان أرسل الى حفصة أن ترسل اليه بالصحف التي عندها ـ و التي جمعت في عهد أبي بكر بعمل زيد بن ثابت ـ لينسخ منها المصحف ـ بأوجهه السبعة ـ فكيف كانت هذه الأوجه السبعة موجودة في مصحف واحد و هو الذي جمع على عهد أبي بكر و بعض هذه الوجوه لا تجتمع في رسم واحد مما اضطر عثمان الى أن يعدد المصاحف كما مر ؟
لا أجد دفع لذلك الا القول باحد وجهين :
الوجه الأول : أن مصحف زيد بن ثابت لم يشتمل على الأوجه السبعة ، و لكن هذا يرد عليه إشكالان :
الأول / أن الزرقاني ذكر أن المصحف الذي جمع في عهد زيد بن ثابت كان يشتمل على الأوجه السبعة .
الثاني / أن ذلك يلزم منه أن عثمان اعتمد على صحائف أخرى غير مصحف زيد بن ثابت حتى يستطيع أن يصل الى ما وصل اليه من
جمع كل الاختلافات ، و هذا لم يرد بل ما ورد هو اعتماده على المصحف الذي جمع في عهد أبي بكر .
الوجه الثاني : أن نقول بتعدد المصحف المجموع على عهد أبي بكر ، و لا يظهر ذلك من النقولات كما لا يخفى عليكم .
فأرجو التكرم بالافادة مع الترفق(1/2848)
و أرجو الانتباه الى موضوع الأوجه السبعة الذي أخشى أن يكون قد أهمل ، لأنه بذلك قد تراكمت عليّ النقاط الغير مفهومة في كتاب ( مناهل العرفان ) و هذا يعطّلني عن المسير .
و بارك الله في جهودكم
---
أبو بيان
05-03-2003, 11:56 PM
سيُحَل هذا الإشكال وجميع الإشكالات في موضوع الجمع - إن شاء الله تعالى - من خلال تصور ما يلي :
1 - أن أبا بكر رضي الله عنه جمع القرآن , وعثمان رضي الله عنه جمع الناس عليه .
2 - فعليه : جمع عثمان هو جمع أبي بكر رضي الله عنهم , ولم يغير فيه شيئاً .
3 - الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه هو ما عرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العرضة الأخيرة .
4 - العرضة الأخيرة اشتملت على ما لم يُنسَخ من الأحرف السبعة ؛ بدليل وجود عدد من الصحابة تختلف قرائتهم عمَّا في المصحف الإمام .
هذا القدر من البيان تجتمع به الأدلة , وعليه قامت , وبه نطقت , وهو حلٌّ لكثير من المشكل في هذا الباب , وأكتفي بهذا القدر , لهذا الإشكال , ولعلنا نزيد الموضوع إيضاحاً , بإيرادات أخرى في هذا الباب . والله أعلم .
---
محمد رشيد
05-04-2003, 12:08 AM
نعم أخي أبي بيان ليتنا نزيد الموضوع
و على كلامكم السابق ـ أثابكم الله تعالى خير المثوبة ـ : لماذا تعدد المصحف العثماني ليشمل الأوجه كلها ، و لم يتعدد المصحف الذي جمعه أبو بكر ؟
فما زال السؤال قائم ، و لاحظ أني لا أئتي بتصور من عندي ، بل أسألتي تأتي بناءا على أول دراسة لي في علوم القران ، وهي في كتاب ( مناهل العرفان ) لذلك فإنه ستكثر أسألتي ـ إن شاء الله ـ وسوف يتحملني أيضا الشيخ عبد الرحمن الشهري ـ هذا ظني به ـ
---
أبو بيان
05-04-2003, 07:52 PM
سؤالك أخي الحبيب هو :
لماذا تعدد المصحف العثماني ليشمل الأوجه كلها ، و لم يتعدد المصحف الذي جمعه أبو بكر ؟
والجواب :(1/2849)
الذي اختلف في الجمعين هو سبب الجمع , فسببه في زمن أبي بكر رضي الله عنه هو خشية فوات شيء من القرآن بفوات حملته ؛ وذلك لما استحر القتل في القراء في وقعة اليمامة , في طلب عمر المشهور من أبي بكر بذلك .
أما سبب الجمع في زمن عثمان رضي الله عنه هو , ما رآه هو وما بلغه عن بعض الصحابة من الإختلاف في قراءة القرآن , اختلافاً يتبعه تخطئة وتجهيل , كما اختلفت اليهود والنصارى في كتابهم , وهذا ما جعل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يطلب من عثمان ذلك مع ما هو في نفس عثمان , وقد حمد له الصحابة ذلك الفعل بإجماع , وصح عن علي رضي الله عنه قوله : والله ما فعل عثمان الذي فعل إلا على ملأٍ منّا , ولو كنت مكانه لفعلت مثل الذي فعل .
فعلى هذا : الأوجه التي أشرت إليها في مصحف عثمان موجودة في مصحف أبي بكر , ولا أدري كيف ظهر لك أن في مصحف أبي بكر أوجهاً ليست في مصحف عثمان , فإن كنت وقفت عليه في "مناهل العرفان" فاذكره , وإن كنت فهمته من غيره فبينه , وفقك الله تعالى لكل خير , وجعلنا من مفاتيحه .
---
محمد رشيد
05-06-2003, 09:32 AM
قلت أخي : ولا أدري كيف ظهر لك أن في مصحف أبي بكر أوجها ليست في مصحف عثمان .
و لكن أنا أقصد العكس / كيف تكون هناك أوجها في مصحف عثمان ليست في مصحف أبي بكر ؟
قال الزرقاني : [ وصفوة القول : أن اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات ، كانوا يرسمونه بصورة واحدة لا محالة ، أما الذي تختلف فيه وجوه القراءات فإن كان لا يمكن رسمه في الخط متحملا لتلك الوجوه كلها ، فإنهم يكتبونه برسم يوافق بعض الوجوه في مصحف ، ثم يكتبونه برسم اخر يولفق بعض الوجوه الأخرى في مصحف اخر ، وكانوا يتحاشون أن يكتبوه بالرسمين في مصحف واحد ….. إلخ ]
فواضح أن تعدد الأوجه كان مدعاة الى تعدد الرسم ، وبعض هذا الرسم لا يمكن الجمع بينه و بين غيره ، فكان لزاما لذلك أت تتعدد المصاحف كما هو ظاهر من كلام الزرقاني ـ رحمه الله ـ(1/2850)
و معلوم أن عثمان ـ رضي الله عنه ـ نقل المصحف بأوجهه السبعة عن مصحف أبي بكر ، أي أن مصحف أبي بكر كان شاملا للأوجه السبعة ، فهذا يستلزم أنه أيضا متعدد ، لوجود الرسم الذي لا يمكن أن يجتمع مع غيره .
و السؤال / هل كان مصحف أبي بكر متعددا ؟ أم أنه كان على رسم واحد و لكن بقية الأوجه و الاختلافات محفوظة في صدر الصحابة رضي الله عنهم ، ثم لمّا دونها عثمان ـ رضي الله عنه ـ تعددت المصاحف ؟
وأعتذر إن كنت قد أتعبتك
---
أبو بيان
05-07-2003, 09:28 AM
لا تعتذر يا أخي الفاضل , فإنا نسعد بمدارستكم .
ولعلنا نتابع هذه الفقرات على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=189
الذي ستجد فيه مقدمة مفيدة في هذا الموضوع .
وبالنسبة لكتاب " مناهل العرفان " فإنه مُتعب جداً في هذا الباب , ولا يحل كثيراً من الإشكالات , فلعلك تستوعب الموضوع من غيره من الكتب التي تناولت هذا الجانب .
---
(1/2851)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > جداول تحريرات طرق رواية شعبة عن عاصم من طريق طيبة النشر
---
جداول تحريرات طرق رواية شعبة عن عاصم من طريق طيبة النشر
---
إبراهيم الجوريشي
09-30-2005, 03:59 PM
إليكم
جداول تحريرات طرق
رواية شعبة عن عاصم
من طريق طيبة النشر
من إعداد
الشيخ المقرئ عمر بن يوسف حماد
وشاركه في إعدادها أيضا :
تلميذه إبراهيم الجوريشي
---
إبراهيم الجوريشي
09-30-2005, 04:20 PM
وهذه طرق شعبة كما ذكرها مفصلة ابن الجزري في نشره(1/2852)
(رواية) أبي بكر(شعبة) طريق يحيى عنه، فمن طريق شعيب عن يحيى من خس طرق. طريق الأصم وهي الأولى عن شعيب من ست طرق. فطريق البغدادي وتلخيص ابن بليمة وقرآ بها على عبد الباقي بن فارس وقرأ بها على أبيه فارس وقرأ بها فارس على عبد الباقي بن الحسن وقرأ به على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن البغدادي فهذه أربع طرق له. وطريق المطوعي من المبهج والمصباح قرأ بها سبط الخياط وأبو الكرم على الشريف أبي الفضل وقرأ بها على الكارزيني وقرأ بها على أبي العباس المطوعي فهذه طريقان للمطوعي. وطريق ابن عصام من كتاب المستنير قرأ بها ابن سواد علي أبي الحسن على بن طلحة بن محمد البصري ومن المصباح لأبي الكرم قرأ بها على عبد السيد وقرأ بها على علي بن طلحة البصري المذكور المذكور وقرأ على أبي الفرج عبد العزيز بن عصام فهذه طريقان له. وطريق ابن باذش بن مصباح أبي الكرم قرأ بها على ابن عتاب وقرأ بها على القاضي أبي العلاء ومن كامل الهذلي قرأ على القاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب وقرأ بها على أبي القاسم يوسف بن محمد بن أحمد ابن باذش فهذه طريقان له. وطريق النقاش من تلخيص أبي معشر قرأ بها على أبي القاسم الزيدي وقرأ بها على النقاش. وطريق ابن خليع من غاية ابن مهران قرأ بها علي أبي الحسن على بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع ببغداد وقرأ بها ابن خليع والنقاش وابن باذش وابن عصام والمطوعي والبغدادي ستتهم على أبي بكر يوسف بن يعقوب بن الحسين الواسطي المعروف بالأصم فهذه اثنتا عشرة طريقاً للأصم طريق القافلائي وهي الثانية عن شعيب من التيسير والشاطبية قرأ بها الداني على فارس ومن التجريد والتلخيص قرأ بها ابن الفحام وابن بليمة على عبد الباقي بن فارس وقرأ على أبيه فارس ومن كتاب العنوان قرأ بها أبو طاهر على عبد الجبار الطرسوسي ومن المجتبي الطرسوسي المذكور ومن كتاب الكافئ قر بها ابن شريح ومن روضة المعدل وقرأ بها على ابن نفيس وقرأ ها(1/2853)
على ابن فارس والطرسوسي وابن نفيس على أحمد السامري وقرأ بها على أحمد بن يوسف القافلائي فهذه ثمان طرق للقافلائي. طريق المثلثى وهي الثالثة عن شعيب من كتابي أبي منصور بن خيرون ومن مصباح أبي الكرم قرأ بها على عبد السيد بن عتاب وقرأ بها على القاضي أبي العلاء الواسطي وقرأ بها على أبي علي أحمد بن علي بن البصري الواسطي وبالإسناد المتقدم إلى سبط الخياط قرأ بها على أبي المعالي ثابت بن بندار ومن المصباح لأبي الكرم قرأ بها على عبد السيد بن عتاب وثابت بن بندار وقرأ بها على أبي الفتح فرج بن عمر بن الحسن البصري المفسر وقرأ بها على القاضي أبي الحسن على بن أحمد بن العريف الجامدي وقرأ بها ابن البصري الجامدي على أبي العباس أحمد ابن سعيد الضرير المعروف بالمثلثى فهذه ست طرق للمثلثى. طريق أبي عون وهي الرابعة عن شعيب من طريقين من المستنير قرأ بها ابن سوار على أبوي على الشرمقاني والعطار وقرأ بها على عمر بن إبراهيم الكتاني وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن جعفر البغدادي المعروف بالحربي ومن المبهج والمصباح قرأ بها سبط الخياط أبو الكرم علي الشريف أبي الفضل وقرأ بها على الكارزيني وقرأ بها على أبي الفرج الشنبوذي وقرأ بها على الحربي المذكور وعلى أبي بكر أحمد بن حماد المنقى الثقفي المعروف بصاحب المشطاح ومن كتاب المصباح قال أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني وقرأ بها على الحربي قال ومنه تلقيت القرآن وقرأ بها أي الحربي والمنقى على أبي جعفر محمد ويقال أحمد بن علي بن عبد الصمد البغدادي البزاز وقرأ بها على أبي عون محمد بن عمرو بن عون الواسطي فهذه خمس طرق لأبي عون. طريق نفطويه وهي الخامسة عن شعيب من المبهج والمصباح قرأ بها السبط وأبو الكرم على الشريف أبي الفضل وقرأها على الكارزيني ومن كامل الهذلي قرأها على أبي نصر منصور بن أحمد وقرأها على أبي الحسين علي بن محمد(1/2854)
الخبازي وقرأ الخبازي والكارزيني على أي بكر الشذائي ومن المبهج أيضاً ومن المصباح لأبي الكرم قرأ بها هو وسبط الخياط على الشريف عبد القاهر وقرأ بها على الكارزيني وقرأ بها الكارزيني أيضاً على أبي الفرج الشنبوذي وقرأ بها الشذائي والشنبوني على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرقة المعروف بنفطويه النحوى ومن كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخطيب وبإسنادي المتقدم في كتاب السبعة لابن مجاهد إلى الخطيب المذكور قال أخبرنا به أو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني قال أخبرنا أبو بكر بن مجاهد قال أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد نفطويه ةهذه سبع طرق لنفطويه وقرأ نفطويه وأبو عون والمثلثى ةالقافلائي والأصم خمستهم على أبي بكر شعيب بن أيوب بن زريق بتقديم الراء الصريفيني إلا أن نفطويه قرأ الحروف فهذه ثمان وثلاثون طريقاً لشعيب. ومن طريق أبي حمدون من طريقين. طريق الصواف وهي الأولى عن أبي حمدون من ثلاث طريق. طريق الحمامى من ثمان طرق من كتاب التجريد قرأ بها ابن الفحام على أبي الحسين الفارسي ومنه أيضاً وقرأ بها على أبي إسحاق المالكي وقرأ بها على المالكي ومن كتاب الروضة لأبي علي المالكي المذكور ومن كتابي أبي العز قرأ بها على أبي علي الواسطي ومن المستنير قرأ بها ابن سوار على أبي على العطار وأبي الحسن الخياط ومن كتاب الجامع لأبي الحسن الخياط المذكور ومن الكامل قرأ بها الهذلي على تاج الأئمة ابن هاشم ومن مصباح قرأ بها أبو الكرم على أبي نصر أحمد بن علي بن محمد الهاشمي إلى آخر سورة الفتح ومن التذكار لابن شيطا وقرأ بها ابن شيطا والهاشمي وابن هاشم والخياط والعطار والواسطي والمالكي والفارسي ثمانيتهم على أبي الحسن الحمامى فهذه إحدى عشرة طريقاً للحمامى. طريق ابن شاذان وهي الثانية عن الصواف من كتاب الغاية لأبي العلاء قرأ بها على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي وقرأ بها على أبي(1/2855)
بكر محمد بن علي الخياط وقرأ بها على بكر بن شاذان. طريق النهرواني وهي الثالثة عن الصواف من كتابي أبي العز قرأ بها على أبي علي غلام الهرس وكتاب المستنير قرأ بها ابن سوار على أبي علي العطار وأبي الحسن الخياط ومن كتاب الجامع للخياط المذكور. وقرأ بها الخياط والعطار وغلام الهرس على أبي الفرج النهرواني فهذه خمس طرق للنهرواني. طريق المحاس والخلال وهما الرابعة والخامسة عن الصواف من كتاب المصباح قرأ بها أبو الكرم على أبي القاسم عبد السيد بن عتاب وقرأ بها على القاضي أبي العلاء الواسطي قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن النحاس وأبو الحسين أحمد بن جعفر الخلال وقرأ الخلال والنحاس والنهرواني وابن شاذان والحمامي على أبي عيسى بكار بن أحمد بن بكار بن نبان البغدادي وقرأ بها على أبي علي الحسن بن الحسين الصواف البغدادي إلا أن النحاس والخلال قرآ عليه الحروف فهذه تسع عشرة طريقاً للصواف. طريقاً طريق أبي عون وهي الثانية عن أبي حمدون من كتاب الكامل قراها الهذلي على أبي نصر القهندزي وقراها على أبي الحسين الخبازي وقرأ بها على أبي بكر الشذائي وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحربي وقرأ بها على أبي جعفر محمد بن علي البزار وقرأ بها على أبي عون محمد ابن عمرو الواسطي وقرأ بها أبو عون والصواف على أبي حمدون الطيب ابن إسماعيل بن أبي تراب الذهلي البغدادي حمدون وقرأ أبو حمدون وشعيب على أبي زكريا يحيى با آدم بن سليمان بن خالد ابن أسد الصلحى عرضاً في قول كثير من أهل الأداء وقال بعضهم إنما قرأ عليه الحروف فقط والصحيح أن شعيباً سميع سمع منه الحروف وأن أبا حمدون عرض عليه القرآن والله أعلم.
(تتمة) ثمان وخمسين طريقً ليحيى بن آدم عن ابي بكر.(1/2856)
طريق العليمي عن أبي بكر. فمن طريق ابن خليع من عشر طرق: طريق الحمامي وهي الأولى عن ابن خليع من كتاب التجريد قرأ بها ابن الفحام على أبي الحسين الفارسي ومنه أيضاً وقرأ بها على أبي على المالكي ومن روضة أبي علي المالكي المذكور ومن كفاية أبي العز قرأ بها علي أبي علي الواسطي ومن التذكار لابن شيطا ومن الجامع لابن فارس وقرأ بها هو وابن شيطا والواسطي والمالكي والفارسي على أبي الحسن الحمامي فهذه ست طرق له. طريق الخراساني وهي الثانية عن ابن خليع قرأ بها الداني على فارس ابن أحمد وقرأ بها على عبد الباقي بن الحسن الخرساني. طريق ابن شاذان وهي الثالثة عن ابن خليع من كفاية السبط قرأ بها ابن الطبر على أبي بكر محمد بن علي الخياط الجنبلي وقرأ بها على أبي القاسم بكر بن شاذان القزاز. ططريق السوسنجردي وهي الرابعة عن ابن خليع من غاية أبي العلاء قرأ بها على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي وقرأ بها على أبي بكر محمد بن الخياط وقرأ بها على أبي الحسين أحمد ابن عبد الله السوسنجردي. طريق البلدى وهي الخامسة عن ابن خليع قرأ بها أبو اليمن الكندي على الخطيب المحولي وقرأ بها على أبي العباس أحمد بن الفتح الموصلي وقرأ بها على الشيخ الصالح نذير بن علي بن عبيد الله البلدي. طريق النهرواني وهي السادسة عن ابن خليع من كفاية قرأ بها على أبي علي غلام الهرس وقرأ بها على أبي الفرج النهرواني. طريق الخبازي وهي السابعة عن ابن خليع من الكاملب قرأ بها على أبي نصر القهندزي وقراها على أبي الحسين على محمد بن الخبازي. طريق النحوى وهي الثامنة عن ابن خليع من كتاب التلخيص لأبي معشر قرأ بها على أبي علي الحسين بن محمد الصيدلاني وقرأ بها على أبي حفص عمر بن علي النحوي. طريق المصاحفي وهي التاسعة عن ابن خليع من الجامع لابن فارس قرأ بها على أبي عبيد الله بن عمر المصاحقى والخبازي والنهرواني والبلدي والسوسنجردي وابن شاذان والخرسائي والحمامي(1/2857)
عشرتهم على أبي الحسن على محمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع الخياط البغدادي المعروف بالقلانسي وبابن بنت القلانسي فهذه خمس عشرة طريقاً لابن خليع. ومن طريق الرزاز عن العليمي من كتاب المبهج والمصباح قرأ بها سبط الخياط وأبو الكرم على الشريف أبي الفضل وقرأ بها على الكارزويني ومن الكامل قرأ بها الهذلي على عبد الله بن شبيب وقرأ بها على الخزاعي وقرأ بها الخزاعي والكارزويني على أبي عمر وعثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز البغدادي النجاشي وغيره فهذه ثلاث طرق للرزاز وقرأ ابن خليع والرزاز على أبي بكر يوسف ابن يعقوب بن الحسين بن يعقوب بن خالدين بن مهران الواسطي الأطروش وقرأ على أبي محمد بن يحيى بن قيس العليمي الأنصاري الكوفي فهذه ثمان عشرة طريقاً للعليمي ويحيى بن آدم وعرضاً فيما أطلقه كثير من أهل الأداء على أبي بكر شعبة بن عياش بن سالم الحناط – بالنون – الاسدى الكوفي وقال بعضهم إنهما لم يعرضاً عليه القرآن وإنما سمعا منه الحروف، والصحيح أن يحيى بن آدم روى عنه الحروف سماعاً وإن يحيى العليمي عرض عليه القرآن. قال الحاف أبو عمرو الداني: وقد زعم أبو بكر بن مجاهد أنه لم يقرأ القرآن على سرد على أبي بكر غير أبي يوسف الأعشى قال وقد ثبت عندنا وصح لدينا أنه عرض عليه القرآن وأخذ عنه القراءة تلاوة خمسة سوى الأعشى وهم: يحيى بن محمد العليمي، وعبد الرحمن بن أبي حماد، وسهل بن شعيب الشهي، وعروة بن محمد الأسدي، وعبد الحميد بن صالح الترجمي قال: وهؤلاء من أعلام الكوفة ومن المشهورين بالإتقان والضبط، تتمة ست وسبعين طريقاً لأبي بكر.
---
(1/2858)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > البدار البدار يا علماء الاسلام
---
البدار البدار يا علماء الاسلام
---
جمال أبو حسان
04-20-2006, 08:59 AM
حينما عقد مؤتمر عام اتحاد الجامعات العربية بالجزائر هذا العام وفي اول اجتماع له قام بعض الاساتذة اللبنانيين معترضين على فلسفة الاتحاد ورسالة الجامعات حيث تقوم هذه الرسالة على الاتكاء على موروث الامة الحضاري عبر رسالة الاسلام الخالدة
قام هؤلاء الاساتذة وقالوا ان الزمن اليوم قد تغير ولا بد من اضافة ان رسالة الجامعات العربية منبثقة عن الديانة اليهودية والنصرانية والاسلام وكاد هذا الموضوع ان يطرح للتصويت عليه لولا قيام بعض الغيورين بالخروج من القاعة واحدثوا فيها ضجيجا اعتراضا على الامر ولم يعودوا الى القاعة الا بعد ان سحب الموضوع واقترح تاجيله الى الدورة القادمة
فيا علماء الاسلام هبوا لمنع هذا العبث برسالة الجامعات العربية حتى لا يدهمها سيل التغيير الجارف فنضرب اخماسا في اسداس
هذا مني نداء عاجل بوجوب المسارعة الى عمل تيار علمي جارف للقضاء على هذه الدعوة الهدامة
فعجلوا عجلوا ايها الغيورون
---
د.أبو بكر خليل
04-20-2006, 10:12 AM
جزاكم الله خيرا على هذه الإشارة المهمة ، و التنبيه و النصح يا دكتور جمال ،
و أود من الإخوة الفضلاء اقتراح خطوات عملية يمكن البدء بتنفيذها و تبنيها خطة عمل ، لوأد تلك الفتنة الهدامة في مهدها ، و قبل أن يستفحل شرها
فهم ما طرحوها و عرضوها إلا بناء على مخطط معدّ - من الغرب الصهيو صليبي و أذنابه - و مدروس سلفا ، ضمن مخططات أخرى لإزاحة الانتماء الإسلامي لبلادنا ، و إذابته في انتماءات أخرى مخالفة كخطوة أولى ، تمهيدا لإزالته من بلادنا - في تصورهم و كيدهم -
و سيحبط الله مكرهم و سيرد كيدهم بفضله و عونه عزَ و جلَ ،
و لكن الله يطلب منَا السعي و العمل ،(1/2859)
فماذا نحن فاعلون في تلك القضية و الدعوى الهدامة ؟
فالرأي الرأي ، و العمل العمل أهل التخصص المعنيين بالأمر
وفقكم الله
---
(1/2860)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الدكتور يحيى الغوثاني مريض دعواتكم
---
الدكتور يحيى الغوثاني مريض دعواتكم
---
مصطفى علي
02-23-2007, 05:49 PM
اللهم اشف الدكتور يحيى
اللهم فتحنن واعطف والطف واشف الدكتور يحيى الغوثاني
اللهم ومتعه بالصحة والعافية
يا واسع الفضل عجل له الشفاء
آمين آمين آمين
---
الجعفري
02-23-2007, 06:43 PM
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
---
مساعد الطيار
02-24-2007, 02:20 PM
أسال الله أن يشفيه ، وأن يأجره ، وأن يتمم له مسيرته في خدمة القرآن الكريم .
---
ابن الجزيرة
02-24-2007, 03:44 PM
نسأل الله أن يعجل له الشفاء، وأن يؤجره على ما أصابه.
---
أحمد الطعان
02-24-2007, 05:11 PM
لا بأس طهور إن شاء الله عز وجل ، أسأل الله عز وجل أن يشفي أخينا الدكتور الغوثاني وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يبارك في جهوده . آمين
---
مروان الظفيري
02-24-2007, 05:40 PM
لا بأس طهور إن شاء الله تعالى
نتمنى لك الشفاء العاجل ياشيخنا الفاضل أبا عاصم
والعودة القريبة الى المنتديات بسلامة وعافية
إن شاء الله
---
أيمن صالح شعبان
02-24-2007, 05:45 PM
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي ويبرأ أخانا ويرزقه العافية في الدين والدنيا والآخرة آمين آمين آمين
---
محمود الشنقيطي
02-24-2007, 05:55 PM
شيخنا الفاضل الكريم:
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك(1/2861)
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك
كما أسأله أن يجعل ما أصابك رفعة لك في الدرجات, وتكفيراً للسيئات , وحطاً للخطيئات , وزيادة في الحسنات.. آمين
---
أبو بيان
02-24-2007, 09:38 PM
شفاه الله وعافاه, وبعثه خادماً لكتابه الكريم.
---
نورة
02-24-2007, 11:25 PM
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيه
---
عبدالرحمن الشهري
02-24-2007, 11:26 PM
أسال الله أن يشفيه ، وأن يأجره ، وأن يتمم له مسيرته في خدمة القرآن الكريم ، وأرجو أن نطمئن على صحته وعودته بخير قريباً بإذن الله .
---
أبو حذيفة
02-24-2007, 11:46 PM
أسأل الله له الشفاء والعافية
---
طه محمد عبدالرحمن
02-25-2007, 04:03 AM
أسال الله أن يشفيه ، وأن يأجره ، وأن يتمم له مسيرته في خدمة القرآن الكريم ، وأرجو أن نطمئن على صحته وعودته بخير قريباً بإذن الله .
اللهم آمين.
---
أمين الشنقيطي
02-25-2007, 06:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لابأس طهور إن شاء الله، أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي شفاء لايغادر سقما.
أسأل الله العظيم أن يشفيك رب العرش العظيم.
وليسمح لي شيخنا الكريم حفظه الله أن أهمس في أذنه قائلا:
لاباس عليك يا يحي فالمقرأ يتحرّى أن ترجع.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
---
إبراهيم الجوريشي
02-25-2007, 07:33 AM
لا بأس طهور إن شاء الله عز وجل ، أسأل ا
لله عز وجل أن يشفي أخينا الدكتور الغوثاني وأن يمتعه بال
صحة والعافية وأن يبارك في جهوده . آمين
---
د.أحمد شكري
02-25-2007, 10:42 AM(1/2862)
اللهم اشف أخانا وحبينا الغوثاني وأغثه برحمتك وأذهب عنه الضر والبأس واجعل ما كتبته عليه من مرض
رفعا لدرجاته
وتكثيرا لحسناته
وتكفيرا لسيئاته
وقربا منك يا رب العالمين
واكتب له الشفاء العاجل القريب
ولجميع مرضى المسلمين
اللهم آمين
---
أبو العالية
02-25-2007, 11:01 AM
الحمد لله ، وبعد ..
لَا بَأْسَ عَلَيْكَ _ يَا شَيْخَ يَحْيَى _ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
---
زكرياء توناني
02-25-2007, 06:09 PM
اللهم اشف عبدك يحيى الغوثاني ....... وألبسه ثوب الصحة والعافية ....... آمين
---
القندهاري
03-26-2007, 11:10 PM
لَا بَأْسَ عَلَيْكَ _ يَا شَيْخَ يَحْيَى _ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
---
الجكني
03-26-2007, 11:21 PM
اللهم رب الناس أذهب الباس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك 0
اللهم اشف الشيخ يحي الغوثاني وألبسه لباس الصحة والعافية هو وجميع مرضى المسلمين 0
يارب يارب يارب 0
---
عبدالرحمن السديس
03-27-2007, 10:34 AM
نسأل الله أن يلبسه ثياب الصحةوالعافية ويجعل ما أصابه كفارة ورفعة .
---
محمد كالو
03-28-2007, 11:39 PM
اللهم رب الناس أذهب البأس عنه واشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً آمين آمين آمين
---
د.خضر
03-31-2007, 11:42 AM
نسأل الله أن يلبسه ثوب الصحة والعافية عاجلا غير آجل.
---
(1/2863)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل في القرآن لفظ غريب ؟ تفضل بالدخول
---
هل في القرآن لفظ غريب ؟ تفضل بالدخول
---
أبو يزيد
11-05-2006, 04:33 PM
عند النظر في المعنى اللغوي للفظة الغرابة نجد أن هذه المادة تدل على البعد والغموض، يدل على ذلك قول العرب: أغرب الرجل : أي صار غريباً، وقدح غريب: أي ليس من الشجر التي سائر القداح منها، ورجل غريب : ليس من القوم، والغريب : الغامض من الكلام(1 )، وفي المفردات: (( قيل لكل متباعد غريب، ولكل شيء فيما بين جنسه عديم النظير غريب )) (2 )، يؤكد ـ ذلك ـ أيضاًـ ما ورد في العمدة، وهو: أن (( وكل ما ورد في معنى غرب يفيد البعد، وإن أُضيف إلى الكلام أفاد الغموض، وعدم القرب إلى الذهن ))(3 )، ويُقال: غرَّب: بعُد، ورمى فأغرب: أي أبعد المرمى، وتكلم فأغرب: إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره، وقد غمُضتْ هذه الكلمة فهي غريبة(4 )، فالغريب في اللغة ما خالف الشائع المألوف، وتباعد عنه . (5 )
وقد أشار الخطابي إلى هذه المعاني اللغوية قائلاً : (( الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد على الفهم،كما أن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل، ومنه قولك: للرجل إذا نحيته وأقصيته: اغرب عني، أي ابعد ... ثم إن الغريب من الكلام يُقال به على وجهين: أحدهما: أنه يُراد به أنه بعيد المعنى غامضه، لا يتناوله الفهم إلاَّ عن بعد ومعاناة فكر، والوجه الآخر: أنه يُراد به كلام مَن بعُدتْ به الدار، ونأى به المحل من شواذ قبائل العرب، فإذا وقعتْ إلينا الكلمة من لغاتهم استغربناها، وإنما هي كلام القوم وبيانهم )) . (6 )(1/2864)
فهذه هي معاني هذه اللفظة، وتلك دلالاتها اللغوية، وعندما نتتبع ورود هذه اللفظة في كتب البلاغة نجد أنها تَرِدُ عند البلاغيين في معرض حديثهم عن فصاحة الألفاظ، فقد ذكروا أن فصاحة الألفاظ تكمن في خلوصها من تنافر الحروف، والغرابةِ، ومخالفةِ القياس اللغوي(7 )، ويقصدون بالغرابة - كما ذكر الخطيب-: (( أن تكون الكلمة وحشية، لا يظهر معناها، فيُحتاج في معرفته إلى أن يُنقَّر عنها في كتب اللغة المبسوطة )) (8 )، ثم جاء شُّراح التلخيص بعد الخطيب فذكروا الأسباب التي دعت إلى غرابتها، يقول التفتازاني: (( والغرابة : كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ولا مأنوسة الاستعمال )). (9 )، وثمة أسباب أخرى لغرابة الكلمة ذكروها البلاغيون في كتبهم (10)، وعند إنعام النظر في كلام البلاغيين عن الغرابة نجد أن حديثهم عنها يتلاءم تماماً مع معناها اللغوي، وينبثق عنه .
ويتضح من كلام البلاغيين عن الغرابة أنها صفة في اللفظة تَخلُّ بفصاحتها؛ لكونها غير ظاهرة المعنى، لم يتضح المراد منها؛ ولكونها غير مأنوسة الاستعمال كذلك .
ومن هنا فإن ألفاظ القرآن الكريم تُجلُّ - كلها - وتُنزَّه عن هذا الوصف المنافي للفصاحة، فألفاظ هذا الكتاب العظيم هي الغاية في الفصاحة، وفي الحدِّ الرفيع منه .(1/2865)
وقد أشار إلى هذا الأمر وقرَّره ابن النقيب، فقد ذكر في مقدمة تفسيره الفنونَ التي تتعلق بفصاحة اللفظة، فكان أول ما ذكر ( التهذيب )، ثم بيَّن أن المراد به هو: (( تخليص الألفاظ من ثقل العجمية، وهُجْنة الحوشية، وفظاظة النَّبطية، وأن يُترك الكلام عذب المساق، حسن الاتساق، قريباً من فهم السامع، عذب المساغ في اللهوات والمسامع، يدخل الأذن بغير إذن، ويُتصور معناه في العقل بدقيق التدبر، ولطيف التفكر )) (11 )، ثم قال - بعد هذا -: (( والقرآن العظيم كله من أوله إلى آخره على هذه المثابة ... قد بسقتْ أشجاره، وعذُبت ثماره، واتسقتْ ألفاظه، واستحكمتْ معانيه، وحسُن رونقه، وعظُمتْ حلاوته وطلاوته، لا تملُّه الأسماع مع كثرة ترداده، ولا تنفر منه الطباع مع إبراقه وإرعاده، بل هو الذي أُحكمتْ آياته، وفُصِّلتْ وكمُلتْ في ألفاظه وحُصِّلتْ، وأُحكمتْ أحكامه وأُصِّلتْ، فهو كما قال الله - تعالى - :{ كتاب أُحكمتْ آياته ثم فُصِّلت...}[ هود : 1 ]، قد سلم من حوشي الألفاظ وَرَذْلها(12 )، وتخلص من فظاظة العجمية وثقلها، وكل كلمة منه حلَّتْ محلها، وقُرنتْ بمثلها )) . (13 )
ومن هنا فإني أرى عدم إطلاق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم؛ وذلك لِمَا لهذا الوصف (الغرابة) من إيحاء تُجَلُّ ألفاظ القرآن الكريم عنه وتُنزه، كما أن إيحاء هذه اللفظة ملازم لها لا ينفك عنها أبداً، مهما كان غرض من أطلق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم، ومراده منها .(1/2866)
فضلاً على أن غرابة الألفاظ من الأمور النسبية التي يتفاوت فيها علم الناس، فما يغرب عنا يقرب من غيرنا، وما نجهله نحن يعلمه سوانا، ويحيط به، ويستعمله في كلامه، ولو كان الجهل بالألفاظ ومدلولاتها عيباً مخلاً بفصاحتها لخرج شطر الكلام عن الفصاحة؛ وذلك لغلبة الجهل بها، وبعد الناس عن معانيها ودلالاتها (14 )، فمَن ذا يحكم إذن من الناس - والحالة هذه - على مدى وضوح هذه الألفاظ أو غموضها، وبُعْد معناها ؟!
ومن العجب أننا نطلق هذا الوصف (الغرابة) على الألفاظ بناءً على موقفنا نحن من معاني هذه الألفاظ قرباً وبعداً، جهلاً وعلماً، استعمالاً وتركاً، وحينما ندرك معنى تلك اللفظة، ونُحيط بها خُبْراً، ونُكثر من استعمالها تزول عنها الغرابة، وتصبح مأنوسة الاستعمال.
ومما يدعوني إلى رفض إطلاق هذا الوصف على ألفاظ القرآن الكريم ؛ أن في هذا الوصف منافاة لكثير من نعوت القرآن الكريم التي ذكرها الله في كتابه عن كتابه العظيم، فما أكثر الآيات التي جاءت مبينة أن هذا القرآن بيِّن لا يحتاج إلى بيان أو إيضاح، ومن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - قوله:{ آلر تلك آيات الكتاب المبين } [ يوسف: 1 ] ، وقوله { آلر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين } [ الحجر : 1 ] ، وقوله:{ وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين } [ الشعراء : 192 - 195 ]، وقوله:{ طسم تلك آيات القرآن وكتاب مبين }[ النمل : 1 ] ، وقوله:{ ولقد أنزلنا إليكم آيات بينات } [ النور : 34 ]، وغيرها من الآيات التي تدل على أن هذا القرآن غاية في البيان والوضوح، فهو بيِّن - كما ذكر الله عنه في هذه الآيات - فكيف يحتاج هذا الكلام البيِّن إلى مَن يُبيِّنه ؟! إنه يُبين نفسَه بنفسه . (15 )(1/2867)
ولعل مما يؤيد هذا الرأي، ويُؤكد ما ذهبتُ إليه أن الله - سبحانه وتعالى - بيِّن أن هذا القرآن مُيسَّر في قوله { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } [ القمر : 17 - 22 - 32 - 40 ] فقد يسَّره - سبحانه وتعالى - لنا ، وسهَّله علينا رحمة منه بنا ، بل منَّ علينا بهذا التيسير، وتفضل به، فكيف بنا بعد هذا كله نتجاهل هذا الأمر ونتجاوزه ونصف بعض ألفاظه بالغرابة، وهي منافية للتيسير ومناقضة له، فهما وصفان متضادان متناقضان فيما بينهما، فكيف يكون هذان الوصفان المتناقضان المتضادان وصفين لموصوف واحد؟! فالغرابة لا تلتقي أبداً مع التيسير والبيان .
كما أن إطلاق وصف الغرابة على ألفاظ القرآن الكريم تناقض بيّنٌ مع كثير من الآيات التي جاءت بالأمر بتدبر القرآن، والنظر فيه، والإقبال عليه، ومن ذلك قوله: { أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } [ محمد : 24 ] ، فأنى لنا أن نتدبر ألفاظاً قد غابت عنا معانيها، وغمُض علينا مرادها، والمقصود منها ؟! ولو كان الأمر كما يقولون لكان في هذا تحميل لنا ما لا نطيق، وتكليف لنا بما لا نستطيعه، ولا نقدر عليه .(1/2868)
وأحب أن أشير في هذا المقام إلى أن ما يذكره بعض العلماء من الشواهد على الغرابة كان من الأولى أن تُذكر تلك الآيات وتُدرس في مبحث ( ائتلاف اللفظ مع المعنى )؛ وذلك أن من أبرز الآيات التي تُذكر شاهداً للغرابة قوله تعالى: { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين }[ يوسف : 85 ]، وقوله: { أفرأيتم اللاة والعزى * ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى } [ النجم : 19 - 22 ] ،كان من الأولى أن تُذكر هذه الشواهد وغيرها في مبحث ( ائتلاف اللفظ مع المعنى ) لا في مبحث الغرابة، وهذا ما فعله ابن أبي الإصبع المصري في كتابه ( بديع القرآن ) (16 )، وقد فعله - أيضاً - الزركشي في كتابه ( البرهان ) (17 )، يقول ابن أبي الإصبع في بيان المراد من هذا المبحث ( ائتلاف اللفظ مع المعنى ) : (( وتلخيص هذه التسمية أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضاً ، ليس فيها لفظة نافرة عن أخواتها، غير لائقة بمكانها، كلها موصوف بحسن الجوار )) (18 )، ثم ذكر شاهداً على ذلك مبيناً أن من أمثلة هذا الباب قوله تعالى : { قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين } ، ثم بيَّن أن مجيء هذه الألفاظ بهذه الصورة كان اقتضاءً لحسن الوضع في النظم، فلا أعظم ولا أبلغ من أن تجاور كل لفظة اللفظةَ من جنسها؛ وذلك أن في هذا (( توخياً لحسن الجوار، ورغبة في ائتلاف المعاني بالألفاظ، ولتتعادل الألفاظ في الوضع ، وتتناسب في النظم ... )) . (19 )(1/2869)
وهذا ما فعله الرافعي - أيضاً - ، وأشار إليه في قوله تعالى { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى } فقد بيَّن بلاغة لفظة { ضيزى }، ودلالة اختيارها في هذا المقام في التعبير عن هذا المعنى قائلاً: (( ومع ذلك فإن حسنها في نظم الكلام من أغرب الحسن وأعجبه، ولو أدرتَ اللغة عليها ما صلح لهذا الموضع غيرها ؛ فإن السورة التي هي منها، وهي سورة النجم، مفصلة كلها على الياء، فجاءت الكلمة فاصلة من الفواصل، ثم هي في معرض الإنكار على العرب، إذ وردت في ذكر الأصنام، وزعمهم في قسمة الأولاد، فإنهم جعلوا الملائكة والأصنام بنات الله مع أولادهم البنات، فقال تعالى { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذاً قسمة ضيزى } فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها، وكانت الجملة كلها كأنها تصوِّر في هيئة النطق بها الإنكارَ في الأولى، والتهكم في الأخرى، وكان هذا التصوير أبلغ ما في البلاغة، وخاصة في اللفظة الغريبة التي تمكنتْ في موضعها من الفصل، ووصفت حالة المتهكم في إنكاره من إمالة اليد والرأس بهذين المدَّين فيها إلى الأسفل والأعلى، وجمعت إلى كل ذلك غرابة الإنكار بغرابتها اللفظية )) . (20 )
والمتأمل في كلام الرافعي هذا يجد أنه يشير إلى ارتباط الألفاظ بالمعنى الذي جاءت لتحقيقه وبيانه، وهو المراد بائتلاف اللفظ مع المعنى، وأن ما يبدو في الظاهر من الألفاظ القرآنية غريباً فليس بغريب، بل هو في موضع عجيب من البلاغة، وفي مكنة مكينة من الفصاحة؛ لأن البلاغة أصلاً في سوق الألفاظ بحسب دواعي المقامات، وتطلب السياق لها .(1/2870)
وأخيراً : من أكبر الأسباب والدوافع التي جعلتني أذهب إلى هذا القول وآخذ به أن كثيراً من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن القرآن في بيان نعوته وأوصافه - وكلها نعوت جلال وكمال – كشفت ما تميز به القرآن الكريم من الهدى و البيان، وما أودع الله فيه من الوضوح والبرهان، مما جعل قلوب المؤمنين تتعلق به وتقبل عليه قراءة وتدبراً ، وحسبك شاهداً على ما أقول قوله - تعالى - : { ... قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم }[ المائدة : 15 - 16]، وقوله: { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً} [ النساء : 174 ] فأنى لكتاب وُصف بالنور والبيان، والهدى والبرهان أن يكون فيه ألفاظ تُوصف بالغرابة، وغموض المعنى، وبعد المراد منها وخفاؤه ؟! أبداً فإن هذا لا يكون ألبتة . والله أعلم . ( وأحب أن أشير في هذا المقام بأني لست بدعاً في هذا القول، كما أني لست منفردا فيه، فقد أفدت من علماء كثيرين أجلة، ولكني اطلعت على كلامهم، وكونت منه هذا الرأي، وهو خاص بي، ويمثل قناعة تامة لدي، وأتمنى من يطلع عليه ألا يبخل بذكر رأيه وموقفه من هذا المقال تأييداً أو تفنيداً)
__________________________________
(1 ) انظر : مادة : غرب لسان العرب .
(2) مفردات ألفاظ القرآن : مادة : غرب .
(3) العمدة في غريب القرآن : 13 ، لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي ، تحقيق يوسف بن عبدالرحمن الرعشلي ، مؤسسة الرسالة بيروت ، ط الأولى : 1974 .
(4) انظر : مادة : غرب أساس البلاغة :.
(5) انظر : لغة القرآن الكريم في جزء عم : 153 ، د . محمد أحمد نحلة ، دار النهضة العربية بيروت ، 1981 .
(6) غريب الحديث : 1 / 70 ، لأبي سليمان الخطابي ، تحقيق عبدالكريم إبراهيم العزياوي ، جامعة أم القرى ، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي ، 1402 ه- .(1/2871)
(7) انظر : الإيضاح : 1/ 13 ، للخطيب القزويني ، إحياء الكتب الإسلامية بيروت .
(8) المصدر السابق : 1 / 13 .
(9) مختصر التفتازاني على تلخيص المفتاح : 1/ 83 ، للعلامة سعد الدين التفتازاني ، نشر أدب الحوزة ، توزيع مكتبة دار الباز ، ضمن شروح التلخيص .
(10) للاستزادة في النظر في الأسباب التي دعت إلى غرابة الألفاظ ، انظر : شروح التلخيص : 1 / 83 ، وحاشية الدسوقي: 1 / 83 ، نشر أدب الحوزة ، توزيع مكتبة دار الباز ، ضمن شروح التلخيص .
(11) مقدمة تفسير ابن النقيب في علم البيان والمعاني والبديع وإعجاز القرآن : 453 ، لأبي عبدالله جمال الدين المقدسي ، الشهير بابن النقيب ، تحقيق : د. زكريا سعيد علي ، مكتبة الخانجي القاهرة ،ط الأولى : 1415 ه- .
(12) الرذل : الرديء من كل شيء .
(13) مقدمة ابن النقيب : 453 .
(14) انظر : حاشية الدسوقي : 1 / 83 .
(15) المعجزة الكبرى : 552 .
(16 انظر : بديع القرآن : 77 ، لأبن أبي الإصبع المصري ، تحقيق : حفني محمد شرف ، نهضة مصر للطباعة والتوزيع .
(17) انظر : البرهان في علوم القرآن : 3 / 378 .
(18) بديع القرآن : 77 .
(19) المصدر السابق : 78 .
(20) إعجاز القرآن : 230 .
---
البلاغية
11-07-2006, 03:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل عبدالعزيز العمار
شكرا لك على ما طرحت من درر في اللفظ الغريب في القرآن
وانا أوافقك الرأي 100%
تنزه كلام ربي من أن يكون غريبا مبهما
قبل ان أقرأ مقالتك كنت أمر على ألفاظ غريبة بالنسبة لي في القرآن وأحتاج إلى تفسير لأعرف معناها
ولكني أثق بأن هذا اللفظ ما ورد إلا لحكمة بلاغية
وأن وردها في هذا السياق وبهذه اللفظ لهو من كمال الفصاحة والبلاغة
وقبل ان تشهد الأذهان تشهد الأذن والفؤاد بذلك فعند قراءة ذلك اللفظ تشعر بمعنى الكلمة ووقعها في القلب قبل ان ترى تفسيرها وتعرف معناها(1/2872)
وكنت أقول أوأنه لفظ مأنوس ولكن لقلة استخدامه في هذا الوقت أصبح غريبا لدينا
والآن من خلال بحثك هذا اتضحت الرؤية لدي
فحقا استفدت إفادة رائعة
فبارك ربي في علمكم
وجزاكم ربي خير الجزاء
وزادكم نورا وعلما وفقها وسدد خطاكم
مازلنا عطشى لمعرفة الأكثر عن الدرر في بلاغة القرآن
---
علال بوربيق
11-11-2006, 06:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد :
فشكر الله لفضيلة د. عبدالعزيز بن صالح العمار، على هذا المقال، وعلى هذه الفوائد الجمة .
فضيلة الدكتور استوقتني جملة من الملاحظات سأسوقها في عجالة :
(1) ما نقلتموه عن أهل اللغة هو محل الاتفاق ، غير هذه العبارة : " فالغريب في اللغة ما خالف الشائع المألوف، وتباعد عنه . " والأولى في نظري استعمال : " خلاف " بدل " خالف " .
(2)قول فضيلتكم : عن الغرابة " أنها صفة في اللفظة تَخلُّ بفصاحتها " وليس كذلك ، وتحكيم القرآن الكريم إلى مصطلحات نشأت بعده غير صحيح وكم من لفظة غريبة في القرآن هزت القلوب ، واقشعرت منها جلود السامعين .
(3) وجود الغريب في القرآن لا يعني النقص، ولو كان كذلك لقلنا : إنه لا وجود المتشابه ، ونحن نعرف أن الله وصف الكتاب كله بالإحكام في بعض الآيات ، ووصفه في بعضها بالمتشابه ، ووصفه في بعضها أن منه محكم وهو أم الكتاب وآخر متشابه.
(4) مانقلته عن مصطفى صادق الرافعي ينافي ما علقت به على كلامه فهو يقر أنها لفظة غريبة ويقول : " فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها " فهو بحث رحمه الله المناسبة التي لأجلها اختيرت هذه اللفظة لا أنه أنكرها .(1/2873)
(5) الصحابة رضي الله عنهم وهم العرب الفصحاء كانوا يقولون بوجود الغريب في القرآن ، ولكن هذه الغرابة أحيانا يؤثر عدم العلم بها في فهم المعنى ، وأحيانا أخرى لا يِؤثر، فعمر سأل عن " الأب " لغرابته فلما دل السياق على أنه متاع للأنعام أعرض عن معرفته ، ولما تلى قوله تعالى : " أو يأخذهم على تخوف . " وهو على المنبر سأل الناس عن معناه لغرابته فأجاب الشاعر الهذلي بأنه التنقص ، وأنشد له قول شاعرهم :
تخوف الرحل منها تامكا قردا **** كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: " يأيها الناس تمسكوا بديوان شعركم فى جاهليتكم فإن فيه تفسيركتابكم.
---
(1/2874)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > هل البقاء للأقوى أم للأصلح في هذه الأرض ؟
---
هل البقاء للأقوى أم للأصلح في هذه الأرض ؟
---
abohamzahashhame
07-02-2004, 01:58 AM
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين
أما بعد :
فإن كثيرا من الأقلام تردد عبارة البقاء للأقوى وهي عبارة جاهلية تمثل شريعة الغاب ولكن الذي يحدوهم إلى هذا القول ما يرونه من انتصار الأقوياء على الضعفاء والمساكين كأمريكا اليوم
والله تعالى قد بين لنا في كتابه العزيز انه لا بد من الصراع بين الحق والباطل كما في سورة الأنبياء { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18}
*************
والحق في منهج الله أصيل في بناء هذا الوجود . ليس فلتة عابرة ، ولا مصادفة غبر مقصودة . . إن الله سبحانه هو الحق . ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده: ذلك بأن الله هو الحق ، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، وأن الله هو العلي الكبير . . وقد خلق الله هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل: ما خلق الله ذلك إلا بالحق . . ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ! والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك: ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن . . ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر ، ولا بد للباطل أن يزهق . . ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق . .(1/2875)
والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق ، باقية بقاءه في الأرض: أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ، فاحتمل السيل زبدا رابيا ، ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع ، زبد مثله . كذلك يضرب الله الحق والباطل . فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض . كذلك يضرب الله الأمثال . . . ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون . ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار . يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء . .
وأنا أقرر في ثقة بوعد الله لا يخالجها شك , أن الهزيمة لا تلحق بالمؤمنين , ولم تلحق بهم في تاريخهم كله , إلا وهناك ثغرة في حقيقة الإيمان . إما في الشعور وإما في العمل - ومن الإيمان أخذ العدة وإعداد القوة في كل حين بنية الجهاد في سبيل الله وتحت هذه الراية وحدها مجردة من كل إضافة ومن كل شائبة - وبقدر هذه الثغرة تكون الهزيمة الوقتية ; ثم يعود النصر للمؤمنين - حين يوجدون !
ففي "أحد" مثلا كانت الثغرة في ترك طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الطمع في الغنيمة . وفي "حنين" كانت الثغرة في الاعتزاز بالكثرة والإعجاب بها ونسيان السند الأصيل ! ولو ذهبنا نتتبع كل مرة تخلف فيها النصر عن المسلمين في تاريخهم لوجدنا شيئا من هذا . . نعرفه أو لا نعرفه . . أما وعد الله فهو حق في كل حين .
نعم . إن المحنة قد تكون للابتلاء . . ولكن الابتلاء إنما يجيء لحكمة , هي استكمال حقيقة الإيمان , ومقتضياته من الأعمال - كما وقع في أحد وقصه الله على المسلمين - فمتى اكتملت تلك الحقيقة بالابتلاء والنجاح فيه ,جاء النصر وتحقق وعد الله عن يقين .(1/2876)
على أنني إنما أعني بالهزيمة معنى أشمل من نتيجة معركة من المعارك . . إنما أعني بالهزيمة هزيمة الروح , وكلال العزيمة . فالهزيمة في معركة لا تكون هزيمة إلا إذا تركت آثارها في النفوس همودا وكلالا وقنوطا . فأما إذا بعثت الهمة , وأذكت الشعلة , وبصرت بالمزالق , وكشفت عن طبيعة العقيدة وطبيعة المعركة وطبيعة الطريق . . فهي المقدمة الأكيدة للنصر الأكيد . ولو طال الطريق !
كذلك حين يقرر النص القرآني:أن الله لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا . . فإنما يشير إلى أن الروح المؤمنة هي التي تنتصر ; والفكرة المؤمنة هي التي تسود . وإنما يدعو الجماعة المسلمة إلى استكمال حقيقة الإيمان في قلوبها تصورا وشعورا ; وفي حياتها واقعا وعملا وألا يكون اعتمادها كله على عنوانها . فالنصر ليس للعنوانات . إنما هو للحقيقة التي وراءها . .
وليس بيننا وبين النصر في أي زمان وفي أي مكان , إلا أن نستكمل حقيقة الإيمان . ونستكمل مقتضيات هذه الحقيقة في حياتنا وواقعنا كذلك . . ومن حقيقة الإيمان أن نأخذ العدة ونستكمل القوة . ومن حقيقة الإيمان ألا نركن إلى الأعداء ; وألا نطلب العزة إلا من الله .
ووعد الله هذا الأكيد , يتفق تماما مع حقيقة الأيمان وحقيقة الكفر في هذا الكون . .
إن الإيمان صلة بالقوة الكبرى , التي لاتضعف ولا تفنى . . وإن الكفر انقطاع عن تلك القوة وانعزال عنها . . ولن تملك قوة محدودة مقطوعة منعزلة فانية , أن تغلب قوة موصولة بمصدر القوة في هذا الكون جميعا .(1/2877)
غير أنه يجب أن نفرق دائما بين حقيقة الإيمان ومظهر الإيمان . . إن حقيقة الإيمان قوة حقيقية ثابته ثبوت النواميس الكونية . ذات أثر في النفس وفيما يصدر عنها من الحركة والعمل . وهي حقيقة ضخمة هائلة كفيلة حين تواجه حقيقة الكفر المنعزلة المبتوتة المحدودة أن تقهرها . . ولكن حين يتحول الإيمان إلى مظهر فإن "حقيقة " الكفر تغلبه , إذا هي صدقت مع طبيعتها وعملت في مجالها . . لأن حقيقة أي شيء أقوى من "مظهر" أي شيء . ولو كانت هي حقيقة الكفر وكان هو مظهر الإيمان !
إن قاعدة المعركة لقهر الباطل هي إنشاء الحق . وحين يوجد الحق بكل حقيقته وبكل قوته يتقرر مصير المعركة بينه وبين الباطل . مهما يكن هذا الباطل من الضخامة الظاهرية الخادعة للعيون . . (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) . .
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا . .
هذه هي السنة المقررة , فالحق أصيل في طبيعة الكون , عميق في تكوين الوجود . والباطل منفي عن خلقة هذا الكون أصلا , طاريء لا أصالة فيه , ولا سلطان له , يطارده الله , ويقذف عليه بالحق فيدمغه . ولا بقاء لشيء يطارده الله ; ولا حياة لشيء تقذفه يد الله فتدمغه !
ولقد يخيل للناس أحيانا أن واقع الحياة يخالف هذه الحقيقة التي يقررها العليم الخبير . وذلك في الفترات التي يبدو فيها الباطل منتفشا كأنه غالب , ويبدو فيها الحق منزويا كأنه مغلوب . وإن هي إلا فترة من الزمان , يمد الله فيها ما يشاء , للفتنة والابتلاء . ثم تجري السنة الأزلية الباقية التي قام عليها بناء السماء والأرض ; وقامت عليها العقائد والدعوات سواء بسواء .(1/2878)
والمؤمنون بالله لا يخالجهم الشك في صدق وعده ; وفي أصالة الحق في بناء الوجود ونظامه ; وفي نصرة الحق الذي يقذف به على الباطل فيدمغه . . فإذا ابتلاهم الله بغلبة الباطل حينا من الدهر عرفوا أنها الفتنة ; وأدركوا أنه الابتلاء ; وأحسوا أن ربهم يربيهم , لأن فيهم ضعفا أو نقصا ; وهو يريد أن يعدهم لاستقبال الحق المنتصر , وأن يجعلهم ستار القدرة , فيدعهم يجتازون فترة البلاء يستكملون فيها النقص ويعالجون فيها الضعف . . وكلما سارعوا إلى العلاج قصر الله عليهم فترة الابتلاء , وحقق على أيديهم ما يشاء . أما العاقبة فهي مقررة: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) والله يفعل ما يريد .(( الظلال))
***************
وقال تعالى :
(أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد:17) إن الماء لينزل من السماء فتسيل به الأودية , وهو يلم في طريقه غثاء , فيطفو على وجهه في صورة الزبد حتى ليحجب الزبد الماء في بعض الأحيان . هذا الزبد نافش راب منتفخ . . ولكنه بعد غثاء . والماء من تحته سارب ساكن هاديء . . ولكنه هو الماء الذي يحمل الخير والحياة . . كذلك يقع في المعادن التي تذاب لتصاغ منها حلية كالذهب والفضة , أو آنية أو آلة نافعة للحياة كالحديد والرصاص , فإن الخبث يطفو وقد يحجب المعدن الأصيل . ولكنه بعد خبث يذهب ويبقى المعدن في نقاء . .(1/2879)
ذلك مثل الحق والباطل في هذه الحياة . فالباطل يطفو ويعلو وينتفخ ويبدو رابيا طافيا ولكنه بعد زبد أو خبث , ما يلبث أن يذهب جفاء مطروحا لا حقيقة ولا تماسك فيه . والحق يظل هادئا ساكنا . وربما يحسبه بعضهم قد انزوى أو غار أو ضاع أو مات . ولكنه هو الباقي في الأرض كالماء المحيي والمعدن الصريح , ينفع الناس . (كذلك يضرب الله الأمثال) وكذلك يقرر مصائر الدعوات , ومصائر الاعتقادات . ومصائر الأعمال والأقوال . وهو الله الواحد القهار , المدبر للكون والحياة , العليم بالظاهر والباطن والحق والباطل والباقي والزائل .
فمن استجاب لله فله الحسنى . والذين لم يستجيبوا له يلاقون من الهول ما يود أحدهم لو ملك ما في الأرض ومثله معه أن يفتدى به . وما هو بمفتد , إنما هو الحساب الذي يسوء , وإنما هي جهنم لهم مهاد . ويا لسوء المهاد !:
(للذين استجابوا لربهم الحسنى , والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به , أولئك لهم سوء الحساب , ومأواهم جهنم . وبئس المهاد) . .
ويتقابل الذين يستجيبون مع الذين لا يستجيبون . وتتقابل الحسنى مع سوء العذاب . .
ومع جهنم وبئس المهاد . . على منهج السورة كلها وطريقتها المطردة في الأداء . . (الظلال))
إن هناك علاقة وثيقة بين الفساد الذي يصيب حياة البشر في هذه الأرض وبين ذلك العمى عن الحق الذي جاء من عند الله لهداية البشر إلى الحق والصلاح والخير . فالذين لا يستجيبون لعهد الله على الفطرة , ولا يستجيبون للحق الذي جاء من عنده ويعلمون أنه وحده الحق . . هم الذين يفسدون في الأرض ; كما أن الذين يعلمون أنه الحق ويستجيبون له هم الذين يصلحون في الأرض , وتزكو بهم الحياة:(1/2880)
أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ? إنما يتذكر أولو الألباب . الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق . والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل , ويخشون ربهم , ويخافون سوء الحساب . والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم , وأقاموا الصلاة , وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية , ويدرأون بالحسنة السيئة , أولئك لهم عقبى الدار . . . . .
(والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه , ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل , ويفسدون في الأرض , أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) . .
إن حياة الناس لا تصلح إلا بأن يتولى قيادتها المبصرون أولو الألباب الذين يعلمون أن ما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق . ومن ثم يوفون بعهد الله على الفطرة , وبعهد الله على آدم وذريته , أن يعبدوه وحده , فيدينوا له وحده , ولا يتلقوا عن غيره , ولا يتبعوا إلا أمره ونهيه . ومن ثم يصلون ما أمر الله به أن يوصل , ويخشون ربهم فيخافون أن يقع منهم ما نهى عنه وما يغضبه ; ويخافون سوء الحساب , فيجعلون الآخرة في حسابهم في كل خالجة وكل حركة ; ويصبرون على الاستقامة على عهد الله ذاك بكل تكاليف الاستقامة ; ويقيمون الصلاة ; وينفقون مما رزقهم الله سرا وعلانية ; ويدفعون السوء والفساد في الأرض بالصلاح والإحسان
إن حياة الناس في الأرض لا تصلح إلا بمثل هذه القيادة المبصرة ; التي تسير على هدى الله وحده ; والتي تصوغ الحياة كلها وفق منهجه وهديه . . إنها لا تصلح بالقيادات الضالة العمياء , التي لا تعلم أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق وحده ; والتي تتبع - من ثم - مناهج أخرى غير منهج الله الذي ارتضاه للصالحين من عباده . . إنها لا تصلح بالإقطاع والرأسمالية , كما أنها لا تصلح بالشيوعية والاشتراكية العلمية ! . .(1/2881)
إنها كلها من مناهج العمي الذين لا يعلمون أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو وحده الحق , الذي لا يجوز العدول عنه , ولا التعديل فيه . . إنها لا تصلح بالثيوقراطية كما أنها لا تصلح بالديكتاتورية أو الديمقراطية ! فكلها سواء في كونها من مناهج العمي , الذين يقيمون من أنفسهم أربابا من دون الله , تضعهي مناهج الحكم ومناهج الحياة , وتشرع للناس ما لم يأذن به الله ; وتعبدهم لما تشرع , فتجعل دينونتهم لغير الله . .
وآية هذا الذي نقوله - استمدادا من النص القرآني - هو هذا الفساد الطامي الذي يعم وجه الأرض اليوم في جاهلية القرن العشرين . وهو هذه الشقوة النكدة التي تعانيها البشرية في مشارق الأرض ومغاربها . . سواء في ذلك أوضاع الإقطاع والرأسمالية , وأوضاع الشيوعية والاشتراكية العلمية ! . . وسواء في ذلك أشكال الديكتاتورية في الحكم أو الديمقراطية ! . . إنها كلها سواء فيما تلقاه البشرية من خلالها من فساد ومن تحلل ومن شقاء ومن قلق . . لأنها كلها سواء من صنع العمي الذين لا يعلمون أن ما أنزل على محمد من ربه هو الحق وحده ; ولا تلتزم - من ثم - بعهد الله وشرعه ; ولا تستقيم في حياتها على منهجه وهديه .
إن المسلم يرفض - بحكم إيمانه بالله وعلمه بأن ما أنزل على محمد هو الحق - كل منهج للحياة غير منهج الله ; وكل مذهب اجتماعي أو اقتصادي ; وكل وضع كذلك سياسي , غير المنهج الوحيد , والمذهب الوحيد , والشرع الوحيد , الذي سنه الله وارتضاه للصالحين من عباده .
ومجرد الاعتراف بشرعية منهج أو وضع أو حكم من صنع غير الله , هو بذاته خروج من دائرة الإسلام لله , فالإسلام لله هو توحيد الدينونة له دون سواه .(1/2882)
إن هذا الاعتراف فوق أنه يخالف بالضرورة مفهوم الإسلام الأساسي , فهو في الوقت ذاته يسلم الخلافة في هذه الأرض للعمي الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه , ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض . . فهذا الفساد في الأرض مرتبط كل الارتباط بقيادة العمي ! . .
ولقد شقيت البشرية في تاريخها كله ; وهي تتخبط بين شتى المناهج وشتى الأوضاع وشتى الشرائع بقيادة أولئك العمي , الذين يلبسون أردية الفلاسفة والمفكرين والمشرعين والسياسيين على مدار القرون . فلم تسعد قط ; ولم ترتفع "إنسانيتها" قط , ولم تكن في مستوى الخلافة عن الله في الأرض قط , إلا في ظلال المنهج الرباني في الفترات التي فاءت فيها إلى ذلك المنهج القويم . (( الظلال ))
**********************
وبما أن الموضوع يلامس عقيدة المسلم مباشرة فلا بد من دراسة هذا الموضوع الجلل لتظهر الحقيقة جلية للناس
أبو حمزة الشامي
في 13 جمادى الأولى 1425 هـ الموافق 1/7/2004 م
---
(1/2883)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > طريقة إغلاق البرامج المتجمدة أثناء عملها
---
طريقة إغلاق البرامج المتجمدة أثناء عملها
---
سامي عبدالعزيز
05-27-2006, 10:41 PM
http://absba5.absba.org/teamwork6/M a T R I X/4dc6b56fc3.jpg
ثم
http://absba5.absba.org/teamwork6/M a T R I X/fb1160eefa.jpg
---
(1/2884)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > فائدة نفيسة في الحروف المقطعة لابن القيم
---
فائدة نفيسة في الحروف المقطعة لابن القيم
---
أبو صلاح الدين
07-25-2005, 04:12 PM
فائدة
السر في حروف ألم :
تأمل سر { ألم } كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة :
فالألف : إذا بدئ بها أولاً كانت همزة ، وهي أول المخارج من أقصى الصدر .
واللام : من وسط المخارج ، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان.
والميم : آخر الحروف ، ومخرجها من الفم .
وهذه الثلاثة : هي أصول مخارج الحروف ، أعني : الحلق ، واللسان، والشفتين ، وترتيب في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
فهذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا فيصير منها تسعة وعشرون حرفا ، عليها دار كلام الأمم الأولين والآخرين ، مع تضمنها سرّاً عجيباً وهو :
أن الألف : البداية
واللام : التوسط
والميم : النهاية
فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية ، والنهاية ، والواسطة بينهما.
وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة : فهي مشتملة على بدء الخلق ، ونهايته ، وتوسطه : فمشتملة على تخليق العالم ، وغايته، وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر .
فتأمل ذلك في البقرة ، وآل عمران ، وتنزيل السجدة ، وسورة الروم .
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن ، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي : الجهر ، والشدة ، والاستعلاء ، والإطباق ، والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح ، فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء .
فذكر الحرفين اللذيْن جمعا صفات الحروف .
وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف :(1/2885)
فمن ذلك " ق " ، والسورة مبنيَّة على الكلمات القافية : من ذِكر القرآن ، وذِكر الخلق ، وتكرير القول ، ومراجعته مراراً ، والقرب من ابن آدم ، وتلقي الملكين قول العبد ، وذكر الرقيب ، وذكر السائق والقرين ، والإلقاء في جهنم ، والتقدم بالوعيد ، وذكر المتقين ، وذكر القلب ، والقرون ، والتنقيب في البلاد ، وذكر القيل مرتين ، وتشقق الأرض ، وإلقاء الرواسي فيها ، وبسوق النخل ، والرزق ، وذكر القوم ، وحقوق الوعيد .
ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة .
وسر آخر :
وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح .
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا :
فتأمل ما اشتملت عليه سورة " ص " من الخصومات المتعددة :
فأولها : خصومة الكفار مع النبي { أجعل الآلهة لها واحداً } إلى أخر كلامهم ، ثم اختصام الخصمين عند داود ، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصام الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ، ثم خصامه
ثانياً في شأن بنيه : حلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم .
فليتأمل اللبيب الفطن :
هل يليق بهذه السورة غير " ص " وسورة " ق " غير حرفها ؟!
وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف .
المصدر : " بدائع الفوائد " ( 3 / 692 ، 693 ) .
فائدة أخرى :
قال الإمام ابن كثير :
قلت : مجموع الحروف المذكورة في أوائل السور بحذف المكرر منها أربعة عشر حرفا وهي : ا ل م س ر ك هـ ي ع ط ص ح ق ن يجمعها قولك : " نص حكيم قاطع له سر " !!
وهي نصف الحروف عددا ، والمذكور منها: أشرف من المتروك وبيان ذلك من صناعة التصريف .
المصدر : " تفسير ابن كثير " ( 1 / 38 )
وهذا المقال منقول من أحد الإخوة الأفاضل الأصدقاء.
---
أبو صلاح الدين
07-25-2005, 04:14 PM
معنى الأحرف المفردة في القرآن الكريم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
كيف حالك شيخي الفاضل(1/2886)
يوجد ملحد أو مسيحي أراد مني أن أثبت له أن القرآن لا يحتوي لا كلمات لا معنى لها ، و كان يقصد بتلك الأحرف مثل سورة يس و القرآن على حسب قوله ان أحرف " يس" هي مجرد أحرف لا معنى لها و جائت من عبث استغفر الله العظيم
و أردت من فضيلتك بعض من الدلائل التي تثبت أن هذه الأحرف اعجاز عملي لكي يصدق هذا المسيحي و لعلي أكون سبب في هدايته للدين الإسلامي
أرجو الرد للأهمية
و في الختام السلام
يجيب الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف
أقول مستعيناً بالله العظيم :
ورد في القرآن الكريم تسع وعشرون سورة ا فتُتِحَت بحروف هجائية تُقرأ مقطعةً بأسمائها هكذا : ألف – لام – ميم .. و كان منها ما افتتح بحرف واحد مثل : ص – ق – ن .
و منها ما افتتح بحرفين مثل : طه – يس .
و منها ما افتتح بثلاثة أحرف مثل : ألم .
و منها ما افتتح بأكثر من ذلك مثل : كهيعص .
و ليس لهذه الحروف في اللغة العربية سوى مسمياتها التي ينطق بها في الكلمات المركبة . و لم يرد من طريق صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -بيان للمراد منها , و لذلك اختلف أهل العلم فيها اختلافاً كثيراً , و هذه الأراء على كثرتها و تنوعها ترجع إلى رأيين اثنين :
أولاً : أنها جميعاً مما استأثر الله به و لا يعلم معناه أحد سواه و هذا رأي كثيرمن سلف هذه الأمة .
ثانياً : أن لها معنى , و ذهبوا في معناها مذاهب شتى نُثِرت في كتب التفسير و لعل أقرب هذه الآراء إليَّ هي : أن هذه الأحرف ما هي إلا زيادة في التحدي بالقرآن , بمعنى أن هذه الأحرف ليست مادة غريبة عليكم و لا مجهولة لكم , و رغم هذا فأنتم لا يمكن أن تأتوا بمثلها مما يدل على أن هذا القرآن ليس من صنع البشر إنما هو من عند الله تعالى , قال عز و جل : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)(1/2887)
و قال أيضاً : ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88) .
و يقال عزو جل: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (هود:13)
( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء:192-193-194 )
و يدل قو له تعالى : ( نزل به الروح الأمين) .
دلالة قطعية على عدة أمور عدة منها :
1- أن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى و نزل به الروح الأمين و هو جبريل عليه السلام فأوحاه للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
2- أن هذا القرآن هو من عند الله عز و جل و ليس فيض من نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غير ذلك مما تقول طوائف من الفلاسفة و الملحدين و أمثالهم .
و قد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء عن بعض معاني الآيات مثل ( حم - ألم – ألمص – حم – عسق ) ( الفتوى رقم 6395) فأجابت بما يلي :
فيه آراء للعلماء , و الراجح أنها ذكرت هذه الحروف – و الله أعلم – في أول السور التي ذكرت فيها , بياناً لإعجاز القرآن , و أن الخلق عاجزون عن معارضة بمثله , هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها , و هذا هو الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و ارتضاه أبو الحجاج المزي رحمه الله .
و اعلم أخي الفاضل : أننا نبين الحق كما هو فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والله الهادي إلى سواء السبيل .(1/2888)
قال تعالى في محكم التنزيل : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:29).
فنحن يا أخي لا نملك إلا هداية الدلالة لمن في قلبه نور ، فنبين له الحق فيهديه الله , و أنت بِّين لهذا السائل الحق كما هو و اسأل الله له الهداية و لا تحزن إن لم يؤمن , فإن آمن فلله الحمد و المنة على هدايته و لك الأجر و الثواب لقاء هذا العمل الجليل , و إن لم يؤمن فا الله جعلك حجة عليه في الموقف العظيم .(1/2889)
و أختم مقالتي هذه بكلام نقلته من كتا ب الفوائد المشوِّق إلى علوم القرآن وعلم البيان لابن قيم الجوزية رحمه الله , حيث قال : ( روي أن يهودياً في مجلس المتوكل فأحسن الكلام , و ناظر فعلم أنه من حملة الإعلام و ناضل فتحققوا أنه مسدد السهام فدعاه المتوكل إلى الإسلام فأبى و أقام بفرط الإ باء على مذهب الآباء بعد أ ن بذل له المتوكل ضروباً من الأنعام و صنوفاً من الرفعة والاكرام و راجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذ لك إلا طغياناً و كفراً فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه و هو يعلن الإ سلام و يدين دينه فقال له المتوكل : أسلمت ؟ قال : نعم . قال : ما سبب إسلامك ؟ فقال : لما قطعت من عنقي قلادة التقليد و صرتُ من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان و طلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها و تدبرت معانيها و كتبتها بخطي و زدت فيها و نقصت و دخلت بها السوق و بعتها فلم ينكر أحد من اليهود شيئاً , و أخذت الانجيل و زد ت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً , و زدت فيه و نقصت و دخلت به السوق و بعته فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً , و أخذت القرآن و قرأته و تأملته فإذا : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فكتبت و زدت فيه و نقصت و دخلت السوق و بعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها و نقصت , و ردوا كل كلمة إلى موضعها و كل حرف إلى مكانه , فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فآمنت به و صدَّ قت ما جاء به .
و الله الهادي.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-25-2005, 05:31 PM
و أختم مقالتي هذه بكلام نقلته من كتا ب الفوائد المشوِّق إلى علوم القرآن وعلم البيان لابن قيم الجوزية رحمه الله(1/2890)
تنبيه : ما مدى صحة نسبة كتاب « الفوائد المشوّق » لابن القيم (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=762)
سؤال عن" الفوائد المشوق ". (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=816&highlight=%C7%E1%DD%E6%C7%C6%CF+%C7%E1%E3%D4%E6%DE )
وثانياً : هذه مناقشة علمية حول مسألة الحروف المقطعة :
الحروف المتقطعه في بداية بعض السور ؟؟؟؟ (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1242&highlight=%C7%E1%CD%D1%E6%DD+%C7%E1%E3%DE%D8%DA%C9 )
---
أبو صلاح الدين
07-30-2005, 05:44 PM
الاقتباس الذي ذكره أخي أبو مجاهد إنما هو للدكتور محمد جودت اليوسف.
هذا للتنبيه, وشكرا.
---
(1/2891)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لمن يرجو رحمة الله تعالى
---
لمن يرجو رحمة الله تعالى
---
أبو الرميصاء
04-18-2006, 06:05 PM
جزاكم الله خيرا أود الحصول عن كتب او بحوث تخص العرف والعادة قابلة للتحميل لحاجتي إليها في بحث الدكتوراه، واود الحصول على العدد الخامس 2000/1421 لمجلة الأحمدية الإماراتية لتضمنها لبحث حول العرف.جعل الله تعالى موعدكم الجنة.
---
عرفات محمد
04-26-2006, 06:02 PM
اول رسالة علمية نوقشت في جامعة الازهر حسب القانون الجديد كانت عن العرف والعادة للشيخ فهمى ابو سنة وهى مطبوعة ولو عرفتنى مكانك لعاونتك في الحصول عليها.
---
(1/2892)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل تود أن تكون مستجاب الدعاء؟؟
---
هل تود أن تكون مستجاب الدعاء؟؟
---
سليمان داود
06-02-2004, 01:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أخوتي الأعزاء في هذا الملتقى المبارك
أقدم لكم اليوم موضعين من كتاب الله الكريم مرتبطين ببعضهما ترابط عجيب
الموضع الأول هو آية البقرة 186
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
أما الموضع الثاني فهو في سورة الفرقان من الآية 63 حتى آخر السورة
والموضوع هو مخ العبادة
الدعاء
ففي آية البقرة يخبرنا الرحمن الرحيم أنه قريب من عباده
ومجيب لدعائهم
ولست هنا بصدد الحديث عن قيمة الدعاء بالنسبة للعبادة
ولا عن كيفية الاستجابة
فقد فصل فقهاؤنا خير تفصيل حول هذا الموضوع مستمدين من الكتاب والسنة المشرفة الأدعية المأثورة وأوقات الاجابة
وقالوا إن كل دعاء مستجاب ؟؟؟
فإما يجاب الدعاء مباشرة أو بعد حين من الوقت
أو يبعد الله عنك شرا" كان سيحل بك فلا يمنع القضاء الا الدعاء؟؟
أو يحتفظ به الرحمن ليوم الحساب لتكون فائدته أعظم
لكن الذي لفت نظري هنا كلمة( عباد)
وكأنها تختلف عن كلمة عبيد؟؟؟
فهي أعز وأجل عند الله وإذا أردت أن ترتفع درجتك
من فئة العبيد إلى فئة العباد لفظيا فقط؟؟
لأننا في النهاية كلنا عبيد لله سبحانه وتعالى
فانه لابد أولا أن تطبق الشروط اللازمة لذلك
هذه الشروط هي ماتتحدث عنه آيات الفرقان التي ذكرتها
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا(64)(1/2893)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا(65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا(66)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا(67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69)
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(70)
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا(71)
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا(72)
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا(74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا(75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا(76)
إذا هذه هي الشروط الواجب توفرها في العبد المؤمن حتى يكون من (عباد الرحمن) وبالتالي ينطبق عليه قوله تعالى
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
وعندها يكون كريما عند ربه وقريبا منه ربه ومجيبا له ربه
ولشرح هذه الشروط ماعليكم سوى الفهم الابتدائي للقراءة(1/2894)
أو مراجعة درر التفسير لهذه الآيات الكريمات
ولكي لا أطيل عليكم لم أذكر هنا تفاسير هذه الآيات لوجود التفاسير بين أيدينا جميعا
بالرغم أن قراءتها لاتحتاج لذكر تفاصيل المفسرين
فهي آيات سلسة يستطيع فهمها أي انسان عادي
وفي هذه الآيات يعلمنا فيها ربنا كيف نكون مقربين؟؟
مستجابي الدعاء؟؟
والذي شجعني أن أربط الموضعين مع بعضهما ليس فقط كلمة (عباد) لوحدها الموجودة قي الآيتين
لكن أنظروا معي للآية الأخيره من سورة الفرقان التي يحثنا الله فيها على الدعاء؟؟ فتكون الآيه جاءت بمكانها
بالرغم أن الآيات السابقة كانت تتحدث عن شروط وصفات عباد الرحمن
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا(77)
لقد كان يتحدث في الآيات التي قبلها عن صفات عباد الرحمن؟؟
فلو سألنا أنفسنا لماذا جاءت هذه الآيه بعد الآيات السابقات؟؟؟
لكان الجواب بالعودة إلى آية البقرة؟؟186 المذكورة في بداية الموضوع عندها سنرى الترابط الوثيق بين الموضعين من القرآن العظيم
ونصيحة أخيرة لي ولكم
من أحب يكون مقربا من الله مستجاب دعاؤه ماعليه إلا أن يطبق هذه الشروط على نفسه
واعلموا أنه لايعبأ بنا ربنا لولا دعائنا
مهما قدمنا من صالح الأعمال الأخرى على ضرورتها؟؟؟
اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
واجعلنا من عبادك المخلصين
واجعلنا ممن يقول ويفعل؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله
سليمان داود الضاحي
---
د. عماد
06-04-2004, 01:31 AM
بارك الله فيك أخي سليمان، ووفقك فيما تطرحه من موضوعات في هذا الملتقى الطيب، وجزاك خير الجزاء، وزادك من فضله وعلمه0 فأنت في الحقيقة ممن يستحق كل خير،
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )
د. عماد
ــــــــــــــــــــــــــــ
وفوق كل ذي علم عليم
---
سليمان داود
06-04-2004, 09:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا الدكتور عماد
كلماتك أعتبرها وسام على صدري(1/2895)
وجعلتني أكثر حماسا" ونشاطا"
جزاك الله خير الجزاء على تشجيعك لي
تلميذكم
سليمان الضاحي
---
(1/2896)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > (جديد) ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية بالمدينة 16 شوال 1427هـ
---
(جديد) ندوة القرآن الكريم في الدراسات الإستشراقية بالمدينة 16 شوال 1427هـ
---
أبو المعتز القرشي
10-06-2006, 07:36 PM
أكد الدكتور محمد بن سليم العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ورئيس اللجنة التحضيرية لندوة (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) التي ستعقد في 16 شوال القادم بالمدينة المنورة ان عدد البحوث التي تم اختيارها من قبل اللجنة العلمية للندوة وصل إلى 33 بحثاً من بين 52 بحثاً وصلت للجنة. وعن محاور الندوة قال د.العوفي انه تم تحديد ثمانية محاور للندوة كل محور يضم عدداً من الموضوعات :
فالمحور الأول يتناول (تاريخ الدراسات القرآنية عند المستشرقين) ويضم خمسة موضوعات
والمحور الثاني (مناهج المستشرقين في دراسة القرآن الكريم) ويضم ثلاثة موضوعات،
والمحور الثالث (الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم) ويضم ستة موضوعات،
والرابع عن (دراسة آراء المستشرقين حول القرآن الكريم) ويضم اثنى عشر موضوعاً
والخامس (القرآن الكريم في دوائر المعارف الاستشراقية) ويضم خمسة موضوعات،
والسادس يتناول (الاتجاهات الحديثة في الدراسات القرآنية عند المستشرقين) ويضم خمسة موضوعات،
والمحور السابع (المستشرقون ونتائجهم حول القرآن.. ترجمة وتأليفاً وتحقيقاً) ويضم ستة موضوعات،
والثامن عن (جهود علماء المسلمين في دراسة الكتابات الاستشراقية حول القرآن الكريم وعلومه وتقويمها) ويضم خمسة موضوعات.
وسوف يشارك في الندوة حشد من العلماء والمفكرين والمختصين في دراسات الاستشراق في القرآن الكريم.
المصدر ملحق الرسالة - جريدة المدينة / الجمعة 14 رمضان(1/2897)
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1734&pubid=5&CatID=328&sCatID=481&articleid=180189
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2006, 12:50 AM
جزاك الله خيراً ، وقد طال انتظار هذه الندوة ونرجو أن نوفق لحضورها .
محاور ندوة (القرآن في الدراسات الاستشراقية) بمجمع الملك فهد-رحمه الله - لطباعة المصحف (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3211)
---
أبو المعتز القرشي
10-22-2006, 04:59 AM
وإياك أبا عبد الله
وأُخبرت أن الندوة ستقام بفندق المريديان بجوار الجامعة الإسلامية
---
عبدالرحمن الشهري
10-22-2006, 05:11 AM
نعم هذا صحيح . فهذا الفندق هو أبعد الفنادق عن الحرم ، وقد اختير قصداً لحضور عدد من غير المسلمين للمؤتمر ، فآثروا اقامته هناك ، ووافق إصلاحات وترميمات في الفندق اضطرتهم لتأخير الندوة من ربيع الثاني حتى شوال القادم .
---
عبدالرحمن الشهري
10-31-2006, 09:16 AM(1/2898)
أعدت اللجنة الاعلامية لندوة «القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية» - التي يرعى فعالياتها صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة في 16 من شهر شوال الجاري وينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - خطة اعلامية متكاملة تتضمن اعداد سلسلة من المواد الاعلامية يتم بثها وارسالها الى مختلف وسائل الاعلام منذ بدء الاعداد للندوة في وقت مبكر. وتضمنت المواد الاعلامية العديدمن اللقاءات الصحفية مع نخبة من العلماء والمفكرين والاكاديميين من اساتذة الجامعات في داخل المملكة وخارجها في مختلف التخصصات العلمية ذات العلاقة كما تضمنت مجموعة من التصريحات واللقاءات التي اجرتها اللجنة الاعلامية للندوة معهم وكذا المشاركين في الندوة والمهتمين بموضوعاتها ورؤساء ومديري المؤسسات والهيئات الاسلامية. وقد تبنت اللجنة الاعلامية للندوة وضع الخطوط العريضة للموضوعات والمحاور الخاصة بمجموعة من البرامج والندوات في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة منها ما هو في التلفاز السعودي بمختلف قنواته كذلك اذاعات المملكة ومنها اذاعة القرآن الكريم وسيتخلل ذلك برامج حوارية ولقاءات وندوات اضافة الى الرسالة اليومية عن فعاليات الندوة. كما سيتم تخصيص ملاحق صحفية وصفحات يومية لمتابعة فعاليات الندوة اضافة الى اصدار مجلة بعنوان «الاستشراق» ونشرة يومية بنفس المسمى. وبهذه المناسبة اعرب سلمان بن محمد العمري رئيس اللجنة الاعلامية لندوة «القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية» عن سعادته بتنظيم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لهذه الندوة التي تأتي امتدادا لمجموعة من الندوات التي اقامها المجمع ضمن رسالته العلمية الهادفة للعناية بكل ما من شأنه الاهتمام بامور القرآن الكريم وعلومه والدراسات المتعلقة به.
المصدر (http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20061030/Con2006103058307.htm)
---(1/2899)
فهد الوهبي
10-31-2006, 09:21 AM
جزاكم الله خيراً
---
أبو المعتز القرشي
11-06-2006, 04:47 PM
الإفتتاح صباح الثلاثاء 16/10/1427هـ
اليوم الأول : الثلاثاء
الجلسة الأولى 4,00 - 5,30 عصرا
الجلسة الثانية 8,00 - 9,30 مساء
-------------------------------------------------------------
اليوم الثاني : الأربعاء 17/10
الجلسة الثالثة 8,45 - 10,15 صباحا
الجلسة الرابعة 10,30 - 12,00 صباحا (وفيها ورقة د. مساعد الطيار)
الجلسة الخامسة 4,00 - 5,30 عصرا
الجلسة السادسة 8,00 - 9,30 مساء
-------------------------------------------------------------------
اليوم الثالث : الخميس 18/10
الجلسة السابعة 8,45 - 10,15 صباحا
الجلسة الثامنة 10,30 - 12,00 صباحا
الجلسة التاسعة 4,00 - 5,30 عصرا
الجلسة الختامية والتوصيات 8,00 - 9,00 مساء
هاتف المركز الإعلامي للندوة
8615545
8615524
---
جمال أبو حسان
11-07-2006, 09:30 AM
كيف يمكن الحصول على دعوة لحضور هذه الندوة التي يرجى ان تكون مفيدة غاية الفائدة؟
---
(1/2900)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طالبة علم بينكم فهل من مرحب؟
---
طالبة علم بينكم فهل من مرحب؟
---
البلاغية
05-23-2006, 01:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ويشرفني الإنضمام إلى هذا الصرح الرائع
وإن شاء الله أستفيد وتستفيدون مني
لكم مني كل التحايا والدعوات الصادقة
أختكم
البلاغية ابنة اللغة العربية
---
ابن الجزيرة
05-23-2006, 01:49 PM
حياك الله أختنا البلاغية في منتدى أهل التفسير, والله ينفع بك, ويرزقك العلم النافع والعمل الصالح .
---
أبومجاهدالعبيدي
05-23-2006, 02:26 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ومرحباً بك في ملتقى أهل التفسير
---
محمود الشنقيطي
05-23-2006, 05:06 PM
حياك الله في ملتقى التفسير
ونغبطك على هذا النسب الشريف الرفيع (ابتسامة)
---
البلاغية
05-24-2006, 06:55 PM
إخوتي الأفاضل
ابن الجزيرة
أبو مجاهد العبيدي
محمود الشنقيطي
كل الشكر لمروركم الكريم
تقبلوا فائق إحترامي وتقديري ودعواتي الصادقة
دمتوا بكل خير
أختكم البلاغية ابنة اللغة العربية
---
سيف الدين
05-24-2006, 09:43 PM
حياك الله واهلا وسهلا بك
---
البلاغية
05-25-2006, 02:41 PM
شكرا لك أخي على مرورك العاطر
تحياتي ودعواتي لك
---
أبو ياسر
05-27-2006, 04:53 AM
حياكم الله ...
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ..... على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدركل امرئ ما كان يحسنه ..... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا ..... الناس موتا وأهل العلم أحياء
---
(1/2901)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل عصمة الأنبياء بعد بدء الوحي أم يولد النبي و هو معصوم ؟
---
هل عصمة الأنبياء بعد بدء الوحي أم يولد النبي و هو معصوم ؟
---
ابو حنين
04-30-2006, 07:47 AM
حضرت درسا للشيخ أبي بكر الجزائري - وفقه الله - في تفسير سورة يوسف
حيث انه فسر الآية هكذا : ( و لقد همت به ) تريده لنفسها ( و هم بها ): ليضربها
انتهى . فيما بعض اهل التفسير كم سيأتي منقولا على انه خطرات في نفسه لفعل المحضور
=========== الكلام الآتي منقول :http://alqasas.com/showthread.php?p=17180
=========
24 - ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين(1/2902)
اختلفت أقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام، فقيل: المراد بهمه بها خطرات حديث النفس، حكاه البغوي عن بعض أهل التحقيق؛ ثم أورد البغوي ههنا حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يقول اللّه تعالى: إذا همَّ عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، فإنما تركها من جرائي، فإن عملها فاكتبوها بمثلها" (هذا الحديث مخرج في الصحيحين وله ألفاظ كثيرة منها هذا، قاله ابن كثير)، وقيل: همَّ بضربها، وقيل: تمناها زوجة؛ وقيل: هم بها لولا أن رأى برهان ربه، أي فلم يهم بها(حكاه ابن جرير وغيره فكأن في الآية تقديماً وتأخيراً: أي لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها، فلم يقع الهمُّ لوجود البرهان وهو عصمة اللّه عّز وجلّ له. وانظر ما حققناه في كتابنا (النبوة والأنبياء) صفحة (78) حول هذا البحث فإنه دقيق ونفيس فقد أوردنا عشرة وجوه على عصمته عليه السلام)، وأما البرهان الذي رآه ففيه أقوال أيضاً، قيل: رأى صورة أبيه يعقوب عاضاً على إصبعه بفمه؛ وقيل: رأى خيال الملك يعني سيده، وقال ابن جرير عن محمد ابن كعب القرظي قال: رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت، فإذا كتاب في حائط البيت: {لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا}؛ وقيل: ثلاث آيات من كتاب اللّه: {إن عليكم لحافظين} الآية، وقوله: {وما تكون في شأن} الآية، وقوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}، قال ابن جرير: والصواب أن يقال: إنه أي آية من آيات اللّه تزجره عما كان همَّ به، وجائز أن يكون صورة يعقوب، وجائز أن يكون صورة الملك، وجائز أن يكون ما رآه مكتوباً من الزجر عن ذلك، ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك، فالصواب أن يطلق، كما قال اللّه تعالى، وقوله: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} أي كما أريناه برهاناً صرفه عما كان فيه كذلك نفيه السوء والفحشاء في جميع أموره، {إنه من(1/2903)
عبادنا المخلصين} أي من المجتبين
المطهرين المختارين المصطفين الأخيار، صلوات اللّه وسلامه عليه. انتهى
==============
سؤالي هنا : هل العصمة للأنبياء قبل النبوة أم بعدها - أم النبي يولد و هو نبي
-عليهم السلام جميعا -
حيث يقول عيسى عليه السلام ( و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حيا ) فهل في السلام هنا معنى الحماية و العصمة ؟؟ أم لا يصلح السؤال عن مثل هذا ؟؟؟؟؟
.... اطلب إفادتي و الله يحفظكم ..... و السلام عليكم و رحمة الله ..
اخوكم ابو طارق icom3000@hotmail.com
---
منصور مهران
04-30-2006, 10:24 AM
العصمة - لغة - الحفظ ، والمنع مطلقا ؛ ومعنى قولنا ( عَصَمَ الله نبيَّه ) أي : منعه من كل ما يُوبقه ، وحفظه وألهمه سدادا في التبليغ وتوفيقا في التعامل مع الناس على وجه الاستقامة ، و للعصمة إطلاقات : منها عصمة الحفظ من جميع الذنوب مع استحالة وقوعها وهي التي تثبت للملائكة بما فطرهم الله عليها ، وتثبت أيضا للأنبياء بعد النبوة ، وهذا مستفاد من قوله تعالى : ( لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) الممتحنة / 6 ، ولوجاز وقوع المعاصي منهم بعد الرسالة لكانت أممهم مأمورين بالاقتداء بمعاصيهم ومحاسنهم على السواء . وهذا مستحيل في حق النبوات ؛ ف ( إن الله لا يأمربالفحشاء ) . أما عصمتهم قبل النبوة فمنعها بعض علماء الأمة ، وأجازها مَنْ نظروا إلى فعل القتل الذي فعله موسى عليه السلام قبل نبوته ، والراجح عندي أن الأنبياء معصومون قبل النبوة مما يخل بالمروءة تهيئة لهم في قلوب الناس حتى تجد الدعوة أناسا يؤمنون بها وبالداعي إليها ، والله أعلم .
---
ابو حنين
04-30-2006, 06:34 PM
جزاكم الله خيرا ..
---
سيف الدين
04-30-2006, 09:37 PM(1/2904)
لقد شغلت قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز الكثير من التكهنّات, واننا لنأسف اشد الاسف ان كثيرا منها كان فيه ظلم لشخص يوسف عليه السلام ... وكنت على وشك ان اكتب في هذا الموضوع تحت عنوان "السنة النبوية: رؤية تأصيلية من القرآن الكريم" ..
لقد ذهب البعض وربما الكثير الى القول ان يوسف عليه السلام كاد ان يهمّ بالفاحشة لولا ان عصمه الله .. غير ان الموضوع قد يكون له وجه آخر ..
1- كيف يعقل ان يقول يوسف عليه السلام: {معاذ الله} ثم يهمّ بالفاحشة؟ ذلك أشبه ما يكون بالتصوير الكاريكاتوري الساخر من النبي يوسف عليه السلام ..
2- هل "همّ" يوسف و"همّ" امرأة العزيز هما "همّ" واحد؟
وهذا القول الذي ذهب اليه بعض المفسرين من ان "الهمّ" هنا هو "همّ" واحد .. وكان الانسب ان يقال: ان "همّ" امرأة العزيز يتناسب مع {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه}, واما "همّ" يوسف عليه السلام فيتناسب مع {معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون} .. اي ان "همّها" كان بالمراودة واما "همّه" فكان بما يدفعها عنه (بغض النظر عن الصورة الحركية) ضمن اطار {معاذ الله} اي الممانعة عن الفعل.
3- ماذا نقول اذا في {لولا أن راى برهان ربه}؟
لقد فسّر معظم ان لم نقل كلّ المفسرين كلمة {ربه} في الاية بمعنى الله تعالى .. وهذا لم يعفهم من تكلّف ورجم بالغيب لهذا البرهان {برهان ربه}.. فمنهم من ذهب الى انها الصلاة ومنهم من ذهب الى اشياء كثيرة غير ذلك ..
غير انه يمكن ان يكون المخرج بسيطا اذا أرجعنا كلمة ربّه في الاية {لولا ان رأى برهان ربه} الى العزيز وليس الى الله تعالى .. فيكون معنى قوله تعالى {وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه} اي انه همّ بممانعتها غير انه رأى ان طريقة ممانعته قد تقيم برهان سيده عليه في انه هو الفاعل ..(1/2905)
وبذلك يمكننا ان نضع صورة واضحة متماسكة لما حصل دون الحاجة الى ان نجعل من يوسف عليه السلام يعاني من انفصام شخصية – يقول معاذ الله ثم يهمّ بالفاحشة – او ان نتحزّر في البرهان الذي رآه يوسف فأمسك عن المعصية نتيجة لذلك ..
وتصبح الصورة كالتالي:
امرأة العزيز تغلّق الابواب, وتراود فتاها عن نفسه .. يوسف عليه السلام يتمنّع ويذكّرها بمكرمة سيّده عليه {انه ربي أحسن مثواي} .. والرب في هذه الاية يرجّح انه العزيز ..
في هذه اللحظة الحرجة يهمّ يوسف بامرأة العزيز بممانعتها مما أرادت (بغضّ النظر عن الشكل: هل كان ينوي ضربها او دفعها او غير ذلك من افعال الممانعة) غير انه يرى ان هذا الهمّ قد ينقلب عليه بخدعة من امرأة العزيز ممّا يعني ان برهان سيّده سيقوم عليه بأنه هو المدبّر لذلك وليست امرأة العزيز.. عند ذلك, وبعد ان رأى ان برهان ربه قد يقام عليه, ينصرف عن فكرة الهم, ويهرع الى الباب .. فالانسحاب – حسب تقديره في هذه الحالة – هو الذي قد يضمن له النجاة من الخديعة ومكر امرأة العزيز ..
اما بالنسبة لعصمة الانبياء, فان هذا المصطلح بحاجة الى ضبط ..
والله اعلم
---
د.حسن خطاف
05-01-2006, 11:02 AM
بارك الله بك على طرح هذا الموضوع .
كتب فحر الدين الرازي ت.606 كتابا قيما في هذا الجانب وأسماه " عصمة الأنبياء " فيمكن الرجوع إليه وهو كتيب بحدود "140" صفحة أجاب فيه عن كثير مما يتناقض مع عصمة الأنبياء .كما انه في تفسيره تعرض لهذ المسألة ، وذكر الرازي في هذه المسألة أقوالا عدة واختار منها هذا القول " وقال الأكثرون هذه العصمة إنما تجب في زمان النبوة فاما قبلها في غير واجبة وهو قول أكثر أصحابنا" ص. 27 ويقصد بأصحابه الأشعرية .(1/2906)
أما بالنسبة للهم الذي أسند ليوسف عليه السلام ، فقد ذكر المفسرون هذه المسألة وهناك آراء لاتستحق الوقوف في واقع الأمر لأنها تخل بالعصمة ، ولكن الذي أراه والله أعلم أن الهم هنا هو هم الطبيعة البشرية الموجودة في الرجال ، وهو أمر لم يتجاوز مرحلة الخاطر ، ثم بعد ذلك كان له مايصرفه عن هذا الهم ، وهذا التفسير لايخدش بالنبوة ولا بالعصمة لأن امتلاك الشيء مع القدرة على الممانعة هو أليق مما يقال إنه كان مصروفا عن هذه الحال ، وهذا القول يتفق مع ما قاله كثير من المفسرين يقول النسفي" هم الطباع مع الامتناع قاله الحسن . وقال الشيخ أبو منصور[ الماتريدي] رحمه الله : وهم بها هم خطرة ولا صنع للعبد فيما يخطر بالقلب ولا مؤاخذة عليه ، ولو كان همه كهمها لما مدحه الله تعالى بأنه من عباده المخلصين" تفسير النسفي - (ج 2 / ص 62)
ويقول البيضاوي في تفسيره " والمراد بهمه عليه الصلاة والسلام ميل الطبع ومنازعة الشهوة لا القصد الاختياري ، وذلك مما لا يدخل تحت التكليف بل الحقيق بالمدح والأجر الجزيل من الله من يكف نفسه عن الفعل عند قيام هذا الهم ، أو مشارفة الهم كقولك قتلته لو لم أخف الله" تفسير البيضاوي - (ج 3 / ص 142)
د. حسن الخطاف . كلية الشريعة جامعة دمشق
---
د. أنمار
05-01-2006, 11:19 AM
سقط الرجل لولا أنه استمسك بعصاه.
هل يقال عنه أنه سقط؟
وهنا يناسب أن ينظر للعبارة بالتقديم والتأخير، فنقول، لولا أنه استمسك بعصاه لسقط.
فهل سقط أصلا.
تأمل:
هم بها لولا أن رأى برهان ربه.
لولا أن رأى برهان ربه لهم بها.
فهل هم أصلا؟
=====================
أما عن تفصيل كون العصمة بعد بدء الوحي أو قبله، أقول:
إن جاز أن يجري الخلاف على الأنبياء، فلا يناسب أن يدخل في مثله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وذلك لتصريح الحديث بحفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل النبوة(1/2907)
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمنى برسالته، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة : لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال : أفعل، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفًا، فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب الله على أذنى فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس . فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة . . . ثم ما هممت بسوء ) .
وهو حديث رواه البيهقي وابن حبان والبخاري في التاريخ الكبير والبزار
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه البزار ورجاله ثقات
---
أبو عبد المعز
05-01-2006, 02:05 PM
السلام عليكم...
مسألة التقديم والتأخير فيها نظر.......
لأن "لولا"ملحقة بأدوات الشرط و قد منع جمهورالنحاة تقدم جزائها عليها قياسا على إن الشرطية.
والآية عند المحققين محذوفة الجواب ......و"هم بها" ليست جوابا عند من يمنع الهم وإنما هي دليل على الجواب....وشتان بين الأمرين.....لأن لمن يجوز الهم أن يقدر محذوفا آخر من قبيل : ......وهم بها .ولولا أن رأى برهان ربه [لوقع المحذور]).....فيكون الهم واقعا بمقتضى الطبيعة البشرية وإنجاز الهم وتحقيقه منتفيا بمقتضى مبدأ العصمة. والله أعلم.
---
ابو حنين
05-01-2006, 03:16 PM
بارك الله فيكم ...
و لكن كان هناك جزء من سؤالي لم يتعرض له أحد من الإخوة الكرام !!
و هو : قول عيسى عليه السلام ( و السلام عي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حيا )
-----------------------------
هل العصمة من معاني السلام في هذه الآية ...
=======================
حيث ورد السلام في عدة مواضع ان السلام على الأنبياء من ولادتهم ..
--
و السلام عليكم !!
---
سيف الدين
05-01-2006, 07:58 PM(1/2908)
السلام عليكم ورحمة الله
عندما يبهم لفظ ويتردّد احتماله بين اكثر من معنى, فان الكلمة الفصل هنا للقرائن ..
الذين قالوا ان "همّ" يوسف عليه السلام ولو كان خاطرا هو "همّ" بالنزوة انما بنوا ذلك على استقرائهم لطبيعة الرجال او طبيعة البشر ... وربما بنوه ايضا على الابهام الذي لفّ قوله تعالى :{لولا ان رأى برهان ربه} وهنا حقيقة يحار المرء: هل استطيع ان اقوم بتحليل نفسي ليوسف عليه السلام من خلال هذا الابهام؟ هل تفسير همّه بما فسّروه يخرج عن ان يكون اسقاطا ورجما بالغيب؟
{ولقد همّت به وهمّ بها} فكل قد همّ بما أهمه .. فهي همّت بالرذيلة وأعددت لها متكئا, وهو همّ بما أهمّه وهو الاستعاذة بالله والممانعة عن الاستجابة لما أرادت ... وهذا القول لا اقوله لان يوسف عليه السلام قد لا يحدّث نفسه بنزوة, وانما فقط لأن سياق النص لا يحتمل ذلك, فلم نريد ان نسقط على النص تحليلا نفسيا ليوسف عليه السلام ليس هناك من قرينة عليه سوى الابهام يلفّه ابهام .. فهل اخرج من هذا الابهام بقول فصل يقدح في خواطر نبي؟
---
مجدي ابو عيشة
05-01-2006, 08:34 PM
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) }
---
سيف الدين
05-01-2006, 08:48 PM
لا اعلم لم الاصرار على ان يوسف قد راوده التفكير السيء رغم انه لا وجود لأدنى قرينة على ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
سيف الدين
05-01-2006, 08:51 PM
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }... (12) سورة الحجرات
---
ابو حنين
05-01-2006, 09:03 PM
للأسف ... الموضوع ليس في هذا الشأن .. الموضوع : هل النبي معصوم قبل التكليف بالنبوة
---
سيف الدين
05-01-2006, 09:36 PM
هل هناك ايات او احاديث ان الانبياء معصومون قبل الرسالة او بعدها؟
---
مجدي ابو عيشة
05-02-2006, 04:48 PM(1/2909)
(وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)
وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) )
---
(1/2910)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر حديثاً (شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية) للدكتور مساعد الطيار:الطبعة الثانية
---
صدر حديثاً (شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية) للدكتور مساعد الطيار:الطبعة الثانية
---
عبدالرحمن الشهري
04-06-2006, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار ابن الجوزي بالدمام ، الطبعة الأولى (1427هـ) من شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ، شرحها الدكتور مساعد بن سليمان الطيار وفقه الله.
ويقع الشرح في 384 صفحة من القطع العادي .
http://www.tafsir.net/images/mogademah.jpg
وقد أشار الدكتور مساعد إلى منهجه في الشرح فقال :
(ولقد عمدت في المقدمة وشرحها إلى الأمور الآتية :
أولاً : ما يتعلق بالمقدمة .
1- مراجعة مخطوطة دار الكتب القومية بمصر.
2- تقسيم المقدمة إلى فقر مرقمة ، وقد جعلتها أمام كل فقرة.
3- وضع عناوين جانبية للموضوعات التي طرحها الشيخ في رسالته.
4- التعليق على نص المقدمة بما يحتاجه النص ، وتوضيح ما غمض من عبارات هذه المقدمة.
ثانياً : ما يتعلق بشرح هذه المقدمة :
1- جعلت الحاشية التي أمام النصوص المشروحة رقم الفقرة من مقدمة شيخ الإسلام ليسهل على القارئ معرفة النص المشروح. وقد يكون الشرح لأكثر من نص ، فإني أذكر أرقامه على ما يتيسر لي ؛ لأن بعض النصوص المرقمة تنتظم في وحدة موضوعية كما هو الحال في آخر موضوعات هذه الرسالة ، وهو تحرج بعض السلف في تفسير القرآن.
2- بيان الأمثلة التفسيرية للموضوعات التي طرحها ابن تيمية .
3- ذكر ما أجده من المواطن الأخرى من كتبه التي تكلم عنها فيما يخص موضوعات المقدمة التفسيرية ، وقد جعلت بعضها ضمن الشرح ، وبعضها الآخر في ملحق جعلته في نهاية الشرح.
4- ذكر نماذج من التفاسير التي ذكرها ، فيما يخص نقده لها.(1/2911)
5- الإعراض عن تفصيل المسائل العلمية التي لا علاقة لها بالتفسير.
6- حرصت على أن لا أخرج إلى إضافات على ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى ؛ لئلا يطول الشرح ، ويخرج عن الأفكار التي طرحها رحمه الله.
7- حرصت على أن أذكر بعض الكتب المعاصرة التي درست شيئاً من الموضوعات التي طرحها الشيخ رحمه الله تعالى ، ولم أقصد الاستيعاب لما كتبه المعاصرون ؛ لأن ذلك أمر غير ممكن).
---
شعلة
04-06-2006, 11:29 PM
شكر الله لك يا شيخنا د. عبد الرحمن على هذه البشارة وأراك الله ما يسرك ، كما اتقدم بالشكر لشيخنا د. مساعد على جهوده وأسأل الله أن ينفع بعلمه الإسلام والمسلمين
---
محمود الشنقيطي
04-08-2006, 01:22 PM
جزى الله شيخنا د/مساعد على جهوده القيمة وثبتنا وإياه على ما يرضي الله وبارك لنا وله في العمر والعمل .....آمين
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2006, 12:17 AM
انتهيت من قراءة هذا الشرح قراءة متأنية في أوقات متفرقة من الأسبوع الماضي (9-12/3/1427هـ) ، وقد وُفِّق الدكتورُ مساعدُ الطيار في هذا الشرح كثيراً ، وسلكَ في الشِّرح منهجاً بديعاً لم يسبق إليه ، سبقت الإشارة إليه أعلاه. وقد حقَّقَ فيه مسائلَ كثيرةً يتجاوزها الشارحون للمقدمة ، مع أهميتها للمتخصص في الدراسات القرآنية ، كالحديث عن أسباب النزول ومباحثه ومسائل في غاية الأهمية تتعلق به ، وأنواع الاختلاف في التفسير ، وبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ، والإسرائيليات ، وغيرها من مسائل المقدمة.
كما ألحق بالشرح ملاحق مهمة من كلام المؤلف شيخ الإسلام رحمه الله ، وكلام تلميذه محمد بن القيم رحمه الله.
أرجو لأخي الكريم الدكتور مساعد الطيار التوفيق والسداد دوماً في خدمة الدراسات القرآنية وأهلها ، والله لا يضيع أجر المحسنين .
---
نياف
04-13-2006, 12:21 AM(1/2912)
أرجو لأخي الكريم الدكتور مساعد الطيار التوفيق والسداد دوماً في خدمة الدراسات القرآنية وأهلها ، والله لا يضيع أجر المحسنين .
اللهم آمين
---
أبو العالية
04-13-2006, 02:23 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
جزى الله الشيخ الحبيب مساعد على هذه الجهود المباركة ، ونفع به الإسلام والمسلمين ، وزاده توفيقاً وعلماً وعملاً .
وكذا الشكرُ موصولٌ للشيخ الحبيب عبد الرحمن الشهري نفع الله به .
جعلنا الله وإياكم ممن استعمله ربه في طاعته ونفع عباده المؤمنين . اللهم آمين
ويا ليت تصل لنا في الأردن نسخ ( نسختين ) عن أي دار .
محبكم
---
أبو حسن
04-16-2006, 06:11 PM
للأسف الكتاب غير موجود في المكتبات
---
أبو صالح التميمي
04-30-2006, 07:55 PM
بحمد الله الآن الكتاب في المكتبة التدمرية في الرياض والقصيم
---
الراية
05-02-2006, 12:58 PM
بحمد الله الآن الكتاب في المكتبة التدمرية في الرياض والقصيم
بشرك الله بالخير
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2007, 05:55 PM
صدرت الطبعة الثانية من هذا الشرح القيم ولله الحمد .
وقد قام الشارح وفقه الله بتفريق فصول مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في الشرح ، فجعل كل فصل يتبعه شرحه مباشرة بعد أن كانت مجموعة في أول الكتاب في الطبعة الأولى . وقدم للكتاب بمقدمة قال فيها :(1/2913)
(أما بعدُ : فقد من الله علي بنفاد طبعة الكتاب الأولى في زمن وجيز ، حتى دعت الحاجة إلى إعادة طباعته ، فأعددته للطباعة مرة أخرى بعد أن استدركت بعض الأخطاء المطبعية ، وأعدت ترتيبه من جديد ، إذ جعلتُ كل فصل من فصول مقدمة شيخ الإسلام قبل شرحه ، بخلاف الطبعة الأولى التي جعلت فيها المقدمة في مكان واحد ، ثم أتبعتها بشرح الفصول فصلاً فصلاً . ولقد كان هذا التغيير بسبب ما جاءني من طلب من اطلع على شرح هذه المقدمة بأن يتلو كل فصل من فصول مقدمة الشيخ شرحه ، فأجبت الطالبين لذلك ؛ لما رأيت من حسن هذا الصنيع الذي غاب عني أول الأمر ، لذا أعتذر من القراء الكرام الذين اقتنوا الطبعة الأولى)
والكتاب يباع في معرض الكتاب لدى دار ابن الجوزي ، وفي المكتبات أيضاً .
نسأل الله للدكتور مساعد الطيار التوفيق والسداد دوماً .
الجمعة 19/2/1428هـ .
---
(1/2914)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا للدكتور محمد بن رزق بن طرهوني
---
التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا للدكتور محمد بن رزق بن طرهوني
---
عبدالرحمن الشهري
09-07-2005, 03:48 PM
صدر عن دار ابن الجوزي بالدمام – السعودية الطبعة الأولى من كتاب :
التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا
http://www.tafsir.net/images/Tarhoony.jpg
من تأليف الدكتور محمد بن رزق بن طرهوني . ويقع في مجلدين من القطع العادي ، وعدد صفحات المجلدين 1017 صفحة ، وهو رسالته التي تقدم بها لكلية أصول الدين بالأزهر ، وقد ترجم فيه لثلاثمائة وستين مفسراً من غرب أفريقيا (المغرب – الجزائر – تونس – موريتانيا) منهم مائتان وخمسون مفسراً من غرب أفريقيا ، ومائة وخمسة مفسرين من الوافدين على غرب أفريقيا. وهي تراجم جيدة مركزة ، وبعضهم لا تجد له ترجمة إلا في هذا الكتاب.
وأما بالنسبة للتفاسير المدروسة كنماذج ، فقد حرص المؤلف (أن تستوعب المناهج الفكرية التي سادت فيها ، فذكرت التي سادت فيها ، فذكرت أمثلة للتفسير بالمأثور ، وللتفسير بالرأي المحمود كالتفسير الفقهي واللغوي والبياني ، وللتفسير بالرأي المذموم كتفسير الشيعة الإسماعيلية والخوارج والصوفية الإشارية والصوفية الاتحادية) وذكر أيضاً أنه حرص (على أن يكون ضمن النماذج ما هو مفقود وما هو موجود ، وما هو مخطوط وما هو مطبوع ، وما هو من تفاسير المتقدمين وما هو من تفاسير المتأخرين ، وما هو من تفاسير أبناء المنطقة وما هو من تفاسير الوافدين عليها) كما توخى (جمع المادة التفسيرية للمفسر من كتابه في التفسير ومن غيره – إن أمكن – ليساعد ذلك على استيعاب منهجه ، وذلك كله حرصاً على بيان معطيات تلك المدرسة في شتى صورها).
طريقته في دراسة التفسير :(1/2915)
شملت دراسة كل تفسير التقديمَ بنبذة عن المدرسة التابع لها إن اقتضى الأمر ، وذلك في الخوارج والشيعة والصوفية ، ثم التعريف بمؤلفه والإحالة على ترجمته ، ثم التعريف بالكتاب وبيان هل هو مطبوع أم مخطوط ، ثم إعطاء نبذة عن الباعث على تأليف ذلك التفسير إن وجد ، وذكر شيء من مقدمته إن أمكن ، ثم بيان المنهج العام للمؤلف في ذلك التفسير ، ثم المنهج التفصيلي له ويتضمن : اهتمامه بأسماء السور وعد الآي وأماكن الوقوف وبيان المناسبات بين السور وبين الآيات ، ثم محاولة دراسة موقفه من النقاط التالية حسب الاستطاعة :
- موقفه من العقيدة.
- موقفه من تفسير القرآن بالقرآن.
- موقفه من تفسير القرآن بالسنة (ويتضمن ذلك موقفه من فضائل السور والآيات ومن أسباب النزول ومن الروايات الضعيفة والموضوعة).
- موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف.
- موقفه من تفسير القرآن بروايات السيرة والتاريخ.
- موقفه من الإسرائيليات.
- موقفه من اللغة (ويتضمن الشعر والمسائل النحوية والبيان والمعاني وإعجاز القرآن).
- موقفه من القراءات (ويتضمن القراءة المعتمدة في تفسيره إن أمكن ، ثم ذكره للقراءات المتواترة وغيرها وتوجيهها).
- موقفه من الفقه وأصوله.
- موقفه من المواعظ والآداب والتوجيه الاجتماعي.
وتتخلف بعض تلك النقاط ويظهر غيرها في دراسة بعض التفاسير المنحرفة ، كتفاسير الخوارج والشيعة والصوفية .
---
أبو حسن
09-07-2005, 10:44 PM
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الشافي
---
الراية
09-08-2005, 04:13 AM
تصفحت الكتاب في إحدى المكتبات
فوجدت أن الكلام في الجانب التاريخي والجغرافي أخذ قسماً كبيراً من الرسالة.
كذلك يلاحظ ارتفاع سعر الكتاب
وعلى غير الجودة المعروفة لما تطبعه دار ابن الجوزي
والله اعلم
---
أبو المعتز القرشي
09-08-2005, 02:22 PM
جزاك الله خيرا
---
(1/2916)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور كتاب جديد للأستاذ الدكتور فضل عباس
---
صدور كتاب جديد للأستاذ الدكتور فضل عباس
---
جمال أبو حسان
02-20-2007, 09:34 AM
صدر عن دار النفائس بعمان الاردن كتاب جديد لمولانا الاستاذ الدكتور فضل حسن عباس بعنوان (اساليب البيان ) وهو كتاب خاص مختصر يعنى بالبلاغة من حيث تدريسها مادة في الجامعات والمعاهد وهو كتاب صالح جدا لهذه الغاية والاستاذ الدكتور من المتعمقين في البلاغة العربية بعموم والقرانية بالخصوص نفعنا الله تعالى جميعا بفضائل الاستاذ الكريم وبسائر علمائنا المسلمين
---
أبو يعقوب
02-20-2007, 02:03 PM
جزاك الله خيرا
---
إبراهيم الحميضي
02-22-2007, 01:55 PM
هل هذا الكتاب في البلاغة القرآنية أم هو عام؟ وشكرا لكم.
---
جمال أبو حسان
02-22-2007, 02:23 PM
السلام عليكم
الكتاب في تطبيق قضايا البلاغة العربية على القران والحديث وقضايا النثر والشعر العربي فهو كتاب تطبيقي وليس كتابا نظريا
ولعلي بعد ان ارجع من جامعة المنيا بحول الله تعالى اكتب ما يتعلق بكتب الاستاذ البلاغية
فادع لنا
---
نشر الخزامى
02-24-2007, 01:20 PM
جزاكم الله خير الجزاء استاذ جمال على المتابعة الحثيثة لجديد الدكتور فضل عباس ونفعنا الله بكما
---
(1/2917)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > رجاء من الزملاء طلبة الدراسات العليا في الدراسات القرآنية : انشر بحوثك في الملتقى
---
رجاء من الزملاء طلبة الدراسات العليا في الدراسات القرآنية : انشر بحوثك في الملتقى
---
عبدالرحمن الشهري
06-01-2003, 08:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يقوم طلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بالعديد من البحوث المتخصصة المختصرة في مرحلتي السنة المنهجية والفصل التمهيدي ، وغالباً ما تكون هذه البحوث مركزة في نقاط متخصصة من علوم القرآن والتفسير والقراءات.
وأغلب ظني أنه لم يعد أحد منا في السنوات الأخيرة يقدم بحثه مكتوباً بخط اليد إلا ما ندر ، بل أصبحت كلها تقدم مطبوعة على الحاسب الآلي.
لذلك فإني أرجو من زملائي الكرام الذين انتهوا من تسليم بحوثهم ودراساتهم ، أسأل الله لهم العون والتوفيق ، ولا سيما في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى بمكة المكرمة ، وكلية التربية بجامعة الملك سعود ، وكلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وبقية جامعات العالم الإسلامي ، أرجو منهم أن يتكرموا علينا بالمشاركة ببحوثهم في ملتقى أهل التفسير لتعم الفائدة ، ويعظم النفع بها ، وهي مطبوعة وربما تكون محفوظة لديهم في أجهزة الحاسب الآلي ، أو على أقراص إن كانوا قد طبعوها لدى مراكز الطباعة التجارية ، فليس عليه إلا وضعها مباشرة في الملتقى مع بعض التنسيق.
وأغلب هذه البحوث يكون آخر العهد بها هو تسليمها ومناقشتها ، ثم يتفرغ الطالب بعد ذلك لرسالته ، ويترك تلك البحوث في زوايا النسيان.
أرجو أن تجد هذه الدعوة قبولاً حسناً عند الزملاء وفقهم الله ، ونرى قريباً عدداً من البحوث القيمة في هذا الملتقى. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.(1/2918)
---
مساعد الطيار
06-18-2003, 05:24 PM
الإخوة الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إني أوافق الأخ عبد الرحمن في فكرته ، وقد سمعت عن بعض البحوث الموجزة والمميزة مما طرحه بعض الدراسين في برنامج الماجستير والدكتوراه في كلية أصول الدين بالرياض بين يدي الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع ، فياحبذا لو جاد الإخوة ببعض بحوثهم التي لا يرون أنهم سيضيفون عليها شيئًا ، أو أنهم سيحفظونها للمستقبل لأجل أغراض تختص بهم .
كما أرجو من الإخوة الكرام الدارسين في برنامج الدكتوراة في قسم الكتاب والسنة الذين درسوا في هذه السنة أن يتحفونا كذلك بما عندهم ، فقد أخبر الأخ ناصر الصائغ عن طريقتهم في الدراسة ، وهي طريقة تُنتج بحوثًا ، فاليتنا نرى شيئًا منها .
وأذكِّر بأمر ـ أتمنى أن لا يكون موجودًا في نفوس بعض الإخوة ـ لا تحقرن من المعروف شيئًا ، اطرح ما لديك ، فإن إخوانك سيفيدونك بملاحظاتهم ، ولا يدخلن عليكم الشيطان من باب التخذيل ، ويخوِّفكم ويقلل من شأن ما عندكم ، وما يُعدم الباحث مثل هذا الظنَّ ، فاستعينوا بالله ، وقدِّموا لإخوانكم فوائدكم ، واجعلوها خالصة لربكم ، ولكم من الله الجزاء الأوفى .
---
متعلم
06-19-2003, 12:09 AM
أود التأكيد على ماذكره الأخ عبد الرحمن الشهري من طرح البحوث العلمية المعدة في مرحلتي الماجستير والدكتوراة لما نعتقد أنه ولابد من وجود البحوث الماتعة فيها ، ولكن يا حبذا مراجعة ما يطرح لتجنب التكرار ولاختصار الوقت على القارئ ..
وجزاكم الله خيرا
---
يزيد بن هارون
06-20-2003, 06:35 PM
أما الشرط فهو أن تتولى لجنة من اعضاء الملتفى مراجعة هذه الأبحاث ، وتقيمها ، ثم تخرج منها ما تراه مناسبا .
أما العتب : فهو لماذا يخص طلاب كلية أصول الدين بالرياض بهذا الأمر دون غيرهم ؟ أليس للجامعات الأخرى داخل المملكة وخارجها حق في ذلك ؟ .(1/2919)
إنكم أيها الإخوة لستم تمثلون كليتكم الموقرة والعامرة بإذن الله فقط ، وإنما تمثلون أهل التفسير ، فالله الله في استقطاب أكبر قدر ممكن من الأبحاث .
أما الاقتراح فهو أني أوصيكم بمتابعة ما يكتب في المجلات العلمية المحكمة مما يتعلق بعلم الفقه والعقائد والسنن وأصول الفقه واللغة وغير ذلك مما له تعلق بالجانب التفسيري ، كأن يكون البحث في قضية فقهية لكن الجانب التفسيري فيها كثير ، فأرى وضعه هنا .
بارك الله فيكم ، وعمر أوقاتكم بطاعة الله .
---
عبدالرحمن الشهري
03-09-2007, 01:33 PM
قد مضى على هذا الموضوع زمن طويل ، وقد استجاب عدد من الزملاء فطرحوا بحوثهم أو بعضها ، وطرح بعض الباحثين بحوثاً متميزة شاركوا بها في مؤتمرات وندوات علمية ، وبعضها نشر في مجلات علمية محكمة . وقد انتفع بها الجميع ولله الحمد ، وقرأها من لم تصله المجلات أو لم تصله كتب المؤتمرات والندوات .
وأكرر هذه الدعوة مرة أخرى طلباً لمزيد من البحوث التي تثري القارئ المتخصص .
وفقكم الله لما يحب ويرضى ، وجعلنا جميعاً من عباده العاملين المخلصين في خدمة كتابه الكريم وعلومه .
الجمعة 19/2/1428هـ
---
الجكني
03-09-2007, 02:44 PM
أضم صوتي لصوت الأخوة الكرام ،وأشجع هذه الخطوة المباركة ،وأقول كلمة وهي أن البحوث العلمية ما كتبت لتكون "مصونة "على الأرفف في المنزل حتى كأنها "زوجة"أو "ضرة " أو "أختاً " أو "بنتاً " يخاف الاطلاع عليها ،بل كرامة البحوث "نشرها " بين أهل العلم للافادة والاستفادة .
ويشرفني أن أرسل البحثين اللذين نشرا مؤخراً في مجلة الجامعة الاسلامية وهما :
1 - القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالغلط والخطأ في كتابه السبعة (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=220).
2- أصول قراءة نافع بين الشاطبي وابن بري من خلال كتاب "التيسير (http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=221).
---(1/2920)
عبدالعزيز العمري
03-11-2007, 10:20 PM
بارك الله فيك ، ويحسن أن يكون هذا الموضوع مثبتًا ؛ لتعم الفائدة.
---
(1/2921)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > شرح قصيدة الواضحة في تجويد الفاتحة
---
شرح قصيدة الواضحة في تجويد الفاتحة
---
أحمد نجيب
12-15-2005, 05:37 PM
لدي مخطوطتان أصليتان كاملتان واضحتان في مكتبتي الخاصة لشرح الواضحة هدا أولهما :
الحمد لله حق حمده و الصلاة و السلام على نبيه و عبده سيدنا محمد خاتم أنبيائه ، و بعد
فهده أوراق تشتمل على شرح القصيدة المسماة الواضحة في تجويد الفاتحة نظم الشيخ الإمام العالم برهان الدين .... شيخ حرم الخليل عليه الصلاة و السلام فإنها من أنفع القصائد و أنفع المقاصد تغمد الله ناظمها برحمته و أسكنه فسيح جنته ....
أما آخرهما فهو :
و هدا ما يسر الله سبحانه من الكلام على هده القصيدة ، و الحمد لله حمداً يوافي نعمه و يكافي مزيده ، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليماً . انتهى بحمد الله و حسن عونه و توفيقه الجميل .
أرجو من الإخوة الكرام التفضل علي بأي معلومات عن الشارح
و النسختان للبيع أو التعاون في التحقيق فهل من مشمر ؟
www.najeeb.net
---
أحمد نجيب
12-15-2005, 07:34 PM
تأكدت الآن من أن ما لدي من الواضحة في تجويد الفاتحة هو شرح أبي علي الحسن بن عبد الله بن علي المرادي المعروف بابن قاسم رحمه الله
---
(1/2922)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ / محمد أبو شهبة
---
كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ / محمد أبو شهبة
---
أبو صفوت
09-09-2003, 07:37 AM
السلام عليكم
ما هو رأيكم في كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ / محمد أبو شهبة وما هي الموضوعات التي تناولها وهل من تقييم عام له ؟
---
ناصر المنيع
09-12-2003, 02:49 AM
السلام عليكم اخي أبا صفوت .. اطلعت وقرات الكتاب المذكور وهو احد المراجع الحديثة المهمة في علوم القرآن وقد اقتبست منه عند تدريسي لمادة " علوم الفرآن " في الجامعة وقد ألفيته كتابا جامعا مفيدا ... وهو في الاصل مذكرات لطلبة الدراسات العليا قام بتنقيحها وجمعها حتى خرج هذا الكتاب .
وهو لم يتطرق الا لبعض علوم القرآن ... وتوسع فيما يتعلق بالأحرف السبعة والمصاحف العثمانية ... وحري بمن أراد أن يقرأ أو يكتب حول هذين الموضوعين أن يطالع الكتاب .
ويمتازالكتاب ان مؤلفه - رحمه الله - يعنى بايراد الشبه المتعلقه بالموضوع الذي يطرحه ويرد عليها بأسلوب علمي رصين مدعما بالدليل ويشترك في هذا مع الزرقاني صاحب " مناهل العرفان " لكنه مختصر وقد يخالف الزرقاني في بعض اختياراته وينبه على ذلك مثل ما اختاره في معنى الأحرف السبعة .
---
(1/2923)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نص قرآني برواية ورش
---
نص قرآني برواية ورش
---
الهداية
05-24-2006, 06:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
اشكر لكم هذا المنتدى المتميز الذي ادعو الله ان يجعله في ميزان حسناتكم وفي ميزان كل متصفح وعضو ومشارك
في أول مشاركة لي ساثقل عليكم بطلب نص القرآن الكريم برواية ورش doc
ولكم جزيل الشكر
---
البتول
05-24-2006, 08:14 PM
لا أظن بأن هناك نص للقرآن الكريم على صيغة وارد برواية ورش .
---
عبدالرحمن الشهري
05-24-2006, 09:21 PM
هذا البرنامج إن شاء الله سيكون عوناً للباحثين .
برنامج للقراءات بالرسم العثماني - نسخة تجريبية (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3182)
وانظري هنا أيضاً .
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5594
---
أبو علي
05-25-2006, 07:43 AM
نص القرآن الكريم برواية ورش بالخط المغربي على الرابط التالي :
http://quran.habous.gov.ma/
---
(1/2924)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك ... لفضيلة الشيخ محمد الدويش حفظه الله
---
تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك ... لفضيلة الشيخ محمد الدويش حفظه الله
---
الغرباء الأولون
07-22-2003, 10:19 AM
تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك
محمد عبد الله الدويش
إن القلوب تصدأ وتقسو، والنفس تضعف وتهبط بها دواعي الشهوات وهواتف الدنيا، والإنسان يعيش في هذه الدار في معركة مع النفس والهوى والشيطان. ولئن كان المقاتل يحتاج للسلاح المعنوي والمادي؛ فالذي يخوض في معركة المصير أولى بأن يعتني بإصلاح نفسه.
والذي يحمل لواء الدعوة وراية الإصلاح أولى الناس بأن يهتم بنفسه وتربيتها ، وصلتها بالله-عز وجل- ، وأولاهم بأن يأخذ الزاد في سفره إلى الله والدار الآخرة.
وما تقرب إلى الله بأفضل من تلاوة كتابه والوقوف عند معانيه وحدوده ؛ فحريٌّ بنا أن نضرب من ذلك بسهم وافر ، ومن رحمة الله بعباده وفضله عليهم :أن شرع لهم ما يتعبدون به إليه سبحانه.
ولما كان تحزيب القرآن من السنن المهجورة -بل المجهولة -عند كثير من طلاب العلم فضلاً عن عامة الناس. في حين كان الأمر متواتراً ومعلوماً عند السلف ، فقلما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم القرآن في كذا وكذا. لذا رأيت أن أجمع بعض ما ورد في ذلك لعل الله -عز وجل- ينفع به.
تمهيد: قال ابن فارس (2/55):
"الحاء والزاي والباء أصل واحد وهو: تجمع الشيء ، فمن ذلك "الحزب" وهو الجماعة من الناس، قال تعالى((كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)). والطائفة من كل شيء حزب. يقال: قرأ حزبه من القرآن"(1/2925)
وقال في "النهاية" (1/376) :"الحزب ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالوِرد ، والحزب النوبة في ورد الماء. ومنه حديث أوس بن حذيفة :(سألت أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كيف تحزبون القرآن؟) .
ومعنى ذلك: أن يجعل الإنسان لنفسه نصيباً يومياً يقرؤه ويتعاهد نفسه عليه ، بحيث يختم القرآن في كل شهر، أو عشرين، أو خمسة عشر، أو عشر، أو سبع، أو غير ذلك.
1- وقد ورد في السنة النبوية استعمال ذلك المصطلح في قوله-صلى الله عليه وسلم- :"من نام عن حزبه""، وقوله:"إنه طرأ على حزبي من القرآن"".
وقد بوب غير واحد من الأئمة بتحزيب القرآن. وقال عقبة بن عامر: (ما تركت حزب سورة من القرآن). وقال نافع:(لا تقل: ما أحزبه). وسوف يأتي تخريج هذه النصوص إن شاء الله- عز وجل-.
2- واستعمل عند السلف بلفظ الجزء ، فقد ورد في كلامه-صلى الله عليه وسلم-:"قرأت جزءاً من القرآن"". وقال عبد الله بن عمرو:(هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة). وعن عائشة:(إني لأقرأ جزئي). وعن ابن عباس وابن عمر :(أنهما كانا يقرآن أجزاءهما بعدما يخرجان من الخلاء).
3- واستعمل بلفظ الوِرد ، فعن ابن عمر قال:(كنت في قضاء وِردي) ، وعن الحسن:(أنه كان يقرأ ورده من أوَّل الليل).
المسألة الأولى:بعض فضائل تلاوة القرآن:(1/2926)
إن النصوص الدالة على فضل القرآن أشهر من أن تورد ، إنما نورد هنا بعض فضائل تلاوته ؛ قال تعالى:((إنَّ الَذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وأَقَامُوا الصَّلاةَ وأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراً وعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ويَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ))، وقال -عز وجل-:((لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ *ومَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)).
أما من السنة :فالأدلة على فضله كثيرة ، ومن فضائله :
1- أن الماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يتتعتع فيه له أجران ؛ كما في حديث عائشة عند الشيخين والترمذي وأبي داود.
2- أنه يقال له يوم القيامة:(اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا)؛ كما أخرجه أحمد وأهل السنن إلا النسائي من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً.
3- أن له بكل حرف حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها كما أخرجه الترمذي والدارمي من حديث ابن مسعود.
4- أن الآية منه خير من الخلفة السمينة ، كما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
5- أن مثل المؤمن الذي يقرؤه مثل الأترجة ، كما رواه الستة إلا ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري.
6- أنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة ، كما رواه مسلم عن أبي أمامة.
7- تنزل السكينة لقراءته ، كما رواه الشيخان من حديث البراء.
8- أنه يقود قارئه يوم القيامة لتاج الكرامة ورضا الله-عز وجل- ، كما أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة.
المسألة الثانية : مشروعية تحزيب القرآن:(1/2927)
1- حديث عبد الله بن عمرو ، وهو حديث طويل مشهور ، رواه جمعٌ من الأئمة بينهم الأئمة الستة. ولفظه عند مسلم :(كنت أصوم الدهر ، وأقرأ القرآن كل ليلة ، قال: فإما ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وإما أرسل لي ، فأتيته ، فقال : "ألم أُخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة ؟" فقلت: بلى يا نبي الله؛ ولم أرد إلا الخير، قال:" فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام... ، ثم قال : "واقرأ القرآن في كل شهر" ، قال: قلت: يا نبي الله: إني أطيق أفضل من ذلك ، قال :"فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك ، فإن لزوجك عليك حقاً ، ولزورك عليك حقاً ، ولجسدك عليك حقاً"، قال : فشددت ؛ فشدد علي ، قال: وقال لي النبي-صلى الله عليه وسلم- :"لعلك يطول بك العمر" ، فصرتُ إلى الذي قال لي النبي-صلى الله عليه وسلم- ، فلما كبرت وددت أني قبلت رخصة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
2- حديث:"من نام عن حزبه"" وقد أخرجه مسلم (747) ، وأبو داود (1313)، والنسائي (1790) ، والترمذي (581) ، وابن ماجه (1343) ، ومالك في "الموطأ "(1/ 200) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (285)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4747)، وابن حبان في "صحيحه" كما في الإحسان (2634).
ولفظه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه ؛ فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر: \كتب له كأنما قرأه من الليل".
3- ما رواه أبو داود (1396) والمرزوي في "قيام الليل" كما في "المختصر" (157) عن ابن الهاد قال:"سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي : في كم تقرأ القرآن ؟ ، فقلت: ما أحزبه، قال لي نافع : لا تقل "ما أحزبه" ؛ فإن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "قرأت جزءاً من القرآن"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".(1/2928)
4- حديث أوس بن حذيفة الثقفي ولفظه:(قدمنا على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في وفد ثقيف ، فنزَّلوا الأحلاف على المغيرة بن شعبة ، وأنزل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بني مالك في قبة له ، فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء ؛ فيحدثنا قائماً على رجليه حتى يُراوح بين رجليه، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، ويقول :(ولا سواء، كنا مستضعفين مستذلين ، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم،ندالّ عليهم ويدالُّون علينا)، فلما كان - ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: يا رسول الله: لقد أبطأت علينا الليلة؟ ، قال :"إنه طرأ علي حزبي من القرآن ، فكرهت أن أخرج حتى أتمه"، قال أوس : فسألت أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل".
والحديث قال فيه أحمد شاكر فيما نقله في "تهذيب السنن"(2/113) عن ابن عبد البر:أن ابن معين قال:"حديثه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في تحزيب القرآن ليس بالقائم". وضعفه الألباني في دفاع عن الحديث ، كما في "ضعيف ابن ماجه" (283). لكن حسنه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/276) والحافظ ابن حجر كما في "الفتوحات" لابن علان (3/229). وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" محتجاً به على أن المفصل يبتدئ من سورة (ق). واحتج به شيخ الإسلام ابن تيميه في حديثه عن التحزيب بالسور والأجزاء كما سيأتي.
وتد تواتر ذلك عن السلف -رضوان الله عليهم - ؛ فعندما تقرأ في ترجمة أحدهم تجد أنه كان يختم القرآن في كذا وكذا ، وسيأتي بعض هذه الآثار.
المسألة الثالثة: هدي السلف في تحزيب القرآن:
أولاً: ذكر من روي عنه الختم في سبع :
أخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" (291) بإسناده عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:"إني لأقرأ جزئي - أو قالت: سبعي - وأنا جالسة على فراشي أو على سريري".(1/2929)
وأخرج الطبراني كما في "المجمع" (2/269) وقال: رجاله ثقات ، عن الأحوص قال: قال عبدالله."لا يُقرأ القرآن في أقل من ثلاث ، اقرأوه في سبع ، ويحافظ الرجل على حزبه" . وكذا أخرجه ابن أبي شيبة (502/2) دون قوله:"وليحافظ"..
وأخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" (263) ، والبيهقي في "السنن" (2/296) عن ابن مسعود -رضي الله عنه- :"أنه كان يختم في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة".
وقال الحافظ: أخرج ابن أبي داود :عن عثمان وابن مسعود وتميم الداري:" أنهم كانوا يختمون في سبع" بأسانيد صحيحة.
وأخرج أبو عبيد (266) عن إبراهيم:" أنه كان يقرأ القرآن في كل سبع" ، و كذا رواه ابن أبي شيبة (2/501).
وأخرج ابن أبي شيبة (2/501) ، والفريابي (138) :عن هشام بن عروة قال:" كان عروة يقرأ القرآن في كل سبع".
وأخرج أيضاً (2/501) عن أبي مجلز:" أنه كان يؤم الحي في رمضان ، وكان يختم في سبع".
وأخرج ابن أبي شيبة بإسناده (2/501) :عن إبراهيم قال:" كان عبد الرحمن بن يزيد يقرأ القرآن في كل سبع ، وكان علقمة والأسود يقرؤه أحدهما في خمس والآخر في ست ، وكان إبراهيم يقرأه في سبع".
وقال ابن قدامة في "المغني" (2/611) :"قال عبد الله بن أحمد كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة، يقرأ كل يوم سبعاً ، لا يكاد يتركه نظراً ، وقال حنبل :كان أبو عبد الله يختم من الجمعة إلى الجمعة". وقال إسحاق بن هانىء في "مسائله" (506) : "وسئل : في كم يقرأ القرآن ؟ قال :أقل ما يقرأ في سبع".
ثانياً: ذكر من روي عنه الختم من الثلاث إلى السبع :
سبق عن علقمة والأسود:" أنهما يقرآن في خمس وست ".
قال ابن علان (3/230) :"قال الحافظ: أخرج ابن أبي داود من طريق مغيث بن سمي قال: كان أبو الدرداء يقرأ القرآن في كل أربع. ومن طريق بلال بن يحيى: لقد كنت أقرأ بهم ربع القرآن في كل ليلة ، فإذا أصبحت قال بعضهم: لقد خففتَ بنا الليلة".
ثالثاً: ذكر من روي عنه الختم في أقل من ثلاث :(1/2930)
وذكر ابن علان (231/2) :عن ابن أبي داود أنه روى عن الأسود بن يزيد:" أنه كان يختم القرآن في رمضان كل ليلتين" وقال: سنده صحيح ، وأخرج الحافظ من طريق الدارمي عن سعيد بن جبير:" أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين". قال: وأخرجه ابن أبي داود، قال: وأخرج ابن سعد عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف أنه كان يفعل ذلك. ومن طريق واصل بن سليمان قال:"صحبت عطاء بن السائب فكان يختم القرآن في كل ليلتين".
وروى أبو عبيد (277) وابن أبي شيبة (2/502) عن السائب بن يزيد أن رجلاً سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبد الله فقال إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان قال نعم قال قلت لأغلبن الليلة على الحِجْر - يعني المقام - فقمت فلما قمت إذا أنا برجل متقمع يزحمني فنظرت فإذا عثمان بن عفان فتأخرت عنه فصلى فإذا هو سجد سجود القرآن حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر أوتر بركعة لم يصلِّ غيرها ثم انطلق ، ولابن أبي شيبة (2/503) فتنحيت وتقدم فقرأ القرآن كله في ركعة ثم انصرف. وصححه ابن كثير في فضائل القرآن (50) .
وأخرج أبو عبيد (278) وابن أبي شيبة (1/367،2/503) عن نائلة بنت الفرافصة الكلبية حين دخلوا على عثمان ليقتلوه فقالت : "إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن" وحسنه ابن كثير في فضائل القرآن (50).
وأخرج أبو عبيد أيضاً (279) وابن أبي شيبة (2/502) عن تميم الداري أنه قرأ القرآن في ركعة. وكذا أخرجا عن سعيد بن جبير أنه قرأ القرآن في ركعة في البيت وصححهما ابن كثير (50).
وأخرج أبو عبيد (281) والفريابي (140) عن علقمة أنه قرأ القرآن في ليلة طاف بالبيت أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده بالمِئِين،ثم طاف أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده بالمئين، ثم طاف أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن. وصححه ابن كثير (50) ورواه ابن أبي شيبة (2/503) مختصراً بلفظ أنه قرأ القرآن في ليلة بمكة.(1/2931)
وأخرج أبو عبيد (282) وابن أبي شيبة (3/502) عن سليم بن عتر التجيبي أنه كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات.
ونقل النووي في التبيان والأذكار جملة من ذلك فقال في التبيان (46) "ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات سليم بن عمر - رضي الله عنه - قاضي مصر في خلافة معاوية - رضي الله عنه - . وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات. قال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه - : "سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول : كان ابتن الكاتب - رضي الله عنه - يختم بالنهار أربع ختمات ، وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة . وروى السيد الجليل أحمد الدروقي بإسناده عن منصور بن زادان من عُباد التابعين - رضي الله عنه - أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضاً فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين ، وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل ، وروى أبو داود بإسناده الصحيح أن مجاهداً كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء وعن منصور قال كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان ، وعن إبراهيم بن سعد قال كان أبي يحتبي فيما يحل حبوته حتى يختم القرآن ، وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم..." . (1)
المسألة الخامسة : أقل ما يُختم فيه القرآن :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا يفقه مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث" . أخرجه أبو داود (1394) والترمذي (2950) والنسائي وابن ماجه (1347) وأحمد (2/164،165) وأبو عبيد وقال الترمذي : حسن صحيح . وصححه النووي في التبيان (ص48).
وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة والمروزي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه كان يكره "أن يُقرأ القرآن في أقل من ثلاث" وصححه الحافظ ابن كثير .(1/2932)
وأخرج ابن أبي شيبة (2/502) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : "اقرأوا القرآن في سبع ولا تقرأوه في ثلاث" وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود - كما في الفتوحات (231/3) - عنه (رضي الله عنه) أنه قال : "لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث" .وأخرج ابن أبي شيبة وأبو عبيد والطبراني في الكبير كما في المجمع (2/269) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : "من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز". وقال أبو عبيد: "إلا أن الذي أختار من ذلك أن لا نقرأ القرآن في أقل من ثلاث للأحاديث التي ذكرناها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الكراهة لذلك".
وقال النووي في التبيان (ص48): "وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة، ويدل عليه الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" وقال الحافظ ابن كثير : "وقد كره غير واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث" كما هو مذهب أبي عبيدة وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الخلف أيضاً".
وقال شيخ الإسلام : "فالصحيح عندهم أنه أمره - عبد الله بن عمرو - ابتداءً بقراءته في الشهر، فجعل الحد ما بين الشهر إلى الأسبوع ..ولا يلزم إذا شرع فعل ذلك أحياناً - التثليث - لبعض الناس أن تكون المداومة على ذلك مستحبة، ولهذا لم يُعلم من الصحابة على عهده مَن دوام على ذلك ؛ أعني على قراءته دائماً فيما دون السبع ؛ ولهذا كان الإمام أحمد - رحمه الله - يقرؤه في كل سبع" .
أما ما نقل عن السلف مما ذكرنا طرفاً منه فقد اختلفت مسالك العلماء في الإجابة عليه ، فمنهم من حمل ذلك على أنه لم يبلغهم النهي ومنهم مَن رأى أنهم لم يحملوا الحديث على المنع من ذلك ، ومنهم مَن رأى أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص.
وها هنا أمور لعل بها يتضح وجه المسألة :(1/2933)
أولاً : أن ورود ذلك عن السلف والصحابة بوجه أخص لا يعني المداومة عليه ؛ خاصة أن الكثير ممن روي عنه ذلك - كعثمان وتميم وغيرهم - رُوي عنه أنه كان يختم في سبع ، بل قد نفى ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله - وهو من أعلم الناس في مثل ذلك فقال : "ولهذا لم يعلم في الصحابة على عهده من دوام على ذلك أعني قراءته دائماً فيما دون السبع".
ثانياً : علل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك بعلتين الأولى عدم الفقه ، والثانية قوله لعبد الله "فإن لزوجك عليك حقاً ولجسدك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً" . فالرجل عليه مسؤولية تجاه أسرته ومنزله وضيفه وكذلك عليه الرفق بنفسه . وختم القرآن في أقل من ثلاث على حساب ذلك غالباً .
ثالثاً : يجب أن يربط ذلك بالنصوص الأخرى التي تحث على القصد والمقاربة "إن هذا الدين يسر ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة واعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله" . وفي رواية الإمام أحمد لحديث عبد الله بن عمرو (6477) :"فإن كل عابد شرّة ولكل شرة فترة ، فإما إلى سُنة وإما إلى بدعة، فمَن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك" .(1/2934)
رابعاً : أن خير الهدْي هديه - صلى الله عليه وسلم - وهو أعبد الناس وأخشاهم لله وقد غضب على الذين تقالُّوا عبادته ، وفي رواية أحمد لحديث عبد الله بن عمرو أنه قال له : "لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام ، وأمس النساء فمَن رغب عن سنتي فليس مني" وروى مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : "ولا أعلم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح ، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان" ونحن متعبدون باتباع سُنته وهديه . مع ما نكنّه في نفوسنا من تقدير وإكبار وإجلال لسلف الأمة . ولذلك قالت عائشة - رضي الله عنها - لما قيل لها إن رجالاً يقوم أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثاً - "قرأوا أو لم يقرأوا كنت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة التمام فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء ، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ" والحديث ذكره في الفتوحات (2/231) ونُسب للحافظ أنه قال : "والحديث حسن أخرجه ابن أبي داود وأخرج أحمد المرفوع منه فقط" .
خامساً : هناك وظائف شرعية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح الناس، والتي هي من فروض الكفاية ومن أفضل الأعمال الصالحة والأمة لا تستغني عن جهود أبنائها في ذلك . ففي التفرغ لتلاوة القرآن على هذا النحو تعطيل لهذه الوظائف خاصة في هذا العصر، وقد أشار النووي - رحمه الله - إلى شيء من ذلك حين قال في التبيان (ص48) : "وكذا مَن كان مشغولاً بنشر العلم وغيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له" .
سادساً : في مقابل هؤلاء الذين نقل عنهم الإكثار من ختم القرآن نقل عن غيرهم بل أكثر السلف التسبيع، فَلِمَ يكون رأي أولئك أَوْلى بالقبول من هؤلاء وهم أكثر وفعلهم يتأيد بالسنة الصحيحة عنه - صلى الله عليه وسلم - .(1/2935)
المسألة السادسة : هل يكون التحزب بالسور أو الأجزاء ؟
عقد شيخ الإسلام ابن تيمية لهذه المسألة فصلاً في الجزء الثالث عشر من مجموع الفتاوى ورأى أن التحزيب المشروع هو أن يكون بالسور للأمور الآتية :
1- أن المنقول عن الصحابة هو التحزيب بالسور لا بالأجزاء وذكر حديث أوس بن حذيفة، وقد سبق في أول البحث .
2- أن الأجزاء والأحزاب محدثة وفيه حديث أوس أنهم حزّبوه بالسور، وهذا معلوم بالتواتر فإنه قد علم أن أول ما جُزئ القرآن بالحروف تجزئة ثمانية وعشرين ، وثلاثين ، وستين هذه الأجزاء التي تكون في أثناء السورة، وأثناء القصة ونحو ذلك كان في زمن الحجاج وما بعده وروي أن الحجاج أمر بذلك. ومن العراق فشا ذلك ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك (13/409) .
3- أن هذه التحزيبات تتضمن دائماً الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده حتى يتضمن الوقوف على المعطوف دون المعطوف عليه ، فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئاً بمعطوف كقوله - تعالى - : ((والْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ))[النساء:24] وقوله ((ومَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ ورَسُولِهِ))[الأحزاب:31] وأمثال ذلك ، ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض - حتى كلام المتخاطبين - حتى يحصل الابتداء في اليوم الثاني بكلام المجيب كقوله - تعالى -:((قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً))[الكهف:72] ومثل هذا الوقوف لا يسوغ في المجلس الواحد إذا طال الفصل بينهما بأجنبي ، ولهذا لو ألحق بالكلام عطف أو استثناء ، أو شرط ونحو ذلك بعد طول الفصل بأجنبي لم يسغ ذلك بلا نزاع.
4- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عادته الغالبة وعادة أصحابه أن يقرأ في الصلاة بسورة كـ ( ق ) ونحوها وكما كان عمر - رضي الله عنه - يقرأ بيونس ويوسف والنحل .. وأما القراءة بأواخر السور وأواسطها فلم يكن غالباً عليهم .(1/2936)
وقال: "وإذا كان تحزيبه بالحروف إنما هو تقريب لا تحديد، كان ذلك من جنس تجزئته بالسور هو أيضاً تقريب،فإن بعض الأسباع قد يكون أكثر من بعض في الحروف وفي ذلك من المصلحة العظيمة بقراءة الكلام المتصل بعضه ببعض ، والافتتاح بما فتح الله به السورة، والاختتام بما ختم به ، وتكميل المقصود من كل سورة ما ليس في ذلك التحزب. وفيه أيضاً من زوال المفاسد الذي في ذلك التحزيب ما تقدم التنبيه على بعضها".
وبعد هذه الوقفات السريعة أرى أنه لا يليق بشاب مسلم طالب للعلم ، يحمل بين كاهليه هم الإصلاح والتغيير ودعوة الناس - لا يليق به أن لا يكون له حزب من كتاب الله قل أو كثر . ومهما ادعى الإنسان المشاغل فهذه الدعوى تحتاج للبينة ولو أعطي الناس بدعواهم لادعى أقوام دماء أناس وأموالهم . وهذا دليل على قلة اهتمامه ، ومتى كانت تلاوة كتاب الله وإصلاح النفس وعبادة الله - عز وجل - مما لا يفعل إلا في وقت الفراغ .
ففي التحزيب تأسٍ بالسلف - رضوان الله عليهم - وفيه علاوة على ذلك تحقيق لهديه - صلى الله عليه وسلم- في المداومة على العمل الصالح فقد كان عمله دائماً، وكان يقول: "إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" . وفيه أن الإنسان يُكتب له حزبه إذا شغله عنه مرض أو سفر.
وفيه أيضاً تعاهد القرآن كما أمر بذلك - صلى الله عليه وسلم - فعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها" .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقّلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت".
الهوامش :
1- لا شك أن في ذلك مبالغة وتساهلاً في التصحيح لعلة منطلق من باب التساهل في تصحيح أو تحسين الأحاديث في فضائل الأعمال وفي الترغيب والترهيب وراجع التعليلات بعد ذلك .
مجلة البيان(1/2937)
نقلاً عن موقع المختار الإسلامي
http://www.islamselect.com/index.php?ref=124&pg=mat&CR=20&ln=1&PHPSESSID=b7fe106b25e3a117758a7e00cad00993
---
(1/2938)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لا يزال يحترق ..!!
---
لا يزال يحترق ..!!
---
سلسبيل
08-21-2004, 02:55 PM
اليوم 21 أغسطس ذكرى حرق المسجد الأقصى
ففي هذا اليوم من عام 1969 قام أحد اليهود بإحراق المسجد الأقصى ......
واليوم 21 أغسطس 2004 لا يزال المسجد الأقصى يحترق ! لا يزال يحترق رغم أن البعض يرى أن ناره أطفئت !! إلا أني أراها تشتعل .... وتشتعل فمن يطفئ النار ؟؟
قد خدعونا بقولهم " أطفئت النار " وما أطفئت .... بل زاد لهيبها وهذا المسجد الأقصى لا يزال يصرخ .... ويستغيث .... وإني لأسمع نداءه وأسمع أنينه قد تكالبت عليه الجراح من طول السنين وألم الإنتظار وزاد الأسى ! فمتى ؟ ومتى ؟
بالله يامسلمون تذكروا مسجدكم .. وهبوا لنصرته ، وانسوا خلافاتكم فيما بينكم من أجل أولى القبلتين فإن لم يجمعنا المسجد الأقصى وما يحدث له فأي حدث بعدها يجمعنا ويوحد كلمتنا؟؟.... فوالذي رفع السماء لو أن بيت أحدكم احترق لما وسعته الدنيا إلا بعد إنقاذه
وهذا بيت الله يحرق ويكبل ويهان أمام أعينكم وأنتم صامتون !! فما عذركم لربكم غدا
وما قولكم لرسولكم أم تردون عنه ويقال( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ).... ما فرطوا بعدك ... ما ضيعوا بعدك؟ ...
رفيق صلاح الدين هل لك عودة ؟ ....... فإن جيوش الروم تنهى وتأمر
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم ....... وجيشك في حطين صلوا وكبروا
تعال إلينا فالمروءات اقفرت ........... وموطن آبائي زجاج مكسر
يطاردنا بالموت ألف خليفة ....... ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصر !!
---
سلسبيل
08-21-2004, 02:58 PM
القدس لنا فذرات رمالها اختلطت بدمائنا ... ونسيم هوائها يشفي جراح قلوبنا .. القدس لنا وليست لسوانا ... أسألوا الرسول - عليه الصلاة والسلام عن مسراه وأين كان ؟(1/2939)
اسألوا الأنبياء وقد صلوا في القدس عن إمامهم من يكون ؟ اسألوا المسجد عن مسرى الرسول وآثار البراق التي لا تزال تقول .. القدس لنا .... اسألوا عمر وخالد وأبو عبيدة
بن الجراح .. اسألوا صلاح الدين... اسألوا الحجر والشجر .. اسألوا التاريخ ... اسألوا ضمائركم ونبض عروقكم ..لن تجدوا إلا إجابة واحدة " القدس لنا "
بالله يا لائمي هذي مصائبنا ......... فكيف تهدأ يا هذا مراثينا
أخاف أبسم والأقصى يعاهدني.... أن أجعل القوم يشتاقون حطينا
---
سلسبيل
08-21-2004, 09:34 PM
وإتماما للفائدة فهذه مقتطفات مختاره من اصدار ( القدس لنا ) لجمعية إحياء التراث الإسلامي بدولة الكويت
* نعم الصلى هو
عن أبي ذر قال تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوا ت فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا " قال : أو قال خير له من الدنيا وما فيها ( أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ) وصححه الألباني
شرح مفردات الحديث : الشطن : الحبل والجمع أشطان
بعض دلالات الحديث " ولنعم المصلى هو "
1- من أعلام النبوة ففيه بشارة بفتح بيت المقدس قبل أن يفتح
2- اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم في السؤال عن المسجد الأقصى
3- مكانة المسجد الأقصى في نفوس المسلمين وفي الشرع الإسلامي
4- ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على المسجد المبارك
5- وفيه أجر الصلاة في المسجد الأقصى بـ ( 250 ) صلاة
6- دلالة بأن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين لا يزعزع ذلك اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء
7- فيه إشارة إلى عظم المسئولية الموكلة لأهل الأقصى(1/2940)
8- وهناك لفتة مهمة بأنه قد يأتي زمان لا يستطيع أحد من المسلمين الإقامة حول الأقصى 9- أن نسخ القبلة الأولى لم يلغ منزلتها الشرعية في الإسلام بل بقيت منزلته محفوظة
10- أن قضية بيت المقدس لا تنفصل أبدا عن قضية الإسلام الكبرى
بيت المقدس وما حوله في القرآن الكريم
ذكر سبحانة وتعالى بيت المقدس وما حوله في القرآن الكريم وذلك في الآيات التالية :-
1- قال تعالى " ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الإسراء 1
2- قال تعالى( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) الأنبياء 17
3- قال تعالى ( ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين
4- قال تعالى ( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهره ..) سبأ 18
5- قال تعالى( والتين والزيتون . وطور سينين ) ذكر بعض المفسرين أن المقصود بالتين : بلاد الشام وأن المقصود بـ الزيتون : بيت المقدس
6- قال تعالى ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا ...) البقرة 58
7- قال تعالى( وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) المؤمنون الآية 50 قال بعض المفسرين المراد بيت المقدس
8- قال تعالى ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) المائدة 21
صحابة شدوا الرحال إلى بيت المقدس
ابو عبيدة بن الجراح
بلال بن رباح
معاذ بن جبل
عياض بن غنم
خالد بن الوليد
عبادة بن الصامت
تميم بن أوس الداري
عبد الله بن سلام
أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر
معاوية بن أبي سفيان
عبد الله بن عمر بن الخطاب
أبو ريحانة
شداد بن أوس
سلامة بن قيصر
أبو جمعة الأنصاري
عوف بن مالك الأشجعي
عمرو بن العاص
أبو أبي أيوب الأنصاري
فيروز الديلمي أو الحميري
أبو محمد النجاري
في بيت المقدس(1/2941)
في بيت المقدس سكن وهاجر أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
. في بيت المقدس أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.
. في بيت المقدس مسرى النبي صلى الله عليه وسلم.
. في بيت المقدس صلى النبي صلي الله عليه وسلم إماما بالأنبياء.
. في بيت المقدس يضاعف أجر وثواب الصلاة.
. في بيت المقدس خيرة الله من أرضه, يجتبي إليها حزبه من عباده.
. في بيت المقدس قيام الطائفة المنصورة, وعقر دار المؤمنين.
. في بيت المقدس ينطق الشجر والحجر ويقول : يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فأقتله.
. في بيت المقدس يتحصن المسلمون من الدجال ولا يدخله.
. في بيت المقدس ستعود الخلافة الإسلامية على مناهج النبوة .في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس صلاة المهدي عليه السلام بعيسى والمسلمين إماما
. في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أرض المحشر والمنشر
فهلا عرف المسلمون
{ لماذا القدس لنا }
للمسلمين
القدس للمسلمين طال الزمان أو قصر فالعاقبة للمتقين وستعود إلينا بإذن الله وهذا وعده سبحانه والله لايخلف الميعاد
القدس للمسلمين حق لا شك فيه مها ادلهم الزمن وتكالبت الأعداء لايفت في عضدنا تقادم الزمان ولا يؤثر في عزيمتنا أكاذيب اليهود الباطلة
القدس للمسلمين لأن الله جعل هذه الأرض المقدسة لأطهر وأقدس أمة ، الأمة التي تحمل أطهر وأقدس رسالة وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم
القدس للمسلمين وهم الذين بذلوا أرواحهم لطرد الروم والصليبين منه ودفعوا تسع حملات صليبة عنه فأين كان اليهود كل هذه القرون إذا كانوا أصحاب حق في القدس
القدس للمسلمين حق قدره الله تعالى وقد سماه مسجدا قبل أن يفتح المسلمون القدس للدلالة على أنه موضع سجود لله وحده القس للمسلمين وهي أرض وقفية لا يحق بيعها أو تسليمها لأعداء الله قتلة الأنبياء ولن نتنازل أو نفرط بشبر منها
---
سليمان داود
08-21-2004, 09:59 PM
ألا يكفي أنها بوابة السماء ؟؟؟؟؟(1/2942)
فقد عرج سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى السماء منها ؟؟؟
وحتى عودته من السماء لم تكن مباشرة الى مكة ؟؟؟
بل عاد الى القدس ومنها عاد الى مكة ؟؟؟
ومنها رفع السيد المسيح عيسى ابن مريم ؟؟؟
لأنها بوابة السماء؟؟؟
حتى أسمها مختلف فهو مستمد من القداسة
اللهم أرزقنا المشاركة في فتحها يوم فتحها
والصلاة فيها يوم يعتلي منبر بيت المقدس من يفتحها؟؟؟
---
سلسبيل
08-20-2005, 02:09 PM
ولا يزال يحترق ....
ولا زالت ناره تستعر في ضمير كل حر
صغير أو كبير
غني أو فقير
في الأرض السليبة هناك
أو بعيد وروحه هناك
فالأقصى في سويداء قلوبنا جميعا
شئنا أم أبينا
علمنا أم جهلنا
أنه الهواء الذي نتنفسه
والماء الذي نشربه
أغلى من دمائنا
وأعز من أرواحنا
حلم الشيخ الهرم
وأمل الفتى اليافع
قصة روتها الأم لطفلها الرضيع
فجرت دماء القدس في شريانه
بذرة رماها الفلاح في بستانه
فهو يراها كلما حركت الريح الأغصان
وكلما تفتحت زهرة
أوحتى كلما وخزته شوكه
درة استودعها البحار القاع سرا
فهو يسائل عنها البحر مرة
والأسماك مرة
لعلها تخبره بأوان العودة
وتفشي السر مرة
قصيدة ترنم بها الشاعر في أبياته
فبغيرها تخاصم قوافيه أوزانه
ولا تطيب أشعاره
أنشودة يحن بها الغريب لأوطانه
ويسلو بها عن أحبابه
فلا تفارقه وإن فارق الأوطان
ولا تهجره وإن هُجر عن الأوطان
ملحمة سطرها الشهيد بدمائه
وعلى ثراها تناثرت أشلاءه
فصارت تحت الأرض جذورا
وفوقها ورودا
إلى أن يتحقق يوما ...
حلم الشيخ الهرم
وأمل الفتى اليافع
فقتص الأم لطفلها الرضيع
أهزوجة النصر وأفراحه
---
(1/2943)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين المفسر والداعية
---
بين المفسر والداعية
---
أبو عاتكة
08-20-2006, 02:20 PM
السلام عليكم أيها المشائخ الفضلاء لا يخفى على شريف علمكم أهمية الدعوة إلى الله وحديثي تحديدا عن دعوة غير المسلمين للإسلام .فالمسلم الداعية معرض للحوار مع النصارى أو اليهود أو الملحدين ففي سياق الحديث يحتاج الداعية إلى ردود على أفكارهم وإبطال لججهم وخير معين في هذا الجانب هو كتب الله عز وجل .فهل أجد من تطرق لهذا الموضوع بحيث يذكر طريقة القرآن في جدال النصارى أو اليهود باستقصاء الردود وتبيين السياق المناسب لذكرها في الحوار
خاطرة : لو وجدت أو جمعت ثم ترجمت هل تعتقدون أن في هذا مصلحة ؟
---
فهد الوهبي
08-21-2006, 12:26 PM
الأخ الكريم ..
هناك رسال ماجستير بعنوان :
الحوار مع أهل الكتاب
إعداد: د. خالد القاسم
انظر معلومات لدار :
http://www.dar-almuslim.com/jamea.htm
---
(1/2944)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال من اخت فى الله جديدة معكم
---
سؤال من اخت فى الله جديدة معكم
---
** متفكرة فى خلق الله **
08-20-2005, 06:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه .....
إخوتى فى الله سلام الله عليكم جميعا ورحمته وبركاته .....
كنت اتابع هذا الملتقى الرائع - ما شاء الله لا قوة الا بالله العلى العظيم - واستفدت منه كثيرا جزاكم الله خير الجزاء ...
وكان لى استفسارا حول بعض معانى ايات القرآن الكريم ....
فى قوله تعالى ...
"ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ
مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "
سورة البقره 74
لماذا فسر الله ما تفعله الحجارة بعد ان شبه قلوبهم بالحجاره؟؟
هذا السؤال سألته لى إحدى الأخوات ولكننى حقيقة لم اعرف الاجابة عنه ... كل ما اعلمه هنا هو الاستثناء فى قوله تعالى " أو أشد قسوة "
افيدونى افادكم الله تعالى ... وجعل الله ذلك فى ميزان حسناتكم .... اللهم أمين يارب العالمين ....
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ....
فى رحاب الله ....
---
نصرمنصور
08-23-2005, 06:13 AM(1/2945)
أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} قال: قست قلوبهم من بعد ما أراهم الله الآية، فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، ثم عذر الحجارة ، فقال { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
وأيضاً : بيّن الله عز وجل بعض صفات الحجارة ليبين وجه كون قلوبهم أشد قسوة منها ؛ فقلوبهم لا تلين ، ولا تخشع ، ولا تتأثر .
---
** متفكرة فى خلق الله **
08-24-2005, 04:43 PM
جزاكم الله خيرا كثيرا .....
---
أبو زينب
08-25-2005, 12:30 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستسمحكم في إضافة بسيطة جوابا على السؤال أعلاه .
فقد طالعت بعض التفاسير فوجدت أن المفسرين عللوا ذكر الأنواع الثلاثة من الحجارة بأمرين :
أولا – الإعذار :
كما سبق أن بينه الأخ نصر – جزاه الله أحسن الجزاء - في المداخلة السابقة .
إذ جاء في تفسير الطبري { جامع البيان }:" معذرة منه جل ثناؤه لها دون الذين أخبر عن قسوة قلوبهم من بني إسرائيل .إذ كانوا بالصفة التي وصفهم الله بها من التكذيب لرسله والجحود لآياته بعد الذي أراهم من الآيات والعبر وعاينوا من عجائب الأدلة والحجج مع ما أعطاهم تعالى ذكره من صحة العقول ومنَََ به عليهم من سلامة النفوس التي لم يعطها الحجر والمدر . ثم هو مع ذلك منه ما يتفجر بالأنهار ومنه ما يتشقق بالماء ومنه ما يهبط من خشية الله . فأخبر تعالى ذكره أن من الحجارة ما هو ألين من قلوبهم لما يدعون إليه من الحق ".
و قد زاد ذلك توضيحا قول أبو السعود في " إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم " :.. والمعنى أن الحجارة ليس منها فرد الا وهو منقاد لأمره عز وعلا آت بما خُلق له من غير استعصاء وقلوبهم ليست كذلك فتكون أشد منها قسوة لا محالة."
ثانيا – التفضيل :(1/2946)
أي تفضيل قلوب اليهود على الحجارة في القساوة .
قال صاحب الكشاف :" وقوله: { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ } بيان لفضل قلوبهم على الحجارة في شدّة القسوة، وتقرير لقوله: (أو أشدّ قسوة)."
أما ابن عاشور فقد كتب : " ووجه تفضيل تلك القلوب على الحجارة في القساوة أن القساوة التي اتصفت بها القلوب مع كونها نوعا مغايرا لنوع قساوة الحجارة قد اشتركا في جنس القساوة الراجعة إلى معنى عدم قبول التحول - كما تقدم - فهذه القلوب قساوتها عند التمحيص أشد من قساوة الحجارة لأن الحجارة قد يعتريها التحول عن صلابتها وشدتها بالتفرق والتشقق وهذه القلوب لم تجد فيها محاولة ..... ليتم ظهور تفضيل الحجارة على قلوبهم في أحوالها التي نهايتها الامتثال للأمر التكويني مع تعاصي قلوبهم عن الامتثال للأمر التكليفي " .
و أختم بالتفسير الكبير للرازي الذي يقول فيه : " إنما وصفها بأنها أشد قسوة لوجوه.(1/2947)
أحدها: أن الحجارة لو كانت عاقلة ولقيتها هذه الآية لقبلنها كما قال:{ لَوْ أَنزَلْنَا هَاذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }[الحشر: 21]. وثانيها: أن الحجارة ليس فيها امتناع مما يحدث فيها بأمر الله تعالى وإن كانت قاسية بل هي منصرفة على مراد الله غير ممتنعة من تسخيره، وهؤلاء مع ما وصفنا من أحوالهم في اتصال الآيات عندهم وتتابع النعم من الله عليهم يمتنعون من طاعته ولا تلين قلوبهم لمعرفة حقه وهو كقوله تعالى:{ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى الأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ }[الأنعام: 38] إلى قوله تعالى:{ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِايَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِى الظُّلُمَاتِ } [الأنعام: 39] كأن المعنى أن الحيوانات من غير بني آدم أمم سخر كل واحد منها لشيء وهو منقاد لما أريد منه . وهؤلاء الكفار يمتنعون عما أراد الله منهم. وثالثها: أو أشد قسوة، لأن الأحجار ينتفع بها من بعض الوجوه، ويظهر منها الماء في بعض الأحوال، أما قلوب هؤلاء فلا نفع فيها ألبتة ولا تلين لطاعة الله بوجه من الوجوه...
... ثم إنه سبحانه وتعالى فضل الحجارة على قلوبهم بأن بين أن الحجارة قد يحصل منها ثلاثة أنواع من المنافع، ولا يوجد في قلوب هؤلاء شيء من المنافع. " .
و الله تعالى أعلى و أعلم .
---
(1/2948)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب إعراب القران - للعكبري
---
كتاب إعراب القران - للعكبري
---
barsoom
06-02-2003, 10:07 AM
السلام عليكم
كتاب : إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراء ات في جميع القرآن
تأليف : أبي البقاء عبدالله بن الحسين بن عبدالله العكبري
ملف وورد مضغوط - نقلاً عن موقع ( كتب هايبرمارت)
اضغط هنا للحصول على الكتاب (http://www.barsoomyat.com/files/emlaa.rar)
---
(1/2949)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > أوراق الملتقى الثاني لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم
---
أوراق الملتقى الثاني لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم
---
أبو بيان
12-22-2005, 09:18 AM
أوراق الملتقى الثاني لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم (http://www.saaid.net/book/7/1162.zip)
---
(1/2950)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > صفوة الأمة بعد الأنبياء 12
---
صفوة الأمة بعد الأنبياء 12
---
د. محمد مشرح
05-15-2005, 06:16 PM
الحلقة الثانية عشر
خوخة أبي بكر دلائل وإيضاحات
[الصحابة والعلماء هم حملة ديننا إلى أن تقوم الساعة ، من حاول النيل منهم فهو يسهم في هدم الدين ، و ذلك دليل على أنه يمارس ما يمارسه بدون روية ولا تفكير ، ،ويهرف بما لا يعرف ، وتخفى عليه غاية ونتيجة ممارسته ، أو أنه مغرض وعدو لهذا الدين العظيم وإلا فما فائدة النيل من أولئك العظماء الأفذاذ المصلحين ، الذين ضحوا بالغالي والرخيص من أجل هذا الدين حتى أوصلوه ويوصلوه إلينا نقيا صافيا ]
بالإضافة إلى عدد من الدلالات الكثيرة ؛ التي ذُكر بعضها في الحلقات السابقة ؛ والتي تدل على مكانة الصديق ، ومنزلته من النبي صلى الله عليه وسلم في عمر الإسلام منذ أن بزغ فجره بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى أن كانت التهيئة للقاء الحبيب لربه سبحانه وتعالى ...وفي هذه الحلقة نستعرض دلالة أخرى على مكانة الصديق عند النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فهاهو الحبيب الذي لا يمكن أن ينسى معروف أحد ؛لم ينس معروف أبي بكر وحاشاه أن ينسى فمن يرقى إلى درجته صلى الله عليه وسلم في ميادين الوفاء والمعروف إلى من أسداه كما هو شأنه في جميع الصفات الحميدة ؛ يضرب فيها أروع مثل وأوفى مكيال ؛ هاهو يذكر ذلك لصاحبه مكانته في آخر لحظة له في هذه الحياة وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم لقي الله تعالى وهو راض عن صاحبه الصديق ... وقد سد كل خوخة توصل إلى بيته عليه الصلاة والسلام ، غير خوخة الصديق رضي الله عنه مما يدل على علو منزلته ومرتبته وفي هذا وأمثاله إشارة إلى استحقاقه لتولي الخلافة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم...(1/2951)
قال الإمام البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال خرج رسول الله e في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر )[1]
وقال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد يعني بن حنين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله e جلس على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله e عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله e هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به وقال رسول الله e إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر )[2](1/2952)
قال النووي: قوله e عبد خيره الله بين ان يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى ابو بكر وبكى وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا هكذا هو في جميع النسخ فبكى ابو بكر وبكى معناه بكى كثيرا ثم بكى والمراد بزهرة الدنيا نعيمها وأعراضها وحدودها وشبهها بزهرة الروض وقوله فديناك دليل لجواز التفدية وقد سبق بيانه مرات وكان ابو بكر رضي الله عنه علم ان النبي e هو العبد المخير فبكى حزنا على فراقه وانقطاع الوحي وغيره من الخير دائما وإنما قال e إن عبدا وابهمه لينظر فهم أهل المعرفة ونباهة أصحاب الحذق قوله e إن آمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر قال العلماء معناه أكثرهم جودا وسماحة لنا بنفسه وماله وليس هو من المن الذي هو الاعتداد بالصنيعة لأنه أذى مبطل للثواب ولأن المنة لله ولرسوله e في قبول ذلك وفي غيره قوله e ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام وفي رواية لكن أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا قال القاضي قيل أصل الخلة الافتقار والانقطاع فخليل الله المنقطع إليه وقيل لقصره حاجته على الله تعالى وقيل الخلة الاختصاص وقيل الاصطفاء وسمي إبراهيم خليلا لأنه والى في الله تعالى وعادى فيه وقيل سمي به لأنه تخلق بخلال حسنة وأخلاق كريمة وخلة الله تعالى له نصره وجعله إماما لمن بعده وقال بن فورك الخلة صفاء المودة بتخلل الإسرار وقيل أصلها المحبة ومعناه الإسعاف والألطاف وقيل الخليل من لا يتسع قلبه لغير خليله ومعنى الحديث أن حب الله تعالى لم يبق في قلبه موضعا لغيره قال القاضي وجاء في أحاديث انه e قال ألا وأنا حبيب الله فاختلف المتكلمون هل المحبة ارفع من الخلة أم الخلة ارفع أم هما سواء فقالت طائفة هما بمعنى فلا يكون الحبيب إلا خليلا ولا يكون الخليل إلا حبيبا وقيل الحبيب ارفع لأنها صفة نبينا e وقيل الخليل ارفع وقد ثبتت خلة نبينا e لله تعالى بهذا الحديث ونفى أن يكون له خليل غيره(1/2953)
واثبت محبته لخديجة وعائشة وأبيها وأسامة وأبيه وفاطمة وابنيها وغيرهم ومحبة الله تعالى لعبده تمكينه من طاعته وعصمته وتوفيقه وتيسير ألطافه وهدايته وإفاضة رحمته عليه هذه مباديها وأما غايتها فكشف الحجب عن قلبه حتى يراه ببصيرته فيكون كما قال في الحديث الصحيح فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره إلى آخره هذا كلام القاضي وأما قول أبي هريرة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم سمعت خليلي e فلا يخالف هذا لان الصحابي يحسن في حقه الانقطاع إلى النبي e قوله e لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر الخوخة بفتح الخاء وهي الباب الصغير بين البيتين أو الدارين ونحوه وفيه فضيلة
وخصيصة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه وفيه أن المساجد تصان عن تطرق الناس اليها...)[3]
وقال ابن حجر (وبين حديث بن عباس أيضا أن ذلك كان في مرض موته e وذلك لما أمر أبا بكر أن يصلي بالناس فلذلك استثنى خوخته بخلاف غيره وقد قيل إن ذلك من جملة الإشارات إلى استخلافه كما سيأتي أيضا ...[4]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - صحيح البخاري 1/ 178رقم 455 .
[2] -المرجع السابق 3/ 1417رقم 3691. . ومسلم 1/1854 رقم 2382.
[3] - سرح النووي على مسلم 15/ 150-152.
[4] - الفتح 1/ 559.
---
(1/2954)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تفسير السمين الحلبي (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون)
---
تفسير السمين الحلبي (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون)
---
مسك
11-03-2005, 08:24 AM
هذا الكتاب مرجع رئيسي في بابه، وموسوعة علمية حوت الكثير من آراء السابقين، اهتم فيه مصنفه بالجانب اللغوي بشكل كبير أو غالب، فذكر الآراء المختلفة في الإعراب، إضافة إلى شرح المفردات اللغوية، كذلك أوجه القراءات القرآنية، كما أنه ألمح إلى الكثير من الإشارات البلاغية، وذكر الكثير من الشواهد العربية فقلما نجد صفحة إلا وفيها شاهد أو أكثر ..
اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملفات ورد ... وكل عام والجميع بخير (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=237226#post237226)
---
(1/2955)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > يداً بيد حتى نكون من هؤلاء
---
يداً بيد حتى نكون من هؤلاء
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
02-14-2005, 08:02 AM
يداً بيد حتى نكون من هؤلاء
إعداد
عبد الله بن حميد الفلاسي
اضغط هنا لتحميل المقال على ملف وورد (http://www.sahab.ws/3431/data/yadnbyad.zip)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
ما من مسلمٍ ومسلمة إلا ويتمنى أن يسمع كلمة تفرحه، وتزيل عنه هموم الدنيا التي أتعبته طول حياته، ويعمل في هذه الدنيا لأجل أن يسمعها.
ولكن يا تُرى هل سيسمعها ؟
وممن سيسمعها ؟!
وفي أي وقت سيسمعها ؟!
إنها كلمة من رب العالمين، كلمة سيسمعها يوم الفصل بين العباد، كلمة يطير من يسمعها فرحاً، ويتمنى المسلم أن يسمعها الناس، كما يتمنى أن تقال لكل مسلم.
إنها قوله سبحانه وتعالى: «يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ»
لا أستطيع أن أتخيل حالي وحال كل من سيسمعها –أسأل الله أن يجعلنا ممن تُقال لهم–.
ولكن !!
لابد لنا أن نعرف أوصاف من ستقال له هذه الكلمات؟
وما هي شروطها ؟ وكيف نستطيع تحقيقها ؟
الجواب:
سنجدها في الآية التي بعد الآية التي ذكرناها،
وهي قوله تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ».
إذاً أوصافهم أنهم آمنوا بآيات الله، أي: آمنت قلوبهم وبواطنهم لله سبحانه وتعالى، وآمنوا بآيات الله تصديقاً بها، ويكون ذلك بالعلم بمعناها والعمل بمقتضاها.
ومن أوصافهم أنهم مسلمين لله، أي: منقادين في جوارحهم وظواهرهم لشرع الله، فجمعوا بين الاتصاف بعمل الظاهر والباطن.(1/2956)
فيا أيها القارئ الكريم، تخيل معي هذا الموقف المخيف، تخيل يوم ينادي المنادي بين الخلائق في عرصات القيامة، «يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ» فالكل في هذه اللحظات العصيبة يتمنى أن يكون ممن تقال له هذه الكلمات، بل إن الجميع يقول نحن من عبادك، فيقال لهم «الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ»، فيفرح الذين آمنوا؛ لأنهم استحقوها بإيمانهم، وإخلاصهم، وصدقهم مع الله.
تأمل معي هذه الآيات السابقة، هل إيماننا صادق مع الله ؟ هل نحن ممن يعمل بما علم ؟ هل نحن منقادون لشرع لله في ظاهرنا وباطننا ؟
لماذا نجد في أنفسنا الضعف والتكاسل في تنفيذ أوامر الله ؟ أليس من العيب علينا أن نتصف بالإسلام ونحن مقصرين في حقوقه وواجباته ؟
لماذا إذا سمعنا نداء الصلاة ((حي على الصلاة، حي على الفلاح)) نذهب إلى الصلاة متكاسلين ... متأخرين ؟ أليس عيبٌ علينا هذا الأمر ؟
كيف يهنئ لنا بالٌ ونحن نسمع النداء ولا نذهب إلى الصلاة ؟ كيف سنواجه ربنا وهذا حالنا ؟ ماذا ستكون إجابتنا ؟ وما هي أعذرنا ؟
تأمل معي أخي الكريم قصة حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه، فهي من القصص العجيبة للصحابة وسرعة تنفيذهم لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، فحنظلة رضي الله عنه لما سمع داعي الجهاد، أجابه وكان جنباً، ولم يعط نفسه وقتاً ليتغسل خشية أن يتأخر عن الإجابة، فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم عندما استشهد: «إِنَّ صَاحِبَكُمْ تَغْسِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ فَاسْأَلُوا صَاحِبَتَهُ».
وهذا أبو هُرَيْرَةَ رضى الله عنه يقول: «أَوْصَانِى خَلِيلِى بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَصَلاَةِ الضُّحَى ، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ». تأمل قوله لا أدعهن حتى أموت مع أنها من نوافل الطاعات فلله درهم من رجال أفذاذ.(1/2957)
ولم يكن هذا هو حال الرجال فقط بل كان نساؤهم كذلك فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ) خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ. رواه أبو داود فالمرأة عزها بحجابها, وأمرها الله بستر عورتها عن الناس والمرأة كلها عورة. وقد أخل كثير من نسائنا بهذا الأدب الواجب والله المستعان.
لقد كان نساء الصحابة رضي الله عنهن من أتقى النساء وأرجحهن عقلا وفي جيل الصفوة والطهر وفي خير القرون ومع ذلك التزمن أمر الله تعالى بالحجاب ونحن في هذا الزمن المتأخر الذي كثرت فيه الفتن تخلت فيه المرأة عن حجابها وخرجت في لباس مبتذل والله المستعان.
فلماذا نرى كثيرٌ من بنات الإسلام في هذا الزمان ابتعدوا عن تعاليم الإسلام التي تدعوهن إلى الحشمة والتستر والعفاف ؟ فما بال هذه الجوهرة والدرة المصونة أصبحت لعبه في أيدي العابثين الطامعين !!
لماذا نرى بعض الأباء والأمهات اهتمامهم مقصورٌ على دراسة الأبناء وتعلمهم اللغات الأجنبية، وغفلوا عن تعلم القرآن الكريم واللغة العربية، وإذا حان وقت الصلاة نجد البعض لا يأمر أبنائه وبناته بالصلاة، بل تجد بعض الأباء والأمهات لا يصلون ؟!
ألم يعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر).
أيعقل هذا الحال ؟! أيعقل أن يكون الإسلام على جانبٍ من حياتنا اليومية ؟
ولهذا لابد أن نغير من حياتنا، لابد أن نبدأ من جديد، نعاهد أنفسنا، بأن نكون مميزين، وكيف نحقق التميز؛ إلا بتمسكنا بالإسلام، وتعاليمه.
لابد أن نبدأ من الآن، وها هي يدي أضعها بيدك، لكي تساعدني وأساعدك، ونقف أمام الجميع، ونقول: بالإسلام الحقيقي نكون في المقدمة ، وبالإسلام الحقيقي يتحقق النصر، وبالإسلام الحقيقي تذهب الهموم والغموم، وبالإسلام الحقيقي نكون سعداء للأبد .(1/2958)
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وكتب
عبد الله بن حميد الفلاسي
5/محرم/1426هـ - 14/2/2005م
---
أبومجاهدالعبيدي
02-14-2005, 09:40 AM
شكر الله لك - أخي عبدالله - على هذا الموضوع المؤثر
ولو جُمعت الآيات التي ذكر فيها هذا الجزاء العظيم { لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } لعلم منها الأوصاف التي تنال بها هذه الكرامة الجليلة . والآيات هي :
{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(البقرة: من الآية38)
{ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(البقرة: من الآية62)
{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } (البقرة:112)
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:262)
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:274)
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة:277)
{ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(الأنعام: من الآية48)
{ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}(لأعراف: من الآية35)(1/2959)
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62)
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الاحقاف:13)
---
عبد الله بن حميد الفلاسي
02-15-2005, 07:09 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه الإضافة والأمر كان في البال، ولكن رغبة في الاختصار وعدم الاطالة.
---
(1/2960)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > نظرة في كتاب : معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة
---
نظرة في كتاب : معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة
---
أبو فاطمة الأزهري
08-27-2006, 09:13 AM
معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة كتاب مفيد جداً بذل فيه مؤلفه مجهوداً كبيراً حتى جمع عدداً كبيراً من أسماء المصنفين ونبذة عن أخبارهم وبعض مصنفاتهم ولذلك كان عليه اعتماد كثير من الباحثين في هذا الباب .
إلا أنني عندما كنت أقوم ببحث عن بعض المصنفات فاحتجت لتصفحه بسرعة تبينت لي ـ مع هذا التصفح السريع ـ عدة أوهام وقع فيها مؤلفه فكنت أكتب الواحدة بعد الأخرى . ولو قام بعض الباحثين بدراسة وافية عنه لتبينت له أوهام أكثر مما جمعت .
وقد كانت الملاحظات التي دونتها واضحة جلية تناسب التصفح السريع ولذا فقد كان معظمها يرجع إلى تكريره لبعض التراجم في عدة مواضع ، وقد يكرره بنفس الاسم أو باختلاف .
وقد رأيت أن أكتب بعضها هنا حفظاً لها من الضياع ولعله يكون فيها نفع إن شاء الله تعالى .
ـ حسن الأعرج 3/281 *** 3/291
ـ عبد السلام بن برجان 5/225 *** 5/226
ـ عبد القادر بن حمزة 5/288 *** 5/299
ـ عبد الله الخزرجي 6/111 *** 6/117
ـ عبد الله بن وهب 6/144 *** 6/162
ـ عبد الله اليزيدي 6/139 *** 6/163
ـ عبد الله بن صالح 6/63 *** 6/123
ـ عبد الوهاب الغمري 6/224 *** 6/228
ـ ابن الحاجب 6/251 *** 6/265
ـ علي بن أحمد الغساني 7/29 *** 7/32
ـ الأشموني 7/38 *** 7/184 *** 7/225
ـ محمد العوفي 9/100 *** وبعده مباشرة
ـ محمد الأوتاري 9/194 *** 9/235
ـ محمد التميمي 10/141 *** 10/148
ـ محمد المراكشي 10/149 *** 10/155
ـ محمد بن طفيل 10/104 *** 10/529
ـ المازري 11/32 *** 11/124
ـ محمد الأمير 11/183 *** 11/193 *** 11/265
ـ محمد بن ظهيرة 11/200 *** وبعده مباشرة
ـ محمد الرضوي 11/196*** 11/197(1/2961)
ـ محمد بيرم 11/209 *** 11/276
ـ محمد النويري 11/250 *** 11/286
ـ هارون الحلبي 13/127 *** 13/131
ـ محمد إمام الكاملية 11/232 *** 13/209
إلى غير ذلك .
ولا يخفى أهمية معرفة هذا الأمر ـ تكرار التراجم ـ فقد يذكر في الموضع الثاني ما لا يذكره قبل خاصة إذا كان ما يذكره بعض المصنفات والباحث في أمس الحاجة لذلك .
والله أعلم
---
أبو مالك العوضي
08-27-2006, 08:59 PM
جزاك الله خيرا
وقد لاحظتُ أنا أيضا لديه بعض الأوهام في مصنفات المصنفين؛ فقد يكون للكتاب عدة أسماء فيذكرها على أنها كتب مختلفة، كما ذكر في ترجمة الشاطبي (عنوان التعريف بأسرار التكليف)، وذكر أيضا (الموافقات)، وهما كتاب واحد، وقد ذكر الشاطبي ذلك في مقدمة الكتاب.
---
مروان الحسني
08-28-2006, 04:47 PM
الأستاذان عبد الله الحبشي و أحمد العلاونة إشتركا في تأليف كتاب تصحيح معجم المؤلفين و هو شبه مفروغ منه و أخبراني أنهما يبحثان عن ناشر له و الله تعالى المستعان
---
(1/2962)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مع سورة الحديد3
---
وقفات مع سورة الحديد3
---
ماجد العريفي
01-02-2006, 06:11 PM
وبعد أن ذكر الله عز وجل أن السموات والأرض وما فيهما تسبح بحمده منقادة لعزته قد بدت فيها آثار حكمته، فهي ملكه يتصرف بها كيفما شاء بقدرته سبحانه وتعالى .
قال (( هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم ))
أي : أن تلك السماوات و الأرض التي تسبح له و تقدسه ، وما فيها ، هي ملك له ،
يتصرف بها كيفما شاء ، بقدرته سبحانه ، قد أحاط بها و علما بما فيها ، فهو الأول و الأخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم .
قال عليه الصلاة و السلام (( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء )) رواة مسلم في صحيحه .
ففسر كل اسم بمعناه و نفى عنه ما يضاده و ينافيه .
قال بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية :
- { الأول } الذي ليس قبله شيء ، لأنه لو كان قبله شيء لكان الله مخلوقا_ تعالى الله عن ذلك _ ، و هو عز وجل الخالق ، و لهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - { الأول } الذي ليس قبله شيء ، فكل الموجودات بعد الله سبحانه ، فليس معه أحد ولا قبله .
{ الأخر } الذي ليس بعده شيء ، لأنه لو كان بعده شيء لكان ما يأتي بعده غير مخلوق لله ، و المخلوقات كلها مخلوقة لله عز و جل ، فهو الأول لا ابتداء له ، و الآخر لا انتهاء له ، ليس بعده شيء .
{ الظاهر } قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : في تفسيرها { الذي ليس فوقه شيء } فكل المخلوقات تحته جلا و علا ، فليس فوقه شيء ،
{ و الباطن } قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : { الذي ليس دونه شيء } أي : لا يحول دونه شيء ، خبير عليم بكل شي ، لا يحول دونه جبال ، ولا أشجار ، ولا جدران ولا غير ذلك ، ليس دونه شيء ،(1/2963)
فـ { الأول و الأخر } اشتملا على عموم الزمان ،
{ و الظاهر والباطن } على عموم المكان . - انتهى كلامه رحمه الله .التفسير سورة الحديد الشيخ ابن عثيمين 362
و لا يتنافى الظاهر و الباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت .
إذا فالله سبحانه و تعالى (( هو الأول )) الذي ليس قبله شيء .
(( و الآخر )) الذي ليس بعده شيء .
(( و الظاهر )) الذي ليس فوقه شيء .
(( و الباطن )) الذي ليس دونه شيء .
قد أحاط علمه بالظواهر و البواطن و السرائر و الخفايا و الأمور المتقدمة و المتأخرة ، و لهذا قال (( و هو بكل شيء عليم )) .
جلس شيطان قريش عمير بن وهب كما كان يلقبه أهل مكة ذات يوم مع صفوان بن أمية في الحجريتذاكرون أصحاب القليب و مصابهم .
فقال صفوان : و الله ما في العيش بعدهم خير.
فقال عمير: صدقت و الله .
ثم قال : أما و الله لولا دين علي ليس له عندي قضاء ، و عيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قبلهم علة ، ابني وهيب اسير في أيديهم .
فاغتنمها صفوان و قال : علي دينك ، أنا أقضيه عنك و عيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء و يعجز عنهم .
فقال له عمير : فاكتم شأني و شأنك ، يريد أن تنجح الخطه ، فهو سيقتل محمد بن عبدالله .
قال صفوان سافعل ، و فعل صفوان ، ولكن الأول والآخر و الظاهر و الباطن قد احاطه بهم فكان بكل شيئ عليم .
فأمر عمير بسيفه فشحذ له و سُمّ ، ثم انطلق حتى أتى المدينة .
إذ نظر عمر بن الخطاب إلى عمير بن وهب حين أناخ على باب المسجد متوشحاً السيف ، فقال هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ، والله ما جاء إلا لشر ، ثم دخل به على رسول - صلى الله عليه وسلم -.
فقال رسول الله (( فماجاء بك ياعمير )) .
قال جئت لهذا الأسير الذي بين ايديكم _ يعني ولده وهيبا ً _ فأحسنوا به .
فقال عليه الصلاة والسلام : (( فما بال السيف في عنقك ..؟؟ )) .(1/2964)
قال عمير : قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنَّا شيئاً ..؟!
فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : أصدقني يا عمير ، مالذي جئت له . _ فقدأخبره العليم _ ما أخفى عمير .
قال : ما جئت إلا ذلك .
فقال عليه الصلاة و السلام : بل قعدت أنت و صفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت لولا دين علي ، و عيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً ، فحتمّل لك صفوان بدينك و عيالك على أن تقتلني له ، و الله حائل بينك و بين ذلك ... .
عندئذ قال شيطان قريش : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أنك رسول الله ... هذا أمرٌ لم يحضره إلا أنا و صفوان ، فوالله ما أنبأك به إلا الله ، ... . (( البداية و النهاية ج3/ص313 ))
فسبحان الله (( هو الأول و ألآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم ))
أخواني نستنتج من تفسير هذه الآية قاعدة في التفسير عظيمة و هي :
إذا عرف التفسير من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا حاجة إلى قول من بعده .
قال شيخ الإسلام رحمه الله - و مما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن و الحديث إذا عرف تفسيرها و ما أريد بها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال باقوال أهل اللغة ولا غيرهم - قواعد التفسير 1/149
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
---
(1/2965)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير القرطبي .
---
سؤال عن تفسير القرطبي .
---
أبو طلال العنزي
05-22-2006, 11:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
للمطلع على تفسير القرطبي ، هل درس الجانب البلاغي في تفسيره ؟
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
05-27-2006, 05:48 AM
قد استقصيت - جاهدًا - الدراسات التي أُجريت حول تفسير القرطبي ، وقد بلغت مايقارب ( 34 ) دراسة - مابين رسائل علمية وبحوث أخرى - ولم أر من عناوينها ما يدل على التطرق للنواحي البلاغية في تفسيره ، بل قد ألمح بعضهم إلى أن التعرض للمعاني البيانية في القرآن عند القرطبي أمرٌ نادر ! .
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
05-27-2006, 05:52 AM
( استدراك )
في هذا الموقع : سؤال عن الجانب البلاغي في التفسير ، وقد ورد أن من ضمن البحوث فيه ، الرسالة العلمية التالية :
الاتجاه البياني في تفسير القرطبي الجامع لاحكام القرآن، محمد رضا حسن الحسن، ماجستير، بإشراف: د. مصطفى المشني، الجامعة الأردنية.
---
أبو طلال العنزي
05-28-2006, 08:59 AM
أشكرك أخي عبد الله بن عيدان الزهراني على هذا المجهود المبارك ، لكن أحب منك أو من أحد الفضلاء الذين يقطنون قرب الجامعة التي كتبت فيها الرسالة أن يطلعني على فهرسها ، فإني بأمس الحاجة إليه .
أخوك الصغير
أبو طلال العنزي
---
مساعد الطيار
05-28-2006, 12:14 PM
الأخ الفاضل عبد الله
هلاَّ أتحفتنا بما توصلت إليه من الدراسات عن القرطبي إن كان ذلك ممكنًا ، فلقد صنع أبو الخطاب العوضي الدراسات عن الطبري ، واجتمعت في هذا الملتقى دراسات متعددة عن الطبري ، وكانت جمعًا متميزًا للدراسات عنه ، ولو صنعت هذا لكان حسنًا ، ليضيف الإخوة إليها ما يعلمون مما لم تصل إليه .
---
طالِب
05-28-2006, 06:49 PM
وأنا أضم صوتي لصوت شيخنا الكريم الدكتور / مساعد(1/2966)
فيا حبذا تتحفنا أخانا العزيز بما توصلت إليه من دراسات عن القرطبي
---
أبو طلال العنزي
05-30-2006, 12:34 AM
ما زلت أنتظر إنسانا يساعدني في الحصول على فهرس الرسالة العلمية المعنونة :الاتجاه البياني في تفسير القرطبي الجامع لاحكام القرآن، محمد رضا حسن الحسن، ماجستير، بإشراف: د. مصطفى المشني، الجامعة الأردنية.
أرجو ألا يطول الانتظار
---
روضة
05-31-2006, 06:58 PM
أخي الكريم ... هذا هو فهرس رسالة الاتجاه البياني في تفسير الإمام القرطبي:
الفصل الأول: قضايا البيان القرآني
المبحث الأول: أهمية البيان في الدراسات القرآنية
المبحث الثاني: البيان والتفسير
المبحث الثالث: المدارس البلاغية في عصر القرطبي
المبحث الرابع: قضايا البلاغة القرآنية في تفسير القرطبي
المطلب الأول: مصادر القرطبي البلاغية
المطلب الثاني: المصطلحات البلاغية في تفسير القرطبي
المطلب الثالث: وجوه إعجاز القرآن عند الإمام القرطبي
المطلب الرابع: هل تبنى الأحكام على المجازات البلاغية؟
الفصل الثاني: الاتجاه البياني في تفسير القرطبي
المبحث الأول: التطبيقات البلاغية في تفسير القرطبي
المطلب الأول: تطبيقاته على علم المعاني
أولاً: التعريف والتنكير
ثانياً: التقديم والتأخير
ثالثاً: الحذف
رابعاً: الأمر
خامساً: الاستفهام
سادساً: الالتفات
سابعاً: الإظهار في موضع الإضمار
ثامناً: الإيجاز والإطناب
تاسعاً: القسم
المطلب الثاني: تطبيقاته على علم البيان
أولاً: الحقيقة
ثانياً: التشبيه
ثالثاً: المجاز
رابعاً: الاستعارة
خامساً: الكنابة والتعريض
المتغيرات الصرفية
المطلب الثالث: تطبيقاته على علم البديع
المبحث الثاني: القيمة العلمية للقضايا البلاغية في تفسير القرطبي
ويمكنكم الاستفادة من الرابط الموجود في توقيعي (أسفل المشاركة) بالدخول إلى مكتبة الجامعة الأردنية وإيجاد كتب ورسائل علمية تتحدث عن الإمام القرطبي رحمه الله أو أي موضوع آخر.
---(1/2967)
أبو طلال العنزي
05-31-2006, 09:33 PM
شكرا لك
وبارك الله فيك
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
06-01-2006, 08:27 PM
استجابةً لطلب الشيخ الدكتور/ مساعد الطيار ، وفقه الله –والذي لانستطيع رفض طلبه ، أقول:
هذا ماتوصّلت إليه من الدراسات التي أجريت حول تفسير الإمام القرطبي رحمه الله تعالى ، وهي تتراوح مابين رسالة علمية ومؤلف صغير ، وربما يكون بعضها مقالًا لصاحبه ، ولايصل إلى درجة البحث ! ، آملًا من الإخوة أن يضيفوا مالم أعلمه من الدراسات التي كتبت حول هذا الموضوع ، وإن كان البعض يستطيع إخبارنا بأماكن وجود هذه الكتب والدراسات أو غيرها مما كُتِب حول هذا الإمام أو مؤلّفاته فليفعل ، وشكرًا للجميع ..
1- القرطبي المفسر الموسوعي .
حمد بن ناصر الدخيل .
2- الإمام القرطبي : شيخ أئمة التفسير .
مشهور حسن محمود سلمان.
3- القرطبي : حياته و آثاره العلمية و منهجه في التفسير .
مفتاح السنوسي بلعم .
4- القرطبي مفسرًا .
علي سليمان العبيد .
5- القرطبي و منهجه في التفسير.
القصبي محمود زلط .
6- القرطبي ومنهجه في التفسير . ( القرطبي المفسر سيرة ومنهج ).
يوسف عبد الرحمن الفرت.
7- القرطبي ومنهجه في التفسير .
مفتاح السنوسي أحمد بلعم .
8- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي – دراسة وتحقيق وتخريج .
محمد يماني .
9- تفسير القرطبي : تحقيق ودراسة في المصادر التفسيرية .
رشاد أحمد يوسف .
10- منهج الإمام القرطبي في أصول الدين .
أحمد بن عثمان بن احمد المزيد.
11- منهج الإمام أبي عبد الله القرطبي في استنباط الأحكام من خلال تفسيره الجامع لأحكام القرآن . حارث محمد سلامة العيسى .
12- ترجيحات القرطبي في الحدود من خلال كتابه الجامع لأحكام القرآن .
سعدية بنت حامد بن جمعه المحياوي الجهني .
13- اختيارات القرطبي في المعاوضات المالية من خلال تفسيره الجامع لاحكام القرآن : دراسة فقهية مقارنة .
فهد بن مهنا الأحمدي .؟(1/2968)
14- اختيارات الإمام القرطبي الفقهية في فقه الأسرة .
عبد الله صالح سعد الطويل.
15- اختيارات الإمام القرطبي الفقهية في العبادات –دراسة فقهية مقارنة- .
عايض مقبول حمود القرني .
16- المسائل الأصولية في كتاب الجامع لأحكام القرآن لأبي عبدالله القرطبي ... :جمعًا ودراسة .
زين ولد أحمد .
17- كشاف تحليلي للمسائل الفقهية في تفسير القرطبي .
إعداد / مشهور حسن سلمان ، جمال عبدا للطيف الدسوقي .
18- الدخيل في تفسير القرطبي .
- عبد الله نايل ، - أحمد الشحات موسى .
19- القضايا النحوية في تفسير القرطبي .
كاظم ابراهيم كاظم .
20- القرطبي نحويًا من خلال تفسيره الجامع لأحكام القرآن .
فاطنة لمحرش .
21- الدرس اللغوي في تفسير القرطبي : سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران .
علي زكريا علي الجوخي .
22- الإعراب والاحتجاج للقراءات في تفسير القرطبي .
سيدي عبد القادر بن محمد محمود الطفيل .
23- المعنى والإعراب في تفسير القرطبي .
محمد سعد محمد السيد .
24- أثر المعنى في توجيه الشاهد النحوي في تفسير القرطبي .
عبد الله محمد فرج الله .
25- القرطبي والتصوف .
مشهور حسن محمود .
26- دراسة الجانب الحديثي في تفسير القرطبي .
حامد كاظم الجميلي .
27- الشواهد الشعرية في تفسير القرطبي .
عبد العال سالم مكرم .
28- الاتجاه الأدبي في تفسير القرطبي .
محمود جمعة أمين خليفة .
29- مقدمة تفسير القرطبي .
محمد طلحة بلال .
30 - من أسرار الإعجاز في القرآن عند الإمام القرطبي .
عبد الفتاح محمد سلامة.
31- من المفسرين في عصر الحروب الصليبية : القرطبي .
أحمد أحمد بدوي .
32- الاشتقاق اللغوي من خلال كتاب الجامع لأحكام القرآن .
زينهم مرسي بدوي .
33- الاتجاه البياني في تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، محمد رضا حسن الحسن، ماجستير، بإشراف: د. مصطفى المشني ، الجامعة الأردنية.
---
عبدالله بن عيدان الزهراني
06-12-2006, 05:13 PM(1/2969)
إضافةً إلى ماسبق هنا بعض العناوين أيضًا حول تفسير القرطبي :
34- اللهجات العربية في تفسير القرطبي أصواتًا ودلالةً .
عفاف عمر عبدالله العتيق .
35- الاتجاه العقدي في تفسير القرطبي .
مالك رياض نصر .
36- التفسير الفقهي عند القرطبي .
بوشعيب محمادي .
37- مختار تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن .
توفيق الحكيم .
منتظرًا الإضافات ...
---
(1/2970)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > مفاجأة سارة !!!
---
مفاجأة سارة !!!
---
أبو محمد الظاهرى
12-01-2006, 12:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا يعرف موسوعة صخر للكتب الحديثية التسعة.. الإصدار الأول ثم الثاني ..
وكلنا يعلم أن أحد الأخوة قام بدمج تعليقات الألبانى وتخريجاته على حوالي 18000 حديث منها .. وموجود الملف على الشبكة..
ما رأيك فى الاستغناء عن الاسطوانة الآن وملف التعليقات .. وصعوبة التنزيل والتعديل وإدماج ملف التعليقات الذي يحتوى على كلام العلامة الألبانى رحمه الله !!!!!
قام أحد الأخوة بعمل ذلك ... هناك ملف حجمه حوالي 40 ميجا بايت يتم تنزيله وتشغيله فيقوم بإنزال البرنامج كاملاً مدمج معه تعليقات الألباني كل ذلك بطريقة آلية بدون جهد منك أو تدخل.... ثم يعمل البرنامج والتعليقات من الجهاز بدون الحاجة للاسطوانة ...
ما رأيكم؟؟
سيتم إنزال الملف قريباً وسيوضع الرابط هنا....
نسألكم الدعاء ...
---
دمعة الأقصى
12-01-2006, 03:45 AM
جزاكم الله خيرا وياليت تخبرنا بعد تنزيل الملف وشاكرين لكم
---
نورة
12-01-2006, 06:13 PM
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
---
أحمد البريدي
12-01-2006, 07:36 PM
أخي الكريم :ألا يمكن ضغط الملف فحجمه كبير .
---
أبو محمد الظاهرى
12-04-2006, 01:39 AM
الأخ أحمد البريدي
للأسف لا يمكن الضغط أكثر.... فحجم الاسطوانة الاصلية 550 ميجا
وحجم الملف الحالي 60
---
أبو محمد الظاهرى
12-04-2006, 01:39 AM
حمل من الرابط
هنا (http://www.m5zn.com/download3.php?filename=7339d2d9f6.zip)
أو هنا (http://www.aldahereyah.net/book/sakhr.zip)
مع ملاحظة الآتي:
1-حجم الملف 60 ميجا لإدخال تعديلات هامة
2-بعد تحميل الملف فك الضغط عنه وحمل الملف المسمى 1 أولا ووافق على كل شاشاته بدون تعديل وفى النهاية يطلب اعادة تحميل ويندوز(1/2971)
3-بعد تحميل الملف 1 قم بتحميل الملف 2 مثل الأول
3-قم بتشغيل البرنامج وستجد تعليقات الشيخ الألباني فى شاشة عرض الحديث مع رمز تعليقات المستخدم
دمتم بخير ..
---
د.خضر
12-05-2006, 09:21 AM
جزى الله أهل العلم عموما خيرا وأهل الحديث والدالين عليه خير الجزاء على ما أفاد ودلوا على الخير.
---
أبو محمد الظاهرى
12-08-2006, 12:30 AM
يرجى من الأخوة أصحاب العضوية فى مكتبة مشكاة وملتقى أهل الحديث رفع البرنامج هناك حيث يكثر رواد الموقعين من طلبة علم الحديث
ويكفي وضع رابط لهذا الموضوع هناك .
---
أحمد بزوي الضاوي
12-08-2006, 11:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : أبو محمد الظاهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فهذه ا لأعمال العلمية الراشدة، و المستويات التقنية العالية، مما تقر به العين ، ويسعد به القلب ، ويعطي الأمل الكبير في هذه الأمة التي أرادها الله تعالى أن تكون أمة قائدة بالعلم والإيمان .
جزاكم الله خيرا ، وكثر من أمثالكم .
وتفضلوا بقبول خالص تقديري واحترامي .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
---
أبو محمد الظاهرى
12-08-2006, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : أبو محمد الظاهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فهذه ا لأعمال العلمية الراشدة، و المستويات التقنية العالية، مما تقر به العين ، ويسعد به القلب ، ويعطي الأمل الكبير في هذه الأمة التي أرادها الله تعالى أن تكون أمة قائدة بالعلم والإيمان .
جزاكم الله خيرا ، وكثر من أمثالكم .
وتفضلوا بقبول خالص تقديري واحترامي .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
جزاكم الله خيراً شيخنا الدكتور أحمد الضاوي ... على مروركم وتشجيعكم ...
أخوك أبو محمد المصري
---(1/2972)
أبو محمد الظاهرى
12-08-2006, 04:44 PM
رابط جديد للتحميل
http://uploadingit.com//files/6031/sakhr.zip
---
المنهوم
12-08-2006, 05:06 PM
مبروك لهذا المنتدأ
امثال هاؤلاء
كتب الله اجركم
---
أبو محمد الظاهرى
12-26-2006, 12:21 AM
أخي المنهوم
جزاكم الله خيرا على حسن ثنائكم الذي لا أستحقه .
---
معروفي
12-26-2006, 06:26 AM
جزاكم الله خير الجزاء و أتمه ، و جعلكم مفتاحاً لكل خير ، و البشرى لمن دل على الخير .
---
أبو محمد الظاهرى
04-08-2007, 12:41 AM
من واجهته مشكلة بعد تحميل البرنامج فليراجع الرابط...سيجد الحل ان شاء الله
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=247
---
مروان الظفيري
04-08-2007, 06:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل : أبو محمد الظاهري ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد ، فهذه ا لأعمال العلمية الراشدة، و المستويات التقنية العالية، مما تقر به العين ،
ويسعد به القلب ، ويعطي الأمل الكبير في هذه الأمة التي أرادها الله تعالى
أن تكون أمة قائدة بالعلم والإيمان .
جزاكم الله خيرا ، وكثر من أمثالكم .
وتفضلوا بقبول خالص تقديري واحترامي .
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
جزاكم الله خير الجزاء و أتمّه ، و جعلكم مفتاحاً لكل خير ،
و البشرى لمن دلّ على الخير ..
---
أبو محمد الظاهرى
04-11-2007, 07:44 PM
وجزاكم مثله سيدي الدكتور مروان الظفيري
---
(1/2973)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما الحكمة في ابتداء سورة الإسراء بالتسبيح؟
---
ما الحكمة في ابتداء سورة الإسراء بالتسبيح؟
---
أبو علي
04-01-2004, 10:55 AM
(بسم الله الرحمن الرحيم سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
ما مناسبة أن تبتدئ السورة بالتسبيح بالمصدر (سبحان)؟
وما مناسبة أن تختتم الآية بقوله تعالى (إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)؟
تبين لي أن الآية مناسبة للآيتين التي اختتمت بهما سورة النحل :
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ.إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
فالصبر هو تحمل مشقة للحصول على فائدة تستحق ذلك الصبر، فلا يصبر الصابر إلا لأنه على يقين تام أنه سيجني من صبره خيرا. فإذا كان الله هو الآمر بالصبر فإنه لا يخلف وعده لأنه (منزه) عن ذلك و(منزه) عن تغيير رأيه، و ما يقوله هو الحق لأنه عزيز حكيم، والعزيز الحكيم (منزه) عن كل نقص، إذن فتطمين الصابرين يكون بالتنزيه (سبحان) : سبحانه = تنزه الله أن يأمر بالصبر ولا يجني المأمور بالصبر من وراء صبره خيرا.
وأما اختتام الآية 1 من سورة الإسراء بقوله تعالى (إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فمناسبة لقوله تعالى في الآية الأخيرة من سورة النحل : إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ). لأن المعية بالسمع والبصر.
فالله تعالى يطمئن المتقين المحسنين أنه معهم سميع للقول وبصير بما يعملون من الصالحات.(1/2974)
وحتى عند البشر ، يأمر صاحب العمل عماله بالتفاني في العمل ويعد المخلصين بجوائز ومكافئات ، ولكي يؤكد لهم صدق وعده فإنه يكرم أمامهم من رآه أخلص في عمله.
---
(1/2975)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب " مِشْكَاةُ الْمَصَابِيحِ " لأول مرة على ملفات ورد للتحميل بتحقيق الشيخ الألباني
---
كتاب " مِشْكَاةُ الْمَصَابِيحِ " لأول مرة على ملفات ورد للتحميل بتحقيق الشيخ الألباني
---
مسك
04-25-2005, 02:55 PM
http://www.almeshkat.com/vb/images/bism.gifأصغط على الصورة للتحميل
http://www.almeshkat.net/vb/images/banners/msabeh.gif (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=8&book=1762)
مشكاة المصابيح أصلها للبغوي وتكملته للتبريزي ، وهوكتاب مقسم على أبواب يجمع الأحاديث المشهورة في سائر ما يحتاج إليه الناس من أمور العبادات ومن أمور الآداب ومن أمور الزهد والتكذير بالآخرة إلى غير ذلك .
ووما عمله الخطيب التبريزي في هذا الكتاب ما يلي :
وكان مما عمله في هذا الكتاب ما يلي:
ـ قسم كل باب إلى فصول ثلاثة:
الأول: ما أخرجه الشيخان أو أحدهما.
الثاني: ما أورده غيرهما من الأربعة وأصحاب المسانيد والسنن.
الثالث: ما اشتمل على معنى الباب من ملحقات مناسبة, وإن كان موقوفا.
نسخ وترتيب وتنسيق مكتبة مشكاة الإسلامية
---
طالب علوم القرآن
06-16-2005, 03:25 AM
جزاك الله خيرا
---
(1/2976)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير ( سنيد ) ينقل عنه ابن تيمية وأثنى عليه الذهبي هل له أثر ؟
---
تفسير ( سنيد ) ينقل عنه ابن تيمية وأثنى عليه الذهبي هل له أثر ؟
---
أبو المعتز القرشي
04-11-2007, 04:36 AM
سُنَيد ابن داود الحافظ ابو علي المصيصي المحتسب ، اسمه الحسين ، وهو أحد أوعية العلم ، محدث الثغر ، خرج له ابن ماجه حديثاً واحداً ، مات 226 هـ
وله تفسير رواه محمد بن إسماعيل الصائغ .
انظر طبقات الداوودي ( 1 / 209 ) وسير أعلام النبلاء ( 10/627 ) ، وفهرست مصنفات تفسير القرآن ( 1/432 ).
ينقل عنه ابن تيمية في الجواب الصحيح ( 1/271 ) و ( 1/289 ) ، وأيضاً الذهبي في كتابه العلو ( 2/1091 ) وقال : " لسنيد تفسير كبير رأيته كله بالأسانيد ، ومذهبه في الصفات مذهب السلف " .
فهل لتفسيره أثر ؟
---
مساعد الطيار
04-11-2007, 06:54 AM
أخي الكريم أبا المعتز
جل تفسير سنيد ، إن لم يكن كله في تفسير الطبري ، وهو يرويه بسنده : ( حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين ) والحسين هو سنيد .
وقد جمعه أحد الباحثين في الجامعة الإسلامية تحت إشراف الأستاذ الدكتور حكمت بشير ، وهو تفسير نقلي بحت ، وليس فيه رأي لسنيد .
وعنوان البحث : مرويات سنيد في التفسير : من أول القرآن إلى آخر سورة الإسراء جمعا ودراسة /سعيد محمد بابا سيلا - : دكتوراه
انظر هذا الرابط :
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=8200
---
أبو المعتز القرشي
04-11-2007, 07:29 PM
جزاك الله خيرا يا د. مساعد
---
فهد الوهبي
04-11-2007, 11:27 PM
وعلى ما يبدو قد سجل الآن في جامعة أم القرى في الجزء المتبقي
---
أبو المعتز القرشي
04-12-2007, 04:37 PM
جزاك الله خيرا يا شيخ فهد
---
(1/2977)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كيفية توثيق قواعد التفسير؟
---
كيفية توثيق قواعد التفسير؟
---
أبو أنس
04-25-2003, 11:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فنبارك لكم هذا الموقع الذي نسأل الله ألا يحرمكم من أن تكونوا ممن علم القرآن وعلمه ، ونرجو أن يحذو أصحاب التخصصات الأخرى حذوكم وأن يكون موقعكم هذا شامة في جبين الإنترنت ................ولولا بطئي في الكتابة لأطلت معكم .....
سؤال : ما هي الطريقة العلمية للإحالة على قاعدة من قواعد التفسير في بحث علمي ؟
مثال قاعدة إذا أمكن حمل اللفظ القرآني على محامله فإنه يحمل عليها جميعاً ........
---
أبومجاهدالعبيدي
04-27-2003, 04:43 PM
بسم الله
نرحب بالأخ أبي أنس ، ونشكره على مشاركته معنا
وأما ما سألت عنه من كيفية الإحالة على قاعدة تفسيرية فجوابه :
من المؤسف أنه لا يوجد كتب قديمة أصيلة أفردت القواعد التفسيرية بالتصنيف حتى يحال إليها مباشرة ؛ وإنما توجد هذه القواعد مبثوثة في كتب التفسير ، وخاصة تفسير ابن جرير الطبري .
ولذلك إذا أردت الإحالة على مرجع أصيل لقاعدة من قواعد التفسير ؛ فإنك تستعين بالمراجع المتأخرة التي جمعت هذه القواعد واعتنت بها ، وخاصة كتابي :
قواعد التفسير لخالد السبت ، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي
ومن خلال هذه الكتب المتأخرة يمكنك التوصل إلى مكان ذكر القاعدة التي تريد توثيقها ثم ترجع إلى ذلك المرجع بنفسك للتأكد من صحة العزو .
كما تعدُّ كتب علوم القرآن من المراجع المهمة لتوثيق تلق القواعد التفسيرية ؛ ففي كتابي البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي قواعد كثيرة من قواعد التفسير.
---
د.يسري خضر
03-28-2007, 10:00 AM(1/2978)
يضاف الي هذين الكتابين كتاب الدكتور خليل الكبيسي علم التفسير اصوله وقواعده فقد خص قواعد التفسيربما يزيد عن 225صفحةوعزاها الي مصادرها من كتب الاصول والتفسير واللغة الخ
---
أبومجاهدالعبيدي
03-28-2007, 11:28 AM
قال الشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري في مقال له بعنوان : مقدمة في قواعد التفسير (http://www.islamselect.com/conts/new1/year1426h/3/1_10/7740.htm)
( المؤلفات في قواعد التفسير:
غالب ما ألف في قواعد التفسير إنما هو في علوم القرآن الكريم ككتاب (التيسير في قواعد علم التفسير) لمحمد بن سليمان الكافيجي (ت 879)، و (أصول التفسير وقواعده) لخالد بن عبد الرحمن العك.
أما التأليف في القواعد ذاتها جمعاً ودراسة ففيه رسالتان فريدتان:
1 ـ قواعد التفسير جمعاً ودراسة، لخالد بن عثمان السبت في مجلدين وهي رسالة دكتوراه مقدمة في الجامعة الإسلامية.
2 ـ قواعد الترجيح عند المفسرين، لحسين بن علي الحربي في مجلدين، وهي رسالة ماجستير مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وموضوع الثانية أخص من الأولى؛ إذ هي في القواعد الترجيحية.
وقد ضمَّن الكاتبون في علوم القرآن وفي أصول التفسير كتبهم فصولاً في قواعد التفسير ككتاب البرهان لبدر الدين الزركشي (794هـ)، والإتقان لجلال الدين السيوطي (911هـ).
إضافة إلى ما زخرت به مقدمات المفسرين في تفاسيرهم كـ مقدمة (النكت والعيون) للماوردي، ومقدمة (التسهيل) لابن جزي الكلبي، ومقدمة (التحرير والتنوير) للطاهر بن عاشور. ومقدمة ابن كثير في تفسيره والتي استفادها من كتابة شيخ الإسلام في أصول التفسير.
أما المصدر التطبيقي الثّر فهي كتب المفسرين المؤصلة كتفسير الطبري، والمحرر الوجيز لابن عطية، وأضواء البيان للشنقيطي.)
---
(1/2979)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل أحدث أرشيف لمنتدى الألوكة ...
---
حمل أحدث أرشيف لمنتدى الألوكة ...
---
أبو محمد الظاهرى
04-13-2007, 09:07 PM
أخوتي الكرام
في الملف المرفق أرشيف لموقع الألوكة على هيئة كتاب إلكتروني يسهل فيه البحث والنسخ... ويحتوي على كامل صفحات الموقع منذ بدايته حتى تاريخ اليوم ...أي 12 أبريل 2007ويتميز الأرشيف الإلكتروني بإمكانية تصفح الموقع في حالة عدم الاتصال بالشبكة يسهل فيه البحث والنسخ ..
حمل من الرابط
http://www.zshare.net/download/aluka-zip.html
عند الضغط على الرابط ، ستظهر صفحة تجد في أسفلها جهة اليسار سهم للأسفل مكتوب على يمينه "حمل الآن" اضغط عليه ، سينقلك لصفحة أخرى تفيد بأن التحميل بدأ ثم تظهر لك شاشة صغيرة لاختيار طريقة التحميل ، عادة من الأفضل اختيار "Regular" ، ستظهر صفحة أخرى تحوي عدة اختيارات "فتح ، حفظ ، إلغاء الأمر" إذا أردت حفظ الملف اضغط موافق وحدد أين تريد حفظه على جهازك وانتظر حتى يتم الحفظ
** للسادة مشايخنا المشرفين... يرجى إبراز رابط الأرشيف ليتم عمل كتاب إلكتروني لملتقى التفسير مثل الأرشيف أعلاه الخاص بمنتدى الألوكة ... وجزاكم الله خيراً ...
والسلام عليكم ورحمة الله
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 09:10 PM
جزاكم الله خيراً أخي الكريم .
---
عبدالرحمن الشهري
04-13-2007, 10:00 PM
تم تفعيل خاصية الأرشيف يا أبا محمد بارك الله فيكم
---
(1/2980)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كليات الألفاظ في التفسير
---
كليات الألفاظ في التفسير
---
منصور مهران
07-14-2006, 03:42 PM
هذا عنوان كتابٍ جديدٍ من تأليف الأستاذ بريك بن سعيد القرني ، وقد ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه على طباعته ، فصدر في جزءين سنة 1426 هج .
وموضوع الكليات في القرآن الكريم وثيق الصلة بتفسير معانيه بعامة وتفسير ألفاظه بخاصة ، ولذلك نجده متشعبا جدا ؛ فمسائله مبثوثة ومنثورة في عشرات الكتب : من التفسير ، وعلوم القرآن ، وكتب اللغة ومنها كليات أبي البقاء الكفوي ، وكتب الأشباه والنظائر ، ومباحث الترادف في اللغة وفي القرآن الكريم ، وغيرها . فتوفر عليها المؤلف في دراسة جامعية جيدة أرجو أن تكون شاملة ، نصحني ناصح أمين بقراءتها ، فقرأت الكتاب مرة لاستكشاف فوائده ، وشرعت في أخرى للإلمام بدقائقه .
ولنأخذ مثالا لتوضيح المراد من الكليات :
لفظتا ( الريح و الرياح ) قال عنهما أبَيّ بن كعب : كل شيء في القرآن من ( الرياح ) فهي رحمة ، وكل شيء في القرآن من ( الريح ) فهو عذاب - انظر ص 341 وما بعدها - حيث يجمع المؤلف أطراف المسألة بدءا بأقوال العلماء في هذه الكلية والآيات التي حوت إحدى اللفظتين ، ثم يحاول التوضيح والترجيح قبل أن ينتقل إلى كلية غيرها ، وهكذا إلى آخر الكتاب في دراسة ماتعة ، وللدراسة مقدمة نفيسة في 192 صفحة ، والكتاب كله في 920 صفحة والدراسة موفقة بحمد الله وتوفيقه .
---
العبادي
07-14-2006, 07:59 PM
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ ابن مهران..(1/2981)
وكنت أتمنى لو أن المشاركة جاءت تحت موضوع: (التعريف برسائل جامعية في الدراسات القرآنية) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=489) لتكتمل فكرة هذا المشروع الذي اقترحه الأخ الفاضل أحمد القصير، والذي أوافقه عليه، حتى تتوارد المشاركات في مكان واحد، فيعم النفع، وتكبر الفائدة...
---
منصور مهران
07-14-2006, 10:24 PM
أشكر لأخي الأستاذ العبادي نصيحته ، ولكني آثرت الملتقى العلمي للتفسير لإيراد الموضوع ؛ فقد وجدت صلته بمادة التفسير أقرب ، و أن مجاله مجال المعاني التي وددت لو انصرف إليها الاهتمام ، ومن شاء التعليق عليه من حيث كونه رسالة جامعية في ملتقى التعريف فليفعل بلا تثريب ، ومن صرف نظره إليه من حيث كونه ذا صلة بالتفسير ومعاني القرآن فليجعل تعليقه هنا ، وكلاهما مشكور بما يقدمه من علم وبيان ، وبالله التوفيق .
---
العبادي
07-15-2006, 01:32 PM
أحسنت بما قصدت شيخنا الحبيب، مع العلم أن موضوع التعريف بالرسائل العلمية جاء في الملتقى العلمي لا سواه، وأتمنى أن تسمح لي نقل مشاركتك إليه ليجتمع المقصدان كما ذكرت..بارك الله فيك ونفع بك.
---
منصور مهران
07-15-2006, 01:41 PM
إلى أخي الأستاذ العبادي ، مع التحية ،
لك هذا راغبا في النفع العام ، وشاكرا لك صنيعك .
وتقديري لأهل الملتقى جميعا .
---
عبدالرحمن الشهري
07-15-2006, 02:17 PM
جزاكم الله خيرا .
صدر حديثاً كتاب (كليات الألفاظ في التفسير- دراسة نظرية تطبيقية) للشيخ بريك القرني (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5532)
---
(1/2982)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > طلب إحضار مادة درس التفسير
---
طلب إحضار مادة درس التفسير
---
أبو عمران
05-07-2003, 08:36 AM
إخواني هذا الأسبوع عندي درس في تفسير سورة الطلاق مع مجموعة من الإخوان و قتي ضيق جدا حيث يجب ان اجلس على الشبكة طول النهار و قسم من الليل ... فأحب أن تشاركوني هذا الخير العظيم ... و تساعدوني في إحضار مادة تحصل للدرس في تفسير هذه السورة ... و احب أن أعلمكم أن الدرس مع مجموعة من الأخوة تزوجوا حديثا و هم شباب في مقتبل العمر ... بقي على الدرس مدة أسبوع فهل بإمكانكم المساعدة ... و بارك الله فيكم
---
أبومجاهدالعبيدي
05-07-2003, 09:14 AM
أخي الكريم
بإمكانك الاستفادة من هذا الرابط http://www.google.com/search?q=%CA%DD%D3%ED%D1+%D3%E6%D1%C9+%C7%E1%D8%E1 %C7%DE&ie=windows-1256&hl=ar&btnG=%C8%CD%CB+Google&lr=lang_ar واختيار ما تراه مناسباً . مع استغرابي من طول المدة التي تقضيها مع هذه الشبكة . وفقني الله وإياك لما فيه الخير .
---
عبدالرحمن الشهري
05-07-2003, 09:20 AM
أخي الحبيب أبا عمران مرحباً بك وبإخوانك وبمشاركاتك وأرجو أن تجد ما يسرك بإذن الله في ملتقى أهل التفسير.
ولكنني أستغرب يا أبا عمران من اختيارك لتفسير سورة الطلاق لشباب حديثي عهد بزواج !!!
لماذا لا تفسر لهم سورة أخرى ؟!
على أي حال سأحرص على مساعدتك ، وسأبعث لك على بريدك ما يتيسر. وأرجو من الجميع التكرم بالمساعدة وفق الله كل طالب للخير.
---
أبو عمران
05-09-2003, 03:28 PM
إخواني الكرام أبو مجاهد و سيد عبدالرحمن بارك الله فيكما و نفع الله بكما
شكر لما و جزاكما الله خيرا على مشاركتم .. أبو مجاهد إن شاء الله أستفيد من رابط الجوجل ... اما بخصوص الوقت فهذا مربوط بعملي الوظيفي ... يجبرني على الجلوس عليها طول الوقت ..(1/2983)
أما استفسار اخينا سيد عبدالرحمن ... السورة تاتي ضمن جزء قد سمع و قد وفقنا الله تعالى الى ان وصلنا الى هذه السورة ... و من قبل ذلك كنا نعتمد على تفسير ابن كثير و في ظلال القرأن ... إلا أني طلبت مساعدتكم لكون السورة ما فيها من احكام فقهية خصوصا في هذه القضية الخطيرة قضية الطلاق ... و طبعا كما قلت لكم نحن أكراد و فهمنا لا يصل الى مستوى فهمكم بارك الله فيكم أنا بإنتظار بريدك يا سيدي الكريم
---
(1/2984)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > الجزء الثاني - أحكام القران ابن العربي- ملف وورد
---
الجزء الثاني - أحكام القران ابن العربي- ملف وورد
---
barsoom
06-15-2003, 05:00 PM
السلام عليكم
هذا هو الجزء الثاني من أحكام القران لإبن العربي - ملف وورد مضغوط
يشمل سورتي آل عمران والنساء
حجم الملف المضغوط = 219KB
احصل على نسختك بالضغط هنا (http://www.barsoomyat.com/files/a7kam2.rar)
---
(1/2985)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > وكل يدعي وصلاً بليلا............( هل أنت من أصحاب الهمة العالية ؟)
---
وكل يدعي وصلاً بليلا............( هل أنت من أصحاب الهمة العالية ؟)
---
سيف بلا غمد
06-05-2006, 07:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد...
فإن الهمة العالية خصلة شريفه وخلة حميدة وخلق رفيع وأدب سامٍ تعشقها قلوب الكرام
وتهفو إلى اكتسابها نفوس الأبطال
والناس إنما تعلو أقدارهم وترتفع منازلهم بحسب أنصبتهم من علو الهمة وشرف المقصد
فمن علت همته اتصف بكل جميل ومن دنت همته اتصف بكل خلق رذيل
فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها
والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها
والهمة العالية لا تزال بصاحبها تضربه بسياط اللوم والتأنيب وتزجره عن مواقف الذل واكتساب الرذائل وحرمان الفضائل حتى ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد
والهمة العالية – أيضا – ترفع القوم من السقوط
فتبدلهم بالخمول نباهه وبالحطة رفعة
وبالاضطهاد حرية وبالطاعة العمياء شجاعة أدبية
ذلك أن علو الهمة تستلزم من صاحبها الجد و الإباء
و نشدان المعالي و الترفع عن الدنايا و الصغائر ومحقرات الأمور
وإن مما يلاحظ على أمة الإسلام في عصورها المتأخرة دنو الهمم والرضا بالدون
والقعود عن معالي الأمور والاشتغال بالسفاسف والمحقرات
وذلك على مستوى الأفراد و الجماعات إلا من رحم ربك وقليل ما هم
ولهذا أصبحت ألامه غرضاً لأعدائها الذين تسلطوا عليها وجاسوا خلال ديارها فساموها سوء العذاب
من بعد كانت عزيزة مهيبة الجناب فهوت من عليائها ونزلت من شامخ عزها
ولقيت صغاراً بعد شمم وذلاً بعد عزة وجهلاً بعد علم وبطالة بعد نشاط وتقاطعاً بعد ائتلاف(1/2986)
وكادت أن تشرف على حضيض التلاشي و الفناء
فما أحوجنا – نحن المسلمين – أفراداً وجماعات – أن نرجع إلى ديننا وأن نعلي هممنا حتى يعود لنا مجدنا السليب وعزتنا المسروقة
و إن مما يعين على أن تُذكى معاني الهمة وأن تحرك في النفوس
قراءة ومتابعة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعرف الأرض همة أعلى من همته
ولم تظل السماء رجلاً اشرف مقصد وأنبل مراد من رسولنا عليه الصلاة والسلام
وكذلك سيرة الصحابة رضوان الله عليهم وسيرة سلف الأمة الصالح رحمهم الله
وجمعنا الله وإياهم في الفردوس الأعلى من الجنة انه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم آمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
---
(1/2987)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > من يدلني على القرآن الكريم بالنص العثماني جزاه الله خيراً
---
من يدلني على القرآن الكريم بالنص العثماني جزاه الله خيراً
---
السلطان
06-11-2003, 03:03 AM
الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى المبارك ..
الحقيقة إنني أحتاج لكتابة القرآن في بعض البحوث بالخط العثماني ولم أجد هذا البرنامج ..
فأرجو ممن وجده أن يضع لي رابطه هنا وجزيتكم خيراً..
---
حسين
06-11-2003, 05:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام
من هنا يمكنكم تحميل المصحف بالرسم العثماني ، وليس الإملائي
http://www.qurankareem.info/a/OthmanyQuran.zip
وهنا للمزيد ولتحميل الخطوط التي تعرضه
http://qurankareem.info/
http://www.qurankareem.info/a/OthmanyFonts.zip
---
(1/2988)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج تحويل الأرقام إلى حروف من إعداد أستاذنا الواصل
---
برنامج تحويل الأرقام إلى حروف من إعداد أستاذنا الواصل
---
الماوردي
08-08-2006, 07:45 AM
هذا برنامج لطيف من إعداد أستاذنا النحوي سعد بن عبد الله الواصل وهو مفيد جدا في تسهيل كتابة الأعداد ولو كانت بالملايين بحيث تكتب الرقم في البرنامج ويعطيك إياه حروفا مثل أن تكتب له: "1111" درجة أو ريالا ثم سيكتب لك: "ألف ومائة وإحدى عشرة درجة فقط" أو "ألف ومائة وأحد عشر ريالا فقط" وهذا يفيد بالأخص:
1- الباحثين في أي مجال يكثر تناول الأرقام فيه.
2- المعلمين.
3- من يريد كتابة الأرقام في العمليات المحاسبية.
4- من يريد الإصابة في تركيب العدد من الناحية النحوية.
5- كتابة التاريخ بدقة.
وأشياء أخرى تراها إن شاء الله.
فشكر الله لأستاذنا الواصل وبارك لنا في علمه.
رابط التحميل: http://www.kingdomgate.com/abu-norah/Tafgeet.zip
swasil@gawab.com
---
العيدان
08-08-2006, 01:29 PM
شكرا لك ، و لاهتمامك ..
---
الطيب وشنان
08-09-2006, 11:14 AM
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و نفع بكم الاسلام و المسلمين
---
أيمن صالح شعبان
08-10-2006, 07:29 PM
السلام عليكم وهناك مشروع بالفيجوال لمن يهمه الأمر يقوم بنفس العلمية ويزيد النطق العربي
---
(1/2989)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بحوث عن تفسير المحرر الوجيز لابن عطية
---
بحوث عن تفسير المحرر الوجيز لابن عطية
---
رحمة
02-21-2006, 02:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أكرمكم الله وجزاكم خيرا ونفع بكم الامة
ماأهم البحوث التي كتبت عن تفسير المحرر الوجيز لابن عطية ؟
هل يوجد بحوث عن المسائل الفقهية لتفسير ابن عطية ؟
أرجو إفادتنا أكرمكم الله .
---
جمال أبو حسان
02-22-2006, 12:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله
كتبت رسالة نفيسة عن ابن عطية بعنوان ابن عطية ومنهجه في التفسير للدكتور محمود فايد وطبعت في مصر وهي من الرسائل العلمية الجادة وهناك رسالتا دكتوراة عرضت كلتاهما لابن عطية في ثنايا البحوث فيهما وهما تحت عنوان مدرسة الاندلس في التفسير للدكتور مصطفى المشني وقد طبعت بمكتبة الرسالة ببيروت والثانية اظنها بنفس العنوان ان لم تخني ذاكرتي وهي للدكتور زيد عمر ولا اعلم ان كانت طبعت ام لا
---
عبدالرحمن الشهري
02-22-2006, 02:44 PM
* يمكن الاطلاع على هذه الموضوعات عن تفسير المحرر الوجيز لابن عطية :
* نبذة يسيرة عن تفسير ابن عطية . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2342).
* سؤال عن المحرر الوجيز لابن عطية . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=858).
---
(1/2990)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لدي سؤالان أرجو منكم الإجابة
---
لدي سؤالان أرجو منكم الإجابة
---
أبو ماجد
05-17-2004, 09:45 PM
000099
ما المقصود بالمفصل في سور القرآن الكريم ؟ ومن أين تبدأ ؟السؤال الثاني :
قال تعالى (حرمت عليكم الميتة والدم ..........)الآية
وقال تعالى (إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً ............) الآية
هل تحري الدم في النصين السابقين من باب حمل المقيد على المطلق أم حمل المطلق على المقيد ؟ مع التوضيح ما المطلق وما المقيد وما المحرم من الدم .
وجزاكم الله خيراً
---
عبدالرحمن الشهري
05-18-2004, 09:56 PM
مرحباً بكم أخي الكريم أبا ماجد بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله لك التوفيق.
أولاً : سور المُفَصَّل ، هي السور التي تبدأ من سورة (ق) حتى نهاية القرآن الكريم . وسميت بذلك لقصر آيات سورها في الغالب ، أو لقصر سورها ، أو لكثرة السور وقصرها.
ثانياً : المطلق في اللغة معناه المرسل ، غير المقيد بقيد.
وفي اصطلاح الأصوليين هو ما تناول واحداً لا بعينه باعتبار حقيقة شاملة لجنسه.
ومثاله قوله تعالى في كفارة الظهار :(فتحرير رقبة). فلفظ (رقبة) قد تناول فرداً غير معين من جنس الرقاب.
فمعنى المطلق أن يقتصر على مسمى اللفظة المفردة ، دون أي زيادة على مدلولها ، كرقبةٍ ، وإنسانٍ ، وطالبٍ ، ورجلٍ ، ودمٍ ، وكل نكرة في سياق الإثبات فهي من المطلق ، فإذت زيد على مدلول اللفظة مدلولاً آخر كوصفٍ ، صارت مقيدةً.
وبهذا – أخي الكريم - يتضح الفرق بين العام والمطلق ، فالعام يستغرق أفراده ، والمطلق يراد به فرد غير معين ، فهو لا يستغرق أفراده إلا على سبيل البدل ، لا على سبيل الشمول.
وأما المقيد فهو يقابل المطلق في اللغة ، ومنه تقييد البعير بالحبل أي شد الحبل في يديه لتقييد حركته.(1/2991)
وفي الاصطلاح هو اللفظ المتناول لموصوف زائد على الحقيقة الشاملة لجنسه. ومعناه أن اللفظ المقيد يدل على فرد من أفراد الحقيقة ، ولكن اقترن به أمر زائد يدل على تقييده ، وتقليل شيوعه.
كقولك مثلاً : أكرم طالباً مجتهداً. فلا يصدق الإكرام على غير المجتهد ، لأنه قيد بالوصف. ومنه قوله تعالى :(فتحرير رقبة مؤمنة) . فلا تصدق الرقبة هنا على الرقبة الكافرة ؛ لأن الله تعالى قيدها بوصف الإيمان.
وكذلك قوله تعالى :(أو دماً مسفوحاً) ففيه تقييد الدم المُحرَّم على المسلم أكلهُ بالمسفوح.
فإذا ورد في الشرع مطلق ومقيد ، وذلك بأن يرد اللفظ مطلقاً كما في قوله :(حرمت عليكم الميتة والدم ......الآية) . ويرد هذا اللفظ بعينه مقيداً في نص آخر فله ثلاث حالات ، وقبل ذكرها أشير إلى أنه لا خلاف بين العلماء في أن المطلق يجب العمل به على إطلاقه إلا بدليل يدل على تقييده ، وأن المقيد يعمل به بقيده ، ولا يخرج المسلم المكلف من العهدة إلا بذلك ، لأن العمل بنصوص الكتاب والسنة واجب على ما تقتضيه دلالتها ، حتى يقوم دليل على خلاف ذلك. وأعود إلى حالات المطلق مع المقيد الثلاث وهي:
الأولى : أن يتحد الحكم والسبب.
الثانية : أن يختلف السبب ويتحد الحكم.
الثالثة : أن يختلف الحكم ويتحد السبب.
ووجه الحصر في هذه الحالات أنه إذا ورد لفظان : مطلق ومقيد ، فإما أن يتحد حكمهما ، أو يختلف. فإن اتحد الحكم ، فإما أن يتحد سببهما أو يختلف.
الأولى : أن يتحد الحكم والسبب. ومعنى ذلك أن يكون حكمهما واحداً ، وسببهما واحداً .(1/2992)
مثال ذلك قوله تعالى :(حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) [المائدة :3]. فكلمة (الدم) هنا مطلق ، جاء تقييده بالمسفوح في آية الأنعام :(أو دماً مسفوحاً). والحكم واحد وهو التحريم ، والسبب الذي بني عليه الحكم واحد ، وهو كونه دماً ، فيكون الدم الباقي في اللحم حلالاً ، ولا يحرم إلا الدم المسفوح ، أي المصبوب الجاري ، وغير المسفوح معفو عنه ، كالدم الباقي في العروق بعد الذبح ، ومنه الكبد ، والطحال ، وما يتلطخ به اللحم من الدم، وقد حكى القرطبي الإجماع على ذلك.
وهذا فيه الجواب على سؤالك أخي الكريم أبا ماجد ، ويبقى الحالة الثانية والثالثة ، إن أردت إكمالها فعلتُ.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
---
ابو حذيفة
05-19-2004, 01:00 AM
بسم الله اللرحمن الرحيم
المفصل فيه خلاف بين أهل العلم ولهم فيه أقوال عدة يمكنك الرجوع إليها في البرهان والإتقان وما قاله الآخ عبد الرحمن لعله أشهرها
والمراد بالدم المحرم الدم المسفوح ( الذي ينهمر من الودجين حين التذكية ) بدليل قوله تعالى { أو دما مسفوحاً}
أما ما يعلق باللحم من الدم فلا بأس به وكذلك الكبد والطحال لنص الحديث عليهما
---
ابن العربي
05-19-2004, 05:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
الدم المسفوح :
هو المصبوب السائل وهو ما يخرج من المذبح والمنحر أو من بعض العروق المجروحة .
وقد كانت العرب يأكلون الدم الذي يسيل من أوداج الذبيحة أو من نحر المنحور ويجمعونه في جلد ويجفف ثم يشوى وربما جرحوا قوائم الأبل وأخذوا ما يحتاجون من الدم بدون أن يموت الحيوان .
وتقييد الدم في الآية بالمسفوح للتنبيه على العفوا عن الدم الذي ينز من العروق عند طبخ اللحم فإنه لا يمكن الاحتراز منه .
والله تعالى أعلم
---
(1/2993)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > ساعدوني في العثور على هذه الحاشية التفسيرية وفقكم الله تعالى
---
ساعدوني في العثور على هذه الحاشية التفسيرية وفقكم الله تعالى
---
مروان الحسني
11-21-2005, 05:47 AM
هل يعلم أحد منكم مكان مخطوطة ( حاشية على تفسير البيضاوي ) للبيلوني
( ت 1042 هجرية ) , أود أن تساعدوني فقط في تحديد مكانها إن أمكن مع ذكر المصدر , و جزاكم الله تعالى خيرا
---
جمال أبو حسان
11-21-2005, 12:53 PM
يمكن ان يراجع كتاب معجم مصنفات القران الكريم لعلي شواخ اسحق فلعل فيه الجواب والله اعلم بالصواب
---
د.عبد الله الجيوسي
12-19-2005, 04:49 PM
تجد المعلومات عنه في
الفهرس الشامل للتراث ( الصادر عن مؤسسة آل البيت ( مآب) قسم علوم القرآن
---
د.خضر
12-20-2005, 10:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو أن تكون هذه الحاشية في مكتبة الأزهر التراثية العريقة بالقاهرة
أو في معهد المخطوطات بالقاهرة
أو في دار الكتب المصرية وذلك بالاطلاع المباشر أو بإرسال رسالة استبيان على أحد العناوين التالية : مصر ـ القاهرة ـ الدراسة ـ مبنى مكتبة الأزهر ـ مدير المكتبة .
أو مصر ـ القاهرة ـ مبنى معهد الخطوطات العربية ـ ليد مدير المعهد .
أو مصر ـ القاهرة ـ دار الكتب المصرية ـ كرنيش النيل ـ ليد مدير الدار .
ودمتم والسلام عليكم
أد عبد الفتاح خضر
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعتي الأزهر
والملك خالد بالسعودية
---
طالب المعالي
01-21-2006, 11:57 PM
السلام عليكم
اخي السائل الكريم
لايوجد في الفهرس الشامل للتراث ( آل البيت ) اي ذكر للمؤلف وكتابه بالنظرلتاريخ الوفاة المرفق من جانبكم
يوجد معلومات عن هذا الكتاب في معجم شواخ الجزء 3 ص 57
وقد ذكره صاحب الأعلام في كتابه انظر الجزء 5 ص 135
وايضاح المكنون الجزء 3 - 140
---
مروان الحسني
02-13-2006, 06:06 PM(1/2994)
أتمنى منكم يا إخواني الأفاضل لو أنكم بردتم قلبي ببشرى وجود هذه المخطوطة و عدم كونها مفقودة , فأنا لا أملك الفهارس المطلوبة فحبذا لو نسختم لي و لجميع متصفحي هذا الملتقى المبارم المعلومات عن هذا الكتاب و وجوده من عدمه
أرجم منكم يا إخواني مساعدتي فهنالك عدة كتب تفسيرية أريدها و هذا من أهمها و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه و شكرا لكم
---
مروان الحسني
04-08-2006, 08:35 AM
أرجو المساعدة
---
د.عبد الله الجيوسي
04-09-2006, 10:19 AM
اخي الكريم
ربما تكون احدى الحواشي الموجودة في مركز الملك فيصل
حيث قرأت عن وجود بعض الحواشي لمؤلف مجهول الاسم، وفي الآتي ذكر للحواشي كما وردت في المركز
102159 -
حاشيه على جزء من انوار التنزيل /محمد بن علي, القره باغي
102147 -
حاشيه على انوار التنزيل /مجهول
102146 -
حاشيه على انوار التنزيل /مجهول
102145 -
حاشيه على انوار التنزيل واسرار التاويل /مجهول
100338 -
حاشيه على انوار التنزيل واسرار التأويل /محمد بن مصطفى, شيخ زاده
94799 -
هدايه الراوي الى الفروق المداوي للعجز عن تفسير البيضاويهدايه الرواه الى الفاروق المداوي للعجز عن تفسير البيضاويحاشيه على انوار التنزيل للبيضاوي /محمود بن حسين, الصادقي
92287 -
حاشيه على انوار التنزيل واسرار التأويل /مجهول
92286 -
حاشيه على انوار التنزيل واسرار التأويل /عبدالرحمن بن احمد بن محمد, الجامي
---
مروان الحسني
07-07-2006, 05:51 PM
هل من جديد وفقكم الله تعالى ؟
و لعل الحاشية تكون موجودة في حلب مثلا ؟
---
مروان الحسني
08-16-2006, 05:50 PM
هل من جديد ؟
---
الطيب وشنان
08-17-2006, 03:25 AM
جهد المقل :
وجدت علم آخر يحمل هذا اللقب : البيلوني
و هو :(1/2995)
أبو الهدى محمد بن فتح الله بن محمود المتوفى سنة : 1085 هـ ، له منظومة في أسماء الفاتحة و تفسيرها و إعرابها منها نسخة (لعلها وحيدة) في دار الكتب بالقاهرة مسجلة تحت رقم : 145 مجاميع..
فهل هو صاحب الحاشية المذكورة ؟؟؟
---
مروان الحسني
08-17-2006, 06:34 PM
لا يا أخي الكريم بل هو إبنه ؟
---
(1/2996)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أريد تفسيراً لهذه الآية ؟؟ من يفيدني ؟
---
أريد تفسيراً لهذه الآية ؟؟ من يفيدني ؟
---
عيسى القرشي
01-28-2004, 01:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تفسير قول الله عزوجل : (ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى...الآية)
وما تقدير الكلام ؟
وما هو سر جملة:(بل لله الأمر جميعاً ) ؟
وما هو السر كذلك في ختم الآيه بـ(أفلم يايئس الذين ..... ) الى آخر الاية ؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
---
عبدالرحمن الشهري
01-29-2004, 12:30 AM
هذه الآية هي الآية رقم (31) من سورة الرعد.
هذا تفسير الآية منقولاً من تفسير الطاهر بن عاشور (التحرير والتنوير) مع بعض التصرف. ولم أعلق عليه بشيء لضيق الوقت ، وأرجو أن لا يكون فيه ما يشكل فهمه عليك أخي عيسى ، فإن كان هناك سؤال فلا بأس وفقك الله.
(ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً )
- يجوز أن تكون عطفاً على جملة (كذلك أرسلناك في أمة) ؛ لأن المقصود من الجملة المعطوف عليها أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا مثل رسالة غيره من الرسل - عليهم السّلام ـ كما أشار إليه صفة :(أمة قد خلت من قبلها أمم).
فتكون جملة (ولوأن قرآناً) تتمة للجواب عن قولهم:(لولا أنزل عليه آية من ربه).
- ويجوز أن تكون معترضة بين جملة (قل هو ربي) وبين جملة :(أفمن هو قائم على كل نفس)
- ويجوز أن تكون محكية بالقول عطفاً على جملة :(هو ربي لا اله إلا هو).
والمعنى: لو أن كتاباً من الكتب السالفة اشتمل على أكثر من الهداية فكانت مصادر لإيجاد العجائب لكان هذا القرآن كذلك ولكن لم يكن قرآنٌ كذلك ، فهذا القرآن لا يتطلب منه الاشتمال على ذلك إذ ليس ذلك من سُنن الكتب الإلهية.(1/2997)
وجواب (لو) محذوف لدلالة المقام عليه.
وحذفُ جواب (لو) كثير في القرآن كقوله:(ولو ترى إذ وقفوا على النار) [سورة الأنعام: 27] وقوله: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم)[سورة السجدة: 12].
ويفيد ذلك معنى تعريضياً بالنداء عليهم بنهاية ضلالتهم ، إذ لم يهتدوا بهدي القرآن ودلائله والحال لو أن قرآناً أمَر الجبال أن تسير والأرض أن تتقطع والموتى أن تتكلم لكان هذا القرآن بالغاً ذلك ولكن ذلك ليس من شأن الكتب.
ووجه تخصيص هذه الأشياء الثلاثة من بين الخوارق المفروضة ما رواه الواحدي والطبري عن ابن عباس: أن كفار قريش، أبا جهل وابن أبي أميّة وغيرهما جلسوا خلف الكعبة ثم أرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو وسّعْت لنا جبال مكّة فسيرتها حتى تتسع أرضنا فنحتَرثهما فإنها ضيقة، أو قرّب إلينا الشام فإنا نتجر إليها ، أو أخرج قُصَياً نكلمه. وقد يؤيد هذه الرواية أنه تَكرر فرض تكليم الموتى بقوله في سورة الأنعام :(ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى)
فكان في ذكر هذه الأشياءإشارةٌ إلى تهكمهم.
وعلى هذا يكون (قطعت به الأرض) قطعت مسافات الأسفار كقوله تعالى: (لقد تقطع بينكم).
وجملة (بل لله الأمر جميعاً) عطف على (ولو أن قرآناً) بحرف الإضراب ، أي ليس ذلك من شأن الكتب بل لله أمر كل محدَث فهو الذي أنزل الكتاب وهو الذي يخلق العجائب إن شاء، وليس ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند سؤالكم ، فأمر الله نبيه بأن يقول هذا الكلام إجراء لكلامهم على خلاف مرادهم على طريقة الأسلوب الحكيم ، لأنهم ما أرادوا بما قالوه إلا التهكم ، فحمل كلامهم على خلاف مرادهم تنبيهاً على أن الأولى بهم أن ينظروا هل كان في الكتب السابقة قُرآن يتأتى به مثل ما سألوه.
ومثل ذلك قول الحجاج للقبعثري: لأحملنّك على الأدهم (يريد القيد).
فأجابه القبعثري بأن قال: مثلُ الأمير يحمل على الأدهم والأشهب ، فصرفه إلى لون فرس.(1/2998)
والأمرهنا: التصرف التكويني ، أي ليس القرآن ولا غيره بمكوّن شيئاً مما سألتم ، بل الله الذي يكوّن الأشياء. وقد أفادت الجملتان المعطوفة والمعطوف عليها معنى القصر ؛ لأن العطف بـ(بل) من طرق القصر.
فاللام في قوله:(الأمر) للاستغراق، و(جميعاً) تأكيد له. وتقديم المجرور على المبتدأ لمجرد الاهتمام لأن القصر أفيد بـ(بل) العاطفة.
وفرع على الجملتين (أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً) استفهاماً إنكارياً إنكاراً لانتفاء يَأس الذين آمنوا، أي فهم حقيقون بزوال يأسهم وأن يعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً. وفي هذا الكلام زيادة تقرير لمضمون جملة :(قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب)
و(ييأس) بمعنى يوقن ويعلم، ولا يستعمل هذا الفعل إلامع (أن) المصدرية، وأصله مشتق من اليَأس الّذي هو تيقّن عدم حصول المطلوب بعد البحث ، فاستعمل في مطلق اليقين على طريقة المجاز المرسل بعلاقة اللزوم لتضمن معنى اليأس معنى العلم وشاع ذلك حتى صار حقيقة ، ومنه قول سُحَيم بن وَثيل الرياحي :
أقول لهم بالشّعْب إذ يَيْسَرُونَنِي *** ألم تأيسوا أني ابنُ فارس زهدم
وشواهد أخرى.
وقدقيل : إن استعمال يَئِس بمعنى عَلِم لغة هَوازن أو لغة بنِي وَهْبيل (فخذ من النخَع سمي باسم جَد). وليس هنالك ما يلجىء إلى هذا.
هذا إذا جعل (أن لو يشاء الله) مفعولاً لـ(ييأس).
ويجوز أن يكون متعلق (ييأسْ) محذوفاً دلعليه المقام. تقديره: مِن إيمان هَؤلاء.
ويكونَ (أن لو يشاء الله) مجروراً بلام تعليل محذوفة.
والتقدير: لأنه لو يشاء الله لهدى الناس ، فيكون تعليلاً لإنكار عَدَم يأسهم على تقدير حصوله.
---
(1/2999)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة
---
الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة
---
فرغلي عرباوي
06-03-2004, 11:26 PM
الرد على الشيخ سيد لاشين في قوله بترك فرجة عند الميم الساكنة المخفاة
قال فضيلته في كتابه ( تقريب المعاني ) ص 122 عند شرحه لقول الشاطبي رحمه الله
290 - وَقَلْبُهُمَا مِيماً لَدَى الْيَا وَأَخْفِيا عَلَى غُنَّةٍ عِنْدَ الْبَوَاقِي لِيَكْمُلاَ
الشرح : اتفق القراء السبعة على قلب النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء مع مراعاة الغنة والإخفاء
الأمثلة ) أَنْبِئُونِي)(البقرة: من الآية31) ) مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ)(لأعراف: من الآية17) ) عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)(آل عمران: من الآية119)والأصح في نطق الإقلاب أن نترك انفراجا قليلا بين الشفتين وكذلك في الإخفاء الشفوي في الميم الساكنة مع الباء نحو ) إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّة)(النمل: من الآية35)) اهـ(1/3000)
فالسؤال من أين للشيخ سيد لاشين أن يرجح تصحيح القول بترك الفرجة وما دليله على هذه الصحة ومن قال به من المتقدمين المعتبرين من شيوخ الأداء ولكني لن أتكلف الرد عليه وسوف أترك الإمام أبو عمرو الداني يرد عليه من كتابه التيسير أصل الشاطبية قال الإمام الداني في التيسير ص22 عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل ) عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)(العلق: من الآية4) ) يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ )(النساء: من الآية141) - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي - لا روم عنده معللا ذلك بقوله : ( من أجل انطباق الشفتين ) وهذ أيضا نص صريح بالإطباق لمن كان له قلب , أو أذن واعية . وفيه درا وإفحاما للشيخ سيد لاشين ومن وافقه على ذلك القول وكيف لنا نترك نصوص الأئمة المتقدمين وتأخذ بكلام نظري وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان وليت الشيخ سيد لاشين ومن على مثل قوله يرد على الداني ومن وافقه في ذلك مثل ابن الجزري في النشر وعلى الجميع أن يعلموا أن القول بترك الفرجة غير متواتر ومنقطع الإسناد وشاذ .
وأترك الداني يرد عليه في كتابه التحديد أيضا
قال الإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في كتابه التحديد في علم التجويد وهو مطبوع قال: فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر..قال أحمد بين يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في جميع القرآن قال الداني وبالأول أقول . فأنت ترى أن المذهب الأول والذي هو الإخفاء هو الذي صرحوا فيه بالإطباق، إذأ المشهور عند العلماء المتقدمين إطباق الشفتين لا غير ولو كان هناك أدنى قول بترك الفرجة حتى ولو كان شاذا لذكروه لنا .
وأترك ابن الجزري يرد عليه فيما ادعى من صحة القول بترك الفرجة(1/3001)
قال الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي . قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه: ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين.... اهـ فماذا يريدون القائلون بالفرجة بعد قول علامة القراءات الذي ولو سمعنا بقراءة غير موجودة في النشر أثبتناها في الشواذ مباشرة , فقوله رحمه الله ( من أجل انطباق الشفتين ) حسم الخلاف بين الجميع .
ويقول الدكتور غانم قدوري الحمد ولم أجد في كتب التجويد القديمة من أشار إلى انفراج الشفتين عند النطق بإخفاء الميم الساكنة عند الباء بل وجدت المؤلفين ينصون على انطباق الشفتين للصوتين معا فيقول الداني < هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما > وقال والد ابن الباذش : < إلا أن يريد القائلون بالإخفاء انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا فذلك ممكن في الباء وحدها في نحو < أكرم بزيد >
وعلى هذا الرابط يوجد مزيد القول فيما يتعلق بهذه المسألة
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&threadid=766
---
(1/3002)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالمقصود بالجمل هنا؟
---
مالمقصود بالجمل هنا؟
---
مجاهد
04-02-2004, 02:04 AM
السلام عليكم
ماهو تفسير قوله ( حتى يلج الجمل في سم الخياط)
مالمقصود بالجمل هنا؟
---
أبوعبدالله المسلم
04-02-2004, 03:13 AM
الجمل معروف ، وهو زوج الناقة
وإليك بعض الآثار التي ذكرها السيوطي في الدر المنثور
قوله تعالى ( حتى يلج الجمل في سم الخياط )
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ( حتى يلج الجمل ) قال ذو القوائم ( في سم الخياط ) قال في خرق الإبرة .
وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والطبراني في الكبير عن ابن مسعود في قوله ( حتى يلج الجمل ) قال زوج الناقة .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن في قوله ( حتى يلج الجمل ) قال ابن الناقة الذي يقوم في المربد على أربع قوائم .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال حتى يدخل البعير في خرق الإبرة .
وذكر آثاراً أخرى تدل على أن المراد بالجمل : الحبل ، ولكن على قراءة أخرى .
قال ابن كثير رحمه الله :
( وقوله تعالى ( ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) هكذا قرأه الجمهور وفسروه بأنه البعير قال بن مسعود هو الجمل بن الناقة وفي رواية زوج الناقة وقال الحسن البصري حتى يدخل البعير في خرق الإبرة وكذا قال أبو العالية والضحاك وكذا روى علي بن أبي طلحة والعوفي عن بن عباس وقال مجاهد وعكرمة عن بن عباس أنه كان يقرؤها يلج الجمل في سم الخياط بضم الجيم وتشديد الميم يعني الحبل الغليظ في خرم الإبرة وهذا إختيار سعيد بن جبير وفي رواية أنه قرأ حتى يلج الجمل يعني قلوس السفن وهي الحبال الغلاظ ).
وقال ابن جرير الطبري :(1/3003)
( قال أبو جعفر والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراء الأمصار وهو حتى يلج الجمل في سم الخياط بفتح الجيم والميم من الجمل وتخفيفها وفتح السين من السم لأنها القراءة المستفيضة في قراء الأمصار وغير جائز مخالفة ما جاءت به الحجة متفقة عليه من القراء وكذلك ذلك في فتح السين في قوله سم الخياط
وإذ كان الصواب من القراءة ذلك فتأويل الكلام ولا يدخلون الجنة حتى يلج والولوج الدخول من قولهم ولج فلان الدار يلج ولوجا بمعنى دخل الجمل في سم الإبرة وهو ثقبها .)
وقال ابن الأنباري كما نقل عنه ابن الجوزي في زاد المسير :
( قال ابن الانباري فالجمل يحتمل أمرين يجوز أن يكون بمعنى الجمل ويجوز أن يكون بمعنى جملة من الجمال قيل في جمعها جمل كما قال حجرة وحجر وظلمة وظلم وكذلك من قرأ الجمل يسوغ له أن يقول الجمل بمعنى الجمل وأن يقول الجمل جمع جملة مثل بسرة وبسر وأصحاب هذه القراءات يقولون الحبل والحبال أشبه بالإبرة والخيوط من الجمال وروى عطاء بن يسار عن ابن عباس أنه قرأ الجمل بضم الجيم والميم وبالتخفيف وهي قراءة الضحاك والجحدري وقرأ أبو المتوكل وأبو الجوزاء الجمل بفتح الجيم وبسكون الميم خفيفة ).
وفي معاني القرآن للنحاس :
( وسئل عبد الله بن مسعود عن الجمل فقال هو زوج الناقة
كأنه استجهل من سأله عما يعرفه الناس جميعا .)
---
(1/3004)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > " علم الانتصار للقرآن الكريم " دعوة لإنشاء علم جديد من علوم القرآن الكريم
---
" علم الانتصار للقرآن الكريم " دعوة لإنشاء علم جديد من علوم القرآن الكريم
---
عبدالرحيم
09-15-2005, 04:29 PM
إخوتي الأفاضل..
في نهاية أطروحتي .. وعند التوصيات فكرت بالتوصية لإنشاء علم جديد من علوم القرآن الكريم اسمه: " علم الانتصار للقرآن الكريم ". يعنى بالرد على الشبهات حول القرآن الكريم والذود عنه رداً علمياً محكماً.
في ظل الهجمة عليه التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها.. والتي لم يتعرض لمثلها أي كتاب مقدس لأي ملة من الملل.
تعريفه المقترح: هو العلم بالشبهات المثارة حول القرآن الكريم والرد عليها رداً علمياً، بقواعد مخصوصة.
والهدف منه:
1) لفت أنظار العلماء وطلاب العلم والباحثين الجدد إلى هذا العلم والتأليف فيه.
2) تقعيد قواعد وأسس للعلم حتى لا يدخله من ليس أهل له، فيفسد أكثر مما يصلح.
3) كي ينال هذا العلم نصيبه اللائق به من البحث.. كباقي مباحث علوم القرآن الكريم التي بُحِثت حتى ( نضجت ) كالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمحكم والمتشابه... وهذا لا يعني عدم البحث فيها ( لأهميتها ) ولكن من المهم أن تكون الأولوية له.
4) تجميع جهود العلماء السابقين واللاحقين فتأخذ بحُجَز بعضها بعضاً.
5) أعداء القرآن يهاجمونه بمنهجية منسقة واضحة المعالم، بينما الردود عليها عشوائية حائرة.. بحاجة إلى تجميع.
6) الدفاع عن القرآن الكريم فرض كفاية، وبهذا العلم يصطف العلماء كالبنيان المرصوص دافعاً عن دستورهم، ويجدون نوراً يهتدون بهديه في سيرهم.
7) ليضم ويشمل مؤلفات سابقة للعلماء ككتاب الانتصارات الإسلامية للطوفي.. الانتصار للقرآن للباقلاني.. حيث لا يمكن أن تدخل تحت علم الناسخ والمنسوخ أو علم المكي والمدني...
ما رأيكم إخوتي ؟!
---(1/3005)
عبدالرحمن الشهري
10-12-2005, 02:15 AM
اقتراح موفق وفقكم الله ونفع بكم.
ولا شك أن تخصيص مثل هذا الموضوع بالكتابة والتقعيد يدفع الباحثين إلى إعمال الفكر في ضبطه وجمع جزئياته المتفرقة في مصنفات العلماء في مكان واحد ، وسوف تتظافر جهود الباحثين واستدراكاتهم على إنضاجه مع مرور الوقت إن شاء الله.
مع مراعاة أن هذا الموضوع تصنف فيه المصنفات غالباً انطلاقاً من ردة فعل نتجت عن استهزاء بالقرآن أو تقليل من شأنه ، فربما انحرف المؤلف عن القصد ، أو ندت عنه عبارات تقلل من قبول كلامه ولو كان حقاً ، ولو خلت مثل هذه الردود عن تلك العبارات لكانت أدعى للقبول ، حيث إن ثورة المواقف تبرد ، ولا يبقى للكلام قيمة إلا ما أيده الدليل ، ودعمته الحجة ، فإن القارئ إذا خلا بنفسه فكر وتدبر وتأمل في الأدلة ، وهذا الموضوع - موضوع الانتصار للقرآن - يمت لعلم البحث والمناظرة بصلة من حيث القواعد العامة في الرد والمناظرة مع المخالف ، فيمكن الاستفادة منه في هذا. وأشير في الختام إلى كتاب الشيخ الأستاذ الدكتور زاهر بن عواض الألمعي حفظه الله ورعاه (مناهج الجدل في القرآن الكريم) فهو من أقدم ما صنف في العصر الحديث في هذا الموضوع.
نسأل الله أن يسدد الجهود في نشر علوم كتاب الله بين الناس ، والدفاع عنه بالحجة والبرهان ، مع التأدب بأدب القرآن في ذلك كله.
---
عبدالرحيم
11-15-2005, 09:30 PM
إخوتي الأفاضل..
بإذن الله تعالى سأقدم بحثاً محكماً إلى مجلة جامعة دمشق حول هذا الموضوع
أولاً: سأقترح هذا التعريف له...
هو: " العلم الذي يبحث في فهم الشبهات المثارة حول القرآن الكريم، والانتصاف له منها، بالحجة المؤيَّدة بالدليل الشرعي ".
فهل تجدونه جامعاً مانعاً ؟
ثانياً: موضوعات هذا العلم:
يبحث علم الانتصار للقرآن الكريم في:
1. رصد وفهم وإدراك الشبهات المثارة حول القرآن الكريم.(1/3006)
2. الرد على الشبهات بالحجة والبرهان، مؤيدة بالدليل العلمي، وفق ضوابط الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن.
3. وضع شروط المتصدي للانتصار للقرآن الكريم.
4. إظهار حقيقة الإعجاز القرآني، ووضع ضوابطه، والرد على الشبهات حوله.
5. تجميع الجهود الفردية للعلماء المسلمين الذين بحثوا في الشبهات المثارة حول القرآن الكريم، والتعريف بها، والاستفادة منها.
هل تجدون موضوعات أخرى له ؟
ثالثاً:
أهمية علم الانتصار للقرآن الكريم
1. لفت أنظار العلماء وطلاب العلم والباحثين الجدد إلى هذا العلم؛ لتخصيصه بالعناية والتأليف.
2. تقعيد قواعد وأسس للعلم حتى لا يدخله من ليس أهلاً له، فيفسد أكثر مما يصلح.
3. كي ينال هذا العلم نصيبه اللائق به من البحث.. كباقي مباحث علوم القرآن الكريم التي بُحِثت حتى ( نضجت ) كالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمحكم والمتشابه.. وهذا لا يعني عدم البحث فيها ( لأهميتها ) ولكن من المهم أن تكون الأولوية له.
4. تجميع جهود العلماء السابقين واللاحقين، فيبني اللاحق على جهد السابق.
5. أعداء القرآن يهاجمونه بمنهجية منسقة واضحة المعالم، بينما الردود عليها فردية، بحاجة إلى تجميع وتنظيم، ولا سبيل لتجميعها إلا بإيجاد علمٍ يختص بها.
6. توفير الردود العلمية الصحيحة للعاملين في الدعوة الإسلامية.
7. يضم هذا العلم ويشمل مؤلفات سابقة للعلماء ككتاب الانتصارات الإسلامية للطوفي، والانتصار للقرآن للباقلاني.. فهي لا تدخل تحت أي علم من علوم القرآن الكريم الحالية كالناسخ والمنسوخ والمكي والمدني رغم أنها تتناول دراسة موضوعات في القرآن الكريم.
ما رأيكم بها ؟
أرجو الاهتمام من الأحبة
مع محبتي
---
عبدالرحمن الشهري
12-06-2005, 02:46 PM
أسأل الله لكم التوفيق في هذا البحث.(1/3007)
ومما يفيد في هذا أيضاً أن الدكتور الفاضل حازم سعيد حيدر في ختام رسالته للدكتوراه (علوم القرآن بين البرهان والإتقان : دراسة مقارنة) قد اقترح إضافة بعض علوم القرآن ، حيث إن علوم القرآن غير منحصرة بعدد معين من الأنواع ، بل يمكن مدها والإضافة إليها ، بشرط ألا تكون هذه الإضافة تفريعاً ممططاً على ما سبق.
ومن الأنواع التي اقترح إضافتها :
1- ترجمة معاني القرآن.
2- مناهج المفسرين.
3- تدبر القرآن.
4- مقاصد السور أو مقاصد القرآن.
5- الشبهات حول القرآن.
6- قواعد حفظ القرآن.
7- نقد التفسير .
والذي يعنينا هنا من الأنواع هو النوع الخامس (الشبهات حول القرآن) حيث يقصد به ما تقصده أخي الكريم عبدالرحيم بعلم الانتصار للقرآن الكريم. حيث قال تحته :
(تصدى علماء الإسلام لرد المفتريات المزعومة التي ذراها بعض المغرضين والشانئين لهذا الكتاب الكريم ، تمثلت قديماً بردود ابن الأنباري ، وابن أشتة في (المصاحف) والباقلاني في (الانتصار) والداني في (المقنع) والزركشي والسيوطي وغيرهم. وكتب المتأخرون متصدين لمحاولات التشكيك ، والنيل من حرمة الكتاب العزيز ، ضمن علوم القرآن كالزرقاني وأبي شهبة والصالح أو في كتابات مفردة). انظر: ص 652
واتفاق الباحثين الجادين مع الباحث يزيده عزماً ومضاء ، فأسأل الله لك التوفيق.
---
عبدالرحيم
12-08-2005, 02:33 PM
جزاك الله أخي الفاضل
قطعاً سألتزم بما نصحتني به بارك الله فيك ونفع بك وأحسن إليك
وأزيد..
حين تصفحت عدداً من كتب علوم القرآن الكريم لأنظر منزلة الانتصار للقرآن الكريم عند أصحابها.. لفت نظري تقسيم الدكتور محمد نبيل غنايم لكتابه " بحوث في علوم القرآن " إلى قسمين:
الأول بعنوان: " علوم القرآن "، ويشمل: تعريفه، ونزوله، وكتابته، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وإعجاز القرآن، وفضائل وآداب خاصة بالقرآن.(1/3008)
الثاني: من أساليب الغزو الفكري (الطعن في القرآن الكريم): ذكر فيه بعض الطعون المثارة حول القرآن الكريم، والرد عليها.
. القسم الأول: من: ص1-118. والقسم الثاني: من: ص119-226 / دار الهداية، القاهرة، ط1، 1993م
وهذا التقسيم للدكتور محمد غنايم يُبين أن بعض الباحثين المسلمين قد فَصَلوا بين دراسة ونقد الطعن في القرآن الكريم، وباقي علوم القرآن الكريم، كأنه علم مستقل غريب عنها.
بينما الحق والعدل أن يكون هذا العلم مبحثاً أساسياً من مباحث علوم القرآن الكريم..
====================
الموضوع كما تعلم أخي المكرم أعظم وأجلّ من قضية (ردود على شبهات).
لأن الشبهات تتزايد وتنتشر وتتفرع وتتلون بشتى الألوان.. الخ
منها
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=16787#post16787
وللأسف الشديد لا يمكن حصر جميع الشبهات حول القرآن الكريم في عصرنا والرد عليها (كلها) رداً علمياً محكماً بجهد فردي .. إلا إن اعتنت به (جمعية) أو (فريق).. الخ
والأفضل من ذلك كله، إيجاد علم يضع الأسس والضوابط الناظمة للرد على الشبهات.. فكثيراً ما أخذ الوقت من أخيكم ليرد على الرادِّين على الشبهات!!
عدم وجود أسس واضحة للرد، يوقع العاملين فيه بالحرج. والأسوأ منه: التناقض.. هذا التناقض الذي يورث المطَّلع الباحث عن الحقيقة (وهو الهدف الرئيس للرد) على الردود المتناقضة حيرة وعدم الاحترام لأي من الآراء.. فتضيع الحقيقة وسط الزحام والضباب.
وأضرب على هذا مثالين:
- الأول: ما نسِبَ إلى مصاحف الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من روايات شاذة تخاف المصحف العثماني.. والردود المتنوعة على ذلك. مِنَ العجيب أن تجد منها مَن يُقِر بتدخل سيدنا عثمان رضي الله عنه لترجيح مصحفه الرسمي (ما يسمى: المدونة الرسمية).
وتخيل أخي الكريم أن المصحف المترجم إلى الفرنسية (سنة 1972م) على يد الشيخ (أبو بكر حمزة) رئيس المعهد الإسلامي بباريس يُقرُّ بذاك !!(1/3009)
فيقول في ترجمته للآية 54 من سورة الأنفال 1/361 : أنها تكرار للآية 52 من السورة ذاتها، وسبب ذلك التكرار اللجنة التي كتبت المصحف العثماني !!
كما يطعن في ترتيب الآية 44 من سورة هود ويقول إنها يجب أن تتبع الآية 47 من السورة ذاتها (ولكنه أبقاها على ترتيبها احتراما للمصحف العثماني).
ويُصرح في 2/1279 أن بعض الآيات نقلت عن موضعها بتدخل من سيدنا عثمان، وأخرى حذفت، وأخرى أضيفت.. الخ
أهكذا يكون الدفاع عن القرآن ؟! ولمن: لغير العرب المسلمين ؟! وممن: من شخص اسمه كأسمائنا ويتبوأ أعلى منصب ديني إسلامي في فرنسا (كما يقول الفرنسيون) ؟!
- الثاني: الجهود الضخمة التي بذلها د. محمد عمارة في كتابه شبهات حول القرآن ليثبت أن القرآن الكريم لم يقل إن (آزر) هو اسم والد سيدنا إبراهيم عليه السلام.. حتى لا يتعارض القرآن الكريم مع التوراة المحرفة التي زعمت أن اسمه (تارح) !!!
من هنا أقول إن الأولى هو تقعيد قواعد للنظر في الشبهات حول القرآن الكريم ، مثلاً الاتفاق على قاعدة أن لا يُعتَد بقرآنية غير المتواتر مما نُسِبَ لمصاحف الصحابة الكرام رضي الله عنهم.. وتثبيت قاعدة: هيمنة القرآن الكريم التاريخية على مختلف الكتب المقدسة للشعوب، تلك الهيمنة التي لم تثبت حقائق التاريخ أنها انخرمت ولو لمرة واحدة... إلى غير ذلك من القواعد.
(كما أن للفقه قواعد: لا ضرر ولا ضرار، الضرر يزال، الضرورات تبيح المحظورات..).
لو أن طلبة العلم الشرعي ( بل مشايخهم المتصدين للردود على الشبهات) اتفقوا على قواعد وأسس ثابتة كمنطلقات صحيحة للرد على الشبهات لما كنا في هذه الحالة المأساوية في الردود على الشبهات ، كل " شخص " يرد وفق منطلقاته وأهوائه مهما كانت حصيلته العلمية وأرضيته التخصصية..
عند تقعيد قواعد لهذا العلم ، والالتزام بها.. تستطيع الاطمئنان بضعف التأثير السلبي لما ستخرجه لنا ـ ثم لأبنائنا ـ الأيام الحبلى بكل جديد من شبهات.(1/3010)
فتعليم الصيد للفقير، وإعطاؤه أدوات الصيد.. خير من إطعامه السمك كلما طلب ذلك.
والأهم من ذلك، المزيد من الاحترام لكتاب الله تعالى بأن تخدمه مؤسسات بأسس علمية منهجية، وهذا من حقوقه علينا..
كتاب الله يستحق منا أكثر .. ولا يجوز الاستمرار في هذه الغفلة التي سنُسأل عنها كلنا..
الكلام في شجون هذا الموضوع يطول ويطول....
حتى نكون عمَليِّين .. هل سيُكتَب لنا طول عمرٍ فنجد مساقاً جامعياً اسمه " الانتصار للقرآن " ؟!
---
عبدالرحيم
12-10-2005, 07:13 PM
جاء في البصائر والذخائر للتوحيدي:
أسلمَ أبو حنيفة ابنه حماداً إلى المعلم.. فعلمه الفاتحة.. فوصله بخمسمائة درهم.
فقال المعلم: إن هذا عظيم !!
فقال أبو حنيفة:
يا هذا، ليس للقرآن عندك قدر؟!
رحمك الله .. ما أفقهك !!
---
الجندى
12-13-2005, 02:47 PM
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4365
---
(1/3011)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > " يوم القدس العالمى على الانترنت "
---
" يوم القدس العالمى على الانترنت "
---
hedaya
10-27-2004, 12:12 AM
http://www.al-multaqa.net/u/Qudsday_yehya.jpg
لأنه الأقصى، ولأنها القدس الشريف، الأرض التي بارك الله فيها وفيما حولها، وجعل الحياة فيها رباطا إلى يوم الدين. لأنه أولى القبلتين، وثاني المسجدين، ومسرى سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم. الذي يئن تحت نير الاحتلال ، .. لكل من افتخر بنسبه للفاروق و صلاح الدين، يرسل صرخات دامية آن لي ان أعود طاهرا كما أراد لي الله أن أكون...
ولأجل ذلك كان حتما علينا أن ندافع عن القدس بكل الوسائل و الإمكانيات ، لنعيد لها الطهر الذي دنس . الأقصى يا أمتي مهدد بالهدم والضياع و نحن نائمون غائبون أوعز في الأمة الرجال؟؟؟ ، أم ماتت النخوة؟؟ .. أغلبت علينا شهواتنا أم باتت الدنيا أحب الينا من دماء شهدائنا ؟؟؟.
وحفاظا منا على جهاد الشعب الفلسطيني ، كان لزاما علينا أن ندعمه بكل ما أوتينا من عزم، كل منا في المجال الذي يقدر عليه، وفي المكان الذي يستطيع التحرك فيه. ومن هنا جاءت فكرة يوم القدس العالمي على الانترنت لتكون انتفاضة لرواد الشبكة من كل قطر في العالم، لنقول بصوت واحد لا لكل المؤامرات التي تستهدف المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني .. أمتنا حية تستعيد عافيتها و ستنهض مسرعه لتلتف حول فلسطين.
لذا يسرنا عبر موقعى
الملتقى<a href="http://www.al-multaqa.net" target="_blank">www.al-multaqa.net</a>
وحماسنا <a href="http://www.hamasna.com" target="_blank">www.hamasna.com</a>
أن ندعوكم لحضور يوم القدس العالمى على الانترنت يوم 17 رمضان (يوم ذكرى بدر )
بغرفة
Saraya Al-Da3wah q__I_II
نطاق: الشرق الاوسط على البالتوك ..(1/3012)
بحضور لفيف من العلماء والشخصيات المعروفة فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساءا بتوقيت مكة المكرمة..
من أجل الأقصى .. و من أجل فلسطين ..
من أجل دموع الثكالى و الأرامل و اليتامى ..
من أجل حقول و زروع أحرقت، و بيوت دمرت ..
سنلتقي لنكون معا مع فلسطين و مجاهدي فلسطين لنمد لهم يد العون، علنا نعذر من الله تعالى،
نمضي في ذكرى بدر الأولى نعلنها أننا للأقصى حتى يتحرر في بدر الثانية، و لسان حالنا رسالة أقصانا متأوها ..
يا أيها الملك الذي ......لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ملامة.....تشكو من البيت المقدس
كل المساجد طهرت...وأنا على شرفي أدنس
فكونوا معنا في لقائنا بيوم القدس .. مع طائفه من علمائنا الأفاضل و بكم و بتواجدكم ننعم بهدف اللقاء ..
وليكن شعارنا اليوم
(سنبعث في كل جيل صلاحا، سنربي أبناءنا ليكونوا الفاروق)
---
(1/3013)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > عضو جديد
---
عضو جديد
---
المزمل
08-01-2004, 07:30 AM
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/
006699 متمنيا للجميع التوفيق والسداد
وكل ماتحب أن تعاملا *FF0000*به به كل العبادعاملا
---
عبدالرحمن الشهري
08-01-2004, 09:17 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي الكريم المزمل ، وأسأل الله لك التوفيق والسداد. وتوقيعك يبشر بخير إن شاء الله.
---
(1/3014)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > حوار مع دينار
---
حوار مع دينار
---
ام احمد
04-14-2006, 11:43 PM
http://www.fotosearch.com/comp/sby/sby062/2937mny1.jpg
رأيت فقيراً مقطعّ الثياب، كبيراً بالسن، يبدو عليه آثار الجوع والعطش.
رأيته مستلقياً على عتبة البنك، وقد استغرق في نوم عميق، وكانت أشعة الشمس تدنوا منه قليلاً قليلا حتى وصلت إلى صدره، وهو لا يشعر بحرارتها.
وقفت عنده أنظر إليه وأتأمله، وأقول في نفسي: «سبحان الله! إن بين هذا الفقير وخزينة المال بضعة أمتار، إننا والله نعيش في عالم المتناقضات».
أدخلت يدي في جيبي، فأحسست بحركة غريبة فيه، أمسكت الذي يتحرك في جيبي وأخرجته، وفوجئت عندما رأيته «ديناراً».
فقلت له: لماذا تتحرك في جيبي؟
الدينار: أنا في جيبك منذ زمن بعيد، وأنت لم تتعامل معي وفق هدف وجودي.
قلت: وما هدف وجودك يا دينار؟!
الدينار: هو الإنفاق على أهلك ووالديك، وقضاء حاجتك الشخصية وحوائج المسلمين، من تفريج كربة، وإعانة مدين، وتوسعة على يتيم، وغيرها من وجوه البر والخير.
قلت: وكيف جئت إليّ يا دينار؟!
الدينار: إن لي قصة طويلة، فقد انتقلت بين أيدٍ كثيرة، فالأول اشترى بي خمراً، والثاني اشترى بي فلماً مخلاً للأدب، والثالث دفعني رشوة لآخر، والرابع اشترى منك بضاعة فوصلت إليك، وكل هؤلاء كانوا عبّاداً للمال، ولا أعرف عنك أي شيء بعد.
قلت: وكيف علمت أن هؤلاء هم عبّاد المال؟
الدينار: من طريقة تعاملهم معي، وأنهم كانوا لا ينفقونني في سبيل الله ولهذا قال الحسن البصري - رحمه الله - : «لكل أمة وثن يعبدونه، وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم» (1).
وأنت يا صاحب إن لم تصرفني في وجوه الخير فسأحرقك باسمي.
قلت مستغرباً: ماذا تفعل؟
ستحرقني بإسمك؟!! وكيف ذلك؟!!(1/3015)
الدينار: إن أول اسمي «دين» ليذكرك بحقوق دينك عليّ وآخر اسمي «نار» ليحرقك إن كنزتنى أو أنفقتني بالحرام.
قال تعالى {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم، فذوقوا ما كنتم تكنزون} (2).
قلت: إن شأنك لخطير يا دينار!
الدينار: نعم إن لي شأناً كبيراً، فأحسن معاملتي، حتى لا يعذبك الله بسببي، وانظر إلى اللذين
كنت عندهم كانوا يزرعون السيئات ويرجعون الحسنات، هل يجتبني من الشوك العنب؟
فاحذر أن تسير على دربهم، وهذا فقير أمامك إدفعني إليه وسأكون شاهداً لك يوم القيامة إن شاء الله.
واحرص على أن يكون عندك بعد ذلك شعور «ابن عينيه».
قلت: وما هو شعور «ابن عينيه»؟ ومن هو «ابن عينيه»؟
الدينار: إنه أحد التابعين، وكان اسمه «سفيان ابن عينيه» وكان مشهوراً بالإنفاق وحب الخير، حيث يروي لنا أحد أصحاب فيقول: «كنت أمشي مع سفيان بن عينيه إذ أتاه سائل فلم يكن معه ما يعطيه، فبكى.
فقلت: يا أبا محمد ما الذي أبكاك؟
قال: أي مصيبة أعظم من أن يؤمّل فيك رجل خيراً فلا يصيبه» (3)
قلت: سبحان الله، إنه لشعور رقيق جداً.
الدينار: هكذا فكن، واستغل مواسم عمرك، ولا تفرط في شبابك حتى يضاعف الله أجرك.
قلت: وهل هناك فرق بين من يتصدق في شبابه أو في هرمه؟
الدينار: نعم فقد «جاء رجل إلى النبي [ فقال: يا رسول الله: أي الصدقة أعظم أجراً»؟.
قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر» (2).
ومعنى صحيح شحيح: «أي أن من يكون صحيح البدن فإنه غالباً يكون شحيحاً أي بخيلاً بالمال لأنه يجد للمال وقعاً في قلبه لما يأمله من البقاء فيحذر مع الفقر.
وقال ابن بطال ولما كان الشحّ غالباً في الصحة فالسماح فيه بالصدقة أصدق في النية وأعظم للأجر بخلاف من يئس من الحياة ورأى مصدر المال لغيره» (4).(1/3016)
قلت: والله لقد فتحت عليّ أبواباً كانت مغلقة، فجزاك الله خيراً.
ثم عاد وقال: ولكن ألا تعتقد أنك فتنة في هذه الحياة الدنيا؟
الدينار: بالتأكيد أنا فتنة فكم من عالم قد فتن بي؟
وكم من زاهدٍ قد فتن بي؟
وكم؟ وكم؟ كلهم كانوا صرعى الدنانير والدراهم، وإنك لترى أحياناً بعض الدعاة ملتزمين بالسنة في الملبس والمشرب ولكنهم لا يتحملون بريق الدينار، ولا صوت الدراهم.
قلت: وكيف ذلك؟!. وأنت تقول أنهم ملتزمين!!
الدينار: إنها الفتنة يا صاحبي. فإنك لم تبصرها بعد.
وأسمع إلى قول الشاعر يصف ذلك:
لا يغرنْكَ من المرء قميص رقعه
أو إزارٍ فوق عظم الساقِّ منه رفَعَهْ
أو جبني لاج فيه أثر قد خلعه
أرِه الدرهم تعرف حبه أو ورعه
قلت: صدقت يا دينار، أسأل الله أن يغنيني ولا يفتنّي.
الدينار: والآن إدفعني إلى هذا الفقير حتى يحبك الله، وأكون سبباً في إطفاء غضب الله عليك، ويجازيك على ما فعلت.
قلت: حسناً.
ثم جلس بقرب الفقير، ووضعت يدي على صدره، وقلت له: يا هذا.. يا هذا.. فقام فزعاً وفتح عينيه.
فقلت له: لا تخف إني رجلٌ محسن، وهذا دينار فخذه ليعينك على نوائب الدهر.
فجلس ورفض أن يأخذ الدينار وقال: أنا لست متسوّل..
قلت: أعرف ذلك، ولكنه في حاجة إلى المال.
فأخذ مني الدينار وقال: جزاك الله خيراً.. ثم أخذ يردد:
إجعل المال إلى الله زاداً
واجعل الدنيا طريقاً وحسراً
إنما التاجر حقاً يقيناً
تاجرٌ يربح حمداً وأجراً
للاستاذ جاسم المطوع
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا
اللهـ امين ــــم
---
(1/3017)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > آيات ووقفات (الحلقة الأولى)
---
آيات ووقفات (الحلقة الأولى)
---
سعيد الشهري
08-09-2004, 06:12 AM
آيات ووقفات (الحلقة الأولى)
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد: فإنني أتشرف أيه الإخوة أن أتوقف معكم في تفسير بعض الآيات ، ولآ أدعي أنني عالم ، ولكن حسبي أن أجمع ما قاله العلماء ، وأضعه بين أيديكم ، بشرح عصري، وعبارات سهلة جلية، وأسلوب مبسط ، ولعدم تفرغ الكثير منا لهذا الأمر ، وانشغالهم عن الجلوس في المكتبة سواء في المنزل ، أو خارجه، لذلك أحسست أن حاجة الأمة لتناول بعض معاني الآيات في أسطر قليلة في الصحيفة التي ضمت بين صفحاتها نور إيماني، وإشراقه مضيئة للحق ، وأهله ، وبصيص من الأمل لعل الله أن ينفع أمتنا بما نقول ونسمع.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبن كثير رحمه الله في تفسير البسملة : (بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح بها الصحابة كتاب الله ، واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل ، وجاء في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ا بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصلَ السورة حتى ينزل عليه (بسم الله الرحمن الرحيم) . أخرجه الحاكم في مستدركه.
قال السعدي :أي أبتدئ بكل اسم لله تعالى ، وقد جاء في الحديث في صحيح البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً(1).(1/3018)
وهكذا يتبين لنا أن هذا الفضل العظيم الذي منَّ الله به على عباده ، وأحسن إليهم بتعليمهم أياه ، ومن منا لا يريد أن لا يضره الشيطان ولا يضر أولاده ؟ ولكن كثيراً من الناس يغفلون عن هذه التعاليم الربانية ، وعن هذا الهدي النبوي الذي أرشدنا إليه الرحمة المهداة للبشرية فحظ من أخذ من معينه ، ويا حسرة من أعرض عنه.
(الرحمن الرحيم)
قال السعدي :هما اسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمن مشدد، وفيه المبالغة أشد من الرحيم.
ونفهم من هذا أنه تعالى ذو الرحمة العظيمة التي وسعت كل شي، وعمت كل حي. قال ابن عباس : هما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر أي أكثر رحمة.
وهكذا يتبين لنا أن البسملة أمر له شأن عظيم ، وكذلك أسماءه الحسنى ومنها الرحمن والرحيم حينما تضاف إليها تكون ذا معنى أشمل وأوضح ، وعليه فإن على المسلم أن يكون متنبهاً لهذا الأمر ، وأن لا يغفل عن البسملة في أي شأن من شؤون حياته.
الوقفات
1- البسملة شأنها عظيم في كل أمر.
2- ورد في الحديث أن سترنا عن أعين الجن قول بسم الله.
3- الحث على البسملة عند الجماع لكي نتجنب ذرية أبليس الذي أقسم بالذات الإلهية ليشارك آدم في ذريته وفي أموالهم ، فكم نرى والعياذ باله من الشباب الذي يكره الحق ، ومنغمس في الشهوات، وكم نرى من غرق في أوحال الربا والتي شاركهم أبليس في تلك الأموال وأضلهم عن طريق الهدى والصلاح.
4- كل عبد من عباد الله يرجوا الرحمة من الله عز وجل ، و قد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل أحداً الجنة بعمله ، قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته.
(1) صحيح البخاري (141). صحيح مسلم (1434).
---
عبدالرحمن الشهري
08-09-2004, 02:25 PM
مرحباً بكم أخي الكريم سعيد ، وأشكرك على مشاركتك جزاك الله خيراً.
ويا حبذا لو توخيت الآيات التي قد يشكل فهمها على القارئ غير المطلع ، لتكون الفائدة أكبر وفقك الله.
---(1/3019)
سعيد الشهري
08-09-2004, 02:40 PM
السلام عليكم ، وجزاك الله خير سوف أشرح المصحف كله بإذن الله على ضوء دراستي لكتب التفسير وتلخيصها، ووضعها بأسلوب مفهوم، وسهل إن شاء الله تعالى. أرجوا منكم الدعاء والمداخلات كي نصل إلى الفائدة المرجوة وفق الله الجميع لكل خير.
---
(1/3020)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أسئلة للعارفين بطيبة النشر؟؟
---
أسئلة للعارفين بطيبة النشر؟؟
---
نورة
09-04-2005, 11:55 PM
السلام عليكم .. أريد من أهل طيبة النشر الاجابة على أسئلتي حسب استطاعتكم؟؟
لماذا ألف ابن الجزري طيبة النشر ولم يكتفى بالعشر الصغرى من الشاطبية والدرة؟
ماهي أفضل شروح لطيبة النشر وأين أجدها؟؟
ماهي مذاهب القراء في المد المنفصل مع ذكر شواهد عليها لأن أبياتها من الطيبة غير واضحة
مالمقصود بقول الناظم في باب الادغام الكبير لكن بوجه الهمز والمد امنعا ... وهل يقرئ بذلك حال القراءة لأبي عمرو؟
لماذ ذكر الناظم في باب الادغام الكبير كلمة النفوس زوجت - الرأس شيبا - العرش سبيلا ثم ذكر أن فيها الخلاف لأبي عمرو والقاعد ةالعامة أول الباب ان لأبي عمرو الادغام بخلاف لماذا بدأ يفصل في كلمات وهي على القاعدة؟
هل أجد لديكم تلخيص لباب هاءا لكناية والياءات؟
في باب السكت هناك خلافات لحمزة في السكت على الموصول والمفصول وحرف المد والساكن من غير حرف المد وشيء فماالعمل حال القراءة عموما هل نأخذ بكل الخلافات وماشواهد ذلك من غير الطيبة؟؟
هل يوجد كتاب لتحريرات كلمات الطيبة غير الطرق والأوجه ؟
وجزاكم الله خيرااا
---
(1/3021)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > شرح الاربعين النووية للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
شرح الاربعين النووية للشيخ بن عثيمين رحمه الله
---
إمداد
07-05-2005, 09:38 AM
شرح الاربعين النووية للشيخ بن عثيمين رحمه الله
وهو شرح جميل ومبسط
مقدمة الشارح
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
الحافظ النووي: - رحمه الله - من أصحاب الشافعي المعتبرة أقواله،ومن أشدّ الشّافعية حرصاً على التأليف، فقد ألّف في فنونٍ شتّى، في الحديث وعلومه، وألّف في علم اللغة كتاب تهذيب الأسماء واللغات ، وهو في الحقيقة من أعلم الناس، والظاهر - والله أعلم - أنه من أخلص الناس في التأليف، لأن تأليفاته - رحمه الله - انتشرت في العالم الإسلامي،فلا تكاد تجد مسجداً إلا ويقرأ فيه كتاب (رياض الصالحين)، وكتبه مشهورة مبثوثة في العالم مما يدل على صحة نيته، فإن قبول الناس للمؤلفات من الأدلة على إخلاص النية.
وهو - رحمه الله - مجتهدٌ، والمجتهد يخطئ ويصيب، وقد أخطأ - رحمه الله - في مسائل الأسماء والصفات، فكان يؤول فيها لكنه لاينكرها، فمثلاً: ( استوى على العرش ) يقول أهل التأويل معناها: استولى على العرش، لكن لاينكرون: (استوى) لأنهم لو أنكروا الاستواء تكذيباً لكفروا، أما من ينكر إنكار تأويل وهو لايجحدها فإن كان لتأويله مساغ في اللغة العربية فإنه لايكفر، أما إذا لم يكن له مسوّغ في اللغة العربية فهذا موجب الكفر. مثل أن يقول: ليس لله يدٌ حقيقة، ولا بمعنى النعمة،أو القوة، فهذا كافر؛ لأنه نفاها نفياً مطلقاً[1] . فهم يصدقون به ولكن يحرفونه.(1/3022)
ومثلُ هذه المسائل التي وقع منه - رحمه الله - خطأ في تأويل بعض نصوص الصفات إنه لمغمور بما له من فضائل ومنافع جمّة، ولانظن أن ماوقع منه إلا صادر عن اجتهاد وتأويل سائغ - ولو في رأيه - وأرجو أن يكون من الخطأ المغفور، وأن يكون ماقدّمه من الخير والنّفع من السعي المشكور، وأن يصدق عليه قول الله تعالى :(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)(هود: الآية114) [2]
فالنووي نشهد له فيما نعلم من حاله بالصلاح، وأنه مجتهد، وأن كل مجتهد قد يصيب وقد يخطئ، إن أخطأ فله أجر واحد، وإن أصاب فله أجران. وقد ألف مؤلفات كثيرة من أحسنها هذا الكتاب: الأربعون النووية، وهي ليست أربعين،بل هي اثنان وأربعون، لكن العرب يحذفون الكسر في الأعداد فيقولون: أربعون. وإن زاد واحداً أو اثنين، أونقص واحداً أواثنين.
هذه الأربعون ينبغي لطالب العلم أن يحفظها،لأنها منتخبة من أحاديث عديدة. وفي أبواب متفرقة،بخلاف غيرها من المؤلفات فلو نظرنا إلى عمدة الأحكام لوجدناها منتخبة؛ لكنها في باب واحد وهو باب الفقه، أما الأربعون النووية فهي في أبواب متفرقة متنوعة. ونحن نستعين بالله تعالى في التعليق عليها. والله الموفّق.
للتصفح
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_291.shtml
لتحميل الكتاب
http://www.binothaimeen.com/soft/Sh...nAlnawawiah.exe
__________________
---
إمداد
08-03-2005, 06:54 AM
ويمكنك الأستماع الى شرح الشيخ من هنا
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_215.shtml
---
(1/3023)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الرد على الأستاذ أحمد عامر قوله بالفرجة في الإخفاء الشفوي والقلب
---
الرد على الأستاذ أحمد عامر قوله بالفرجة في الإخفاء الشفوي والقلب
---
فرغلي عرباوي
06-10-2004, 04:13 PM
الرد على الأستاذ أحمد عامر قوله بالفرجة في الإخفاء الشفوي والقلب
قال الأستاذ أحمد عامر في بعض الأشرطة الصوتية عند حديثه عن القلب ( .... عندما ينطق القارئ قوله تعالى ) مِنْ بَعْدِ )(البقرة: من الآية27) تقلب النون الساكنة إلى ميم مع إخفائها وغنتها إذا لن أقل من بعد بإظهار النون واستعمال اللسان لإظهار النون وكذلك لا تقل من بعد بميم خالصة ولكن قلها نصف ميم مع انفراج في الشفايف لا تطبق شفتيك على بعض واعتمد على الخيشوم الذي هو الأنف في إخراج الغنة .... العلماء يسمونه إخفاء مع الإقلاب مع الغنة .... والغنة بمقدار حركتين لا تزيد ولا تنقص ...) أهـ
إذا خلاصة كلام الأستاذ أحمد عامر في القلب يتلخص في الآتي
1. ألا ينطق القارئ ميم القلب بميم خالصة
2. ألا تنطبق الشفتين على بعضها عند النطق بالقلب(1/3024)
والأولي أن نتبع كلام المتقدمين في هذه المسألة فقد صرحوا بالنصوص الصريحة بإطباق الشفتين وفضيلة علامة العصر ابن الجزري الثاني الشيخ أيمن سويد رد على كل من أشكل عليه تسميته قلب أو لإخفاء مع إطباق الشفتين قال حفظه الله ( ... كل عدول عن الإظهار إلى غيره لا بد أن يكون عدول إلى الأسهل لأن الأصل عند إلتقاء الأحرف أن تظهر الحروف , وقلب الميم الساكنة عند الباء إلى الميم قلب فطري يفعله الإنسان فطرة لذلك لو سألنا عاميا في الشارع لم يدرس التجويد ولم يشم رائحته ثم أشممناه عطر ( العنبر ) لقال هذا عطر العمبر فيطبق شفتيه ولا يقول عنبر ولا يظهر النون عند الباء بل يقلبهما ميما قلبا فطريا والعامة تقول موجز الأمباء) ولا يقولون الأنباء حتى في اللغة الإنجليزية والفرنسية لا يوجد n بعدها b بل يوجد m –b لكن شاع منذ ثلاثين سنة على يد شيخنا الشيخ عامر عثمان رحمه الله شيخ عموم القراء المصرية وهو شيخي وأستاذي وقرأت عليه القراءات العشر إلى آخر سورة البقرة شاع إبقاء بين الشفتين فرحة وهو كان متحمسا لهذا الموضوع استشكالا منه لكلمة إخفاء .. لكن مشايخ الأرض قاطبة في مصر والشام وشرق البلاد الإسلامية وغربها كلهم يطبقون بل إنه حدثني الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله شيخ قراء طرابلس في لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين ..(1/3025)
إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره , وكان إن شيخي عبد العزيز عيون السود كان يقرأ ويقرئ بالإطباق، وهكذا روى عن مشايخه في مصر، ثم سافر إلى مصر وعاد بالقراءة مع انفراج الشفتين رواية عن الشيخ عامر سيد عثمان رحمه الله تعالى، . وإن كنتم قرأتم على أستاذ أو شيخ فبين لكم أن هذه المسألة قد وهم فيها الشيخ أو توهم فيها الصواب وليست كذلك علينا أن نعود إلى الصواب قال تعالى ( الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَع)(يونس: من الآية35) قال ابن الجزري رحمه الله قرأت على بعض الشيوخ بترقيق الألف مطلقا ثم تبين لي بعد ذلك فساده فرجعت عنه . وذكر بأن الألف تتبع الحرف الذي قبلها تفخيما وترقيقا أما الرد على استشكال الشيخ عامر كيف نقول أم بإطباق الشفتين ونسميه إخفاء ؟ والجواب
أن الأصل أن يقرع مخرج اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ)(الفيل: من الآية4) نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا العمل يشبه الإدغام فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة فلو نطقنا بباء مشددة لكان إدغاما ولو قلنا ترميهم بحجارة ) بإظهار الميم فهذا يسم إظهارا فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء وتعريف الإخفاء منطبق عليه ( وهو النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول نفسه ) ...اهـ .
نصوص العلماء ما أكثرها بتصريحهم بأنها ميم خالصة وهذا كلام بعضهم(1/3026)
ذكر الشيخ أحمد بن محمد البنا في كتابه إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر ج1 ص 146 قوله ( والثالث : القلب وهو في الباء الموحدة فقط نحو ) أَنْبِئْهُمْ )(البقرة: من الآية33) ) أَنْ بُورِك)(النمل: من الآية8) ) عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)(لأنفال: من الآية43) فاتفقوا على قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة وإخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام وحينئذ فلا فرق في اللفظ بين ) أَنْ بُورِك)(النمل: من الآية8) و ) أَمْ بِهِ جِنَّةٌ)(سبأ: من الآية8) .. اهـ وهذا كلام صاحب الإتحاف لم يصرح بترك الفرجة عند التلفظ بالميم الساكنة أبدا , فسؤالي كيف غاب البيان عن المتقدمين وجاء أهل العصر ببيان ترك الفرجة أرجو الإجابة مع الدليل لمن عنده دليل مقنع من أقوال المتقدمين ؟ .(1/3027)
وقال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرح لحكم قلب النون الساكنة والتنوين ص 16 من الإضاءة في أصول القراءة: وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا .. اهـ . وهناك لم يشر العلامة الضباع إلى ترك الفرجة بل قال ميما خالصة . وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب: )وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف) منحة ذي الجلال بتحقيق اشرف عبد المقصود:54 وقد نقل الشيخ المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: ص169، طبعة بن لادن , وكان الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا ، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية. فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه ، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه ، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة. وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بأنها بمقدار ورقة ، أو رأس قلم ، أو حتى يرى بياض الأسنان ، أو إطباق الشفتين من طرفيهما وفتحهما من الأمام ، أو فتحهما بمقدار حركة ثم إطباقهما بمقدار حركة وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!! ونقول : لا فرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تلقيا مسندا متصلا. بل إن في تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان.
---(1/3028)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > السور المكية .. كيف نربطها بالواقع ؟!
---
السور المكية .. كيف نربطها بالواقع ؟!
---
طالبة العلم ..
04-19-2006, 02:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من المعلوم أنه ليس لنا أن نفسر القرآن برأينا لما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الوعيد الشديد وهو تبوء مقعده من النار ..
وكما قال الإمام أحمد : لا تقول كلاماً لم يكن لك فيه سلف ..
لكن أحياناً في حلقات القرآن أو مادة القرآن في المدارس نحتاج إلى جانب التفسير شيئاً من الربط بالواقع لنحرك به القلوب سواءً كانوا كباراً أو صغاراً ..
وكما ترون وضعت العنوان السور المكية التي ما نزلت إلا لبيان حقيقة القرآن و إثبات البعث والجزاء لكفار مكة وإثبات بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ،
فكيف بعد تفسير أيات -مثلاً- سورة النبأ وبيان شيء من الإعجاز فيها أن أربطها بالواقع ليحصل ويتحقق التدبر الذي هو هدفنا ؟
مثلاً .. (وجعلنا نومكم سباتا * وجعلنا الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا)
كيف أربطها بالواقع ؟
أعاننا الله على تدبر أياته ..
---
يسرى أحمد حمدى أبو السعود
04-19-2006, 03:22 AM
البناء الروحي والعقائدي للأبناء في مرحلتي الملاعبة والتعلم *
أولاً: المرحلة الأولى: (السبع سنوات الأولى)
ويليق أن نسميها: بالعقيدة في العهد المكي
وهي تنصب على: التلقين وتفعيل العقيدة الفطرية وربطها بالواقع؛ كالآتي:-
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِين * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(1/3029)
هذه الآية وإن كانت لها حادثة خاصة هي سبب نزولها. بيد أن الأمر أيضا من الجائز تعميمه، فإن تمسك الإنسان واعتصامه بكتاب ربه وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم كما قرر الله هداية إلى صراطه المستقيم، وبهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي)، فارتداد الإنسان عن دينه وخروجه منه لا يمكن أن يصدر إلا حال غياب هذا الإنسان عن تعاليم دينه وبعده عن كتاب ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
1- العقيدة السليمة فطرة مركوزة في نفس الطفل يخرج بها إلى الحياة:-
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَىَ الْفِطْرَةِ فَأَبُواهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟" ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَأوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} [الروم: 30] الآية).
هذا الحديث يقرر حقيقة هامة ألا وهي أنه ما من إنسان إلا وكانت بدايته الإسلام والفطرة السليمة، والعقيدة القويمة.
ووجود الطفل في بدايته مدعماً بهذه العقيدة لهو منة كبرى من الله عز وجل، حيث أن الطفل لا يملك أدوات فهم أمور العقيدة وما يتعلق بها من أدلة وبراهين عقلية أو نقلية.
واعتمادا على وجود هذه العقيدة مغروسة في نفس الطفل.
وبالتأمل في حكمة وجودها في الطفل دون الحاجة لتلقنه إياها.
يمكن القول بأن تجنيب الطفل الخوض في مسائل إثبات وجود الله تعالى أمر مقصود، إذ أن العقيدة السليمة موجودة بالفعل على سبيل الإجمال، وهذا هو أهم ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة من عمره.
2- الإهمال وأثره على تبلد الحس الفطري بالعقيدة:-(1/3030)
من الممكن أن تظل هذه العقيدة التي فطر الله الخلق عليها مركوزة في نفس الإنسان كامنة بداخله، بحيث تتحول مع مرور الأيام إلى إحساس دفين مغيب عن الحس الواقعي، ما لم تخرج وترتكز في العقل الواعي، ويتشبعها ويصقلها بما يدلل عليها من الأدلة النقلية والعقلية.
فيروى أنه قد سأل رجل الإمام جعفر الصادق عن الله عز وجل، فقال الإمام للسائل: ألم تركب البحر يوما؟ قال: بلى، فقال له: فهل حدث لك مرة أن هاجت بك وبمن معك الريح العاصف؟ قال: نعم، فقال له: وهل انقطع بك الأمل أنت ومن معك في النجاة؟ قال: نعم، فقال له: فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينقذكم مما أنتم فيه من البلاء؟ قال: نعم، فقال له الإمام جعفر: فذلك هو الله.
في هذا المثال: نرى أن السائل إنسان جاء يسأل عن الله تعالى على الرغم من أن بدايته شأن غيره الفطرة السليمة النقية، ومع وجود الكثير الذي شاهده في الحياة وتعلمه مع مرور الأيام، فإنه يسأل عن وجود الله وحقيقته.
وهذا سببه شيء واحد: أنه لم يتم تفعيل العقيدة عند هذا الإنسان من صغره، بحيث لم تنمو العقيدة في نفسه،
المصدر:
http://www.yah27.com/vb/printthread.php?t=5787
---
طالبة العلم ..
04-19-2006, 10:03 PM
جزاكم الله خير .. نقل جميل ورابط أجمل ..
لا أقصد تربية الأبناء بقدر قصدي كيف أربط هذه الآيات بالواقع .. مع أن الربط هذا ناتج عن التربية لكن المقصد المعين هو استشعار هذه الايات الكونية والنعم المغدقه ..
فمثلاً في هذه الآيات -التي ذكرتها في أصل موضوعي - بعد تفسيرها على حسبت المتلقي صغيراً او كبيراً .. وذكر شيئاً من الإعجاز بحسب الفئات العمرية ..
نأتي للربط بالواقع :
-طبعاً أنا لا أحسنه و لذلك كتبت هنا للإستفادة من خبرات المشايخ وطلبة العلم- .
لكني سأجرب هنا ..
فمثلا نتحدث أن من عجائب النوم غياب الشعور وعجز العقل بما يجري حوله رغم بقاء جميع الأجهزة تعمل ..(1/3031)
وهذا دليل على ضعف الإنسان ..
ونتطرق أن شؤم المعصية قد يعود على هذه النعمة وهي النوم بأن يعاني الإنسان من عدم القدرة على النوم والقلق وما ان يغمض لهم جفن إلا تنبهوا وكانه عذاب دنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ونتطرق إلى أن الله قال عن الليل أنه لباسا فيغشانا كما تغشانا الألبسه ونحن في هذا الزمان نسعى في خلعها ..
وأن الله ذكر اللباس في عدة مواضع منها التقوى ..
وذكرها مرة واحده في العذاب تعني ملاصقة الجوع والخوف عند (كفران النعمة) ! سبحان الله ..
ونتطرق إلى أن التدبر لا يحصل إلا بالتفكر .. (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) سبحان الله بعد التفكر دعو الله أن يقيهم العذاب ..
إذا بعد التفكر والتأمل تحصل خشية وخوف ..
أعتذر عن ركاكة الأسلوب أمام الكبار ..
لكن تحملوا مبتدئ بالعلم يريد تعاهده ..
جزاكم الله خير ..
---
عبدالرحمن الشهري
04-20-2006, 03:35 PM
أختي الكريمة طالبة العلم وفقها الله ونفعنا وإياها بالعلم .
ما تفضلتِ به كلام صحيح ، ونظرة صائبة في التربية والتفسير معاً ، وهذه الطريقة لا تتعارض مع التفسير وإنما هي مكملة له ، وميسرة لإيصال معانيه للفئات المختلفة من الطلاب ولا سيما في حلقات تدريس القرآن الكريم وتدريس التفسير . وقد دَرَّستُ التفسيرَ للطلاب في مستويات مختلفة ، ودَرَّست القرآن أيضاً ، وكنت ألاحظ أن الوقوف مع القارئ وهو يقرأ عند بعض المعاني أوقع في النفس من تدريس التفسير في أحيان كثيرة ، لما لتلاوة القرآن من السكينة والرهبة ولا سيما في المسجد .
ولا بد لمن يقوم بالتدريس أن يكون ذا اطلاعٍ جيد على التفسير واللغة العربية وأصول التفسير ؛ حتى يكون لاستنباطاته مستند قوي ؛ وحتى يأمن العثار في المعاني التي يُعلِّمها ويلقنها للطلاب في تدريسه للقرآن الكريم .(1/3032)
وأما ربط الآيات المكية على وجه الخصوص بالواقع ، فهي داخلة في هذا المعنى العام المتقدم ، وإن كان لها تميز من حيث موضوعاتها التي تكلم العلماء عنها ، وما فيها من التذكير باليوم الآخر والوعيد للمكذبين والوعد للمؤمنين مما يجعل ميدان التربية بما فيها من المعاني أوقع في نفوس المؤمنين على اختلاف أعمارهم ، وفي الصغار بوجه خاص. والمُوفَّقُ من المُدرسين والمُدرِّسات من يوفقه الله للأسلوب الحسن في إيصال هذه المعاني العظيمة .
وكنتُ أقول للطلاب ونحن نتدارس سورة الطور المكية : ربما لا يكون لهذه السورة ذلك الوقع القوي عليكم ، لأنكم مسلمون ، ولأنكم قد سمعتم هذه السورة مراراً ، وقرأتم تفسيرها كذلك . ولكن لو كنتم تنظرون إليها كما نظر إليها جبير بن مطعم رضي الله عنه ، ذلك الرجل القرشي الذي أسلم حديثاً ، ثم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قوله تعالى :{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ . أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ } فكاد قلبه أن يطير ، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق، عن الإمام الزهري ، وجبير بن مطعم رضي الله عنه كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الأسارى ، وكان إذ ذاك مشركا ، وكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك.
فهذه الهيبة والرهبة لكلام الله ، ولهذه المعاني العظيمة ، لا يستشعرها إلا من امتلأ قلبه هيبة لله ، ولكلام الله ، ولذلك تجد حديث العهد بالإسلام يتذوق معاني القرآن وحقائقه بشكل يختلف عن المسلم الأصلي .(1/3033)
وطرح هذا الموضوع للمدارسة يفتح الباب إن شاء الله للاستفادة من التجارب في هذا الجانب إن شاء الله ، ولعله يكون لي عودة ، وللإخوة الفضلاء لذكر التجارب العملية للاستفادة مما تفضلت به الأخت طالبة العلم وفقها والله الموفق لا إله إلا هو .
---
طالبة العلم ..
04-29-2006, 12:49 AM
جزاكم الله خير ..
جرد كتب اللغة والتفاسير مهم لهذه الحلقة التدبرية ..
لنعلم مثلاً لمَ وضع كلمة وتد للجبال بدل أي كلمة أخرى ..
لكن ونحن بسطاء العلم من الصعب علينا ..
لذلك كان الموضوع ، ولنتبادل الخبرات ونستفيد من المشايخ ..
و هذه الحلقة خاصة بأخوات حريصات لذلك نريد تفاعل وإعطاء نقاط ربط الواقع في أيات جزء عم لعل الأجر يعم ..
---
(1/3034)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية
---
أولويات البحث العلمي في الدراسات القرآنية
---
محمد البويسفي
08-17-2006, 07:52 PM
لأهمية المقالة العلمية و لمكانة صاحبها الشيخ الدكتورالشاهد البوشيخي ولأنها ألقيت في المغرب الأقصى بعيداً عن الإخوة في المشرق..لتعميم الفائدة اخترت نشرها هنا نقلا عن موقع الدرس القرآني.
[line]
بسم الله الرحمن الرحيم , وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيئ لنا من أمرنا رشدا".
أيها المهتمون بالدراسات الإسلامية و لا سيما القرآنية ,نحمد الله تعالى أن يسرنا هذا اللقاء فأن نشغل أساسا بالأولويات هذا في حد ذاته رشد منهجي , حين نفكر في أن تكون هناك ندوة موضوعها الأولويات مطلقا في البحث العلمي أو في غير العلمي , حين نفكر هذا التفكير نكون بإذن الله عزوجل داخلين ضمن الراشدين منهجياً.
أيها الحضور الكريم هذه الكلمة التي عبارة عن رؤوس أقلام ستدور على النقط الآتية :
أولا: مقدمة في أهمية العمل بالأولويات .
1 –الدين كله نظام من الأولويات .
إذا نظرنا إلى الدين نظرة أفقية و قد تم تنزله بعد أن قال الله عزوجل "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا" إذا نظرنا إليه في هذه الصورة التامة الكاملة نجده أيضا نظاما من الأولويات .
إذا نظرنا إليه في الصورة المنهجية أي في كيفية إحلال الله عزوجل له في الأرض في التجربة الأولى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم نجده أيضا نظاما من الأولويات وحسبنا أن نشير إشارة فقط إلى الحديث جبريل عليه السلام المشهور.(1/3035)
حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أولا , ثم الإيمان ثانيا , ثم الإحسان ثالثا. وحين ذكر ما بداخل الإسلام , فذكر الأركان الخمسة أولا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , ثم الصلاة , ثم الزكاة , ثم الصيام , ثم الحج . وحين ذكر ما ذكر أيضا في أمر الإيمان وأمر الإحسان كل ذلك على نظام الأولويات في العلاقة الكبيرة وفي العلاقات الصغيرة .
2 – أن العمل بالأولويات رشد منهجي .
أي أن الشخص الذي يروض نفسه ويحملها على أن تتعود هذا الضرب من السلوك , وهو أن تسير وفق نظام الأولويات , فيه الثابت وفيه متغير, إذا حمل الشخص نفسه على هذا ووطن نفسه عليه , فإنه يكون راشدا منهجيا ...
3 – شروط تحديد الأولويات .
ويمكن اختصارها في الفقه بأنواعه الثلاثة :
فقه الدين في كلياته ونظام أولوياته أفقيا وعموديا .
و فقه الواقع في القوى المكنة له , و البنية التي لهذه القوى التي تتدافع فيه , والتوجهات الكبرى التي إليها في تدافعها فيه و تستشرف المستقل .
فقه التنزيل في علاقته بالمنزل عليه فردا أو جماعة أو حالا أو عملا أو أي شيء إذا فقه هذا أمكن تحديد الأولويات بدقة , وهذا الفقه بأنواعه الثلاثة شرط صحة في تحديد الأولويات .
ثانيا: تحديد مفاهيم ألفاظ العنوان.
1 – مفهوم الأولويات :
واضح أنه جمع لأولوية و الأولوية مصدر صناعي من الأولى وهو الذي على غيره لسبب من الأسباب , و الأولوية التي يجب أن تقدم على غيرها لخصائص فيها بعد إمعان النظر فيها انطلاقا من فقه الدين,و فقه الواقع و فقه التنزيل.
2 –مفهوم البحث العلمي :
البحث بحث ,فيه كشف و فيه جهد يبذل لكشف الخبء .هذا الأصل في البحث .ووصف بالعلمية لأنه مقدمات و طرائق و نتائج كلها موزونة بميزان العلم , فالبحث العلمي إذن هو ذالك الدرس المنهجي مؤسس على صحة المنطلقات وصحة المقدمات , و صحة الطريقة بهدف الوصول إلى نتائج صحيحة .(1/3036)
إذا لم يكن هناك كشف في البحث عن الخبء فليس بحثا , وإذا لم يكن هناك كشف بطريقة منهجية فليس بحثا علميا.
3 – مفهوم الدراسات القرآنية: و هي كل الدراسات التي جعلت موضوعا لها القرآن الكريم و علومه ما يتصل بذلك , فكل تلك الدراسات هي من الدراسات القرآنية .
ثالثا : أولوية المصطلح القرآني
والأولوية الأولى في نظري هي أولوية المصطلح القرآني :
1- ماذا أقصد بالمصطلح القرآني ؟
إنه ذلك اللفظ الذي أكتسبه استعماله في القرآن الكريم دلالة التي له في اللسان العربي , فصار بذلك له مفهوم خاص ضمن رؤية القرآنية الشاملة , وصار بذلك التعبير عن ذلك المفهوم مصطلحا من المصطلحات القرآنية .وهذا الكلام مؤسس على :
أ- أن المصطلح ليس ضرورة أن يتفق عليه الناس ,كما هو سائد في تعريف المصطلح .إذ يمكن أن يكون هناك مصطلح يأتي من جهة ما جاهز الاصطلاحية .
ب- أنه في تاريخنا وعبر نصوص كثيرة وفي واقعنا وواقع غيرنا أيضا يوجد هذا الاستعمال للمصطلح إذ يوجد كثيرا مثل قولهم " هذه اللفظة في اصطلاح فلان".
ج – أن كل المذاهب و التيارات عندنا و عند غيرنا,تأسست على نصوص بعينها ,استعمل أصحابها فيها ألفاظا بعينها ,صارت بعد ,لاستعمالهم إياها بمفاهيم معينة داخل الرؤية العامة التي قدموها للناس,صارت لها دلالات خاصة ,أي مفاهيم خاصة ,تبناها من جاء بعد واستعملها ,فهي في الحقيقة لم تصر مصطلحات بسبب الاستعمال الذي طرأ بعد – و إن كان ذلك أكد اصطلاحاتها - و لكن صارت مصطلحات لذالك التخصيص المفهومي الذي كان لها من قبل المؤسس.
و هذا كثير ,و في التيارات و الذاهب.. فأي كلام عندنا أو عند غيرنا هو مؤسس على هذا الكلام.
2 – لماذا المصطلح القرآني أولوية ؟(1/3037)
الأمر بسيط جدا , لأننا نحن الآن لا نفقه قرآننا و لا نفقه ديننا , و هذا عليه أمثلة كثيرة لدى النخبة و لدى العامة, و بتعبير القدماء لدى الخاصة و العامة , لقد بعدنا جدا عن كتاب ربنا , بعدنا على لمستوى الفهم , و بعدنا على المستوى العملي , و هو نتيجة لمستوى الفهم , و من ثم على مستوى الأحوال, نتيجة بعنا على المستوى الأعمال.
فلذلك وجب تجديد الفهم , من أجل تجديد العمل , من أجل تحسين الحال بصفة عامة.
نحن نحتاج إلى الدخول من باب الدخول "و إنما تؤت البيوت من أبوابها " فقبل أن ندخل إلى الجملة القرآنية , يجب أن نفتح باب الألفاظ القرآنية , إذ الجملة مكونة من ألفاظ وليس المقصود الألفاظ التي تكون في النص العادي ولكن المقصود الألفاظ المصطلحات التي تعبر عن مفاهيم والتي بها يتم الدخول إلى المفهوم الكلي ألنسقي للقرآن الكريم .
هناك نسق مفهومي لهذا الدين كامن في كتاب اله غز وجل وفي سنة رسول الله "ص" التي تبينه .
هو كامن يحتاج إلى تجلية جزئية والكلية.
هذا الأمر إذا لم يتم على وجهه الصحيح لم تتضح الصورة على وجهها الصحيح .
وقد تعرض المصطلح القرآني خلال أربعة عشر قرنا لاعتداءات متعددة بأشكال مختلفة صغرته , أو حرفته عن موضعه أو عن مفهومه أو جاءت ببدل عنه نهائيا وأهميته . وقد كان هذا كان موضوعا لعرض خاص قدم في جامعة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان :نحن والمصطلح القرآني".وذلك لبيان ماذا فعلنا عبر تاريخنا وفي واقعنا بالمصطلح القرآني .
3 - كيف ندرس المصطلح القرآني ؟
الأمر بسيط أيضا ,لأنه مسطرا في هذا الكتيب الصغير"القرآن الكريم والدراسة المصطلحية "وخلاصته بالإشارة أن الدراسة المصطلحية مدارها على خمسة أركان :(1/3038)
الإحصاء أولا للفظ ثم بعد ذلك الدراسة المعجمية له ثم بعد ذلك الدراسة المفهومة له ثم بعد ذلك عرضه على نمط خاص ببيان تعريفه وبيان صفاته بأنواعها وبيان علاقاته بأنواعها وبيان ضمائمه بأنواعها مشتقاته بأنواعها.
وأخير بالدخول إلى عالم قاضيات بأبعاده .
هذا الأمر في حد ذاته يحتاج إلى كلام طويل عريض ويكفي أن أقول : إن معهد الدراسات المصطلحية قد خصص لكل ركن من تلك الأركان دورة تدريبية كاملة فيها أشياء متعددة وأمور كثيرة .
رابعا :أولوية الهدى المنهاجي :
الأولوية الثانية هي أولوية الهدى ألمنهاجي .
1-ماذا أقصد بالهدى ألمنهاجي ؟
أقصد بالتحديد ما جعله الله عز وجل طلبا في قوله : "اهدنا الصراط المستقيم " ,وهو الطلب الوحيد الإجباري الذي للمؤمن في حياته كلها , في جميع صلواته ذلك بأن الفاتحة كما تعلمون مؤسسة على هذا الدعاء ما قبل "أهدنا" مؤسس له وما بعد" أهدنا" مفصل له وليس في الفاتحة دعاء إلا "أهدنا الصراط المستقيم " ما قبلها يؤسس لأدب الدعاء وما بعدها يفصل في هذا الدعاءُ .
وليس في الكتاب بعد إلا " الهدى" قال تعالى : "ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه الهدى للمتقين" وقال أيضا "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس بينات الهدى والفرقان" وقال جل جلاله :"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"... إلى غير ذلك من الآيات.
فلذلك أقول :إني أقصد بالهدى المنهاجي تلك الطريقة المثلى للتفكير والتعبير والتدبير.
الفردي والجماعي في مختلف الأحوال هذا ما أقصد بالهدى المنهاجي.
2- لماذا الهدى المنهاجي ؟
لأننا بصدد الاستئناف الآن والعودة من جديد إن شاء الله تعالى في التاريخ عائدون... سنعود من جديد وستعود الأمة من جديد ," بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ " رواه مسلم.(1/3039)
هذه العودة لابد من تسريعها للتعجيل بتخليص العالم ولا يمكن تسريعها إلا بالاهتداء في الأمر كله للتي هي أقوم . ولذلك لابد من اكتشاف واستخلاص واستخراج الهدى المنهاجي من باطن الوحي ليستبين السبيل وليستقيم ويرشد السير .
3- كيف نستنبط الهدى المنهاجي ؟
لا سبيل إلى ذلك بغير الدرس والتدارس للقرآن الكريم :
أما الدرس فهو الصورة الفردية النافعة لصحبة القرآن ولن تكون ربانيا عن الحقيقة بغير الدرس للقرآن "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" ولكن الدرس وحده لا يفضي إلى كل النتائج المرجوة من صحبة القرآن .
وأما التدارس فهو الصورة الجماعة المثلى لصحبة القرآن كما جاء في الحديث الصحيح المشهور الذي تعرفون "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكره الله فيمن عنده " . رواه مسلم .
هذا الترقي في مقامات الفهم ومقامات العلم بالكتاب يبدأ بالتلاوة والتدارس فتنزل السكينة فإذا نزلت السكينة ازداد الإيمان "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا أيمانا مع أيمانهم" ثم يكون غشيان الرحمة وإذا غشيت الرحمة أذهبت الاختلاف و جاءت بالائتلاف " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " ثم يكون حفوف الملائكة وإذ ترقى الأمر إلى درجة حفوف الملائكة وإحاطتهم بالمتدارسين أدت المصاحبة لملائكة إلى تخلق بأخلاق الملائكة " والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أبو داود والترمذي .
والدرجة الرابعة : ذكر الله "ولذكر الله أكبر"أن يتأهل العبد نتيجة عروجه في هذه المقامات إلى حال أن يذكر في الملا الأعلى عند الله تعالى كما ذكر الأنبياء قبل عليهم الصلاة والسلام .
هذا التدارس إذن هو أسرع طريق لاستخلاص هذا الهدى واستنباطه وهو الشرط الذي يشير إلى الجهد الجماعي المشترك الذي لا تحصل تلك النتائج كلها إلا بوجوده .(1/3040)
خامساً : أولوية الأعجاز العلمي .
الأولوية الثالثة هي أولوية إعجاز العلمي .
1- ماذا أقصد بالإعجاز العلمي ؟
أقصد بالإعجاز العلمي ما يكتشفه بعض العلماء في القرآن الكريم مما يستحيل أن يصدر عن غير الله إبان نزوله القرآن الكريم وأقول "اكتشاف" لأن أمر الإعجاز ليس أمرا استنباطيا ولكنه أمر اكتشافي إذ هو موجود في الكتاب .
فأي صاحب تخصص علمي اكتشف شيئا أو أمرا في كتاب الله عز وجل تبين له بحكم تخصصه أن هذا الأمر الذي تحدث عنه الكتاب نزوله يستحيل أن يكون من بشر فقد اكتشف إعجازا علميا أي أمرا يعجز غير الله أن يصدر منه .
ولا أقصد بالعلم هنا المفهوم المعاصر المقصور على مجال العلوم المادية كما هو شائع اليوم .
كلا ثم كلا , إنما هو العلم بمفهومه الواسع الذي يبتدئ من الوحي أصلا "ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم " ثم العلوم الشرعية بكاملها المستنبطة من الوحي ثم العلوم الإنسانية بصفة عامة ثم العلوم المادية .
فصاحب العلوم الشرعية يكتشف الإعجاز التشريعي إذا تضلع في مجاله وفي تخصصه وغيره يكتشف غير ذلك . وكذلك صاحب العلوم الإنسانية وصاحب العلوم المادية .
فالإعجاز العلمي الذي أقصده عام وعملية فه عامة وليس كما يستعمل اليوم في الإعلام وغير الإعلام .
2- لماذا صار الإعجاز العلمي أولوية ؟
ذلك لرد الناس إلى الله تعالى بأسرع طريق لأنهم حين يتبين لهم بوضوح أن هذا الأمر وذاك مستحيل أن يقوله محمد "ص" ولا العرب . بل لا هو ولا هم ولا غيرهم من الأمم إذاك يقتنعون أن هذا القرآن ليس من عند غير الله .(1/3041)
فمثلا وقف بعض علماء الأجنة عند قوه تعالى : "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" تعجب من إشارة القرآن الكريم إلى هذه المرحلة العظيمة التي يمر بها الجنين فلا يبقى فيه إلا النسيج العظمي في الصورة الغضروفية أولا ثم بعد ذلك تكسى تلك العظام بأنسجة لحمية ثم ينفخ في الجنين بعد الروح فيصير خلقا آخر.
وبما أن علم تشريح الأجنة بكامله لم يظهر إلا منذ نحو قرن تقريبا ولم يكتشف هذه الحقيقة إلا حديثا فمن أخبر محمدا أو من أخبر غيره من بقية الأمم بشيء من هذا.
هذا الاكتشاف هو اكتشاف لإعجاز علمي في القرآن الكريم يثبت أن هذا القرآن ليس إن من عند الله تعالى .
3- كيف نكتشف الإعجاز العلمي؟
لابد أولا من تفوق في التخصص إذ القوة في التخصص أي تخصص في أي علم من العلوم تفضي بصاحبها إلى اكتشاف المجهول .
ثم أيضا التفوق في تذوق القرآن بما يستلزم ذلك من إتقان للغة العربية ومن علوم الآية بصفة عامة . ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ثم بعد ذلك وقبل ذلك اليقين لأنه إذا حضر التفوق في التخصص والتفوق في التذوق ولم يحضر اليقين أي الإيمان بما في هذا القرآن إلى درجة اليقين فإنه لا يحصل الاهتداء " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء واللذين لا يومنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولائك ينادون من مكان بعيد" .
سادسا : أولوية إعداد النصوص
الأولوية الرابعة هي أولوية إعداد النصوص .
1- ماذا اقصد بإعداد النصوص ؟
المقصود بإعداد النصوص في هذه الإشارات هو تصييرها صالحة للاعتماد العلمي. ولا يكون ذلك إلا بالتوثيق والتحقيق والتكشيف .
2- لماذا يجب إعداد النصوص ؟(1/3042)
لماذا لابد من إعداد النصوص : نصوص الدراسات القرآنية ؟ ذلك لتحقيق شرط العملية في مادة الخام والاستكمال الشخصية النصية لتخصص فتحضر المادة كلها لتعم الأحكام وتحضر موثقة محققة لتصح الأحكام وتحضر مكشفة ليسهل جمع ما تفرق من المادة الخام .
3- كيف تعد النصوص للدراسة ؟
المراحل الثلاث :
مرحلة توثيق النسبة أي توثيق نسبة النص إلى صاحبه .
ثم مرحلة توثيق المتن وهو ما يسمى بالتحقيق عادة لأنا نريد أن نستوثق من أن هذا النص لفلان . وإلا فجميع النتائج ستفسد سنحكم على عصرنا حكما غير صحيح أو على شخصية ما أو اتجاه أو تيار .. ثم ينبغي أن نستوثق من أن هذا النص هو أقرب شيء للنص الذي خرج من قلم صاحبه إن لم يكن يطابقه .
ثم مرحلة ثالثة ينبغي أن نخضع هذا النص لعملية تكشيف في مستوياتها الأربعة تكشيف أسماء الأعيان وتكشيف الموضوعات وتكشيف النقول وتكشيف المصطلحات . وفي ذلك الفوائد يطول الكلام فيها .
سابعا : أولوية تكميل أصول البيان
الأولوية الخامسة هي أولوية تكميل أصول البيان.
1- ما المقصود بأصول البيان ؟
أقصد بأصول البيان ما تعرفونه من أصول التفسير وأزعم أن لفظة البيان هي اللفظة الأنسب للمراد "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه " وهي اللفظة التي ترددت في القرآن كثيرا . أما التفسير فلم يرد إلا مرة واحدة وفي سياق بعينيه لا صلة له بهذا الموضوع .
2- لماذا أصول البيان ؟
السبب هو أن هذا الأمر لما يحسم فيه ولما يجمع حتى الساعة وينظم في صورة نظرية متكاملة لفهم القرآن حق الفهم . لقد خدم الحديث ، حديث رسول "ص" وخدم النحو وخدمت البلاغة حتى قالوا إنها علوم نضجت واحترقت . لكن علم بيان القرآن لم ينضج ولم يحترق, و ما زال الباب مفتوحا على مصراعيه.
وإني بحمد الله تعالى لعلى علم بما هو كائن.
فلماذا نكمل أصول البيان إذن , لأجل نقصانها في الواقع, ولضرورتها للاستنباط الصحيح .
3-كيف نكمل أصول البيان ؟(1/3043)
لابد أن نجمع المتفرق و هو في مقدمات أصول التفسير و في بواطن كتب التفسير و في كتب علوم القرآن بأشكالها و ألوانها و في كتب الأصول و في كتب اللغة و في غير ذالك.هو مفرق في عدد من العلوم. و القواعد الأصولية كثير منها أصول تفسيرية أي أصول بيانية.
ثم بعد ذالك لابد أن نخلص الملتبس و لابد أن نضيف الناقص.
و على سبيل المثال:فقد بقي جهد مدرستين خارج الإطار :جهد مدرسة المقاصد و جهد المدرسة الاجتماعية المعاصرة.فجهودهما مشتتة لما تجمع لتلحق بالضوابط العامة.
ثم من بعد ذالك لابد من عمليات للتمحيص و التقعيد و التصنيف قبل أن يصاغ كل الناتج في صورة نظرية شاملة كاملة.
ثامنا: خاتمة فيها قبل الأولويات
أولا: تكوين الأطر العلمية القوية الأمينة المؤهلة: و هذا أمر فيه كلام عريض لابد أن نحرس على أن ندفع بالمعدن الممتازة إلى مجال العلوم الشرعية"لأن التصفية بلغة اليوم تتم في التاسعة أي في نهاية مرحلة الإعدادي هناك" يصفى " العلم الشرعي "التصفية الجسدية ".أي إن خيرة العقول يذهب بها إلى اختصاص الرياضيات أو يذهب بها إلى العلوم التجريبية وما بقي يعطى للعلوم الأدبية وما يلحق بها من علوم شرعية على قاعدة " ويجعلون لله ما يكرهون".
فتكوين الأطر القوية الأمينة إذن لابد منه. و هو يبدأ باختيار المعدن الكريمة و تأهيلها التأهيل العالي . لابد من تحررنا من ضغط الخبز و من ضغط غير الخبز لابد من تحررنا من كل الضغوط لنستطيع أن نأتي بما ينفع الناس و يمكث في الأرض.
ثانيا : اعتماد العلمية والمنهجية و التكاملية في البحث:
العملية بشروطها التي أشير إليها قبل بأن نلتزم بصحة المقدمات و صحة الطريقة و صحة النتائج . و تبعا لذالك نهيئ ما يلزم لذالك.
و المنهجية تتجلى في أنك تسير بطريقة معينة انطلاقا من الجزئيات لتركيب الكليات و ترسم الطريق عبر مراحل يفضي بعضها إلى بعض.(1/3044)
و التكاملية تعني التنسيق في العمل و التكامل فيه, فإذا اشتغل مثلا بالأذن فينبغي أن يشتغل الآخر بالعين والآخر اليد و الآخر الرجل وهكذا.نحن بحاجة إلى التكامل في البحث . وإن هذه النقطة فيها نقص كبير و فيها كوارث ليس التكرار الكثير في البحوث الذي يقع حتى الكلية الواحدة و الشعبة الواحدة.
و أخيرا استصحاب الرؤية الشاملة في المسألة العلمية بمعنى ألا ننظر إلى موضوعنا مجردا عن غيره أو إلى تخصصنا مجردا عن غيره أو إلى المكان الذي نبحث فيه مجردا عن غيره وهكذا...و هكذا..و بالله التوفيق
المصدر http://www.adarsalquran.net/
---
عبدالرحمن الشهري
08-21-2006, 09:54 PM
للدكتور الشاهد البوشيخي جهده العلمي المشكور ، فجزاك الله خيراً على إطلاعنا على هذه المحاضرة . والمكتوب فيما يبدو كتبه أحد طلابه سماعاً أثناء المحاضرة .
---
العبادي
08-22-2006, 06:24 AM
أشكرك أخي (محمد البويسفي) على مشاركتك الماتعة.
وبما أنك عضو في "النادي العلمي للطلبة الباحثين في الدراسات الإسلامية"، فحبذا لو تعرفنا بهذا النادي وجهوده، وواقعه الحالي، لكونه متخصصا بالدراسات القرآنية بالدرجة الأولى.
وجزاك ربي خيرا.
---
محمد البويسفي
08-26-2006, 02:44 PM
هدا النادي أسسناه السنة الماضية بصحبة مجموعة من الطلبة الباحثين في الدراسات الإسلامية الدين لهم هم طلب العلم و البحث في الدراسات القرآنية .
" النادي العلمي للطلبة الباحثين في الدراسات الإسلامية "
نادي, علمي , متخصص, جعل من أهدافه:
1. إغناء البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية
2. مواكبة التطورات العلمية في مجال الدراسات الإسلامية
3. إرساء قواعد و مناهج البحث العلمي في :
- القرآن و السنة باعتبارهما المصدران لكل العلوم الإسلامية.
- التراث العربي الإسلامي.
4. التكوين في مجال تحقيق الكتب و المخطوطات العربية و الإسلامية
و لتحقيق هذه الأهداف يعتمد النادي الوسائل الآتية:(1/3045)
1. المحاضرات و الندوات العلمية و الرحلات العلمية.
2. الدورات التدريبية, الأيام الدراسية , المدارسات العلمية المتخصصة
3. اللقاءات المفتوحة مع أساتذة مختصي
لجان النادي
أنشأ النادي لجنتين متخصصتين:
اللجنة العلمية.
و هي لجنة استشارية , وظيفتها :
1. دراسة تدابير و إجراءات تنزيل أهداف النادي علميا .
2. دراسات الملفات و القضايا المقرحة من لدن المكتب المسير.
3. رصد الأولويات العلمية و المنهجية , و تقديم مقترحات عملية بشأنها.
4. تحديد المواضيع العلمية ذات الأهمية و الأولوية , في مجال الدراسات الإسلامية.
5. إعداد بيبليوغرافية تتضمن : أسماء المصادر, المراجع ,المخطوطات , و الدراسات الحديثة , و ذالك بتنسيق مع لجنة الإعلام و التواصل.
اللجنة الإعلامية و التواصلية.
و هي لجنة استشارية تنفيذية , وظيفتها :
1. الإشراف على الموقع الإلكتروني للنادي.
2. الإشراف على الإصدارات العلمية للنادي.
3. التعريف بالنادي وبأهدافه العلمية و نشاطاته.
4. متابعة الإصدارات المحلية و الدولية ذات الشأن العلمي, و كذا الندوات. والدورات العلمية , بالإضافة إلى الرسائل الجامعية.
5. تنسيق الجهود العلمية مع الهيئات و المؤسسات المتخصصة.
6. تحرير الإعانات و الطلبات.
الأنشطة التي قام بها:
نشاطه الإفتتاحي كان تحت عنوانّ " البحث العلمي في الدراسات القرآنية قضايا و مناهج ّ " من الدين حاضروا فيه الشيخ الدكتور فريد الأنصاري "ّآفاق البحث العلمي في الدراسات القرآنيةّّ"
ثم ندوة بعنوان " البحث في الدراسات الإسلامية ّالإطار و المنهجّ ّ "
لأن يسر الله تعالى سنعمل على نشر أعمال هده الأنشطة إن شاء الله تعالى
و هده دعوة للتواصل معكم و مع الطلبة و الشيوخ من أجل التعاون و الإستفادة في كل ما يهم البحث العلمي في العلوم الشرعية عموما و الدراسات القرآنية خصوصا
و لمزيد من المعلومات : http://www.adarsalquran.net
---
مساعد الطيار(1/3046)
08-26-2006, 05:12 PM
ماشاء الله تبارك الله
أسأل الله تكثر مثل هذه الملتقيات والنوادي العلمية ، فهذا مما يسر ويُفرح ، فالحمد لله الذي وفقكم إلى مثل هذا النادي المبارك بإذن الله .
وكم اتمنى لو كان هناك تواصل بين هذه النوادي والمراكز والملتقيات العلمية المتخصصة في القرآن وعلومه لتبادل الخبرات والاستشارات ، والتعاون في سبيل الرقي بهذه المراكز والملتقيات .
---
محمد البويسفي
08-26-2006, 08:13 PM
بارك الله فيكم اقتراح جيد جداحبدا لو تجعلوا ركنا خاصا للجمعيات و النوادي ..العلمية دات التخصص المشترك يكون لكم فضل السبق في تجميع الجهود العلمية و...نحن نبارك هده الخطوة و نكون أول المستجبين. و جزاكم الله خيرا
---
العبادي
08-27-2006, 10:37 PM
أنت أخي (محمد الويسفي) تُعدّ سفير النادي العلمي لدى هذا الملتقى
وعلى هذا فأرى أن من أولى مهامك -فضلا لا أمرا- هو أن تباشرنا بكل جديد من الأعمال والأخبار المفيدة عن ناديكم المبارك.
كما أدعو الإخوة في هذا الملتقى أن يدلو بدلوهم بالمشاركة في منتديات النادي العلمي. (http://www.adarsalquran.net/forums/)
---
محمد البويسفي
08-28-2006, 02:18 PM
أنا رهن الإشارة على قدر استطاعتي فيما يخص هدا النادي و أخباره و أيضا فيما يتعلق بالأخبار العلمية في المغرب الأقصى أو شيء من هدا القبيل -طبعا على قدراستطاعتي- و أنا مسرور لدلك.
كما أدعو السادة الشيوخ و الإخوة الطلاب للمشاركة معنا في هدا النادي و الموقع, بإنتاجاتهم العلمية لتعم الإفادة و يتم التواصل و التأثير و التأثر العلمي.
---
نور القرآن
09-20-2006, 12:34 AM
أيها الاخوة الافاضل أبحث عن كتب تتناول منهجيةالبحث العلمي في مجال الدراسات الاسلامية بعينها ووكلما وجدت كتابا في منهجية البحث وجدت كتبا عن البحث في الدراسات الادبية أو التاريخية أو التربوية علم النفس أما الدراسات الاسلامية بفروعها فنحن منها ببعيد(1/3047)
وقد أصابني اليأس في الحصول على هذه النوعية من الكتب
فهل من مساعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-20-2006, 05:30 AM
هناك كتاب جيد عن (منهجية البحث في الدراسات الإسلامية) للأستاذ الدكتور فريد الأنصاري أرجو أن يكون فيه فائدة للأخت نور القرآن بارك الله فيها . وأجود منه في رأيي كتاب الأستاذ الدكتور فاروق حمادة في نفس الموضوع إضافة إلى كلامه عن تحقيق المخطوطات . وكتاب الدكتور فاروق حمادة من منشورات دار القلم في دمشق في طبعته الثانية .
---
محمد البويسفي
09-20-2006, 02:37 PM
السلام عليكم و رحمة الله
فيما يخص كتاب الدكتور فريد الأنصاري هو موجود في السوق -خاصة في المغرب-و لست أدري في هل لازال موجودا في المشرق أم نفذ؟
على كل حال هو موجود عندي .
أما منهجية البحث العلمي في الدراسات القرآنية فهو من ضمن المواضيع التي ينوي النادي العلمي للطلبة الباحثين في الدراسات الإسلامية تناولها ضمن أنشطته خلال هذه السنة في كلية الأداب و العلوم الإنسانية جدامعة المولى إسماعيل /مكناس /المغرب
---
(1/3048)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل يقيل هذا التفسير؟؟
---
هل يقيل هذا التفسير؟؟
---
جمال حسني الشرباتي
11-27-2004, 07:34 AM
هذا الشخص يدعى صلاح الدين عرفة
وهو من سكان القدس واعرفه شخصيا
وهو يقدم آراء في التفسير غير مسبوقة
وأنتم أهل العلم والإختصاص
فهلا حاكمتم أفكاره؟؟
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=70
---
أبو علي
11-27-2004, 11:12 AM
يا أخي جمال
الشيخ أبو عرفة رجل فاضل وهي يجتهد كما نجتهد ابتغاء مرضاة الله ، وكل من اجتهد فأصاب له أجران وإن أخطأ له أجر واحد ، وكلنا نصيب ونخطئ.
---
جمال حسني الشرباتي
11-27-2004, 02:49 PM
أنا لم أقل عنه شيئا قبيحا
إنما رغبت بأن تتاح مناقشة لما يقول عند أهل الإختصاص
---
د. هشام عزمي
11-27-2004, 03:39 PM
أخي جمال الشرباتي ،، إن كنت تعرفه حقًا ، فهل من الممكن أن تطلعنا على مؤهلاته العلمية و الشرعية ؟ فكما يقول علماء الجرح و التعديل : بلديّ الرجل أعلم به .
اما بالنسبة للتفسيرات الموجودة في موقعه فكل ما يمكني قوله هو أنه إما على هدى خير من هدى أمة محمد أو على ضلال مبين .
و الله أعلم .
---
أبو عبد المعز
11-27-2004, 04:59 PM
الاخ د.هشام عزمي..ما قلته هو فصل الخطاب ان شاء الله..والرجل لا يتورع عن تخطئة الامة كلها فيتحدث عن اخطاء دامت اربعة عشر قرنا في زعمه..لست ادري ان كان يدخل الصحابة في جملة المخطئين..ام لا..بل يلزمه ذلك لان التفاسير الموجودة...بعضها مسندة الى الصحابة..
المخطىء للامة لا بد ان يكون مخطئا..يكفي هذا الجواب الاجمالي ..للباحث السريع..الذي ولا يملك الوقت لغربلة كل ما قال الرجل فى تفاسيره الجديدة
---
جمال حسني الشرباتي
11-27-2004, 07:47 PM
السلام عليكم
ليس المقصود دراسة شخصية الرجل
إنما المقصود دراسة ما قدم من أفكار(1/3049)
وأنا درسته في المدرسة قبل 22 عاما وما أعرفه عنه هو أنه يلقي درسا أسبوعيا في كل جمعة في المسجد الأقصى ويتحولق حول زاويته جمع من الناس
والافضل من كل هذا أن يكون هناك رد علمي لا شخصي
---
(1/3050)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الشيخ المقرئ رفعت البسطويسي - بارك الله في عمره.
---
الشيخ المقرئ رفعت البسطويسي - بارك الله في عمره.
---
إبراهيم الجوريشي
04-09-2007, 07:36 AM
الشيخ المقرئ رفعت البسطويسي - بارك الله في عمره.
على هذا الرابط
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=68739#post68739
---
(1/3051)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إنتاج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي (منقول)
---
إنتاج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي (منقول)
---
مساعد الطيار
10-28-2005, 09:16 PM
بتوجيهات وزير الشؤون الإسلامية
إنتاج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي
* الرياض - الجزيرة:
أتم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة مشروع إنتاج أحد البرامج الحاسوبية المتميزة، التي تخدم الباحثين وطلبة العلم وغيرهم، بعنوان (مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي).
أوضح ذلك الأمين العام للمجمع الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، وقال - في تصريح له -: إن هذا البرنامج سيستخدم في البحث عن نصوص الآيات القرآنية في المصحف، وكتابتها بخط الرسم العثماني (المطابق للرسم المستخدم في مصحف المدينة النبوية) في برنامج النشر المكتبي.
واستعرض العوفي مزايا البرنامج، منها إمكانية كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في برنامج تحرير النصوص (مايكروسوفت وورد MS- Word)؛ وذلك على هيئة خط True type font (مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، مما يسهل أعمال التحرير والتنسيق، وإمكانية كتابة وإدراج الآيات القرآنية مباشرة في عدد من برامج الرسم والنشر المكتبي المشهورة، وهي: فوتوشوب PhotoShop، وإن ديزاين InDesign، وإليستريتور ILLustrator، ويتم إدراج الآيات أيضا على هيئة خط True Type Font (مطابق لخط اليد المستخدم في كتابة مصحف المدينة النبوية)، وهذه خدمة مهمة، وغير متوافرة في كثير من البرامج الأخرى المماثلة.
سرعة وإتقان(1/3052)
ومن المزايا الأخرى للبرنامج - أضاف الدكتور العوفي قائلا - سرعة ودقة نتائج البحث، حيث يمكن الوصول إلى الآيات المقصودة والبحث في المصحف بكامله في ثوان معدودة، والسهولة والمرونة في استخدام البرنامج والتعامل معه حتى من قبل غير ذوي الاختصاص، مع المحافظة على البساطة وأناقة التصميم، وتوافر العديد من الخيارات الخاصة التي تتيح للمستخدم التحكم في حجم ولون الخط، ومكان كتابة تخريج الآية، وإحاطة النص القرآني مزخرفة وغير ذلك الخدمات الأخرى.
كذلك يتوافر في البرنامج خاصية الاتصال بموقع المجمع على شبكة الانترنت؛ وذلك لتحديث الخدمات والخط المستخدم في كتابة الآيات القرآنية؛ مما يساعد علىالتحسين المستمر للبرنامج وخدماته وسهولة تلافي ما قد يظهر من أخطاء أو مشاكل فنية مستقبلاً، إلى جانب توافر نسخة أخرى من البرنامج مخصصة للعمل على بيئة أجهزة الماكنتوش Mac operating systems تتضمن معظم الخصائص الموجودة في نسخة الويندوز، وذلك لندرة البرامج الحاسوبية التي تقدم خدمة كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني في نظام الماكنتوش.
عمل دؤوب
وأبان الأمين العام للمجمع أن برنامج مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي هو نتاج عمل دؤوب استمر لأكثر من ثلاث سنوات تحت إشراف إدارة الحاسب الآلي والجهات العلمية في المجمع بالتعاون مع شركة حرف لتقنية المعلومات، وذلك بناءً على توجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بشأن الاستفادة من التقنيات الحديثة والبرامج الحاسوبية في أعمال المجمع، وتسخيرها لخدمة القرآن الكريم وعلومه، والسنة النبوية المطهرة.
المصدر :
http://www.al-jazirah.com/
---
أيمن صالح شعبان
10-28-2005, 09:41 PM
جزاك الله خيرا على هذه البشرى فضيلة الدكتور مساعد(1/3053)
وفقني الله تعالى للإطلاع على هذا المشروع أثناء زيارتي لشركة حرف الرائدة في الإسلاميات والعمل متقن جدا لكن هناك عدة ملاحظات لا أدري قامت الشركة المنفذة بتلافيها أم وقعت فيها أهمها أنه استخدموا نوع من الخطوط يعرف بالتقنية Nsu وهي تدعم اللغة العربية توفر الكتابة في المستندات التي تقبل دمج الخطوط داخل المستند مثل winword ونظام العمل عبارة عن الترميز (توظيف لوحة المفاتيح الكيبورد وعدد المفاتيح 254 مفتاحا) لكل مفتاح رمز
بداية الرقم 32 الذي يعني المسافة ثم الكود 33 يعني كلمة وهكذا
فمثلا لو كتبت
الم (1) ذالك الكتاب لا ريب فيه
الم هي رمز 33 من لوحة المفاتيح من خط معين ،
ذالك هي رمز 34 من لوحة المفاتيح من نفس الخط ، لحين نهاية الصفحة وحيث لم تتجوز كلمات الصفحة الواحدة من مصحف المدينة أكثر من 160 كلمة كان هناك وفرة
عيوب هذه الطريقة :
فرضا أن الباحث قام بتحرير مستندًا ثم قام بتحديد النص كليا وقام بتغيره لأي نوع خط من خطوط الجهاز فورا يتحول النص القرءاني المكتوب من البرنامج لرموز مجهولة لا من نفس طبيعة الكود ...
ثانيا:
قام القائمون على المشروع بجعل علامات الوصل والوقف في كود مخصص من الخط فبطبيعة الحال لو أراد المستخدم استخدام مسافة داخل النص وصادف أن علامة الوقف أو الوصل نهاية السطر سيجد المستخدم أن علامة الوصل أو الوقف تحولت لأول السطر !!!.
بالإضافة لتحميل النظام أكثر من 604 خطا لكل صفحة خط الأمر الذي يهدد بحدوث مشاكل لا أدري كيف تم التغلب على ذاالك كله ...
غدا نرى من الممكن أن أكون تسرعت في هذا أرجو من الله أن يستدرك كل ما ذكرته فهو غير لائق بعمل جيد جدا.
---
فهد الناصر
11-15-2005, 02:05 AM
متى نراه في الأسواق يا دكتور مساعد بارك الله فيك.
---
حامد بن يحيى
03-12-2006, 02:40 AM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته(1/3054)
أريد معرفة إن كان "مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي " متوفر في الأسواق وكيف يمكن اقتنائه من خارج المملكة.
---
عبدالرحمن الشهري
03-25-2006, 10:53 AM
البرنامج اكتمل الآن في المجمع ، وبقي طور إعداده للتوزيع والبيع ، وأرجو أن يوفق القائمون على المجمع لتسويقه بسعر مناسب ليعم نفعه ، لأن العبرة بصحته ، ودقته ، وإفادة الباحثين منه على وجه مقبول موثوق . وقد اطلعت على بعض جوانب المشروع وأرجو له النجاح والانتشار إن شاء الله كما حدث للمصحف المطبوع الذي أصدره المجمع .
http://www.qurancomplex.com/News/Images/5394404_epub.JPG.
http://www.qurancomplex.com/Images/help/Hint.jpg
http://www.qurancomplex.com/Images/help/Scope.jpg
http://www.qurancomplex.com/Images/help/additions.jpg
http://www.qurancomplex.com/Images/help/Quran-Text.jpg
http://www.qurancomplex.com/Images/help/Options.jpg
http://www.qurancomplex.com/Images/help/Default.jpg
وفيه ميزة أنه يمكنك تثبيت الخيارات .
---
طالب
03-26-2006, 12:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله..(1/3055)
لا أحسب ــ بل إني متيقن ــ أني لا أرقي لمنزلة طالب العلم، إلا أنني أعمل في مجال فني دعوي، ومن طبيعة عملي تنسيق الكتب والبحوث والدراسات، وقد أرهقتني البرامج التي تستخدم لإقحام نصوص المصحف، فهي إما بالنص العادي، أو بخط (ملفق!) وغير جميل، حتى حصلت على برنامج شركة العريس (مصحف النشر المكتبي)، قبل عدة سنوات، فبقيت استخدمه على علاته، فهو ــ كما تعلمون ــ ثقيل جداً، ولا يمكن عمل نسخة احتياطية منه، ولا يعمل إلا من القرص، فبقيت أحمله حالاً ومرتحلاً، حتى تلف القرص ذات غداة، فاشتريت الإصدار الجديد مرة أخرى بـ 200 ريال عداً نقداً، ولم استفد منه حرفاً، إذ ازدادت العيوب فيه، فبقيت حائراً أياماً وليالي، حتى منَّ الله بالاطلاع على أحد موضوعات ملتقى التفسير عن مصحف المدينة هذا، فبقيت أبحث ولم أجده.. فأنزلت الخطوط التي تعمل معه من موقع مجمع الملك فهد، واهتديت إلى الترميز الذي يعمل به، فجربت شيئاً منه..... فكان عجباً من العجب.. إلا ما ذكر (الشيخ أيمن صالح شعبان) من العيوب. وإن أحببتم أريناكم نماذج من ذلك..
الجهد مشكور ومميز وغير مسبوق، إذ اعتمد طريقة الرسوميات المتجهية vector، وهي المقابلة للرسوميات النقطية rastor المستخدمة في برنامج العريس، فالأولى أقل حجماً وأكثر جودة. لكن تبقي مشكلات التحرير التي أشار إليها (الشيخ أيمن صالح شعبان)، ومنها تغيير الخطوط وعمليات البحث.
أما علامات الوقف فقد وضعت في رموز منفصلة كما قيل، فلعلهم فعلوا ذلك مراعين للتطوير الذي قد يلحق، فتكون سهلة التعديل في المستقبل..
المشكلة الكبرى هي حجم الخطوط (عددها أكثر من 600، أي بعدد صفحات المصحف وزيادة)، فهذا العدد منها كفيل بتكبيل النظام أو شلله التام، أو تعطيل بعض البرامج على الأقل..
وجزاكم الله خيراً..
---
ابو يزيد
03-29-2006, 03:55 PM(1/3056)
بشرك الله بالخير يا شيخ مساعد .. لقد أفرحتني بهذ الخبر السار .. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
---
الكشاف
03-29-2006, 06:01 PM
لعلهم إن شاء الله يكتبون على غلافه بخط عثمان طه عبارة مهمة ، كتبت على المصاحف وهي :
(هدية من خادم الحرمين الشريفين يوزع مجاناً ولا يباع)
---
کوثر
03-29-2006, 07:09 PM
رائع جدا والله يوفقهم أكثر فأكثر
و لعلهم يسمعون ما قاله الدكتور الكشاف
---
مجدي ابو عيشة
03-30-2006, 06:24 PM
ارجوا من الله ان يوفق العاملين في المجمع وكل من له يد خير فيه .
وارجوا من العالملين على البرنامج ان يراعى اختلاف برامج التشغيل على الحاسبات ,ووضع متطلبات التشغيل .
---
طالب
04-05-2006, 10:56 PM
هذه صفحة واحدة من تجربة على مصحف النشر الحاسوبي.. وبقليل من التدقيق وتكبير الصورة تتضح الدقة غير المسبوقة في نص المصحف.
---
د.عبد الله الجيوسي
04-06-2006, 05:09 PM
بارك الله فيك يا دكتور مساعد على هذا الخبر الطيب، وأسأل الله ان ينفع به الاخوة الباحثين في الاقتباس والبحث
وبهذه المناسبة اود السؤال عما إذا كان احد يعرف من لديه نسخة الكترونية من طبعات قديمة للمصحف
عليها كنت احفظ، وافتقد الآن لها حيث املك نسخةمطبوعة منها واخشى أن افتقدها، طبعة الحرمين، وقد طبعت ثانية وعرفت بطبعة الشمرلي، أرجو ممن عنده علم بها ان يفيدنا
بارك الله فيكم
---
أيمن صالح شعبان
04-07-2006, 05:14 PM
فضيلة الدكتور عبد الله الجيوسي حفظه الله
ذكرت سيادتكم طبعة الشمرلي والمتبادر للذهن عدد الصفحات522 وهوعدد صفحات المصحف الإميري المصري فهل هذا ما تريد أما تريد مصحفا 604 المعروف الرجاء التحديد فكل المصاحف متوفرة في مصر وأظن طبعة السحار القديمة أو طبعة دار المنارالقديمة وغيرهما تتوافقان مع عدد 522 .
---
أبو إسحاق المدني
04-09-2006, 02:44 PM
الأخوة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/3057)
الحمد لله أن تنبهت إدارة المجمع لإصدار مثل ذلك
فالعتب عليها شديد وكنا ننتظر منها ذلك المشروع من زمان
فالتجهيزات التي أولتها حكومة المملكة ضخمة بل وضخمة جدا
لا نتصور أن يصدر من المجمع سوى المصحف المطبوع فقط!!! فهذا أصدرته دور نشر أقل إمكانات ومكانة من المجمع!!
فخلال هذه السنوات ألا ترون إن إدارة المجمع مقصرة في خدمة المصحف
مهلا مهلا اسألوني لماذا
وأنا أجيب:
فكل هذه الإمكانات والتخصص في خدمة المصحف ولا يوجد في المجمع إصدار للقرآن الكريم بلغة (براي) أي التي يقرأها المكفوفون؟؟؟
بل فازت بها وزارة التربية.
ألا ترون أن ادارة المجمع خلال هذه السنوات الطويلة والدعم الهائل من الدولة ولم يصدر أي تفسير مأثور معتمد
ولا ترجمة للغة أجنبية خاصة بالمجمع
ألا ترون ذلك معي.. أتمنى من الله أن يوفق الجميع لخدمة الدين بالوجه الي يرضاه
---
د.عبد الله الجيوسي
04-10-2006, 11:23 AM
الأخ الفاضل ايمن
باك الله فيكم على هذا الاهتمام
بالنسبة للمصحف
هو المصحف (522) ورقة، واعتقد كما تفضلت انه يوافق الطبعة المصرية، فلو تفضلتم بإعلامنا عن مكان وجوده على النت ونحن لكم من الشاكرين
---
عماد الدين
04-10-2006, 01:57 PM
أخي أبو إسحاق المدني
وأزيدك من الشعر بيت - فليتك ترى ما يحدث في معارض الكتب
المكان المخصص للمجمع فارغ مع الأسف والعاملين فيه شكلهم مستأجرين من خارج المجمع ، تتعجب عندما تسألهم عن شيء منهم من يضحك ومنهم من يحك رأسه ومنهم من يوهمك أنه لم يفهم كلامك
---
Mohmmad
01-11-2007, 03:24 AM
الان بإمكان جميع الإخوة تحميل البرنامج مجانا من خلال موقع المجمع على النت
---
حامد بن يحيى
01-17-2007, 12:27 AM
ما هو الرابط أخي، بحثت عنه و لم أجده.
و جزك الله خيرا
---
أبو المعتز القرشي
01-17-2007, 11:08 AM
سعر الإسطوانة من قسم المبيعات بمجمع مطبعة المصحف ( 8 ريالات فقط )
---
Mohmmad
01-18-2007, 03:15 AM(1/3058)
ما هو الرابط أخي، بحثت عنه و لم أجده.
و جزك الله خيرا
تفضل:
http://www.qurancomplex.com/MaterialCMS/viewSection.asp?matId=134&id=135&l=arb&matLang=arb&SecOrder=15&SubSecOrder=2
---
أبو العالية
01-18-2007, 11:48 AM
الحمد لله ، وبعد ..
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع جداً جداً
جزاكم الله خيراً
---
(1/3059)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك
---
ترجمة مريبة للقران يا مسلمين اخبر المفسر ارجوك
---
محمد محمد احمد
04-23-2006, 12:02 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أود اطلاعكم على ترجمة الاية السابعة من سورة الاسراء و التي قال الله تغالى فيها :
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7)
انظر كيف وجدت ترجمتها الانجليزية :
[17:7]
(Saying): If ye do good, ye do good for your own souls, and if ye do evil, it is for them (in like manner). So, when the time for the second (of the judgments) came (We roused against you others of Our slaves) to ravage you, and to enter the Temple even as they entered it the first time, and to lay waste all that they conquered with an utter wasting.
لا بل انظر لهذه الترجمة التي استخدمت الضمير your العائد على اليهود
17:7]
If ye did well, ye did well for yourselves; if ye did evil, (ye did it) against yourselves. So when the second of the warnings came to pass, (We permitted your enemies) to disfigure your faces, and to enter your Temple as they had entered it before, and to visit with destruction all that fell into their power.
هذه هي اغلب التراجم الموجودة حتى في مواقعنا العربية الاسلامية!
لاحظ ان كلمة مسجد ترجمت الى كلمة temple و بما ان الاية تتحدث عن اليهود فالمقصود هو الهيكل المزعوم!(1/3060)
وكما اني بحثت في المورد عن معنى كلمة temple فوجدت اول معنى لها "هيكل" واتعجب لماذا لم تترجم كلمة مسجد في الية الكريمة الى mosque كما هو الأصل في القران الكريم
كما اني اعترض على ترجمة الاية الاولى من سورة السراء حيث ترجمت كلمة الاقصى الى further اي الابعد ولكن كلمة الاقصى في هذه الاية هي اسم و ليس صفة و ليعلم جميع العالم ان المسجد الاقصى مذكور في القران وهو جزء من الدين الاسلامي وليس مجرد مسجد عادي
ارجو نصرة القران الكريم و ارجو التحقق من كل التراجم الموجودة بكل اللغات الاخرى كالفرنسية والالمانية والصينية و التركية..........
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------
---
مرهف
04-23-2006, 12:45 PM
السيد محمد حفظك الله :
ليس هذا هو الخطأ الوحيد والخطير في الترجمات للقرآن الكريم بل هناك أخطاء كثيرة وخطيرة وقد التقيت بأحد الأخوة قد ألف كتاباً في دراسة ترجمات القرآن باللغة الإنكليزية وقارن بينها في جدول وعرض المصائب التي وقعت فيها الترجمات والتي في غالبها تخدم الثقافة الغربية ولا تخدم القرآن الكريم إذ لكل كلمة معنى عرفي وثقافي شائع في المجتمع الغربي والذين يترجمون لا يراعون ذلك أو أنهم يتقصدون ما يكتبون فالله المستعان
---
سيف الدين
04-24-2006, 09:29 PM
الاخ محمد محمد احمد
اكرمك الله على هذه الملاحظة القيّمة .. واودّ ان اضيف في هذا المقام انه من غير المحبذ ان نستخدم لمفردات قرآنية ذات دلالات اسلامية معينة مفردات مترجمة وانما من الافضل ان يتم (انجلزة) المفردات اذا صح التعبير ..(1/3061)
أعني ان كلمة مسجد مثلا تترجم الى اللغة الانكليزية (masjid) ولقد حصل لغط كبير في استخدام كلمة (mosque) وقد ذهب الكثيرون انها اشتقت من كلمة (mosquito) والتي تعود في اللغة الانكليزية الى البعوض .. وقد حاول بعض اللغويون الانكليز الدفاع عن ذلك, غير ان الدارس للغة الانكليزية يعلم ان المفردات الانكليزية هي بشكل أساسي مفردات اشتقاقية ..
ولو اخذنا مثلا كلمة (angel) نجد تفسيرها حسب ما جاء في قاموس اوكسفورد كما يلي:
a spiritual being more powerful and intelligent than a human being
ويورد تعريفا آخر
any of the fallen spirits who rebelled against God
وبالعودة الى التعريف الاول, يكون المعنى حرفيا
مخلوق روحاني اكثر قوة وذكاء من الكائن البشري
اما التعريف الثاني
احد الارواح الدونية التي ثارت على الاله
هذه التعاريف المتناقضة قد تحدث ارباكا اذا ما تم ترجمة كلمة ملاك في القرآن الكريم الى angel
لذا يجب ان يتحرى اشد الحذر عند الترجمة, وان تعريب المفردات التي تحمل دلالات قرآنية واضافتها الى المفردات الانكليزية هي افضل طريقة لذلك ..
ونأخذ مثلا اخر وهو الوضوء مثلا . ان هذه الكلمة لا يمكن ترجمتها باستخدام كلمة ablution حيث ان هذه الكلمة تطلق على النظافة بينما الوضوء هو عملية مخصوصة ..
---
أبو محمد نائل
01-28-2007, 10:49 PM
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=12848
للتوثيق الدقيق والأصل في العلم النشر وليس الحشر .
---
(1/3062)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن شرح قصيدة أبى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز القارئ ؟
---
سؤال عن شرح قصيدة أبى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز القارئ ؟
---
خادم القرآن الكريم
05-25-2004, 01:45 AM
ارجو المساعدة فى الحصول على مجموعة التجويد شرح قصيدة ابى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز قارى
فمن يعرف كيف السبيل اليها على الانترنت وجزاه الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
05-25-2004, 10:30 AM
مرحباً بكم أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير.
وأما ما سألت عنه فأظنك تعني تحقيق الدكتور عبدالعزيز القارئ لقصيدة أبي مزاحم الخاقاني المتوفى سنة 325هـ في التجويد . وهي قصيدة رائية تبلغ أبياتها (51) بيتاً. بدأها بقوله :
أقول مقالاً معجباً لأولي الحجر = ولا فخر إن الفخر يدعو إلى الكِبرِ
أعلم في القول التلاوة عائذاً = بمولاي من شر المباهاة والفخر
وأسأله عوني على ما نويته = وحفظي في ديني إلى منتهى عمري
وأسأله عني التجاوز في غد=فما زال ذا عفو جميل وذا غفر
أيا قارئ القرآن أحسن أداءه = يضاعف لك الله الجزيل من الأجر
فما كل من يتلو الكتاب يقيمه = وما كل من في الناس يقرئهم مقري
والشيخ عبدالعزيز القارئ له عليها تعليقات وحواشٍ توضح بعض العبارات ، وقد طبعت عام 1402هـ تحت الاسم الذي أشرتم إليه وهو ( مجموعة التجويد (1) قصيدتان في تجويد القرآن لأبي مزاحم الخاقاني ، ولعلم الدين السخاوي ).ولا أعلم أنها متوفرة على الانترنت ، ولعنا نبحث عنها ، ويتكرم الإخوة بمساعدتكم في ذلك إن شاء الله.
---
(1/3063)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط
---
موقف بعض المستشرقين من التراث المخطوط
---
موراني
06-21-2004, 10:53 PM
لا يستطيع المرء أن يخفي دهشته واستغرابه من موقف بعض الباحثين المستشرقين من تقييم المخطوطات في التراث الاسلامي القديم ( وانا بصدد التراث الذي نشأ الى أواخر القرن الرابع الهجري فقط ) ومعالجتها واعتمادمهم عليها في عدة دراسات معاصرة .
تدور هذه الدراسات عن المخطوطات القديمة وتقييمها رواية ودراية حول نقطة واحدة وهي : التساؤلات حول (مصداقية ) هذه المصادر القديمة المخطوطة من ناحية مضمونها ونسبها الى مؤلفها في آن واحد من ناحية أخرى . أو بعبارة أصح :
هل يجوز أن ننسب كتابا ما الى مؤلفه المزعوم أم كان من المستحسن أن نسب هذا الكتاب الذي بين يدينا الى غيره , أي الى مؤلف آخر عاش بعد ذلك المؤلف المشكوك في صحته مؤلفا للكتاب في القرن الثاني الهجري ..............
أنا شخصيا أسمي هذه الدوائر من الباحثين المستشرقين ب(الشكوكيين) الذين
يشكّون بصحة ما بين يديهم من الوثائق القديمة التأريخية من حيث نشأتها وكتابتها في العصر المشار اليه في المخطوط نفسه بكل وضوح .(1/3064)
بعد نشر الأجزاء المتبقية من تفسير القرآن من الجامع لعبد الله بن وهب ظهرت هذه التساؤلات على ساحة الاستشراق مرة أخرى ومن جديد حول شخصية ابن وهب مؤلفا للكتاب من ناحية وحول ما جاء في ذلك الكتاب من تفسير الآيات بأسانيد مؤلفه ( المزعوم) . وكانت خلاصة القول لدى هؤلاء (الشكوكيين) انّ المخطوطات المعتمدة ترجع فعلا الى أواخر القرن الثالث الهجري اذ نجد فيها وقراءة مؤرخة على عام 290 الهجري في حلقة عيسى بن مسكين بالقيروان . ومن هنا لا بد أن ننسب كل ما جاء في هذا الكتاب من التفسير والأفكار حول معاني الآيات القرآنية الى ذلك العصر , اي الى أواخر القرن الثالث الهجري .
أما ابن وهب مؤلفا للكتاب في القرن الثاتي الهجري فانّ هذه المسألة موضوع الحوار والخلاف بين (الشكوكيين) وبين (الوضعيين) في دوائر المستشرقيين .
نظرا الى أنني اعتبر نفسي من (الوضعيين) في هذا الحوار بين الطرفين المذكورين فلم
يكن بد من الاجابة على ما ذكر هؤلاء من النقد على نسب هذا الكتاب ليس الى مؤلفه ابن وهب فقط بل الى ثمرات العلوم في التفسير في منتصف القرن الثاني الهجري وما قبله .
عندما ينطلق الطرف الآخر , أي ( الشكوكيين) , من المبدأ أن كتابة التفسير والحديث ,
أو قل بمعنى آخر : كتابة العلوم الاسلامية بتة , لم تتم الا ما بعد عام 200 الهجري ( نعم , هكذا !) فأنا أجيب عليهم بالنفي وأقول ان هناك عدة علامات ودلائل ضمن هذه المخطوطات القديمة النفيسة والفريدة تثبت عدم صحة رأيهم .
لقد قمت بالرد على هؤلاء الباحثين المستشرقين الكرام ووصلتني المسودة لهذا المقال التي قمت بتصحيحها قبل أيام . فينشر المقال بعد الاجراءات الطباعية في المجلة الاستشراقية في ألمانيا المسماة ب ( الاسلام) هذا العام , وهي من أقدم وأشهر مجلات الاستشراقية منذ أكثر من 100 عام .(1/3065)
أما الدلائل الثابتة والحجج المقنعة التي تخالف آراء هؤلاء الشكوكيين في (مصداقية) التراث القديم النفيس في علوم التفسير فانها ستكون موضوعا للحلقة القادمة .
وفي هذه السطور لم أرد الا القاء نظرة سريعة على (الرأي المضاد) والموقف لدى هؤلاء من التراث القديم بصورة عامة .
احتراما
موراني
---
أبو بيان
06-21-2004, 11:50 PM
- هل من توضيح أكثر لمصطلحي:
( الشكوكيين ) ، و
( الوضعيين ) ؟
- وحبذا أضاءة أوسع على مجلة " الإسلام " الإستشراقية الألمانية ، وأهم موضوعاتها ، وأشهر المجلات من هذا القبيل.
مع شكري مقدماً.
---
موراني
06-22-2004, 03:19 PM
أبو بيان حفظه الله ,
أما الشكوكيون فقد استعرت العبارة من أهل القيروان اذ كان بين طائفتين منهم جدال حول مسألة الايمان وقال الفقيه ابن عبدوس وهو عاصر محمد بن سحنون في منتصف القرن الثالث :
أنا مؤمن عند الله , أنا مؤمن ان شاء الله
كما قال : أنا أدين بأني مؤمن عند الله في وقتي هذا ولا أدري ما يختم لي به
ولذلك سميت هذه الطائفة بالشكوكيين
أنظر ذلك على سبيل المثال في ترجمة محمد بن ابراهيم بن عبدوس في ترتيب المدارك للقاضي عياض اليحصبي .
أما أنا وأطلق هذه العبارة على هؤلاء المستشرقين الذين يشكون في وجود الأصول للكتب في القرن الثاني الهجري ( كما جاء بيان ذلك أعلاه ) كما يشكون بروايتها كتابة في القرن الثاني الهجري .
أما المصطلح ( الوضعييون ) وهم أصحاب الدراسات الموضوعية بغير ظن مسبّق في مادة الدراسة . مثلا الفلسفة تأخذ بهذا المصلح وتعني به النظر الموضوعي في الظواهر كما هي .(1/3066)
فيما يتعلق بالمجلات الاستشراقية , مثلا ( الاسلام) فهي مجلة سنوية تصدر مرتين في العام ويحتوي أولا على دراسات حول الحضارة الاسلامية في ميادينها المختلفة بما في ذلك الدراسات العثمانية والفارسية , كما يحتوي في قسم كبير منها على تقديم الكتب التي صدرت حديثا في الاستشراق باللغات الأوروبية وعادة تخضع هذه الكتب للنقد ولا للتقديم فقط .
أما اللغات المسخدمة في هذه المجلات فهي الالمانية , الانجليزية , الفرنسية والاسبانية في العادة .
من أقدم المجلات في هذا الصنف : المجلة لجمعية المستشرقين الألمان التي صدرت لأول مرة في منتصف القرن 19 الميلادي . تصدر هذه المجلة مرتين في العام وتشمل الآن على أكثر من 300 مجلد وتحتوي على دراسات في الحضارات الشرقية عامة , أي على دراسات اسلامية , صينية , يابانية ....الخ .
وهناك مجلات أخرى مثل ( عالم الشرق ) فيها دراسات اسلامية وبابلية وأشورية
أما المجلة ( عالم الاسلام) ) , بفتح اللام في كلتى حالتين ,
فهي تتضمن دراسات حول القضايا المعاصرة في الأدب والشعر وحتى في السياسة .
وهذه المجلات كلها تحتوي في قسم كبير منها على تقديم الكتب الصادرة حديثا وعلى نقدها .
تقديرا
موراني
---
د. أنمار
06-22-2004, 09:53 PM
كاتب الرسالة الأصلية : أهل القيروان
أما المصطلح ( الوضعييون ) وهم أصحاب الدراسات الموضوعية بغير ظن مسبّق في مادة الدراسة . مثلا الفلسفة تأخذ بهذا المصلح وتعني به النظر الموضوعي في الظواهر كما هي .
موراني
بارك الله فيك.
ألم يكن الأصح أن يسموا
الموضوعيون
مجرد تساؤل !
---
موراني
06-22-2004, 10:07 PM
بارك الله فيك ,
الدراسة هي موضوعية
أما المذهب المشار اليه فهو يسمى ب( الوضعية ) ويقيم المعرفة على الوقائع والتجربة . (انظر المعجم الوسيط . ج 2 , ص 1052 , القاهرة 1962 .)
ومن هنا : أصحاب الوضعية هم (الوضعيون) ولهم دراسات موضوعية .(1/3067)
أما ( الوضعييون ) ففي العبارة زيادة الياء سهوا , فأعتذر..............
احتراما
موراني
---
د. هشام عزمي
06-24-2004, 03:46 PM
تحية لك يا أستاذ موراني :)
انا لي سؤال أعلم أنه من السخيف وضعه هنا و لكني لا أحب فتح مواضيع مستقلة لذا وددت وضعه هنا :
ما رأيكم و رأي مختلف الدوائر الاستشراقية في أعمال كريستوف لوكسنبيرج و منهجه في تفسير القرآن في كتابه
Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache
و ما رأيكم في النقد الذي وجهه له المستشرقان أنجليكا نيوويرث و فرانسوا دي بلوا في جريدة الدراسات القرآنية
Journal of Qur'anic Studies (2003, Volume V, Issue I).
و لو وددت سيادتك أن تجيبني في موضوع مستقل فتفضل بذلك و لك مني جزيل الشكر :)
---
موراني
06-24-2004, 04:37 PM
الدكتور هشام عزمي المحترم
شكرا لك على هذا السؤال !
حتى عنوان الكتاب المذكور يدل على أن ما جاء فيه لا يتمشى مع ما وصل اليه الاستشراق في تأريخه الطويل من النتائج !
ليس لهذا الكتاب مكان يذكر في الدراسات المعاصرة , بل مؤلفه ترك فيه معايير البحث الموضوعي وجاء بآراء لا يوافق عليها أحد تقريبا .
لم أقرأ النقد المذكور عليه الى الآن غير أنني أعلم موقف المستشرقة نويويرت من الكتاب كما أعرف دراساتها القيمة في علوم القرآن .
ملخص قولها الذي أنضم اليه أنا أيضا ان مؤلف الكتاب المذكور يدّعي بغير حق أنه هو وحده الذي يفهم القرآن ومن جاء قبله فلا يفهمون منه شيئا بل هم على الضلال .
وللأسف , دراسات من هذا النوع لا تنفع للاستشراق بل تلحق به ضررا .
تقديرا
موراني
---
موراني
06-24-2004, 05:52 PM
لكي أضيف كلمة أخيرة على ما ذكرت أعلاه حول هذا الكتاب الغريب للمؤلف Luxenberg
وذلك لأهمية القضية :
المؤلف لا يدرّس في جامعة ألمانية ما(1/3068)
وليس له أي منصب في مجال الدراسات الاسلامية (الاستشراقية ) في الكليات المعنية في ألمانيا .
وكما قلت في مناسبة أخرى : هذا الشخص في واد والاستشراق في واد آخر .
موراني
---
د. هشام عزمي
06-25-2004, 05:01 PM
شكراً جزيلاً يا أستاذ موراني على التعليق و هو أفادني حقاً .
و لك مني أفضل تحية :)
---
موراني
06-25-2004, 05:15 PM
................. ويقال أيضا انّ الاسم Luxenberg اسم مستعار!
وان كان هكذا , فلا نحتاج الى دلائل أخرى حول كون هذا الشخص
بتحياتي الى مصر , (ام الدنيا )
موراني
---
(1/3069)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدور العدد الثاني من مجلة البحوث والدراسات القرآنية
---
صدور العدد الثاني من مجلة البحوث والدراسات القرآنية
---
وليد العمري
01-10-2007, 10:19 PM
صدر عن الأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف العدد الثاني من مجلة البحوث والدراسات القرآنية، وهي مجلة علمية محكمة تهدف إلى إثراء البحث العلمي الجاد، والإسهام في نشر الدراسات والبحوث المعنية بالقرآن الكريم وعلومه، مما يعزِّز التواصل بين المختصين وأهل العلم في هذا المجال. وتلتزم المجلة بنشر المواد العلمية الموثقة التي تتميز بالجدة والأصالة العلمية، وتجدر الإشارة إلى أن المجلة تنشر بحوثاً باللغتين العربية والإنكليزية، وتُطبع المجلة طباعة فاخرة، وجاء العدد الثاني منها في (352) صفحة.
بدأت صفحات العدد الثاني من المجلة بكلمة معالي المشرف العام على المجلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وأشار فيها إلى دعم الوزارة للرسالة العلمية المنوطة بالمجمع، وتحدث عن الأثر الطيب والاستحسان الواضح اللذين نجما عن العدد الأول من المجلة، ودعا الباحثين من أساتذة الجامعات، وأعضاء مراكز البحث العلمي، والمهتمين إلى الإفادة من المجلة، كما دعاهم إلى أن يُدْلوا بدولهم في هذا المنهل العذب.
ثم تأتي كلمة فضيلة رئيس التحرير الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، الأمين العام للمجمع، وتحدث فيها عن جهود المجمع ورسالته العلمية، وذكر أن رسائل الباحثين والمهتمين التي تتلقاها المجلة محل تقدير كبير لما حفلت به من شكر وتحفيز على المزيد، وشكر كل من ساهم في المجلة ببحث أو رأي أو مقترح.
ويتضمن القسم العربي من المجلة البحوث التالية:(1/3070)
1- «مزايا الرسم العثماني وفوائده»، للدكتور طه عابدين طه، أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد، ورئيس قسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين في مدينة حائل.
2- «المظاهر الصوتية وأثرها في بيان مقاصد التنزيل: دراسة نقدية لبعض الترجمات الفرنسية والإنكليزية»، للدكتور سليمان بن علي، أستاذ اللغويات بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الأغواط في الجزائر.
3- «تاريخ ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية»، للدكتور إلمير رفائيل كولييف مدير قسم جيو ثقافة بمعهد الدراسات الاستراتيجية للقوقاز بجمهورية أذربيجان.
4- «مفردة الحسن البصري: ذكر ما خالف به الحسن البصري أبا عمرو ابن العلاء، غير ما اتفقا عليه وما لا خلاف فيه»، وهي من تأليف أبي علي الحسن بن علي الأهوازي المتوفى سنة 446هـ، دراسة وتحقيق الدكتور عمّار أمين الدّدّو، نائب رئيس قسم المخطوطات بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي.
ثم يأتي ملحق «أخبار المجمع» ويتضمن طائفة من أخبار المجمع وأنشطته في النهوض بالرسالة المنوطة به، وآخر ما صدر عنه، وهي إصدارات تعد رافداً مهماً من روافد المكتبة القرآنية، سواء في مجال المطبوعات أو في مجال النشر الحاسوبي.
وبعد ذلك تأتي مختارات من توصيات ندوة «ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل» المنعقدة في المجمع في الفترة من 10-12 صفر 1423هـ.
ويحتوي القسم الإنكليزي من المجلة على بحث بعنوان «دراسة مسحية للأعمال المرجعية عن القرآن الكريم باللغة الإنكليزية»، للأستاذ الدكتور عبدالرحيم القدوائي أستاذ اللغة الإنكليزية بجامعة عليكره في الهند، ويتناول البحث بالرصد والتحليل الأعمال المرجعية المكتوبة عن القرآن الكريم باللغة الإنكليزية، وبلغ مجموع العناوين المبحوثة (40) عنواناً.
كما حوى القسم الإنكليزي ملخصات البحوث العربية، وملحقاً بآخر أخبار المجمع، وترجمة لبعض توصيات ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم.(1/3071)
---
الجنيدالله
01-10-2007, 10:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي وليد أليس هذا آوان العدد الثالث؟
سلمكم الله وجزاكم خيرا لجهودكم
---
أبو عدنان
01-10-2007, 10:56 PM
جزاكم الله خيراً
ما السبيل المتبعة للحصول على هذه الدورية ؟ أبالاشتراك أم بالمراسلة أم الشراء أم الوساطة بالأحباب و المعارف ؟
---
حمدي باه
01-11-2007, 01:02 AM
سؤال مهم طرحه أخي أبو عدنان جزاه الله خيرا فياأهل مكة هل من مجيب.
---
موراني
01-12-2007, 06:24 PM
كيف يمكن الحصول على هذه المجلة في أوروبا ؟
---
وليد العمري
01-12-2007, 06:48 PM
الأخوة المختصين المهتمين وفقهم الله
السلام عليكم
يمكن الحصول على المجلة عن طريق إرسال اسمك وعنوانك البريدي (يفضل صندوق البريد الخاص، لسهولة الوصول وسرعته) إلى البريد الإلكتروني التالي :
journal@qurancomplex.org
كما يسعدتنا تلقي مشاركاتكم ومقترحاتكم في العنوان الإلكتروني نفسه
---
(1/3072)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم "
---
" لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم "
---
عبد الله عبد الفتاح
08-27-2003, 11:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
---
(1/3073)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير آيات الجهاد؟؟؟
---
تفسير آيات الجهاد؟؟؟
---
عبد الله الخضيري
04-19-2003, 12:49 AM
وقع فيما بين يدي من كتب
كتابٌ بعنوان " الاستشهاد بآيات الجهاد " لإبراهيم بن عمر البقاعي 809 - 885
ويليه : " كلام السعداء على أرواح الشهداء " لجلال الدين السيوطي
بتحقيق مرزوق علي إبراهيم
تقديم : علي جمعة
الناشر : دار الرسالة بالقاهرة .
والكتاب يحتاج لعدة وقفات :
1- عندما تتصفح الكتاب ؛ نجد المؤلف ذكر الآيات فقط ، ولم يتعرّض لتفسيرها فكان التأليف بمثابة جمع موضوعي لآيات الجهاد .
2- و نجد -كذلك - أن المحقق قام بتفسير آيات الجهاد التي ذكرها البقاعي رحمه الله معتمداً على المتقدمين من المفسرين
3- وعندي أن إخراج الكتاب بتفسير المحقق غير لائق - خاصةً - بتلك الطريقة التي أُخرج عليها الكتاب ، وأنها للبقاعي !!!
4- رسالة السيوطي ، حاول المحقق أن يحقق النص لكنه لم يوفّق أبداً في تخريج الأحاديث على الطريقة الصحيحة ؛ خاصةً عند اختلاف الألفاظ ، كذلك لم يعزو بعض تلك الألفاظ إلى مصادرها ؛ وكمثالٍ على ذلك :
# حديث : الشهداء على بارق نهرٍ بباب الجنة في قبةٍ خضراء يخرج إليهم رزقهم بكرةً وعشياً ؟؟؟ أنظر ص 355
# ألفاظ حديث : أرواح الشهداء في " جوف طير " حواصل طير وغيرها أنظر ص 350
والحقيقة أن الكتاب رائع العنوان !!
ويبقى بحاجة إلى دراسةٍ أوسع وأشمل تليق بالباب والمصنف ولعلها تكون رسالةً علميةً لأحدٍ من طلاب الدراسات العليا مستفيداً من الكتاب منطلقاً منه بحيث تكون دراسته عن :
" الجهاد في ظلال القرآن الكريم "
دراسة موضوعية
متمنياً للجميع دوام التوفيق
عبد الله
---
الباحث
04-19-2003, 05:38 AM
السلام عليكم
اتقصد برائع العنوان
أنه لا ينفع
أو لم يعجبك
لا تستعجل قد تجد بعض المباحث في الموضوع الذي تريد
---(1/3074)
عبد الله الخضيري
04-19-2003, 07:41 AM
شكراً أخي الباحث على نصيحتك الغالية
والحقيقة أن الكتاب رائع العنوان :
" الاستشهاد بآيات الجهاد "
ونصيحتك بعدم الاستعجال:
أضعها فوق رأسي ، مقدّراً مثل هذه النصائح .
لكن ألا ترى حبيبي الباحث ، أن ترك المرء رأيه حبيساً في صدره - بعيداً عن وجهته العلمية - بعد أن يتمحض ؛ هو آفةٌ قد تأكل مع الإنسان وتشرب ، أكثر من مرضٍ متوهمٍ باسم (( العجلة))
وهاأنذا أقومُ مقدّراً لوجاهة تعليلك
(( فربما تجد بعض المباحث في الموضوع الذي تريد ))
فعلاً لو كان الكتاب مقسماً لفصولٍ أو مباحث ، ولكن للأسف فالكتاب على هيئته تلك
لا يخدم سوى في جمع آيات الجهاد ( مع قلتها ) !!
والباحثون لا ينقصهم سوى توجههم لشرارة البداية وسنجد - إن شاء الله - باحثين يقومون بتلك المهمة على أكمل وجه
مكرراً شكري وتقديري لجنابك الكريم
آملاً أن يدوم التواصل
ولك مني فائق المحبة
عبد الله
---
(1/3075)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
---
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
---
إمداد
11-16-2005, 10:45 PM
العنوان
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
المؤلف
الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
نبذه عن الكتاب
من التفاسير العصرية التي عنيت بالعقيدة بما تشمله من توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وقد أثنى عليه كثير من العلماء، بل أوصى به غير واحد منهم؛ وذلك لاهتمامه البالغ ببلورة عقيدة أهل السنة والجماعة، ولسهولة بيانه، ولجاذبية عرضه. وجاء التفسير في أربعة أجزاء، ويمكن تصنيفه ضمن كتب التفسير بالمأثور، وقد بدأه صاحبه بمقدمة قال فيها: "أحببت أن أرسم من تفسير كتاب الله ما تيسر، وما من به الله علينا، ليكون تذكرة للمحصلين، وآلة للمستبصرين، ومعونة للسالكين، ولأقيده خوفَ الضياع، ولم يكن قصدى في ذلك إلا أن يكون المعنى هو المقصود".
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=80
---
(1/3076)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج4
---
حمل : رسالة الدكتور عبد الهادي حميتو : " قراءة الإمام نافع عند المغاربة " ج4
---
يوسف حميتو
04-02-2006, 09:43 PM
هذا الجزء الرابع من الرسالة ، خذه موفورا مأجورا إن شاء الله ، لكن لا تنسني من دعائك .
---
(1/3077)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > وقفات مهمة مع قوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )
---
وقفات مهمة مع قوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )
---
أبومجاهدالعبيدي
11-27-2003, 02:39 PM
وقال ابن عبد البر- رحمه الله - في سياق كلام له : ( وأمَّا قوله : { هي السبع المثاني والقرآن العظيم } فمعناه عندي هي السبع المثاني التي أعطيت ، لقوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ } [ الحجر : 87 ] فخرج { والقرآن العظيم } على معنى التلاوة .
وأولى ما قيل به في تأويل السبع المثاني أنها فاتحة الكتاب ؛ لأن القول بذلك أرفع ما روى فيه وهو يخرج في التفسير المسند .
وقد روى عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي } قال : فاتحة الكتاب(1 ) ، قيل لها ذلك ؛ لأنها تُثَنَّى في كل ركعة .
وقال بذلك جماعة من أهل العلم بتأويل القرآن ، منهم قتادة .
ذكر عبدالرزاق عن معمر ، عن قتادة في قوله : { سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي } قال : هي فاتحة الكتاب ، تُثَنَّى في كل ركعة مكتوبة وتطوع(2 ) .
وقد روي عن ابن عباس أيضاً في السبع المثاني أنها السبع الطوال : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال ، وبراءة(3 ) .
وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير ؛ لأنها تُثَنَّى فيها حدود القرآن والفرائض( 4) .
والقول الأول أثبت عن ابن عباس ، وهو الصحيح إن شاء الله في تأويل الآية ، لما ثبت عن النبي - عليه السلام - في ذلك )( 5) ا هـ .(1/3078)
فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب : { وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيتُ } أن الفاتحة هي السبع المثاني الذي أُعطي النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ } .
وأمَّا { القرآن العظيم } فليس المراد به أن الفاتحة هي القرآن العظيم ، وإنَّما قال صلى الله عليه وسلم : { والقرآن العظيم } على معنى التلاوة للآية ، أي قال ذلك موافقة لما جاء في الآية الكريمة .
وهذا على قول ابن عبدالبر - رحمه الله - كما يُفهم ذلك من قوله السابق .
وهذا القول فيه شيء من البعد ، لأن روايات الحديث لاتدل عليه ، بل معنى الحديث أن الفاتحة هي السبع المثاني ، وهي القرآن العظيم ، الذي أوتيه صلى الله عليه وسلم .
ففي رواية الإمام البخاري لهذا الحديث : { الحمد لله رب العالمين ، هي السبع المثاني وهي القرآن العظيم الذي أوتيته }( 6) .
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم }( 7) .
وفي رواية عند الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أم القرآن : { هي أم القرآن ، وهي السبع المثاني ، وهي القرآن العظيم }(8 ) .
وبناءً على هذه الروايات فالمعنى الصحيح للحديث هو ما ذكره الخطابي بقوله : ( في قوله { هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته } دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم ، وأن الواو ليست بالعاطفة التي تفصل بين الشيئين ، وإنَّما هي التي تجيء بمعنى التفصيل كقوله : { فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } [ الرحمن : 68] ، وقوله : { وَمَلَائِكَتِه وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ } [ البقرة : 98 ] )( 9) ا هـ .(1/3079)
وعلى هذا فالفاتحة هي القرآن العظيم ولا مانع من إطلاق هذا الوصف عليها ؛ لأن بعض القرآن يطلق عليه القرآن ، ووصفها بأنها القرآن العظيم راجع إلى أنها أعظم سورة فيه ، ولم ينزل مثلها في الكتب المنزلة كلها كما جاء في الأحاديث( 10) .
( وإنَّما عطف القرآن العظيم على السبع المثاني مع أن المراد بهما واحد وهو الفاتحة لما عُلم في اللغة العربيَّة من أن الشيء الواحد إذا ذُكر بصفتين مختلفتين جاز عطف إحداهما على الأخرى تنزيلاً لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات ، ومنه قوله تعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ ا؟لأَعْلَى . الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى . وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى . وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى } [ الأعلى : 1 - 4 ] .
وقول الشاعر :
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم )( 11) ا هـ
وعلى هذا فالقول الراجح الذي تؤيده الأدلة من السنة النبوية أن المراد بالقرآن العظيم في قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ } هو الفاتحة .
وأمَّا ما ذكره ابن جرير بقوله : ( وأمَّا قوله : { وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ } فإن القرآن العظيم معطوف على السبع بمعنى : ولقد آتيناك سبع آيات من القرآن وغير ذلك من سائر القرآن )( 12) ا هـ . فهو وإن كان صحيحاً إلاَّ أنه معنى مرجوح ؛ لأن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالعظيم بأنه الفاتحة أولى ، وهو بالرجحان أحرى .(1/3080)
وأمَّا ما ذكره ابن حجر في الفتح في شرحه لحديث أبي سعيد بن المعلى في فضل الفاتحة ، وفيه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الحمد لله رب العالمين ، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته }( 13) بعد أن ذكر قول الخطابي السابق ذكره فعقب عليه بقوله : ( وفيه بحث لاحتمال أن يكون قوله : { والقرآن العظيم } محذوف الخبر ، والتقدير ما بعد الفاتحة مثلاً ، فيكون وصف الفاتحة انتهى بقوله : { هي السبع المثاني } ثُمَّ عطف قوله : { والقرآن العظيم } أي ما زاد على الفاتحة ، وذكر ذلك رعاية لنظم الآية ويكون التقدير : والقرآن العظيم هو الذي أوتيته زيادة على الفاتحة )(14 ) ا هـ .
فهو قريب مِمَّا رجحه ابن عبدالبر ، إلاَّ أنه فصّل فيه أكثر ، وذكر أن في الكلام محذوفاً ، وهذا مخالف للروايات الأخرى كما سبق بيانه ، ولعل القول الحقيق بالتحقيق هو ما قاله الإمام ابن كثير - بعد ذكره حديث أبي هريرة الذي سبق ذكره وهو عند البخاري - بقوله : ( وهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم ، ولكن لاينافي وصف غيرها من السبع الطوال بذلك لما فيها من هذه الصفة كما لاينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضاً كما قال تعالى : { ا؟للَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ } [ الزمر : 23 ] فهو مثاني من وجه ومتشابه من وجه ، وهو القرآن العظيم أيضاً كما أنه عليه الصلاة والسلام لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فأشار إلى مسجده( 15) ، والآية نزلت في مسجد قباء ، فلاتنافي فإن ذكر الشيء لاينفي ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة ، والله أعلم )( 16) ا هـ .
وقد ذكر ابن عبدالبر في شرحه السابق للحديث أن في معنى قوله تعالى : { سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي } قولين لأهل التفسير :
الأول : أن المراد بها الفاتحة .(1/3081)
الثاني : أن المراد بها السبعُ الطوَل : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال وبراءة .
ثُمَّ رجح القول الأول ؛ لأنه أرفع ما روي في ذلك وهو يخرج في التفسير المسند لما ثبت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - في ذلك .
وهو بترجيحه هذا يوافق أشهر وأكثر المفسرين في ترجيحهم لهذا القول ، وهو القول الذي لاينبغي القول بخلافه ؛ لأنه إذا ثبت الحديث وكان نصاً في تفسير الآية فلايُصار إلى غيره . وهذه قاعدة مهمة من قواعد الترجيح عند المفسرين( 17) .
ولهذا قال الإمام المالكي ابن العربي بعد أن ذكر الأقوال في معنى الآية : ( المسألة الرابعة : في تحقيق هذا المسطور : يحتمل أن يكون السبع من السور ، ويحتمل أن يكون من الآيات ؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف قناع الإشكال ، وأوضح شُعاع البيان ؛ ففي الصحيح عند كل فريق ومن كل طريق أنها أم الكتاب ، والقرآن العظيم - حسبما تقدّم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب : { هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت } وبعد هذا فالسبع المثاني كثير ، والكل محتمل ، والنص قاطع بالمراد ، قاطع بمن أراد التكليف والعناد ، وبعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفسير ، وليس للمعترض إلى غيره إلى النكير )( 18) ا هـ .
وقد قرّر ذلك أيضاً الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - في أضواء البيان ، وقال بعد كلام له في هذا الشأن : ( وبه تعلم أن قول من قال : إنها السبع الطوال غير صحيح ، إذ لا كلام لأحد معه صلى الله عليه وسلم . ومِمَّا يدل على عدم صحة ذلك القول : أن آية الحجر هذه مكية ، وأن السبع الطوال ما أنزلت إلاَّ بالمدينة ، والعلم عند الله تعالى )(19 ) ا هـ .
الحواشي والتعليقات
( 1) انظر : تفسير ابن جرير الطبري 7/537 ، وتفسير ابن كثير 2/538 ، وفتح الباري لابن حجر 8/233 .
( 2) انظر : تفسير الطبري 7/538 .(1/3082)
( 3) رواه النسائي كتاب الافتتاح ، باب : تأويل قول الله عزوجل : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي } 2/139 ، 140 ، وأخرجه في التفسير في تفسير سورة الحج ، باب : قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي } 1/634 ، 635 رقم [296] ، وذكر ابن حجر في الفتح بأن سنده صحيح 8/8 . وانظر : جامع الأصول رقم [685] 2/206 .
( 4) انظر : تفسير ابن جرير الطبري 7/538 .
( 5) الاستذكار 4/187 ، 188 .
( 6) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، باب : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ ا؟لْعَظِيمَ = 87 } من حديث أبي سعيد بن المعلى رقم [4703] 8/232 مع الفتح .
( 7) صحيح البخاري ، الموضع السابق رقم [4704] .
( 8) رواه أحمد في المسند 2/448 .
( 9) انظر : فتح الباري 8/9 .
( 10) انظر : كتاب موسوعة فضائل سور وآيات القرآن للشيخ محمد طرهوني 1/33 .
( 11) أضواء البيان للشنقيطي 3/176 ، وانظر : تفسير القرطبي 10/55 ، والبيت يستشهد به كثيراً في كتب اللغة والتفسير ولم أرَ بعد البحث من عرف قائله . انظر : الدر المصون للسمين الحلبي 1/97 .
( 12) تفسير ابن جرير 7/542 .
( 13) سبق تخريجه ص 426 .
( 14) فتح الباري لابن حجر 8/9 ، وانظر أيضاً 8/233 .
( 15) أخرجه مسلم في كتاب الحج ، باب : بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي e بالمدينة رقم [1398] ص 547 من حديث أبي سعيد الخدري . وانظر : تفسير النسائي 1/558 .
( 16) تفسير ابن كثير 2/538 .
( 17) انظر : الكتاب القَيِّم : قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين بن علي الحربي 1/191 .
( 18) أحكام القرآن لابن العربي 3/113 .
( 19) انظر : أضواء البيان 3/176 .
---
أبومجاهدالعبيدي
09-01-2006, 12:37 AM(1/3083)
ولهذا قال الإمام المالكي ابن العربي بعد أن ذكر الأقوال في معنى الآية : ( المسألة الرابعة : في تحقيق هذا المسطور : يحتمل أن يكون السبع من السور ، ويحتمل أن يكون من الآيات ؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف قناع الإشكال ، وأوضح شُعاع البيان ؛ ففي الصحيح عند كل فريق ومن كل طريق أنها أم الكتاب ، والقرآن العظيم - حسبما تقدّم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب : { هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت } وبعد هذا فالسبع المثاني كثير ، والكل محتمل ، والنص قاطع بالمراد ، قاطع بمن أراد التكليف والعناد ، وبعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفسير ، وليس للمعترض إلى غيره إلى النكير)اه
وبعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفسير.
---
(1/3084)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قراءة في تاريخ أمريكا
---
قراءة في تاريخ أمريكا
---
مرهف
08-24-2006, 07:13 PM
ينبغي أن نتذكر دائماً عند الكلام في أمريكا أن هذه الولايات المتجمعة عمرها في تاريخ الأمم كمثل الرضيع أمام الكبار يبحث لنفسه عن مكان فوق تلة أو مرتفع ليظهر كبيراً مثلهم ولكن تصرفاته كطفل تأبى إلا أن تظهر عليه عندما يغامر في مقارعة الكبار، كسذاجة في التفكير ووقاحة في الخطاب وجلافة في الخلق، وتعدٍّ في المعاملات، والأخطر من هذا أن هذا الطفل ولد على يد مجرم ورضع من دماء أبرياء وأدمن على الدماء، فمستكشف القارة الأمريكية ـ كما يسمونه مستكشفاً ـ لم يكن إلا سفاحاً عربيداً خرج لصاً من إسبانيا واستوطن مجرماً في أمريكا ، وتعامل مع من ساعده وحالفه بخيانة وفظاظة ، فالتاريخ ما زال يذكر ملايين الهنود الحمر أصحاب الأرض أنهم قتلوا على يد هذا السفاح ،وتعد أمريكا أنموذجاً لبلد المستوطنات التي أبادت سكانها الأصليين، ومن ذلك الوقت والتمييز العنصري بين السود والبيض هو القانون السيد في أمريكا، وقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط مؤخراً في عددها بتاريخ 15 رجب 1427 أن ثمة وثائق عثر عليها تكشف المزيد عن حياة كريسوف كولمبس وكيفية تعامله مع شعبه بظلم وكيف أنه أطلق يد معاونيه في الشعب حتى أن أخاه عرى امرأة وحلق شعرها وأركبها على بغل وساقها بين الناس دون علم كولمبس لأنها سبت عائلته رداً على ظلمها وإهانتها وقد فرح المستكشف كولمبس لهذا العمل ووصقه بالدفاع عن شرف العائلة!!.
ثم يسوقنا التاريخ المعاصر في نشأة الطفل المتعجرف كيف تعاملت أمريكا مع هيروشيما ونكزاكي حيث أباد القنبلة الذرية مئات الآلاف من الناس ولوثت البيئة والنسل وأفسدت في الأرض وما زال الناس يعانون من ويلات هذه القنبلة.(1/3085)
وما قصة فيتنام ببعيدة عنا فقتل الأطفال فيها أشهر من أن يذكر وسياسة أمريكا في تدميرها أجلى من أن نتكلم بها فهذا تاريخ معاصر شاهدنا كلنا وعايشناه ولا نكتب عن الغيب ولا نتصور ما لم يكن.
ولا ننسى جريمة حرب أفغانستان وكم من طفل قتل وكم من امرأة هتك عرضها وكم وكم .. وبعدها مباشرة العراق حيث تجلت أخلاق جنود أمريكا التي زحفت بهم لنشر الديمقراطية وإسبال الرخاء والأمن ، فقبل أن تحتل أمريكا العراق كانت قد قتلت مليون طفل في الحصار ، وعندما احتلتها قتلت عشرات الآلاف بقنابلها الذكية ، وأما الحجة فهي موجودة وكذلك التهم جاهزة لمن يعارض هذا الإجرام ، الحجة هي مكافحة الإرهاب ومن هم الإرهابيون الذين تقتلهم أمريكا وبريطانيا في العراق وأفغانستان واليوم في فلسطين ولبنان !؟، ستنجلي الصورة عن الضحايا أنهم الأطفال والنساء والعزل ، ثم يأسف الذب لأن ضحيته ماتت على يديه وكان بوده أن يبتلعها دون أن يره أحد.
ثم فلسطين الحبيبة على يد اليهود تسيل أنهار من الدماء ويقتل الأطفال وتدمر البيوت وتغتصب الأراضي والحرمات، بدبابات أمريكية وذخيرة أمريكية وطائرات أمريكية أما الأدوات المنفذة فهي يهودية ، وبما أن بوش الصغير من المحافظين الذين تسيطر عليهم عقلية إنجيلية واليهود تسيطر عليهم العقلية التوراتية وكلاهما يريان أن السلام لا يكون إلا باستعباد الشعوب وسلبهم وقتلهم ويصبحوا هم الأسياد والشعوب عبيد له ، فالسلام المنشود لا يكون إلا عندما نخدم أمريكا واليهود مقابل أن نعيش ونأكل، إلا أن اليهود اليوم رضوا أن يكونوا عبيداً بيد النصارى وأفراد عصابة إنجيلية مريضة نفسياً ومتعطشة للدماء وقد أخذت عقدة السادية مجامع نفوسهم ووجد اليهود من هؤلاء سادة مخلصين لمصالحهم ريثما يتحقق وعده المكذوب بإنشاء الوطن الموعود في فلسطين.(1/3086)
وأخيراً مشهد لبنان حيث قررت أمريكا أن تنشىء شرق أوسط جديد وأوعزت لليهود بهذه المهمة، والذريعة أتت على قدميها وتجلت ملامح الشرق الجديد إذ ينبغي أن لا يكون فيه أطفال ولا نساء ولا إنسانية ولا أشجار ولا مياه صافية ولا خير يتمتع أهله فيه ولا سيادة لدولة ولا ...ولا .... شرق يقسم سايكس بيكو ويسحل على أوربا ويدوس بقدميه الوسختين على بلاد المسلمين .
شرق ثقافته الذل والاستسلام وترك الجهاد والدفاع عن الدين والأرض والوطن لأنها إرهاب، وليكن اسمها إنسانية وسلام ، وقانونه العولمة وليكن اسمها حواراً وتعاوناً بين الشعوب، وسياسته: لا تفكروا أيها الشعوب بثروات أرضكم ولا بأعراض نسائكم ولا بأخلاق أبنائكم مادمتم تأكلون وتشربون وتترفهون وتعتقدون أننا ننعم عليكم،وهم سيفكرون عنا وهم سيطعموننا وهم سيكونون آباء أبنائنا وهم سيدوسوننا بالأقدام ويدمروننا ببترولنا إن فكرنا أو نوينا التفكير لأنهم يحاسبون عن النوايا وإن كانت خفية لكنهم يعلمونها لأنهم مأمورون من الرب بنشر السلام كما قال بوش.
إذن تاريخ أمريكا من النشأة دموي ولا يستطيع حكامها العيش دون شرب الدماء ويحبون من الدماء دماء الأطفال خاصة ويفرحون برؤية الأشلاء والدمار ويطربون لصوت القنابل والتفجير ويرقصون على صوت الطائرات والمدمرات والدبابات ، وكأني بك أيها القارئ تذكرني بنيرون وكرومر .
وبعد هذا كله يأتينا صوت باسم الحقيقة والموضوعية وغير ذلك من الألقاب والشعارات التي خدرتنا عشرات السنين ليقول لنا إن أمريكا تنشر الديمقراطية وتدعم الإنسانية وتريد الحرية و..و...الخ ، فلماذا تقول هذا الكلام؟!.(1/3087)
دعوني من هذه المصطلحات الكاذبة لأقول : إذن ديمقراطية وإنسانية وحرية هذا الثالوث الإنجيلي المقدس، وهذا هو الصليب الذي وضعه اليهود لقتل المسلمين كما أرادوه من قبل للسيد المسيح عليه السلام الذي سيقتلنا بوش الصغير واليهود عليه إن لم نستيقظ من لقضايانا ونلم شعثنا والله المستعان.
وأخيراً أقول إن أمريكا بجرائمها التاريخية هي من تزرع ثقافة الكراهية وتمارس الإرهاب بالمعنى الدولي فكيف يصح في الأذهان أن تكون هذه الدولة راعية الإنسانية والسلام وقد خرج راعيها من رعاية البقر في تكساس.
---
د.يسري خضر
12-21-2006, 01:22 PM
حيا الله الأخ العزيز ونحن معه في كل ما قال ولكن أود التنبيه إلي خطأتاريخي شاع وذاع حول مكتشف أمريكا وأنه كلومبس ولكن الكثيرين من المؤرخين يذهبون إلي أن أول من وطىء أمريكا هم المسلمون وذكروا أدلة منها :
1- روي (كلومبس) أنه شاهد مسجداً مبنيا علي قمة جبل ومزخرفاً بطريقة أندلسية .
2- كما عثر علماء الآثار علي مساجد في المكسيك وتكساس ونيفادا يرجع تاريخها إلي ما قبل اكتشاف كلومبس .
3- وعثر علي مدارس إسلامية وكتابات قرآنية .
4-كما أكد الدكتور مايك أستاذ التاريخ الأمر يكي في جامعة فينكس الأمريكية في مؤتمر الجامعة الإسلامية الأمريكية بتاريخ 6/4/2002أن أول كلمة سمعا كلومبس عندما وصل إلي أمريكا هي( السلام عليكم ).
وليس هذا ببعيد علي المسلمين الذين أمرهم دينهم بالسير في الأرض .
ولمزيد من البيان راجع كتاب ( العرب قبل كلومبس ص 5- 7 دار القلم دمشق , وكتاب الأقليات المسلمة في الأمريكتين والبحر الكاريبي ص 7,8 العدد 44 من سلسلة دعوة الحق
---
(1/3088)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > علل أحاديث التفسير [علل أحاديث سورة الفاتحة] (1)
---
علل أحاديث التفسير [علل أحاديث سورة الفاتحة] (1)
---
يحيى الشهري
08-27-2005, 02:27 PM
(علل أحاديث سورة الفاتحة)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فهذه علل أحاديث سورة الفاتحة، نمضي فيها على النهج الذي رسمناه في أول هذه المقالات، والذي شرطنا فيه أن نذكر الحديث المعلول من كل وجه، والحديث الصحيح المعلول، وهذا الحديث الذي نستفتح به علل أحاديث الفاتحة من النوع الثاني، فإلى الشروع في المقصود بعون الله المعبود:
[1] حديث: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها. هذا لفظ رواية الصحيح.
وشاهدُنا هنا هو قوله (صلى الله عليه وسلم): "والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض".
الحديث أورده الثعالبي في تفسير [سورة المائدة: 6] آية الوضوء (1/ 449)، وابن كثير فيها (كذلك) (2/ 30 ـ 31) ، فقال: ((وروى مسلم في صحيحه: من حديث يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم جنة، والصبر ضياء، والصدقة برهان، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.
وأورده الثعالبي كذلك في تفسير سورة [الكهف: 46] (2: 384) عند قوله تعالى: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} .(1/3089)
وأورده القرطبي في تفسير الفاتحة (1/ 132)، و[البقرة : 144] (2/ 159) عرضًا، والمائدة: 6] (2/ 106)، والسيوطي في الدر المنثور (1/ 31) في تفسير الفاتحة، فقال: ((وأخرج أحمد ومسلم والنسائي: عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيما ن {والحمد لله} تملأ الميزان، وسبحان الله تملآن - أو تملأ – ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اهـ.
وأشار له الشوكاني في تفسير الفاتحة (1/ 20)، بقوله: ((وقد ورد في فضل الحمد أحاديث منها... ))اهـ.
وأشار له الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (8: 552) في تفسير سورة الليل، عند قوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى} فقال: ((ولذا جاء في الحديث الصحيح (والصدقة برهان) أي على صحة الإيمان )).
وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 77) الحمد لله فضائلها، فقال: ((روى مسلم في صحيحه بإسناده: عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السموات والأرض... الحديث)). اهـ.
طرق الحديث
الحديث اشتهر من رواية أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد وهو ابن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: (فذكره).
وتابعه عليه عن يحيى بن أبي كثير: أبو إسحاق يحيى بن ميمون (يعني العطار).
وخالف يحيى معاوية بن سلام فرواه عن أخيه زيد بن سلام: أنه أخبره عن أبي سلام الحبشي، عن عبد الرحمن بن غنم: أن أبا مالك الأشعري حدثه، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (فذكره).(1/3090)
ورواه أبو جعفر الرازي: عن هبيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
وفي هذا متابعة لرواية معاوية بالنظر لأصل الحديث.. فإلى سياق هذه الطرق وبيان ما فيها من اختلاف سندًا ومتنًا:
(1) ـ فأما حديث أبان بن يزيد العطار:
فرواه عنه: حبان بن هلال، وسهل بن بكار، وعبدالرحمن بن مهدي، وعفان بن مسلم، ومسلم بن إبراهيم الأزدى، وموسى بن إسماعيل، وأبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني.
أ ـ فأما رواية حبان بن هلال:
فأخرجها مسلم في صحيحه (1: 203/ برقم 223)، والترمذي في جامعه (5: 535/ برقم 3517) : حدثنا إسحاق بن منصور.
وأخرجها ابن الجوزي في التحقيق (1: 136/ برقم 113) من طريق مسلم.
وأخرجها محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 433/ برقم 435): حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي.
كلاهما (إسحاق بن منصور ، وأحمد بن سعيد الدارمي) ، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اللفظ لمسلم.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1: 211): في أكثر نسخ مسلم ((والصبر ضياء)) وفي بعضها ((والصيام ضياء)).
قلت: ولفظ الترمذي مثله غير أنه قال: ((الوضوء شطر الإيمان)).
واختصره المروزي بلفظ ((الطهور شطر الإيمان)).
وقال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.
قال ابن الجوزي: انفرد بإخراجه مسلم.
ب ـ وأما رواية سهل بن بكار:(1/3091)
فأخرجها البيهقي في الشعب (3: 38/ برقم 2805): أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، ثنا عثمان بن خرزاد، عنه به (فذكره) باختلاف في قوله: ((ولا اله إلا الله والله أكبر تملآ ن مابين السماء والأرض)) بدلاً من ((وسبحان الله والحمد لله)).
ج ـ وأما رواية عبدالرحمن بن مهدي:
فأخرجها النسائي في الكبرى (6: 50/ برقم 9996): أخبرنا عمرو بن علي، عنه به (فذكره) مختصرًأ بلفظ ((الحمد لله تملأ الميزان، ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض)).
د ـ وأما رواية عفان بن مسلم:
فأخرجها أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1: 14/ برقم 37)، (6: 171/ برقم 30430)، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534).
وأخرجها أحمد في المسند (5: 342/ برقم 22953).
وأخرجها الحاكم في شعار أصحاب الحديث (1: 35/ برقم 21): أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز.
وأخرجها ابن منده في الإيمان (1: 374/ برقم 211) أخبرنا محمد بن عبدالله، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر. (ح) وأنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا موسى بن الحسن النسائي.
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (1: 42/ برقم 185) أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد، ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، ثنا إسحاق بن الحسين الحربي.
وفي الشعب (3: 3/ برقم 2709) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا محمد بن علي بن بطحاء.
وحدثنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، أنا محمد بن عيسى بن السكن.
وفي الاعتقاد (1: 176): حدثنا [أبو] محمد بن يوسف، قال: أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، قال: أنا محمد بن عيسى بن السكن.(1/3092)
وأخرجها أبو عوانه في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 600)، ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (54 :314): حدثنا محمد بن علي ابن أخت غزال.
تسعتهم (ابن أبي شيبة، وأحمد، و محمد بن عبد الرحيم، و جعفر بن محمد بن شاكر، وموسى بن الحسن النسائي، وإسحاق بن الحسين الحربي، ومحمد بن علي بن بطحاء، ومحمد بن عيسى بن السكن، ومحمد بن علي ابن أخت غزال) عنه به (فذكره) ومنهم من اختصره، ومنهم من طوله.
وقرن أحمد روايته برواية يحيى بن إسحاق، ونبه إلى اختلاف في لفظ عفان، فقال: ((قال عفان: وسبحان الله والله أكبر ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء وقال عفان: ما بين السماوات والأرض)).
لكن وقع عند أبي عوانه ((وسبحان الله والحمد لله يملآن ما بين السماء والأرض)). وفي لفظه: ((والصوم برهان)). وهذا خطأ.
وروايته مقرونة برواية مسلم بن إبراهيم فلعل الخلاف من قبله وسياقها هو الآتي بعد هذه.
هـ ـ وأما رواية مسلم بن إبراهيم الأزدى:
فأخرجها الدارمي في سننه (1: 174/ برقم 653).
وأخرجها محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 434/ برقم 436): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجها أبو عوانه في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 600)، ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (54 :314): وحدثنا الصغاني.
وأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (3: 248/ برقم 3423)، ومن طريقه أبي نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا علي بن عبد العزيز.
وأخرجها البيهقي في الشعب (1: 45/ برقم 12) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، قالا: أنبا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي.
وأخرجها اللالكائي في أصول الاعتقاد (5: 903/ برقم1619): أنا أحمد بن عبيد، قال: أنا علي بن عبد الله بن مبشر، قال: نا أحمد بن سنان.
سبعتهم (الدارمي، ومحمد بن يحيى، والصغاني، وعلي بن عبد العزيز، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأحمد بن سنان) عنه به (فذكره).(1/3093)
اختصره المروزي واللالكائي والبيهقي بمطلعه فحسب.
وساقه الدارمي باختلاف إذ خالف المشهور في موضعين:
الأول: قوله: ((ولا إله إلا الله والله أكبر يملأ ما بين السماوات والأرض)).
والثاني: قوله: ((والوضوء ضياء)).
وقرن الطبراني حديثه بحديث موسى بن إسماعيل.
قال: وقال مسلم في حديثه: ((لا إله إلا الله والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض)). لكنه لم ينبه للفرق المذكور في رواية الدارمي وهو قوله : ((والوضوء ضياء)). وقرنه أبو عوانة بلفظ عفان.. ولم يشر للخلاف.
و ـ وأما رواية موسى بن إسماعيل:
فأخرجها ابن سعد في الطبقات (4: 358).
وأخرجها أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر.
وأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (3: 248/ برقم 3423)، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن يحيى القزاز (قرنه بمسلم بن إبراهيم).
ثلاثتهم (ابن سعد، ومحمد بن يحيى بن المنذر، ومحمد بن يحيى القزاز) عنه به (فذكره).
ولفظه: ((الطهور نصف الإيمان، والحمد لله يملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر يملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، وكل إنسان يغدو فمبتاع نفسه فمعتقها أو بائع نفسه فموبقها)).
واختصره ابن سعد بمطلعه فحسب، وقرنه أبو نعيم بغيره ولفظه لعفان.
ز ـ وأما رواية أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني:
فأخرجها أحمد في المسند (5: 342/ برقم 22953) قرنه بحديث عفان.
وأبو نعيم في المستخرج (1: 289/ برقم 534): حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن.
وابن عساكر في التاريخ (54 :314): أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبي أبو القاسم، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد، أنبأنا يعقوب بن إسحاق الحافظ.
كلاهما (محمد بن أحمد، ويعقوب بن إسحاق) عن بشر بن موسى.
كلاهما (أحمد، وبشر بن موسى) عنه به (فذكره).(1/3094)
قال أبو نعيم : وفي رواية بشر ((والصوم ضياء))، موبقها: مهلكها. اهـ.
قلت: هو خطأ ظاهر.
(2) ـ وأما حديث أبو إسحاق يحيى بن ميمون:
فأخرجه أحمد في المسند (5: 344/ برقم 23062): ثنا سريج بن النعمان، ثنا أبو إسحاق يحيى بن ميمون ـ يعني العطارـ حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني زيد بن سلام، عن أبي سلام، حدثه عبد الرحمن الأشعري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((الطهور شطر الإيمان)) فذكر مثله إلا أنه قال: ((الصلاة برهان، والصدقة نور.
قلت: ذِكرُ عبدالرحمن في الحديث خطأ جزم بهذا ابن منده فقال: ((يحيى بن ميمون: روى عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن الأشعري فذكر الحديث. قال: ورواه أبان العطار، عن يحيى، فقال: عن أبي مالك وهو الصواب)). اهـ.
وتبعه أبو نعيم وكذا ابن حجر، وقال: ورواية أبان التي صوبها بن منده أخرجها مسلم. انظر الإصابة (7: 305).
(3) وأما حديث معاوية بن سلام:
فأخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1: 434/ برقم 437): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجه أبو عوانة في المسند الصحيح (1: 189/ برقم 601): حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ويزيد بن عبد الصمد.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، ومحمد بن إسحاق، ويزيد بن عبدالصمد) عن هشام بن عمار.
وأخرجه ابن ماجه في سننه (1: 102/ برقم 280).
وأخرجه الطبراني في الكبير (3: 284/ برقم 3424): حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (3: 123/ برقم 844): أخبرنا الحسن بن سفيان.
ثلاثتهم (ابن ماجه، وإبراهيم بن دحيم، والحسن بن سفيان) عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي.
وأخرجه النسائي في الكبرى (2: 5/ برقم 2217) والصغرى (5: 5/ برقم 2437): أنبأ عيسى بن مساور.(1/3095)
ثلاثتهم (هشام بن عمار، ودحيم، وعيسى بن مساور) عن محمد بن شعيب بن شابور، أخبرني معاوية بن سلام، عن أخيه: أنه أخبره، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ((إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله ملء الميزان، والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)). اللفظ لابن ماجه.
وخالف الطبراني في عامة لفظه مع اتحاد المخرج فعنده: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد يملأ الميزان، وسبحان الله والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء)). والمعنى متجه في سائر ألفاظه.
واختلف لفظ ابن حبان مع اتحاد المخرج (كذلك)، فقال: ((والصدقة ضياء)). والباقي سواء.
وخالف كذلك أبو عوانة في لفظه، فعنده: ((والصوم برهان)).. ((والقرآن شفاء حجة لك أو عليك كل إنسان بائع نفسه)).
واختصره المروزي بالوضوء فحسب.
أما لفظ النسائي فمثل لفظ ابن ماجه إلا أنه لم يذكر آخر قطعة منه.
وبهذا يظهر جودة لفظ سنن ابن ماجه والنسائي بالنظر للآخرين.. والخلاف المذكور في نظري مؤثر!! وقد يكون من الرواة، وقد يكون من النسخ أو الطباعة فآفاتها كثيرة.
(4) وأما حديث أبي جعفر الرازي:
فأخرجه البخاري في التاريخ (8: 240) في ترجمة هبيرة بن عبدالرحمن: قال لي عبد الله بن محمد الجعفي، سمع محمد بن سعيد الأصبهاني، سمع يحيى بن أبي بكير، قال: نا أبو جعفر الرازي، عن هبيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: ((الوضوء شطر الإيمان)).
وقال أحمد بن الخليل، نا يحيى بن أبي بكير، عن أبي جعفر، عن عبد الله بن هبيرة (مثله).
وهبيرة هذا ذكره أيضًا ابن حبان في الثقات (5: 511) فزاد في نسبته : السلمي.(1/3096)
وقال بحشل في تاريخه (ص63): هبيرة بن عبد الرحمن وهو أبو عمر بن هبيرة.
قلت: ليس بالمشهور.. وروايته هذه تؤيد رواية معاوية المشهورة.
وبعد الانتهاء من سياق طرق الحديث، نشير لما فيه من علل:
العلة الأولى: الانقطاع بين يحيى بن أبي كثير وزيد بن سلام.
قال يحيى بن حسان عن معاوية بن سلام: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلام. وهذا يشعر أن روايته عنه منقطعة. ولذا قال بن معين لم يلقه يحيى. انظر التهذيب (3: 358).
لكن أثبت سماعه أبو حاتم الرازي، ونقل عنه قوله: كان يجيئنا فنسمع منه. انظر جامع التحصيل (ص572).
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص 211): وقد اختلف في سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام: فأنكره يحيى بن معين، وأثبته الإمام أحمد، وفي هذه الرواية التصريح بسماعه منه. اهـ.
قلت: الرواية التي في الصحيح قاضية بالسماع (والله أعلم).
العلة الثانية: انصب تعليل كثير من النقاد على الانقطاع بين زيد بن سلام وأبي مالك الأشعري.. وأول من رأيته أعل هذا الحديث النسائي: فرواه عن عمرو بن علي، عن عبدالرحمن بن مهدي، عن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري (وقد مر في رواية عبدالرحمن بن مهدي).
ثم قال: خالفه معاوية بن سلام، رواه عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.. ثم ساقه بسنده (وقد مر في رواية معاوية بن سلام).
وقد خرجه مسلم عن إسحاق بن منصور، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا أبان، حدثنا يحيى أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري).
فتكلم فيه بعض النقاد من هذا الوجه، وذلك لاشتراطه الصحة في كتابه.(1/3097)
قال ابن عمار الشهيد في كتاب علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج (ص45 ـ 48): ((وروى من حديث أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير: أن زيدًا حدثه، أن أبا سلام حدثه، عن أبي مالك الأشعري، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((الطهور شطر الإيمان))... وفيه كلام آخر.
قال أبو الفضل: بين أبي سلام وبين أبي مالك في إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
رواه معاوية عن أخيه زيد ومعاوية كان أعلم عندنا بحديث أخيه زيد بن سلام من يحيى)) اهـ.
وكذا ذهب الدارقطني إلى ذلك في التتبع (ص197): ((وخالفه معاوية بن سلام؛ رواه عن أخيه زيد، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم: أن أبا مالك حدثهم بهذا)). اهـ.
ونقل كلامه أبو مسعود الدمشقي في جوابته فأقره برقم (11)، فقال: ((وأخرج من حديث حبان بن هلال ، عن أبان ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، عن أبي مالك .
قال : قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( الوضوء شطر الايمان ) بطوله ، وهذا مرسل .
وقد رواه معاوية بن سلام ، عن زيد ، عن أبي سلام ، عن عبدالرحمن بن غنم ، عن أبي مالك .
قال الخطيب أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - : لم يذكر أبو مسعود في هذا الحديث شيئاً)). اهـ.
وتعقب ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2: 377) أبا محمد، فقال: ((لم يعرض له بشيء، واكتفى بأنه من كتاب مسلم... والذي لأجله ذكرناه، هو انقطاع ما بين أبي سلام وأبي مالك، فقد قال الدارقطني وغيره: إنه منقطع، وأنه إنما يرويه عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.
وذلك أن معاوية بن سلام يخالف فيه يحيى بن أبي كثير، فيرويه عن أخيه زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم: أن أبا مالك حدثهم بهذا.
وقد نبه الناس على الانقطاع ما بين أبي سلام، وأبي مالك في هذا الحديث، وعدُّوه من الأحاديث المنقطعة في كتاب مسلم)). اهـ.(1/3098)
ومال شرف الدين النووي في شرحه للصحيح (3: 99 ـ 100) إلى نفي هذه العلة وأنه عند أبي سلام على الوجهين، فقال: ((هذا الاسناد مما تكلم فيه الدارقطني وغيره، فقالوا: سقط فيه رجل بين أبي سلام وأبي مالك، والساقط عبد الرحمن بن غنم، قالوا: والدليل على سقوطه أن معاوية بن سلام، رواه عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، وهكذا.
أخرجه النسائي وابن ماجه وغيرهما.
ويمكن أن يجاب لمسلم عن هذا: بأن الظاهر من حال مسلم أنه علم سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك، فيكون أبو سلام سمعه من أبي مالك، وسمعه ـ أيضًا ـ من عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك. فرواه مرة عنه، ومرة عن عبد الرحمن، وكيف كان فالمتن صحيح لا مطعن فيه. والله أعلم)). اهـ.
وقد لخص علة هذا الحديث والجواب عليها العلائي في جامع التحصيل (ص137 ـ 138).
وقال ابن حجر في النكت الظراف (9: 282): ((في الرواية المنقطعة (يحيى عن زيد عن جده عن أبي مالك): ((هذه الرواية هي المعتمدة؛ فإن هدبة بن خالد حدث به عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، أن الحارث الأشعري حدثه. وأخرجه ابن حبان في (صحيحه) من طريقه، وأما إدخال (عبدالرحمن بن غنم) بين أبي سلام وأبي مالك، فيحتمل أن يكون الحديث عند أبي سلام بإسنادين : أحدهما عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك.
والآخر: عن الحارث بن الحارث الأشعري، والحارث أيضًا يكنى أبا مالك، لكن أبو مالك ـ شيخ عبدالرحمن بن غنم ـ غيره فيما يظهر لي. والله أعلم)). اهـ.
قلت: كلام ابن حجر هذا غير محرر وفيه نظر من وجهين:
الأول: عدم وجود الرواية المذكورة عند الترمذي وابن حبان في المطبوع منهما.
الثاني: قوله : (تقدم في الأسماء منسوبًا للترمذي وحده) لم يتقدم الحديث أصلاً، كما في تعليق محقق تحفة الأشراف (9: 284)، وانظر لنقده حاشية علل الأحاديث (ص47) لعلي بن حسن.(1/3099)
كما أن في الجواب المذكور عن النووي وابن حجر ضعف؛ يتبين من معرفة عدم الإدراك الظاهر المشهور بين أبي مالك وأبي سلام الحبشي هذا، وينبني على هذا معرفة اسم أبي مالك الأشعري، فقد وقع الخلاف في ذلك مما جعله يلتبس بغيره على بعض المؤرخين الكبار، فقد اختلف في صحابي هذا الخبر وعلى هذا الخلاف ينبني وصل الحديث وإرساله:
فقيل: هو الحارث بن الحارث الأشعري الشامي صحابي روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنه أبو سلام الأسود أخرج له الترمذي (5: 148) حديث: أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات.. من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري.. وهذا السند سبق ذكره في طرق الحديث بعينه.
وقد ذكر هذا مسلم في المنفردات والوحدان برقم (56) فقال: الحارث بن الحارث الأشعري. لم يرو عنه إلا أبو سلام الحبشي وأبو سلام جد زيد ومعاوية ابني سلام بن أبي سلام واسم أبي سلام ممطور. اهـ.
وذكر أبو نعيم في المعرفة رقم (664) أنه يكنى أبا مالك، وذكر في الرواة عنه جماعة ممن يروي عن أبي مالك الأشعري، ومما أوقع أبا نعيم في الجمع بينهما: أن مسلمًا وغيره أخرجوا لأبي مالك الأشعري حديث: ((الطهور شطر الإيمان)): من رواية أبي سلام عنه بإسناد حديث: ((أن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات)) سواء بسواء.
وممن وهم فيه النووي في ((الأذكار)) عند ذكر حديث أبي مالك الأشعري: ((الطهور شطر الإيمان))، فقال: اسمه الحارث بن عاصم وهذا وهم . انظر الإصابة (2: 195).
قلت: راجعت ((الأذكار)) فلم أجد قوله هذا، وإنما وقفت عليه في رياض الصالحين (ص34/ برقم 25) إذ قال: ((وعن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه... (فذكر الحديث).(1/3100)
وذكر ابن الأثير في أسد الغابة (1: 383ـ 384): أن بعض العلماء ذكر أن الحارث بن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك، وأكثر ما يرد غير مكنى. ثم بين أنه فرق بينهما كثير من العلماء منهم: أبو حاتم الرازي وابن معين وغيرهما. قال: وأما أبو مالك فهو كعب بن عاصم على اختلاف فيه. اهـ.
قال ابن حجر في التهذيب (2: 119) ترجمة الحارث بن الحارث: وقد أخرج أبو القاسم الطبراني هذا الحديث بعينه بهذا الإسناد في ترجمة الحارث بن الحارث الأشعري في الأسماء، فإما أن يكون الحارث بن الحارث يكنى أيضا أبا مالك، وإما أن يكونا واحدًا والأول أظهر؛ فإن أبا مالك متقدم الوفاة. اهـ.
وقال في ترجمة أبي مالك الأشعري (12: 239): ((أبو مالك الأشعري له صحبة، قيل: اسمه الحارث بن الحارث، وقيل: عبيد الله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث بن هانئ بن كلثوم)).اهـ.
قال ابن حجر في التهذيب (12: 239): والفصل بينهما في غاية الاشكال حتى قال أبو أحمد الحاكم في ترجمته أبو مالك الأشعري أمره مشتبه جدا)). اهـ.
قلت: يحسن هنا أن تنظر تفصيل الخطيب في الموضح (2: 375 ـ 376) في حال كعب بن عاصم. وقد حصل في تسميته وهم لبعض الشراح بسبب هذا الخلاف.
أما وفاته، فقال شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم: طُعن معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل بن حسنة، وأبو مالك الأشعري في يوم واحد.
وقال ابن سعد، وخليفة: توفي في خلافة عمر. انظر تاريخ دمشق (67: 198) والتهذيب (12: 239).
وهذا كاف في التفريق وبيان أن صاحب الحديث متقدم الوفاة.(1/3101)
ولقد أحسن العلائي في جامع التحصيل (ص137 ـ 138) في التفريق إذ قال: ((رجح بعضهم قول الدارقطني: بأن أبا مالك الأشعري توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقد قالوا في رواية أبي سلام عن علي وحذيفة وأبي ذر أنها مرسلة، فروايته عن أبي مالك أولى بالإرسال، وقد وقع في كتابي الترمذي والنسائي (؟! (من طريق أبي سلام هذا، قال: حدثني الحارث الأشعري فذكر حديث: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات" ...الحديث. وأخرجه ابن حبان في صحيحه هكذا بلفظ حدثنا ثم قال عقبة: الحارث الأشعري هذا هو أبو مالك الحارث بن مالك الأشعري. فعلى هذا لا تكون رواية أبي سلام، عن أبي مالك مرسلة، ولكن في هذا نظر، فقد خالف ابن حبان جماعة منهم: ابن عبد البر وغيره، فقالوا: الحارث هذا في حديث يحيى بن زكريا (عليهما السلام)، هو الحارث بن الحارث الأشعري، وهو غير أبي مالك متأخر عنه، وقد اختلف في اسم أبي مالك هذا، فقيل: كعب، وقيل: عبيد، وقيل: عمرو، وقيل: الحارث. واختلف في اسم أبيه، فقيل: مالك، وقيل: عاصم. والله أعلم)). اهـ.(1/3102)
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص212 ـ213): خرج هذا الحديث النسائي وابن ماجه: من رواية معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك. فزاد في إسناده عبدالرحمن بن غنم، ورجَّح هذه الرواية بعض الحفاظ، وقال: معاوية بن سلام أعلم بحديث أخيه زيد من يحيى بن أبي كثير، ويقول ذلك: أنه قد روي عن عبدالرحمن بن غنم، عن أبي مالك من وجه آخر، وحينئذ فتكون رواية منقطعة، وفي حديث معاوية بعض المخالفة لحديث يحيى بن أبي كثير، فإن لفظ حديثه عند ابن ماجه: "إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، والتسبيح والتكبير تملآن السماء والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"، وخرج الترمذي حديث يحيى بن أبي كثير الذي خرجه مسلم فلفظ حديثه: "الوضوء شطر الإيمان" وباقي حديثه مثل سياق مسلم الذي خرجه الإمام أحمد والترمذي: من حديث رجل من بني سليم، قال عدهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يدي أو في يده التسبيح نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، والتكبير تملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، و الطهور نصف الإيمان، وقوله (صلى الله عليه وسلم): الطهور شطر الإيمان. اهـ.
قلت: بما سبق يترجح ما ذهب إليه الدارقطني وغيره في ثبوت الانقطاع بين أبي سلام و أبي مالك الأشعري. بقي كيف نعتذر لمسلم (رحمه الله) .. الجواب بأحد وجوه:
الأول: أن مسلمًا علم انقطاع الحديث وإنما ساقه لشهرته متصلاً ومنقطعًا كما يلاحظ من تخريجه.
الثاني: وربما أورد المعلول لفائدة لا توجد في الموصول .
الثالث: وربما كان ذهولاً منه لشهرة الرواية عن يحيى بن أبي كثير فليس بمعصوم، فلا نكابر بالرد والعلة ظاهرة (والله أعلم).
وفي الباب عن: حسان بن عطية، وعروة بن الزبير، وعلي بن أبي طالب:
1 ـ فأما حديث حسان بن عطية (مرسلا):(1/3103)
فأخرجه ابن شيبة في المصنف (1: 156/ برقم 1803) مطولاً، وفي (6: 171/ برقم 30432)، وابن منده في الإيمان (1: 125/ برقم 61) بالطهور فحسب.
2 ـ وأما حديث عروة بن الزبير (قوله) بالطهور.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 15/ برقم 41).
3 ـ وأما حديث علي بن أبي طالب (موقوفًا) بالطهور.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 14/ برقم 38)، و(6: 171/ بالأرقام 30431و30433).
قوله في الحديث: موبقها: الموبق المهلك.
قال أبو نعيم في المستخرج (1: 289): موبقها: مهلكها. اهـ.
فائدة: اختلف في معنى قوله ((الطهور شطر الإيمان)) على أقوال ذكرها ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص211 ـ 212)، وانظر تعظيم قدر الصلاة (1: 435)، و الشعب (3: 3)، والنهاية (2: 473)، وشرح صحيح مسلم (3: 100).
فائدة ثانية: قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (1: 95): ((وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءا مفردا)).
وكتب / يحيى البكري في ليلة السبت الثامن والعشرين من شوال لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.. ثم أعدت النظر فيه يوم السبت 22 رجب لسنة 1426 للهجرة.
---
عبدالرحمن الشهري
09-05-2005, 08:08 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم ، ومرحباً بكم مرة أخرى بعد غياب طويل.
***الحلقات السابقة :
- علل أحاديث التفسير (مقدمة) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3872)
- علل أحاديث التفسير (1) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1478)
- علل أحاديث التفسير (2) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1553)
- علل أحاديث التفسير (3) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1668)
- علل أحاديث التفسير (4) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1824)
- علل أحاديث التفسير (5) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1895)
- علل أحاديث التفسير (6) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2076)(1/3104)
- علل أحاديث التفسير (7) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2350)
- علل أحاديث التفسير (8) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2714)
---
(1/3105)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الأسماء المستعارة والكتابة في المنتديات
---
الأسماء المستعارة والكتابة في المنتديات
---
عبدالرحمن الشهري
10-17-2006, 05:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يختلف الكتاب في المنتديات حول أيهما أفضل : الكتابة بالاسم الصريح أم باسم مستعار ، وقد سبق أن دار حول هذا الموضوع نقاش على صفحات هذا الملتقى . وقد وقعتُ على موضوع طريف لأحد الأصدقاء الأدباء في أحد المنتديات حول هذا الموضوع فأحببت نقله للفائدة ، وللنقاش حوله وهذا نص المشاركة .
[line]
لماذا نستخدم الاسم المستعار
ربما للأسباب التالية :
1. الخوف من تبعة مايكتب فيحرم الكاتب من النشر أو يتعرض لشخصه ، وخاصة في الانترنت إذ يمكن لكل أحد بدون وازع ديني أو أخلاقي- أن يرمي من يشاء بما يشاء .
2. أن يحول مركز الكاتب الاجتماعي من تدوين اسمه الصريح
3. قد تكون الكاتبة امرأة منعتها الأعراف الجارية من كتابة اسمها الصريح . فتعمد إلى المستعار ، وتزيد في التعمية أحيانا فتكتب باسم رجل ، والعكس كذلك بالنسبة للرجال
4. التواضع بالتستر خلف الإسم المستعار ، وهذا إنما يكون عند كبار الكتاب والأدباء
5. مجرد رغبة شخصية ، أو وجود عرف سائد ، كما هو الحال في المنتديات .
وهناك أسماء شهيرة كانت تكتب بأسماء مستعارة أنتخب لكم منهم مايأتي ، وهي على كل حال أسماء شهيرة :
• ابن جلا: الشاعر: محمد حسن فقي
• أبو الهيثم ،وأديب عادل ، وعبدالله الصادق : أسماء كان يتخفى خلفها الشيخ علي الطنطاوي وللأخير منها قصة ذكرها في كتابه مقالات في كلمات ص 211
• أدونيس : الشاعر:علي أحمد سعيد ، ثم غلب عليه الإسم
• الأديب الحي : الأديب محمد حسن عواد
• الأصمعي : الأستاذ المؤرخ النسابة حمد الجاسر
• باحث : الأديب عبد القدوس الأنصاري
• بدوي الجبل :الشاعر محمد سليمان الأحمد ، واشتهر به(1/3106)
• بدوي الصحراء: الكاتب محمد سعيد العامودي
• بعض فضلاء المسلمين: الشيخ محمد عبده
• بنت الشاطئ: الكاتبة والأديبة د. عائشة بنت عبدالرحمن ، واشتهرت به
• تاسيت : الأديب الشهير طه حسين
• الجاحظ : الأديب أحمد عبدالغفور عطار ، وكان أيضا يكتب باسم: عبدالله مكي
• خنساء فلسطين : الشاعرة فدوى طوقان
• دايم السيف : الأمير الشاعر خالد الفيصل
• رسام : الشاعر إلياس أبو شبكة
• الرحالة ك : المصلح والأديب : عبدالرحمن الكواكبي
• س : المؤرخ والأديب أحمد السباعي . وكان أحيانا يكتب باسم : فتاه
• س . أ : الزعيم سعد زغلول ، وله أسماء مستعارة أخرى .
• سائح : أمير الشعراء أحمد شوقي . وله أسماء مستعارة أخرى
• ط. ج : الشيخ العلامة الأديب طاهر الجزائري
• عابر سبيل : الأديب المصري (القاص) يحى حقي . وكان يكتب أيضا باسم : محام
• عائدة : الأديبة مي زيادة
• عربي : الشاعر حسين عرب .
• عطارد : المؤرخ والأديب والمفكر: أنور الجندي
• الفتى النجدي : الشاعر حسين سرحان
• ليلى : الشاعر جميل صدقي الزهاوي
• م : الكاتب مصطفى أمين . وكان يكتب أيضا باسم : مشاغب
• محب الفجر : الكاتب واللغوي : أنستاس الكرملي
• محروم : الأمير الشاعر عبدالله الفيصل
• محجوب : المؤرخ والشاعر خير الدين الزركلي
• المسلم : الشاعر واللغوي :محمد إسعاف النشاشيبي . وكان يكتب أيضا باسم : هاشم العربي
• ن .م : الشاعرة : نازك الملائكة
• هجران شوقي : الشاعر : أنور العطار .
ويمكن الرجوع إلى كتاب (معجم الأسماء المستعارة ) ليوسف داغر ، وأوسع منه كتاب (معجم التوقيعات المستعارة)لمحمد بن أحمد معبر ، إصدار نادي أبها الأدبي 1426هـ . ففيه (1663) اسما مستعارا . وشكرا لمروركم الكريم
منقول .
---
الجكني
10-18-2006, 04:18 AM
موضوع جد ظريف
---
(1/3107)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > إستشارة عاجلة
---
إستشارة عاجلة
---
محمد جرامون
12-28-2003, 08:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم محمد عضو جديد بالموقع و قد وجدت هذا الموقع خلال رحلة بحث في تفسير و أسباب نزول آيات حول النصاري كانت موضع خلاف و جدل بيني و بين أخوة لي في الإسلام و عدد من النصاري المتابعين لحوارنا و كان الحوار منصبا حول أن النصاري الذين ذكرهم الله تعالي في الايات (لتجدن أقربهم مودة) هم الذين آمنوا و أسلموا بعدما عرفوا الحق طبقا لما ورد بكتب التفاسير و لكن أحد الاخوة قال لي كيف يذكر لفظ النصاري علي الفئتين المؤمنة و التي ذكرت مثلا في الآية السابقة و علي الكافرين منهم عندما قال الله تعالي( و قالت النصاري المسيح إبن الله ) و غيرها من الآيات.
لذا أرجوا من الاخوة الكرام ممن من الله عليهم بنعمة علوم القرآن و التفسير و أسباب النزول أن يدلوني عن ذلك الامر المبهم لي.
---
أضواء البيان
12-28-2003, 01:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ذكرتم من أن المراد بالنصارى في قوله تعالى ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) هم الذين أسلموا منهم ، ففيه نظر فقد ذكر الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير أن المراد بالنصارى هنا الباقون على دين النصرانية لا محالة ، لقوله: (( أقربهم مودة للذين آمنوا )) فأما من آمن من النصارى فقد صار من المسلمين.
ولا تعارض فيما يظهر لي بين ذلك وبين ما نقل من اتفاق المفسرين على أن الآيات نزلت في النجاشي وأصحابه رضوان الله عليهم لإمكانية حمل الآية على حالهم قبل إعلانهم الإسلام .
---
محمد جرامون
12-28-2003, 03:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ أضواء البيان
شكر لك سرعة ردك الذي يدل علي حب فعل الخير .(1/3108)
ولكن اخي الحبيب أطمع في زيادة الشرح حول هذه النقطة التي كانت محور إجابتك وهي:
ولا تعارض فيما يظهر لي بين ذلك وبين ما نقل من اتفاق المفسرين على أن الآيات نزلت في النجاشي وأصحابه رضوان الله عليهم لإمكانية حمل الآية على حالهم قبل إعلانهم الإسلام
حيث أنها قد تكون غير واضحة لغير المتعاطين مع علوم القرآن تفسيرا و أحكاما و أسبابا للنزول.
وفقكم الله لما فيه خير المسلمين.
---
أضواء البيان
12-28-2003, 08:13 PM
أردت بما كتبت أن الآيات تكون قد نزلت في النجاشي وأصحابه حين تلا عليهم جعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ القرآن ، فنقول أنهم وإن أسلموا فيما بعد إلا أن الآيات وصفت حالهم قبل إسلامهم
---
(1/3109)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > نساء ورد ذكرهن في القرآن الكريم
---
نساء ورد ذكرهن في القرآن الكريم
---
سلسبيل
08-21-2004, 03:04 AM
لقد ورد في القرآن الكريم نساء ذكرن بشكل صريح أو ضمني ومن هؤلاء:
(1) حواء: ورد ذكرها في قوله تعالى: ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة ) البقرة 35. وهي حواء، وسميت بهذا الاسم، لأنها خلقت من شيء حيّ.
(2) مريم: ورد ذكرها في قوله تعالى: ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا ) مريم 16وقد سميت باسمها سورة من سور القرآن الكريم (سورة مريم ).
(3) امرأة لوط: ورد ذكرها في قوله تعالى ( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط ) التحريم 10. وكانت خيانتها في الدين، ولم تكن في الفاحشة، حيث كانت تدل قومها على اضياف لوط عليه السلام.
(4) امرأة نوح: ( ورد ذكرها في قوله تعالى ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح ) التحريم 10. وكانت خيانتها كذلك في الدين، وليس في الفاحشة، حيث كانت تسخر مع قومها الساخرين من نوح عليه السلام.
(5) زوجة زكريا: ورد ذكرها في قوله تعالى ( قال أنَّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر، وامرأتي عاقرا ) آل عمران 40 وابنها يحيى، الذي ورد ذكره قي قوله تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) .
(6) زوجة إبراهيم: سارة بنت عمه عليه الصلاة والسلام أم اسحاق، ورد ذكرها في قوله تعالى (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) هود 71.
(7) زوجة عزيز مصر: وهي زليخا، ورد ذكرها في قوله تعالى : ( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه ) يوسف 21، وعزيز مصر الذي اشترى يوسف عليه السلام كان يدعى قطفين.(1/3110)
(8) نسوة المدينة: ورد ذكرهن في قوله تعالى: ( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ) يوسف 30، وقيل أنهن خمسة: امرأة الساقي، وامرأة الحاجب، وامرأة الخباز، وامرأة السجّان، وامرأة صاحب الدواب.
(9) ناقضة الغزل: وهي ريطة بنت عمرو بن سعد بن زيد، ورد ذكرها في قوله تعالى: ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ) النحل 92. وكانت خرقاء تغزل هي وجواريها من الغداة إلى نصف النهار، ثم تأمرهن فينقضن جميعاً ما غزلن، فكان هذا دأبها لا تكف عن الغَزل، ولاتبقي ما غزلت.
(10) زوجة موسى: ورد ذكرها في قوله تعالى: (وهل أتاك حديث موسى، إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا ) طه 10، وهي صفورا بنت شعيب عليه السلام.
(11) أم موسى: ورد ذكرها في قوله تعالى: ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) القصص 7، وهي يوكابد، أُمرت بإلقاء ابنها موسى عليه السلام في اليمّ (نيل مصر ).
(12) أخت موسى: ورد ذكرها في قوله تعالى ( وقالت لأخته قصيه )القصص 11، وكانت أسنّ من موسى عليه السلام، ومن هارون.
(13) بلقيس: ورد ذكرها في قوله تعالى: ( إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ) النمل 23، وهي بلقيس بنت شراحيل، غلبت على المُلك بعد أبيها، وكان قومها يعبدون الشمس، وعرشها كان من ذهب وفضة مكلل بأنواع الجواهر.
(14) امرأة فرعون: ورد ذكرها في قوله تعالى ( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون ) التحريم 11، وهي آسية بنت مزاحم، ولم يكن لها ولد، وقيل هي التي سمّت موسى بهذا الاسم، لأنه وُجد بين ماء وشجر, أظهرت ايمانها يوم الزينة، فأمر فرعون أن توتد على ظهرها أوتاد، وأن ترضخ بصخرة عظيمة إن لم ترجع، فقالت (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ).(1/3111)
(15) المُجادلة: ورد ذكرها في قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ) المجادلة 1? وهي خولة بنت حكيم وقيل: خولة بنت ثعلبة، وزوجها هو أوس بن الصامت رضي الله عنه.
(16) حمّالة الحطب: ورد ذكرها في قوله تعالى: (وامرأته حمالة الحطب المسد ) 4، وهي أم جميل بنت حرب بن أمية، كانت تحمل الشوك، فتضعه في طريق النبي صلى الله عليه
وسلم، وزوجها أبو لهب: عبدالعزى، كني بذلك لتلهّب وجنتيه وإشراقهما، أو في النار مناسبة لحاله فيها.
منقول
---
(1/3112)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > معنى مرجوح في تفسير قوله تعالى ( و اتقوا الله و يعلمكم الله )!
---
معنى مرجوح في تفسير قوله تعالى ( و اتقوا الله و يعلمكم الله )!
---
أبو تيمية
12-01-2003, 11:51 PM
كثيرًا ما سمعنا في مجالس العلم ، و من أفواه الوعاظ و الخطباء أن معنى قول الله تعالى ( و اتقوا الله و يعلمكم الله )هو : أن التقوى سبب لحصول العلم ، و المعنى و اتقوا الله يحصل لكم بذلك العلم ، من باب الشرط و جزائه كما يفهم من عبارة ابن كثير رحمه الله في تفسيره .(1/3113)
و قد كنت قديما منتبها - بفضل الله و توفيقه - إلى أن هذا المعنى المذكور مرجوح ، و ضعيف لغة و دلالة ، و قد كنت وقفت على كلام لحبر الأمة و ترجمانها في زمنه بل في أزمان كثيرة : شيخ الإسلام ابن تيمية ، حيث يقول : ( وقد شاع في لسان العامة أن قوله )اتقوا الله ويعلمكم الله ( من الباب الأول حيث يستدلون بذلك على أن التقوى سبب تعليم الله و أكثر الفضلاء يطعنون في هذه الدلالة لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط فلم يقل و اتقوا الله ويعلمكم ، ولا قال فيعلمكم وإنما أتى بواو العطف وليس من العطف ما يقتضي أن الأول سبب الثاني وقد يقال العطف قد يتضمن معنى الاقتران والتلازم كما يقال : زرنى وأزورك ، و سلم علينا ونسلم عليك ، و نحو ذلك مما يقتضي اقتران الفعلين و التعاوض من الطرفين كما لو قال لسيده : اعتقنى ولك على ألف ، أو قالت المرأة لزوجها طلقني ولك ألف أو إخلعني ولك ألف فإن ذلك بمنزلة قولها بألف أو على ألف ، وكذلك أيضا لو قال أنت حر وعليك ألف ، أو أنت طالق وعليك ألف ، فإنه كقوله علي ألف أو بألف عند جمهور الفقهاء ، و الفرق بينهما قول شاذ ، ويقول أحد المتعاوضين للآخر : أعطيك هذا وآخذ هذا ونحو ذلك من العبارات فيقول الآخر نعم ، و إن لم يكن أحدهما هو السبب للآخر دون العكس فقوله ( واتقوا الله و يعلمكم الله) قد يكون من هذا الباب فكل من تعليم الرب وتقوى العبد يقارب الآخر ويلازمه و يقتضه ، فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك ، و متى اتقاه زاده من العلم ، و هلم جرا )( المجموع 18/177-178).(1/3114)
و قال تلميذه ابن القيِّم : (وأما قوله تعالى )واتقوا الله ويعلمكم الله ( فليس من هذا البابِ بل هما جملتان مستقلتان طلبية وهي الأمر بالتقوى وخبرية وهي قوله تعالى ) ويعلمكم الله ( أي والله يعلمكم ما تتقون وليست جوابا للأمر بالتقوى ولو أريد بها الجزاء لأتى بها مجزومة مجردة عن الواو فكان يقول واتقوا الله يعلمكم أو إن تتقوه يعلمكم كما قال )إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ( فتدبره )( مفتاح دار السعادة 1/172).
و إلى هذا أيضا ذهب جماعة آخرون منهم : شيخُ النَّحويين أبو حيان في تفسيره – في كلام حسن ، ينبغي الوقوف عليه لأهميته ، و لولا بعد الكتاب عني لنقلته لك - ، و كذلك إمام العربية و سيبويه عصره ابن هشام الحنبلي الأنصاري رحمه الله حيث قال في كتابه العظيم النفع ( مغني اللبيب ) و هو يعدد أقسام الواو : ( من أقسام الواو : واوان يرتفع ما بعدهما ، إحداهما واو الاستئناف نحو ...( واتقوا الله و يعلمكم الله ) إذ لو كانت الواو للعطف ..للزم عطف الخبر على الأمر ..) ( المغني 4/376- ط د : الخطيب ) .
و ممَّن قرأت لهم أخيرا ممَّن نحا إلى هذا الذي ذكرنا و خطَّأ الوجه المشهور عند العامة : العلامة ابن عثيمين – قدس الله روحه – في تفسيره (3/410)و فيه قوله ( لأن تعليم الله لنا حاصل مع التقوى و عدمها ، و إن كان العلم يزداد بتقوى الله لكن هذا يؤخذ من أدلة أخرى ).
و قد أشار إلى المعنى الأخير شيخ الإسلام كما قد نقلنا لك ..
---
عبدالرحمن الشهري
12-02-2003, 06:14 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم إبراهيم (أبا تيمية) على هذا التوضيح الشافي ، لا عَدِمْنَا فوائدَك ، بارك الله فيك.
وتتميماً لما أشرت إليه وفقك الله ، أنقل كلام أبي حيان الغرناطي رحمه الله في تفسيره حيث يقول عن إعراب جملة :(ويعلمكم الله) : هذه جملة تذكر بنعم الله التي أشرفها التعليم للعلوم ، وهمي جملة مستأنفة ، لا موضع لها من الإعراب.(1/3115)
وقيل: هي في موضع نصب على الحال من الفاعل في (اتقوا) ، تقديره : واتقوا الله مضموناً لكم التعليم والهداية.
وقال أبو البقاء : ويجوز أن يكون حالاً مقدرة. انتهى.
وهذا القول ، أعني الحال ضعيف جداً ، لأن المضارع الواقع حالاً لا يدخل عليه واو الحال إلا فيما شذ من نحو : قمت وأصك عينه ، ولا ينبغي أن يحمل القرآن على الشذوذ). انتهى كلام أبي حيان. وأبو البقاء هو العكبري صاحب إملاء ما من به الرحمن في إعراب القرآن وكلامه السابق في كتابه 1/121 .
فهنا كلام أبي حيان واضح في الحكم بشذوذ إعراب الجملة حالاً مقدرة ، أي أنها ليست مرتبطة من حيث المعنى بقوله :(واتقوا).
لكن كلام أبي البقاء الذي نقله أبو حيان غير مكتمل حيث يقول :(تقديره : واتقوا الله مضموناً لكم التعليم أو الهداية ، ويجوز أن تكون حالاً مقدرة).
وللسمين الحلبي رحمه الله رأيٌ موافق لأبي حيان وإن كان أخف في حدة عدم تصويب القول بحاليتها ، حيث قال في الدر المصون 2/677 :(قوله :(ويعلمكم الله) يجوز في هذه الجملة الاستئناف - وهو الظاهر .
ويجوز أن تكون حالاً من الفاعل في (اتقوا)). ثم نقل كلام أبي البقاء العكبري السابق. ثم علق بقوله :
قلتُ - أي السمين الحلبي :(وفي هذين الوجهين نظرٌ ، لأن المضارع المثبت لا تباشره واو الحال ، فإن ورد ما ظاهره ذلك يؤول ، لكن لا ضرورة تدعو إليه ههنا). انتهى.
فتبين أن ما ذكرتم أخي الكريم هو القول الصواب ، ولوضوحه ورجحانه لم يتعرض لإعراب هذه الجملة الإمام مكي بن أبي طالب في مشكل إعراب القرآن.
وفقكم الله ونفع بكم.
---
أبو تيمية
12-02-2003, 03:42 PM
أحسنت بارك الله فيك
كما لم يشر ابن جرير رحمه الله إلى خلاف في تفسيرها ، و عبارته في التفسير دالة على قوله بالقول الراجح ، و أنه قول أهل التأويل .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-07-2003, 01:42 PM
بسم الله
اطلعت على هذا التفسير فرأيت فيه تنبيهاً على تفسير فيه نظر(1/3116)
وهو تفسير بلوغ الأشد .
قال تعالى عن يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ):
جاء في التفسير الذي اطلعت عليه [ وهو تفسير لأحد الشيعة ]
( وفي اللّغة أيضاً ورد هذا الشيء: أنّ بلوغ الأشدّ يتم إذا ذهبت آثار الصبّاوة بحيث تكون تصرفاته ليست تصرفات الصبي، وهو الوصول إلى سن 17 إلى 18 سنة ويستمر ذلك حتى يكمل العقل ويتم الرشد.
وفي القرآن الكريم توجد آيات من هذا القبيل: {وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}(الإسراء/34) أي حتى يقدر أن يتصرف هو. وفي قضية خضر وموسى عليهما السلام {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا}(الكهف/82). أو في آية أخرى في قضية موسى عليه السلام {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى}(القصص/14) واستوى أي كامل {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(القصص/14).
{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً}(الأحقاف/15) على أساس هذه الآية ذكر بعض المفسرين أنّ الذي بلغ أشّده يعني الذي بلغ أربعين سنة، وطبّق هذه الآية على سورة يوسف فقال: ولما بلغ أشّده أي صار عمره أربعين سنة.
هذا التفسير باطل، والسبب:
أولاً: إن ظاهر الآية خلاف ذلك حيث أنَّه كان غلاماً ومن ثم انتقل إلى مرحلة البلوغ.
ثانيا: لو كان المقصود أن عمر يوسف صار أربعين سنة عندما بلغ، إذن لكانت امرأة العزيز حينئذٍٍ ربما في السبعينات فهي عجوز أيضاً {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا}.(1/3117)
ثالثا: بالرجوع للآية السابقة التي كُررت بها كلمة {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً} نعرف أن الذي بلغ أشده غير الذي بلغ أربعين سنة، هذا بلغ أشده وعاش حتى صار عمره أربعين سنة، وليس كل من بلغ أشده بلغ أربعين سنة، بالإضافة إلى الشاهد التي ذكرناها بالنسبة إلى عزيز مصر وامرأة العزيز .
إذن بلغ أشده عندما وصل إلى حد البلوغ.
فما تعليق الإخوة الكرام ؟؟
---
(1/3118)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سلاح المؤمن في الدعاء والذكر كتاب الكتروني رائع
---
سلاح المؤمن في الدعاء والذكر كتاب الكتروني رائع
---
عادل محمد
06-28-2006, 05:39 AM
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/6d2582fb5d.jpg
سِلاَحُ الْمُؤْمِنِ
فِي الدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ
أَبِوالفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هُمَامٍ
"ابْنِ الإِمَامِ"
كتاب الكتروني رائع
حجم البرنامج 598 كيلوبايت
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/94526b2635.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/2b862b0f61.jpg
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/034d6ed151.jpg
روابط التنزيل
www.gr8.cc/2/Selah.rar
أو
http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=271812
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
http://www.ojqji.net/up_vb/uploads/65f7c74c97.jpg
http://c3.amazingcounters.com/counter.php?i=612960&c=1839193
---
(1/3119)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مختارات في الولاء والبراء
---
مختارات في الولاء والبراء
---
المنهوم
03-29-2004, 05:27 PM
قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (الممتحنة:4)
قال ابن كثير رحمه الله :
يقول الله لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكفار وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم [ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه .....] أي وأتباعه الذين آمنوا معه [ إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم .....] أي تبرأنا منكم [ ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ....] أي بدينكم وطريقكم [ وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا ....]يعني وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم [ حتى تؤمنوا بالله وحده ....] أي إلى ان توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد ............... أ.هـ تفسير ابن كثير
---
(1/3120)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فضل الصلاة على النبي صلىالله عليه وسلم
---
فضل الصلاة على النبي صلىالله عليه وسلم
---
إمداد
07-20-2004, 11:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد …
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام
الأولى : امتثال أمر الله سبحانه وتعالى .
الثانية : موافقته سبحانه في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وإن اختلفت الصلاتان فصلاتنا
عليه دعاء وسؤال .
الثالثة : موافقة ملائكته فيها .
الرابعة : حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة .
الخامسة : أنه يرفع له عشر درجات .
السادسة : أنه يكتب له عشر حسنات .
السابعة : أنه يمحى عنه عشر سيئات .
الثامنة : أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه ، فهي تصعد الدعاء إلى رب العالمين ، وكان موقوفا بين السماء والأرض قبلها .
التاسعة : أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفردها
العاشرة : أنها سبب لغفران الذنوب .
الحادي عشر : أنها سبب لكفاية الله العبد ما أهمه .
الثاني عشر : أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
الثالث عشر : أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة
الرابع عشر : أنها سبب لقضاء الحوائج .
الخامس عشر : أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة ملائكته عليه .
السادس عشر : أنها زكاة للمصلي وطهارة له .
السابع عشر : أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .
الثامن عشر : أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .
التاسع عشر : أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم على المصلي والمسلم عليه .
العشرون : أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه .
الحادي والعشرون : أنها سبب لطيب المجلس ، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة .(1/3121)
الثاني والعشرون : أنها سبب لنفي الفقر .
الثالث والعشرون : أنها تنفي عن العبد إسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم .
الرابع والعشرون : نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم .
الخامس والعشرون : أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها .
السادس والعشرون : أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر فيه الله ورسوله ويحمد ويثني عليه فيه ويصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم .
السابع والعشرون : أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدئ بحمد الله والصلاة على رسوله .
الثامن والعشرون : أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط .
التاسع والعشرون : أنه يخرج بها العبد عن الجفاء .
الثلاثون : أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن للمصلى عليه بين أهل الأرض والسماء لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه والجزاء من جنس العمل ، فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك .
الحادي والثلاثون : أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه ، لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله ، وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه .
الثاني والثلاثون : أنها سبب لنيل رحمة الله له لأن الرحمة إما معنى الصلاة وإما من لوازمها و موجباتها ، فلا بد للمصلي عليه من رحمة تناله .
الثالث و العشرون : أنها سبب لدوام محبته للرسول عليه الصلاة والسلام وزيادتها وتضاعفها ، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه .
المصدر : جلاء الأفهام في الصلاة و السلام على خير الأنام
تأليف : إبن قيم الجوزية منقول
---
موراني
07-22-2004, 01:46 PM
ربما تستفيد من هذا الكتاب - ان لم يكن لك علم به -
فضل الصلاة على النبي ( ص ) من تأليف اسماعيل بن اسحاق القاضي ,(1/3122)
شيخ المالكيين ببغداد .
تحقيق عبد الحق التركماني .
رمادي للنشر . الدمام . 1996
موراني
---
(1/3123)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > اقتراح إنشاء قسم خاص بالمسائل الفقهية
---
اقتراح إنشاء قسم خاص بالمسائل الفقهية
---
المقاتل7
09-04-2003, 03:14 AM
لماذا لا يتم انشاء قسم ثالث ثانوي لمناقشة المسائل الفقهية بصفة عامة ؟
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2003, 11:46 AM
هناك عدد من المنتديات المتخصصة في الفقه على هذه الروابط تكفي في هذا الباب إن شاء الله ، وتحتاج إلى دعم أمثالكم وفقكم الله . وأرجو أن تتكامل المواقع عن طريق التخصص .
ملتقى أهل الفقه (http://alfqh.com/vb/index.php?s=)
موقع الفقه الإسلامي (http://www.alfeqh.com)
وغيرها من المواقع التي لم تحضرني عناوينها الآن.
---
(1/3124)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > صدر كتاب (الاجتباء والاختيار في القرآن الكريم) للباحث فاضل الجواري
---
صدر كتاب (الاجتباء والاختيار في القرآن الكريم) للباحث فاضل الجواري
---
عبدالرحمن الشهري
02-06-2007, 12:05 AM
صدرت عن دار الكتب العلمية في بيروت الطبعة الأولى (1427هـ) من كتاب :
تىجتباء والاختيار في القرآن الكريم
http://www.tafsir.net/images/alejteba.jpg
للباحث العراقي فاضل بن أحمد الجواري .
وهي دراسة لآيات قرآنية جمعها موضوع اجتباء الأنبياء والرسل والآيات والثمرات ، واختيار موسى عليه السلام وبني إسرائيل ومسائل أخرى متفرقة من مسائل الاختيار ، ويقع الكتاب في 143 صفحة من القطع العادي ، وأصله رسالة ماجستير .
الرياض 18/1/1428هـ .
---
أبو يعقوب
02-06-2007, 03:01 PM
بار ك الله فيك
---
شعلة
02-09-2007, 11:42 PM
شكر الله لكم على هذه الإفادة
---
(1/3125)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مسيل اللعاب والمخطوطات في مدينة لايبزيج , ألمانيا
---
مسيل اللعاب والمخطوطات في مدينة لايبزيج , ألمانيا
---
موراني
04-22-2005, 10:40 PM
يسرني أن أخبر محبي التراث الاسلامي بأنّ القائمة للمخطوطات , التي جرت الحديث عنها في هذا الملتقى , كانت موضوع البحث في مكتبة جامعة لابزيج في الفترة ما بين نهاية عام 2004 الى الآن وذلك تلبية بطلبي للبحث عن تلك المخطوطات النادرة التي جاء ذكرها في هذه القائمة .
هناك الفهارس المطبوعة للمخطوطات الاسلامية كما هناك أيضا قائمة داخلية للمخطوطات ( تقريبا 100 مخطوطا) التي اقتنتها المكتبة في النصف الأول من القرن العشرين الي جانب 55 مخطوطا اقتنتها المكتبة عام 1996 .
أما العناوين المذكورة للمخطوطات التي عثر عليها محمد وجدي الخالد , تلميذ الشيخ حماد الأنصاري , فانها غير معروفة في هذه المكتبة على الاطلاق .
أما ذكر ( فهرس مكتبة دار العلوم الجرمانية في الألمانيا الشرقية ) فلا أساس له اذ ليس هناك (دار العلوم ) في لايبزيج . أما البحث في مجموعة المخطوطات غير المفهرسة فسيسمح لي بالدخول الى مخازن المكتبة عند زيارتي لمدينة لايبزيج .
وهنا يطرح السؤال : أين هذا الشخص الذي يسمي نفسه بـ( محمد وجدي الخالد , لبناني الجنسية ) الذي قام بزيارة المكتبة عام 1990 وعام 1995 ؟
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2005, 02:52 AM
بشرى سارة ، ونرجو أن تجد فيها ما يضيف جديداً للعلم إن شاء الله .
---
موراني
04-24-2005, 12:03 AM
عبد الرحمن الشهري المحترم
وفقكم الله ,
أنا شخصيا لست متفاءلا في هذا الشأن , اذ ليست هناك ورقة واحدة مخطوطة تدخل المكتبة ( أو تخرج منها) بغير تسجيل من جانب المكتبة .(1/3126)
انّ محمد وجدي الخالد , لبناني الجنسية , كما جاء في هذه القائمة , غير معروف اسما في المكتبة وهو يزعم أنه عثر (هكذا ) على هذه المخطوطات هناك .
من يؤكد علاقته بشيخه المذكور بين 1990 الى 1995 ؟ وأين هو الآن ؟
ياليت أن هذه القائمة صحيحة !
بتحياتي الى جميع محبي التراث النفيس
---
أبو حسن الشامي
04-26-2005, 11:39 AM
يبدو أن المذكور محمد وجدي الخالد هو رئيس مركز الأنصار في ألمانيا كما ذكر ذلك الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في رسالته "أولويات العمل الإسلامي في الغرب"
http://www.salafi.net/books/hbook29.html
---
مساعد الطيار
04-29-2005, 11:09 PM
د. موراني وفقه الله
كنت صبيحة يوم الخميس ( 19 : 3 : 1426 ) في ضيافة الشيخ عبد العزيز قاري حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية ، وقد أخبرني أن الشيخ الأنصاري لم يكلَّ في تتبع هذه القائمة حتى توفاه الله ، وآخر خبرٍ أنه علم عن امراة ألمانية عجوز كانت تعمل في المكتبة ، وكان ذلك بواسطة الملحق الثقافي في ألمانيا ، لكن الشيخ توفي ولم يكمل أحد متابعة ما قام به من متابعة هذه القائمة ، ولعل الله يبعث من يكمل البحث عنها .
والشيخ عبد العزيز متفائلٌ في وجود مثل هذه النفائس في أماكن من خزائن المخطوطات العامة والخاصة ، وقد أخبرني أنَّ في خزانات المكتبة الأزهرية ـ مما لم يفهرس ـ مخطوطات لا تقدَّر بثمن ، ومنها نسخة للكشاف كُتبت بعد زمن المؤلف بقليل .
---
موراني
04-29-2005, 11:41 PM
د. . مساعد الطيار وفقكم الله
أشكر لكم على هذه المعلومات , فانني كوني باحثا في التراث القديم النفيس من أجل انقاذه واحيائه في أي مكان كان , أتابع كل ما يصلني من الأخبار بهذا الصدد . وذلك نظرا الى أن القائمة المعنية التي نحن بصددها منذ مدة ما زالت غريبة . وهنا أؤكد لكم بأنني على الاتصال الدائم بهذه المكتبة في لايبزيج من أجل ايضاح هذا الأمر .(1/3127)
انه من الغريب أن هذا الشخص ( محمد وجدي الخالد ) قد رأى هذه المخطوطات عام 1995 .... أي بعد الاتحاد بين الدولتين .
أما المخطوطات غير المفهرسة في المكتبات , بما فيها الأزهرية وغيرها , التي ذكرتموها اسما ,
فهذا : قضية أخرى أعاني منها أنا شخصيا منذ أكثر من عقدين ....وعلى التواصل .
---
عبد الله بن عبد الرحمن
05-28-2006, 08:20 AM
قد أشار المباركفوري في شرحه لسنن الترمذي إلى هذه المكتبة و الكتب التي فيها
فلم يقتصر الأمر على الخالدي
و الحقيقة أني أخشى من وهم الناقل ، فإنه يصف كتبًا لم يذكر كثير من القدماء وجودها كالمبسوط للبخاري !
على أن الأمل في وجود نفائس لا يزال باقيًا حتى - و الله - في مكتبات العرب ، بل في مكتبات الجامعات في بلاد العرب !
فإن فهارس الكتب لم توضع في أيدي أهل الشأن ، و بعض أهل الشأن بنظرة واحدة فقط يستطيع معرفة الكتاب و صحة العنوان المكتوب بخط حديث عليه !
---
عبدالرحمن الشهري
11-10-2006, 10:11 AM
وردتني على بريدي الالكتروني رسالة الكترونية من فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن الشيخ عبدالله الجبرين وفقهما الله تتحدث عن هذا الفهرس وقد زار الدكتور عبدالرحمن المكتبة المذكورة وهذا نص الرسالة مع بعض التعديلات، وشكر الله لفضيلة الدكتور عبدالرحمن الجبرين اهتمامه بالموضوع .
(السلام عليكم
اطلعت اخيرا على الموضوع الذي كتبه د موراني بتاريخ 04-22-2005حول مسيل اللعاب الذي هو فهرس لكتب قيمة كان عند الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
ولوجود معلومات مهمة تتعلق بالموضوع احب ان أضيف المعلومات التالية
زرت الشيخ حماد في منزله رحمه الله في عام 1412ه بصحبة الوالد حفظه الله وقد اطلعنا على كتاب مسيل اللعاب(1/3128)
عرض لي سفر إلى ألمانيا في عام 1415هـ وطلبت من الشيخ نسخة من مسيل اللعاب للبحث عنه فزودني بها رحمه الله وقمت في تاريخ 22/9/2005 بزيارة للمكتبة المذكورة وكان استقبالهم لنا جافا وأدخلونا في عدد من القاعات منها قاعة مليئة بصناديق مغلقة قال المرافق معي إنها كتب لم تفهرس
الشيخ محمد الخالد خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة ولا ادري عن مدى صلته بالشخ حماد لكني التقيته في زيارتي تلك ورافقني لزيارة المكتبة وهو بحسب بطاقة العنوان الموجودة لدي منذ تلك الزيارة مستشار القضاء الشرعي في ألمانيا ورئيس مركز الأنصار الإسلامي
......
لا أعلم اليوم عن الشيخ محمد الخالد شيئا
من وجهة نظري المذكور ... لعله يبالغ نوعا ما ولهذا تمنيت أن معي غيره ممن يفهم اللغة الألمانية لأني لاحظت أنه يزيد في الكلام ويكاد يجزم بوجود شيء مع أني لم ألحظ شيئا ذا بال حتى الصنايق الذي فهمته من الحوار أنها مجرد وثائق لا علاقة لها بالتراث الإسلامي والذي أذكره ان زيارته هذه كانت الزيارة الأولى وأنا الذي عرفته بكتاب مسيل اللعاب ولا أذكر أنه يعرفه من قبل ولكن لا يعتمد على الذاكرة فأنا كثير النسيان لكن هذا المنقدح في ذهني اليوم
لدي معلومات وكروت بعد العهد فنسيتها لكن عند الحاجة يمكن التامل فيها
تحيتي للجميع
أخوكم
د.عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين
كلية الشريعة في الرياض)
---
محمد سعيد الأبرش
11-10-2006, 11:48 PM(1/3129)
إن فقدنا للكثير الكثير من كنوز تراثنا المخطوط لهو من أشد المصائب فبرغم ما كانت حوادث الزمان سبباً في فقدانه من تلك الكنوز فلا زال الكثير منها حبيس المكتبات الخاصة والتنقل بين أيدي تجار المخطوطات بل قد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن عشرات الآلاف من هذه المخطوطات لا يعلم بوجودها إلا من يقتنيها والمصيبة في ذلك هي عدم الاعتناء بهذه المخطوطات كما ينبغي، ومن يلازم تجار المخطوطات يسمع أسماء كتب تباع وتشترى وقد اشتهر بين العام والخاص فقدانها ولا حول ولا قوة إلا بالله
---
موراني
11-10-2006, 11:59 PM
محمد سعيد الأبرش المحترم
احكي لي
وأنا أشكي لك ....
---
أبو حذيفة
11-13-2006, 12:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تحدثت مع فضيلة الدكتور عبد العزيز قارىء حفظه كثيراً عن هذه القائمة وكان بيني وبينه علاقة حيث كان مشرفاً علي في رسالتي في تلك الفترة ، وقد سافرت لألمانيا وحاولت الوصول إلى ما ذكر فلم أفلح مع العلم أن الذي كان يترجم لي طالب من الأردن يدرس في السنة الأخيرة من كلية الطب ، والمخطوطات الأخري التي كنت أريدها ولم تذكر في تلك القائمة وجدتها في مكتبة برلين و حصلت على نسخ فلمية منها ، وأنا في شك يقترب من اليقين أن ما ذكر غير صحيح ، وأعتقد أن مما ذكر في تلك القائمة تفسير الإمام أحمد وسبق أن ذكرت في هذا الملتقى المبارك أن الذهبي في السير شكك في تفسير الإمام أحمد والله أعلم
---
(1/3130)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب المنثور في القواعد الفقهية للزركشي للتحميل
---
كتاب المنثور في القواعد الفقهية للزركشي للتحميل
---
مسك
10-09-2005, 04:54 PM
اسم الكتاب : المنثور في القواعد الفقهية
اسم المؤلف : الإمام الزركشي
نبذة عن الكتاب :
قال الإمام الزركشي في المقدمة :
وَهَذِهِ قَوَاعِدُ تَضْبِطُ لِلْفَقِيهِ أُصُولَ الْمَذْهَبِ , وَتُطْلِعُهُ مِنْ مَأْخَذِ الْفِقْهِ عَلَى نِهَايَةِ الْمَطْلَبِ وَتُنَظِّمُ عِقْدَهُ الْمَنْثُورَ فِي سِلْكٍ وَتَسْتَخْرِجُ لَهُ مَا يَدْخُلُ تَحْتَ مِلْكٍ . أَصْلَتِهَا لِتَكُونَ ذَخِيرَةً عِنْدَ الِاتِّفَاقِ وَفَرَّعْتُ عَلَيْهَا مِنْ الْفُرُوعِ مَا يَلِيقُ بِتَأْصِيلِهَا عَلَى الْخِلَافِ وَالْوِفَاقِ وَغَالِبُهَا بِحَمْدِ اللَّهِ مِمَّا لَا عَهْدَ لِلْأَنَامِ بِمِثْلِهَا وَلَا رَكَضَتْ جِيَادُ الْقَرَائِحِ فِي جَوَادِ سُبُلِهَا تَتَنَزَّهُ فِي رِيَاضِهَا عُيُونُ الْعُقُولِ وَيَكْرَعُ مِنْ حِيَاضِهَا لِسَانُ الْمَنْقُولِ وَيُسْتَخْرَجُ مِنْ أَبْحُرِ الْمَعَانِي دُرُّهَا الثَّمِينُ وَيَتَنَاوَلُ عِقْدَهَا الْفَرِيدَ بِالْيَمِينِ . وَرَتَّبْتُهَا عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ لِيَسْهُلَ تَنَاوُلُ طِرَازِهَا الْمُعَلِّمِ .
:::: أضغط هنا لتحميل الكتاب :::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=11&book=2079)
---
الجعفري
11-14-2005, 10:47 PM
جزاك الله خيرا[b]
---
(1/3131)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أعينوني يا أهل الخبرة
---
أعينوني يا أهل الخبرة
---
أبوخطاب العوضي
02-15-2004, 09:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل في هذا المنتدى المبارك والطيب حفظكم الله ورعاكم , أخوكم يطلب منكم مساعدته وإن شاء الله يجد مبتغاه هنا .
الموضوع هو أني أريد أن أعمل بحثا حول كلمة ( قل ) الموجودة في القرآن الكريم على أن يتكون البحث من عدة أبواب والأبواب من عدة فصول .
والذي أريده أن أعرفه كيفية البدء في البحث وما هي الكتب التي تعينني في هذا الموضوع
أخوكم ومحبكم في الله : أبوخطاب العوضي
---
أضواء البيان
02-15-2004, 11:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لعل المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم يفيدك في ذلك
---
عبدالرحمن الشهري
02-19-2004, 02:00 PM
أخي الحبيب أبا الخطاب وفقه الله ونفع به معذرة على عدم الرد سريعاً على طلبكم .
كأنك أخي الحبيب ترغب في كتابة بحث في التفسير الموضوعي ، وهو ما يسمى بالموضوع من خلال القرآن الكريم وهو (القول في القرآن الكريم) .
ويمكن مبدئياً عمل البحث بالشكل التالي :
* المقدمة ، وتشتمل على :
- سبب اختيار الموضوع .
- أهمية الموضوع .
- الدراسات السابقة في هذا الموضوع.
- الخطة المتبعة في بحث هذا الموضوع .
يمكن تقسيم الموضوعات التالية على هيئة أبواب أو فصول ومباحث حسب الحاجة والمرحلة ونحو ذلك.
- القول في اللغة والقرآن .
- تعريف القول في اللغة .
- مادة (ق و ل) في المعاجم اللغوية.
- القول في القرآن
- أفعال القول في القرآن الكريم.
- الموضوعات المأمور بها بعد (قل) في القرآن الكريم.
- القول في السنة النبوية.(1/3132)
- تصنيف الموضوعات التي وردت فيها مادة ( ق و ل) في القرآن الكريم. ويمكن الاستعانة بالمصنفات التي اعتنت بتصنيف موضوعات القرآن الكريم وهي كثيرة ولله الحمد.
- هناك نقاط أخرى لعلها تضاف من قبل الإخوة الكرام . لكن أحببت المشاركة فحسب على عجل خجلاً من أخي أبي الخطاب وفقه الله.
---
أبوخطاب العوضي
02-20-2004, 06:50 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل عبدالرحمن الشهري , ونفع الله بك المسلمين , لقد كفيت ووفيت وإن شاء الله اعمل على البحث إن قبله الدكتور ؟
أخي العزيز سؤال آخر هل تعرف الدكتور : عيادة الكبيسي ؟
أخوك في الله : العوضي
---
راجي رحمة ربه
02-21-2004, 05:26 AM
ويمكن أن يسهل لك البحث هو برنامج صخر للقرآن الكريم، وهو أيسر من البحث خلال موقعهم على الشبكة وبإمكانك البدء به على
http://quran.al-islam.com/Search/Search.asp?Adv=1
وأسأل الله أن يعينك ويوفقك لما يحب ويرضى
---
أبوخطاب العوضي
02-21-2004, 10:29 AM
بارك الله فيك أخي العزيز راجي رحمة ربه ووفقك الله لما يحبه ويرضاه
---
(1/3133)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مالم يوجد من الممكنات ....( أرجوا المساعدة)
---
مالم يوجد من الممكنات ....( أرجوا المساعدة)
---
ربيع أبوعليتن
10-18-2006, 04:21 PM
إخوتي في الله أريد منكم أن تكشف لنا عن معنى هذا اللفظ الذي يستخدمه كثيرا الفخر الرازي في تفسيره الكبير "مفاتيح الغيب" وهو على كل شيء قدير ( مالم يوجد من الممكنات).
مجاز في أصول الدين بالمغرب
---
عبد اللطيف سالم
10-22-2006, 04:05 AM
بسم الله
ما لم يوجد من الممكنات : الأشياء الممكنة الوجود ولكنها غير موجودة حتى الآن
---
علال بوربيق
10-23-2006, 01:01 PM
بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله
المسألة أخي ربيع لها علاقة بعلم الكلام وبالتحديد بالحكم العقلي فهم يقسمونه إلى ثلاثة أقسام :
1- الواجب 2 - الجائز وبعضهم يسميه الممكن 3 - المستحيل
ولكل من هذه الاقسام حد معروف عندهم أنظر مثلا مقدمة أم البراهين في العقائد لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الجزائري ، وانظر له أيضا شرح الجزائرية، ولولا خشية الاطالة لذكرت قوله بالمعنى،و لكن منعني أن الملتقى غير مخصص للعقائد ، ومن لم يعرف هذه الاصطلاحات يصعب عليه كثيرا فهم الرازي في بعض المواطن.
---
ربيع أبوعليتن
10-25-2006, 06:05 PM
بارك الله فيكم
---
(1/3134)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فرص ذهبية للطلاب.. سارعوا باغتنامها..
---
فرص ذهبية للطلاب.. سارعوا باغتنامها..
---
hedaya
07-22-2004, 06:05 PM
فرص ذهبية للطلاب...بادروا لاغتنامها
(لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع , عن عمره فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , وعن علمه ماذا عمل به , وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه) صدق رسول الله
جلي أن الحديث بدأ بالإشارة إلى أهمية استغلال العمر كله في طاعة الله، وخص فترة منه دونا عن الباقي، تلك هي فترة النماء والازدهار والطاقات المتوهجة، إنها فترة الشباب والحيوية التي يكون الإنسان أكثر ما يكون قدرة على العطاء والبذل لدينه وأمته، فترة تتشكل فيها شخصية الشاب وتوجهاته وقناعاته، فما بالكم إن اجتمعت على الشباب الدراسة؟ أي فترة هذه؟؟ بالتأكيد تمر على الطالب كطيف لطيف، ذاك أنها ببساطة فترة جميلة تحمل عادة أفضل الذكريات بما فيها من لحظات سعادة أو ألم، لكنها تبقى الأيام الأجمل في حياة الفرد، بل والأهم، إذ هي التي تصقل عقليته وتوجهه في مسار حياته العملية، ولا ريب أنها تمتاز بالوضوح الشديد في الأهداف، فالطالب عادة لا يحمل من الهموم الدنيوية الكثير، كما يرى طريقه في العمل واضحا، حضور للمحاضرات ثم عودة للمنزل للأكل والنوم ومن ثم الاستذكار. وما هي إلا سنوات قلائل وينقلب الحال رأسا على عقب فيظل الشاب بعد التخرج يلهث بحثا عن وظيفة أفضل أو أجر أعلى، وينحت في الصخر ليتمكن من بناء مستقبله زاهرا ومن تكوين أسرة ينعم معها بالسعادة. وتأخذه دوامة الحياة فلا يكاد يرى أهله وأصدقاءه إلا فيما ندر، فضلا عن أن يتابع أحوال أمته، أو يقوم بعمل دعوي أو اجتماعي.
فلنقتنص إذا قوله صلى الله عليه وسلم: (اغتنم شبابك قبل هرمك).(1/3135)
جدير بالطلاب إذا أن يعوا حقيقة أن المجتمع الجامعي هو مجتمع واسع ومفتوح على كافة الأصعدة والرؤى، وصدر رحب يستوعب من العقول والفئات شتاتا متفرقا، قلما توفر مثله في سكن أو عمل. كما أن هذا المجتمع الواسع يقضي مع بعضه أكثر من نصف اليوم تحت الجدران نفسها، ويمر بنفس الظروف عادة من انتصارات وانكسارات، أفراح وأتراح، ومن ثم كان لا بد لكل كيس فطن أن يلتفت انتباهه لهذا الوسط الخصب، فيبذل لزملائه مما يحبه لنفسه، ويعطي لرفاقه مما منّ عليه الله به، وكثيرا ما رأينا نماذج رائعة في البذل والعطاء والتفاني، طلاب يعطون من وقتهم لمساعدة زملائهم علميا وشرح ما التبس عليهم من غامض المقررات...ونماذج أخرى مضيئة: طلاب تنفطر قلوبهم حبا لزملائهم فيندفعون لدعوتهم نحو كل خير، وإبعادهم عن كل غث وسمين، ولا يضنون على زملائهم وزميلاتهم بما أكرمهم به الله من علم نافع ديني ودنيوي.(1/3136)
وهنا نلتفت أيضا لقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها). فلننتهز إذا هذا العرض السخي من رب العباد ونبدأ بأبسط طرق الدعوات وهي انضباط كامل لا يداخله تفلت، وتقديم للقدوة الإسلامية الجميلة علما وخلقا، ثم حرص على مصلحة الزملاء فهم أعز علينا من أنفسنا، تبرق أمامنا حياة الدعاة إلى الله وننتبه أننا لسنا طلابا فقط بل نحن حملة مشاعل الخير والنور للبشرية جمعاء، ومن ثم ننطلق في ميادين العطاء والخير، ونتسابق للبذل لدعوتنا ونعطي من أوقاتنا وأموالنا ما قد يرد مدخنا عن تدخينه أو يرشد متبرجة إلى حجابها أو يمنع اختلاطا لا مجال له في قاعات الدراسة، وليكن نهجنا في ذلك هدوئا بسيطا، وابتسامة ودودا، وحبا للخير فياضا، نتمثل فيه قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وكلما واجهنا في ذلك مشقة أو رهقا تذكرنا نبينا الكريم وهو يدعو إلى ربه في مكة وفي الطائف وتدمى قدماه الشريفتين ولا يزيده ذلك إلا إصرارا على تبليغ دعوة الإسلام نقية صافية.
لا يفوتنا أيضا أن نلمح الجانب الفكري في مرحلة الدراسة المتميزة بإعمال التفكير في كل أمر، فلنحرص دوما هنا أن تكون لنا آراؤنا فيما حولنا، نعيش حياتنا ناظرين لغايتنا التي خلقنا الله من أجلها، ونعلم أنا قد جئنا الدنيا لنضيء جوانبها ونعمرها بالخير الفياض، ومن ذلك أن نهتم بالمشاركة في كل نشاط تتاح لنا فرصة الإبداع فيه، كما نشارك فيما يعقد من ندوات وننبري لإبداء من يتراءى لنا من رأي في قضايا أمتنا المعذبة، و(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم). وليكن همنا دوما أن نكون عناصر فعالية ومشاركة لا أصحاب خمول وركون، نجتهد في الانضمام لأعمال الطلاب واتحاداتهم وبث روح الخير فيها، نجتهد في أن نضع أعمال الطلاب وانفعالاتهم على طريقها الصحيح، فلا إفراط ولا تفريط.(1/3137)
ومن جميل الصنع أن نمد أيدينا لمن سبقونا بأعمال الطلاب نلتمس منهم بعد الله عونا، ونستقي من خبراتهم التي نحتتها السنين، سواء كانوا بنفس أماكن الدراسة أم فرقت بينهم أراض أو بحار، ولنعلم يقينا أن تعاوننا مع زملائنا لتحقيق هذه الأهداف الجميلة هو أقصر الطرق للوصول إليها، ذاك أن يد الله مع الجماعة، والطالب منفردا لا يرى عيوبه ولكن مع زملائه يختلف الأمر فالآراء يتبادلونها والخبرات يتعاقبونها والمصالح يتعاونون على قضائها والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، وعمل المجموعة قطعا يحمل في طياته من الخير الكثير والكثير، ولا يعوقنا انتظارنا لخطط المجموعة عن إعمال عقولنا نبشا وراء كل جديد نقدمه في سبيل رفعة أمتنا.
وقبل هذا وذاك نتذكر أننا كطلاب لا بد لنا من التفوق العلمي لنأخذ بزمام أمتنا إلى ذرى المجد والرفعة، فدراستنا بكل جد واجتهاد هي قطعا طاعة لله، و(من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع) وجلي لنا أن أمتنا تفتقد المهندس الماهروالمدرس المتمكن والطبيب الحاذق والصانع المتقن والأديب البليغ، فلنكن نحن هؤلاء بشيء من العمل المخلص الدؤوب. ولنعلم أن تأثير عامل متقن لصنعته أو كاتب قلمه في سبيل الله أو محاضر يحسن تدريس مادته هو تأثير عظيم بلا شك وفضل كبير ما نوى به صاحبه رضا الله.
---
(1/3138)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أرجو الإفادة لو تكرمتم !
---
أرجو الإفادة لو تكرمتم !
---
أبو سالم
09-18-2004, 12:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو الإفادة لو تكرمتم عن أي مرجع أو تفسير يتناول جمع الآيات التي تتحدث عن موضوع معين ويفسرها جملة واحدة ، بمعنى أن نصل إلى المؤدى الذي يفيد بكل ما جاء به القرآن في موضوع معين والخلوص إلى النتيجة النهائية التي يصل إليها اجتهاد المفسر بعد القول بالنسخ أو التقييد أو التخصيص أو التأويل أو غير ذلك ..(إن كان ثمة شئ من ذلك)
جزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
09-18-2004, 11:43 PM
أخي الكريم أبا سالم وفقه الله .
سؤالك هذا يدور حول ما يسمى بالتفسير الموضوعي . وهو نوع من أنواع التفسير ، وفيه مصنفات وكتب مستقلة تبين معالمه ، وتوضح تفاصيله . وهناك مشاركات سابقة في الملتقى توضح شيئاً من ذلك ، أرجو أن تجيب عن بعض سؤالك ، وإن بقي لديك ما يشكل فنحن رهن إشارتك وفقك الله.
ومما وجدته سريعاً من هذه المشاركات :
- التفسير الموضوعي ... وجهة نظر أخرى للدكتور مساعد الطيار (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=566).
ومن وجد المزيد فليتحفنا به مشكوراً.
---
(1/3139)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ولا تمش فى الأرض مرحا
---
ولا تمش فى الأرض مرحا
---
ابراهيم عبدالحميد
07-18-2004, 06:02 PM
قال القرطبى فى تفسيره لهذه الآية من سورة الاسراء :
استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه. قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال: "ولا تمشي في الأرض مرحا" وذم المختال. والرقص أشد المرح والبطر. أو لسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما. فما أقبح من ذي لحية، وكيف إذا كان شيبة، يرقص ويصفق على إيقاع الألحان والقضبان، وخصوصا إن كانت أصوات لنسوان ومردان، وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط، ثم هو إلى إحدى الدارين، يشمس بالرقص شمس البهائم، ويصفق تصفيق النسوان، ولقد رأيت مشايخ في عمري ما بان لهم سن من التبسم فضلا عن الضحك مع إدمان مخالطتي لهم وقال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ولقد حدثني بعض المشايخ عن الإمام الغزالي رضي الله عنه أنه قال: الرقص حماقة بين الكتفين لا تزول إلا باللعب. وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في "الكهف" وغيرها إن شاء الله تعالى.
أسأل عن معنى قول الغزالى رحمه الله
---
ابراهيم عبدالحميد
10-28-2004, 08:47 PM
للتذكير
---
جمال حسني الشرباتي
10-30-2004, 03:46 AM
السلام عليكم
هل من الممكن أن تنقل لنا ما جاء في الكهف؟؟
أنا أرى أن عبارة الغزالي إن صحت ليس فيها " اللعب"---إذ لا معنى لها في الجملة
(الرقص حماقة بين الكتفين ))---ربما أن الناسخ حورها عن كلمة أخرى
---
(1/3140)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > بريد يمنحك مساحة قدرها ( قيقا ) واحد ، ويدعم الآوتلوك .
---
بريد يمنحك مساحة قدرها ( قيقا ) واحد ، ويدعم الآوتلوك .
---
خالد الشبل
05-20-2004, 01:36 PM
من خلال :
http://www.spymac.com/user.php?action=register
تسجل بوضع المعرف الذي تختاره ، ثم الرقم السري وتكرره ، وتضع بريدك لإرسال التنشيط إليه ثم I agree
ثم continue to step 2
ثم أسئلة اختيارية وتستمر بالخطوات حتى النهاية ثم click to finish
ثم تذهب لبريدك الذي وضعته لهم لتجد رسالة منهم فيها شرح لبريدك والمساحة الممنوحة لك . وتجد فيها :
To verify
this e-mail address and activite your account, simply click on the below
link:
ثم تضغط على الرابط ، وتنتهي من التسجيل .
وإذا لم تنشط البريد إذا سجلت خلال أسبوعين فسوف يحذفونه .
بعد التنشيط تستطيع الدخول إلى بريدك من خلال :
http://www.spymac.com/user.php?action=login
ولتغيير الرقم السري والملف الشخصي تذهب - بعد دخولك - إلى:
http://www.spymac.com/user.php?action=options (Click on Account
Information
ولقراءة البريد من الآوتلوك تضع ملقمات الوارد والصادر:
Incoming Mail Server: mail.spymac.com
Outgoing Mail Server: mail.spymac.com
وقد جربته على الآوتلوك وبالفعل وجدته جيدًا .
وسيكون بريد بالشكل التالي :
yourname@spymac.com
---
عبدالرحمن الشهري
05-20-2004, 04:51 PM
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالله على هذه المعلومة الثمينة .
---
ابو حذيفة
05-23-2004, 02:30 AM(1/3141)
لعل من باب رفع الكلفة بيننا لأننا أهل ملتقى واحد أن أصارحك يا أخي أن مثل هذا الموضوع ليس هذا مكانه فهذا الملتقى للتفسير وما يتعلق به فمتى التزم هذا المنهج أثبت وجوده وكثر رواده وعم نفعه وإن أصبح يطرح فيه كل فكرة وسؤال ومعلومة لا تخدم التفسير فإني أخشى أن يكون لذلك دور سلبي وكم سعدت حينما توصلت لهذا المنتدى المبارك مع أن المنتديات المشابهة لا تحصى لكن يشوبها عدم الترتيب وتقبل كل طرح ولو خرج عن سياسة الموقع المعلنة . وعلى كل هذا رأي ولك أن ترمي به عرض الحائط إن لم تقبله ، ولكن أرجو عدم التشاغل في تأييد هذا الرأي أو قبوله حتى لا ندخل في جدال فنقع فيما نراه غلطا ولك مني الدعاء بالثبات على هذا الدين ولعلني أراك في الفردوس وكل إخوتي في هذا الملتقى فقل آمين يا رعاك الله
---
أبو تيمية
05-27-2004, 07:57 PM
الأخ خالد
بارك الله فيك ، و هذا البريد صار عندي ضروريا ، فالملفات التي أسلها لا يقبلها لا الهوتميل و لا غيره لكبرها ، فجزاك الله خيرا .
لكن هل لك أن تشرح كيفية الإرسال ، فأخوكم ضعيف في هذا الباب ، يحتاج إلى توسع في شرح الطريقة مع تعريب الكلمات !
و جزاك الله خيرا
---
خالد الشبل
05-30-2004, 11:59 AM
أخي الشيخ عبد الرحمن أشكرك على دعواتك الجميلة .
أخي أبا حذيفة : جزاك الله خيرًا على ملحوظتك التي أحترمها ، لكنني لا أوافقها ، فكثيرون يحتاجون مثل هذه المعلومات ، ربما لا تكون منهم . ثم إن هذا المنتدى المفتوح يصلح لمثل هذا .
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/multaqa.jpg
تقبل تحياتي القلبية .
أخي أبا تيمية : لم أفهم مرادك بقولك : كيفية الإرسال . أرجو إيضاحه .
---
أبو تيمية
05-30-2004, 04:55 PM
الأخ خالد
بارك الله فيك
قصدي طريقة إرسال البريد ؛ لأنني لم أجد وقتئذ صفحة البريد ( الإرسال و الاستقبال ) ، إلا أنني وجدتها بعدئذ(1/3142)
و بقيت مشكلة عندي ، و هي أنني حاولت إرسال ملفات مرفقة مع الرسالة لكنها لا تظهر على صفحة الرسالة ، فهل لكم أن تفسروا لي ذلك مع بيان كيفية إرسال الملفات المرفقة بالرسالة ، والله يبارك جهودكم و جزاكم الله خيرا
---
خالد الشبل
05-31-2004, 12:24 AM
الأخ أبا تيمية :
طبعًا ستستفيد من البريد كمخزن للرسائل ذوات الحجم الكبير ، ولا يكون ذلك كذلك إذا وضعته في الآوتلوك ، لأن الحجم سيتحمله جهازك ، ولا فائدة حينئذ .
إذا ذهبت إلى صفحة البريد تجد Write Mail
http://webmail.spymac.com/gfx/mail/compose_icon.gif
ثم تجد أسفل مربع الرسالة من اليمين عدة أيقونات ، كما في الصورة التالية
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/taimy.jpg
وما حُدد بالحمرة يعني مرفقات ، فيظهر لك مربع حوار Add Attachments يعني أضف مرفقات ، وهو من 3 خطوات ، الأولى : تستعرض المرفق من جهازك ، إن كانت فيه .
والثانية : تضغط على Attach file يعني : أرفق الملف .
والثالثة : تضغط Done لعمل الإرفاق . ولك أن تعيد الخطوة الأولى والثانية لعدد من المرفقات .
أخي أبا عبد الله الشهري : عندي كود [img] معطل ، فهل هو كذلك في المنتدى؟
---
أبومجاهدالعبيدي
07-06-2004, 12:17 AM
الشيخ أباتيمية ؛ يمكنك الاستفادة في إرسال الملفات الكبيرة من هذا الموضوع :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2112
---
(1/3143)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > هل طبعت منظومة الهداية فى القراءات الشاذة لابن الجزرى
---
هل طبعت منظومة الهداية فى القراءات الشاذة لابن الجزرى
---
طه محمد عبدالرحمن
02-27-2007, 03:10 AM
و إذا كانت قد طبعت فكيف يمكن الحصول عليها ؟
و جزاكم الله خيرا .
---
د. أنمار
03-01-2007, 10:49 AM
تجدها في كتاب "مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعد الآي".
تحقيق جمال السيد رفاعي
المنظومة التاسعة في الكتاب
ص 130 وتقع في 454 بيتا
نشر مكتبة ابن تيمية القاهرة ت 5864240
---
خادمة القرآن
03-01-2007, 04:53 PM
بارك الله فيكم شيخنا :
لكن الموجود في الكتاب على المواصفات التي ذكرتموها هي منظومة " النهاية في القراءات الثلاث الزائدة عن العشرة " للإمام محمد ابن الجزري .
والقصيدة التي قبلها " الهداية المهدية في تتمة العشرة " كذلك للعلامة ابن الجزري
فأي منها هي المنظومة التي سأل عنها الأخ فالأمر قد التبس لدي؟
وجزاكم الله خيرا
---
د. أنمار
03-01-2007, 07:30 PM
نهاية البررة هي ما قصدت والثلاث الزائدة هي الشواذ وهم ابن محيصن والأعمش والحسن
ولا أعرف قصيدة باسم الهداية في الشواذ بل إما نهاية البررة أو غاية المهرة ويظن أنهما قصيدة واحدة. والله أعلم
---
د.أحمد شكري
03-02-2007, 11:16 AM
أذكر أن عنوان منظومة ابن الجزري
نهاية البررة فيما زاد على العشرة وهي في قراءات الحسن وابن محيصن والأعمش وكنت قد صورت صورة عن نسخة المكتبة الأزهرية وأذكر أن عدد أبياتها نحو المئة أو أكثر بقليل.
وتوجد منظومة للمزاحي سلطان بن أحمد بعنوان: مقدمة في مذاهب القراء الأربعة الزائدة على العشرة، والإفادة المقنعة في قراءات الأئمة الأربعة لكوبريلي عبد الله بن مصطفى، وكلاهما مخطوط في المكتبة الأزهرية.(1/3144)
ومما طبع في الشواذ: الرياحين العطرة لعبد المتعال عرفة وهو مختصر موارد البررة شرح الفوائد المعتبرة في القراءات الأربعة الزائدة على العشرة كلاهما للمتولي
كما طبع المبسوط في القراءات الشاذة وتوجيهها لأستاذي الدكتور محمد سالم محيسن رحمه الله وأظنه لم يطبع كاملا
وطبع إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز في القراءات الأربع عشرة للقباقبي..
---
د. أنمار
03-02-2007, 03:42 PM
أذكر أن عنوان منظومة ابن الجزري
نهاية البررة فيما زاد على العشرة وهي في قراءات الحسن وابن محيصن والأعمش وكنت قد صورت صورة عن نسخة المكتبة الأزهرية وأذكر أن عدد أبياتها نحو المئة أو أكثر بقليل.
..
نهاية البررة التي بين يدي الآن عبارة عن 454 بيتا
بل وأكد على ذلك ابن الجزري بقوله في البيت رقم 450:
وتم بحمد الله نظمي نهاية *** لمن هو في القراء بر تكملا
وأبياتها خمسون من بعد أربع *** مئين حكت در نضيدا مفصلا
وزاد بعدها 4 أبيات فوصلت للعدد المذكور
وفيها ذكر التاريخ : رمضان عام ص ذ ح أي 798
---
طه محمد عبدالرحمن
03-02-2007, 04:54 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب د/أنمار
و كنت قد حملت المنظومة مخطوطة من موقع الازهر منذ فترة و عدد أبياتها أربعمائة و خمسون كما أشار الدكتور أنمار و عدد صفحاتها تقريبا 19 أن لم أكن واهما ...
و هل تعلم شيخنا الحبيب المكتبات التى يتوفر فيها الكتاب فى مكة أو المدينة ؟
---
د. أنمار
03-02-2007, 08:11 PM
للفائدة:
ذكر المحقق ص 5 أنه اعتمد على 3 نسخ من دار الكتب المصرية، ونسختان من المكتبة الأزهرية.
==============
وأظنني اشتريتها من الرشد وهكذا يظهر من علامة السعر.
عموما المكتبات التي ارتادها غالبا في مكة: الرشد، الأسدي، مكتبة مكة، الفيصيلية
أو في جدة: الرشد، ابن الجوزي، الشنقيطي ، أو المؤيد.
---
(1/3145)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين مصادر الاستشهاد النحوية للدكتور محمد عبدالله عطوات
---
منزلة الاستشهاد بالقرآن الكريم بين مصادر الاستشهاد النحوية للدكتور محمد عبدالله عطوات
---
عبدالرحمن الشهري
01-17-2006, 07:40 PM
هذا بحث ماتع للدكتور محمد عبدالله عطوات ، الأستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة طرابلس بلبنان . وهي تدور حول موضوع الاستشهاد بالقرآن الكريم في مسائل النحو ، وتصحيح بعض الأفكار حوله. وقد نشر هذا البحث في العدد 100 من مجلة التراث العربي التي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق.- رمضان 1426هـ .
[line]
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: موازنة بين الاستشهاد بالقرآن الكريم، والاستشهاد بالشعر:
أ- إذا قارنا بين الاستشهاد بالقرآن الكريم وبين مصادر الاستشهاد الأخرى من شعرٍ وحديث وغيرهما فإننا نجد أن القرآن الكريم هو الأصل الأول لهذه المصادر، وهو الدعامة التي ترتكز. عليها مصادر الاستشهاد الأخرى.
ذلك أن الشعر العربي الجاهلي أو الإسلامي كان في نظر النحاة منبعاً يمدُّ النحو بالحياة والنمو والحركة، وعلى أساسه ملئت صفحات كتب النحو بالقواعد التي يصعب حصرها، ويصعب استيعابها، ومع ذلك فإن هذا الشعر أثر من آثار القرآن الكريم، وفضلٌ من أفضاله على النحو واللغة، ولولا القرآن الكريم ما جُمِعَ هذا الشعر وما عني به الرُّواة.
ولا أدلّ على ذلك من أن "ابن الأنباري كان يحفظ ثلاث مئة ألف بيت شاهد في القرى، الكريم([1])".
والشافعي الفقيه الكبير صاحب المذهب المعروف في الفقه "كان يحفظ عشرة آلاف بيت من شعر هذيل بإعرابها، وغريبها ومعانيها([2])".(1/3146)
وقد عَرَف للقرآن منزلته نُقَّادُ الأدب فكانوا يُصَحِّحون الشعر على هدى من أسلوب القرآن ونهجه، فأبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري (ت 487هـ) يقول في كتابه التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه" ما نصه: "وأنشد أبو علي رحمه الله للفرزدق:
فقلت ادْعي وأدع فإن أندى * لصوت أن ينادي داعيان
هذا البيت ليس للفرزدق، وقد نُسب إلى الحطيئة، ولم يروِهِ أحدٌ في شعره، والصحيح أنه لدثار بن شيبان، ودثار هو الذي حمله الزبرقان على هجاء بني بغيض
وقوله: (وأدْعُ) على توهم اللام، ولو أظهرها كان خيراً كما قال الله سبحانه وتعالى: "اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم([3])".
وروى صاحب "الطراز" أن ذا الرِّمَّة قال في قصيدته الحائية:
إذا غيَّر النأى المحبِّين لم يكد * رسيس الهوى من حبِّ مية يبرح
فناداه ابن شبرعة: أراه الآن قد برح، فأخذ يفكر، ثم قال:
إذا غيَّر النأى المحبين لم أجد * رسيس الهوى من حبِّ ميَّة يبرح
قال عنبسة: فحكيت لأبي القصة، فقال: أخطأ ابن شبرمة حين أنكر على ذي الرِّمَّة، وأخطأ ذو الرِّمَّة حيث غيَّر شعره لقول ابن شبرمة، إنما هذا كقول الله تعالى: "ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها([4])"،والمعنى أنه لم يرها ولم يقارب رُؤْيتها([5]).
والنحاة أنفسهم كانوا يؤمنون بهذا الاتجاه، ويعتقدون أن الشعر دون القرآن في موطن الاستشهاد، وفي مجال بناء القاعدة. فالفراء يقول في معرض إعرابه لقوله تعالى "وحور عين([6])" "والكتاب أعرب، وأقوى في الحجة من الشعر([7])".(1/3147)
ولما كان القرآن الكريم قبله النقاد والعلماء فإننا نستغرب كيف أن بعض العلماء وفي العصر الحديث ينكر أن يكون هذا القرآن هو الأصل الأول في الاستشهاد، لأن الذي يستحق هذه المنزلة إنما هو الشعر، وذلك حيث يقول أحدهم: "ولا نزاع في أن كلام العرب هو الأصل الذي يقاس به القرآن الكريم حتى تصح الموازنة التي أوجبها التحدِّي، وما كان أصلاً يجب أن يكون الدليل المقدَّم([8])".
ب ـ وإذا قارنَّا بين القرآن الكريم وبين الشعر من زاوية التوثيق ندرك أن الله تعالى سخَّر جنوده من العلماء والصحابة وأولي الرأي لحفظ النص القرآني وصيانته.
أما الشعر، وبخاصة الشعر الجاهلي، فقد أُثيرت حوله ضجَّة، وكان مصدر هذه الضجة الدكتور طه حسين في كتابه "في الأدب الجاهلي"، فقد شكَّ في قيمة هذا الأدب الجاهلي
وألحَّ عليه الشك كما يقول ـ فأخذ يبحث ويفكر حتى انتهى به هذا كلّه "إلى شيء إن لم يكن يقيناً فهو قريب من اليقين، ذلك أن الكثرة المطلقة مما نُسَمِّيه أدباً جاهلياً ليست من الجاهلية ـ في شيءٍ، وإنما هي منحولة بعد ظهور الإسلام". ثم قال: "ولا أكاد أشكُّ في أن ما بقي من الأدب الجاهلي الصحيح قليل جداً لا يمثل شيئاً، ولا يدلّ على شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي([9])".
والأدلة التي اعتمد عليها في هذا الإنكار تتلخص في ما يأتي:
1 ـ الشعراء الجاهليون معظمهم ينتسب إلى قحطان، وكثرتهم كانوا ينزلون اليمن، والقلَّة منهم قد هاجرت إلى الشمال([10])، مع أن لسان حمير في اليمن ليس هو لسان عدنان في الشمال، وقد قال أبو عمرو بن العلاء "وما لسان حمير بلساننا، ولا لغتهم بلغتنا([11])".
2 ـ وينبغي على هذا أن "الشعر الذي ينسب إلى امرئ القيس أو إلى الأعشى، أو إلى غيرهما من الشعراء الجاهليين لا يمكن من الوجهة اللغوية والفنية أن يكون لهؤلاء الشعراء، ولا أن يكون قد قيل، وأذيع قبل أن يظهر القرآن([12])".(1/3148)
3 ـ إن الشعر الجاهلي العدناني لا يقوم على أساس علمي "فالرواة يحدّثوننا أن الشعر تنقَّل في قبائل عدنان. كان في ربيعة، ثم انتقل إلى قيس، ثم إلى تميم، فظلَّ فيها إلى ما بعد الإسلام أي إلى أيام بني أمية حين نبغ الفرزدق وجرير. ونحن لا نستطيع أن نقبل هذا النوع من الكلام إلا باسمين، لأننا لا نعرف ما ربيعة، وما قيس وما تميم معرفة علمية صحيحة([13])".
رأي ومناقشة:
لا أريد من هذه المقارنة بين القرآن والشعر ـ من زاوية التوثيق ـ أن أهدم الشعر الجاهلي، مطمئناً إلى رأي الدكتور طه حسين في ذلك، ولو فعلت ذلك أو أردته لظلمت الحقيقة العلمية، كما ظلمها غيري، وإنما هدفي من هذه المقارنة الإشارة إلى أن توثيق الشعر الجاهلي لم يصل إلى الذروة، كما حدث في القرآن الكريم، وليس معنى ذلك أن الشعر الجاهلي مشكوك فيه، أو لم يكن له وجود قبل القرآن الكريم.
والشعر الجاهلي ـ كما قدَّمت ـ كان الغرض من جمعه خدمة القرآن الكريم، ولا يُعقل أن يخدم القرآن الكريم بشعرٍ مشكوكٍ فيه، ولا قيمة له من الوجهة اللغوية.
يدلُّ على ذلك ما قاله ابن عباس: "إذا قرأتم شيئاً من كتاب الله فلم تعرفوه، فاطلبوه في أشعار العرب، فإن الشعر ديوان العرب، وكان إذا سُئل عن شيء من القرآن أنشد فيه شعراً([14])".
هنا ويجب أن نضع في أذهاننا أن الشعر الجاهلي كان يجري على ألسنة العرب الفصحاء قبل نزول القرآن الكريم، وأن العرب ما اشتهروا بالفصاحة والبلاغة إلاَّ لنبوغهم في هذا الشعر، لأنه إذا أنكرنا هذا الشعر أنكرنا إعجاز القرآن الكريم، وهو المعجزة الخالدة للإسلام، ولو أنكرنا هذا الشعر لأنكرنا القرآن الكريم نفسه، فقد أشار القرآن الكريم في أكثر من موضع إلى فصاحة العرب وبلاغتهم، ومن ثم تحدَّى هذه الفصاحة وهذه البلاغة في آيات عديدة تمثل ذلك.(1/3149)
أما كذب حمَّاد الذي اعتمد عليه الدكتور طه حسين في أنه كان "مشهوراً بالكذب، وعمل الشعر، وإضافته إلى الشعراء المتقدمين، ودسِّه في أشعارهم حتى إن كثيراً من الرواة قالوا: قد أفسد حماد الشعر لأنه كان رجلاً يقدر على صنعه، فيدس في شعر كل رجل منهم ما يشاكل طريقته فاختلط لذلك الصحيح بالسقيم([15])".
فالواقع أن الاستناد إلى مثل هذه الرواية وحدها خطأ علمي فليس كل راوية "حماد" أو "خلف". وكثير من الرواة ـ كما سنبيِّنه ـ ليسوا على هذا المستوى من الكذب والنتحال.
وقد وضع الأمر في نصابه الأستاذ أحمد ضيف حيث قال:
"من المستحيل أن تكون كل هذه الأشعار أو أكثرها مخترعة أو منسوبة إلى غير قائلها بدون سبب، ولا داعٍ إلى ذلك، وذا كذب الرواة أو دسوا على بعض الشعراء شيئاً، فإن ذلك لا يمكن أن يصل إلى مقدار ما نعرفه من الشعر الجاهلي. وكيف يمكن اختراع هذا الشعر الكثير وبه من العبارات والأساليب ما يدّل على أنه بدويُّ صرف، وأيُّ إنسان يمكنه أن يحصل على هذه القدرة ليشغل وقته بذلك، وينسبه إلى غيره، وكان أولى به أن يذكره لنفسه ليفخر به".. إلى أن قال: "أنرمي كل الرواة وعلماء اللغة والأدب بالكذب، أو نتهمهم بعدم الثقة، لأن حماداً وغيره كذب مرة أو مرتين، وهل يصحُّ أن نحكم على البلد أجمع بالمرض، لأن بها إنساناً مريضاً؟([16])".
وأما كلمة أبي عَمْرو بن العلاء، فقد بيَّن الدكتور أحمد الحوفي المراد منها بأنها صالحة لأن يكون معناها:(1/3150)
1 ـ أن الحميرية الموغلة في القدم.. هي التي تغاير لغة قريش، فليست حميرية القرن الخامس الميلادي ـ وهو عهد الأدب الجاهلي المروي ـ هي المغايرة للغة قريش، لأن النصوص التي عثروا عليها في النقوش، وفيها خلاف بين اللغتين نصوص معينيّة أو سبئية أكثرها غير مؤرخ، وفي رأي "جلازر" أن أقدمها هي المعينة، وأقدم هذه يرجع إلى القرن الخامس عشر أو السادس عشر قبل الميلاد، وأحدثها يرجع إلى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد.
2 ـ إن اللغتين عربيتان، ولكن التطور والمكان والزمان والأحداث والألسن...الخ قد شققت من اللغة لهجتين بدليل قوله، ولا عربيتهم بعربيتنا، والعرب يطلقون على اللهجة اللسان([17])".
ويذكر الشيخ الخضرفي هذا المجال أن طه حسين حرَّف كلمة أبي عمرو بن العلاء لهوى في نفسه([18]).
وبيَّن الشيخ العاملي خطأ طه حسن في هذه الفكرة بأن الحميرية لغة عربية، وكانت القبائل تجتمع من جنوبيين وشماليين في أسواقها وتتفاهم دون أدنى كلفة، ويساعدهم على ذلك أن لغاتهم أو لهجاتهم على ما كانت عليه كانت متحدة في صميمها، وأن هذا الاختلاف لم يعدُ كونها لهجات للغة واحدة.
ويقدم دليلاً لما يقول في قصة وفد الحجاز عند سيف بن ذي يزن ملك اليمن، وعلى رأس ذلك الوفد سيد قريش عبد المطلب بن هاشم يخطب ببيانه القرشي العدناني، وسيد اليمن يصغي إليه، ويسمع شاعر الوفد أُميَّة بن أبي الصلت ينشد قصيدته بلهجة الفصحى، والملك يُصغي طروباً لا يجد غرابةً في ذلك([19]).
وفي هذه الأدلة التي سجَّلتها في هذا المقام ردود ملجمة لدعوى الدكتور طه حسين في إنكار الشعر الجاهلي.
وأُضيف ـ في الردِّ على الدكتور طه حسين ـ إلى الأدلة السابقة ما يأتي:(1/3151)
1 ـ رواة الشعر الجاهلي لم يكونوا في غفلة عن نسبة هذا الشعر إلى قائليه، فكان لهم إلمام واسع بهذا الشعر وبأساليبه وبقائليه، ويتحرّون الأمانة فيه. والأصمعي يقول: "سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لقي الفرزدق في المربد، فقلت يا أبا فراس: أحدثت شيئاً؟
قلت شيئاً؟ قال: فقال: خذ، ثم أنشدني:
كم دون ميَّة من مستعجلٍ قُذُفٍ * ومن فلاة بها تستودع العيس([20])
قال: فقلت سبحان الله: هذا للمتلمس، فقال: التمسها فَلَضوالّ الشعر أحبّ إليّ من ضوالّ الإبل([21])".
والكسائي، يتحدث الفرَّاء عنه فيقول: "دخلت عليه وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ قال: هذا الملك "يحيى بن خالد" يوجِّه إليِّ ليحضرني فيسألني عن الشيء، فإن أبطأت في الجواب الحقني منه عتب، وإن بادرت لم آمن الزلل.. فقلت له: يا أبا الحسن: من يعترض عليك؟ قل ما شئت فأنت الكسائي؟!
فأخذ لسانه وقال: قطعه الله إذن إذا قلت ما لا أعلم([22])".
والأصمعي لم يحتج بشعر ذي الرِّمَّة لكثرة ملازمته الحاضرة ففسد كلامه([23]).
2 ـ نرجح أن بعض الشعر الجاهلي كان مدوَّناً، ولاسيما المعلَّقات، ذلك أنه كان يوجد في العرب من يجيد الكتابة والقراءة، ولكنهم ليسوا جميعهم أميين. أمَّا وصف العرب بالأمية في قوله تعالى: "وقل للذين أوتوا الكتاب والأُميين أأسلمتم؟"([24])،وقوله تعالى: "ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأُمِّيين سبيل"([25])، وقوله تعالى أيضاً: "هو الذي بعث في الأُميِّين رسولاً"([26])، فليس المقصود الأُمية الكتابية ولا العلمية، ,إنما يعني الأميَّة الدينيّة، أي أنهم لم يكن لهم قبل القرآن كتاب ديني، والدليل على ذلك قوله تعالى: "ومنهم أُمِّيُّون لا يعلمون الكتاب إلاَّ أمانيَّ([27])".
وإذا كان بعض الشعر الجاهلي قد وصلنا مكتوباً مدوَّناً، وكُتب بيد الجاهليين أنفسهم فلا داعي للإنكار، وقد أثبت القرآن الكتابة للعرب فقال: "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها([28])"(1/3152)
كما أثبت لهم القراءة فقال: "وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجِّر من الأرض ينبوعاً"، إلى قوله تعالى: "أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تُنزل علينا كتاباً نقرؤُه([29])".
ويتضح لنا أن الدكتور طه حسين كان يؤمن بأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يجب أن تدرس الحياة الجاهلية في مرآته، حيث يقول: "فالقرآن أصدق مرآة للعصر الجاهلي([30])".
ومن المعلوم لدى الدكتور أنه من غير المعقول أن يقوم الشعراء بتأليف الشعر. وهو مجهود عقلي يحتاج إلى وقت من غير أن يكون لدى الشاعر صحيفة يكتب فيه شعره ليعاوده مرة بعد مرَّة ومن ثم قال جويدي: "إن قصائد القرن السادس الميلادي لجديرةٌ بالإعجاب، تُنْبِئ بأنها ثمرة صناعية طويلة، فإن ما فيها من كثرة القواعد والأصول في لغتها، ونحوها، وتراكيبها وأوزانها يجعل الباحث يؤمن بأنه لم تستوِ لها تلك الصورة الجاهلية إلاَّ بعد جهود عنيفة بذلها الشعراء في صناعتها([31])".
وهذا الجاحظ يدلي برأيه في هذه المشكلة فيقول: "ومن شعراء العرب من كان يدع القصيدة تمكث عنده زمناً طويلاً، يردِّد فيها نظره، ويجيل فيها عقله، ويقلِّب فيها رأيه اتهاماً لعقله، وتتبعاً على نفسه فيجعل عقله زماماً على رأيه، ورأيه عياراً أعلى شعره، إشفاقاً على أدبه، وإحرازاً لما خوَّله الله من نعمته، وكانوا يسمُّون تلك القصائد الحوليات والمقلدات، والمحكمات، ليصير قائلها فحلاً حينئذ، وشاعراً مغلقاً([32])".
وأوضح الأدلة على كتابة العشر الجاهلي المعلقات "فقد ذهب الأكثرون من العلماء إلى أنها استمدَّت تسميتها من تعليقات على الكعبة([33])".(1/3153)
وعلى الرغم من أن الدكتور الحوفي يرفض "رأي القائلين بتعليقها على الكعبة جملة وتفصيلاً([34])". حيث قال: "كيف نصدق أن العرب كتبوا هذه القصائد بماء الذهب على القباطي، وهم كانوا أمة أُميَّة ندر فيها من يقرأ ويكتب، وهل من المعقول أن ينبغ فيهم من يجيد الكتابة، حتى يكتب بماء الذهب على القباطي؟ وماذا يدعوهم لكتابة هذه القصائد، وتعليقها على الكعبة ما دامت الأميَّة فاشية فيهم([35])".
وعلى الرغم من هذا الرفض فإننا نؤمن بالاتجاه الذي يقول: إنها علقت على الكعبة، أما دليل الدكتور الحوفي فقد نقضناه حينما أثبتنا أن العرب ليسوا أميين بشهادة القرآن نفسه.
وقد كانت الكعبة مقدسة لدى العرب، وكان هذا التقديس في نفوسهم يدفعهم إلى تعليق ما كثرت قيمته عندهم. فهذه القصائد كانت لديهم ذات قيمة فعلَّقوها كما علَّقوا غيرها.
وظل هذا التعليق سنَّة متبعة، وعرفاً لا ينكر. حدَّث محمد بن يحيى عن الواقدي عن أشياخه قال: "لما فتح عمر بن الخطاب رضى الله عنه مدائن كسرى كان ممَّا بُعِثَ به إليه هلا فبعث بهما فعلقهما في الكعبة... وكان هارون الرشيد قد وضع في الكعبة قصبتين علَّقهما مع المعاليق في سنة ستِّ وثمانين ومئة، وفيها بيعة محمد وعبد الله ابنيه، وما عقد لهما وما أخذ عليهما من العهود([36])".
وأعتقد بوجود إجماع على إعجاز القرآن وبلاغته، وأن النحو القرآني جاء على سنن ما تنطق به العرب، وباختصار فإن القرآن يتميز بقوِّة لا تجارى، وبلاغة لا تنازع، وفصاحة لا تبارى، وأضيف القول: إن هذه الأدلة كلَّها تثبت أن العصر الجاهلي لم يكن خيالاً، وإنما كان حقيقة واقعة، وتاريخاً ينطق بالحق والبرهان.
3 ـ عيوب الشعر الجاهلي:(1/3154)
لا نعني بالدفاع عن الشعر الجاهلي وقيمته التاريخية أنه كان خُلْواً من العيوب، بريئاً من النقد، ومن هذه الناحية لا نستطيع أن نضعه بجانب القرآن الكريم في مجال الاستشهاد به على اللغة والنحو، وإنما نضعه في منزلة تلي منزلة القرآن الكريم. أما عيوب هذا الشعر فقد تجرَّد لها العلماء منذ زمنٍ قديم محاولين الكشف عنها بما أُوتوه من خبرة، تضع الموازين القسط لهذا الشعر، وتقيم الأسس التي تبيّن خطأه أو صحته.
ومن النقاد الذين قاموا بهذه النقد أبو العلاء المعرِّي، فقد ذكر المعرِّي بشأن البيتين التاليين اللذين تنطوي عليهما معلَّقة عمر بن كلثوم:
تصدُّ الكأس عنَّا أُمُّ عمرو * وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شرّ الثلاثة "أُمَّ عمرو" * بصاحبك الذي لا تَصبحينا
أن أُم عمرو هذه قينة من قيان الجنة. فلما سألها السامعون عن هذين البيتين، أَلعمرو بن عدي هما أم لعمرو بن كلثوم؟ أجابت: أنا شهدت نَدْمَانَي جذيمة مالكاً وعقيلاً، وصبحتهما الخمر المشعشعة لما وجدا "عمرو بن عدي" فكنت أصرف الكأس عنه، فقال هذين البيتين، فلعلَّ عمرو بن كلثوم حسَّن بهما كلامه واستزادهما في أبياته([37])، ونستطيع أن نرجع عيوب الشعر الجاهلي إلى الأمور الآتية:
1 ـ التصحيف:
لقد كثر هذا في الشعر العربي، وهذا يدلّ على أن الشعر العربي كان مسجَّلاً في صحفِ أو في دواوين يٌقرأ منها. "يُروى أن الأصمعي قُرئَ عليه يوماً في شعر أبي ذؤَيب:
بأسفل ذات الدير أفرد جحشها([38])
فقال أعرابي حضر المجلس: ضلَّ ضلالك أيها القارئ إنما هي "ذات الدَّبر" وهي ثنية عندنا، فأخذ الأَصمعي بذلك فيما بعد([39])".
والقرآن الكريم بقراءاته العديدة مرجعه الرواية والنقل، وقد عيب على هؤلاء الذين يعتمدون على خط المصحف في قراءة القرآن.
2 ـ الاضطراب في رواية هذا الشعر:(1/3155)
لقد وصل إلينا الشعر العربي عبر روايات عديدة، وفي كل رواية كانت تقوم القاعدة وتبنى الأصول، مما أدى إلى اضطراب هذه القواعد، فالكوفيون مثلاً يجوزون تأكيد النكرة المحدودة بألفاظ الشمول ويستدلّون بقول الشاعر:
يا ليت عدة حول كلّه رجبُ
ولو علمنا أن الرواية في البيت بنصب رجب، وأن النحاة غيروا رواية البيت ليتفق مع المشهور من لغة العرب لعرفنا كيف يكون الاضطراب في رواية هذا الشعر، فالقصيدة التي منها هذا البيت كما ذكر ياقوت في معجم البلدان لعبد الله من مسلم بن جندب الهذليّ قالها حينما منعه الحسن بن زيد والي المدينة من إمامة الناس فقال له: أصلح الله الأمير، لِمَ منعتني مقامي، ومقام آبائي وأجدادي من قبل؟ فقال: ما منعك إلاَّ يوم الأربعاء، يريد قوله:
يا للرجال ليوم الأربعاء أَمَا * ينفكَّ يحدث لي بعد النهى طربَا
إلى أن قال:
لكنه شاقه أن قيل ذا رجب * يا ليت عدة حولٍ كلُّه رجبا
ونصب رجب جاء على لغة العرب الذين ينصبون المبتدأ والخبر جميعاً بعد إن([40]).
والرواية في مجال القرآن وقراءاته موثقة تقوم على سندٍ متين لا يتسرَّب إليه الشك ولا يعتريه الريب.
3 : وقد يعتمد الشاعر الضرورات في شعره، لأن الوزن وقيوده، والقافية وروِّيها، ومراعاة الموسيقى بين الكلمات أمور يضعها الشاعر نصب عينيه، ومن أجلها قد يخرج عن القاعدة، ويتنكَّب عن الجادّة، ويجوِّز ما لم تجوِّزه أساليب العربية. يقول الشيخ بهاء الدين: "إن كل ضرورة ارتكبها شاعر قد أخرجت الكلمة عن الفصاحة([41])".
ومن الأمثلة على ذلك قول ابن هشام: لا تظهر أَن بعد كَيْ ([42]) إلاّ في الضرورة كقوله:
فقالت: أَكلُّ الناس أصبحت مانحاً * لسانك كيما أن تغرَّ وتخدعا([43])
ومن ذلك ثبوت الحرف مع الجازم في نحو قوله:
وتضحك منِّي شيخة عبشمية * كأَن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا([44])
ومن ذلك الإتيان بضميرٍ منفصل في موضعٍ يجب فيه اتصاله كقول:(1/3156)
بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت * إياهم الأرض في دهر الدهاريرِ
ومن ذلك تقديم المستثنى وعامله على المستثنى منه كقوله:
خلا الله لا أرجو سواك وإنما * أعد عيالي شعبةً من عيالكا([45])
والقرآن الكريم ليس موضع ضرورات.
4: كثرة الأبيات المجهولة:
والشعر العربي كثرت فيه الأبيات المجهولة النسب، فزيادة أن بعد كي بهذا البيت المجهول القائل:
أردت لكيما أن تطير بقربتي * فتتركها شَنّاً ببيداء بلقع
لا يمكن أن نضعه بمنزلة آية من آيات الله قرئت بوجه ما، وبرواية مسلسلة معروفة لا تمتد إليها الجهالة أو الشك.
ومن العجيب أن بعض النحويين يستدلُّون بشطر بيت لا يُعرف شطره الآخر "كالشاهد الذي يحتجُّون به على جواز دخول اللام في خبر لكن، وهو قول القائل المجهول:
ولكنني من حُبِّها لعميد([46])".
ومع ذلك نجد هؤلاء النحويين يقفون من بعض قراءات القرآن التي لم يجهل سندها موقف النقد والمعارضة كما فعل الزمخشري في قراءة ابن عامر.
5 : كثرة الأبيات المدسوسة أو المنحولة:
لقد وضع بعض رواة الشعر أشعاراً، ودسُّوها في القصائد ونسبوها إلى غير أصحابها، كحمَّاد الذي "كان ينحل شعر الرجل غيره، ويزيد في الأشعار([47])". وقد قال يونس عنه: "العجب لمن يأخذ عن حمَّاد، كان يكذب، ويلحن، ويكسر([48])".
وابن دأب الذي كان "يصنع الشعر، وأحاديث السمر، وكلاماً ينسبه إلى العرب([49])".
وخلف الأحمر الذي تحدث عن نفسه فقال: "أتيت الكوفة لأكتب عنهم الشعر فبخلوا عليَّ به، فكنت أعطيهم المنحول، وآخذ الصحيح، ثم مرضت، فقلت لهم: ويلكم: أنا تائب إلى الله، هذا الشعر لي، فلم يقبلوا منِّي، فبقي منسوباً إلى العرب لهذا السبب([50])".(1/3157)
وكان هذا الشعر المدسوس يعتمد عليه النحاة في استنباط القاعدة واستخراج الأصول حتى كتاب سيبويه لم يخلُ من وبائه أو يسلم من شرِّه، فقد "وضع المولودون أشعاراً، ودسُّوها على الأئمة، فاحتجُّوا بها ظنَّاً أنها للعرب، وذكر أنه في كتاب سيبويه منها خمسين بيتاً، وأن منها قول القائل.
أعرف منها الأنف والعينانا * ومنخرين أشبها ظبيانا([51])"
6 : الإقواء:
ومن عيوب الشعر الإقواء، وهو اختلاف حركة الرويّ، وزعموا أن بعضاً من الشعراء القدماء قد وقعوا في هذا العيب، ويروون لهذا قصة عن النابغة الذبياني ويقولون: "إنه نظم قصيدته التي مطلعها:
أَمِن آلِ ميَّة رائحٌ أو مغتدي * عجلان ذا زادٍ، وغير مزوَّد
وجعل حركة الرَّويّ في أبياتها الكسرة إلاَّ في بيتٍ قال فيه:
زعم البوارح أن رحلتنا غداً * وبذاك حدَّثَنا الغراب الأسود([52])"
وينكر الدكتور إبراهيم أنيس هذا العيب في الشعر الجاهلي فيقول: "وعندي أنه لو صحَّت مثل هذه الروايات يجب أن تُعَدَّ خطأً نحوياًن لا خطأً شعرياً، فالشاعر صاحب الأذن الموسيقية والحريص على موسيقى القافية لا يعقل أن يزل في مثل هذا الخطأ الواضح الذي يدركه حتى المبتدئون في قول الشعر([53])".
وفي رأيي أن خطأ النابغة في الشعر أسهل من خطئه في النحو، لأن العربيّ لا يخطئ في اللغة، لأنه يتكلمها سليقة وطبعاً وبخاصة في مجال القول، والنابغة الذبياني صاحب هذا الخطأ النحوي ـ كما يقول الدكتور أنيس ـ كانت "تضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء، فتعرض عليه أشعارها([54])".
كيف يخطئ النابغة في النحو، وهو الناقد للشعر، بل الحَكَم بين الشعراء؟ على أن النابغة ليس أول من ٌأقوى من الشعراء "فقد قيل لأبي عمرو بن العلاء: هل أقوى أحد من فحول شعراء الجاهلية كما أقوى النابغة؟ قال: نعم بشر بن أبي خازم، قال:
ألم تَرَ أَنَّ طول الدهر يسلى * وينسى مثل ما نَسِيَتْ جذام(1/3158)
وكانوا فوقنا فبغوا علينا * فسقناهم إلى البلد الشآمي([55])"
وقال قدامة بن جعفر: "وقد ركب بعض الفحول الإقواء في مواضع منها قول سحيم بن وئيل الرياحي:
عذرت البُزْلَ إن هي خاطرتني * فما بالي، وبال ابن اللبونِ
وماذا تدَّرِى الشعراء مني * وقد جاوزت حدَّ الأربعينَ
فنون الأربعين مفتوحة، ونون اللبون مكسورة([56])".
وكما أقوى بعض شعراء الجاهلية أقوى بعض شعراء الإسلام كجرير الذي روي أنه قال:
عرين من عرينة([57]) ليس منَّا * برئت إلى عرينة من عرين
عرفنا جعفراً وبني عُبَيْد * وأنكرنا زعانف آخرينا([58])
ومالي أذهب بعيداً وقد ذكر صابح القاموس في مادة (قوى) ما نصه: "وقلت قصيدة لهم بلا إقواء([59])".
وفي هذه النصوص التي قدمتها ما يدل على أن الإقواء ليس بدعاً، وليس مقصوراً على النابغة وحده، وإنما شارك في ذلك شعراء سابقون ولاحقون، وهل يقال عن هؤلاء جميعاً إنهم يخطئون في النحو، والنحو من كلامهم أُخذ؟ فعلى أيِّ الشعراء إذاً نعتمد في تقعيد القواعد، واستخراج الأصول؟
على أنه كان من الممكن للدكتور إبراهيم أنيس أن يخرج من هذا المأزق كما خرج منه نقَّاد الأدب فيقول كما قال قدامة في هذا الإقواء: إن الشاعر: "وقف القوافي فلم يحركها([60])"، أو كما قال الدكتور عبد الله الطيب في هذا الموضع: "ويظهر أن الأذواق الجاهلية كانت تقبل هذا، ولعلَّ السبب في قبولها له أنهم كانوا يقفون كثيراً بالسكون في القوافي المطلقة، فيقولون: مزوَّد، والأسود([61])".
وبعد، أليس هذا القول أجدى وأولى من أن يقال: إن الشاعر الجاهلي أخطأ في النحو؟
7: الخلط بين القبائل في جمع هذا الشعر:(1/3159)
وحينما جمع الشعر العربي من أفواه الرجال، أو من صفحات الكتب لم يُعْنَ الرواة بإسناد كل شعر إلى القبيلة التي ينتمي إليها الشاعر، ومن ثَمَّ فإننا نجد في الشعر لهجات عديدة، ولغات مختلفة، ولم يحاول النحاة حينما وضعوا قواعدهم أن يميزوا بين القبائل، وأن يضعوا لكل قبيلة قواعدها الخالصة في مرآة شاعرها أو شعرائها.
إنهم لو فعلوا ذلك لأراحونا من هذا الاضطراب والتناقض في وضع القواعد.
من أجل هذه العيوب كلِّها التي أجملناها في هذا المقام نرى أن القرآن الكريم هو المصدر الذي يجب أن نتجه إليه في كل قاعدة نقيمها، وفي كل حكم نصدره، وفي كل أسلوب ننشئه.
ثانياً: موازنة بين الاستشهاد بالقرآن، والاستشهاد بالحديث الشريف:
لم يكن الاستشهاد بالحديث الشريف موضع اتفاقٍ بين النحاة، فأبو الحسن بن الضائع وأبو حيَّان ذهبا إلى أن الاحتجاج بالحديث في الدراسات النحوية واللغوية لا يجوز. قال ابن الضائع في شرح الجمل: "تجويز الرواية بالمعنى هو السبب عندي في ترك الأئمة ـ كسيويه وغيره ـ الاستشهاد على إثبات اللغة بالحديث، واعتمدوا في ذلك. على القرآن الكريم، وصريح النقل عن العرب، ولولا تصريح العلماء بجواز النقل بالمعنى في الحديث لكان الأولى في إثبات فصيح اللغة كلام النبي (صلى الله عليه وسلم)، لأنه أفصح العرب([62])".
ويرى آخرون خطأ هذا الرأي، ذلك لأنه مهما أنكر النحاة هذا الاحتجاج بالحديث، فإن إنكارهم يفقد قيمته إذا عرفنا أن الرواة كانوا يتحرون ويضبطون الأحاديث حتى لا يزيدوا فيها، أو ينقصوا منها أو يُغَيِّروا في كلماتها، وهي في ميدان التوثيق والضبط أقوى من الأشعار التي صُنِعت أو دُست، أو الأشعار الحائرة التي لا تعرف لها أباً ولا جدّاً.(1/3160)
على أن بعض العلماء كالإمام أبي حنيفة كانوا لا يجوّزون "نقل الحديث إلاَّ باللفظ دون المعنى. وممَّا يروى عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: لا ينبغي للرجل أن يحدِّث من الأحاديث إلا بما حفظه من يوم سمعه إلى يوم يحدث به([63])".
وعلى الرغم من رأي المدافعين عن الاستشهاد بالحديث فإن ـ ثغرة ـ الرواية بالمعنى لا تؤهلها للوصول إلى مستوى الاستشهاد بالقرآن الكريم في باب التوثيق ومجال القاعدة، واستنباط الأصول اللغوية والنحوية.
ثالثاً: آراء العلماء في الاستشهاد بالقرآن وأثره في النحو واللغة:
وأرغب في نهاية هذا البحث تسجيل آراء بعض العلماء في فضل القرآن الكريم على اللغة، وأثره في النحو لأبيِّن أنني لست وحدي صاحب هذا الاتجاه، أو رائد هذا الميدان، وذلك في ما يلي:
1 ـ إن أمماً كثيرة تركت لغتها تتطور وتفرَّع إلى لغات كثيرة دون أن تعنى بضبطها، والوقوف في سبيل تطورها ولكن علماء الإسلام عنوا بضبط لغتهم من أجل المحافظة على القرآن الكريم، فنشأت هذه الظاهرة العجيبة، وهي أنه لو قُدِّر أن يحيا اليوم رجل مات منذ ألف سنة فسمح المتحدِّثين بالعربية لما أنكرها، ولفهمها([64]).
2 ـ إن هذا الكتاب السماوي ـ القرآن الكريم ـ منارة تتلألأ يهتدي بها العاملون لإرساء قواعد اللغة، وإبقائها في سلامة وصحة، وأنا أعتقد أن كل تيسير، وكل أمر ينزع بنا بعيداً عن هذه المنارة المتلألئة التي نقدر جميعاً بإيمان أنها كانت سبباً في نشر اللغة، وفي ربطها بشعوب كبيرة، كل تيسير ينأى بنا عن قواعد وأصول هذه المنارة لا يؤبه له، ولا يعمل به([65]).
3 ـ لولا القرآن الكريم لكان من المشكوك فيه كثيراً أن يتوافر العلماء على وضع علم النحو، وعلوم البلاغة، واستقصاء المفردات وتحرِّي مصادر الفصيح والدخيل....
ومما لا خوف فيه أن اللغة العربية نشطت هذا النشاط، وتقدمت هذا التقدم لأنها لغة كتاب مقدس يدين به المسلمون، وهو القرآن الكريم([66]).(1/3161)
4 ـ لولا هذه العربية التي حفظها القرآن الكريم على الناس، وردهم إليها، وأوجبها عليهم لما اطردَّ التاريخ الإسلامي، ولا تراخت به الأيام إلى ما شاء الله([67]).
يقول المعجم الفرنسي الكبير: "إن اللغة تشارك الأمة أقدارها، فإذا ضعفت الأمة وتهافتت ماتت اللغة، ولا أمَل في بعثها بعد أن تموت".
أما اللغة التي تبقى بعد تفرُّق أمتها، فهي التي أودعتها السماء رسالة أو التي أودعها الشعراء والأدباء والعلماء أفكاراً سامية.
ولغتنا العربية تجمع بين رسالة السماء، ورسالة الأرض فيها شعر خالد، وفيها نثر خالد، وفيها القرآن الكريم([68]).
قائمة المصادر والمراجع
أولاً: الكتب:
1 ـ القرآن الكريم
2 ـ أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية للدكتور بدوي أحمد طبانة. طبة 1952م.
3 ـ أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي. المطبعة الماجدية بمكة المكرمة.
4 ـ الأسس المبتكرة لدراسة الأدب الجاهلي لعبد العزيز مزروع الأزهري. مطبعة العلوم.
5 ـ الاقتراح للسيوطي (ت 911 هـ/ 1505م) طبعة الهند.
6 ـ أمالي المرتضى للشريف المرتضى، علي بن حسين العلوي ( ت 436هـ/ 1044م)، تحقيق محمد أبي الفضل. مطبعة الحلبي. طبعة أولى.
7 ـ البيان والتبين للجاحظ ( ت 255هـ/ 868م)، تحقيق عبد السلام هارون. مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، طبعة ثانية.
8 ـ تاريخ آداب العرب للرافعي. طبعة ثانية، سنة 1940م.
9 ـ تحت راية القرآن لمصطفى صادق الرافعي، مطبعة الاستقامة.
10 ـ التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه للبكري. دار الكتب، طبعة أولى، سنة 1926م.
11 ـ حاشية الخضري على ابن عقيل. مطبعة الحلبي.
12 ـ الحياة العربية من الشعر الجاهلي: الدكتور أحمد الحوفي. طبعة أولى، مطبعة نهضة مصر بالفجالة.
13 ـ خزانة الأدب للبغدادي، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون. المطبعة السلفية، سنة 1347هـ.
14 ـ شرح ابن عقيل، مطبعة الحلبي.(1/3162)
15 ـ شرح الأشموني، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد. مطبعة الحلبي.
16 ـ طبقات الشعراء لابن سلاَّم. المطبعة المحمودية.
17 ـ الطراز: يحيي بن حمزة بن علي إبراهيم العلوي. مطبعة المقتطف بمص، سنة 1924م.
18 ـ العمدة في صناعة الشعر ونقده لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني ( ت 463هـ). طبعة أولى، مطبعة أمين هند.
19 ـ الغزالي: أحمد فريد رفاعي، مطبوعات دار المأمون، المجلَّد الثاني.
20 ـ الفن ومذاهبه في الشعر العربي: الدكتور شوقي ضيف. طبعة دار المعارف.
21 ـ في الأدب الجاهلي: الدكتور طه حسين. مطبعة دار المعارف.
22 ـ القاموس المحيط: مجد الدين الفيروز أبادي ( ت 817هـ). مطبعة دار المأمون طبعة رابعة.
23 ـ لسان العرب: ابن منظور ( ت 711هـ/ 1311م). المطبعة الأميرية، طبعة أولى، 1301هـ.
24 ـ مدرسة الكوفة: الدكتور مهدي المخزومي. مطبعة الحلبي، طبعة ثانية.
25 ـ المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها: الدكتور عبد الله الطيب. مطبعة الحلبي.
26 ـ المزهر: السيوطي. مطبعة الحلبي، طبعة ثانية.
المزهر: السيوطي. مطبعة السعادة، سنة 1335هـ.
27 ـ مصادر الشعر الجاهلي: الدكتور ناصر الدين الأسد. دار العارف بمصر. سنة 1956م.
28 ـ معاني القرآن: الفرَّاء ( ت 352هـ)، تحقيق الأستاذين أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار. مطبعة دار الكتب.
29 ـ المعجم المفهرس الألفاظ القرآن الكريم: محمد فؤاد عبد الباقي. المكتبة الإسلامية، استانبول، 1984م.
30 ـ المعجم الوسيط: إبراهيم أنيس وآخرون. طبعة ثانية، دار المعارف بمصر، 1392 هـ/ 1972م.
31 ـ مغني اللبيب: ابن هشام ( ت 761هـ). مطبعة البابي الحلبي.
32 ـ مقدمة لدارسة بلاغة العرب: أحمد ضيف. طبعة أولى، سنة 1921.
33 ـ موسيقى الشعر: الدكتور إبراهيم أنيس. مطبعة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1952م.
34 ـ الموشح لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني ( ت 384هـ). المطبعة السلفية، 1343هـ.(1/3163)
35 ـ مولَّد اللغة، الشيخ أحمد رضا العاملي. دار مكتبة الحياة، بيروت.
36 ـ نقد الشعر: قدامة بن جعفر، تصحيح س.أ. بونيباكر. طبعة ليدن.
37 ـ النقد واللغة في رسالة الغفران: الدكتور أمجد الطرابلسي. مطبعة الجامعة السورية.
38 ـ نقض كتاب في الشعر الجاهلي: محمد خضر حسين. المطبعة السلفية.
39 ـ النوادر في اللغة لأبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، تعليق سعيد الخوري، المطبعة الكاثوليكية.
40 ـ همع الهوامع للسيوطي. مطبعة السعادة، طبعة أولى.
ثانياً: الدوريات:
1 ـ مجلَّة الأزهر. المجلَّدان 22 و 24.
2 ـ مجلَّة المجمع العلمي العربي. المجلَّد 32.
ـــالحواشي ـــ
([1]) مدرسة الكوفة: الدكتور مهدي المخزومي، مطبعة الحلبي، طبعه ثانية. ص 15.
([2]) المزهر: السيوطي (ت 911هـ/ 1505م) . مطبعة الحلبي، مطبعة ثانية. ج1 ، ص 60.
([3]) سورة العنكبوت: الآية 12. راجع كتاب والتنبيه على أوهام أبي علي في أماليه البكري. دار الكتب، سنة 1926، طبعة أولى، ص 100
([4]) سورة النور، الآية، 40.
([5]) الطراز: يحيى بن حمزة بن علي إبراهيم العلوي. مطبعة المقتطف بمصر، سنة 1924. ج 2 ، ص 199 بتصرف.
([6]) سورة الواقعة، الآية 22.
([7]) معاني القرآن: الفرَّاء (ت 352هـ). تحقيق الأستاذين أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار. مطبعة دار الكتب. ج1 ، ص 14
([8]) مجلة الأزهر، مجلد 22، ص 600، وما بعدها من مقل للمرحوم الشيخ عبد الجواد رمضان، بعنوان: القرآن واللغة.
([9]) في الأدب الجاهلي، الدكتور طه حسين، مطبعة دار المعارف. ص 65.
([10]) المصدر السابق، ص 88.
([11]) المصدر السابق، ص 81.
([12]) المصدر السابق، ص 67.
([13]) المصدر السابق: ص 92.
([14]) العمدة في صناعة الشعر ونقده لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني (ت 463هـ) طبعة أولى، مطبعة أمين هند، ص 11.(1/3164)
([15]) أمالي المرتضى قسم أص 132 للشريف المرتضى علي بن الحسين العلوي، تحقيق محمد أبي الفضل. مطبعة الحلبي، طبعة أولى.
([16]) مقدّمة لدراسة بلاغة العرب للأستاذ أحمد ضيف طبعة أولى سنة 1921م. ص 62
([17]) الحياة العربية من الشعر الجاهلي: الدكتور أحمد الحوفي. مطبعة نهضة مصر بالفجالة. ج1 ، ص 41.
([18]) انظر نقض كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضر حسين. المطبعة السلفية، ص 74.
([19]) انظر مولد اللغة للشيخ أحمد رضا العاملي. نشر دار مكتبة الحياة في بيروت. ص 56.
([20]) يقال: ناقة قذاف، وقذوف، وقُذُف، وهي التي تتقدم من سرعتها، وترمي بنفسها أمام الإبل في سيرها.
والعيس: جمع أعيس، والأعيس من الإبل: الذي خالط بياضه شُقرة، والأعيس: الكريم منها.
لسان العرب لابن منظور (ت 711هـ/ 1311م) المطبعة الأميرية، طبعة أولى، 1301هـ، ج11 ، ص 185.
والمعجم الوسيط لإبراهيم أنيس وآخرين. طبعة ثانية، دار المعارف بمصر، 1392هـ/ 1972م. ج2 ، ص 646.
([21]) الموشح لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني (ت 384هـ) المطبعة السلفية، ص 111.
([22]) الأسس المبتكرة لدراسة الأدب الجاهلي لعبد العزيز مزروع الأزهري. مطبعة العلوم، ص 222.
([23]) جمع الهوامع للسيوطي. مطبعة السعادة، طبعة أولى. ج1 ، ص 120.
([24]) سورة آل عمران، الآية 20.
([25]) سورة آل عمران، الآية 75.
([26]) سورة الجمعة، الآية 2.
([27]) سورة البقرة، الآية 78.وانظر مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الدين الأسد، دار المعارف بمصر، سنة 1956م. من ص 44 إلى 46.
([28]) سورة الفرقان، الآية 5.
([29]) سورة الإسراء، الآية 93.
([30]) في الأدب الجاهلي، ص 70.
([31]) الفن ومذاهبه في الشعر العربي للدكتور شوقي ضيف، طبعة دار المعارف. ص 14.
([32]) البيان والتبيين للجاحظ (ت 255هـ/ 868م) تحقيق عبد السلام هارون. مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر. طبعة ثانية. ج2 ، ص 9.(1/3165)
([33]) الحياة العربية من الشعر الجاهلي للدكتور أحمد الحوفي، طبعة أولى. ص 131.
([34]) المصدر السابق، ص 331. وفي الطبعة الرابعة، دار النهضة مصر، ص 212.
([35]) الحياة العربية من الشعر الجاهلي، ط1، ص 133. وفي الطبعة الرابعة، دار نهضة مصر، ص 207.
([36]) انظر أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار لأبي الوليد محمد بن عبد الله أحمد الأزرقي، المطبعة الماجدية بمكة المكرمة. ج1 ، ص 147 و 148.
([37]) النقد واللغة في رسالة الغفران للدكتور أمجد الطرابلسي، مطبعة الجامعة السورية، ص 57.
([38]) الجحش: ولد الظبية (هذلية) أي في لغة هذيل، وتكملة البيت:
فقد ولهت يومين فهي خلوج
لسان العرب ج8، ص 157، وجاء في اللسان ج5، ص 360 ما نصُّه وقول أبي ذؤَيب:
بأسفل ذات الدّبر أفرد خشفها.. وقد طردت يومين فهي حلوج على شعبة فيها دبر (والدبر، قال أبو حنيفة: النحل بالكسر).
([39]) أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية للدكتور بدوي أحمد طبانة، طبعة 1952، ص 92.
([40]) شرح الأشموني، الهامش، تحقيق الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة الحلبي. ج4 ، ص 365.
([41]) المزهر للسيوطي (ت 911 هـ/ 1505م). مطبعة الحلبي، طبعة ثانية. ج1 ، ص 188.
([42]) مغني اللبيب لابن هشام (ت 761هـ) مطبعة البابي الحلبي. ج1، ص 157.
([43]) حاشية الخضري علي ابن عقيل. مطبعة الحلبي، ج1 ، ص 51.
([44]) شرح ابن عقيل، مطبعة الحلبي، ج1، ص 60.
([45]) شرح الخضري على ابن عقيل. ج1 ، ص 6.
([46]) تاريخ آداب العرب للرافعي، طبعة ثانية، سنة 1940م. ج1 ، ص 371.
([47]) طبقات الشعراء لابن سلاَّم. المطبعة المحمدية، ص 23.
([48]) المصدر السابق. ص 24.
([49]) المزهر للسيوطي: مطبعة السعادة، سنة 1335هـ. ج2 ، ص 359.
([50]) النوادر في اللغة لأبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري. تعليق سعيد الخدري، المطبعة الكاثوليكية المقدمة، ص (و).
([51]) الاقتراح للسيوطي. طبعة الهند، ص 26.(1/3166)
([52]) موسيقى الشعر للدكتور إبراهيم أنيس. مطبعة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1952م. ص 257.
([53]) المرجع نفسه.
([54]) الموشَّح لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني. المطبعة السلفية، 1343هـ، ص 60.
([55]) المصدر السابق، ص 59.
([56]) نقد الشعر لقدامة بن جعفر، تصحيح س. أ. بويباكر.طبعة ليدن، ص 109 و 110.
([57]) قال الأزهري: عرينه حيٌّ من اليمن، وعرين حيٌّ من تميم. لسان العرب لابن منظور، ج17، ص 155، ومما يذكر أن الدكتورة بنت الشاطئ جعلت عرينة بطناً من تميم، وهي من اليمن كما يقول الأزهري. (رسالة الغفران، ص 454).
([58]) نقد الشعر لقدامة بن جعفر، ص 110.
([59]) القاموس المحيط لمجد الدين الفيروز بازي. مطبعة دار المأمون، طبعة رابعة، ج4، ص 381.
([60]) نقد الشعر لقدامة بن جعفر، ص 110.
([61]) المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها للدكتور عبد الله الطيب. مطبعة الحلبي. ج1 ، ص 31.
([62]) خزانة الأدب للبغدادي، تحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، المطبعة السلفية، سنة 1347 هـ. ج1 ، ص 23.
([63]) الغزالي لأحمد فريد الرفاعي. مطبوعات دار المأمون، المجلد الثاني، ص 135.
([64]) هذا رأي الأستاذ محمد عرفة في مجلة الأزهر، مجلد 24، ص 61.
([65]) رأي الأستاذ الدكتور منصور فهمي، في مجلة المجمع العلمي العربي، مجلد 32، ج1 ، ص 67.
([66]) رأي الأستاذ العقاد في مجلة الأزهر، مجلة 24، ص 55.
([67]) رأي الأستاذ مصطفى صادق الرافعي ( تحت راية القرآن ص: 52) مطبعة الاستقامة.
([68]) مقال للأستاذ منير العجلاني في مجلة المجمع العلمي العربي، مجلد 32، ج1 ، ص 43.
---
(1/3167)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات ( 2 )
---
نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات ( 2 )
---
فهد الوهبي
05-21-2003, 03:32 AM
سبق الجزء الأول من هذا الموضوع على هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=209
موقف المراغي رحمه الله من الإسرائيليات من خلال تفسيره:
1) قال في مقدمة تفسيره: (أشار الكتاب الكريم إلي كثير من تاريخ الأمم الغابرة ... ولم يكن لدى العرب من المعرفة ما يستطيعون به شرح هذه المجملات التي أشار إليها الكتاب ...فألجأتهم الحاجة إلى الاستفسار من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ولا سيما مسلمتهم كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار ووهب بن منبه فقصوا عليهم من القصص ما ظنوه تفسيراً لما خفي عليهم فهمه من كتابهم ، ولكنهم كانوا في ذلك كحاطب ليل يجمع بين الشذرة والبعرة ... فساقوا إلى المسلمين من الآراء في تفسير كتابهم ما ينبذه العقل وينافيه الدين وتكذبه المشاهدة ويبعده كل البعد ما أثبت العلم في العصور اللاحقة)
ويظهر من هذا الكلام عدم رضاه عن دخول الإسرائيليات في التفسير.
2) وقد ذم المراغي كعب الأحبار ووهب بن منبه في كلام قريب مما سبق عن الشيخ رشيد رضا .
3) وهو مع ذلك وقع في رواية الإسرائيليات كما قال: (وللعلماء في الطعام الذي نزل في المائدة آراء) ثم ساقها ثم قال: (كما رواه ابن جرير عن ابن عباس) ولم يعلق.
ونقل في قوله {ألم يروا إلي الطير مسخرات في جو السماء....}[النحل: 79] قال: (وقد كان العلماء قديماً يعلمون تخلخل الهواء في الطبقات العالية في الجو وهي نظرية لم تدرس في العلوم الطبيعية إلا حديثاً فقد أثر عن كعب الأحبار أنه قال إن الطير يرتفع في الجو اثني عشر ميلاً ولا يرتفع فوق ذلك) .(1/3168)
وقال في قوله {فلما توفيتني كنت ...}: (وجاء في إنجيل يوحنا....) وقال في تفسير {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ...): وقد جاء في الفصل السادس من سفر الخروج من التوراة...).
موقف الشيخ محمود شلتوت كما في كتابه (تفسير القرآن الكريم) :
قال : (فإنه لما حدثت بدعة الفرق والتطاحن المذهبي والتشاحن الطائفي ... وظهرت في أثناء ذلك ظاهرة خطيرة هي تفسير القرآن بالروايات الغريبة والإسرائيليات الموضوعة التي تلقفها الرواة من أهل الكتاب وجعلوها بياناً لمجمل القرآن وتفصيلاً لآياته) ثم قال : (قيّد هذا التراث العقول والأفكار بقيود جنت على الفكر الإسلامي فيما يختص بفهم القرآن والانتفاع بهداية القرآن).
موقف الشيخ عبدالقادر المغربي من خلال كتابه (تفسير جزء تبارك):
1) أثبت الشيخ الإسرائيليات في كتابه:
حيث قال: (وجاء في كتب الأوائل أنه في زمن أنوش بن شيث بن آدم ابتدأ في عبادة الأوثان وجعل الناس يسمون المخلوقات آلهة...)
وقد روى بعض الإسرائيليات من غير رد عليها أو إبطال لها قال : (وذكر في الأسفار القديمة أن نوحاً ولد سنة 128من عمر أبيه لامك...)
وقد علقت مراقبة الثقافة بالأزهر على هذا النقل وردته.
وقال في قوله {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ...}: (ويكفي في الاستشهاد على ذلك ما جاء في (رؤى دانيال) من أسفار العهد القديم و(رؤيا يوحنا) من أسفار العهد الجديد ...)
وقال في قوله {وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ) [ الحاقة : 9 ] : ( ولا حاجة إلى ذكر ما جاء به قوم فرعون وقوم لوط من الخطايا والآثام ... غير أنا نذكر موجزاً من تاريخ حياة لوط حسبما ورد في الأسفار القديمة ... ) .(1/3169)
2) قال الشيخ بعد إيراده لرواية تخالف القرآن وهي ما ردته مراقبة الثقافة في الأزهر من أن عمر نوح لما حصل الطوفان كان ( 600 سنة ) قال بعد إيراده لها : ( هذا منخول ما جاء في الكتب القديمة عن خبر نوح عليه السلام ونحن معشر المسلمين لا نصدقها ولا نكذبها بل نكل أمرها إلى العلم الحديث فهو الذي يمحصها ويميز غثها من سمينها ) .
قال الدكتور فهد الرومي : ( أقول ليس هذا منهج المسلمين بل منهجهم تكذيب ما خالف النص القرآني لا التوقف أو تفويض أمره إلى العلم الحديث ) .
موقف الشيخ عبد العزيز الشاويش :
قال عن الإسرائيليات في كتاب أسرار القرآن : ( هذا وليحذر المسلمون قراءة ما جاء في تفاسير القرآن في هذا الموضوع من الإسرائيليات وما ابتدعه أصحابها من التأويلات وغريب الروايات فإنها مضلة للعقول مبعدة لها عما قصده كتاب الله الحكيم ) .
وقال أيضاً في كتاب الإسلام دين الفطرة والحرية : ( لنرجع إلى ما ذكره أولئك المفسرون في شرح آية " إرم ذات العماد " ... وإلى ما قالوه في الزلازل والثور الحامل للأرض ووصف يأجوج ومأجوج ... هذا بعض ما أتى به أولئك المفسرون ليتمموا به كلام الله تعالى فأضحكوا منهم الصبية والبله فضلاً عن العقلاء من الناس كما أنهم حملوا غير المسلمين على الاستهزاء بالدين والسخرية بالقرآن الكريم )
فالذي يظهر أن موقفه منها هو :
1- عدم روايتها وإدخالها في كتب التفسير.
2- أنها مضلة للعقول ومبعدة عما قصده القرآن.
3- أنها تحمل على الاستهزاء من الدين.
موقف الشيخ أحمد شاكر رحمه الله من الإسرائيليات:(1/3170)
يقول رحمه الله في (عمدة التفسير): (إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء ، وذكر ذلك في تفسير القرآن وجعله قولاً أو رواية في معنى الآيات أو في تعيين ما لم يعين فيها ، أو في تفصيل ما أجمل فيها شيء آخر ، لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مُبَيِّن لمعنى قول الله سبحانه ومفصل لما أجمل فيه وحاشا لله ولكتابه من ذلك. وإن رسول الله e إذ أذن بالتحدث عنهم أمرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنها بكتاب الله ونضعها منه موضع التفسير والبيان ...) ثم قال: ( ومن أعظم الكلم في الدلالة على تنزيه القرآن العظيم عن هذه الأخبار الإسرائيلية كلمة لابن عباس رواها البخاري في صحيحه ونقلها عنه الحافظ ابن كثير عند تفسير الآية (79) من سورة البقرة قال ابن عباس: "يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيه أحدث أخبار الله تقرؤونه محضاً لم يُشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسائلتهم ولا والله ما رأينا منهم أحداً قط سألكم عن الذي أنزل إليكم" قال وهذه الموعظة القوية الرائعة رواها البخاري في ثلاثة مواضع من صحيحه)
موقف الشيخ صديق حسن خان كما في كتابه (فتح البيان في مقاصد القرآن):
1) قال المقدم للكتاب : (أما الكتاب فهو نادرة بين كتب التفسير لأنه خلا من الإسرائيليات) .أ.هـ.
وفي هذا إشارة إلى خلو الكتاب منها.
2) إلا أن الشيخ رحمه الله قد أدخل الإسرائيليات في كتابه كما في قصة الملكيين من سورة البقرة ، وكما في وصف عصا موسى وطولها واسمها وأنها كانت مع آدم ثم توارثها الأنبياء ثم علق بعد ذلك بقوله (كذا قيل والله أعلم) أ .هـ.(1/3171)
فالذي يظهر أنه أوردها من باب الاستنئاس بها أو نقلاً عمن سبقه .
وللحديث بقية .
---
(1/3172)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سورة الحمد وسورة العلق
---
سورة الحمد وسورة العلق
---
أبو علي
02-19-2004, 07:39 AM
إذا كان من الحكمة أن يبتدأ الله الوحي بقوله : إقرأ باسم ربك.......) فإن من الحكمة تكون سورة الحمد هي فاتحة الكتاب.
فالحمد هو الثناء المطلق ، والحمد حمدان : حمد امتنان ، وحمد استحسان.
أما حمد الامتنان فهو الشكر والعرفان.
وأما حمد الاستحسان فهو المدح ، والمدح لا يكون إلا لشيء محمود، أما الشيء المذموم فلا يستحق الحمد، فالحق محمود والباطل مذموم.
ولا يحمد الحق إلا لأنه صواب ولا يذم الباطل إلا لأنه خطأ. ولذلك يأتي ذكر الحمد بعد كل قضاء لله : وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين).
إذن ففي ابتداء كتاب الله بسورة الحمد امتنان وتنزيه، وإشعار بأنه كتاب منزه عن الخطأ والنقصان ، ولكي يكون كذلك فيجب أن يكون محكما. فلو لم تحكم آياته لجاز عليه النقد ، والنقد ذم، إذن فالإحكام يتناسب تناسبا طرديا مع الحمد (المدح) = تنزيل من حكيم حميد),
أما ترتيب سورة العلق في المصحف بعد سورة التين.
فلأن سورة التين اختتمت بسؤال من الله للإنسان ، هذا السؤال هو:
أليس الله بأحكم الحاكمين؟
هذا السؤال لا يجيب عنه الإنسان إذا ظل جاهلا، فلكي يجيب الإنسان ب
(بلى الله أحكم الحاكمين) عليه أن يدرك ذلك بنفسه ، ولكي يدرك ذلك فعليه أن يتعلم لأنه بالعلم يدرك أن الله قد أحكم كل شيء، فجاءت بعد سورة التين : بسم الله الرحمن الرحيم إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).
كثير من العلماء قالوا إن الفاتحة هي أم الكتاب.
أنا لست عالما من العلماء ولكن أؤيد قول هؤلاء العلماء لقرينة تثبت ذلك وهي أن الفاتحة جاءت بصيغة دعاء وباقي السور هي الإجابة.(1/3173)
والدعاء سؤال ، ولولا السؤال لما كان الجواب، فالسؤال هو أم الجواب,
وحتى عند البشر: لو لم توجد الأم لما وجد أولاد ، ونقول : الحاجة أم الاختراع، لأن حاجة الإنسان لشيء هي التي جعلته يفكر ويخترع.
ونلاحظ ذلك في قول الله : ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) ، فالفاتحة عند الله هي السبع المثاني ، وباقي السور هي القرآن العظيم.
القرآن عند البشر 114 سورة أول السور هي الفاتحة.
أما عند الله فالكتاب هو : الفاتحة + 113 سورة أولها البقرة.
وبما أن سورة البقرة هي السورة الأولى من القرآن العظيم ( بعد الفاتحة '' أم السور'') فإن الله يتحدى البشر أن يأتوا سورة من مثله في قوله تعالى : ..... فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) 23 البقرة.
وفي سورة هود التي هي السورة العاشرة من القرآن العظيم نجد أن الله يتحدى البشر أن يأتوا بعشر سور مثله في قوله : أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) 13 هود
---
أبو علي
02-19-2004, 11:00 AM
لقد كانت الخمس آيات الأولى من سورة العلق إيذانا بأن الله سيعلم الإنسان (مطلقا) ما لم يعلم ، وسيكون حظ الإنسان الضال من تعلم ذلك العلم أكبر من حظ الإنسان المهتدي، لأن التلميذ الكسول هو الذي يحظى باهتمام وشرح أكثر من طرف معلمه، ألم يقل الله : فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم) ؟
وآخر قوم زلوا من بعد ما جاءتهم البينات هم قوم عيسى عليه السلام،
جاءتهم أعظم البينات فزلوا وقالوا اتخذ الله ولدا، فهؤلاء هم أولى بتعلم العلم الذي يدركوا به أن الله عزيز حكيم، فلو كان عندهم حكمة لما قالوا : المسيح ابن الله ، ولو كان عندهم علم لما قالوا إن الله هو المسيح.(1/3174)
وها نحن بالفعل نرى النصارى هم المتفوقين علميا وآتاهم الله من كل شيء سببا، وأدركوا حكمة الله في كل المجالات، وكان عليهم أن يبحثوا عن الهدى الذي آياته توافق إدراكهم ألا وهو الإسلام الذي عنوان رسالته : تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
لكنهم لم يفعلوا وفرحوا بما عندهم من العلم ، وسخروه لكسب المال والنفوذ ابتغاء القوة ، وكان لهم ما أرادوا ، ولما استغنوا بالقوة استضعفوا الشعوب الأخرى وحرموا عليها ما أباحوه لأنفسهم من أسلحة فتاكة ذات دمار شامل.
وهذا تأويل قوله تعالى : كلا إن الإنسان ليطغى) ، كلمة (كلا) لا تأتي ابتداء في الكلام وإنما تأتي لتضرب عن كلام سابق، فما هو الكلام الذي أضرب عنه الله ب قوله ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) ؟
إنه كلام يأتي إلى خاطر من يقرأ الآيات الأولى من سورة العلق ، حيث يظن أن الإنسان إذا آتاه الله العلم فإنه سيصلح ويحقق العدالة والمساواة ويعيش العالم في سلام ووئام و...... .
هذه الأماني التي تخطر على البال هي التي يضرب عنها علام الغيوب بقوله : كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى....).
---
(1/3175)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > خصائص حفظ القرآن الكريم
---
خصائص حفظ القرآن الكريم
---
خالد فايز
11-11-2004, 08:24 PM
خصائص القرآن الكريم
إن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهذه أعظم مزايا وخصائص القرآن الكريم، فحسبه أنه كلام الله.
وقد وصفه الله عز وجل بقوله: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ.لا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41، 42].
وكما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فضل القرآن على سائر الكلام، كفضل الله تعالى على خلقه"( ).
إذًا فكون القرآن كلام الله، فهذا يغني عن تعداد خصائص القرآن وفضائله ومزاياه، لكن أجدني مضطرًّا إلى أن أشير إلى ثلاث خصائص لهذا القرآن؛ لابد من ذكرها في مطلع هذه الرسالة :-
الخاصية الاولى :- نعمة القرآن :-
لقد قيَّض الله تعالى للقرآن منذ نزل من يحفظه من الصحابة ومن بعدهم في الصدور وفي السطور، وبلغت عناية المسلمين بالقرآن الكريم، وتدوينه، وكتابته، وحفظه، وضبطه شيئًا يفوق الوصف، حتى إن جميع حروف القرآن وكلماته مضبوطة محفوظة بقراءاتها المختلفة لا يزاد فيها ولا ينقص.
وقد ذكر بعض المفسرين -كالقرطبي وغيره- قصة طريفة تتعلق بحفظ القرآن الكريم.
وذلك أنه كان للمأمون -وهو أمير إذ ذاك- مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، فلما تقوَّض المجلس دعاه المأمون، فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم، قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع، ووعده، فقال: ديني، ودين آبائي، وانصرف.(1/3176)
فلمَّا كان بعد سنة جاء مسلمًا، فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فلما تقوَّض المجلس دعاه المأمون، وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى، قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك، فأحببتُ أن أمتحن هذه الأديان، وأنت تراني حسن الخط.
فعمدتُ إلى التوراة، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة، فاشتريت مني.
وعمدتُ إلى الإنجيل، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة، فاشتريت مني.
وعمدتُ إلى القرآن، فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان، رموا بها فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ؛ فكان هذا سبب إسلامي( ).
الخاصية الثانية: الشمول والكمال:
فإن هذا الكتاب -كما قال الله عز وجل فيه-: (تَفصِيلَ كُلِّ شَيءٍ) [يوسف:111].
فما من أمر يحتاجه الناس في دينهم أو دنياهم إلا في القرآن بيانه، سواء بالنص عليه، أو بدخوله تحت قاعدة كلية عامة بينها الله تعالى في كتابه الكريم، أو بالإحالة على مصدر آخر؛ كالإحالة على السنة النبوية، أو القياس الصحيح، أو إجماع أهل العلم، أو ما أشبه ذلك.
فما من قضية يحتاجها الناس في اجتماعهم، أو أخلاقهم، أو عقائدهم، أو اقتصادهم، أو سياستهم، أو أمورهم الفردية أو الاجتماعية، الدنيوية أو الأخروية، إلا وفي القرآن بيانها إجمالاً أو تفصيلاً.
فجاء القرآن بأصول المسائل؛ فأصول العقائد؛ وأصول الأحكام في القرآن الكريم، فالقرآن شامل كامل مهيمن على جميع شئون الحياة.
الخاصية الثالثة: الحق المطلق:
إن القرآن الكريم هو الحق المطلق الذي لا ريب فيه، قال تعالى: (ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلمُتَّقِينَ) [البقرة:2].(1/3177)
فالقرآن حق كله، وصدق كله، فهو -فيما أخبر به عن الماضي أو الحاضر أو المستقبل- صدق، ويستحيل استحالة مطلقة قطعية لا تردد فيها أن يتعارض خبر القرآن مع الواقع، أو مع التاريخ الماضي، أو مع ما يكتشفه العلم في المستقبل.
فنجزم ونقطع بلا تردد -من منطلق إيماننا بالله العظيم- أن كل ما أخبر به القرآن عن الأمم السابقة، من أخبار الأنبياء، وأخبار الأمم والدول، والقصص والأخبار في الواقع، وفي الكون، والفلك، والنجوم، والأرض، والسماء، والأرحام، والنفس البشرية... أنه صدق وحق قطعي لا تردد فيه.
ولذلك يستحيل أن يثبت العلم حقيقة تتناقض مع ما جاء في القرآن، ومن ادَّعى أن هناك حقيقة علمية تناقض القرآن، فهو إما أنه لم يفهم القرآن حق فهمه، فظن أنه يناقض العلم، أو لم يفهم العلم حق فهمه، فظن أنه يناقض القرآن.
أما أن توجد حقيقة علمية تناقض نصًّا قطعيًّا صريحًا، فهذا لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال؛ لأن الذي أنزل القرآن هو الذي خلق الأكوان، وأوجد الإنسان، فلا يمكن أن يخبر عن الإنسان أو عن الأكوان إلا فيما هو الحق والواقع. (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
وكذلك ما أخبر به الله عز وجل في القرآن من الأخبار المستقبلة في آخر الدنيا، أو في يوم القيامة، فإنه لابد أن يكون حقًّا لا شك فيه.
فأخبار الله تعالى في القرآن صدق لا ريب فيها، وأحكامه في القرآن عدل لا ظلم فيها ؛ ولذلك يقول الله عز وجل: (وَتَمَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلاً) [الأنعام:115]، صدقًا في الأخبار: ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، وعدلاً في الأحكام: خاصها وعامها، فرعها وأصلها، فهو الحق المطلق الذي لا شك فيه.
نعمة القرآن:
والقرآن هو الميزان والفيصل فيما يشتجر فيه الناس ويختلفون فيه من أمور الدين، وبذلك تُعرف نعمة الله تعالى بحفظ هذا القرآن إلى هذا الزمان، وأنه نعمة كبرى على المسلمين؛ بل على البشرية كلها.(1/3178)
وشكر هذه النعمة أن يكون القرآن هو المهيمن على حياتنا: أفرادًا، وأسرًا، ومجتمعات، ودولاً، وأممًا، بحيث يكون القرآن هو المحكَّم في كل أمورنا.
وإذا لم نفعل نكون كفرنا هذه النعمة، وعقوبة كفران هذه النعمة عقوبة أليمة، وهي أن يُرفع هذا القرآن من بين أيدينا، فلا يبقى في الأرض منه آية.
روى ابن ماجة وغيره بسند صحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة، وليُسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية"( )، فيُنزع القرآن من المصاحف ومن صدور الرجال؛ لأنه لا يُعمل به، فتعطلت منافعه، فرفعه الله تعالى تكريمًا لكلامه العظيم أن يوضع عند من لا يستعينون به، ولا يستحقونه.
---
(1/3179)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > كتب أثنى عليها العلماء وأشادوا بها ، وأخرى ذموها وحذروا منها
---
كتب أثنى عليها العلماء وأشادوا بها ، وأخرى ذموها وحذروا منها
---
أبومجاهدالعبيدي
08-26-2004, 10:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن لحكم العالم على كتابٍ ما بحكمٍ ما قيمة عند طالب العلم ، لأن ذلك حكم من خبير ، وهو يعين الطالب على الحرص على كتاب معين ، أو يدعوه للبعد عنه ، ويوفر عليه وقتاً ربما يضيع عليه في البحث عن أي الكتب أنسب وأجدر بالقراءة .
ولعلنا في هذا الموضوع نذكر ما وقفنا عليه من أحكام العلماء على الكتب في مجال الدراسات القرآنية .[ وأقول "لعلنا" و "وقفنا" بضمير الجمع لأني أرغب من الجميع أن يشاركوا في هذا الموضوع ] .
وإلى المقصود بعد استمداد العون وطلب التوفيق من الرب المعبود :
رأي الشوكاني رحمه الله في كتاب نظم الدرر للبقاعي :
أثنى الشوكاني عند ترجمته للبقاعي في كتابه (البدر الطالع) على هذا العالم بقوله : «إنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف».
ثم وصف كتابه (نظم الدرر) بقوله: «ومن أمعن النظر في كتاب له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علميّ المعقول والمنقول، وكثيراً ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز وأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي غليلي، وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد» [ البدر الطالع 1/20 ـ 22 ] .(1/3180)
والغريب في الأمر أن للشوكاني موقفاً متشدداً من علم المناسبات الذي يدور حوله كتاب نظم الدرر ، فقد قال عند تفسيره لقوله ـ تعالى ـ: {يَا بَنِي إسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40]، : ( اعلم أن كثيراً من المفسرين جاؤوا بعلم متكلف واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله تعالى، وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف؛ فجاؤوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف، ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلاً عن كلام الرب ـ سبحانه ـ حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف كما فعله البقاعي في تفسيره، ومن تقدّمه، حسبما ذكر في خطبته ..) .
---
نصرمنصور
02-27-2005, 10:44 PM
هذا الموضوع مما يحتاج إليه طلبة العلم ، محبي الكتب ، ولكن للأسف لم أرَ من شارك فيه من مشايخ هذا الموقع
---
أحمد البريدي
02-27-2005, 11:20 PM
في هذا الموضوع احيل على مقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية في التفسير فقد ذكر جملة من كتب التفسير وذكر تقويما لها وحسبك بشيخ الاسلام مطلعاً ومن الكتب التي ذكر : تفسير الثعلبي وابن عطية والبغوي وغيرهم .
---
أبومجاهدالعبيدي
10-07-2006, 08:05 AM
قال ابن القيم في كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية : ( الحسين ين مسعود البغوي رحمه الله تعالى الذي اجتمعت الأمة على تلقي تفسيره بالقبول وقراءته على رؤوس الأشهاد من غير نكير..)
---
أبومجاهدالعبيدي
10-07-2006, 08:13 AM
في هذا الموضوع احيل على مقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية في التفسير فقد ذكر جملة من كتب التفسير وذكر تقويما لها وحسبك بشيخ الاسلام مطلعاً ومن الكتب التي ذكر : تفسير الثعلبي وابن عطية والبغوي وغيرهم .(1/3181)
وهذا بحث جمع فيه كاتبه أقوال شيخ الإسلام في كتب التفسير المطبوعة
---
مروان الظفيري
10-07-2006, 08:35 AM
جزاكم الله خيرا
وأحب أن أشير هنا تعقيبا على بحث جمع فيه كاتبه أقوال شيخ الإسلام في كتب التفسير المطبوعة
إلى أن الكاتب أشار إلى تفسير الثعلبي ، وبين أنه مازال مخطوطا
والكتاب طبع في بيروت سنة 2000 م ، في عشرة مجلدات
وانظر الكتاب كاملا في هذا الرابط :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=45&book=2652
---
أحمد البريدي
10-07-2006, 05:22 PM
أخي الكريم :
طبعة الثعلبي المشار إليها , طبعة تجارية لا تستحق الاقتناء إلا عند الحاجة , وقد نظرت في بعض المواضع التي قمت بتحقيقها في رسالة الماجستير فرأيت نقصاً , وتحريفاً , ومن أراد المزيد فليقارن المطبوع بالرسائل الجامعية الخاصة بتحقيق هذا السفر ليرى الفرق .
---
مروان الظفيري
10-08-2006, 07:39 AM
أخي الحبيب أحمد البريدي
لاشكّ في ذلك ، و
(( مالا يدرك جلّه لا يترك كلّه ))
وهذه الطبعة نتككئ عليها قدر الإمكان
لصعوبة الإحالة عليها عند المحققين
وليس كل قارئ عنده مخطوطات يرجع إليها في الإحالات
ريثما تظهر الطبعة المحققة ، والتي طال انتظارها
ونحن منتظرون !!!!!
---
عدنان البحيصي
10-09-2006, 04:50 PM
بارك الله فيك أبا مجاهد على هذه الفوائد
---
أبومجاهدالعبيدي
11-20-2006, 11:25 PM
من إجابات فضيلة العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله :
( الكتب في التفسير كثيرة، ومن أحسنها بل أحسنها تفسير ابن كثير، رحمه الله، تفسير البغوي، وابن جرير، هذه الكتب عظيمة ونافعة ومفيدة، وهي أحسن كتب التفسير، كذلك تفسير الشوكاني كتاب طيب مفيد، ويضاف إليه تفسير الجلالين تفسير مختصر مفيد فيه بعض الأخطاء...).
المصدر (http://www.bin-baz.org.sa/RecDisplay.asp?f=n-03-1408-0200006.htm)
---
أبومجاهدالعبيدي
11-24-2006, 05:24 PM
كتاب الإقناع في القراءات السبع(1/3182)
لأحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري ، المعروف بابن الباذش ، ولد بغرناطة عام 491هـ.
قال ابن الجزري عنه: "أستاذ كبير وإمام محقق محدث، ألف كتاب الإقناع في السبع من أحسن الكتب، ولكنه ما يخلو من أوهام نبهت عليها في كتابي الإعلام.." (1) . كان أبو جعفر علمًا من أعلام الأندلس، ومفخرة من مفاخرها، ومحدثًا ثقة، وكان من أهل الرواية والدراية، وجمع علوم الدين والعربية معًا، توفي رحمه الله سنة 540هـ (2) .
_________
(1) غاية النهاية 1 / 83، والأعلام 1 / 173.
(2) المصدر السابق.
---
أبومجاهدالعبيدي
11-25-2006, 10:17 AM
قال ابن الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء - (ج 1 / ص 384) :
( محمد بن محمد بن علي بن همام التقي، أبو عبد الله المصري الشافعي المعروف بابن الإمام، إمام جامع الصالح بالقاهرة ، علامة محقق، ولد سنة اثنتين وثمانين وستمائة، وقرأ على علي بن يوسف الشطنوفي القراآت، وما علمته أقرأها بل ألف كتاب الاهتداء في الوقف من أخصر ما ألف وأحسنه، وكتاباً في المتشابه مرتباً على السور عجيب نافع لمن يصعب عليه حفظ القرآن. وله كتاب سلاح المؤمن في الأذكار لم يؤلف مثله.
أخبرني ولده محب الدين إبراهيم قال لما ألف والدي كتابه في الوقف والابتداء شكاه طلبة القراآت للملك الناصر محمد بن قلاوون وقالوا أنه ألف فيما لم يكن له به علم قال فطلب السلطان الكتاب وأرسله للشيخ أبي حيان لينظره فكتب عليه طالعت هذا الكتاب على وجه الانتقاد لا على نية حسن الظن والاعتقاد فوجدته أحسن ما صنف في هذا الباب وأحرى التصانيف فيه إلى الصواب ، والله تعالى يجزل لمؤلفه الثواب ويرزقه الزلفى وحسن المآب.
توفي في العشرين من ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبعمائة طاهر القاهرة.)
سؤال : هل يعلم أحدٌ عن هذا الكتاب شيئاً.
---
أبومجاهدالعبيدي
12-22-2006, 05:29 PM(1/3183)
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة - (ج 4 / ص 466) تعليقاً على حديث : " يقتص الخلق بعضهم من بعض ، حتى الجماء من القرناء ، و حتى الذرة من الذرة " :
( فائدة ) قال النووي في " شرح مسلم " تحت حديث الترجمة : " هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة و إعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين و كما يعاد الأطفال و المجانين ، و من لم تبلغه دعوة . و على هذا تظاهرت دلائل القرآن و السنة ، قال الله تعالى : *( و إذا الوحوش حشرت )* و إذا ورد لفظ الشرع و لم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل و لا شرع ، وجب حمله على ظاهره . قال العلماء : و ليس من شرط الحشر و الإعادة في القيامة المجازاة و العقاب و الثواب . و أما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف ، إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة ، و ( الجلحاء ) بالمد هي الجماء التي لا قرن لها .و الله أعلم " . ......
قلت : و من المؤسف أن ترد كل هذه الأحاديث من بعض علماء الكلام بمجرد الرأي ، و أعجب منه أن يجنح إليه العلامة الألوسي ! فقال بعد أن ساق الحديث عن أبي هريرة من رواية مسلم و من رواية أحمد بلفظ الترجمة عند تفسيره آية *( و إذا الوحوش حشرت )* في تفسيره " روح المعاني " ( 9 / 306 ) : " و مال حجة الإسلام الغزالي و جماعة إلى أنه لا يحشر غير الثقلين لعدم كونه مكلفا و لا أهلا لكرامة بوجه ، و ليس في هذا الباب نص من كتاب أو سنة معول عليها يدل على حشر غيرهما من الوحوش ، و خبر مسلم و الترمذي و إن كان صحيحا لكنه لم يخرج مخرج التفسير للآية و يجوز أن يكون كناية عن العدل التام . و إلى هذا القول أميل و لا أجزم بخطأ القائلين بالأول لأن لهم ما يصلح مستندا في الجملة . و الله تعالى أعلم " .(1/3184)
قلت : كذا قال - عفا الله عنا و عنه - و هو منه غريب جدا لأنه على خلاف ما نعرفه عنه في كتابه المذكور ، من سلوك الجادة في تفسير آيات الكتاب على نهج السلف ، دون تأويل أو تعطيل ، فما الذي حمله هنا على أن يفسر الحديث على خلاف ما يدل عليه ظاهره ، و أن يحمله على كناية عن العدل التام ، أليس هذا تكذيبا
للحديث المصرح بأنه يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء ، فيقول هو تبعا لعلماء الكلام : إنه كناية ! ... أي لا يقاد للشاة الجماء . و هذا كله يقال لو وقفنا بالنظر عند رواية مسلم المذكورة ، أما إذا انتقلنا به إلى الروايات الأخرى كحديث الترجمة و حديث أبي ذر و غيره ، فإنها قاطعة في أن القصاص المذكور هو حقيقة و ليس كناية ، و رحم الله الإمام النووي ، فقد أشار بقوله السابق :" و إذا ورد لفظ الشرع و لم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل و لا شرع وجب حمله
على ظاهره " .
قلت : أشار بهذا إلى رد التأويل المذكور و بمثل هذا التأويل أنكر الفلاسفة و كثير من علماء الكلام كالمعتزلة و غيرهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة و علوه على عرشه و نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة و مجيئه تعالى يوم القيامة .(1/3185)
و غير ذلك من آيات الصفات و أحاديثها . و بالجملة ، فالقول بحشر البهائم و الاقتصاص لبعضها من بعض هو الصواب الذي لا يجوز غيره ، فلا جرم أن ذهب إليه الجمهور كما ذكر الألوسي نفسه في مكان آخر من " تفسيره " ( 9 / 281 ) ، و به جزم الشوكاني في تفسير آية " التكوير " من تفسيره " فتح القدير " ، فقال ( 5 / 377 ) : " الوحوش ما توحش من دواب البر ، و معنى ( حشرت ) بعثت ، حتى يقتص بعضها من بعض ، فيقتص للجماء من القرناء " . و قد اغتر بكلمة الألوسي المتقدمة النافية لحشر الوحوش محرر " باب الفتاوي " في مجلة الوعي الإسلامي السنة الثانية ، العدد 89 ص 107 ، فنقلها عنه ، مرتضيا لها معتمدا عليها ، و ذلك من شؤم التقليد و قلة التحقيق . و الله المستعان و هو ولي التوفيق .
---
الجكني
12-22-2006, 06:54 PM
جزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد :لكن عبارة " أليس هذا تكذيباً " للحديث " تحتاج إلى إعادة نظر ، فالشيخ لم يكذب الحديث وحاشاه من ذلك ،وإنما "لم يفسر " الحديث على ظاهره وشتان ما هما ،وذكرعلة رايه وهي قوله:"لأنه لم يخرج مخرج التفسير للآية" خاصة وأن الشيخ نفسه رحمه الله قال كما نقلته أنت عنه :" وخبر مسلم وإن كان "صحيحاً " ... الخ ،فهذا تصريح منه بصحة الحديث ،وكيف يعقل من مسلم عامي يثبت عنده "صحة " الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم "يكذبه " فضلاً عن عالم كبير كالألوسي .
فيجب علينا التأني وعدم التسرع في إعطاء الأحكام قبل أن نفهم جيداً كلام العلماء .
---
أبومجاهدالعبيدي
12-22-2006, 10:57 PM(1/3186)
جزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد :لكن عبارة " أليس هذا تكذيباً " للحديث " تحتاج إلى إعادة نظر ، فالشيخ لم يكذب الحديث وحاشاه من ذلك ،وإنما "لم يفسر " الحديث على ظاهره وشتان ما هما ،وذكرعلة رايه وهي قوله:"لأنه لم يخرج مخرج التفسير للآية" خاصة وأن الشيخ نفسه رحمه الله قال كما نقلته أنت عنه :" وخبر مسلم وإن كان "صحيحاً " ... الخ ،فهذا تصريح منه بصحة الحديث ،وكيف يعقل من مسلم عامي يثبت عنده "صحة " الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم "يكذبه " فضلاً عن عالم كبير كالألوسي .
فيجب علينا التأني وعدم التسرع في إعطاء الأحكام قبل أن نفهم جيداً كلام العلماء .
جزاك الله خيرا أخي الدكتور السالم الجكني ، والكلام الذي تعقبته وفقك الله ليس لي ، وإنما هو من كلام الألباني رحمه الله.
وقد وقع في نفسي شيء مما ذكرتَه ، كما أن في ثناء الشيخ على تفسير الألوسي شيئاً من التسامح.
---
عبدالله المعيدي
12-25-2006, 06:27 AM
جزاكم الله خيراً ..
---
أبومجاهدالعبيدي
03-06-2007, 09:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر العلامة أحمد شاكر مقالاً في مجلة المنار ـ المجلد [ 31 ] الجزء [ 3 ] صـ 193 ربيع الآخر 1349 ـ سبتمبر 1930 )). بعنوان : تفسير القرآن الحكيم
وهذا بعض ما ورد فيه بنصه :
( ولقد قيض الله للإسلام إمامًا من أئمته ، وعلمًا من أعلام الهدى ، وهو الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رحمه الله ، فأرشد الأمة الإسلامية إلى الاستمساك بهديكتابها ، ودلها على الطريق القويم في فهمه وتفسيره ، وكان منارًا يُهتدى به في هذه السبيل ، وألقى في الأزهر دروسًا عالية في التفسير ، وكان - فيما أظن - يرمي بذلك إلى أن يسترشد علماء الأزهر بذلك ، فينهجوا نهجه ، ويسيروا على رسمه ، ولكنهم لم يأبهوا له إلا قليلاً ، ولم ينتفع بما سمع منه إلا أفراد أفذاذ ، وبقي دهماؤهمعلى ما كانوا عليه .(1/3187)
ونبغ من تلاميذه والمستفيدين منه ابنه وخريجه أستاذنا العلامة الجليل السيد محمد رشيد رضا صاحب ( المنار ) فلخص للناس دروس الأستاذ الإمام ، وزادها وضوحًا وبيانًا ، ونشرها في مجلته الزاهرة المنيرة ، وجمعها في أجزاء على أجزاء
القرآن الكريم ، ومضى لطيته بعد انتقال الإمام إلى جوار ربه ، فكأنه أُلهم من روحه ، لم يكل ولم يضعف ، وها هو الآن قد أتم منه أجزاء تسعة ، وكثيرًا من العاشر .
فكان تفسير أستاذنا الجليل خير تفسير طُبع على الإطلاق ، ولا أستثني ؛ فإنه هو التفسير الأوحد الذي يبين للناس أوجه الاهتداء بهدي القرآن على النحو الصحيح الواضح - إذ هو كتاب هداية عامة للبشر - لا يترك شيئًا من الدقائق التي تخفى على كثير من العلماء والمفسرين .
ثم هو يُظهر الناس على الأحكام التي تؤخذ من الكتاب والسنة ، غير مقلد ولامتعصب ، بل على سنن العلماء السابقين : كتاب الله وسنة رسوله . ولقد أوتي الأستاذ من الاطلاع على السنة ومعرفة عللها وتمييز الصحيح من الضعيف منها -
ما جعله حجة وثقة في هذا المقام ، وأرشده إلى فهم القرآن حق فهمه .
ثم لا تجد مسألة من المسائل العمرانية أو الآيات الكونية إلا وأبان حكمة الله فيها ، وأرشد إلى الموعظة بها . وكبت الملحدين والمعترضين بأسرارها . وأعلن حجة الله على الناس .فهو يسهب في إزالة كل شبهة تعرض للباحث من أبناء هذا العصر ، ممن اطلعوا على أقوال الماديين وطعونهم في الأديان السماوية ، ويدفع عن الدين ما يعرض لأذهانهم الغافلة عنه ، ويُظهرهم على حقائقه الناصعة البيضاء ، مع البلاغة العالية ، والقوة النادرة . لله دره !(1/3188)
وأما الرد على النصارى واليهود فإنه قد بلغ فيه الغاية ، وكأنه لم يترك بعده قولاً لقائل ، وذلك لسعة اطلاعه على أقوالهم وكتبهم ومفترياتهم . وهذا قيام بواجب قصَّر فيه أكثر المسلمين ، في الوقت الذي تقوم فيه أوربة بحرب المسلمين حربًا صليبية - قولاً وعملاً - وتحاول سلخ المسلمين عن دينهم وإن لم يدخلوا في دينها ، وها نحن أولاء نرى الجرأة العظمى بمحاولة تنصير أمة إسلامية قديمة متعصبة للإسلام ، وهي أمة البربر المجيدة . وإن قيام أستاذنا بالرد عليهم بهذه الهمة من أجلِّ الأعمال عند الله ثم عند المسلمين .
ولقد عرض لكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية التي عرضت في شؤون المسلمين فأفسدت على كثير من شبابهم هداهم ودينهم ، فحللها تحليلاً دقيقًا وأظهر الداء ووصف الدواء من القرآن والسنة ، وأقام الحجة القاطعة على أن
الإسلام دين الفطرة ، وأنه دين كل أمة في كل عصر . ونفى عن الإسلام كثيرًا مما ألصقه به الجاهلون أو دسه المنافقون، من خرافات وأكاذيب كانت تصد فئة من أبنائه عن سبيله ، وكان أعداؤه يجعلونها مثالب يلعبون بسببها بعقول الناشئة ليضموهم إلى صفوفهم وينزعوهم من أحضان أمتهم .
وإنه لكتاب العصر الحاضر ، يفيد منه العالم والجاهل ، والرجعي والمجدد . بل هو الدفاع الحقيقي عن الدين .
وأنا أرى من الواجب على كل مَن عرف حقائق هذا التفسير أن يحض إخوانه من الشبان على مطالعته والاستفادة منه ، وبث ما فيه من علم نافع لعل الله أن يجعل منهم نواة صالحة لإعادة مجد الإسلام ، وأن ينير به قلوبًا أظلمت من ملئها
بالجهالات المتكررة .
ولو كانت حكومتنا حكومة إسلامية حقيقة لطلبنا منها أن يُدرس في مدارسها ومعاهدها حق الدرس ، ولكنا نعلم أنها لا تلقي للدين بالاً ، بل لا تدفع عنه مَن أراد به عدوانًا ، والطامة الكبرى أنها تحمي مَن يعتدي عليه بقوانينها الوضيعة .(1/3189)
فلم يبق للمسلمين رجاء إلا أن يعملوا أفرادًا وجماعات في سبيل الدفاع عنه ، وإظهار محاسنه للناشئة التي تكاد تندُّ عنه ، وهم عماد الأمم .
ولعلِّي أوفق قريبًا إلى بيان بعض الأبحاث الفذة النفيسة من هذا التفسير مما لم يشفِ فيها الصدرَ أحدٌ من الكاتبين قبله ، أو لم يكن في عصورهم ما يثير البحث فيها ، وذلك بحول الله وقوته .)
الشيخ أحمد محمد شاكر
---
د.يسري خضر
03-06-2007, 10:29 AM
[جزاك الله خيرا شيخنا ابا مجاهد علي هذه الموضوعات التي تقدمها والفوئد التي تقتنصها
ومن بين الكتب التي اشارت الي القيمة العلمية لبعض كتب التفسير والحديث كتاب الاجوبة الفاضلة عن الاسئلة العشر الكاملة للامام اللكنوي بتحقيق العلامة عبد الفتاح ابي غدة يرحمه الله
---
(1/3190)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (4/ 4)
---
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (4/ 4)
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-20-2007, 10:20 PM
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (4/ 4)
الغاية الرابعة
4.غاية الله من ابتلاء عباده بالبأساء والضراء ... التضرع.
إن من سنن الله تعالى في الكون أن يبتلي الله عباده بعقوبات دنيوية يسلطها الله على عباده كالقحط والجفاف والفقر والمرض,
أو يسلط بعض الناس على بعض فيحصل من ذلك القتل والخراب والدمار في الأنفس والديار إنذارا لهم لعلهم يرجعون إليه ويتوبون ويتذكرون ويتضرعون قبل أن يطمس على قلوبهم فيأخذهم وهم لا يشعرون
قال تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [ الأنعام:42]
وقال تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:43)
يقول الشيخ سفر الحوالي –متعه الله بالصحة- : (إن الله تبارك وتعالى جعل التضرع غاية كما في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} [الأعراف:94]
وفي الآية الأخرى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام:42].
إذاً: فالأخذ بالبأساء وهي: الحروب والضراء، وهي تعم الفتن والجدب والقحط وكل ما من شأنه أن يضار الناس، الغاية منها لعلهم يضرعون -أي: كي يضرعوا إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-[ شريط التضرع إلى الله للشيخ سفر الحوالي](1/3191)
ويقول تعالى: { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76]
هذا ما حاولت جمعه وبثه في هذه الحلقات أسأل الله أن يوفقنا ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
---
فهد الوهبي
02-21-2007, 01:27 AM
جزاكم الله خيراً .. والموضوع مبتكر ، وليتكم قمتم ببيان طرق معرفة تلك الغايات والعلل ، فعلل الله تعالى في أقواله ـ أوامره ونواهيه ـ وأفعاله جل وعلا من أعظم ما يمكن التأمل فيه والاستنباط منه ، وقد بين الأصوليون طرق معرفة العلل وهو مما يمكن الاستفادة منه وغيره في بيان تلك الغايات...
والله يوفقكم لكل خير ..
---
محب القراءات
02-21-2007, 08:24 AM
بارك الله فيك أخي أبو بكر ونفع بما كتبت , وننتظر منك المزيد
---
أبو عبد الرحمن المدني
02-21-2007, 03:12 PM
أشكر مرور وتعليق أخي وشيخي الشيخ فهد
وبالنسبة لما تفضلتم به من لبيان معرفة طرق هذه الغايات .... فبالنسبة لي إنما هي النظر في الآيات مع تنوعها تجدها تشير إلى غاية متكررة في مواضع شتى.
فلفتت نظري’ إضافة إلى ما وجدته من نقولات تعضد ما ذهبت إليه.
لكن أظن أن معرفة هذه الطرق تحتاج إلى دراسة, ونظر في أمثال هذه الآيات, ولعل طرح مثل هذا الموضوع يفيد في هذا الباب..
وأحب أن أنبه لأمر.. ألا وهو: أنه لا يلزم من ذكر الغاية أو الحكمة عدم وجود حِكَم أخرى وإنما ذكري لها من باب أنها الغاية العظمى في وجهة نظري.
وأستشهد في ذلك بما قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: (لأن حِكَم الله تعالى من أفعاله كثيرة لا نُحيط بها ، وذكر بعضها لا يقتضي عدم وجود حكمة أخرى).
أسأل الله أن يوفقنا لتدبر كتابه..
وأشكر لأخي محب القراءات مروره
---
(1/3192)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > المقابلة الشيقة التي شدتني في قناة المجد قبل ؟؟؟؟
---
المقابلة الشيقة التي شدتني في قناة المجد قبل ؟؟؟؟
---
المنهوم
08-16-2006, 09:53 PM
لقد شاهدت المقابلة الشيقة في برنامج (( افانين القران ) بين الشيخ محمد الخضيري
والشيخ / عبدالرحمن الشهري
واستمعت اليها واستمتعت بها وكنت انتظر معرفة الشيخ المقابل حتى قراءة اسمه في الشاشة
فنهني الشيخ عبدالرحمن على هذه المقابلة
---
ابن الجزيرة
08-20-2006, 09:29 AM
نسأل الله أن يبارك في جهود مشايخنا وأن يكتب خطواتهم .
---
عبدالرحمن الشهري
09-04-2006, 08:15 AM
أخي الكريم المنهوم وفقه الله لكل خير
حياكم الله مرة أخرى ، وقد طال انقطاعكم عن الملتقى ، وأرجو أن يكون المانعُ خيراً .
وأما هذا اللقاء عن المناسبات في القرآن الكريم ، فقد كان حديثاً عفوياً أرجو ألا أكون قد وقعتُ فيه في أخطاء ، ونسأل الله أن يرزقنا دوماً الإخلاص وحسن القصد فيما نقول ونعمل .
---
ابن الجزيرة
09-04-2006, 05:32 PM
آمين ..
---
(1/3193)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تخريج حديث لا يرد القدر إلا الدعاء وبعض أقوال العلماء في ذلك
---
تخريج حديث لا يرد القدر إلا الدعاء وبعض أقوال العلماء في ذلك
---
أبو عبد الله محمد مصطفى
09-07-2006, 12:30 PM
تخريج حديث لا يرد القدر إلا الدعاء وبعض أقوال العلماء في ذلك
---
نورة
04-03-2007, 01:33 PM
أحسن الله إليك
---
(1/3194)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
---
جديد فضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
---
احمد بن حنبل
06-02-2006, 07:11 AM
http://www.almeshkat.net/vb/images/bism.gif
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ..
فقد عودنا شيخنا الشيخ د . عبدالكريم الخضير حفظه الله في كل صيفية أن يتحفنا بتنقلاته وزياراته لكثير من مناطق المملكة وذلك مساهمة منه لنشر العلم الشرعي ، لهذا سنجمع جميع دوراته ومحاضراته في هذا الصيف في هذا الموضوع ومن علم شيئا أو نسينا شيئا فليضيفه أو ليرسل على البريد لنضيفه ....
وفق لله الجميع لكل مايحبه الله ويرضاه .
............................................
الدورة العلمية الأولى في صيف 1427 لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم الخضير وفقه الله .
شرح كتاب الجامع من المحرر لان عبدالهادي وذلك في جامع البلوي في المدينة المنورة بدءا من عصر الأحد 8/5/1427 علما أن الدورة ستبث في موقع البث الاسلامي .
.........................................
من أراد الاشتراك في برنامج الرسائل الدعوية لمعرفة كل جديد للشيخ ماعليه إلا
إرسال اسمه ورقمه والمدينة التي يسكن فيها برسالة على الجوال
( 0503494441 ) أو الفاكس / 012355533 أو البريد الالكتروني
khodir@gawab.com
---
احمد بن حنبل
06-02-2006, 09:29 PM
الأخ المشرف نرجو تثبيت الموضوع وفقكم الله .
---
احمد بن حنبل
06-07-2006, 05:58 PM
جدول محاضرات ودورات الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير في الصيف عام 1427
*************************
1. اليوم :السبت 7/5 ... الوقت : العصر ... المدينة :المدينة المنورة ... جامع البلوي ... الكتاب : الجامع من المحرر ... المدة :5 أيام
*************************(1/3195)
2. اليوم : السبت 14/5 ... الوقت : العصر ... المدينة :الدمام ... جامع الدعوة الكتاب : بلوغ المرام ... المدة : 6 أيام
*************************
3.
الدورة العلمية الصيفية الثانية ((( دورة السنة )))
لفضيلة الشيخ د . عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله .
من يوم السبت الموافق 21/5/1427 الى يوم الخميس 3/6/1427
وذلك في جامع الامام محمد بن عبدالوهاب في الرياض في حي السلام .
الدروس
الفجر
الدرس الأول : ألفية العراقي ..
الدرس الثاني " شرح مقدمة صحيح مسلم .
العصر :
شرح مقدمة سنن ابن ماجه .
المغرب :
شرح رسالة أبي داوود لأهل مكة .
*************************
4. اليوم :السبت 19/6 ... الوقت :العصر ... المدينة :الطايف .... تفسير سورة الحجرات ... المدة :3 أيام
*************************
5. اليوم :الثلاثاء 22/6 ... الوقت :العصر ... المدينة :جدة ... جامع بغلف ... شرح لامية شيخ الإسلام ... المدة :3 أيام
*************************
6. اليوم :السبت 26/6 .... الوقت :العصر .... المدينة :مكة .... جامع ابن باز ... الكتاب :إكمال المحرر ... المدة :أسبوعان
*************************
7. اليوم :السبت 11/7 .... الوقت : العصر .....
المدينة :بريدة .... جامع الخليج .... الكتاب : جامع الترمذي .... الوقت
: العشاء ... الكتاب : تنقيح الأنظار .... المدة :أسبوعان
*************************
8. اليوم :الخميس 16/7 .... الوقت :المغرب .... المدينة :عنيزة .... عنوان المحاضرة : لقاء مفتوح
*************************
9. اليوم :الخميس 23/7 .... الوقت :المغرب .... المدينة :المذنب .... عنوان المحاضرة : تفسير سورة النصر
*************************
10. اليوم :السبت 25/7 .... الوقت :العصر .... المدينة :المدينة المنورة .... جامع عبد اللطيف آل الشيخ .... الكتاب :تقريب الأسانيد .... المدة :أسبوعان
*************************(1/3196)
11. اليوم : السبت 9/8 .... الوقت :العصر .... المدينة :الرياض .... جامع الراجحي الجديد .... الكتاب :القواعد الكلية ... المدة :5 أيام
*************************
12. اليوم :السبت 16/8 .... الوقت :العصر .... المدينة :الدمام .... جامع الدعوة .... الكتاب : بلوغ المرام .... المدة :أسبوع
*************************
13. اليوم :السبت 23/8 .... الوقت :المغرب .... المدينة :الرياض .... جامع الصانع بالسويدي .... عنوان المحاضرة : أحكام الصيام
*************************
14. اليوم : الأحد 24/8 .... المغرب :المغرب .... المدينة :الرياض .... جامع رياض الصالحين بالمروج .... عنوان المحاضرة : أحكام الزكاة
*************************
15. اليوم :الثلاثاء 26/8 .... الوقت :المغرب .... المدينة : الرياض .... جامع الزبير بن العوام بخشم العان .... عنوان المحاضرة : مسائل وإشكالات في الصيام
*************************
جميع الدورات والمحاضرات ستبث في موقع البث الاسلامي www.liveislam.net
---
احمد بن حنبل
06-10-2006, 05:04 PM
اليوم بدأت الدورة الثانية في هذا الصيف بالدمام .
---
احمد بن حنبل
06-15-2006, 04:30 PM
http://www.al-daawah.net/adv2.gif
---
(1/3197)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > الملتقى التقني > محرك بحث عربي
---
محرك بحث عربي
---
مصطفى علي
05-29-2006, 11:02 PM
http://www.sami4.com
---
ابن الجزيرة
05-30-2006, 12:50 AM
بارك الله فيك على هذا المحرك الرائع .
---
(1/3198)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > برنامج القرآن الكريم مع التفسير - الإصدار الثالث
---
برنامج القرآن الكريم مع التفسير - الإصدار الثالث
---
د. هشام عزمي
07-15-2004, 02:14 AM
نسخة مصغرة محسنة من الإصدار الثالث من هذا البرنامج، وتتميز هذه النسخة بالمميزات التالية: 1- عرض القرآن الكريم مشكولاً كاملاً بنفس ترتيب صفحات المصحف. 2- عرض تفسير للآيات في نفس صفحة الآيات بواسطة سبعة تفاسير هي: ابن كثير، القرطبي، الطبري، الجلالين، البغوي، السعدي، أضواء البيان للشنقيطي. 3- مزود بترجمتين انجليزية وفرنسية لمعاني القرآن الكريم. 4- مزود بالرسم العثماني للمصحف إضافة إلى الرسم الإملائي. 5- البرنامج به امكانية البحث بأكثر من طريقة: بدون تشكيل، بالتشكيل، أو بموضوع الآيات.
حجم ملف البرنامج: 32 ميجا بايت.
تحميل البرنامج (http://www.sahab.org/books/count.php?book=804&action=download&goto=files/tafseer/quran_tafseer_3_setup.exe)
---
(1/3199)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل أريحا قديما كانت داخلة في نطاق قرية بيت المقدس ؟ وهل كان يطلق على قرية بيت المقدس
---
هل أريحا قديما كانت داخلة في نطاق قرية بيت المقدس ؟ وهل كان يطلق على قرية بيت المقدس
---
أبو صفوت
09-18-2005, 01:00 AM
هل أريحا قديما كانت داخلة في نطاق قرية بيت المقدس ؟ وهل كان يطلق على قرية بيت المقدس أريحا
قال جرير :
رَيابِيل البلادِ يَخَفْنَ منِّي وحَيّةُ أَرْيَحاء ليَ اسْتَجابا
قال ابن بري البيت في شعر جرير شَياطِينُ البلاد يَخَفْن زَأْرِي . وأَريحاء بيت المَقْدِس لسان العرب 3/1532
وفي البحر المحيط لأبي حيان في قوله تعالى " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية "
" والقرية هنا بيت المقدس، في قول الجمهور، قاله ابن مسعود وابن عباس وقتادة والسدّي والربيع وغيرهم. وقيل: أريحا، قاله ابن عباس أيضاً، وهي بأرض المقدس. قال أبو زيد عمر بن شبةالنمري: كانت قاعدة ومسكن ملوك، وفيها مسجد هو بيت المقدس وقد قال ابن كثير
" هي أريحاء وكذا ذكر غير واحد من المفسرين وفي هذا نظر لأن أريحاءليست هي المقصودة بالفتح ولا كانت في طريقهم إلى بيت المقدس ، وقد قدموا من بلاد مصر حين أهلك الله عدوهم فرعون اللهم إلا أن يكون المراد بأريحاء أرض بيت المقدس كما قاله السدي فيما رواه ابن جرير عنه لا أن المراد بها هذه البلدة المعروفة في طرف الطور شرقي بيت المقدس
فهل كان يطلق على بيت المقدس أريحا أم ماذا ؟
أرجو الإفادة
---
موراني
09-22-2005, 11:26 AM
في معجم البلدان لياقوت :
أريحا مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس
ويقول المشرف بن المرجّى في فضائل بيت المقدس والخليل وفضائل الشام :
انّ عطاء الخراساني هلك بأريحا فحمل الى بيت المقدس ( أنظر أيضا المزي , ج 20 , ص 114 )(1/3200)
وفي بيت المقدس باب أريحا فحسب .
---
عبدالرحيم
09-22-2005, 11:50 AM
أخي الفاضل..
أسماء البقع الجغرافية تتأثر يتغير الخرائط السياسية. فقد تكون منطقة ما تابعة لإقليم معين، في زمن. ثم تتبع غيره في زمن آخر. مثلاً قد تكون منطقة سيناء التابعة لإقليم مصر الحالية كانت سابقاً تابعة لإقليم بلاد الشام الحالي. ويؤكد ذلك ما ورد في المزامير 68/17: " مركبات الله ربوات ألوف مكررة. الرب فيها. سينا في القدس ".
وانظر كذلك ما ذكر الإمام النووي في شرحه لكتاب الجهاد من صحيح الإمام مسلم حينما حدد فلسطين والأردن
فجعل منطقة فلسطين ما وقع أسفل البحر الميت ( شرقاً وغرباً ) مما جعل الخليل والكرك داخل فلسطين
بينما الأردن ما وقع أعلاه ( شرق النهر وغربه ) فكانت نابلس وجرش داخل الأردن
أي أن حدود فلسطين مع الأردن شمال وجنوب
بينما هي حالياً شرق وغرب
والله أعلم
---
(1/3201)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لطيفة في الأعداد : ديشليار = ( 1 ) بجواره ( 63 صفر ) ! .
---
لطيفة في الأعداد : ديشليار = ( 1 ) بجواره ( 63 صفر ) ! .
---
المسيطير
10-29-2006, 11:42 PM
لطيفة بخصوص الأرقام :
وكثير منها أول مرة أسمع بها ، وأقرأ عنها :
مليون 1000000 واحد و 6 اصفار
مليار 1000000000 واحد و 9اصفار
بليون 1000000000000 واحد و 12صفر
بليار 1000000000000000 واحد و 15 صفر
ترليون 1000000000000000000 واحد و 18صفر
ترليار 1000000000000000000000 واحد و 21 صفر
كنريليون 1000000000000000000000000 واحد و 24 صفر
كنريليار 1000000000000000000000000000 واحد و 27 صفر
سينكليون 1000000000000000000000000000000 واحد و 30 صفر
سيزيليون 1000000000000000000000000000000000000 واحد36 صفر
سبتليون 1000000000000000000000000000000000000000000واحد و 42 صفر
نيليون 1000000000000000000000000000000000000000000000000 واحد و 48 صفر
نيفليون 00000000000000000000000000000000000000000000000000 000 1 واحد و 54صفر
ديشيليون 00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000 1واحد و 60 صفر
ديشليار 00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000 1 واحد و 63 صفر
منقول للفائدة .
---
المسيطير
10-30-2006, 10:41 PM
إضافة يسيرة من الشيخ المبارك / عصام البشير وفقه الله تعالى :
( ومما ينبغي التنبيه عليه أن مصطلحي المليار والبليون فيهما شيء من الخلاف والغموض، كما تجده على هذين الرابطين:
http://en.wikipedia.org/wiki/Billion
وملخصه:
- أكثر الناطقين بالانجليزية يقصدون بالبليون: ألف مليون.
- وفي الاستعمال الانجليزي القديم يقصدون به: مليون مليون.
قلت: والاستعمال الأول هو المشتهر الآن في وسائل الإعلام.(1/3202)
http://en.wikipedia.org/wiki/Milliard
والمليار مصطلح فرنسي في الأصل. وهو الآن غير مستعمل في أمريكا، وقليل الاستعمال في غيرها. وقد غلب عليه مصطلح بليون عندهم.
قلت: ومصطلح المليار هو المستعمل عندنا في بلاد المغرب، لغلبة لغة الفرنسيس على لسان القوم.
وعلى هذا الرابط فوائد أخرى عن سائر المصطلحات:
http://en.wikipedia.org/wiki/Long_and_short_scales
رزقنا الله وإياكم مليارات الحسنات، يمنه وكرمه ) أ.هـ.
---
(1/3203)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بناء التصور الإسلامي الصحيح في ضمير الجماعة مقدمة الوحدة
---
بناء التصور الإسلامي الصحيح في ضمير الجماعة مقدمة الوحدة
---
خالد فايز
08-15-2004, 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :-
بناء التصور الإسلامي الصحيح في ضمير الجماعة مقدمة الوحدة
عوامل بناء الأمة الجديدة:
لقد كان هذا القرآن ينشى ء أمة جديدة ينشئها من المجموعات المسلمة التي التقطها الإسلام من سفوح الجاهلية التي كانت تهيم فيها ; ليأخذ بيدها في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة ; وليسلمها بعد أن تكمل نشأتها قيادة البشرية ; ويحدد لها دورها الضخم في هذه القيادة ومن بين عوامل البناء تطهير ضمائر هذه الجماعة ; وتطهير جو المجتمع الذي تعيش فيه ; ورفع المستوى الخلقي والنفسي الذي تستوي عليه وحينما بلغت تلك الجماعة هذا المستوى ; تفوقت في أخلاقها الفردية والاجتماعية ; بقدر تفوقها في تصورها الاعتقادي ; على سائر أهل الأرض وعندئذ صنع الله بها في الأرض ما قدر أن يصنعه ; وأقامها حارسة لدينه ومنهجه ; وقائده للبشرية الضالة إلى النور والهدى ; وأمينة على قيادة البشرية وإرشادها وحينما تفوقت في هذه الخصائص تفوقت على كل أهل الأرض ; فكانت قيادتها للبشرية أمرا طبيعيا وفطريا ; وقائما على أسسه الصحيحة ومن هذا الوضع الممتاز تفوقت كذلك في العلم والحضارة والاقتصاد والسياسة وكان هذا التفوق الأخير ثمرة للتفوق الأول في المستوى الاعتقادي والاخلاقي وهذه هي سنة الله في الأفراد والجماعات وطرف من هذا التطهير للنفس والمجتمع يتمثل في هاتين الآيتين.
الدرس الأول : تطهير النفس والمجتمع .(1/3204)
(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما)( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرًا). إن المجتمع شديد الحساسية وفي حاجة إلى آداب اجتماعية تتفق مع هذه الحساسية ورب كلمة عابرة لا يحسب قائلها حسابا لما وراءها ; ورب شائعة عابرة لم يرد قائلها بها إلا فردا من الناس ولكن هذه وتلك تترك في نفسية المجتمع وفي أخلاقه وفي تقاليده وفي جوه آثارا مدمرة ; وتتجاوز الفرد المقصود إلى الجماعة الكبيرة والجهر بالسوء من القول في أية صورة من صوره سهل على اللسان ما لم يكن هناك تحرج في الضمير وتقوى لله وشيوع هذا السوء كثيرا ما يترك آثارا عميقة في ضمير المجتمع كثيرا ما يدمر الثقة المتبادلة في هذا المجتمع فيخيل إلى الناس أن الشر قد صار غالبا وكثيرا ما يزين لمن في نفوسهم استعداد كامن للسوء ولكنهم يتحرجون منه أن يفعلوه لأن السوء قد أصبح ديدن المجتمع الشائع فيه فلا تحرج إذن ولا تقيه وهم ليسوا بأول من يفعل وكثيرا ما يذهب ببشاعة السوء بطول الألفة فالإنسان يستقبح السوء أول مرة بشدة ; حتى إذا تكرر وقوعه أو تكرر ذكره خفت حدة استقباحه والاشمئزاز منه ; وسهل على النفوس أن تسمع بل أن ترى ولا تثور للتغيير على المنكر ذلك كله فوق ما يقع من الظلم على من يتهمون بالسوء ويشاع عنهم وقد يكونون منه أبرياء ولكن قالة السوء حين تنتشر ; وحين يصبح الجهر بها هينا مألوفا فإن البريء قد يتقول عليه مع المسيء ; ويختلط البر بالفاجر بلا تحرج من فرية أو اتهام ; ويسقط الحياء النفسي والجتماعي الذي يمنع الألسنة من النطق بالقبيح ; والذي يعصم الكثيرين من الإقدام على السوء إن الجهر بالسوء يبدأ في أول الأمر اتهامات فردية سبا وقذفا وينتهى انحلالا اجتماعيا ; وفوضى أخلاقية ; تضل فيها تقديرات الناس بعضهم لبعض أفرادا وجماعات ; وتنعدم فيها الثقة بين بعض الناس وبعض ; وقد شاعت الاتهامات ; ولاكتها(1/3205)
الألسنة بلا تحرج لذلك كله كره الله للجماعة المسلمة أن تشيع فيها قالة السوء وأن يقتصر حق الجهر بها على من وقع عليه ظلم ; يدفعه بكلمة السوء يصف بها الظالم ; في حدود ما وقع عليه منه من الظلم لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ففي هذه الحالة يكون الوصف بالسوء ويشمل ما تعبر عنه المصطلحات القانونية بالسب والقذف انتصارا من ظلم ودفعا لعدوان وردا لسوء بذاته قد وقع بالفعل على إنسان بذاته ; وتشهيرا بالظلم والظالم في المجتمع ; لينتصف المجتمع للمظلوم ; وليضرب على يد الظالم ; وليخشى الظالم عاقبة فعله فيتردد في تكراره والجهر بالسوء عندئذ يكون محدد المصدر من الشخص الذي وقع عليه الظلم محدد السبب فهو الظلم المعين الذي يصفه المظلوم موجها إلى شخص بذاته هو الذي وقع منه الظلم عندئذ يكون الخير الذي يتحقق بهذا الجهر مبررا له ; ويكون تحقيق العدل والنصفة هو الهدف لا مطلق التشهير إن الإسلام يحمي سمعة الناس ما لم يظلموا فإذا ظلموا لم يستحقوا هذه الحماية ; وأذن للمظلوم أن يجهر بكلمة السوء في ظالمه ; وكان هذا هو الاستثناء الوحيد من كف الألسنة عن كلمة السوء وهكذا يوفق الإسلام بين حرصه على العدل الذي لا يطيق معه الظلم وحرصه على الأخلاق الذي لا يطيق معه خدشا للحياء النفسي والاجتماعي ويعقب السياق القرآني على ذلك البيان هذا التعقيب الموحي وكان الله سميعا عليمًا ليربط الأمر في النهاية بالله بعد ما ربطه في البداية بحب الله وكرهه لا يحب الله الجهر بالسوء وليشعر القلب البشري أن مرد تقدير النية والباعث وتقدير القول والاتهام لله السميع لما يقال العليم بما وراءه مما تنظوي عليه الصدور ثم لا يقف السياق القرآني عند الحد السلبي في النهي عن الجهر بالسوء ; إنما يوجه إلى الخير الإيجابي عامة ; ويوجه إلى العفو عن السوء ; ويلوح بصفة الله سبحانه في العفو وهو قادر على الأخذ ليتخلق المؤمنون بأخلاق الله سبحانه فيما(1/3206)
يملكون وما يستطيعون إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرًا وهكذا يرتفع المنهج التربوي بالنفس المؤمنة والجماعة المسلمة درجة أخرى في أول درجة يحدثهم عن كراهة الله سبحانه للجهر بالسوء ويرخص لمن وقع عليه الظلم أن ينتصف أو يطلب النصف بالجهر بالسوء فيمن ظلمه ومما وقع عليه من الظلم وفي الدرجة الثانية يرتفع بهم جيمعا إلى فعل الخير ; ويرتفع بالنفس التي ظلمت وهي تملك أن تنتصف من الظلم بالجهر أن تعفو وتصفح عن مقدرة فلا عفو بغير مقدرة فيرتفع على الرغبة في الانتصاف إلى الرغبة في السماحة ; وهي أرفع وأصفى عندئذ يشيع الخير في المجتمع المسلم إذا أبدوه ويؤدي دوره في تربية النفوس وتزكيتها إذا أخفوه فالخير طيب في السر طيب في العلن وعندئذ يشيع العفو بين الناس فلا يكون للجهر بالسوء مجال على أن يكون عفو القادر الذي يصدر عن سماحة النفس لا عن مذلة العجز ; وعلى أن يكون تخلقا بأخلاق الله الذي يقدر ويعفو فإن الله كان عفوا قديرًا بعد ذلك يأخذ السياق في جولة مع الذين أوتوا الكتاب بصفة عامة ثم ينتقل منها إلى اليهود في شوط وإلى النصارى في الشوط الآخر واليهود يجهرون بالسوء إفكا وبهتانا على مريم وعلى عيسى ويأتي ذكر هذا الجهر في ثنايا الجولة ; فترتبط هذه الجولة بذلك البيان الذي تتضمنة الآيتان السابقتان في السياق والجولة كلها طرف من المعركة التي خاضها القرآن مع أعداء الجماعة المسلمة في المدينة والتي سلفت منها في هذه السورة وفي سورتي البقرة وآل عمران أطراف أخرى فنأخذ في استعراضها هنا كما وردت في السياق القرآني
الدرس الثاني : كفر من فرقوا بين الرسل واشتراط الإيمان بهم جميعا .(1/3207)
(إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيمًا).
لقد كان اليهود يدعون الإيمان بأنبيائهم ; وينكرون رسالة عيسى ورسالة محمد ; كما كان النصارى يقفون بإيمانهم عند عيسى فضلا عن تأليهه وينكرون رسالة محمد كذلك وكان القرآن ينكر على هؤلاء وهؤلاء ; ويقرر التصور الإسلامي الشامل الكامل عن الإيمان بالله ورسوله ; بدون تفريق بين الله ورسله ; وبدون تفريق كذلك بين رسله جميعا وبهذا الشمول كان الإسلام هو الدين الذي لا يقبل الله من الناس غيره لأنه هو الذي يتفق مع وحدانية الله ; ومقتضيات هذه الوحدانية إن التوحيد المطلق لله سبحانه يقتضي توحيد دينه الذي أرسل به الرسل للبشر وتوحيد رسله الذين حملوا هذه الأمانة للناس وكل كفر بوحدة الرسل أو وحدة الرسالة هو كفر بوحدانية الله في الحقيقة ; وسوء تصور لمقتضيات هذه الوحدانية فدين الله للبشر ومنهجه للناس هو هو لا يتغير في أساسه كما أنه لا يتغير في مصدره لذلك عبر السياق هنا عمن يريدون التفرقة بين الله ورسله بأن يؤمنوا بالله ويكفروا بالرسل وعمن يريدون التفرقة بين الرسل بأن يؤمنوا ببعضهم ويكفروا ببعضهم عبر عن هؤلاء وهؤلاء بأنهم الذين يكفرون بالله ورسله وعد تفرقتهم بين الله ورسله وتفرقتهم بين بعض رسله وبعض كفرا بالله وبرسله إن الإيمان وحدة لا تتجزأ الإيمان بالله إيمان بوحدانيته سبحانه ووحدانيته تقتضي وحدة الدين الذي ارتضاه للناس لتقوم حياتهم كلها كوحدة على أساسه ويقتضي وحدة الرسل الذين جاءوا بهذا الدين من عنده لا من عند أنفسهم ولا في معزل عن إرادته ووحيه ووحدة الموقف تجاههم جميعا ولا سبيل إلى تفكيك هذه الوحدة إلا بالكفر المطلق ; وإن حسب أهله(1/3208)
أنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض وكان جزاؤهم عند الله أن أعد لهم العذاب المهين أجمعين أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينًا أما المسلمون فهم الذين يشتمل تصورهم الاعتقادي على الإيمان بالله ورسله جميعا ; بلا تفرقة فكل الرسل عندهم موضع اعتقاد واحترام ; وكل الديانات السماوية عندهم حق ما لم يقع فيها التحريف فلا تكون عندئذ من دين الله وإن بقي فيها جانب لم يحرف إذ أن الدين وحدة وهم يتصورون الأمر كما هو في حقيقته إلها واحدا ارتضى للناس دينا واحدا ; ووضع لحياتهم منهجا واحدا وأرسل رسله إلى الناس بهذا الدين الواحد وهذا المنهج الواحد وموكب الإيمان في حسهم موصول يقوده نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وإخوانهم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جميعا ونسبهم هم إلى هذا الموكب الموصول عريق ; وهم حملة هذه الأمانة الكبرى وهم ورثة هذا الخير الموصول على طول الطريق المبارك لا تفرقة ولا عزلة ولا انفصام وإليهم وحدهم انتهى ميراث الدين الحق وليس وراء ما عندهم إلا الباطل والضلال وهذا هو الإسلام الذي لا يقبل الله غيره من أحد وهؤلاء هم المسلمون الذين يستحقون الأجر من الله على ما عملوا ويستحقون منه المغفرة والرحمة فيما قصروا فيه أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيمًا والإسلام إنما يتشدد هذا التشدد في توحيد العقيدة في الله ورسله لأن هذا التوحيد هو الأساس اللائق بتصور المؤمن لإلهه سبحانه كما أنه هو الأساس اللائق بوجود منظم غير متروك للتعدد والتصادم ولأنه هو العقيدة اللائقة بإنسان يرى وحدة الناموس في هذا الوجود أينما امتد بصره ولأنه هو التصور الكفيل بضم المؤمنين جميعا في موكب واحد يقف أمام صفوف الكفر وفي حزب واحد يقف أمام أحزاب الشيطان ولكن هذا الصف الواحد ليس هو صف أصحاب الاعتقادات المحرفة ولو كان لها أصل سماوي إنما هو صف أصحاب الإيمان الصحيح والعقيدة التي لم يدخلها انحراف ومن ثم كان(1/3209)
الإسلام هو الدين وكان المسلمون خير أمة أخرجت للناس المسلمون المعتقدون عقيدة صحيحة العاملون بهذه العقيدة لا كل من ولد في بيت مسلم ولا كل من لاك لسانه كلمة الإسلام وفي ظل هذا البيان يبدو الذين يفرقون بين الله ورسله ويفرقون بين بعض الرسل وبعض منقطعين عن موكب الإيمان مفرقين للوحدة التي جمعها الله منكرين للوحدانية التي يقوم عليها الإيمان بالله
الدرس الثالث : جرائم اليهود ضد الأنبياء .
وبعد تركيز تلك القاعدة الأساسية في التصور الإسلامي عن حقيقة الإيمان وحقيقة الكفر فيما يتعلق بالرسل والرسالات يأخذ في استعراض بعض مواقف اليهود في هذا المجال وفي مجال الجهر بالسوء الذي بدى ء به هذا الدرس منددا بموقفهم من النبى ص ورسالته وتعنتهم في طلب الآيات والأمارات منه ويقرن بين موقفهم هذا وما كان لهم من مواقف مع نبيهم موسى عليه السلام ثم مع رسول الله من بعده عيسى عليه السلام وأمه مريم فإذا هم جبلة واحدة في أجيالهم المتتابعة والسياق يوحد بين الجيل الذي يواجه الرسول ص والجيل الذي واجه عيسى عليه السلام والجيل الذي واجه موسى كذلك من قبل ليؤكد هذا المعنى ويكشف عن هذه الجبلة يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات ; فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا ; وقلنا لهم لا تعدوا في السبت ; وأخذنا منهم ميثاقا غليظا فيما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ; وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا(1/3210)
بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليمًا لقد وقف اليهود في الجزيرة من الإسلام ونبي الإسلام ذلك الموقف العدائي المتعنت المكشوف وكادوا له ذلك الكيد المبيت المستمر العنيد الذي وصفه القرآن تفصيلا واستعرضنا ألوانا منه في سورتي البقرة وآل عمران وفي هذه السورة كذلك من قبل في الجزء الخامس وهذا الذي تقصه الآيات هنا لون آخر إنهم يتعنتون فيطلبون إلى رسول الله ص أن يأتيهم من السماء كتاب مخطوط ينزله عليهم من السماء مجسما يلمسونه بأيديهم يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ويتولى الله سبحانه الإجابة عن نبيه ويقص عليه وعلى الجماعة المسلمة في مواجهة اليهود صفحة من تاريخهم مع نبيهم وقائدهم ومنقذهم موسى عليه السلام الذي يزعمون أنهم يؤمنون به ; ويرفضون التصديق بعيسى من بعده وبمحمد إن هذه الجبلة ليست جديدة عليهم ; وليست طابع هذا الجيل وحده منهم إنما هي جبلتهم من قديم إنهم هم هم من عهد موسى نبيهم وقائدهم ومنقذهم إنهم هم هم غلظ حس فلا يدركون إلا المحسوسات وهم هم تعنتا وإعناتا فلا يسلمون إلا تحت القهر والضغط وهم هم كفرا وغدرا فسرعان ما ينقلبون فينقضون عهدهم لا مع الناس وحدهم ولكن مع ربهم كذلك وهم هم قحة وافتراء ; فلا يعنيهم أن يتثبتوا من قول ; ولا يتورعون كذلك عن الجهر بالنكر وهم هم طمعا في عرض الدنيا ; وأكلا لأموال الناس بالباطل ; وإعراضا عن أمر الله وعما عنده من ثواب إنها حملة تفضحهم وتكشفهم ; وتدل قوتها وتنوع اتجاهاتها على ما كان يقتضيه الموقف لمواجهة خبث الكيد اليهودي للإسلام ونبي الإسلام في ذلك الأوان وهو هو خبث الكيد الذي ما يزالون يزاولونه ضد هذا(1/3211)
الدين وأهله حتى الآن يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فلا عليك من هذا التعنت ; ولا غرابة فيه ولا عجب منه فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ولم تبلغ الآيات البينات التي أظهرها الله لهم على يد موسى نبيهم أن تلمس حسهم ; وتوقظ وجدانهم وتقود قلوبهم إلى الطمأنينة والاستسلام ; فإذا هم يطلبون رؤية الله سبحانه عيانا وهو مطلب طابعة التبجح الذي لا يصدر عن طبع خالطته بشاشة الإيمان ; أو فيه استعداد للإيمان فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ولكن الله سبحانه عفا عنهم ; وتقبل فيهم دعاء موسى عليه السلام وضراعته إلى ربه ; كما ورد في السورة الأخرى فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات عجل الذهب الذي صاغه لهم السامري مما كانوا قد أخذوه حيلة من نساء المصريين وهم خارجون من مصر فإذا هم يعكفون عليه ; ويتخذونه إلها في غيبة موسى عنهم في مناجاة ربه في الموعد الذي حدده له لينزل عليه الألواح فيها هدى ونور فعفونا عن ذلك ولكن اليهود هم اليهود لا يفلح معهم إلا القهر والخوف وآتينا موسى سلطانا مبينا ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظًا والسلطان الذي آتاه الله موسى هو في الغالب الشريعة التي تضمنتها الألواح فشريعة الله سلطان من الله ; وكل شريعة غير شريعة الله ما أنزل الله بها من سلطان ; وما جعل فيها من سطوة على القلوب لذلك تستهين القلوب بالشرائع والقوانين التي يسنها البشر لأنفسهم ولا تنفذها إلا تحت عين الرقيب وسيف الجلاد فأما شريعة الله فالقلوب تخضع لها وتخنع ; ولها في النفس مهابة وخشية ولكن(1/3212)
اليهود الذين لا تستشعر قلوبهم الإيمان أبوا الاستسلام لما في الألواح وهنا جاءهم القهر المادي الذي يناسب طبيعتهم الغليظة إذ نظروا فرأوا الصخرة معلقة فوق رؤوسهم ; تهددهم بالوقوع عليهم ; إذا هم لم يستسلموا ولم يتعهدوا بأخذ ما أعطاهم الله من العهد ; وما كتب عليهم من التكاليف في الألواح عندئذ فقط استسلموا ; وأخذوا العهد ; وأعطوا الميثاق ميثاقا غليظا مؤكدا وثيقا يذكره بهذه الصفة ليتناسق المشهد مع غلظ الصخر المرفوع فوقهم وغلظ القلب الذي في صدورهم ثم يعطي إلى جانب التناسق معنى الجسامة والوثاقة والمتانة على طريقة القرآن الكريم في التعبير بالتصوير وبالتخييل الحسي والتجسيم وكان في هذا الميثاق أن يدخلوا بيت المقدس سجدا وأن يعظموا السبت الذي طلبوا أن يكون لهم عيدا ولكن ماذا كان إنهم بمجرد ذهاب الخوف عنهم ; وغياب القهر لهم تملصوا من الميثاق الغليظ فنقضوه وكفروا بآيات الله وقتلوا أنبياءه بغير حق وتبجحوا فقالوا إن قلوبنا لا تقبل موعظة ولا يصل إليها قول لأنها مغلفة دون كل قول وفعلوا كل الأفاعيل الأخرى التي يقصها الله سبحانه على رسوله وعلى المسلمين في مواجهة اليهود في سياق هذه الآيات فيما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف وعند قولهم قلوبنا غلف وهي القولة التي كانوا يجيبون بها على دعوة الرسول ص إما تيئيسا له من إيمانهم واستجابتهم وإما استهزاء بتوجيه الدعوة إليهم وتبجحا بالتكذيب وعدم الإصغاء وإما هذا وذلك معا عند قولهم هذا ينقطع السياق للرد عليهم بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا فهي ليست مغلفة بطبعها إنما هم كفرهم جر عليهم أن يطبع الله على قلوبهم فإذا هي صلدة جامدة مغطاة لا تستشعر نداوة الإيمان ولا تتذوق حلاوته فلا يقع منه الإيمان إلا قليلا ممن لم يستحق بفعله أن يطبع الله على قلبه أي أولئك الذين فتحوا قلوبهم للحق واستشرفوه فهداهم الله إليه(1/3213)
ورزقهم إياه وهم قلة قليلة من اليهود كعبد الله بن سلام وثعلبة بن سعية وأسد بن سعية وأسد بن عبيدالله وبعد هذا الاستدراك والتعقيب يعود السياق إلى تعداد الأسباب التي استحقوا عليها ما استحقوا من تحريم بعض الطيبات عليهم في الدنيا ومن إعداد النار وتهيئتها لهم لتكون في انتظارهم في الآخرة وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله ويكرر صفة الكفر كلما ذكر إحدى منكراتهم فقد ذكرها عند قتلهم الأنبياء بغير حق وما يقتل نبي بحق أبدا فهي حال لتقرير الواقع وذكرها هنا بمناسبة قولهم على مريم بهتانا عظيما وقد قالوا على مريم الطاهرة ذلك المنكر الذي لا يقوله إلا اليهود فرموها بالزنا مع يوسف النجار لعنة الله عليهم ثم تبجحوا بأنهم قتلوا المسيح وصلبوه وهم يتهكمون بدعواه الرسالة فيقولون قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وحين يصل السياق إلى هذه الدعوى منهم يقف كذلك للرد عليها وتقرير الحق فيها وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ; ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيمًا إن قضية قتل عيسى عليه السلام وصلبه قضية يخبط فيها اليهود كما يخبط فيها النصارى بالظنون فاليهود يقولون إنهم قتلوه ويسخرون من قوله إنه رسول الله فيقررون له هذه الصفة على سبيل السخرية والنصارى يقولون إنه صلب ودفن ولكنه قام بعد ثلاثة أيام و التاريخ يسكت عن مولد المسيح ونهايته كأن لم تكن له في حساب وما من أحد من هؤلاء أو هؤلاء يقول ما يقول عن يقين فلقد تتابعت الأحداث سراعا ; وتضاربت الروايات وتداخلت في تلك الفترة بحيث يصعب الاهتداء فيها إلى يقين إلا ما يقصه رب العالمين والأناجيل الأربعة التي تروي قصة القبض على المسيح وصلبه وموته ودفنه وقيامته كلها كتبت بعد فترة من عهد المسيح ; كانت كلها اضطهادا لديانته ولتلاميذه يتعذر(1/3214)
معه تحقيق الأحداث في جو السرية والخوف والتشريد وقد كتبت معها أناجيل كثيرة ولكن هذه الأناجيل الأربعة اختيرت قرب نهاية القرن الثاني للميلاد ; واعتبرت رسمية واعترف بها ; لأسباب ليست كلها فوق مستوى الشبهات ومن بين الأناجيل التي كتبت في فترة كتابة الأناجيل الكثيرة إنجيل برنابا وهو يخالف الأناجيل الأربعة المعتمدة في قصة القتل والصلب فيقول ولما دنت الجنود مع يهوذا من المحل الذي كان فيه يسوع سمع يسوع دنو جم غفير فلذلك انسحب إلى البيت خائفا وكان الأحد عشر نياما فلما رأى الخطر على عبده أمر جبريل وميخائيل ورفائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم فجاء الملائكة الأطهار وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب فحملوه ووضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبح إلى الأبد ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع وكان التلاميذ كلهم نياما فأتى الله العجيب بأمر عجيب فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه فصار شبيها بيسوع حتى أننا اعتقدنا أنه يسوع أما هو فبعد أن أيقظنا أخذ يفتش لينظر أين كان المعلم لذلك تعجبنا وأجبنا أنت يا سيدي معلمنا أنسيتنا الآن إلخ وهكذا لا يستطيع الباحث أن يجد خبرا يقينا عن تلك الواقعة التي حدثت في ظلام الليل قبل الفجر ولا يجد المختلفون فيها سندا يرجح رواية على رواية وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن أما القرآن فيقرر قراره الفصل وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وماقتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيمًا ولا يدلي القرآن بتفصيل في هذا الرفع أكان بالجسد والروح في حالة الحياة أم كان بالروح بعد الوفاة ومتى كانت هذه الوفاة وأين وهم ما قتلوه وما صلبوه وإنما وقع القتل والصلب على من شبه لهم سواه لا يدلي القرأن بتفصيل آخر وراء تلك الحقيقة ; إلا ما ورد في السورة الأخرى من قوله تعالى يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي وهذه كتلك لا(1/3215)
تعطي تفصيلا عن الوفاة ولا عن طبيعة هذا التوفي وموعده ونحن على طريقتنا في ظلال القرآن لا نريد أن نخرج عن تلك الظلال ; ولا أن نضرب في أقاويل وأساطير ; ليس لدينا من دليل عليها وليس لنا إليها سبيل ونعود من هذا الاستطراد مع عودة السياق القرآني إلى بقية هذا الاستدراك وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ; ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا وقد اختلف السلف في مدلول هذه الآية باختلافهم في عائد الضمير في موته فقال جماعة وما من أهل الكتاب من أحد إلا يؤمن بعيسى عليه السلام قبل موته أي عيسى وذلك على القول بنزوله قبيل الساعة وقال جماعة وما من أهل الكتاب من أحد إلا يؤمن بعيسى قبل موته أي موت الكتابي وذلك على القول بأن الميت وهو في سكرات الموت يتبين له الحق حيث لا ينفعه أن يعلم ونحن أميل إلى هذا القول الثاني ; الذي ترشح له قراءة أبى إلا ليؤمنن به قبل موتهم فهذه القراءة تشير إلى عائد الضمير ; وأنه أهل الكتاب وعلى هذا الوجه يكون المعنى أن اليهود الذين كفروا بعيسى عليه السلام وما زالوا على كفرهم به وقالوا إنهم قتلوه وصلبوه ما من أحد منهم يدركه الموت حتى تكشف له الحقيقة عند حشرجة الروح فيرى أن عيسى حق ورسالته حق فيؤمن به ولكن حين لا ينفعه إيمان ويوم القيامة يكون عيسى عليهم شهيدا بذلك يحسم القرآن الكريم قصة الصلب ثم يعود بعدها إلى تعداد مناكر اليهود ; وما نالهم عليها من الجزاء الأليم في الدنيا والآخرة فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليمًا فيضيف إلى ما سبق من مناكرهم هذه المنكرات الجديدة الظلم والصد الكثير عن سبيل الله فهم ممعنون فيه ودائبون عليه وأخذهم الربا لا عن جهل ولا عن قلة تنبيه فقد نهوا عنه فأصروا عليه وأكلهم أموال الناس بالباطل بالربا وبغيره من الوسائل بسبب من(1/3216)
هذه المنكرات ومما أسلفه السياق منها حرمت عليهم طيبات كانت حلالا لهم وأعد الله للكافرين منهم عذابا أليمًا وهكذا تتكشف هذه الحملة عن كشف طبيعة اليهود وتاريخهم ; وفضح تعلاتهم وعدم الاستجابة للرسول وتعنتهم ; ودمغهم بالتعنت مع نبيهم وقائدهم ومنقذهم ; ويسر ارتكابهم للمنكر وجهرهم بالسوء في حق الأنبياء والصالحين بل قتلهم والتبجح بقتلهم وتسقط بذلك وتتهاوى دسائس اليهود في الصف المسلم وكيدهم ومكرهم وحبائلهم وتعرف الجماعة المسلمة ما ينبغي أن تعرفه الأمة المسلمة في كل حين عن طبيعة اليهود وجبلتهم ووسائلهم وطرائقهم ; ومدى وقوفهم للحق في ذاته سواء جاء من غيرهم أو نبع فيهم فهم أعداء للحق وأهله وللهدى وحملته في كل أجيالهم وفي كل أزمانهم مع أصدقائهم ومع أعدائهم لأن جبلتهم عدوة للحق في ذاته ; جاسية قلوبهم غليظة أكبادهم لا يحنون رؤوسهم إلا للمطرقة ولا يسلمون للحق إلا وسيف القوة مصلت على رقابهم وما كان هذا التعريف بهذا الصنف من الخلق ليقصر على الجماعة المسلمة الأولى في المدينة فالقرآن هو كتاب هذه الأمة ما عاشت فإذا استفتته عن أعدائها أفتاها وإذا استنصحته في أمرهم نصح لها ; وإذا استرشدت به أرشدها وقد أفتاها ونصح لها وأرشدها في شأن يهود فدانت لها رقابهم ثم لما اتخذته مهجورا دانت هي لليهود كما رأيناها تتجمع فتغلبها منهم الشر ذمة الصغيرة وهي غافلة عن كتابها القرآن شاردة عن هدية ملقية به وراءها ظهريا متبعة قول فلان وفلان وستبقى كذلك غارقة في كيد يهود وقهر يهود حتى تثوب إلى القرآن ولا يترك السياق الموقف مع اليهود حتى ينصف القليل المؤمن منهم ; ويقرر حسن جزائهم وهو يضمهم إلى موكب الإيمان العريق ويشهد لهم بالعلم والإيمان ويقرر أن الذي هداهم إلى التصديق بالدين كله ما أنزل إلى الرسول ص وما أنزل من قبله هو الرسوخ في العلم وهو الإيمان لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من(1/3217)
قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيمًا فالعلم الراسخ والإيمان المنير كلاهما يقود أهله إلى الإيمان بالدين كله كلاهما يقود إلى توحيد الدين الذي جاء من عند الله الواحد وذكر العلم الراسخ بوصفه طريقا إلى المعرفة الصحيحة كالإيمان الذي يفتح القلب للنور لفتة من اللفتات القرآنية التي تصور واقع الحال التي كانت يومذاك ; كما تصور واقع النفس البشرية في كل حين فالعلم السطحي كالكفر الجاحد هما اللذان يحولان بين القلب وبين المعرفة الصحيحة ونحن نشهد هذا في كل زمان فالذين يتعمقون في العلم ويأخذون منه بنصيب حقيقي يجدون أنفسهم أمام دلائل الإيمان الكونية ; أو على الأقل أمام علامات استفهام كونية كثيرة لا يجيب عليها إلا الاعتقاد بأن لهذا الكون إلها واحدا مسيطرا مدبرا متصرفا وذا إرادة واحدة وضعت ذلك الناموس الواحد وكذلك الذين تتشوق قلوبهم للهدى المؤمنون يفتح الله عليهم وتتصل أرواحهم بالهدى أما الذين يتناوشون المعلومات ويحسبون أنفسهم علماء فهم الذين تحول قشور العلم بينهم وبين إدراك دلائل الإيمان أو لا تبرز لهم بسبب علمهم الناقص السطحي علامات الاستفهام وشأنهم شأن من لا تهفو قلوبهم للهدى ولا تشتاق وكلاهما هو الذي لا يجد في نفسه حاجة للبحث عن طمأنينة الإيمان أو يجعل التدين عصبية جاهلية فيفرق بين الأديان الصحيحة التي جاءت من عند ديان واحد على أيدي موكب واحد متصل من الرسل صلوات الله عليهم أجمعين وقد ورد في التفسير المأثور أن هذه الإشارة القرآنية تعني أول من تعني أولئك النفر من اليهود الذين استجابوا للرسول ص وذكرنا أسماءهم من قبل ولكن النص عام ينطبق على كل من يهتدي منهم لهذا الدين يقوده العلم الراسخ أو الإيمان البصير ويضم السياق القرآني هؤلاء وهؤلاء إلى موكب المؤمنين الذين تعينهم صفاتهم والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر وهي(1/3218)
صفات المسلمين التي تميزهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بالله واليوم الآخر وجزاء الجميع ما يقرره الله لهم أولئك سنؤتيهم أجرا عظيمًا ونلاحظ أن المقيمين الصلاة تأخذ إعرابا غير سائر ما عطفت عليه وقد يكون ذلك لإبراز قيمة إقامة الصلاة في هذا الموضع على معنى وأخص المقيمين الصلاة ولها نظائر في الأساليب العربية وفي القرآن الكريم لإبراز معنى خاص في السياق له مناسبة خاصة وهي هكذا في سائر المصاحف وإن كانت قد وردت مرفوعة والمقيمون الصلاة في مصحف عبدالله بن مسعود .
الدرس الرابع : حكمة الله من إرسال الرسل وذكر بعضهم .(1/3219)
ويستطرد السياق في مواجهة أهل الكتاب واليهود منهم في هذا الموضع خاصة وموقفهم من رسالة محمد ص وزعمهم أن الله لم يرسله وتفريقهم بين الرسل وتعنتهم وهم يطلبون أمارة على رسالته كتابا ينزله عليهم من السماء فيقرر أن الوحي للرسول ليس بدعا وليس غريبا فهو سنة الله في إرسال الرسل جميعا من عهد نوح إلى عهد محمد وكلهم رسل أرسلوا للتبشير والإنذار ; اقتضت هذا رحمة الله بعبادة وأخذه الحجة عليهم وإنذاره لهم قبل يوم الحساب وكلهم جاءوا بوحي واحد لهدف واحد ; فالتفرقة بينهم تعنت لا يستند إلى دليل وإذا أنكروا هم وتعنتوا فإن الله يشهد وكفى به شاهدا والملائكة يشهدون إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيمًا فهو إذن موكب واحد يتراءى على طريق التاريخ البشري الموصول ورسالة واحدة بهدى واحد للإنذار والتبشير موكب واحد يضم هذه الصفوة المختارة من بين البشر نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وداود وموسى وغيرهم ممن قصهم الله على نبيه ص في القرآن وممن لم يقصصهم عليه موكب من شتى الأقوام والأجناس وشتى البقاع والأرضين في شتى الآونة والأزمان لا يفرقهم نسب ولا جنس ولا أرض ولا وطن ولا زمن ولا بيئة كلهم آت من ذلك المصدر الكريم وكلهم يحمل ذلك النور الهادي وكلهم يؤدي الإنذار والتبشير وكلهم يحاول أن يأخذ بزمام القافلة البشرية إلى ذلك النور سواء منهم من جاء لعشيرة ومن جاء لقوم ومن جاء لمدينة ومن جاء لقطر ثم من جاء للناس أجمعين محمد رسول الله ص خاتم النبيين كلهم تلقى الوحي من الله فما جاء بشيء من عنده وإذا كان الله(1/3220)
قد كلم موسى تكليما فهو لون من الوحي لا يعرف أحد كيف كان يتم لأن القرآن وهو المصدر الوحيد الصحيح الذي لا يرقى الشك إلى صحته لم يفصل لنا في ذلك شيئا فلا نعلم إلا أنه كان كلاما ولكن ما طبيعته كيف تم بأية حاسة أو قوة كان موسى يتلقاه كل ذلك غيب من الغيب لم يحدثنا عنه القرآن وليس وراء القرآن في هذا الباب إلا أساطير لا تستند إلى برهان إولئك الرسل من قص الله على رسوله منهم ومن لم يقصص اقتضت عدالة الله ورحمته أن يبعث بهم إلى عبادة يبشرونهم بما أعده الله للمؤمنين الطائعين من نعيم ورضوان ; وينذرونهم ما أعده الله للكافرين العصاة من جحيم وغضب كل ذلك لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ولله الحجة البالغة في الأنفس والآفاق ; وقد أعطى الله البشر من العقل ما يتدبرون به دلائل الإيمان في الأنفس والآفاق ولكنه سبحانه رحمة منه بعباده وتقديرا لغلبة الشهوات على تلك الأداة العظيمة التي أعطاها لهم أداة العقل اقتضت رحمته وحكمته أن يرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين يذكرونهم ويبصرونهم ; ويحاولون استنقاذ فطرتهم وتحرير عقولهم من ركام الشهوات التي تحجب عنها أو تحجبها عن دلائل الهدى وموحيات الإيمان في الأنفس والآفاق وكان الله عزيزا حكيمًا عزيزا قادرا على أخذ العباد بما كسبوا حكيما يدبر الأمر كله بالحكمة ويضع كل أمر في نصابه والقدرة والحكمة لهما عملهما فيما قدره الله في هذا الأمر وارتضاه ونقف من هذه اللفتة لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل أمام حشد من الإيحاءات اللطيفة العميقة ونختار منه ثلاثا على سبيل الاختصار الذي لا يخرج بنا من الظلال نقف منها أولا أمام قيمة العقل البشري ووظيفته ودوره في أخطر قضايا الإنسان قضية الإيمان بالله ; التي تقوم عليها حياته في الأرض من جذورها ; بكل مقوماتها واتجاهاتها وواقعياتها وتصرفاتها ; كما يقوم عليها مآله في الآخرة وهي أكبر وأبقى لو كان الله سبحانه وهو أعلم بالإنسان(1/3221)
وطاقاته كلها يعلم أن العقل البشري الذي وهبه للإنسان هو حسب هذا الإنسان في بلوغ الهدى لنفسه والمصلحة لحياته في دنياه وآخرته لوكله إلى هذا العقل وحده ; يبحث عن دلائل الهدى وموحيات الإيمان في الأنفس والآفاق ويرسم لنفسه كذلك المنهج الذي تقوم عليه حياته فتستقيم على الحق والصواب ; ولما أرسل إليه الرسل على مدى التاريخ ; ولما جعل حجته على عباده هي رسالة الرسل إليهم ; وتبليغهم عن ربهم ; ولما جعل حجة الناس عنده سبحانه هي عدم مجيء الرسل إليهم لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ولكن لما علم الله سبحانه أن العقل الذي آتاه للإنسان أداة قاصرة بذاتها عن الوصول إلى الهدى بغير توجيه من الرسالة وعون وضبط وقاصرة كذلك عن رسم منهج للحياة الإنسانية يحقق المصلحة الصحيحة لهذه الحياة ; وينجي صاحبه من سوء المآل في الدنيا والآخرة لما علم الله سبحانه هذا شاءت حكمته وشاءت رحمته أن يبعث للناس بالرسل وألا يؤاخذ الناس إلا بعد الرسالة والتبليغ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا وهذه تكاد تكون إحدى البديهيات التي تبرز من هذا النص القرآني فإن لم تكن بديهية فهي إحدى المقتضيات الحتمية إذن ما هي وظيفة هذا العقل البشري ; وما هو دوره في قضية الإيمان والهدى ; وفي قضية منهج الحياة ونظامها إن دور هذا العقل أن يتلقى عن الرسالة ; ووظيفته أن يفهم ما يتلقاه عن الرسول ومهمة الرسول أن يبلغ ويبين ويستنقذ الفطرة الإنسانية مما يرين عليها من الركام وينبه العقل الإنساني إلى تدبر دلائل الهدى وموحيات الإيمان في الأنفس والآفاق ; وأن يرسم له منهج التلقي الصحيح ومنهج النظر الصحيح ; وأن يقيم له القاعدة التي ينهض عليها منهج الحياة العملية المؤدي إلى خير الدنيا والآخرة وليس دور العقل أن يكون حاكما على الدين ومقرراته من حيث الصحة والبطلان والقبول أو الرفض بعد أن يتأكد من صحة صدورها عن الله ; وبعد أن يفهم المقصود بها أي المدلولات(1/3222)
اللغوية والاصطلاحية للنص ولو كان له أن يقبلها أو يرفضها بعد إدراك مدلولها لأنه هو لا يوافق على هذا المدلول أو لا يريد أن يستجيب له ما استحق العقاب من الله على الكفر بعد البيان فهو إذن ملزم بقبول مقررات الدين متى بلغت إليه عن طريق صحيح ومتى فهم عقله ما المقصود بها وما المراد منها إن هذه الرسالة تخاطب العقل بمعنى أنها توقظه وتوجهه وتقيم له منهج النظر الصحيح لا بمعنى أنه هو الذي يحكم بصحتها أو بطلانها وبقبولها أو رفضها ومتى ثبت النص كان هو الحكم ; وكان على العقل البشري أن يقبله ويطيعه وينفذه ; سواء كان مدلوله مألوفا له أو غريبا عليه إن دور العقل في هذا الصدد هو أن يفهم ما الذي يعنيه النص وما مدلوله الذي يعطيه حسب معاني العبارة في اللغة والاصطلاح وعند هذا الحد ينتهي دوره إن المدلول الصحيح للنص لا يقبل البطلان أو الرفض بحكم من هذا العقل فهذا النص من عند الله والعقل ليس إلها يحكم بالصحة أو البطلان وبالقبول أو الرفض لما جاء من عند الله وعند هذه النقطة الدقيقة يقع خلط كثير سواء ممن يريدون تأليه العقل البشري فيجعلونه هو الحكم في صحة أو بطلان المقررات الدينية الصحيحة أو ممن يريدون إلغاء العقل ونفي دوره في الإيمان والهدى والطريق الوسط الصحيح هو الذي بيناه هنا من أن الرسالة تخاطب العقل ليدرك مقرراتها ; وترسم له المنهج الصحيح للنظر في هذه المقررات وفي شؤون الحياة كلها فإذا أدرك مقرراتها أي إذا فهم ماذا يعني النص لم يعد أمامه إلا التصديق والطاعة والتنفيذ فهي لا تكلف الإنسان العمل بها سواء فهمها أم لم يفهمها وهي كذلك لا تبيح له مناقشة مقرراتها متى أدرك هذه المقررات وفق مفهوم نصوصها مناقشتها ليقبلها أو يرفضها ليحكم بصحتها أو خطئها وقد علم أنها جاءته من عند الله الذي لا يقص إلا الحق ولا يأمر إلا بالخير والمنهج الصحيح في التلقي عن الله هو ألا يواجه العقل مقررات الدين الصحيحة بعد أن يدرك(1/3223)
المقصود بها بمقررات له سابقة عليها ; كونها لنفسه من مقولاته المنطقية أو من ملاحظاته المحدودة ; أو من تجاربه الناقصة إنما المنهج الصحيح أن يتلقى النصوص الصحيحة ويكون منها مقرراته هو فهي أصح من مقرراته الذاتية ; ومنهجها أقوم من منهجه الذاتي قبل أن يضبط بموازين النظر الدينية الصحيحة ومن ثم لا يحاكم العقل مقررات الدين متى صح عنده أنها من الله إلى أية مقررات أخرى من صنعه الخاص إن العقل ليس إلها ليحاكم بمقرراته الخاصة مقررات الله إن له أن يعارض مفهوما عقليا بشريا للنص بمفهوم عقلي بشري آخر له هذا مجاله ولا حرج عليه في هذا ولا حجر ما دام هنالك من الأصول الصحيحة مجال للتأول والأفهام المتعددة وحرية النظر على أصوله الصحيحة وبالضوابط التي يقررها الدين نفسه مكفولة للعقول البشرية في هذا المجال الواسع وليس هنالك من هيئة ولا سلطة ولا شخص يملك الحجر على العقول في إدراك المقصود بالنص الصحيح وأوجه تطبيقه متى كان قابلا لأوجه الرأي المتعددة ومتى كان النظر في حدود الضوابط الصحيحة والمنهج الصحيح المأخوذ من مقررات الدين وهذا كذلك معنى أن هذه الرسالة تخاطب العقل إن الإسلام دين العقل نعم بمعنى أنه يخاطب العقل بقضاياه ومقرراته ; ولا يقهره بخارقة مادية لا مجال له فيها إلا الإذعان ويخاطب العقل بمعنى أنه يصحح له منهج النظر ويدعوه إلى تدبر دلائل الهدى وموحيات الإيمان في الأنفس والآفاق ; ليرفع عن الفطرة ركام الإلف والعادة والبلادة ; وركام الشهوات المضلة للعقل والفطرة ويخاطب العقل بمعنى أنه يكل إليه فهم مدلولات النصوص التي تحمل مقرراته ولا يفرض عليه أن يؤمن بما لا يفهم مدلولة ولا يدركه فإذا وصل إلى مرحلة إدراك المدلولات وفهم المقررات لم يعد أمامه إلا التسليم بها فهو مؤمن أو عدم التسليم بها فهو كافر وليس هو حكما في صحتها أو بطلانها وليس هو مأذونا في قبولها أو رفضها كما يقول من يبتغون أن يجعلوا من هذا العقل(1/3224)
إلها يقبل من المقررات الدينية الصحيحة ما يقبل ويرفض منها ما يرفض ويختار منها ما يشاء ويترك منها ما يشاء فهذا هو الذي يقول الله عنه أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ويرتب عليه صفة الكفر ويرتب عليه كذلك العقاب فإذا قرر الله سبحانه حقيقة في أمر الكون أو أمر الإنسان أو أمر الخلائق الأخرى أو إذا قرر أمرا في الفرائض أو في النواهي فهذا الذي قرره الله واجب القبول والطاعة ممن يبلغ إليه متى أدرك المدلول المراد منه إذا قال الله سبحانه الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي والله خلق كل دابة من ماء خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار إلى آخر ما قال سبحانه عن طبيعة الكون والكائنات والأحياء والأشياء فالحق هو ما قال وليس للعقل أن يقول بعد أن يفهم مدلول النصوص والمقررات التي تنشئها إنني لا أجد هذا في مقرراتي أو في علمي أو في تجاربي فكل ما يبلغه العقل في هذا معرض للخطأ والصواب وما قرره الله سبحانه لا يحتمل إلا الحق والصواب وإذا قال الله سبحانه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلى آخر ما قال في شأن منهج الحياة البشرية فالحق هو ما قال سبحانه وليس للعقل أن يقول ولكنني أرى المصلحة في كذا وكذا مما يخالف عن أمر الله أو فيما لم يأذن به الله ولم يشرعه للناس فما يراه العقل مصلحة يحتمل الخطأ والصواب وتدفع إليه الشهوات والنزوات وما يقرره الله سبحانه لا يحتمل إلا الصحة والصلاح وما قرره الله سبحانه من العقائد والتصورات أو من منهج الحياة(1/3225)
ونظامها سواء في موقف العقل إزاءه متى صح النص وكان قطعي الدلالة ; ولم يوقت بوقت فليس للعقل أن يقول آخذ في العقائد والشعائر التعبدية ; ولكني أرى أن الزمن قد تغير في منهج الحياة ونظامها فلو شاء الله أن يوقت مفعول النصوص لوقته فما دام النص مطلقا فإنه يستوي زمان نزوله وآخر الزمان احترازا من الجرأة على الله ورمي علمه بالنقص والقصور سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا إنما يكون الاجتهاد في تطبيق النص العام على الحالة الجزئية ; لا في قبول المبدأ العام أو رفضه تحت أي مقولة من مقولات العقل في جيل من الأجيال وليس في شيء من هذا الذي نقرره انتقاص من قيمة العقل ودوره في الحياة البشرية فإن المدى أمامه واسع في تطبيق النصوص على الحالات المتجددة بعد أن ينضبط هو بمنهج النظر وموازينه المستقاة من دين الله وتعليمه الصحيح والمدى أمامه أوسع في المعرفة بطبيعة هذا الكون وطاقاته وقواه ومدخراته ; وطبيعة الكائنات فيه والأحياء ; والانتفاع بما سخر الله له من هذا الكون ومن هذه الكائنات والأحياء ; وتنمية الحياة وتطويرها وترقيتها في حدود منهج الله لا كما تبتغي الشهوات والأهواء التي تضل العقل وتغطي الفطرة بالركام ونقف من هذه اللفتة لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقفة أخرى نقف منها أمام التبعة العظيمة الملقاة على الرسل صلوات الله عليهم ومن بعدهم على المؤمنين برسالاتهم تجاه البشرية كلها وهي تبعة ثقيلة بمقدار ما هي عظيمة إن مصائر البشرية كلها في الدنيا وفي الآخرة سواء منوطة بالرسل وبأتباعهم من بعدهم فعلى أساس تبليغهم هذا الأمر للبشر تقوم سعادة هؤلاء البشر أو شقوتهم ويترتب ثوابهم أو عقابهم في الدنيا والآخرة إنه أمر هائل عظيم ولكنه كذلك ومن ثم كان الرسل صلوات الله عليهم يحسون بجسامه ما يكلفون وكان الله سبحانه يبصرهم بحقيقة العبء الذي ينوطه بهم وهذا هو الذي يقول الله عنه لنبيه إنا سنلقي عليك قولا ثقيلًا(1/3226)
ويعلمه كيف يتهيأ له ويستعد يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا وهذا هو الذي يشعر به نبيه ص وهو يأمره أن يقول وأن يستشعر حقيقة ما يقول قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددًا إنه الأمر الهائل العظيم أمر رقاب الناس أمر حياتهم ومماتهم أمر سعادتهم وشقائهم أمر ثوابهم وعقابهم أمر هذه البشرية التي إما أن تبلغ إليها الرسالة فتقبلها وتتبعها فتسعد في الدنيا والآخرة وإما أن تبلغ إليها فترفضها وتنبذها فتشقى في الدنيا والآخرة وإما ألا تبلغ إليها فتكون لها حجة على ربها وتكون تبعة شقائها في الدنيا وضلالها معلقة بعنق من كلف التبليغ فلم يبلغ فأما رسل الله عليهم الصلاة والسلام فقد أدوا الأمانة وبلغوا الرسالة ومضوا إلى ربهم خالصين من هذا الالتزام الثقيل وهم لم يبلغوها دعوة باللسان ولكن بلغوها مع هذا قدوة ممثلة في العمل وجهادا مضنيا بالليل والنهار لإزالة العقبات والعوائق سواء كانت هذه العقبات والعوائق شبهات تحاك وضلالات تزين أو كانت قوى طاغية تصد الناس عن الدعوة وتفتنهم في الدين كما صنع رسول الله ص خاتم النبيين بما أنه المبلغ الأخير وبما أن رسالته هي خاتمة الرسالات فلم يكتف بإزالة العوائق باللسان إنما أزالها كذلك بالسنان حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله وبقي الواجب الثقيل على من بعده على المؤمنين برسالته فهناك أجيال وراء أجيال جاءت وتجيء بعده ص وتبليغ هذه الأجيال منوط بعده بأتباعه ولا فكاك(1/3227)
لهم من التبعة الثقيلة تبعة إقامة حجة الله على الناس ; وتبعة استنقاذ الناس من عذاب الآخرة وشقوة الدنيا إلا بالتبليغ والأداء على ذات المنهج الذي بلغ به رسول الله ص وأدى فالرسالة هي الرسالة ; والناس هم الناس وهناك ضلالات وأهواء وشبهات وشهوات وهناك قوى عاتية طاغية تقوم دون الناس ودون الدعوة ; وتفتنهم كذلك عن دينهم بالتضليل وبالقوة الموقف هو الموقف ; والعقبات هي العقبات والناس هم الناس ولا بد من بلاغ ولا بد من أداء بلاغ بالبيان وبلاغ بالعمل حتى يكون المبلغون ترجمة حية واقعة مما يبلغون وبلاغ بإزالة العقبات التي تعترض طريق الدعوة ; وتفتن الناس بالباطل وبالقوة وإلا فلا بلاغ ولا أداء إنه الأمر المفروض الذي لا حيلة في النكوص عن حمله وإلا فهي التبعة الثقيلة تبعة ضلال البشرية كلها ; وشقوتها في هذه الدنيا وعدم قيام حجة الله عليها في الآخرة وحمل التبعة في هذا كله وعدم النجاة من النار فمن ذا الذي يستهين بهذه التبعة وهي تبعة تقصم الظهر وترعد الفرائص وتهز المفاصل إن الذي يقول إنه مسلم إما أن يبلغ ويؤدي هكذا وإلا فلا نجاة له في دنيا ولا في أخرى إنه حين يقول إنه مسلم ثم لا يبلغ ولا يؤدي كل ألوان البلاغ والأداء هذه إنما يؤدي شهادة ضد الإسلام الذي يدعيه بدلا من أداء شهادة له تحقق فيه قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا وتبدأ شهادته للإسلام من أن يكون هو بذاته ثم ببيته وعائلته ثم بأسرته وعشيرته صورة واقعية من الإسلام الذي يدعو إليه وتخطو شهادته الخطوة الثانية بقيامه بدعوة الأمة بعد دعوة البيت والأسرة والعشيرة إلى تحقيق الإسلام في حياتها كلها الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتنتهي شهادته بالجهاد لإزالة العوائق التي تضل الناس وتفتنهم من أي لون كانت هذه العوائق فإذ استشهد في هذا فهو إذن شهيد أدى شهادته لدينه ومضى إلى ربه وهذا وحده هو الشهيد(1/3228)
وفي نهاية المطاف نقف وقفة خاشعة أمام جلال الله وعظمته ; ممثلة في علمه وعدله ورعايته وفضله ورحمته وبره بهذا الكائن الإنساني الذي يجحد ويطغى نقف أمام عظمة العلم بهذا الكائن ; وما أودعه من القوى والطاقات ; وما ركب في كينونته من استعدادات الهدى والضلال وما رتبه على هذا العلم حين لم يكله إلى عقله وحده على عظمة هذه الأداة التي وهبها له ; وعلى كثرة ما في الأنفس والآفاق من دلائل الهدى وموجبات الإيمان فلقد علم الله أن هذه الأداة العظيمة تنوشها الشهوات والنزوات ; وأن الدلائل المبثوثة في تضاعيف الكون وأطواء النفس قد يحجبها الغرض والهوى ويحجبها الجهل والقصور ومن ثم لم يكل إلى العقل البشري تبعة الهدى والضلال إلا بعد الرسالة والبيان ولم يكل إليه بعد البيان والاهتداء وضع منهج الحياة إنما وكل إليه تطبيق منهج الحياة الذي يقرره له الله ثم ترك له ما وراء ذلك وهو ملك عريض يبدع فيه ما شاء ويغير فيه ما شاء ويركب فيه ما شاء ويحلل فيه ما شاء منتفعا بتسخير الله لهذا الملك كله لهذا الإنسان وهو الذي يخطى ء عقله ويصيب وتعثر قدمه وتستقيم على الطريق ونقف أمام عظمة العدل الذي يرتب للناس حجة على الله سبحانه لو لم يرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين هذا مع احتشاد كتاب الكون المفتوح وكتاب النفس المكنون بالآيات الشواهد على الخالق ووحدانيته وتدبيره وتقديره وقدرته وعلمه ومع امتلاء الفطرة بالأشواق والهواتف إلى الاتصال ببارئها والإذعان له والتناسق والتجاوب والتجاذب بينها وبين دلائل وجود الخالق في الكون والنفس ومع هبة العقل الذي يملك أن يحصي الشواهد ويستنبط النتائج ولكن الله سبحانه بما يعلم من عوامل الضعف التي تطرأ على هذه القوى كلها فتعطلها أو تفسدها أو تطمسها أو تدخل في حكمها الخطأ والشطط قد أعفى الناس من حجية الكون وحجية الفطرة وحجية العقل ما لم يرسل أليهم الرسل ليستنقذوا هذه الأجهزة كلها مما قد يرين عليها(1/3229)
وليضبطوا بموازين الحق الإلهي الممثل في الرسالة هذه الأجهزة فتصح أحكامها حين تستقيم على ضوابط المنهج الإلهي وعندئذ فقط يلزمها الإقرار والطاعة والاتباع ; أو تسقط حجتها وتستحق العقاب ونقف أمام عظمة الرعاية والفضل والرحمة والبر بهذا المخلوق الذي يكرمه الله ويختاره على ما يعلم به من ضعف ونقص ; فيكل إليه هذا الملك العريض خلافة الأرض وهو بالقياس إليه ملك عريض وإن كان في ملك الله ذرة تمسكها يد الله فلا تضيع في ملكه الكبير ثم تشاء رعايته وفضله ورحمته وبره ألا تدعه لما أودع في كينونته من فطرة هادية ولكنها تطمس ; ومن عقل هاد ولكنه يضل ; بل يتفضل عليه ربه فيرسل إليه الرسل تترى وهو يكذب ويعاند ; ويشرد وينأى ; فلا يأخذه ربه بأخطائه وخطاياه ; ولا يحبس عنه بره وعطاياه ولا يحرمه هداه على أيدي رسله الهداة ثم لا يأخذه بالعقاب في الدنيا أو في الآخرة حتى تبلغه الرسل ; فيعرض ويكفر ويموت وهو كافر لا يتوب ولا ينيب ومن عجب أن يأتي على هذا الإنسان زمان يزعم لنفسه أنه استغنى عن ربه استغنى عن رعايته وفضله ورحمته وبره استغنى عن هدايته ودينه ورسله استغنى بالأداة التي علم ربه أنها لا تغنيه ما لم تقوم بمنهج الله فلم يكتب عليه عقابا إلا بعد الرسالة والبيان فيتمثل لنا الطفل الذي يحس ببعض القوة في ساقيه فيروح يبعد عنه اليد التي تسنده ليتكفأ ويتعثر غير أن الطفل في هذا المثال أرشد وأطوع للفطرة إذ أنه بمحاولة الاستقلال عن اليد التي تسنده يجيب داعي الفطرة في استحثاث طاقات كامنة في كيانه ; وإنماء قدرات ممكنة النماء ; وتدريب عضلات وأعصاب تنمو وتقوى بالتدريب أما إنسان اليوم الذي يبعد عنه يد الله ويتنكب هداه فإن كينونته بكل ما يكمن فيها من قوى يعلم الله أنها لا تشتمل على قوة مكنونة تملك الاستغناء عن يد الله وهداه وقصارى ما في قواه أنها ترشد وتضبط وتستقيم برسالة الله وتضل وتختل وتضطرب إذا هي استقلت بنفسها وتنكبت(1/3230)
هداه وخطأ وضلال إن لم يكن هو الخداع والتضليل كل زعم يقول إن العقول الكبيرة كانت حرية أن تبلغ بدون الرسالة ما بلغته بالرسالة فالعقل ينضبط مع الرسالة بمنهج النظر الصحيح ; فإذا أخطأ بعد ذلك في التطبيق كان خطؤه كخطأ الساعة التي تضبط ثم تغلبها عوامل الجو والمؤثرات وطبيعة معدنها الذي يتأثر بهذه المؤثرات لا كخطأ الساعة التي لم تضبط أصلا وتركت للفوضى والمصادفة وشتان شتان وآية أن ما يتم بالرسالة عن طريق العقل نفسه لا يمكن أن يتم بغيرها ; فلا يغني العقل البشري عنها أن تاريخ البشرية لم يسجل أن عقلا واحدا من العقول الكبيرة النادرة اهتدى إلى مثل ما اهتدت إليه العقول العادية المتوسطة بالرسالة لا في تصور اعتقادي ; ولا في خلق نفسي ولا في نظام حياة ولا في تشريع واحد لهذا النظام إن عقول أفلاطون وأرسطو من العقول الكبيرة قطعا بل إنهم ليقولون إن عقل أرسطو هو أكبر عقل عرفته البشرية بعيدا عن رسالة الله وهداه فإذا نحن راجعنا تصوره لإلهه كما وصفه رأينا المسافة الهائلة التي تفصله عن تصور المسلم العادي لإلهه مهتديا بهدى الرسالة وقد وصل أخناتون في مصر القديمة إلى عقيدة التوحيد وحتى مع استبعاد تأثره في هذا بإشعاع عقيدة التوحيد في رسالة إبراهيم ورسالة يوسف فإن الفجوات والأساطير التي في عقيدة أخناتون تجعل المسافة بينها وبين توحيد المسلم العادي لإلهه بعيدة بعيدة وفي الخلق نجد في الفترة التي هيمن فيها الإسلام في صدر الإسلام نماذج للأوساط ممن رباهم الرسول ص لا تتطاول إليها إعناق الأفذاذ على مدار التاريخ ممن لم تخرجهم رسالة سماوية وفي المبادى ء والنظم والتشريعات لا نجد أبدا ذلك التناسق والتوازن مع السمو والرفعة التي نجدها في نظام الإسلام ومبادئه وتشريعاته ولا نجد أبدا ذلك المجتمع الذي أنشأه الإسلام يتكرر لا في زمانه ولا قبل زمانه ولا بعد زمانه في أرض أخرى بتوازنه وتناسقه ويسر حياته وتناغمها إنه ليس المستوى(1/3231)
الحضاري المادي هو الذي يكون عليه الحكم فالحضارة المادية تنمو بنمو وسائلها التي ينشئها العلم الصاعد ولكن ميزان الحياة في فترة من الفترات هو التناسق والتوازن بين جميع أجزائها وأجهزتها وأوضاعها هو التوازن الذي ينشى ء السعادة والطمأنينة والذي يطلق الطاقات الإنسانية كلها لتعمل دون كبت ودون مغالاة في جانب من جوانبها الكثيرة والفترة التي عاشت بالإسلام كاملا لم تبلغها البشرية بعيدا عن الرسالة في أي عصر والخلخلة وعدم الاتزان هو الطابع الدائم للحياة في غير ظل الإسلام ; مهما التمعت بعض الجوانب ; ومهما تضخمت بعض الجوانب فإنما تلتمع لتنطفى ء جوانب أخرى وإنما تتضخم على حساب الجوانب الأخرى والبشرية معها تتأرجح وتحتار وتشقى
الدرس الخامس: شهادة الله لنبيه.(1/3232)
ونقف عند هذا الحد المناسب لسياق الظلال في الحديث عن الإيحاءات القوية العميقة التي يثيرها في النفس قول الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل لنمضي بعدها مع السياق القرآني لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدًا فإذا أنكر أهل الكتاب هذه الرسالة الأخيرة وهي جارية على سنة الله في إرسال الرسل لعباده مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وأهل الكتاب يعترفون بالرسل قبل محمد ص اليهود يعترفون بمن قبل عيسى عليه السلام والنصارى يعترفون بهم وبعيسى الذي ألهوه كما سيجيء فإذا أنكروا رسالتك يا محمد فلا عليك منهم فلينكروا لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدًا وفي هذا الشهادة من الله ثم من ملائكته ومنهم من حملها إلى رسوله إسقاط لكل ما يقوله أهل الكتاب فمن هم والله يشهد والملائكة تشهد وشهادة الله وحدها فيها الكفاية وفي هذه الشهادة تسرية عن الرسول ص وما يلقاه من كيد اليهود وعنتهم وفيها كذلك تصديق وتثبيت وتطمين للمسلمين في أول عهدهم بالإسلام بالمدينة أمام حملة يهود التي يدل على ضخامتها هذه الحملة القرآنية المنوعة الأساليب والإيحاءات في ردها والقضاء عليها وعندئذ يجيء التهديد الرعيب للمنكرين في موضعه بعد شهادة الله سبحانه وشهادة الملائكة بكذبهم وتعنتهم والتوائهم إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرًا إن هذه الأوصاف وهذه التقريرات مع كونها عامة تنطبق أول ما تنطبق على حال اليهود وتصور موقفهم من هذا الدين وأهله ; بل من الدين الحق كله ; سواء منهم من عاصروا فجر الدعوة في المدينة أو من سبقوهم منذ أيام موسى عليه السلام أو من جاءوا بعدهم إلى يومنا هذا إلا(1/3233)
القلة النادرة المستثناة من الذين فتحوا قلوبهم للهدى فهداهم الله وهؤلاء وكل من ينطبق عليهم وصف الكفر والصد قد ضلوا ضلالا بعيدا ضلوا عن هدى الله ; وضلوا طريقهم القويم في الحياة ضلوا فكرا وتصورا واعتقادا ; وضلوا سلوكا ومجتمعا وأوضاعا ضلوا في الدنيا وضلوا في الآخرة ضلوا ضلالا لا يرتجى معه هدى ضلوا ضلالا بعيدًا ويعيد السياق وصفهم بالكفر ليضم إليه الظلم إن الذين كفروا وظلموًا والكفر في ذاته ظلم ظلم للحق وظلم للنفس وظلم للناس والقرآن يعبر عن الكفر أحيانا بأنه الظلم كقوله تعالى إن الشرك لظلم عظيم وقوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون بعدما قرر أنهم الكافرون في الآية السابقة عليها كما سيجيء في موضعه في هذا الجزء في سورة المائدة وهؤلاء لم يرتكبوا ظلم الشرك وحده ولكن ارتكبوا معه ظلم الصد عن سبيل الله ايضا فأمعنوا في الكفر أو امعنوا في الظلم ومن ثم يقرر الله بعدله جزاءهم الاخير إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدًا فليس من شأن الله سبحانه أن يغفر لأمثال هؤلاء بعدما ضلوا ضلالا بعيدا وقطعوا على أنفسهم كل طريق للمغفرة وليس من شأن الله سبحانه أن يهديهم طريقا إلا طريق جهنم وقد قطعوا على أنفسهم كذلك كل طريق للهدى وأوصدوا في وجوه أنفسهم كل طريق إلا طريق جهنم فأبعدوا فيه وأوغلوا واستحقوا الخلود المؤبد فيها بإبعادهم في الضلال والكفر والصد والظلم بحيث لا يرجى لهم من هذا الإبعاد مآب وكان ذلك على الله يسيرًا فهو القاهر فوق عباده وليس بينه وبين أحد من العباد صهر ولا نسب يجعل أخذهم بهذا الجزاء العادل المستحق عليهم عسيرا وليس لأحد من عباده قوة ولا حيلة تجعل أخذه عسيرا على الله أيضا ولقد كان اليهود كما كان النصارى يقولون نحن أبناء الله وأحباؤه وكانوا يقولون لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وكانوا يقولون نحن شعب الله المختار فجاء(1/3234)
القرآن لينفي هذا كله ويضعهم في موضعهم عبادا من العباد إن أحسنوا أثيبوا وإن أساءوا ولم يستغفروا ويتوبوا عذبوا وكان ذلك على الله يسيرًا
الدرس السادس : دعوة الناس للإيمان بالرسول .
ومن ثم دعوة شاملة إلى الناس كافة بعد هذه البيانات كلها أن هذا الرسول إنما جاءهم بالحق من ربهم فمن أمن به فهو الخير ومن كفر فإن الله غني عنهم جميعا وقادر عليهم جميعا وله ما في السماوات والأرض وهو يعلم الأمر كله ويجريه وفق علمه وحكمته يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيمًا وهي دعوة سبقها دحض مفتريات أهل الكتاب وكشف جبلة اليهود ومناكرهم في تاريخهم كله وتصوير تعنتهم الأصيل حتى مع موسى نبيهم وقائدهم ومنقذهم كما سبقها بيان طبيعة الرسالة وغايتها وهذه الغاية وتلك الطبيعة تقتضيان أن يرسل الله الرسل وتقتضيان أن يرسل الله محمدا حتما فهو رسول إلى العالمين إلى الناس كافة بعدما غبرت الرسالات كلها خاصة بقوم كل رسول فلم يكن بد من تبليغ عام في ختام الرسالات يبلغ إلى الناس كافة لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ولو لم تكن هذه الرسالة عامة للناس كافة لكان للناس ممن سيأتون من أجيال وأمم حجة على الله فانقطعت هذه الحجة بالرسالة العامة للناس وللزمان وكانت هي الرسالة الأخيرة فإنكار أن هناك رسالة بعد أنبياء بني إسرائيل غير عيسى أو بعد عيسى عليه السلام لا يتفق مع عدل الله في أن يأخذ الناس بالعقاب بعد البلاغ ولم يسبق أن كانت هناك رسالة عامة ولم يكن بد من هذه الرسالة العامة فكانت بعدل الله ورحمته بالعباد وكان حقا قول الله سبحانه وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة كما يتجلى من هذا البيان .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
منقول من كتاب ( في ظلال القرآن ) للمؤلف سيد قطب.
---(1/3235)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > لم لا تضيفون هذا الكتاب ؟!!
---
لم لا تضيفون هذا الكتاب ؟!!
---
د. هشام عزمي
05-07-2004, 09:20 AM
كتاب خلاصة النصوص الجلية فى نزول القرآن الكريم وجمعه وحكم إتباع رسم المصاحف العثمانية
لصاحب الفضيلة الأستاذ الكبير
الشيخ / محمد بن على بن خلف الحسينى الشهير بالحداد
شيخ عموم القراء والمقارىء بالديار المصرية
وهو كتاب عظيم من مؤلف عظيم
و قد أخبرني الشيخ د. مساعد الطيار أنه في سبيله إلى مكتبة الشبكة و لم يوضع حتى الآن ... لعل المانع خيراً !
الكتاب موجود على هذا الرابط ...
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?threadid=1196
---
(1/3236)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > طلب الدلالة على موضوع لرسالة ماجستير .
---
طلب الدلالة على موضوع لرسالة ماجستير .
---
ضياء الإسلام
03-01-2006, 10:40 PM
السلام كليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي اللأفاضل وإخوتي الكرام رواد هذا المنتدى المبارك ..أنا طالب علم في مرحلة الماجستير أبحث عن موضوع لأطروحة الماجستير ولكني لم أجد حتى الآن موضوعا أقوم بإجراء دراسة عليه وكم كنت أتمنى أن يكون موضوعي متصلاً بالقرآن الكريم ولكن تخصصي في اللغة العربية لا يسمح بأن يكون موضوعي قرآنياً صرفاً لذلك أرجو من أساتذتنا ومشايخنا الأفاضل مساعدتي في الوصول إلى موضوع ينفع الله به الإسلام والمسلمين ويتفق وتخصصي والله الموفق .
...... أساتذتي الأفاضل أنا أعمل في مجال البحث اللغوي ، حيث أقوم بتصحيح الكتب إملائياً ولغوياً أو تشكيلها ، فهل هناك ما أقدمه لهذا الجمع المبارك ؟ جعلنا الله وإياكم من خدام دينه ....
---
عبدالرحمن الشهري
03-01-2006, 10:56 PM
حياكم الله أخي ضياء الإسلام .
يدور في ذهني موضوع فيه المواصفات التي طلبتها وعنوانه :
شروح الشعر الجاهلي وتفسير القرآن الكريم
جمعاً ودراسة ، من خلال أهم شروحات الشعر الجاهلي ومنها :
- شرح المعلقات لأبي بكر بن الأنباري .
- شرح المفضليات للتبريزي .
- شرح ديوان الحماسة للتبريزي . وبقية شروح ديوان الحماسة .
ويمكنك صياغة الخطة بطريقة تجعل الموضوع ذا صبغة لغوية تفسيرية .
وهو موضوع طريف.
ويمكن مراجعة هذين الموضوعين ففيهما موضوعات كثيرة مقترحة ، لعلك تجد فيها ما يناسبك ، أو يدلك على ما يناسبك :
- مواضيع مقترحة للرسائل العلمية . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=155).
- "مخطوطات مقترحة للرسائل العلمية " . (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=873).
---
ضياء الإسلام
03-03-2006, 10:40 PM(1/3237)
جزاك الله أستاذي الفاضل خير الجزاء ونفع بعلمكم ورزقني الله وإياكم خيري الدنيا والآخرة
---
مسلم السعدون
03-04-2006, 08:59 AM
بسم الله الرحنم الرحيم
اخي الحبيب انصحك ان يكون بحثك داخل المتن القرآني الكريم.
واقترح عليك موضوع تشكيل القرآن فاني رايت رسالة ماجستير في وضع الفوارز والنقاط وعلامة السؤال او الفارزة المنقوطة و..... لكن في حدود سورة البقرة وانت تستطيع ان تشكل القرآن في سورة اخرى. والله الموفق
---
ضياء الإسلام
03-05-2006, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله أخي مسلم السعدون خير الجزاء على هذه الفكرة وأتمنى أن تسهب لي في شرحها أكثر
---
القاضي الأثري
03-27-2006, 12:58 AM
أخي اعرض عليك هذه البحوث لتختار او تسير على هديها :
1- البحث اللغوي في تفسير البحر المحيط لأبي حيان
2- البحث الدلالي في تفسير ابن عطية .
3- الدرس اللغوي في تفسير الماوردي
4- القضايا البلاغية في حاشية الشيخ زاده على الكشاف وهذا البحث رغم انه في كتاب معتزلي لكن يمكن الافادة منه في نصرة السنة .
---
ضياء الإسلام
03-27-2006, 09:52 PM
أفادك الله أخي القاضي ونفع بعلمكم وجزاكم الله خيرا على الموضوعات وأسأل الله أن يوفقني لاختيار الموضوع الذي أتمنى من الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين .
---
(1/3238)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التوبة والاستغفار 2/2
---
التوبة والاستغفار 2/2
---
محمد بن إبراهيم الحمد
01-14-2007, 04:48 PM
ثالثاً - فروق بين التوبة والاستغفار: هناك فروق بين التوبة والاستغفار، ومن ذلك ما يلي:
1- يختلفان في أصل المادة؛ فمادة التوبة: تَوَب، ومادة الاستغفار: غفر .
2- يختلفان في التعريف، فالتوبة مرَّ تعريفها، والاستغفار هو طلب المغفرة، وهي وقاية شر الذنوب مع سترها.
3- الاستغفار قد يكون مع الإصرار على الذنب، أما التوبة فلا تكون إلا بالإقلاع، وترك الإصرار.
4- التوبة تقبل، وتمحى بها الذنوب، وقد تبدل حسنات إذا كانت التوبة حسنةً نصوحاً.
أما الاستغفار فهو مجرد دعاء كسائر الأدعية قد يقبل وقد لا يقبل، قال -تعالى-: [غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ] غافر:3.
5- الاستغفار يقوم به الإنسان عن نفسه، وعن غيره من إخوانه المسلمين، كما قال - تعالى - عن نوح - عليه السلام -: [رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ] نوح:28.
أما التوبة فلا يقوم بها إلا الإنسان المريد لها؛ إذ لا يصح أن يتوب أحد عن أحد.
6- أنه جاء الأمر من الله - عز وجل - بأن يستغفر المؤمن لذنبه، ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات، كما قال - عز وجل -: [وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ] محمد:19.
ولم يجئ الأمر بأن يتوب عن أحد من الناس.
7- أن المسلم يؤجر إذا استغفر للمؤمنين والمؤمنات، فيكون له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة إذا هو استغفر لهم.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)[1].
أما التوبة فلا يتأتى فيها مثل ذلك؛ لما سبق من أنه لا يتوب أحد عن أحد.(1/3239)
8- أن الملائكة - عليهم السلام - يستغفرون للذين آمنوا، ولم يأتِ أنهم يتوبون عنهم؛ لما تقرر آنفاً.
قال - تعالى -: [الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ] غافر:7.
9- أن التوبة تنتهي بغرغرة الإنسان، أي إذا كان في سياق الموت، فلا يمكنه التوبة في ذلك الوقت، ولا بعده.
أما الاستغفار فقد يُستغفر للإنسان إذا كان حياً، أو في سياق الموت، أو بعد الموت.
10- أن الاستغفار له أوقات مطلقة، ومقيدة؛ فالمطلق أن يستغفر الإنسان في كل وقت.
والمقيد كالاستغفار في الجلوس بين السجدتين، وكالاستغفار بعد التسليم من الصلاة، وكالاستغفار بعد الإفاضة من الحج، وكالاستغفار بالأسحار.
أما التوبة فتشرع في كل وقت، بل لا يجوز تأخيرها، ولا التسويف فيها، ما دام الإنسان لم يغرغر، والشمس لم تطلع من مغربها.
11- قد يقال: إنهما إذا افترقا اجتمعا، فإذا ذكر الاستغفار وحده في سياق دخلت معه التوبة، وإذا ذكرت وحدها شملت الاستغفار؛ فالتوبة تتضمن الاستغفار، والاستغفار يتضمن التوبة؛ فكل واحد منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق، أي إذا ذكر كل واحد منهما على حدة.
12- وإذا اجتمعا افترقا؛ فعند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى كما في قوله -تعالى-: [وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ] (هود:3) يكون الاستغفار طلبَ وقاية شر ما مضى، وتكون التوبة: الرجوع، وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل.
13- وعند اقترانهما -أيضاً- يكون الاستغفار عبارةً عن طلب المغفرة باللسان، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب، والجوارح.
14- الاستغفار يكون بصيغة طلب، كقولك: (رب اغفر لي) والتوبة طلب، وعزم، وندم، وفعل، وترك.(1/3240)
15- التوبة قد يترتب عليها تخلص من حقوق، وتحلل من مظالم، أما الاستغفار فهو مجرد دعاء كسائر الأدعية التي يدعو بها الإنسان لنفسه، أو لغيره.
16- التوبة تكون من الله، وتكون من العبد، والله - عز وجل - تواب، والعبد تواب؛ والله - عز وجل - يتوب، والعبد يتوب؛ فإذا كانت التوبة من الله عُدِّيت بـ: على، وإذا كانت من العبد إلى الله عُدِّيت بـ: إلى؛ كما قال -عز وجل-: [فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ] النساء:17، وقال: [وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً] النور:31.
أما الاستغفار فلا يقال فيه كذلك، بل يقال: إن الله غافر، والعبد مستغفر.
17- التوبة لا بد أن تكون بقصد ونية، أما الاستغفار فقد يُبذل للإنسان دون قصده، ودون نيته، بل ربما دون علمه.
18- أن الله - عز وجل - يفرح بتوبة التائب، كما في حديث: (لله أفرح بتوبة العبد) الحديث.
ولم يرد أنه - عز وجل - يفرح بالاستغفار بل ولا غيره من سائر العبوديات إلا التوبة.
وليس معنى ذلك أن تلك العبوديات ليست محبوبة لله، وإنما المقصود أن الفرح خاص بالتوبة.
19- أن التوبة تقبل، بل وتطلب من كل أحد مؤمناً كان أم كافراً، براً أم فاجراً.
أما الاستغفار فلا يقبل إلا من المؤمن، وللمؤمن؛ فلا يقبل من الكافر، ولا يجوز أن يستغفر للكافر، قال - تعالى -: [اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ] التوبة:8.
وقال: [مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى] التوبة:113.
20- أن التوبة تكون من فعل محرمٍ أو مكروهٍ، أو تركِ واجبٍ أو مستحب.(1/3241)
أما الاستغفار فيكون عن ذلك، وقد لا يكون عن شيء من ذلك، بل قد يقوله الإنسان كذكرٍ مجردٍ، يرجو به الدرجات والحسنات[2].
[1] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/210، وقال: (إسناده جيد)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6026).
[2] انظر الوصية الصغرى لابن تيمية ص109-113، وجامع العلوم والحكم 2/407، ونتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار للسفاريني ص285-292.
---
عمر المقبل
01-15-2007, 08:49 PM
مبحث لطيف ، من شيخ مفيد ..
أثاب الله أخانا فضيلة الشيخ محمد ،وجعل ذلك في ميزان حسناته ،وهو الذي عوّدنا على الإبداع وحسن التصنيف .
---
(1/3242)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > محاضرات الملتقى الأول لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ( الحقيقة والأثر والمنهج ورد....
---
محاضرات الملتقى الأول لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب ( الحقيقة والأثر والمنهج ورد....
---
ابن العربي
07-10-2004, 08:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرات الملتقى الأول لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ( الحقيقة والأثر والمنهج ورد الافتراءات ) وهي عبارة عن ثلاث عشر محاضرة سجلت على أشرطة ونحن هنا نقوم بتفريغ تلك الأشرطة رجاء الانتفاع بها من قبل الخاصة والعامة .
المحاضرة الأولى :" الإمام محمد بن عبدالوهاب حياته وآثاره "
ألقاها فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء .
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين محمد بن عبدالله فصلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين وعلى آله وصحابته أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :(1/3243)
فنشكر الله جل وعلا أن هيئا هذا الوقف وقف السلام رجالاً سعو جهدهم في إيجاد هذا الوقف وفي بناء هذا المسجد قبل كل شيء ثم وجود هذا الوقف النافع فهذا المسجد الذي أقيم على هذا المستوى وسعى في القيام فيه رجالاً أحسبهم ولا أزكي على الله أحداً ذو إخلاص وحرص على الخير حسب ما علمنا وتعاملنا معهم فلقد قاموا مشكورين بناء هذا المسجد وبالسعي في تشييده والسهر في ذلك حتى خرج هذا المسجد بهذا المستوى الجيد من غير إسراف ومجاوزة ولكنه شيد على طريقة متواضعة نافعة جمعت بين بناء المسجد وهذا الوقف العظيم ونسأل الله للقائمين عليه والساعين في ذلك المثوبة من رب العالمين وليبشروا بالخير فإن الله جل وعلا يثيب العبد على كل عمل صالح يعمله إذا أخلص نيته لله فالساعي في الخير بنفسه بماله بقلمه كل أولئك شركاء في الأجر وفضل الله واسع ومن بنا لله مسجداً بنا الله له مثله في الجنة وإني لأرجو للساعين والقائمين على هذا المثوبة من رب العالمين وأن لا يحرمهم الأجر والثواب وأن يجزي من بذل خيراً خير إنه على كل شيء قدير .
أخواني الأفاضل :(1/3244)
موضوع هذه الليلة افتتاح الملتقى الأول للتعريف بدعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وقبل ابتداءه في هذا نعلم أن الله جل وعلا فضل أمة محمداً صلى الله عليه وسلم فجعلها خير الأمم وأفضل الأمم" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فبين الله لهذه الأمة مكانتها ومنزلتها وخصوصيتها وهي أنها خير أمة أخرجت للناس فالأمة المحمدية خير الناس للناس إذ هي أمة لها القيادة والسيادة ولها المكانة الرفيعة دينها أكمل الأديان كتابها خير الكتب نبيها أفضل الأنبياء والمرسلين شريعتها أتم الشرائع وأكملها "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " أمة مرحومة وأمة لا يزال الخير فيها باقياً وأمة هي خاتم الأمم وأمة سيضل دينها باقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
وفي الحديث " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله "
أمة لا تجتمع على ضلالة أمة الخير فيها لا يزال مستمراً كلما ضعف هيئا الله لها من أبنائها من ينهض بها ومن يعيدها إلى الطريق المستقيم ويهديها سواء السبيل .
أيها الأخوة الأفاضل :(1/3245)
بعث الله أنبياءه ورسله مبشرين ومنذرين بعدما بدأ الشرك في قوم نوح وحدث ما حدث بعث الله نوحاً عليه السلام ثم تتابعت الرسل كل رسول يمضي يعقبه رسول بعده " ثم أرسلنا رسلنا تترى " هؤلاء الرسل مهمتهم البشارة والنذارة" رسلاً مبشرين ومنذرين " ومهمتهم إقامة حجة الله على العباد لتنقطع الحجة لألا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل هؤلاء الرسل صفوة الخلق وخيرة الخلق وأفضل الخلق كلفوا بحمل الرسالة فحملوها وأدوا الأمانة ونصحوا لأممهم بذلوا جهدهم في سبيل هداية أممهم فهدى الله من شاء وأضل من شاء ما من نبي بعث إلا وله أعداء يخاصمونه ويجادلونه ويكذبونه ويقابلون دعوته بالتكذيب والإنكار " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون "
تلك العداوة للرسل ليست لهوان الرسل على الله ولكن تلك العداوة للرسل فيها فائدة كبرى وهي :
1/ عظيم ثواب الرسل بصبرهم وثباتهم
2/ ليتميز الحق من الباطل فإذا وجد الأعداء والخصوم والمناوءون وجد في مقابلهم من يدافع عن الحق ويناظل عن الحق والهدى رسل الله تفاوتوا في كثرة الأتباع فمن رسل الله من يأتي ليس معه أحد ومنهم من يأتي ومعه الرجل والرجلان وليس ذلك لقصور في بيان الرسل ولكن الله يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله .(1/3246)
تتابعت الرسالات وعمت جميع الخلائق " ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " وهم متفقون على أن التوحيد أول مبدأ رسالتهم " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " والرسل متفاوتون في الفضل فأولي العزم أفضلهم " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات " فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى وخاتمهم سيد الأولين والآخرين أولئك أولي العزم " فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل " وتميز الخليلان إبراهيم و محمد بأنهما أفضل أولي العزم ثم اختار الله سيد الأولين والآخرين ليكون أفضل الجميع وسيد الجميع وإمام الجميع " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " حقاً إنه سيدهم وإمامهم وأنه الشاهد على الأمم أن الرسل قد بلغتهم رسالات ربهم ختمت أنبياء بني إسرائيل بعيسى ابن مريم وقد بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم لقرب عهده به " إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " رفع الله عيسى إلى السماء واندرست بطول الزمن الملة الحنفية اندرست بطول العهد فما بين محمداً وعيسى زهاء ستة قرون لم يكن فيها نبي وإنما بقايا على الملل السابقة بقايا من اتباع عيسى والمتمسك بشريعته يقلون وينفذون حتى وجد زمن لم يبقى على الأرض من يعرف الحق أحداً
فأظلمت الأرض بالجهالات والضلالات وأظلمت بالطغيان والفساد " "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " فرحم الله الخليقة بهذا النبي الكريم محمد بن عبدالله هذا النبي من ولد إسماعيل بن إبراهيم " إن الله اصطفى إسماعيل واصطفى من إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم فأنا خيركم حسباً ونسباً "(1/3247)
أشرقت الأرض بعد ظلماتها واستنارت واهتدت بعد الغواية بإطلالة مبعث محمداً صلى الله عليه وسلم بعث هذا النبي الكريم كما قلنا على حين فترة من الرسل واندراس من العلم واختار الله له بلده مكة شرفها الله التي ولد فيها وأسلافه إلى إسماعيل كلهم فيها وترعرع فيها ونشأ فيها وعاش بين أهلها لمدة أربعين عاماً " الله أعلم حيث يجعل رسالته " فاختاره الله لأن يكون النبي الخاتم للأنبياء والرسالات بعثه بما بعث به إخوانه الأنبياء والمرسلين ليدعوا إلى توحيد الله ليدعو إلى إخلاص الدين لله بعثه في زمن كانت الأرض تعج بملل متطاحنة وآراء متباينة وملل مختلفة يهودية ونصرانية ومجوسية ووثنية هذه أصول الملل ويدخل تحتها أنواع ابتدأ النبي الكريم دعوته بمكة يدعو العرب عشيرته بني عمه أقاربه رحمه يدعوهم إلى لا إله إلا الله .ليقولوها ويعملوا بمقتضاها وينصروها ويؤيدوها ويحملوا لوائها فلما ابتدأ الدعوة قوبل بالتكذيب والإنكار وعورضت دعوته وأوذي اتباعه وجرى ما جرى وهو صابر محتسب يدعو إلى الله سراً وجهاراً وليلاً ونهاراً يعرض نفسه على أندية العرب وملتقيا تهم وفي مواسمهم يدعوهم إلى الله ويتلو عليهم القرآن فمن مستجيب وهم قليل ومن صاد ومن متوقف ومن ومن ولكن واصل دعوته وهاجر إلى المدينة وفرضت الفرائض وأوجبت الواجبات ودخل الناس في دين الله أفواجاً فما توفى صلى الله عليه وسلم إلا وجزيرة العرب قد انقادت لدعوته واستجابت لطريقته ودخلوا في دين الله أفواجاً فأقر الله عينه وشرح صدره فصلوات الله وسلامه عليه .(1/3248)
توفي صلى الله عليه وسلم وقد ترك أمته على المحجة البيضاء والطريقة الواضحة الجلية ليلها كنهارها أنحرف من أنحرف من العرب وارتد من ارتد من العرب وكاد الإسلام أن يذهب وكاد دولة الإسلام أن تقيض وكاد، وكاد ولكن ثبت الله قلوب أصحابه الكرام ولا سيما الصديق رضي الله عنه فظهر من قوة إيمانه ويقينه وقوة غيرته على دين الله ما تحققت به معجزة النبي حيث أشار بخلافته وأومأ أو نص على خلافته فقام بالمهمة خير قيام إلى أن رد العرب إلى حضيرة الإسلام وقضا على مدعي النبوة وعلى كل معارض ومجادل فعاد الناس إلى حضيرة الإسلام ثم انطلقت تلك الجحافل المؤمنة شرقاً وغرباً تفتح القلوب والبلاد وتنير الطريق وتهدي العباد وتخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى مضى على ذلك حقبة من الزمن ولكن من حكمة الله أن يكون بين الحق وبين الباطل نزال وجدال وأن الحق لا يمكن أ ينفرد وحده بل لا بد من الباطل يقارنه ليظهر الحق من الباطل " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" فالحق لا بد أن يقارنه باطل حكمة الله " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين " .(1/3249)
بدأت تلك الظاهرة متمثلة في فرقة الخوارج الذين خرجوا في أواخر عهد عثمان فقالوا في عثمان بآرائهم الباطلة وأفها مهم الخاطئة ما قالوا إلى أن قتل الخليفة ظلماً وعدواناً فسل السيف على أهل الإسلام وعاث المسلمون في دمائهم وخرجت الخوارج على علي لتكفر علي والصحابة وتدعي أنهم كفار فارقوا الشرع وعصوا الرب وهكذا إلى أن قاتلهم الصحابة ولكن بقاياهم لا يزالون يتواجدون ثم خرجت فرق شتى وضلالات متباينة كلها شذت عن منهج الله القويم وعن طريق المستقيم ونبينا قد قال لنا :" إني تارك فيكم ما لم تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله " لكن لما فرطت الأمة في هذا الاعتصام بكتاب الله وبدأ الضعف حصلت تلك المبادئ والبدع والآراء المتباينة الضالة والنبي أخبرنا " أن خير القرون قرنه ثم الذين يلونه ثم الذين يلونه فما مضى القرن الثالث إلا وقد لوث العالم الإسلامي ببدع وأفكار غريبة وآراء باطلة هدامة وفدت إليها من أفكار غير المسلمين ومن تراث اليونان وغيرهم من فلاسفة وغيرهم وما زال هذا الباطل ينمو حتى حورب أصل الإسلام وشيد البناء على القبور وطيف بها كما يطاف بالبيت العتيق وحصل على الإسلام من النكسات ومن الآلام ما الله به عليم وتتابعة الفتن والمحن على هذه الأمة ولكن مع كثرة الفتن والمحن فالشرع لا يزال قائماً لأن الله ضمن لهذا الدين البقاء والقرآن لا يزال محفوظاً والسنة لا تزال محفوظة " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وفي كل قرن يهيئ الله لهذه الأمة من يجدد لها معالم دينها ومن يردها إلى الصواب ومن يهديها إلى الطريق المستقيم فما موقف أئمة الإسلام وعلماء الصحابة ثم التابعون وتابعيهم وما موقف الإمام أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة والبخاري ومسلم وأبو خزيمة وغيرهم من أئمة الإسلام وما مواقف من جاء بعدهم ومن سار على نهجهم من علماء الأمة في شرق الأرض وغربها يناضلون عنها هذه الشريعة ويدافعون عنها ويوضحون الحجة ويدحضون بالحق(1/3250)
الباطل " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " .
وجاءت حروب التتار وكم قتل من المسلمين من قتل ودمر من مساجدهم وأتلف من تراثهم ما أتلف ومع هذا فقد عادت الأمة بعد جراحها قوية ....
وجاءت الحروب الصليبية إلى غير ذلك مما توالت على الأمة من محن وفتن ومع هذا كله فشرع الله لا يزال عزيزاً باقياً مهما حاول الأعداء القضاء عليه " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " فشت البدع في الأمة بدع الشرك وتعظيم القبور والطواف بها والذبح إلى أهلها والاستغاثة بهم والالتجاء إليهم وضعف التمسك بالدين وعادت بعض دول الإسلام إلى مشابهة الجاهلية في عدم وجود الحق وعدم من يقوم لهذا الدين بالدعوة والتوحيد .
أما جزيرة العرب ماعدا الحرمين وخاصة نجد فقد عادت في القرون المتأخرة في جهالة وبعد عن الخير فليس فيها مطامع لأحد صحراء قاحلة لا يأتيها إلا أفذاذ من الناس هاربين ولاجئين إليها عندما تضيق بهم الأمور في بلادهم كانت نجد في غاية من ..... والقلة والضعف منذ حرب اليمامة في عهد الصديق ونجد أخبارها طويت أو ضعفت وقلت .(1/3251)
وفي مطلع القرن الحادي عشر وفق الله بفضله رجلاً من أبناء هذا البلد هداه الله للطريق المستقيم ومن عليه بفهم كتاب الله وبفهم سنة محمداً صلى الله عليه وسلم وفهم ما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان وخيار هذه الأمة فقرأ كتاب الله وفهمه وقرأ سنة رسول الله وألم وتتلمذ على علماء عصره ...... الرأي والعلم في الاحساء والبصرة والمدينة ومكة وفي بلده يتلقى العلم ويتلقى التحصيل وقد فتح الله على قلبه فقارن بين واقع مجتمعه ومادل الكتاب والسنة عليه فرأى أن هذا المجتمع مجتمع يعيش على أمور تخالف شرع الله لا سيما في أصل الدين وأساسه فأرتد أن يدعو قومه إلى الله وأراد أن يبين منهج الله وأراد أن يكشف لهم الحقيقة ويريهم المنهج القويم ويدلهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم وهدي أئمة الهدى من الصحابة ومن سار على نهجهم لكن القوم قد أشربوا الباطل ونشئوا وهرموا عليه فعندما ابتدأ الدعوة إلى الله قوبل بالإنكار وقوبل بالتكذيب وقوبل بالعداء وقيل له جئت الناس بما لا يعرفه آبائهم وقيل له إنك أتيت بمذهب خامساً زائد على المذاهب الأربعة وقيل، وقيل لكنه لم يلتفت لتلك الأمور بل شد المئزر وقام لله قيام صدق وإخلاص وعلم الله ذلك منه فوفقه وأعانه .وكان يعرض دعوته لمن يثق به ممن يرجوا أن ينصرها ويؤيدها ولكن الله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم فعندما ضاقت بالشيخ الحيل وضاقت به الأرض بما رحبت ولم يجد ناصراً ولا مؤيداً لجاء إلى الله وفوض أمره إلى الله واستعان بمن هو على كل شيء قدير .(1/3252)
فسخر الله له وهيئا الله له إمام من أئمة المسلمين وفرداً من أفذاذ ذلك الزمان ألا وهو الإمام محمد بن سعود بن مقرن آل سعود فقبل هذه الدعوة واقتنع بها وارتضاها واطمئن إليها وشرح الله صدره لها فآوى الشيخ وأيده ونصره ودافع عنه واتخذه أمام له يقتدي به ويتأسى به ويسمع ويطيع لتوجيهاته لأنه يراها حقاً وهدى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فهذا الإمام رحمه الله لما بين له الحق شرح الله صدره لقبوله واطمئن لذلك وعاهد الشيخ على القيام بالدعوة إلى الله ونشر هذه الدعوة في هذا البلد وما جاورها عسى الله أن يجعل فيها خيراً وعسى الله أن يوفق لقبولها فقام الإمامان بهذا الواجب لكنهم فوجئوا بالعداء من قومهم ولا سيما بعض المنتسبين إلى العلم الذين يرون أن في انضوائهم تحت هذه الدعوة سلباً لصلاحياتهم وإذهاباً لمكانتهم وتحولهم من أمة متبوعة إلى أناس تابعين عند ذلك أوضح الشيخ طريقته بالتدريس والكتابة للعلماء والمسؤولين في كل قطر يعرض عليهم منهجه ودعوته وأنه لم يأتي الناس بأمر غريب ولكن جاء بكتاب الله وبسنة رسوله ويطلب من كل من وقف أن يبدي اعتراضه أو يوضح منهجه أو يقدح في هذا المنهج الذي جاء به حتى يتبين هل قدحه مبني على حق أم منطلق من هوى وتعصب بغيض هذه الدعوة مضت في سبيلها محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب جاهدا في الله وسارا يدعوان كل من حولهم إلى الانضواء تحت هذه الدعوة وسماع الحق والعمل به وقبوله ولاطمئنان إليه فيستجيب من يستجيب وينأ من ينأ ولكن بطول الزمن ولله الحمد وصبر أولئك مكن الله لهذه الدعوة فوضح أمرها واستبان للناس منهجها واستفاد منها من في هذه البلد ومن غيرها من العالم الإسلامي وعرفوا أنها دعوة صالحة ومنهج إسلامي كتاب وسنة وما أجمع عليه سلف هذه الأمة .
أيها الأخوة(1/3253)
لكل داع إلى الله عدو حتى يكون هذا العدو سبباً في انتشار هذا الحق ووضوح هذا السبيل وأعداء الشيخ قالوا عنه ما قالوا وافتروا عليه من الأباطيل ما افتروا ولكن ولله الحمد ذهبت تلك الأباطيل ووضح الحق واستبان الهدى " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
كانت نجد والجزيرة متفرقة في ولايتها فجمعهم الله على إمام واحد وكان الفقر سائد فأغناهم الله وكان الجهل متمكناً فعلمهم الله وكانت العصبية رافعة لوائها فأزالها الله بهذه الدعوة الصالحة التي جمعت القلوب على الخير والهدى والعلم النافع والاتحاد على الكتاب والسنة والأخوة الإيمانية الصادقة القائمة على هذا المنهج العظيم دعوة أصلحت القلوب والبلاد دعوة جلبت الخير والرغد ودعوة بصرت من العمى وهدت من الجهل إذ هي دعوة سارت في منهجها على منهج محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم لم تكن هذه الدعوة من تلقاء الشيخ من فكره ورأيه ولا من كتاب قلده ولكنها دعوة من كتاب وسنة وهو لا يدعي لنفسه العصمة ولكن يدعو من خالفه إلى أن يقول فيما قال أي كلمة ولهذا يخاطب بعض من يناوئه قائلاً : وإني أشهد الله وملائكته ومن حضرني من عباده المؤمنين أنكم لو قلتم في شيء مما قلته أنه مخالف للكتاب والسنة لكنت أول الناس رجوعاً عنه ولكني ولله الحمد على طريق مستقيم ملة إبراهيم حنيفاً وما أنا من المشركين " .
لقد تنوع خصومه في عيبه وفي ذمه وفي القدح في دعوته بأمور عظيمة وشبه باطلة .
أما هذه الدعوة الصالحة فقد قامت على أمور :
على توضيح الدين للأمة وهداية الناس إلى طريق الله المستقيم كانوا يعبدون الأشجار والأحجار ويطوفون بالقبور ويحكم فيهم الكهان والمشعوذون والسحرة والطغاة فأبدل الله ذلك بدين الإسلام بوضوح الشريعة فاعتنقوها عن إيمان وقناعة .(1/3254)
كان الشرك ظاهراً والتوحيد خفياً إلا عند نزر من الناس فجاءت هذه الدعوة لترفع لواء التوحيد لا إله إلا الله لتوضيحها وبيانها وبيان شروطها وأركانها حتى تكون العبادة لله خالصة كان الناس يخضعون للأعراف الجاهلية والقوانين الظالمة فجاءت هذه الدعوة لتقول للناس مرجعكم فيما تنازعتم فيه كتاب الله وسنة رسوله " وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً "
خالفتمونا في أنكم قلتم الأولياء يعظمون وتطلب الشفاعة منهم وإلى غير ذلك . ونحن نقول أولياء الله حقاً هم المتقون والشفاعة ملك لله لا تطلب من غيره وإنما تطلب منه جل وعلا " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه قل لله الشفاعة جميعاً "
تنازعتم في أعراف الجاهلية وأحكامها الباطلة ونحن نقول ردو التنازع إلى الكتاب والسنة ليحكم فيكم كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم
دعوة جاءت لتقول للناس أيها الناس اتبعوا الكتاب والسنة ودعوا التعصب الباطل الذي حقيقته قبول الآراء بلا دليل والجمود على آراء الناس بلا حجة فكتاب الله واضح المعالم وسنة رسول الله بينة فاعملوا بها ودعوا التعصب للمشائخ وأرباب الطرق وسيروا على المنهج القويم .
جاءت هذه الدعوة لتقول للناس الاجتهاد لم يغلق بابه وكل مسلم يجتهد في البحث عن الحق من مصادره الأساسية وأما أن نتمسك بعادة وتقليد لا أساس لها فذاك عين الباطل .
جاءت هذه الدعوة لتقول للناس انظروا إلى ما دل الكتاب والسنة عليه وما أجمع عليه سلف الأمة فإن الله يقول :" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا "(1/3255)
فنحن ندعوكم إلى ما أجمع عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين أجمعوا على أن العبادة بكل أنواعها حق لله أجمعوا على أن من ذبح أو دعا غير الله فإنه بهذا قد أتى كفراً وضلالاً أجمعوا على وجوب اتباع الرسول والإيمان به وتحكيم سنته وتقديمها على كل الآراء والأقوال .
أجمعوا على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف أجمعوا على أن مرجع الناس الكتاب والسنة ليس لهم مرجع سواه .
جاءت هذه الدعوة لتقول لهم أيضاً يا أيها الناس دعوا تعظيم أرباب الطرق وعظموا الرسول واتباع الرسول عظموا رسول الله بأي شيء باتباع سنته بتحكيم شريعته بطاعة الله " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "
جاءت لتهذب العقيدة وتنقيها من أدران الشرك وأنواع البدع حتى عاد هذا المجتمع في زمن شابه به أيام محمد بن عبد الله من حيث التمسك والعمل والقيام بالواجب فالحمد لله رب العالمين إن خصوم هذه الدعوة أرادوا تشويهها ونقلوها إلى غيرهم بصورة مشوهة كاذبة فمما قالوا : إن أرباب هذه الدعوة حكموا على الناس بالكفر وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كفر عموم الأمة وحكم عليها بالكفر والخلود في النار " كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا " والشيخ قد تبرأ منها ولم يأتي ليكفر الناس جاء ليدعوا الناس ويهديهم إلى سواء السبيل ولم يقل للناس بأنهم كفار وهو لا يكفر إلا من كفر الله ورسوله ممن عرف الحق فحاد عنه كبراً وعناداً .
قالوا إن ابن عبد الوهاب كفر من لم يستجب له وزعم أن المسلمين الذين لم يخضعوا لدعوته كفار وقد رد هذا القول وتبرأ منه وقال " سبحانك هذا بهتان عظيم " .
قالوا عن الشيخ إن مذهبه مذهب الخوارج لماذا ؟ قالوا إنه يحكم على من عبد القبور وطاف بها بأنه حلال الدم ..... والشيخ برئ من مذهب الخوارج كله الشيخ برئ من مذهب الخوارج وبرئ من كل المذاهب الضالة وهو على منهج مستقيم يدعو إلى الله على علم وبصيرة(1/3256)
قالوا عن الدعوة أيضاً إنها مذهب خامس والشيخ يتبرأ ويقول نحن في الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا أن يتبين دليل يخالف ذلك المنهج .
قالوا إن الشيخ ابن عبد الوهاب لا يصلي على النبي والشيخ يرى أن الصلاة على النبي في الصلاة ركن من أركانها .
قالوا إنهم يقولون اللهم صلي على محمد يقصد نفسه محمد وكل هذا من الاغاليط والأكاذيب .
قالوا إنه يقول لو أتستطيع أن أهدم قبر النبي لفعلت .
وقالوا إنه يقول العصا التي أحملها أحب إلي من محمد .
وقالوا عنه ما قالوا وأنه يكفر أهل القبلة وأنه وأنه
وكل هذه آراء باطلة وأكاذيب وتشويه للحقيقة لكن مع مرور الزمن استبان لكل ذي لب سليم أن هذه الدعوة دعوة صادقة خالصة وأن مناوئيها قد افتروا الكذب والله جل وعلا حكيم عليم في ذلك .
أيها الأخوة هذه الدعوة دعوة إلى الخير وكل ما نعيشه في هذا البلد وآثار ذلك الأمن والرغد إنما هي من آثار تلك الدعوة الصالحة رحم الله من دعا ومن أعان ومن نصر ومن أيد ووفق الله البقية للخير ووفق الله ولاة أمرنا للخير والصلاح وجعلهم أئمة هدى وحماة لهذه العقيدة والمدافعين عنها .
أيها الأخوة تعلمون رحمكم الله أن هذا البلد اليوم يعاني حملات ضالة شرسة قائمة على الحقد والكراهية لهذا الدين وأهله إعلام جائر وقنوات مفسدة ضالة ووسائل إعلام منحرفة لا يهمها سوى الكذب والأباطيل وتشويه الحقيقة وتناسي الفضائل علينا جميعاً أن نتمسك بدين الله وأن نعتصم بحبل الله جميعاً وأن نتآمر بالمعروف ونتناها عن المنكر فيما بيننا وأن نحفظ شبابنا ونسعى في جمع كلمتهم ونسعى في تحذيرهم من دعاة السوء من دعاة الفتنة من الدعاة الذين يحبون أن يضلوا هذه الأمة بعد هداها وأن يفرقوها بعد اجتماعها وأن يلقوا بينهم العداوة والبغضاء حسداً لما رأوا في هذا البلد من النعمة والفضل(1/3257)
نحن محسودون على ديننا الذي جمع الله به قلوبنا إذ القلوب لا تجتمع إلا على هذا الدين نحن محسودون على أمننا الذي نعيشه والعالم في اضطراب وقلق وانقسامات سياسية وتناحر حزبية ونحن نعيش في هذا البلد في أمن واستقرار محسودون على رغد العيش الذي تفضل الله به علينا وعلى هذه القيادة التي نرجو من الله أن يأخذ بناصيتها إلى ما فيه الخير والصلاح للأمة في حاضرها ومستقبلها .
يا شباب الإسلام تمسكوا بدينكم وحافظوا على إسلامكم وحذروا دعاة الضلال وحذروا دعاة الفتنة وحذروا ممن يريدون أن يلقوا في قلوبكم بشر أو يحدثوا في قلوبكم شر أو يكرهوا إليكم بلادكم ودينكم أو يسخروكم لتنفيذ باطلهم وأغراضهم الدنيئة فتمسكوا بهذا الدين وتمسكوا به لعلكم تفلحون
أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجمع قلوب المسلمين على طاعته ويولي عليهم خيارهم وأن يصلح ولاة أمرنا وأن يرزقهم الاستقامة على الهدى وأن يعيذنا وإياهم من نزغات الشيطان
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه . ( 1 )
-------------------------------
(1) النقاط التي في النص كلمات لم تكن واضحة في الشريط .
---
عبدالرحمن الشهري
07-10-2004, 06:52 PM
جزاكم الله خيراً على هذا العمل ، وما رأيكم لو قمتم بالاختيار والانتقاء لما ترونه مناسباً منها ، فأخشى أن يطول عليكم الأمر. أسأل الله لكم العون والسداد.
---
موراني
07-12-2004, 07:49 PM
أنظر أيضا هذا الرابط وأدخل في :
المؤتمر العلمي الأول .
كان موضوعه القاضي عبد الوهاب فهناك تجدون مواضيع المحاضرات
التي حسب علمي لم تنشر بعد.
موراني
---
موراني
07-12-2004, 10:20 PM
عفوا ! ....
أنظر هنا :
موراني
http://www.bhothdxb.org.ae/mainpage.htm
---
(1/3258)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن كتاب التسهيل
---
سؤال عن كتاب التسهيل
---
أبو عبد الرحمن المدني
03-31-2004, 11:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك من قام بتحقيق كتاب التسهيل لابن جزي في رسالة علمية ؟
أرجوا إفادتي وجزاكم الله خيرا
---
عبدالرحمن الشهري
03-31-2004, 06:49 PM
أما في رسالة علمية فلا أعلم .
وقد سبق الحديث حول هذا التفسير هنا
تفسير التسهيل لابن جزي (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1325)
وفقك الله أخي أبا عبدالرحمن
---
(1/3259)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > تهنئة بمناسبة العيد
---
تهنئة بمناسبة العيد
---
أبو الزبير
11-08-2004, 01:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا الصيم والقيام
تقبل الله مني ومنكم وغفرلي ولكم
---
أحمد البريدي
11-08-2004, 10:31 PM
تهنئة مقبولة , ولا أراك إلا مستعجلاً قدومه إذ بقي ما لايقل عن أربع ليالٍ , جعله الله من أعياد المسرات والنصر والتمكين .
---
أبو الزبير
11-09-2004, 12:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أقول أنا ما استعجلت العيد ولكن يوم العيد يكون الإنسان المسلم مشغول بزيارة الأقارب والأحباب فأردت أن أستعجل التهنئة فقط
وجزاكم الله خيرا
---
(1/3260)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للتحميل
---
قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للتحميل
---
مسك
03-08-2006, 08:58 AM
اسم الكتاب : قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر
اسم المؤلف : صديق حسن خان القنوجي
نبذة عن الكتاب : جملة ما عليه أصحاب الحديث والسنة
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=2321)
---
(1/3261)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تفسير المراغي .
---
سؤال عن تفسير المراغي .
---
أبو طلال العنزي
05-29-2006, 09:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أجد عند أحد منكم معلومات حول هذا التفسير ؟
لا تغادر دون أن تعلق ، أو ترشد ، أو تدعو لأخيك .
---
منصور مهران
05-30-2006, 10:38 PM
مؤلفه أحمد مصطفى المراغي أحد أساتذة كلية دار العلوم ، المتوفى سنة 1371 هج = 1952 م ، وهو شقيق شيخ الجامع الأزهر محمد مصطفى المراغي ، وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا التفسير سنة 1365 هج = 1946 م في شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة ، وأعيدت طباعته في دار أحياء التراث العربي ببيروت - دون تاريخ - ويعد تفسيره من التفاسير الميسرة الهامة ولم تلتفت إليه كثير من الناس . والله الموفق .
---
أبو إسحاق
05-30-2006, 10:43 PM
السلام عليكم
الاخ الفاضل أبا طلال العنزي,إن كان قصدك الاستاذ محمد مصطفى المراغى فتفسيره يمكن الافصاح عنه من خلال منهجه في التفسروبإختصار:
تربَّى فى مدرسة الشيخ محمد عبده وقد تأثر بروح الشيخ ونهج على طريقته من التجديد واطراح التقليد،
وكان يتتبع في دراساته لآيات القرآن الكريم التي تتجلى فيها قدرة الله وعظمته، وما تظهر فيها وسائل هداية البَشر، ومواضع العظة والعبرة،وطغى الجانب العلمي على دراساته للآيات ليظهر للناس أن القرآن لا يقف فى سبيل العلم، ولا يصادم ما صح من قواعده ونظرياته.(1/3262)
فقال ,مثلاً في قول الله تعالى:"خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ" ...(السموات مجموع ما نراه فى الفضاء فوقنا من سيّارات، ونجوم وسدائم وهى مرتبة بعضها فوق بعض تطوف دائرة فى الفضاء، كل شىء منها فى مكانه المقدّر له بالناموس الإلهى ونظام الجاذبية، ولا يمكن أن يكون لها عَمَد، والله هو ممسكها ومجريها إلى الأجل المقدَّر لها .. فإذا قيل: إن نظام الجاذبية وهو الناموس الإلهى قائم مقام العَمَد ويُطلق عليه اسم العَمَد جاز أن نقول: إن لها عَمَداً غير منظورة، وإذا لاحظنا أنه لا يوجد شىء مادى تعتمد عليه، وجب أن نقول: إنه لا عَمَد لها، وأقدار الأجرام السماوية وأوزانها أقدار وأوزان لا عهد لأهل الأرض بها، والأرض نفسها إذا قيست بهذه الأجرام ليست إلا هباءة دقيقة فى الفضاء).(1/3263)
ثم قال: "قرر الكتاب الكريم أن الأرض كانت جزءاً من السموات وانفصلت عنها، وقرر الكتاب الكريم أن الله {اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ}، وهذا الذى قرره الكتاب الكريم هو الذى دل عليه العلَم وقد قال العلماء: إن حادثاً كونياً جذب قطعة من الشمس وفصلها عنها، وإن هذه القطعة بعد أن مرت عليها أطواراً تكسرت وصارت قطعاً، كل قطعة منها صارت سيَّاراً من السيَّارات، وهذه السيَّارات فهى بنت الشمس، والشمس هى المركز لكل هذه السيَّارات .. فليست الأرض هى مركز العالَم كما ظنه الأقدمون، بل الشمس هى مركز هذه المجموعة، والشمس وتوابعها قوى صغيرة فى العالَم السماوى، وأين هى من الشِعْرَى اليمانية التى قال الله سبحانه فيها: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}، فهذا النجم قدرته على إشعاع الضوء تساوى قوة الشمس (26) مرة، وقدرته على إشعاع الحرارة مثل قدرته على إشعاع الضوء، فلو فُرض أن الشِّعْرَى اليمانية حلَّت محل الشمس يوماً من الأيام، لانتهت الحياة فجأة، بغليان الأنهار، والمحيطات والقارات الجليدية التى حول القطبين، وضوء الشِّعْرَى اليمانية يصل إلينا بعد ثمان سنوات، وضوء الشمس يصل إلينا بعد ثمان دقائق، فانظر إلى هذا البُعْد السحيق.
---
أبو طلال العنزي
05-31-2006, 10:12 AM
أشكر للأخوين ما تفضلا به
---
فهد الرومي
06-02-2006, 05:39 AM
الشيخ مصطفى له تفسيرمختصر لبعض السور وإذا أطلق تفسير المراغي فإن الذهن ينصرف للشيخ أحمد ويقع تفسيره في عشرة محلدات وهو إلى آخرتفسيرسورة يوسف نقول من تفسير المناروقد بينت هذا في كتابي منهج المدرسة العقلية في التفسير
---
أبو طلال العنزي
06-03-2006, 03:01 PM
أشكر لكم هذا التفاعل لكن هل اهتمت المدرسة العقلية في التفسير بالبلاغة في القرآن ؟
---
فهد الرومي
06-06-2006, 01:50 PM(1/3264)
نعم إهتمت بذلك كثيرا كما اهتمت به المدرسة العقلية القديمة المعتزلة ولعلي ذكرت ما أراه سببا في التمهيد في منهج المدرسة العقلية الحديثة
---
(1/3265)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > اتهام الطبري رحمه الله تعالى بالتشيع
---
اتهام الطبري رحمه الله تعالى بالتشيع
---
خالد بن سليمان العويشق
06-29-2004, 06:14 AM
- حقيقة ما اتهم به:
ليس المراد باتهام الطبري- يرحمه الله- بالتشيع مجرد حب علي رضي الله عنه و شيعته و معرفة فضل آل البيت ،فهذا جزء من الدين , وهومن عقيدة أهل السنة و الجماعة , و لكن المراد بالاتهام التشيع المرفوض و المذموم الذي يغالي في حب علي رضي الله عنه و آل البيت , و يتطرف في حبهم و يصل إلى الطعن في بقية الصحابة و ازدراء مواقفهم و سبهم سراً و علناً.(1)
- سبب الاتهام(2):
يرجع سبب الاتهام- والعلم عند الله- إلى عدة أمور وهي:
1- تصنيفه في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
2- إثباته الأسانيد و الروايات لحديث غدير خم .
3- مناظرته مع داود الظاهري الذي نتج عنها أن صنف ابن داود الظاهري واسمه محمد كتابا ًفي الرد على الطبري و رماه بالعظائم و الرفض , كما ذكر ذلك عوام الحنابلة في بغداد.
4- اشتباه اسمه باسم أحد الروافض وهو محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري.
5- إكثاره من الرواية عن لوط بن يحيى و يكنى بأبي مخنف و قد روى عنه خمسمائة وسبعاً و ثمانين رواية , وهو إخباري تالف لا يوثق به كما قال عنه الذهبي وقد رمي بالرفض و الكذب.
-------------------------------------------------
(1) أنظر كتاب الإمام الطبري شيخ المفسرين د.محمد الزحيلي(58) .
(2) أنظر المصدر السابق (50) ، و أراء الطبري الكلامية لطه محمد رمضان (19/27) ، و تحقيق مواقف الصحابة من الفتنة في ضوء روايات الطبري والمحدثين (1/187ـ201) ، وحقبة من التاريخ لعثمان الخميس (18)، والإمام الطبري لعبد الله المصلح (39)
------------------------------------------------------
- بطلان هذه التهمة:(1/3266)
لاشك أن الإمام الطبري رحمه الله تعالى إمام من أئمة أهل السنة و الجماعة فقد قال عنه الخطيب البغدادي:
(كان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله , و يرجع إلى رائه لمعرفته و فضله و كان قد جمع من العلوم مالم يشاركه فيه أحد من أهل عصره )(1)
وقال مؤرخ الإسلام الحافظ أبو عبد الله الذهبي :
(الإمام الجليل المفسر أبوجعفر صاحب التصانيف الباهرة ......من كبار أئمة الإسلام المعتمدين)(2)
وقال ابن كثير:
(....بل كان أحد أئمة الإسلام علماً و عملاً بكتاب الله و سنة رسوله)(3)
يتبين من خلال كلام هؤلاء العلماء الجبال أن الطبري رحمه الله من أئمة الإسلام المعتمدين و من أهل السنة و الجماعة وهو بعيد كل البعد عن هذه التهمة.
و أما عن الأمور التي نقمت و شغب بها عليه فيقال فيها و يجاب عنها بما يأتي:
أولاًً: تصنيفه في فضائل علي رضي الله عنه .
هذا ليس دليلاً على تشيعه و ذلك أن أهل السنة و الجماعة يقرون بفضله رضي الله عنه و إمامته و أنه رابع الخلفاء الراشدين و له من الفضائل و المناقب الشيء الكثير الذي لا يكاد يخلو منه كتاب من كتب السنة .
ثم إنه رحمه الله صنف كتابا ًمن فضائل أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و هذا مالا تصنفه الروافض.
ثانياً: تصحيحه لحديث غدير خم و جمعه للروايات و الأسانيد فهي من ناحية حديثية بحتة, ولا يلزم من تصحيحه للحديث إن يكون شيعياً رافضياً.
--------------------------------------------------------
(1) تاريخ بغداد (2/163).
(2) ميزان الاعتدال (3/498) .
(3)البداية و النهاية 11/145،146
---------------------------------------------------------
قال ياقوت:
(كان قد قال بعض الشيوخ ببغداد بتكذيب خبرغديرخم ، وقال: إن علي ابن أبي طالب كان باليمن في الوقت الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم بغدير خم .... وبلغ أبا جعفر ذلك ، فابتدأ الكلام في فضائل علي بن أبي طالب ؛ وذكر طرق حديث غديرخم) .(1/3267)
قال ابن كثير: (رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غديرخم في مجلدين)(1)
ثالثاً: أما ما كتبه محمد بن داود الظاهري في الرد على ابن جرير الطبري فهو مجرد دعوه مفتقرة إلى الدليل, ثم إن كلام الأقران يطوى ولا يروى و ينبغي أن يتأنى فيه و ينظر و يتمهل سيما إذا لم يوافقه غيره فيه .
رابعاً: أن ابن جرير الطبري رحمه الله قد وفقه أحد علماء الرافضة باسمه و اسم أبيه و كنيته و لقبه ومعاصرته وكثرة تصانيفه.
قال الذهبي رحمه الله:
(أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ , فقال:كان يضع للروافض , كذا قال السليماني , و هذا رجم بالظن الكاذب , بل ابن جرير من كبارأئمة الإسلام المعتمدين , و ما ندعي عصمته من الخطأ , ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل و الهوى , فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يتأنى فيه , لا سيما في مثل إمام كبير , فلعل السليماني أرادالآتي )(2) . ويقصد بالآتي أبو جعفر محمد بن جرير ابن رستم الطبري قال الذهبي عنه :
(رافضي له تواليف , منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبدالعزيز الكتاني ).
قال ابن حجر في لسان الميزان معلقا على كلام الذهبي :
(ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي لبررت , والسليماني حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه فلا أعتقد أن يطعن في مثل هذا الإمام بهذا الباطل)(3) .
وقد كان ابن رستم هذا يقول بقول الشيعة في مسح الأرجل في الوضوء فنسب خطأً إلى صاحبنا الطبري .
-------------------------------------------------------
(1) مقدمة تاريخ الأمم والملوك (65)
(2) ميزان الاعتدال (3/499)
(3) لسان الميزان (5/100)
---------------------------------------------------------
خامساً : أما روايته عن ابن مخنف فقد بين رحمه الله في مقدمة تاريخه موقفه من رواية أبي مخنف و غيره .
فقال رحمه الله :(1/3268)
( وليعلم الناظر في كتابنا هذا ان اعتمامه في كل ما أحضرت ذكره مما شرطت اني راسمه فيه , أنما هو على ما رويت من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه و الآثار التي أنا مسندها إلى روايتها فيه .....
إلى إن قال :
فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه , أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لا يعرف له وجهاً من الصحة , ولامعنىً من الحقيقة , فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا , و إنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا , و إنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا)(1).
ويضاف إلى هذا ان منهج عدداً من المحدثين الرواية عن بعض المهتمين و الجاهيل والضعفاء لعرف حالهم و حال مروياتهم والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
--------------------------------------------------------
(1) تاريخ الأمم والملوك (1/8) .
---
محمد الأمين
06-29-2004, 10:06 AM
حذفت من كلام الإمام الذهبي تأكيده على وصف الطبري بالتشيع الخفيف، وهذا البتر ليس بدليل على الأمانة العلمية
---
أبوخطاب العوضي
06-30-2004, 02:54 PM
رمي الإمام الطبري بالتشيع باطل , وقد ذكر ياقوت الحموي وغيره قصة خروجه من طبرستان بسبب هذا الأمر
والذي رمى الطبري بالتشيخ هو صاحب كتاب ( روضات الجنات ) وهو مؤلف رافضي وأتى بأدلة لكي يثبت هذا الأمر , ولكن الدكتور محمد أمخزون في كتابه الطيب والنافع ( تحقيق مواقف الصحابة في الفقتنة من خلال رويات الطبري وبعض المحدثين ) أحسن في رد هذه الشبهات التي أوردها الرافضي .
وإن شاء الله سأذكر أقوال علماء السنة في الطبري عما قريب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
الراية
06-30-2004, 05:31 PM
قمت بمراسلة موقع (( البرهان )) المعروف
http://www.albrhan.com/
طالباً منهم الاستفسار فكان الرد السريع منهم = جزاهم الله خيرا -
أخي الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:(1/3269)
فالإمام الطبري رحمه الله تعالى إمام من أئمة أهل السنة والجماعة
ويثبت لذلك كتبه العظام..
وأما مسألة نقله عن لوط بن يحيى في تاريخه فقد ذكر في بداية الكتاب أنه ينقل
الأسانيد دون تصحيح لها، والنظر فيها إنما هو للقارئ.
ولهذا روى عن ضعفاء وكذابين، لأنه جعل عهدة التصحيح والتضغيف للقارئ فحسب..
وعلى كلٍ فقد ينسب الإمام الطبري للتشيع من اشتبه عليه اسم هذا الإمام العلم
باسم أحد الروافض وهو محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري
فضلا عن كون التشيع الخيف، يطلقه بعض السلف رحمهم الله على يقدم عليا على عثمان
في الفضل..
ولو كان الإمام الطبري رحمه الله تعالى قد تشيع لطار بذلك علماء الرافضة
ولطبلوا غاية التطبيل..
فالصحيح أنه إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، ولا شك في ذلك ولا مرية، والله
المستعان.
---
أبوخطاب العوضي
06-30-2004, 09:45 PM
أقوال علماء السنة في الإمام الطبري - رحمه الله -
قال الإمام الحافظ ابن كثير(700-774هـ) : " كان أحد أئمة الإسلام علماً ، وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم "( 1 )
وقال الإمام السيوطي (849-911هـ) : " رأس المفسرين على الإطلاق ، أحد الأئمة ، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، فكان حافظاً لكتب الله ، بصيراً بالمعاني ، فقيهاً في أحكام القرآن ، عالماً بالسنن وطرقها ، صحيحها وسقيمها ، ناسخها ومنسوخها ، عالماً بأحوال الصحابة والتابعين ، بصيراً بأيام الناس وأخبارهم "( 2 ) .
وقال الإمام الذهبي (ت748هـ) : " الإمام العلم المجتهد ، عالم العصر ، أبو جعفر الطبري ، صاحب التصانيف البديعة "( 3 ) .
وقال الإمام الداوودي (ت945هـ) : " الإمام ، صاحب التصانيف المشهورة "( 4 ) .
وقال الخطيب البغدادي (392-463هـ) : " كان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله "( 5 ) .(1/3270)
وقال الإمام ابن خلكان (608-681هـ) : " كان إماماً في فنون كثيرة منها التفسير ، والحديث ، والفقه ، والتاريخ ، وغير ذلك ، وله مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على سعة علمه وغزارة فضله ، وكان من الأئمة المجتهدين ، لم يقلد أحدا "( 6 ) .
وقال الإمام ابن الجزري (ت833هـ) : " أحد الأعلام ، وصاحب التفسير ، والتاريخ ، والتصانيف "( 7 ) .
وقال عنه الإمام الصفدي : " صاحب التفسير الكبير ، والتاريخ الشهير ، كان إماماً في فنون كثيرة "( 8 ) .
وذكر أن أبا العباس ابن سريج (ت306هـ) كان يقول : " محمد بن جرير الطبري فقيه العالم "( 9 ) .
وقال الإمام ابن حجر العسقلاني ( 773-852هـ) : " الإمام الجليل ، المفسر ، أبو جعفر ، صاحب التصانيف الباهرة "( 10 ) .
وقال الإمام القفطي (ت624هـ ) : " العالم الكامل المقرئ النحوي اللغوي الحافظ الإخباري ، جامع العلوم ، لم يُر في فنونه مثله "( 11 ) .
وقال فيه الإمام العبادي (ت458هـ) : " هو أحد أفراد علمائنا "( 12 ) .
وقال الإمام ابن قاضي شهبة (ت851هـ) : " الإمام العلم ، صاحب التصانيف العظيمة ، والتفسير المشهور "( 13 ) .
وقال الإمام عبدالعزيز بن محمد الطبري : " كان أبو جعفر من الفضل ، والعلم ، والذكاء ، والحفظ على ما لا يجهله أحدٌ عرفه ، لجمعه من علوم الإسلام ما لم نعمله اجتمع لأحدٍ من هذه الأمة ، ولا ظهر في كتب المصنفين ، وانتشر من كتب المؤلفين ما انتشر له "( 14 ) .
وقال الأديب ياقوت الحموي (574-626هـ) : " كان عازفاً عن الدنيا ، تاركاً لأهلها ، يرفع نفسه عن التماسها ، وكان كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن ، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث ، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه ، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو ، وكالحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب ، وكان عالماً بالعبادات ، جامعاًً للعلوم ، وإذا جمعت بين كتبه ، وكتب غيره وجدت لكتبه فضلا على غيرها "( 15 ).(1/3271)
وقال المسعودي (ت248هـ) : " الفقيه ببغداد "( 16 ) .
وقال المعافى بن زكريا (305-390هـ) : " عمالة , علامة وقته , وإمام عصره , وفقيه زمانه "( 17 ) .
وقال أحمد بن كامل القاضي (260-350هـ) : " أربعة كنت أحب بقاءهم ك أبوجعفر بن جرير , والبربري , وأبو عبدالله بن أبي خثيمة , والمعمري , فمار رأيت أفهم منهم ولا أحفظ "( 18 ) .
ملاحظة : قد ذكرت بالهامش كتاب ( طبقات فقهاء الشافعية ) مرتين فكلاهما لمؤلف مختلف وكذلك ( طباقت المفسرين ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ) البداية والنهاية ,ج10 , ص 195
2 ) طبقات المفسرين ص 82
3 ) سير أعلام النبلاء , ج14 , ص267
4 ) طبقات المفسرين , ص 374
5 ) تاريخ مدينة السلام , ج2 , ص 549
6 ) وفيات الأعيان , مصدر سابق , ج4 , ص 191
7 ) غاية النهاية في طبقات القراء , ج2 , ص 106
8 ) الوافي بالوفيات , ج2 , ص 284
9 ) طبقات الشافعية الكبرى , مص ج3 , ص 123
10 ) لسان الميزان , ج5 , ص 757
11 ) انباه النحاة على أنباه النحاة , ج 3 , ص 89
12 ) طبقات الفقهاء الشافعية , ص 52
13 ) طبقات الفقهاء الشافعية , ج1 , ص 70
14 ) معجم الأدباء , ج9 , ص 59
15 ) المصدر السابق , ج9 , ص 61
16 ) مروج الذهب ومعادن الجوهر , ج3 , ص 38
17 ) الفهرست , ص 387
18 ) سير أعلام النبلاء , ج 14 , ص275
---
الراية
07-01-2004, 12:29 AM
قال الحافظ ابن حجر عن ابن جرير في كتابه لسان الميزان
[ ثقة ، صادق ، فيه تشيع يسير وموالاة لا تضر ]
وقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - مفتي السعودية سابقاً-
في مجموع فتاواه الذي جمعه ابن قاسم
1/257
[ ابن جرير ألف في غدير خم مجلدا
ونعرف أن عنده شيئاً من التشيع الذي لم يصل إلى البدعة ](1/3272)
ومن أرد الزيادة فلينظر إلى ما كتبه علي بن عبد العزيز الشبل صفحة 51-52 ، من تحقيقه لكتاب ابن جرير (( التبصير في معالم الدين )) الذي طبعته دار العاصمة، ط1/1416هـ
فقد رد ما اتهم به ابن جرير بنقول من رسالته آنفة الذكر.
والله اعلم
---
محمد الأمين
07-03-2004, 08:43 AM
أما أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري فقد قال فيه الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال (6\90): فيه تشيع يسير وموالاة لا تضر.
إذاً فرمي ابن جرير الطبري بالتشيع أمر صحيح، وهو لا يخالف أنه من أئمة أهل السنة. فالتشيع غير الرفض.
---
الراية
07-04-2004, 10:29 PM
قد وقفت على كتاب ممتع ومقنع -أيضا-
في هذا الموضوع
وهو عبارة عن رسالة علمية للدكتوراة
بعنوان(( موقف الصحاب رضي الله عنهم في الفتنة من مرويات الامام الطبري والمحدثين))
طبعة دار طيبة للنشر والتوزيع في مجلدين
المؤلف هو / د.محمد أمحزون
والشاهد منه في المجلد الاول من صفحة 179 الى صفحة 210
حيث ذكر من اتهم الطبري بذلك ، ثم الأسباب التي ادت الى اتهامه بذلك مع الاجابة عليها والرد من خلال نقول كثيرة من كتب الطبري وغيره من علماء أهل السنة
ولعلي اذكر ان فسح لي الوقت - ان شاء الله تعالى- ملخصا لما كتبه الدكتور
---
(1/3273)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل هناك فرق بين مصطلح المتقدمين والمتأخرين في الناسخ والمنسوخ
---
هل هناك فرق بين مصطلح المتقدمين والمتأخرين في الناسخ والمنسوخ
---
سلطان الفقيه
12-27-2005, 08:28 PM
السلام عليكم:نشكر د/عبدالرحمن الشهري لإجابته على بعض الاسئله،ونسأل الله له التوفيق،ولجميع العاملين في هذا الملتقى المبارك . هل هناك فرق بين مصطلح المتقدمين والمتأخرين في الناسخ والمنسوخ؟علماًبأن بعض الدكاترة الذين يدرسونافي الدراسات العليايقولون بذلك ،ويقولون بأن الناسخ والمنسوخ في القرآن لايتجاوز الخمس الآيات،مستدلين بالفرق بين مصطلح المتقدمين والمتأخرين،وهناك من سبقهم لمثل ذلك كالدهلوي في كتابه الفوزالكبيرفلم يثبت ان الناسخ والمنسوخ الا خمس آيات فقط .فهل هذا الكلام صحيح ام لا ؟أفيدونا جزاكم الله خيراً.
سلطان الفقيه_جامعة ذمار-مرحلة الماجستيرقسم التفسيروعلوم القرآن
---
مساعد الطيار
12-28-2005, 07:42 AM
أخي الكريم
تفضل مشكورًا بالنظر في هذه الروابط :
1 ـ http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=25
2 ـ http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2301
3 ـ http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1229
---
ابن العربي
12-29-2005, 07:23 PM
سلطان الفقيه
نعم ما قاله مشائخك صحيح وحق
فإن علماء القرون الثلاثة المفضلة كانو يطلقون النسخ على رفع الحكم بالكلية و على رفع بعض الحكم مع الفهم والمعرفة لكلا النوعين فرفع الحكم بالكلية هو النسخ ورفع بعض الحكم هو التخصيص
فجاء من بعدهم ونظروا في مؤلفاتهم فوجدوا كلمة نسخ تطلق على هذا وعلى هذا فنقلوا ما فيها على أنها نسخ دون تمييز بين رفع الحكم بالكلية ورفع بعضه فألفوا الكتب في الناسخ والمنسوخ وضمنوها آيات كثيرة بدعوى أنها منسوخة وليست كذلك(1/3274)
فما نسخ حقيقة لا يتجاوز الخمس آيات والبقية مخصصة وليست منسوخة
---
سلطان الفقيه
12-29-2005, 07:35 PM
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات ،وبارك الله فيكم.
---
محمد رشيد
12-29-2005, 07:43 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم ابن العربي .. إطلاق النسخ على التخصيص لدى المتقدمين هو بالغزارة التي يصعب معها أن يعتقد طالب العلم ـ فضلا عن أهل العلم الكبار ـ أن المقصود بذلك هو النسخ الاصطلاحي ، و عليه ، فمن بالغ في المنسوخات من القرآن يغلب على الظن أنه قد استعمل اصطلاح المتقدمين ، و حسبك فقهاء الحنفية ، يمنعون النسخ بل و التخصيص لعمومات القرآن بأخبار الآحاد ، و هم في نفاحهم عن ذلك ما وجدناهم ـ في حدود اطلاعي ـ قد أجابوا عمن بالغ بذكر النسخ في القرآن ، مما ينبئ تقريرهم أن المراد به ما هو خلاف النسخ الأصولي ، و إلا لكان موضع انتقاد عظيم منهم .
والله تعالى أعلم
---
(1/3275)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دحض مفتريات على الإمام أبي حامد الغزالي ، مجدد المائة الخامسة
---
دحض مفتريات على الإمام أبي حامد الغزالي ، مجدد المائة الخامسة
---
د.أبو بكر خليل
09-20-2005, 09:04 PM
اختلف الناس في حكمهم على الإمام أبي حامد الغزالي ، و ذلك الاختلاف عائد إلى ما رمي به ذلك الإمام الجليل من مفتريات باطلة ، كان دافعها الحقد و الحسد ، أو الجهل و عدم التثبت ، أو الخلاف المذهبي و التعصب المذموم ، و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء " ، قال :
" الشيخ الإمام البحر ، حجة الإسلام ، أعجوبة الزمان ، زين الدين ، أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي ، صاحب التصانيف و الذكاء المفرط ، تفقه ببلده أولا ، ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة ، فلازم إمام الحرمين ، فبرع في الفقه في مدة قريبة ، و مهر في الكلام و الجدل حتى صار عين المناظرين ، و أعاد للطلبة ، و شرع في التصنيف " . ( ج 19 / ص 322 و 323 ).
*******************
ومما دعاني للكتابة في شأنه - رضي الله عنه - ما قرأته في هذا الملتقى من سؤال عنه ، و ما رماه به بعض المبطلين من ضلال و كفر ، و العياذ بالله ، و قد رددت و دفعت عنه تلك الأباطيل و الأضاليل ، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار " رواه أبو داود ، و أخرجه الترمذي و حسنه .
و إذا كان هذا في حق عامة المسلمين ، فهو في حق خاصتهم و أئمتهم أولى ، و إذا كان ذلك في أعراضهم فهو في دينهم و معتقدهم أولى و أعلى .(1/3276)
- و قد آثرت أن تكون هذه المقالة منفردة عن ردي و كلامي المتقدم ، لأذكر مثلا واحدا لبطلان ما رمي به الغزالي - رحمه الله - ثم نقله النقلة من غير تحقق و لا تثبت ، فظلموه و أساءوا إليه ، و توارث الناس ذلك الحط من قدره - بل و النيل من دينه و عقيدته - و ها كم ما نقله أبو المظفر يوسف في كتاب له ، و حكاه عنه الذهبي ، قال :
(( ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب رياض الأفهام في مناقب أهل البيت " قال :
ذكر أبو حامد في كتابه " سر العالمين وكشف ما في الدارين " فقال في حديث { من كنت مولاه فعلي مولاه } : أن عمر قال لعلي بخ بخ أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، قال أبو حامد : وهذا تسليم ورضى ، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة وعقد البنود وأمر الخلافة ونهبها فحملهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ،
وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية ،
وما أدري ما عذره في هذا ؟
والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق فإن الرجل من بحور العلم والله أعلم .
هذا إن لم يكن هذا وضع هذا و ما ذاك ببعيد ، ففي هذا التأليف بلايا لا تطيب )) . (سيرأعلام النبلاء ، 19 / 328 )
********************
و هذا الرأي صحيح ، و لا يعقل صدوره عن إمام وصف بمجدد الإسلام في المائة الخامسة ، و ها كم دليل بطلان نسبته إليه ، و كذب عزوه له ، فقد صرح بنقيض ذلك في كتابه " إحياء علوم الدين " - و الكتاب بين يدي الآن ، و أنا أنقل منه ، و ليس من أسطوانة (c.d ) ، قال :
" و أن يعتقد فضل الصحابة - ي الله عنهم - و ترتيبهم ، و أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، رضي الله عنهم ، و أن يحسن الظن بجميع الصحابة ، و يثني عليهم كما أثنى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين .(1/3277)
فكل ذلك مما وردت به الأخبار ، و شهدت به الآثار ، فمن اعتقد جميع ذلك ، موقنا به ، كان من أهل الحق و عصابة السنة ، و فارق رهط الضلال و حزب البدعة ، فنسأل الله كمال اليقين ، و حسن الثبات في الدين لنا و لكافة المسلمين برحمته ، إنه أرحم الراحمين ، و صلى الله على سيدنا محمد و على كل عبد مصطفى " . انتهى كلام الإمام الغزالي هنا . ( إحياء علوم الدين ، الجزء الأول ، صفحة 161 ، طبعة دار الشعب ، القاهرة ) .
* فهل يستقيم كلامه الوضيء هذا مع ما نسب إليه من باطل مما نقله أبو المظفر آنفا ؟ اللهم لا، ثم لا ، ثم لا .
و قد أورد الإمام الغزالي كلامه المذكور في ( كتاب قواعد العقائد ) - في إحياء علوم الدين - قال : و فيه أربعة فصول ، و جعل الفصل الأول ( و الذي نقلنا منه ما تقدم ) : " في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة ، التي هي أحد مباني الإسلام " .(1 / 154 ) .
فهل يعقل عاقل لديه ذرة عقل أن من جعل عمر رضي الله عنه مقدما في الفضل و المرتبة علي علي كرم الله وجهه - و رضي الله عنهما و عن الصحابة أجمعين - أن يكون قد قال فيه أنه نهب الخلافة من سيدنا علي ؟
فهذا و الله كلام مدسوس عليه ، و منحول و متقول عليه ، و دليل ذلك ما أوردناه من كلامه ، بل من معتقده الذي هو معتقد كل مسلم صحيح الإيمان .
بل انظر ما قاله في ( الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلى الله عليه و سلم فيما أخبر عنه ) - قال : و مداره على عشرة أصول - قال في الأصل السابع :
" أن الإمام الحق - بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله عنهم " . ( الإحياء ، 1 / 201 ).
و قال في الأصل الثامن :
" أن فضل الصحابة رضي اتلله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة " ( 1/202 )
**********************(1/3278)
فهذا مثل لما افتروه من قول باطل تقولوه على الإمام الغزالي ، و زيفه واضح ، كما بيناه مما صرح هو بخلافه ، و الحال كذلك في بقية ما أنكر عليه من أقوال ظاهرة البطلان مما سنبين حقيقتها بعد إن شاء الله تعالي 0
و لاندعي لأحد عصمة من اتلخطأ ، و الأمر كما قال الإمام الذهبي :
" الغزالي إمام كبير ، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ " . ( شير أعلام النبلاء ، 19 / 339 )
فمام الغزالي هنا ،
---
ابو المكارم العربي
09-24-2005, 09:46 PM
احسنت اخي الفاضل واود التنبيه بأن عدد غير قليل من المؤلفات مطبوعة ومنتشرة باسم الامام الغزالي ودخل فيها الدس قبل وفاته
ويراجع في هذا كتاب مؤلفات الغزالي د.عبدالرحمن بدوي والملحق الخاص به ويمكن الاطلاع عليه وتنزيله من موقع الامام الغزالي.
---
عبدالرحمن السديس
09-25-2005, 12:47 PM
اختلف الناس في حكمهم على الإمام أبي حامد الغزالي ، و ذلك الاختلاف عائد إلى ما رمي به ذلك الإمام الجليل من مفتريات باطلة ، كان دافعها الحقد و الحسد ، أو الجهل و عدم التثبت ، أو الخلاف المذهبي و التعصب المذموم ، و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء " ،
أخي الفاضل الدفاع عن أهل العلم بالحق عمل نبيل يؤجر عليه المسلم بلا شك .
لكن احذر أن تدافع عن عالم وتقع في عشرات ممن تكلموا فيه بحق ، وعدل .
ولا يكفي ما قال العلامة الذهبي في السير ؛ لأنه معارض بجرح من جرحه .. و لا بد للمدافع بحق أن يذكر ما قيل فيه ويجب عنه جوابا مقنعا .
وفق الله الجميع .
---
د.أبو بكر خليل
09-26-2005, 11:48 PM
أخي الكريم(1/3279)
لقد دافع العبد الضعيف عن الإمام الغزالي - فيما رمي به من أباطيل - بما قاله هو و صرح به في كتابه " إحياء علوم الدين " ، المقطوع بنسبته إليه بشهادة الأئمة ابن حجر و النووي و غيرهما ، و ذكرت مثالا لذلك بما ادعي عليه من قول منكر في حق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و أوردت كلامه هو فيه من كتابه المذكور - على ما بينته أعلاه - بما يقطع ببطلان ذلك الادعاء ، و لو راجعت - أخي الفاضل - المقالة بتأن لوجدتني قد التزمت بما أوردتموه من شرط محق ، و هو قولكم ( و لا بد للمدافع بحق أن يذكر ما قيل فيه ويجب عنه جوابا مقنعا ).
فما قاله الغزالي في فضل و أفضلية عمر رضي الله عنه ينفي صحة ما نسب إليه من الإساءة إليه ، فتأمله بعين العدل و الإنصاف ، و زن كلامه بميزان الحق و الاعتدال ، فسيتبين لك صدق ما قلت .
و لم أنقل من " السير " إلا ما اخترته مثالا لما ادعي عليه ،و أتبعته بما ينقضه من أقواله هو ، التي ذكر أنها من قواعد العقائد .
فما ظنك ياأخي برجل احتج بأقواله و آرائه الفقهية و الحديثية إمام ثقة ثبت عدل مثل الإمام الحافظ ابن حجر في كتابيه " فتح الباري " و " تلخيص الحبير " ؟
فهل كان يفعل ذلك لو كان صاحبها مجروحا في دينه و عقيدته ؟ اللهم لا ، و ألف لا
و إلا كان ابن حجر و النووي و السيوطي - و كثير غيرهم من الثقات المشاهير و الأئمة الأعلام من علماء الإسلام -متهمين في عدالتهم و ديانتهم ، حاشا لله ذلك
* و هل هناك فيصلا في الحكم على الإمام الغزالي أصدق و أحق من أقواله هو في موضوع النزاع؟
و أليس الإقرار سيد الأدلة ، كما هو معلوم شرعا و عقلا ،
فأي بينة أبين من أقواله في معتقده و معتقد كل مسلم من أهل السنة و الجماعة ؟
أليس كلامه أدل دليل و أوضح سبيل على دينه و عدالته ؟
** إن المرء ليتملكه الحزن و الأسى عندما يتهم من وصف ب " مجدد المائة الخامسة " بمثل تلك الافتراءات .(1/3280)
أيها الناس اتهموا أنفسكم قبل أن تتهموا أئمتكم . أليس ذلك أولى ؟
و حسبهم و حسبنا الله الوكيل .
0
**********************
و ما نقله بعض النقلة مما أنكرنا نسبنه للإمام الغزالي رحمه الله فهو راجع إلى عدم التثبت من العدول ، و إلى المناوأة و غيرها من غيرهم ، كما ذكر الإمام الذهبي في ترجمته له .
---
د.أبو بكر خليل
10-10-2005, 07:21 AM
و هذا بيان آخر لبطلان ما رمي به الإمام أبو حامد الغزالي - مجدد المائة الخامسة - وجدته منشورا في هذا القسم من مدة للأخ الفاضل / علي الجاسم ، و ذلك ردا على من رمى الإمام بالسحر - حيث سأل أحدهم : مثلث الغزالي من رموز السحر عند المتصوفة هل اجد معلومة عنه عندكم ؟ - و قد وجدت أن إضافته هنا مكملة للسياق و مفيدة في الإيضاح .
قال :
--------------------------------------------------------------------------------
مثلث الغزالي و الخاتم و المرموز و حساب ابجد بعد الطرق التى يستخدمها كهنة المتصوفة و سحرتهم اريد معلومات تفصلية عنها فهل اجد عندكم المساعدة .
=================
و كان الرد الموفق و المشكور لأخي علي جاسم ، كما يلي :(1/3281)
( أخي المستعلم .. كان ابن القيم من أمر الغيب الذي ما جرى عليه أو فيه القلم بينما كان هنالك شيخ علم عالم عابد يذود عن الإسلام بعلمه ورد الفلاسسفة على أدبارهم ودحض حججهم وبين بهتان عقولهم بتحفته المسماة تهافت الفلاسفة كان اسم هذا الشيخ ( أبو حامد الغزالي ) .. ولا أحسبك قرأت هذا الكتاب .. على أنك لو قرأته لا أحسبك تفقه منه الكثير .. على أنك لوفقهت منه اليسير لما حدثتك نفسك بالخوض بسيرة هذا العلم فضلا عن جعله في زمرة السحرة .. أما بالنسبة للمقولة التي ذكرتها عن ابن القيم فلو أنك أكملتها لأدركت أن لديك خلطا كما كان لابن القيم خلطا في الأمور فابن القيم ينسب أفكار الغزالي للباطنية ولا أعرف والله من ألف كتاب فضائح الباطنية .. أليس هو الغزالي.. بل كيف يفضحهم هنا ليأخذ من فكرهم هناك .. ويقول ابن القيم أيضا في نفس الكتاب الموسوم " وأن الغزالي قد قصد التصوف لما ثبت في النفوس مدح الزهد " ويكأن الغزالي قد شغفته الدنيا حبا فراح يتنسك ويتصوف ليمدح بين الناس .. وهل هذا الوصف مما ينطبق على الغزالي .. على أن ابن القيم كان يسمي كتاب الإحياء للغزالي من أجل كتبه .. وارجع إن شئت لكتاب درء التعارض لابن تيمية وابت تيمية كما تعلم شيخ ابن القيم .. وانضر كيف كان ابن تيمية يرجع بل يستصوب فكر الغزالي في كثير من المسائل الفلسفية على وجه التخصيص .. وأخيرا أخي الفاضل إن أردت بسسؤالك هذا أن نجعل الغزالي في زمرة السحرة فلا أزيد على { عفا الله عنك } .. ) انتهى النقل
**************************
و انظره هنا بالضغط على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2200
* و جزى الله الخير لكل من دافع عن عرض أخيه ، بل معتقد أئمته الكبار بالغيب
---
(1/3282)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ( ومكروا ومكر الله )
---
( ومكروا ومكر الله )
---
ابن ماجد
09-09-2006, 07:54 PM
( ومكروا ومكر الله )
قيل : أنه من باب المشاكلة ، أي لا يجوز أن يوصف الله بالمكر إلا لأجل ما ذُكر معه من لفظ آخر مسند لمن يليق به . أي أن نسبة المكر إلى الله من حيث الصورة لا من حيث المعنى .
وقد جاء ذلك من غير مشاكلة في قوله : ( أفأمنوا مكر الله ، فلا يأمن مكر الله )
قال ابن عطية : ( ومعنى " مَكْر الله " أي إضافة المخلوق إلى الخالق كقولهم : ناقة الله وبيت الله ، والمراد به فعل يعاقب به الكفرة ، وأًضيف إلى الله لما كان عقوبة الذنب ، فإن العرب تسمي العقوبة على اي جهة كانت باسم الذنب الذي وقعت عليه العقوبة ، وهذا نص في قوله : ( ومكروا ومكر الله ) )
السؤال هل هناك فرق بين التفسيرين للآية الكريمة :( ومكروا ومكر الله )؟ أي بين من يقول أنها من باب المشاكلة و من يقول أنها من تسمية الذنب باسم العقوبة كما جاء في تفسير ابن عطية ؟ أم أنهما واحد
نريد الإيضاح جزاكم الله خيرًا
---
يوسف العليوي
09-11-2006, 02:44 PM
مما ورد في هذه الصفة قول الله تعالى: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) [آل عمران: 54]، وقوله تعالى: (ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون) [النمل: 50]، وقوله: (أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) [الأعراف: 99].(1/3283)
وقد ذهب بعض أهل العلم من المفسرين والبلاغيين إلى أن المكر المضاف إلى الله عز وجل ليس على حقيقته، وإنما هو من باب المشاكلة، وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته، أو من باب المجاز بعلاقة المقابلة، وهي بمعنى المشاكلة، أو بعلاقة السببية أي أن عقوبتهم مسببة عن مكرهم، فالمكر سبب للعقوبة، فسمي السبب باسم المسبب، واللجوء إلى هذا التأويل نشأ لما يعتقده هؤلاء من نفي الصفة عن الله عز وجل، أو أن المكر مذموم على الإطلاق، فيستحيل وصف الله عز وجل به.
وقد احتمل بعضهم (أن يكون مكر الله حقيقياً؛ لأن المكر هو التدبير فيما يضر الخصم خفية، وهذا متحقق من الله عز وجل باستدراجه إياهم بنعمه مع ما أعده لهم من نقمه) (1).
وهذا الذي ذكروه بصيغة الاحتمال هو الحق، وهو ظاهر اللفظ في المعنى الموضوع له، لأن المكر منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، إذ المكر هو: التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر(2)، ويوصف به الله في مقام المدح، لا على الإطلاق، كما في مقام الجزاء والعقوبة ومقابلة مكر الماكرين، ولذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وامكر لي ولا تمكر علي»(3)، قال الفيروزأبادي: (المكر: صرف الغير عما يقصده بنوع من الحيلة… والمكر ضربان: محمود؛ وهو ما يتحرى به أمر جميل، وعلى ذلك قوله تعالى: "والله خير الماكرين"
ومذموم؛ وهو ما يتحرى به فعل ذميم، نحو قوله تعالى: "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله")(4).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رداً على القائلين بالمجاز: (وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن، كلفظ ”المكر والاستهزاء والسخرية“ المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك؛ بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلماً له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلاً)(5).(1/3284)
وقال ابن القيم بعد أن ذكر آيات في صفتي المكر والكيد: (وقد قيل: إن تسمية ذلك مكراً وكيداً واستهزاء وخداعاً من باب الاستعارة ومجاز المقابلة، نحو: "وجزاء سيئة سيئة مثلها"، ونحو قوله: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".
وقيل –وهو أصوب-: بل تسمية ذلك حقيقة على بابه؛ فإن المكر: إيصال الشيء إلى الغير بطريق خفي، وكذلك الكيد والمخادعة، ولكنه نوعان: قبيح وهو إيصال ذلك عمن لا يستحقه، وحسن وهو إيصاله إلى مستحقه عقوبة له، فالأول مذموم والثاني ممدوح، والرب إنما يفعل من ذلك ما يحمد عليه عدلاً منه وحكمة)(6)(1/3285)
وفي مختصر الصواعق كلام تام حول وصف الله عز وجل بهذه الصفة وغيرها من الصفات التي غلب استعمال العامة لها في المعاني المذمومة، كالمكر والخداع والاستهزاء والكيد، قال فيه بعد أن ذكر جملة من الآيات فيها: (لما كان غالب استعمال هذه الألفاظ في المعاني المذمومة ظن المعطلون أن ذلك هو حقيقتها، فإذا أطلقت لغير الذم كانت مجازاً. والحق خلاف هذا الظن، وأنها منقسمة إلى محمود ومذموم، فما كان منها متضمناً للكذب والظلم فهو مذموم، وما كان منها بحق وعدل ومجازاة على القبيح فهو حسن ممدوح، فإن المخادع إذا خادع بباطل وظلم، حسن من المجازي له أن يخدعه بحق وعدل، وكذلك إذا مكر واستهزأ ظالماً متعدياً، كان المكر به والاستهزاء عدلاً حسناً…) ثم قال: (فعلم أنه لا يجوز ذم هذه الأفعال على الإطلاق، كما لا تمدح على الإطلاق، والمكر والكيد والخداع لا يذم من جهة العلم ولا من جهة القدرة، فإن العلم والقدرة من صفات الكمال؛ وإنما يذم ذلك من جهة سوء القصد وفساد الإرادة، وهو أن الماكر المخادع يجور ويظلم بفعل ما ليس له فعله أو ترك ما يجب عليه فعله)، ثم قال: (والمقصود أن الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق، فكيف من الخالق سبحانه، وهذا إذا نزلنا ذلك على قاعدة التحسين والتقبيح العقليين؛ وأنه سبحانه منزه عما يقدر عليه مما لا يليق بكماله، ولكنه لا يفعله لقبحه وغناه عنه، وإن نزلنا ذلك على نفي التحسين والتقبيح عقلاً؛ وأنه يجوز عليه كل ممكن ولا يكون قبيحاً، فلا يكون الاستهزاء والمكر والخداع منه قبيحاً ألبتة، فلا يمتنع وصفه به ابتداء، لا على سبيل المقابلة على هذا التقدير، وعلى التقديرين فإطلاق ذلك عليه سبحانه على حقيقته دون مجازه)(7)، والله أعلم.
=================================(1/3286)
(1) انظر: مجاز القرآن/209 و442، ومقدمة تفسير ابن النقيب/36، والإيضاح/400.
(2) انظر: لسان العرب5/183.
(3) أخرجه أحمد (1/227-ح1997)، وأبو داود (ح1510)، والترمذي (ح3551) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (ح3830)، والحاكم (1/519) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه أحمد شاكر في تحقيق المسند، والألباني في صحيح سنن أبي داود (ح1337).
(4) بصائر ذوي التمييز4/516، وانظر: حاشية الدسوقي على مختصر السعد، ضمن شروح التلخيص3/181.
(5) الإيمان/106، وهو ضمن مجموع الفتاوى7/111، وانظر: إعلام الموقعين3/217، ومجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين1/170.
(6) إعلام الموقعين3/218، وانظر: صفات الله عز وجل/129.
(7) مختصر الصواعق المرسلة/292.
---
ابن ماجد
09-12-2006, 03:51 PM
جزاك الله خيرًا
ولعلك تسمح لي بنقله للفائدة
---
منصور مهران
09-13-2006, 12:18 AM
شكرا لأخينا الأستاذ يوسف العليوي على هذه الفوائد ، ونبدي للجميع أن ابن القيم قال كلمة جميلة وهي أقرب أن تكون فاصلة في بيان هذه القضية وتمام الرد على شبهات الذين يتصيدون القول لإثارة الفتنة وإيقاظها .
وشكرا لأخينا الأستاذ ابن ماجد الذي فطن إلى مسألة هامة من مسائل العلم يجب على كل مسلم معرفة أدنى إصابة فيها .
وشكرا للقائمين على هذا الموقع إذ أتاحوا للجميع فرصة المعرفة الدقيقة للمشتبهات من الأمور ، وبارك الله لجميع هؤلاء الذين سعدنا بشكرهم والإشادة بفضلهم .
---
يوسف العليوي
09-27-2006, 02:00 AM
أخي العزيز
لك أن تفيد منه ومن كل ما أكتبه في هذا الموقع المبارك، إن رأيت أن ما أكتبه يستحق الإفادة، والأصل في ما يكتب في هذا الموقع أو غيره ان يفاد منه.
وأسأل الله لي ولك ولإخواني التوفيق والسداد
---
(1/3287)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > لؤلؤة في بحر الفضائيات
---
لؤلؤة في بحر الفضائيات
---
فريق الاعلام الدعوي
08-20-2004, 01:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.workforislam.com/media_team/024task/almajd.jpg
لؤلؤة في بحر الفضائيات (http://www.workforislam.com/media_team/024task/almajdTV.htm)
---
خالد الشبل
08-20-2004, 05:56 AM
جزاك الله خيرًا .
قناة المجد الفضائية بديل صالح . وفقهم الله .
الروابط في الموقع لا تعمل .
---
(1/3288)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > الآية 29 من سورة التوبة
---
الآية 29 من سورة التوبة
---
أبو علي
03-17-2004, 10:26 AM
الحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير ، ولا يكون كذلك إلا لأنه صواب، فالخطأ غير ثابت لأنه يصحح. أما الحق فهو ثابت أبدا لأنه صادر من حكيم، فالحكمة تقاس بالحق .
والقرآن كلام الله العزيز الحكيم، فكل أحكامه وأوامره حق صالحة لكل زمان، فإذا جئنا عند آية فيها أمر من الله للمؤمنين فهي أمر لأي مؤمنين إلى أن تقوم الساعة. لنأخذ مثلا الآية 29 من سورة التوبة:
" قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ." سورة التوبة: رقم 9 آية رقم 29
هذا أمر من الله للمؤمنين لا يغيره الزمان.
فهل تفسير الآية هو كما يلي ؟ :
يأمر الله هنا المسلمين بقتال اليهود والمسيحيين إلى أن يؤمنوا بدين الإسلام الذي ألغى بظهوره كل الأديان الأخرى، ولا يخلّصهم من ذلك إلا أن يدفعوا ضريبة الذل. ونسميها "ضريبة الذل" لأن الله يريد من المسيحيين واليهود أن يدفعوها للمسلمين وهم يشعرون بالذل.
هل هذا التفسير صالح لكل زمان؟ إن كان صوابا فإن المؤمنين بوسعهم أن يطبقوا هذا الأمر الإلهي في أي زمان.
لنبقى في زمننا هذا وننظر هل بإمكاننا تطبيق ما قاله المفسرون.(1/3289)
الدول الإسلامية ليس بوسعا ومقدورها أن تحارب دولة واحدة من دول الكفر ، مثلا : كيان صغير كإسرائيل تملك ترسانة نووية من 200 رأس نووي ، كل رأس نووي باستطاعته تدمير مدينة في حجم مدينة بغداد، إذن فليس في وسعنا أن نقاتل دولة واحدة فما بالنا إذا كان الأمر كما فسره المفسرون يأمرنا أن نشن حربا على كل من لايدين بالإسلام ولا يؤمن باليوم الآخر!!
ليس بوسعنا والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها.
إذن فكلام الله حق ونحن الذين لم نفهم معنى الآية.
لكي نفهم تفسير الآية علينا أن نستعرض كل الآيات التي تتعلق بهذا الأمر . مثلا :
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) آية 8 الممتحنة.
هذا أيضا كلام الله فكيف نناقضه ونقاتل من لم يقاتلنا ونفرض عليهم الجزية؟!!
قتال أهل الكتاب وكل من لم يؤمن بالله واليوم الآخر بدون سبب يعتبر
إكراها في الدين، والله تعالى لم يرسل رسوله صلى الله عليه وسلم حفيظا على الناس ولا وكيلا عليهم، فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن.
إذن فتفسير الآية 29 من سورة التوبة يجب أن يحمل على سبب يتبين منه شرعية القتال. والسبب في هذه الآية :
وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) 190 البقرة.
إذن نقاتلهم إذا قاتلونا ولا نبتدي العدوان.
فالآية 29 من سورة التوبة تعتبر تحريضا على قتال من قاتلنا من الكفار الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ومن أهل الكتاب.
والتحريض على القتال يوجب ذكر الخطر المحدق لشحذ الهمم ولكي لا يتقاعس أحد على القتال.
فخطر هؤلاء هو أنهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر إن نحن تقاعسنا عن قتالهم احتلوا أرضنا ونشروا أفكارهم الإلحادية، والخطر الثاني
لو انتصروا فسيفتنونا في ديننا لأنهم لا يحرمون ما حرم الله : سينشروا الرذيلة في بلادكم وينشئوا كازينوهات للقمار وبارات للخمور(1/3290)
، وذلك لأنهم لا يدينون دين الحق، وبما أنهم لا يدينون دين الحق فسيعملون على نشر معتقداتهم بتنصيركم أو تهويدكم، والخطر الرابع
أنهم إن انتصروا عليكم فإنهم سيذلوكم وينهبوا ثرواتكم، فلتكن كل هذه الأخطار نصب أعينكم وقاتلوهم بهمة وعزم فإذا تم لكم النصر فأذلوهم كما أرادوا أن يذلوكم واجعلوهم يدفعوا الثمن غاليا بسلبهم أموالهم وعتادهم كما أرادوا أن يسلبو نكم (جزية) جزاء عدوانهم عليكم.
أليس هذا التفسير صالحا لكل زمان، وكلما حل بالأمة عدوان فعليها أن
تطبق الآية 29 من سورة التوبة.
---
خالد بن عمر
03-18-2004, 06:07 PM
أخي الفاضل سلَّمه الله
لماذا نحاول تطويع آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلَّم دائما لتكون موافقه للذلة التي نعيشها والمعانة التي تمر بها الأمة الإسلامية .
إن السبب الرئيس في هذه الأزمة والمحنة هو البعد عن تطبيق شرع الله تعالى على مستوى الأفراد والشعوب الإسلامية ، فلو أن كل فرد طبق أحكام الشرع على نفسه وأهل بيته لما وجدنا هذه الذلة والنكسة التي تمر بها الأمة ، ولو أن الحكومات طبقت شرع الله لما رأينا الذلة والعمالة لدول الكفر التي لم ولن تستطيع أن تذِّل الشعوب المسلمة إلا بواسطة هؤلاء المرتزقة .
إن البعد عن الكتاب والسنة وتطبيقهما على الأمة هو سبب دفعنا نحن للجزية للكفار قاتلهم الله بدل أن نأخذها منهم ، وهناك مصيبة تجدها بين المسلمين الذين ينتمون لبلدان مختلفة ، حيث إن مصلحة البلد مقدمة على مصلحة الدين عندهم وقد تجد لدى البعض منهم حب البلد مقدم على حبِّ الدين .(1/3291)
إن الدول التي سميت أو لم تسم ممن تملك أعتى المعدات والذخائر لم تكن قادرة على دخول أصغر دولة إسلامية بالسلاح المجرَّد لأن هذه الأمة قادرة على الصمود ، وهي وإن ضعفت فإنها لا تموت لأنها حاملة دين الله الباقي إلى يوم القيامة ، ولن تستطيع هذه الدول المستعمرة أن تثبت أركان تسلطها إلا بحبل من الناس أمَّا حبل الله فقد أصبحنا متساوين معهم فيه حيث إت الكثير من المسلمين ليس له من الاسلام إلا اسمه فكيف يريد نصر الله من هذا حاله .
وهاهي الأمثلة العملية تطبق أمام أعيننا لتدلنا على أن دول الكفر مهما بلغت من العتو والعناد فإنها لا تحقق غاياتها وتثبت أركانها في بلاد الإسلام إلا بالمنافقين والعملاء من الذين يعيشون بين المسلمين كما هو في الأفغان والعراق وغيرها من بلاد المسلمين المحتلة نسأل الله أن يفك أسرها .
وأنا لن أتحدث معك في تفسيرك للآية ومحاولة جمعك بين الآيات لأن هناك متقدم ومتأخر وناسخ ومنسوخ وهناك سيرة نبوية طويلة عاشها وطبق فيها هذه الآيات ، أرى أن الواجب على من يريد التصدي لمثل هذه الأمور أن ينظر في جمع العلماء بين هذه الآيات ثم يوجهه إن كان فيه اختلاف أو إشكال .
والله أعلم
---
أبو علي
03-19-2004, 09:12 AM
أخي الكريم حفظه الله.
ليس كل حكم يجوز عليه النسخ.
قد يمكن النسخ في الأحكام التي تتعلق بتغير الإنسان من حال إلى حال مراعات لقدرته ووسعه، مثلا حينما يكون قويا عليه ألا يفر من عشرة أعداء في المعركة ولما ضعف علم الله ذلك فجعل النسبة اثنين بدل من عشرة تخفيفا من الله.(1/3292)
ولم يحرم الله الخمر من أول الأمر وإنما حرم على شاربها الاقتراب من الصلاة في حالة السكر لأنه كان هناك ناس مدمنين على الخمر، والمدمن الذي تجري الكحول في دمه يشق عليه أن ينقطع عن الخمر دفعة واحدة ، أما إذا عولج بتقليل الكمية شيئا فشيئا إلى أن يشفى من الإدمان فإنه يسهل عليه عندئذ أن ينتهي من شرب الخمر، فحتى عند البشر يتم علاج مدمني المخدرات بتقليل الكمية.
نأتي الآن إلى هذه الآية : وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) 190 البقرة.
هل يجوز على هذه الآية النسخ؟
لا يمكن أن تنسخ بآية تأمر المؤمنين أن يقاتلوا من لم يقاتلهم لأن ذلك يعتبر عدوانا ، والعدوان ظلم، والله منزه عن الظلم. وسبحان الله وتعالى عن التحول من العدل إلى الظلم.
وبناء على هذا فإن أي أمر من الله للمؤمنين بالقتال يكون في إطار الآية 190 من سورة البقرة.
فالآية 29 من سورة التوبة حكمها هو نفس حكم الآية 190 من سورة البقرة، وآية التوبة فيها تحريض على القتال بذكر أخطار تشحذ الهمم.
آية سورة التوبة خصت بالذكر أهل الكتاب ، والتاريخ والواقع يشهدان أن أكثر من قاتل المسلمين كانوا أهل كتاب، فالحروب الصليبية شنها أهل الكتاب، والاحتلال البريطاني، والاحتلال الفرنسي ، والإسباني والإيطالي، ورأينا عواقب غزوهم لبلاد المسلمين، أفسدوا أخلاق كثير من المسلمين بأن أنشأوا الكازينوهات والكاباريهات والديسكو...
فهذا هو الخطر الذي حذرنا الله منه ( لا يحرمون ما حا حرم الله)،
ونشروا ثقافتهم وأفكارهم وتبناها جمهور من الناس ، وذلك هو الخطرالمحذر منه في الآية (لا يدينون دين الحق) ، فلما تمكنوا نهبوا ثرواتنا وجمدوا أموالنا، فهذه جزية أخذوها منا ، وكان علينا أن نقاتلهم بهمة ونجعلهم يدفعوا الثمن غاليا في الأموال والأولاد مادامت تلك كانت هي نيتهم.(1/3293)
ولسنا ببعيد فها هو التاريخ يعيد نفسه في العراق وكل تلك الأخطار المحذر منها في الآية واردة وربما سيفرض المحتل تطبيق أحدها على دول الجوار، وأخذ منهم وما زال يأخذ جزية لتمويل حربه.
---
خالد بن عمر
03-20-2004, 12:55 AM
كاتب الرسالة الأصلية : أبو علي
هل يجوز على هذه الآية النسخ؟
لا يمكن أن تنسخ بآية تأمر المؤمنين أن يقاتلوا من لم يقاتلهم لأن ذلك يعتبر عدوانا ، والعدوان ظلم، والله منزه عن الظلم. وسبحان الله وتعالى عن التحول من العدل إلى الظلم.
كتبت ردا ثم مسحته ورايت أن الأولى أن أسألك سؤالا مهما بالنسبة لي :
هل تقرّ بأن هناك نوعين من الجهاد ، جهاد دفع ، وجهاد طلب ؟
وفقك الله
---
أبو علي
03-23-2004, 08:52 AM
لا أريد ذكرهما لسبب أمني، فهذه الكلمة عندهم كافية للاتهام بالإرهاب
ودخول السجن،( خاصة وأني متيقن أنني مراقب)
الدفع والطلب قائمان دائما إذا ثبت الاعتداء على المسلمين، وحيث أن عالم اليوم ليس هو عالم الأمس، قديما كان الطلب يتم بالعبور بالخيل والرجال، أما اليوم فالعدو يبعد بآلاف الكيلومترات وبيننا وبينهم دول أخرى لا تسمح لنا بالمرور، فالطلب يكون بالقصف من بعيد أو مهاجمة
أهدافهم وأساطيلهم التي تمر في قناة أو في البحر وغير ذلك.
---
(1/3294)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > دعوه لأهل المدينه -----------
---
دعوه لأهل المدينه -----------
---
المدمر
08-20-2004, 03:50 PM
فرصه لاتعوض لأهل المدينه بمناسبة الدوره العلميه المقامه في مسجد عبداللطيف الشيخ وخاصه درس التفسير الذي يلقيه فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي ففضيلة الشيخ يثني عليه كثير من المشائخ في التفسير ودرس الشيح سيكون بعد صلاة العشاء من السبت 4/7/1425 .
---
(1/3295)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > مركز ودود للمخطوطات : حمل ما تريد من المخطوطات
---
مركز ودود للمخطوطات : حمل ما تريد من المخطوطات
---
عبدالرحمن الشهري
09-27-2006, 02:25 PM
http://www.wadod.com
---
مسك
09-28-2006, 04:22 PM
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن
والدال على الخير كفاعله ..
---
(1/3296)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > سؤال وجواب في القرآن للشيخ الألباني رحمه الله
---
سؤال وجواب في القرآن للشيخ الألباني رحمه الله
---
أبوخطاب العوضي
06-05-2003, 12:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هدية بسيطة مني لكم وهي كتاب صغير بعنوان ( كيف يجب علينا أن نفسر القرآن ) للشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله
وهو كتاب يحتوي على تسعة أسئلة عن القرآن وفيها أجوبة مفيدة وطيبة من الشيخ
وهي على صيغة وورد وملونة ومرتبة
http://ahat.hypermart.net/albani.zip
أرجوا عمل قص ولصق للرابط .
ولا تنسونا من دوعئاكم الصالح .
---
عبدالرحمن الشهري
06-05-2003, 11:26 AM
جزاك الله خيراً يا أخي العزيز العوضي وبارك الله في وقتك وعلمك.
---
(1/3297)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تنبيهات فنية للاستفادة القصوى من ملتقى أهل التفسير
---
تنبيهات فنية للاستفادة القصوى من ملتقى أهل التفسير
---
عبدالرحمن الشهري
07-11-2003, 06:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك العديد من المزايا التقنية التي يتمتع بها هذا الإصدار 2.3.0 من برامج المنتديات الشهيرة VB والتي تساعد المتصفح الكريم كثيراً في اختصار الوقت ، ومتابعة ما يهمه من الموضوعات.
وقد هممت بالتنبيه إلى مثل هذه الوظائف منذ زمن فحالت دون ذلك حوائل ، وهذا أوان الشروع في المراد ، بعون ربي الملك الجواد :
أولاً : · وظيفة الذهاب إلى آخر مشاركة . .
هذه الوظيفة توجد بصورتين في المنتدى وهما :
- الذهاب إلى آخر مشاركة في جزء من المنتدى مثل (الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن). من الصفحة الرئيسية.
- الذهاب إلى آخر مشاركة في موضوع من الموضوعات داخل الملتقى العلمي.
هاتان الوظيفتان تجدهما في عمود ( آخر مشاركة) من أعمدة الملتقى. وذلك بالضغط على المثلث الأخضر على اليسار. وإذا وضعت رأس الفأرة على هذا المربع تحولت إلى شكل كف تشير على المثلث. فبالضغط عليها تذهب إلى آخر مشاركة مباشرة دون الوقوف على المشاركات السابقة لها.
ثانياً : · وظيفة الاشتراك في موضوع.
بعض منا يهمه موضوع من الموضوعات ، ويرغب في متابعته دون أن يكون مشاركاً فيه بالكتابة ، لكي يصل إليه تنبيه على بريده الذي سجل به في الملتقى عند إضافة أي رد جديد للموضوع. وهذا ممكن من خلال وظيفة في نهاية كل موضوع هي (الإعلام البريدي في حالة وجود رد جديد).
ثالثاً : · طباعة الموضوعات.(1/3298)
بعض منا يحبذ طباعة بعض المشاركات ليحتفظ بها ، أو ليقرأها على مكث فيما بعد أو نحو ذلك. وقد قمنا بتنسيق صفحة طباعة الموضوعات ، وحذفنا ما ليس له داعٍ في صفحة الطباعة الافتراضية ، وجعلنا عنوان الموضوع بخط كبير متوسط ، لكي نقلل من صفحات الطباعة ، وتكون منسقة بشكل جميل يجعل النفس تقبل على قراءتها بيسر وسهولة. ولا زلنا نرغب في معرفة رأيكم جميعاً في صفحة الطباعة ، وهل ترون حذف شيء منها.
ويمكن الوصول إلى صفحة الطباعة عن طريق وظيفة تظهر أسفل كل موضوع هي وظيفة
(شاهد صفحة الطباعة).
هذه من أهم ما ظهر لي الآن ، ويمكن معرفة مزيد من الوظائف التي قد تغيب عن البعض عن طريق رابط المساعدة (http://www.tafsir.org/vb/misc.php?action=faq) .
أسأل الله للجميع العون والسداد ، وأن ينفعنا وإياهم بالعلم ، وأن يحفظ أعمارنا وأوقاتنا من أن تضيع في غير مرضاته سبحانه وتعالى.
والله الموفق.
---
عبدالرحمن الشهري
07-11-2003, 02:26 PM
إضافة لذلك ...
فإن كثيراً من المشايخ وفقهم الله لديهم عدد من البحوث الجاهزة ، على برنامج الطباعة (Microsoft Word) ويقومون بقص المشاركة من هناك بحواشيها السفلية ، ويضعونها في الملتقى بطريقة اللصق (Ctr+V) ، فتختفي بذلك الحواشي السفلية من المشاركة. ولحل هذه المشكلة أقوم بما يلي :
1- أقوم بنسخ المشاركة التي أريد وضعها في الملتقى إلى ملف مؤقت جديد في برنامج الـ (Word).
2- أقوم بنقل الحواشي السفلية إلى تعليقات ختامية في نهاية البحث ، وذلك شريطة أن تكون الحواشي تعمل بطريقة (أوتوماتيكية) وليست يدوية. فاليدوية لها حديث آخر.
3- أقوم بنسخ الحواشي بعد أن أصبحت تعليقات ختامية ، ووضعها في نهاية البحث قبل خط الحواشي حتى تصبح جزءاً من النص الأصلي في آخره.
4- أقوم بإعادة ترقيم الحواشي يدوياً حتى النهاية بين أقواس جديدة .
فمثلاً كانت العبارة بهذا الشكل (قال الطبري في تفسيره(1)).(1/3299)
أقوم بترقيم يدوي آخر بهذا الشكل :(قال الطبري في تفسيره[1](1)).
وأترك الأقواس الأصلية حتى أنتهي من إعادة الترقيم. وأفعل ذلك مع الحواشي السفلية مرة أخرى في نهاية البحث.
5- الخطوة الأخيرة ، أقوم بتتبع الأرقام السابقة للحواشي وأحذفها ، وأبقي على الترقيم اليدوي الجديد.
ثم بعد ذلك أقوم بنسخ المشاركة الآن من برنامج الطباعة ، وأضعها في الملتقى ، فتخرج مكتملة المتن والحاشية إن شاء الله.
الطريقة فيها طول ، ولكن هذا الذي أعرفه إلى الآن ، وربما يعرف أحد الإخوة طريقة أسهل منها فيدلنا عليها موفقاً إن شاء الله.
---
(1/3300)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > أوتوا العلم
---
أوتوا العلم
---
يوسف العليوي
08-25-2006, 06:01 PM
سمعت قارئًا يتلو قصة قارون حتى إذا بلغ قوله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ } ورد تساؤلات حول قوله: { أوتوا العلم } :
لِمَ لَمْ يسند طلب العلم إليهم؟ في مقابل إسناد طلب الدنيا إلى أصحابها في الآية التي تسبقها: { قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } .
ولِمَ كان الفعل ”أوتوا“ مبنيًا على ما لم يسم فاعله؟
وهل لهذه الآية نظائر ؟ أ كلها جاءت في مقام واحد؟ أم أن مقاماتها مختلفة؟
وإذا كان العلم أسند إلى محصليه في القرآن، فما مقامات ذلك؟
بحثت عن نظائر لهذه الآية فوجدت تسعة مواضع ذكر فيها { أوتوا العلم } وهي:
1- النحل: { ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) }
2- الإسراء: { قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) }(1/3301)
3- الحج: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) }
4- القصص: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ (80) }
5- العنكبوت: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) }
6- الروم: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) }(1/3302)
7- سبأ: { وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6) }
8- محمد: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) }
9- المجادلة: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) }
وبحثت في جملة من التفاسير من خلال برنامج المكتبة الشاملة، لكني لم أجد ما يشفي.
وتأملت في هذه المواضع فبدا لي أنها جميعًا في مقامات يحمد فيها الذين أوتوا العلم.
لكن هل إسناد العلم إلى محصليه في القرآن أتى في مثل هذه المقامات، أو في غيرها ؟ وإذا كان لم يأت فما دلالة إسناد الفعل إلى غيرهم { أوتوا } ، وبصورة ما لم يسم فاعله؟ وأي علم أوتوه؟ وهل التعريف له أثر في بيان العلم؟ ما فائدة ذلك لنا ؟
لو كان عندي وقت لبحث هذه المسائل.. ولكني أرجو ممن يفتح الله عليه أن يفيدنا، وله جزيل الشكر وخالص الدعاء.
فائدة: قال ابن عاشور في تفسير آية الروم: (الظاهر أن المؤمنين يسمعون تَحَاجَّ المشركين بعضهم مع بعض فيبادرون بالإنكار عليهم لأن تغيير المنكر سجيتهم التي كانوا عليها . وفي هذا أدب إسلامي وهو أن الذي يسمع الخطأ في الدين والإيمان لا يقره ولو لم يكن هو المخاطَب به).
---
(1/3303)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما وجه العطف في الأية
---
ما وجه العطف في الأية
---
taleb457
07-21-2004, 06:43 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف يوجه العطف في قوله تعالى:(ولقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم)
افيدونا ماجورين
---
عبدالرحمن الشهري
07-22-2004, 01:52 AM
أخي وفقك الله :
المقصود بالسبع المثاني هي سورة الفاتحة للحديث الصحيح الوارد في ذلك عن أبي هريرة وأبي بن كعب وغيرهما رضي الله عنهم.
وعطف (القرآن) على (السبع المثاني) من باب عطف الكل على الجزء ، أو عطف الكل على البعض. فالسبع المثاني هي بعض القرآن الكريم . وفي هذا إشارة إلى فضل سورة الفاتحة ، فقد أفردت بالذكر لفضلها ، وسميت بذلك لكونها تثنى وتكرر في الصلاة وقيل في تسميتها بذلك غير ذلك.
---
أبومجاهدالعبيدي
07-22-2004, 06:40 AM
معرفة نوع العطف في الآية متوقف على المراد بالقرآن العظيم .
جاء في زاد المسير لابن الجوزي :
( قوله تعالى: { والقرآن العظيم} يعني: العظيم القدر، لأنه كلام الله تعالى، ووحيه.
وفي المراد به هاهنا قولان.
أحدهما: أنه جميع القرآن. قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، والضحاك.
والثاني: أنه الفاتحة أيضا، قاله أبو هريرة، وقد روينا فيه حديثا في أول تفسير الفاتحة.
قال ابن الأنباري: فعلى القول الأول، يكون قد نُسق الكل على البعض، كما يقول العربي: رأيت جدار الدار والدار، وإنما يصلح هذا، لأن الزيادة التي في الثاني من كثرة العدد أشبه بها ما يغاير الأول، فجوز ذلك عطفه عليه.
وعلى القول الثاني، نسق الشيء على نفسه لما زيد عليه معنى المدح والثناء، كما قالوا: روي ذلك عن عمر، وابن الخطاب. يريدون ابن الخطاب: الفاضل العالم الرفيع المنزلة، فلما دخلته زيادة، أشبه ما يغاير الأول، فعطف عليه. ) انتهى(1/3304)
والقول الراجح الذي تؤيده الأدلة من السنة النبوية أن المراد بالقرآن العظيم في قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ } هو الفاتحة
وقد بحثت تفسير هذه الآية بالتفصيل هنا :
وقفات مهمة مع قوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1106&highlight=%C7%E1%E3%CB%C7%E4%ED+%E6%C7%E1%DE%D1%C2 %E4+%C7%E1%DA%D9%ED%E3)
---
(1/3305)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن الالتفات في القرآن الكريم ؟
---
سؤال عن الالتفات في القرآن الكريم ؟
---
saad
08-11-2003, 02:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
نلاحظ أن الله عزوجل يخبرنا في كتابه عن نفسه مرة بأسلوب المتكلم ومرة أخرى بأسلوب الغائب ............. و أعلم بأن الله عزوجل يتكلم بما شاء سبحانه ........ولكن أريد المزيد من الإيضاح ..........
---
أبو القاسم الشاطبي
08-11-2003, 03:39 PM
أيها الأخ الفاضل من المتقرر المعلوم أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وما أشرت إلي أسلوب من أساليب اللغة العالية والذي تقتضيه بلاغة الكلام وهذا الأمر جاء في القرآن على الكمال والتمام ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا هذا من حيث العموم وههنا أمر آخر وهو أن كل سياق له ما يناسبه وعليه فإن القارئ اللبيب يمكن له أن يلتمس الحكمة في كل آية وما يناسبها ومعلم ان الآيات تفهم بسياقها وسباقها ولحاقها
والالتفات من الغيبة إلى الخطاب وعكسه في سياق واحد له أثر في السمع والدلالة والله أعلم
---
saad
08-12-2003, 02:55 PM
أشكرك وأتمنى المزيد..........
---
أضواء البيان
08-12-2003, 07:09 PM
ما ذكرته يسمى في العربية ( الالتفات ) وهو من أنواع البديع ، ويعني نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر، وله فوائد منها : تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجروالملال، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد، وهذه فائدة عامة.
ويختص كل موضع بنكت ولطائف باختلاف محله.
راجع الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي ـ النوع الثامن والخمسون، وستجد ما يروي غليلك...
---
خلود
03-27-2005, 05:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وهل يترتب على الالتفات التفات في المعنى أيضا؟
---
أبو عبد المعز(1/3306)
03-27-2005, 06:47 PM
وهل يترتب على الالتفات التفات في المعنى أيضا؟
نعم...
الا ترين انني لو كنت بصدد توبيخ ابني....ثم وقع فى روعي انه لا يعيرنى سمعا ولا انتباها..فانصرف بالخطاب الى غيره...زيادة فى التقريع....فيكون المقال مثلا:"يا بني اجتنب رفاق السوء....ولن يسمع نصيحتي ابدا.."
---
أحمد البريدي
03-28-2005, 12:13 AM
الالتفات ويسميه السيوطي خطاب التلْوين من وجوه مُخاطبات القرآن وهو باب من ابواب بلاغته وسأتناوله من خلال المحاور التالية :
1-تعريفه : عرفه الزركشيِّ ، والسيوطيِّ أنه : تحويلُ أسلوب الكلام من وجْهٍ إلى آخر .
2-فوائده : قسَّم العلماء وعلى رأسهم الزركشي والسيوطي فوائد الالتفات إلى قسْمين :
القسم الأول : الفوائد العامّة ، ومنها :
أ – حمْلُ المخاطب على الانتباه ، لتغيُّرِ وجْه الأسلوب .
ب – حمْلُه على التفكير في المعنى ، لأنّ تغيُّرَ وجْه الأسلوب ،يؤدّي إلى التفكير في السبب.
ج – دفْعُ السآمة والملَلِ عنه ، لأنّ بقاء الأسلوب على وجْه واحد يؤدّي إلى الملَلِ غالبًا .
القسم الثاني : الفوائد الخاصّة
قالَوا :" أمّا الفوائد الخاصّة فتتعيَّنُ في كلِّ صورة ، حسب ما يقْتضيه المقام .
ولذا فباب الالتفات باب من ابواب التدبر لمعرفة الفوائد الخاصة الكامنة في كل آية استعمل فيها هذا الاسلوب .
3 – صُوَرُه :
للالتفاتِ صُوَرٌ متعدِّدة :
الصورة الأولى : الالتفاتُ مِن الغيْبَةِ إلى الخطاب
مثاله :
- في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ
وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} (البقرة:83)(1/3307)
فقوله تعالى :{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ }فيه التفاتٌ مِن الغيْبَةِ إلى الخطاب ؛ وفائدته : إدْخالُ الموجودينَ في عَهْدِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحكْمِ– أعْني التَّوَلِّي – ".
الصورة الثانية : الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى الغيْبَة
مثاله :
- في قوله تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ - فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ}(التوبة: الآية 128 - 129)
فقوله تعالى : {فَإِنْ تَوَلَّوْا} ، أيْ أعْرضوا مع هذا البيان الواضح بوصْف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا التفاتٌ مِن الخطابِ إلى الغيْبَةِ ؛لأنّ التَّولِّي مع هذا البيانِ مَكْروه ، ولِهذا لمْ يُخاطَبوا بهِ فَلَمْ يَقُلْ : فإنْ تولَّيتم ".
الصورة الثالثة : الالتفاتُ مِن الغيْبَةِ إلى التَّكَلُّم
مثاله :
- في قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}(البقرة: من الآية285)
فقوله تعالى:{ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ }، هنا التفات من الغيْبَةِ إلى التكلّم ؛ ومُقْتضَى السياقِ لو كانَ على نَهْجٍ واحد لقالَ : " لا يُفرِّقونَ بين أحدٍ مِن رُسُلِه " ؛ ولكنه تعالى قالَ :{لا نُفَرِّقُ}، وفائدةُ الالتفاتِ هي التنبيه ؛ لأنّ الكلام إذا كان على نسَقٍ واحد فإنّ الإنسان ينسجم معه ، وربّما يغيب فِكْره ؛ وأمّا إذا جاء الالتفات فكأنّه يقْرَع الذهن يقول : انتبه !
الصورة الرابعة : الالتفاتُ مِن التَّكَلُّمِ إلى الغيْبَة
مثاله :(1/3308)
- في قوله تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:159) وفي هذه الآية التفات من التكلّم إلى الغيْبَة في قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى } وقوله تعالى : { أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ }ولمْ يقل : " ونلعنهم " ؛ وللالتفاتِ فائدتان :
الأولى : تنبيهُ المخاطَبِ ، لأنّه إذا تغيّر نسَقُ الكلام أوْجَدَ أنْ ينتبهَ المخاطَبُ لما حَصَلَ مِن التغيير .
الفائدة الثانية : تكونُ بحسب السياق : ففي هذه الآية{ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ }الفائدةُ التعظيم ؛ لأنّ قوله{ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ }أبْلغُ في التعظيمِ مِن : " أولئك نلعنهم " ؛ لأنّ المتكلِّم إذا تحدّث عن نفسهِ بصيغةِ الغائبِ صَارَ أشَدَّ هيبةً ، مثل قَولِ الملِك : إنّ الملِك يأْمركم بكذا ، وكذا ؛ وأمَرَ الملِكُ بكذا ، وكذا - يعني نفْسه .
الصورة الخامسة : الالتفاتُ مِن التكلّمِ إلى الخطاب ) انظر مثالها في : الإتقان في علوم القرآن ( 2 / 902 ) .
الصورة السادسة : الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى التكلّم , قال السيوطيُّ :" الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى التكلّمِ لمْ يقعْ في القرآن .
الصورة السابعة : الالتفاتُ مِن الإضْمار إلى الإظْهار
مثاله :
في قوله تعالى {مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة:98)
هنا أَظْهَرَ في مَوْضِعِ الإضْمَارِ أي قالَ : {عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} ولمْ يقل : عدوٌّ لهم : لِفائدتين ؛إحداهما : لفْظيّة ، والثانية : معنويّة؛ أمّا الفائدةُ اللفظيّة : فمناسبةُ رؤوسِ الآي ؛ وأمّا الفائدةُ المعنويّة فهي تَتَضَمَّنُ ثلاثةَ أمور :(1/3309)
الأول : الحكْم على أنّ مَنْ كانَ عدوًا للهِ ومَنْ ذُكر ، بأنّه يكونُ كافرًا ؛ يعني : الحكمُ على هؤلاءِ بالكُفْر .
الثاني : أنّ كُلَّ كافرٍ سواء كانَ سببُ كُفْرِه مُعَادَاةَ الله ، أوْ لا ، فاللهُ عَدُوٌّ له .
الثالث : بيانُ العِلَّةِ وهي في هذهِ الآيةِ الكُفْر .
---
جمال أبو حسان
03-28-2005, 01:43 PM
هناك كتاب جيد اسمه الالتفات في حاشية الشهاب الخفاجي اظهر مؤلفه فيه بعض الاسرار البلاغية للايات الشريفة
وينظر في كتاب الخصائص لابن جني الذي سمى الالتفات بشجاعة العربية
---
أبو طلال العنزي
05-30-2006, 12:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا تفضلت بالتعريف بهذا الكتاب ، ومؤلفه ، وناشره ، وأين أجده ؟ وما حاشية الشهاب الخفاجي ؟
---
(1/3310)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > فوائد من تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله على ((القواعد المثلى))
---
فوائد من تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله على ((القواعد المثلى))
---
زيد العنزي
12-10-2006, 04:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
تجدون على هذا الرابط فوائد من تعليقات الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله على كتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
علما أن الفوائد تضاف بشكل أسبوعي تقريبا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80882
---
نياف
12-15-2006, 06:30 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
---
(1/3311)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > لقاء مع الدكتور كابتن طيار ( محمد موسى الشريف )
---
لقاء مع الدكتور كابتن طيار ( محمد موسى الشريف )
---
ابو يزيد
01-13-2006, 01:51 AM
لقاء مع الدكتور كابتن طيار ( محمد موسى الشريف )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد:
فأرفع أسمى آيات التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك لمشرفي وأعضاء ملتقى أهل التفسير وكل عام أنتم والأمة الإسلامية إلى الله أقرب ... وبهذه المناسبة أتقدم للإخوة المشرفين ولكم جميعا باقتراح طرح مقابلة مع الدكتور : محمد موسى الشريف ، ليكون ضيفا هنا نطرح عليه بعض الأسئلة في التفسير والتاريخ وأمور الدعوة - لما له من جهود مشكورة في خدمة كتاب الله وتاريخ الأمة الإسلامية والدعوة إلى الله - ، فإن استحسنتم ذلك سأقوم بعرض الفكرة عليه وفي حال موافقته سأتولى طرح أسئلتكم عليه ونقل إجابته هنا أو ليتولى هو ذلك بنفسه بعد أن يقوم بالتسجيل في الشبكة .
نبذة مختصرة عن الدكتور. محمد بن حسن بن عقيل موسى الشريف :
* من مواليد جدة عام 1381 هـ، و أسرته من المدينة المنورة ، و يتصل نسبهم بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
* بكالوريوس الشريعة 1408هـ ، كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
* ماجستير في الكتاب و السنة 1412هـ ، كلية الدعوة و أصول الدين ، بجامعة أم القرى .
* دكتوراة في الكتاب و السنة 1417هـ كلية الدعوة و أصول الدين ، بجامعة أم القرى .
* لديه إجازة في رواية حفص من طريق الشاطبية و الطيبة ، ويدرس القراءات العشر .
* عضو لجنة اختيار الأئمة والمؤذنين ، بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمدينة جدة سابقاً.
* عضو الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية للقران الكريم، وعضو مجلس إدارتها.
*عضو لجنةالدعوة والقرآن الكريم بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية .(1/3312)
* عضو الجمعية العمومية للهيئة العالمية للإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية.
* إمام مسجدالإمام الذهبي بحي النعيم ، وخطيب مسجد التعاون بحي الصفا بمدينة جدة .
* يعمل حالياً قائد طائرة ( قبطان ) في الخطوط الجوية السعودية.
* ويعمل كذلك أستاذاً متعاوناً بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة .
* يعد ويقدم العديد من الندوات الشرعية والتربوية بالتلفزيون السعودي .
* له مقالات عديدة في مجلة المنار والجسور .
* درّس كتاب ( التحبير ) في علوم التفسير للإمام السيوطي .
* ودرّس كذلك المقدمات العشر لتفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
* له درس بمسجد التعاون كل يوم جمعة بعد صلاة العشاء في تفسير القرآن الكريم .
* ودرس ثان بجامع بن حمد بحي الصفا بمدينة جدة ، بعد صلاة العشاء ، من كل يوم سبت بعنوان (عظماء من بلاد الإسلام) تبثه قناة اقرأ الفضائية بعنوان (أوراق).
* ودرس ثالث بجامع الأمير أحمد بمكة المكرمة ، مرة كل أسبوعين ، بعد صلاة المغرب من يوم الثلاثاء ، في شرح كتاب (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) للإمام الصالحي.
* صدر له ( مؤلفاته ) :
1- تحقيق ودراسة كتاب التلخيص في القراءات الثمان ، للامام عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري - رسالة ماجستير.
2- إعجاز القرآن الكريم بين الإمام السيوطي و العلماء، دراسة مقارنة - رسالة دكتوراة.
3- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء ( 1/4 ).
4- المختار المصون من اعلام القرون( 1/3).
5- مختصر الروضتين في أخبار الدولتين.
6- استجابات إسلامية لصرخات أندلسية.
7- مختصر الفتح المواهبي في مناقب الإمام الشاطبي.
8 - الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
9 - حصول الطلب بسلوك الأدب.
10 - التنازع و التوازن في حياة المسلم.
11 - الهمة طريق إلى القمة.
12- الثبات.
13- أثر الدعاء في دفع المحذور و كشف البلاء.
14- عجز الثقات.(1/3313)
15- تسبيح ومناجاة و ثناء على ملك الأرض و السماء.
16- المختار من الرحلات الحجازية إلى مكة و المدينة النبوية.
17- المقالات النفيسة في الحج إلى مكة و المدينة الشريفة.
18- مقالات الإسلاميين في شهر رمضان الكريم(1/2).
19- العاطفة الإيمانية وأثرها في الأعمال الإسلامية.
20- التدريب وأهميته في العمل الإسلامي.
21- التوريث الدعوي.
22- العبادات القلبية وأثرها في حياة المؤمنين .
23- معجم المصطلحات والتراكيب والأمثال المتداولة.
24- ظاهرة التهاون في المواعيد.
25- القدوات الكبار بين التحطيم والانبهار.
26- التقارب والتعايش بين غير المسلمين.
27- الأمن النفسي.
28- جدد حياتك (رسالة إلى من جاوز سن الأربعين).
29- الشوق والحنين إلى الحرمين.
30- قصص وطرائف في الحج من القرون السوالف.
31- الاختيارات من مجلة معهد المخطوطات.
32- الترف وأثره في الدعاة والصالحين.
33- مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس
34- معجم فتاوى القرآن الكريم.
35- مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين.
36- وصايا ونصائح إلى الملاحين.
37- العلم أهميته وفضله.
38- المرأة شؤون وشجون.
39- عمر المختار البطل المغوار.
40- عبدالحميد بن باديس داعية الجزائر.
41- صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين.
42- محمد عبدالكريم الخطابي بطل من الريف.
43- الحسن البصري الزاهد العارف.
44- الصواف بطل العراق.
* تحت الطبع :
45- مآسي الافتراق .. نماذج تاريخية ومعاصرة.
* إصدارات سمعية صدرت له :
أولا : الألبومات
1- ألبوم : أسباب النزول .
2- ألبوم : الاستبشار بحتمية الانتصار .
3- ألبوم : مواقف تربوية ونفحات إيمانية .
4- ألبوم : قصص وآثار في فضائل القرآن .
5- ألبوم : صراعنا مع اليهود.
6- ألبوم : الإسلام والغرب.
ثانيا : الأشرطة :
1- فلسطين تاريخاً وحاضراً.
2- أثر المرء في ديناه.
3- الثقافة التي نريد.
4- أيام في قزقستان.
5- أسباب التمكين في الأرض.(1/3314)
6- التفاؤل والاستبشار.
7- دفع البلاء بالصدقة.
8- الحياة السعيدة.
9- القدوات الكبار بين التحطيم والانبهار.
10- الاستغفار
11- معالم الحياة الكريمة
12- الأمن النفسي
تحت الإصدار :
1- عظماء من بلاد الإسلام.
---
ابن رشد
01-13-2006, 02:38 PM
أهلا بفضيلة الدكتور محمد موسى الشريف
لقد نزلت سهلا و حللت أهلا ، حفظكم الله و رعاكم
و سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
- و أحسب أن ما جاء في رقم ( 33 ) من المؤلفات بشأن كتاب " مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس " إنما هو : اختصار وتعليق وفهرسة : الدكتور محمد موسى الشريف ،
و إنما اسم المؤلف : المؤرخ الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي ( 1167-1241هـ
و هذا التوضيح للدقة العلمية ليس إلا ، بارك الله في كاتبه
و هو ما جاء في هذا الرابط عن الكتاب :
http://altareekh.com/doc/article.php?op=Print&sid=487
---
عبدالرحمن الشهري
01-15-2006, 01:06 PM
أخي الكريم أبا يزيد وفقه الله
شكر الله لكم حرصكم وعنايتكم ، وسنعرض الأمر على الإخوة المشرفين إن شاء الله ونرى المناسب ونخبركم به بإذن الله.
---
طالب العلم1
03-19-2006, 11:31 AM
أهلا وسهلا بالدكتور زادك الله من فضله أسبغ عليك مزيد نعمه وآلائه ونفعك ونفع بك أمة القرآن
من الجزائر
الأستاذ :عبد الحفيظ ف
---
(1/3315)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > تعريب برنامج jetAudio.6
---
تعريب برنامج jetAudio.6
---
سامي عبدالعزيز
04-03-2006, 01:47 AM
http://www.333z.com/vb/images/Aseeesw.rar
---
(1/3316)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > تفسير القرطبي
---
تفسير القرطبي
---
الحوراء
11-21-2004, 01:12 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
ارجو مساعدتي في تفسير آيات الطهارة في القرآن الكريم للقرطبي
---
جمال حسني الشرباتي
11-21-2004, 06:03 AM
السلام عليكم
عليك بتحديد الآية المقصودة ثم تتلقين المساعدة
---
الحوراء
11-22-2004, 11:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في قوله تعالى(واذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )
اريد تفسير الآيه من تفاسير مختلفه مثل القرطبي والسيوطي والالوسي
وجزاكم الله خيراً وسدد خطاكم
---
موراني
11-22-2004, 11:45 PM
عليك بفتح هذا الر ابط والبحث عن تفسير الآيات المعنية .
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
موراني
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 05:21 AM
يا أهل القيروان
لماذا لا تكون المساعدة كاملة؟؟
وأكثر من كاملة---إذا أرادت تلخيص قالقول في الآية فنحن على إستعداد
=============
الحوراء إليك تفسير القرطبي
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا(1/3317)
" جَعَلْنَا " بِمَعْنَى صَيَّرْنَا لِتَعَدِّيهِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ , وَقَدْ تَقَدَّمَ . " الْبَيْت " يَعْنِي الْكَعْبَة . " مَثَابَة " أَيْ مَرْجِعًا , يُقَال : ثَابَ يَثُوب مَثَابًا وَمَثَابَة وَثُؤُوبًا وَثَوَبَانًا . فَالْمَثَابَة مَصْدَر وُصِفَ بِهِ وَيُرَاد بِهِ الْمَوْضِع الَّذِي يُثَاب إِلَيْهِ , أَيْ يُرْجَع إِلَيْهِ . قَالَ وَرَقَة بْن نَوْفَل فِي الْكَعْبَة : مَثَابًا لِأَفْنَاءِ الْقَبَائِل كُلّهَا تَخُبّ إِلَيْهَا الْيَعْمَلَات الذَّوَامِل وَقَرَأَ الْأَعْمَش : " مَثَابَات " عَلَى الْجَمْع . وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون مِنْ الثَّوَاب , أَيْ يُثَابُونَ هُنَاكَ . وَقَالَ مُجَاهِد : لَا يَقْضِي أَحَد مِنْهُ وَطَرًا , قَالَ الشَّاعِر : جُعِلَ الْبَيْت مَثَابًا لَهُمْ لَيْسَ مِنْهُ الدَّهْر يَقْضُونَ الْوَطَر وَالْأَصْل مَثُوبَة , قُلِبَتْ حَرَكَة الْوَاو عَلَى الثَّاء فَقُلِبَتْ الْوَاو أَلِفًا اِتِّبَاعًا لِثَابَ يَثُوب , وَانْتَصَبَ عَلَى الْمَفْعُول الثَّانِي , وَدَخَلَتْ الْهَاء لِلْمُبَالَغَةِ لِكَثْرَةِ مَنْ يَثُوب أَيْ يَرْجِع ; لِأَنَّهُ قَلَّ مَا يُفَارِق أَحَد الْبَيْت إِلَّا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ مِنْهُ وَطَرًا , فَهِيَ كَنَسَّابَةِ وَعَلَّامَة , قَالَهُ الْأَخْفَش . وَقَالَ غَيْره : هِيَ هَاء تَأْنِيث الْمَصْدَر وَلَيْسَتْ لِلْمُبَالَغَةِ . فَإِنْ قِيلَ : لَيْسَ كُلّ مَنْ جَاءَهُ يَعُود إِلَيْهِ , قِيلَ : لَيْسَ يَخْتَصّ بِمَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ الْجُمْلَة , وَلَا يَعْدَم قَاصِدًا مِنْ النَّاس , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .(1/3318)
" وَأَمْنًا " اِسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو حَنِيفَة وَجَمَاعَة مِنْ فُقَهَاء الْأَمْصَار عَلَى تَرْك إِقَامَة الْحَدّ فِي الْحَرَم عَلَى الْمُحْصَن وَالسَّارِق إِذَا لَجَأَ إِلَيْهِ , وَعَضَّدُوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا " [ آل عِمْرَان : 97 ] كَأَنَّهُ قَالَ : آمِنُوا مَنْ دَخَلَ الْبَيْت . وَالصَّحِيح إِقَامَة الْحُدُود فِي الْحَرَم , وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَنْسُوخ ; لِأَنَّ الِاتِّفَاق حَاصِل أَنَّهُ لَا يُقْتَل فِي الْبَيْت , وَيُقْتَل خَارِج الْبَيْت . وَإِنَّمَا الْخِلَاف هَلْ يُقْتَل فِي الْحَرَم أَمْ لَا ؟ وَالْحَرَم لَا يَقَع عَلَيْهِ اِسْم الْبَيْت حَقِيقَة . وَقَدْ أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَوْ قَتَلَ فِي الْحَرَم قُتِلَ بِهِ , وَلَوْ أَتَى حَدًّا أُقِيدَ مِنْهُ فِيهِ , وَلَوْ حَارَبَ فِيهِ حُورِبَ وَقُتِلَ مَكَانه . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة : مَنْ لَجَأَ إِلَى الْحَرَم لَا يُقْتَل فِيهِ وَلَا يُتَابَع , وَلَا يَزَال يُضَيَّق عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوت أَوْ يَخْرُج . فَنَحْنُ نَقْتُلهُ بِالسَّيْفِ , وَهُوَ يَقْتُلهُ بِالْجُوعِ وَالصَّدّ , فَأَيّ قَتْل أَشَدّ مِنْ هَذَا . وَفِي قَوْله : " وَأَمْنًا " تَأْكِيد لِلْأَمْرِ بِاسْتِقْبَالِ الْكَعْبَة , أَيْ لَيْسَ فِي بَيْت الْمَقْدِس هَذِهِ الْفَضِيلَة , وَلَا يَحُجّ إِلَيْهِ النَّاس , وَمَنْ اِسْتَعَاذَ بِالْحَرَمِ أَمِنَ مِنْ أَنْ يُغَار عَلَيْهِ . وَسَيَأْتِي بَيَان هَذَا فِي " الْمَائِدَة " إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى .
وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى(1/3319)
" وَاِتَّخِذُوا " قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامِر بِفَتْحِ الْخَاء عَلَى جِهَة الْخَبَر عَمَّنْ اِتَّخَذَهُ مِنْ مُتَّبِعِي إِبْرَاهِيم , وَهُوَ مَعْطُوف عَلَى " جَعَلْنَا " أَيْ جَعَلْنَا الْبَيْت مَثَابَة وَاِتَّخِذُوهُ مُصَلًّى . وَقِيلَ هُوَ مَعْطُوف عَلَى تَقْدِير إِذْ , كَأَنَّهُ قَالَ : وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْت مَثَابَة وَإِذْ اِتَّخَذُوا , فَعَلَى الْأَوَّل الْكَلَام جُمْلَة وَاحِدَة , وَعَلَى الثَّانِي جُمْلَتَانِ . وَقَرَأَ جُمْهُور الْقُرَّاء " وَاِتَّخِذُوا " بِكَسْرِ الْخَاء عَلَى جِهَة الْأَمْر , قَطَعُوهُ مِنْ الْأَوَّل وَجَعَلُوهُ مَعْطُوفًا جُمْلَة عَلَى جُمْلَة . قَالَ الْمَهْدَوِيّ : يَجُوز أَنْ يَكُون مَعْطُوفًا عَلَى " اُذْكُرُوا نِعْمَتِي " كَأَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لِلْيَهُودِ , أَوْ عَلَى مَعْنَى إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْت ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ اُذْكُرُوا إِذْ جَعَلْنَا . أَوْ عَلَى مَعْنَى قَوْله : " مَثَابَة " لِأَنَّ مَعْنَاهُ ثُوبُوا .(1/3320)
رَوَى اِبْن عُمَر قَالَ : قَالَ عُمَر : وَافَقْت رَبِّي فِي ثَلَاث : فِي مَقَام إِبْرَاهِيم , وَفِي الْحِجَاب , وَفِي أُسَارَى بَدْر . خَرَّجَهُ مُسْلِم وَغَيْره . وَخَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ عَنْ أَنَس قَالَ : قَالَ عُمَر : وَافَقْت اللَّه فِي ثَلَاث , أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاث . .. الْحَدِيث , وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنَده فَقَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ قَالَ عُمَر : وَافَقْت رَبِّي فِي أَرْبَع , قُلْت يَا رَسُول اللَّه : لَوْ صَلَّيْت خَلْف الْمَقَام ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : " وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إِبْرَاهِيم مُصَلًّى " وَقُلْت : يَا رَسُول اللَّه , لَوْ ضَرَبْت عَلَى نِسَائِك الْحِجَاب فَإِنَّهُ يَدْخُل عَلَيْهِنَّ الْبَرّ وَالْفَاجِر ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاء حِجَاب " [ الْأَحْزَاب : 53 ] , وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان مِنْ سُلَالَة مِنْ طِين " [ الْمُؤْمِنُونَ : 12 ] , فَلَمَّا نَزَلَتْ قُلْت أَنَا : تَبَارَكَ اللَّه أَحْسَن الْخَالِقِينَ , فَنَزَلَتْ : " فَتَبَارَكَ اللَّه أَحْسَن الْخَالِقِينَ " [ الْمُؤْمِنُونَ : 14 ] , وَدَخَلْت عَلَى أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْت : لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنهُ اللَّه بِأَزْوَاجٍ خَيْر مِنْكُنَّ , فَنَزَلَتْ الْآيَة : " عَسَى رَبّه إِنْ طَلَّقَكُنَّ " [ التَّحْرِيم : 5 ] .
قُلْت : لَيْسَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة ذِكْر لِلْأُسَارَى , فَتَكُون مُوَافَقَة عُمَر فِي خَمْس .(1/3321)
" مِنْ مَقَام " الْمَقَام فِي اللُّغَة : مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ . قَالَ النَّحَّاس : " مَقَام " مِنْ قَامَ يَقُوم , وَيَكُون مَصْدَرًا وَاسْمًا لِلْمَوْضِعِ . وَمُقَام مِنْ أَقَامَ , فَأَمَّا قَوْل زُهَيْر : وَفِيهِمْ مَقَامَات حِسَان وُجُوههمْ وَأَنْدِيَة يَنْتَابهَا الْقَوْل وَالْفِعْل فَمَعْنَاهُ : فِيهِمْ أَهْل مَقَامَات . وَاخْتُلِفَ فِي تَعْيِين الْمَقَام عَلَى أَقْوَال , أَصَحّهَا - أَنَّهُ الْحِجْر الَّذِي تَعْرِفهُ النَّاس الْيَوْم الَّذِي يُصَلُّونَ عِنْده رَكْعَتَيْ طَوَاف الْقُدُوم . وَهَذَا قَوْل جَابِر بْن عَبْد اللَّه وَابْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ . وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث جَابِر الطَّوِيل أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الْبَيْت اِسْتَلَمَ الرُّكْن فَرَمَلَ ثَلَاثًا , وَمَشَى أَرْبَعًا , ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى مَقَام إِبْرَاهِيم فَقَرَأَ : " وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إِبْرَاهِيم مُصَلًّى " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فِيهِمَا ب " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " [ الْإِخْلَاص ] و " قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ " [ الْكَافِرُونَ ] . وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ رَكْعَتَيْ الطَّوَاف وَغَيْرهمَا مِنْ الصَّلَوَات لِأَهْلِ مَكَّة أَفْضَل وَيَدُلّ مِنْ وَجْه عَلَى أَنَّ الطَّوَاف لِلْغُرَبَاءِ أَفْضَل , عَلَى مَا يَأْتِي . وَفِي الْبُخَارِيّ : أَنَّهُ الْحَجَر الَّذِي اِرْتَفَعَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم حِين ضَعُفَ عَنْ رَفْع الْحِجَارَة الَّتِي كَانَ إِسْمَاعِيل يُنَاوِلهَا إِيَّاهُ فِي بِنَاء الْبَيْت , وَغَرِقَتْ قَدَمَاهُ فِيهِ . قَالَ أَنَس : رَأَيْت فِي الْمَقَام أَثَر أَصَابِعه وَعَقِبه وَأَخْمَص قَدَمَيْهِ , غَيْر أَنَّهُ أَذْهَبَهُ مَسْح النَّاس بِأَيْدِيهِمْ , حَكَاهُ الْقُشَيْرِيّ . وَقَالَ السُّدِّيّ : الْمَقَام(1/3322)
الْحَجَر الَّذِي وَضَعَتْهُ زَوْجَة إِسْمَاعِيل تَحْت قَدَم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين غَسَلَتْ رَأْسه . وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَعَطَاء : الْحَجّ كُلّه . وَعَنْ عَطَاء : عَرَفَة وَمُزْدَلِفَة وَالْجِمَار , وَقَالَهُ الشَّعْبِيّ . النَّخَعِيّ : الْحَرَم كُلّه مَقَام إِبْرَاهِيم , وَقَالَهُ مُجَاهِد .
قُلْت : وَالصَّحِيح فِي الْمَقَام الْقَوْل الْأَوَّل , حَسَب مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح . وَخَرَّجَ أَبُو نُعَيْم مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن سُوقَة عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر عَنْ جَابِر قَالَ : نَظَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُل بَيْن الرُّكْن وَالْمَقَام , أَوْ الْبَاب وَالْمَقَام وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُول : اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِفُلَانٍ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا هَذَا ) ؟ فَقَالَ : رَجُل اِسْتَوْدَعَنِي أَنْ أَدْعُو لَهُ فِي هَذَا الْمَقَام , فَقَالَ : ( اِرْجِعْ فَقَدْ غُفِرَ لِصَاحِبِك ) . قَالَ أَبُو نُعَيْم : حَدَّثَنَاهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَاصِم بْن يَحْيَى الْكَاتِب قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم الْقَطَّان الْكُوفِيّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن عِمْرَان الْجَعْفَرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن سُوقَة , فَذَكَرَهُ . قَالَ أَبُو نُعَيْم : كَذَا رَوَاهُ عَبْد الرَّحْمَن عَنْ الْحَارِث عَنْ مُحَمَّد عَنْ جَابِر , وَإِنَّمَا يُعْرَف مِنْ حَدِيث الْحَارِث عَنْ مُحَمَّد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَمَعْنَى " مُصَلًّى " . مُدَّعًى يُدْعَى فِيهِ , قَالَهُ مُجَاهِد . وَقِيلَ : مَوْضِع صَلَاة يُصَلَّى عِنْده , قَالَهُ قَتَادَة . وَقِيلَ : قِبْلَة يَقِف الْإِمَام عِنْدهَا , قَالَهُ(1/3323)
الْحَسَن .
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
" وَعَهِدْنَا " قِيلَ : مَعْنَاهُ أَمَرْنَا . وَقِيلَ : أَوْحَيْنَا . " أَنْ طَهِّرَا " " أَنْ " فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى تَقْدِير حَذْف الْخَافِض . وَقَالَ سِيبَوَيْهِ : إِنَّهَا بِمَعْنَى أَيْ مُفَسِّرَة , فَلَا مَوْضِع لَهَا مِنْ الْإِعْرَاب . وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ : تَكُون بِمَعْنَى الْقَوْل . و " طَهِّرَا " قِيلَ مَعْنَاهُ : مِنْ الْأَوْثَان , عَنْ مُجَاهِد وَالزُّهْرِيّ . وَقَالَ عُبَيْد بْن عُمَيْر وَسَعِيد بْن جُبَيْر : مِنْ الْآفَات وَالرِّيَب . وَقِيلَ : مِنْ الْكُفَّار . وَقَالَ السُّدِّيّ : اِبْنِيَاهُ وَأَسِّسَاهُ عَلَى طَهَارَة وَنِيَّة طَهَارَة , فَيَجِيء مِثْل قَوْله : " أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى " [ التَّوْبَة : 108 ] . وَقَالَ يَمَان : بَخِّرَاهُ وَخَلِّقَاهُ . " بَيْتِي " أَضَافَ الْبَيْت إِلَى نَفْسه إِضَافَة تَشْرِيف وَتَكْرِيم , وَهِيَ إِضَافَة مَخْلُوق إِلَى خَالِق , وَمَمْلُوك إِلَى مَالِك . وَقَرَأَ الْحَسَن وَابْن أَبِي إِسْحَاق وَأَهْل الْمَدِينَة وَهِشَام وَحَفْص : " بَيْتِيَ " بِفَتْحِ الْيَاء , وَالْآخَرُونَ بِإِسْكَانِهَا .
" لِلطَّائِفِينَ " ظَاهِره الَّذِينَ يَطُوفُونَ بِهِ , وَهُوَ قَوْل عَطَاء . وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : مَعْنَاهُ لِلْغُرَبَاءِ الطَّارِئِينَ عَلَى مَكَّة , وَفِيهِ بُعْد .(1/3324)
" وَالْعَاكِفِينَ " الْمُقِيمِينَ مِنْ بَلَدِيّ وَغَرِيب , عَنْ عَطَاء . وَكَذَلِكَ قَوْله : " لِلطَّائِفِينَ " . وَالْعُكُوف فِي اللُّغَة : اللُّزُوم وَالْإِقْبَال عَلَى الشَّيْء , كَمَا قَالَ الشَّاعِر : عَكْف النَّبِيط يَلْعَبُونَ الْفَنْزَجَا وَقَالَ مُجَاهِد : الْعَاكِفُونَ الْمُجَاوِرُونَ . اِبْن عَبَّاس : الْمُصَلُّونَ . وَقِيلَ : الْجَالِسُونَ بِغَيْرِ طَوَاف وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب .
" وَالرُّكَّع السُّجُود " أَيْ الْمُصَلُّونَ عِنْد الْكَعْبَة . وَخُصَّ الرُّكُوع وَالسُّجُود بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أَقْرَب أَحْوَال الْمُصَلِّي إِلَى اللَّه تَعَالَى . وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الرُّكُوع وَالسُّجُود لُغَة وَالْحَمْد لِلَّهِ .(1/3325)
لَمَّا قَالَ اللَّه تَعَالَى " أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي " دَخَلَ فِيهِ بِالْمَعْنَى جَمِيع بُيُوته تَعَالَى , فَيَكُون حُكْمهَا حُكْمه فِي التَّطْهِير وَالنَّظَافَة . وَإِنَّمَا خُصَّ الْكَعْبَة بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ غَيْرهَا , أَوْ لِكَوْنِهَا أَعْظَم حُرْمَة , وَالْأَوَّل أَظْهَر , وَاَللَّه أَعْلَم . وَفِي التَّنْزِيل " فِي بُيُوت أَذِنَ اللَّه أَنْ تُرْفَع " [ النُّور : 36 ] وَهُنَاكَ يَأْتِي حُكْم الْمَسَاجِد إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . وَرُوِيَ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ صَوْت رَجُل فِي الْمَسْجِد فَقَالَ : مَا هَذَا ! أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ ! ؟ وَقَالَ حُذَيْفَة قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَيَّ يَا أَخَا الْمُنْذِرِينَ يَا أَخَا الْمُرْسَلِينَ أَنْذِرْ قَوْمك أَلَّا يَدْخُلُوا بَيْتًا مِنْ بُيُوتِي إِلَّا بِقُلُوبٍ سَلِيمَة وَأَلْسِنَة صَادِقَة وَأَيْدٍ نَقِيَّة وَفُرُوج طَاهِرَة وَأَلَّا يَدْخُلُوا بَيْتًا مِنْ بُيُوتِي مَا دَامَ لِأَحَدٍ عِنْدهمْ مَظْلِمَة فَإِنِّي أَلْعَنهُ مَا دَامَ قَائِمًا بَيْن يَدَيَّ حَتَّى يَرُدّ تِلْكَ الظُّلَامَة إِلَى أَهْلهَا فَأَكُون سَمْعه الَّذِي يَسْمَع بِهِ وَبَصَره الَّذِي يُبْصِر بِهِ وَيَكُون مِنْ أَوْلِيَائِي وَأَصْفِيَائِي وَيَكُون جَارِي مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ ) .(1/3326)
اِسْتَدَلَّ الشَّافِعِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَالثَّوْرِيّ وَجَمَاعَة مِنْ السَّلَف بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى جَوَاز الصَّلَاة الْفَرْض وَالنَّفْل دَاخِل الْبَيْت . قَالَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه : إِنْ صَلَّى فِي جَوْفهَا مُسْتَقْبِلًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانهَا فَصَلَاته جَائِزَة , وَإِنْ صَلَّى نَحْو الْبَاب وَالْبَاب مَفْتُوح فَصَلَاته بَاطِلَة , وَكَذَلِكَ مَنْ صَلَّى عَلَى ظَهْرهَا ; لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَقْبِل مِنْهَا شَيْئًا . وَقَالَ مَالِك : لَا يُصَلَّى فِيهِ الْفَرْض وَلَا السُّنَن , وَيُصَلَّى فِيهِ التَّطَوُّع , غَيْر أَنَّهُ إِنْ صَلَّى فِيهِ الْفَرْض أَعَادَ فِي الْوَقْت . وَقَالَ أَصْبَغ : يُعِيد أَبَدًا .(1/3327)
قُلْت : وَهُوَ الصَّحِيح , لِمَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَخْبَرَنِي أُسَامَة بْن زَيْد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ الْبَيْت دَعَا فِي نَوَاحِيه كُلّهَا وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ , فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ فِي قُبُل الْكَعْبَة رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ : ( هَذِهِ الْقِبْلَة ) وَهَذَا نَصّ . فَإِنْ قِيلَ : فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ : دَخَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأُسَامَة بْن زَيْد وَبِلَال وَعُثْمَان بْن طَلْحَة الْحَجَبِيّ الْبَيْت فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ الْبَاب . فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْت أَوَّل مَنْ وَلَجَ فَلَقِيت بِلَالًا فَسَأَلْته : هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ , نَعَمْ بَيْن الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ . وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم , وَفِيهِ قَالَ : جَعَلَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَسَاره وَعَمُودًا عَنْ يَمِينه وَثَلَاثَة أَعْمِدَة وَرَاءَهُ , وَكَانَ الْبَيْت يَوْمئِذٍ عَلَى سِتَّة أَعْمِدَة . قُلْنَا : هَذَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون صَلَّى بِمَعْنَى دَعَا , كَمَا قَالَ أُسَامَة , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون صَلَّى الصَّلَاة الْعُرْفِيَّة , وَإِذَا اِحْتَمَلَ هَذَا وَهَذَا سَقَطَ الِاحْتِجَاج بِهِ . فَإِنْ قِيلَ : فَقَدْ رَوَى اِبْن الْمُنْذِر وَغَيْره عَنْ أُسَامَة قَالَ : رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُوَرًا فِي الْكَعْبَة فَكُنْت آتِيه بِمَاءٍ فِي الدَّلْو يَضْرِب بِهِ تِلْكَ الصُّوَر . وَخَرَّجَهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ قَالَ : حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي ذِئْب عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مِهْرَان قَالَ حَدَّثَنَا عُمَيْر مَوْلَى اِبْن عَبَّاس عَنْ أُسَامَة بْن زَيْد قَالَ : دَخَلْت عَلَى رَسُول اللَّه(1/3328)
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَة وَرَأَى صُوَرًا قَالَ : فَدَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاء فَأَتَيْته بِهِ فَجَعَلَ يَمْحُوهَا وَيَقُول : ( قَاتَلَ اللَّه قَوْمًا يُصَوِّرُونَ مَا لَا يَخْلُقُونَ ) . فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي حَالَة مُضِيّ أُسَامَة فِي طَلَب الْمَاء فَشَاهَدَ بِلَال مَا لَمْ يُشَاهِدهُ أُسَامَة , فَكَانَ مَنْ أَثْبَتَ أَوْلَى مِمَّنْ نَفَى , وَقَدْ قَالَ أُسَامَة نَفْسه : فَأَخَذَ النَّاس بِقَوْلِ بِلَال وَتَرَكُوا قَوْلِي . وَقَدْ رَوَى مُجَاهِد عَنْ عَبْد اللَّه بْن صَفْوَان قَالَ : قُلْت لِعُمَر بْن الْخَطَّاب : كَيْف صَنَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين دَخَلَ الْكَعْبَة ؟ قَالَ : صَلَّى رَكْعَتَيْنِ . قُلْنَا : هَذَا مَحْمُول عَلَى النَّافِلَة , وَلَا نَعْلَم خِلَافًا بَيْن الْعُلَمَاء فِي صِحَّة النَّافِلَة فِي الْكَعْبَة , وَأَمَّا الْفَرْض فَلَا ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى عَيَّنَ الْجِهَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " فَوَلُّوا وُجُوهكُمْ شَطْره " [ الْبَقَرَة : 144 ] عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه , وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ : ( هَذِهِ الْقِبْلَة ) فَعَيَّنَهَا كَمَا عَيَّنَهَا اللَّه تَعَالَى . وَلَوْ كَانَ الْفَرْض يَصِحّ دَاخِلهَا لَمَا قَالَ : ( هَذِهِ الْقِبْلَة ) . وَبِهَذَا يَصِحّ الْجَمْع بَيْن الْأَحَادِيث , وَهُوَ أَوْلَى مِنْ إِسْقَاط بَعْضهَا , فَلَا تَعَارُض , وَالْحَمْد لِلَّهِ .(1/3329)
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي الصَّلَاة عَلَى ظَهْرهَا , فَقَالَ الشَّافِعِيّ مَا ذَكَرْنَاهُ . وَقَالَ مَالِك : مَنْ صَلَّى عَلَى ظَهْر الْكَعْبَة أَعَادَ فِي الْوَقْت . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْض أَصْحَاب مَالِك : يُعِيد أَبَدًا . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة : مَنْ صَلَّى عَلَى ظَهْر الْكَعْبَة فَلَا شَيْء عَلَيْهِ .
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا أَيّمَا أَفْضَل الصَّلَاة عِنْد الْبَيْت أَوْ الطَّوَاف بِهِ ؟ فَقَالَ مَالِك : الطَّوَاف لِأَهْلِ الْأَمْصَار أَفْضَل , وَالصَّلَاة لِأَهْلِ مَكَّة أَفْضَل وَذُكِرَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَطَاء وَمُجَاهِد . وَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّ الصَّلَاة أَفْضَل . وَفِي الْخَبَر : ( لَوْلَا رِجَال خُشَّع وَشُيُوخ رُكَّع وَأَطْفَال رُضَّع وَبَهَائِم رُتَّع لَصَبَبْنَا عَلَيْكُمْ الْعَذَاب صَبًّا ) . وَذَكَرَ أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثَابِت الْخَطِيب فِي كِتَاب ( السَّابِق وَاللَّاحِق ) عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْلَا فِيكُمْ رِجَال خُشَّع وَبَهَائِم رُتَّع وَصِبْيَان رُضَّع لَصُبَّ الْعَذَاب عَلَى الْمُذْنِبِينَ صَبًّا ) . لَمْ يَذْكُر فِيهِ " وَشُيُوخ رُكَّع " . وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ ( الصَّلَاة خَيْر مَوْضُوع فَاسْتَكْثِرْ أَوْ اِسْتَقِلَّ ) . خَرَّجَهُ الْآجُرِيّ . وَالْأَخْبَار فِي فَضْل الصَّلَاة وَالسُّجُود كَثِيرَة تَشْهَد لِقَوْلِ الْجُمْهُور , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 05:24 AM
إليك السيوطي
(( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(1/3330)
"وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْت" الْكَعْبَة "مَثَابَة لِلنَّاسِ" مَرْجِعًا يَثُوبُونَ إلَيْهِ مِنْ كُلّ جَانِب "وَأَمْنًا" مَأْمَنًا لَهُمْ مِنْ الظُّلْم وَالْإِغَارَات الْوَاقِعَة فِي غَيْره كَانَ الرَّجُل يَلْقَى قَاتِل أَبِيهِ فِيهِ فَلَا يُهَيِّجهُ "وَاِتَّخِذُوا" أَيّهَا النَّاس وَفِي قِرَاءَة بِفَتْحِ الْخَاء خَبَر "مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم" هُوَ الْحَجَر الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ عِنْد بِنَاء الْبَيْت "مُصَلًّى" مَكَان صَلَاة بِأَنْ تُصَلُّوا خَلْفه رَكْعَتَيْ الطَّوَاف "وَعَهِدْنَا إلَى إبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل" أَمَرْنَاهُمَا "أَنْ" أَيْ بِأَنْ "طَهِّرَا بَيْتِي" مِنْ الْأَوْثَان "لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ" الْمُقِيمِينَ فِيهِ "وَالرُّكَّع السُّجُود" جَمْع رَاكِع وَسَاجِد الْمُصَلِّينَ))
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 05:27 AM
إليك الألوسي
(({ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ } عطف على
{ وَإِذِ ابْتَلَى }(1/3331)
[البقرة: 124] والبيت من الأعلام الغالبة للكعبة كالنجم للثريا { مَثَابَةً لّلنَّاسِ } أي مجمعاً لهم قاله الخليل وقتادة ـ أو معاذاً وملجأ ـ قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أو مرجعاً يثوب إليه أعيان الزوار أو أمثالهم ـ قاله مجاهد وجبير ـ أو مرجعاً يحق أن يرجع ويلجأ إليه قاله بعض المحققين ـ أو موضع ثواب يثابون بحجه واعتماره ـ قال عطاء ـ وحكاه الماوردي عن بعض أهل اللغة والتاء فيه وتركه لغتان كما في مقام ومقامة وهي لتأنيث البقعة ـ وهو قول الفراء. والزجاج ـ وقال الأخفش: إن ـ التاء فيه للمبالغة كما في نسابة وعلامة، وأصله مثوبة على وزن مفعلة مصدر ميمي، أو ظرف مكان، واللام في الناس للجنس وهو الظاهر وجوز حمله على العهد أو الاستغراق العرفي، وقرأ الأعمش، وطلحة (مثابات) على الجمع لأنه مثابة كل واحد من الناس لا يختص به أحد منهم { سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ } [الحج: 52] فهو وإن كان واحداً بالذات إلا أنه متعدد باعتبار الإضافات، وقيل: إن الجمع بتنزيل تعدد الرجوع منزلة تعدد المحل أو باعتبار أن كل جزء منه مثابة، واختار بعضهم ذلك زعماً منه أن الأول يقتضي أن يصح التعبير عن غلام جماعة بالمملوكين ولم يعرف، وفيه أنه قياس مع الفارق إذ له إضافة المملوكية إلى كلهم لا إلى كل واحد منهم { وَأَمْناً } عطف على { مَثَابَةً } وهو مصدر وصف به للمبالغة، والمراد موضع أمن إما لسكانه من الخطف؛ أو لحجاجه من العذاب حيث إن الحج يزيل ويمحو ما قبله غير حقوق العباد والحقوق المالية كالكفارة على الصحيح، أو للجاني الملتجيء إليه من القتل ـ وهو مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه ـ إذ عنده لا يستوفى قصاص النفس في الحرم لكن يضيق على الجاني ولا يكلم ولا يطعم ولا يعامل حتى يخرج فيقتل، وعند الشافعي رضي الله تعالى عنه من وجب عليه الحد والتجأ إليه يأمر الإمام بالتضييق عليه بما يؤدي إلى خروجه فإذا خرج أقيم عليه(1/3332)
الحد في الحل فإن لم يخرج جاز قتله فيه، وعند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه لا يستوفى من الملتجىء قصاص مطلقاً ولو قصاص الأطراف حتى يخرج ومن الناس من جعل ـ (أمنا) ـ مفعولاً ثانياً لمحذوف على معنى الأمر أي ـ واجعلوه أمنا ـ كما جعلناه مثابة وهو بعيد عن ظاهر النظم، ولم يذكر للناس هنا كما ذكر من قبل، اكتفاء به أو إشارة إلى العموم أي أنه أمن لكل شيء كائناً ما كان حتى الطير والوحش إلا الخمس الفواسق فإنها خصت من ذلك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل فيه أمن الناس دخولاً أولياً
{ وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى } عطف على جعلنا أو حال من فاعله على إرادة القول أي وقلنا أو قائلين لهم اتخذوا والمأمور به الناس كما هو الظاهر أو إبراهيم عليه السلام وأولاده كما قيل، أو عطف على اذكر المقدر عاملاً لـ { إِذْ } ، أو معطوف على مضمر تقديره ثوبوا إليه { وَاتَّخَذُواْ } وهو معترض باعتبار نيابته عن ذلك بين (جعلنا) و(عهدنا) ولم يعتبر الاعتراض من دون عطف مع أنه لا يحتاج إليه ليكون الارتباط مع الجملة السابقة أظهر، والخطاب على هذين الوجهين لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم رأس المخاطبين.
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 05:28 AM
تكملة الألوسي(1/3333)
((و { مِنْ } إما للتبعيض أو بمعنى ـ في ـ أو زائدة ـ على مذهب الأخفش ـ والأظهر الأول، وقال القفال: هي مثل اتخذت من فلان صديقاً وأعطاني الله تعالى من فلان أخاً صالحاً، دخلت لبيان المتخذ الموهوب وتمييزه، و ـ المقام ـ مفعل من القيام يراد به المكان أي مكان قيامه وهو الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم عليه السلام حين ضعف من رفع الحجارة التي كان ولده إسماعيل يناوله إياها في بناء البيت، وفيه أثر قدميه قاله ابن عباس، وجابر، وقتادة، وغيرهم، وأخرجه البخاري ـ وهو قول جمهور المفسرين ـ وروي عن الحسن أنه الحجر الذي وضعته زوجة إسماعيل عليه السلام تحت إحدى رجليه وهو راكب فغسلت أحد شقي رأسه ثم رفعته من تحتها وقد غاصت فيه ووضعته تحت رجله الأخرى فغسلت شقه الآخر وغاصت رجله الأخرى فيه أيضاً، أو الموضع الذي كان فيه الحجر حين قام عليه ودعا الناس إلى الحج ورفع بناء البيت، وهو موضعه اليوم ـ فالمقام ـ في أحد المعنيين حقيقة لغوية وفي الآخر مجاز متعارف ويجوز حمل اللفظ على كل منهما ـ كذا قالوا ـ إلا أنه استشكل تعيين الموضع بما هو الموضع بما هو الموضع اليوم لما في «فتح الباري» من أنه كان المقام أي الحجر من عهد إبراهيم عليه السلام لزيق البيت إلى أن أخره عمر رضي الله تعالى عنه إلى المكان الذي هو فيه الآن أخرجه عبد الرزاق بسند قوي، وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي حوله، فإن هذا يدل على تغاير الموضعين سواء كان المحول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عمر رضي الله تعالى عنه، وأيضاً كيف يمكن رفع البناء حين القيام عليه حال كونه في موضعه اليوم؟ا وهو بعيد من الحجر الأسود بسبعة وعشرين ذراعاً، وأيضاً المشهور أن دعوة الناس إلى الحج كانت فوق أبي قبيس فإنه صعده بعد الفراغ من عمارة البيت ونادى أيها الناس حجوا بيت ربكم فإن لم يكن الحجر معه حينئذ أشكل القول بأنه قام عليه ودعا وإن كان(1/3334)
معه وكان الوقوف عليه فوق الجبل ـ كما يشير إليه كلام روضة الأحباب، وبه يحصل الجمع ـ أشكل التعيين بماهو اليوم وغاية التوجيه أن يقال لا شك أنه عليه السلام كان يحول الحجر حين البناء من موضع إلى موضع ويقوم عليه فلم يكن له موضع معين، وكذا حين الدعوة لم يكن عند البيت بل فوق أبي قبيس فلا بد من صرف عباراتهم عن ظاهرها بأن يقال الموضع الذي كان الحجر في أثناء زمان قيامه عليه واشتغاله بالدعوة، أو رفع البناء لا حالة القيام عليه، ووقع في بعض الكتب أن هذا المقام الذي فيه الحجر الآن كان بيت إبراهيم عليه السلام، وكان ينقل هذا الحجر بعد الفراغ من العمل إليه، وأن الحجر/ بعد إبراهيم كان موضوعاً في جوف الكعبة، ولعل هذا هو الوجه في تخصيص هذا الموضع بالتحويل، وما وقع في «الفتح» من أنه كان المقام من عهد إبراهيم لزيق البيت معناه بعد إتمام العمارة فلا ينافي أن يكون في أثنائها في الموضع الذي فيه اليوم ـ كذا ذكره بعض المحققين فليفهم ـ وسبب النزول ما أخرجه أبو نعيم من حديث ابن عمر:(1/3335)
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر رضي الله تعالى عنه فقال: يا عمر هذا مقام إبراهيم فقال عمر: أفلا نتخذه مصلى فقال: لم أومر بذلك فلم تغب الشمس حتى نزلت هذه الآية " والأمر فيها للاستحباب إذ المتبادر من ـ المصلى ـ موضع الصلاة مطلقاً، وقيل: المراد به الأمر بركعتي الطواف لما أخرجه مسلم عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين، وقرأ الآية " فالأمر للوجوب على بعض الأقوال، ولا يخفى ضعفه لأن فيه التقييد بصلاة مخصوصة من غير دليل وقراءته عليه الصلاة والسلام الآية حين أداء الركعتين لا يقتضي تخصيصه بهما، وذهب النخعي ومجاهد إلى أن المراد من مقام إبراهيم الحرم كله، وابن عباس وعطاء إلى أنه مواقف الحج كلها، والشعبي إلى أنه عرفة ومزدلفة والجمار، ومعنى ـ اتخاذها مصلى ـ أن يدعى فيها ويتقرب إلى الله تعالى عندها، والذي عليه الجمهور، هو ما قدمناه أولاً، وهو الموافق لظاهر اللفظ ولعرف الناس اليوم وظواهر الأخبار تؤيده، وقرأ نافع وابن عامر { وَاتَّخَذُواْ } بفتح الخاء على أنه فعل ماض، وهو يحنئذ معطوف على { جَعَلْنَا } أي ـ واتخذ الناس ـ من مكان إبراهيم الذي عرف به وأسكن ذريته عنده ـ وهو الكعبة قبلة يصلون إليها.
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 05:29 AM
تكملة الألوسي
((فالمقام مجاز عن ذلك المحل وكذا ـ المصلى ـ بمعنى القبلة مجاز عن المحل الذي يتوجه إليه في الصلابة بعلاقة القرب والمجاورة(1/3336)
{ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْراهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ } أي وصينا أو أمرنا أو أوحينا أو قلنا، والذي عليه المحققون أن العهد إذا تعدى بـ (إلى) يكون بمعنى التوصية، ويتجوز به عن الأمر، وإسمعيل علم أعجمي قيل: معناه بالعربية مطيع الله، وحكي أن إبراهيم عليه السلام كان يدعو أن يرزقه الله تعالى ولداً، ويقول: ـ اسمع إيل ـ أي استجب دعائي يا الله فلما رزقه الله تعالى ذلك سماه بتلك الجملة، وأراه في غاية البعد وللعرب فيه لغتان اللام والنون(1/3337)
{ أَن طَهّرَا بَيْتِىَ } أي بأن طهرا على أن { ءانٍ } مصدرية وصلت بفعل الأمر بياناً للموصى المأمور به، وسيبويه وأبو علي جوزا كون صلة الحروف المصدرية أمراً أو نهياً والجمهور منعوا ذلك مستدلين بأنه إذا سبك منه مصدر فات معنى الأمر، وبأنه يجب في الموصول الإسمي كون صلته خبرية. والموصول الحرفي مثله، وقدروا هنا ـ قلنا ـ ليكون مدخول الحرف المصدري خبراً، ويردّ عليهم أولاً أن كونه مع الفعل بتأويل المصدر لا يستدعي اتحاد معناهما ضرورة عدم دلالة المصدر على الزمان مع دلالة الفعل عليه وثانياً: أن وجوب كون الصلة خبرية في الموصول الأسمى إنما هو للتوصل إلى وصف المعارف بالجمل وهي لا توصف بها إلا إذا كانت خبرية، وأما الموصول الحرفي فليس كذلك، وثالثاً: أن تقدير ـ قلنا ـ يفضي إلى أن يكون المأمور به القول، وليس كذلك، وجوز أن تكون { ءانٍ } هذه مفسرة لتقدم ما يتضمن معنى القول دون حروفه، وهو العهد، ويحتاج حينئذ إلى تقدير المفعول إذ يشترط مع تقدم ما ذكر كون مدخولها مفسراً لمفعول مقدر أو ملفوظ أي قلنا لهما شيئاً هو: أن طهرا والمراد من التطهير التنظيف من كل ما لا يليق فيدخل فيه الأوثان والأنجاس وجميع الخبائث وما يمنع منه شرعاً كالحائض؛ وخص مجاهد، وابن عطاء، ومقاتل، وابن جبير التطهير بإزالة الأوثان، وذكروا أن البيت كان عامراً على عهد نوح عليه السلام وأنه كان فيه أصنام على أشكال صالحيهم، وأنه طال/ العهد فعبدت من دون الله تعالى فأمر الله تعالى بتطهيره منها، وقيل: المراد بَخرَاهُ ونظفاه وخلقاه وارفعا عنه الفرث والدم الذي كان يطرح فيه، وقيل: أخلصاه لمن ذكر بحيث لا يغشاه غيرهم فالتطهير عبارة عن لازمه، ونقل عن السدي أن المراد به البناء والتأسيس على الطهارة والتوحيد وهو بعيد، وتوجيه الأمر هنا إلى إبراهيم وإسمعيل لا ينافي ما في سورة الحج من تخصيصه بإبراهيم عليه السلام فإن ذلك واقع قبل بناء البيت كما يفصح عنه(1/3338)
قوله تعالى:
---
جمال حسني الشرباتي
11-23-2004, 05:31 AM
تكملة الألوسي
((الحج:6 2] وكان إسمعيل حينئذ بمعزل من مثابة الخطاب، وظاهر أن هذا بعد بلوغه مبلغ الأمر والنهي، وتمام البناء بمباشرته كما ينبىء عنه إيراده إثر حكاية جعله مثابة وإضافة البيت إلى ضمير الجلالة للتشريف كـ
{ نَاقَةُ اللَّهِ }
[الأعراف:3 7] لا أنه مكان له تعالى عن ذلك علواً كبيراً
{ لِلطَّائِفِينَ } أي لأجلهم فاللام تعليلية وإن فسر التطهير بلازمه كانت صلة له، و ـ الطائف ـ اسم فاعل من طاف به إذا دار حوله، والظاهر أن المراد كل من يطوف من حاضر أو باد ـ وإليه ذهب عطاء وغيره ـ وقال ابن جبير: المراد الغرباء الوافدون مكة حجاجاً وزواراً. { وَالْعَاكِفِينَ } وهم أهل البلد الحرام المقيمون عند ابن جبير، وقال عطاء: هم الجالسون من غير طواف من بلدي وغريب، وقال مجاهد: المجاورون له من الغرباء، وقيل: هم المعتكفون فيه { وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } وهم المصلون جمع راكع وساجد، وخص الركوع والسجود بالذكر من جميع أحوال المصلي لأنهما أقرب أحواله إليه تعالى وهما الركنان الأعظمان وكثيراً ما يكنى عن الصلاة بهما ولذا ترك العطف بينهما ولم يعبر بالمصلين مع اختصاره إيذاناً بأن المعتبر صلاة ذات ركوع وسجود لا صلاة اليهود. وقدم الركوع لتقدمه في الزمان وجمعا جمع تكسير لتغير هيأة المفرد مع مقابلتهما ما قبلهما من جمعي السلامة وفي ذلك تنويع في الفصاحة، وخالف بين وزني تكسيرهما للتنويع مع المخالفة في الهيآت وكان آخرهما على فعول لأجل كونه فاصلة والفواصل قبل وبعد آخرها حرف قبله حرف مدّ ولين.
---
موراني
11-24-2004, 06:18 PM
يا جمال حسني , وفقك الله ,
أليست المساعدة كاملة باحالة على الرابط ؟ ربما يجد الآخرون تسلية في قراءة صفحات أخرى أيضا هناك . هذا شيء .
والآخر انني لا أستطيع نسخ الصفحات المعنية ونقلها الى الملتقى لأسباب فنية عندى .
ودمت بخير
موراني
---(1/3339)
جمال حسني الشرباتي
11-24-2004, 07:17 PM
اخ موراني
لم أكن أعلم بالصعوبات الفنية لديكم
على فكرة
الأنترنت عندنا يعمل ليل نهار وبسرعة عالية جدا جدا
أنا آسف
---
الحوراء
11-25-2004, 11:12 PM
جزا الله خيرا كل من ساعدني او فكر في مساعدتي واثابكم على مجهودكم خير الجزاء
---
(1/3340)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > اريد فتوى لهذا السؤال جزاكم الله خيراً
---
اريد فتوى لهذا السؤال جزاكم الله خيراً
---
محمد سند
10-08-2006, 12:55 AM
أثناء صلاة التراويح أنع وقد أقع على الأرض ولتغلبى هذا اتابع الإمام فى الصلاة وبيدى مصحف فهل يجوز الصلاة وبيدى المصحف أتابعه حتى أظل نشيط ؟؟؟
---
(1/3341)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل: إفادة الباحثات من الإنترنت في الجامعات السعودية
---
حمل: إفادة الباحثات من الإنترنت في الجامعات السعودية
---
الماوردي
11-17-2006, 02:10 PM
http://mohe.gov.sa/journal/Bibliography/bibl3.pdf
---
(1/3342)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > كتاب الضوء اللامع للسخاوي للتحميل
---
كتاب الضوء اللامع للسخاوي للتحميل
---
مسك
01-18-2006, 09:32 AM
اسم الكتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع
اسم المؤلف : الإمام السخاوي
نبذة عن الكتاب :
كتاب مهم لمؤلف فذّ جمع فيه كلّ من علمه من أهل القرن التاسع من سائر العلماء والقضاة والصلحاء والروّاة والأدباء والشعراء والخلفاء والملوك والأمراء والمباشرين والوزراء من النّظر الى أقطارهم أو أديانهم. وقد ذكر أسماء الشخصيات التي تناولها وأنسابها والعلوم التي اشتهرت بها.
::: اضغط لتحميل الكتاب ::: (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=12&book=2276)
---
أبو ضياء
01-29-2006, 10:24 AM
جزاك الله خيرا ونفع بك
---
(1/3343)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصيدة في قصتي مع الكتاب
---
قصيدة في قصتي مع الكتاب
---
ابو بشرى
03-27-2004, 05:59 PM
بالأمس كنت أرى الحياة فسيحة = خلي كتاب سابحا طول السنينْ
وزهدتُ فيه ،وقلتُ:كبلني ولم = أحيَ الحياة مع الرفاق الباسمينْ
وأنا ابتساماتي قليلٌ حظها = والجسم أضحى ناحلا لا يستبينْ
والوجه أشحبُ ، والعيون غوائر = والصدر دُفٌّ ، والغبار على الجبينْ
ونسيتُ نفسي والكتاب يغُرّني = شغفا به ، وأرى الخلائق ضاحكينْ
وعشقته، حتى سهرت لأجله = وخشيت - إن الحب يردي العاشقينْ
لمَ لا أروح وأغتدي متخففا = - من كل هم - في دروب السائرينْ
وهجرت خلي ... ،بل هجرت ديارهُ = وبحار عينيه تسر الناظرينْ
دين ، ودنيا ،كانت العينان في = نظري بحاراً لاتمل السابحينْ
وضحكت..وانفرجت أسارير الهوى = وعشقت بعد الخل قوما آخرينْ
وصحبتُ من أبصرته متخففا = ممن غبطتُ من الرفاق السابقينْ
ويلي...أراهم من بعيد فارهين = ويلي...أراهم من قريب تائهينْ
ويلي...خُدعتُ، وصار صدري ضيقا = ويلي...فما تكفي للذاتي سنينْ
أبغي قرونا ؛ كي أعيش منعما = فالعمر يسرع نحو سن الأربعينْ
قلتُ : الحياة قصيرة ؛سأزيدها = بالعرض كي أحيا حياة الخالدينْ
وذكرتُ عهدا في صبايَ ، كأنهُ = أفْق الفضاء رحابةً للضائقينْ
وذكرتُ خلاً قد هجرتُ ، وزادني = شوقا إليه الضيق في دنيا الأنينْ
وخطوتُ خُطْواتٍ إليه فهالني = أني جهلتُ طريقهُ كالحائرينْ
أنكرتهُ ، ونسيتُ أسراراً لهُ = ونسيتُ مفتاح القراءة من سنينْ
وأنا أغالبُ كي أعود لجنةٍ = فيها الحياة عريضةٌ للراغبينْ
فادعوا معي كي أستعيد سعادتي = إن الكتاب خليل كل السائحينْ
---
أبو بيان
03-28-2004, 12:50 AM
حيّاك الله أبا بشرى
وما أسعدني- والله- بما تكتب
وهَلُمَّ إلى بعث سعيد
وإقبال من جديد
ولي ردٌّ أستأني به حتى ينضج(1/3344)
ثبتنا الله وإياك على الحق, وبصرنا به.
---
(1/3345)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > لطائف قرآنية تتعلق بعمل المرأة وخروجها من بيتها
---
لطائف قرآنية تتعلق بعمل المرأة وخروجها من بيتها
---
د.عويض العطوي
07-29-2006, 09:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقنا ورزقنا , وحدد لنا مهمتنا في هذه الحياة , وشرع لكل جنس ما يناسبه ويصلحه , فقال سبحانه : ? وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لّلرّجَالِ نَصِيبٌ مّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنّسَاء نَصِيبٌ مّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن. فَضْلِهِ ? [النساء 32 ] ، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير، محمد بن عبدالله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد.
فهذه وقفات مع آيات اشتملت على لطائف تخص عمل المرأة وخروجها من بيتها، أستهلها بهذا السؤال: هل لابد للمرأة من العمل خارج البيت، هل هو من الضروريات التي لاتقوم حياتها إلا بها؟
نقول إجابة على ذلك إن الذي يقتضيه العقل ، وجاء به النقل أن الذي يجب عليه الكد والعناء والتعب والشقاء هو الرجل، لأن الله سبحانه قال عن أبينا آدم وحواء: ? فَقُلْنَا يائَادَمُ إِنَّ هَاذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ? [ طه 117 ] كانا يعيشان في نعيم في الجنة، فحذرهما ربهما من إخراج الشيطان لهما من دار النعيم إلى دار العمل والتعب (الدنيا)، فقال سبحانه: ? فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ?، تأملي يا مؤمنة هذه الآية بعين بصيرتك، تجدين التحديد الدقيق لمهمة كلٍ من الرجل والمرأة في هذه الدنيا، يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في طريق الهجرتين: (( انظر كيف شرك بينهما في الخروج ? يُخْرِجَنَّكُمَا?، وخص الذكر بالشقاء ? فَتَشْقَى ?، وما قال: (فتشقيا) لاشتغاله وحده بالكسب والمعاش، والمرأة في خدرها )).(1/3346)
وهذا مدلول جلي من مدلولات الآية، لأن الله تعالى قال بعد ذلك: ?إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَى وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَى ? [ طه 118/119 ]كل ذلك في الجنة، أما في الدنيا فلك يا آدم الجوع والتعب والنصب والظمأ، إذن من الذي يتعب ويعمل ويشقى وينصب؟! إنه الرجل لا المرأة، لأن الله قال: ? فَتَشْقَى ?، وخص آدم وحده بذلك، أما المرأة فقال عنها سبحانه: ? هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ? [ الأعراف 189 ] وقال سبحانه: ?وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ?[الروم 21]
وإن من أعظم آثار خروج المرأة من بيتها وتركها لمسؤولياتها اختلال نظام الأسرة وزعزعة كيان البيت بأكمله,لأن الأم المكدودة بالعمل, المرهقة بالأشغال المقيدة بمواعيدها, المستغرقة لطاقتها خارج منزلها, لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره, لا يمكن أن تمنح للطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها, لا يمكن أن ترعى للزوج مكانته ولا أن تهيئ له ما يريد من السكينة والراحة والطمأنينة والهدوء.
إن بيوت الموظفات و العاملات لا تزيد عن جو الفنادق والمطاعم, لا يشيع فيها الأرج الذي يشيع في بيت الأم القائمة بواجبها، لإن البيت ليس جدرانًا وأبوابًا, ليس أثاثًا فخمًا منظمًا, كل ذلك لا قيمة له إذا فقد روحه وعطره وأرجه, البيت دون المرأة هو اسم دون حقيقة, وأرج البيت وأنسه لا يفوح إلا أن تطلقه زوجة, وحنان البيت لا يشيع إلا أن تتولاه أم.(1/3347)
والمرأة أو الأم أو الزوجة التي تقضي وقتها وطاقتها الروحية في العمل والوظيفة لن تنشر في البيت غالبًا إلا الإرهاق والهموم والكلال والملال, وأزواج الموظفات يعرفون ذلك ويشعرون به, إذ لا يكادون يحسون بالزوجة إلا في أوقات الإجازات, وقد يكون بعضهم مع طول الزمن قد تعود تلك الحياة، فأصبح لا يفرق ولا يشعر بشيء مما نذكر.
ومقتضى السكنى أن تبقى المرأة في البيت، تهيئ شؤونه، وترتب أموره انصياعًا لأمر الله تعالى: ? وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ ? [ الأحزاب 33 ]، وهذا هو الأصل، وما سواه يعد خروجا عن الأصل له أحوال تقتضيه، وأسباب تستدعيه،: وهو خطاب موجه لأمهات المؤمنين أطهر النساء وأبعدهن عن الفتنة، فكيف بغيرهن؟!.(1/3348)
تأمل أيها المؤمن بربه فالله قد قال: ?قَرْنَ? ولم يقل (امكثن) ولا (ابقين)، لأن ?قَرْنَ? هذه تدل على جملة أشياء لابد لطالبة الحياء والحشمة منها، فهي إما من القرار وهو المكوث والاستقرار، وإما من الوقر وهو الثقل، وإما من الوقار وإما من قرة العين، فيكون المراد أي أقررن عيونًا في بيوتكن، أي في بيوتكن قرة عين فلا تتطلعن إلى ما جاوز ذلك، ولو تأملت كل هذا أختي الكريمة، لأدركت السر في إيثار هذا الفعل ?قَرْنَ?، وفي قراءة ?قِرْنَ? على ما سواه، لأن كل هذه المعاني: القرار – الاستقرار – المكوث – الوقار – قرة العين – الثقل ، كلها مقصودة في حفظ المرأة ذات المنزلة الرفيعة في هذا الدين، ولم تحصل لها تلك الحماية إلا في بيتها، لذا قال سبحانه: ? فِى بُيُوتِكُنَّ ?، فنسب البيوت إليهن لا إلى الرجال، وإلا لقال: (في بيوتكم) ، ولم يجعلها مطلقة، وإلا لقال: (في البيوت)، كل ذلك لندرك أن البيت بدون المرأة لا يستحق هذا الاسم, لأن البيت هو مستقر المرأة, ومثابة نفسها, ومبرز قدراتها, وحافظ حشمتها, هو مصنعها تجد فيه حقيقة ذاتها وتحقق فيه كيانها كما أرادها الله, غير مشوهة غير ملوثة غير مكدودة في غير وظيفتها التي هيأها الله لها بالفطرة.
وحتى يتم ذلك وتقوم المرأة بواجبها, وتؤدي مسؤوليتها, جعل سبحانه القوامة للرجل وجعل السعي والشقاء عليه, وألزمه بالنفقة, فقال سبحانه: ? الرّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوالِهِمْ ?, [ النساء 34 ].(1/3349)
وهذه الآية ذات مدلول عجيب, فالمذكور هنا هو (القوامة), لا الأمر ولا التعالي, ولا الاستعباد, كما يردد هؤلاء الموتورون, والقوامة هي الإدارة, فالزوج مدير لشؤون البيت, جاء في اللغة: قام الرجل المرأة: ( أي قام بشؤونها ), والقوَّام هو المبالغ في القيام بالأمر, فالرجل إذًا هو المأمور بالمحافظة الشديدة, والحياطة الأكيدة للمرأة وشؤون الأسرة.
وقد يقال: ولماذا الرجل دون المرأة؟.
الجواب: أن الإدارة لأي مؤسسة لا تعني الأفضلية من كل وجه, بل تعني القدرة, والمهارة في ذلك الأمر خصوصًا وهو الإدارة, والأسرة تحتاج إلى شيء مهم آخر وهو الكسب, والرجل في ذلك كله أبرز من المرأة, وأصبر على المشاق, وأقدر على تلقي الصدمات, وحل الأزمات, لذلك علل سبحانه قوامته بأمرين اقتضيا التفضيل في جانب الإدارة البيتية وهما: ? بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوالِهِمْ ?.
إن تفضيل الرجل على المرأة, فيما يخص تكوينه الجسمي بل وحتى العقلي أضحى أمرًا معروفًا مقررًا, وهو يتواءم تمامًا مع مقتضيات المسؤولية والإدارة, لذا نرى أن رؤساء الدول حتى المنادية بحرية المرأة منها هم من الرجال, وكذلك المؤسسات الكبرى, والمواقع القيادية في كل دول العالم من قديم الزمن إلى وقتنا هذا, ويقول علماء الإدارة: الرئيس رجل.
والمرأة لها موقعها الذي تتميز به على الرجل بل وتفضله فيه, ذلك هو تربيتها لأولادها, ورعايتها لما في داخل بيتها فهي زوجة, وأم, وقد فضلت الأم على الأب (الرجل) ثلاث مرات في أحقية البر, المرأة أقدر من الرجل على الإنفاق من رصيد المشاعر الضخم لديها, إنها أكثر حنانًا ورحمة وشفقة, لذا فهي أقدر من الرجل على الاستمالة واحتواء الخلافات العاطفية, وحل المشكلات العائلية, كما أثبتت ذلك الدراسات النفسية, وهذا لا يكون بالإشعار بالندية, بل بالطاعة والاحتواء, وتلك قدرة فائقة لا يستطيعها كثير من الرجال.(1/3350)
ومما أهل الرجل للقوامة أيضًا (الكسب) كما قال سبحانه: ? وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوالِهِمْ ?, والقانون العالمي يقول: من ينفق يشرف, والرجل في هذا المجال أقدر وأظهر على كل حال.
إن كل هذا يدل على أن مسؤولية القوامة تقييد وتكليف, ومن يريد نقلها إلى المرأة فهو لا يريد تحريرها كما يزعم, بل يريد تقييدها, بعدد من المسؤوليات التي لا تناسب طبيعتها.
---
فهد الوهبي
08-03-2006, 08:30 AM
شكر الله لكم هذه الاتحافة الجميلة والتأملات القرآنية ..
ونرحب بكم سعادة الدكتور في ملتقى أهل التفسير ..
ويا حبذا لو اتحفتنا أبا عمر بالمزيد من لطائفك ووقفاتك التفسيرية والبلاغية والقرآنية التي نفع الله بها في منطقة تبوك ..
---
مساعد الطيار
08-03-2006, 12:44 PM
حياك الله يا دكتور عويض ، ومرحبًا بكم في ملتقى أهل التفسير ، ولعلكم تواصلون في طرح هذه اللطائف الدقيقة ، ولقد سررت بمشاركتكم هذه ، وأول الغيث قطرة .
---
عبدالرحمن الشهري
08-03-2006, 07:48 PM
حياكم الله يا أبا عمر في هذا الملتقى العلمي المتخصص في القرآن وعلومه ، وقد أسعدتنا بهذه المشاركة اللطيفة حول موضوع يمس كثيراً من الأسر المسلمة في هذا الزمان ، وهو أفضلية بقاء المرأة في بيتها .
---
مهند شيخ يوسف
08-04-2006, 08:50 AM
فوائد جليلة حقًّا !!
وهذه المسألة من أشد ما نفذ فيه سم أعدائنا إلينا، حتى أمسى كثيرممن يظهرون الالتزام والديانة رجالاً ونساءً يتبرمون من الدعوة إلى إبقاء المرأة في خدرها. ولي في الأمر تجربة وخبرة. فقد كانت لي امرأة طلقتها وقعت في شراك تلكم الثقافة التالفة، إذ إنها كانت تدعي أنها لا تصبر على المكوث في البيت وأن خير ما يعينها على ذلك أن تخرج للعمل، وكانت تغضب كثيرًا إذا ما بدر مني ممانعة لخروجها للعمل.
وأرى أن أدلي بدلوي ههنا !(1/3351)
قال تعالى: ((حور مقصورات في الخيام)) معلوم أن قصر الشيء حبسه، ومعلوم أن الجنة لا نقصان فيها لشيء ألبتة، وأنها دار الكمال والجمال، فإذا كان من صفات نساء الجنان أنهن محتبسات في بيوتهن لا يراهن أحد ولا يخرجن إلا مع أزواجهن أو وقت الحاجة علمنا أن نساء الدنيا مأمورات بذلك بالإشارة لا بالصراحة، إذ صفات أهل الجنة صفات كمال، والعبد مأمور بتتبع الكمالات وتحصيلها. فمن ذلك أن أهل الجنة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس، وهو وإن كان في تلك الدار جبلة إلا أنه في هذه الدار كلفة تحتاج إلى تكلف. وكذا ما ورد في أن نساء الجنة مطهرات من الخبائث والمناتن، فإنه وإن كان ثم جبلة إلا أنه ههنا شرعة وفضيلة. وعلى ذلك فقس !
وقال تعالى: ((فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)) وذلك بعد قوله سبحانه: ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)) فجعل الحياة الزوجية مقسمة أعباؤها بين الاثنين، كل له واجبه الذي يناسبه، فالرجل كما نصت الآية قائم على المرأة منفق عليها راع لها، والمرأة في بيتها تربي وتحنو وتطهو وتكنس فضلاً عن أنها تتحصن به من غوائل ذئاب الرجال التي لا يكاد يخلو منها مكان. ومحل الشاهد قوله تعالى: ((حافظات للغيب)) لما ذكر ما يقتضي خروج الرجل للاكتساب أردفه بذكر قرار المرأة في البيت، وتفسير حفظ الغيب بحفظ البيت وأمانته عليه كثير من المفسرين إن لم أقل أكثرهم، وهو أولى التفاسير في الآية لاتساق القسمة المنطقية بين الزوجين به.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((والمرأة راعية في بيت زوجها)) وهذا دليل لنا من السنة.
وأستصفح الأخ الدكتور صاحب الموضوع على جرأتي وإقدامي، ولكنه كتقديم الطالب بين يدي أستاذه ما يرجو منه القرب به عنده.
---
الجكني
08-04-2006, 09:13 AM(1/3352)
مرحباً بالدكتور أبي عمر ،وشكراً له على طرح هذا الموضوع الذي استوقفني فيه عبارة الأخ مهند وهي قوله :"ولا يخرجن إلا مع أزواجهن أو وقت الحاجة "؟؟؟
يا ترى ما هي هذه الحاجة التي يخرج لها الزوج مع زوجته في الآخرة ؟ أرى أن القياس مضطرب عندي 0
---
مهند شيخ يوسف
08-04-2006, 09:37 AM
الحاجة هناك التنزه والتفرج مثلاً، أم نقول إن الملك العظيم الذي يفوز به المؤمنون يتمتع به الرجال دون النساء ؟؟ وشجرة يسير الراكب تحتها مائة عام ما يقطعها، من في ملكه هناك شجرة منها، هل يسير تحتها ويتنعم بظلها الرجل دون المرأة ؟؟
ومن الحاجة الخروج إلى السوق مثلاً، فإن حديث سوق الجنة صحيح معروف.
وبارك الله فيكم أستاذنا الجكني !
---
روضة
08-04-2006, 12:37 PM
اسمحوا لي أن أعرض رأيي في هذا الموضوع..
أتساءل دائماً بعدما أقرأ مثل هذه المقالات التي تحارب عمل المرأة: لماذا تُحرم المرأة من العمل؟
قد تكون المرأة بحاجة إلى المال والتوسعة في الرزق، وإن لم تكن فالعمل بالنسبة لها حاجة نفسية وعقلية كما هي للرجل..
فما المانع من العمل إن كان ضمن الضوابط الشرعية؟
ستقصّر في أعمال المنزل، أليس كذلك؟
لماذا لا يتعاون الرجل وأفراد الأسرة كلها حتى تتمكن المرأة من العمل وإشباع حاجاتها العقلية والنفسية ؟!
الرجل يبحث عن زوجة متعلمة مثقفة، وفي الوقت نفسه يريدها متفرغة لأعمال المنزل! كيف تطالبون المرأة ـ التي قضت عمرها في التعلم والدراسة وتريد أن تنمي ثقافتها وتصقل شخصيتها من خلال العمل ـ أن تبقى حبيسة المنزل، تقضي وقتها كله في أعمالٍ لا تنمي القدرات العقلية بشكل من الأشكال؟
والعقل قابل للضمور إن لم يكن هناك ما يغذيه، والعمل ينمي العقل ويغذيه، وهذا له أثره في تربية الأولاد، فالأم إن لم تكن عاملة تُغيّب عما يدور في المجتمع، ونقلُ الأخبار لها لا يغني عن خوضها في المجتمع.(1/3353)
كيف يمكن للأم أن تربي أولادها تربية صحية سليمة وعقلها يضمر شيئاً فشيئاً، ولا تعلم من أمر المجتمع وما وصل إليه إلا الشيء القليل، إلى أن يصل بها الأمر بأن لا يبقى في عقلها إلا أعمال البيت، ونجد كثيراً من الأمهات حين يتكلمن مع أولادهن، لا يسألونهم إلا عن الأمور المادية المحسوسة، مثل:
هل تناولت طعامك؟ هل ترتدي ثياباً تقيك من البرد؟
فهي تعتني بطعامه وثيابه ولا تلتفت إلى التغير الذي قد يطرأ على طريقة تفكيره، أو سلوكه، ولا يخطر ببالها أن تناقشه في أمور تشغله، أو تؤثر في تكوين شخصيته. حتى لو كانت متعلمة ومثقفة. لأن عقلها ضمر مع الأيام، فليس هناك ما يدور فيه إلا هذه الأمور.
ولا يفهم من كلامي هذا أن تنافس المرأة الرجل في القوامة ولا في إدارة البيت، ولا أن تترك تربية أولادها والقيام على شؤون البيت لخادمة أو ما شابه، بل يمكن التوفيق بين الأمرين بشيء من التعاون، وأن يتفهّم الرجل حاجات زوجته.
---
مهند شيخ يوسف
08-04-2006, 03:11 PM
ليس في نيتي أن أدير دفة الحوار إلى الناحية الفكرية، إنما هي نكات تفسيرية منها يستخلص الفكر والفقه كلاهما.
لكني أقول: إن عمل المرأة ليس ممنوعًا، ومن ذا الذي يجرؤ على أن يحرم ما لم يحرمه الله تعالى ؟؟ إنما نقرر ههنا ما أفاده القرآن من أن الأصل في المرأة أن تتولى عمل البيت وشؤونه كلها وفي الرجل أن يتولى الاكتساب خارج البيت، هذا الأصل العام الذي ينبغي أن تسير عليه حياة المجتمع المسلم. فإن أعانت المرأة زوجها في الكسب بحيث لا يخل ذلك بمصالح البيت والأبناء ومصلحة الزوج، وأعان الرجل امرأته في عمل البيت ما لم يطغى على رجولته واكتسابه وإنفاقه فلا حرج، ولا أظن أن بيننا في ذلك خلافًا.
إنما نقرر ههنا ما قرره القرآن من حيث الواجب الوظيفي والقسمة الحياتية الاجتماعية لكل من المرأة والرجل.(1/3354)
ولا أظن الأخت (روضة) على المستوى العام تخالف في أن لخروج المرأة إلى العمل نصيبًا وافرً في أمرين اثنين:
الأول: فساد الأبناء.
الثاني: إفساد الرجال الأجانب بالخارج.
ويهمني أن أرى نقد المختصين لما كتبته من تعقيب على صاحب الموضوع !
---
روضة
08-04-2006, 05:47 PM
عذراً، لا أفهم كيف أنكم لا تمنعون المرأة من العمل وكلامكم يدل على هذا، فالعمل له ـ كما تفضل الدكتور عويض العطوي ـ آثار سلبية كبيرة،
وإن من أعظم آثار خروج المرأة من بيتها وتركها لمسؤولياتها اختلال نظام الأسرة وزعزعة كيان البيت بأكمله,لأن الأم المكدودة بالعمل, المرهقة بالأشغال المقيدة بمواعيدها, المستغرقة لطاقتها خارج منزلها, لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره, لا يمكن أن تمنح للطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها, لا يمكن أن ترعى للزوج مكانته ولا أن تهيئ له ما يريد من السكينة والراحة والطمأنينة والهدوء.
إن بيوت الموظفات و العاملات لا تزيد عن جو الفنادق والمطاعم, لا يشيع فيها الأرج الذي يشيع في بيت الأم القائمة بواجبها، لإن البيت ليس جدرانًا وأبوابًا, ليس أثاثًا فخمًا منظمًا, كل ذلك لا قيمة له إذا فقد روحه وعطره وأرجه, البيت دون المرأة هو اسم دون حقيقة, وأرج البيت وأنسه لا يفوح إلا أن تطلقه زوجة, وحنان البيت لا يشيع إلا أن تتولاه أم.
كما تفضل الأخ مهند أيضاً وقال:
وهذه المسألة من أشد ما نفذ فيه سم أعدائنا إلينا، حتى أمسى كثيرممن يظهرون الالتزام والديانة رجالاً ونساءً يتبرمون من الدعوة إلى إبقاء المرأة في خدرها. ولي في الأمر تجربة وخبرة. فقد كانت لي امرأة طلقتها وقعت في شراك تلكم الثقافة التالفة، إذ إنها كانت تدعي أنها لا تصبر على المكوث في البيت وأن خير ما يعينها على ذلك أن تخرج للعمل، وكانت تغضب كثيرًا إذا ما بدر مني ممانعة لخروجها للعمل.
ما يفهم من هذا الكلام هو أن العمل يُمنع في حق المرأة، كيف لا وعملها يخل نظام الأسرة؟(1/3355)
ولا أظن الأخت (روضة) على المستوى العام تخالف في أن لخروج المرأة إلى العمل نصيبًا وافرً في أمرين اثنين:
الأول: فساد الأبناء.
الثاني: إفساد الرجال الأجانب بالخارج.
أخي الفاضل مهند،
اسمح لي أن أخالفك في جعل العمل سبباً في إفساد الأبناء وإفساد الرجال الأجانب في الخارج أشد المخالفة وخاصة في الشق الثاني، وهو إفساد الرجال.
أولاً: هناك كثير من النساء اللواتي لا يعملن لا يصلحن لتربية الأولاد، وهناك كثير من النساء العاملات يقمن بذلك على أحسن وجه، فالأمر يعود إلى قدرة المرأة وتربيتها أصلاً، وأخلاقها وعلمها ودينها قبل كل شيء، ولا يعود حسن التربية إلى العمل أو عدمه.
ثانياً: كيف تكون المرأة المسلمة الملتزمة بحجابها وأخلاقها سبباً في إفساد الرجال؟؟؟؟؟!!!
أنا لا أقول بعمل المرأة على إطلاقه، بل بضوابطه التي أمر بها الدين.
ما أتفق به معك هو أن على المرأة الموازنة بين واجباتها في بيتها وعملها في الخارج، وأنه لا بد من التعاون بين أفراد الأسرة.
أرى أن الوسطية في هذه المسألة أفضل، فلا تشدد في منع المرأة من العمل، ولا انفلات في جعلها تعمل وقتاً كبيراً على حساب بيتها، أو تعمل أعمال الرجال، بحجة المساواة بينها وبينهم.
والله أعلم.
---
الجكني
08-05-2006, 02:12 AM
ومرة أخرى يستوقفني كلام الأخ مهند ،انظر معي بدقة وروية إلى هذا الكلام (إنما نقرر هنا ما "أفاده القرآن من أن الأصل في المرأة أن تتولى "عمل البيت وشؤونه كلها " 0
يا أخي مهند :أنت تتكلم عن القرآن الكريم أم تتكلم عن ما (فهمته )أنت من القرآن الكريم ؟
إنى أسأل سؤال متعلم -يعلم الله - لا سؤال مجادل ومكابر :أين ما أفاده القرآن كما تقول ؟
الحذر الحذر يا أخي من إلصاق القرآن بما ليس فيه ؟؟حسب علمي القاصر وفوق كل ذي علم عليم 0
---
مهند شيخ يوسف
08-05-2006, 03:54 PM
أستاذنا (الجكني) !(1/3356)
أفهم ذلك من مجموع هذه الآيات: قوله تعالى (ولا يخرجنكما من الجنة فتشقى) وقوله (وقرن في بيوتكن) وقوله (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله) وذلك بعد تقرير القوامة التي تعني التدبير والكسب للرجل بقوله (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)، وقد نبهت في كلامي السالف إلى القسمة الوظيفية الثنائية في الآية بين الرجل والمرأة، وذلك يستدعي أن نقول إن القرآن يقرر أن المرأة أصلاً للبيت وشؤونه، فيفهم من ذلك أن خروج المرأة للعمل والكسب عارض لا يجوز إلا بشروط.
والله أعلم !
---
مجدي ابو عيشة
08-05-2006, 08:49 PM
فهذه وقفات مع آيات اشتملت على لطائف تخص عمل المرأة وخروجها من بيتها، أستهلها بهذا السؤال: هل لابد للمرأة من العمل خارج البيت، هل هو من الضروريات التي لاتقوم حياتها إلا بها؟
بعض الاعمال لا تصلح الا للنساء كتطبيب النساء والتوليد .
وقد ورد الحديث عن عمل المرأة في القران في عدة مواطن :
" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)"
وقال تعالى :"أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6)"(1/3357)
ومن السنة ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر قالت : " تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه قالت : فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن . . . قالت : وكنت أنقل النوى من أرض الزبير - التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم - على رأسي وهي على ثلثي فرسخ قالت : فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال : " إخ إخ " . ليحملني خلفه قالت : فاستحييت . . . " الحديث
وقد صح انهن كن يطببن الجرحى ويخدمن الضيف . الا ان الآثار يجب تتبعها بحذر لان العديد منها كان قبل فرض الحجاب .
الاشكال هو في التساهل في الضوابط الشرعية من ناحية وتقدير الحاجة للعمل من ناحية أخرى .
والله اعلم .
---
مهند شيخ يوسف
08-06-2006, 10:56 AM
جزاك الله خيرًا على هذا التنبيه الجميل !
لا شك أن من الأعمال ما هو فرض كفائي على النساء ! ويجب عى الأمة توجيه النساء إلى دراسة نحو الطب والتوليد والتأهل للتدريس في مدارس البنات وغيرها من الفروض الكفائية.
ويكون الواجب الكفائي من أسباب الخروج عن الأصل المقتضي عدم خروج المرأة للعمل.
---
(1/3358)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > القراءات وكبار القراء في دمشق
---
القراءات وكبار القراء في دمشق
---
عبد الله
01-22-2004, 01:12 AM
القراءات وكبار القراء في دمشق من القرن الأول الهجري حتى العصر الحاضر
تأليف الدكتور محمد مطيع الحافظ
هذا الكتاب الرائع قدم له الشيخ محمد كريم راجح شيخ قراء الشام مقدمة رائعة أثنى بها على مصنف الكتاب وعلى الكتاب نفسه .
وقد احتوى الكتاب على الكثير من التراجم لكبار قراء دمشق . وذكر المؤلف فيه ميزات القراء والقراءات في كل قرن وخلاصته .
وألحق بالكتاب صور بعض الإجازات من القراء لتلاميذهم كصورة إجازة حسين خطاب من شيخه أحمد الحلواني .
وألحق فيه أيضا دراسة في مؤلفات ابن الجزري ومصادر ترجمته
هذا بعض مما في هذا الكتاب القيم سائلا المولى ان ينفع به العلم وطلابه
طبع الكتاب في دار الفكر بدمشق الطبعة الاولى في تموز2003م
منقول من :
www.yah27.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3362
---(1/3359)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > ما تفسير قوله سبحانه ( أسمع بهم وأبصر ) ؟
---
ما تفسير قوله سبحانه ( أسمع بهم وأبصر ) ؟
---
أخوكم
02-13-2005, 03:42 PM
أصل الموضوع في النسخة القديمة هنا :
http://www.tafsirmail.com/vb/showthread.php?t=2967
==========================
أخوكم
الكثير جدا من المفسرين يفسرون قوله سبحانه ( أسمع بهم وأبصر ) أي ما أشد سمع الكفار وبصرهم يوم القيامة
ولكن أشكل على ذلك ، إذ كيف يستقيم هذا التفسير مع كلمة ( بهم ) !؟
ولم أجد إلا أبا العالية رحمه الله فسر الآية بما يلائم كلمة ( بهم ) مما جعلني أظنه الراجح فيها ، ففي تفسير الطبري
عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ : { أَسْمِعْ } بِحَدِيثِهِمْ الْيَوْم { وَأَبْصِرْ } كَيْف يُصْنَع بِهِمْ { يَوْم يَأْتُونَنَا }
فما رأي الإخوة بارك الله فيهم جميعا ؟
==========================
أبومجاهدالعبيدي
التفسير المشهور أولاً مبني على أن أسلوب : ( أسمع بهم وأبصر ) للتعجب ، وتفسير أبي العالية على أن هذه الصيغة لا يراد بها التعجب
قال الطاهر ابن عاشور : ( { أسمع بهم وأبصر } صيغتا تعجب، وهو تعجب على لسان الرسول والمؤمنين، أو هو مستعمل في التعجيب، والمعنيان متقاربان، وهو مستعمل كناية أيضاً عن تهديدهم، فتعيّن أن التعجيب من بلوغ حالهم في السوء مبلغاً يتعجب من طاقتهم على مشاهدة مناظره وسماع مكارهه. والمعنى؛ ما أسمعهم وما أبصرهم في ذلك اليوم، أي ما أقدرهم على السمع والبَصَر بما يكرهونه. وقريب هو من معنى قوله تعالى:{ فما أصبرهم على النار }[البقرة: 175].(1/3360)
وجُوز أن يكون { أسمع بهم وأبصر } غير مستعمل في التعجب بل صادفَ أن جاء على صورة فعل التعجب، وإنما هو على أصل وضعه أمر للمخاطب غير المعيّن بأن يَسمع ويُبصر بسببهم، ومعمول السمع والبصر محذوف لقصد التعميم ليشمل كل ما يصح أن يُسمع وأن يُبصر. وهذا كناية عن التهديد.)
وفي تفسير أضواء البيان للشنقيطي إيضاح أكثر حول استعمال صيغة التعجب هذه ، قال : ( قوله { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } صيغتا تعجب. ومعنى الآية الكريمة: أن الكفار يوم القيامة يسمعون ويبصرون الحقائق التي أخبرتهم بها الرسل سمعاً وأبصاراً عجيبين، وانهم في دار الدنيا في ضلال وغفلة لا يسمعون الحق ولا يبصرونه. وهذا الذي بينه تعالى في هذه الآية الكريمة - بينه في مواضع أخر. كقوله في سمعهم وإبصاررهم يوم القيامة:
{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ }
[السجدة:12]، وقوله تعالى:
{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَاذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }
[ق:22]، وكقوله في غفلتهم في الدنيا وعدم إبصارهم وسمعهم:
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ }
[الأنبياء:1]، وقوله:
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
[الروم:7]، وقوله:
{ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ }
[البقرة:18]، وقوله:
{ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ }(1/3361)
[هود:24] الآية. والمراد بالأعمى والأصم: الكفار. والآيات بمثل هذا كثيرة. واعلم أن صيغة التعجب إذا كانت على وزن أفعل به فهي فعل عند الجمهور، وأكثرهم يقولون إنه فعل ماض جاء على صورة الأمر. وبعضهم يقول: إنه فعل أمر لإنشاء التعجب، وهو الظاهر من الصيغة، ويؤيده دخول نون التوكيد عليه. كقول الشاعر:
ومستبدل من بعد غضيباً صريمه فأحر به من طول فقر وأحريا
لأن الألف في قوله " وأحريا " مبدلة من نون التوكيد الخفيفة على حدل قوله في الخلاصة:
وأبدلتها بعد فتح ألفاً وقفاً كما تقول في قفن قفا
والجمهور أيضاً على أن صيغة التعجب الأخرى التي هي ما أفعله فعل ماض. خلافاً لجماعة من الكوفيين في قولهم: إنها بدليل تصغيرها في قول العرجي:
يا ما أميليح عزلاناً شدن لنا من هؤلياتكم لضال السمر
قالوا والتصغير لا يكون إلا في الأسماء. وأجاب من خالفهم بأن تصغيرها في البيت المذكور شاذ يحفظ ولا يقاس عليه.)
---
(1/3362)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > صورة لشجرة الغرقد .
---
صورة لشجرة الغرقد .
---
المسيطير
02-12-2007, 11:25 PM
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه :
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب - يعنى ابن عبد الرحمن - عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودى من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفى فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود » .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
(والغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس ، وهناك يكون قتل الدجال واليهود . وقال أبو حنيفة الدينوري : إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة ) .
وهذه صورة لشجر الغرقد - قبح الله من سيختبئ خلفها - ، وهي أقرب ما تكون لشجر الأثل - المعروف عندنا - :
http://israelvisit.co.il/pickies/tree.jpg
وهذه صورة أخرى لشجر الغرقد ، وهي تزرع الآن في مغتصبات اليهود - قبحهم الله - بكثرة ، والله المستعان .
وقد حرصت على أخذها من المواقع الفلسطينية ، والمواقع العلمية التي تهتم بالنباتات .
كما وجدت بعض الصور لشجر الغرقد ؛ ولم أضعها بسبب وجود بعض أحفاد القردة والخنازير فيها :
http://www.geocities.com/alrazhi60/grgd3.jpg
الشيخ المشرف /
إن لم يناسب الموضوع في هذا الملتقى العلمي ، فأرجو نقله إلى المكان المناسب .
---
أمين
02-13-2007, 09:43 AM
السلام عليكم و رحمة الله
جزاك الله خيرا على الموضوع و من باب إتمام الفائدة هل تعرفون اسم الشجرة بالانجليزية لأن هناك بعض الألبسة مكتوب عليها[ تمبرلند] فيقول بعض الناس أن المقصود بها شجرة الغرقد فهل هذا صحيح ؟
جزاكم الله خيرا
---
المسيطير
02-13-2007, 10:07 PM
الأخ الكريم / أمين
جزاك الله خيرا .(1/3363)
للفائدة :
قال خبير الأعشاب : أشرف العناني
العوسج ( الغرقد ) شجرة اليهود ..
الاسم العلمي :
Lycium shawii roem
ومن أسمائه العلمية أيضا:
(Lycium arabicum schwiein f.ex Boiss Lycium persicum miers )
الأسماء المتداولة :
العوسج – الغرقد – سحنون – شجرة اليهود ( وسمي بهذا الاسم لانه كما جاء في حديث شريف عن الرسول صلي الله عليه وسلم – في حرب مجدليون – أن اليهودي اذا تخبأ وراء أي شجرة ستفضحه وتقول ورائي يهودي الا الغرقد فانه لن يخبر بذلك والله أعلم )
العائلة النباتية :
العائلة الباذنجانية Solanaceae
الوصف النباتي :
شجرة شوكية ذات أشواك صلبة وللأشواك تأثير سام ، يصل ارتفاعها في الغالب من 1 الي 2 متر لكنني عاينت بعضها في سيناء يصل طوله الي 5 أمتار ، السوق خشبية تخرج منها الأشواك والزغب خصوصا في الأطراف , الأوراق ملعقية ضيقة كاملة خضراء تميل الي الأصفر الفاتح تخرج مجاميع في 3 وريقات مسلحة بأشواك جانبية , الأزهار قمعية بيضاء مزرقة ، الثمار لحمية حمراء في حجم حبة الحمص تقريبا أو أقل .
http://anani2006.jeeran.com/3wsag.html
---
(1/3364)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > " التسهيل في علوم التنزيل " لابن جزيء الكلبي أين أجده للضرورة .
---
" التسهيل في علوم التنزيل " لابن جزيء الكلبي أين أجده للضرورة .
---
أبو العالية
08-01-2004, 02:00 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
هل هناك أحد من الفضلاء وفقه الله يتكرم ويدلنا على " كتاب التسهيل في علوم التنزيل لابن جزيء الكلبي رحمه الله موجود في الإنترنت . فيدلنا على رابطه أم يحمله لنا في الملتقى .
بارك الله في الجميع وجزى الله من دل مسلم على خير فالدل على الخير كفاعله .
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
---
(1/3365)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن معنى ( الجهاد في سبيل الله )
---
سؤال عن معنى ( الجهاد في سبيل الله )
---
متعلم
11-20-2003, 07:08 AM
الأخوة الكرام والمشايخ الفضلاء
كنت أسمع مراراً من بعض طلبة العلم أن لفظة الجهاد عند ورودها في القرآن مطلقة كقوله { يجاهدون في سبيل الله } المقصود بها هو القتال في سبيل الله فقط ، ولا ينصرف المعنى إلى المعنى العام للجهاد ..
وقد بحثت في كتب التفاسير والمعاني ولم أجد ما إشارة إلى ذلك .
فهل من مجيب لهذا السؤال ؟؟
وجزاكم الله خيراً
---
متعلم
11-21-2003, 10:03 PM
بعد وضعي للسؤال وجدت فائدة جواباً للسؤال أحب يشاركني فيها الإخوة :
قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في رسالته للدكتوراة أهمية الجهاد قال في ( ص 117 ) :
ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتال الكفار لإعلاء كلة الله تعالى ، ولا ينصرف إلى غير قتال الكفار إلا بقرينة تدل على المراد .. يقول ابن رشد ( وجهاد السيف قتال المشركين على الدين فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهد الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) . - مقدمات ابن رشد 1\369 - أهـ
ونرجو من الأخوة المشاركة والإفادة ...
نحن بالانتظار ..
---
أبومجاهدالعبيدي
11-24-2003, 06:16 AM
(مفهوم الجهاد بين التوسعة والتضييق) بقلم :الشيخ عبد الآخر حماد
جميل أن يتصدى أهل العلم والفضل لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان المعنى الصحيح لبعض المصطلحات الشرعية التي ربما وقع اللبس في بعض أو كل معناها .
ومن أهم القضايا التي وقع فيه اللبس، واشتبك فيها الحق بالباطل في هذه العصور قضايا الجهاد وما يتعلق به: من حيث أسبابه وغايته والمقصود منه، وغير ذلك.(1/3366)
ومما لاحظناه في هذا المضمار تركيز بعض الفضلاء على التوسع في مفهوم الجهاد، بحيث لا ينحصر في معنى القتال بل يتعداه إلى كل جهد يبذله الإنسان من أجل تحقيق مرضاة الله، فيدخل فيه جهاد النفس والهوى وجهاد الشيطان، وغير ذلك؛ حتى صار البعض يرى أن قصر مفهوم الجهاد على المعنى القتالي خطأ كبير في فهم القرآن والسنة.
ولست أشك في أن معنى الجهاد قد يتسع ليشمل ميادين أرحب بكثير من ميدان الطعن والنزال؛ وذلك لوجود بعض النصوص التي تطلق على غير القتال اسم الجهاد، لكني أرجو أن لا ينسينا ذلك حقيقة أن الجهاد في الاصطلاح الشرعي يقصد به القتال من أجل إعلاء كلمة الله، وأن ما عداه من ألوان بذل الجهد والمشقة إنما يدخل تبعاً في معنى الجهاد من باب التوسعة أو لمشابهتها للجهاد.
وذلك أنا وجدنا النصوص الشرعية في مجملها تدل على أن مصطلح الجهاد إذا أطلق فإنما يقصد به المعنى القتالي :(1/3367)
فمن ذلك قوله تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين *الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ) [ التوبة 19-20] ،فالجهاد لم يقصد به هنا إلا المعنى القتالي، ويوضح ذلك ما جاء في سبب نزول هذه الآية من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : ( كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر : ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوم الجمعة،ولكن إذا صَلَّيْت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله عز وجل ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر ) الآية إلى آخرها (1).
فهذا يدل على أنهم لم يفهموا من الجهاد إلا معناه القتالي بدليل أنهم جعلوه في مقابلة أمور أخرى قد تدخل في الجهاد بمعناه العام مثل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، وقد جاء النص القرآني مقراً لهم على هذا الفهم، ولم يقل لهم إن كل هذا الذي ذكرتموه داخل في معنى الجهاد، ثم بين لهم أفضلية الجهاد أي القتال في سبيل الله على غيره من الأعمال.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف الجهاد بذلك، وذلك لما سئل: ما الجهاد؟ قال: ( أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم )(2).(1/3368)
ومن النصوص الدالة على ذلك أيضاً ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: لا أجده، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر ؟ قال: ومن يستطيع ذلك ؟ )، وفي رواية: (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله)(3).
وموضع الشاهد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أنه لا يعدل الجهاد في سبيل الله إلا الصلاة والصيام بالصورة المذكورة في الحديث، مع كون الصائم القائم مجاهداً لنفسه، ولكن لما أطلق الجهاد لم يقصد به إلا القتال في سبيل الله.
ومن أجل هذه النصوص غلب المعنى القتالي على تعريفات العلماء من المذاهب الأربعة وغيرهم للجهاد؛ فمن الحنفية قال الكاساني: (( وفي عرف الشرع يستعمل في بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان أو غير ذلك والمبالغة في ذلك )) (4).
ومن المالكية قال ابن عرفة : (( قتال مسلم كافراً غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله تعالى،أو حضوره له أو دخوله أرضه ))(5) .
ومن الشافعية قال ابن حجر بعد أن عرف الجهاد لغة: (( وشرعاً بذل الجهد في قتال الكفار، ويطلق أيضاً على مجاهدة النفس والشيطان والفساق ))(6(.
ومن الحنابلة قال البهوتي: (( وشرعاً قتال الكفار خاصة، بخلاف المسلمين من البغاة وقطاع الطريق وغيرهم فبينه وبين القتال عموم مطلق )) (7).
وعرفه الصنعاني بأنه (( بذل الجهد في قتال الكفار أو البغاة ))(8(.(1/3369)
وعلماؤنا حين عرفوا الجهاد بهذا الذي قلناه لم يفُتْهم أن مفهوم الجهاد قد يتسع ليشمل جهاد النفس والشيطان وجهاد الدعوة وغير ذلك ، ولكنهم نظروا كما أسلفنا إلى النصوص الدالة على أن الجهاد إذا أطلق فإنما يقصد به القتال لإعلاء كلمة الله، ولذلك فإن منهم من أشار إلى إمكانية اتساع معنى الجهاد مع كون معناه الأصلي هو ما ذكرناه، وذلك كقول ابن رشد : (( ... فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله، إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف، حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ))(9).
ولعل من أدلة كلام ابن رشد غير ما ذكرناه آنفاً، أن النصوص الشرعية التي أطلقت اسم الجهاد على غير القتال كانت تحمل في طياتها في كثير من الأحيان تأكيد أن المعنى الأصلي للجهاد هو القتال، وأنه هو الذي كانت تنصرف إليه الأذهان عند ذكر كلمة جهاد.
ومن ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: (( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال : أحي والداك ؟ قال نعم ، قال ففيهما فجاهد ))(10)، فقد جاء الرجل يستأذن في الجهاد المطلق، الذي لا يفهم غيره عند إطلاق كلمة الجهاد، وهو القتال في سبيل الله، فأرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جهاد مقيد، وتقييده في قوله : (ففيهما )، الذي يدل على أن المقصود بر الوالدين، ولذا فقد عد الصنعاني ذلك من باب المشاكلة أو الاستعارة حيث قال : (( سمى إتعاب النفس في القيام بمصالح الأبوين وإزعاجها في طلب ما يرضيهما وبذل المال في قضاء حوائجهما جهاداً من باب المشاكلة، لما استأذنه في الجهاد، من باب قوله تعالى : (وجزاء سيئة سيئة مثلها)، ويحتمل أن يكون استعارة بعلاقة الضدية لأن الجهاد فيه إنزال الضرر بالأعداء واستعمل في إنزال النفع بالوالدين))(11).(1/3370)
ومثل ذلك حديث عائشة أنها قالت: (( يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال : لا ،ولكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور ))(12).
فقولها: (نرى الجهاد أفضل العمل ) يدل على أنه كان مستقراً عندها أن الجهاد هو القتال في سبيل الله، فأقرها صلى الله عليه وسلم على فهمها ثم أرشدها إلى أن الحج يعدل في حقهن الجهاد، بل هو أفضل الجهاد بالنسبة لهن.
قد يرى البعض أن التوسعة والتضييق فيما يقع عليه اسم الجهاد إنما هو أمر اصطلاحي ولا مشاحة في الاصطلاح كما يقولون، وأقول لا شك أن الأمر في بعض جوانبه اصطلاحي، والكاساني مثلاً يطلق على جهادي الدعوة والقتال كليهما اسم الدعوة حيث يقول:
(( والدعوة دعوتان : دعوة بالبنان وهي القتال، ودعوة بالبيان وهو اللسان، وذلك بالتبليغ ))(13).
لكني أرى أن هناك من الأسباب المهمة ما يحملنا على الحفاظ على المعنى القتالي للجهاد، أو على الأقل إلى عدم نسيانه في خضم الدعوات المتعالية للتوسع في مفهوم الجهاد:(1/3371)
1- ومن تلك الأسباب أنا نعلم أنه من الأصول المهمة التي ينبغي على الدعاة وأهل العلم مراعاتها معرفة حال المخاطبين، بحيث يخاطبهم الداعية بما يصلح من شأنهم، فيهتم ببيان ما يجهلونه ويذكرهم بما ينسونه، وإذا كان هناك في الأمة من أسرف في فهم نصوص الجهاد فلم يفهم منها إلا معناها القتالي، وأهمل ما عداه من معاني الجهاد، فإنه لا يشك متابع منصف في أن نسبة أولئك القوم إلى مجموع المسلمين هي نسبة قليلة، وإن علا صوتهم، وسُلطت الأضواء عليهم، أما أكثر المسلمين اليوم فقد تركوا الجهاد في سبيل الله بمعناه القتالي، بل راح حكامهم يسعون وراء سراب يسمونه السلام مع عدو سلبهم أرضهم، وانتهك حرماتهم، فكان ذلك من أكبر أسباب ذلتهم وضعفهم، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا تبايعتم بالعينة ،وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينْزِعه حتى ترجعوا إلى دينكم )(14) .
ولما كان حال الأمة بهذه المثابة، كان التركيز على المعنى القتالي للجهاد خيراً في نظرنا من التركيز على التوسعة .
وأنا أعلم أن حالة الضعف التي تعيشها الأمة ربما دفعت البعض إلى التركيز على قضايا الإعداد الإيماني؛ على أساس أنه يجب أن يسبق فكرة الجهاد بمعناه القتالي، ومع تفهمي لهذا الأمر، فإني أرى أنه من المهم مع هذا الإعداد الإيماني الذي لا اعتراض لنا عليه، أن يبقى المعنى القتالي للجهاد مستقراً في ذهن المسلم، حتى في زمن سقوطه عنه لعجزه ليبقى مستعداً للقيام بهذا الواجب عند تحصيله القدرة اللازمة لذلك، وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً: ( من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق)(15).(1/3372)
2- كما أن التوسعة في مفهوم الجهاد وإن أفادت من جهةِ الترغيب في بذل كل جهد لنصرة هذا الدين وإرضاء الله تعالى؛ فإنها قد تحمل على مزيد من إهمال أمر القتال في سبيل الله، وذلك لشعور كل من بذل بعض الجهد في أي مجال بأنه قد أدى ما عليه من الجهاد، ولم يبق عليه شيء، وذلك مثلما نلحظه عند كثير من الناس لما فهموا خطأً مقولة أن أي عمل مباح يمكن أن يتحول إلى عبادة، فإنك ترى أحدهم ينشغل عن صلاته بل ربما لا يؤديها بالكلية، فإذا سئل في ذلك قال: أنا مشغول بعملي، والعمل عبادة كما أن الصلاة عبادة.
ولقد صار التوسع في مفهوم الجهاد سيفاً يسله كثير من أهل الضلال على كل من دعا إلى جهاد المعتدين المحتلين لأرض الإسلام، حيث يُرمى أولئك الداعين بعدم فهم المعنى الحقيقي للجهاد، الذي يشمل في نظرهم كل شيء إلا القتال في سبيل الله.
3 - ومن تلك الأسباب أن الدعوة إلى توسيع مفهوم الجهاد تأتي مقرونة في كثير من الأحيان بما قد يفهم منه التقليل من أهمية الجهاد القتالي، كتعبير بعض الأفاضل عن الجهاد القتالي بأنه الجهاد الأصغر، ليس بالمعنى الصوفي المعروف، ولكن بمعنى أنه الأقل من حيث الحيز الذي يشغله بين أنواع الجهاد .
وهذا المعنى وإن كان في نفسه صواباً، إلا أنه في المقابل ينبغي التذكير بأن الجهاد القتالي هو الجهاد الأكبر من حيث أهميته وفضله والثواب العظيم الذي بُشر به أهله، وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً ). [النساء:95].(1/3373)
فهؤلاء القاعدون الذين فُضِل عليهم المجاهدون قد يكونون قائمين بأمر جهاد الدعوة وجهاد النفس؛ لأن الله وعدهم الحسنى ومع ذلك فضل عليهم المجاهدون بالنفس والمال فدل ذلك على أفضلية الجهاد القتالي على ما عداه من أنواع الجهاد.
ومن تلك النصوص قوله صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد... )(16).
ومن تلك النصوص حديث أبي سعيد الخدري قال: ( قيل يا رسول الله : أي الناس أفضل ؟ فقال رسول الله ): مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله. قالوا: ثم من ؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره)(17).
قال البخاري -رحمه الله-: (باب أفضل الناس مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ) ثم ذكر الحديث السابق وحديثاً آخر(18).
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)(19).
فقد بين الحديث درجات التغيير، وأعلاها التغيير باليد، لأنه صلى الله عليه وسلم نبه أمته أولاً إلى المطلب الأسمى فمن لم يكن قادراً عليه فإنه ينتقل إلى ما هو أدنى منه حتى ينتهي إلى أضعف الإيمان، وهو التغيير بالقلب، قال النووي -رحمه الله- (( وأعلى ثمرات الإيمان في باب النهي عن المنكر أن ينهى بيده وإن قتل شهيداً))(20).
ونفس الأمر ينبغي أن يقال في أمر الجهاد فأعلاه الجهاد باليد والسلاح، وذلك لأن القول في الجهاد هو نفسه القول في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ هما جنس واحد، والجهاد ما هو إلا تغيير لمنكر الكفر والظلم، وكثيراً ما يستدل العلماء بنصوص أحدهما على الآخر؛ وذلك مثل قول القرافي عند ذكره لأسباب الجهاد: (( السبب الأول وهو معتبر في أصل وجوبه ويتجه أن يكون إزالة منكر الكفر فإنه أعظم المنكرات ومن علم منكراً وقدر على إزالته وجب عليه إزالته))(21).(1/3374)
ومن تلك النصوص حديث أبي هريرة الذي مر قبل قليل، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يسأله عن عمل يعدل الجهاد: (لا أجده) ثم قوله له: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر ؟).
قال الحافظ في شرح هذا الحديث: ((... وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تقتضي ألا يعدل الجهاد شيء من الأعمال ))(22).
ثم نقل عن ابن دقيق العيد قوله: (( القياس يقتضي أن يكون الجهاد أفضل الأعمال التي هي وسائل؛ لأن الجهاد وسيلة إلى إعلان الدين ونشره وإخماد الكفر، ودحضه ففضيلته بحسب فضيلة ذلك والله أعلم ))(23).
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (( ليس يعدل لقاء العدو شيء،ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال ،والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم ،فأي عمل أفضل منه ؟ الناس آمنون وهم خائفون، قد بذلوا مهج أنفسهم ))(24).
4- ومما يدخل في ذلك أيضاً ما رأيته عند بعض الأفاضل من وصف الجهاد القتالي بأنه أسهل أنواع الجهاد، مع أن في الجهاد القتالي من المشقة ما ليس في غيره، إذ فيه بذل الأرواح وإراقة الدماء في سبيل الله، ومن أجل هذا كانت النفوس كارهة له كما قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم ،وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ،وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ،والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [ البقرة:216]
ومن أجل علم السلف بأن الجهاد القتالي أشق على النفوس من غيره، جاءت مثل الكلمات السابقة التي نقلناها عن الإمام أحمد وغيره، ومن أجل ذلك أقر الفضيل بن عياض رحمه الله بما جاء في الأبيات التي أرسلها إليه عبد الله بن المبارك رحمه الله والتي يقول فيها:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب
إلى آخر تلك الأبيات المشهورة ،التي جعلت الفضيل يذرف دموعه قائلاً : ((صدق أبو عبد الرحمن ونصح (( (25).(1/3375)
وختاماً فإني لأرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أنني أقلل من أهمية أنواع الجهاد الأخرى كالدعوة ومجاهدة النفس والشيطان، فكل ذلك مطلوب، ونحن جميعاً محتاجون إليه، ولولا أني لاحظت بعض الجور على المفهوم القتالي للجهاد، لما كان هناك من داعٍ لتسويد هذه الصفحات، والله المسؤول أن يهدينا وإخواننا المسلمين أجمعين لما يحبه ويرضاه آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
***************
هوامش :
(1) أخرجه مسلم (1879) وأحمد ( 4/269) وابن حبان (10/451) والبيهقي في سننه الكبرى (9/158).
(2) أخرجه أحمد( 4/114) وعبد الرزاق عن في معمر في الجامع الملحق بالمصنف (20107) من حديث عمرو بن عبسة ،والحديث أورده الهيثمي في المجمع (1/59) ،(3/207) وقال: رجاله رجال الصحيح .
(3) أخرجه البخاري (2785) وله الرواية الأولى، ومسلم (1878) وله الرواية الثانية ،وهو برواية مسلم عند الترمذي (1619).
(4) بدائع الصنائع (9/4299( .
(5) كذا في الشرح الصغير على أقرب المسالك ( 2/267(.
(6) فتح الباري ( 6/3).
(7) كشاف القناع ( 3/32) .
(8) سبل السلام ( 4/41(.
(9) مقدمات ابن رشد (1/342).
(10) أخرجه البخاري (3004) ومسلم ( 2549) وأبو داود (2529) والترمذي ( 1671) والنسائي(6/10).
(11) سبل السلام : ( 4/42).
(12) أخرجه البخاري (1520) وبنحوه أخرجه النسائي (5/114) وابن ماجه (2901(..
(13) بدائع الصنائع ( 9/ 4304).
(14) أخرجه أبو داود (3462) وأحمد( 2/28، 42) من حديث ابن عمر وصححه الألباني في الصحيحة (11).
(15) أخرجه مسلم (1910) وأبو داود ( 2502) والنسائي(6/8).
(16) أخرجه الترمذي (2616) من حديث معاذ وقال حسن صحيح وأخرجه ابن ماجه (3973) بلفظ ( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ الجهاد ) وأخرجه الحاكم (2/76) وصححه .
(17) أخرجه البخاري (2786) ، (6494) ومسلم (1888).
(18) انظر صحيح البخاري (6/6 –فتح).(1/3376)
(19) أخرجه مسلم (49) وأبو داود (1140) ، ( 4340) والترمذي (2172) وابن ماجه (1275) ، (4013) والنسائي (8/11-112) وأحمد (3/54) من حديث أبي سعيد .
(20) الأربعون النووية ( ص : 111).
(21) الذخيرة (3/387(.
(22) فتح الباري: (6/5) .
(23) المصدر السابق : نفس الموضع .
(24) المغني والشرح الكبير لابني قدامة : (10/363) .
(25) سير أعلام النبلاء : (8/412) .
المرجع هنا (http://alarabnews.com/alshaab/GIF/04-07-2003/Hammad.htm)
---
متعلم
11-26-2003, 10:38 AM
أخي الكريم أبا مجاهد
أشكرك على هذه الإضافة النفيسة ...
ولي سؤال إذا تكرمت : هل لديك معلومات عن كاتب هذا المقال ؟؟
وجزاك الله خيرا .
---
أبومجاهدالعبيدي
11-26-2003, 01:33 PM
الأخ متعلم
يمكنك الجرجوع إلى هذا الموقع ، ففيه جواب لما سألت عنه .
http://www.al-ansar.biz/ansar/hammad/
علماً بأني لم أكن أعرفه سابقاً ، وإنما حصل ذلك وأنا أبحث في مواقع البحث عن الموضوع الذي سألت عنه وفقني الله وإياك .
---
متعلم
11-30-2003, 02:01 PM
أشكرك أخي أبا مجاهد على الاهتمام والحرص على الإفائدة لا حرمك الله الأجر ، ونفع الله بك .
---
عبدالرحمن الشهري
12-09-2003, 02:45 PM
جزاكما الله خيراً.
الشيخ عبدالآخر الغنيمي من الكتاب المتميزين جزاه الله خيراً ، وقد قرأت له كتاب قبل أربع سنوات تقريباً بعنوان :(وقفات مع الدكتور البوطي في كتابه عن الجهاد) من إصدار دار البيارق بالأردن. وهو كتاب جيد. وأغلب كتاباته تدور حول الجهاد في سبيل الله وفقنا الله وإياه له.
---
(1/3377)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بما أن في الملتقى بحاثة في علم التجويد،على اطلاع واسع بما طبع من كتب قديمة في التجويد
---
بما أن في الملتقى بحاثة في علم التجويد،على اطلاع واسع بما طبع من كتب قديمة في التجويد
---
راجي رحمة ربه
11-05-2003, 06:34 AM
عدة أسئلة تجول في ذهني:
هل يوجد نص قديم بمجافاة الشفتين في الميم الساكنة قبل الباء.
هل يوجد نص قديم بتفخيم الغنة في إخفاء النون الساكنة حسب الحرف التالي.
هل يوجد نص قديم بأن زمن الغنة في الميم المشدة غير النون المشددة غير غنة النون الساكنة.
هل يوجد من نص على أن نطق: وقالا الحمد لله، مغاير لقولك وقال الحمد لله.
هل النبر في قولك:" أفلا" ، و" وكفي" الذي ينادي به قراء مصر له ذكر في الكتب القديمة.
وجزى الله من يدلي بدلوه خير الجزاء.
---
عبدالرحمن الشهري
11-06-2003, 12:42 AM
هذا بعض المطلوب أخي راجي رحمة ربه وفقكم الله .
ما أشرتم إليه وفقكم الله تجد الحديث عن أكثره في كتاب (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) للدكتور غانم الحمد ، فإن لم يكن لديكم هذا الكتاب فاظفر به فإنه نفيس. وكذلك بقية بحوثه في التجويد.
وأما قولك :هل يوجد نص قديم بمجافاة الشفتين في الميم الساكنة قبل الباء؟.
فقد ذهب بعض العلماء إلى أن الميم الساكنة قبل الباء حكمها الإظهار.
وهناك نص لأبي الحسين بن المنادي يقول فيه :(أخذنا عن أهل الأداء خاصة تبيان الميم الساكنة عند الواو والباء والفاء ، في حُسْنٍ من غير إفحاش). التحديد لأبي عمرو الداني ص 168.(1/3378)
وقال مكي بن أبي طالب القيسي في الرعاية ص 206 :(وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقاءها باءً أو فاء أو واواً . نحو :(وهم فيها) ، (ومن لم يحكم بما أنزل الله). وشبه ذلك كثير في القرآن. لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها شيئ من حركة ، وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام لقرب مخرج الميم من مخرجهن ، لأنهن كلهن يخرجن مما بين الشفتين ، غير أن الفاء تخرج من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى ، ولولا اختلاف صفات الباء والميم والواو على ما قدمنا من الشرح لم يختلف السمع بهن ، ولَكُنَّ في السمع صنفاً واحداً).
وقال أحمد بن يعقوب التائب :(أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيتها باء في جميع القرآن). انظر : التحديد للداني ص 169
والبقية تأتي إن شاء الله..
---
راجي رحمة ربه
11-06-2003, 06:12 AM
جزاك الله خيرا يا أستاذ عبد الرحمن.
طبعا لا يخفى عليكم أن إظهار الميم عند الباء إن كان بدون غنه فهو قول قديم ولا تصح به القراءة اليوم لانقطاع سندها وانعقاد الإجماع على الإخفاء مع الغنة.
لكن السؤال هو هل يوجد نص للمجافاة بعض الشيء بين الشفتين كما انتشر اليوم.
أقول: ما في التلقي هو ما يسمى بالإخفاء بإطباق الشفتين مع الغنة.
ثم أحدث قول جديد بمجافاة الشفتين قليلا، وتبناه السيد عامر عثمان رحمه الله وهو الذي فرضه يوم كان مشرفا على الإذاعة والتصريح للختمات وإلا فالقراء كانوا يقولون ما هكذا تلقيناها. وقد اجتمعت بأحدهم السنة الماضية فأكد لي هذه المعلومة.
وبعد البحث -ومازلت أبحث- لم أجد للمجافاة مستندا، لكن طالما الكتب ما زالت تحقق فالله أعلم.
بل على العكس وجدت النص على الإطباق فابن الجزري نص على أن القراءة بالإخفاء والبواب في الهامش نقل نصوص الإطباق فانظرها على هذا الرابط:(1/3379)
http://216.127.87.126/qurannet/new_qurannet/taweed/books/altemheed/html/index.htm
ثم رأيت من نقل نفس النص عن د. غانم
فيقول الدكتور غانم قدوري :
ولم أجد في كتب التجويد القديمة من أشار إلى انفراج الشفتين عند النطق بإخفاء الميم الساكنة عند الباء بل وجدت المؤلفين ينصون على انطباق الشفتين للصوتين معا
فيقول الداني < هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما >
وقال والد ابن الباذش : < إلا أن يريد القائلون بالإخفاء انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا فذلك ممكن في الباء وحدها في نحو < أكرم بزيد >
يقول الدكتورغانم قدوري في خاتمة بحثه ولا أملك في هذا البحث رد أي من المذهبين ولكني أرجح الرواية التي تتطابق مع وصف علماء التجويد المتقدمين لنطق الميم المخفاه وهي تؤكد على انطباق الشفتين عند النطق بالميم لأن القول بانفراجهما لم تشر إليه الكتب القديمة ولأنه لا يتوافق مع نظرية السهولة في نطق الأصوات التي تتحقق عند النطق بانطباق الشفتين أكثر مما تتحقق عند النطق بإنفراجهما ....
نقله الأخ الفاضل عن كتاب ابحاث في علم التجويد للدكتور غانم قدوري
والنقول التي ذكرتها في الإظهار هل يقال أنها تؤيد هذا المذهب وهو الذي نسميه إخفاء بغنة.
وهو في عمليا عبارة عن إظهار بغنة
فهل يرجع القولان إلى قول واحد. لكن منهم من سماه إخفاء ومنهم من سماه إظهار
إذ طالما أن هناك غنة فهو أداء صحيح.
طبعا العبرة بالتلقي والتواتر وما هذه الاصطلاحات إلا محاولة لضبط التلقي.
والله أعلم.
في انتظار ما ستتحفنا به بارك الله فيكم.
---
أبو خالد السلمي
11-06-2003, 09:38 AM
مشايخنا الأفاضل أحسن الله إليكم(1/3380)
تجدون على هذا الرابط نقلين مهمين في صفة إخفاء الميم عند الباء أحدهما عن الإمام أبي عمرو الداني ، والثاني عن الإمام أبي جعفر بن الباذش ، وكلا النقلين يدل على أن الإخفاء الشفوي يكون مع انطباق الشفتين ، وفي الرابط فوائد قيمة في هذه المسألة لمن أحب مطالعته :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4805&highlight=%C7%E4%D8%C8%C7%DE+%C7%E1%D4%DD%CA%ED%E4
---
راجي رحمة ربه
11-06-2003, 10:49 AM
الشيخ أبو خالد.
النصان موجودان في كلام الدكتور غانم وفي الرابط الذي في مقالي أعلاه على هامش التمهيد، ولقد أعجبتني تلك النقول القيمة فيما أحلتنا عليه.
س:
عمليا ألا يساوي هذا الإخفاء بإطباق الشفتين، الإظهار مضافا عليه غنة.
ثم هل لك تعليق على بقية الأسئلة.؟
---
(1/3381)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الانتصار للقرآن الكريم > روايات بدء نزول الوحي وشكوك المستشرقين حولها بحث للمشاركة!!!
---
روايات بدء نزول الوحي وشكوك المستشرقين حولها بحث للمشاركة!!!
---
محب الوحي
10-28-2006, 12:28 AM
روايات بدء نزول الوحى وبعض شكوك المستشرقين حولها
أولا روايات بدء نزول الوحى
أ - عن أم المؤمنين عائشة : في صحيحي البخاري ومسلم ومسند أحمد وتفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير والسيوطي وسيرة ابن هشام وتاريخ الطبري واللفظ للأول بسنده عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله ( ص ) من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد في الليالي ذوات العدد - قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك .
ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ . قلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ )
فرجع بها رسول الله ( ص ) يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب(1/3382)
الحق ، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ، وكان امرءا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : يابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يابن أخي ماذا ترى ؟
فأخبره رسول الله ( ص ) خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ياليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله ( ص ) : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك انصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي ( 1 ) .
ب - عن ابن عباس : في طبقات ابن سعد بسنده عن ابن عباس أن النبي ( ص ) قال : يا خديجة إني أسمع صوتا وأرى ضوءا ، وإني أخسثى أن يكون في جنن ، فقالت : لم يكن الله ليفعل بك ذلك يابن عبد الله ، ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت له ذلك ، فقال : إن يك صادقا فهذا ناموس مثل ناموس موسى ، فإن يبعث وأنا حي فسأعزره وأنصره
) صحيح البخاري ج 1 / 3 وج 3 / 145 باب بدء الوحي ط . مصر سنة 1327 .
وصحيح مسلم ط . بيرؤت دار احياء التراث العربي ، افسيت على الطبعة الأولى ، سنة 1313 1376 ه - 1956 م .
ومسند أحمد ج 6 / 223 و 232 - 233 ط . مصر ، سنة 1313 وتفسير الطبري ج 30 / 161 ط . بولاق ، سنة 1392 .
وتاريخ الطبري ج 1 / 147 - 148 ط . اوربا وتفسير القرطبي ج 20 / 118 ط . مصر سنة 1387 ه - 1967 م
وتفسير ابن كثير ج 4 / 527 ط . مصر وتفسير السيوطي ج 6 / 368 ط . مصر ، سنة 1316 ه ( * )
وأومن به ( 1 ) .(1/3383)
وفي رواية ثانية بسنده عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : فبينا رسول الله ( ص ) على ذلك وهو بأجياد ، إذ رأى ملكا واضعا إحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح : يا محمد ، أنا جبريل ، يا محمد ، أنا جبريل ، فذعر رسول الله ( ص ) من ذلك ، وجعل يراه كلما رفع رأسه إلى السماء ، فرجع سريعا إلى خديجة فأخبرها خبره وقال : يا خديجة والله ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئا قط ولا الكهان ، وإني لأخشى أن أكون كاهنا ، قالت : كلا يابن عم لا تقل ذلك ، فإن الله لا يفعل ذلك بك أبدا ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتؤدي الأمانة وإن خلقك لكريم ، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل ، وهي أول مرة أتته ، فأخبرته ما أخبرها به رسول الله ( ص ) فقال ورقة : والله إن ابن عمك لصادق ، وإن هذا لبدء نبوة ، وإنه ليأتيه الناموس الأكبر ، فمريه أن لا يجعل في نفسه إلا خيرا ( 2 ) .
ج - عن عروة بن الزبير : في طبقات ابن سعد بسنده عن عروة أن رسول الله ( ص ) قال : يا خديجة إني أرى ضوءا وأسمع صوتا ، لقد خشيت أن أكون كاهنا ، فقالت : إن الله لا يفعل بك ذلك يابن عبد الله ، إنك تصدق الحديث وتؤدي الأمانة وتصل الرحم ( 3 ) .
( 1 ) طبقات ابن سعد ط . اوربا ج 1 / 129 - 130 وط . بيروت 1 / 194 - 195 .
( 2 ) طبقات ابن سعد ج 1 / 129 - 130 ط . اروبا .
( 3 ) طبقات ابن سعد ، ط . اروبا 1 / 129 - 130 . ( * )
د - عن عبد الله بن شداد : في تفسير الطبري وتاريخه : عن عبد الله بن شداد قال : اتى جبريل محمدا ( ص ) فقال : يا محمد اقرأ ، فقال : ما أقرأ ؟ قال : فضمه ، ثم قال : يا محمد ، أقرأ ، قال : ما أقرأ ؟ قال : فضمه ، ثم قال : يا محمد ، اقرأ ، قال : وما أقرأ ؟ قال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ )(1/3384)
حتى بلغ : ( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ، قال : فجاء إلى خديجة فقال : يا خديجة ، ما أراني إلا قد عرض لي ، قالت : كلا والله ما كان ربك يفعل ذلك بك ، ما أتيت فاحشة قط ، قال : فأتت خديجة ورقة بن نوفل فأخبرته الخبر ، فقال : لئن كنت صادقة إن زوجك لنبي ، وليلقين من أمته شدة ، ولئن أدركته لأومنن به . قال : ثم أبطأ عليه جبريل ، فقالت له خديجة : ما أرى ربك إلا قد قلاك ، قال : فأنزل الله عزوجل : ( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) ( 1 ) .
ه - عبيد بن عمير الليثي : نجد هذه الأخبار مجموعة في رواية قاص أهل مكة عبيد بن عمير الليثي كما رواه كل من ابن هشام والطبري بسند هما عن وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال : سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثى : حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله ( ص ) من النبوة حين جاء
( 1 ) تفسير الطبري ، ط . بولاق 30 / 161 - 162 : وتاريخ الطبري ط . مصر 2 / 300 وط . اروبا ؟ 1 / 1148 - 1149 ، وتفسير السيوطي 6 / 368 - 369 ( * ) .
جبريل عليه السلام ؟ فقال عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس - : كان رسول الله ( ص ) يجاور في حراء من كل سنة شهرا ، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية - والتحنث : التبرر -
وقال أبو طالب : وراق ليرقى في حراء ونازل فكان رسول الله ( ص ) يجاور ذلك الشهر من كل سنة ، يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى رسول الله ( ص ) جواره من شهره ذلك ، كان أول ما يبدأ به - إذا انصرف من جواره - الكعبة قبل أن يدخل بيته ، فيطوف بها سبعا ، أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع إلى بيته ، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله عزوجل فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها ، وذلك في شهر رمضان ، خرج رسول الله ( ص ) إلى حراء - كما كان يخرج لجواره - معه أهله ؟(1/3385)
حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها ، جاءه جبريل بأمر الله فقال رسول الله ( ص ) : فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج ، فيه كتاب ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أقرأ ؟ فغتني حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ماذا أقرأ ؟ وما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود إلي بمثل ما صنع بي ، قال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) إلى قوله : ( عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ، قال : فقرأته ، قال: ثم انتهى ، ثم انصرف عني وهببت من نومي ، وكأنما كتب في قلبي كتابا .
قال : ولم يكن من خلق الله أحد أبغض إلي من شاعر أو مجنون ، كنت لا أطيق أن أنظر إليهما ، قال : قلت : إن الأبعد - يعني نفسه - لشاعر أو مجنون ، لا تحدث بها عني قريش أبدا ! لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستر يحن .
قال : فخرجت أريد ذلك ، حتى إذا كنت في وسط من الجبل ، سمعت صوتا من السماء يقول : يا محمد ، أنت رسول الله ، وأنا جبريل ، قال : فرفعت رأسي إلى السماء ؟ فإذا جبرئيل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء ، يقول : يا محمد ، أنت رسول الله وانا جبرئيل . قال : فوقفت أنظر إليه ، وشغلني ذلك عما أردت فما أتقدم وما أتأخر ، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي ولا أرجع ورائي ، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ، حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني .(1/3386)
ثم انصرف عني وانصرفت راجعا إلى أهلي ، حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا ( 1 ) فقالت : يا أبا القاسم ، أين كنت ؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك ، حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي . قال : قلت لها : إن الأبعد لشاعر أو مجنون ، فقالت : أعيذك بالله من ذلك يا أبا القاسم ! ماكان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من صدق حديثك ، وعظم أمانتك ، وحسن خلقك ، وصلة رحمك ! وما ذاك يابن عم ! لعلك رأيت شيئا ؟ قال : فقلت لها : نعم .
ثم حدثتها بالذي رأيت ، فقالت : أبشر يابن عم واثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ، ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد - وهو ابن عمها ، وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب ، وسمع من أهل التوراة والإنجيل - فأخبرته بما أخبرها به رسول الله ( ص ) أنه رأى وسمع ، فقال ورقة : قدوس ، قدوس ! والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس ( 2 ) الأكبر - يعني بالناموس جبرئيل عليه السلام ، الذي كان يأتي موسى - وإنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له فليثبت .
فرجعت خديجة إلى رسول الله ( ص ) ، فأخبرته بقول ورقة ، فسهل ذلك عليه بعض ما هو فيه من الهم ، فلما قضى رسول الله ( ص )
( 1 ) مضيفا : أي ملتصقا بها مائلا إليها ، أضفت إلى الرجل ، إذا ملت نحوه ولصقت به .
( 2 ) أصل الناموس ، هو صاحب سر الرجل في خيره وشره ، فعبر عن الملك الذي جاء بالوحي بذلك
جواره وانصرف صنع كما كان يصنع ، وبدأ بالكعبة فطاف بها .
فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالبيت ، فقال : يابن أخي ، أخبرني بما رأيت أو سمعت ، فاخبره رسول الله ( ص ) فقال له ورقة : والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ، ولقد جاءك اق موس الأكبر الذي جاء إلى موسى ، ولتكذبنه ولتؤذينه ، ولتخرجنه ، ولتقاتلنه ، ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرن الله نصرا يعلمه .(1/3387)
ثم أدنى رأسه فقبل يافوخه ، ثم انصرف رسول الله ( ص ) إلى منزله . وقد زاده ذلك من قول ورقة ثباتا ، وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم .
فحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير ، أنه حدث عن خديجة انها قالت لرسول الله ( ص ) فيما يثبته فيما أكرمه الله به من نبوته : يابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال : نعم ، قالت : فإذا جاءك فأخبرني به ، فجاءه جبرئيل عليه السلام كما كان يأتيه ، فقال رسول الله ( ص ) لخديجة : يا خديجة هذا جبرئيل قد جاءني ، فقالت : نعم ، فقم يابن عم ، فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام رسول الله ( ص ) فجلس عليها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاقعد على فخذي اليمنى ، فتحول رسول الله ( ص ) فجلس عليها ، فقالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاجلس في حجري ، فتحول فجلس في حجرها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، فتحسرت ، فألقت نهارها ورسول الله ( ص ) جالس في حجرها ، ثم قالت : هل تراه ؟ قال : لا ، فقالت : يابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك وما هو بشيطان ( 1 ) .
فحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، قال : وحدثت بهذا الحديث عبد الله بن الحسن ، فقال : قد سمعت أمي فاطمة بنت
( 1 ) سيرة ابن هشام ج 1 / 253 - 257 . وتاريخ الطبري ج1 / 1149 - 1153 ط . اروبا ( * )
الحسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة ، إلا أني قد سمعتها تقول : أدخلت رسول الله ( ص ) بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبرئيل ، فقالت لرسول الله ( ص ) : إن هذا لملك ، وما هو بشيطان .
ثانيا أوجه شكوك المستشرقين حولها
1 رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: يدعون أن عائشة رضي الله تعالى عنها لم تكن مولودة حينها فكيف لها أن تحفظ الرواية نصا عن رسولنا صلى الله عليه وسلم.(1/3388)
2 يدعون أن المصدر الوحيد للسيرة هو مرويات ابن اسحاق التي يظهر فيها أحيانا التناقض !!وابن اسحاق متكلم فيه بل زعموا أنه يأخذ من كتب الإسرائيليات ..كسرده مثلاً لقصة أن عبدالمطلب أراد أن يفدى بأحد أبنائه – ووقع الدور على عبدالله والد النبي صلى الله عليه وسلم – التي يزعمون أنها مستوحاة من قصة أسماعيل عليه السلام ، المروية فى كتببهم...
3وإذن فهم يشككون في ابن اسحاق نفسه!! الذى استماله العباسيون حتى يمجد لهم فى تأريخ العباس بن عبد المطلب ، ومن خلفه..
4وبطبيعة الحال سيشككون فيمن روى عنه بعده؟؟؟
فالمرجو ممن له إلمام أو سبق أن قرأ شيئا حول هذا الأمر أن يساعد في الذب عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا واني الآن أنجز بحثا حوله بإشراف أحد المستشرقين في ألمانيا !! فالرجاء مرة أخرى من المشايخ وطلبة العلم تفعيل هذا الموضوع بمشاركاتهم الطيبة وألا يبخلوا علينا مما علمهم الله تعالى والله أسأل أن يجزيكم خير الجزاء
وسوف يدور النقاش حول النقاط التالية:
• مدى صدق الرواه فى هذه الروايات ، خصوصاً ، وأن معظم الروايات تعتمد على ما سرده ابن اسحاق فى بلاط الخليفة العباسى المنصور شفاهة ، وكان هذا فى القرن الثانى الهجرى ، ثم بدأ تدوين السيرة فى القرن الثالث الهجرى ، حيث دونت على سبيل المثال روايات بدء الوحى فى كتب البخارى ومسلم وغيرهما كتابة بعد ذلك؟(1/3389)
• برجاء الحديث عن شخصية ابن اسحاق ، وكذلك عن كتابه الذى لم يصلنا منه شيئ مكتوب ، بل دونه بعد ذلك ابن هشام وهو من تلاميذ تلاميذ ابن اسحاق ، وكيفية التوفيق بين بعض الروايات المتناقضة فيه ، وهل لنا أن نعتمد على ما ورد فيه من روايات عن الرسول أو صحبه الكرام سواء قبل أو بعد البعثة ، خصوصا وأن هناك كثير من المستشرقين يشككون فى ابن اسحاق وفى كتابه ، كذلك رأى العلماء المحدثين فى ابن اسحاق ، مثل أصحاب المدارس الفقية ، مالك ، أبو حنيفة ، الشافعى ، أحمد ابن حنبل ، البخارى ومسلم.
• نرجو كذلك شرح كل رواية من الروايات التالية على حده ، وتأكيد صدق أو ضعف هذه الرواية تأكيداً محججاً يتلائم مع العقلية الغربية فى الرد عليها. خصوصا وأن بعض المستشرقين يشكك مثلاً فى رواية السيدة عائشة رضى الله عنها ويقول أنها لم تكن مولدة وقت نزول الوحى ، فكيف لها أن تحفظ هذه الرواية التى لم ترها أن تبدل شئ منها أو تنسى ، حتى وأن قصها لها النبي عليه الصلاة والسلام.
• هل لنا كمسلمين أن نقبل بالتشكيك فى كتاب ابن اسحاق على الرغم من أن كتب الصحاح قد اعتمدت عليه.
• متى بدأ التدوين الفعلي لسيرة ابن اسحاق الشفهية ، وهل كان هناك من كتب أو تحدث عن سيرة رسول الله غير ابن اسحاق سواء فى عصر النبى عليه الصلاة والسلام أو بعده.
• برجاء تمحيص الرواه ، كل على حدة
• قرأت كذلك فى كتب المستشرقين فى هذا الموضوع أو غيره أن ابن اسحاق اعتمد فى كتابه هذا على بعض الاسرائليات ، أو غيرها ، خصوصا – كما يدعى المستشرقون – وان العباسيين أطلقوا العنان للعجم آنذاك سواء من المسلمين ذوى الأصول المسيحية واليهودية والفارسية ، فاعتمد ابن اسحاق فى سرده للسيرة النبوية على المتشابه لدى الرسل السابقين المتوافر فى كتب التوارة والأنجيل وغيرهما.
جزاك الله عنا خير الجزاء فى الدفاع عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
---(1/3390)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > مناقشة علمية هادئة لمقولة الإعجاز العددي
---
مناقشة علمية هادئة لمقولة الإعجاز العددي
---
د.أحمد شكري
03-03-2007, 05:29 PM
كان أمر ما سمي بالإعجاز العددي مما استهواني سابقا وكنت وما زلت أتتبع ما يقال فيه وأسعى لجمع ما قيل فيه وألف عنه وأثمر هذا الاهتمام بحثا متواضعا فيه مناقشة علمية هادئة هادفة لهذه المقولة وتصحيح لأخطاء وقع فيها من ألف أو تكلم فيه، مع التأكيد على أن ما ورد في القرآن من تناسق وتوافق وتقابل بين الأعداد يعد مظهرا من مظاهر روعته وعظمته، إلا أنه لا يعد وجها مستقلا من وجوه إعجازه.
وقد رأيت نشر البحث في ملتقى أهل التفسير لشعوري بما يمكن أن يقدمه من فائدة للأحباب رواد الملتقى، ولشعوري بأن مشاركاتهم ومداخلاتهم ستثري البحث وتزيد من نضجه بإذن الله، وقد سبق لي إلقاؤه في ندوة في الجامعة الأردنية، وفي مؤتمر الإعجاز في جامعة الزرقاء الأهلية، وهو مقبول للنشر في المجلة الأردنية للدراسات الإسلامية، ويحتوي المباحث التالية :
- لمحة تاريخية حول مقولة الإعجاز العددي وأدلتها .
- عدم مراعاة الاختلاف في علم القراءات ورسم المصحف وعد الآي وأثره في عدد الحروف وتناسقها.
- افتراض أسس ومبادئ وأسرار متوهمة وبناء نتائج خطيرة عليها .
- انتقاء المعلومات والمواضع والألفاظ .
وهو مرفق لمن يرغب في الاطلاع عليه .
---
صالح صواب
03-05-2007, 10:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليك أخي الكريم..
وأوافق الأخ الدكتور/ أحمد شكري في معظم ما كتب في هذا البحث الجيد.. وقد ألقيت بحثا في المؤتمر المشار إليه في جامعة الزرقاء، بعنوان: (الإعجاز العددي في القرآن الكريم – دراسة نقدية تأصيلية) إلا أنني أشير إلى بعض الأمور التي لم يشر الباحث إليها، وقد يوافقني فيها أو يخالفني:(1/3391)
أولا : لا حد لإعجاز كتاب الله، ولا يمكن حصر الإعجاز في مجال دون مجال، فإذا ثبت الإعجاز في أي مجال، وكان صريحا غير متكلف، قبلناه.
ثانيا : أعتقد أن في الإعجاز العددي ما يمكن أن يكون إعجازا، ولا يمكن اختلافه باختلاف القراءات ولا برسم المصحف، ولا بغير ذلك مما ذكره الباحث حفظه الله.
ثالثا : أوافق الباحث موافقة تامة في أن هناك من تكلف وبالغ في هذا النوع من الإعجاز، إما بسوء نية أو تقليد ونقل بدون تحقيق ولا تدقيق، أو عوامل أخرى، وكثير مما كتب هو من هذا النوع.
وخلاصة ما أراه ... أنه يمكن القول بالإعجاز العددي، وأن كثيرا مما كتب لا يسلم من النقد والملاحظة...
وأدعو كل ناقل أن يتأكد بنفسه من أي إحصاء، وأن ينأى بنفسه عن التكلف وتحميل القرآن مالا يحتمله ولا يدل عليه والله الموفق ...
---
د.أحمد شكري
03-06-2007, 09:40 AM
شكرا لك يا اخ صالح على هذه المشاركة وقد سعدت بالتعرف عليك والجلوس معك على منصة الإلقاء في مؤتمر الإعجاز وأضفت بحثك القيم إلى مراجع بحثي المتواضع.
ومن قديم ذكر علماء عديدون أن لا حد لوجوه الإعجاز واجتهدوا وما زالوا يحاولون إحصاءها ولكن الإشكال فيما أرى في تكثير الوجوه والإكثار من التقسيمات الفرعية مما يؤدي إلى ضعف لفظ الإعجاز ، وعدم دلالته على حقيقة معناه، فمن إعجاز اللون والضوء والرقم والبناء واالفضاء والهندسة والزراعة والنحت و... إلى آخر ما ذكر في هذا الباب، ونصيحتي لمن يشتغل بهذه الأمور أن يتريث وأ نيعرض عمله على أهل التخصص في كتاب الله قبل أن ينشره ويعلنه وأن يلتزم بالضوابط التي تقال له.
وإذا حضرك أخي الكريم مثال أو أكثر لإعجاز رقمي أو عددي يخلو من الإشكالات والنقد كما ذكرتم في النقطة ثانيا فلا بأس بالاطلاع عليه، وفقكم الله وسدد خطاكم وزادكم من فضله العظيم.
---
خالد البكري
03-06-2007, 08:35 PM
جزاك الله خير الدكتور أحمد ونفع الله بعلمك ووفقك في الدارين
---
د.أحمد شكري(1/3392)
03-07-2007, 01:08 PM
آمين ، وجزاك خيرا على لدعاء ولك مثله وأحسن منه، وجزى القائمين على الملتقى خيرا لما يقدمونه من خير عميم
---
صالح صواب
03-07-2007, 04:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أ. د. أحمد شكري ... شكر الله لك ..
أتمنى إذا كنت موجودا في الإمارات العربية المتحدة - كما هو مكتوب على الصفحة الأولى من بحثك - أن تتابع الندوة التي ستنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وتدور حول الإعجاز العددي .. في الفترة 12-13 مارس 2007م وأن تلخص لنا أهم ما دار في هذه الندوة مما يمكن الاستفادة منه في إثراء إعجاز القرآن سواء كان ذلك مما يؤيد دعوى الإعجاز العددي، أو مما يكشف الأخطاء الموجودة فيها، والله يحفظكم..
وإليك مزيدا من المعلومات كما هو مبين في موقع الجائزة http://quran.gov.ae/content/view/158/37/lang,arabic/
جائزة دبي للقرآن تنظم ندوة الاعجاز العددي وتنسق مع الهيئة العالمية للاعجاز(1/3393)
تنظم جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم يومي الثاني عشر والثالث عشر من مارس القادم الندوة الثانية للاعجاز في القرآن الكريم وتدور حول الاعجاز العددي ويشارك فيها اساتذة وباحثون متخصصون في علم الاعجاز وتنقسم الندوة الى ثلاثة أقسام حيث ستعقد ندوة صباحية متخصصة يوم الثاني عشر من مارس يشارك فيها كل من الاستاذ الدكتور احمد فرحات من كلية الشريعة بجامعة الامارات والمهندس خالد فائق العبيدي عضو مركز الاعجاز العلمي في القرآن والسنة في بغداد والاستاذ عبدالله جلغوم باحث متفرغ في اعجاز الترتيب القرآني والاستاذ بهاء البكري وهو عضو مركز نون لدراسات الاعجاز العددي والاستاذ عبيد سليمان الجعيدي وهو باحث متخصص في الاعجاز العددي والمهندس عبدالدايم كحيل وهو باحث متخصص في الاعجاز العددي وفي القسم الثاني تقام محاضرتان عامتان للجمهور الكريم على قاعة جمعية الاصلاح الاجتماعي الاولى يوم الثاني عشر من مارس ويشارك فيها المهندس عبدالدايم كحيل حيث يتحدث في موضوع ( الرقم سبعة يشهد على عظمة القرآن الكريم) والباحث الاستاذ عبيد الجعيدي ويتحدث في موضوع ( اعجاز العدد القرآني في حقائق تاريخية وفلكية) ووتقام ندوة جماهيرية اخرى يوم الثلاثاء الثالث عشر من مارس يشارك فيها الاستاذ عبدالله جلغوم بمحاضرة بعنوان ( أسرار الترتيب القرآني للسور والايات من الناحية الرقمية ) والدكتور المهندس خالد فائق العبيدي بمحاضرة بعنوان ( الاعجاز العددي في ثوابت المعادن ) كما تنظم الجائزة برنامجا للضيوف في الجامعات والمؤسسات الاكاديمية والمجتمعية في الدولة وكانت الجائزة قد نظمت خلال شهر مايو من العام الماضي الندوة الاولى للاعجاز في القرآن الكريم وتناولت المحور الطبي وشارك فيها كل من الاستاذ الدكتور حسين رضوان اللبيدي بمحاضرة بعنوان ( معجزة القرآن في وصف الانسان من النطفة الى الخلق الآخر ) والدكتور جميل القدسي الدويك بعنوان ( الغذاء الموزون(1/3394)
في القرآن الكريم واثره في صحة النسان وعلاج الامراض ) وقامت الجائزة بانتاج اقراص مدمجة تحتوي على محاضرات الندوة الاولى وسيتم توزيعها على المهتمين في مقر الجائزة والحضور خلال الندوة القادمة وتأتي هذه الندوات ضمن خطة الجائزة بالاهتمام بالاعجاز العلمي من خلال تبني طباعة الكتب والبحوث التى تتناول هذا الموضوع واقامة الندوات والمؤتمرات بالتنسيق مع الجهات المعنية وفي هذا الصدد سيزور الجائزة خلال الشهر القادم فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المصلح الامين العام للهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة والتابعة لرابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة للمزيد من التنسيق حول الانشطة المتعلقة بالاعجاز العملي في القرآن والسنة
---
د.أحمد شكري
03-08-2007, 09:14 AM
بارك الله فيك يا د. صالح وأشكرك على الاقتراح
وقد علمت بأمر الندوة قبل مدة واتصلت بالإخوة الكرام في الجائزة وأرسلت لهم البحث وتم إدراج اسمي ضمن المشاركين في الندوة في جلسة الحوار والنقاش وأدعو الله تعالى أن يوفق للوصول إلى ما يرضيه، وسأتابع بعد عقد الندوة إعلامكم بما يحصل ويجد بإذن الله تعالى.
---
أيمن صالح شعبان
03-08-2007, 10:32 AM
السلام عليكم
جزا الله بالخير فضيلة الدكتور أحمد شكري حفظه الله تعالى علي هذا المبحث المحكم البناء.
كيف الحصول على نص محاضرة الدكتور عبدالله جلغوم بعنوان ( أسرار الترتيب القرآني للسور والايات من الناحية الرقمية ) . والتي موعدها يوم الثلاثاء الثالث عشر من مارس إن شاء الله تعالى
---
د.أحمد شكري
03-09-2007, 01:26 PM
حياك الله يا أخ أيمن وبارك فيك
بالنسبة لبحث الأخ جلغوم لا أعلم عنه حاليا شيئا ولكني حين أقابله في ندوة الإعجاز العددي أرجو أن أحصل منه على نسخة من المقال أو المحاضرة وأبلغك بذلك بإذن الله.
---
الإسلام ديني
03-11-2007, 11:36 AM
===================
أقول:
===================(1/3395)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله
اللهم زد و بارك
و الله أن المرء ليفرح فرحا شديدا بقراءة ما يكتبه
المشايخ و الأساتذة الكرام بخصوص خدمة القرآن الكريم
جزاكم الله خيرا كثيرا عن أمة الإسلام
و لا تبخلوا علينا بكل ما هو جديد
/////////////////////////////////////////////////
---
جمال أبو حسان
03-11-2007, 02:45 PM
حضرت مؤتمر الاعجاز العلمي في الكويت ثم عدت الى بلدي ووصلتني رسالة على البريد من محبي المهندس عبد الدايم الكحيل تقول انه قدم بحثا في الاعجاز لذاك المؤتمر فلما القاه استحوذ على اعجاب المؤتمرين وحظي بالتصفيق الحار بعد الانتهاء من القائه ونال جائزة احسن البحوث التي القيت في المؤتمر
وكل ذلك لم يكن فما راي السادة المنتدون في هذه الوقعة الاليمة
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
ولا انسى ان اقول لكم اني رددت على تلك الرسالة في وقتها وكان الجواب اننا نعمل لاجل الله فتاملوا يا عباد الله كيف تختلط المفاهيم او يراد لها ان تختلط
---
خالدعبدالرحمن
03-11-2007, 03:18 PM
حبذا لو اطلع د. أحمد شكري على هذه "المساجلة" حول مصدرية "الإعجاز" كمصطلح محدث!.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91540
---
د.أحمد شكري
03-14-2007, 12:43 PM
الإخوة الفضلاء
كما وعدت في مشاركة سابقة فسأذكر ما تيسر لي ذكره عن ندوة الإعجاز العددي التي عقدت في دبي أمس وأول(1/3396)
أمس 12 و13/3/2007 حيث بدأت اندوة الأولى التي أدارها فضيلة الدكتور أحمد الكبيسي بورقة أ.د. احمد فرحات والمحامي بهاء البكري، ثم عقب كل من: عبد الدائم الكحيل، وخالد العبيدي، وعبد الله جلغوم، وعبيد الجعيدي، وأحمد شكري تعقيبات مختصرة لا تتجاوز السبع دقائق لكل واحد، وهم المعقبون الرئيسيون حسب برنامج الندوة، ثم عقب بعض الإخوة الحاضرين، ومنهم الشيخ الحبيب الجفري، ثم عقدت محاضرتان عامتان مسائيتان.
وكما كان متوقعا وبسبب ضيق الوقت لم يبحث في كثير من الدقائق والتفاصيل، وكان يجلس بجانبي فضيلة الدكتور عبد الله القرني من مكة المكرمة وذكرت له أن هذا العدد القليل وبهذه الصورة المختصرة جدا لن يصل إلى نتيجة حاسمة في الموضوع، فما يزال بحاجة إلى المزيد من محاولات التنسيق والتوفيق بين الباحثين، وذكرت في كلمتي الضوابط التي ينبغي على من يبحث في الإعجاز العددي أن يلتزم بها، ولاقت استحسانا من عدد من الحاضرين، خاصة من المتخصصين في علوم القرآن الكريم وإعجازه. والبحوث مطبوعة في كتاب مكون من 300 صفحة وأظن من يراسل لجنة الجائزة ترسله له، وقد تنشر البحوث على موقع الجائزة.
وبالنسبة لسؤالك أخي أيمن عن بحث الأخ جلغوم فله بحث منشور في الكتاب المشار إليه عنوانه: قانون الحالات الأربع لسور القرآن نظام التجانس، وذكر أن له بحوثا منشورة في موقع (الأرقام).
واطلعت أخي خالد عبد الرحمن على الرابط الذي أشرت إليه، وفيه سجال حول لفظ الإعجاز ومدى جواز استخدامه، وأظن الأمر أيسر من الأبعاد التي وصل إليها الإخوة فيه، ولا بأس بالحوار العلمي المتجرد في الموضوع.
والشكر موصول للأخوين الدكتور صالح صواب والدكتور جمال أبو حسان على ما نبها عليه، وللأخ الفاضل (الإسلام ديني).
---
صالح صواب
03-14-2007, 09:56 PM
الأخ الكريم الدكتور/ أحمد شكري ... شكر الله لك، وأحسن إليك ..(1/3397)
وأقترح أن توافينا بما في الندوة في صفحة مستقلة وعنوان مستقل، بعنوان: (ندوة الإعجاز العددي ...) أو نحوه، حتى يتضح الأمر لزوار الملتقى، إذ قد لا يتنبه البعض لهذه الإضافات ... والله يحفظكم
---
د.أحمد شكري
03-15-2007, 12:54 PM
رأيت تقريرا مفصلا - نوعا ما- عن الندوة في موقع الجائزة وهو
www.quran.gov.ae
وآمل أن يتيسر لي تلبية اقتراح الأخ الفاضل الدكتور صالح
---
أيمن صالح شعبان
03-17-2007, 03:17 AM
أشكر لفضيلتكم اهتمامكم وعنايتكم
---
أيمن صالح شعبان
03-17-2007, 03:25 AM
إن شاء سأراسلهم للحصول على بحث الدكتور وأكرر شكري لسيادتكم
---
أيمن صالح شعبان
03-17-2007, 03:34 AM
متأسف نسيت إدراج هذه
http://www4.0zz0.com/2007/03/17/00/35063487.jpg
---
القعقاع محمد
03-19-2007, 12:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل
وأدعو جميع الإخوة المشاركين في المنتدى بالتفاعل مع هذا الموضوع وبيان جوانب الضعف فيما يسمى بـ"الإعجاز العددي" بأسلوب علمي كالذي استعمله الأستاذ الدكتور؛ لآن ما يسمى "الإعجاز العددي" يستحوذ على اهتمام الكثيرين من العوام دون أن يعرفوا جوانب الضعف والقصور فيه.
---
د.أحمد شكري
03-21-2007, 01:24 PM
جزاك الله خيرا يا أخ أيمن على هذه العبارات الطيبة وإن كنت لست أهلا لها
---
(1/3398)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > سؤال عن تعريف القرآن اصطلاحاً
---
سؤال عن تعريف القرآن اصطلاحاً
---
محمد الامدي
08-10-2003, 01:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام علي رسول الله و بعد....
يا أهل العلم ما هي أقوال العلماء (مع ذكر الأسماء ) في معني القرآن اصطلاحاً ؟
جزاكم الله خيراً كثيراً
أخوكم في الله محمد الآمدي
---
أضواء البيان
08-11-2003, 07:01 PM
يقول الدكتورفهد الرومي في كتابه دراسات في علوم القرآن الكريم: للعلماء في تعريف القرآن الكريم صيغ متعددة بعضها طويل ولعل أقربها تعريفهم للقرآن بأنه: (( كلام الله تعالى المنزّل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته))
---
عبدالرحمن الشهري
08-14-2003, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
للعلماء في تعريف القرآن الكريم أقوال كثيرة متعددة ، منهم من أطال في التعريف والإكثار من الاحترازات في التعريف ، ومنهم من اقتصر على ما ذكره الدكتور فهد الرومي وهو تعريف وجيز يؤدي الغرض بيسر وسهولة.
ولا شك أن التعريف يعتمد على فهم المُخَاطَب. فبعضهم يفهم المقصود بأيسر عبارة ، وأوجز إشارة ، فيكفي أن تقول له أن القرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. فيفهم المقصود ، ويحصل المراد.
ومنهم من يحتاج في التعريف إلى الإشارة إلى أنه المحفوظ في المصاحف ، المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس والمعجز بأقصر سورة منه الخ.
وقد تأثر العلماء الذين عرفوا القرآن بعلم المنطق الذي يشترط في الحدود و التعريفات أن تكون جامعة مانعة. فحصل بسبب ذلك تطويلات لا حاجة إليها.
---
محمد الامدي
08-17-2003, 08:16 PM
بارك الله فيكم .أسال الله من فضله وان يوفقكم الى الخير
أخوكم محمد الامدي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---(1/3399)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه > الإمام السنباطي الذي لا ينبغي أن يهمل ذكره في أسانيد القراء
---
الإمام السنباطي الذي لا ينبغي أن يهمل ذكره في أسانيد القراء
---
د. أنمار
06-18-2004, 06:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع اليوم سلسلة التعريف بأئمتنا من فحول القراء ، والذين تدور حولهم أسانيد كثير من القراء اليوم، وها أنا أضع بين أيديكم ترجمة الإمام أحمد بن أحمد السنباطي
وهو شيخنا في الإسناد وهو الذي ينبغي ألا ينفك اسمه عن اسم الشيخ عبد الرحمن بن شحاذة اليمنى في أي إسناد تذكر فيه قراءته على والده شحاذة اليمني فقد قرأ عليه بالقراءات السبع إلى قوله تعالى "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد" ولم يكمل لوفاة الشيخ شحاذة فاستأنف القراءة جمعا للسبعة ثم للعشرة على تلميذ والده الشهاب أحمد السنباطي الابن.
وأنا آمل أن أرى من الإخوة زيادة معلومة، وإلا فدعوة صالحة، أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان.
====================
مقدمة
السنباطيون ثلاثة أجيال كل واحد منهم يعرف بابن عبد الحق السنباطي
والذي يهمنا أمره هنا هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي
وأطلقت عليه السناطي الابن تمييزا له عن أبيه أحمد بن عبد الحق السنباطي.
والسنباطي نسبة إلى سنباط قرية من قرى محافظة الدقهلية بمصر.
فالجد: عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي 842 – 931 هـ
والأب: أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي المتوفى سنة 950 هـ(1/3400)
والابن: أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي المتوفى سنة 999 هـ على الراجح كما سترى.
فلابد من التأكيد على أن شيخنا في السند هو الآخير وليس الأب بدليل أن عبد الرحمن اليمني أكمل عليه ختم القراءات العشر وتأمل تاريخ ولادته 975 هـ فلابد أنه قرأ على الحفيد أحمد بن أحمد بن عبد الحق لأن الأب أحمد بن عبد الحق مات سنة 950 هـ
وبهذا جزم الشيخ المرصفي وغيره.
وهذه العائلة الكريمة عائلة علم وتقوى وورع، ولكل واحد منهم ترجمة، لكن ترجمة الأب والجد سيقت بتفاصيلها بينما اقتضبت لشيخنا على الرغم من كونه مدار معظم أسانيد القراء اليوم بل وله شرح على الشاطبية. ولعل شهرة الأب بالوعظ المؤثر جعلته يغطي على ابنه. ويبدو أن شيخنا في السند قصد إلى البعد عن الظهور والعمل بجد في السر كما يظهر من مؤلفاته وعدد العلماء الذين تلقوا عنه كما سترى. وبالرغم من ذلك فهناك على الأقل 2 من تلاميذه أفردا له بالتترجمة وإن كانت قصيرة. واليوم أضع لكم ترجمة حافلة كانت نتيجة جمع ما تفرق في الكتب هنا وهناك.
====================
أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي (ولادته قبل 930 ووفاته 999 هجرية)
أحمد بن أحمد بن عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي
هو الشيخ الإمام المقرئ الكبير، العلامة المحقق، المحرر، العالم المشارك في أنواع من العلوم، شهاب الدين ابن عبد الحق الشافعي المصري شارح الشاطبية
وهو -كما أفاد المرصفي- معدود في رجال المشيختين مشيخة القاهرة ومشيخة الجامع الأحمدي بمدينة طنطا بمصر.
وانظر قسم شيوخه لترى من أين استنطت تاريخ ولادته.
حياته:
لنأخذ فكرة عن حياته علينا أن ننظر في تاريخ عائلة السنباطي:(1/3401)
الجد: عبد الحق ، الشيخ الإمام العالم المحدث المسند زين الدين القاهري الشافعي. (842 - 931 هـ) وترجمته حافلة في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة الغزي رقم 451 ج 1 ص 221 وفي النور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس فيمن مات سنة 931 هـ
وصف بأنه خاتمة المسندين والقراء شيخ الإسلام الحبر البحر، العلامة الفهامة السنباطي أخذ القراءات عن تلامذة الشمس العسقلاني فهو مساو في الطبقة لابن الجزري وأجازه المحدثون كابن حجر، كان جلداً في تحصيله، مكباً على الإشتغال حتى برع، وانتهت إليه الرئاسة بمصر في الفقه والأصول والحديث، وكان عالماً عابداً متواضعاً طارحاً للتكليف. من رآه شهد فيه الولاية والصلاح قبل أن يخالطه، وقال محدث مكة جار الله بن فهد في كتابه إلى الشيخ شمس الدين بن طولون: فقدر الله تعالى وفاته في ليلة الجمعة غرة شهر رمضان عند إطفاء المصابيح أوان الفجر. قال: وكان ذلك مصداق منام رؤي له في أول السنة يؤمر فيه بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.
وابنه: أحمد بن عبد الحق بن محمد: الإمام العلامة الحبر شهاب الدين القاهري الشافعي الواعظ. توفي سنة 950 هـ ومترجم في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة الغزي ج 2 ص 111 وديوان الإسلام أيضا. وغير ذلك من الكتب.(1/3402)
وعظ بجامع الأزهر، وكان مع والده بمكة في مجاورته بها سنة 931 هـ ووعظ بالمسجد الحرام في حياة أبيه، وفتح عليه في الوعظ حينئذ، وقال الشعراوي: لم نر أحداً من الوعاظ. أقبل عليه الخلائق مثله، وكان إذا نزل من فوق الكرسي يقتتل الناس عليه. قال: وكان مفنناً في العلوم الشرعية، وله الباع الطويل في الخلاف، ومعرفة مذاهب المجتهدين، وكان من رؤوس أهل السنة والجماعة، وكان قد اشتهر في أقطار الأرض كالشام، والحجاز، واليمن، والروم، وصاروا يضربون به المثل، وأذعنوا له علماء مصر الخاص منهم، والعام. وذكر ابن طولون أنه ولي تدريس الخشابية بمصر بعد الشيخ الضيروطي، وهي مشروطة لأعلم علماء الشافعية. قال الشيخ عبد الوهاب الشعراوي: ولما مات أظلمت مصر لموته، وانهدم ركن عظيم من الدين. قال: وما رأيت في عمري كله أكثر خلقاً من جنازته إلا جنازة الشيخ شهاب الدين الرملي لكونهم صلوا عليه في الجامع الأزهر يوم الجمعة، وصلي عليه غائبة في جامع دمشق يوم الجمعة 12 ربيع 950 هـ.
وعودة إلى المترجم له أحمد بن أحمد السنباطي أقول:
شيوخه :
أخذ القراءات عن جماعة من العلماء منهم:
شحاذة اليمني (كان حيا قبل سنة 966 هـ ووفاته قبل 999 هـ)
ويوسف بن زكريا الأنصاري (توفي سنة 987 هـ)
وذكر ابن القاضي أن من شيوخه الذين أخذ عنهم المرصفي (هكذا دون تحديد)
وبهذا الاسم وجدت نور الدين علي بن خليل الشافعي الصوفي مختصر الرسالة القشيرية
فإن ثبت أنه هو فعليه يكون السنباطي قد عمر فوق الـ 80 لأن وفاة المرصفي 930 هـ
وهناك عالم آخر لكنه يدعى بسبط المرصفي وفاته 966 هـ فالله أعلم.
تلاميذه:
1- عبد الرحمن بن شحاذة اليمنى (975 – 1050 هـ) وأشرت إلى قصة إكماله للقرآن على السنباطي
2- سيف الدين أبو الفتوح ابن عطاء الله الوفائي الفضالي المقرى الشافعي البصير (المتوفى سنة 1020 هـ)(1/3403)
شيخ القراء بمصر في عصره قرأ بالروايات على الشيخين الإمامين شحاذة اليمني وأحمد بن أحمد بن عبد الحق (هكذا في خلاصة الأثر) وبهما تخرج وأخذ عنه جمع من أكابر الشيوخ منهم الشيخ سلطان المزاحي ومحمد بن علاء الدين البابلي وله مؤلفات مفيدة نافعة منها شرح بديع على الجزرية في التجويد ورسائل كثيرة في القراآت
منها: اللؤلؤ المكنون في جمع الأوجه من سورة الكوثر إلى قوله سبحانه وتعالى وأولئك هم المفلحون
أوله الحمد لله الذي جعل القرآن العظيم وقاية لحفظته من النار الخ ذكر فيه أن شيخه شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي لما ختم الطيبة عليه بالقراءة وحصل له فوائد أشار إلى جمعه فجمعه.
3-عبد القادر بن محمد بن أحمد بن زين الفيومي المصري الشافعي الإمام الكبير المعروف وهو والد عبد البر صاحب المنتزه المقدم ذكره لزم الشمس الرملي مدة سنين وتفقه به وأخذ عن الشهاب أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي وعن شيخ القراء الشيخ شحاذه اليمني
4- محمد حجازي بن محمد بن عبد الله الشهير بالواعظ القلقشندي بلد الشعراوي طريقة لوالده الخلوتي طريقة له الإكراوي مولد الشافعي الإمام المحدث المقرى خاتمة العلماء كان من الأكابر الراسخين في العلم واشتهر بالمعارف الإلهية وبلغ في العلوم الحرفية الغاية القصوى مع كونه كان يغلب عليه حب الخمول وكراهية الظهور نشأ بمصر وحفظ القرآن وعدة متون في النحو والقراآت والفقه وعرضها على علماء عصره وأخذ عن جماعة من العلماء منهم الحافظ النجم الغيطي والشيخ الجمال ابن القاضي زكريا والشيخ أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي والشيخ عبد الوهاب الشعراوي والشمس محمد الرملي والشيخ شحاذة اليمنى ..
هكذا في خلاصة الأثر
5- أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي
قال عن شيخه ما نصه:(1/3404)
هو أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي الفقيه المؤلف الشافعي له نظم ونثر وله تآليف حسنة من ذلك نظمه الذي جمع فيه 17 علما (قلت سيأتي أنه 18 علما) أخذ عن جماعة كالمرصفي وغيره لقيته بمصر سنة 986 هـ وقرأت عليه شيئا من منظومته المذكورة وأجاز لي كل ما يحمله، وتوفي سنة 999 هـ والله أعلم.
من كتابه ذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال ج 1 ص 168 رقم 201 . كذا في الهداية
6- نَجْم الدِّين الغَزَِي محمد بن محمد بن محمد الغزي العامري القرشي الدمشقي، أبو المكارم، المؤرخ الباحث الأديب (977-1061هـ)
لم يأخذ عنه القراءات لكن ذكرته لأنه أحد اثنين من تلاميذه ممن أفرد للسنباطي الابن ترجمة في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة وهي وإن كانت مختصرة لكنه مفيدة وقال عنه فيها أنه شيخه بالمكاتبة.
اهـ من ج 3 ص 117 من الكتاب المذكور.
مؤلفاته:
روضة الفهوم بنظم نقاية العلوم.
فتح الحي القيوم بشرح روضة الفهوم المذكورة له.
والنقاية مختصر في 14 علماً مع زبدة مسائلها للإمام السيوطي نظمه شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي وزاد أربعة علوم فصار 18 علماً أوله:
الحمد لله الكريم المحسن*** الواسع الفضل العظيم المنن
الخ سماه روضة الفهوم بنظم نقاية العلوم
ثم شرحه متتبعاً لشرح الأصل وسماه فتح الحي القيوم بشرح روضة ألفه و وزياداته هي الحساب والعروض والقوافي والمنطق في ألف وخمسمائة بيت تقريباً وقد فرغ من بياض الشرح في رجب سنة 982 اثنتين وثمانين وتسعمائة.
حاشية على شرح المحلي للورقات.
شرح القصيدة الهمزية في المدائح النبوية للبوصيري في مجلد.
إظهار الأسرار الخطية في حل الرسالة الجيبية أو شرح رسالة الجيب
للشيخ بدر الدين المارديني وهي على مقدمة وعشرين باباً شرحها أحمد بن عبد الحق السنباطي أولها الحمد لله رب العالمين..
كشف الظنون، ومعجم المؤلفين.
توضيح على رسالة المارديني في العمل بالربع المجيب(1/3405)
شرح الشاطبية
قال المرصفي: ولم يذكر المترجمون له ذكرا لشرحه على الشاطبية فيما وقفت عليه علما بأنه شرح مشهور في عالم المخطوطات في جل الجهات وهو شرح نفيس أجاد فيه وأفاد وقد انتفعت به كثيرا وبمكتبتي منه 3 نسخ خطية ومن وقف على هذا الشرح عرف مقدار الرجل وسعة اطلاعه وطول باعه في علم القراءات والتجويد.
وفاته:
سنة 999 هـ
ولا يلتفت لما في بعض المؤلفات أنها سنة 990 هـ
واثنان من تلاميذه نقضوا ذلك فقد ذكر الغزي وهو معاصر له بل وشيخ مكاتبة أنها 997 أو 998
لكن كما ترى أنه متردد،
وأقوى من ذلك ما ذكره ابن القاضي أحمد بن محمد المكناسي فقد جزم بأنها سنة 999 هـ وقد لقيه وأخذ عنه وقرأ عليه بعض كتبه، فقوله هو الأرجح
====================
المراجع:
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة للغزي 3 ص 117. ورقم 451 ج 1 ص 221 لترجمة الأب، وج 2 ص 111 لترجمة الجد
ديوان الإسلام لترجمة الجد.
النور السافر عن أخبار القرن العاشر للعيدروس فيمن مات سنة 931 هـ لترجمة الجد.
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر المحبي في ترجمة البقري و سيف الدين الفضالي، وعبد القادر الفيومي
كشف الظنون في كلامه عن كتاب اللؤلؤ المكنون، كتاب النقاية، وشرح رسالة الجيب
معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ج 1 ص 149
هدية العارفين لإبراهيم باشا
هداية القاري في تجويد كلام الباري للشيخ المرصفي قسم التراجم الملحقة ص 778 ج 2 طبعة دار طيبة.
ذيل وفيات الأعيان. المسمى: "درة الحجال في أسماء الرجال" ج 1 ص 168 رقم 201 . لأحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي من مطبوعات دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس. هكذا في الهداية.
كتاب الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات للدكتور إبراهيم الدوسري هامش رقم 2 ص 110 الطبعة الأولى 1420 هـ مكتبة الرشد
وأضاف العزو على المراجع التالية :(1/3406)
شرح الشاطبية للسنباطي ق 1 مخطوط محفوظة في المكتبة الأزهرية تحت رقم 150 ، 16188
وإجازة المتولي للبنا بالقراءات العشر ص 4 مخطوط نسخها الشيخ أيمن سويد من مخطوطة بدار الكتب المصرية رقم 284
وإجازة المتولي لخليفة فتح الباب الحناوي بالقراءات الثلاث ق 2 مخطوط وهي محفوظة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض رقم 34
وفهرس الخزانة التيمورية / 143، 144 طبع دار الكتب المصرية بالقاهرة عام 1367 هـ
والأعلام للزركلي 1 / 92 الطبعة السابعة دار العلم ببيروت
وإجازة السمنودي للشيخ أيمن سويد مخطوط
وقواعد التجويد ص 18 للشيخ عبد العزيز القاري طبع مطابع المختار الإسلامي الطبعة الرابعة سنة 1399 هـ
---
د. أنمار
09-29-2006, 03:07 AM
شرح الشاطبية
قال المرصفي: ولم يذكر المترجمون له ذكرا لشرحه على الشاطبية فيما وقفت عليه علما بأنه شرح مشهور في عالم المخطوطات في جل الجهات وهو شرح نفيس أجاد فيه وأفاد وقد انتفعت به كثيرا وبمكتبتي منه 3 نسخ خطية ومن وقف على هذا الشرح عرف مقدار الرجل وسعة اطلاعه وطول باعه في علم القراءات والتجويد.
نسخ هذا الشرح موجودة في:
المسجد الأحمدي بطنطا خ 18 - ع 1629
جامعة استانبول رقم 280/366
المكتبة الأزهرية رقم 150 وكذا 16188
دار الكتب بالقاهرة رقم 36 وكذا 347
(الفهرس الشامل 2/493)
من الإمام الشاطبي د. حميتو ص 187
---
أبو عبيدة الهاني
04-11-2007, 02:22 PM
جزاك الله خيرا..
سؤالي هو: لأي سنباطي كتاب "بغية القاري المتفهم في شرح صحيح مسلم"؟
---
نورة
04-11-2007, 03:00 PM
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ د/ أنمار
وجعلك من أعلام القرآن والقراءات المخلصين
---
(1/3407)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > حمل برنامج فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
---
حمل برنامج فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
---
مسك
04-22-2005, 09:25 PM
من أضخم الموسوعات الشرعية المعتمدة، المتلقاة من علماء الأمة ـ ليس بالقبول فحسب ـ وإنما بالإعجاب والفخر الكبيرين. الموسوعة التي تُغنيك عن اقتناء الكثير من أمهات الكتب؛ لشمولها، وتنوعها، وعمقها، وجاذبية عرضها، وسلاسة أسلوبها، ووحدة منهجها. الموسوعة الغنية بالعقائد، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، والمناظرات، المشتملة على: الفقه وأصوله، والتفسير وأصوله، والحديث وأصوله، والتصوف وأصوله،... الحاوية لكل ما يحتاج إليه المسلم في معرفة ماضيه، وحاضره، ومستقبله من النواحي الشرعية. الموسوعة التي لها من الرحابة، والتأثير ما جعلها قبلة الأصوليين، ووجهة المحدثين، ومرشد المفسرين، وإمام المتكلمين، وبغية العارفين، وضالَّة المستفتين، وسراج المتمنطقين، ومشكاة المتفكرين.
أضغط هنا للتحميل (http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=33&book=1751)
---
عبدالرحمن الشهري
04-23-2005, 03:51 AM
جزاك الله خيراً على هذا البرنامج الرائع . وجزى الله القائمين على برمجته خيراً .
---
مسك
05-19-2005, 09:00 AM
ولك بمثل يا شيخ عبدالرحمن ...
---
(1/3408)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > ملتقى الكتب والبحوث والمخطوطات > :: اول الغيث قطره - ماهى الكتب التى ترغبون فى الحصول عليها ك pdf لنشتريها لكم ::
---
:: اول الغيث قطره - ماهى الكتب التى ترغبون فى الحصول عليها ك pdf لنشتريها لكم ::
---
طويلب علم صغير
10-01-2005, 07:30 AM
المشايخ الكرام و الاخوه الافاضل
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
استكمالا لما كتبته هنا منذ عده ايام حول المشروع الجديد فى عالم نشر كتب العلم الشرعى على الانترنت على الرابط التالى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38669
نبشركم انه بفضل الله تعالى و منته قد تكون فريق عمل صغير للبدء فى استقبال طلباتكم بخصوص اسماء الكتب التى تريدونها لكى يتم شراءها و مسحها ضوئيا ثم نشرها على الملتقى ك pdf
فى هذا المقام نريد أن ننحى منحى آخر أكثر دقة فيما يتعلق بمشروع نشر الكتب خلافا لما قمت به من قبل من نشر كتب من مكتبتى المتواضعه وذلك كالتالي:
أطلب منكم أن تحددوا الكتب التي تريدون رفعها ،والتي يتوفر فيها إحدى الصور التالية:
1- أن يكون الكتاب طبعة قديمة مميزة يندر تواجدها
2- أو أن يكون الكتاب طبعة قديمة مميزة يغلو ثمنها
3- أن يكون الكتاب كتاب حديث الطبعة لكنهه غالي أو غير متوفر
4-البحوث المعاصرة المتميزة التي يغلو ثمنها أو يندر تواجدها.
أي أن الضابط العام هو: عدم قدرة جمهور الأخوة على تحصيل الكتاب.
نرجوا الا تبخلوا علينا بالنصيحه فهذا المشروع لم يبدأ الا من اجلكم
ايضا نريد ان نعلمكم ان شراء الكتب سوف يبدأ بعد نهايه رمضان ان شاء الله وبعد ذلك شحن الكتب ثم مسحها ضوئيا قد يستغرق شهر والله الموفق
---
عبدالرحمن الشهري
10-01-2005, 08:23 AM
جزاكم الله خيراً أخي العزيز وأسأل الله لكم التوفيق.
ولكن السؤال أخي الكريم : أين حقوق المؤلفين في الموضوع ؟
---
جمال أبو حسان(1/3409)
10-02-2005, 10:23 AM
اشكر الاخ الدكتور الشهري على حسه الديني واثني على ما قال من ضرورة احقاق الحقوق لاهلها في هذا الملتقى والا انقلب الى مالا نرغب فيه من النهب والسلب
---
د/ سعيد جمعة
10-15-2005, 11:34 PM
جزاكم الله خيرا
ورجائي في الله تعالى أن يوفقكم إلى ما يحبه ويرضاه , وهاكم أول الكتب التي أود الحصول عليها .
تفسير نظم الدرر في تناسب الآي والسور لبرهان الدين البقاعي
وشكر الله لكم جميل صنعكم
---
مصعب الدوري
10-20-2005, 07:25 PM
جزاكم الله خيرا
1. مصاعد النظر للاشراف على مقاصد السور ....
الامام البقاعي
2. ملا ك التاويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه الايات المتشابهات من كتاب الله العزيز
ابن الزبير الغرناطي
3.البرهان في ترتيب سور القران
للمؤلف السابق
4.درج الدرر في تفسير الاي والسور
عبد القاهر الجرجاني
و جزاكم الله خيرا
---
خادمة القرآن
06-26-2006, 10:57 PM
لو سمح مشايخنا الكرام نحتاج إلى بعض الكتب منها :
1) تقييد وقوف القرآن الكريم . للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي (ت 930). وهذا الكتاب طبع في المغرب بتحقيق الدكتور الحسن بن أحمد وجاج أو ( وكاك )
2) كنوز ألطاف البرهان في رموز أوقاف القرآن . للشيخ محمد صادق الهندي ( ت 1290هـ )
3) منظومة مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن . للإمام الخراز ( ت 718 ) تحقيق الشيخ الدكتور أشرف محمد فؤاد طلعت .
وجزاكم الله خيرا . أرجو تحقيق الطلب ورزقكم الله الجنة
---
الجكني
06-27-2006, 05:16 PM
وعندي كتاب تقييد الوقوف للشيخ الهبطي رحمه الله تعالى لمن يريد صورة منه
---
خادمة القرآن
06-28-2006, 12:37 AM
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور ووصلك بطاعته إذا تكرمتم ؛ أمدوني بصورة من كتاب تقييد وقوف القرآن للإمام الهبطي على البريد الالكتروني
na1ahmad@hotmail.com
أو البريد العادي : 86893 الرياض الرمز البريدي : 11632
---
ناصر
07-28-2006, 06:58 AM(1/3410)
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله, و بعد:
الرجاء النظر هنا (http://209.190.30.50/~ahlalhd1/vb/showthread.php?t=84421).
و السلام عليكم.
---
(1/3411)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > بين ابن جرير وابن كثير 6
---
بين ابن جرير وابن كثير 6
---
محمد العبدالهادي
04-26-2004, 11:30 PM
في قوله تعالى :"قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " اختلف المفسرون في معنى التمني الوارد في الآية ، فقال قوم بأن المراد التمني المعروف ومال إليه ابن جرير، وقال آخرون بل المراد المباهلة وهو الذي رجحه ابن كثير حيث قال:[فأما من فسر الآية على معنى ...إن كنتم صادقين في دعواكم فتمنوا الآن الموت . ولم يتعرض هؤلاء للمباهلة كما قرره طائفة من المتكلمين وغيرهم ، ومال إليه ابن جرير بعد ما قارب القول الأول ؛ فإنه قال : القول في تأويل قوله تعالى قل إن كانت لكم الدار .. وهذه الآية مما احتج الله به لنبيه صلى الله عليه وسلم على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره ، وفضح بها أحبارهم وعلماءهم ؛ وذلك أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم ، فيما كان بينه وبينهم من الخلاف، كما أمره أن يدعو الفريق الآخر من النصارى إذ خالفوه في عيسى بن مريم عليه السلام وجادلوه فيه إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة .فقال لفريق من اليهود : إن كنتم محقين فتمنوا الموت ، فإن ذلك غير ضار بكم ، إن كنتم محقين فيما تدعون من الإيمان وقرب المنزلة من الله ، بل إن أعطيتم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم ، فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها ،والفوز بجوار الله في جناته , إن كان الأمر كما تزعمون : من أن الدار الآخرة خالصة دوننا، وإن لم تعطوها علم الناس أنكم المبطلون ونحن المحقون في دعوانا وانكشف أمرنا وأمركم لهم . فامتنعت اليهود من الإجابة إلى ذلك ، لعلمها أنها تمنت إن تمنت الموت هلكت ن فذهبت دنياها , وصارت إلى خزي في آخرتها ،(1/3412)
كما امتنع فريق النصارى .
[قال ابن كثير بعد هذا ] وهذا الكلام منه أوله حسن ،وأما آخره فيه نظر ؛وذلك أنه لاتظهر الحجة عليهم على هذا التأويل ، إذ يقال : لايلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت؛ فإنه لاملازمة بين وجود الصلاح وتمنى الموت ، وكم من صالح لايتمنى الموت ، بل يود أن يعمر ليزداد خرا وترتفع درجته في الجنة ، كما جاء في الحديث :"خيركم من طال عمره وحسن عمله" وجاء في الصحيح النهي عن تمني الموت ، وفي بعض ألفاظه :"لايتمنيت أحدكم الموت لضر نزل به، إما محسنا فلعله أن يزداد ، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب"، ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا :فها أنتم تعتقدون- أيها المسلمون - أنكم أصحاب الجنة ن وأنتم لاتتمنون في حال الصحة الموت ؛فكيف تلزمونا بما لايلزمكم ... وسميت هذه المباهلة تمنيا لأن كل محق يود لو أهلك الله المبطل المناظر له ، ولاسيما إذا كان في ذلك حجة له في بيان حقه وظهوره ، وكانت المباهلة بالموت لأن الحياة عندهم عظيمة عزيزة ، لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت ]انظر (1/324) وهذا الكلام من الحافظ ابن كثير رحمه الله عالي القدر لطالب العلم .
وكم جلست أفكر طويلاً بين القولين ؟ أيهما أصح ظاهر اللغة عند ابن جرير أم حجج الحافظ ؟
فأرجو من الإخوة أن لايبخلوا بالمشاركة ؟
---
أبومجاهدالعبيدي
04-27-2004, 01:24 AM
لقد يسر الله لي بحث هذا الموضع ضمن رسالة الدكتوراه : ترجيحات ابن القيم في التفسير - دراسة وموازنة - يسر الله إتمامها ، وتجد هذا البحث مرفقاً مع هذا الرد :
---
محمد العبدالهادي
05-01-2004, 07:11 AM
جزاك الله خيرا على هذا البحث القيم حقيقة ، وليتك لو أشرت إلى الخلاصة في ردك ليتنفع بها الإخوة ، وعذرا عن التأخر في الرد .
---
(1/3413)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى المفتوح والتقني > قصيدة: ".... بَغْتَة ..."
---
قصيدة: ".... بَغْتَة ..."
---
صالح العمري
02-19-2006, 09:46 PM
بغتة...
إذا ما حشرجت في الحلقِ نفسٌ = فما يُغنيك مالٌ أو بنونُ
وإنْ أسْلَتْكَ موجدةٌ وأمنٌ = ففي أعقابها دونٌ فدونُ
وكنزُكَ "صالحُ الأعمالِ" فاغنم ْ = وعُقبى الطينِ أن يعلوهُ طينُ
وتُبْ .. وارض القضا خيراً وشرّا = وقلبُكَ لا تًُشَتّتْهُ الظنونُ
وكيف يُصانُ محمومٌ إذا لمْ = يكنْ في القلبِ تقوى لا تصونُ
وإن تعمى البصائرُ في ضحاها = فما تغني عن النفسِ العيونُ ِ
إذا جنَّ الظلام بجحفليهِ.. = فما تجدي اللحاظُ ولا الجفونُ
وكم من معدم أنجاهُ فقرٌ!! = وذو الثرواتِ أردتهُ الصحونُ
ويرقدُ ذو القناعةِ في سلام ٍ = وذو الصفقاتِ مرقدهُ الجُنُونُ
وكم مِنْ آمنٍ بين التكايا = وشيكٌ أنْ تباغتَهُ المنونُ!!
----------
صالح بن علي العمري- الظهران
---
سلسبيل
02-20-2006, 09:18 PM
جزاكم الله خيرا
---
طارق
02-21-2006, 12:42 PM
بارك الله فيك
---
عبدالرحمن الشهري
02-27-2006, 10:08 PM
وفقكم الله لكل خير أخي الكريم صالح . وأشكرك على تعهدنا بين الحين والآخر بقصيدة من قصائدك الطريفة البديعة ، زادك الله من فضله ، وجعلنا وإياك من أوليائه الصالحين .
---
(1/3414)
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > هل عبد ابراهيم عليه السلام الكواكب و القمر و الشمس فعلا ؟
---
هل عبد ابراهيم عليه السلام الكواكب و القمر و الشمس فعلا ؟
---
عبدالله حسن
09-11-2004, 11:44 PM
يقول الله تعالى :
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
سؤالي هل كان ابراهيم عليه السلام فعلا عابدا للكواكب و القمر و الشمس أم ان هذا الحوار كان مع قومه فقط لبيان حقيقة هذه المخلوقات و أنها لا تستحق العبادة ؟
---
موراني
09-12-2004, 01:23 AM
وفقك الله ,
انه من المسلّم به أن الشعوب السامية عبدوا الكواكب والقمر والشمس في عصور ما من التاريخ بما فيهم العرب ما قبل الاسلام .
أما الآيات التي ذكرتها , فلم تراجع ما جاء فيها في كتب التفسير ؟ طلب العلم لا يتم من طريق المنتديات بل من طريق القراءة المتعمقة المتواصلة في الكتب المطبوعة ( وغير المطبوعة .... فيما بعد!)
فأنظر ما جاء في الآية التي ذكرتها :
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
موراني
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2004, 02:05 AM(1/3415)
أخي الكريم عبدالله حسن أحسن الله إليه ووفقه آمين
كما تفضل الدكتور موراني فإن العلم يطلب من مظانه الأصلية ، ومراجعة كتب التفسير بإذن الله تكشف لك القول الصحيح في تفسير هذه الآيات . وما أحسبك إلا راغباً في الاستشارة وطلب الدلالة على مظان الجواب في كتب التفسير وغيرها .
وجواب سؤالك مذكور فيه وهو أنه قد قال إبراهيم صلى الله عليه وسلم ما قال استدراجاً لقومه لإفحامهم وإقامة الحجة على بطلان ما يعبدون من دون الله سبحانه وتعالى . وهذا من باب التنزل مع الخصم لإفحامه وهو موضوع يبحثه العلماء في علم الجدل والمناظرة .
وقد رجح الزمخشري وغيره القول بأن قول إبراهيم عليه السلام هذا من باب الاستدراج لإلزامهم بالتوحيد .
وقد توسع المفسرون في تفسير قوله هنا :(هذا ربي).
فمن قائل بأن المتكلم بهذا آزر ، وأنه لما قال ذلك قال إبراهيم :(لا أحب الآفلين).
وقيل: إنه إبراهيم ، وكان ذلك في حال الصغر ، قبل استحكام النظر في معرفة الله تعالى لقوله :(لئن لم يهدني ربي ...).
وقيل : بعد بلوغه وتكريمه بالرسالة ، إلا أنه أراد الاستفهام الإنكاري توبيخاً لقومه ، فحذف الهمزة ، ومثله كثير في اللغة .
وقيل : على إضمار القول ، أي : يقولون هذا ربي ، وإضمار القول كثير في اللغة.
وقيل : المعنى : في زعمكم واعتقادكم الباطل.
وقيل : الإخبار على سبيل الاستهزاء . وغير ذلك من الأقوال .
والقصد في ذلك كله تنزيه مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام عن الشك والحيرة ، واعتقاد ربوبية غير الله ، لمنافاته لعصمة الأنبياء عليهم السلام.
وهذا كله مشكور للعلماء رحمهم الله ، غير أن القول بأن هذا من باب إنصاف الخصم ، والتنزل معه في الجدل ، من أجل إفحامه وإقناعه بخلاف ما يذهب إليه أولى من حمل الآية على هذه الأقوال ، وقد اقتصر الزمخشري في تفسير هذه الآية على هذا الوجه دون غيره.(1/3416)
والكلام في هذا الموضع طويل ، ولو رجعت إلى تفسير القاسمي رحمه الله عند هذه الآيات لوجدت تفصيلاً جيداً فيه نفع وفائدة لك أخي الكريم ، أسأل الله أن يوفقك لكل خير ، وأن ينفعنا جميعاً بالعلم ، وأن يجعله حجة لنا لا علينا.
---
السويلم
09-12-2004, 01:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله.
برفقه بحث موسع حول قصة إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، وأقوال المفسرين من الصحابة وسلف الأمة ومن بعدهم، ومناقشة مستفيضة لأدلة كل قول والجواب عنها.
أرجو أن يكون فيه فائدة.
شواهد اليقين في استدلال الخليل - صلى الله عليه وسلم - على رب العالمين (http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=916).
---
عبدالرحمن الشهري
09-12-2004, 05:16 PM
الأخ الكريم سامي السويلم وفقه الله
شكر الله لكم هذه الفائدة النفيسة ، وقد قرأت سريعاً بحثكم الموفق أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم . وأرجو أن ينتفع به الإخوة الكرام جميعاً ولا سيما الأخ عبدالله حسن .
---
النووي
09-21-2004, 05:52 AM
جزاكم الله خير الجزاء
بالفعل البحث عن العلم في مظانه أجدى وأعظم وأنفع فبارك الله بكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
---
د. هشام عزمي
09-26-2004, 11:42 PM
إذن ماذا تقول يا شيخنا عبد الرحمن الشهري في هذا البحث و هو يخالف ما ذهبت إليه ؟
---
(1/3417)
ملتقى أهل التفسير > القسم الإداري > ملتقى الاقتراحات والملحوظات > عمل مستدرك على الدر المنثور
---
عمل مستدرك على الدر المنثور
---
هشيم الواسطي
09-25-2004, 09:04 AM
اخواني الاكارم
قد طرحت سابقا فكرة عمل مستدرك على الدر المنثور فالاجزاء الحديثية مليئة بالأثار والاخبار التي لم يستوعبها السيوطي رضي الله عنه
ارجوا ان تتفضلوا على اخيكم هشيم الواسطي بالاراء والاشارات
وجزاكم الله خيرا
---(1/3418)